موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري
موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» الفن العراقي
قبيلة تميم ج2 Emptyأمس في 12:53 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» الفن العراقي القديم
قبيلة تميم ج2 Emptyأمس في 12:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» هذه اللهجات ما هي إلاّ بقايا اللغات العراقية القديمة
قبيلة تميم ج2 Emptyأمس في 12:20 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» . ما أصول أغرب كلمات اللهجة العراقية؟
قبيلة تميم ج2 Emptyأمس في 12:13 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» . ما أصول أغرب كلمات اللهجة العراقية؟
قبيلة تميم ج2 Emptyأمس في 12:12 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» العشيرة والعشائرية وجهان مختلفان
قبيلة تميم ج2 Emptyأمس في 8:59 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» عشائر البو حسين البدير في العراق
قبيلة تميم ج2 Emptyأمس في 7:04 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» عشيرة البو ماضي البو حسين البدير
قبيلة تميم ج2 Emptyأمس في 6:38 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» 7 أسلحة قديمة ولكن عبقرية
قبيلة تميم ج2 Emptyأمس في 4:37 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



حول

مرحبا بكم فى منتدى موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري

مرحبا بكم فى منتدى موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري

قبيلة البدير من القبائل الزبيديه


قبيلة تميم ج2

اذهب الى الأسفل

قبيلة تميم ج2 Empty قبيلة تميم ج2

مُساهمة  الشيخ شوقي جبار البديري الثلاثاء أبريل 23, 2024 1:44 am


الفصل الثاني : إسلام بني تميم

1 - أحاديث في فضل بني تميم

كتب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى عبد الله بن عباس وهو عامله على البصرة ( نهج البلاغة : 3 / 18 ) : « وقد بلغني تنمرك لبني تميم وغلظتك عليهم ، وإن بني تميم لم يغب لهم نجم إلا طلع لهم آخر وإنهم لم يسبقوا بوِغم ( ثأر ) في جاهلية ولا إسلام .

وإن لهم بنا رحماً ماسة وقرابة خاصة ، نحن مأجورون على صلتها ومأزورون على قطيعتها . فأربع ( انتبه ) أبا العباس رحمك الله فيما جرى على لسانك ويدك من خير وشر ، فإنا شريكان في ذلك وكن عند صالح ظني بك ، ولا يفيلن رأيي فيك . والسلام » .

وفي الخصال / 227 ، عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) قال : « إن رسول الله كان يحب أربع قبائل : كان يحب الأنصار ، وعبد القيس ، وأسلم ، وبني تميم . وكان يبغض : بني أمية ، وبني حنيفة ، وبني ثقيف ،

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 22 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

وبني هذيل . وكان ( صلى الله عليه وآله ) يقول : لم تلدني أم بكرية ولا ثقفية . وكان يقول : في كل حي نجيب ، إلا في بني أمية » .

وعندما وفَدَ عليه قيس بن عاصم المنقري في نفر من بني تميم قال عنه النبي ( صلى الله عليه وآله ) : هذا سيد أهل الوبر » . ( أمالي المرتضى / 172 ) .

وروي عنه ( صلى الله عليه وآله ) أن قائد قوات الإمام المهدي المنتظر ( عليه السلام ) هو شعيب بن صالح من بني تميم ، وأنه قال : « تخرج راية من خراسان ، ثم تخرج أخرى ثيابهم بيض ، على مقدمتهم رجل من تميم يوطئ للمهدي سلطانه » . ( معجم الإمام المهدي : 1 / 137 ، و 351 ) .

وروي أنه يقاتل السفياني حتى يخرجه من الكوفة ، ثم يكون قائد جيش المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) إلى دمشق والقدس . ( المصدر السابق : 1 / 355 ) .

ورووا أن عمر بن الخطاب ومعاوية كانا يذمان بني تميم ، فقد ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء ( 4 : 91 ) : أن عمر ذمهم فقام الأحنف فقال : يا أمير المؤمنين أئذن لي . قال : تكلم ، فقال الأحنف : إنك ذكرت تميماً فعممتهم بالذم ، وإنما هم من الناس فيهم الصالح والطالح . فقال عمر : صدقت » .

وروى ابن أبي الحديد : أن معاوية قال للأحنف بن قيس وجارية بن قدامة ورجال من سعد معهما ، كلاماً أحفظهم ( أغضبهم ) فردوا عليه بجواب مقذع ( مؤلم ) وكانت امرأة معاوية في دار قريبة

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 23 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

فسمعت كلامهم ، فلما خرجوا جاءت إلى معاوية فقالت له : لقد سمعت من هؤلاء الأجلاف كلاماً تلقوك به فلم تنكر ، فكدت أن أخرج إليهم فأسطو بهم ! ( شرح نهج البلاغة : 15 / 133 ) .

وأهم هذه الأحاديث في مدح بني تميم : حديث أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقصده بالرحم خؤولتهم لبني هاشم .

2 - أكثم بن صيفي صديق أبي طالب ( عليه السلام )

وهو أكثم بن صيفي بن رباح بن الحارث بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم . ( الإصابة : 1 / 350 ) .

وهو سيد بني تميم وحكيم العرب وأحد شخصياتها البارزة . وروي أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعث إليه برسالة يدعوه إلى الإسلام ، كما بعث إلى الملوك ، ونص الرسالة : « بسم الله الرحمن الرحيم . من رسول الله محمد إلى أكثم بن صيفي ، أحمد الله إليك ، إن الله أمرني أن أقول لا إله إلا الله ، أقولها وآمر الناس بها ، والخلق خلق الله ، والأمر كله لله ، خلقهم وأماتهم وهو ينشرهم وإليه المصير ، أدبتكم بآداب المرسلين ، ولتسألن عن النبأ العظيم ، ولتعلمنَّ نبأه بعد حين » . فبعث أكثم رجلين من قومه ليطَّلعا على دعوة النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقصدا يثرب فلما وصلا قالا للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : نحن رسولا

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 24 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

أكثم بن صيفي ، وهو يسألك من أنت وما أنت وبما جئت ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : أنا محمد بن عبد الله وأنا عبد الله ورسوله ، ثم تلا عليهم : إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ . فرجعا إلى أكثم وأخبراه بما قاله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا قوم أراه يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها ( ما فيه لوم ) فكونوا في هذا الأمر رؤساء ، ولا تكونوا فيه أذناباً ، وكونوا فيه أولاً ، ولا تكونوا فيه آخراً » ( الإستيعاب : 1 / 146 ) .

فحزم أمره إلى المسير إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) في مئة من قومه ، فأدركه الموت قبل أن يصل إلى يثرب ، لذا ذكر المفسرون ( الميزان : : 5 / 57 ) أنه المعني بقوله تعالى : وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ .

وقد عرف بالحكمة وسمي بحكيم العرب ، ورويت عنه حكم كثيرة ، وسئل ممن تعلمت الحكمة والحلم والسيادة ؟ فقال : من حليف الحلم والأدب ، وسيد العجم والعرب ، أبي طالب بن عبد المطلب » ( البحار : 35 / 134 ) وكان معجباً بأبي طالب وأولاد عبد المطلب ( عليه السلام ) .

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 25 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

ففي المنمق / 34 ، لابن حبيب : « ذكروا أن أكثم بن صيفي قال : دخلت البطحاء بطحاء مكة فإذا أنا ببني عبد المطلب يخترقونها كأنهم أبرجة الفضة ، وكأن عمائمهم نوق الرجال ألوية ، يلحفون الأرض بالحبرات ( ثيابهم طويلة ) فقال أكثم : يا بني تميم ، إذا أراد الله أن ينشئ دولة أنبت لها مثل هؤلاء ، هذا غرس الله لا غرس الرجال ! قال هشام : لم يكن في العرب عدة بني عبد المطلب أشرف منهم ولا أجسم ، ليس منهم رجل إلا أشم العرنين يشرب أنفه قبل شفتيه ، ويأكل الجذع ويشرب الفرق » .

يقصد أنهم ضخام يأكل أحدهم خروفاً ويشرب سطل لبن .

وقال الصدوق في كمال الدين / 570 : « وعاش أكثم بن صيفي أحد بني أسد بن عمرو بن تميم ، ثلاث مائة وستين سنة ، وقال بعضهم مائة وتسعين سنة . . . فقال في ذلك :

وإن امرءً قد عاش تسعين حجةً * إلى مائة لم يسأم العيش جاهلُ

خلت مائتان غير ست وأربعٍ * وذلك من عد الليالي قلائلُ

وقال محمد بن سلمة : أقبل أكثم بن صيفي يريد الإسلام فقتله ابنه عطشاً فسمعت أن هذه الآية نزلت فيه : وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ . ولم تكن

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 26 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

العرب تقدم عليه أحداً في الحكمة ، وإنه لما سمع برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعث ابنه حليساً فقال : يا بني إني أعظك بكلمات فخذ بهن من حين تخرج من عندي إلى أن ترجع إلي : إئت نصيبك في شهر رجب فلا تستحله فيستحل منك ، فإن الحرام ليس يحرم نفسه وإنما يحرمه أهله ، ولا تمرن بقوم إلا نزلت عند أعزهم وأحدث عقداً مع شريفهم ، وإياك والذليل فإنه أذل نفسه ولو أعزها لأعزه قومه ، فإذا قدمت على هذا الرجل فإني قد عرفته وعرفت نسبه ، وهو في ( خير ) بيت من قريش وهي أعز العرب ، وهو أحد رجلين إما ذو نفس أراد ملكاً ، فخرج للملك بعزه فوقره وشرفه وقم بين يديه ، ولا تجلس إلا بإذنه حيث يأمرك ويشير إليك ، فإنه إن كان ذلك كان أدفع لشره عنك وأقرب لخيره منك . فإن كان نبياً فإن الله لا يحس فيتوهم ولا ينظر فيتجسم ، وإنما يأخذ الخيرة حيث يعلم ، لا يخطئ فيستعتب إنما أمره على ما يحب .

وإن كان نبياً فستجد أمره كله صالحاً وخبره كله صادقاً وستجده متواضعاً في نفسه متذللاً لربه ، فذل له فلا تحدثن أمراً دوني ، فإن الرسول إذا أحدث الأمر من عنده خرج من يدي الذي أرسله ، واحفظ ما يقول لك إذا ردك إلي ، فإنك لو توهمت أو نسيت جشمتني رسولا غيرك . وكتب معه : باسمك اللهم .

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 27 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

من العبد إلى العبد ، أما بعد : فأبلغنا ما بلغك ، فقد أتانا عنك خبر لا ندري ما أصله ، فإن كنت أريت فأرنا ، وإن كنت علمت فعلمنا ، وأشركنا في كنزك . والسلام .

فكتب إليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيما ذكروا : من محمد رسول الله إلى أكثم بن صيفي : أحمد الله إليك . إن الله تعالى أمرني أن أقول : لا إله إلا الله وآمر الناس بقولها ، والخلق خلق الله عز وجل والأمر كله لله ، خلقهم وأماتهم وهو ينشرهم وإليه المصير ، أدبتكم بآداب المرسلين ، ولتسألن عن النبأ العظيم ، ولتعلمن نبأه بعد حين . فلما جاءه كتاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لابنه : يا بني ماذا رأيت ؟ قال : رأيته يأمر بمكارم الأخلاق ، وينهى عن ملائمها . فجمع أكثم بن صيفي إليه بني تميم ثم قال : يا بنى تميم لا تحضروني سفيهاً فإن من يسمع يَخَلْ ، ولكل إنسان رأي في نفسه ، وإن السفيه واهن الرأي وإن كان قوى البدن ، ولا خير فيمن لا عقل له . يا بنى تميم ، كبرت سنى ودخلتني ذلة الكبر ، فإذا رأيتم مني حسناً فأتوه وإذا أنكرتم منى شيئاً فقوموني بالحق أستقم له ، إن ابني قد جاءني وقد شافه هذا الرجل فرآه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويأخذ بمحاسن الأخلاق ، وينهى عن ملائمها ، ويدعوا إلى أن يعبد الله وحده ، وتخلع الأوثان ويترك

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 28 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الحلف بالنيران . ويذكر أنه رسول الله وأن قبله رسلاً لهم كتب ، وقد علمت رسولاً قبله كان يأمر بعبادة الله عز وجل وحده . إن أحق الناس بمعاونة محمد ومساعدته على أمره أنتم ، فإن يكن الذي يدعو إليه حقاً فهو لكم ، وإن يك باطلاً كنتم أحق من كف عنه وستر عليه . وقد كان أسقف نجران يحدث بصفته ، ولقد كان سفيان بن مجاشع قبله يحدث به وسمى ابنه محمداً ، وقد علم ذوو الرأي منكم أن الفضل فيما يدعو إليه ويأمر به ، فكونوا في أمره أولاً ولا تكونوا أخيراً ، اتبعوه تشرفوا ، وتكونوا سنام العرب ، و أتوه طائعين من قبل أن تأتوه كارهين ، فإني أرى أمراً ما هو بالهويني ، لا يترك مصعداً إلا صعده ، ولا منصوباً إلا بلغه إن هذا الذي يدعوا إليه لو لم يكن ديناً ، لكان في الأخلاق حسناً . أطيعوني واتبعوا أمري ، أسأل لكم ما لا ينزع منكم أبداً ، إنكم أصبحتم أكثر العرب عدداً ، وأوسعهم بلداً ، وإني لأرى أمراً لا يتبعه ذليل إلا عز ، ولا يتركه عزيز إلا ذل ، اتبعوه مع عزكم تزدادوا عزاً ، ولا يكن أحد مثلكم . إن الأول لم يدع للآخر شيئاً وإن هذا أمر لما هو بعده من سبق إليه فهو الباقي ، واقتدى به الثاني ، فأصرموا أمركم فإن الصريمة قوة ، والاحتياط عجز . . .

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 29 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

وكتبت طئ إلى أكثم فكانوا أخواله ، وقال آخرون : كتبت بنو مرة وهم أخواله ، أن أحدث إلينا ما نعيش به فكتب :

أما بعد : فإني أوصيكم بتقوى الله وصلة الرحم ، فإنها تثبت أصلها ، وتنبت فرعها ، وأنهاكم عن معصية الله وقطيعة الرحم ، فإنها لا يثبت لها أصل ولا ينبت لها فرع ، وإياكم ونكاح الحمقاء فإن مباضعتها قذر وولدها ضياع ، وعليكم بالإبل فأكرموها فإنها حصون العرب ، ولا تضعوا رقابها إلا في حقها ، فإن فيها مهر الكريمة ورقوء الدم ، وبألبانها يتحف الكبير ويغذى الصغير ، ولو كلفت الإبل الطحن لطحنت ، ولن يهلك امرء عرف قدره ، والعدم عدم العقل ، والمرء الصالح لا يعدم المال ، ورب رجل خير من مائة ، ورب فئة أحب إلي من قبيلتين ، ومن عتب على الزمان طالت معتبته ومن رضي طابت معيشته . . .

وفي السنة التاسعة دخلت تميم في الإسلام ، وجاء وفدها إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهم سبعون أو ثمانون رجلاً ، وعلى رأسهم عطارد بن حاجب بن زرارة ، والأقرع بن حابس ، والزبرقان بن بدر ، وعمرو بن الأهتم ، وقيس بن عاصم .

وزعم بعضهم كما في رواية أحمد مسنده ( 3 / 488 ) والطبري في تفسيره ( 1 / 320 ) أن قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 30 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

لا يَعْقِلُونَ . نزلت فيهم ، لأنهم أخذوا ينادون رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بصوت عال من وراء الحجرات ! لكن المفيد ( رحمه الله ) قال في المسائل العكبرية / 51 : « نزلت في واحد بعينه نادى النبي ( صلى الله عليه وآله ) » !

وقال السيد الحميري إنه جد القاضي سوار ، عندما شكاه إلى المنصور العباسي فقال ، كما في الفصول المختارة للشريف المرتضى / 92 :

يا أمين الله يا منصور يا خيره الولاة * إن سوار بن عبد الله من شر القضاة

نعثلي جملي لكم غير موات * جده سارق عنز فجرة من فجرات

والذي كان ينادي من وراء الحجرات * يا هنات اخرج إلينا إننا أهل هنات

فاكفنيه لا كفاه الله شر الطارقات * سن فينا سنناً كانت مواريث الطغاة

* *

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 31 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الفصل الثالث : موقف بني تميم بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله )

مالك بن نويرة يرفض بيعة أبي بكر

كان مالك بن نويرة بن جمرة بن شداد بن عبد بن ثعلبة بن يربوع التميمي اليربوعي ، هامة الشرف في بني تميم ، وعرنين المجد في بني يربوع ، من علية العرب ، وممن تضرب الأمثال بفتوته نجدة وكرماً وحفيظة وشجاعة وبطولة ، أسلم وأسلم معه بنو يربوع بإسلامه ، وولاه النبي ( صلى الله عليه وآله ) صدقات قومه . ( النص والاجتهاد / 116 ) .

وفي الفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي / 75 : « قال البراء بن عازب بينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جالس في أصحابه إذا أتاه وافد من بني تميم مالك بن نويرة ، فقال : يا رسول الله علمني الإيمان . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله ، وتصلي الخمس ، وتصوم رمضان ، وتؤدي الزكاة وتحج البيت ،

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 32 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

وتوالي وصيي هذا من بعدي ، وأشار إلى علي ( عليه السلام ) بيده ، ولا تسفك دماً ، ولا تسرق ، ولا تخون ، ولا تأكل مال اليتيم ، ولا تشرب الخمر ، وتوفى بشرائعي ، وتحلل حلالي ، وتحرم حرامي ، وتعطي الحق من نفسك للضعيف والقوي ، والكبير والصغير ، حتى عد عليه شرائع الإسلام .

فقال يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أعد عليَّ فإني رجل نَسَّاء ، فأعاد عليه ، فعقدها بيده ، وقام وهو يجر إزاره وهو يقول : تعلمت الإيمان ورب الكعبة ، فلما بعد من رسول الله قال ( صلى الله عليه وآله ) : من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا الرجل !

فقال أبو بكر وعمر : إلى من تشير يا رسول الله ؟ فأطرق إلى الأرض ، فجدَّا في السير فلحقاه فقالا : لك البشارة من الله ورسوله بالجنة . فقال : أحسن الله تعالى بشارتكما إن كنتما ممن يشهد بما شهدت به فقد علمتما ما علمني النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وإن لم تكونا كذلك ، فلا أحسن الله بشارتكما .

فقال أبو بكر : لا تقل ، فأنا أبو عائشة زوجة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! قال : قلت ذلك ، فما حاجتكما ؟ قالا : إنك من أصحاب الجنة فاستغفر لنا ، فقال : لا غفر الله لكما ، تتركان رسول الله صاحب الشفاعة ،

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 33 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

وتسألاني أستغفر لكما ، فرجعا والكآبة لائحة في وجهيهما ، فلما رآهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تبسم ، وقال : أفي الحق مغضبة ؟ !

فلما توفى رسول الله ورجع بنو تميم إلى المدينة ومعهم مالك بن نويرة ، فخرج لينظر من قام مقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فدخل يوم الجمعة وأبو بكر على المنبر يخطب بالناس ، فنظر إليه وقال : أخو تيم ؟ ! قالوا : نعم . قال : فما فعل وصي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الذي أمرني بموالاته ؟ قالوا : يا أعرابي الأمر يحدث بعده الأمر !

قال : بالله ما حدث شئ ، وإنكم قد خنتم الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) ! ثم تقدم إلى أبى بكر وقال : من أرقاك هذا المنبر ووصي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جالس ؟ فقال أبو بكر : أخرجوا الأعرابي البوال على عقبيه من مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) !

فقام إليه قنفذ بن عمير وخالد بن الوليد ، فلم يزالا يلكزان عنقه حتى أخرجاه ، فركب راحلته وأنشأ يقول :

أطعنا رسول الله ما كان بيننا * فيا قوم ما شأني وشأن أبي بكر

إذا مات بكر قام عمرٌو ومقامه * فتلك وبيت الله قاصمة الظهر

يدب ويغشاه العشار كأنما * يجاهد جماً أو يقوم على قبر

فلو قام فينا من قريش عصابة * أقمنا ولكن القيام على جمر

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 34 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

قال : فلما استتم الأمر لأبي بكر وجه خالد بن الوليد وقال له : قد علمت ما قاله مالك على رؤس الأشهاد ، ولست آمن أن يفتق علينا فتقاً لا يلتئم ، فاقتله ! فحين أتاه خالد ، ركب جواده وكان فارساً يعد بألف ، فخاف خالد منه فآمنه وأعطاه المواثيق ، ثم غدر به بعد أن ألقى سلاحه ، فقتله وأعرس بامرأته في ليلته ، وجعل رأسه في قدر فيها لحم جزور لوليمة عرسه ، وبات ينزو عليها نزو الحمار » !

كان مالك بن نويرة ( رحمه الله ) مطمئناً إلى أن كتيبة خالد بن الوليد التي تحركت من المدينة لا تقصده ، ولو أراد المواجهة لأمر أتباعه بالتجمع لا بالتفرق ! فباغته خالد إلى البطاح : « فلم يجد بها أحداً وكان مالك قد فرقهم ونهاهم عن الاجتماع ، وقال : يا بني يربوع إنا دعينا إلى هذا الأمر ، فأبطأنا عنه فلم نفلح ، وقد نظرت فيه فرأيت أن الأمر لا يتأتى بغير سياسة ، وإذا الأمر لا يسوسه الناس فإياكم ومناوأة القوم ، فتفرقوا وادخلوا في هذا الأمر ، فتفرقوا على ذلك ، فلما قدم خالد البطاح بث السرايا . . . فجاءته الخيل بمالك بن نويرة ونفر من بني ثعلبة بن يربوع ، فاختلفت السرية فيهم ، وكان فيهم أبو قتادة الأنصاري وكان ممن شهد أنهم أذَّنوا وأقاموا وصلُّوا ، فأمر خالد بحبسهم وكانت ليلة باردة فقال

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 35 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

خالد : أدفئوا أسراكم ، وهي تعني القتل في لغة كنانة ، فقتل ضرار بن الأزور مالكاً » ! ( الكامل لابن الأثير : 2 / 364 ) .

وروي أن خالد بن الوليد طمع بامرأة مالك لما رأى جمالها ، فقتله وتزوجها في نفس الليلة . ( تاريخ اليعقوبي : 2 / 131 ) .

وعمد إلى التمثيل بجثة مالك ومن معه ، وهذا يدل على أنه كان يضمر حقداً ، فقد قطع رؤوسهم وجعلها أثافي للقدور ( جعلها تحت القدور ونصبها عليها ) وترك جثثهم عارية في الصحراء ، حتى جاء المنهال التميمي أبو زوجة مالك فغطاه ، وأصحابه ببعض الثياب . ( الإصابة : 6 / 249 ) .

ولما قتل خالد مالكاً واستباح زوجته ، كان في عسكره أبو قتادة الأنصاري ، فركب فرسه والتحق بأبي بكر وحلف ألا يسير في جيش تحت لواء خالد أبداً ، فقصَّ على أبي بكر القصة فقال : لقد فتنت الغنائم العرب ، وترك خالد ما أمرته ! فقال عمر : إن عليك أن تقيده بمالك ، فسكت أبو بكر ! ( شرح النهج : 1 / 179 ) .

وفي تاريخ الطبري : 2 / 504 : « فلما بلغ قتلهم عمر بن الخطاب تكلم فيه عند أبي بكر فأكثر وقال : عدو الله عدا على امرئ مسلم فقتله ، ثم نزا على امرأته ! وأقبل خالد بن الوليد قافلاً حتى دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد معتجرا بعمامة له قد غرز

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 36 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

في عمامته أسهماً ، فلما أن دخل المسجد قام إليه عمر ، فانتزع الأسهم من رأسه فحطمها ، ثم قال : أرئاء قتلت امرءً مسلماً ، ثم نزوت على امرأته ، والله لأرجمنك بأحجارك !

ولا يكلمه خالد بن الوليد ، ولا يظن إلا أن رأى أبى بكر على مثل رأى عمر فيه ، حتى دخل على أبى بكر ، فلما أن دخل عليه أخبره الخبر واعتذر إليه فعذره أبو بكر وتجاوز عنه ما كان في حربه تلك ! قال : فخرج خالد حين رضى عنه أبو بكر وعمر جالس في المسجد ، فقال : هلمَّ إليَّ يا ابن أم شملة ! قال فعرف عمر أن أبا بكر قد رضى عنه فلم يكلمه ودخل بيته » !

وأم شملة هي حنتمة أم عمر ، تحقيراً لها بأنها من فقرها كانت تلبس إزاراً غير ساتر ، وكان خالد لا يقبل أنها من بني مخزوم !

* *

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 37 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الفصل الرابع : تنبؤ الأسود العنسي وطليحة وسجاح

1 - لم يؤيد بنو تميم المتنبئين

ادعى مسيلمة الحنفي النبوة في اليمامة في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وسمَّاه رسول الله بالكذاب . وحنيفة قبيلة من قبائل بكر بن وائل ( معجم قبائل العرب : 1 / 127 ) وعدُّهم من تميم اشتباه .

كما تنبأ عبهلة بن كعب العنسي المذحجي ، المعروف بالأسود العنسي في اليمن ، وكان كاهناً مشعوذاً فوثب في نجران وزعم أنه نبي ، فتبعته جماعة من مذحج ، ثم جاء إلى صنعاء واستولى عليها بعد أن قتل واليها من قبل النبي ( صلى الله عليه وآله ) شهر بن بادان ، ثم استولى على عدن ومدن أخرى وعظم أمره ، وعامله المسلمون بالتقية . وبعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى يعلى بن أمية وفيروز الديلمي وهو من مسلمة الفرس ، فقتلوا الأسود العنسي . ( معجم البلدان : 3 : 255 )

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 38 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

كما ادعى النبوة طليحة الأسدي ، وتجمع المسلمون لقتاله ، لكن جاءهم خبر وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . ( الكامل : 2 / 343 ) .

ثم تنبَّأت سجاح بنت الحارث بن سويد اليربوعي التميمية ، وكان أبوها تنصَّر وسكن الجزيرة ، وهي بين دجلة والفرات شمال غرب العراق . وأمها من بني تغلب تزوجها أبوها وعاش معهم فولدت له سجاحاً ، وكانت متكهنة تزعم أنها كسطيح وابن سلمة والمأمون الحارثي وغيرهم من الكهان .

ثم ادَّعت سجاح النبوة بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) واستجاب لها بعض الناس من تغلب وبني النمر وأياد وشيبان وكلهم من ربيعة ، فتركوا النصرانية ودخلوا معها في أمرها ، فجاءت بهم من الجزيرة إلى بلاد قومها تميم ، لتغزو بهم المدينة المنورة ، فلما وصلت الحزن ( وهي أرض خشنة لبني يربوع قريبة من الكوفة - معجم البلدان : 2 / 255 ) أرسلت إلى مالك بن نويرة وهو على بني يربوع ، والى وكيع بن مالك وهو على بني مالك بن حنظلة تدعوهما إلى الموادعة ، فوادعوها وشرطوا عليها أن لا تعبر بجيشها من أراضيهم ، فتوجهت نحو بني حنيفة في اليمامة وفيها مسيلمة الكذاب ، فأرسل لها رسولاً يخبرها عن رغبته باللقاء بها ، فأعطته الأمان

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 39 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

فزارها في أربعين من بني حنيفة ، ثم بادلته الزيارة ، ثم ما لبثا أن تزوجا واعترفت له بالنبوة . فقاتلهما المسلمون وقتلوهما .

وفي هذه المدة ثبت بنو تميم على الإسلام ، وقد مات النبي ( صلى الله عليه وآله ) وله عمال على صدقاتهم هم : الزبرقان بن بدر على صدقات الرباب ( معجم البلدان : 2 : 275 ) وعوف والأبناء وهم عدة قبائل من تميم : عبشمس ، عوافة ، عوف ، جشم ، مالك ، بني عمرو بن سعد بن زيد مناة ، وسهم بن منجاب وقيس بن عاصم على البطون كالحبطات ، وبني امرئ القيس ، وبني صريم ، وبني الحارث ، ومقاعس .

وصفوان بن صفوان على بهدى ، وهي قرية ذات نخل باليمامة ( معجم البلدان : 1 / 514 ) وقيل على بني عمرو ( الإصابة : 3 / 350 ) وسبرة بن عمرو على خضم ، وهو ماء لبني العنبر بن عمرو بن تميم . ( معجم البلدان : 2 / 377 ) .

وروي أن قيس بن عاصم قسم صدقات قومه على فقرائهم وعندما طالبه مبعوث أبي بكر بها دفعها من ماله ( الطبري : 2 / 522 ) .

وروى ابن عباس أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعث صلصال بن شرحبيل إلى صفوان بن صفوان التميمي ، ووكيع بن عدس الداري ، وغيرهم يحضهم على قتال أهل الردة ( الطبري : 2 / 495 ) وهو يدل على أنهم لم

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 40 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

يكونوا مرتدين ، بل قاوموا الارتداد ، وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يثق بحسن إسلامهم .

وقد شارك بنو تميم في قتال مسيلمة الكذاب ، وكان قائد الجيش الذي قاتل مسيلمة سبرة بن عمرو العنبري التميمي واستخلفه قائد الجيش على اليمامة بعد مقتل مسيلمة ( الإصابة : 3 / 350 ) .

وذكر الطبري : 2 / 522 ، أن عوفاً والأبناء أطاعوا الزبرقان بن بدر فثبتوا على إسلامهم ، وذبوا عنه .

فهؤلاء سادة بني تميم وزعماؤها ، ومثلهم أتباعهم إلا من شذ .

* *

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 41 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

الفصل الخامس : نصرة بني تميم لأهل البيت ( عليهم السلام )

1 - مشاركتهم في حرب الجمل

عندما توجه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى البصرة لإخماد فتنة أصحاب الجمل ، بعث إلى الكوفة يستنهض المسلمين ، فجاءته أمداد الكوفة في اثني عشر ألف مقاتل ، وكان ثلاثة آلاف منهم من بني تميم ، وعلى رأسهم بطل الإسلام معقل بن قيس الرياحي .

أما تميم البصرة فكانت ظروفهم مختلفة ، بسبب الضغوط النفسية والاجتماعية التي مارسها طلحة والزبير على أهل البصرة عموماً ، وعلى بطون تميم وقادتها خصوصاً .

وقد أقنع رئيسهم الأحنف بن قيس من كان قريباً منه بأن لا ينساقوا خلف الدعايات ولا ينضموا إلى جيش عائشة والناكثين ،

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 42 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

وخرج في أربعة آلاف من بني سعد إلى وادي السباع ، وأرسل إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يطلب أمره .

وخالف هلال بن وكيع أمر الأحنف فبايع أصحاب الجمل ، فقد بعث طلحة والزبير إلى هلال ليأتيهما ، فرفض ، فجاءاه إلى داره لكنه توارى عنهما فعذلته أمُّه ولم تزل تقنعه وتعنِّفه حتى خرج إليهما وبايعهما وتبعه بنو عمرو بن تميم وبنو حنظلة ، إلا بني يربوع فإن عامتهم كانوا شيعةً لعلي ( عليه السلام ) . ( شرح النهج : 9 / 320 ) .

فكانت تميم الكوفة كلها مع الإمام ( عليه السلام ) ، أما تميم البصرة فانقسمت إلى ثلاث فرق : فرقة معه وهم بنو يربوع ، وفرقة لازمت الحياد مع الأحنف وهم بنو سعد وكانوا الأكثرية ، وبنو عمرو وبنو حنظلة ، صاروا إلى جانب أصحاب الجمل .

وعندما صار ابن عباس ( رحمه الله ) والياً على البصرة ، أراد أن يعاقب بني تميم لوقوف قسم منهم مع أصحاب الجمل ، فكتب له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) رسالة يمنعه من ذلك ، ويمدح فيها بني تميم ، كما سيأتي .

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 43 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

2 - مشاركة بني تميم في حرب صفين

في حرب صفين كانت تميم إلى جانب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وكذا بقية القبائل حتى ضبَّة والأزد الذين كانوا من أشد الناس دفاعاً عن عائشة وطلحة والزبير ، وقتل منهم خلق كثير في معركة الجمل .

قال الثقفي في الغارات ( 1 / 52 ) : « استنفر علي ( عليه السلام ) أهل البصرة إلى حرب معاوية ، وأجاب الناس إلى المسير ونشطوا وخفوا ، فاستعمل ابن عباس أبا الأسود الدؤلي على البصرة ، وخرج حتى قدم على علي ( عليه السلام ) ومعه رؤوس الأخماس : عمرو بن مرجوم العبدي على عبد قيس ، وصبرة بن شيمان الأزدي على الأزد ، والأحنف بن قيس على تميم وضبة والرباب » .

وقد جعل علي ( عليه السلام ) مضر الكوفة والبصرة وتميماً في القلب ، وجعل على الميمنة قبائل اليمن ، وجعل على الميسرة قبيلة ربيعة ، كما قسم سادات تميم على الشكل الآتي :

جعل الأحنف بن قيس على تميم البصرة ، أي قائداً عاماً لتميم البصرة جميعاً . وجعل جارية بن قدامة السعدي على سعد ورباب

- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 44 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

البصرة . وجعل أعين بن ضبيعة على بني عمرو وبني حنظلة البصرة . وجعل عمير بن عطارد على تميم الكوفة ، كما صنع مع الأحنف . وعلى عمرو وحنظلة الكوفة شبث بن ربعي . وعلى بني سعد الكوفة والرباب منها الطفيل أبا صريمة . وجعل مسعود الفدكي التميمي على قرَّاء البصرة . ( شرح النهج : 4 / 27 )
الشيخ شوقي جبار البديري
الشيخ شوقي جبار البديري

عدد المساهمات : 2042
تاريخ التسجيل : 04/04/2012
العمر : 59
الموقع : قبيلة البدير للشيخ شوقي البديري

https://shawki909.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى