حديث عن التسامح قصير

الرئيسية / أحاديث / حديث عن التسامح قصير تمت الكتابة بواسطة: خلود مرار آخر تحديث: ٠٦:٤٨ ، ١٣ أكتوبر ٢٠١٩ ذات صلة حديث نبوي شريف عن التسامح حديث نبوي قصير حديث من دعا الى هدى شرح حديث كلكم راع محتويات ١ معنى التسامح ٢ أحاديث عن التسامح ٣ فضل التسامح وصوره ٤ أقوال عن التسامح ٥ المراجع معنى التسامح جاءت لفظة التسامح في اللغة؛ لتدل على الجود والكرم، وتعني أيضًا العفو عند المقدرة، فيُقال فلان سَمح؛ أي كريمٌ وسخيّ، والمسامحة تعني التساهل واللين وهي نقيض لكلمة الشدة، وتعني الترفع عن الصغائر وعدم رد الإساءة بالإساءة، أما المعنى المرتبط بكونها لفظة دالة على قيمة إنسانية وإسلامية، فتعني التساهل واليسر وقبول الاختلاف بصدر رحب، وله وجوه متعددة منها العفو عند المقدرة والإحسان وتجنب البغضاء والتغاضي عن أخطاء الآخرين في سبيل التراحم وإدامة المحبة، ويعرف التسامح في الاسلام بأنه نسيان إساءة الماضي بإرادة الشخص، والتخلي عن رغبته مقابل الابتعاد عن أذى الآخرين، والتسامح يقلل العديد من المشاكل التي قد تحدث بين الأحبة والأقران، وهذه المشاكل تحدث بسبب عدم التماس الأعذار للآخرين وسوء الظن بهم، وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يومًا: (إذا سمعت كلمة تؤذيك فطأطئ لها حتى تتخطاك)، وفي يوم من الأيام سُرِق الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود حين كان في السوق، فقال له من كان معه: (تعالوا لندعوا على السارق)، فقال عبد الله: أنا صاحب المال، أنا أدعو وأنتم أمِّنوا! وبدأ بالدعاء قائلًا: (اللهم إن كنت تعلم أنّ الذي سَـرق نقودي محتاجًا إليها فـبارك لـه فيها وإن كان غير محتاج إليها فاجعله آخـر ذنب يذنبه)، وقال الشاعر الكبير أحمد شوقي أبيات عن التسامح ومنها ما يلي:[١][٢] تسامحُ النفس معنىً من مروءتها بل المروءةُ في أسمى معانيها تخلقِ الصفحَ تسعدْ في الحياةِ به فالنفسُ يسِعدُها خلقٌ ويشقيها أحاديث عن التسامح وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الكثير من الدلائل على أهمية التسامح في الإسلام، ودوره في تعزيز التقارب والوحدة، ومثلها ما جاء في قوله تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)[٣]، وهذه الدلائل مؤَكّدة بالمواقف التي وردت في السيرة النبوية وفي الأحاديث الشريفة، ومنها ما يأتي:[٤] عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألَا أُخبِرُكم بمَنْ تحرُمُ عليه النَّارُ؟ قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ قال: على كلِّ هيِّنٍ ليِّنٍ قريبٍ سهلٍ)[٥]، بيّن الحديث الشريف أن اللين والتساهل سببان في تحريم النار على صاحبهما، وإن تَفَكرنا في أثر مثل هذه الصفات على دوام الإنسانية، نجدها دواء شافيًا للبغضاء والكره، وهي تجنب الإنسان الضيق والمنازعات، وتجدر الإشارة إلى أن التسامح لا يعني الضعف والتنازل المستمر والسكوت عن الحق، فالإنسان العاقل باستطاعته أن يميّز بين التساهل لحفظ المحبة والود وبين الخصومة وإيذاء الآخرين، ولهذا قد نجد شخصًا إذا وقف جاره قرب بيته صارت مشكلة، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى وضع أحجار وأشياء من أجل أن لا يقف أي أحد أمام البيت، ومن يقف فلا يلومن إلا نفسه، والواجب أن لا يؤذي المسلم إخوانه ولا يظلمهم ولا يؤذيهم بالقول والفعل.[٦] عن أنس رضي الله عنه قال: (كُنْتُ أَمْشِي مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَعليه رِدَاءٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فأدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَجَبَذَهُ برِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، نَظَرْتُ إلى صَفْحَةِ عُنُقِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَقَدْ أَثَّرَتْ بهَا حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ، مِن شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ مُرْ لي مِن مَالِ اللهِ الذي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إلَيْهِ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ له بعَطَاءٍ).[٧] عن أنس رضي الله عنه قال: (كانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَمَرِضَ، فأتَاهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقالَ له: أسْلِمْ، فَنَظَرَ إلى أبِيهِ وهو عِنْدَهُ فَقالَ له: أطِعْ أبَا القَاسِمِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأسْلَمَ، فَخَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يقولُ: الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ).[٨] فضل التسامح وصوره التسامح له أثر كبير على ترابط المجتمع وألفته في التعامل بين أفراده، والعفو والتسامح إحسان مع الغير وإحسان مع النفس وله أثر على الصحة النفسية للفرد وحصول السكينة والسعادة لتصالحه مع ذاته ومع الآخرين، فالعفو يُجنب المرء المشاحنات والبغضاء ويحل محلها في القلب السكينة والتسامح، وبهذا فإنّ جَعْل التسامح إحدى أهم القيم الإنسانية يعود على الجميع بالمنفعة، وفي حين يظن البعض أن التسامح فيه ضعف وتنازل يضر بصاحبه إلا أنه يعني عكس هذا المفهوم تمامًا، فهو قمة القوة لما يتطلبه من قدرة على الرقي بالأخلاق إلى أعلى مستوياتها، ويكون الفرد قادرًا على رد الأذى ولكنه يعفو، كما أن التسامح لا يعني فقط التساهل بل له صور كثيرة، سنذكر منها ما يلي:[٩][١٠][١١][١٢] تقبل الاختلاف في جميع صوره: سواء كان اختلافًا في الآراء أم اختلافًا في العرف والمنبت والدين وغيرها، فقال تعالى في هذا السياق: (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)[١٣]. احترام الديانات الأخرى: وعدم ذم من يتبعون دينًا غير الإسلام، إذ يقول تعالى في محكم كتابه أنّ (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)[١٤]، وفي هذا يكون التسامح أساسًا للتعامل في الإسلام، وهو الأساس الذي يعتمد ترابط المجتمع وتآلف أفراده. حصول السكينة والسعادة: فمن يعفو عن الناس ويتسامح مع أخطائهم ينام مرتاح البال لأنه يتعامل مع الله وليس البشر. وحدة الأمة: من ثمرات التسامح والعفو اجتماع الكلمة وقوة الأمة ووحدتها. أقوال عن التسامح توجد مقولات كثيرة وحكم عن التسامح، ومنها ما يلي:[١٥] قال رجاء النقاش: التسامح هو الذي يعطي للصواب قوته وقدراته على الامتداد وتحقيق النصر. قال هربرت جورج ويلز: من لا يستطيع التسامح يهدم الجسر الذي يجب أن يعبره هو نفسه. قال جوش بيلينجز: لا يوجد انتقام أكمل من التسامح. قال رينولد نيبور: التسامح هو الشكل الأخير من أشكال الحب. قال ديزموند توتومن: دون التسامح لن يكون هنالك مستقبل. قال ديزموند توتو: التسامح يعني أن تمنح لنفسك الفرصة لكي تبدأ بداية جديدة. قال تشول سو: التسامح هو أن تمنح الكراهية بداخلك غرفة صغيرة جدًا في قلبك. قال محمد كامل حسين: الأصل في التسامح أن تستطيع الحياة مع قوم تعرف يقينًا أنهم خاطئون. قال أيمن العتوم: وإن الكره ليرتجف أمام الحبّ، وإن الحقد ليهتز أمام التسامح، وإن القسوة لترتعش أمام الرقة واللّين.