بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
حول
مرحبا بكم فى منتدى الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري
قبيلة البدير من القبائل الزبيديه
مواضيع اجتماعية
صفحة 1 من اصل 1
مواضيع اجتماعية
من أهم المواضيع التي تكون حساسة للنقاش وبها قدر من الخصوصية.
فكثيرًا ما تجد بعض الأشخاص من حولك يحتاجون أن يخضعوا لعلاج نفسي.
أو حتى تجد أشخاص تهم أصدقائك ومعارفك قد تسمع بأنهم يعانون من بعض التصرفات الغير سوية أو الهلاوس.
وعلى الرغم من أهمية العلاج النفسي إلا أنه ما زال إلى الآن يعتبر من المواضيع الحساسة للنقاش.
وحتى إن اعترف الفرد بمرضه وتوجه للعلاج بالفعل تجده يتكتم على الأمر وكأنه يفعل الأفاعيل المخجلة، وليس يذهب للعلاج.
الأمر الذي قد يزعج البعض وينصح المتخصصون طرح الفكرة بدون إصرار فالمرضى النفسيين يمكنهم أن يستقبلوا الأحاديث بشكل عادى والتجاوب معها بين أنفسهم.
وقد ينتج عن ذلك حركة وتوجه إيجابي تجاه العلاج ولكن في حالة الإصرار قد تنشب انفعالات كلامية تزيد الفجوة مع المريض.
2. تأخر الإنجاب
مواضيع اجتماعية حساسة للنقاش
تعد مسألة تأخر الحمل من أهم ما يمكن أن ندرجه تحت إطار مواضيع اجتماعية حساسة للنقاش.
فمن الممكن أن يكون تأخر الحمل ذلك بسبب رغبة الطرفين في تحسين مستوى المعيشة ولا يرغبون في الإفصاح عن الضائقة المالية التي يمرون بها.
قد يكون هناك أحد الطرفين يعاني مشكلة تجاه الحمل ويأخذ بعض العلاجات التي تعمل بعد فترة من العلاج.
وفي بعض الأحيان يكون الرجل هو من يعاني مرض لا دخل له فيه فيكون كاختبار على الصبر والعلاج.
وبما أننا في مجتمعات شرقية فلا نحب الحديث عن مثل تلك الأمور وإظهار وجود مشكلة خصوصًا إن كانت تتعلق بالرجل.
فيجدها الكثير ممسة لكرامته ولكن الأمر في حقيقته هو مرض كأي مرض يصيب الإنسان.
ولكنك عندما تضغط على أحد الزوجين لمعرفة الأسباب قد ينتهي بك الأمر بانفعال أحدهم على سؤالك أو تجنب حديثك بشكل غير لائق وقد يجرح كرامتك.
الأفضل في حالة أنك تهتم لهم وتتمنى أن ترى أولادهم أن تصيغها بفكاهة وتعبر عن اشتياقك لمثل تلك الأحداث السعيدة فقط دون التطرق إلى أسباب التأخر في الإنجاب.
3. سلوك الأطفال
مواضيع اجتماعية حساسة للنقاش
والموضوع الثالث الذي يمكن أن يندرج تحت مواضيع اجتماعية حساسة للنقاش هو السلوك الخاص بالأطفال وتصرفاتهم في التجمعات العائلية وخلافة.
وفي بعض الأحيان يصدر الكثير من التصرفات الغير محببة من كبار السن.
فإن تحدثت عن تلك المواضيع وأردت أن تعلق على إحدى السلوكيات العامة الغير محببة فيجب أولا أن تختار الأسلوب اللائق الذي لا يخرج أحد في الحديث.
ويفضل إن كانت هناك بعض السلوكيات الخاصة بكبار السن الغير محببة مثل عدم اهتمامهم بالخصوصية وذلك طبقا لاختلاف العقليات، أن يكون الحديث بعد انصرافهم ويكون حديث عام.
أما إن كانت السلوكيات المذمومة نابعة من طفل فيجب أن تراعي شعور أمه خصوصا أن كانت أولى تجاربها في التربية.
فكثيرًا ما ينتج عن حديث سلوكيات الأطفال مع أمهاتهم نشوب بعض الانفعالات فتفهم الأم وكان المتكلم ينهر طريقة تربيتها.
وينصح في هذه الحالة نصح الطفل بطريقة مرنة وحنونة عن أن تصرف ليس هو الأفضل ويجب أن يبدله بتصرف آخر.
أما عن الأم يجب عرض المشكلة بشكل عام على المستمعين وإدراج حلول عملية والأم بطبعها ستصغي جيدا لما هو فيه مصلحة لطفلها.
مواضيع هادفة ومفيدة
أما إن كنت تحتاج البعد كل البعد عن المواضيع التي تميل لكونها شخصية وتحتاج لفتح مواضيع عامة تجعل الوقت ممتع ويمضي.
ففى هذا الجزء ستجد مجموعة متنوعة من تلك المواضيع التي يمكنك أن تضفي بها روح المشاركة في المجموعة علاوة على إثارة الشعف تجاه الحديث مما يعني أن الكل سيترك هواتفه النقالة وسيشارك بالحديث.
1. البدع الدينية
مواضيع اجتماعية حساسة للنقاش
فبما أن العرب عن غيرهم بهم غريزة أن الدين هو السائد و أنه من أهم المواضيع الحساسة للنقاش في ظل التطرفات أو الإبتداعات المتواجدة بكثافة لما يزيد عن عقد كامل من الزمن.
فتعد تلك النوعية من المواضيع هي من أهم المواضيع المهمة للنقاش في أي جلسة مع مجموعة من الأصدقاء والأقارب
فالبدع يقصد بها الأشياء المفتعلة فجأة بدون وجود أصل لها ثابت فعندما قال الله تعالى :
( بديع السموات والارض).
فهنا عندما وصف الخالق نفسه بالبديع أي الأشياء التي ليس لها أصل مسبق، دلالة على الخلق الجديد الذي لم يكن له شبيه.
والبدع في العرف كثيرة ويحدث بينها إختلاط وبين الدين وذلك لأن الدين هو المسيطر على عقول المجتمعات الشرقية منذ الأزل.
و على الرغم من أن البدع في الأصل هي مندرجة تحت التقاليد إلاوأنها تلاصقت وبقوة مع المعتقدات، وبتلك الجمل البسيطة ستفتح مجالا للنقاش لا ينتهي.
2.البطالة
مواضيع اجتماعية حساسة للنقاش
هي من أهم المواضيع التى يمكنك أن تستغلها فرصة لشغل أذهان الحاضرين وهي البطالة وعلاقتها بالصفوة السياسية.
وذلك لأنها دوما ما تكون لها علاقة بالفرد نفسه.
فستجد المستمعين أما شخص يعانى من عدم توافر فرص عمل أو حتى شخص يعرفه يعانى منها.
وقد تجد في الحضور طرف منحاز لكبار رجال الأعمال ونواب المجالس.
الأمر الذي سيجعل الحديث متشعب لأقصي درجة وبالتالي فتح مجال رائع للتحاور قد لا ينتهي.
وعلى الرغم من أن مثل تلك المواضيع هي مواضيع عامة إلا أنه من الممكن أن يكون أطرافها أحد الحضور.
فحتى لا يتحول الموضوع من موضوع عام إلى واحد من مجموعة مواضيع اجتماعية حساسة للنقاش على نفسية المستمع فيجب أن تميل الى العمومية كثيرا،ولا تضرب الأمثلة بأحد الحضور فمثل تلك المشاكل الاجتماعية.
فقد يكون الشخص شريف وتربطه صلة قرابة بأحد الصفوة المختلسين فلا تشعره بالحرج.
وقد يكون الحضور أغلبهم يعانون البطالة فلا تشعره بالعجز عن أداء واجباتهم تجاه الأسرة.
فليس من المفضل أنه لكي تتعلم وتفتح مواضيع اجتماعية حساسة للنقاش أن تضغط على شعور الآخرين.
فمن المهم للغاية فتح مواضيع تفتح آفاقك على العالم وتوسع بها مداركك في الآراء الشخصية وإضفاء روح المتعة في الحديث ولكن أولا وأخيرا يبقى احترام الخصوصية عنصر لا يستهان به في أي حديث مع مجموعة.
مواضيع اجتماعية للشباب
توجد الكثير من المواضيع المهمة لدى الشباب كالماضي والمستقبل والأحداث الفعلية التي يمكنك أن تتخذها سبيلا لمعرفة رؤية كل فرد على حدى.
ونتطرق لتلك المواضيع في النقاط التالية بشكل أكثر إستفاضة.
1. التحدث عن الوضع الراهن:
يعد التكلم عن الوضع الراهن للجميع أحد أفضل الموضوعات للمناقشة.
حيث يهتم الجميع بسرد كل ما يتعلق بهم وما يفضلونه،حيثُ تُعدّ من أهم مواضيع اجتماعية حساسة للنقاش أيضًا يمكن أن يساعد الحديث عن الأوضاع الحالية كلاكما على إيجاد حلول للمشاكل التي قد تواجه كلًا منكم.
2. التحدث عما مضى:
قد يكون من الممتع سرد قصة من الماضي، حاول الدخول في علاقات بأصدقائك من خلال التحدث عن أسرار طفولتك أو سرد القصص العائلية القديمة.
يعتبر هذا الموضوع من أهم الموضوعات التعليمية للمناقشة، حيث يساعدك على معرفة نواحي جديدة في حياتك.
3. مناقشة عن العمل:
نجد أن بعض الأشخاص يحبون الأعمال التي يقومون بها والبعض الآخر عكس ذلك.
فيمكنك اتخاذ الحديث عن العمل موضوعًا للنقاش.
شاهد أيضاً: مواضيع جدلية للنقاش مع خطيبي
مواضيع مثيرة للجدل:
في معظم الأحيان تكون مناقشة الموضوعات المثيرة للجدل داخل أماكن الدراسة، من أجل زيادة معدل تركيز الطلبة، وهذه أهم المواضيع التي يتم تناولها:
مواضيع اجتماعية حساسة للنقاش
1. التحيز ضد أصحاب الإعاقات والاضطرابات العقلية:
غالبًا ما يشعر الأشخاص ذو الإعاقات أو الاضطرابات العصبية بالتحيز والخجل والانقسام.
خلال المناقشة سيكون من المفيد فحص ما إذا كان هذا التحيز نتيجة للسلوك الأخلاقي.
كذلك السؤال عن سبب الحاجة إلى إجراء الاختلافات، وما نتيجة ذلك عليهم وكيف يمكن للمجتمع أن يعزز المشاركة.
2. العنف بين الجنسين:
هذه قضية مهمة للغاية، ولهذا السبب غالبًا ما تكون مثيرة للنقاش، بسبب التعبير عن الأفكار المتضاربة.
3. إصلاحات الأسرة:
مع إدراج المرأة في القوى العاملة، تغيرت الأسرة بشكل ملحوظ.
حيث أصبح دورها لا يقتصر على رعاية الأبناء والأعمال المنزلية فقط.
لذلك يعد هذا الموضوع من المواضيع المهمة والمثيرة للتحدث عنها.
شاهد أيضًا: – موضوعات للنقاش بين المخطوبين
وفي نهاية موضوعنا قد تحدثنا عن مواضيع اجتماعية حساسة للنقاش يتم تناولها خلال الحديث، ويقدم كل طرف آراء وأفكار مختلفة عن الآخر، إما أن تكون في صالح الموضوع أو معارضة له،
عدل سابقا من قبل الشيخ شوقي جبار البديري في الأحد مايو 26, 2024 2:47 am عدل 1 مرات
رد: مواضيع اجتماعية
ويرى مفكر آخر أن التاريخ ليس هو الحوادث إنما هو تفسير هذه الحوادث. ولكي يفهم الإنسان الحادثة ويفسرها ويربطها بما قبلها وبعدها فينبغي أن يكون لديه الاستعداد لإدراك مقومات النفس البشرية، روحية وفكرية وحيوية، ومقومات الحياة البشرية معنوية ومادية. (ولذا فهو يرى أن بحوث الغربيين عن الموضوعات الإسلامية - في أحسن الحالات - ناقصة لأنها ينقصها عنصر الروحية الغيبية). ولذا فهو يرى أن العقلية التي تحكم على الحياة الإسلامية ينبغي أن تكون في صميمها إسلامية مشربة بالروح الإسلامية. ويتدرج من هذا إلى أنه يصعب أن نتصور إمكان دراسة الحياة الإسلامية كاملة دون إدراك كامل لروح العقيدة الإسلامية، ولطبيعة فكرة الإسلام عن الكون والحياة والإنسان، ولطبيعة استجابة المسلم لتلك العقيدة.
وبالتالي فان المؤرخ يستطع أن يزن دوافع الحياة الإسلامية في فترة تاريخية وأسباب
النصر والهزيمة فيها على ضوء إدراكه لطبيعة العقيدة الإسلامية واستجابة المسلمين لها.(30) ولا يميز بعض الباحثين في هذا الاتجاه بين التاريخ والعقيدة، بل يرى أن غاية كتابة التاريخ ووجهته مرتبطة بغاية العقيدة الإسلامية، ولا بد للمؤرخ أن يربط عمله التاريخي بعقيدته ومنهجه (31). ويرجع صاحب هذا الرأي إلى قواعد علم الحديث في المنهج، ويقر بأن المرونة في تطبيق قواعد الجرح والتعديل واردة (32) ولكنه لا يكتفي بذلك ويضع شروطا أخرى. فمن لوازم المنهج عنده أن "يكون المشتغل بعلم التاريخ الإسلامي وتفسير أحداثه ذا تصور سليم وعقيدة صحيحة ودراية بعلوم الشريعة وفقهها، إضافة إلى تخصصه التاريخ" (33).
وتتخلل بعض الكتابات في الاتجاه العربي فكرة الأمة، أي الأمة العربية، وتحاول التعرف على مسيرتها ومنجزاتها في التاريخ. فالتاريخ في رأي بعض الباحثين هو الذاكرة المشتركة للأمة (تجاربها، أعمالها،أبطالها، منجزاتها) وهو قاعدة لشعورها المشترك وخزان تستمد منه لتعطي لنفسها معنى، ولناشئتها العزة والانتماء والولاء. ومن المتفق عليه - كما قيل - أن التاريخ العربي أساس تأكيد الهوية، فهو يثير الحس الوطني والقومي في وجه الأخطار القائمة أو المنتظرة وهو عون للاتجاه إلى الوحدة وهو مصدر إيمان بالأمة، وكان التاريخ عاملا واضحا في الكفاح من أجل التحرر كما كان عنصرا في البناء الوطني / القومي (34).
ويلاحظ البعض أن فترات الأزمات أو الخطر في حياة الأمة - مثل الغزو الخارجي والتجزئة والغزو الاستيطاني - تدعو إلى العودة للتاريخ للبحث عن الذات بروح نقدية، أو أنها تحفز إلى إعادة النظر في دراسة التاريخ وكتابته. وقد يذهب بعضهم إلى أن المراد ليس إعادة كتابة التاريخ بل أن ينظر إليه برؤية جديدة، أو قراءة جديدة لتاريخ الأمة (35).
ويرى الكتاب في الاتجاه العربي أن الغرض الأول لدراسة التاريخ هو فهم الحاضر. ولكنه لا يقف عند ذلك، فالتاريخ أهم مقومات الشخصية، والفهم الصحيح للتاريخ هو طريق الحل وهو يعين على بناء الأمة (36). ويرى آخرون أن دراسة تاريخ الأمة لا تقف عند فهم الحاضر بل تساعد على بيان الاتجاه المقبل، وهذه وظيفة من وظائف التاريخ (37).
إن أصحاب الاتجاهين (العربي والإسلامي) ينظرون إلى مشاكل الحاضر ويفكرون بمستقبل أفضل، ويرون في دراسة التاريخ العربي / الإسلامي ما يساعد على ذلك. وبين أصحاب الاتجاهين من يؤكد على الدراسة الموضوعية الجادة للتاريخ (38).
وللاتجاهات الوطنية والإقليمية أثرها في كتابة التاريخ. فالتجزئة التي تلت الحرب العالمية الأولى وظهور كيانات عربية جديدة لها الأثر الكبير في المحاولات المتزايدة لإعطاء القطر هوية تاريخية خاصة، تأكيدا لوجوده المستقل وإضفاء لشرعية تاريخية على كيانه. وقد يظهر الاتجاه الوطني في إطار عربي فتتخلله نظرة عربية، فيبرز دور القطر في التاريخ العربي. وهنا يوضح أن القطر له خصائصه الأصيلة وله هويته العريقة التي حافظ عليها عبر العصور، فهو مركز عريق للحضارة، وهو عربي منذ القدم وقد حافظ على عروبته، واعتنق الإسلام فأغنى مفكروه وعلماؤه الإسلام والعروبة ولذا وجب إبراز مكانته ودوره في التاريخ.
وقد تكوك الطائفية، مثل الإقليمية وراء الكثير من المحاولات لتبرير إقامة كيان ما ولإعطائه قاعدة تاريخية. وقد يوسع الإطار في الاتجاه الإقليمي أو الطائفي للحديث عن أمة بدل شعب (الأمة اللبنانية مثلا) وعن قومية بدل وطنية، وقد يمر الانتماء (الحضاري، اللغوي،القومي) عبر الانتماء الطائفي، وقد تصبح الطائفة لا الوطن والأرض الطائفية لا الأرض الوطنية هي النواة (39).
ثم إن الإقليمية والوطنية المحدودة أثرت في دراسة التاريخ العربي بالتركيز على الأحداث والتطورات في بلد ما على حساب الاتجاهات والتطورات العامة.
وقد انتقد البعض هذه الكتابات التي تعزل تاريخ قطر عن نطاقه العربي ولا تُظهر الاتجاهات والعلاقات العربية، ويرون أن إغفال الخطوط والتطورات العامة في البلاد العربية يؤدي إلى بعض الاضطراب وإلى تقسيمات مصطنعة (40).
ويبدو أثر الماركسية في كتابات في التاريخ العربي وهي - على قلتها - تتعلق بحركات اجتماعية أو بالتاريخ الاقتصادي(41)، وعلى الأكثر في مجال التاريخ الفكري والتراث (42). ويجد
أصحاب هذه الكتابات في الماديّة التاريخية ابتداء أو في نمط الإنتاج الآسيوي أخيرا الوجهة وبالتالي المنهج. ويلاحظ هنا أن الكتابة تبدأ بنظرة مسبقة تحاول إثباتها في التاريخ، وتدين بفكرة الحتمية التاريخية. هذا إضافة إلى اتخاذ بعضهم مصطلحات وقيماً من التاريخ الغربي وتطبيقها على التاريخ الإسلامي(43).
- وحصلت تطورات في أطر كتابة التاريخ العربي والإسلامي. فهناك تواريخ عامة، على الأسر أو الفترات التاريخية، في تاريخ العرب قبل الإسلام أو تاريخ العرب في الإسلام أو كليهما. وقد تضيف إلى التاريخ السياسي شيئا عن الحضارة. واختفت كتابة التاريخ على السنين.
والجديد هنا أن الفترات التي وقع فيها غزو الإفرنج - أو الحروب الصليبية – صارت تعتبر عصرا أو فترة تاريخية، ولم تكن كذلك في مصادرنا، بل كانت تأتي في مكانها من الأحداث. وهكذا نجد كتابات عامة عنها، أو دراسة لحملة أو جانب منها. هذا الاتجاه مهدت له الكتابات الغربية وأثاره الغزو الغربي للبلاد العربية، وأخيرا أقامة إسرائيل. ونظر البعض إلى المواجهة آنئذ كجهاد أو حرب تحرير. ولكن يلاحظ أن جل هذه الدراسات لم تتعمق في دراسة مصادرنا بدقة وتوسع، ولم تولي الآراء التي تعطيها عن هذه الحروب ما تستحق من عناية. وكتبت دراسات عن الأسر الحاكمة لدورها الكبير في تاريخ العرب (الأمويون، العباسيون) أو لأهميتها في تاريخ قطر (طولونيون، أغالبة، مماليك). ووضعت دراسات عن شخصيات بارزة في السياسية أو الفقه أو الإدارة أو الأدب، وهذا في اتجاه كتب التراجم والسير، ولكن يغلب على كثير منها اتجاه جديد في تناول بيئة الشخص والتطورات في عصر أو دوره في عصره. واستمرت التواريخ المحلية بالمفهوم التراثي حتى القرن العشرين. وبعد الحرب العالمية الأولى اتجهت الكتابة التاريخية عن الفترة الحديثة إلى تناول الأقطار العربية مفردة، باستثناء دراسات عامة قليلة.
واتصلت كتابة التاريخ عن المدن بالأسلوب الموروث (طبوغرافية مع تراجم). ولكن الدراسات الحديثة اتجهت إلى تطور المدينة، وربما إلى حياة المدينة ( ثقافية ،
اقتصادية، اجتماعية) إضافة إلى النشأة والطبوغرافية. واعتمدت الكتابات هنا على المصادر التاريخية والجغرافية وحدها، أو على الآثار. وكتب العرب في موضوعات أخرى غير التاريخ العربي والإسلامي، مثل التاريخ الأوروبي، والتاريخ الروماني والبيزنطي، وكذا عن بعض البلاد الآسيوية والإفريقية، وهذه حقول ترتبط بأثر الثقافة الحديثة. ففي الماضي كتب العرب عن تاريخ العرب الأخرى، ثقافتهم قبل الإسلام. نعم توجد استثناءات قليلة للكتابة عن شعوب معاصرة مثل ما كتبه البيروني عن الهند والمسعودي عن بيزنطة، ولكن هذه استثناءات تؤكد الخط العام.
مع ذلك يبقى ما ألف في هذه المجالات محدودا. ولا يمكن الحديث عن منهج عربي لكتابة التاريخ الأوروبي أو غيره. وبعد هذا يمكن الإشارة إلى كتابة المذكرات، ويمكن اعتبارها نهجا حديثا في الكتابة التاريخية، واذ وجد لها أثر في التراث. يتضح إذن أن كتابة التاريخ عند العرب تتجه أساسا إلى تاريخ العرب والإسلام في الماضي والحاضر. واتجهت الكتابة التاريخية في العقود الأخيرة إلى دراسة التاريخ الاجتماعي والاقتصادي. فقد وضعت دراسات عن الحياة الاقتصادية أو جانب منها لفترة أو لقطر، كما وضعت دراسات عن موضوعات اقتصادية معينة كالضرائب وملكية الأراضي والتجارة وظهور الإقطاع والنقد. كما درس بعضهم الحياة الاجتماعية / الاقتصادية لبعض المدن. إن أهمية النواحي الاقتصادية والمالية بذاتها أو في تفسير بعض التطورات توضح الاهتمام بهذا الجانب. وتشكل الحركات الاجتماعية محور بعض الدراسات، فهي لم تعد تنسب لقابليات قيادات فردية بل درست في ضوء التطورات الاجتماعية الاقتصادية. وهكذا ألقيت أضواء جديدة على حركة الإسماعيلية والقرامطة وعلى الدعوة العباسية وعلى حركات الفتوة. وهذا الخط من الدراسة يتصل بنظرة تزداد قوة وهي أن دور الشعوب في التاريخ يجب أن يعطى حقه من العناية إلى جانب دور الأمراء والخلفاء.
بعد هذا يلاحظ قلة عدد الذين حاولوا أن يتناولوا التاريخ العربي الإسلامي بنظرة شاملة
أو متكاملة في دراسة فترة أو فترات من التاريخ العربي ليروا التيارات والاتجاهات الرئيسية وراء الحوادث والتطورات، أو ليبرزوا تفاعل الجوانب السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية. ومثل هذا النهج في الدراسة يعطر صورة كلية للتاريخ. ومن جهة أخرى لم يقدم المؤرخون العرب مفهوما شاملا أو نظرة كلية لتاريخهم ولم يتواصلوا إلى تكوين فلسفة أو فكرة تاريخية لهذا التاريخ. وهنا يرد السؤال - هل تتكون مثل هذه الفكرة أو النظرة من دراسة التاريخ ذاته أو من نظرية أو فكرة خارجية؟ - قد تختلف الاجتهادات هنا، ولكنها لا تختلف في أن هذه الثغرة من أسباب الدعوة إلى (إعادة) كتابة التاريخ العربي.
وهناك نقطة أخرى تتصل بهذه ولها أهميتها - ذلك أنه لا توجد خطوط لتقسيم التاريخ العربي الإسلامي إلى فترات واضحة المعالم. هل نأخذ بالتقسيم إلى تاريخ قديم ينتهي بسقوط روما ووسيط ينتهي بالاكتشافات الجغرافية، ثم حديث بعدها... الخ، أي بتقسيمات التاريخ الأوروبي كما هو الشائع في الفترة الحديثة، أم ننظر إلى طبيعة هذا التاريخ ونحاول أن نرسم الخطط في ضوئها، فنشير إلى ظهور الإسلام نهاية للعصور القديمة مثلا وإلى دخول البلاد العربية في إطار الدولة العثمانية كمؤشر، والغزو الغربي الحديث نهاية مرحلة وهكذا.. ثم نتبعها بخطوط فرعية؟ وعلى أي أساس نرسم الخطوط - هل هي الأحداث السياسية الكبرى، أو التحولات البشرية والاقتصادية، أو غير ذلك؟ قد أكون ممن يرون اتخاذ مؤشرات أكثر دواما ودلالة من التغييرات السياسية مثل العوامل البشرية والتحولات الاقتصادية والتطور الاجتماعي.
وبعد هذا يلاحظ أن التاريخ الإسلامي يدرس من معزولا عن التاريخ العالمي، وقد يدعو بعضهم - لأسباب مفهومة - إلى بيان أثر الحضارة الإسلامية في الحضارة الغربية الحديثة. والمفروض إذا أردنا أن نعرف موقع التاريخ الإسلامي في تاريخ البشرية ودوره في الحضارة الإنسانية ومنزلته أن ندرس الأوضاع الدولية والحضارية التي سبقت قيام الإسلام والأوضاع والظروف الموازية في تاريخ البشرية - لفترات التاريخ الإسلامي.
- إن النظرة إلى المصادر لا تزال مشكلة في الفترة الحديثة. ذلك أن جل الكتاب في التاريخ يقصرون مصادرهم على كتب التاريخ في إطار الحوليات وتواريخ الدول ويضاف إليها كتب التراجم والسير أحيانا. هذه نظرة محدودة تتطلب اتجاها أرحب وأكثر تفهّماً
لكتب التراث، وتقديرا أشمل للمصادر الرئيسية لدراسة التاريخ. فإذا تذكرنا، أن الكتابة في موضوعات تاريخية لم تقتصر على من نسميهم المؤرخين بل شارك فيها الأدباء المحدثون والفقهاء واللغويون والنسابون، أدركنا أن مختلف جوانب التراث تهمنا، وان كتب الفقه وكتب الفتاوى، وكتب الجغرافية، والرحلات والأنساب ودواوين الشعر والكتب الفنية والمهنية وكتب الأدب عامة هي مصادر هامة - وهي بين إغفال كلي وبين إفادة محدودة من قبل الباحثين.
وعند الحديث عن المصادر التاريخية تجدر ملاحظة ناحية مهمة هي أن جل هذه المصادر لم تُحًَقَّقْ، وهذا يقلل من قيمتها وقد يربك البحث. والحاجة هنا ملحة إلى أن يركز الاهتمام على التحقيق والنشر، وان تلتفت دوائر التاريخ إلى إعداد من يقوم بذلك. ولا بد أن نؤكد هنا على أهمية الاستناد إلى المصادر الأولية في البحث التاريخي وإلى الإحاطة بها، وإلى مقارنة الروايات ونقدها وتقييمها، وأن لا يكون الأسلوب انتقائيا أو تلخيصيا سرديا.
ومن ناحية ثانية فان منهج البحث يتطلب فهم المصادر وتقييمها. وهذا يدعو إلى دراسات عن الكتابة التاريخية عند العرب أو تأريخ التاريخ ليمكن التعامل معها والإفادة التحليلية من رواياتها. وقد ترجمت بعض الكتب والمقالات ابتداء على قلتها. ثم وضعت بعض الدراسات في العربية، بين دراسات عن علم التاريخ عند العرب عامة وبين دراسات عن مؤرخي قطر أو بلد أو عن مؤرخ بعينه. ويمكن هنا الإشارة إلى السخاوى – الإعلان بالتوبيخ - بين كتب التراث. ولكن هذا المنهج في الدراسات الحديثة جديد تماما، ولم يستقر هذا الحقل من الدراسة بعد.
وفي خلال العقدين الأخيرين وجه الاهتمام إلى الوثائق كمصدر للكتابة التاريخية. لقد ظهر اهتمام متزايد باستعمال وثائق المحاكم الشرعية،وكان مجزيا في التاريخ الاجتماعي /الاقتصادي والثقافي. وذهب بعض الناس إلى الإفادة من وثائق الوقف. وهناك الوثائق الحكومية. فالوثائق المصرية من عصر محمد علي درست في فترة سابقة. ويمكن الإشارة إلى الوثائق التونسية والمغربية ووثائق أخرى أفاد منها بعض الباحثين. ورجع بعض الباحثين (خاصة في الرسائل الجامعية) إلى الوثائق الغربية في القرن التاسع عشر والقرن العشرين مما له علاقة بتاريخ البلاد العربية.
ولكن الوثائق العثمانية، على أهميتها الكبيرة، لم يفد منها إلا قليلا في بعض الأبحاث الجامعية، وذلك بسبب لغتها ابتداء. وتبقى المواد الآثارية، على أهميتها الكبيرة في الدراسة التاريخية، قليلة الأثر في الكتابة التاريخية. ويمكن إيراد أمثلة واضحة لجوانب منها لها أهمية كبيرة مثل النقود، والنسيج والطراز، وخطط المدن ( وهذه أكثر فائدة منها بدرجة محدودة) والكتابات والنقوش على الأحجار والأبنية، وتخطيط الدور. ويتصل بالفكرة والمنهج النظرة إلى صلة التاريخ بالحاضر، وهنا تلاحظ اتجاهات ثلاثة:
الأول - ويرى أصحابه ضرورة تجاوز التاريخ، وان لا جدوى من العودة للتراث وان المجتمع يجب أن يقوم على أسس حديثة مأخوذة من أنظمة جديدة في العالم الحديث ( الاشتراكية الليبرالية، الماركسية).
الثاني - وهناك فئات ترى أن النهضة والقوة يمكن الوصول إليهما بالعودة إلى التاريخ والتراث.
الثالث - تمثله فئة تسعى إلى شئ من التوازن بين الأصالة والمعاصرة. وهي ترى أن التقدم يمكن أن يحصل بالاستناد إلى التراث بعد أن تنفث فيه حياة جديدة، مع الإفادة من منجزات الحاضر ليمكن مواجهة مشاكل المجتمع (45). وفي خلال العقدين الأخيرين تقلصت المجموعة الأولى، وتوسعت الثانية، بينما تجد الثالثة نفسها في وضع قلق وغير واضح. وتدور المناقشة حول نقطة محورية - هل التاريخ بتأثيره الكبير على الناس عون لحركة التقدم وحافز عليه أم أنه عب، وعائق للحركة؟ - يرى البعض بأن الإعراض عن التاريخ لا يساعد على التخلص من آثاره السلبية، فما دمنا نحمله في اللاشعور دون تمييز وتقييم فانا نبقى نجر قيودا عديدة من مفاهيم تثقل ورواسب تعطل. وفي التاريخ بمفهومه العلمي الصحيح علاج لهذه الأدواء لأنه يلعب بالنسبة لنفسيات الأمم والجماعات الدور الذي
يلعبه التحليل النفسي للأفراد. تأثرت دراسة التاريخ في الماضي في الفكرة والأسلوب بحقول أخرى للثقافة (مثل
دراسة الحديث والدراسات الأدبية). وكان للتاريخ بدوره أثره في عدة من حقول المعرفة.
ومع أن بعض المؤرخين حاولوا تمييزه كعلم بذاته (مثل المسعودي ومسكويه وابن خلدون) فانه بقي في الغالب متداخلا مع فروع أخرى من الثقافة. ولعل اشتراك غيره من الدراسات معه في مادته، ومفهوم الأدب، إضافة إلى أثر العلوم الإسلامية، مسؤولة عن ذلك. وكان الاتجاه العام في الفترة الحديثة إلى اعتبار التاريخ نوعا بذاته، وفي العادة معزولا عن حقول المعرفة الأخرى. ولكن هل بإمكان المؤرخين أن يبعدوا عن العلوم الاجتماعية الأخرى؟ وهل يستطيع المؤرخون إغفال الدراسات التراثية التي يقوم بها مختصون الاقتصاد والتربية والاجتماع. . ومناهج بحثهم فيها؟ وإذا كان المؤرخون يدرسون التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والفكري فهل يستطيعون ذلك دون صلة بالعلوم الأخرى وتعرف على مناهجها في البحث؟ هذا إلى أن النقد يوجه الآن إلى أولئك الذين يكتبون التاريخ ويهملون حقولا وثيقة الصلة تراثيا به مثل الأدب العربي والجغرافية. وهناك مشكلة أخرى في المنهج. وهي أن كتابة التاريخ العربي / الإسلامي الآن تأتي في مجالات مختلفة. فهناك من يدرسه في مجال الدراسات الدينية وقد يراه متصلا بالعقيدة، وهناك من يدرسه في نطاق الأدب، هذا إضافة إلى من يدرسه في مجال الدراسات التاريخية وفق منهج أو بدونه، ولكل من هذه الجهات الثلاثة أسلوبه ووجهته. وهذا يسبب الكثير من البلبلة ويؤدي إلى اضطراب في المنهج إن لم يكن غيابه أحيانا. وبعد هذا تجدر الإشارة إلى نقطة أخيرة في المنهج هي أن مناهج البحث في التاريخ الغربي يمكن أن تغني أسلوب البحث في التاريخ العربي ولكن تبقى نقطة أساسية هي أننا بحاجة إلى أن نفهم طبيعة مصادرنا التاريخية وأن نقوّم رواياتها ومصادرها، وهذا يتطلب منا أن نطور هذا الجانب الحيوي في المنهج وأن نعطيه أهمية في دراسة التاريخ.
لقد آن لنا أن نوضح المنهج التاريخي في البحث وأن نركزه في الكتابة وأن نعممه نستطيع وضع تاريخ موضوعي منفتح على فروع المعرفة الأخرى ولكنه مستقل بذاته وبمنهجه.
1- المسعودي- مروج الذهب. تحقيق باربييه دمينار وبافيه دكورتي 9ج باريس 1861 - 1877، وطبع بالاوفست طهران 1970 ج 3, ص 135 - 136
2- انظر:
- فرانز روزنتال - علم التاريخ عند المسلمين، ترجمة صالح أحمد العلي ط 2 مؤسسة الرسالة، بيروت 1983.
- Gibb, H.A.R. – Tarikh. E.1.Supplement, Leiden 1938
- شاكر مصطفي - التاريخ العربي والمؤرخون 2ج، دار العلم للملايين بيروت 1978 - 1979؛ يوسف هوروفتس - المغازي الأولى ومؤلفوها، تعريب حسين نصار، مصطفي البابي الحلبي، القاهرة 1949؛ الدوري، ع - بحث في نشأة علم التاريخ عند العرب، بيروت 1960.
- Mahdi, M. – Ibn Khaldun', Philosophy of History. London, G. Allen and Unwin 1957
- Khalidi, T. – Islamic Historiography, The Histories of Masudi, State University of New York Press, Albany 1975.
3 - سبط ابن الجوزي - مرآة الزمان في تاريخ الأعيان ج 1 تحقيق إحسان عباس دار الشروق بيروت 1985 ص 529, ص 536
4 - ابن عذارى المراكشي - المغرب في أخبار الأندلس والمغرب ج 1 تحقيق ج . س كولان وأ . ليفي بروفنسال، ط 2 دار الثقافة، بيروت 1980، ص 2
6 – التنوخي، القاضي أبو على المحسن بن علي، كتاب الفرج بعد الشدة، تحقيق عبود الشالجي 5 أجزاء، دار صادر بيروت 1975 – 1978، ج 1 ص 52-54. 7 - استعرض المسعودي عددا من كتب التاريخ والإخبار وأبدى رأيه في بعضها، مروج الذهب ج ا ص 10-21. 8 - المقريزي- كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار 2ج بولاق 1270، مكتبة المثنى بالاوفست 1/4 9 - ياقوت الحموي- معج .م البلدان، 5ج دار صادر بيروت 1979 – 1984، 1/11 - 12
10- المسعودي - مروج الذهب، 1/16-17 وانظر: الصولي - أخبار الراضي والمتقي لله، تحقيق ج. هيورث دن، القاهرة 1935، ص 18
11- روزنتال، فرانز- علم التاريخ عند المسلمين، ترجمة صالح أحمد العلى، ط 2، مؤسسة الرسالة، بيروت 1983، ص 551. 12- قاعدة في الجرح والعديل، وقاعدة في المؤرخين، للامام تاج الدين أبي نصر عبد الوهاب بن تقي الدين علي السبكي، حققه عبد الفتاح أبو غدة ط 2، دار الوعي حلب 1978 ص 71-72
انظر: الصفدي، صلاح الدين خليل بن أبيك كتاب الوافي بالوفيات ج1، باعتناء هلموت ريتر، بيروت 1981 (النشريات الإسلامية 6/1 )، ص 46؛ روزنتال ص 500 ويقول السخاوي: «وأما شرط المعتنى به فالعدالة مع الضبط التام الناشئ عن مزيد الإتقان والتحري». روزنتال ص 482.
13 - الصفدي - كتاب الوافي بالوفيات ج 1 ص 46
14- ياقوت - معجم البلدان، ج1
ص 11 - 12 وفي معجم الأدباء، نشر أحمد فريد الرفاعي، مكتبة البابي الحلبي، الطبعة الأخيرة، 20ج، القاهرة 1936-1938، ج 1 ص 49 يقول ياقوت «أثبت مواضع نقلي ومواطن أخذي من كتب العلماء المعمول عليهم في هذا الشأن والمرجوع في صحة النقل إليهم».
15- المقريزي- الخطط ج 1 ص 4
16- الصولي - أخبار الراضي والمتقي لله ص 18
17- الطبري- تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف بمصر ج1(1960) ص 7-8
18- ياقوت - معجم البلدان، ج1 ص 12-13. 19- 1لجاحظ – رسائل، تحقيق عبد السلام محمد هارون، الجزء الأول، مكتبة الخانجي، القاهرة 1964، رسالة المعاش والمعاد، ص 119-120. 20- روزنتال - علم التاريخ ، ص 466- 467 21- المسعودي- مروج الذهب، ج1 ص 1-7.
22 - التنوخي- نشور المحاضرة وأخبار المذاكرة، تحقيق عبود الشالجي، 8ج، دار صادر بيروت، 1971-1973 ، ص 1-7.
23- يقول أبو الفرج الأصفهاني- في الأغاني ج1، دار الثقافة بيروت 1374 / 1955:"إن القارئ إذا تأمل ما فيه من الفقر ونحوها لم يزل متنقلا بها من فائدة إلى مثلها ومتصرفا فيها بين جد وهزل وآثار وأخبار وسير وأشعار متصلة بأيام العرب المشهورة وأخبارها المأثورة وقصص الملوك في الجاهلية والخلفاء في الإسلام". ج1 ص 14.
24- مسكويه - تجارب الأمم،ج 1،باعتناء دي خوية، لندن 1909 ص. 30
25- ابن الأثير- الكامل في التاريخ ج ا، ص 7
26- المسعودي- مروج الذهب،ج 3 ص 135 - 136.
27- السخاوي- الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ، في روزنتال - علم التاريخ ص 400-401.
28- عماد الدين خليل - التفسير الإسلامي للتاريخ ط 2، بغداد 1978 ص 66.
29- نفس المرجع ص 14.
31- محمد بن صامل العلياني السلمي- منهج كتابة التاريخ الإسلامي حتى نهاية القرن الثالث الهجري. (رسالة ماجستير، جامعة أم القرى 1984) ص 150.
32- نفس المرجع 78، ص 122-123.
33- نفس المرجع ص 73.
34- انظر قسطنطين زريق - نحن والتاريخ ط 4، دار العلم للملاين بيروت 1979، اذ يقول «لقد كان تنبهنا لتاريخنا من اعظم العوامل في نهضتا الحديثة منذ بزوغ فجرها في القرن الماضي» ص 17، ويقول «اننا نعود للماضي من خلال اهتمامات الحاضر وآمال المستقبل ص 161، وانظر ص 201.
35- انظر المستقبل العربي 1979/5ندوة "نحو رؤية جديدة لتاريخ العرب الحديث" ص 188-189 و ص 188 – 189 و ص 169 – 170، وانظر زريق ص 18-19 ص29 ، ص 29 وما بعدها.
قوانين الإنتاج وقوانين تطور القوة المنتجة وعلاقات الإنتاج». تاريخ لبنان الاجتماعي 1914-1956 بيروت1974ص13
44- انظر، جورج حداد- مؤلفات المؤرخين العرب في غير التاريخ العربي، في كتاب: ما ساهم به المؤرخون العرب في المائة سنة الأخيرة، في دراسة التاريخ العربي وغيره، الجامعة الأمريكية بيروت 1959،ص 1-24. 45- انظر كتاب المؤتمر الثقافي العربي الثالث (18-28 نوفمبر1957 ) القاهرة 1958 ص134
46- محمد الطالبي- التاريخ ومشاكل اليوم والغد ص 38
وبالتالي فان المؤرخ يستطع أن يزن دوافع الحياة الإسلامية في فترة تاريخية وأسباب
النصر والهزيمة فيها على ضوء إدراكه لطبيعة العقيدة الإسلامية واستجابة المسلمين لها.(30) ولا يميز بعض الباحثين في هذا الاتجاه بين التاريخ والعقيدة، بل يرى أن غاية كتابة التاريخ ووجهته مرتبطة بغاية العقيدة الإسلامية، ولا بد للمؤرخ أن يربط عمله التاريخي بعقيدته ومنهجه (31). ويرجع صاحب هذا الرأي إلى قواعد علم الحديث في المنهج، ويقر بأن المرونة في تطبيق قواعد الجرح والتعديل واردة (32) ولكنه لا يكتفي بذلك ويضع شروطا أخرى. فمن لوازم المنهج عنده أن "يكون المشتغل بعلم التاريخ الإسلامي وتفسير أحداثه ذا تصور سليم وعقيدة صحيحة ودراية بعلوم الشريعة وفقهها، إضافة إلى تخصصه التاريخ" (33).
وتتخلل بعض الكتابات في الاتجاه العربي فكرة الأمة، أي الأمة العربية، وتحاول التعرف على مسيرتها ومنجزاتها في التاريخ. فالتاريخ في رأي بعض الباحثين هو الذاكرة المشتركة للأمة (تجاربها، أعمالها،أبطالها، منجزاتها) وهو قاعدة لشعورها المشترك وخزان تستمد منه لتعطي لنفسها معنى، ولناشئتها العزة والانتماء والولاء. ومن المتفق عليه - كما قيل - أن التاريخ العربي أساس تأكيد الهوية، فهو يثير الحس الوطني والقومي في وجه الأخطار القائمة أو المنتظرة وهو عون للاتجاه إلى الوحدة وهو مصدر إيمان بالأمة، وكان التاريخ عاملا واضحا في الكفاح من أجل التحرر كما كان عنصرا في البناء الوطني / القومي (34).
ويلاحظ البعض أن فترات الأزمات أو الخطر في حياة الأمة - مثل الغزو الخارجي والتجزئة والغزو الاستيطاني - تدعو إلى العودة للتاريخ للبحث عن الذات بروح نقدية، أو أنها تحفز إلى إعادة النظر في دراسة التاريخ وكتابته. وقد يذهب بعضهم إلى أن المراد ليس إعادة كتابة التاريخ بل أن ينظر إليه برؤية جديدة، أو قراءة جديدة لتاريخ الأمة (35).
ويرى الكتاب في الاتجاه العربي أن الغرض الأول لدراسة التاريخ هو فهم الحاضر. ولكنه لا يقف عند ذلك، فالتاريخ أهم مقومات الشخصية، والفهم الصحيح للتاريخ هو طريق الحل وهو يعين على بناء الأمة (36). ويرى آخرون أن دراسة تاريخ الأمة لا تقف عند فهم الحاضر بل تساعد على بيان الاتجاه المقبل، وهذه وظيفة من وظائف التاريخ (37).
إن أصحاب الاتجاهين (العربي والإسلامي) ينظرون إلى مشاكل الحاضر ويفكرون بمستقبل أفضل، ويرون في دراسة التاريخ العربي / الإسلامي ما يساعد على ذلك. وبين أصحاب الاتجاهين من يؤكد على الدراسة الموضوعية الجادة للتاريخ (38).
وللاتجاهات الوطنية والإقليمية أثرها في كتابة التاريخ. فالتجزئة التي تلت الحرب العالمية الأولى وظهور كيانات عربية جديدة لها الأثر الكبير في المحاولات المتزايدة لإعطاء القطر هوية تاريخية خاصة، تأكيدا لوجوده المستقل وإضفاء لشرعية تاريخية على كيانه. وقد يظهر الاتجاه الوطني في إطار عربي فتتخلله نظرة عربية، فيبرز دور القطر في التاريخ العربي. وهنا يوضح أن القطر له خصائصه الأصيلة وله هويته العريقة التي حافظ عليها عبر العصور، فهو مركز عريق للحضارة، وهو عربي منذ القدم وقد حافظ على عروبته، واعتنق الإسلام فأغنى مفكروه وعلماؤه الإسلام والعروبة ولذا وجب إبراز مكانته ودوره في التاريخ.
وقد تكوك الطائفية، مثل الإقليمية وراء الكثير من المحاولات لتبرير إقامة كيان ما ولإعطائه قاعدة تاريخية. وقد يوسع الإطار في الاتجاه الإقليمي أو الطائفي للحديث عن أمة بدل شعب (الأمة اللبنانية مثلا) وعن قومية بدل وطنية، وقد يمر الانتماء (الحضاري، اللغوي،القومي) عبر الانتماء الطائفي، وقد تصبح الطائفة لا الوطن والأرض الطائفية لا الأرض الوطنية هي النواة (39).
ثم إن الإقليمية والوطنية المحدودة أثرت في دراسة التاريخ العربي بالتركيز على الأحداث والتطورات في بلد ما على حساب الاتجاهات والتطورات العامة.
وقد انتقد البعض هذه الكتابات التي تعزل تاريخ قطر عن نطاقه العربي ولا تُظهر الاتجاهات والعلاقات العربية، ويرون أن إغفال الخطوط والتطورات العامة في البلاد العربية يؤدي إلى بعض الاضطراب وإلى تقسيمات مصطنعة (40).
ويبدو أثر الماركسية في كتابات في التاريخ العربي وهي - على قلتها - تتعلق بحركات اجتماعية أو بالتاريخ الاقتصادي(41)، وعلى الأكثر في مجال التاريخ الفكري والتراث (42). ويجد
أصحاب هذه الكتابات في الماديّة التاريخية ابتداء أو في نمط الإنتاج الآسيوي أخيرا الوجهة وبالتالي المنهج. ويلاحظ هنا أن الكتابة تبدأ بنظرة مسبقة تحاول إثباتها في التاريخ، وتدين بفكرة الحتمية التاريخية. هذا إضافة إلى اتخاذ بعضهم مصطلحات وقيماً من التاريخ الغربي وتطبيقها على التاريخ الإسلامي(43).
- وحصلت تطورات في أطر كتابة التاريخ العربي والإسلامي. فهناك تواريخ عامة، على الأسر أو الفترات التاريخية، في تاريخ العرب قبل الإسلام أو تاريخ العرب في الإسلام أو كليهما. وقد تضيف إلى التاريخ السياسي شيئا عن الحضارة. واختفت كتابة التاريخ على السنين.
والجديد هنا أن الفترات التي وقع فيها غزو الإفرنج - أو الحروب الصليبية – صارت تعتبر عصرا أو فترة تاريخية، ولم تكن كذلك في مصادرنا، بل كانت تأتي في مكانها من الأحداث. وهكذا نجد كتابات عامة عنها، أو دراسة لحملة أو جانب منها. هذا الاتجاه مهدت له الكتابات الغربية وأثاره الغزو الغربي للبلاد العربية، وأخيرا أقامة إسرائيل. ونظر البعض إلى المواجهة آنئذ كجهاد أو حرب تحرير. ولكن يلاحظ أن جل هذه الدراسات لم تتعمق في دراسة مصادرنا بدقة وتوسع، ولم تولي الآراء التي تعطيها عن هذه الحروب ما تستحق من عناية. وكتبت دراسات عن الأسر الحاكمة لدورها الكبير في تاريخ العرب (الأمويون، العباسيون) أو لأهميتها في تاريخ قطر (طولونيون، أغالبة، مماليك). ووضعت دراسات عن شخصيات بارزة في السياسية أو الفقه أو الإدارة أو الأدب، وهذا في اتجاه كتب التراجم والسير، ولكن يغلب على كثير منها اتجاه جديد في تناول بيئة الشخص والتطورات في عصر أو دوره في عصره. واستمرت التواريخ المحلية بالمفهوم التراثي حتى القرن العشرين. وبعد الحرب العالمية الأولى اتجهت الكتابة التاريخية عن الفترة الحديثة إلى تناول الأقطار العربية مفردة، باستثناء دراسات عامة قليلة.
واتصلت كتابة التاريخ عن المدن بالأسلوب الموروث (طبوغرافية مع تراجم). ولكن الدراسات الحديثة اتجهت إلى تطور المدينة، وربما إلى حياة المدينة ( ثقافية ،
اقتصادية، اجتماعية) إضافة إلى النشأة والطبوغرافية. واعتمدت الكتابات هنا على المصادر التاريخية والجغرافية وحدها، أو على الآثار. وكتب العرب في موضوعات أخرى غير التاريخ العربي والإسلامي، مثل التاريخ الأوروبي، والتاريخ الروماني والبيزنطي، وكذا عن بعض البلاد الآسيوية والإفريقية، وهذه حقول ترتبط بأثر الثقافة الحديثة. ففي الماضي كتب العرب عن تاريخ العرب الأخرى، ثقافتهم قبل الإسلام. نعم توجد استثناءات قليلة للكتابة عن شعوب معاصرة مثل ما كتبه البيروني عن الهند والمسعودي عن بيزنطة، ولكن هذه استثناءات تؤكد الخط العام.
مع ذلك يبقى ما ألف في هذه المجالات محدودا. ولا يمكن الحديث عن منهج عربي لكتابة التاريخ الأوروبي أو غيره. وبعد هذا يمكن الإشارة إلى كتابة المذكرات، ويمكن اعتبارها نهجا حديثا في الكتابة التاريخية، واذ وجد لها أثر في التراث. يتضح إذن أن كتابة التاريخ عند العرب تتجه أساسا إلى تاريخ العرب والإسلام في الماضي والحاضر. واتجهت الكتابة التاريخية في العقود الأخيرة إلى دراسة التاريخ الاجتماعي والاقتصادي. فقد وضعت دراسات عن الحياة الاقتصادية أو جانب منها لفترة أو لقطر، كما وضعت دراسات عن موضوعات اقتصادية معينة كالضرائب وملكية الأراضي والتجارة وظهور الإقطاع والنقد. كما درس بعضهم الحياة الاجتماعية / الاقتصادية لبعض المدن. إن أهمية النواحي الاقتصادية والمالية بذاتها أو في تفسير بعض التطورات توضح الاهتمام بهذا الجانب. وتشكل الحركات الاجتماعية محور بعض الدراسات، فهي لم تعد تنسب لقابليات قيادات فردية بل درست في ضوء التطورات الاجتماعية الاقتصادية. وهكذا ألقيت أضواء جديدة على حركة الإسماعيلية والقرامطة وعلى الدعوة العباسية وعلى حركات الفتوة. وهذا الخط من الدراسة يتصل بنظرة تزداد قوة وهي أن دور الشعوب في التاريخ يجب أن يعطى حقه من العناية إلى جانب دور الأمراء والخلفاء.
بعد هذا يلاحظ قلة عدد الذين حاولوا أن يتناولوا التاريخ العربي الإسلامي بنظرة شاملة
أو متكاملة في دراسة فترة أو فترات من التاريخ العربي ليروا التيارات والاتجاهات الرئيسية وراء الحوادث والتطورات، أو ليبرزوا تفاعل الجوانب السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية. ومثل هذا النهج في الدراسة يعطر صورة كلية للتاريخ. ومن جهة أخرى لم يقدم المؤرخون العرب مفهوما شاملا أو نظرة كلية لتاريخهم ولم يتواصلوا إلى تكوين فلسفة أو فكرة تاريخية لهذا التاريخ. وهنا يرد السؤال - هل تتكون مثل هذه الفكرة أو النظرة من دراسة التاريخ ذاته أو من نظرية أو فكرة خارجية؟ - قد تختلف الاجتهادات هنا، ولكنها لا تختلف في أن هذه الثغرة من أسباب الدعوة إلى (إعادة) كتابة التاريخ العربي.
وهناك نقطة أخرى تتصل بهذه ولها أهميتها - ذلك أنه لا توجد خطوط لتقسيم التاريخ العربي الإسلامي إلى فترات واضحة المعالم. هل نأخذ بالتقسيم إلى تاريخ قديم ينتهي بسقوط روما ووسيط ينتهي بالاكتشافات الجغرافية، ثم حديث بعدها... الخ، أي بتقسيمات التاريخ الأوروبي كما هو الشائع في الفترة الحديثة، أم ننظر إلى طبيعة هذا التاريخ ونحاول أن نرسم الخطط في ضوئها، فنشير إلى ظهور الإسلام نهاية للعصور القديمة مثلا وإلى دخول البلاد العربية في إطار الدولة العثمانية كمؤشر، والغزو الغربي الحديث نهاية مرحلة وهكذا.. ثم نتبعها بخطوط فرعية؟ وعلى أي أساس نرسم الخطوط - هل هي الأحداث السياسية الكبرى، أو التحولات البشرية والاقتصادية، أو غير ذلك؟ قد أكون ممن يرون اتخاذ مؤشرات أكثر دواما ودلالة من التغييرات السياسية مثل العوامل البشرية والتحولات الاقتصادية والتطور الاجتماعي.
وبعد هذا يلاحظ أن التاريخ الإسلامي يدرس من معزولا عن التاريخ العالمي، وقد يدعو بعضهم - لأسباب مفهومة - إلى بيان أثر الحضارة الإسلامية في الحضارة الغربية الحديثة. والمفروض إذا أردنا أن نعرف موقع التاريخ الإسلامي في تاريخ البشرية ودوره في الحضارة الإنسانية ومنزلته أن ندرس الأوضاع الدولية والحضارية التي سبقت قيام الإسلام والأوضاع والظروف الموازية في تاريخ البشرية - لفترات التاريخ الإسلامي.
- إن النظرة إلى المصادر لا تزال مشكلة في الفترة الحديثة. ذلك أن جل الكتاب في التاريخ يقصرون مصادرهم على كتب التاريخ في إطار الحوليات وتواريخ الدول ويضاف إليها كتب التراجم والسير أحيانا. هذه نظرة محدودة تتطلب اتجاها أرحب وأكثر تفهّماً
لكتب التراث، وتقديرا أشمل للمصادر الرئيسية لدراسة التاريخ. فإذا تذكرنا، أن الكتابة في موضوعات تاريخية لم تقتصر على من نسميهم المؤرخين بل شارك فيها الأدباء المحدثون والفقهاء واللغويون والنسابون، أدركنا أن مختلف جوانب التراث تهمنا، وان كتب الفقه وكتب الفتاوى، وكتب الجغرافية، والرحلات والأنساب ودواوين الشعر والكتب الفنية والمهنية وكتب الأدب عامة هي مصادر هامة - وهي بين إغفال كلي وبين إفادة محدودة من قبل الباحثين.
وعند الحديث عن المصادر التاريخية تجدر ملاحظة ناحية مهمة هي أن جل هذه المصادر لم تُحًَقَّقْ، وهذا يقلل من قيمتها وقد يربك البحث. والحاجة هنا ملحة إلى أن يركز الاهتمام على التحقيق والنشر، وان تلتفت دوائر التاريخ إلى إعداد من يقوم بذلك. ولا بد أن نؤكد هنا على أهمية الاستناد إلى المصادر الأولية في البحث التاريخي وإلى الإحاطة بها، وإلى مقارنة الروايات ونقدها وتقييمها، وأن لا يكون الأسلوب انتقائيا أو تلخيصيا سرديا.
ومن ناحية ثانية فان منهج البحث يتطلب فهم المصادر وتقييمها. وهذا يدعو إلى دراسات عن الكتابة التاريخية عند العرب أو تأريخ التاريخ ليمكن التعامل معها والإفادة التحليلية من رواياتها. وقد ترجمت بعض الكتب والمقالات ابتداء على قلتها. ثم وضعت بعض الدراسات في العربية، بين دراسات عن علم التاريخ عند العرب عامة وبين دراسات عن مؤرخي قطر أو بلد أو عن مؤرخ بعينه. ويمكن هنا الإشارة إلى السخاوى – الإعلان بالتوبيخ - بين كتب التراث. ولكن هذا المنهج في الدراسات الحديثة جديد تماما، ولم يستقر هذا الحقل من الدراسة بعد.
وفي خلال العقدين الأخيرين وجه الاهتمام إلى الوثائق كمصدر للكتابة التاريخية. لقد ظهر اهتمام متزايد باستعمال وثائق المحاكم الشرعية،وكان مجزيا في التاريخ الاجتماعي /الاقتصادي والثقافي. وذهب بعض الناس إلى الإفادة من وثائق الوقف. وهناك الوثائق الحكومية. فالوثائق المصرية من عصر محمد علي درست في فترة سابقة. ويمكن الإشارة إلى الوثائق التونسية والمغربية ووثائق أخرى أفاد منها بعض الباحثين. ورجع بعض الباحثين (خاصة في الرسائل الجامعية) إلى الوثائق الغربية في القرن التاسع عشر والقرن العشرين مما له علاقة بتاريخ البلاد العربية.
ولكن الوثائق العثمانية، على أهميتها الكبيرة، لم يفد منها إلا قليلا في بعض الأبحاث الجامعية، وذلك بسبب لغتها ابتداء. وتبقى المواد الآثارية، على أهميتها الكبيرة في الدراسة التاريخية، قليلة الأثر في الكتابة التاريخية. ويمكن إيراد أمثلة واضحة لجوانب منها لها أهمية كبيرة مثل النقود، والنسيج والطراز، وخطط المدن ( وهذه أكثر فائدة منها بدرجة محدودة) والكتابات والنقوش على الأحجار والأبنية، وتخطيط الدور. ويتصل بالفكرة والمنهج النظرة إلى صلة التاريخ بالحاضر، وهنا تلاحظ اتجاهات ثلاثة:
الأول - ويرى أصحابه ضرورة تجاوز التاريخ، وان لا جدوى من العودة للتراث وان المجتمع يجب أن يقوم على أسس حديثة مأخوذة من أنظمة جديدة في العالم الحديث ( الاشتراكية الليبرالية، الماركسية).
الثاني - وهناك فئات ترى أن النهضة والقوة يمكن الوصول إليهما بالعودة إلى التاريخ والتراث.
الثالث - تمثله فئة تسعى إلى شئ من التوازن بين الأصالة والمعاصرة. وهي ترى أن التقدم يمكن أن يحصل بالاستناد إلى التراث بعد أن تنفث فيه حياة جديدة، مع الإفادة من منجزات الحاضر ليمكن مواجهة مشاكل المجتمع (45). وفي خلال العقدين الأخيرين تقلصت المجموعة الأولى، وتوسعت الثانية، بينما تجد الثالثة نفسها في وضع قلق وغير واضح. وتدور المناقشة حول نقطة محورية - هل التاريخ بتأثيره الكبير على الناس عون لحركة التقدم وحافز عليه أم أنه عب، وعائق للحركة؟ - يرى البعض بأن الإعراض عن التاريخ لا يساعد على التخلص من آثاره السلبية، فما دمنا نحمله في اللاشعور دون تمييز وتقييم فانا نبقى نجر قيودا عديدة من مفاهيم تثقل ورواسب تعطل. وفي التاريخ بمفهومه العلمي الصحيح علاج لهذه الأدواء لأنه يلعب بالنسبة لنفسيات الأمم والجماعات الدور الذي
يلعبه التحليل النفسي للأفراد. تأثرت دراسة التاريخ في الماضي في الفكرة والأسلوب بحقول أخرى للثقافة (مثل
دراسة الحديث والدراسات الأدبية). وكان للتاريخ بدوره أثره في عدة من حقول المعرفة.
ومع أن بعض المؤرخين حاولوا تمييزه كعلم بذاته (مثل المسعودي ومسكويه وابن خلدون) فانه بقي في الغالب متداخلا مع فروع أخرى من الثقافة. ولعل اشتراك غيره من الدراسات معه في مادته، ومفهوم الأدب، إضافة إلى أثر العلوم الإسلامية، مسؤولة عن ذلك. وكان الاتجاه العام في الفترة الحديثة إلى اعتبار التاريخ نوعا بذاته، وفي العادة معزولا عن حقول المعرفة الأخرى. ولكن هل بإمكان المؤرخين أن يبعدوا عن العلوم الاجتماعية الأخرى؟ وهل يستطيع المؤرخون إغفال الدراسات التراثية التي يقوم بها مختصون الاقتصاد والتربية والاجتماع. . ومناهج بحثهم فيها؟ وإذا كان المؤرخون يدرسون التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والفكري فهل يستطيعون ذلك دون صلة بالعلوم الأخرى وتعرف على مناهجها في البحث؟ هذا إلى أن النقد يوجه الآن إلى أولئك الذين يكتبون التاريخ ويهملون حقولا وثيقة الصلة تراثيا به مثل الأدب العربي والجغرافية. وهناك مشكلة أخرى في المنهج. وهي أن كتابة التاريخ العربي / الإسلامي الآن تأتي في مجالات مختلفة. فهناك من يدرسه في مجال الدراسات الدينية وقد يراه متصلا بالعقيدة، وهناك من يدرسه في نطاق الأدب، هذا إضافة إلى من يدرسه في مجال الدراسات التاريخية وفق منهج أو بدونه، ولكل من هذه الجهات الثلاثة أسلوبه ووجهته. وهذا يسبب الكثير من البلبلة ويؤدي إلى اضطراب في المنهج إن لم يكن غيابه أحيانا. وبعد هذا تجدر الإشارة إلى نقطة أخيرة في المنهج هي أن مناهج البحث في التاريخ الغربي يمكن أن تغني أسلوب البحث في التاريخ العربي ولكن تبقى نقطة أساسية هي أننا بحاجة إلى أن نفهم طبيعة مصادرنا التاريخية وأن نقوّم رواياتها ومصادرها، وهذا يتطلب منا أن نطور هذا الجانب الحيوي في المنهج وأن نعطيه أهمية في دراسة التاريخ.
لقد آن لنا أن نوضح المنهج التاريخي في البحث وأن نركزه في الكتابة وأن نعممه نستطيع وضع تاريخ موضوعي منفتح على فروع المعرفة الأخرى ولكنه مستقل بذاته وبمنهجه.
1- المسعودي- مروج الذهب. تحقيق باربييه دمينار وبافيه دكورتي 9ج باريس 1861 - 1877، وطبع بالاوفست طهران 1970 ج 3, ص 135 - 136
2- انظر:
- فرانز روزنتال - علم التاريخ عند المسلمين، ترجمة صالح أحمد العلي ط 2 مؤسسة الرسالة، بيروت 1983.
- Gibb, H.A.R. – Tarikh. E.1.Supplement, Leiden 1938
- شاكر مصطفي - التاريخ العربي والمؤرخون 2ج، دار العلم للملايين بيروت 1978 - 1979؛ يوسف هوروفتس - المغازي الأولى ومؤلفوها، تعريب حسين نصار، مصطفي البابي الحلبي، القاهرة 1949؛ الدوري، ع - بحث في نشأة علم التاريخ عند العرب، بيروت 1960.
- Mahdi, M. – Ibn Khaldun', Philosophy of History. London, G. Allen and Unwin 1957
- Khalidi, T. – Islamic Historiography, The Histories of Masudi, State University of New York Press, Albany 1975.
3 - سبط ابن الجوزي - مرآة الزمان في تاريخ الأعيان ج 1 تحقيق إحسان عباس دار الشروق بيروت 1985 ص 529, ص 536
4 - ابن عذارى المراكشي - المغرب في أخبار الأندلس والمغرب ج 1 تحقيق ج . س كولان وأ . ليفي بروفنسال، ط 2 دار الثقافة، بيروت 1980، ص 2
6 – التنوخي، القاضي أبو على المحسن بن علي، كتاب الفرج بعد الشدة، تحقيق عبود الشالجي 5 أجزاء، دار صادر بيروت 1975 – 1978، ج 1 ص 52-54. 7 - استعرض المسعودي عددا من كتب التاريخ والإخبار وأبدى رأيه في بعضها، مروج الذهب ج ا ص 10-21. 8 - المقريزي- كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار 2ج بولاق 1270، مكتبة المثنى بالاوفست 1/4 9 - ياقوت الحموي- معج .م البلدان، 5ج دار صادر بيروت 1979 – 1984، 1/11 - 12
10- المسعودي - مروج الذهب، 1/16-17 وانظر: الصولي - أخبار الراضي والمتقي لله، تحقيق ج. هيورث دن، القاهرة 1935، ص 18
11- روزنتال، فرانز- علم التاريخ عند المسلمين، ترجمة صالح أحمد العلى، ط 2، مؤسسة الرسالة، بيروت 1983، ص 551. 12- قاعدة في الجرح والعديل، وقاعدة في المؤرخين، للامام تاج الدين أبي نصر عبد الوهاب بن تقي الدين علي السبكي، حققه عبد الفتاح أبو غدة ط 2، دار الوعي حلب 1978 ص 71-72
انظر: الصفدي، صلاح الدين خليل بن أبيك كتاب الوافي بالوفيات ج1، باعتناء هلموت ريتر، بيروت 1981 (النشريات الإسلامية 6/1 )، ص 46؛ روزنتال ص 500 ويقول السخاوي: «وأما شرط المعتنى به فالعدالة مع الضبط التام الناشئ عن مزيد الإتقان والتحري». روزنتال ص 482.
13 - الصفدي - كتاب الوافي بالوفيات ج 1 ص 46
14- ياقوت - معجم البلدان، ج1
ص 11 - 12 وفي معجم الأدباء، نشر أحمد فريد الرفاعي، مكتبة البابي الحلبي، الطبعة الأخيرة، 20ج، القاهرة 1936-1938، ج 1 ص 49 يقول ياقوت «أثبت مواضع نقلي ومواطن أخذي من كتب العلماء المعمول عليهم في هذا الشأن والمرجوع في صحة النقل إليهم».
15- المقريزي- الخطط ج 1 ص 4
16- الصولي - أخبار الراضي والمتقي لله ص 18
17- الطبري- تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار المعارف بمصر ج1(1960) ص 7-8
18- ياقوت - معجم البلدان، ج1 ص 12-13. 19- 1لجاحظ – رسائل، تحقيق عبد السلام محمد هارون، الجزء الأول، مكتبة الخانجي، القاهرة 1964، رسالة المعاش والمعاد، ص 119-120. 20- روزنتال - علم التاريخ ، ص 466- 467 21- المسعودي- مروج الذهب، ج1 ص 1-7.
22 - التنوخي- نشور المحاضرة وأخبار المذاكرة، تحقيق عبود الشالجي، 8ج، دار صادر بيروت، 1971-1973 ، ص 1-7.
23- يقول أبو الفرج الأصفهاني- في الأغاني ج1، دار الثقافة بيروت 1374 / 1955:"إن القارئ إذا تأمل ما فيه من الفقر ونحوها لم يزل متنقلا بها من فائدة إلى مثلها ومتصرفا فيها بين جد وهزل وآثار وأخبار وسير وأشعار متصلة بأيام العرب المشهورة وأخبارها المأثورة وقصص الملوك في الجاهلية والخلفاء في الإسلام". ج1 ص 14.
24- مسكويه - تجارب الأمم،ج 1،باعتناء دي خوية، لندن 1909 ص. 30
25- ابن الأثير- الكامل في التاريخ ج ا، ص 7
26- المسعودي- مروج الذهب،ج 3 ص 135 - 136.
27- السخاوي- الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ، في روزنتال - علم التاريخ ص 400-401.
28- عماد الدين خليل - التفسير الإسلامي للتاريخ ط 2، بغداد 1978 ص 66.
29- نفس المرجع ص 14.
31- محمد بن صامل العلياني السلمي- منهج كتابة التاريخ الإسلامي حتى نهاية القرن الثالث الهجري. (رسالة ماجستير، جامعة أم القرى 1984) ص 150.
32- نفس المرجع 78، ص 122-123.
33- نفس المرجع ص 73.
34- انظر قسطنطين زريق - نحن والتاريخ ط 4، دار العلم للملاين بيروت 1979، اذ يقول «لقد كان تنبهنا لتاريخنا من اعظم العوامل في نهضتا الحديثة منذ بزوغ فجرها في القرن الماضي» ص 17، ويقول «اننا نعود للماضي من خلال اهتمامات الحاضر وآمال المستقبل ص 161، وانظر ص 201.
35- انظر المستقبل العربي 1979/5ندوة "نحو رؤية جديدة لتاريخ العرب الحديث" ص 188-189 و ص 188 – 189 و ص 169 – 170، وانظر زريق ص 18-19 ص29 ، ص 29 وما بعدها.
قوانين الإنتاج وقوانين تطور القوة المنتجة وعلاقات الإنتاج». تاريخ لبنان الاجتماعي 1914-1956 بيروت1974ص13
44- انظر، جورج حداد- مؤلفات المؤرخين العرب في غير التاريخ العربي، في كتاب: ما ساهم به المؤرخون العرب في المائة سنة الأخيرة، في دراسة التاريخ العربي وغيره، الجامعة الأمريكية بيروت 1959،ص 1-24. 45- انظر كتاب المؤتمر الثقافي العربي الثالث (18-28 نوفمبر1957 ) القاهرة 1958 ص134
46- محمد الطالبي- التاريخ ومشاكل اليوم والغد ص 38
مواضيع مماثلة
» الطرائق التي نتوصل بها إلى حل مشكلة اجتماعية
» أبرز القضايا الاجتماعية المعاصرة
» مشكلات اجتماعية أسبابها وحلولها
» مشكلات اجتماعية أسبابها وحلولها
» مواضيع في علم النفس
» أبرز القضايا الاجتماعية المعاصرة
» مشكلات اجتماعية أسبابها وحلولها
» مشكلات اجتماعية أسبابها وحلولها
» مواضيع في علم النفس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:58 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم عبد الهادي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:53 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ شوقي البديري والاخ حمود كريم الركابي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:51 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الاستاذ المخرج عزيز خيون البديري وعمامه البدير
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:48 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ صباح العوفي مع الشيخ عبد الامير التعيبان
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:45 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم محمد البريج
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» جواد البولاني
الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:13 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» المرحوم السيد هاشم محمد طاهر العوادي
الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:03 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» رموز البدير
الجمعة سبتمبر 20, 2024 8:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري