موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري
موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» دراسة تكشف عن نتيجة غير متوقعة.. القهوة لا تجعلك مستيقظاَ!
 بين علم الاجتماع ونصوص أهل البيت عليهم السلام Emptyأمس في 4:37 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» ما الفرق بين القهوة الأصلية والقهوة المغشوشة
 بين علم الاجتماع ونصوص أهل البيت عليهم السلام Emptyأمس في 4:31 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

»  طرق حفظ العصائر
 بين علم الاجتماع ونصوص أهل البيت عليهم السلام Emptyالأحد سبتمبر 15, 2024 8:57 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» مكونات عصير الكوكتيل
 بين علم الاجتماع ونصوص أهل البيت عليهم السلام Emptyالأحد سبتمبر 15, 2024 8:54 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» طريقة عمل عصير الزبيب
 بين علم الاجتماع ونصوص أهل البيت عليهم السلام Emptyالأحد سبتمبر 15, 2024 8:43 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» طريقة عمل عصير كيوي بالحليب
 بين علم الاجتماع ونصوص أهل البيت عليهم السلام Emptyالأحد سبتمبر 15, 2024 8:37 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» طريقة عمل عصير كيوي بالحليب
 بين علم الاجتماع ونصوص أهل البيت عليهم السلام Emptyالأحد سبتمبر 15, 2024 8:31 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

»  فوائد العصائر
 بين علم الاجتماع ونصوص أهل البيت عليهم السلام Emptyالأحد سبتمبر 15, 2024 8:27 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

»  ما هي فوائد زيت النمل
 بين علم الاجتماع ونصوص أهل البيت عليهم السلام Emptyالسبت سبتمبر 14, 2024 9:24 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

سبتمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
      1
2345678
9101112131415
16171819202122
23242526272829
30      

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



حول

مرحبا بكم فى منتدى موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري

مرحبا بكم فى منتدى موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري

قبيلة البدير من القبائل الزبيديه


بين علم الاجتماع ونصوص أهل البيت عليهم السلام

اذهب الى الأسفل

 بين علم الاجتماع ونصوص أهل البيت عليهم السلام Empty بين علم الاجتماع ونصوص أهل البيت عليهم السلام

مُساهمة  الشيخ شوقي جبار البديري الإثنين يوليو 15, 2024 8:13 am


بين علم الاجتماع ونصوص أهل البيت عليهم السلام

يُعجب معظم شبابنا بمقولات ونظريات الدكتور علي الوردي وغيره فيما يخص المجتمع العراقي ، رغم أن كثيراً منها ليس من المسلمات ، بل في بعضها ما يخالف كلام المعصومين عليهم السلام ، وخالفه أيضاً الكثير من الباحثين في علم الاجتماع وهو ما سنبينه في بحثنا هذا .

يقول الدكتور الوردي في احدى كتبه (لاحظت بعد دراسة طويلة أن شخصية الفرد العراقي فيها شيء من الإزدواج وأجد كثيراً من القرائن تؤيدني فيما أذهب إليه .. وإني لا أنكر بأن إزدواج الشخصية ظاهرة عامة توجد بأشكال مختلفة في كل إنسان، ولكني أؤكد أن الإزدواج فينا مركّز ومتغلغل في أعماق نفوسنا ، ان العراقي أكثر من غيره هياما بالمثل العليا فيدعو إليها في خطاباته وكتاباته ولكنه في نفس الوقت من أكثر الناس إنحرافاً عن هذه المثل في واقع حياته) .

ونحن نسأل الدكتور الوردي ما هو الازدواج الذي يقصده ؟ يبدو من ظاهر كلامه أنه يقصد إيمان الشخص بشيء ظاهراً وعمله بخلاف ذلك ، والكاشف عن عدم ايمانه الحقيقي بذلك الشيء ، وهذا ما نسميه فقهياً النفاق ، وقد قصد التعميم في نظريته على كل العراقيين ولم يستثن جماعة أو فرداً .

وسنناقش الأمر وفق حقائق علم الاجتماع ، وسنثبت أن الدكتور الوردي لم يكن دقيقاً في وصفه ، بل أنه لم يكن محيطاً بالأمر بكل جوانبه ، مما أنتج نظرية غير مكتملة الوصف ، ومخالفة للواقع ، فهو لم يجد القاعدة الصحيحة وأخطأ في تشخيص مصاديقها ، وان ما قصده (النفاق) ينطبق على فئة قليلة جداً ، فضلاً عن تعميمه على الكل وإن قصد الأغلبية .

نقد النظرية وفق علوم الاجتماع

ان الازدواجية بما طرحه الدكتور الوردي من مصاديق ، ليست مشكلةً يُراد البحث عن حل لها ، وليست هي نفاقاً كما يُفهم من ظاهر كلامه ، كما أنها ليست صفة عامة للعراقيين فضلاً عن أن تكون صفة عامة للبشر بحسب كلامه ، لان الدكتور رحمه الله غفل عن الأمور التالية ، عند طرحه لهذا الرأي :

1. يتحاكم اهل الاختصاص في كل علم الى قواعده لتفسير ما اختلفوا فيه ، وفي علم الاجتماع عندما يُطرح رأي لأحدهم يُفهم مقصده فيه من ظاهره ، بالإضافة للقرائن المحيطة بهذا الظاهر والتي تؤيد وتفسر ذلك المقصد ، والدكتور الوردي في موضوعنا لم يتكلم بقرآن او حديث حتى نحتاج الى تأويل باطني له ، باعتبار ان الظاهري منه قد لا يكفي أحيانا، ولأنه تكلم بكلام بشر عادي له خصوصية علمية وهو مفهوم . . بخصوص موضوع الازدواجية ، وأعطى مصاديق عليها تؤكد انه يعني ما قلنا ، من ان الازدواجية عنده تعني النفاق ، فعند ذلك : إن من التكلف أن نحمل الأمر فوق طاقته ونحاول تأويل كلامه بغير ما قصد ، نعم ان خانته العبارة فهو شيء آخر ، لكننا عندها لن نغفل مقصوده منها ، فبما انه عرف الازدواجية من خلال مضمون طرحه بأنها اظهار الشخص لشيء والعمل الكاشف عن الايمان بخلافه ، يصبح لزاما علينا تسمية ذلك بالنفاق ، وإلا كيف يكون النفاق إن لم يكن كذلك؟!! .

2. لو نظرنا للأمر من زاوية أخرى - ربما نظر اليها الدكتور الوردي ولكنه فسرها بشكل خاطئ على أنها نفاق وهي ليست كذلك- سنجد أن هناك عقلاً جمعياً ( هو الرأي العام لعموم المجتمع) والذي قد يفرض رأيه على الفرد ويتبناه دون قناعة راسخة ، ويتنازل عنه بمجرد مراجعته لنفسه ، وهذا ما يحصل لأغلبية الناس ، اذ أنهم يعيرون عقلهم للجماعة فيتحكمون به ويصدرون له آرائهم ، فيتبناها دون علم واقتناع بها ، فلذا نرى الكثير منا نحن البشر - ولا خصوصية للعراقيين في ذلك - ينساق خلف الرأي الجمعي للمجتمع في مواقف كثيرة وخاصة تلك التي يجهل التشخيص فيها لحظتها، لكنه عندما يخلو ونفسه ويُعمل عقله، تراه قد يخالف ما أيده سابقاً، ويعارض ما آمن به من مفاهيم، وهذا يحصل لكل الناس البسطاء، بل ولبعض غيرهم في بعض المواقف، ويشذ عنهم ذوي العقول القوية تفكيرا وبحثاً ورأياً .

وعليه نستطيع فهم ماهية الازدواجية التي يذكرها الكثير من الناس او الدكتور الوردي في مصاديق كلامهم ، ويعتبرونها نفاقاً وهي ليست كذلك ، إذ هي انسياق وراء العقل الجمعي دون تفكير، والرجوع عن هذا الانسياق عند التفكير .

فان ما نراه من تشبث بالمثل العليا من أغلب الناس ، انما هو انسياق خلف العموم والرأي الجمعي وليس ايمانا بها ، وبالتالي لا يمكن التعويل على هؤلاء في تغيير الواقع ، أو نقدهم لأنهم يبدلون رأيهم أكثر من مرة، لأنهم فعلا انما يعودون لما يؤمنون به، لا انهم يبدلون اعتقادهم او يزدوجون في الاعتقاد.

فواقع الأمر لا وجود لمشكلة الازدواجية بين أغلب الناس حتى نسعى لحلها ، بل هناك مشكلة انسياق وراء الرأي الجمعي بدون ايمان واعتقاد، سواء أكان هذا الراي صحيحاً أو خطأً، وكما شاهدنا فهو عرضة للتنصل منه لأنه ليس باعتقاد.

ولحل هذه المشكلة نحتاج أن نعلم الناس كيف يفكرون بأنفسهم، مستندين لحقائق الأمور في الدنيا والآخرة، مستعينين بالأعلم منهم من ذوي الاختصاص ، وان يتركوا الانسياق وراء راي المجموع بدون تمحيص وبحث ، وان أدى تفكيرهم - قصوراً أو تقصيراً - الى الاعتقاد الخاطئ ، فالأخير سيوصل الى الصواب يوماً ما ان سعى صاحبه طالما كانت نيته البحث عن الحقيقة . . . فذلك أصوب من التخبط وراء رأي المجموع الذي قد لا يكون في أحايين كثيرة مجدياً .

فالمجموعة التي تنتمي لهذ الصنف من الفهم هي تلك المنساقة للعقل الجمعي دون تفكير منطقي او فردي وهم اغلبية الناس ، وهؤلاء ليس ازدواجيين وان ظهروا بذلك للناظر بقدر ما هم ناعقين مع كل ناعق ، فتأمل .

ولنضرب المثال التالي على الأمر :

شخصان يتناقشان بمسألة الطائفية ، ولنفرض أن أحدهما من البسطاء الجُهال والآخر من العقلاء ، العاقل انعقد قلبه على ما يقول من حيث رفض الطائفية ومقتها ، والبسيط تأثر بقول العاقل انسياقاً وراء العقل الجمعي لمجموع الناس في الاعلام وغيره لا اعتقادا منه بحقيقة ما يقول ، فان خلا ونفسه التي ربما تكون طائفية ، تراه يبدل موقفه ، وتبديل موقفه هذا انما هو رجوع للحقيقة التي يؤمن بها وليست عملية تبديل لاعتقاده ، او ما نصطلح عليه بازدواجية الرأي ، فالازدواجية تبديل للاعتقاد وليس رجوع له بعد انسياق وراء رأي الجماعة ، الذي هو ليس برأيه ، بل تبناه ظاهراً لا اعتقاداً قلبياً ، فتأمل..

ادعي من خلال بحثي هذا أنني أشخص مشكلة في البشر، لاتختص بالعراقيين، وأحاول البحث عن الحلول والأسباب، وبذلك اختلف في تشخيص الموضوع مع الاستاذ الوردي الذي ينتقد الأمر ويعتبره صفة عامة للعراقيين، والأخطر من ذلك أنه يفهمها بشكل مغاير لحقيقتها، فهو يرى تبدل رأي انسان انساق وراء المجموع ورجوعه الى ما يعتقد، يراه ازدواجية، وأنا أرى أن ذلك ليس ازدواجية، لأنها كما أوضحنا آنفا تغير من اعتقاد لآخر وليس الرجوع من تأثر ظاهري برأي الجماعة إلى الاعتقاد الشخصي الذي كان وسيبقى عليه ولم يزدوج داخله، إلا للناظر الذي خيل له أن اعتقده في البداية، فتأملوا أعزتي .

3. ظاهر الازدواج قد يحصل أحيانا للرائي وفق المنظور الثاني المذكور آنفاً ، وهو ليس ازدواجاً وفق هذا المنظور فضلاً عن أن يكون ازدواجاً بمعنى النفاق كما قصده الدكتور الوردي ، وهذا الازدواج الظاهري وفق ذلك المنظور ، يحصل عندما يصيب عقلاء الناس أحيانا الخوف من قول الحقيقة ، فتراهم يقولون ما لا يؤمنون به ، مع بقاء ايمانهم وعدم تغيره ، وهذا ليس فيه ازدواجية أصلاً ، وفق رأي الدكتور الوردي ، اذا ان الأخيرة قد تعني بالإضافة للنفاق ، تغيير الاعتقاد مع سبق الاصرار على ذلك ، لا اظهار شيء يخالف الاعتقاد ، والأخير واحد في كلا الوجهين لم يتغير ، وهو التقية ، فهي ليست ازدواجية - بالمعنى الذي قصده الوردي - بل هي اخفاء الحق مخافة أحدٍ من الخلق ، فالاعتقاد بقي باطناً واحداً ولم يزدوج، ما ازدوج هو الكلام، والدكتور يؤكد أو ظاهر كلامه يفسر على أن الازدواج يحصل بوجود اعتقادين لا اعتقاد واحد بكلامين، فالازدواجية التي قصدها الوردي، تعني أحد أمرين:

أ‌- ان أخذنا بظاهر كلامه فهو النفاق.

ب‌- أن فسرنا كلامه على احتمالية انه (كتب ما لم يقصد) فيمكن أن تكون الازدواجية حينها (تغيير الايمان بحقيقة ما في موقفين زمانيين مختلفين، او موضعين متباينين، اي التغيير المكاني او الزماني مع الاعتقاد بكلا الحقيقتين في كلا الزمانين او المكانين) وهذا يعني ان الازدواجية وفق هذا التفسير الافتراضي ليست نفاقاً بقدر ما هي عدم ثبوت في الآراء الشخصية، او قل الإيمان الهوائي بالأشياء، فتارة مع هذا الاتجاه وأخرى مع غيره، لكن يبقى هذا الاحتمال محتاج الى دليل لإثبات ان الدكتور الوردي قد قصده، مع وجود ظاهر كلامه المخالف له .

4. هناك منظور آخر وتفسير لاختلاف السلوك مع الاعتقاد، الصادران من الشخص، وقد يفسر ظاهراً على أنه ازدواجية، وهو ليس كذلك، ألا وهو ايمان الشخص بأحد نقيضين والميل نفسيا للآخر، فذلك الايمان بالقيم السماوية العليا أو المُثل الاجتماعية السامية، هو فطرة عقلية فطر الله الناس عليها، والميل في نفس الوقت لمشتهيات النفس وهواها امر فطري للنفس، ولا نقيض بين الأمرين، وليس هذا الأمر ازدواجية، غاية ما في الأمر ان العقل يختلف عن النفس، فالأول يميل لقيم السماء والثاني يجنح لقيم الأرض، وهو ليس بمرض يُشار له بالبنان ويحتاج كل هذا التركيز الذي يُظهره البعض بأنه مرض يحتاج علاجاً!! إنما هو شيء من مقتضيات الطبيعة البشرية .

فالصراع بين هذين التوجهين طبيعي ، وهل التدين الا نتاج المعركة بين هذين التيارين؟!! ، فإما ينتصر العقل فتحصل التقوى او تنتصر النفس فيحصل الخسران والفسق.

ولسنا بصدد الدخول في ايضاح هذا الصراع إلا بمقدار ايضاح اللبس الذي حصل عند البعض الذي تبنى فهم الازدواجية عند الدكتور الوردي (( والتي تعني عنده اظهار الايمان بقيم ومُثل عليا عند التنظير - وهي ليست ايمانا بقدر ما هي اظهار الفاظ بلا اعتقاد – والعمل الكاشف عن الايمان بخلافها على ارض الواقع العملي)) ، وفرق هذا التفسير واضح عن الواقع الذي يؤكد:

أن الايمان بقيم ومُثل عليا واقعا، والعمل - وليس الايمان - بخلافها بسبب ميل النفس لمشتهيات الدنيا كما أوضحناه، ليس بالأمر المستغرب لأنه من سُنن الحياة، وهو ليس نفاقاً.

ومن هذا نعرف ان كثيرا من البشر ومنهم الكثير من العراقيين وليس كلهم - وفق كلام الدكتور الوردي الذي وقع في المحذور وعمّم أحكامه - ليسوا ازدواجيين بقدر ما هم بشر طبيعيون، لهم رؤى عقلية يؤمنون بها ويمتلكون نفوسا كباقي البشر فيها ميل لمشتهيات الدنيا قد تخالف تلك الرؤى، ولا خصوصة للعراقيين فيها، ولا تعني هذه البديهية العلمية بأي حال، ان هؤلاء البعض يؤمن بشي ظاهرا ويعاكسه باطنا، وبالتالي يطلق عليه اصطلاحا بالمنافق، او الازدواجي وفق مفهوم الدكتور الوردي، بل هم كمثل الشخص الذي يؤمن بوجوب الصلاة ولكنه لا يصلي، فلا يسميه الدين منافقاً او كافرا بل هو عاص، نعم لو كان لا يؤمن بالصلاة ويصلي ليظهر للناس تدينه فهو ازدواجي او منافق.

وعلى ذلك ووفق الملاحظات أعلاه، يجب التأكيد على ان الازدواجية بمعناها الاصطلاحي وكما أوضحناه بلا لبس او خلاف بين المختصين، غير موجود عند اغلب الناس فضلاً عن العراقيين، وهو ما أخطأ فيه الدكتور الوردي اذ تصور وجودها في الأغلب وركز على العراقيين، في تأكيد على ما نقوله دائما في كتاباتنا ومحاضراتنا، أن الكثير من العراقيين يحبون جلد الذات بسبب أو بدونه، فينسبون السوء لأنفسهم وان لم يوجد.

أن ما نراه من تشبث وإيمان بالمثل العليا من أغلب الناس -عراقيين أو غيرهم – ومخالفة سلوكهم لذلك الإيمان، يعود تفسيره إلى أحد الأمور التالية:

1. انسياق الشخص خلف الرأي الجمعي وتبنيه للفكر السائد دون تدقيق، وذلك ليس إيماناً واعتقاداً متجذرا عند هؤلاء الأشخاص، بدليل عودتهم لما يؤمنون به عند الرجوع لأنفسهم وإعمال عقولهم، وهذا الرجوع ليس ازدواجية بالمعنى الذي قصده الدكتور الوردي؛ لأنه ليس تبديلاً لاعتقاد ما بآخر، بقدر ما هو رجوع لمتبنيات عقله، صحيحة كانت أم خاطئة، وكما لاحظنا فإن هؤلاء عرضة للتنصل مما أظهروا تبنيه وفق الرأي الجمعي؛ لأن قلوبهم لم تنعقد على الإيمان به، فلا ازدواجية في الأمر وفق رأي الدكتور الوردي، وهذه الفئة لا يمكن التعويل عليها بشكل كبير في التغيير نحو واقع أفضل كأفراد بمعزل عن المجموع، لكن يمكن الاستفادة منهم في الثورات والمظاهرات وحتى في مراسيم العبادة الجماعية؛ لأنهم ينساقون خلف المجموع، فتحصل النتائج سريعة.

2. سلوك ناتج من صراع العقل والنفس، فتميل نفوس الناس للهوى كعادة الأغلبية، وتحيد عن متبنيات العقل، فيظهر اختلاف فلا ازدواجية أيضاً وفق هذا المنظور.

3. حصول ظاهر الازدواج بسبب خوف الناس من قول الحق مخافة أحدٍ من الخلق، أو ما يسمى فقهياً بالتَّقية، وهي - كما هو معلوم – فطرة بشرية ولا خصوصية للمسلمين فيها، بل تقول بها كلُّ الأديان ويحكم العقل بصحتها، وهي ليست ازدواجية وفق المنظور الذي قاله الدكتور الوردي، كما أنها ليست مشكلةً تحتاج الى حل، بل هي الحل أحياناً، وهي مقبولة عقلاً ونقلاً.

4. ادعاء الشخص الإيمان بشيء وإظهار ما يخالفه سلوكاً، مما يكشف أن إيمانه الظاهري كان وهماً، وأن إيمانه الحقيقي هو ما كشفه سلوكه، وهذا يسمى النَّفاق، وهو ما قصده الدكتور الوردي.

ومما سبق نكتشف أن هناك اربع احتمالات علمية لتفسير ما أسماه الدكتور الوردي (الازدواجية)، الأخيرة فقط تنطبق على مقصده، وتخالفها الثلاثة الأولى، والتي تفسر سلوك غالبية البشر السَّاحقة، فلا يبقى بعد ذلك معنى لقول أن أغلب البشر أو أغلب العراقيين (ازدواجيين) اي منافقين وفق التَّفسير الرَّابع.

وهكذا اثبتنا بطلان ادعاء الاستذا الدكتور الوردي بخصوص نظريته حول الازدواجية، فلا وجود لمشكلتها - وفق منظور الدكتور الوردي- بين أغلب الناس حتى نسعى لحلها، لكننا نحتاج فقط لتعليم أولئك الذين ينساقون خلف المجموع دون بحث وتمحيص، كيف يفكرون بأنفسهم مستندين لحقائق الأمور في العلوم الدينية والصرفة، وأن يتركوا الانسياق وراء رأي المجموع في الأمور التي تحتاج منهم معرفة يقينية فردية، كعلوم العقائد الدينية والفقه والأخلاق، والتي تكون مظلة لعلوم تصب قواعدها في نفس الاتجاه كعلوم الاجتماع والنفس والتنمية البشرية، والتي تكون محكومة بتلك العلوم الدينية، فنأخذ بما وافقته ونرفض ما يعاكسها.

الشيخ شوقي جبار البديري
الشيخ شوقي جبار البديري

عدد المساهمات : 10019
تاريخ التسجيل : 04/04/2012
العمر : 59
الموقع : قبيلة البدير للشيخ شوقي البديري

https://shawki909.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى