موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري
موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» الاعشاب المفيدة للمفاصل.. 28 عُشبة تقضي على الآلام
 الثورة الحسينية بين نظرية الشهادة وإقامة الحكومة Emptyاليوم في 5:13 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» علاج الكلى بالأعشاب
 الثورة الحسينية بين نظرية الشهادة وإقامة الحكومة Emptyاليوم في 5:11 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» الأعشاب والنباتات الطبية ودورها العلاجي
 الثورة الحسينية بين نظرية الشهادة وإقامة الحكومة Emptyاليوم في 5:07 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

»  فوائد عشبة مريم ومضارها
 الثورة الحسينية بين نظرية الشهادة وإقامة الحكومة Emptyاليوم في 5:04 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» فوائد عشبة عروق الصباغين
 الثورة الحسينية بين نظرية الشهادة وإقامة الحكومة Emptyاليوم في 5:02 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

»  فوائد عشبة الفوة
 الثورة الحسينية بين نظرية الشهادة وإقامة الحكومة Emptyاليوم في 4:59 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

»  فوائد العكوب
 الثورة الحسينية بين نظرية الشهادة وإقامة الحكومة Emptyاليوم في 4:58 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» فوائد عشبة عنب الدب
 الثورة الحسينية بين نظرية الشهادة وإقامة الحكومة Emptyاليوم في 4:57 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» فوائد عشبة الإسبغول
 الثورة الحسينية بين نظرية الشهادة وإقامة الحكومة Emptyاليوم في 4:52 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

سبتمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
      1
2345678
9101112131415
16171819202122
23242526272829
30      

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



حول

مرحبا بكم فى منتدى موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري

مرحبا بكم فى منتدى موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري

قبيلة البدير من القبائل الزبيديه


الثورة الحسينية بين نظرية الشهادة وإقامة الحكومة

اذهب الى الأسفل

 الثورة الحسينية بين نظرية الشهادة وإقامة الحكومة Empty الثورة الحسينية بين نظرية الشهادة وإقامة الحكومة

مُساهمة  الشيخ شوقي جبار البديري الخميس يوليو 18, 2024 11:17 am


الثورة الحسينية بين نظرية الشهادة وإقامة الحكومة

يعتبر الحديث عن أهداف الثورة الحسينية من الأُمور المهمّة التي تطرّق إليها كثير من الفقهاء والمحقّقين، وقد قُدّمت نظريات متعددة استُدلّ عليها بشواهد من واقعة عاشوراء، فهناك مَن ادّعى أنّ الثورة الحسينية لا تُحدّد بهدف واحد، بل لها هدفان أو ثلاثة، وذكر بعضٌ أنّ بين هذه الأهداف المتعدّدة ترتّباً طوليّاً، وذهب آخرون إلى فرض العَرْضية بين تلك الأهداف.

وينبغي الالتفات إلى أنّ هذه الواقعة العظيمة التي حدثت في تاريخ الأُمّة الإسلاميّة فريدة من نوعها، ولا يمكن ببيانٍ قليل وتحليلٍ يسير أن نقف على حقيقتها؛ لأنّها حادثة رسمتها اليد الإلهية بشكلٍ خاصٍّ ومميّز، ولا تنال عقول المفكرين والمحقّقين زواياها المتعدّدة، فيمكن أن تتّضح لنا أبعاد وحقائق أُخرى أعمق ممّا عليه اليوم بمرور الزمان، وكلّما تزداد معرفتنا بإمامة وولاية أهل البيت عليهم السلام تتّضح لنا أهداف وغايات النهضة بشكل أكبر.

الاتجاهات في تفسير هدف النهضة الحسينية:
نستعرض في بداية البحث النظريات والاتجاهات التي طُرحت في مجال تحليل هدف الثورة الحسينية بشكلٍ إجمالي؛ ليتسنّى لنا بعد ذلك اختيار النظرية المناسبة، وسنعطي لكلّ نظرية عنواناً خاصّاً تسهيلاً لفهمها، وعمدة النظريات ما يلي:

اولا:- نظرية الشهادة: ترى هذه النظرية أنّ الهدف من ثورة سيد الشهداء (عليه السلام) هو الشهادة، وأنّه قد وطّن نفسه على هذا الأمر، ولم يكن وراء هذا الهدف هدف آخر، بل أقبل (عليه السلام) في تلك الظروف المعقّدة على الشهادة التي قد رسمها الله تعالى له. وقد تبنّى هذه النظرية عموماً جملة من الأعلام وكثير من المحقّقين[1] .

ثانياً:- نظرية الهدف المرحلي: تذهب هذه النظرية إلى أنّ ثورة سيد الشهداء (عليه السلام) تحتوي على مرحلتين: المرحلة الأُولى هي إقامة الدولة الإسلاميّة. المرحلة الثانية هي مرحلة الشهادة، وذلك بعد أن وصل خبر مقتل مسلم بن عقيل، فتحرّك نحو كربلاء طالباً للشهادة. وقد تبنّى هذه النظرية الأُستاذ الشهيد مطهّري[2].

ثالثاً: - نظرية الهدف المزدوج: تُؤمن هذه النظرية بأنّ لنهضة سيد الشهداء بُعدين: البُعد الأوّل: يتجسّد في الشهادة. والبُعد الثاني: يتمثّل في دعوة الناس للوقوف في وجه يزيد؛ لأجل إصلاح أوضاع المسلمين المتردّية آنذاك؛ لما حصل من تغييب طويل لسُنن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإحياء للبدع. وممّن ذهب إلى هذه النظرية العلّامة السيد مرتضى العسكري[3].

رابعاً:- نظرية الأهداف الطُولية: يرى بعض الكتّاب المعاصرين أنّ ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) وبترتّبٍ طولي تحتوي على ثلاثة مراحل، استهدف الإمام في المرحلة الأُولى الانتصار العسكري وإقامة الدولة الاسلامية؛ لكن عندما لاحظ (عليه السلام) أنّ هذا الهدف لا يمكن تحقيقه، انتقل إلى المرحلة الثانية وهي السِّلْم والصلح الكريم، ولمّا لم يقع ذلك ولأجل أن لا يخضع للذلّ والهوان اختار سبيل الشهادة، وهي تُمثّل المرحلة الثالثة. وقد تبنّى هذا الرأي صاحب كتاب شهيد جاويد الشهيد الخالد[4].

وهذه النظرية قريبة من رأي بعض المحلّلين والباحثين من أهل العامّة، الذين يرون أنّ الحسين بن علي (عليهما السلام) كان ساعياً من أول الأمر للخلافة وإقامة الدولة، كما صرّح بذلك شمس الدين الذهبي في تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام[5]، وتبنّى هذه النظرية أيضاً ابن الجوزي في كتابه: الردّ على المتعصّب العنيد[6].

أمّا أعلام الإمامية كالشيخ المفيد فقد صرّحوا بأنّ الإمام الحسين (عليه السلام) خرج من المدينة متّجهاً إلى الكوفة؛ لامتناعه من بيعة يزيد، وعندما أُخبر بولاء أهل الكوفة له من قِبل مسلم بن عقيل (عليه السلام) تحرّك لأجل إقامة الدولة، وقد ذكر الشيخ المفيد في المسائل العكبرية[7] في معرض الإجابة عن سؤال: "... ما بال الحسين (عليه السلام) صار إلى أهل الكوفة، وقد علم أنّهم يخذلونه ولا ينصرونه، وأنّه مقتول في سفرته تلك؟". فأجاب: "فأمّا علم الحسين (عليه السلام) بأنّ أهل الكوفة خاذلوه، فلسنا نقطع على ذلك؛ إذ لا حجّة عليه من عقل ولا سمع".

خامساً:- نظرية إقامة الحكومة: يعتقد بعض بأنّ الإمام الحسين (عليه السلام) لم يكن قاصداً للشهادة من أول الأمر، بل خرج لأجل تأسيس حكومة إسلامية، ولكن كان على علم بأنّ هذا الأمر لا يتحقّق ومآله إلى الشهادة[8].

سادساً:- نظرية الظاهر والباطن: يُستفاد من بعض عبائر آية الله العظمى الشيخ فاضل اللنكراني، وآية الله الإشراقي في كتابهما باسداران وحي حُرّاس الوحي أنّ الإمام كان يسعى لإقامة الدولة بحسب الظاهر، وأمّا باطناً فإنّه كان طالباً للشهادة[9].

سابعا:- نظرية التكليف الخاصّ: إنّ سيد الشهداء (عليه السلام) كان مكلفاً بمهمّة خاصّة، وهذا ما ذهب إليه صاحب الجواهر، حيث قال: "على أنّه له تكليف خاصّ قد قَدِم عليه وبادر إلى إجابته"[10]. وبعض المؤلفين أمثال صاحب كتاب مقصد الحسين (عليه السلام) [11].

ثامناً:- نظرية الفداء: ذهب الشيخ ملا مهدي النراقي، في كتابه محرق القلوب إلى أن شهادة سيد الشهداء (عليه السلام) كانت فداءً؛ فإنّ الإمام (عليه السلام) استُشهد لأجل أن يكون شفيعاً لأُمّته ومكفّراً لذنوبهم، فالحسين (عليه السلام) عزم على الشهادة لأجل الوصول إلى درجة الشفاعة الكُبرى، التي هي السبيل لنجاة الشيعة[12].



نظرية الشهادة:
المشهور بين المحقّقين أنّ الحسين (عليه السلام) كان عالماً بشهادته حتى قبل بداية الثورة؛ ولذا كان هادفاً للشهادة من البدء، فإنّه (عليه السلام) عند خروجه من المدينة كتب إلى أخيه محمد بن الحنفية رض، فقال: "أمّا بعد، فإنّ مَن لحق بي استُشهد، ومَن لم يلحق بي لم يُدرك الفتح، والسلام"[13].

ولا يخفى أنّ جماعة من بني هاشم لعلمهم بالمصير الذي تأول إليه الثورة وطمعاً في الدنيا امتنعوا من الانضمام إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، لكنّ بعضاً آخر من بيت أبي طالب (عليه السلام) قد التحقوا بالإمام (عليه السلام) ، فمن الواضح أنّ الإمام (عليه السلام) وآخرين قد كانوا على علمٍ بمآل الثورة.

وعليه؛ لا يمكن القول بنظرية الحكومة، وأنّ الإمام (عليه السلام) خرج لإقامة الدولة الإسلاميّة، فكيف يُتصوّر شخصٌ عارف بمصيره ومتيقّن أنّه سيُقتل، ومع ذلك ينتفض لاستلام السلطة، وإقامة الدولة؟ وسيأتي نقد هذه النظرية بالتفصيل.

وقد صرّح الشيخ آية الله العظمى محمد فاضل اللنكراني والشيخ شهاب الدين الإشراقي في كتابهما باسداران وحي حُرّاس الوحي أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) قد خرج وهدفه الشهادة، ولم يكن قاصداً الكوفة، أو الإطاحة بحكومة يزيد وإقامة الدولة الإسلاميّة[14].

وذكرا في بيان هذه النظرية: أنّ يزيد يسعى من خلال الخطط المسبقة لهدم الكيان الإسلامي، ولذا تذمّر الناس وعلت الأصوات من صنيع يزيد، فاستغاثوا بالحسين (عليه السلام) وطلبوا منه قيادة الأُمّة، وبطبيعة الحال كان على الإمام الحسين (عليه السلام) أن يلبّي تلك الأصوات، وأن يُعلن جهراً مخالفته ليزيد الطاغي، ومن جهةٍ أُخرى أنّه (عليه السلام) كان عالماً بمصيره، وأنّ غصن الإسلام سيشتدّ عوده بالتضحية في سبيل الدين، ومن الواضح أنّ علم الإمام بشهادته لا يمنعه من العمل بتكليفه.

وبهذا ألقى الإمام الحسين (عليه السلام) الحجّة الكاملة على دُعاة الإصلاح والثورة ضدّ الظلم والجور، وقد كان الإمام (عليه السلام) عالماً بأنّ إحياء الدين والسنّة النبوية لا يمكن إلّا من خلال التضحية والشهادة في سبيل الله تعالى.

إنّ هذين العلمين يعتقدان: أنّه لو بقي بنو أُميّة على حالهم، واستمروا بأعمالهم وأساليبهم الخاصّة، ولو لم تكن ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) وشهادته مع أصحابه وإخوته وأبنائه، لسار أمر الإسلام والمسلمين إلى المجهول، فالإمام الحسين (عليه السلام) جعل نفسه وأصحابه طعمةً للموت؛ حتى يحفظ الدين والإسلام من الموت المحتّم.

أدلّة نظرية الشهادة: ذُكرت عدّة أدلّة وشواهد على نظرية الشهادة، نذكرها ضمن النقاط التالية: ذكر الطبري في تاريخه، عن أبي مخنف، في قصة زهير بن القين ولقائه بالإمام (عليه السلام) : أنّ زهيراً بعد أن رجع من لقائه بالإمام (عليه السلام) قال لأصحابه: "مَن أحبّ منكم أن يتبعني وإلّا فإنّه آخر العهد، إنّي سأحدّثكم حديثاً: غزونا بلنجر ففتح الله علينا وأصبنا غنائم، فقال لنا سلمان الباهلي: أفرحتم بما فتح الله عليكم وأصبتم من المغانم؟ فقلنا: نعم. فقال لنا: إذا أدركتم شباب آل محمد فكونوا أشدّ فرحاً بقتالكم معهم بما أصبتم من الغنائم، فأمّا أنا فإنّي أستودعكم الله، قال: ثمّ والله ما زال في أول القوم حتى قُتل"[15].
إنّ زهير بعد رجوعه من الحجّ التقى الإمام في الطريق، وتغيّر بشكلٍ مذهل، بحيث ودّع زوجته ومرافقيه حينما وصل خيمته؛ الأمر الذي يدلّ على أنّ الإمام وعده بالجنة والشهادة في طريق الله.

لمّا وصل خبر استشهاد مسلم بن عقيل في الثعلبية، وخبر استشهاد عبد الله بن يقطر الأخ الرضاعي للإمام (عليه السلام) في زبالة لم يثنِ الحسين (عليه السلام) من المسير، وقال: "قد خذلنا شيعتنا، فمَن أحبّ أن ينصرف فلينصرف، ليس عليه منّا ذمام"[16]. ما حدث في وادي عقبة، وقول رجل من قبيلة عكرمة للإمام (عليه السلام) في خصوص ذهابه إلى الكوفة: "أُنشدك الله لما انصرفت، فو الله، ما تُقدِمُ إلّا على الأسنّة وحدّ السيوف، إنّ هؤلاء الذين بعثوا إليك لو كانوا كفوك مؤنة القتال، ووطّأوا لك الأشياء فقدمت عليهم لكان ذلك رأياً، فأمّا على هذه الحال التي تذكرها، فلا أرى لك أن تفعل. فقال الإمام (عليه السلام) له: إنّه لا يخفى عليَّ ما ذكرت ولكن اللهU لا يُغلب على أمره"[17]. وهذا النصّ يدلّ على الشهادة لا على تأسيس حكومة. ينقل ابن الأثير في كامله: بأن الحسين (عليه السلام) قد التقى في عذيب الهجانات بأربعة نفر قد أقبلوا من الكوفة، ومعهم دليلهم طرماح بن عدي، فقال لهم الحسين (عليه السلام): أخبروني خبر الناس خلفكم، فقال له مجمع بن عبيد الله العامري وهو أحدهم: أمّا أشراف الناس فقد أُعظمت رشوتهم، ومُلئت غرائرهم، فهم ألبٌ واحد عليك، وأمّا سائر الناس فقد أُعظمت قلوبهم تهوي إليك، وسيوفهم غداً مشهورة عليك. وسألهم عن رسوله قيس بن مُسهَّر، فأخبروه بقتله وما كان منه، فترقرقت عيناه بالدموع، ولم يملك دمعته، ثمّ قرأ: ﴿فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾[18]. ينقل الشيخ المفيد في رواية سالم بن حفص: "قال عمر بن سعد للحسين (عليه السلام) : يا أبا عبد الله، إن قِبَلَنا ناساً سفهاء يزعمون أنّي أقتلك. فقال له الحسين (عليه السلام) : إنّهم ليسوا بسفهاء، ولكنّهم حلماء، أما إنّه يقرّ عيني ألّا تأكل برّ العراق بعدي إلّا قليلاً"[19]. فمن هذا يُعلم أنّ الإمام (عليه السلام) سيُستَشهد، وأنّ القاتل للحسين (عليه السلام) هو عمر بن سعد أمرٌ معروف بين الناس. وفي خطبةٍ للحسين (عليه السلام) بمكة المكرمة في الثامن من ذي الحجة بين أهله وأصحابه، قال: "خُطّ الموت على وُلد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخِيرَ لي مصرع أنا لاقيه، كأنّي بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات، بين النواويس وكربلاء، فيملأنّ منّي أكراشاً جوفاً، وأجربةً سُغبَاً، لا محيص عن يومٍ خُطّ بالقلم، رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويوفّينا أجور الصابرين... مَن كان باذلاً فينا مهجته، وموطّناً على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا، فإنّي راحلٌ مصبحاً إن شاء الله"[20]
وهذه الكلمات كأنّي بأوصالي تقطّعها... نصبر على بلائه... مَن كان باذلاً فينا مهجته ـ تدلّ بوضوح على علم الإمام (عليه السلام) بمقتله.

قال الإمام السجاد (عليه السلام) : "خرجنا مع الحسين (عليه السلام) فما نزل منزلاً ولا ارتحل منه إلّا ذكر يحيى بن زكريا وقتله، وقال يوماً: ومن هوان الدنيا على الله أنّ رأس يحيى بن زكريا (عليه السلام) أُهديَ إلى بغيٍّ من بغايا بني إسرائيل"[21]. ويُعلم من هذا النصّ أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) في صدد إعداد أهل بيته وأصحابه للشهادة، وهذا لا يتلاءم مع تأسيس الحكومة أبداً. إنّ الحسين (عليه السلام) قد استرجع ثلاث مرات، وقال لابنه علي الأكبر (عليه السلام) : "يا بني، إنّي خفقت برأسي خفقةً، فعنّ لي فارسٌ على فرس وهو يقول: القوم يسيرون، والمنايا تسري إليهم، فعلمت أنّها أنفسنا نُعيت إلينا"[22]. قول الإمام (عليه السلام) في لقائه مع الحر بن يزيد:"فإنّي لا أرى الموت إلّا سعادة، ولا الحياة مع الظالمين إلّا برماً"[23].
الشيخ شوقي جبار البديري
الشيخ شوقي جبار البديري

عدد المساهمات : 10043
تاريخ التسجيل : 04/04/2012
العمر : 59
الموقع : قبيلة البدير للشيخ شوقي البديري

https://shawki909.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى