بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
حول
مرحبا بكم فى منتدى الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري
قبيلة البدير من القبائل الزبيديه
الأغنية العراقيّة "الحزينة"... مرآة المجتمع وتحوّلاته
الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري :: 130-منتدى طبيعة المجتمع العراقي في افراحه واحزانه
صفحة 1 من اصل 1
الأغنية العراقيّة "الحزينة"... مرآة المجتمع وتحوّلاته
الأغنية العراقيّة "الحزينة"... مرآة المجتمع وتحوّلاته
"الأغنية" هي جزء حيوي ورئيس من ثقافة المجتمع، ومن ذاكرته الجمعية؛ وفي العراق تبدو الأغنية ضاربة في القدم؛ إذ عمرها بعمر العراق عندما اكتشف العبيديون الزراعة على ضفاف أسفل الفرات قبل ثمانية آلاف عام، وأسسوا البنيان الحضاري الذي رفعه من بعدهم سكان ما بين النهرين: السومريون، والأكاديون، والبابليون، والآشوريون. وما القيثارة السومرية التي يعتقد أنها تعود إلى بو آبي شبعاد حوالي 2450 ق.م؛ والتي عُثر عليها في أور عام 1929، إلا دليل بارز على اهتمام سكان بلاد الرافدين القدماء المبكر بالموسيقى، والغناء.
لقد أسهمت مفردات الحياة في بيئة غنية بالمياه العذبة، وتبدلات المناخ المتطرف بين لهيب الصيف وصقيع الشتاء، واختراع الكتابة، ودهشة الحياة المتجددة، ومشكلة الموت، والتفكير بالخلق، ووفرة الجعة والنبيذ، ومكر التحالف بين كهنة المعبد والحاكم، والصراع الداخلي بين المدن والدويلات، وأخطار الغزو الطامع بخيرات الأرض والمياه؛ أسهمت جميعها في صيرورة شعر، وموسيقى وغناء عراقي خاص يتماهى مع الحالة العراقية، وينصهر في بوتقة الحرب والسلام، الحرية والاستعباد، الوفرة والندرة، الحر الشديد والبرد القارس، الحب والكره، اللذة والألم، الفرح والحزن، الموت والحياة.
هكذا نجد أن تاريخ الموسيقى في العراق موغل في القدم: حيث أقدم قيثارة في العالم، واختراع العود، ثم إضافة الوتر الخامس له، وصولاً إلى الإيقاعات، والمقامات العراقية المختلفة. ولقد تطورت الموسيقى العراقية تطوّراً ملحوظاً بعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921؛ وتميزت الأغنية البغدادية النسائية بحضورها، إذ وصل عدد المطربات في أربعينات القرن العشرين إلى نحو الأربعين مطربة؛ من أبرزهن سليمة مراد، وزكية جورج، ونرجس شرقي، وعفيفة اسكندر.
عفيفة اسكندر على المسرح
وكانت الإذاعة العراقية التي تأسست نهاية الثلاثينات تبث أغانيَ متنوعة لكنها لا تخرج عن سياق الأغنية التقليدية السائدة حينذاك والتي تنقسم بين مقام عراقي، وأغنية ريفية، وأخرى بصرية، وثالثة كردية، ورابعة بدوية، وخامسة هي البغدادية البسيطة التي لا يعدو بعضها عن أن يكون على شكل طقطوقة، أو تراث فلكلوري.
ومن ثمّ انتشرت الأغنية العراقية، وتحديداً المواويل، الى العالم العربي مع نجوم عراقيين كان أبرزهم ناظم الغزالي. لكن عوامل معقدة ومتداخلة أسهمت في النصف الثاني من ستينات القرن الماضي في بروز ما سيطلق عليه لاحقاً بالأغنية السبعينية، والتي ما زالت تشكل الجزء الأكبر، والأهم من الذاكرة الموسيقية الشعبية للعراقيين؛ والتي يطلق عليها بالفترة الذهبية، واستمر زخمها حتى أواخر الثمانينات.
ولقد كان لانتشار الأفكار اليسارية، والعلاقة بين الإقطاع والفلاحين، والطابع السياسي العنيف في الوصول إلى السلطة، وعملية القمع التي واجهت بها السلطات نشاط الحزب الشيوعي العراقي (منذ الأربعينات وتُوّجت بمجازر العام 1963)، وما تلى ذلك من عمليات تهميش، واستئصال، وتنكيل؛ أسهمت جميعها في ظهور جيل من الشعراء الذين كانوا "يتخندقون" خلف الرمز؛ في محاولة منهم للفرار من شراك السلطة الذي كانت تنصبه للمعارضين؛ وكان المتلقي وهو يستمع إلى الأغنية يجمع بين الرمز الذي يخبئه في الشاعر بين السطور وبين الحبيب الذي تخاطبه كلمات الأغنية. ويروى عن الرئيس أحمد حسن البكر أنه كان يستمع إلى الأغاني العراقية التي تبثها الإذاعة والتلفزيون ويقوم بفرز بعضها على أنها تتضمن معاني عميقة، المخفي منها غير الظاهر للجمهور.
ظهرت مجموعة كبيرة من الشعراء الشباب الشعبيين، والموسيقيين، والمطربين، جلهم كان من جنوب العراق ذي الخلفيات الثقافية الشيعية، والتوجهات الفكرية الشيوعية للمدة بين الأعوام 1965 و1975؛ حملت على عاتقها الانطلاق بنوع جديد من الأغنية العراقية؛ الأغنية الشاملة لكل العراقيين؛ التي سيتفاعل معها العراقي أينما كان، وكيفما كان العربي، والكردي، الشيعي والسني، الريفي والحضري، المتعلم والأمي؛ تلك الأغنية الجامعة التي كانت تتغنى بالحبيب، مثلما تتغنى بالأرض، والوطن، والأمل بالغد الباسم الجميل. وكان زامل سعيد فتاح، وزهير الدجيلي، وكاظم الركابي، وعريان السيد خلف، وكاظم اسماعيل كاطع، وجبار الغزي وسواهم من عشرات الشعراء الشعبيين الذين غذوا الذائقة الفنية العراقية بصور من الجمال لم تألفه الأغنية العراقية من قبل، كانوا يشكلون فرسان القصيدة الغنائية؛ في الوقت الذي برز فيه من جهة التلحين طالب القرغولي، وكمال السيد، وكوكب حمزة، ومحمد جواد أموري، وفاروق هلال، ومحسن فرحان والعشرات الآخرين الذين قدموا أفضل وأجود الألحان لمطربي تلك الفترة التي كان من أبرز أسمائها: ياس خضر، وحسين نعمة، وسعدون جابر، وفاضل عواد، ورياض أحمد، وحميد منصور، ومائدة نزهت، وأمل خضير، وسيتا هوكوبيان، وقحطان العطار، وسعدي الحلي، وآخرون كثر.
الفنان العراقي سعدون جابر
لقد غذت البيئة بجانبيها (الطبيعي، والثقافي) التي نشأ، وترعرع فيها شعراء الأغنية السبعينية في العراق؛ غذت ذائقتهم، وغرست فيهم حسَّ ومضامين ما سيقدمونه من نصوص للمتلقي؛ فلقد كانت الطبيعة الساحرة للريف والمياه، وشعائر عاشوراء وطقوسها، والأمل بالتغيير، وكسر الأطر التقليدية للمجتمع، والصراع السياسي العنيف والمحتدم، كان لها الأثر في خلط الحزن، بالجمال، بالرمز، وبالأمل في توليفة قد تبدو غريبة، لكنها أصبحت حقيقة واضحة لكل دارس يحاول البحث في أعماق الأغنية السبعينية في العراق. هذه المفردات التي انعكست على ما قدمه الملحنون من موسيقى خاصة، انعكست بدورها على حناجر المطربين التي صدحت بها للجماهير التي كانت تتلقفها بحب وشغف كبيرين.
أما أغنية الحرب فقد كان هدفها تعبئة الجماهير، ورفع روح الحماسة لدى الناس، وعسكرة المجتمع، والتغطية على ما كانت تنتجه الحرب من مأساة مستمرة طويلة لم يكن يبدو أن لها انتهاء؛ وكانت تلك الأغنية قد نجحت في ذلك إلى حد بعيد. ولقد انتهت حقبة الأغنية السبعينية بنهاية العقد التاسع من القرن الماضي، ودخول الدولة والمجتمع في العراق حرب الخليج الثانية، وما جاء بعدها من حصار، ودمار، وتخريب للذائقة، وانهيار للبناء الاجتماعي برمّته.
مواضيع مماثلة
» الأكلات العراقيّة
» الأمثال الشعبية مرآة الحكمة ومستودع التقاليد
» كلام قصير جداً عن الحزن
» أجمل صوت عراقي في تلاوة القرآن الكريم القارئ ملا دلشاد الکردي
» المجتمع العراقي
» الأمثال الشعبية مرآة الحكمة ومستودع التقاليد
» كلام قصير جداً عن الحزن
» أجمل صوت عراقي في تلاوة القرآن الكريم القارئ ملا دلشاد الکردي
» المجتمع العراقي
الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري :: 130-منتدى طبيعة المجتمع العراقي في افراحه واحزانه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:04 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» تراث الناصريه الغنائي حضري ابو عزيز
أمس في 8:50 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» البو حسين البدير
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:58 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم عبد الهادي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:53 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ شوقي البديري والاخ حمود كريم الركابي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:51 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الاستاذ المخرج عزيز خيون البديري وعمامه البدير
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:48 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ صباح العوفي مع الشيخ عبد الامير التعيبان
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:45 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم محمد البريج
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» جواد البولاني
الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:13 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري