بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
حول
مرحبا بكم فى منتدى الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري
قبيلة البدير من القبائل الزبيديه
أسباب الخلافات الأسرية
الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري :: 125- منتدى النزاعات الأسرية والعائلية في المجتمع
صفحة 1 من اصل 1
أسباب الخلافات الأسرية
أسباب الخلافات الأسرية
الأسرة نواةُ المجتمع، والأساس الذي يقوم عليه البناء؛ فإن صلَحت الأسرة، صلح المجتمع بأسره، وإن تفكَّكت أواصر الأسرة وتخلخل بناؤها، أثَّر ذلك سلبًا على الأفراد أجمع؛ ومن أجل ذلك اعتنى الإسلام بالأسرة وتقوية أواصر المحبة بين أفرادها، وحمايتها مما يعصف بها ويهدد أركانها، وقد جعل الله الأسرة آيةً باهرة تدل على وحدانيَّته وربوبيته، وبديع صنعه ونظامه، فقال جلَّ جلاله: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21].
وقد تكلَّمنا في مقال سابق عن أسباب السعادة الأسرية، والأسس التي تقوم عليها الأسرة السعيدة، وفي هذا المقال نتعرَّض لبعض المشاكل التي عصفَتْ بأُسَرنا الإسلامية اليوم، وبيان بعض المساوئ التي انتقلت إلى المجتمع المسلم، وتفشَّت العدوى فيها أجمع؛ مما جعلها مجتمعاتٍ ضعيفةً لا تقوى على الدفاع عن نفسها ضد الآفات والغوائل، ولا تقوى على مواجهة الأعداء، ومقارعة ما يحدق بها من أخطار، والتصدي لِما يواجهها من بلاء.
• إن من أهم أساب الوَهَن الذي أصاب أُسَرنا الإسلامية: المخالفاتِ الشرعيةَ، وانتشار العادات السيئة التي مصدرها من أعدائنا؛ حتى دب الوهن في النفوس، وأصبح رب الأسرة يرى أبناءه وبناته يتخلَّفون عن أداء فرائضهم كالصلاة، ويمارسون أنواعًا من المعاصي، ويُقلِّدون أبناء وبنات الكفار، دون أن يزجرهم أو يذكِّرهم، والسبب أنه تغافَلَ عن مسؤوليته، فهو يجلب ما يصلح أبدانَهم ويحميهم من البرد والجوع، ولكن يغفل عما يصلح قلوبَهم وأرواحهم، أو يجعلهم أداةً صالحة لخدمة مجتمعهم ووطنهم، وبالتالي يكونون عالةً على مجتمعهم، ولا يمكن للوطن - والحالة هذه - أن يعتمد على هذا الجيل، أو يكون بهم أداة نافعة وقوة مؤثرة ضاربة، بل ربما خذلوا آباءهم ومجتمعهم ووطنهم في أحرج الظروف، وعند حاجة مجتمعهم إليهم.
فإذا أردنا أن نبني أُسَرًا قوية وَفْقَ قواعد متينة وأسس سليمة، فعلينا أن نزرع محبة الله ورسولِه في قلوب أبنائنا وبناتنا؛ حتى يكونوا قرة عين لنا في الدنيا وبعد الممات.
• ومن الأخطاء في هذا الجانب أن الرجل يعاقِبُ زوجته وأولاده في عدم الطاعة والانصياع لأمره وتنفيذ أوامره، وهو مقصِّر في حق الله، لا يعظِّم الله، ولا يوقره حق توقيره، وقد كان الصالحون من عباد الله يخافون على أُسَرهم من الذنوب، كما نخاف عليهم اليوم من الآفات والأمراض.
قال الحسن البصري: (والله إني لأعلم ذنبي في خلُق زوجتي وفي خلق دابتي).
• من أسباب المشاكل والنزاعات الأُسرية: تضييع الحقوق، وشيوع المظالم، والتفريط في تطبيق حقوق العباد؛ فلا الزوج يعرف ما له من الحق على زوجته، ولا الزوجة تعرف ما لها من الحق على زوجها، إما جهلًا أو تغافلًا؛ مما يؤدي إلى نشوب الصراعات، وحدوث الخلافات، لأتفه الأسباب، وأصغر الأمور، فترى الزوج يعاقب زوجته على أنها لم تُهيِّئ على مائدة الطعام نوعًا من أنواعه، أو لم تَضَعْ له نوعًا من الأطعمة التي يحبها ويرغب في تناولها، أو تعرض عن زوجها؛ لأنه لم يأخذها للسوق أو (المول الفلاني)، ولها في البيت ما يُغنيها ويَسَعُها من الأغراض والملابس والأزياء، وقد بيَّنت الأحاديثُ ما هي الحقوق الزوجية لكل واحد منهما.
عن عمرو بن الأحوص الجشمي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم في حجَّة الوداع يقول بعد أن حمِد الله تعالى، وأثنى عليه، وذكر ووعظ، ثم قال: ((ألا واستوصوا بالنساء خيرًا؛ فإنما هن عوانٍ عندكم، ليس تملكون منهن شيئًا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبيِّنة، فإن فعلن فاهجُروهن في المضاجع، واضربوهن ضربًا غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلًا، ألَا إن لكم على نسائكم حقًّا، ولنسائكم عليكم حقًّا؛ فحقكم عليهن ألا يُوطِئن فُرُشَكم مَن تكرهون، ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقُّهن عليكم أن تُحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن)).
• من أسباب المشاكل الزوجية: عدمُ المصارحة، وغياب روح التفاهم، وفقدان التحاور، وشيوع سوء الظن، والتوجس، فترى الزوج مع زوجته طول سنين ومعاشرة طويلة لم يفاتِحها، ولم يجلس معها، ولم يتناقشا فيما يحصل ويتكرر بينهما من خلافات بسيطة، ربما تتطور بمرور الأيام إلى الانفصال، وجعلوا مِن حياتهم ومعاشرتهم روتينًا مستمرًّا، كأنهم آلة تعمل، ومطحنة تطحن، والسبب أننا لم نتعوَّد على هذا الخُلق الكريم والأدب العظيم الذي كان بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجاتهم، قال أبو الدرداء رضي الله عنه لزوجته: (إذا رأيتِني غاضبًا فرضِّيني، وإذا رأيتُكِ غضبى رضيتُك، وإلا لن نصطحب)، فالزوج يريد من أهله أن تكون طوع أمره في كل ما يأمر به أو ينهى، دون أن ترى هي من زوجها الكلمة الطيبة، والقول الحسن، والابتسامة الصادقة.
• من أساب المشاكل الزوجية: أن الرجل ينسى فضائل أهله وأم عياله، ويتذكر منها فقط السيئات والهفوات، ويضع نصب عينِه الأخطاءَ والزلات؛ ومن أجل ذلك جاءت الوصايا النبوية في علاج العديد من المشاكل الأسرية، بهذا الأسلوب النبوي الذي لا تستقيم الحياة بين الزوجين إلا به، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَفْرَك مؤمنٌ مؤمنة؛ إن كرِه منها خُلقًا، رضِي منها آخر)؛ رواه مسلم.
• ومن الأخطاء في هذا الجانب أن الزوجَ في تأديب أهله وأولاده لا يتدرَّج في التعليم والتربية وتقويم السلوك والخطأ؛ وإنما ينتقل مباشرة إلى المرحلة الأخيرة، والعلاج بالكي، وهي الضرب أو الطلاق، وهذا من شأنه أن يخرب البيوت، ويُفسد العَلاقات، ويهدم البنيان دون رجعة؛ قال تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 34].
• ومن أسباب المشاكل الزوجية: عدم القناعة بما قسم الله له من نصيب، فترى الرجل يُقلِّب بصره في صور النساء في القنوات ووسائل الاتصال الحديث، فيرى نساء الغرب وما ميَّزهن الله به من الجمال الظاهر، ويتفق أن يكون ضعيف الإيمان زوجتُه لا تملك ذلك، ومن هنا تبدأ المشاكل والنزاعات، فيضعف إقباله على زوجته وحبُّه لها؛ ومن أجل ذلك جاء الشرع الحنيف بالحث على غضِّ البصر، وإنَّ مَن أطلق بصره دامت حسراته، وتسخَّط على ما أعطاه الله من زوجة صابرة، متقية لله، عفيفة قانعة، وإن لم يكن لها الجمال الظاهر، فلديها الجمال الباطن، والطاعة، والعمل في بيتها، وتربية أولاده، والعناية بهم، وتعليمهم، وحبس نفسها في البيت من أجل أداء هذه المهام الجسيمة، وهذه الصفات ربما لا تجدها عند نساء الغرب.
• ومن المشاكل أيضًا هجر الرجل أهلَه لساعات طويلة خارج البيت، وتراه يبدأ بتوزيع الابتسامات والقُبلات مع ندمائه وأصدقائه في المقاهي والنوادي، والتحدث معهم ربما لساعة متأخِّرة من الليل، ولكن ما إن يدخل البيت يتحوَّل لإنسان آخر، فتغيب الابتسامة والضحكة عن شفتيه، ويحاول أن يبتعدَ عن مجالسة أولاده وبناته، بل أحيانًا ينفر من الجلوس معهم، فإذا أكل فوَحْدَه، وإذا قرأ فوَحْدَه، حتى تحصل النفرة والوحشة في قلوب أولاده وأهله، وغالب المشاكل العائلية تنتج عن هذا السبب.
• ومن المشاكل التي ظهَرَتْ في عصرنا الحاضر، مع تطور وسائل الاتصال الحديث، وظهور الفيسبوك، والواتساب ونحوها، وجلوس العديد من النساء ربما لساعات، وانشغالها عن خدمة زوجها وتربية أولادها، وتنظيم بيتها، وتنظيف سكنها، فيأتي مِن وظيفته وعمله وهو متعبٌ قد أرهقته ظروفُ العمل ومشاغل الحياة، يُمنِّي النفس أن يجد الراحة في بيته، والسكينة في مسكنه ووطنه، فإذا به يفاجأ أن زوجته انشغلت بالاتصال والحديث مع صديقتها أو جارتها، أو تصفُّح ما يقال هنا وهناك من عالم الأخبار، وآخر الأزياء والموضات، وعروض وتخفيضات، والمطاعم والمأكولات، والفواكه و(المحشيات)، وقد تركَتِ الحبل على الغارب، وتركت الأطفال في الشارع يسرحون ويمرحون، دون رقيب أو محاسبة، فيكون ذلك من أسباب النفور والكراهية، وبدلًا من أن تكون هذه الوسيلة نعمةً يُسخِّرها الإنسان والأسرة خاصة في الخير، ويستخدمها في المعروف، أضحت في كثير من الأحيان نقمةً وبلاءً على الأسر الإسلامية في سرعة نقل المشاكل، وتوسيع دائرتها، وتضخيم أمرها، والتهويل من شأنها، فتتصل الزوجة بأهلها وتشكو لهم أمرَ زوجها، وأنه أهانها وحقر مِن شأنها، فتكبُر المشكلة، وتعم البلوى، والله المستعان.
الأسرة نواةُ المجتمع، والأساس الذي يقوم عليه البناء؛ فإن صلَحت الأسرة، صلح المجتمع بأسره، وإن تفكَّكت أواصر الأسرة وتخلخل بناؤها، أثَّر ذلك سلبًا على الأفراد أجمع؛ ومن أجل ذلك اعتنى الإسلام بالأسرة وتقوية أواصر المحبة بين أفرادها، وحمايتها مما يعصف بها ويهدد أركانها، وقد جعل الله الأسرة آيةً باهرة تدل على وحدانيَّته وربوبيته، وبديع صنعه ونظامه، فقال جلَّ جلاله: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ﴾ [الروم: 21].
وقد تكلَّمنا في مقال سابق عن أسباب السعادة الأسرية، والأسس التي تقوم عليها الأسرة السعيدة، وفي هذا المقال نتعرَّض لبعض المشاكل التي عصفَتْ بأُسَرنا الإسلامية اليوم، وبيان بعض المساوئ التي انتقلت إلى المجتمع المسلم، وتفشَّت العدوى فيها أجمع؛ مما جعلها مجتمعاتٍ ضعيفةً لا تقوى على الدفاع عن نفسها ضد الآفات والغوائل، ولا تقوى على مواجهة الأعداء، ومقارعة ما يحدق بها من أخطار، والتصدي لِما يواجهها من بلاء.
• إن من أهم أساب الوَهَن الذي أصاب أُسَرنا الإسلامية: المخالفاتِ الشرعيةَ، وانتشار العادات السيئة التي مصدرها من أعدائنا؛ حتى دب الوهن في النفوس، وأصبح رب الأسرة يرى أبناءه وبناته يتخلَّفون عن أداء فرائضهم كالصلاة، ويمارسون أنواعًا من المعاصي، ويُقلِّدون أبناء وبنات الكفار، دون أن يزجرهم أو يذكِّرهم، والسبب أنه تغافَلَ عن مسؤوليته، فهو يجلب ما يصلح أبدانَهم ويحميهم من البرد والجوع، ولكن يغفل عما يصلح قلوبَهم وأرواحهم، أو يجعلهم أداةً صالحة لخدمة مجتمعهم ووطنهم، وبالتالي يكونون عالةً على مجتمعهم، ولا يمكن للوطن - والحالة هذه - أن يعتمد على هذا الجيل، أو يكون بهم أداة نافعة وقوة مؤثرة ضاربة، بل ربما خذلوا آباءهم ومجتمعهم ووطنهم في أحرج الظروف، وعند حاجة مجتمعهم إليهم.
فإذا أردنا أن نبني أُسَرًا قوية وَفْقَ قواعد متينة وأسس سليمة، فعلينا أن نزرع محبة الله ورسولِه في قلوب أبنائنا وبناتنا؛ حتى يكونوا قرة عين لنا في الدنيا وبعد الممات.
• ومن الأخطاء في هذا الجانب أن الرجل يعاقِبُ زوجته وأولاده في عدم الطاعة والانصياع لأمره وتنفيذ أوامره، وهو مقصِّر في حق الله، لا يعظِّم الله، ولا يوقره حق توقيره، وقد كان الصالحون من عباد الله يخافون على أُسَرهم من الذنوب، كما نخاف عليهم اليوم من الآفات والأمراض.
قال الحسن البصري: (والله إني لأعلم ذنبي في خلُق زوجتي وفي خلق دابتي).
• من أسباب المشاكل والنزاعات الأُسرية: تضييع الحقوق، وشيوع المظالم، والتفريط في تطبيق حقوق العباد؛ فلا الزوج يعرف ما له من الحق على زوجته، ولا الزوجة تعرف ما لها من الحق على زوجها، إما جهلًا أو تغافلًا؛ مما يؤدي إلى نشوب الصراعات، وحدوث الخلافات، لأتفه الأسباب، وأصغر الأمور، فترى الزوج يعاقب زوجته على أنها لم تُهيِّئ على مائدة الطعام نوعًا من أنواعه، أو لم تَضَعْ له نوعًا من الأطعمة التي يحبها ويرغب في تناولها، أو تعرض عن زوجها؛ لأنه لم يأخذها للسوق أو (المول الفلاني)، ولها في البيت ما يُغنيها ويَسَعُها من الأغراض والملابس والأزياء، وقد بيَّنت الأحاديثُ ما هي الحقوق الزوجية لكل واحد منهما.
عن عمرو بن الأحوص الجشمي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم في حجَّة الوداع يقول بعد أن حمِد الله تعالى، وأثنى عليه، وذكر ووعظ، ثم قال: ((ألا واستوصوا بالنساء خيرًا؛ فإنما هن عوانٍ عندكم، ليس تملكون منهن شيئًا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبيِّنة، فإن فعلن فاهجُروهن في المضاجع، واضربوهن ضربًا غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلًا، ألَا إن لكم على نسائكم حقًّا، ولنسائكم عليكم حقًّا؛ فحقكم عليهن ألا يُوطِئن فُرُشَكم مَن تكرهون، ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقُّهن عليكم أن تُحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن)).
• من أسباب المشاكل الزوجية: عدمُ المصارحة، وغياب روح التفاهم، وفقدان التحاور، وشيوع سوء الظن، والتوجس، فترى الزوج مع زوجته طول سنين ومعاشرة طويلة لم يفاتِحها، ولم يجلس معها، ولم يتناقشا فيما يحصل ويتكرر بينهما من خلافات بسيطة، ربما تتطور بمرور الأيام إلى الانفصال، وجعلوا مِن حياتهم ومعاشرتهم روتينًا مستمرًّا، كأنهم آلة تعمل، ومطحنة تطحن، والسبب أننا لم نتعوَّد على هذا الخُلق الكريم والأدب العظيم الذي كان بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجاتهم، قال أبو الدرداء رضي الله عنه لزوجته: (إذا رأيتِني غاضبًا فرضِّيني، وإذا رأيتُكِ غضبى رضيتُك، وإلا لن نصطحب)، فالزوج يريد من أهله أن تكون طوع أمره في كل ما يأمر به أو ينهى، دون أن ترى هي من زوجها الكلمة الطيبة، والقول الحسن، والابتسامة الصادقة.
• من أساب المشاكل الزوجية: أن الرجل ينسى فضائل أهله وأم عياله، ويتذكر منها فقط السيئات والهفوات، ويضع نصب عينِه الأخطاءَ والزلات؛ ومن أجل ذلك جاءت الوصايا النبوية في علاج العديد من المشاكل الأسرية، بهذا الأسلوب النبوي الذي لا تستقيم الحياة بين الزوجين إلا به، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يَفْرَك مؤمنٌ مؤمنة؛ إن كرِه منها خُلقًا، رضِي منها آخر)؛ رواه مسلم.
• ومن الأخطاء في هذا الجانب أن الزوجَ في تأديب أهله وأولاده لا يتدرَّج في التعليم والتربية وتقويم السلوك والخطأ؛ وإنما ينتقل مباشرة إلى المرحلة الأخيرة، والعلاج بالكي، وهي الضرب أو الطلاق، وهذا من شأنه أن يخرب البيوت، ويُفسد العَلاقات، ويهدم البنيان دون رجعة؛ قال تعالى: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ﴾ [النساء: 34].
• ومن أسباب المشاكل الزوجية: عدم القناعة بما قسم الله له من نصيب، فترى الرجل يُقلِّب بصره في صور النساء في القنوات ووسائل الاتصال الحديث، فيرى نساء الغرب وما ميَّزهن الله به من الجمال الظاهر، ويتفق أن يكون ضعيف الإيمان زوجتُه لا تملك ذلك، ومن هنا تبدأ المشاكل والنزاعات، فيضعف إقباله على زوجته وحبُّه لها؛ ومن أجل ذلك جاء الشرع الحنيف بالحث على غضِّ البصر، وإنَّ مَن أطلق بصره دامت حسراته، وتسخَّط على ما أعطاه الله من زوجة صابرة، متقية لله، عفيفة قانعة، وإن لم يكن لها الجمال الظاهر، فلديها الجمال الباطن، والطاعة، والعمل في بيتها، وتربية أولاده، والعناية بهم، وتعليمهم، وحبس نفسها في البيت من أجل أداء هذه المهام الجسيمة، وهذه الصفات ربما لا تجدها عند نساء الغرب.
• ومن المشاكل أيضًا هجر الرجل أهلَه لساعات طويلة خارج البيت، وتراه يبدأ بتوزيع الابتسامات والقُبلات مع ندمائه وأصدقائه في المقاهي والنوادي، والتحدث معهم ربما لساعة متأخِّرة من الليل، ولكن ما إن يدخل البيت يتحوَّل لإنسان آخر، فتغيب الابتسامة والضحكة عن شفتيه، ويحاول أن يبتعدَ عن مجالسة أولاده وبناته، بل أحيانًا ينفر من الجلوس معهم، فإذا أكل فوَحْدَه، وإذا قرأ فوَحْدَه، حتى تحصل النفرة والوحشة في قلوب أولاده وأهله، وغالب المشاكل العائلية تنتج عن هذا السبب.
• ومن المشاكل التي ظهَرَتْ في عصرنا الحاضر، مع تطور وسائل الاتصال الحديث، وظهور الفيسبوك، والواتساب ونحوها، وجلوس العديد من النساء ربما لساعات، وانشغالها عن خدمة زوجها وتربية أولادها، وتنظيم بيتها، وتنظيف سكنها، فيأتي مِن وظيفته وعمله وهو متعبٌ قد أرهقته ظروفُ العمل ومشاغل الحياة، يُمنِّي النفس أن يجد الراحة في بيته، والسكينة في مسكنه ووطنه، فإذا به يفاجأ أن زوجته انشغلت بالاتصال والحديث مع صديقتها أو جارتها، أو تصفُّح ما يقال هنا وهناك من عالم الأخبار، وآخر الأزياء والموضات، وعروض وتخفيضات، والمطاعم والمأكولات، والفواكه و(المحشيات)، وقد تركَتِ الحبل على الغارب، وتركت الأطفال في الشارع يسرحون ويمرحون، دون رقيب أو محاسبة، فيكون ذلك من أسباب النفور والكراهية، وبدلًا من أن تكون هذه الوسيلة نعمةً يُسخِّرها الإنسان والأسرة خاصة في الخير، ويستخدمها في المعروف، أضحت في كثير من الأحيان نقمةً وبلاءً على الأسر الإسلامية في سرعة نقل المشاكل، وتوسيع دائرتها، وتضخيم أمرها، والتهويل من شأنها، فتتصل الزوجة بأهلها وتشكو لهم أمرَ زوجها، وأنه أهانها وحقر مِن شأنها، فتكبُر المشكلة، وتعم البلوى، والله المستعان.
مواضيع مماثلة
» أسباب وأنواع المشكلات الأسرية وحلولها
» حل الخلافات حل الخلافات
» المشاكل الأسرية وأثرها على الأطفال
» دور العشائر في العراق (فديو))
» من هو الشيخ الاصيل ومن هو المتشيخ؟؟
» حل الخلافات حل الخلافات
» المشاكل الأسرية وأثرها على الأطفال
» دور العشائر في العراق (فديو))
» من هو الشيخ الاصيل ومن هو المتشيخ؟؟
الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري :: 125- منتدى النزاعات الأسرية والعائلية في المجتمع
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:58 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم عبد الهادي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:53 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ شوقي البديري والاخ حمود كريم الركابي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:51 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الاستاذ المخرج عزيز خيون البديري وعمامه البدير
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:48 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ صباح العوفي مع الشيخ عبد الامير التعيبان
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:45 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم محمد البريج
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» جواد البولاني
الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:13 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» المرحوم السيد هاشم محمد طاهر العوادي
الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:03 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» رموز البدير
الجمعة سبتمبر 20, 2024 8:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري