بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
حول
مرحبا بكم فى منتدى الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري
قبيلة البدير من القبائل الزبيديه
وقائع المنتفق
الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري :: 44- منتدى العشائر العراق (كتاب عباس العزاوي)
صفحة 1 من اصل 1
وقائع المنتفق
وقائع المنتفق
لاتنفك الامارة عن العشائر، ولا العشائر عنها فالوحدة كاملة. وان انحلال هذه الوحدة أدى الى انقراض الامارة والرئاسة العامة للعشائر. والوقائع التاريخية متصلة بالامارة والعشائر معا. كنا نفكر فى ذكر الحوادث بتوال، أو بالنظر للرؤساء وما جرى فى أيامهم. والموضوع واحد، لا يختلف فى ماهيته.
وبعد التلوّم رجَحنا أن نذكر الوقائع مقرونة بأيام الرؤساء. وبهذا نعلم تسلسل هؤلاء وعلاقتهم بعمود نسبهم، وتوالي ظهورهم، وبيان حوادث أيامهم، واعتقد ان ذلك أقرب للتفهم، وأكثر اتصالا بالعشائر. ولما كانت الوقائع مدونة فى (تاريخ العراق بين احتلالين) رجحنا أن نبين ذلك بلمحة سريعة.
١ - الحوادث الاولى: أشرنا اليها فيما سبق. وعيّنا تاريخ ورود الامراء بوجه التقريب مما اعتقدنا أنه الجدير بالاخذ، أوردنا النصوص بأن هؤلاء من الشريف أحمد وأولاده أو أولاد عمه (١) .
رجحنا أن يكون مانع وابنه راشد وآباؤهما وأجدادهما متحدرين ممن سلف من آبائهم وأجدادهم. انتزعت الدولة العثمانية البصرة منهم، فكانت تحارب المنتفق فتنتصر مرة، وتخذل أخرى. دام الجدال أمدا طويلا.
٢ - الشيخ راشد بن مغامس: أول وقائعه تبدأ من تاريخ الاستيلاء على بغداد من العثمانيين سنة ٩٤١ هـ - ١٥٣١م فأبدى راشد الطاعة للعثمانيين. وفى سنة ٩٤٥هـ - ١٥٣٨م قدم الطاعة والاذعان وأظهر الانقياد، فأرسل ابنه مانعا يصحبه وزيره المسمى محمدا لتقديم فروض الطاعة للدولة (٢) .
وفى سنة ٩٥٣هـ - ١٥٤٦م استولى العثمانيون على البصرة. وجدوا هؤلاء حجر عثرة فى طريق آمالهم نحو الهند، ونحو الاتصال بمصر فقضوا على هذه الامارة. والمسموع ان هؤلاء من الراشد من شمر اخوان الرشيد امراء حائل فى نجد. وليس لدينا ما يؤيد ذلك بل قامت الادلة على بطلان هذا الرأي واستبعاده للشقة الفاصلة، وتفاوت الزمن. وان وجود عشيرة ضياغم فى التاريخ لا يعين ان هؤلاء منهم (١) .
رأينا فى حوادث الاحساء ان راشد بن مغامس رئيس آل شبيب كان سنة ١٠٨٠هـ - ١٦٦٩م فى حالة حرب وقعت بينه وبين بني خالد الذين استولوا على الاحساء. ومن هذا علمنا انهم شبيبيون ولم يكونوا ضياغم وقتل راشد فى أنحاء الاحساء (٢) . ومنه تكون فخذ الراشد. ونرى قبل هذا التاريخ حروب الجلايرية واستيلاءهم على البصرة. واعتقد انها انتزعت منهم، فلم تنفك الحروب، ولا انتهى النزاع على البصرة وهكذا استمروا حين رأوا ضعف هذه الامارة (الجلايرية) وانقراضها فعادوا الى البصرة حتى انتزعها العثمانيون منهم.
وفى حوادث سنة ١٠٧٨هـ كان لآل شبيب رئيس آخر اسمه عثمان ابن اخي محمد بن راشد بن مغامس المذكور وعرف بعمه الآنف الذكر. جاء عثمان لمناصرة الدولة العثمانية طالبا الامان. وكذا ورد ابن عمه (عبيد) مزاحما له فى الرئاسة، فتقاتلوا ببغداد، فخر (عبيد) صريعا، وهرب أعوانه الذين جاؤا معه (٣) . ومن عثمان تكوّن فخذ (العثمان) .
وفى (كلشن خلفا) ان الجيش سار من بغداد، فوصل الى العرجاء (العرجة) . ومن ثم وافى اليه شيخ المنتفق عثمان ومعه نحو ألف من الفرسان والمشاة لمساعدة الوالي. ذلك ما دعا ان يلطفه الوزير وينعم عليه، ويكبر ما قام به (١) .
والشيخ عثمان ورد فى عمود آل شبيب. وان عم عثمان هو محمد بن راشد بن مغامس ين مانع ين راشد بن مغامس. ومن ثم نعلم تكوّن فخذ الراشد وفخذ العثمان والمحفوظ ان عثمان بن شبيب. وقولهم ان شبيب يراد به النسبة الاصلية الى جد أعلى. ومن هنا نشاهد الغلط فى المحفوظ كما نقول ابن سعود فلا يراد به الأب المباشر بل جد أعلى. ومثله ابن حسان. والمسموع ان راشدا هو ابن مغامس بن راشد بن بدر المعروف ب (أبي صرعة) لشجاعته.
والملحوظ اننا نعلم يقينا أن الشرفاء كانوا حاولوا اخضاع نجد لجهتهم، فلا علاقة لهؤلاء بأمراء المدينة، وان الشريف حسن بن نمي الذى ينتسبون اليه جاء اسمه فى تاريخ (عنوان المجد) (٢) . وهل هؤلاء من ذريته وانهم ممن جاء العراق؟ ومن هذا علمنا تكون بعض الافخاذ من الشبيبيين من العثمان، والراشد، والعلي، والنجرس، والصكر (الصقر) .
٣ - الشيخ مانع بن راشد: وهذا أخو عثمان. وتفرعت منه فروع كثيرة. وفى أيامه نال المنتفق قدرة وعظمة. والقصة مع الموالي تعزى اليه فى ابداء المولى أمير الحويزة ما عنده من مال، وابداء هذا رجاله. ومنهم من ينسبها الى شبيب مع أمير الحويزة.
وأعقب مانع محمدا ومنه تكونت فروع عديدة توالت فى الرئاسة. ومن فروعه (الروضان) . و(السعدون) ومن ثم صار يعرف أمراء المنتفق ب (السعدون) . واستمروا فى الرئاسة الى آخر أيامهم ولا يزالون. و(آل محمد) عرفوا مدة بهذا الفخذ.
ومانع استولى على البصرة سنة ١١٠٦هـ. استفاد من خلل الادارة. وممن ساعده فى الفتح أمير الحويزة المشعشع. ثم ان أمير الحويزة حسن له أن يقوم هو بامارة البصرة على ان يعطيه نصف خراجها. فوافق الا أن الشاه لم يرض بفعلة أمير الحويزة. وبعد مخابرات اضطر الى تسليمها الى العثمانيين سنة ١١١٢هـ.
وتوفي الشيخ مانع سنة ١١١٥هـ.
٤ - الشيخ مغامس بن مانع: ثم ولي امارة المنتفق. ونعته صاحب (قويم الفرج بعد الشدة) بأنه كان مثل أبيه فى شجاعته واقدامه، ولكنه زاد عليه بخدعته ومكره. يكاد بسحره ينزل قوس السماء الى الارض. وكان والي البصرة نصبه شيخا مكان والده وألبسه الخلعة، ففى سنة ١١١٥هـ ضبط البصرة، وبقيت بيده الى سنة ١١٢٠هـ.
وفى خلال حكمه البصرة فى ٧ تشرين الثاني سنة ١٧٠٥م (١١١٧هـ) كانت سفن هولاندة راسية فى شط العرب، فحضر اليه ربانها وهو بطرس (بتر) مع الاب يوحنا فالتمس الربان منه عقد اتفاق بينهم وبين العرب، فانعم عليه بما أراد مما يتعلق بشؤون الشركة التجارية. واغتنم الأب الفرصة فالتمس أن يصدر له الامر بحماية الكنيسة وداره التي يقيم فيها. وفى ٩ منه قدم هؤلاء مذكرتيهما بواسطة عبد اللطيف الى الامير مغامس، فعهد الى قاضيه الشيخ سلمان بتصديقهما تصديقا شرعيا. وفى ١٢ منه أرسل بالبراءتين اليهما (١) .
وفى أيام الوزير حسن باشا جرت حروب طاحنة توالت فيها النجدات. وبين العشائر التى انتصرت للشيخ مغامس السراج، وزبيد، وميّاح، وبنوخالد، وغزية وشمر ... دامت الحرب الى ١٩ شهر رمضان سنة ١١٢٠هـ. وفى أثناء المعركة قتل الشيخ (تركي) شيخ الاجود وكان عضد الشيخ مغامس. فتأثر عليه. ذلك مما أدى الى انسحابه. لأن الشيخ تركيا كان شوكتهم، وبموته انكسروا. وفخذ المغامس يتصل به.
٥ - الشيخ سعدون كان أعقب مانع ولدا آخر اسمه محمد. وهذا أعقب ابنه سعدونا فتكون السعدون ومن ابنه الآخر (عبد الله) تكوّن (آل محمد)، ومن ابنه الثالث عبد المنعم تولد (الروضان) من روضان بن عبد المنعم.
تولى الامارة بعد مغامس الشيخ سعدون وأولاده، وبعض (آل محمد) . وجاء فى حديقة الزوراء فى أخبار الوزراء: أنه قتل سنة ١١٥١هـ وقيل فى تاريخ وفاته غير ذلك! ٢) . فكانوا الى أيام المماليك بين قوة فائقة وضعف بل لم تتمكن الدولة منهم الا أيام الوزير حسن باشا.
٦ - الشيخ بندر: ولي مشيخة المنتفق الشيخ بندر. وهذا من فرقة (العزيز)، ودامت امارته على المنتفق الى سنة ١١٦٤هـ.
٧ - الشيخ عبد الله: هو ابن محمد بن مانع. وفى سنة ١١٨٢ هـ كان لشيخ المنتفق واقعة ذكرت فى تاريخ العراق بين احتلالين أيام عمر باشا. وبسببها قتل عبد الله بك الشاوي (١) .
٨ - الشيخ ثامر: جرت له حوادث سنة ١١٨٨ هـ، وقتل فى واقعة الخزاعل سنة ١١٩٣ هـ. وهو ابن الشيخ سعدون.
٩ - ثويني شيخ المنتفق: فى سنة ١٢٠١ هـ ذهب سليمان بك الشاوي لعقد اتفاق مع الشيخ ثويني ابن عبد الله، وحمد الحمود شيخ الخزاعل، فضبطوا البصرة. وفى (لغة العرب) ان ثويني استولى على البصرة فى أيار سنة ١٧٨٧م (سنة ١٢٠٢هـ) . وفى رحلة (توماس هويل) البريطاني ان الشيخ ثويني احتل البصرة بدون مقاومة ولم يتجاوز على مال أحد ولا أضر بأحد من الاهلين. ولا أخذ منهم غرامة حربية. فبعد ان احتلها بنحو نصف ساعة عادت الامور الى مجراها الطبيعي.
١٠ - الشيخ حمود بن ثامر السعدون: مال الى الوزير سليمان باشا، فذهب الوزير بنفسه وحارب الشيخ ثويني العبد الله ومن معه، فانتصر واستعاد الوالي البصرة فى آب سنة ١٧٨٧م. اتخذ الخلاف فرصة، فربح المعركة ومنح الوزير الشيخ حمودا امارة المنتفق، وأبدل شيخ الخزاعل بمحسن الحمد. فتم له الامر. ثم اضطرت الدولة الى اعادة ثويني سنة ١٢٠٥هـ. وهكذا تناوبوا الرئاسة. وفى سنة ١٢١١هـ بأمل حرب ابن سعود عزل حمود أيضا وأعيد ثويني.
١١ - الشيخ ثويني: عادت المشيخة اليه بسبب حوادث ابن سعود سنة ١٢١١هـ. وفى سنة ١٢١٢هـ توفي قتيلا فى حربه لابن سعود.
١٢ - الشيخ حمود الثامر: عاد للمشيخة بعد وفاة ثويني وهو حمود بن ثامر السعدون. وفى سنة ١٢٤٢هـ عزل الشيخ حمود ونصب مكانه الشيخ عجيل (عقيل) بن محمد ابن ثامر.
١٣ - الشيخ عجيل: وهو اخو سعدة. ولي الامارة سنة ١٢٤٢هـ وبعد معركة القي القبض على حمود الثامر. وبعد خمس سنوات أي سنة ١٢٤٧هـ توفي فى بغداد. وعجيل هذا ابن اخي الشيخ حمود. وتبدلت أحوال بغداد، فانقرضت ادارة المماليك.
والملحوظ انه فى عهد المماليك كانت فى الاغلب الرئاسة على المنتفق فى السعدون. وان أمراءهم لم يذعنوا للسلطة من كل وجه. وانما كانوا يغتنمون الفرص للقيام بين حين وآخر الا انه لم يتم لهم الاستيلاء على البصرة طويلا. وفى أيام صادق خان الزند أبلوا البلاء الحسن، ودمروا جيش الخان. وعلى ما بينه الاستاذ سليمان فائق انهم لم يذعنوا لدولة المماليك الا أيام سليمان باشا الكبير. ولعل شواغل الحكومة، أو ارتباك أمرها مما دعا أن يتحاشوا عن مقارعة المنتفق. وربما مالوا اليهم ميلة عظيمة فى حرب ابن سعود وفى غيرها.
وكان الشيخ حمود يلقب ب (سلطان البر) . وفى أيامه توسعت سلطة المنتفق كثيرا الا ان داود باشا تمكن أن يجلب لجهته الشيخ عجيلا فقضى على امارة الشيخ حمود، ولكن حدثت غوائل أخرى صدته من التدخل أكثر (١) .
وفى ٨ ربيع الآخر سنة ١٢٤٧هـ - ١٨٣١م انقرضت حكومة المماليك فتنفس أمراء المنتفق الصعداء. وكذا أيام علي رضا باشا اللاز.
وامارة المنتفق دامت فى هدوء الى سنة ١٢٦٥هـ - ١٨٤٩م آخر أيام الوزير محمد نجيب باشا بل الى أيام (عبدي باشا) . راعوا سياسة الهدوء. وفى خلال هذه المدة قضى الوزراء على بعض الامارات مثل العمادية وامارة رواندز وبابان والجليليين.
أمراء المنتفق الآخرون
كان أمير المنتفق عجيل السعدون، فخلفه صالح العيسى من السعدون أيضا وكان باني (قلعة صالح) سنة ١٢٦٩هـ - ١٨٥٢م وكان أمير المنتفق أيام نامق باشا. وهو ابن عيسى الحريق. وعيسى هذا توفي حرقا سنة ١٢٥٩هـ - ١٨٤٣م وهو ابن محمد بن ثامر السعدون وبعده ولي ناصر باشا ابن راشد بن ثامر السعدون.
ثم ان الدولة أرادت القاء بذور الفتن، وتشويش الحالة للتدخل، فصارت تتساهل مع بعضهم مرة، وتلتزم الشدة أخرى. وراعت فى الضرائب طريق الالتزام واتخذته وسيلة. وفى كل مرة تنزع قسما من المنتفق، وتوسعه أخرى. وهكذا أخرجت من نطاقها قطعات عديدة بأمل أن تقلل النفوذ والسلطة فانتزعت منها عشائر كثيرة.
وفى كل هذه عزمت الدولة على القضاء على هذه الامارة مهما كلفها الامر الا انها متى شعرت بالخطر بدلت الوزير أو ركنت الى سياسة أخرى ونسبت الحادث الى خرق الوالي الذى لم يتحرك من تلقاء نفسه. وذلك خشية الغائلة أو توقع نتائج غير مرضية. أرادت الدولة أن تكون ديارهم خالصة لها. وكاد ينجح الوالي رشيد باشا الكوزلكلي فى مهمته التى أشبعها درسا لولا انه عاجلته المنية وحالت دون تحقق آماله.
كان قرب المعارضين، واستغل المناوئين، وتعرف للحالة منهم، وسلطهم. كما انه لم يفاجىء فى تغيير الوضع. وانما فصل قضاء السماوة وتوابعه بعشائره، عن سلطة المنتفق، والحقة بالحلة فى الالتزام الذى أجراه بأمل فل القوة. ولم يخف هذا على أحد. فاتفق الشيخ ناصر مع الرؤساء الآخرين فحارب مرات عديدة، وانتصر انتصارا باهرا، فكاد يتغلب.
وفى الحرب الاخرى انتصر الجيش وبقي مرابطا فى سوق الشيوخ. ورفع ما كان يستوفيه أمراء المنتفق باسم (جيوشية) . وهى أشبه برسوم الكمرك الا أنها ليست لها حدود معينة أو مقاييس ثابتة. ولم تتحقق آماله، فعالجته المنية، ولم تعرف نواياه الا ان الغرض القضاء على السلطة العشائرية فحبطت مساعيه. ومن حين استولى على سوق الشيوخ فى ١٤ شعبان سنة ١٢٧٢هـ - ١٨٥٦م عينت الحكومة قائممقاما (متصرفا) حسين باشا من أمراء الجيش، ومدرسا ومفتيا السيد داود السعدي (١) وكان عزمها أن تجعل تشكيلاته تشكيلات لواء.
وبعد وفاته كانت الدولة فى اضطراب داخلا وخارجا، فلم تستطع أن تمضي على خطة ثابتة. وانما تعمل بما يوحي اليها وضعها. فجاء السردار الاكرم عمر باشا. لاكمال ما قام به سابقه من أعمال. فلم تظهر الاوضاع الا متخالفة فى طريق السياسة. فلم يستطع أن يحصل على ما أراد لضيق فى ماليته، أو انشغال بال دولته بأمور أهم.
جاء الوالي السردار الاكرم عمر باشا فى ٥ رجب سنة ١٢٧٤هـ - ١٨٥٧م. ومن حين وروده نقض ما ابرمه سابقه لتبدل رأي الدولة فعوّل على شجاعته، وقوة سلاح دولته، فاستهان بالمنتفق، وعد نفسه قادرا على اخضاعها متى شاء، فالغى سوق الشيوخ، فلم يتخذه مقرا للجيوش. ولا شك ان السياسة المكتومة لم تظهر لرجال الدولة فى بغداد ما عدا الوزير. فأعاد لشيوخ المنتفق سلطتهم وسحب جيشه. ولا ريب ان لضعف الدولة دخلا فلا تريد أن تعرض نفسها الى الخطر، عهد بقائممقامية اللواء الى الشيخ منصور السعدون سنة ١٢٧٦هـ - ١٨٥٩م بطريق الالتزام من جراء انها كانت تستفيد من الالتزام أكثر مما لو كانت تدير رأسا هذه المواطن (٢) .
وفى سنة ١٢٧٧هـ - ١٨٦٠م ولي توفيق باشا بغداد. فجرت فى أيامه المزايدة بين الراغبين فى المشيخة وهم الشيخ منصور، والشيخ بندر الناصر الثامر، فأسندت الى الاخير منهما فى ٢٠ شوال سنة ١٢٧٧هـ - ١٨٦١م ببدل سنوي قدره (٤٩٠٠) كيس. والكيس ٥٠٠ قرش.
وفى وزارة نامق باشا للمرة الثانية كان يظن أن قد حان الوقت لالغاء المشيخة، فأراد أن يقتطع أولا بعض الاماكن ليقلل السلطة، ويحصر دائرة النفوذ فى نطاق محدود. جاراه الشيخ منصور بك بل حسَن له أن يلغي المشيخة رأسا وبلا تمهيد. وكان الشيخ منصور من أعضاء المجلس الكبير ببغداد (١) . فأبدى أن لا حاجة الى اقتطاع بعض المواطن، وأوضح أنه اذا نصبته الدولة قائممقاما (متصرفا) جعل المنتفق كلها تابعة للدولة.
قبل الوالي هذا الرأي، والغى المشيخة فأسند اليه القائممقامية فى سلخ جمادى الاولى سنة ١٢٨٠هـ - ١٨٦٣م. ولما كان لا يعرف اللغة التركية جيدا، وليست له دربة على الادارة جعلت الدولة بصحبته الاستاذ سليمان فائق وكان من الكتاب المجيدين. وكان قائممقام خانقين. وأودعت اليه مهمة (محاسب اللواء) ليطلع حكومته على ما يجري.
وكان فى ذلك الوقت الشيخ ناصر والشيخ بندر فى بغداد. الا ان هذا الاخير توفي فى اليوم التالي من تعيين الشيخ منصور، أما الشيخ ناصر فانه ثار فى وجه أخيه وأشاع اشاعات من شأنها أن تثير الاهلين، وتحرضهم على القيام على الدولة. فعارض أمر القائممقامية. وكان قطع بأن هذه الفتن كلها جرت فى الخفاء على يد الاستاذ سليمان فائق، وعده أصل القلاقل فى المنتفق، والتزم قتله، فلم يوفق لما جاء تفصيل ذلك فى تاريخ العراق.
وعلى كل عارضوا بتحول المشيخة الى قائممقامية واعلنوا العصيان ونهبوا المؤن المرسلة من لواء الحلة الى البصرة نهرا. وهي المرتبات الحجازية. ولم يكتفوا بهذا وانما قطعوا الخطوط البرقية بين بغداد والحلة وكان تمديدها من زمن قريب بقصد أن يعظموا الامر فى عين الدولة. بقي المحاسب ثلاثة أشهر غير مسموح له بالخروج وان كان معززا فى الظاهر. ثم أذنوا له بالعودة وان ادارة القائممقامية لم تطل أكثر من شهرين فثارت الزعازع.
أما نامق باشا فانه بعد المشاورة قرر لزوم اصلاحهم بالقوة. وأثناء مداولة المجلس المنعقد من الملكيين والعسكريين وردت برقية من (القيادة العامة) توصي بالتأهب واستكمال العدة قبل الاقدام على الحرب، وان ينتظر اشعار آخر.
ذلك ما دعا الوالي ان يعيد المشيخة. نقل ذلك الاستاذ سليمان فائق عن (محمد أمين اقندي كاتب العربية) وكان قد عهدت اليه مهمة (باب المشايخ) (١) . فاسندت المشيخة الى الشيخ فهد العلي الثامر سنة ١٢٨٠هـ - ١٨٦٣م بموجب شرطنامهء كتبت باللغة العربية.
وفى أيام تقي الدين باشا ندد الاستاذ ببقاء الحالة. وبين أن اعادة المشيخة على حالها لا يأتلف وسلطة الدولة، وأظهر لزوم توسيع سلطة الدولة وتقويتها، فملأ الجرائد والصحف باستنبول من التنديد بأمور المنتفق، ودعا الى لزوم القضاء على امارتهم، وذكر قسوتهم وظلمهم الى آخر ما قال. ولكن هذا الوزير ابقى المشيخة كما كانت، وأقرها على حالها.
اضطراب وتجربة
ثم ولي بغداد مدحت باشا، سنة ١٢٨٦هـ - ١٨٦٤م. وكانت امارة المنتفق شغل الدولة الشاغل، وهذا الوالي علم أن الاستاذ سليمان فائق من العارفين بأمور المنتفق، فطلبه ببرقية من البصرة، لاستطلاع الحالة، فجاء مسرعا.
بسط الحالة للوالي. فأجابه عن كل ما سأل. وفى هذه الايام اوشكت مدة الالتزام أن تنتهي، فدعا الوالي ناصر باشا الى بغداد للمزايدة فاعتذر وطلب الامهال الى أن تنتهي المدة. فعاد الاستاذ الى البصرة. فانقضت مدة الالتزام، واجريت التشكيلات الجديدة فى البصرة، ثم دعي الاستاذ سليمان فائق الى بغداد، وفى خلال تأخر ناصر باشا تمكن الاستاذ من الاتصال بفهد بك ولازمه، وأقنعه بأن تترك بعض المواطن وتعطى المنتفق ببدلاتها السابقة لا أكثر ...
هذه نوايا الحكومة، وآمالها ظهرت على لسان متصرفها ...
جاء ناصر باشا الى بغداد فى ٢١ ربيع الاول سنة ١٢٨٦هـ - ١٨٦١م، وواجه مدحت باشا فقال له هل ترغب فى التزامها بالبدل السابق بعد أن تترك بعض المواقع. وهى: ١ - المدينة. ناحية من نواحي القرنة.
٢ - جزائر البصرة.
فاستمهل للاجابة.
فاضطربت افكاره، وصار يضرب أخماسا لاسداد ... وكان وضعه حرجا، لا سيما وان فهد بك بالمرصاد ويخشى منه ان يقبل بالشروط أو بما يوافق أكثر.
أما الوالي فقد كانت مقدرته عظيمة، كان يأخذ الفكرة، ولم يبد خطة الحكومة ومرادها، ولم يعتمد على الاستاذ سليمان فائق ولا على غيره لا انه كان يراجع ما يورد من الآراء، وهو سائر على خطة..!! وكانت نتائج المفاوضة أن تمكن ناصر باشا من اقناع الوالي تأييدا لرغبته فى أن يجعل المنتفق (لواء) وان يكون متصرفه ويقوم بما يطلب منه ... وبذلك وافق الوالي وأعلن رغبة الدولة. وذهبت المساعي الاخرى هباء. وكان الاستاذ سليمان فائق يريد أن تكون خالصة للدولة رأسا فلم يوافقه هذا الحل وعد التدبير قد فشل. ولكن الوالي أراد ارضاء ناصر باشا وان يجعله طوع ارادته منفذا لآماله ... ! ولم يكن هذا من نوع التدبير السابق أو عينه ليكون فاشلا.
أعلن ذلك معاون الوالي. وقال الاستاذ سليمان فائق. ذهبت المذاكرات بيني وبين الوالي سدى بهمة من رائف معاون الوالي، ووساطة من اليهودى عزرة الصراف الذى ندد بهما الاستاذ كثيرا، فأحيلت متصرفية المنتفق، لعهدة ناصر باشا لصداقته واخلاصه ... !!
وفى هذه التجربة لم ير بدا من الاذعان، ووافق على بناء حاضرة اللواء فى تلك الانحاء، ورأى أن لاطائل وراء معاكسة الدولة، والاقارب فى تزاحم ونضال على الرئاسة ... فاذا قبل غيره خسر الصفقة ... وفى ٢ جمادى الاولى من سنة ١٢٨٦هـ سار الى المنتفق، وعين عبد الرحمن بك قائممقام الهندية معاونا له، وعبد الباقي الألوسي نائبا، والحاج سعيدا محاسبا وكان من موظفي محاسبة الالوية ...
عاد ناصر باشا الى المنتفق لاجراء التشكيلات، فوصل، ولا يزال فى غبار سفره، وقبل أن يؤسس الادارة فيها اذ كلفه الوزير ببعض الامور العشائرية ... فاشتعلت نيران الفتنة وكثرت (حروب عفك والدغارة) .
دعاه الوالي بنفسه فجاء بمقدار كبير من العشائر الخيالة، فكانوا فى صحبته فقام بالمهمة الى أن تمت الغائلة فشكر الوزير خدماته.
أوضحنا ذلك فى تاريخ العراق بين احتلالين. وكانت آمال الوزير استغلال مسالمة المنتفق لبناء الناصرية ولاغراض مهمة قام بها ومن أهمها حادث الاحساء. ولعل لبناء الناصرية الاثر الفعال للقضاء على امارة المنتفق.. فكانت أعمال الوزير موفقة وتستحق كل اكبار من دولته. قرَب ناصر باشا وارضاه واستغله لاموره الاخرى. ولكن سخط الدولة عليه دعا أن تفسر فى غير ما هو صالح لها..
وان ناصر باشا لم ير بدا من تنفيذ رغبات الوالي فبنى بلد (الناصرية) باسمه فى سنة ١٢٨٦هـ - ١٨٦٩م. وبذلك ألغى فعلا امارة المنتفق بتأسيس هذه المدينة فصارت مركز اللواء، وكانت مقدمة الاستبلاء على هذه الامارة.
انقراض امارة المنتفق
اتخذ العثمانيون تدابير جمّة للقضاء على الامارات داخل العراق لما ازعجتها بأوضاعها وبأمل أن تكون الدولة صاحبة الامر. ولم يكن القضاء على امارة المنتفق بالامر السهل. واذا تم فى وقت عاد فى آخر.
ولعل أهم سبب ان هذه الامارة فقدت الوحدة، وان الاذعان اختل ووسائل الاحتفاظ بالوحدة زالت. لتوالي الحروب، ولطموح الرؤساء وتنازعهم الزعامة فتعددت الكفاءة فيهم. وان رجال العشائر انهكتهم القسوة من الحكومة لما رأوا من التزام وارهاق فيه اضطر الكثير الى هجر أوطانهم والميل الى ايران أو الى الانحاء الاخرى المجاورة.
ساقت الدولة قوة على المنتفق للقضاء على الامارة. ولو لم تسق لكانت النتيجة واحدة الا ان الجيش عجل بالمهمة. وكان ركون الدولة الى ذلك استعانة بالاسلحة الجديدة التى لا تطيق العشائر صبرا على تحمل نيرانها. يضاف الى هذه النزاع على المشيخة والمزايدات فى الالتزام واختلال أمره حتى أدى الى سوء الحالة. فالعشائر لا تطيق ارضاء الامارة، ولاتتمكن من سد نهم الحكومة، فتولدت المصيبة وتحملتها العشائر على مضض. وربما كانت السبب الرئيسي في هذا الانقراض.
وأول ما فعلته الحكومة أن جعلت كل عشيرة مسؤولة رأسا نحوها في حاصلاتها. فأرادت أن تقوي منزلتها من نفوس الاهلين، فتساهلت. وهكذا كان بناء الناصرية عاملا مهما فى اتخاذ مركز للدولة في وسط اللواء للتسلط على العشائر. والحالة تنطق بالوضع أكثر من مئات المؤلفات الا أن الحوادث تعين على الحل الصحيح.
ويهمنا بيان ان انقراض الامارة مسبب من الدولة. اتخذت جملة تدابير للقضاء عليها، فأدى الامر الى بذل جهود عديدة بلا جدوى. لحد أن الدولة كادت تظهر العجز مع أنها استخدمت أكابر رجالها للمهمة فلم تكن مثل بابان، ولا العمادية، ولاغيرهما.
حدثت الواقعة سنة ١٢٩٧ هـ - ١٨٨٠ م. وكانت تقدمت العشائر وجعلت أمامها نحو الفين أو ثلاثة آلاف من الابل. وكان الموسم أواخر الصيف.
وصرت آذانها بالزفت وركبها بعض الفدائية فساقوها على الجيش وهجموا عليه. وكانوا حملوا الابل رملا، وصاروا يذرونه ليشوشوا الهدف.
وكان رئيس الفيلق السادس عزت باشا قد باشر القتال بنفسه وكان موقفه خطرا جدا وصار يحرض على القتال وأبدى الضباط بسالة فائقة ونيران المدفعية أصابت الاهداف وتمكنت فأضرت ...
وكانت العشائر تعاهدت على الدوام على الحرب، فأزعجت البصرة ليلا ونهارا تطلق البنادق وتشعل نيران الحروب. انتصر الجيش على العشائر بعد ان أبلى البلاء المشهود.
وجرت الواقعة في أنحاء الحي في مقاطعة أم الشعير. وهذه المقاطعة في تصرف الشيخ عبد الله الياسين رئيس عشائر مياح.
وكانت قوة العشائر تتجاوز العشرة آلاف مقاتل. وكانت الدولة في ريب من أمرها. ولا مجال لتفصيل ما جرى (١) . ومن الاغاني الشائعة آنئذ: فالح يغرنوكك طاسه وخذوها اروام بيش أحلب النوكك ومعناها يا فالح (هو فالح باشا السعدون وكان شابا جميلا وله رقبة طويلة كالطير المسمى بالغرنوق) أخذ الاروام طاستي فبأي اناء أحلب ناقتي. تريد انهم صاروا فقراء ...
هذا. ولا تزال بقايا رجال الامارة لها المكانة. ومنهم سعدون باشا وفخامة السيد عبد المحسن السعدون والشيخ عبد الله الفالح وعجمي باشا السعدون. اشتهروا بعد هذا الحادث وعرفوا بما لهم من مواهب حتى اليوم من رجال هذا البيت. ولا يزال محتفظا بسمعته، والوقائع الجليلة عرفت مقرونة بأمرائهم.
ومن حين انقراض الامارة بل قبل ذلك اقتطعت أماكن وانفصلت عشائر يصعب اليوم تعيينها كلها بالضبط، ولم يعد لها ذلك الذكر والصيت.
عشائر المنتفق
(فى الالوية الاخرى) وقائع المنتفق كثيرة، والتدابير المتخذة للقضاء على الامارة لا تحصى، وهذه فلّت من حدة عشائر المنتفق، وأدت الى تبعثرها ولا شك ان هذا الالحاح والتضييق ساق الى اقتطاع أقسام عديدة بعشائرها، والى نزوح أخرى الى الالوية المجاورة، والى الانحاء البعيدة مثل الحويزة وما والاها. ليكونوا بمأمن من عوائل الدولة وعواديها.
١ - في لواء البصرة من عشائر بني مالك من مال الى البصرة أو اقتطع لقضاء القرنة. فان (عشائر المدينة) مثل الصيامر والعوابد وآل علي وآل بدران والحيادر وعشائر أخرى من بني مالك أو ملحقة بهم، و(عشائر السويب) من مالك والسعد والحلاف وبني منصور وما والاها من نواحي القرنة. وعشائر الهارثة من نواحي البصرة ومن الحلاف وبدران وغيرها من عشائر المنتفق. وهكذا مالت عشائر أخرى الى الغرس فتعهدت الفلاحة والتعابة فصارت من أهل القرى. ومنها من مال الى نفس البصرة فتركوا الارياف. وتكونت منهم أسرات معروفة.
٢ - في لواء العمارة كان القسم الكبير من هذا اللواء مقتطعا من المنتفق، وان (قلعة صالح) من بناء أحد شيوخهم كما ان من عشائر المنتفق في هذا اللواء (العيسى)، و(البزون)، و(آل مريان) من بني سعيد، و(آل ازيرج)، و(السواعد) ... وقسم كبير من البو محمد من بني مالك، وقد سبق بيانها. والحوادث التاريخية مشعرة بما يؤيد.
٣ - في لواء الديوانية في هذا اللواء عشائر عديدة من المنتفق، وان السماوة مقتطعة منه. وعشائره امتدت الى أنحاء اللواء واختلطت بغيرها. وصلة هذه العشائر بالمنتفق لا تزال محفوظة. وتكونت منهم عشائر كبيرة.
١ - بنو حجيم من العشائر الكبيرة. انفصلت من أمد بعيد، وتفرعت كثيرا وتكونت منها مجموعات أو عشائر، منها بنو حجيم تساكن البدير (عشائر العراق ج٣ ص١٣٩) . ومنها ما هو منتشر باسماء جديدة، أو باسمها الاصلى ولا يزال آل محسن فى أنحاء الناصرية وكانوا رؤساء بني حجيم. وينتسبون كما يقولون الى بني العباس، والآن ضعفت هذه الرئاسة ولا تزال مكانتهم الاجتماعية معروفة. يسكنون فى الدخية والمكاد والدراجي التابعة لناحية البطحة ومنهم الصبحة والمشاعلة والبو جاولّي والمطر والبو شويل والبو نصير.
ويصعب تعيين أصل بني حجيم. ولعل العارفين يقدمون ما عندهم. وان كانوا يعدون من المنتفق. ولم يعدوا فى الاثلاث من مدة. والشائع انهم من عنزة. والظاهر انهم اختلطوا بهم. وصحيح تلفظهم (بنو حكيم) .
قال البسام: «المؤملون ولا تأميل طالب الغيم. وهم ساكنون بين السماوة وديرة المنتفق فرسانهم خمسمائة خيال والفا سقماني.» اه ومن عشائرهم: ١ - الاعاجيب: من عشائر السماوة المعروفة. نخوتهم (جمّاز) . يسكنون الرميثة على شط (الفرات)، وعلى شط الرميثة فى أراضى دياحم، والبازول، والمنيثر، والسدرة والجمجة. فالسدرة وهى سدرة الاعاجيب حد ما بين الخزاعل والمنتفق، وهى ضمن الاراضى المسماة ب (العوجة) وتدخل فيها أراضى بني حجيم ومن رؤسائهم أبو الجيج، وتسكن المملحة والجمجة، وهى عين ملح.
وفرقهم: ١ - البوعبيد: رئيسهم الحاج سهر الحسن. وموطنه سوجة.
٢ - البو ناصر: رئيسهم علي الطشاش. يسكنون كوفة وسدرة.
وفروعهم: (١) البوناصر. فرقة الرؤساء.
(٢) العبد الواحد. رئيسهم حسين الصحو.
(٣) الزهاد. رئيسهم عليوي الموسى.
(٤) الخنفر. رئيسهم عواد الماصخ.
٣ - البو موسى: رئيسهم حسن الزغير. ويقيمون فى رجة الخزاعل.
وفروعهم: (١) السكران. رئيسهم دحام الرمل.
(٢) البلاسم. رئيسهم عبود البليط.
(٣) الحرب. رئيسهم عناد الهويني.
(٤) الدراوة. رئيسهم لوكي الغنم.
٤ - الخميس: رئيسهم سلطان الولع. يسكنون البازول. وفروعهم: (١) البو ضبع. رئيسهم جبار العلي.
(٢) العبد الواحد. رئيسهم هوب آل محمد.
(٣) السعدالله. رئيسهم رسن المقصور.
٥ - آل عبد الله: رئيسهم نصور آل محمد. ومحلهم الولع.
٦ - سلاجعة: رئيسهم لطيف الولع وهم فى الولع.
٧ - آل دبيس: رئيسهم الحاج ابراهيم. فى الرفوش.
٨ - طواورة: رئيسهم حسن أغا فى الرفوش.
٩ - البو درقى: يرأسهم عكل أبو جيج وسعدون. فى سحار، وعطشان.
١٠ - الدوتي جلة: رئيسهم جاسم المحمد. فى سحار.
١١ - الرواوشة: وقال القزويني: «الاعاجيب قبيلة فى العراق من المعادن» اه ولم يزد على ذلك.
٢ - الظوالم: رئيسهم الشيخ جياد بن شعلان ابو الجون. ونخوتهم (باشة) . يسكنون فى العوجة ما بين الابيّض والسماوة فى الرميثة. وهم من بني حجيم. ومنهم من يقول انهم حمدانيون ومنهم من قال أصلهم من شمر.
وكان رئيس الظوالم الشيخ شعلان أبو الجون. وتوفي ٢٩ - ١ - ١٩٣٠ م وكان من رجال الثورة العراقية (١) . وصار نائبا فى المجلس التأسيسي. وعرفت هذه العشيرة بالبسالة والشجاعة. وفروعها: ١ - البو حسين: (١) آل سلمان. الرؤساء. يرأسهم كامل بن غثيث الحرجان ومحمود بن ساجت آل ثويني. ومنه أخذت المعلومات فى ٢٧ كانون الثانى سنة ١٩٣٩ م ومن غيره. وأفخاذهم: ١. آل حاجم. رئيسهم كامل آل غثيث.
٢. - آل ضيدان. رئيسهم مطلك آل جياد.
٣. - آل وزيّر. رئيسهم محمود بن ساجت آل ثويني.
(٢) البو حمد. رئيسهم سوادي العجل.
(٣) آل عويف. يرأسهم سوادي السلمان وجبار الفضاض. فى أبي شريش.
(٤) البو ماجد. رئيسهم عواد الكريدي.
(٥) البو عواني. رئيسهم مطلك الجياد.
(٦) الكديشات. رئيسهم كاظم الزغيري.
(٧) البو شريش. رئيسهم فرهود الحرجان فى أبي شريش. وافخاذهم: ١. البخاترة. يرأسهم نجم العبد الله. وعلوان الجاسم.
٢. - آل حجيم. رؤساؤهم ندة الخشان وحسين الحاجم وعبد النبي البرهان.
(٨) البو شويط. وفروعهم: ١. البو غزيّل. رئيسهم مدلول العباوي.
٢. - البو عوفي. رئيسهم غاوي الحسين.
٣. - البو هيجل. رئيسهم كاظم الفلاح.
(٩) البو عبيد.
٢ - الجمعة. رئيسهم جياد بن شعلان أبو الجون. وفروعهم: (١) آل حميَد. الرؤساء. ومنهم: ١. آل شنَابة. رئيسهم حنيويت آل عبد السادة.
٢. - أبو الجون. الرؤساء.
(٢) البو حويجمة. يرأسهم علي المحداد وتوفي فى الرميثة فى ١٦ - ٥ - ١٩٥٥م وهو خال الشيخ جياد الشعلان وانفرد بالرئاسة كاظم الحاج راضي. يسكنون فى حجامة. ومنهم: ١. البو كريز. رئيسهم كاظم الحاج راضي.
٢. - البو جناني. يرأسهم علي الجياد ومسير. يسكنون فى حجامة.
٣. - البو شورد. يرأسهم راضي الرباط ومحسن.
٤. - البحر. يرأسهم جلاب الجاسم وشنان.
(٣) آل سميَح. يرأسهم عباس العود ومنشد الحمد. ومنهم: ١. البو جويعد. رئيسهم مطرود الجندي.
٢. - الحمران. أو الحمامرة. يقيمون فى أم كنكون وجويلانة.
٣. - البو علي. رئيسهم بعيد الحربي.
٤. - الحلاحلة. رئيسهم سولي الجبر. يسكنون فى حجامة.
٥. - البو بحر. رئيسهم منشد الحمد. يسكنون فى حجامة.
(٤) البو خضير. رئيسهم مجهول آل محمد. وتوفي فخلفه ابنه: ١. البو هيجل. رئيسهم راضي الطرار. يسكنون فى أبي علاوة.
٢. - السبعة. الرؤساء.
٣. - البو مويش. كشيش الكوماني.
٤. - البو كرم. رئيسهم عباس العبود.
(٥) الملحان. رئيسهم جهاد الحمادي.
ويجاورهم البو جيَاش والزيَاد.
أخذنا المعلومات عن نفس العشيرة وعن كتاب (عامان فى الفرات الاوسط) .
٣ - الصفران: من عشائر بني حجيم. يرأسهم عزارة المعجون، وكطاط الرداد. ونخوتهم (عامر) . ومساكنهم تجاه السماوة فى ناحية الخناق. وفرقهم: ١ - آل غانم. رئيسهم عزارة المعجون. ويسكنون دوب حمد.
٢ - آل عطاوة. رئيسهم فرهود الخبار. ويسكنون أم نعامة.
٣ - المومنون. يرأسهم خلف البطي، وكطامة. يسكنون فى دوب حمد.
٤ - البو رويسة. رئيسهم موسى الجبر. ويسكنون فى دوب حمد.
٥ - الفلاحات. رئيسهم رعد البرغش. ويسكنون أزرك.
٦ - الغنم. يرأسهم شاهي ومحمد الحجاري. ويسكنون المحدد.
٤ - آل توبة: من عشائر بني حجيم فى السماوة، ورؤساؤهم ديوان الحسين، وحسين الرزق. قال القزويني: «آل توبة قبيلة فى العراق من أهل السماوة فى أذناب الفرات من بني حكماء» اه أي بنو حكيم (حجيم)، والمسموع أنهم من عبدة من شمر. ويؤكد كثيرون انهم وآل زياد والجوابر (أولاد مبارك) . وينتخون به وهم من الرولة من عنزة. ويسكنون فى ناحية الخضر. وفروعهم: ١ - غواصنة.
٢ - الفضل. رئيسهم حسان. فى الوركاء.
٣ - حمادنة. رئيسهم لطيف. فى الوركاء.
٤ - عواجد. الرؤساء. ويرأسهم كواك الحسين وحسين الرزق. فى الوركاء.
٥ - الاعبس: يرأسهم شلال الدارم، وكاظم المونس. وهؤلاء من بني حجيم فى السماوة. لم يتعرض لهم القزويني فى (القبائل العراقية) . ونخوتهم (عمور) يرجعون الى عمار العبسي من القحطانيين ويسكنون فى أراضي خضر الدراجي فى ناحية الخضر التابعة للسماوة. وفرقهم: ١ - الفليح: رئيسهم راضي الرميثان، ويقيمون فى جزيرة الاعبس.
٢ - آل مونس: رئيسهم عبد المونس. ويقيمون فى الكرحة.
٣ - البو ماجد: رئيسهم فطيسة الحسن. ويقيمون فى الكرحة.
٤ - البو يونس: يرأسهم دنان المحمد وعباس المطعوج. فى خنينة.
٥ - النصير: ومنهم المحمد والزعيريين رئيسهم مزيغيل.
٦ - البو حسين.
٧ - الحفنان.
٨ - المشاعلة. مرَوا.
٩ - المومنون.
١٠ - آل عزَام.
١١ - البو جاولَي. مرَوا.
٦ - البركات: رؤساؤهم خشان الخارع، وهلال الوصف، وجعاري المسير. وهم من بني حجيم ايضا. ويسكنون فى ناحية الخناق من السماوة. وفرقهم: ١ - المحيرجة: فرقة الرؤساء. وهم فى بطن وخنفية.
٢ - البو سيحة: رئيسهم راضي الغدار. فى خنفية.
٣ - الجزيرة: رئيسهم كاطع المياه. فى خنفية.
٤ - آل عكاب: رئيسهم كردوش ومنصور. فى البو عرار.
٥ - آل حمدي: رئيسهم وسيج الشلال. فى خنفية.
٦ - الحشيش: رئيسهم ونّاس الطوفان. فى فطورة.
٧ - آل عطاالله: رئيسهم حريجة. فى أم عجينة.
٨ - المطول: رئيسهم طلاس الشاهين. فى زطي.
٧ - الجوابر: الظاهر ان (آل جويبر) هم الاصل. ومرّ بحثهم. ويسكنون ناحية الخضر فى مقاطعة البديري، والباب، والصبية، وأم الحنطة، والجزيرة، ومويلحة، والفارسية، ونشعة. ورؤساؤهم فهد الحاجم ورحيم الحاج صفر وعزاوي آل الحاج محمد ومنشد آل وناس.
والمشهور ان الجوابر والزياد والتوبة من (أولاد مبارك) من عنزة كما ذكرنا ذلك فى الزياد. والظاهر ان الاتفاق جعلهم من بني حجيم باعتبار الموطن وقل أن نرى فى أنحاء الفرات عشيرة الا ومختلطة بغيرها. والحروب المتوالية فى المنتفق أدت الى هذا الاختلاط. وعدها صاحب (سياحتنامهءحدود) من العشائر الملحقة بالمنتفق ولم ينسبها الى أصل معروف.
وفرقها: ١ - آل حسان. الرؤساء. يسكنون فى مويحة.
٢ - الشريدات. يرأسهم تركي آل فهد وبهاض آل علك. فى مويحة.
٣ - آل محيفيظ. رئيسهم مسير آل حربي وكان قبله زليف آل حربي رئيسا. فى البديري.
٤ - آل منيهل. يرأسهم خضر آل رزن وعبد آل بلادي فى الصبّة.
٥ - البو ريشة. رئيسهم مرهج آل عباس. فى ام الحنطة.
٦ - آل شجي. رئيسهم عبد آل مريان العلي. فى حريرة.
٧ - البو شطيط. رئيسهم منشد آل مطر. فى نشعة.
٨ - النويصرات. رئيسهم عطية آل معني. فى حريرة.
٨ - آل زياد: عشيرة كبيرة. ومنها فى المنتفق وقد مرّ ذكرها. وترجع الى الرولة من عنزة. وكثرتها فى قضاء السماوة. ومنها فى مواطن أخرى من لواء الديوانية. وعدادها فى بني حجيم. ونخوتها (أولاد مبارك) . وكذا التوبة، والجوابر (أولاد مبارك) ورئيسهم العام فى السماوة بريد آل جميل. وتوفي، فخلفه اخوه فهد آل جميل والحاج ناجي.
ويتفرعون فى انحاء السماوة الى: ١ - البو حمد. الرؤساء. ويسكنون فى ذاجرة.
٢ - آل عصيدة. يرأسهم فالح بن خاشي (خاجي) آل خلاوي ورحمة الخلفة وهلاسة. ومنازلهم فى (عين صيد) . والفرقة مشتقة منها. وهذه افخاذها: البو كنجي، والبو راشد، والبو زغيري، وآل شاوي، والبو نصيف. ومنهم فى انحاء الشامية. يسكنون أراضى الكطعة والخمس. رئيسهم مجلي آل هنيد.
٣ - الدراوشة. يرأسهم حسين آل جفات وهداد المجرم. وهم فى ذاجرة.
٤ - البولحه (لحى) رئيسهم لكطان آل عزارة. وأراضيهم الصقلاوية.
٥ - آل اديّم. رئيسهم سوادي ابو كحيلة فى أم العكف.
٦ - آل حسّان. يرأسهم بطاح آل جديح وراضي الرمثان فى أم العكف.
وفى الدغارة والشامية من آل زياد وهم أكثر من آل ابراهيم ويرأسهم جاسور وكرمول ابنا علوان الجحالي (١) وفرقهم: ١ - الهراوي. رئيسهم صدّام (آل فنيخر) يسكنون الوبلة والصيهودة وفروعهم: المحمد والبو سمير وآل حسوني وآل حويش.
٢ - المناذير: رئيسهم جرّي آل مريع ويسكنون التوثي وجويحة وفى ناحية الغماس. وهم: أهل معيجنة والساجت والبو ظاهر والبو هلال والبو سمرة والبو عذار. وفى الدغارة من آل زياد (الرواشدة) و(الكوام) أيضا.
٩ - البو جياش: هؤلاء يرجعون الى عبدة من شمر، ومنهم فى المنتفق. رئيسهم الحاج عجّة آل دلّي وتوفي شقيقه الحاج محمد فى ٢٩ نيسان ١٩٥٥ م وكان نائبا عن الديوانية. ونخوتهم (جمّاز)، يسكنون العوجة وهذه أراض واسعة، تفصل بين المنتفق والسماوة، وتعد من قضاء السماوة. والعرجة من أراضى المنتفق والسماوة حدها (الدراجي)، ويقيم فيها آل محسن رؤساء بني حجيم وتعد أيضا من العوجة. وهؤلاء من حيث الصيحة والموطن يعدون من بني حجيم. وفرقهم: ١ - آل جريب. رئيسهم الحاج عبد البهاض وهم فى الحجامة، والاعميّة، وذيل، وجرعة.
٢ - آل عنتر. رئيسهم حرجان آل هدّار، فى أراضي ابي رفوش.
٣ - آل حويش. يرأسهم حميّد آل سهر، وردّام الجبر ويسكنون المحجول.
٤ - آل جعيب. رئيسهم سيف آل دحّام، وهم فى المحمية. من عشائر كعب.
٥ - الحمامرة. رئيسهم الحاج عبد الخضر آل حسن. يسكنون الامتحة.
٦ - الشنابرة. يرأسهم مزيهر آل جروخي وعبيد. وهم فى السوير.
٧ - آل زويد. يرأسهم علي آل شولي ودلاخ المروح. يقيمون فى اليجة.
٨ - البو جراد. يرأسهم صدقان أبو دجّة، وأسد خان أبو دجّة.
٩ - السوالم. رئيسهم جاسم آل محمد، ومحمد السوادي. فى الحجامة.
١٠ - الربايع. رؤساؤهم توفي المرعي، وعجّة آل سوادي وعجّة الغالي. فى ربايع، وأبي فطايس.
١١ - آل نجيرس. رئيسهم حمزة الجفّال. ومواطنهم العوجة.
١٢ - الزكرديون. رئيسهم الحاج بطي آل هارون. ومواطنهم زرور.
١٣ - آل معلَى. يرأسهم محمد السعيد، وخضر آل ريس. يسكنون العمية.
١٤ - آل رفوش. رئيسهم الحاج حسين توثي. يسكنون مسيعدة.
١٥ - البو حسين. رئيسهم ضويري آل حنَون. وهم فى دوزية.
١٦ - آل حمود. رئيسهم الحاج ناجي. وهم فى دوزية.
١٧ - آل كريم. رئيسهم فعيل آل هويل.
عشائر بني مالك
(فى الديوانية) ١ - بنو زريج: تلفظ محليا (بني زريج) وفصيحها (بنو زريق) . وهى من العشائر المعروفة فى أنحاء السماوة، ونخوتها زركة (زرقاء)، ومالك (مالج)، فيرجع أصلهم الى بني مالك المعروفين من المنتفق أو ان عدادهم فى بني مالك وان ابن حزم عدَ (بني زريق) من الخزرج وكذا قال ياقوت فى معجمه: «بنو زريق قبيلة من الانصار، وهم بنو زريق بن عبد حارثة بن مالك ابن غضب بن جشم بن الخزرج» اه (١) . ومن المحتمل الاتفاق فى التسمية، وبعضهم يرجح أنهم من أقارب بدر الرميض من بني مالك المنتفق، وقال القزويني: «بنو الزرقاء هم بنو زريق قبيلة فى العراق تنسب الى بني مالك.» اه (١) ورئيس هذه القبيلة الشيخ خوام آل عبد العباس. يسكنون الرميثة فى صوب الجزيرة فى العوجة وفى الاراضى المسماة هدَام ... وعرفوا بثورتهم على الانجليز وبالثورة الاخيرة. وفى ١٦ مايس سنة ١٩٣٥م قبض على الشيخ خوّام مصابا بجروح بليغة، وكان متفقا فى حركته مع العشائر المجاورة، ساقت الحكومة جيشا عليهم، وقضت على الحركة. واستطلعت رأي الشيخ خوام عن الاسباب فأبى معتذرا واختار السكوت، فلم ألح عليه، ولا أريد احياء مثل هذه الذكريات.
وعلى كل حال لا نقطع فى أصل هذه العشيرة الا أنها من بني زريق، والمحفوظ ان رؤساءها يمتّون الى ميّاح من ربيعة، الى فرع الرؤساء على ما اتفقت عليه كلمتهم ... يقولون انهم من ميّاح من الشحمان ولم يبق من زريق سوى فخذ المراديخ، وقسم آخر من بني مالك المنتفق. وهناك عشيرة أخرى تسمى ببني زريق ابن عم جذيمة بن زهير بن ثعلبة بن سلامان من طيئ (٢) ولكن لا نعرف لها هذه النسبة ولا الاتصال.
قال القزويني: «مالك فى العراق اسم لبني زريق وآل علي والعوابد وبني حسن (الحسناء) .» اه.
ولا يبعد أن يكون بنو زريق قد دخلتهم عناصر عديدة، عاشوا مع بني مالك المنتفق
لاتنفك الامارة عن العشائر، ولا العشائر عنها فالوحدة كاملة. وان انحلال هذه الوحدة أدى الى انقراض الامارة والرئاسة العامة للعشائر. والوقائع التاريخية متصلة بالامارة والعشائر معا. كنا نفكر فى ذكر الحوادث بتوال، أو بالنظر للرؤساء وما جرى فى أيامهم. والموضوع واحد، لا يختلف فى ماهيته.
وبعد التلوّم رجَحنا أن نذكر الوقائع مقرونة بأيام الرؤساء. وبهذا نعلم تسلسل هؤلاء وعلاقتهم بعمود نسبهم، وتوالي ظهورهم، وبيان حوادث أيامهم، واعتقد ان ذلك أقرب للتفهم، وأكثر اتصالا بالعشائر. ولما كانت الوقائع مدونة فى (تاريخ العراق بين احتلالين) رجحنا أن نبين ذلك بلمحة سريعة.
١ - الحوادث الاولى: أشرنا اليها فيما سبق. وعيّنا تاريخ ورود الامراء بوجه التقريب مما اعتقدنا أنه الجدير بالاخذ، أوردنا النصوص بأن هؤلاء من الشريف أحمد وأولاده أو أولاد عمه (١) .
رجحنا أن يكون مانع وابنه راشد وآباؤهما وأجدادهما متحدرين ممن سلف من آبائهم وأجدادهم. انتزعت الدولة العثمانية البصرة منهم، فكانت تحارب المنتفق فتنتصر مرة، وتخذل أخرى. دام الجدال أمدا طويلا.
٢ - الشيخ راشد بن مغامس: أول وقائعه تبدأ من تاريخ الاستيلاء على بغداد من العثمانيين سنة ٩٤١ هـ - ١٥٣١م فأبدى راشد الطاعة للعثمانيين. وفى سنة ٩٤٥هـ - ١٥٣٨م قدم الطاعة والاذعان وأظهر الانقياد، فأرسل ابنه مانعا يصحبه وزيره المسمى محمدا لتقديم فروض الطاعة للدولة (٢) .
وفى سنة ٩٥٣هـ - ١٥٤٦م استولى العثمانيون على البصرة. وجدوا هؤلاء حجر عثرة فى طريق آمالهم نحو الهند، ونحو الاتصال بمصر فقضوا على هذه الامارة. والمسموع ان هؤلاء من الراشد من شمر اخوان الرشيد امراء حائل فى نجد. وليس لدينا ما يؤيد ذلك بل قامت الادلة على بطلان هذا الرأي واستبعاده للشقة الفاصلة، وتفاوت الزمن. وان وجود عشيرة ضياغم فى التاريخ لا يعين ان هؤلاء منهم (١) .
رأينا فى حوادث الاحساء ان راشد بن مغامس رئيس آل شبيب كان سنة ١٠٨٠هـ - ١٦٦٩م فى حالة حرب وقعت بينه وبين بني خالد الذين استولوا على الاحساء. ومن هذا علمنا انهم شبيبيون ولم يكونوا ضياغم وقتل راشد فى أنحاء الاحساء (٢) . ومنه تكون فخذ الراشد. ونرى قبل هذا التاريخ حروب الجلايرية واستيلاءهم على البصرة. واعتقد انها انتزعت منهم، فلم تنفك الحروب، ولا انتهى النزاع على البصرة وهكذا استمروا حين رأوا ضعف هذه الامارة (الجلايرية) وانقراضها فعادوا الى البصرة حتى انتزعها العثمانيون منهم.
وفى حوادث سنة ١٠٧٨هـ كان لآل شبيب رئيس آخر اسمه عثمان ابن اخي محمد بن راشد بن مغامس المذكور وعرف بعمه الآنف الذكر. جاء عثمان لمناصرة الدولة العثمانية طالبا الامان. وكذا ورد ابن عمه (عبيد) مزاحما له فى الرئاسة، فتقاتلوا ببغداد، فخر (عبيد) صريعا، وهرب أعوانه الذين جاؤا معه (٣) . ومن عثمان تكوّن فخذ (العثمان) .
وفى (كلشن خلفا) ان الجيش سار من بغداد، فوصل الى العرجاء (العرجة) . ومن ثم وافى اليه شيخ المنتفق عثمان ومعه نحو ألف من الفرسان والمشاة لمساعدة الوالي. ذلك ما دعا ان يلطفه الوزير وينعم عليه، ويكبر ما قام به (١) .
والشيخ عثمان ورد فى عمود آل شبيب. وان عم عثمان هو محمد بن راشد بن مغامس ين مانع ين راشد بن مغامس. ومن ثم نعلم تكوّن فخذ الراشد وفخذ العثمان والمحفوظ ان عثمان بن شبيب. وقولهم ان شبيب يراد به النسبة الاصلية الى جد أعلى. ومن هنا نشاهد الغلط فى المحفوظ كما نقول ابن سعود فلا يراد به الأب المباشر بل جد أعلى. ومثله ابن حسان. والمسموع ان راشدا هو ابن مغامس بن راشد بن بدر المعروف ب (أبي صرعة) لشجاعته.
والملحوظ اننا نعلم يقينا أن الشرفاء كانوا حاولوا اخضاع نجد لجهتهم، فلا علاقة لهؤلاء بأمراء المدينة، وان الشريف حسن بن نمي الذى ينتسبون اليه جاء اسمه فى تاريخ (عنوان المجد) (٢) . وهل هؤلاء من ذريته وانهم ممن جاء العراق؟ ومن هذا علمنا تكون بعض الافخاذ من الشبيبيين من العثمان، والراشد، والعلي، والنجرس، والصكر (الصقر) .
٣ - الشيخ مانع بن راشد: وهذا أخو عثمان. وتفرعت منه فروع كثيرة. وفى أيامه نال المنتفق قدرة وعظمة. والقصة مع الموالي تعزى اليه فى ابداء المولى أمير الحويزة ما عنده من مال، وابداء هذا رجاله. ومنهم من ينسبها الى شبيب مع أمير الحويزة.
وأعقب مانع محمدا ومنه تكونت فروع عديدة توالت فى الرئاسة. ومن فروعه (الروضان) . و(السعدون) ومن ثم صار يعرف أمراء المنتفق ب (السعدون) . واستمروا فى الرئاسة الى آخر أيامهم ولا يزالون. و(آل محمد) عرفوا مدة بهذا الفخذ.
ومانع استولى على البصرة سنة ١١٠٦هـ. استفاد من خلل الادارة. وممن ساعده فى الفتح أمير الحويزة المشعشع. ثم ان أمير الحويزة حسن له أن يقوم هو بامارة البصرة على ان يعطيه نصف خراجها. فوافق الا أن الشاه لم يرض بفعلة أمير الحويزة. وبعد مخابرات اضطر الى تسليمها الى العثمانيين سنة ١١١٢هـ.
وتوفي الشيخ مانع سنة ١١١٥هـ.
٤ - الشيخ مغامس بن مانع: ثم ولي امارة المنتفق. ونعته صاحب (قويم الفرج بعد الشدة) بأنه كان مثل أبيه فى شجاعته واقدامه، ولكنه زاد عليه بخدعته ومكره. يكاد بسحره ينزل قوس السماء الى الارض. وكان والي البصرة نصبه شيخا مكان والده وألبسه الخلعة، ففى سنة ١١١٥هـ ضبط البصرة، وبقيت بيده الى سنة ١١٢٠هـ.
وفى خلال حكمه البصرة فى ٧ تشرين الثاني سنة ١٧٠٥م (١١١٧هـ) كانت سفن هولاندة راسية فى شط العرب، فحضر اليه ربانها وهو بطرس (بتر) مع الاب يوحنا فالتمس الربان منه عقد اتفاق بينهم وبين العرب، فانعم عليه بما أراد مما يتعلق بشؤون الشركة التجارية. واغتنم الأب الفرصة فالتمس أن يصدر له الامر بحماية الكنيسة وداره التي يقيم فيها. وفى ٩ منه قدم هؤلاء مذكرتيهما بواسطة عبد اللطيف الى الامير مغامس، فعهد الى قاضيه الشيخ سلمان بتصديقهما تصديقا شرعيا. وفى ١٢ منه أرسل بالبراءتين اليهما (١) .
وفى أيام الوزير حسن باشا جرت حروب طاحنة توالت فيها النجدات. وبين العشائر التى انتصرت للشيخ مغامس السراج، وزبيد، وميّاح، وبنوخالد، وغزية وشمر ... دامت الحرب الى ١٩ شهر رمضان سنة ١١٢٠هـ. وفى أثناء المعركة قتل الشيخ (تركي) شيخ الاجود وكان عضد الشيخ مغامس. فتأثر عليه. ذلك مما أدى الى انسحابه. لأن الشيخ تركيا كان شوكتهم، وبموته انكسروا. وفخذ المغامس يتصل به.
٥ - الشيخ سعدون كان أعقب مانع ولدا آخر اسمه محمد. وهذا أعقب ابنه سعدونا فتكون السعدون ومن ابنه الآخر (عبد الله) تكوّن (آل محمد)، ومن ابنه الثالث عبد المنعم تولد (الروضان) من روضان بن عبد المنعم.
تولى الامارة بعد مغامس الشيخ سعدون وأولاده، وبعض (آل محمد) . وجاء فى حديقة الزوراء فى أخبار الوزراء: أنه قتل سنة ١١٥١هـ وقيل فى تاريخ وفاته غير ذلك! ٢) . فكانوا الى أيام المماليك بين قوة فائقة وضعف بل لم تتمكن الدولة منهم الا أيام الوزير حسن باشا.
٦ - الشيخ بندر: ولي مشيخة المنتفق الشيخ بندر. وهذا من فرقة (العزيز)، ودامت امارته على المنتفق الى سنة ١١٦٤هـ.
٧ - الشيخ عبد الله: هو ابن محمد بن مانع. وفى سنة ١١٨٢ هـ كان لشيخ المنتفق واقعة ذكرت فى تاريخ العراق بين احتلالين أيام عمر باشا. وبسببها قتل عبد الله بك الشاوي (١) .
٨ - الشيخ ثامر: جرت له حوادث سنة ١١٨٨ هـ، وقتل فى واقعة الخزاعل سنة ١١٩٣ هـ. وهو ابن الشيخ سعدون.
٩ - ثويني شيخ المنتفق: فى سنة ١٢٠١ هـ ذهب سليمان بك الشاوي لعقد اتفاق مع الشيخ ثويني ابن عبد الله، وحمد الحمود شيخ الخزاعل، فضبطوا البصرة. وفى (لغة العرب) ان ثويني استولى على البصرة فى أيار سنة ١٧٨٧م (سنة ١٢٠٢هـ) . وفى رحلة (توماس هويل) البريطاني ان الشيخ ثويني احتل البصرة بدون مقاومة ولم يتجاوز على مال أحد ولا أضر بأحد من الاهلين. ولا أخذ منهم غرامة حربية. فبعد ان احتلها بنحو نصف ساعة عادت الامور الى مجراها الطبيعي.
١٠ - الشيخ حمود بن ثامر السعدون: مال الى الوزير سليمان باشا، فذهب الوزير بنفسه وحارب الشيخ ثويني العبد الله ومن معه، فانتصر واستعاد الوالي البصرة فى آب سنة ١٧٨٧م. اتخذ الخلاف فرصة، فربح المعركة ومنح الوزير الشيخ حمودا امارة المنتفق، وأبدل شيخ الخزاعل بمحسن الحمد. فتم له الامر. ثم اضطرت الدولة الى اعادة ثويني سنة ١٢٠٥هـ. وهكذا تناوبوا الرئاسة. وفى سنة ١٢١١هـ بأمل حرب ابن سعود عزل حمود أيضا وأعيد ثويني.
١١ - الشيخ ثويني: عادت المشيخة اليه بسبب حوادث ابن سعود سنة ١٢١١هـ. وفى سنة ١٢١٢هـ توفي قتيلا فى حربه لابن سعود.
١٢ - الشيخ حمود الثامر: عاد للمشيخة بعد وفاة ثويني وهو حمود بن ثامر السعدون. وفى سنة ١٢٤٢هـ عزل الشيخ حمود ونصب مكانه الشيخ عجيل (عقيل) بن محمد ابن ثامر.
١٣ - الشيخ عجيل: وهو اخو سعدة. ولي الامارة سنة ١٢٤٢هـ وبعد معركة القي القبض على حمود الثامر. وبعد خمس سنوات أي سنة ١٢٤٧هـ توفي فى بغداد. وعجيل هذا ابن اخي الشيخ حمود. وتبدلت أحوال بغداد، فانقرضت ادارة المماليك.
والملحوظ انه فى عهد المماليك كانت فى الاغلب الرئاسة على المنتفق فى السعدون. وان أمراءهم لم يذعنوا للسلطة من كل وجه. وانما كانوا يغتنمون الفرص للقيام بين حين وآخر الا انه لم يتم لهم الاستيلاء على البصرة طويلا. وفى أيام صادق خان الزند أبلوا البلاء الحسن، ودمروا جيش الخان. وعلى ما بينه الاستاذ سليمان فائق انهم لم يذعنوا لدولة المماليك الا أيام سليمان باشا الكبير. ولعل شواغل الحكومة، أو ارتباك أمرها مما دعا أن يتحاشوا عن مقارعة المنتفق. وربما مالوا اليهم ميلة عظيمة فى حرب ابن سعود وفى غيرها.
وكان الشيخ حمود يلقب ب (سلطان البر) . وفى أيامه توسعت سلطة المنتفق كثيرا الا ان داود باشا تمكن أن يجلب لجهته الشيخ عجيلا فقضى على امارة الشيخ حمود، ولكن حدثت غوائل أخرى صدته من التدخل أكثر (١) .
وفى ٨ ربيع الآخر سنة ١٢٤٧هـ - ١٨٣١م انقرضت حكومة المماليك فتنفس أمراء المنتفق الصعداء. وكذا أيام علي رضا باشا اللاز.
وامارة المنتفق دامت فى هدوء الى سنة ١٢٦٥هـ - ١٨٤٩م آخر أيام الوزير محمد نجيب باشا بل الى أيام (عبدي باشا) . راعوا سياسة الهدوء. وفى خلال هذه المدة قضى الوزراء على بعض الامارات مثل العمادية وامارة رواندز وبابان والجليليين.
أمراء المنتفق الآخرون
كان أمير المنتفق عجيل السعدون، فخلفه صالح العيسى من السعدون أيضا وكان باني (قلعة صالح) سنة ١٢٦٩هـ - ١٨٥٢م وكان أمير المنتفق أيام نامق باشا. وهو ابن عيسى الحريق. وعيسى هذا توفي حرقا سنة ١٢٥٩هـ - ١٨٤٣م وهو ابن محمد بن ثامر السعدون وبعده ولي ناصر باشا ابن راشد بن ثامر السعدون.
ثم ان الدولة أرادت القاء بذور الفتن، وتشويش الحالة للتدخل، فصارت تتساهل مع بعضهم مرة، وتلتزم الشدة أخرى. وراعت فى الضرائب طريق الالتزام واتخذته وسيلة. وفى كل مرة تنزع قسما من المنتفق، وتوسعه أخرى. وهكذا أخرجت من نطاقها قطعات عديدة بأمل أن تقلل النفوذ والسلطة فانتزعت منها عشائر كثيرة.
وفى كل هذه عزمت الدولة على القضاء على هذه الامارة مهما كلفها الامر الا انها متى شعرت بالخطر بدلت الوزير أو ركنت الى سياسة أخرى ونسبت الحادث الى خرق الوالي الذى لم يتحرك من تلقاء نفسه. وذلك خشية الغائلة أو توقع نتائج غير مرضية. أرادت الدولة أن تكون ديارهم خالصة لها. وكاد ينجح الوالي رشيد باشا الكوزلكلي فى مهمته التى أشبعها درسا لولا انه عاجلته المنية وحالت دون تحقق آماله.
كان قرب المعارضين، واستغل المناوئين، وتعرف للحالة منهم، وسلطهم. كما انه لم يفاجىء فى تغيير الوضع. وانما فصل قضاء السماوة وتوابعه بعشائره، عن سلطة المنتفق، والحقة بالحلة فى الالتزام الذى أجراه بأمل فل القوة. ولم يخف هذا على أحد. فاتفق الشيخ ناصر مع الرؤساء الآخرين فحارب مرات عديدة، وانتصر انتصارا باهرا، فكاد يتغلب.
وفى الحرب الاخرى انتصر الجيش وبقي مرابطا فى سوق الشيوخ. ورفع ما كان يستوفيه أمراء المنتفق باسم (جيوشية) . وهى أشبه برسوم الكمرك الا أنها ليست لها حدود معينة أو مقاييس ثابتة. ولم تتحقق آماله، فعالجته المنية، ولم تعرف نواياه الا ان الغرض القضاء على السلطة العشائرية فحبطت مساعيه. ومن حين استولى على سوق الشيوخ فى ١٤ شعبان سنة ١٢٧٢هـ - ١٨٥٦م عينت الحكومة قائممقاما (متصرفا) حسين باشا من أمراء الجيش، ومدرسا ومفتيا السيد داود السعدي (١) وكان عزمها أن تجعل تشكيلاته تشكيلات لواء.
وبعد وفاته كانت الدولة فى اضطراب داخلا وخارجا، فلم تستطع أن تمضي على خطة ثابتة. وانما تعمل بما يوحي اليها وضعها. فجاء السردار الاكرم عمر باشا. لاكمال ما قام به سابقه من أعمال. فلم تظهر الاوضاع الا متخالفة فى طريق السياسة. فلم يستطع أن يحصل على ما أراد لضيق فى ماليته، أو انشغال بال دولته بأمور أهم.
جاء الوالي السردار الاكرم عمر باشا فى ٥ رجب سنة ١٢٧٤هـ - ١٨٥٧م. ومن حين وروده نقض ما ابرمه سابقه لتبدل رأي الدولة فعوّل على شجاعته، وقوة سلاح دولته، فاستهان بالمنتفق، وعد نفسه قادرا على اخضاعها متى شاء، فالغى سوق الشيوخ، فلم يتخذه مقرا للجيوش. ولا شك ان السياسة المكتومة لم تظهر لرجال الدولة فى بغداد ما عدا الوزير. فأعاد لشيوخ المنتفق سلطتهم وسحب جيشه. ولا ريب ان لضعف الدولة دخلا فلا تريد أن تعرض نفسها الى الخطر، عهد بقائممقامية اللواء الى الشيخ منصور السعدون سنة ١٢٧٦هـ - ١٨٥٩م بطريق الالتزام من جراء انها كانت تستفيد من الالتزام أكثر مما لو كانت تدير رأسا هذه المواطن (٢) .
وفى سنة ١٢٧٧هـ - ١٨٦٠م ولي توفيق باشا بغداد. فجرت فى أيامه المزايدة بين الراغبين فى المشيخة وهم الشيخ منصور، والشيخ بندر الناصر الثامر، فأسندت الى الاخير منهما فى ٢٠ شوال سنة ١٢٧٧هـ - ١٨٦١م ببدل سنوي قدره (٤٩٠٠) كيس. والكيس ٥٠٠ قرش.
وفى وزارة نامق باشا للمرة الثانية كان يظن أن قد حان الوقت لالغاء المشيخة، فأراد أن يقتطع أولا بعض الاماكن ليقلل السلطة، ويحصر دائرة النفوذ فى نطاق محدود. جاراه الشيخ منصور بك بل حسَن له أن يلغي المشيخة رأسا وبلا تمهيد. وكان الشيخ منصور من أعضاء المجلس الكبير ببغداد (١) . فأبدى أن لا حاجة الى اقتطاع بعض المواطن، وأوضح أنه اذا نصبته الدولة قائممقاما (متصرفا) جعل المنتفق كلها تابعة للدولة.
قبل الوالي هذا الرأي، والغى المشيخة فأسند اليه القائممقامية فى سلخ جمادى الاولى سنة ١٢٨٠هـ - ١٨٦٣م. ولما كان لا يعرف اللغة التركية جيدا، وليست له دربة على الادارة جعلت الدولة بصحبته الاستاذ سليمان فائق وكان من الكتاب المجيدين. وكان قائممقام خانقين. وأودعت اليه مهمة (محاسب اللواء) ليطلع حكومته على ما يجري.
وكان فى ذلك الوقت الشيخ ناصر والشيخ بندر فى بغداد. الا ان هذا الاخير توفي فى اليوم التالي من تعيين الشيخ منصور، أما الشيخ ناصر فانه ثار فى وجه أخيه وأشاع اشاعات من شأنها أن تثير الاهلين، وتحرضهم على القيام على الدولة. فعارض أمر القائممقامية. وكان قطع بأن هذه الفتن كلها جرت فى الخفاء على يد الاستاذ سليمان فائق، وعده أصل القلاقل فى المنتفق، والتزم قتله، فلم يوفق لما جاء تفصيل ذلك فى تاريخ العراق.
وعلى كل عارضوا بتحول المشيخة الى قائممقامية واعلنوا العصيان ونهبوا المؤن المرسلة من لواء الحلة الى البصرة نهرا. وهي المرتبات الحجازية. ولم يكتفوا بهذا وانما قطعوا الخطوط البرقية بين بغداد والحلة وكان تمديدها من زمن قريب بقصد أن يعظموا الامر فى عين الدولة. بقي المحاسب ثلاثة أشهر غير مسموح له بالخروج وان كان معززا فى الظاهر. ثم أذنوا له بالعودة وان ادارة القائممقامية لم تطل أكثر من شهرين فثارت الزعازع.
أما نامق باشا فانه بعد المشاورة قرر لزوم اصلاحهم بالقوة. وأثناء مداولة المجلس المنعقد من الملكيين والعسكريين وردت برقية من (القيادة العامة) توصي بالتأهب واستكمال العدة قبل الاقدام على الحرب، وان ينتظر اشعار آخر.
ذلك ما دعا الوالي ان يعيد المشيخة. نقل ذلك الاستاذ سليمان فائق عن (محمد أمين اقندي كاتب العربية) وكان قد عهدت اليه مهمة (باب المشايخ) (١) . فاسندت المشيخة الى الشيخ فهد العلي الثامر سنة ١٢٨٠هـ - ١٨٦٣م بموجب شرطنامهء كتبت باللغة العربية.
وفى أيام تقي الدين باشا ندد الاستاذ ببقاء الحالة. وبين أن اعادة المشيخة على حالها لا يأتلف وسلطة الدولة، وأظهر لزوم توسيع سلطة الدولة وتقويتها، فملأ الجرائد والصحف باستنبول من التنديد بأمور المنتفق، ودعا الى لزوم القضاء على امارتهم، وذكر قسوتهم وظلمهم الى آخر ما قال. ولكن هذا الوزير ابقى المشيخة كما كانت، وأقرها على حالها.
اضطراب وتجربة
ثم ولي بغداد مدحت باشا، سنة ١٢٨٦هـ - ١٨٦٤م. وكانت امارة المنتفق شغل الدولة الشاغل، وهذا الوالي علم أن الاستاذ سليمان فائق من العارفين بأمور المنتفق، فطلبه ببرقية من البصرة، لاستطلاع الحالة، فجاء مسرعا.
بسط الحالة للوالي. فأجابه عن كل ما سأل. وفى هذه الايام اوشكت مدة الالتزام أن تنتهي، فدعا الوالي ناصر باشا الى بغداد للمزايدة فاعتذر وطلب الامهال الى أن تنتهي المدة. فعاد الاستاذ الى البصرة. فانقضت مدة الالتزام، واجريت التشكيلات الجديدة فى البصرة، ثم دعي الاستاذ سليمان فائق الى بغداد، وفى خلال تأخر ناصر باشا تمكن الاستاذ من الاتصال بفهد بك ولازمه، وأقنعه بأن تترك بعض المواطن وتعطى المنتفق ببدلاتها السابقة لا أكثر ...
هذه نوايا الحكومة، وآمالها ظهرت على لسان متصرفها ...
جاء ناصر باشا الى بغداد فى ٢١ ربيع الاول سنة ١٢٨٦هـ - ١٨٦١م، وواجه مدحت باشا فقال له هل ترغب فى التزامها بالبدل السابق بعد أن تترك بعض المواقع. وهى: ١ - المدينة. ناحية من نواحي القرنة.
٢ - جزائر البصرة.
فاستمهل للاجابة.
فاضطربت افكاره، وصار يضرب أخماسا لاسداد ... وكان وضعه حرجا، لا سيما وان فهد بك بالمرصاد ويخشى منه ان يقبل بالشروط أو بما يوافق أكثر.
أما الوالي فقد كانت مقدرته عظيمة، كان يأخذ الفكرة، ولم يبد خطة الحكومة ومرادها، ولم يعتمد على الاستاذ سليمان فائق ولا على غيره لا انه كان يراجع ما يورد من الآراء، وهو سائر على خطة..!! وكانت نتائج المفاوضة أن تمكن ناصر باشا من اقناع الوالي تأييدا لرغبته فى أن يجعل المنتفق (لواء) وان يكون متصرفه ويقوم بما يطلب منه ... وبذلك وافق الوالي وأعلن رغبة الدولة. وذهبت المساعي الاخرى هباء. وكان الاستاذ سليمان فائق يريد أن تكون خالصة للدولة رأسا فلم يوافقه هذا الحل وعد التدبير قد فشل. ولكن الوالي أراد ارضاء ناصر باشا وان يجعله طوع ارادته منفذا لآماله ... ! ولم يكن هذا من نوع التدبير السابق أو عينه ليكون فاشلا.
أعلن ذلك معاون الوالي. وقال الاستاذ سليمان فائق. ذهبت المذاكرات بيني وبين الوالي سدى بهمة من رائف معاون الوالي، ووساطة من اليهودى عزرة الصراف الذى ندد بهما الاستاذ كثيرا، فأحيلت متصرفية المنتفق، لعهدة ناصر باشا لصداقته واخلاصه ... !!
وفى هذه التجربة لم ير بدا من الاذعان، ووافق على بناء حاضرة اللواء فى تلك الانحاء، ورأى أن لاطائل وراء معاكسة الدولة، والاقارب فى تزاحم ونضال على الرئاسة ... فاذا قبل غيره خسر الصفقة ... وفى ٢ جمادى الاولى من سنة ١٢٨٦هـ سار الى المنتفق، وعين عبد الرحمن بك قائممقام الهندية معاونا له، وعبد الباقي الألوسي نائبا، والحاج سعيدا محاسبا وكان من موظفي محاسبة الالوية ...
عاد ناصر باشا الى المنتفق لاجراء التشكيلات، فوصل، ولا يزال فى غبار سفره، وقبل أن يؤسس الادارة فيها اذ كلفه الوزير ببعض الامور العشائرية ... فاشتعلت نيران الفتنة وكثرت (حروب عفك والدغارة) .
دعاه الوالي بنفسه فجاء بمقدار كبير من العشائر الخيالة، فكانوا فى صحبته فقام بالمهمة الى أن تمت الغائلة فشكر الوزير خدماته.
أوضحنا ذلك فى تاريخ العراق بين احتلالين. وكانت آمال الوزير استغلال مسالمة المنتفق لبناء الناصرية ولاغراض مهمة قام بها ومن أهمها حادث الاحساء. ولعل لبناء الناصرية الاثر الفعال للقضاء على امارة المنتفق.. فكانت أعمال الوزير موفقة وتستحق كل اكبار من دولته. قرَب ناصر باشا وارضاه واستغله لاموره الاخرى. ولكن سخط الدولة عليه دعا أن تفسر فى غير ما هو صالح لها..
وان ناصر باشا لم ير بدا من تنفيذ رغبات الوالي فبنى بلد (الناصرية) باسمه فى سنة ١٢٨٦هـ - ١٨٦٩م. وبذلك ألغى فعلا امارة المنتفق بتأسيس هذه المدينة فصارت مركز اللواء، وكانت مقدمة الاستبلاء على هذه الامارة.
انقراض امارة المنتفق
اتخذ العثمانيون تدابير جمّة للقضاء على الامارات داخل العراق لما ازعجتها بأوضاعها وبأمل أن تكون الدولة صاحبة الامر. ولم يكن القضاء على امارة المنتفق بالامر السهل. واذا تم فى وقت عاد فى آخر.
ولعل أهم سبب ان هذه الامارة فقدت الوحدة، وان الاذعان اختل ووسائل الاحتفاظ بالوحدة زالت. لتوالي الحروب، ولطموح الرؤساء وتنازعهم الزعامة فتعددت الكفاءة فيهم. وان رجال العشائر انهكتهم القسوة من الحكومة لما رأوا من التزام وارهاق فيه اضطر الكثير الى هجر أوطانهم والميل الى ايران أو الى الانحاء الاخرى المجاورة.
ساقت الدولة قوة على المنتفق للقضاء على الامارة. ولو لم تسق لكانت النتيجة واحدة الا ان الجيش عجل بالمهمة. وكان ركون الدولة الى ذلك استعانة بالاسلحة الجديدة التى لا تطيق العشائر صبرا على تحمل نيرانها. يضاف الى هذه النزاع على المشيخة والمزايدات فى الالتزام واختلال أمره حتى أدى الى سوء الحالة. فالعشائر لا تطيق ارضاء الامارة، ولاتتمكن من سد نهم الحكومة، فتولدت المصيبة وتحملتها العشائر على مضض. وربما كانت السبب الرئيسي في هذا الانقراض.
وأول ما فعلته الحكومة أن جعلت كل عشيرة مسؤولة رأسا نحوها في حاصلاتها. فأرادت أن تقوي منزلتها من نفوس الاهلين، فتساهلت. وهكذا كان بناء الناصرية عاملا مهما فى اتخاذ مركز للدولة في وسط اللواء للتسلط على العشائر. والحالة تنطق بالوضع أكثر من مئات المؤلفات الا أن الحوادث تعين على الحل الصحيح.
ويهمنا بيان ان انقراض الامارة مسبب من الدولة. اتخذت جملة تدابير للقضاء عليها، فأدى الامر الى بذل جهود عديدة بلا جدوى. لحد أن الدولة كادت تظهر العجز مع أنها استخدمت أكابر رجالها للمهمة فلم تكن مثل بابان، ولا العمادية، ولاغيرهما.
حدثت الواقعة سنة ١٢٩٧ هـ - ١٨٨٠ م. وكانت تقدمت العشائر وجعلت أمامها نحو الفين أو ثلاثة آلاف من الابل. وكان الموسم أواخر الصيف.
وصرت آذانها بالزفت وركبها بعض الفدائية فساقوها على الجيش وهجموا عليه. وكانوا حملوا الابل رملا، وصاروا يذرونه ليشوشوا الهدف.
وكان رئيس الفيلق السادس عزت باشا قد باشر القتال بنفسه وكان موقفه خطرا جدا وصار يحرض على القتال وأبدى الضباط بسالة فائقة ونيران المدفعية أصابت الاهداف وتمكنت فأضرت ...
وكانت العشائر تعاهدت على الدوام على الحرب، فأزعجت البصرة ليلا ونهارا تطلق البنادق وتشعل نيران الحروب. انتصر الجيش على العشائر بعد ان أبلى البلاء المشهود.
وجرت الواقعة في أنحاء الحي في مقاطعة أم الشعير. وهذه المقاطعة في تصرف الشيخ عبد الله الياسين رئيس عشائر مياح.
وكانت قوة العشائر تتجاوز العشرة آلاف مقاتل. وكانت الدولة في ريب من أمرها. ولا مجال لتفصيل ما جرى (١) . ومن الاغاني الشائعة آنئذ: فالح يغرنوكك طاسه وخذوها اروام بيش أحلب النوكك ومعناها يا فالح (هو فالح باشا السعدون وكان شابا جميلا وله رقبة طويلة كالطير المسمى بالغرنوق) أخذ الاروام طاستي فبأي اناء أحلب ناقتي. تريد انهم صاروا فقراء ...
هذا. ولا تزال بقايا رجال الامارة لها المكانة. ومنهم سعدون باشا وفخامة السيد عبد المحسن السعدون والشيخ عبد الله الفالح وعجمي باشا السعدون. اشتهروا بعد هذا الحادث وعرفوا بما لهم من مواهب حتى اليوم من رجال هذا البيت. ولا يزال محتفظا بسمعته، والوقائع الجليلة عرفت مقرونة بأمرائهم.
ومن حين انقراض الامارة بل قبل ذلك اقتطعت أماكن وانفصلت عشائر يصعب اليوم تعيينها كلها بالضبط، ولم يعد لها ذلك الذكر والصيت.
عشائر المنتفق
(فى الالوية الاخرى) وقائع المنتفق كثيرة، والتدابير المتخذة للقضاء على الامارة لا تحصى، وهذه فلّت من حدة عشائر المنتفق، وأدت الى تبعثرها ولا شك ان هذا الالحاح والتضييق ساق الى اقتطاع أقسام عديدة بعشائرها، والى نزوح أخرى الى الالوية المجاورة، والى الانحاء البعيدة مثل الحويزة وما والاها. ليكونوا بمأمن من عوائل الدولة وعواديها.
١ - في لواء البصرة من عشائر بني مالك من مال الى البصرة أو اقتطع لقضاء القرنة. فان (عشائر المدينة) مثل الصيامر والعوابد وآل علي وآل بدران والحيادر وعشائر أخرى من بني مالك أو ملحقة بهم، و(عشائر السويب) من مالك والسعد والحلاف وبني منصور وما والاها من نواحي القرنة. وعشائر الهارثة من نواحي البصرة ومن الحلاف وبدران وغيرها من عشائر المنتفق. وهكذا مالت عشائر أخرى الى الغرس فتعهدت الفلاحة والتعابة فصارت من أهل القرى. ومنها من مال الى نفس البصرة فتركوا الارياف. وتكونت منهم أسرات معروفة.
٢ - في لواء العمارة كان القسم الكبير من هذا اللواء مقتطعا من المنتفق، وان (قلعة صالح) من بناء أحد شيوخهم كما ان من عشائر المنتفق في هذا اللواء (العيسى)، و(البزون)، و(آل مريان) من بني سعيد، و(آل ازيرج)، و(السواعد) ... وقسم كبير من البو محمد من بني مالك، وقد سبق بيانها. والحوادث التاريخية مشعرة بما يؤيد.
٣ - في لواء الديوانية في هذا اللواء عشائر عديدة من المنتفق، وان السماوة مقتطعة منه. وعشائره امتدت الى أنحاء اللواء واختلطت بغيرها. وصلة هذه العشائر بالمنتفق لا تزال محفوظة. وتكونت منهم عشائر كبيرة.
١ - بنو حجيم من العشائر الكبيرة. انفصلت من أمد بعيد، وتفرعت كثيرا وتكونت منها مجموعات أو عشائر، منها بنو حجيم تساكن البدير (عشائر العراق ج٣ ص١٣٩) . ومنها ما هو منتشر باسماء جديدة، أو باسمها الاصلى ولا يزال آل محسن فى أنحاء الناصرية وكانوا رؤساء بني حجيم. وينتسبون كما يقولون الى بني العباس، والآن ضعفت هذه الرئاسة ولا تزال مكانتهم الاجتماعية معروفة. يسكنون فى الدخية والمكاد والدراجي التابعة لناحية البطحة ومنهم الصبحة والمشاعلة والبو جاولّي والمطر والبو شويل والبو نصير.
ويصعب تعيين أصل بني حجيم. ولعل العارفين يقدمون ما عندهم. وان كانوا يعدون من المنتفق. ولم يعدوا فى الاثلاث من مدة. والشائع انهم من عنزة. والظاهر انهم اختلطوا بهم. وصحيح تلفظهم (بنو حكيم) .
قال البسام: «المؤملون ولا تأميل طالب الغيم. وهم ساكنون بين السماوة وديرة المنتفق فرسانهم خمسمائة خيال والفا سقماني.» اه ومن عشائرهم: ١ - الاعاجيب: من عشائر السماوة المعروفة. نخوتهم (جمّاز) . يسكنون الرميثة على شط (الفرات)، وعلى شط الرميثة فى أراضى دياحم، والبازول، والمنيثر، والسدرة والجمجة. فالسدرة وهى سدرة الاعاجيب حد ما بين الخزاعل والمنتفق، وهى ضمن الاراضى المسماة ب (العوجة) وتدخل فيها أراضى بني حجيم ومن رؤسائهم أبو الجيج، وتسكن المملحة والجمجة، وهى عين ملح.
وفرقهم: ١ - البوعبيد: رئيسهم الحاج سهر الحسن. وموطنه سوجة.
٢ - البو ناصر: رئيسهم علي الطشاش. يسكنون كوفة وسدرة.
وفروعهم: (١) البوناصر. فرقة الرؤساء.
(٢) العبد الواحد. رئيسهم حسين الصحو.
(٣) الزهاد. رئيسهم عليوي الموسى.
(٤) الخنفر. رئيسهم عواد الماصخ.
٣ - البو موسى: رئيسهم حسن الزغير. ويقيمون فى رجة الخزاعل.
وفروعهم: (١) السكران. رئيسهم دحام الرمل.
(٢) البلاسم. رئيسهم عبود البليط.
(٣) الحرب. رئيسهم عناد الهويني.
(٤) الدراوة. رئيسهم لوكي الغنم.
٤ - الخميس: رئيسهم سلطان الولع. يسكنون البازول. وفروعهم: (١) البو ضبع. رئيسهم جبار العلي.
(٢) العبد الواحد. رئيسهم هوب آل محمد.
(٣) السعدالله. رئيسهم رسن المقصور.
٥ - آل عبد الله: رئيسهم نصور آل محمد. ومحلهم الولع.
٦ - سلاجعة: رئيسهم لطيف الولع وهم فى الولع.
٧ - آل دبيس: رئيسهم الحاج ابراهيم. فى الرفوش.
٨ - طواورة: رئيسهم حسن أغا فى الرفوش.
٩ - البو درقى: يرأسهم عكل أبو جيج وسعدون. فى سحار، وعطشان.
١٠ - الدوتي جلة: رئيسهم جاسم المحمد. فى سحار.
١١ - الرواوشة: وقال القزويني: «الاعاجيب قبيلة فى العراق من المعادن» اه ولم يزد على ذلك.
٢ - الظوالم: رئيسهم الشيخ جياد بن شعلان ابو الجون. ونخوتهم (باشة) . يسكنون فى العوجة ما بين الابيّض والسماوة فى الرميثة. وهم من بني حجيم. ومنهم من يقول انهم حمدانيون ومنهم من قال أصلهم من شمر.
وكان رئيس الظوالم الشيخ شعلان أبو الجون. وتوفي ٢٩ - ١ - ١٩٣٠ م وكان من رجال الثورة العراقية (١) . وصار نائبا فى المجلس التأسيسي. وعرفت هذه العشيرة بالبسالة والشجاعة. وفروعها: ١ - البو حسين: (١) آل سلمان. الرؤساء. يرأسهم كامل بن غثيث الحرجان ومحمود بن ساجت آل ثويني. ومنه أخذت المعلومات فى ٢٧ كانون الثانى سنة ١٩٣٩ م ومن غيره. وأفخاذهم: ١. آل حاجم. رئيسهم كامل آل غثيث.
٢. - آل ضيدان. رئيسهم مطلك آل جياد.
٣. - آل وزيّر. رئيسهم محمود بن ساجت آل ثويني.
(٢) البو حمد. رئيسهم سوادي العجل.
(٣) آل عويف. يرأسهم سوادي السلمان وجبار الفضاض. فى أبي شريش.
(٤) البو ماجد. رئيسهم عواد الكريدي.
(٥) البو عواني. رئيسهم مطلك الجياد.
(٦) الكديشات. رئيسهم كاظم الزغيري.
(٧) البو شريش. رئيسهم فرهود الحرجان فى أبي شريش. وافخاذهم: ١. البخاترة. يرأسهم نجم العبد الله. وعلوان الجاسم.
٢. - آل حجيم. رؤساؤهم ندة الخشان وحسين الحاجم وعبد النبي البرهان.
(٨) البو شويط. وفروعهم: ١. البو غزيّل. رئيسهم مدلول العباوي.
٢. - البو عوفي. رئيسهم غاوي الحسين.
٣. - البو هيجل. رئيسهم كاظم الفلاح.
(٩) البو عبيد.
٢ - الجمعة. رئيسهم جياد بن شعلان أبو الجون. وفروعهم: (١) آل حميَد. الرؤساء. ومنهم: ١. آل شنَابة. رئيسهم حنيويت آل عبد السادة.
٢. - أبو الجون. الرؤساء.
(٢) البو حويجمة. يرأسهم علي المحداد وتوفي فى الرميثة فى ١٦ - ٥ - ١٩٥٥م وهو خال الشيخ جياد الشعلان وانفرد بالرئاسة كاظم الحاج راضي. يسكنون فى حجامة. ومنهم: ١. البو كريز. رئيسهم كاظم الحاج راضي.
٢. - البو جناني. يرأسهم علي الجياد ومسير. يسكنون فى حجامة.
٣. - البو شورد. يرأسهم راضي الرباط ومحسن.
٤. - البحر. يرأسهم جلاب الجاسم وشنان.
(٣) آل سميَح. يرأسهم عباس العود ومنشد الحمد. ومنهم: ١. البو جويعد. رئيسهم مطرود الجندي.
٢. - الحمران. أو الحمامرة. يقيمون فى أم كنكون وجويلانة.
٣. - البو علي. رئيسهم بعيد الحربي.
٤. - الحلاحلة. رئيسهم سولي الجبر. يسكنون فى حجامة.
٥. - البو بحر. رئيسهم منشد الحمد. يسكنون فى حجامة.
(٤) البو خضير. رئيسهم مجهول آل محمد. وتوفي فخلفه ابنه: ١. البو هيجل. رئيسهم راضي الطرار. يسكنون فى أبي علاوة.
٢. - السبعة. الرؤساء.
٣. - البو مويش. كشيش الكوماني.
٤. - البو كرم. رئيسهم عباس العبود.
(٥) الملحان. رئيسهم جهاد الحمادي.
ويجاورهم البو جيَاش والزيَاد.
أخذنا المعلومات عن نفس العشيرة وعن كتاب (عامان فى الفرات الاوسط) .
٣ - الصفران: من عشائر بني حجيم. يرأسهم عزارة المعجون، وكطاط الرداد. ونخوتهم (عامر) . ومساكنهم تجاه السماوة فى ناحية الخناق. وفرقهم: ١ - آل غانم. رئيسهم عزارة المعجون. ويسكنون دوب حمد.
٢ - آل عطاوة. رئيسهم فرهود الخبار. ويسكنون أم نعامة.
٣ - المومنون. يرأسهم خلف البطي، وكطامة. يسكنون فى دوب حمد.
٤ - البو رويسة. رئيسهم موسى الجبر. ويسكنون فى دوب حمد.
٥ - الفلاحات. رئيسهم رعد البرغش. ويسكنون أزرك.
٦ - الغنم. يرأسهم شاهي ومحمد الحجاري. ويسكنون المحدد.
٤ - آل توبة: من عشائر بني حجيم فى السماوة، ورؤساؤهم ديوان الحسين، وحسين الرزق. قال القزويني: «آل توبة قبيلة فى العراق من أهل السماوة فى أذناب الفرات من بني حكماء» اه أي بنو حكيم (حجيم)، والمسموع أنهم من عبدة من شمر. ويؤكد كثيرون انهم وآل زياد والجوابر (أولاد مبارك) . وينتخون به وهم من الرولة من عنزة. ويسكنون فى ناحية الخضر. وفروعهم: ١ - غواصنة.
٢ - الفضل. رئيسهم حسان. فى الوركاء.
٣ - حمادنة. رئيسهم لطيف. فى الوركاء.
٤ - عواجد. الرؤساء. ويرأسهم كواك الحسين وحسين الرزق. فى الوركاء.
٥ - الاعبس: يرأسهم شلال الدارم، وكاظم المونس. وهؤلاء من بني حجيم فى السماوة. لم يتعرض لهم القزويني فى (القبائل العراقية) . ونخوتهم (عمور) يرجعون الى عمار العبسي من القحطانيين ويسكنون فى أراضي خضر الدراجي فى ناحية الخضر التابعة للسماوة. وفرقهم: ١ - الفليح: رئيسهم راضي الرميثان، ويقيمون فى جزيرة الاعبس.
٢ - آل مونس: رئيسهم عبد المونس. ويقيمون فى الكرحة.
٣ - البو ماجد: رئيسهم فطيسة الحسن. ويقيمون فى الكرحة.
٤ - البو يونس: يرأسهم دنان المحمد وعباس المطعوج. فى خنينة.
٥ - النصير: ومنهم المحمد والزعيريين رئيسهم مزيغيل.
٦ - البو حسين.
٧ - الحفنان.
٨ - المشاعلة. مرَوا.
٩ - المومنون.
١٠ - آل عزَام.
١١ - البو جاولَي. مرَوا.
٦ - البركات: رؤساؤهم خشان الخارع، وهلال الوصف، وجعاري المسير. وهم من بني حجيم ايضا. ويسكنون فى ناحية الخناق من السماوة. وفرقهم: ١ - المحيرجة: فرقة الرؤساء. وهم فى بطن وخنفية.
٢ - البو سيحة: رئيسهم راضي الغدار. فى خنفية.
٣ - الجزيرة: رئيسهم كاطع المياه. فى خنفية.
٤ - آل عكاب: رئيسهم كردوش ومنصور. فى البو عرار.
٥ - آل حمدي: رئيسهم وسيج الشلال. فى خنفية.
٦ - الحشيش: رئيسهم ونّاس الطوفان. فى فطورة.
٧ - آل عطاالله: رئيسهم حريجة. فى أم عجينة.
٨ - المطول: رئيسهم طلاس الشاهين. فى زطي.
٧ - الجوابر: الظاهر ان (آل جويبر) هم الاصل. ومرّ بحثهم. ويسكنون ناحية الخضر فى مقاطعة البديري، والباب، والصبية، وأم الحنطة، والجزيرة، ومويلحة، والفارسية، ونشعة. ورؤساؤهم فهد الحاجم ورحيم الحاج صفر وعزاوي آل الحاج محمد ومنشد آل وناس.
والمشهور ان الجوابر والزياد والتوبة من (أولاد مبارك) من عنزة كما ذكرنا ذلك فى الزياد. والظاهر ان الاتفاق جعلهم من بني حجيم باعتبار الموطن وقل أن نرى فى أنحاء الفرات عشيرة الا ومختلطة بغيرها. والحروب المتوالية فى المنتفق أدت الى هذا الاختلاط. وعدها صاحب (سياحتنامهءحدود) من العشائر الملحقة بالمنتفق ولم ينسبها الى أصل معروف.
وفرقها: ١ - آل حسان. الرؤساء. يسكنون فى مويحة.
٢ - الشريدات. يرأسهم تركي آل فهد وبهاض آل علك. فى مويحة.
٣ - آل محيفيظ. رئيسهم مسير آل حربي وكان قبله زليف آل حربي رئيسا. فى البديري.
٤ - آل منيهل. يرأسهم خضر آل رزن وعبد آل بلادي فى الصبّة.
٥ - البو ريشة. رئيسهم مرهج آل عباس. فى ام الحنطة.
٦ - آل شجي. رئيسهم عبد آل مريان العلي. فى حريرة.
٧ - البو شطيط. رئيسهم منشد آل مطر. فى نشعة.
٨ - النويصرات. رئيسهم عطية آل معني. فى حريرة.
٨ - آل زياد: عشيرة كبيرة. ومنها فى المنتفق وقد مرّ ذكرها. وترجع الى الرولة من عنزة. وكثرتها فى قضاء السماوة. ومنها فى مواطن أخرى من لواء الديوانية. وعدادها فى بني حجيم. ونخوتها (أولاد مبارك) . وكذا التوبة، والجوابر (أولاد مبارك) ورئيسهم العام فى السماوة بريد آل جميل. وتوفي، فخلفه اخوه فهد آل جميل والحاج ناجي.
ويتفرعون فى انحاء السماوة الى: ١ - البو حمد. الرؤساء. ويسكنون فى ذاجرة.
٢ - آل عصيدة. يرأسهم فالح بن خاشي (خاجي) آل خلاوي ورحمة الخلفة وهلاسة. ومنازلهم فى (عين صيد) . والفرقة مشتقة منها. وهذه افخاذها: البو كنجي، والبو راشد، والبو زغيري، وآل شاوي، والبو نصيف. ومنهم فى انحاء الشامية. يسكنون أراضى الكطعة والخمس. رئيسهم مجلي آل هنيد.
٣ - الدراوشة. يرأسهم حسين آل جفات وهداد المجرم. وهم فى ذاجرة.
٤ - البولحه (لحى) رئيسهم لكطان آل عزارة. وأراضيهم الصقلاوية.
٥ - آل اديّم. رئيسهم سوادي ابو كحيلة فى أم العكف.
٦ - آل حسّان. يرأسهم بطاح آل جديح وراضي الرمثان فى أم العكف.
وفى الدغارة والشامية من آل زياد وهم أكثر من آل ابراهيم ويرأسهم جاسور وكرمول ابنا علوان الجحالي (١) وفرقهم: ١ - الهراوي. رئيسهم صدّام (آل فنيخر) يسكنون الوبلة والصيهودة وفروعهم: المحمد والبو سمير وآل حسوني وآل حويش.
٢ - المناذير: رئيسهم جرّي آل مريع ويسكنون التوثي وجويحة وفى ناحية الغماس. وهم: أهل معيجنة والساجت والبو ظاهر والبو هلال والبو سمرة والبو عذار. وفى الدغارة من آل زياد (الرواشدة) و(الكوام) أيضا.
٩ - البو جياش: هؤلاء يرجعون الى عبدة من شمر، ومنهم فى المنتفق. رئيسهم الحاج عجّة آل دلّي وتوفي شقيقه الحاج محمد فى ٢٩ نيسان ١٩٥٥ م وكان نائبا عن الديوانية. ونخوتهم (جمّاز)، يسكنون العوجة وهذه أراض واسعة، تفصل بين المنتفق والسماوة، وتعد من قضاء السماوة. والعرجة من أراضى المنتفق والسماوة حدها (الدراجي)، ويقيم فيها آل محسن رؤساء بني حجيم وتعد أيضا من العوجة. وهؤلاء من حيث الصيحة والموطن يعدون من بني حجيم. وفرقهم: ١ - آل جريب. رئيسهم الحاج عبد البهاض وهم فى الحجامة، والاعميّة، وذيل، وجرعة.
٢ - آل عنتر. رئيسهم حرجان آل هدّار، فى أراضي ابي رفوش.
٣ - آل حويش. يرأسهم حميّد آل سهر، وردّام الجبر ويسكنون المحجول.
٤ - آل جعيب. رئيسهم سيف آل دحّام، وهم فى المحمية. من عشائر كعب.
٥ - الحمامرة. رئيسهم الحاج عبد الخضر آل حسن. يسكنون الامتحة.
٦ - الشنابرة. يرأسهم مزيهر آل جروخي وعبيد. وهم فى السوير.
٧ - آل زويد. يرأسهم علي آل شولي ودلاخ المروح. يقيمون فى اليجة.
٨ - البو جراد. يرأسهم صدقان أبو دجّة، وأسد خان أبو دجّة.
٩ - السوالم. رئيسهم جاسم آل محمد، ومحمد السوادي. فى الحجامة.
١٠ - الربايع. رؤساؤهم توفي المرعي، وعجّة آل سوادي وعجّة الغالي. فى ربايع، وأبي فطايس.
١١ - آل نجيرس. رئيسهم حمزة الجفّال. ومواطنهم العوجة.
١٢ - الزكرديون. رئيسهم الحاج بطي آل هارون. ومواطنهم زرور.
١٣ - آل معلَى. يرأسهم محمد السعيد، وخضر آل ريس. يسكنون العمية.
١٤ - آل رفوش. رئيسهم الحاج حسين توثي. يسكنون مسيعدة.
١٥ - البو حسين. رئيسهم ضويري آل حنَون. وهم فى دوزية.
١٦ - آل حمود. رئيسهم الحاج ناجي. وهم فى دوزية.
١٧ - آل كريم. رئيسهم فعيل آل هويل.
عشائر بني مالك
(فى الديوانية) ١ - بنو زريج: تلفظ محليا (بني زريج) وفصيحها (بنو زريق) . وهى من العشائر المعروفة فى أنحاء السماوة، ونخوتها زركة (زرقاء)، ومالك (مالج)، فيرجع أصلهم الى بني مالك المعروفين من المنتفق أو ان عدادهم فى بني مالك وان ابن حزم عدَ (بني زريق) من الخزرج وكذا قال ياقوت فى معجمه: «بنو زريق قبيلة من الانصار، وهم بنو زريق بن عبد حارثة بن مالك ابن غضب بن جشم بن الخزرج» اه (١) . ومن المحتمل الاتفاق فى التسمية، وبعضهم يرجح أنهم من أقارب بدر الرميض من بني مالك المنتفق، وقال القزويني: «بنو الزرقاء هم بنو زريق قبيلة فى العراق تنسب الى بني مالك.» اه (١) ورئيس هذه القبيلة الشيخ خوام آل عبد العباس. يسكنون الرميثة فى صوب الجزيرة فى العوجة وفى الاراضى المسماة هدَام ... وعرفوا بثورتهم على الانجليز وبالثورة الاخيرة. وفى ١٦ مايس سنة ١٩٣٥م قبض على الشيخ خوّام مصابا بجروح بليغة، وكان متفقا فى حركته مع العشائر المجاورة، ساقت الحكومة جيشا عليهم، وقضت على الحركة. واستطلعت رأي الشيخ خوام عن الاسباب فأبى معتذرا واختار السكوت، فلم ألح عليه، ولا أريد احياء مثل هذه الذكريات.
وعلى كل حال لا نقطع فى أصل هذه العشيرة الا أنها من بني زريق، والمحفوظ ان رؤساءها يمتّون الى ميّاح من ربيعة، الى فرع الرؤساء على ما اتفقت عليه كلمتهم ... يقولون انهم من ميّاح من الشحمان ولم يبق من زريق سوى فخذ المراديخ، وقسم آخر من بني مالك المنتفق. وهناك عشيرة أخرى تسمى ببني زريق ابن عم جذيمة بن زهير بن ثعلبة بن سلامان من طيئ (٢) ولكن لا نعرف لها هذه النسبة ولا الاتصال.
قال القزويني: «مالك فى العراق اسم لبني زريق وآل علي والعوابد وبني حسن (الحسناء) .» اه.
ولا يبعد أن يكون بنو زريق قد دخلتهم عناصر عديدة، عاشوا مع بني مالك المنتفق
مواضيع مماثلة
» أهم وقائع ليلة عاشوراء عام 61 ه في كربلاء
» قبيلة المنتفق
» عشائر المنتفق
» امارة المنتفق
» السياسة العشائرية في المنتفق
» قبيلة المنتفق
» عشائر المنتفق
» امارة المنتفق
» السياسة العشائرية في المنتفق
الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري :: 44- منتدى العشائر العراق (كتاب عباس العزاوي)
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:58 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم عبد الهادي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:53 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ شوقي البديري والاخ حمود كريم الركابي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:51 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الاستاذ المخرج عزيز خيون البديري وعمامه البدير
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:48 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ صباح العوفي مع الشيخ عبد الامير التعيبان
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:45 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم محمد البريج
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» جواد البولاني
الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:13 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» المرحوم السيد هاشم محمد طاهر العوادي
الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:03 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» رموز البدير
الجمعة سبتمبر 20, 2024 8:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري