بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
حول
مرحبا بكم فى منتدى الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري
قبيلة البدير من القبائل الزبيديه
قصة بعثة ناسا وأكبر مغامرة في تاريخ رحلات الفضاء
صفحة 1 من اصل 1
قصة بعثة ناسا وأكبر مغامرة في تاريخ رحلات الفضاء
قصة بعثة ناسا وأكبر مغامرة في تاريخ رحلات الفضاء
منذ 50 عاما، عندما انطلقت بعثة أبولو 8 إلى الفضاء، كان برنامج أبولو على حافة الفشل. ولكن النجاح الذي حققته البعثة مهد الطريق للهبوط على القمر بعد بضعة أشهر من عودة بعثة أبولو 8، فضلا عن أنها ألهبت مخيلة البشر برسالة بُثت من مدار القمر عشية عيد الميلاد.
في يوم 21 من ديسمبر/ كانون الأول 1968، وعقارب الساعة تشير إلى 7:50، في قاعدة كيب كانافيرال (التي يطلق عليها الآن كيب كينيدي) بولاية فلوريدا، أحكم طاقم بعثة أبولو 8، فرانك بورمان وجيم لوفيل وبيل أندرس، ربط أحزمة الأمان بمقاعدهم داخل مركبة الفضاء التي سيحملها صاروخ ساترن 5، أقوى آلة صنعها البشر على الإطلاق.
ولم يعد أمام الطاقم سوى الانتظار، فبعد لحظات قليلة سيشتعل تحتهم نحو أربعة ملايين لتر من الوقود، وبحسب معلق قناة بي بي سي الذي كان يراقبهم: "إنهم جالسون على ما يعادل قنبلة ضخمة".
لا شك أن القلق كان يعتري الجميع، وكيف لا، وقد أجريت منذ بضعة أشهر تجربة على صاروخ ساترن 5 غير المأهول، وكانت الاهتزازات العنيفة وتأثير قوة الجاذبية بعد الانطلاق بلحظات كفيلة بإنهاء حياة أي شخص على متن الصاروخ.
وبالرغم من أن الصاروخ قد طرأت عليه تعديلات منذ هذه الحادثة، إلا أن وكالة ناسا الفضائية حذرت زوجة بورمان أكثر من مرة من أن فرص زوجها في النجاة من هذه المهمة لا تتعدى 50 في المئة.
جليد مائي على سطح القمر يبشر بإمكانية الحياة خارج الأرض
سباق الفضاء كما لم تره من قبل
لم يكن أداء صاروخ ساترن 5 هو الهاجس الوحيد الذي يقلق إدارة ناسا، بل إن بعثة أبولو 8، التي ستمثل قفزة نوعية في سباق الهبوط البشري على سطح القمر، كانت ستقوم بمهام لم تقم بها أي بعثة من قبل.
إذ كانت أول مركبة فضائية مأهولة تغادر المدار الأرضي، وتدور حول القمر والأولى التي تعود إلى الأرض بسرعة 40.000 كيلومتر/ ساعة. إذ كانت هذه البعثة مجازفة محسوبة للوصول إلى القمر، الجار الأقرب لكوكب الأرض، قبل الاتحاد السوفيتي.
تقول تيسل موير هارموني، أمينة جناح أبولو بمتحف الطيران والفضاء الوطني بواشنطن العاصمة: "كان قرارا جريئا لأقصى درجة. فلم يخف على أحد في وكالة ناسا آنذاك مدى خطورة إرسال هذه البعثة، ولاقت بسببها الوكالة انتقادات واسعة، كان أبزها من رائد الفضاء البريطاني، سير بيرنارد لوفيل، الذي قال إن الولايات المتحدة تعرّض حياة بشر للخطر".
إلا أن كل هذه التطلعات لم يكن مُخطط لها من البداية، إذ كان الهدف من بعثة أبولو 8 إجراء أول تجربة للوحدة القمرية أبولو في المدار الأرضي، ولكن إنتاج الوحدة القمرية لم يكتمل في الوقت المحدد. بالإضافة إلى أن وكالة الاستخبارات الأمريكية حذرت وكالة ناسا من أن السوفييت على وشك إطلاق بعثتهم المأهولة حول القمر.
طاقم بعثة ابولو 8صدر الصورة،NASA
التعليق على الصورة،لم يكن من السهل على طاقم بعثة أبولو 8 كتابة خطابا من المتوقع أن يشاهده أكبر عدد من المشاهدين في التاريخ
يقول بورمان: "لم ينتبه الجميع إلى أن برنامج أبولو لم يكن رحلة استكشافية ولا اكتشافا علميا، بل كان إحدى معارك الحرب الباردة، ونحن لم نكن إلا مقاتلين في إحدى ساحات معاركها".
وبعد أربعة أشهر فقط من التدريب المكثف، يقول بورمان، الطيار الحربي السابق، إنه رغم مخاوف رؤسائه، لم يخالجه أدنى شك في أن البعثة ستنجح.
ويضيف بورمان: "اضطررنا إلى تغيير خطة البعثة لننفذ الهبوط على القمر قبل نهاية العقد، كما وعد الرئيس جون كينيدي. وفي رأيي، هذه البعثة كانت بالغة الأهمية، لا لأمريكا فحسب، بل للبشر كافة الذين ينعمون بالحرية في جميع أصقاع الأرض".
وعند تشغيل المحركات وبدء العد التنازلي، ارتفع الصاروخ ساترن 5 ببطء عن منصة الإطلاق، ثم تسارع تدريجيا لينطلق نحو سماء فلوريدا الصافية. ويقول بورمان: "شعرت أننا نتأرجح على رأس إبرة، وكان الضجيج حادا ومدويا إلى حد أننا شعرنا أننا نخضع لسيطرة قوة هائلة توجهنا في الفضاء، ولم أشعر أنني أتحكم في أي شيء".
ويتذكر قائلا: "في هذه اللحظة تتنفس بصعوبة شديدة، ويكاد يكون من المستحيل أن تتحرك، ويزداد تسطح مقلة العين ويضيق مجال الرؤية تدريجيا حتى تنعدم الرؤية المحيطية. إنه شعور غريب".
ولم تكد تمر ثمان دقائق حتى أصبحوا في المدار الأرضي، وبعد دورة ونصف حول الأرض شرعوا في تشغيل محرك المرحلة الثالثة من الصاروخ لينطلقوا نحو القمر، وبعد يومين، قطعا خلالهما 402.000 كيلومتر، وفي تمام الساعة 8:55 عشية عيد الميلاد، نفذ بورمان الخطوة الأهم وهي إشعال محرك وحدة خدمة أبولو لدفع المركبة الفضائية إلى مدار القمر.
ويسترجع بورمان قائلا: "استغرق تشغيل محرك وحدة الخدمة نحو أربع دقائق لإبطاء عملية الإطلاق بما يكفي للوصول إلى مدار القمر. وبعد أن قطعنا نحو ثلاثة أرباع الطريق، نظرنا إلى أسفل، فإذا القمر تحتنا".
كان طاقم بعثة أبولو 8 أول طاقم بشري يرى هذا الجانب البعيد من القمر (أي الجانب الخفي الذي يستحيل رؤيته من الأرض) بأم أعينهم.
رأى أفراد طاقم أبولو 8 بأعينهم الجانب المعتم من القمر الذي لم يره بشر قبلهمصدر الصورة،NASA
التعليق على الصورة،رأى أفراد طاقم أبولو 8 بأعينهم الجانب المعتم من القمر الذي لم يره بشر قبلهم
ويقول بورمان: "لا أظن أن جميع الكتب التي درستها في حياتي قد تؤهلني للعيش على سطح القمر بطبيعته القاسية. فإن سطح القمر وعر إلى حد يستعصي على التصديق. رأيت سطحه مليئا بالحفر وفوهات البراكين وبقايا حممها. ولكنه كان مشهدا مثيرا لعالم مختلف".
ولم يندهش الطاقم من منظر القمر فحسب، بل بعد مرور 75 ساعة و48 دقيقة من انطلاق البعثة، لمح أندراس من القمر زرقة الأرض وهي ترتفع فوق الأفق، وفتش في كل مكان عن فيلم ملون لالتقاط المشهد الرائع.
يقول بورمان: "كان التناقض بين القمر الكئيب وكوكب الأرض الأزرق البديع آخاذا، ولاحظنا أن كوكب الأرض هو الجرم الوحيد الملون في الكون بأكمله. يمكنك أن ترى الغيوم البيضاء والقارات بلونها الوردي الضارب إلى البني. كم نحن محظوظون بالعيش على ظهر هذا الكوكب".
وفجأة تحولت البعثة من اختبار خطير لبراعة البشر التكنولوجية وشجاعة رواد الفضاء، إلى تجربة روحانية أثارت مشاعر طاقم البعثة. وبينما لم تُنشر صورة ظهور الأرض إلا بعد عودة طاقم أبولو 8 إلى الأرض، فإن الطاقم أعد هدية أخرى لسكان كوكب الأرض احتفالا بعيد الميلاد المجيد في عام 1968.
تقول موير هارموني: "قبل انطلاق البعثة، قال مسؤول العلاقات العامة بوكالة ناسا لبورمان إنهم يتوقعون أن يتابع البث التليفزيوني من مدار القمر عشية عيد الميلاد نحو مليار شخص، ما يعادل ربع سكان العالم، وهذا يفوق عدد مستمعي أي صوت بشري آخر على مر التاريخ. وأخبره أن يعدّ كلمة مناسبة لإلقائها أمام جمهور المتابعين."
ويقول بورمان: "هذه لحظة من اللحظات الفارقة في تاريخ أي بلد ينعم بالديمقراطية. تخيل لو كان السوفييت مكاننا لكنا تحدثنا عن فضل لينين وستالين، ولكن في المقابل قيل لنا أن نختار كلمة مناسبة وحسب".
إلا أن إعداد هذه "الكلمة المناسبة" لم يكن بالأمر الهين. ويقول بورمان: "حاول ثلاثتنا بمساعدة زوجاتنا التفكير في أي شيء مناسب لنلقيه على مسامع المتابعين، ولم نتوصل لشيء".
ولجأ بورمان إلى أحد أصدقائه، الذي استعان بدوره بمراسل حربي متقاعد يُدعى جو لايتون، ويقول بورمان: "على حد علمي، سهر لايتون الليل بأكمله وهو يكتب كلمات على الورق ثم لا يلبث أن يجعّدها ويلقيها على الأرض، وعندما رأته زوجته، التي شاركت سابقا في صفوف المقاومة الفرنسية في الحرب العالمية الثانية، اقترحت عليه أن يبدأ من البداية".
بعثة أبولو 8 أثّرت على نظرتنا إلى كوكب الأرض ومكاننا في الكونصدر الصورة،NASA
التعليق على الصورة،بعثة أبولو 8 أثّرت على نظرتنا إلى كوكب الأرض ومكاننا في الكون
وعند بدء التصوير، أخذت المركبة الفضائية تقترب من شروق الشمس على القمر عشية عيد الميلاد (بتوقيت الولايات المتحدة الأمريكية)، وشرع طاقم البعثة في قراءة سفر التكوين بالتناوب، واستهل أندرز بقراءة: "في البدء..."، واختتم بورمان قائلا: "نتمنى لكم ليلة سعيدة وحظا سعيدا وعيدا سعيدا، وبارككم الله جميعا، جميع البشر على كوكب الأرض الرائع".
ويقول بورمان: "كنا على قناعة حينها أن هذه الكلمة هي الأنسب لهذا المناسبة للتعبير عن الرهبة التي تملكتني، وحدي على الأقل، من مدى ضآلة حجمنا جميعا بالنسبة إلى الكون. فمن المستحيل أن يكون هذا الكون بضخامته ودقة تنظيمة قد خُلق من تلقاء نفسه من دون تدخل إلهي".
غير أن البعثة لم تنته بعد. ففي يوم عيد الميلاد شغّل بورمان المحرك مرة أخرى ليغادر مدار القمر. ويقول: "نفذنا عملية إشعال المحرك لدفع المركبة إلى المدار الأرضي عندما كنا على الجانب البعيد من القمر، فلو أخفقت عملية الإطلاق، لكنا الآن لا نزال ندور حول القمر".
ولم يفت مركز المراقبة والتحكم الأرضي في البعثة أن يرسل هدايا عيد الميلاد للطاقم على متن المركبة، والتي كانت عبارة عن وجبة من الديك الرومي المغطى بالصلصة البنية الكثيفة، وملفوفة في ورق هدايا لامع غير قابل للاشتعال.
ويقول بورمان: "وضع دِك سلايتون (رئيس الطاقم)، خلسة وسط أمتعته ثلاث جرعات صغيرة قوية المفعول من مشروب البراندي ولكننا لم نشربها، فقد خشيت أن أتحمل تبعات أي خطأ يقع دون أن ندري".
وفي يوم 27 ديسمبر/ كانون الأول، عاد الطاقم إلى الأرض، إذ هبطت المركبة بالقرب من الهدف في المحيط الهادئ. وقد كانت نهاية مثالية لبعثة ناجحة، أثبتت أن الرحلات الفضائية إلى القمر ستؤتي ثمارها.
وتقول موير هارموني: "لم تحقق بعثة أبولو 8 إنجازا علميا وهندسيا تاريخيا فحسب، إنما أسهمت أيضا في توسيع آفاق التجارب البشرية، وأثّرت على نظرتنا للأرض ومكان البشر في الكون".
أما الكولونيل بورمان، الذي لا يزال يحتفظ بروح المقاتل في الحرب الباردة رغم بلوغه 90 عاما، فيرى أن الإنجاز الحقيقي لآخر البعثات التي شارك فيها هو تقدُم أمريكا على غريمها الاتحاد السوفيتي في السباق نحو القمر.
ويقول بورمان: "لا أخفيك سرا أنني لم أكترث لإرث بعثة أبولو 8. فبعد أن نجحت بعثة أبولو 11 (في تنفيذ أول هبوط بشري على سطح القمر)، لم أعد أهتم ببرنامج أبولو، إذ شاركت من البداية في البرنامج لأقاتل في إحدى معارك الحرب الباردة، وقد انتصرنا".
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Future
-----------------------------------------------------
يمكنكم استلام إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.
المزيد حول هذه القصة
القمر
جليد مائي على سطح القمر يبشر بإمكانية الحياة خارج الأرض
22 أغسطس/ آب 2018
سباق الفضاء كما لم تره من قبل
سباق الفضاء كما لم تره من قبل
29 أكتوبر/ تشرين الأول 2018
الأخبار الرئيسية
إسرائيل تشهد إضرابا شاملا ينتهي اليوم وسط ضغوط لإبرام اتفاق لإعادة الرهائن المتبقين من غزة
قبل 2 ساعة
إسرائيل تفرض طوقا أمنيا على مخيم جنين والطيران الحربي يحلق في سماء المدينة
قبل ساعة واحدة
كيف يمكن لإسرائيل تفادي وقوع المزيد من الرهائن في يد حماس؟- "تايمز أوف إسرائيل"
قبل 50 دقيقة
اخترنا لكم
محمد جابر المعروف باسم "أبو شجاع"
ماذا بعد إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل أبو شجاع في الضفة الغربية؟
29 أغسطس/ آب 2024
أسس بافيل دوروف تطبيق تلغرام في عام 2013
مؤسس تليغرام بافيل دوروف خارج السجن الفرنسي مؤقتاً
29 أغسطس/ آب 2024
توافد أعداد كبيرة من الزائرين لزيارة مرقد الإمام الحسين
زيارة الأربعين: لماذا يتوافد الملايين إلى كربلاء؟
23 أغسطس/ آب 2024
صورة تظهر القبض على الليبيين ال ٩٥
لغز تدريبات الليبيين في جنوب أفريقيا.. هل تعرضت قوات حفتر لخديعة؟
21 أغسطس/ آب 2024
يشعر حقوقيون بالقلق من مشروع القانون الذي قدم للبرلمان العراقي، خشية أن يؤدي إلى تراجع حقوق المرأة ورفع القيود عن زواج القاصرات
هل يستعد مجلس النواب العراقي لتشريع زواج الأطفال حقاً؟
20 أغسطس/ آب 2024
البرهان، بلينكن وحميدتي
لماذا تصرّ واشنطن على إنجاز مفاوضات جنيف رغم إمعان ممثلي الجيش السوداني في الغياب؟
17 أغسطس/ آب 2024
الأكثر قراءة
1
ما هي خيارات مصر المستقبلية بعد اكتمال ملء خزان سد النهضة الإثيوبي؟
2
إسرائيل تشهد إضرابا شاملا ينتهي اليوم وسط ضغوط لإبرام اتفاق لإعادة الرهائن المتبقين من غزة
3
سجين في "بيت المرايا" في بنغلاديش: العويل كان مرعبا
4
اليمين المتطرف في ألمانيا يشيد بالنصر "التاريخي" في الانتخابات في الشرق
5
كيف يمكن لإسرائيل تفادي وقوع المزيد من الرهائن في يد حماس؟- "تايمز أوف إسرائيل"
6
اغتصاب جماعي لسائحة إسبانية أمام زوجها في الهند
آخر تحديث 5 مارس/ آذار 2024
7
بريطانيون يعلنون عن حاجتهم لرفقاء في الانتحار
8
من هم أبرز قادة حر
منذ 50 عاما، عندما انطلقت بعثة أبولو 8 إلى الفضاء، كان برنامج أبولو على حافة الفشل. ولكن النجاح الذي حققته البعثة مهد الطريق للهبوط على القمر بعد بضعة أشهر من عودة بعثة أبولو 8، فضلا عن أنها ألهبت مخيلة البشر برسالة بُثت من مدار القمر عشية عيد الميلاد.
في يوم 21 من ديسمبر/ كانون الأول 1968، وعقارب الساعة تشير إلى 7:50، في قاعدة كيب كانافيرال (التي يطلق عليها الآن كيب كينيدي) بولاية فلوريدا، أحكم طاقم بعثة أبولو 8، فرانك بورمان وجيم لوفيل وبيل أندرس، ربط أحزمة الأمان بمقاعدهم داخل مركبة الفضاء التي سيحملها صاروخ ساترن 5، أقوى آلة صنعها البشر على الإطلاق.
ولم يعد أمام الطاقم سوى الانتظار، فبعد لحظات قليلة سيشتعل تحتهم نحو أربعة ملايين لتر من الوقود، وبحسب معلق قناة بي بي سي الذي كان يراقبهم: "إنهم جالسون على ما يعادل قنبلة ضخمة".
لا شك أن القلق كان يعتري الجميع، وكيف لا، وقد أجريت منذ بضعة أشهر تجربة على صاروخ ساترن 5 غير المأهول، وكانت الاهتزازات العنيفة وتأثير قوة الجاذبية بعد الانطلاق بلحظات كفيلة بإنهاء حياة أي شخص على متن الصاروخ.
وبالرغم من أن الصاروخ قد طرأت عليه تعديلات منذ هذه الحادثة، إلا أن وكالة ناسا الفضائية حذرت زوجة بورمان أكثر من مرة من أن فرص زوجها في النجاة من هذه المهمة لا تتعدى 50 في المئة.
جليد مائي على سطح القمر يبشر بإمكانية الحياة خارج الأرض
سباق الفضاء كما لم تره من قبل
لم يكن أداء صاروخ ساترن 5 هو الهاجس الوحيد الذي يقلق إدارة ناسا، بل إن بعثة أبولو 8، التي ستمثل قفزة نوعية في سباق الهبوط البشري على سطح القمر، كانت ستقوم بمهام لم تقم بها أي بعثة من قبل.
إذ كانت أول مركبة فضائية مأهولة تغادر المدار الأرضي، وتدور حول القمر والأولى التي تعود إلى الأرض بسرعة 40.000 كيلومتر/ ساعة. إذ كانت هذه البعثة مجازفة محسوبة للوصول إلى القمر، الجار الأقرب لكوكب الأرض، قبل الاتحاد السوفيتي.
تقول تيسل موير هارموني، أمينة جناح أبولو بمتحف الطيران والفضاء الوطني بواشنطن العاصمة: "كان قرارا جريئا لأقصى درجة. فلم يخف على أحد في وكالة ناسا آنذاك مدى خطورة إرسال هذه البعثة، ولاقت بسببها الوكالة انتقادات واسعة، كان أبزها من رائد الفضاء البريطاني، سير بيرنارد لوفيل، الذي قال إن الولايات المتحدة تعرّض حياة بشر للخطر".
إلا أن كل هذه التطلعات لم يكن مُخطط لها من البداية، إذ كان الهدف من بعثة أبولو 8 إجراء أول تجربة للوحدة القمرية أبولو في المدار الأرضي، ولكن إنتاج الوحدة القمرية لم يكتمل في الوقت المحدد. بالإضافة إلى أن وكالة الاستخبارات الأمريكية حذرت وكالة ناسا من أن السوفييت على وشك إطلاق بعثتهم المأهولة حول القمر.
طاقم بعثة ابولو 8صدر الصورة،NASA
التعليق على الصورة،لم يكن من السهل على طاقم بعثة أبولو 8 كتابة خطابا من المتوقع أن يشاهده أكبر عدد من المشاهدين في التاريخ
يقول بورمان: "لم ينتبه الجميع إلى أن برنامج أبولو لم يكن رحلة استكشافية ولا اكتشافا علميا، بل كان إحدى معارك الحرب الباردة، ونحن لم نكن إلا مقاتلين في إحدى ساحات معاركها".
وبعد أربعة أشهر فقط من التدريب المكثف، يقول بورمان، الطيار الحربي السابق، إنه رغم مخاوف رؤسائه، لم يخالجه أدنى شك في أن البعثة ستنجح.
ويضيف بورمان: "اضطررنا إلى تغيير خطة البعثة لننفذ الهبوط على القمر قبل نهاية العقد، كما وعد الرئيس جون كينيدي. وفي رأيي، هذه البعثة كانت بالغة الأهمية، لا لأمريكا فحسب، بل للبشر كافة الذين ينعمون بالحرية في جميع أصقاع الأرض".
وعند تشغيل المحركات وبدء العد التنازلي، ارتفع الصاروخ ساترن 5 ببطء عن منصة الإطلاق، ثم تسارع تدريجيا لينطلق نحو سماء فلوريدا الصافية. ويقول بورمان: "شعرت أننا نتأرجح على رأس إبرة، وكان الضجيج حادا ومدويا إلى حد أننا شعرنا أننا نخضع لسيطرة قوة هائلة توجهنا في الفضاء، ولم أشعر أنني أتحكم في أي شيء".
ويتذكر قائلا: "في هذه اللحظة تتنفس بصعوبة شديدة، ويكاد يكون من المستحيل أن تتحرك، ويزداد تسطح مقلة العين ويضيق مجال الرؤية تدريجيا حتى تنعدم الرؤية المحيطية. إنه شعور غريب".
ولم تكد تمر ثمان دقائق حتى أصبحوا في المدار الأرضي، وبعد دورة ونصف حول الأرض شرعوا في تشغيل محرك المرحلة الثالثة من الصاروخ لينطلقوا نحو القمر، وبعد يومين، قطعا خلالهما 402.000 كيلومتر، وفي تمام الساعة 8:55 عشية عيد الميلاد، نفذ بورمان الخطوة الأهم وهي إشعال محرك وحدة خدمة أبولو لدفع المركبة الفضائية إلى مدار القمر.
ويسترجع بورمان قائلا: "استغرق تشغيل محرك وحدة الخدمة نحو أربع دقائق لإبطاء عملية الإطلاق بما يكفي للوصول إلى مدار القمر. وبعد أن قطعنا نحو ثلاثة أرباع الطريق، نظرنا إلى أسفل، فإذا القمر تحتنا".
كان طاقم بعثة أبولو 8 أول طاقم بشري يرى هذا الجانب البعيد من القمر (أي الجانب الخفي الذي يستحيل رؤيته من الأرض) بأم أعينهم.
رأى أفراد طاقم أبولو 8 بأعينهم الجانب المعتم من القمر الذي لم يره بشر قبلهمصدر الصورة،NASA
التعليق على الصورة،رأى أفراد طاقم أبولو 8 بأعينهم الجانب المعتم من القمر الذي لم يره بشر قبلهم
ويقول بورمان: "لا أظن أن جميع الكتب التي درستها في حياتي قد تؤهلني للعيش على سطح القمر بطبيعته القاسية. فإن سطح القمر وعر إلى حد يستعصي على التصديق. رأيت سطحه مليئا بالحفر وفوهات البراكين وبقايا حممها. ولكنه كان مشهدا مثيرا لعالم مختلف".
ولم يندهش الطاقم من منظر القمر فحسب، بل بعد مرور 75 ساعة و48 دقيقة من انطلاق البعثة، لمح أندراس من القمر زرقة الأرض وهي ترتفع فوق الأفق، وفتش في كل مكان عن فيلم ملون لالتقاط المشهد الرائع.
يقول بورمان: "كان التناقض بين القمر الكئيب وكوكب الأرض الأزرق البديع آخاذا، ولاحظنا أن كوكب الأرض هو الجرم الوحيد الملون في الكون بأكمله. يمكنك أن ترى الغيوم البيضاء والقارات بلونها الوردي الضارب إلى البني. كم نحن محظوظون بالعيش على ظهر هذا الكوكب".
وفجأة تحولت البعثة من اختبار خطير لبراعة البشر التكنولوجية وشجاعة رواد الفضاء، إلى تجربة روحانية أثارت مشاعر طاقم البعثة. وبينما لم تُنشر صورة ظهور الأرض إلا بعد عودة طاقم أبولو 8 إلى الأرض، فإن الطاقم أعد هدية أخرى لسكان كوكب الأرض احتفالا بعيد الميلاد المجيد في عام 1968.
تقول موير هارموني: "قبل انطلاق البعثة، قال مسؤول العلاقات العامة بوكالة ناسا لبورمان إنهم يتوقعون أن يتابع البث التليفزيوني من مدار القمر عشية عيد الميلاد نحو مليار شخص، ما يعادل ربع سكان العالم، وهذا يفوق عدد مستمعي أي صوت بشري آخر على مر التاريخ. وأخبره أن يعدّ كلمة مناسبة لإلقائها أمام جمهور المتابعين."
ويقول بورمان: "هذه لحظة من اللحظات الفارقة في تاريخ أي بلد ينعم بالديمقراطية. تخيل لو كان السوفييت مكاننا لكنا تحدثنا عن فضل لينين وستالين، ولكن في المقابل قيل لنا أن نختار كلمة مناسبة وحسب".
إلا أن إعداد هذه "الكلمة المناسبة" لم يكن بالأمر الهين. ويقول بورمان: "حاول ثلاثتنا بمساعدة زوجاتنا التفكير في أي شيء مناسب لنلقيه على مسامع المتابعين، ولم نتوصل لشيء".
ولجأ بورمان إلى أحد أصدقائه، الذي استعان بدوره بمراسل حربي متقاعد يُدعى جو لايتون، ويقول بورمان: "على حد علمي، سهر لايتون الليل بأكمله وهو يكتب كلمات على الورق ثم لا يلبث أن يجعّدها ويلقيها على الأرض، وعندما رأته زوجته، التي شاركت سابقا في صفوف المقاومة الفرنسية في الحرب العالمية الثانية، اقترحت عليه أن يبدأ من البداية".
بعثة أبولو 8 أثّرت على نظرتنا إلى كوكب الأرض ومكاننا في الكونصدر الصورة،NASA
التعليق على الصورة،بعثة أبولو 8 أثّرت على نظرتنا إلى كوكب الأرض ومكاننا في الكون
وعند بدء التصوير، أخذت المركبة الفضائية تقترب من شروق الشمس على القمر عشية عيد الميلاد (بتوقيت الولايات المتحدة الأمريكية)، وشرع طاقم البعثة في قراءة سفر التكوين بالتناوب، واستهل أندرز بقراءة: "في البدء..."، واختتم بورمان قائلا: "نتمنى لكم ليلة سعيدة وحظا سعيدا وعيدا سعيدا، وبارككم الله جميعا، جميع البشر على كوكب الأرض الرائع".
ويقول بورمان: "كنا على قناعة حينها أن هذه الكلمة هي الأنسب لهذا المناسبة للتعبير عن الرهبة التي تملكتني، وحدي على الأقل، من مدى ضآلة حجمنا جميعا بالنسبة إلى الكون. فمن المستحيل أن يكون هذا الكون بضخامته ودقة تنظيمة قد خُلق من تلقاء نفسه من دون تدخل إلهي".
غير أن البعثة لم تنته بعد. ففي يوم عيد الميلاد شغّل بورمان المحرك مرة أخرى ليغادر مدار القمر. ويقول: "نفذنا عملية إشعال المحرك لدفع المركبة إلى المدار الأرضي عندما كنا على الجانب البعيد من القمر، فلو أخفقت عملية الإطلاق، لكنا الآن لا نزال ندور حول القمر".
ولم يفت مركز المراقبة والتحكم الأرضي في البعثة أن يرسل هدايا عيد الميلاد للطاقم على متن المركبة، والتي كانت عبارة عن وجبة من الديك الرومي المغطى بالصلصة البنية الكثيفة، وملفوفة في ورق هدايا لامع غير قابل للاشتعال.
ويقول بورمان: "وضع دِك سلايتون (رئيس الطاقم)، خلسة وسط أمتعته ثلاث جرعات صغيرة قوية المفعول من مشروب البراندي ولكننا لم نشربها، فقد خشيت أن أتحمل تبعات أي خطأ يقع دون أن ندري".
وفي يوم 27 ديسمبر/ كانون الأول، عاد الطاقم إلى الأرض، إذ هبطت المركبة بالقرب من الهدف في المحيط الهادئ. وقد كانت نهاية مثالية لبعثة ناجحة، أثبتت أن الرحلات الفضائية إلى القمر ستؤتي ثمارها.
وتقول موير هارموني: "لم تحقق بعثة أبولو 8 إنجازا علميا وهندسيا تاريخيا فحسب، إنما أسهمت أيضا في توسيع آفاق التجارب البشرية، وأثّرت على نظرتنا للأرض ومكان البشر في الكون".
أما الكولونيل بورمان، الذي لا يزال يحتفظ بروح المقاتل في الحرب الباردة رغم بلوغه 90 عاما، فيرى أن الإنجاز الحقيقي لآخر البعثات التي شارك فيها هو تقدُم أمريكا على غريمها الاتحاد السوفيتي في السباق نحو القمر.
ويقول بورمان: "لا أخفيك سرا أنني لم أكترث لإرث بعثة أبولو 8. فبعد أن نجحت بعثة أبولو 11 (في تنفيذ أول هبوط بشري على سطح القمر)، لم أعد أهتم ببرنامج أبولو، إذ شاركت من البداية في البرنامج لأقاتل في إحدى معارك الحرب الباردة، وقد انتصرنا".
يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Future
-----------------------------------------------------
يمكنكم استلام إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.
المزيد حول هذه القصة
القمر
جليد مائي على سطح القمر يبشر بإمكانية الحياة خارج الأرض
22 أغسطس/ آب 2018
سباق الفضاء كما لم تره من قبل
سباق الفضاء كما لم تره من قبل
29 أكتوبر/ تشرين الأول 2018
الأخبار الرئيسية
إسرائيل تشهد إضرابا شاملا ينتهي اليوم وسط ضغوط لإبرام اتفاق لإعادة الرهائن المتبقين من غزة
قبل 2 ساعة
إسرائيل تفرض طوقا أمنيا على مخيم جنين والطيران الحربي يحلق في سماء المدينة
قبل ساعة واحدة
كيف يمكن لإسرائيل تفادي وقوع المزيد من الرهائن في يد حماس؟- "تايمز أوف إسرائيل"
قبل 50 دقيقة
اخترنا لكم
محمد جابر المعروف باسم "أبو شجاع"
ماذا بعد إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل أبو شجاع في الضفة الغربية؟
29 أغسطس/ آب 2024
أسس بافيل دوروف تطبيق تلغرام في عام 2013
مؤسس تليغرام بافيل دوروف خارج السجن الفرنسي مؤقتاً
29 أغسطس/ آب 2024
توافد أعداد كبيرة من الزائرين لزيارة مرقد الإمام الحسين
زيارة الأربعين: لماذا يتوافد الملايين إلى كربلاء؟
23 أغسطس/ آب 2024
صورة تظهر القبض على الليبيين ال ٩٥
لغز تدريبات الليبيين في جنوب أفريقيا.. هل تعرضت قوات حفتر لخديعة؟
21 أغسطس/ آب 2024
يشعر حقوقيون بالقلق من مشروع القانون الذي قدم للبرلمان العراقي، خشية أن يؤدي إلى تراجع حقوق المرأة ورفع القيود عن زواج القاصرات
هل يستعد مجلس النواب العراقي لتشريع زواج الأطفال حقاً؟
20 أغسطس/ آب 2024
البرهان، بلينكن وحميدتي
لماذا تصرّ واشنطن على إنجاز مفاوضات جنيف رغم إمعان ممثلي الجيش السوداني في الغياب؟
17 أغسطس/ آب 2024
الأكثر قراءة
1
ما هي خيارات مصر المستقبلية بعد اكتمال ملء خزان سد النهضة الإثيوبي؟
2
إسرائيل تشهد إضرابا شاملا ينتهي اليوم وسط ضغوط لإبرام اتفاق لإعادة الرهائن المتبقين من غزة
3
سجين في "بيت المرايا" في بنغلاديش: العويل كان مرعبا
4
اليمين المتطرف في ألمانيا يشيد بالنصر "التاريخي" في الانتخابات في الشرق
5
كيف يمكن لإسرائيل تفادي وقوع المزيد من الرهائن في يد حماس؟- "تايمز أوف إسرائيل"
6
اغتصاب جماعي لسائحة إسبانية أمام زوجها في الهند
آخر تحديث 5 مارس/ آذار 2024
7
بريطانيون يعلنون عن حاجتهم لرفقاء في الانتحار
8
من هم أبرز قادة حر
سباق الفضاء كما لم تره من قبل
سباق الفضاء كما لم تره من قبل
مرت قرابة خمسين عاما منذ وصل رواد الفضاء برحلة أبولو إلى سطح القمر، ومنذ ذلك الحين وآلاف الصفحات قد كُتبت عن تلك الرحلة وغدت الصور التي التقطها رواد الفضاء الأمريكيون والروس خلال تسابقهم للوصول إلى أقرب الأجرام السماوية إلينا لا تبرح ذاكرة البشر.
لكن تلك الصور لا تروي ظمأ التواقين للتمعن في جنبات الفضاء وسكون سطح القمر، لأنها رغم روعتها غير مجسمة ولا يمكن للناظر أن يشعر أنه جزء منها.
ولكن الآن وبفضل برامج الصور الحديثة مثل "فوتوشوب" بات بالإمكان تحويل تلك الصور إلى صور ثلاثية الأبعاد، رغم أن ذلك ليس بالعمل السهل، وخير شاهد على ذلك هو برايان ماي.
ربما يُعرف ماي بعزفه للغيتار ضمن فرقة كوين، التي تعد إحدى أكبر فرق الروك في العالم، لكن قليلين يعرفون أنه حاصل على دكتوراة في فيزياء الفضاء وأنه عاشق منذ صباه للتصوير المجسم، وهي طريقة يتم بها تحويل الصور المطبوعة والرقمية إلى صور ثلاثية الأبعاد.
واليوم جمع ماي عشقه للفضاء والتصوير المجسم في كتاب تابع خلاله السباق السوفييتي الأمريكي للوصول إلى القمر، وعاونه في ذلك ديفيد إيشر.
سباق الفضاء كما لم تره من قبلصدر الصورة،LONDON STEREOSCOPIC COMPANY
التعليق على الصورة،يضم الكتاب بعض أبرز صور سباق الفضاء، مثل أول سير في الفضاء لرائد الفضاء الأمريكي إد وايت عام 1965
زارت "بي بي سي" ماي بمقر داره للنشر والتي تحمل اسم "دار لندن للتصوير المجسم" وتقع بدرب ريفي تحفه الأشجار وتبعد نصف ساعة غربي العاصمة البريطانية لندن. وجمع عازف الغيتار البالغ من العمر 71 عاما تشكيلة ضخمة من الصور المجسمة تعود إلى العصر الفيكتوري، فضلا عن كاميرات ومكبرات عديدة تُستخدم في النظر إلى الصور، فيما يعد متحفا شخصيا للتصوير ثلاثي الأبعاد نشأت فكرته بمصادفة سعيدة خلال الطفولة غرست فيه حب التصوير المجسم والذي لم يفارقه طيلة حياته.
وعندما كان ماي في السابعة من عمره وجد بطاقة داخل علبة طعام عليها صورتان مطبوعتان متلاصقتان. أنفق ماي القليل من المال في ذلك الوقت على شراء منظار مجسم يمكنه من رؤيتهما كصورة ثلاثية الأبعاد، مطالعا صورة لفرس النهر فاتحا فكيه بشكل طبيعي لم يعهده من قبل، وهي الصورة التي انطبعت في ذهنه منذ ذلك الحين حتى أصبح التصوير المجسم أمرا لا يفارق مخيلته. ويمكن للزائر لدار ماي أن يري حتى يومنا هذا البطاقة والغلاف الذي جاءت فيه وكذا منظاره الأول المتواضع، بينما يعرض على فريق "بي بي سي" أول صورة مجسمة له، والتي كانت لأبيه وهو يعيد طلاء مطبخ منزله القديم قبل ستين عاما.
ونشرت دار لندن للتصوير المجسم عدة كتب عن التصوير ثلاثي الأبعاد، لكن ماي يقول إن الكتاب الأخير يتجاوز كل ما قبله.
يقول ماي: "كتاب الرحلة إلى القمر نُشر لولعنا جميعا بصورة القمر التي مازلنا نذكرها نحن الكبار وكأن أعيننا وقعت عليها البارحة، رغم أن خمسين عاما مضت عليها!"
ويضيف: "لم يسبق أن ألف أحد كتابا ثلاثي الأبعاد عن تاريخ بعثات أبولو بالكامل، وقد رأينا أنه حري بنا القيام بذلك لو توافرت المادة المطلوبة. ويعود الفضل للصديقة العزيزة كلوديا مانزوني في تفقد سجلات وكالة ناسا للفضاء والحصول على الصور المطلوبة، وهي التي أمضت جل حياتها في البحث بين تلك السجلات".
سباق الفضاء كما لم تره من قبلصدر الصورة،CREDIT: LONDON STEREOSCOPIC COMPANY
التعليق على الصورة،يلزم رؤية الصور المتلازمة بمنظار خاص حتى تبدو مجسمة
وخلال الستينات من القرن الماضي صادف سباق الفضاء أوج صناعة الأفلام، وكانت هناك كاميرات ثلاثية الأبعاد أنتجتها شركات عدة؛ ذات ثلاث عدسات في مقدمتها، وتكون إحداها للنظر منها والأخريان لالتقاط الصور بفارق زمني بسيط بين كل صورة، وهي طريقة لم تعد مستخدمة منذ انتشار الكمبيوتر، ومع ذلك طالما استخدمها ماي حتى أصبح ملما بتفصيلها بالكامل.
يقول ماي عن ذلك: "تعتمد تقنية ثلاثية الأبعاد على رؤيتين متلازمتين. نحن لدينا عينان، والسبب في أننا نرى الأشياء بشكل مجسم مبهر من حولنا منذ أن نصحو وحتى ننام هو أن المخ البشري يدمج صورتين مختلفتين قليلا لنفس الشيء صانعا صورة أعمق. إنه أمر غامض ومدهش، ويصعب إدراكه كاملا رغم أنه يجري داخل المخ باستمرار".
ويضيف: "وفي التصوير ثلاثي الأبعاد نحاكي نفس العملية بالتقاط صورة من هنا وصورة من هنا، والنظر لإحداها بعين والأخرى بالعين الأخرى".
ويتابع: "حين صعد الرواد إلى الفضاء لم يكن بصحبتهم كاميرات مجسمة، ولكنهم تدربوا قليلا على أسلوب التصوير المجسم، الأمر الذي مكنهم في وقت لاحق من تحويل صورهم العادية إلى صور ثلاثية الأبعاد. وكثيرا ما التفتوا لمهام أخرى ولم يكن التصوير المجسم على رأس أولويتهم، ولكن منهم من تذكر التقاط صورة ثم التقاط صورة أخرى للمشهد نفسه بحيث يمكن تجسيمها لاحقا. ولكن تعين البحث طويلا للعثور على الصور المتلازمة".
ويضيف: "بينما كان نيل أرمسترونغ وباز الدرين يطآن سطح القمر، كان مايكل كولينز (رائد الفضاء الذي كان معهما في رحلة أبولو-11) يلتقط صورا للفوهات على الجانب الآخر من سطح القمر بحس مرهف".
ويتابع: "تحدثنا إليه مؤخرا وسألناه إن كان قد التقط تلك الصور عن قصد وجاء رده بالسلب، لقد التقط الصور دون أن يكن تجسيمها في حسبانه".
سباق الفضاء كما لم تره من قبلصدر الصورة،LONDON STEREOSCOPIC COMPANY
التعليق على الصورة،يبرز الكتاب أبعادا جديدة لبعض أبرز صور سباق الفضاء ومنها صورة لنيل أرمسترونغ وباز الدرين
لكن بعد العثور على الصور المطلوبة، أصبح يتعين على ماي وفريقه إعدادها للتجسيم.
يقول ماي: "الأمر يستهويني لأبعد حد، فحتى مع جولات (فرقة) كوين كنت استيقظ في غرفتي بالفندق في الثالثة صباحا وأعمل على دمج صورتين أرسلتهما كلوديا لتجسيمهما. وهو ما ترونه في الكتاب".
ويضيف: "لست أول شخص يجسم صورا بهذه الطريقة، لكني أعتقد أننا الأكثر دأبا على ذلك. فلدينا من الصور المتلازمة 200 صورة بالكتاب، وجميعها قابلة للتجسيم".
ويمكن إضافة حب الاختراع إلى إنجازات ماي العديدة، فالكتاب يحمل براءة اختراع نظام منظار "أويل" المتلازم، وهو عبارة عن عدستين بلاستيكيتين مرفقتين بالكتاب تمكنان من رؤية الصور مجسمة. والاختراع جاء بعد سنوات قضاها ماي في جمع المناظير المختلفة منذ الأيام الأولى لفرقة كوين ليتمكن من تضمين الخصائص الأفضل في منظار واحد.
يقول ماي: "عندما تنظر إلى أي صورتين متلازمتين هنا، فكل ما يتعين عليك القيام به هو التأني لبرهة من أجل التركيز في البؤرة وحتى ترتخي العين، عندها ستري أمرا عجيبا! ستري صورة مجسمة. في بعض الأحيان نرى الأمر نفسه في أفلام، فمثلا لدينا فيلم لأليكسي ليونوف، أول إنسان يمشي في الفضاء، وليس لديه كاميرا مجسمة ولكن كاميرا فيديو، وهو يدور". والصورة من لقطات قصيرة تصور ليونوف وهو يمشي خارج مركبة فوسخود-2 السوفيتية عام 1965 وعلى خوذته الأحرف الأولى للاتحاد السوفييتي باللغة الروسية.
ويضيف: "الفضل في هذا العمل لا يرجع لي وحدي بل لفريق رائع، فقد كتب ديفيد إيشر النص، وهو كاتب ممتاز ويرأس تحرير مجلة أسترونومي، وقد عملنا معا كفريق".
ويتابع: "أنا فخور جدا بهذا الكتاب، وأعتقد أنه من أجمل ما ألفنا، وقد أنجزنا الكثير من الكتب المجسمة، وأظن أنه الكتاب السادس، وكثير منها كتب مجسمة تقليدية بطريقة شاعت في العصر الفيكتوري ومازالت قائمة وقد نقلنا تقنيتها إلى القرن الحادي والعشرين".
سباق الفضاء كما لم تره من قبلصدر الصورة،LONDON STEREOSCOPIC COMPANY
التعليق على الصورة،يتطرق الكتاب أيضا لإنجازات الفضاء منذ أوج الحرب الباردة
ولا تكتمل قصة سباق القمر دون ذكر اليوم الذي وطأ فيه بشر سطحه، وليس غريبا أن يذكر ماي تحديدا أين كان حين وقع الحدث المشهود.
يقول: "لا يمكنني أن أنسى، أظن جميعنا كذلك لا ننسى أين كنا حين يقع شيء مؤثر جدا. أذكر تماما أين كنا، كنت في كورنوول برفقة روغ، طبال الفرقة في أيامها الأولى. كنا بمنزل والدته ووقفنا حول شاشة التلفاز الصغيرة لنشاهد الحدث، وبدا أمرا لا يصدق، ومازال حيا بذاكرتي الآن كأنه حدث توا رغم مرور نصف قرن".
ويعرف معظمنا رائد الفضاء نيل أرمسترونغ، الذي مات عام 2012، من صوته عبر الأثير يوم وطأ سطح القمر، ومن الصور، لكن ماي تربطه علاقة أقرب بأرمسترونغ.
يقول ماي: "أسعدني الحظ بقضاء وقت مع نيل أرمسترونغ، وليت الزمان يعود بي لأدرك قيمة ذلك الوقت أكثر. التقيت به وحدي على وجبة الإفطار أعلى جبال كالديرا بجزيرة لابالما، وتحدثنا عن الدنيا ومشاكلها، ولم نتحدث كثيرا عما فعله على سطح القمر، فقد أدركت حينها أن الجميع لا يكلون من سؤاله عن نفس الشيء. ليتني عرفت وقتها ما أعرفه الآن، كنت سألته بشكل أفضل!"
-
مرت قرابة خمسين عاما منذ وصل رواد الفضاء برحلة أبولو إلى سطح القمر، ومنذ ذلك الحين وآلاف الصفحات قد كُتبت عن تلك الرحلة وغدت الصور التي التقطها رواد الفضاء الأمريكيون والروس خلال تسابقهم للوصول إلى أقرب الأجرام السماوية إلينا لا تبرح ذاكرة البشر.
لكن تلك الصور لا تروي ظمأ التواقين للتمعن في جنبات الفضاء وسكون سطح القمر، لأنها رغم روعتها غير مجسمة ولا يمكن للناظر أن يشعر أنه جزء منها.
ولكن الآن وبفضل برامج الصور الحديثة مثل "فوتوشوب" بات بالإمكان تحويل تلك الصور إلى صور ثلاثية الأبعاد، رغم أن ذلك ليس بالعمل السهل، وخير شاهد على ذلك هو برايان ماي.
ربما يُعرف ماي بعزفه للغيتار ضمن فرقة كوين، التي تعد إحدى أكبر فرق الروك في العالم، لكن قليلين يعرفون أنه حاصل على دكتوراة في فيزياء الفضاء وأنه عاشق منذ صباه للتصوير المجسم، وهي طريقة يتم بها تحويل الصور المطبوعة والرقمية إلى صور ثلاثية الأبعاد.
واليوم جمع ماي عشقه للفضاء والتصوير المجسم في كتاب تابع خلاله السباق السوفييتي الأمريكي للوصول إلى القمر، وعاونه في ذلك ديفيد إيشر.
سباق الفضاء كما لم تره من قبلصدر الصورة،LONDON STEREOSCOPIC COMPANY
التعليق على الصورة،يضم الكتاب بعض أبرز صور سباق الفضاء، مثل أول سير في الفضاء لرائد الفضاء الأمريكي إد وايت عام 1965
زارت "بي بي سي" ماي بمقر داره للنشر والتي تحمل اسم "دار لندن للتصوير المجسم" وتقع بدرب ريفي تحفه الأشجار وتبعد نصف ساعة غربي العاصمة البريطانية لندن. وجمع عازف الغيتار البالغ من العمر 71 عاما تشكيلة ضخمة من الصور المجسمة تعود إلى العصر الفيكتوري، فضلا عن كاميرات ومكبرات عديدة تُستخدم في النظر إلى الصور، فيما يعد متحفا شخصيا للتصوير ثلاثي الأبعاد نشأت فكرته بمصادفة سعيدة خلال الطفولة غرست فيه حب التصوير المجسم والذي لم يفارقه طيلة حياته.
وعندما كان ماي في السابعة من عمره وجد بطاقة داخل علبة طعام عليها صورتان مطبوعتان متلاصقتان. أنفق ماي القليل من المال في ذلك الوقت على شراء منظار مجسم يمكنه من رؤيتهما كصورة ثلاثية الأبعاد، مطالعا صورة لفرس النهر فاتحا فكيه بشكل طبيعي لم يعهده من قبل، وهي الصورة التي انطبعت في ذهنه منذ ذلك الحين حتى أصبح التصوير المجسم أمرا لا يفارق مخيلته. ويمكن للزائر لدار ماي أن يري حتى يومنا هذا البطاقة والغلاف الذي جاءت فيه وكذا منظاره الأول المتواضع، بينما يعرض على فريق "بي بي سي" أول صورة مجسمة له، والتي كانت لأبيه وهو يعيد طلاء مطبخ منزله القديم قبل ستين عاما.
ونشرت دار لندن للتصوير المجسم عدة كتب عن التصوير ثلاثي الأبعاد، لكن ماي يقول إن الكتاب الأخير يتجاوز كل ما قبله.
يقول ماي: "كتاب الرحلة إلى القمر نُشر لولعنا جميعا بصورة القمر التي مازلنا نذكرها نحن الكبار وكأن أعيننا وقعت عليها البارحة، رغم أن خمسين عاما مضت عليها!"
ويضيف: "لم يسبق أن ألف أحد كتابا ثلاثي الأبعاد عن تاريخ بعثات أبولو بالكامل، وقد رأينا أنه حري بنا القيام بذلك لو توافرت المادة المطلوبة. ويعود الفضل للصديقة العزيزة كلوديا مانزوني في تفقد سجلات وكالة ناسا للفضاء والحصول على الصور المطلوبة، وهي التي أمضت جل حياتها في البحث بين تلك السجلات".
سباق الفضاء كما لم تره من قبلصدر الصورة،CREDIT: LONDON STEREOSCOPIC COMPANY
التعليق على الصورة،يلزم رؤية الصور المتلازمة بمنظار خاص حتى تبدو مجسمة
وخلال الستينات من القرن الماضي صادف سباق الفضاء أوج صناعة الأفلام، وكانت هناك كاميرات ثلاثية الأبعاد أنتجتها شركات عدة؛ ذات ثلاث عدسات في مقدمتها، وتكون إحداها للنظر منها والأخريان لالتقاط الصور بفارق زمني بسيط بين كل صورة، وهي طريقة لم تعد مستخدمة منذ انتشار الكمبيوتر، ومع ذلك طالما استخدمها ماي حتى أصبح ملما بتفصيلها بالكامل.
يقول ماي عن ذلك: "تعتمد تقنية ثلاثية الأبعاد على رؤيتين متلازمتين. نحن لدينا عينان، والسبب في أننا نرى الأشياء بشكل مجسم مبهر من حولنا منذ أن نصحو وحتى ننام هو أن المخ البشري يدمج صورتين مختلفتين قليلا لنفس الشيء صانعا صورة أعمق. إنه أمر غامض ومدهش، ويصعب إدراكه كاملا رغم أنه يجري داخل المخ باستمرار".
ويضيف: "وفي التصوير ثلاثي الأبعاد نحاكي نفس العملية بالتقاط صورة من هنا وصورة من هنا، والنظر لإحداها بعين والأخرى بالعين الأخرى".
ويتابع: "حين صعد الرواد إلى الفضاء لم يكن بصحبتهم كاميرات مجسمة، ولكنهم تدربوا قليلا على أسلوب التصوير المجسم، الأمر الذي مكنهم في وقت لاحق من تحويل صورهم العادية إلى صور ثلاثية الأبعاد. وكثيرا ما التفتوا لمهام أخرى ولم يكن التصوير المجسم على رأس أولويتهم، ولكن منهم من تذكر التقاط صورة ثم التقاط صورة أخرى للمشهد نفسه بحيث يمكن تجسيمها لاحقا. ولكن تعين البحث طويلا للعثور على الصور المتلازمة".
ويضيف: "بينما كان نيل أرمسترونغ وباز الدرين يطآن سطح القمر، كان مايكل كولينز (رائد الفضاء الذي كان معهما في رحلة أبولو-11) يلتقط صورا للفوهات على الجانب الآخر من سطح القمر بحس مرهف".
ويتابع: "تحدثنا إليه مؤخرا وسألناه إن كان قد التقط تلك الصور عن قصد وجاء رده بالسلب، لقد التقط الصور دون أن يكن تجسيمها في حسبانه".
سباق الفضاء كما لم تره من قبلصدر الصورة،LONDON STEREOSCOPIC COMPANY
التعليق على الصورة،يبرز الكتاب أبعادا جديدة لبعض أبرز صور سباق الفضاء ومنها صورة لنيل أرمسترونغ وباز الدرين
لكن بعد العثور على الصور المطلوبة، أصبح يتعين على ماي وفريقه إعدادها للتجسيم.
يقول ماي: "الأمر يستهويني لأبعد حد، فحتى مع جولات (فرقة) كوين كنت استيقظ في غرفتي بالفندق في الثالثة صباحا وأعمل على دمج صورتين أرسلتهما كلوديا لتجسيمهما. وهو ما ترونه في الكتاب".
ويضيف: "لست أول شخص يجسم صورا بهذه الطريقة، لكني أعتقد أننا الأكثر دأبا على ذلك. فلدينا من الصور المتلازمة 200 صورة بالكتاب، وجميعها قابلة للتجسيم".
ويمكن إضافة حب الاختراع إلى إنجازات ماي العديدة، فالكتاب يحمل براءة اختراع نظام منظار "أويل" المتلازم، وهو عبارة عن عدستين بلاستيكيتين مرفقتين بالكتاب تمكنان من رؤية الصور مجسمة. والاختراع جاء بعد سنوات قضاها ماي في جمع المناظير المختلفة منذ الأيام الأولى لفرقة كوين ليتمكن من تضمين الخصائص الأفضل في منظار واحد.
يقول ماي: "عندما تنظر إلى أي صورتين متلازمتين هنا، فكل ما يتعين عليك القيام به هو التأني لبرهة من أجل التركيز في البؤرة وحتى ترتخي العين، عندها ستري أمرا عجيبا! ستري صورة مجسمة. في بعض الأحيان نرى الأمر نفسه في أفلام، فمثلا لدينا فيلم لأليكسي ليونوف، أول إنسان يمشي في الفضاء، وليس لديه كاميرا مجسمة ولكن كاميرا فيديو، وهو يدور". والصورة من لقطات قصيرة تصور ليونوف وهو يمشي خارج مركبة فوسخود-2 السوفيتية عام 1965 وعلى خوذته الأحرف الأولى للاتحاد السوفييتي باللغة الروسية.
ويضيف: "الفضل في هذا العمل لا يرجع لي وحدي بل لفريق رائع، فقد كتب ديفيد إيشر النص، وهو كاتب ممتاز ويرأس تحرير مجلة أسترونومي، وقد عملنا معا كفريق".
ويتابع: "أنا فخور جدا بهذا الكتاب، وأعتقد أنه من أجمل ما ألفنا، وقد أنجزنا الكثير من الكتب المجسمة، وأظن أنه الكتاب السادس، وكثير منها كتب مجسمة تقليدية بطريقة شاعت في العصر الفيكتوري ومازالت قائمة وقد نقلنا تقنيتها إلى القرن الحادي والعشرين".
سباق الفضاء كما لم تره من قبلصدر الصورة،LONDON STEREOSCOPIC COMPANY
التعليق على الصورة،يتطرق الكتاب أيضا لإنجازات الفضاء منذ أوج الحرب الباردة
ولا تكتمل قصة سباق القمر دون ذكر اليوم الذي وطأ فيه بشر سطحه، وليس غريبا أن يذكر ماي تحديدا أين كان حين وقع الحدث المشهود.
يقول: "لا يمكنني أن أنسى، أظن جميعنا كذلك لا ننسى أين كنا حين يقع شيء مؤثر جدا. أذكر تماما أين كنا، كنت في كورنوول برفقة روغ، طبال الفرقة في أيامها الأولى. كنا بمنزل والدته ووقفنا حول شاشة التلفاز الصغيرة لنشاهد الحدث، وبدا أمرا لا يصدق، ومازال حيا بذاكرتي الآن كأنه حدث توا رغم مرور نصف قرن".
ويعرف معظمنا رائد الفضاء نيل أرمسترونغ، الذي مات عام 2012، من صوته عبر الأثير يوم وطأ سطح القمر، ومن الصور، لكن ماي تربطه علاقة أقرب بأرمسترونغ.
يقول ماي: "أسعدني الحظ بقضاء وقت مع نيل أرمسترونغ، وليت الزمان يعود بي لأدرك قيمة ذلك الوقت أكثر. التقيت به وحدي على وجبة الإفطار أعلى جبال كالديرا بجزيرة لابالما، وتحدثنا عن الدنيا ومشاكلها، ولم نتحدث كثيرا عما فعله على سطح القمر، فقد أدركت حينها أن الجميع لا يكلون من سؤاله عن نفس الشيء. ليتني عرفت وقتها ما أعرفه الآن، كنت سألته بشكل أفضل!"
-
عالم في "ناسا" يكشف: مخلوقات فضائية ذكية زارت الأرض
عالم بارز في ناسا يكشف عن احتمال زيارة الفضائيين للأرض
أكد أحد كبار العلماء في وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، بأنه من المحتمل جدا، أن تكون كائنات من الفضاء الخارجي قد زارت الأرض في وقت ما.
وأشار عالم الفضاء سيلفانو كولومبانو، إلى أنه ربما "لم ننتبه لزيارة الكائنات الفضائية للأرض أبدا"، وفق ما نقلت العديد من المواقع مثل شبكة "فوكس نيوز" وصحيفة "صن" البريطانية و"نيويورك بوست" و"ذا ديلي واير".
وأشار كولومبانو إلى أنه لا يمكن تفسير أو إنكار كل مشاهدات الأطباق الطائرة التي رصدها البعض، مضيفا أن على العلماء أن يكونوا أكثر انفتاحا بشأن فكرة وجود زوار من الفضاء الخارجي للأرض.
وقال في دراسة حديثة نشرت بمجلة (سيتي): "إن الغرباء قد يكونوا مختلفين عما نتوقع، وربما يتمتعون بالقدرة على التنقل مسافات هائلة، لأننا باختصار لا نستطيع تخيلهم أو تصور مقدار تطورهم التكنولوجي".
وشدد على أنه يريد إيضاح حقيقة أن "الذكاء الذي نتوقع أن نجده، أو ذلك الذي يريدنا أن نجده، قد لا يكون مثلنا على الإطلاق".
وأضاف: "كما أن عمرنا ربما يختلف عن عمر تلك المخلوقات التي يمكنها أن تتعامل مع مهمات خارجية متعددة الأجيال، أو أن حجمها قد يكون صغيرا جدا لكنه بمنتهى الذكاء والتفوق".
وتابع: "إذا تبنينا مجموعة جديدة من الافتراضات بشأن طبيعة أشكال الذكاء والتكنولوجيا المتطورة فربما نجد أن بعض تلك الظواهر غير المفسرة والمجهولة قد تتفق مع فرضيات بعينها، ونستطيع عندئذ البدء بالتحقيق الجاد بشأنها".
ودعا إلى أهمية "التمتع بالمرونة في الفرضيات"، مشيرا إلى أن سبب ذلك يعود إلى "أننا نفترض أن الحياة تنبثق من ظروف شبيهة بظروف نشأة الحياة على كوكب الأرض بالضرورة".
ويعتبر كولومبانو من المدافعين عن فكرة "البحث الجاد والدؤوب" عن أشكال حياة في الفضاء قد تكون مختلفة عن حياتنا، ويطالب العلماء بعدم استبعاد مؤشرات على وجود مثل هذه الحياة الفضائية مهما كانت صغيرة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:58 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم عبد الهادي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:53 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ شوقي البديري والاخ حمود كريم الركابي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:51 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الاستاذ المخرج عزيز خيون البديري وعمامه البدير
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:48 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ صباح العوفي مع الشيخ عبد الامير التعيبان
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:45 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم محمد البريج
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» جواد البولاني
الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:13 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» المرحوم السيد هاشم محمد طاهر العوادي
الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:03 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» رموز البدير
الجمعة سبتمبر 20, 2024 8:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري