الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري
الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» التراث السومري داخل حسن
الإسلام دين التسامح Emptyأمس في 9:04 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» تراث الناصريه الغنائي حضري ابو عزيز
الإسلام دين التسامح Emptyأمس في 8:50 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» البو حسين البدير
الإسلام دين التسامح Emptyالخميس أكتوبر 03, 2024 3:58 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» الشيخ المرحوم عبد الهادي
الإسلام دين التسامح Emptyالخميس أكتوبر 03, 2024 3:53 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» الشيخ شوقي البديري والاخ حمود كريم الركابي
الإسلام دين التسامح Emptyالخميس أكتوبر 03, 2024 3:51 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» الاستاذ المخرج عزيز خيون البديري وعمامه البدير
الإسلام دين التسامح Emptyالخميس أكتوبر 03, 2024 3:48 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» الشيخ صباح العوفي مع الشيخ عبد الامير التعيبان
الإسلام دين التسامح Emptyالخميس أكتوبر 03, 2024 3:45 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» الشيخ المرحوم محمد البريج
الإسلام دين التسامح Emptyالخميس أكتوبر 03, 2024 3:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» جواد البولاني
الإسلام دين التسامح Emptyالإثنين سبتمبر 23, 2024 10:13 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



حول

مرحبا بكم فى منتدى الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري

مرحبا بكم فى منتدى الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري

قبيلة البدير من القبائل الزبيديه


الإسلام دين التسامح

اذهب الى الأسفل

الإسلام دين التسامح Empty الإسلام دين التسامح

مُساهمة  الشيخ شوقي جبار البديري الأحد أغسطس 18, 2024 12:18 pm

الإسلام دين الرحمة التعايش بين الأديان محتويات ١ مبادئ ومعاني التسامح في الإسلام ٢ بعض مظاهر التسامح في تعاليم الإسلام وشريعته ٣ مظاهر تسامح الدين الإسلامي مع غير المسلمين ٤ المراجع مبادئ ومعاني التسامح في الإسلام يعدّ التّسامح من المبادئ والأخلاق الإسلاميّة، ويُراد به الرّفق بالمعاملة ومقابلة السّيئة بالحسنة؛ لِتحقيق التّواصل مع الآخرين ودعوتهم للإسلام والاستفادة منهم دون التّساهل أو التنازل عن الثّوابت والقيم، حيث قال الله -تعالى-: (خُذِ العَفوَ وَأمُر بِالعُرفِ وَأَعرِض عَنِ الجاهِلينَ).[١] فقد أمر الله -تعالى- بالتّسامح والإعراض عن الجاهلين وغضّ الطّرف عن الإساءة عمّا قد يتعرّض له المسلم من صور الأذى المختلفة بعد إقامة المعروف والدعوة إليه.[٢] وتجدر الإشارة إلى أنّه ينبغي للمسلم أن يكون منطلقه وباعثه في التّحلّي والاتّصاف بالتّسامح هو طاعة الله -تعالى- ونيل مرضاته، وذلك لقوله -تعالى-: (بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).[٣][٤] وهناك العديد من مبادئ التّسامح في الإسلام، نذكر بعضها فيما يأتي:[٥] الأديان السماوية ربّانية المصدر وقد دلّ على ذلك قول الله -سبحانه وتعالى-: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ).[٦] الإيمان بجميع الأنبياء لِاتّحادهم في الرّسالة حيث قال الله -تعالى-: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).[٧] القناعة في اعتناق الإسلام حيث نهى الإسلام عن الإجبار والإكراه في اعتناقه، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)،[٨] وقوله -تعالى-: (أَفَأَنتَ تُكرِهُ النّاسَ حَتّى يَكونوا مُؤمِنينَ).[٩] البرّ والصلّة والحوار الهادف لا يمنعه الاختلاف في الأديان وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ)،[١٠] وقوله -تعالى-: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).[١١] حماية العقيدة والدّين حال العدوان عليهما وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّـهِ)،[١٢] فإن تحققّت الغلبة والنّصرة للمسلمين فلا يحلّ لهم اضطهاد مَن تهجّم واعتدى عليهم، ولا إجبارهم على ترك دينهم وعقيدتهم. مراعاة العدل والمعروف يعدّ العدل غايةً وهدفاً لِكافّة الأديان السماويّة، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)،[١٣] كما ويُعدّ ميّزة للأمّة المؤمنة لقوله -تعالى-: (وَمِمَّن خَلَقنا أُمَّةٌ يَهدونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعدِلونَ).[١٤] وتجدر الإشارة إلى بيان أمرين:[١٥] أوّلهما: إنّ الإسلام يراعي العدل وتطبيقه بصورةٍ عامّة وشاملة، بحيث يُطبَّق على المسلمين فيما بينهم وعلى المسلمين مع غيرهم، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّـهُ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا).[١٦] ثانيهما: إنّ الإسلام يضبط التّسامح بالعدل، بحيث لا يترتّب على الالتزام به تضييع الحقوق أو الانتقاص منها، كما يضبطه بإقامة المعروف والدّعوة إليه وإنكار المنكر والنّهي عنه، بحيث لا يترتّب على الالتزام به مداهنة النّاس ومداراتهم. مراعاة الإنسانية وحق الفرد اهتمّ الإسلام بالحقوق الشّخصية لأفراد المجتمع ودعا إلى التّعامل مع الآخر وقبوله بغض النظر عمّا يعتقده ويتبنّاه من الأفكار والقناعات، وليس ذلك فحسب بل نَهى عن كلّ ما كان من شأنه أن ينتهك أو يؤذي هذه الحقوق، ويظهر ذلك جليّا في منهج الإسلام في التعامل مع أهل الكتاب لا سيما النصارى.[٤] مراعاة المساواة دعا الإسلام إلى المساواة بين النّاس بغض النّظر عن ألوانهم وأعراقهم، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حجّة الوداع: (يا أيُّها النَّاسُ: إنَّ ربَّكمْ واحدٌ، وإنَّ أباكمْ واحدٌ، ألا لا فَضلَ لعربيٍّ على عَجميٍّ، ولا لعَجميٍّ على عَربيٍّ، ولا لأحمرَ على أسوَدَ، ولا لأسوَدَ على أحمرَ، إلَّا بالتَّقوَى، إنَّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أتْقاكُمْ).[١٧] كما دعا إلى نبذ التّمييز العنصريّ، وعدّه سِمة من الحضارة الجاهلية، لِما ثبت عن أبي ذرّ الغفاريّ -رضيَ الله عنه- قال: (إني كنت ساببتُ رجلاً وكانت أمُّه أعجميةً، فعَيَّرتُه بأمِّه، فشكاني إلى رسولِ اللهِ، فقال: يا أبا ذرٍّ، إنك امرؤٌ فيك جاهليةٌ).[١٨] ومن صور المساواة في الإسلام التقاء المسلمون في المساجد والوقوف بين يديّ الله -تعالى- في صفوف واحدة على اختلاف ألوانهم، وكذلك في الحجّ يقفون على صعيدٍ واحدٍ وبثياب واحدةٍ متشابهة لا فرق بينهم.[١٩] الدّعوة إلى الحوار مع الآخر دعا الإسلام إلى التّواصل مع الآخرين والحوار معهم لعرض حقائق الدّين وبيان المقاصد الوجودية من الحياة، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى- في القرآن الكريم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).[٢٠][٢١] كما أنّه لا بدّ من مراعاة قواعد الحوار في الإسلام، وهي كما يأتي:[٢٢]تقوى الله -تعالى- وملء القلب بالإيمان به والتّواضع له والثقة بنصره والعزّة بدينه، لقول الله -تعالى-: (وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ)،[٢٣] فلا شكّ بأنّ استشعار المسلم لِذلك أدعى لثباته وتمسّكه بالحقّ الذي يدعو إليه وعدم الانكسار والهوان أمام الباطل. التّحلّي بالأخلاق الإسلامية والاقتداء بمنهج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وصحابته -رضوان الله عليهم- في الحوار، ومخاطبة النّاس بالحسنى، حيث قال الله -تعالى-: (ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ).[٢٤] قصد الحقّ وبيانه والسّعي للوصول إليه بكافّة الوسائل التي من شأنها تحقيق مصالح العباد والبلاد. بعض مظاهر التسامح في تعاليم الإسلام وشريعته برزت في تعاليم الإسلام العديد من مظاهر التّسامح، نذكر بعضها فيما يأتي:[٢٥] العتق وتحرير الرّقاب حثّ الإسلام على العتق وتحرير الرّقاب، فوضع العديد من الوسائل التي من شأنها إلغاء الرّق أو حصره والحدّ منه، ومن هذه الوسائل ما يأتي: جعل الإسلام أولاد الأَمَة من سيِّدها أحراراً. جعل الإسلام الحُكم في أمر أسرى الحرب من الأعداء لقائد الدّولة الإسلاميّة، وذلك بخيار أحد الأمرين: أوّلهما إطلاق سراحهم وتحريرهم دون مقابلٍ؛ وهو ما يُعرَف بالمنّ، وثانيهما إطلاق سراحهم وتحريرهم بمقابل، وهو ما يُعرَف بالفداء، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً)،[٢٦] فيظهر من الآية السابقة أنّ الاسترقاق لم يكن أحد الخيارات المُتاحة في التّعامل مع الأسرى من الكفار. جعل الإسلام العتق وتحرير الرّقاب كفارة للحنث في اليمين، والإفطار عمداً في شهر رمضان المبارك. جعل الإسلام العبد بعد عتقه وتحرير رقبته مساوياً لِمَن وُلد حُرّاً. تحيّة الإسلام دعا الإسلام إلى إلقاء السّلام على المعارف وغيرهم؛ لِما فيه من بثّ الطمأنينة في نفس مَن أُلقي عليه السّلام بعدم تعرّضه لأيّ نوع من الأذى القوليّ أو الفعليّ، وليس ذلك فحسب بل جعل ردّ التحيّة على مَن طرحها واجباً من باب التّعامل بالمثل، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا).[٢٧] وتجدر الإشارة إلى أمرين:[٢٨] أوّلهما أنّ الله -تعالى- أطلق على جنّته اسم دار السّلام؛ لِأنّ مَن يدخلها ضَمِن الأمن والأمان وعموم السّلامة. وثانيهما أنّ الله -تعالى- جعل الأفضل من المتخاصمَين مَن يُبادر بإلقاء السّلام على الآخر.[٢٨] الصّفح دعا الإسلام إلى الصفح والعفو، وهناك العديد من الآيات القرآنية الدّالّة على ذلك، نذكر بعضها فيما يأتي:[٢٩] قول الله -تعالى-: (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا).[٣٠] قول الله -تعالى-: (وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).[٣١] قول الله -تعالى-: (وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا).[٣٢] قول الله -تعالى-: (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)،[٣٣][٣٤] يُسر الشّريعة وسماحتها والسّماحة لُغة تعني: السّهولة واللّين، وهي إحدى الفضائل التي نادى بها الإسلام وحثّ المسلم على الاتّصاف بها،[٣٥] فقد امتازت الشّريعة باليُسر والسّماحة، وقد دلّ على ذلك ما يأتي:[٣٦] قول الله -تعالى-: (لَا يُكَلِّفُ اللَّـهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ)،[٣٧] حيث إنّ الله -تعالى- لم يأمر عباده بما يشقّ عليهم أو يُؤلمهم، ولم يُكلّفهم بما يفوق طاقاتهم وقدراتهم، وذلك رأفةً ورحمةً بهم. قول الله -تعالى-: (يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)،[٣٨] وقال السّيوطي عن هذه الآية إنَّها "الأصل والقاعدة التي تنبثق منها التّكاليف والأحكام الشرعيّة، كما وتُبنى عليها العديد من القواعد الفقهيّة؛ كالمشقة تجلب التّيسير، والضّرورات تبيح المحظورات". التّسامح الدينيّ والفكري حيث إنّ التّسامح الدينيّ والفكريّ له ثلاث درجات، وبيانها فيما يأتي:[٣٩]إعطاء المخالف حريّة الدّين والعقيدة، وعدم فرض أيّ نوع من العقوبات عليه؛ كالموت أو النّفي ونحوهما جرّاء ما يتبنّاه من القناعات والعقائد، ومن مظاهر التسامح الديني والفكري: فتح المجال أمام المخالف لممارسة واجباته الدينيّة دون التضيّيق عليه، بحيث لا يُمنَع من فعل واجبٍ أو ترك مُحرّمٍ في عقيدته؛ كعدم تكليف اليهودي بالعمل يوم السبت لاعتقاده حرمة ذلك، وكذلك عدم منع النّصراني من الذّهاب إلى الكنيسة يوم الأحد لاعتقاده بوجوب ذلك. إعطاء المخالف حريّة الدّين والعقيدة وفتح المجال أمامه لممارسة شعائره الدينية التي يعتقد حلّها وإباحتها في دينه، وإن كانت مُحرّمة في الإسلام، على الرّغم من إمكانية منعه منها لكون إباحتها في دينه لا تقتضي بفرضها عليه. فلو عَمد الإسلام إلى منع النّصارى من شرب الخمر أو أكل لحم الخنزير، لم يكن عليهم حرج ديني في منعهم من ذلك لكون هذه الأمور من المباحات في دينهم لا من الواجبات، ومع ذلك لم يقضي الإسلام بالتضييق عليهم فيما يعتقدون حلّه في دينهم، وهذه أعلى درجات التّسامح الدينيّ والفكريّ. مظاهر تسامح الدين الإسلامي مع غير المسلمين هناك العديد من مظاهر تسامح الدّين الإسلاميّ مع غير المسلمين، نذكر بعضها فيما يأتي: البرّ والإحسان دعا الإسلام إلى البرّ والإحسان والمعاملة بالمعروف مع غير المسلمين ما لم يَعمدوا إلى القتال أو محاربة الدّين، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)،[٤٠] وقوله -تعالى-: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).[٤١][٤٢][٤٣] وتجدر الإشارة إلى أمرين: أوّلهما: أنّ المراد باللّفظ الوارد في الآية السّابقة (وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ)؛ هو إعطاء غير المسلمين من الأقارب وغيرهم جزء من المال كنوع من الصّلة والبرّ، ولا يُراد به العدل فقط لكونه مطلوباً في معاملة غير المسلمين ممّن يعمد للحرب والقتال وممّن لا يعمد لذلك على حدّ سواء.[٤٤] وثانيهما: أنّ حرمة أموال ودماء أهل الذمّة كحرمة أموال ودماء المسلمين.[٤٥] الإسلام يجُبّ ما قبله بيّنت الشّريعة الإسلاميّة منذ بداية الدّعوة أنّ اعتناق الإسلام والدّخول فيه سببٌ في إلغاء كلّ ما كان قبله من الذّنوب والخطايا مهما عظُمَت، وليس ذلك فحسب بل جعل الإسلام باب التوبة مفتوحاً أمام مَن أذنب وأراد الرجوع عن ذنبه، ووعده بتبديل سيّئاته حسنات.[٤٦][٤٧] وجعل ما أمر به من الأعمال الصالحة وسيلة للتكفير عمّا اقترفه من الذّنوب والآثام، لِذا قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (وأتبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمحُها).[٤٦][٤٧] إباحة أكل طعام أهل الكتاب ونكاح نسائهم أباح الإسلام أكل طعام أهل الكتاب والزواج من نسائهم، وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى-: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ).[١٠][٤٨] حرية الدّين والعقيدة تكفّل الإسلام بحفظ كافّة حرّيات الفرد؛ كالحرية في دينه ومعتقده، وذلك دون التّمييز بين الفرد المسلم وغيره، فلم يكن في نهج الإسلام الإجبار والإكراه على اعتناقه والدّخول فيه، لأنّ أصل الإيمان يقوم على إقرار القلب وخضوعه وتسليمه، وهو ما لا يتحقق إلّا بالحجّة والبرهان.[٤٩] عقد الأمان عقد الأمان هو تَكفّل الدّولة الإسلامية بتوفير الحماية والأمن لغير المسلم على نفسه وماله حال إرادته الدّخول إلى أراضيها لقضاء أحد مقاصده المباحة، ويتوجّب على المسلمين عدم التّعرض له بأذيّته، أو أَسره، أو أخذ ماله إلّا بإذن شرعيّ، وفي حال وفاة المُستأمن فماله لا يكون إلّا لوارثه؛ سواء كان معه في بلاد الإسلام أو خارجها.[٥٠]
الشيخ شوقي جبار البديري
الشيخ شوقي جبار البديري

عدد المساهمات : 10135
تاريخ التسجيل : 04/04/2012
العمر : 59
الموقع : قبيلة البدير للشيخ شوقي البديري

https://shawki909.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسلام دين التسامح Empty رد: الإسلام دين التسامح

مُساهمة  الشيخ شوقي جبار البديري الأحد أغسطس 18, 2024 12:20 pm

الإسلام دين الرحمة ٢ مظاهر الرحمة في الإسلام ٣ المراجع الإسلام دين الرحمة تتجلّى رحمة الله بعباده بدين الإسلام، فالإسلام دين يُسرٍ ورحمةٍ، إذ كلّف الله عباده ما يستطيعون القيام به، وإن تعسّر الأمر عليهم، خفّف عنهم من أصل التشريع، كالقصر في الصّلاة، والإفطار في نهار رمضان للمسافر، ثمّ إنّ الله رفع عن أمته الإصر الذي كان على الأمم السابقة، فقد أوقعوا أنفسهم بالمهلكة؛ بكثرة المسائلة لأنبيائهم.[١] وأوصى الإسلام المسلمين بالتراحم فيما بينهم، فقال -تعالى-: (ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ)،[٢] وجعل الله رسوله محمد رسولاً الرحمة، ولا تقتصر هذه الرحمة على المسلمين وحسب، بل امتدّت لتشمل غير المسلمين، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الراحمون يرحُمهم الرحمنُ، ارحموا أهلَ الأرضِ يَرْحَمْكم من في السماءِ).[٣][٤] فيديو قد يعجبك: مظاهر الرحمة في الإسلام فرض الله على عباده من الفروض ما يستطيعون القيام به دون مشقةٍ؛ فالصّلاةُ خمس مراتٍ في اليوم واللّيلة، والزّكاة بنسبةٍ قليلةٍ من أصل المال ومرّة واحدة في السنة، والصّيام شهرٌ واحدٌ في السنة، والحجّ مرةٌ واحدةٌ في العمر، والغالب في هذه الفروض أنّ شرع الله فيها الاجتماع بالمسلمين معاً؛ ليخفّف على كلِّ واحدٍ منهم القيام بها، وليتعاظم الأجر ويعمّ الخير.[٥] رحمة الله بعباده تغشى رحمة الله جميع الخلائق لا سيّما الإنسان، ابتداءً بخلقه، ونشأة البشر من حيث لا يعملون، وتفضيل الإنسان وتكريمه على سائر المخلوقات، وتسخير الكون بما فيه لخدمته، قال -تعالى-: (وَلَقَد كَرَّمنا بَني آدَمَ وَحَمَلناهُم فِي البَرِّ وَالبَحرِ وَرَزَقناهُم مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلناهُم عَلى كَثيرٍ مِمَّن خَلَقنا تَفضيلًا)،[٦]وتسخير الأرض له.[٧] ثمّ أرسل الرّسل، وأنزل الكتب، وهداهم لأحسنِ الأقوالِ والأفعالِ، وجعل مجازاة الحسنة بعشرة أمثالها، إلى سبعمئة ضعفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ، والسيّئة بمثلها، ومحوها بالحسنة، قال -تعالى-: (مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أَمثالِها وَمَن جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجزى إِلّا مِثلَها وَهُم لا يُظلَمونَ)،[٨][٧] فهو -سبحانه- أرحم بعبده من الأمّ بولدها.[٩] رسول الله رحمة للعالمين قال -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)،[١٠] أيّ للجنّ والإنس كما قال السَمرقندي، وللمنافقِ رحمة من القتل، وللمؤمنِ رحمة بالهداية، وما كان ليعذّب قوماً وفيهم رسول الله،[١١] رغم أنّ المشركين طلبوا العذاب لكنّه لم يأتيهم لوجود رسول الله بينهم، فكان رحمةً لهم.[١٢] الرحمة بالأبناء من مظاهر رحمة الإسلام؛ الرحمة على الأبناء والشفقة بهم، والحزن إن أصابهم مكروه، ومن ذلك ما رواه أسامة بن زيد -رضي الله عنه- فقال: (أَرْسَلَتِ ابْنَةُ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إلَيْهِ إنَّ ابْنًا لي قُبِضَ، فَأْتِنَا، فأرْسَلَ يُقْرِئُ السَّلَامَ، ويقولُ: إنَّ لِلَّهِ ما أَخَذَ، وله ما أَعْطَى، وكُلٌّ عِنْدَهُ بأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ، ولْتَحْتَسِبْ، فأرْسَلَتْ إلَيْهِ تُقْسِمُ عليه لَيَأْتِيَنَّهَا، فَقَامَ ومعهُ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ، ومعاذُ بنُ جَبَلٍ، وأُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، وزَيْدُ بنُ ثَابِتٍ ورِجَالٌ، فَرُفِعَ إلى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- الصَّبِيُّ ونَفْسُهُ تَتَقَعْقَعُ - قالَ: حَسِبْتُهُ أنَّهُ قالَ كَأنَّهَا شَنٌّ - فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَقالَ سَعْدٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، ما هذا؟ فَقالَ: هذِه رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ في قُلُوبِ عِبَادِهِ، وإنَّما يَرْحَمُ اللَّهُ مِن عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ).[١٣][١٤] الرحمة بالوالدين أمر الله -عزّ جلّ- عباده بالرحمة بآبائهم، والتواضع لهم، وخفض جناح الذلّ لهم، والدعاء لهم بالرحمة، قال -تعالى-: (وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا)،[١٥][١٦] وأيضاً توقيرهما، وطاعتهما، والتعامل معهما برفق.[١٧] رحمة اليتامى والمساكين قال -تعالى-: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ).[١٨] وتتحقّق الرحمة بهم من خلالِ الإحسان إليهم، وتأديةِ حقوقهم، وتقديم المساعدة لهم، والعطف عليهم، وكفالتهم، ومشاركتهم بالأفراح الاجتماعية، والشعور بما يحزنهم ومشاركتهم حزنهم، وتأمين مستقبلهم، وكل ذلك ممّا يرقق القلب ويُلينه.[١٩] الرحمة بالحيوانات أمر الإسلام بالرحمةِ بالحيوانات، وجعل الإساءة لها من كبائر الذّنوب، وسبباً من أسباب دخول النّار، فعن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (دَخَلَتِ امْرَأَةٌ النَّارَ في هِرَّةٍ رَبَطَتْهَا، فَلَمْ تُطْعِمْهَا، ولَمْ تَدَعْهَا تَأْكُلُ مِن خَشَاشِ الأرْضِ)،[٢٠] وتتحقّق الرحمة بالحيوان من خلال إطعامه، والاعتناء به، واللعب معه، واجتناب إيذائه بأيّ وسيلةٍ.[٢١] وجعل الإسلام الرحمة بالحيوان سبباً لمغفرة الذنوب ودخول الجنّة، فقد روى أبو هريرة -رضيَ الله عنه- فقال: (بيْنَما كَلْبٌ يُطِيفُ برَكِيَّةٍ، كادَ يَقْتُلُهُ العَطَشُ، إذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِن بَغايا بَنِي إسْرائِيلَ، فَنَزَعَتْ مُوقَها فَسَقَتْهُ فَغُفِرَ لها بهِ).[٢٢][٢٣] المراجع هل كان المقال مفيداً؟ نعم لا شارك المقالة فيسبوك تويترقد يعجبك أيضا : مواضيع ذات صلة بـ : الإسلام دين الرحمة الإسلام دين التسامح العدالة والرحمة في الحضارة العربية الإسلامية الإسلام دين السلام مفهوم الرحمة في الإسلام أهمية الرحمة بين الناس
الشيخ شوقي جبار البديري
الشيخ شوقي جبار البديري

عدد المساهمات : 10135
تاريخ التسجيل : 04/04/2012
العمر : 59
الموقع : قبيلة البدير للشيخ شوقي البديري

https://shawki909.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسلام دين التسامح Empty الإسلام دين الرحمة الثقافة العربية

مُساهمة  الشيخ شوقي جبار البديري الأحد أغسطس 18, 2024 12:22 pm

الإسلام دين الرحمة الثقافة العربية الإسلامية ما هي الرحمة مفهوم الرحمة محتويات ١ العدالة والرحمة في الحضارة الإسلامية ٢ مظاهر العدالة في الحضارة الإسلاميّة ٣ مظاهر الرحمة في الحضارة الإسلامية ٤ المراجع العدالة والرحمة في الحضارة الإسلامية ضربت الحضارة العربيّة والإسلاميّة عبر تاريخها أروع المثل والنّماذج، في تطبيق معاني العدالة والرّحمة بين النّاس؛ ذلك أنّ تلك الحضارة العظيمة قد استمدت قيمها وخصائصها من تعاليم دين الإسلام العظيم؛ الذي شكّل المرجع لها في جميع جوانبها الرّوحيّة، والفكريّة، والأدبيّة، والمادّيّة. مظاهر العدالة في الحضارة الإسلاميّة ولقد تميّزت تلك الحضارة العربيّة والإسلاميّة عن غيرها من الأمم والحضارات؛ أنّها كانت حضارة تستند إلى قيم العدالة والمساواة بين النّاس؛ فلا فضل لعربيٍ على أعجمي، ولا لأبيضٍ على أسود، ولا لغنيّ على فقير، كما تميّزت تلك الحضارة بأنّها حضارة جاءت لتحقيق الرّحمة بين النّاس، وإنّ من مظاهر العدالة والرّحمة في الحضارة العربيّة والإسلاميّة: فيديو قد يعجبك: تأكيد النّبي على تطبيق العدالة في تطبيق الحدود والعقوبات بين النّاس؛ فحينما جاءه رجلٌ يشفع لرجلٍ في حدّ من حدود الله قال: (وإنِّي وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لو أنَّ فَاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا، ثُمَّ أَمَرَ بتِلْكَ المَرْأَةِ الَّتي سَرَقَتْ، فَقُطِعَتْ يَدُهَا).[١][٢] القصص التي تؤكد معنى العدالة وذلك في المجتمع العربي والإسلامي، فلقد وقف أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- يومًا أمام القاضي شريح بناءً على دعوى تخاصم بينه وبين يهوديّ سرق درعه، ولأنّ عليًا -رضي الله عنه- لم يأتِ ببيّنةٍ على دعواه إلا شهادة ابنه الحسن؛ فأخبره شريح أن شهادة الابن لا تجوز للأب.[٣] ثم حكم شريح القاضي بالدّرع لليهودي، فلم يملك اليهودي بعد أن رأى عدالة الإسلام سوى أن يؤمن بتلك الدّعوة العظيمة، وأعلن إسلامه.[٣] كما روت كتب التّاريخ كيف اقتصّ عمر الفاروق -رضي الله عنه- من ابن والي مصر عمرو بن العاص؛ حينما ضرب رجلاً قبطيًّا من عامّة الشّعب لأنه سبقه في المنافسة بين الخيل.[٤] مظاهر الرحمة في الحضارة الإسلامية دين الإسلام هو دين الرحمة، ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وصفه الله بأنه نبي الرحمة؛ حيث قال -سبحانه-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)،[٥] ومن مظاهر الرحمة في الحضارة الإسلامية: تأكيد النّبي معنى التّراحم بين المسلمين بعضهم ببعض؛ وأهمّيته في أحاديث كثيرة، بل تأكيد الرّحمة بالحيوان والرّفق به، وعدم تحميله ما لا يطيق؛ فقد روى يعلى بن مرة الثقفي فقال: (كُنْتُ معه جالسًا ذاتَ يومٍ، إذ جاءَ جمَلٌ يَخبُبُ، حتى ضرَبَ بجِرانِه بينَ يَدَيْه، ثُم ذرَفَتْ عَيْناهُ، فقال رسول الله: وَيحَكَ، انظُرْ، لمَن هذا الجمَلُ؟ إنَّ له لشأنًا، قال: فخرَجْتُ ألتَمِسُ صاحبَه، فوجَدْتُه لرَجلٍ منَ الأنصارِ، فدَعوْتُه إليه). (فقال: ما شأنُ جمَلِكَ هذا؟ فقال: وما شأنُه؟ قال: لا أَدْري واللهِ ما شأْنُه، عمِلْنا عليه، ونضَحْنا عليه، حتى عجَزَ عنِ السِّقايةِ، فأْتَمَرْنا البارحةَ أنْ نَنحَرَهُ، ونَقسِمَ لَحمَهُ، قال: فلا تَفعَلْ، هَبْه لي، أو بِعْنيه، فقال: بل هو لكَ يا رسولَ اللهِ، قال: فوسَمَه بسِمةِ الصَّدَقةِ، ثُم بعَثَ به)،[٦] وما التفات النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمر هذا الحيوان الضعيف إلا تأكيد على معاني الرّحمة والإنسانيّة في الحضارة الإسلاميّة.[٧] الضوابط الشرعية في حال الحرب ومنها النّهي عن قتل الأطفال والنّساء، والشيوخ؛ رحمةً بالنّاس ورفقًا بمن لا يقاتل، والحرص على عدم قطع النخيل، وتجنب غير المقاتلين، والرهبان، وأصحاب الأعذار، وعدم التمثيل بالقتلى، أو التعرض للحيوانات بالقتل لغير مصلحة للمسلمين.[٨] القصص التي تؤكد معنى الرحمة وهي كثيرة؛ نذكر منها ما ذكر عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-؛ عندما مرّ -رضي الله عنه- يومًا بشيخٍ يهودي يسأل النّاس، فتألّم لذلك قائلاً: " ما أنصفناك، أخذنا منك الجزية ما دمت شابًا، ثم ضيعناك اليوم"، ففرض له من بيت مال المسلمين ما يكفيه، ويسد حاجته في الحياة، بل وأصدر عطاءات لأهل الذمة في حال الكبر والشيخوخة.[٩] المراجع
الشيخ شوقي جبار البديري
الشيخ شوقي جبار البديري

عدد المساهمات : 10135
تاريخ التسجيل : 04/04/2012
العمر : 59
الموقع : قبيلة البدير للشيخ شوقي البديري

https://shawki909.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسلام دين التسامح Empty مفهوم الرحمة

مُساهمة  الشيخ شوقي جبار البديري الأحد أغسطس 18, 2024 12:23 pm

مفهوم الرحمة ٢ مفهوم الرحمة في القرآن الكريم ٣ الرحمة في الإسلام ٤ أهمية الرحمة ٥ المراجع مفهوم الرحمة الرحمة: هي لفظ مأخوذ من (رحم)، وتعني الرقة، والعطف، والرأفة، ويُقال رحمه ويرحمه، عندما يُعطف عليه، وبالتالي فإنَّ الرُّحم والرحمة والمرحمة تحمل المعنى نفسه، والرَّحِم بمعنى علاقة القرابة، وعليه كانت تسمية رحم الأنثى رحماً؛ وذلك لأنَّ منها ما يكون ما يرحم، ويرأف له من الابن،[١] فالرحمة هي عبارة عن الانفعالات والعواطف التي تبدو على الشخص بظواهرها، وليس بحقيقة تكوينها، ولعلَّ أهمية الرحمة تنبع ممّا وصف الله تعالى به نفسه؛ حيث ذكر نفسه بالرحمة في أكثر من آية قرآنيّة،[٢] يقول الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله: ((وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا ! مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً)).[٣] مفهوم الرحمة في القرآن الكريم ورد ذكر الرحمة في أكثر من موضع في القرآن الكريم، وجاءت الكلمة على معانٍ متعددة، وهي كالآتي:[١] الرحمة صفة من صفات الله سبحانه وتعالى، وهي إحدى الصفات التي تليق بجلاله وعظمته، وتُعتبر هذه الصفة من أكثر الصفات ذكراً في القرآن الكريم. الرحمة تعني الجنة، كما في قوله تعالى: ((أولئك يرجون رحمة الله))[٤]. الرحمة بمعنى النبوّة، حيث خصَّ الله سبحانه وتعالى رسوله محمد صلّى الله عليه وسلّم بالنبوة والرسالة. الرحمة بمعنى القرآن. المطر. النعمة والرزق. النصر والعافية والخير. العفو والمغفرة. المودة والعطف. العصمة من اقتراف السيئات. الثواب والأجر. استجابة الدعاء. ملاحظة: تتعدد معاني الرحمة، ويدخل في توضيحها وتفسيرها معاني متعددة، ولكن جميع المعاني تحمل الخير، والنفع الذي يعود على الإنسان في دنياه وآخرته. الرحمة في الإسلام أمر الدين الإسلاميّ الحنيف بالرحمة، وقرن الرحمة بالإيمان، حيث جعل الرحمة من دلائل الإيمان الكامل، كما حذّر الإسلام من قسوة القلوب، وأوصى الإسلام برحمة مجموعة من الفئات التي تحتاج المزيد من الرحمة والرعاية، ولعل أهمها: ذوي اقربى، واليتامى، والمرضى، والخدم، وتجدر الإشارة هنا إلى أنَّ الرحمة في الإسلام لا تقتصر على البشر، وإنَّما تتعداهم إلى الرحمة بالحيوانات، فقد يدخل الإنسان النار نتيجة الإساءة إلى حيوان أو دابة ما،[٥] حيث يقول الحديث النبويّ الشريف: (( دخلَتِ امرأةٌ النارَ في هِرَّةٍ ربَطَتْها ، فلم تَطعَمْها ، ولم تَدَعْها تأكلُ من خَشاشِ الأرضِ))[٦]. أهمية الرحمة تنبع أهمية الرحمة من خلال الآتي:[٧] تقود المسلمون إلى المحبة والمودة. تُحقق السعادة والسلام والأمن. تُنير طريق الإحسان. تؤدي إلى رضا الله، فالبُعد عن الرحمة يقود إلى سخط الله تعالى. تمحو كبائر المعاصي والآثام.[١] المراجع هل كان المقال مفيداً؟ نعم لا شارك المقالة فيسبوك تويتر مواضيع ذات صلة بـ : مفهوم الرحمة تعريف الرحمة مفهوم الرحمة في الإسلام ما هي الرحمة معاني ودلالات الرحمة في الإسلام أهمية الرحمة بين الناس أهمية الرحمة في الحياة العدالة والرحمة في الحضارة العربية الإسلامية الإسلام دين الرحمة آثار رحمة الله الزوار شاهدوا أيضاً مفهوم الزمن مفهوم الحداثة ما معنى الفضول ما هي حالة الطوارئ مفهوم الاتصال ما هو الماجستير مفهوم الصبر ما هي الازدواجية مفهوم التمكين ما معنى السوق السوداء مفهوم الخطبة مفهوم التخطيط الاستراتيجي مقالات من تصنيف تعليم مفهوم الحق ما هي الميتافيزيقا التضخم مفهوم الإنسان ما هي منظمة الفاو ما هو العصر الذهبي مفهوم التنمية لغة واصطلاحاً استخراج الخريطة الفلكية الهندية الشعوبية في العصر الأندلسي مقالات منوعة تسريع الدورة الشهرية تعريف الوصف سبب نزول سورة الكافرون فوائد عشبة الريحان ما هو التفكير السلبي مقارنة بين المرايا المحدبة والمقعرة أمثلة على فعل الأمر تامر عاشور (مغني وملحن مصري) أهمية الموقع الجغرافي للجزائر تفسير حلم خبز الخبز في التنور
الشيخ شوقي جبار البديري
الشيخ شوقي جبار البديري

عدد المساهمات : 10135
تاريخ التسجيل : 04/04/2012
العمر : 59
الموقع : قبيلة البدير للشيخ شوقي البديري

https://shawki909.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسلام دين التسامح Empty أهمية الرحمة بين الناس

مُساهمة  الشيخ شوقي جبار البديري الأحد أغسطس 18, 2024 12:29 pm

أهمية الرحمة في الحياة تعريف الرحمة كلمات عن الرحمة بين الناس مفهوم الرحمة في الإسلام محتويات ١ مفهوم الرحمة في الإسلام ٢ أهمية الرحمة بين الناس ٣ صور الرحمة بين الناس ٤ المراجع مفهوم الرحمة في الإسلام تُعرّف الرّحمة في اللغة بأنّها: المغفرة ورقّة القلب وعطفه، وأما بالنّسبة لتعريف الرّحمة اصطلاحًا؛ فقد عرّفها العلماء بتعريفاتٍ عديدةٍ متقاربةٍ، فعرّفها الجرجانيّ بأنّها الرغبة والإرادة في إيصال الخير للغير، وعرّفها الكفويّ بأنّها: "حالةٌ وجدانيَّةٌ تعرض غالبًا لمن به رقّة القلب، وتكون مبدأ للانعطاف النّفسانيّ الّذي هو مبدأ الإحسان".[١] فيديو قد يعجبك: أهمية الرحمة بين الناس إنّ الرّحمة بين النّاس من المفاتيح الرّئيسة لكسب القلوب، وانتشار المحبة والود، فمن المعلوم أنّ فقدان الرّحمة يؤدّي إلى فقدان الحياة الكريمة؛ لذلك كان للرّحمة بين النّاس أهمية عظيمة، ممّا يعني أنّ عدم الرّحمة بالنّاس والرأفة بهم؛ تولد الضغينة بينهم وعدم الطّمأنينة، وفقدان الحياة الطيبة،[٢] وفيما يأتي ذكرٌ لجملةٍ من الأمور التي تبرز وتبيّن أهميّة الرحمة بين الناس:[٣][٤] إنّ الإنسان الرحيم بغيره، يستحقّ رحمة الله تعالى ويفوز بها؛ بدليل ما روي عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (الراحمون يرحُمهم الرحمنُ، ارحموا أهلَ الأرضِ يَرْحَمْكم من في السماءِ) .[٥] الرحمة سببٌ لنيل محبّة الله تعالى والفوز برضوانه. الراحمون يحبّهم الناس، ويألفونهم ويودّون الاقتراب منهم. إشاعة الرحمة في المجتمع تجعل منه مجتمعًا خيِّرًا راقيًا، متماسكًا ومجتمع الشمل. بقدر اتّصاف الإنسان بالرحمة وتخلّقها بها، تكون منزلته من الله تعالى. الرحمة وسيلةٌ وسبيلٌ للالتفات إلى الفقراء والمساكين والضعفاء من الناس، ومراعاة أحوالهم والوقوف معهم. شيوع الرحمة في المجتمع المسلم إثباتٌ ودليلٌ على أنّ الإسلام دين الرحمة والرأفة. صور الرحمة بين الناس فيما يأتي ذكرٌ لبعض الصور التي تدلّ وتحثّ على الرّحمة أوردتها نصوص القرآن الكريم والسنة النبويّة: أكّد القرآن الكريم على مفهوم الرّحمة والمودّة بين الأزواج، وأنّها قوام العلاقة بين الزوجين، وذلك في قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).[٦][٧] ورد مفهوم الرّحمة والحثّ عليها في البيع والتّجارة؛ وذلك في أشكالٍ وصورٍ متعدِّدةٍ، منها عدم جواز احتكار البائع لما عنده من السّلع، أو أن يبيع بسعرٍ يفوق المعقول، بل يجب أن يراعي الظروف الاقتصادية التي تمرّ بها الأمّة.[٨] جاء مفهوم الرّحمة في اجتماع النّاس على الحقّ، لدخول دار الرّحمة والبقاء، بالإضافة إلى ترك المعاصي والآثام.[٩] الرحمة ركيزة بناء مجتمعٍ متماسكٍ قويٍّ متوحِّدٍ؛ ودليل ذلك قوله النبيّ عليه الصلاة والسلام: (مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى).[١٠][١١] إنّ من مظاهر صدق انتماء المسلم للإسلام: الرحمة؛ بدليل قول النبيّ عليه الصلاة والسلام: (ليسَ منَّا من لم يرحَم صغيرَنا ويعرِفْ شرَفَ كبيرِنا).[١٢][٤
الشيخ شوقي جبار البديري
الشيخ شوقي جبار البديري

عدد المساهمات : 10135
تاريخ التسجيل : 04/04/2012
العمر : 59
الموقع : قبيلة البدير للشيخ شوقي البديري

https://shawki909.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسلام دين التسامح Empty مفهوم الرحمة في الإسلام

مُساهمة  الشيخ شوقي جبار البديري الأحد أغسطس 18, 2024 12:32 pm

مفهوم الرحمة معاني ودلالات الرحمة في الإسلام تعريف الرحمة الإسلام دين الرحمة محتويات ١ رحمة الله بالعباد ٢ مفهوم الرحمة في الإسلام ٣ الوسائل المعينة على نيل رحمة الله ٤ الثمار المترتّبة على الرّحمة ٥ المراجع رحمة الله بالعباد ذُكِرت رحمة الله -تعالى- في كثيرٍ من الآيات الكريمة في القرآن الكريم، فرحمة الله -تعالى- هي رحمةٌ واسعةٌ، مداها بعيد، فهي تشمل المؤمن والكافر في الحياة الدنيا، أمّا في الحياة الآخرة فرحمة الله خاصّة بالمتّقين، ورحمة الله -تعالى- في الحياة تتعدّد صورها، ومن هذه الصّور ما يأتي:[١] غفران ذنوب المسيئين والعاصين، وقبول توبتهم. الإنعام على العباد بنعمة الإسلام، وإنزال الدّين الإسلامي، ووضع الأحكام التّشريعيّة التي تنظّم شؤون العباد. هداية النّاس، من خلال بعث الرّسل -عليهم السّلام- إليهم، ليرشدوهم إلى طريق الحقّ، ويحذّرونهم من طريق الضّلال والانحراف. إنزال القرآن الكريم، الذي فيه شفاءٌ للناس. إعطاء الأجر والثّواب للمؤمنين والصّابرين في حياتهم، فكل عملٍ يفعله الإنسان لا يضيع أجره عند الله. امتحان العباد في الحياة الدّنيا، واختبارهم، وابتلائهم، ليعلموا أن هذه الدنيا ما هي إلا دار اختبارٌ وابتلاءٌ. وعلى المسلم أن لا ييأس من رحمة الله، وأن لا يقنط من ذلك، فعليه أن يكون على يقينٍ بغفران الله لذنوبه، وتجاوزه عن سيّئاته، ورحمته له، فإنّ القنوط من رحمة الله من كبائر الذنوب التي من الممكن أن يقترفها العبد نتيجة يأسه، لذلك على المسلم أن يبادر دائماً بالتّوبة إلى الله تعالى، ويرجو مغفرته ورحمته.[٢] مفهوم الرحمة في الإسلام إنّ الرّحمة خُلقٌ من الأخلاق الإسلاميّة الحميدة، التي حثّ الدّين الإسلامي على الالتزام بها وبمبادئها، وهي خلق الأنبياء عليهم السّلام، والرحمة تعني فعل الإنسان الخير، وتقديمه للآخرين، والإحسان إليهم،[١] وقد ورد ذكر مصطلح الرّحمة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، وتقدّر بحوالي مائتي وثمانية وستين موضعاً، وأكثرها جاءت من حيث صيغة الأسماء، كقوله تعالى: (إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)،[٣] ومنها ما كان تصنيفه في اللغة من حيث الأفعال، كقوله تعالى: (قَالُوا لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا)،[٤][٥] ولفظ رحمة مشتقٌّ من الفعل رحم، وهو دليلٌ على الرّقة، واللّطف، والرّأفة، والعطف، أما مصطلح الرحمة في القرآن الكريم؛ فهو مصطلحٌ عام له عدة تفسيرات ومعان، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضها:[٥][٦] دخول جنّات النّعيم، فقد قال تعالى: (أُولَٰئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ)،[٧] فالرحمة تعني هنا أنّ المؤمنين يبتغون نيل رحمة الله، وهي دخول الجنّة يوم القيامة. الاختصاص بالنّبوة، فالله تعالى اختصّ رسوله الكريم بالنّبوة والرّسالة، وهذا ما يدل عليه لفظ الرّحمة في قوله تعالى: (وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ).[٨] كتاب الله تعالى، فلفظ الرّحمة يطلق كذلك على وصف القرآن الكريم؛ حيث قال تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ).[٩] إنزال المطر، فمن رحمة الله -تعالى- أنّه أنعم على عباده بنعمة المطر، رأفةً ورحمةً بعباده. إعطاء الأرزاق، وإنزال البركة في حياة المسلم، حيث قال تعالى: (مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا)،[١٠] فالرّحمة المقصودة في هذه الآية هي النّعم التي يُنعم الله بها على عباده، والأرزاق والبركات التي يهبهم إياها. غفران الذنوب، واستحقاق الأجر والثواب، ففي قوله تعالى: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)،[١١] يتجلى هنا معنى الرحمة بمغفرة الله لذنوب عباده، وعفوه عمّا سلف، وقبوله لتوبتهم، واستغفارهم، وعودتهم إليه. التوادّ، واللّطف، والعطف بين النّاس، وهذا ظاهرٌ في قوله تعالى: (وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً).[١٢] استجابة الله -تعالى- لمن يتوجّه إليه بالدّعاء، قال تعالى: (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا)،[١٣] حيث استجاب الله -تعالى- دعوة نبيّه زكريا برحمته وكرمه، فرزقه الولد الصّالح. صفة من صفات الله تعالى؛ فإنّ لله أسماء وصفات ثابتة بالوصف الذي يليق به، ومنها صفة الرحمة، حيث قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)،[١٤] ولقد سمّى الله -تعالى- نفسه بصفتين تدلّان على صفة الرحمة، وهما الرحمن والرحيم، وكل سور القرآن الكريم إلا سورة التوبة تبدأ بالبسملة، والبسملة في صيغتها تحتوي على هذين الوصفين، وبما أن غالبيّة السور تبدأ بهذين الوصفين المشتملين في معناهما على صفة الرحمة، فهذا دليلٌ على اهتمام الإسلام بصفة الرحمة، وأنها في المقدمة عن باقي الصفات الأخرى، وأن الأساس في التّعامل مبني على الرحمة.[١٥] الوسائل المعينة على نيل رحمة الله إن رحمة الله واسعة، وحتّى ينال المسلم رحمة الله تعالى، عليه أن يسعى لها بالطلب الجاد، والأخذ بالأسباب، وفيما يأتي بعض الوسائل التي تعين المسلم على ذلك، ومنها:[١٦] إيمان المسلم بالله- تعالى- إيماناً حقيقياً صادقا، ومن ذلك إيمانه بأركان الإسلام جميعها. التقرب إلى الله -تعالى- بطاعته وطاعة رسوله، والتزام أوامره، واجتناب نواهيه. الالتزام بما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. الرحمة والرأفة بالناس، وعدم إيذائهم، والإحسان إليهم، فمن أراد رحمة الله -تعالى- فليكن رحيماً مع الناس، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الرَّاحمون يرحمهمُ الرَّحمنُ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السَّماء، الرَّحمُ شجْنةٌ من الرَّحمن فمن وصلها وصلهُ اللَّهُ ومن قطعها قطعه اللَّهُ).[١٧] توطيد العلاقات الاجتماعيّة بين الأفراد، وتأكيد مبدأ الأخوّة بينهم. الحرص على التّحلي بالآداب الإسلاميّة التي أمر بها الله ورسوله؛ كعيادة المريض، والاطمئنان عليه. تقوى الله -تعالى- في السر والعلن، والابتعاد عن المعاصي والذنوب. تدبر القرآن الكريم، وفهم معانيه، والعمل بما جاء به، والحرص على تلاوته، والإصغاء لآياته. العزم الصادق على الإقلاع عن الذنوب، والعودة إلى الله -تعالى- بالتوبة النصوح الصادقة والاستغفار. التحلي بالأخلاق الإسلامية، كالصبر، والأناة، وتحمّل المصاعب. الحرص على قيام الليل، وتشجيع المسلمين للقيام به، وصلاة أربع ركعات قبل أداء فرض صلاة العصر. الجهاد في سبيل الله -تعالى- بالمال أو النفس لإعلاء كلمة الله. الاستعانة بالدعاء، والإلحاح فيه عند الطلب. الثمار المترتّبة على الرّحمة هناك الكثير من الآثار والثمار التي تنتج عن خُلق الرحمة، ومن هذه الثمار ما يأتي:[١٨] رفعة الدرجات، وعلوّها عند الله تعالى، فكلما كان للمسلم نصيبٌ من هذا الخلق الكريم، كانت درجته عند الله مرتفعة، فقد كان لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- نصيبٌ وافرٌ من خلق الرحمة، وتجلّى ذلك في رسالته التي بُعث بها إلى الناس، فكانت رحمة للجميع، وكلما كان حب المسلم لرسوله أكبر، كان له نصيبٌ أكبر من خلق الرحمة. تنمية جانب الأمل والرّجاء في حياة المسلم، والحد من تأثير جانب الخوف واليّأس في حياته. بعث الطمأنينة، وسكون النفس، والشعور بالأمن، وتشجيع المسلم على المزيد من أداء الأعمال الصالحة. ازدياد تقرّب المسلم إلى الله تعالى، والإعراض عن كل طريق لا يؤدي إليه. المراجع
الشيخ شوقي جبار البديري
الشيخ شوقي جبار البديري

عدد المساهمات : 10135
تاريخ التسجيل : 04/04/2012
العمر : 59
الموقع : قبيلة البدير للشيخ شوقي البديري

https://shawki909.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الإسلام دين التسامح Empty كيف نفهم الإسلام

مُساهمة  الشيخ شوقي جبار البديري الأحد أغسطس 18, 2024 12:35 pm

معاني ودلالات الرحمة في الإسلام مفهوم الإسلام الصحيح مفهوم الرحمة في الإسلام مفهوم الخطاب الديني محتويات ١ الإسلام ٢ الفهم الصّحيح للإسلام ٣ أركان الإسلام ٤ المراجع الإسلام يُعرَّف الإسلام لغةً على أنه الخضوع، والذل، والانقياد، حيث يُقال أسلم واستسلم أي انقاد، كما في قول الله تعالى: (فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ)،[١] وأما تعريف الإسلام شرعاً فيَحْتمل معنيين، الأول الإسلام الكوني، ويعني استسلام الخلائق كلها لأوامر الله -عز وجل- الكونية القدرية، كما في قول الله تعالى: (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)،[٢] ومن الجدير بالذكر أن الإسلام بهذا المعنى يشترك فيه المؤمن، والكافر، والطائع، والعاصي، والمخلوقات كلّها، ولا فضل فيه لأحد على الآخر، لا سيما أن كل المخلوقات مستسلمة لله عز وجل، ومُنقادة لأوامره الكونية القدرية، ومجبرة على ذلك سواء رضيت أم لم ترضَ، فلا مشيئة لمخلوق في موت، أو حياة، أو مرض، أو شفاء، أو فقر، أو غنى، ولذلك لا يترتب على الإسلام بهذا المعنى ثواب ولا عقاب.[٣] والمعنى الثاني هو الإسلام الشرعي، وهو الاستسلام لله -تعالى- والانقياد لأوامره الشرعية، وتجدر الإشارة إلى انقسام الإسلام الشرعي إلى عام وخاص، فأما العام فهو الدين الذي جاء به الأنبياء جميعاً، مصداقاً لقول الله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ)،[٤] وقوله -عز وجل-Sadمَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَـٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)،[٥] أما الخاص فهو الدين الذي بُعِث من أجله محمد صلى الله عليه وسلم، وقد بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المعنى الخاص للإسلام، وأكّد أنه الدين الذي جاء به، حيث قال: (الإسلامُ أن تشهَدَ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتُقِيمَ الصَّلاةَ، وتُؤتِيَ الزَّكاةَ، وتصُومَ رمَضانَ، وتحُجَّ البيتَ، إن استطَعْتَ إليه سبيلًا)،[٦] وقد بين النبي -عليه الصلاة والسلام- أن الإسلام قد بُني على هذه الأوامر الخمس، ولذلك فهي أركان الإسلام.[٣] فيديو قد يعجبك: وفي الحقيقة أن الله -عز وجل- شرّف الأمة الإسلامية بأن سمّى أفرادها بالمسلمين، فاسم الإسلام لم يقتصر فقط على الدين الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وإنما كل ما دعا إليه أنبياء الله -تعالى- هو الإسلام، يقول تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)،[٧] ولكن الله خصّ أتباع النبي بهذا الاسم لا بسمى آخر؛ كالنصرانية، والمسيحية وغيرها، وهذا شرف من الله يعتز به كل مسلم.[٨] الفهم الصّحيح للإسلام يُفهَم الإسلام بصورة واضحة عند فَهْم حقيقة كلمة التوحيد وما اشتملت عليه من مقتضيات ومعانٍ، وأن قول (لا إله إلا الله) ينبغي أن يكون قولاً وعملاً واعتقاداً، ويشمل الدين والدنيا، والأخلاق والعبادات، والسياسة، والاقتصاد، والآداب، والمعاملات، فهو قول يعني أن تثق الأمة بمنهج ربها -عز وجل- وتؤمن بصلاحيته الشاملة لكل مكان وزمان، واستحالة وصول مناهج البشر التي وضعوها بالاعتماد على عقولهم إلى رقي منهج رب العالمين وكماله ومثاليّته، وأن الحكم لله وحده لا للقوانين الغربية الوضعية، ويعني أن الحياة كلها لله تعالى، مصداقاً لقوله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)،[٩] ولِفَهم الإسلام بشكل صحيح يجب أن تعلم الأمة الغاية التي خلق الله -تعالى- من أجلها الخلق، وتفهم المطلوب منها، وهو الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وتعيد أمجادها كما سَاس أسلافها الدنيا بالحق والعدل، ونشروا فيها الأمن والسلام.[١٠] ولعلّ قصة ربعي بن عامر -رضي الله عنه- خير مثال على فهم سلف الأمة للإسلام، حيث ذكرت كتب التاريخ أن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- بعثه إلى رستم أمير الجيوش الفارسية، فلما وصل ربعي -رضي الله عنه- إلى قصر رستم وجد الفُرس قد زينوا المجالس بالحرير والنمارق، وقائدهم جالسٌ على سرير من ذهب، وعلى رأسه تاجٌ مُرصّع بالياقوت واللؤلؤ والجواهر العظيمة، فدخل ربعي بثيابه القديمة المهترئة، وفرسه القصيرة التي بقي يركبها حتى داس بها طرف البِساط، ثم نزل عنها وربطها ببعض الوسائد، وتوجه نحو الفُرس ومعه سلاحه، وترسه، وبيضته على رأسه، ولما طلبوا منه وضع سلاحه أرضاً قبل الدخول على رستم، رفض ذلك قائلاً: (إنِّي لَم آتِكم، وإنَّما جئتُكم حين دعوتموني، فإن تركتموني هكذا، وإلاَّ رجَعْت)، فأمرهم رستم بالسماح له، فدخل إليه وهو يتوكّأ على النمارق برمحه حتى خرق أغلبها، فقالوا له: ما جاء بكم؟ فأجابهم جواباً يدل على فهمه العميق للإسلام، حيث قال: (الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا والآخرة إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام).[١٠] أركان الإسلام للإسلام خمسة أركان، يجب على كل مسلم الالتزام بها حتى يدين بالإسلام، مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ)،[١١] وفيما يأتي بيان كل ركن من أركان الإسلام، وهي:[١٢] الشهادتان: هي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وتُسمّى بعقيدة التوحيد، ومعنى لا إله إلا الله؛ أي: لا معبود بحق إلا الله وحده لا شريك له، ونفي الولد والزوجة والأنداد والشركاء عنه سبحانه وتعالى، وعلى الرغم من قصر سورة الإخلاص إلا أنها اشتملت على هذا المعنى العظيم، حيث قال تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ*اللَّهُ الصَّمَدُ*لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ*وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ).[١٣] حيث خاطب الله -تعالى- في السورة الكريمة محمداً -صلى الله عليه وسلم- وأمره أن يقول إن الله -تعالى- واحد متفرد بالألوهية، وأنه صمد أي الذي يُحتاج إليه ويُسأل ولا يحتاج لأحد، وأنه -عز وجل- لا يُجانس فليس له صاحبة، ولا ولد، ولا يماثله أحد، وأما شهادة أن محمداً رسول الله فتعني تصديقه في كل ما أخبر عنه، واتباعه فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه، والاعتقاد بأنه عبد الله ورسوله، من أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. الصلاة:هي الصلة بين العبد وربه عز وجل، وقد فرض الله -تعالى- أداء الصلاة على كل مسلم خمس مرات في اليوم والليلة، لتطهر نفسه من الآثام، وتحول بينه وبين المنكرات، مصداقاً لقول الله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَر).[١٤] الزكاة: هي حق لفقراء المسلمين ومساكينهم من أموال أغنيائهم، حيث يؤخذ من أموال الأغنياء ربع العشر ويُنفق على الفقراء والمساكين، وفي الزكاة تطهير للقلوب وتأليف للنفوس، مصداقاً لقول الله -تعالى-Sadخُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها).[١٥] صوم رمضان: يُعرَّف الصوم بأنه عبادة الله -تعالى- بالامتناع عن الطعام والشراب والجِماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ومن الجدير بالذكر أن الله -تعالى- خفف عن الأمة وعذر المريض، والمسافر، والحامل، والنفساء، والحائض، وللصوم فوائد عظيمة لا يتسع المجال لذكرها، ومنها تزكية النفس، وتعويدها على تقوى الله تعالى، والشعور بالفقراء والمساكين. الحج: وهو قصد بيت الله -تعالى- للتعبد وأداء الشعائر والمناسك في وقت محدد، وتظهر فيه وحدة الأمة الإسلامية وتماسكها، وهو مدرسة يتعلم فيها المسلم الصبر، ويتذكّر الأنبياء وعِظم دعوتهم، وأخلاقهم، وعبادتهم، كما يتذكّر اليوم الآخر وأهواله، ويفتقر إلى الله تعالى، فهو الغني سبحانه، ونحن الفقراء إليه.[١٦]
الشيخ شوقي جبار البديري
الشيخ شوقي جبار البديري

عدد المساهمات : 10135
تاريخ التسجيل : 04/04/2012
العمر : 59
الموقع : قبيلة البدير للشيخ شوقي البديري

https://shawki909.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى