قصص طريفة لأمثال شعبية من العراق

في العراق توجد الآلاف من الأمثال الشعبية التي تُستخدم على نطاق واسع في شتى المناطق والمدن، وعمل بعض الباحثين على جمعها وشرح معانيها وقصصها في كتبهم ومؤلفاتهم.

من بين أهم تلك المؤلفات: "الأمثال العراقية المقارنة" لعبد الرحمن التكريتي، و"الأمثال الشعبية في البصرة" لعبد اللطيف الدليشي، و"الأمثال البغدادية" لجلال الحنفي.

نستعرض في هذا المقال مجموعة من الأمثال الشعبية العراقية الشائعة على ألسنة الناس، لنعرف أصلها وقصصها.


ما ينرادلها روحة للقاضي

يشيع هذا المثل على ألسنة العراقيين عندما يريدون الحديث عن مشكلة بسيطة أخذت قدراً كبيراً من النقاش.

ويُروى أن هذا المثل جاء من قصة قديمة، حيث كان هناك رجل يحب السفر والترحال، وسافر إلى قرية صغيرة يسكنها أهلها البسطاء. دخل الرجل القرية ليلاً وبحث عن خان -فندق- ليقضي فيه الليلة.

بينما هو يبحث وجد مجموعة من الناس المتجمعين الذين علت أصواتهم، فسألهم عن سبب اجتماعهم فقالوا له "اليوم يوم زفاف أحدهم. وهناك مشكلة كبيرة، هي أن العروس طويلة وباب منزل العريس قصير. وهم محتارون في كيفية دخول العروس لمنزل عريسها. البعض يقترح أن يهدموا باب المنزل، والبعض يقترح أن يقطعوا رجل العروس، وكذلك يقترح البعض أن يقطعوا رأس العروس. ولكن كل تلك الحلول غير مجدية لأن الحل الأول لن يعجب صاحب المنزل والحل الثاني لن يعجب العريس، أما الحل الثالث فلن يوافق عليه أهل العروس".

بينما النقاش محتدم بين المتجمعين قال أحدهم: "ما ينرادلها روحة للقاضي". بمعنى أن المشكلة كبيرة ويلزم أن نذهب للقاضي لكي يحلها بعلمه وخبرته. هنا تقدم الرجل الغريب بين الصفوف وطلب من العروس أن تخفض رأسها بعض الشيء فلما فعلت تمكنت من دخول المنزل بيسر وانحلت المشكلة. فاجتمع الناس على الغريب يشكرونه ويهنئونه على ذكائه وفطنته!

أخذ الشور من رأس الثور

يُضرب هذا المثل في حالة أن تم أخذ المشورة من شخص غبي أو ساذج. تعود قصة المثل إلى زوجين عاشا في قرية بسيطة، كان عندهما ثور وجرة يضعون فيها الماء.

وفي يوم من الأيام، خرج الزوج لقضاء بعض الحاجات وترك زوجته وحيدة في المنزل، فدخل الثور إلى المنزل ووضع رأسه في الجرة، فانحشرت رأسه ولم يتمكن من إخراجها.

رأت الزوجة رأس الثور محشورة في الجرة وأُسقط في يدها، فلجأت إلى جارها ليساعدها. قدم الجار إلى المنزل وحاول أن يخلص رأس الثور من الجرة مراراً ولكن خاب مسعاه، ففكر في أن يقطع رأس الثور ليسهل عليه إخراجها من الجرة. وافقته الزوجة فقطع رأس الثور ولكنها ظلت محشورة في الجرة. فكر الجار بعدها في أن يكسر الجرة فأتى بفأسه وضربها فانكسرت وتم تخليص رأس الثور الميت.

جاء الزوج في آخر النهار إلى منزله فوجد الثور ميتاً والجرة مكسورة فقال لزوجته عندها مغتاظاً، إنها أخذت المشورة من الجار الغبي، الذي تشبه رأسه رأس الثور الميت!

بين حانا ومانا ضاعت لحانا

يُضرب هذا المثل في الشخص المتذبذب بين جهتين، كما أن فيه نقد ضمني لتعدد الزوجات. تذكر الكتب أن شيخاً عجوزاً كان متزوجاً من امرأة مسنة تسمى بحانا، وبعد فترة أراد هذا الرجل أن يتزوج من فتاة صغيرة، فتزوج من شابة تسمى مانا.

كان الشيخ يعدل بين زوجتيه، فيقضي يوماً عند حانا ويوماً عند مانا، وكانت كل واحدة منهما تريد أن تقربه إليها وتبعده عن زوجته الأخرى. حانا تزيل الشعيرات السوداء الموجودة في لحية الشيخ حتى تبقى الشعيرات البيضاء فقط لعل الشيخ يعرف عندها أن حانا هي الزوجة المناسبة لسنه. على الجهة المقابلة كانت مانا تزيل الشعيرات البيضاء في لحية الشيخ حتى يغلب اللون الأسود على لحيته ويشعر أنه لا يزال شاباً فيقترب أكثر من مانا.

بقي الشيخ على هذا الحال حتى زال كل شعر لحيته وصار حليقاً، ولمّا سأله أحد أصدقائه عن سر تغير شكله قال: بين حانا ومانا ضاعت لحانا!

حمد شابع فشك وحمود شابع صيت

يُقال إنه كان هناك شقيقان يرعيان الأغنام في البادية، كان اسم أولهما حمد أما الثاني فكان اسمه حمود.

في يوم من الأيام هجم قطّاع الطريق على الأخوين، وأرادوا أن يسرقوا الأغنام التي معهم، فرفع حمود سلاحه ودافع عن الأغنام ورفض أن يتركها، أما حمد فخاف على نفسه ورفض أن يقاتل المعتدين واكتفى بضرب الأعيرة النارية في الهواء.

تمكن حمود من قتل خمسة من قطاع الطريق ولكنه قُتل في نهاية الأمر، وبعد أن توقف القتال خرج حمد من مخبأه وحمل جثمان شقيقه وجثث الرجال الخمسة. وسار إلى قريته وبدأ في إطلاق الأعيرة النارية.

ولمّا تجمع أهل القرية وسألوه عما جرى، قال لهم إنه قاتل قطّاع الطريق بشجاعة وأسقط منهم الرجال الخمسة، ففرح به أهل القرية وشاركوه في إطلاق الأعيرة النارية ابتهاجاً بشجاعته.

وسط كل هذا الصخب، كانت أم حمد وحمود ساكتة ولم تتكلم، عندما سألتها إحدى الفتيات لم لم تحتفل مع الناس بشجاعة ولدها، قالت إنها أدرى الناس بطباع ابنيها، وإن حمود شابع فشك -إطلاق النيران- أما حمد فشابع صيت -أي أنه البطل حقاً وإن سمعته الحسنة ستبقى على كل لسان.

يُضرب هذا المثل في الشخص الذي يدعي لنفسه منقبة أو فضيلة ليست له، وفي الشخص الذي يفعل الخير والأفعال الحسنة دون أن يتحدث عنها.


ابن عم النعلجي النعل بابوج العروس

النعلجي هو الشخص الذي يعمل بصناعة وإصلاح الأحذية، والبابوج هو صنف من الأحذية التي يشيع استعمالها بين النساء، ويُضرب المثل في الشخص الذي ينتحل أتفه الأسباب لإيجاد صلة بينه وبين شخص آخر.

تعود قصة المثل إلى أحد الأفراح الشعبية العراقية القديمة. كان هناك رجل يرقص في الفرح، وأثار رقصه انتباه الجميع، فاعتقد أهل العريس أن هذا الرجل من أقارب العروس. كما ظن أهل العروس أن هذا الرجل من أقارب العريس.

بعد أن أنتهى العرس سأل الناس الرجل عن هويته فأجابهم بأنه ابن عم النعلجي الذي صنع نعل البابوج الذي ترتديه العروس في الفرح!


أكله ماني حمد، يكلي إنته حمد

جاء في أصل هذا المثل قصة طريفة. قيل إن أحد القرويين نزل إلى بغداد يوماً فأقبل عليه رجل فرحاً وقال له "حمد الله بالسلامة يا حمد"، رد عليه القروي وأخبره أن اسمه ليس حمد.

رفض الرجل التصديق بذلك وقال للقروي "أنت حمد، وأنت اللي ضايفتني وأطعمتني لمّا نزلت بقريتكم من فترة، تعال معي حتى أضايفك وأعزمك على الكباب".

سكت القروي لمّا عرف أنه سيتناول الكباب وسار مع صاحبه ودخلا المطعم وأكلا، بعدها قام الرجل ليغسل يديه وأخبر صاحب المطعم أن حمد هو الذي سيدفع ثمن الغداء.

لمّا قام القروي ليغادر طالبه صاحب المطعم بثمن الطعام، وعندها عرف القروي أنه تعرض للخداع، وظل يردد "أكله -أقول له- ماني حمد، يكلي إنته حمد"!


أنفخ! الجنة مو خان جغان

يُضرب هذا المثل في الحالات التي يُصرف فيها الخير لبعض الناس دون بعض. كانت خان جغان الواردة في المثل سوق عظيمة في بغداد في القرون السابقة، كما كانت معقلاً للكثير من اليهود الذين يعملون في صياغة الذهب.

تحكي القصة أن أحد الصاغة اليهود كان جالساً في متجره، بصحبته صبي مسلم ينفخ الكير، وفي يوم من الأيام سأل الصبي اليهودي وقال له "هل يدخل اليهود الجنة يا أستاذي؟" فأجابه اليهودي "أجل، الجنة لليهود".

فسأله الصبي عندها "وهل يدخل النصارى الجنة؟" فرد عليه اليهودي "يقعدون بالمجاز"، أي أنهم يمكثون في دهليز الجنة وراء بابها. هنا وجه الصبي سؤاله الثالث فقال "وماذا عن المسلمين، هل يدخلون الجنة يا أستاذي؟"، رد اليهودي غاضباً عندها وقال "انفخ! الجنة مو خان جغان" أي أنصرف إلى عملك وأترك الكلام في هذا الأمر لأن الجنة ليست مثل خان جغان يدخلها كل من هب ودب

في ديوان القبيلة اوما يسمى بالمضيف
يجتمع الوجهاء والفرسان وابناء القبيلة
مع زعيمهم المعروف بكرمه وطيبة قلبه وشاعريته
وكلمته التي لايتراجع عنها..
وفي ذات مساء وبينما كانوايتسامرون ويتبادلون
الاحاديث والحكايات الطريفة ....نادى شيخهم وكبيرهم
على ساقي القهوة..اي القهوجي..وامره بان يسقيهم
وبينما هو يفعل ما امر به؟؟تراءت لشيخ القبيلة طرفة
اومزحة..فصاح قائلا؟؟.ما رأيكم يااخواني ان اعطيت
الزعامة..للقهوجي؟؟؟ولمدة ساعة فما تراه يحكم ويفعل
بامور العشيرة؟.ابتسموا مرحبين بالفكرة وياخذهم
الفضول الى ماسيفعله ويامر به ساقيهم؟؟؟؟..
واذا به يلتفت حوله ويتبسم معهم بمكر واحتيال
ورد قائلا استغفر الله ياشيخي وهل تعلى العين
على الحاجب..امره الشيخ امرا جادا بمطلبه
وامره بالجلوس الى جواره وقال له ستكون انت الزعيم
فماذا تطلب؟؟..ردعليه قائلا بما انه ساصبح بعد اذنكم
الزعيم اطلب ان تنفذ جميع اوامري وانت صاحب
كلمة ومعروف بذلك..بعظهم امتعض والبعض الاخر
لازالوا في موضوع المزحة والابتسام..الا ان الشيخ
اراد التحدي وزاده الفضول ان يعرف ماذا سيفعل
القهوجي؟؟؟ نهض الشيخ والبسه عباءته وعقال راسه
ونادى ؟..من الان ولمدة ساعة هذا هو شيخكم
وكلمة شرف مني ان تنفذوا ما به يأمر ولا تعترضوه
فجلسوا جميعا ورحبوا به ترحاب زعيم .؟وقال له شيخهم
السابق؟؟اامر بنا يا سيد القبيلة؟؟؟ فرد قائلا لقد وعدتم
وعد احرار بان اوامري مطاعة؟؟ قالوا نعم..نهض من مكانه
وصاح اقبضوا على هذا وكبلوه؟؟؟مشيرا الى شيخه وولي
نعمته..فاذا بالجميع ينهضون واقفين وبعظهم ايديهم على
سيوفهم ..واذا بشيخهم ينذرهم بان لا يمسوه باذى؟؟فلقد
فلقد اعطوه وعدا وما ضنوا سوء ما سيفعل؟؟امرهم شيخهم
بتنفيذ مطلبه وتكبيله واذا هم فاعلون بما امروا به؟؟فقال
الشيخ الساعة لم تنتهي فماذا بعد ذلك....نظرالى الشيخ
كأنما شيطان يتزعم ورفع يده فجأة والسيف على رقبة
الشيخ؟؟قائلا قبل يدي والا قطعت رأسك ؟؟؟نظر اليه
الشيخ نظرة استحقار فكأنما اراد بهذا كله الوصول الى
حكمة او غاية اخرى برأسه..المهم لم ينفذ الشيخ ما امر به
فرده الساقي قائلا وعدتني ان تنفذ مطالبي وما اامر به ولم
تفي بوعدك؟؟والان والسيف على رقبتك ستنفذ بأمر السيف
رفع الشيخ رأسه قائلا؟؟

دنياك هالفاينه لكبلهه و**لا حبهه
من حيث لن الجذب والزور**لاحبهه
امي العلا ما دنكت للنذل والنذل **لاحبهه
صبح غضنفر وراسه للثريا ** وصل
ولابس من الماهود ستة وسبعة ** وصل
والله لو كطعوني بشفرات الهنادي** وصل
ما ادنك على ايد النذل والله و **لا احبهه

بعض من رواة الحكاية يقول انه قطع راسه
والبعض الاخر يقول لم يفعل بل اراد ان يجرب
سطوة السيف والسلطة؟؟؟....وكلها حكم ودروس
في الحياة ان كانت حقيقية ام انها تضرب للامثال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د هاشم الفريجي
Admin
د هاشم الفريجي


ذكر عدد المساهمات : 346
نقاط : 595
تاريخ التسجيل : 09/06/2009
الموقع : المؤسس والمشرف العام

القهوجي شيخ للقبيلة Empty
مُساهمةموضوع: رد: القهوجي شيخ للقبيلة القهوجي شيخ للقبيلة I_icon_minitimeالأحد مايو 29, 2011 5:36 am
الاخ ابو نور حكاية رائعة فيها الكثير من الحكمة
حتى لو كانت القصة موضوعة ... ولكني أشعر انها
حقيقية لوجود بيت موال فيها يروي الحادثة
لكن البيت غير موزون ربما بسبب الرواة

دنياك هالفاينه لكبلهه و**لا حبهه
من حيث لن الجذب والزور**لاحبهه
امي العلا ما دنكت للنذل والنذل **لاحبهه
صبح غضنفر وراسه للثريا ** وصل
ولابس من الماهود ستة وسبعة ** وصل
والله لو كطعوني بشفرات الهنادي** وصل
ما ادنك على ايد النذل والله و **لا احبهه