بحـث
المواضيع الأخيرة
أكتوبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 | 31 |
حول
مرحبا بكم فى منتدى موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري
قبيلة البدير من القبائل الزبيديه
السياسة العشائرية
صفحة 1 من اصل 1
السياسة العشائرية
السياسة العشائرية
فى المنتفق الوقائع تلهم، وتؤدى الى أمر أجل أعنى معرفة العلاقة بالعشائر، وقوتها، وسيطرة الرؤساء واتجاههم وهكذا الامر فى العشائر ورغبتها، والتوفيق بين آمال اولئك الرؤساء. وبذلك نعلم مكانة هذه الوحدة، ووجه اتصالها.
ولا تكفى هذه المعرفة، وانما نحتاج الى الاتصال بالوقائع، وضرورة اتصالها بالدول. أدركنا الوضع المستمر بين آمال الامراء، وآمال العشائر، والانسجام بينهما دون تضاد، ولعل هذه تتجلى بهذه الالفة. يدل على ذلك بقاء الامارة مدة طويلة فى سلطتها وسطوتها فى كبح الزيغ والعمل للوئام.
فاذا رأينا السلطة مستمرة فى امارتها، ورأينا قلة الشموس فى العشائر علمنا مراعاة المصلحة للاثنين، والسيطرة المستمدة من الوضع أو كما يقال المستبدة ولكنها ليست بالقاسية. وانما هى لخدمة تلك المصلحة. التناصر مشهود وغير منفك من جانب. وبذلك تكتسب العشائر الراحة بمن سهر لامرها، وناضل لصلاحها.
ويصعب ادراك قيمة هذه الامارة بالنظرة البسيطة او الخاطفة، ولكن فى هذه الحالة تبدو هذه القيمة واضحة جدًا. والتوغل فى الوقائع وادراك كنهها يكشف عن المعرفة بوضوح زائد، فلا يبقى خفاء فى القدرة أو حسن الادارة كما أن العشائر فى طاعتها واذعانها أمر أغرب، بل جدير بالاهتمام فكيف تمكنت هذه الادارة من الاستمرار؟ وما هو سر بقائها مع اختلاف الآمال واضطراب بعض الحالات؟ ان مثل هذه الاوضاع تبدو فى النزاع على الامارة، والطموح فى الامراء، أو فى بروز القدرة بموهبة جبارة، لما يشاهد من خلل طارئ. فيدرك رجال الامارة الحالة فتحصل السياسة القويمة حتى يتم الامر، وتعود الحالة الى ما كانت عليه.
وفى علاقات الدولة بهذه الامارة وسياستها العشائرية أكبر داع الى الالتفات، فالدولة تجابه قوة الامارة بعشائرها استنادًا الى قوتها وتظن أنها تنال من العشائر مأربًا لتفريط الوحدة فيها بسهولة الا أنها لا تلبث كثيرًا حتى تشعر بالخطر، فيعقبه الخذلان مقرونا تارة بهزيمة، وطورًا بما يقوله المثل البدوى «هزعة ولا وكعة» فتتخذ وسيلة لحل الحادث من اقرب وجه، وأجدر تدبير.
ونرى الدولة تستغل الخلاف فى الامارة، والنزاع بين الامراء من (بيت الرئاسة) فتميل الى تقوية جانب يتخذ ذريعة للتدخل، وهيهات! وفى مثل هذا قد تكون المخذولية أكبر، بحيث تتمكن الامارة وهكذا يستفاد من وقائع عديدة اتصالات الدولة فى استغلال قوتها لحادث من الحوادث.
ومن أجل ما هنالك حادث ايران فى الاستيلاء على البصرة أيام صادق خان فى الدولة الزندية وما لقوا من حروب المنتفق. وهكذا حروب المنتفق أيام مغامس أو (حروب البصرة) قبل ذلك وأمر الاستيلاء عليها. ومثل ذلك (سياسة الموالي) تجاه هذه الحوادث واستغلال الوضع. وكذا حروب ابن سعود.
ومن ثم تظهر قوة الامارة فى مقارعاتها وصلاتها بالخارج، وما تنال من نفوس المنتفق. وهذه علاقات خارجية مهمة. ولا نريد أن نسرد الحوادث. ففى التاريخ سعة.
ولعل حوادث العلاقات بنجد غير بعيدة منا. وكان المسّير لها الدولة العثمانية بسبب النزاع المباشر واستغلالًا لما كان يقع بين امارة آل سعود والمنتفق أو آل السعدون أمراء المنتفق. وان بحثها يطول فى علاقتها بابن سعود ومقدار تمكن هذه الحوادث فى حربها وسلمها، وفى هدوئها وثورتها، وفى كل أمر من أمورها مما يسوق الى المعرفة الحقة، ويميط اللثام عن السياسة العشائرية من وجوهها الخارجية نحو العثمانيين، ونحو ايران، والموالى وابن سعود ... وفيها ما يبصر بالحالة نوعاَ.
والحوادث دليل النشاط، وظاهرة القدرة تنجلى فى ربحها أو خذلانها. وفى كلها يتبين لنا (تاريخ الامارة) سياسياَ كما ان حياة العشائر تظهر فى ظل هذه الامارة، وفى صلاتها بالخارج. وربما كانت فى هذه تبدو (الصلات العشائرية) للمجاورين، والالفة أو النفرة بينها.
وفى هذه ما يسوق الى المعرفة التامة. فان حالة الالفة، واوضاع الخلاف كل هذا يبصر بالمراد قطعاَ. ولا شك ان الامر أجل من أن يهمل مثل هذه الوقائع، وحياة المجاورين تتعين فى العلاقة بهذه الامارة.
ولا يهمل ما وقع من تدابير متخذة لامر فل القوة أو جعلها بحالة ضعيفة لا تستطيع مقاومة الحكومة أو الدولة فى تدابير القضاء على امارتها باقتطاع أجزاء منها من جهة البصرة، ومن انحاء العمارة، ومن أطراف السماوة لفصل سلطة بعض العشائر. وحوادث ذلك تدعو الى ما ينبه على السياسة المتبعة. أو ما اتخذته هذه الامارة من تدابير لدرء الخطر الذى شعرت به، وفى كل هذه تدهشنا ناحية مهمة وهى ان العشائر لم تنفصل عن الامارة، وانما ناضلت معها نضال المستميت ودافعت دفاع الابطال ...
وعلى كل حال نرى فى الحوادث ما يبصر بوجه عام بتاريخ العشائر وتاريخ الامارة وصلاتها بالدولة والحكومة وبمجاوريها فلا نعجل بالامر، ولعل فى هذه ما يعين حياة العشائر فى رئاستها وامارتها، وفى أصل حياتها. ومن أجل ما هنالك كيفية ادارة هذه الامارة داخلا وخارجاَ ولو بوجه الاجمال، مما يؤدي الى المعرفة الحقة، والوقائع تكشف أكثر. وكلما توغلنا فى معرفة هذه الوقائع الهمتنا السياسات المختلفة لهذه الامارة فى مختلف عصورها ...
الا أن الحوادث الاخيرة أقرب الينا واولى بالدراسة بترجيح (١) .
عشائر المنتفق
هذه قوام الامارة وظهورها بمجموعات كبيرة منها يتكون اللواء المعروف ب (لواء المنتفق) . كانت بينها وحدة عظيمة يرجع الفضل فيها الى أمراء المنتفق، ومواهب القدرة والجدارة فيهم بادية وغالب وقائع العراق مما يخصها، أشتغلت الحكومة كثيرًا بل أذاقت السلطة الحاكمة العطب. لم تذعن لضيم. وقدرة امارتها ظهرت فى حسن ادارتها، والطاعة المطلوبة من العشائر مقرونة بالاذعان الصادق. وفى نفرة الاجنبى مشهودة فى ما جرت من حروب. حاولت مرارا أن تكون صاحبة الامر فتتمكن من ازالة السيطرة وتيسر لها ذلك أحيانا، فاستمرت بين قوة وضعف، فهى بين ادارة مستقلة، أو أذعان رسمى، أو انقياد وقتى وربما دام مدة.
وحالة المنتفق المشهودة فى مختلف ايام حياتها خير مثال تاريخى يعين الاوضاع والنفسيات فى حب الاستقلال والنضال عنه، والذب عن حريمه. والمهم أن المنتفق ناضلوا نضالا باهرا طوال العهد العثمانى. ولو كانوا تسلحوا بالاسلحة الجديدة لحالوا دون آمال الدولة. بل أكسبتها الحوادث المتوالية خبرة، والظروف القاسية تجربة فكم وال خذل، ورجع بالخيبة، وكانت تعقد عليه الآمال. وتاريخ المنتفق صفحة كاشفة لسياسة العشائر فى العراق تجلت بأظهر أوضاعها. وفيها دراسة عميقة وافية لنفسيات هذه العشائر. وما بلغته.
وعشائر المنتفق من حيث العموم (عدنانية) . سكنت العراق من القديم توالى ورودها، وتكاملت وكأن جزيرة العرب مالت الى أنحاء العراق، وجدتها مفتحة الابواب. ويتخلل هذه عشائر قحطانية من زبيدية وحميرية عاشت معها، واكتسبت أوضاعها الا أن الاكثرية الساحقة عدنانية. ويطلق عليها (عشائر المنتفق) .
وأصل المنتفق اسم جد ومعناه الداخل فى النفق تسمت به العشائر المتفرعة عنه. والمنتفق هو ابن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر ابن صعصعة (١) وهو جد عشائر المنتفق أو تتصل به بقربى ووشائج ... وربما اتصلت بالمكان واشتركت بالدم والمصيبة فصارت بعض العشائر داخلة فى عدادها وان كانت ليست منها. ومن ثم صار المنتفق يطلق على من حل اللواء. وكذا صار يقال لنفس اللواء (المنتفق) .
وكان المؤرخ المولوى قد وصفها بالنظر لاوضاعها فى أوائل المائة الثانية عشرة للهجرة وما قبل ذلك فقال: «ان عربان المنتفق أصل الفتن والاضطرابات فى بغداد والبصرة. فهم جمرة الحرب، وأشجع العربان، ومنشأ القلاقل ... فى رؤوسهم المغافر، وعلى أبدانهم الدروع الذهبية، وان خمسة عشر منهم يقابلون ألفا، اعتادوا الرمى بالقوس على ظهور الخيل، يلعبون برماحهم فى الهيجاء بصورة لا مثيل لها. وفرسانهم نحو أربعة آلاف. فكل واحد منهم بألف. أما طىء والموالى فهم بالنسبة اليهم كلاشىء وقوة ظهرهم الشيخ مانع، به يصولون ويجولون. وعلى قلتهم لا يوازيهم أحد. فالفارس منهم يهاجم الصفوف دون مبالاة ...» اه (١) وعشائر اللواء كلها تحت سلطة (المنتفق) ولكنها لم تكن جميعها من عشائر المنتفق. وانما هى عشائر مختلفة بينها ما هو من المنتفق وبينها ما هو من غيرها. وان الكثرة الموجودة فى الالوية المجاورة مثل لواء الديوانية ولواء العمارة ولواء البصرة تعتبر منهم نظرا لما اقتطع من اللواء والحق بالالوية المجاورة. والملحوظ أن الاجنبى يعدها بالنظر لمواطنها، ولا يهمه أن تذكر الافخاذ مستقلة عن العشيرة. كما أورد ما هو من العشائر الزبيدية والحميرية ضمن هذه المجموعة. وبينها ما هو من ربيعة الا انه ذكر بين عشائر المنتفق.
واذا كان صاحب (سياحتنامهء حدود) عد أنها مختلطة بعشائر ليست منها فانه لم يفرق بين هذه وبينها. وأوضح أن عشائر البو محمد من أم الجمل الى قرية العزير (ع) كانت تعد تابعة لبنى لام. وفى أيام داود باشا صارت تابعة قسما للمنتفق، وما كان فوق أم الجمل صار تابعا لبنى لام. ولم يلتفت الى ان التقسيمات الادارية لا تجعلها تابعة الا اسما فى حين أنها من العشائر الزبيدية كما أنها تنطوى تحتها عشائر كثيرة ليست منها ولا تمت اليها بصلة نسب والاضطراب ظاهر فى بيان أصل عشائر المنتفق.
وهنا يهمنا بيان العشائر الاصلية وما يمت اليها بقربى من العشائر الاخرى أو العشائر الملحقة. ومن ثم يزول ما حصل من ابهام نوعا. ولا يزال الامر يحتاج الى تحقيق والاكتفاء بذكر الحالة التى هم عليها دون بيان أنسابها واصولها مع بيان ما هو خارج عنها نقص فى التحقيق.
والكل - ما عدا القحطانية - يمت الى نجار واحد، وتجمعهم القربى. ومن ثم توسع القوم فى لفظ (المنتفق) فاطلق على الكل ممن يتصل بهم وان لم يكن منهم أو يتصل بجد واحد. وصار يطلق على محل نفوذ المنتفق وسطوتهم. والتلازم بين العشائر والارضين غير منفك. وقد مر بنا معنى المنتفق.
وما جاء فى رسالة (خبر صحيح) من ان مدلول المنتفق بدأ بالشبيبيين فغير وجيه ولا يأتلف والمعروف قديما. قال ساقوهم الى الاتفاق فصار المتفق. ثم زيدت فيه (نون) فقيل المنتفق وهذا خلاف ما هو معروف تاريخيا وليس بصواب قطعا (١) وفى هذا تابع صاحب (سياحتنامهء حدود) وان لم يصرح باسمه (٢) جاء فى (سياحتنامهء حدود) أن عشائر المنتفق منهم من أصل المنتفق، ومنهم تابعون لهم ولم يتمكن من الاتصال بخبير يكشف عن تفصيل أحوالهم فكتب عن أشهر العشائر ولم يدخل فى التفرعات فذكر أقسامهم الثلاثة (٣) . والملحوظ ان المنتفق كان أوسع مما عليه اللواء فى هذه الايام.
وفى عشائر البسام عد من العشائر الملحقة: ١ - بنى منصور.
٢ - بنى خيقان.
٣ - أهل الجزائر (١) ولا يزال الاضطراب باديا من كتاب كثيرين فى أصل العشائر والعشائر الاخر التابعة. والعشائر الاصلية:
بنو مالك
لواء المنتفق عشائرى، وان بلدانه حديثة العهد. لم تكن طبيعية فى تقسيماتها الادارية لتعيين مواطن العشائر بصورة ثابتة. وانما كانت أيام الامارة وعلاقاتها بالحكومة. وبنو مالك فى مركز اللواء وفى سوق الشيوخ وفى البصرة وفى القرنة وفى ناحية البو صالح التابعة لمركز اللواء (الناصرية) وفى مواطن أخرى فى لواء الديوانية ولواء الحلة، وفى الحويزة. ولما كانت المواطن مختلفة وأجزاء العشائر موزعة رجحنا أن نتكلم فى العشائر متواليا دون التقيد بالمكان كثيرا. نذكر العشيرة وما تفرع منها ولو كانت أجزاؤها فى مواطن مختلفة، ثم نمضي الى العشيرة الاخرى وهكذا حتى يتم ما انطوى تحت اسم بني مالك سواء كان منهم أو اتصل بهم بطريق السكنى أو الجوار أو على الاقل الاشتراك فى الثلث بالنظر للتقسيمات الادارية للامارة فى سابق عهدها.
ولا نهمل ف هذه الحالة بيان العشائر بالنظر للتقسيمات الادارية الحاضرة فى الاقضية والنواحي أو اللواء. وبهذا نكون قد جمعنا الغرض المتوخي لنلمّ بعشائر اللواء. وعشائر بني مالك مجموعة كبيرة لا تمت الى جد. وكانت بينها وحدة فى الثلث أيام الحروب وتوزيع بدل الالتزام وجبايته أو اداء المقرر السنوي للسلطة. وأصلهم (بنو مالك
فى المنتفق الوقائع تلهم، وتؤدى الى أمر أجل أعنى معرفة العلاقة بالعشائر، وقوتها، وسيطرة الرؤساء واتجاههم وهكذا الامر فى العشائر ورغبتها، والتوفيق بين آمال اولئك الرؤساء. وبذلك نعلم مكانة هذه الوحدة، ووجه اتصالها.
ولا تكفى هذه المعرفة، وانما نحتاج الى الاتصال بالوقائع، وضرورة اتصالها بالدول. أدركنا الوضع المستمر بين آمال الامراء، وآمال العشائر، والانسجام بينهما دون تضاد، ولعل هذه تتجلى بهذه الالفة. يدل على ذلك بقاء الامارة مدة طويلة فى سلطتها وسطوتها فى كبح الزيغ والعمل للوئام.
فاذا رأينا السلطة مستمرة فى امارتها، ورأينا قلة الشموس فى العشائر علمنا مراعاة المصلحة للاثنين، والسيطرة المستمدة من الوضع أو كما يقال المستبدة ولكنها ليست بالقاسية. وانما هى لخدمة تلك المصلحة. التناصر مشهود وغير منفك من جانب. وبذلك تكتسب العشائر الراحة بمن سهر لامرها، وناضل لصلاحها.
ويصعب ادراك قيمة هذه الامارة بالنظرة البسيطة او الخاطفة، ولكن فى هذه الحالة تبدو هذه القيمة واضحة جدًا. والتوغل فى الوقائع وادراك كنهها يكشف عن المعرفة بوضوح زائد، فلا يبقى خفاء فى القدرة أو حسن الادارة كما أن العشائر فى طاعتها واذعانها أمر أغرب، بل جدير بالاهتمام فكيف تمكنت هذه الادارة من الاستمرار؟ وما هو سر بقائها مع اختلاف الآمال واضطراب بعض الحالات؟ ان مثل هذه الاوضاع تبدو فى النزاع على الامارة، والطموح فى الامراء، أو فى بروز القدرة بموهبة جبارة، لما يشاهد من خلل طارئ. فيدرك رجال الامارة الحالة فتحصل السياسة القويمة حتى يتم الامر، وتعود الحالة الى ما كانت عليه.
وفى علاقات الدولة بهذه الامارة وسياستها العشائرية أكبر داع الى الالتفات، فالدولة تجابه قوة الامارة بعشائرها استنادًا الى قوتها وتظن أنها تنال من العشائر مأربًا لتفريط الوحدة فيها بسهولة الا أنها لا تلبث كثيرًا حتى تشعر بالخطر، فيعقبه الخذلان مقرونا تارة بهزيمة، وطورًا بما يقوله المثل البدوى «هزعة ولا وكعة» فتتخذ وسيلة لحل الحادث من اقرب وجه، وأجدر تدبير.
ونرى الدولة تستغل الخلاف فى الامارة، والنزاع بين الامراء من (بيت الرئاسة) فتميل الى تقوية جانب يتخذ ذريعة للتدخل، وهيهات! وفى مثل هذا قد تكون المخذولية أكبر، بحيث تتمكن الامارة وهكذا يستفاد من وقائع عديدة اتصالات الدولة فى استغلال قوتها لحادث من الحوادث.
ومن أجل ما هنالك حادث ايران فى الاستيلاء على البصرة أيام صادق خان فى الدولة الزندية وما لقوا من حروب المنتفق. وهكذا حروب المنتفق أيام مغامس أو (حروب البصرة) قبل ذلك وأمر الاستيلاء عليها. ومثل ذلك (سياسة الموالي) تجاه هذه الحوادث واستغلال الوضع. وكذا حروب ابن سعود.
ومن ثم تظهر قوة الامارة فى مقارعاتها وصلاتها بالخارج، وما تنال من نفوس المنتفق. وهذه علاقات خارجية مهمة. ولا نريد أن نسرد الحوادث. ففى التاريخ سعة.
ولعل حوادث العلاقات بنجد غير بعيدة منا. وكان المسّير لها الدولة العثمانية بسبب النزاع المباشر واستغلالًا لما كان يقع بين امارة آل سعود والمنتفق أو آل السعدون أمراء المنتفق. وان بحثها يطول فى علاقتها بابن سعود ومقدار تمكن هذه الحوادث فى حربها وسلمها، وفى هدوئها وثورتها، وفى كل أمر من أمورها مما يسوق الى المعرفة الحقة، ويميط اللثام عن السياسة العشائرية من وجوهها الخارجية نحو العثمانيين، ونحو ايران، والموالى وابن سعود ... وفيها ما يبصر بالحالة نوعاَ.
والحوادث دليل النشاط، وظاهرة القدرة تنجلى فى ربحها أو خذلانها. وفى كلها يتبين لنا (تاريخ الامارة) سياسياَ كما ان حياة العشائر تظهر فى ظل هذه الامارة، وفى صلاتها بالخارج. وربما كانت فى هذه تبدو (الصلات العشائرية) للمجاورين، والالفة أو النفرة بينها.
وفى هذه ما يسوق الى المعرفة التامة. فان حالة الالفة، واوضاع الخلاف كل هذا يبصر بالمراد قطعاَ. ولا شك ان الامر أجل من أن يهمل مثل هذه الوقائع، وحياة المجاورين تتعين فى العلاقة بهذه الامارة.
ولا يهمل ما وقع من تدابير متخذة لامر فل القوة أو جعلها بحالة ضعيفة لا تستطيع مقاومة الحكومة أو الدولة فى تدابير القضاء على امارتها باقتطاع أجزاء منها من جهة البصرة، ومن انحاء العمارة، ومن أطراف السماوة لفصل سلطة بعض العشائر. وحوادث ذلك تدعو الى ما ينبه على السياسة المتبعة. أو ما اتخذته هذه الامارة من تدابير لدرء الخطر الذى شعرت به، وفى كل هذه تدهشنا ناحية مهمة وهى ان العشائر لم تنفصل عن الامارة، وانما ناضلت معها نضال المستميت ودافعت دفاع الابطال ...
وعلى كل حال نرى فى الحوادث ما يبصر بوجه عام بتاريخ العشائر وتاريخ الامارة وصلاتها بالدولة والحكومة وبمجاوريها فلا نعجل بالامر، ولعل فى هذه ما يعين حياة العشائر فى رئاستها وامارتها، وفى أصل حياتها. ومن أجل ما هنالك كيفية ادارة هذه الامارة داخلا وخارجاَ ولو بوجه الاجمال، مما يؤدي الى المعرفة الحقة، والوقائع تكشف أكثر. وكلما توغلنا فى معرفة هذه الوقائع الهمتنا السياسات المختلفة لهذه الامارة فى مختلف عصورها ...
الا أن الحوادث الاخيرة أقرب الينا واولى بالدراسة بترجيح (١) .
عشائر المنتفق
هذه قوام الامارة وظهورها بمجموعات كبيرة منها يتكون اللواء المعروف ب (لواء المنتفق) . كانت بينها وحدة عظيمة يرجع الفضل فيها الى أمراء المنتفق، ومواهب القدرة والجدارة فيهم بادية وغالب وقائع العراق مما يخصها، أشتغلت الحكومة كثيرًا بل أذاقت السلطة الحاكمة العطب. لم تذعن لضيم. وقدرة امارتها ظهرت فى حسن ادارتها، والطاعة المطلوبة من العشائر مقرونة بالاذعان الصادق. وفى نفرة الاجنبى مشهودة فى ما جرت من حروب. حاولت مرارا أن تكون صاحبة الامر فتتمكن من ازالة السيطرة وتيسر لها ذلك أحيانا، فاستمرت بين قوة وضعف، فهى بين ادارة مستقلة، أو أذعان رسمى، أو انقياد وقتى وربما دام مدة.
وحالة المنتفق المشهودة فى مختلف ايام حياتها خير مثال تاريخى يعين الاوضاع والنفسيات فى حب الاستقلال والنضال عنه، والذب عن حريمه. والمهم أن المنتفق ناضلوا نضالا باهرا طوال العهد العثمانى. ولو كانوا تسلحوا بالاسلحة الجديدة لحالوا دون آمال الدولة. بل أكسبتها الحوادث المتوالية خبرة، والظروف القاسية تجربة فكم وال خذل، ورجع بالخيبة، وكانت تعقد عليه الآمال. وتاريخ المنتفق صفحة كاشفة لسياسة العشائر فى العراق تجلت بأظهر أوضاعها. وفيها دراسة عميقة وافية لنفسيات هذه العشائر. وما بلغته.
وعشائر المنتفق من حيث العموم (عدنانية) . سكنت العراق من القديم توالى ورودها، وتكاملت وكأن جزيرة العرب مالت الى أنحاء العراق، وجدتها مفتحة الابواب. ويتخلل هذه عشائر قحطانية من زبيدية وحميرية عاشت معها، واكتسبت أوضاعها الا أن الاكثرية الساحقة عدنانية. ويطلق عليها (عشائر المنتفق) .
وأصل المنتفق اسم جد ومعناه الداخل فى النفق تسمت به العشائر المتفرعة عنه. والمنتفق هو ابن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر ابن صعصعة (١) وهو جد عشائر المنتفق أو تتصل به بقربى ووشائج ... وربما اتصلت بالمكان واشتركت بالدم والمصيبة فصارت بعض العشائر داخلة فى عدادها وان كانت ليست منها. ومن ثم صار المنتفق يطلق على من حل اللواء. وكذا صار يقال لنفس اللواء (المنتفق) .
وكان المؤرخ المولوى قد وصفها بالنظر لاوضاعها فى أوائل المائة الثانية عشرة للهجرة وما قبل ذلك فقال: «ان عربان المنتفق أصل الفتن والاضطرابات فى بغداد والبصرة. فهم جمرة الحرب، وأشجع العربان، ومنشأ القلاقل ... فى رؤوسهم المغافر، وعلى أبدانهم الدروع الذهبية، وان خمسة عشر منهم يقابلون ألفا، اعتادوا الرمى بالقوس على ظهور الخيل، يلعبون برماحهم فى الهيجاء بصورة لا مثيل لها. وفرسانهم نحو أربعة آلاف. فكل واحد منهم بألف. أما طىء والموالى فهم بالنسبة اليهم كلاشىء وقوة ظهرهم الشيخ مانع، به يصولون ويجولون. وعلى قلتهم لا يوازيهم أحد. فالفارس منهم يهاجم الصفوف دون مبالاة ...» اه (١) وعشائر اللواء كلها تحت سلطة (المنتفق) ولكنها لم تكن جميعها من عشائر المنتفق. وانما هى عشائر مختلفة بينها ما هو من المنتفق وبينها ما هو من غيرها. وان الكثرة الموجودة فى الالوية المجاورة مثل لواء الديوانية ولواء العمارة ولواء البصرة تعتبر منهم نظرا لما اقتطع من اللواء والحق بالالوية المجاورة. والملحوظ أن الاجنبى يعدها بالنظر لمواطنها، ولا يهمه أن تذكر الافخاذ مستقلة عن العشيرة. كما أورد ما هو من العشائر الزبيدية والحميرية ضمن هذه المجموعة. وبينها ما هو من ربيعة الا انه ذكر بين عشائر المنتفق.
واذا كان صاحب (سياحتنامهء حدود) عد أنها مختلطة بعشائر ليست منها فانه لم يفرق بين هذه وبينها. وأوضح أن عشائر البو محمد من أم الجمل الى قرية العزير (ع) كانت تعد تابعة لبنى لام. وفى أيام داود باشا صارت تابعة قسما للمنتفق، وما كان فوق أم الجمل صار تابعا لبنى لام. ولم يلتفت الى ان التقسيمات الادارية لا تجعلها تابعة الا اسما فى حين أنها من العشائر الزبيدية كما أنها تنطوى تحتها عشائر كثيرة ليست منها ولا تمت اليها بصلة نسب والاضطراب ظاهر فى بيان أصل عشائر المنتفق.
وهنا يهمنا بيان العشائر الاصلية وما يمت اليها بقربى من العشائر الاخرى أو العشائر الملحقة. ومن ثم يزول ما حصل من ابهام نوعا. ولا يزال الامر يحتاج الى تحقيق والاكتفاء بذكر الحالة التى هم عليها دون بيان أنسابها واصولها مع بيان ما هو خارج عنها نقص فى التحقيق.
والكل - ما عدا القحطانية - يمت الى نجار واحد، وتجمعهم القربى. ومن ثم توسع القوم فى لفظ (المنتفق) فاطلق على الكل ممن يتصل بهم وان لم يكن منهم أو يتصل بجد واحد. وصار يطلق على محل نفوذ المنتفق وسطوتهم. والتلازم بين العشائر والارضين غير منفك. وقد مر بنا معنى المنتفق.
وما جاء فى رسالة (خبر صحيح) من ان مدلول المنتفق بدأ بالشبيبيين فغير وجيه ولا يأتلف والمعروف قديما. قال ساقوهم الى الاتفاق فصار المتفق. ثم زيدت فيه (نون) فقيل المنتفق وهذا خلاف ما هو معروف تاريخيا وليس بصواب قطعا (١) وفى هذا تابع صاحب (سياحتنامهء حدود) وان لم يصرح باسمه (٢) جاء فى (سياحتنامهء حدود) أن عشائر المنتفق منهم من أصل المنتفق، ومنهم تابعون لهم ولم يتمكن من الاتصال بخبير يكشف عن تفصيل أحوالهم فكتب عن أشهر العشائر ولم يدخل فى التفرعات فذكر أقسامهم الثلاثة (٣) . والملحوظ ان المنتفق كان أوسع مما عليه اللواء فى هذه الايام.
وفى عشائر البسام عد من العشائر الملحقة: ١ - بنى منصور.
٢ - بنى خيقان.
٣ - أهل الجزائر (١) ولا يزال الاضطراب باديا من كتاب كثيرين فى أصل العشائر والعشائر الاخر التابعة. والعشائر الاصلية:
بنو مالك
لواء المنتفق عشائرى، وان بلدانه حديثة العهد. لم تكن طبيعية فى تقسيماتها الادارية لتعيين مواطن العشائر بصورة ثابتة. وانما كانت أيام الامارة وعلاقاتها بالحكومة. وبنو مالك فى مركز اللواء وفى سوق الشيوخ وفى البصرة وفى القرنة وفى ناحية البو صالح التابعة لمركز اللواء (الناصرية) وفى مواطن أخرى فى لواء الديوانية ولواء الحلة، وفى الحويزة. ولما كانت المواطن مختلفة وأجزاء العشائر موزعة رجحنا أن نتكلم فى العشائر متواليا دون التقيد بالمكان كثيرا. نذكر العشيرة وما تفرع منها ولو كانت أجزاؤها فى مواطن مختلفة، ثم نمضي الى العشيرة الاخرى وهكذا حتى يتم ما انطوى تحت اسم بني مالك سواء كان منهم أو اتصل بهم بطريق السكنى أو الجوار أو على الاقل الاشتراك فى الثلث بالنظر للتقسيمات الادارية للامارة فى سابق عهدها.
ولا نهمل ف هذه الحالة بيان العشائر بالنظر للتقسيمات الادارية الحاضرة فى الاقضية والنواحي أو اللواء. وبهذا نكون قد جمعنا الغرض المتوخي لنلمّ بعشائر اللواء. وعشائر بني مالك مجموعة كبيرة لا تمت الى جد. وكانت بينها وحدة فى الثلث أيام الحروب وتوزيع بدل الالتزام وجبايته أو اداء المقرر السنوي للسلطة. وأصلهم (بنو مالك
مواضيع مماثلة
» السياسة العشائرية
» السياسة العشائرية في المنتفق
» ١ - السياسة العشائرية -العزاوي
» الاحوال العامة 1 - السياسة العشائرية
» هل ساهمت السياسة بتمزيق روابط المجتمعات العشائرية في العراق
» السياسة العشائرية في المنتفق
» ١ - السياسة العشائرية -العزاوي
» الاحوال العامة 1 - السياسة العشائرية
» هل ساهمت السياسة بتمزيق روابط المجتمعات العشائرية في العراق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:58 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم عبد الهادي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:53 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ شوقي البديري والاخ حمود كريم الركابي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:51 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الاستاذ المخرج عزيز خيون البديري وعمامه البدير
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:48 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ صباح العوفي مع الشيخ عبد الامير التعيبان
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:45 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم محمد البريج
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» جواد البولاني
الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:13 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» المرحوم السيد هاشم محمد طاهر العوادي
الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:03 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» رموز البدير
الجمعة سبتمبر 20, 2024 8:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري