بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
حول
مرحبا بكم فى منتدى الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري
قبيلة البدير من القبائل الزبيديه
سلمان الفارسي رضي الله عنه
صفحة 1 من اصل 1
سلمان الفارسي رضي الله عنه
من هو سلمان الفارسي قصة سلمان الفارسي صفات سلمان الفارسي ما هو اسم سلمان الفارسي محتويات ١ اسم سلمان الفارسي ونسبه ٢ نشأة سلمان الفارسي ٣ إسلام سلمان الفارسي ٤ جهاد سلمان الفارسي ٥ علم سلمان الفارسي ٦ منزلة سلمان الفارسي وفضائله ٧ وفاة سلمان الفارسي ٨ المراجع اسم سلمان الفارسي ونسبه هو الصحابي الجليل سلمان الفارسي، وأصله من أصفهان وقيل من راهرمز، واسمه ونسبه في الفارسية: مابه بن بوذخشان بن مورسلان بن بهبوزان بن فيروز بن سهرك من ولد آب الملك، وبعد أن أسلم أصبح اسمه سلمان الفارسي، وكنيته أبو عبد الله، وكان يُلقّب بسلمان الخير، وسلمان ابن الإسلام.[١][٢] فيديو قد يعجبك: نشأة سلمان الفارسي نشأ سلمان الفارسي في "جي" إحدى نواحي مدينة أصبهان، وكان والده غنيًا ومالكًا لضيعة -أي مزرعة-، وكان محبًّا لابنه سلمان وحريصًا عليه؛ حيث كان يبقيه في البيت، وكان سلمان كبقية أهل فارس يعتنقون المجوسية، وهي عبادة النار، حتى أنّ سلمان كان سادن النار -أي خادمها-، حيث كان يعمل على إمدادها بالحطب لتبقى مشتعلةً، إلى أن ترك أهله باحثًا عن الدين الحق.[٣][٢] إسلام سلمان الفارسي كان سلمان الفارسي يعبد النار على الديانة المجوسية تبعًا لقومه من أهل فارس، ومرّ برحلةٍ إلى أن هداه الله إلى الإسلام، وآتيًا تلخيص قصة سلمان الفارسي حول بحثه عن الدين الحقّ إلى دخوله في الإسلام:[٤][١] قام والد سلمان بإرساله مرةً للاعتناء بضيعته، فمرّ في طريقه بكنيسةٍ، وسمع صلوات نصارى كانوا فيها. أعجب سلمان بما سمع، وسألهم عن صلاتهم ودينهم؛ فرأى أنّها أفضل من دينه، وسألهم أين يصل إلى هذا الدين؛ فأخبروه في الشام. عاد سلمان إلى والده، وأخبره بما رأى وسمع، فقيّده والده وحبسه في البيت؛ خوفًا من أن يتبعهم. بعث النصارى يسألون عن سلمان؛ فطلب منهم أن يخبروه إذا قدم إليهم تجّارٌ من الشام، وأرادوا العودة إليها. أُخبر سلمان أنّ التجار المغادرين إلى الشام؛ فتخلص من قيده، وارتحل معهم إليها. وصل سلمان إلى الشام، وسأل عن أفضل أهل الدين؛ فدلّوه على القساوسة، فصاحب أحدهم ليخدمه ويصلي معه، لكنّ هذا القس كان يجمع مال الصدقات؛ فيأخذها لنفسه، وتركه بعد وفاته ليلتحق بقسيس آخر. تنقّل طلبًا وبحثًا عن الدين الحق إلى البصرة، ثم عند رجل صالح بعمورية، ومكث عنده وتعلم منه، وعمل فاكتسب عددًا من الأبقار والأغنام، ولما احتضر الرجل، طلب منه سلمان أن يدله على آخر من أهل الدين؛ فأخبره أنّ الله سيبعث نبيًا على دين إبراهيم في أرض العرب، في منطقة فيها نخيلٌ، وعلامة نبوته أنّه يأكل من الهدية، ولا يأكل من الصدقة. التقى سلمان بتجار من أرض العرب، فطلب منهم أن يأخذوه معهم مقابل أن يعطيهم غنمه وأبقاره، وغدروا به وباعوه عبدًا إلى رجل من اليهود. عمل سلمان عند اليهودي، وقدم عليه ابن عم له من بني قريظة؛ فسمعه سلمان يتحدّث عن نبي قدم واجتمع مع أتباعه في مسجد قباء؛ فأراد سلمان أن يتثبّت من الأمر. أخذ سلمان مجموعةً من الرطب وذهب بها إلى النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأخبره أنّها صدقةٌ عنده؛ فلم يأكل النبي منها، ثم أتاه سلمان مرةً أخرى بتمر، وأخبره أنّها هديةٌ أهديت إليه؛ فأكل النبي منها، ثم قدم مرةً أخرى ليرى خاتم النبوة؛ فكشف النبي عن ظهره، ورأى خاتم النبوة؛ فعرف سلمان أنّه النبي الذي أخبره عنه الرجل الصالح، فأسلم سلمان -رضي الله عنه-. بقي سلمان عبدًا عند اليهودي يعمل عنده إلى أنّ طلب النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يُكاتب سيده اليهودي، فكاتبه على أن يُعتقه مقابل أن يزرع له نخيلًا ويؤدي له مالًا، ففعل سلمان ذلك بمساندة من النبي -عليه الصلاة والسلام- والصحابة -رضي الله عنهم- وأُعتق سلمان بعدها ليلتحق بالنبي والمسلمين. جهاد سلمان الفارسي شارك سلمان الفارسي -رضي الله عنه- في الغزوات مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان أولها وأهمها غزوة الخندق؛ حيث أشار على النبي -صلى الله عليه وسلم- بحفر الخندق حاميًا للمدينة من غزو الأحزاب حين استشار النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه في القتال؛ لكنّهم احتاروا في وسيلة الدفاع؛ فتقدم سلمان الفارسيّ -رضي الله عنه- وعرض عليهم حفر الخندق في الأماكن المكشوفة من الجبال والصخور، وفعلاً تمت الموافقة على هذا الخطة العسكرية، وتعاون المسلمون على حفر الخندق، فكان سبباً من أسباب نصرهم على الأحزاب يومئذ،[٥]كما شارك سلمان الفارسي -رضي الله عنه- في بقية الغزوات بعد الخندق، وفي فتوحات العراق، وعُيّن واليًا على المدائن.[٦] علم سلمان الفارسي كان سلمان الفارسي -رضي الله عنه- غزير العلم بشهادة الصحابة -رضي الله عنهم- له، ومن ذلك ما رُوي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّه قال فيه: "من لكم بمثل لقمان الحكيم؟" وقال فيه أيضًا: "أدرك العلم الأول والعلم الآخر، بحر لا يدرك قعره، وهو منا أهل البيت"، وقد روى سلمان -رضي الله عنه- عدة أحاديث عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، منها: (لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَومَ الجُمُعَةِ، ويَتَطَهَّرُ ما اسْتَطَاعَ مِن طُهْرٍ، ويَدَّهِنُ مِن دُهْنِهِ، أوْ يَمَسُّ مِن طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فلا يُفَرِّقُ بيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي ما كُتِبَ له، ثُمَّ يُنْصِتُ إذَا تَكَلَّمَ الإمَامُ، إلَّا غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى)،[٧] وروى عنه عددٍ من الصحابة مثل: ابن عباس، وأنس أبي الطّفيل، ومن التابعين عثمان النهدي وغيره.[٣][٨] منزلة سلمان الفارسي وفضائله لسلمان الفارسي -رضي الله عنه- مناقب وفضائل عديدة، ومنزلةٌ رفيعة، وفيما يأتي ذكر لعدد من فضائل سلمان:[٣][١] هو أول من أسلم من الفرس. أحبّه النبي -عليه الصلاة والسلام- وكان مولى له وقريبًا منه حتى قيل: (سَلْمانُ منَّا أهْلَ البَيتِ). كان سلمان -رضي الله عنه- حكيمًا وفقيه نفسٍ، وشهد له النبي -عليه الصلاة والسلام- بذلك حين آخى بينه وبين أبي الدرداء كما جاء في الحديث: (آخَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ سَلْمانَ، وأَبِي الدَّرْداءِ، فَزارَ سَلْمانُ أبا الدَّرْداءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْداءِ مُتَبَذِّلَةً، فقالَ لَها: ما شَأْنُكِ؟ قالَتْ: أخُوكَ أبُو الدَّرْداءِ ليسَ له حاجَةٌ في الدُّنْيا، فَجاءَ أبُو الدَّرْداءِ، فَصَنَعَ له طَعامًا، فقالَ: كُلْ فإنِّي صائِمٌ، قالَ: ما أنا بآكِلٍ حتَّى تَأْكُلَ، فأكَلَ، فَلَمَّا كانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أبُو الدَّرْداءِ يَقُومُ، فقالَ: نَمْ، فَنامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ، فقالَ: نَمْ، فَلَمَّا كانَ آخِرُ اللَّيْلِ، قالَ سَلْمانُ: قُمِ الآنَ، قالَ: فَصَلَّيا، فقالَ له سَلْمانُ: إنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، ولِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فأعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فأتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَ ذلكَ له، فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: صَدَقَ سَلْمانُ).[٩] عُرف سلمان -رضي الله عنه- بالزهد والتواضع. وفاة سلمان الفارسي توفي سلمان الفارسي -رضي الله عنه- في خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، ودُفن في مدينة المدائن الموجودة في العراق، ويُرجح أنّ وفاته كانت سنة 32 هـ وقيل 33 هـ،[٦][١٠] وكان قد أوصى قبل موته بوعاء فيه ماء؛ فوضع فيه المسك، ثم أمر صاحبة منزله أن ترشه حوله؛ لأنّه كان يرى خلقًا من خلق الله تعالى يشمّون الريح الطيب، ولا يأكلون الطعام، وكان يقصد بذلك الملائكة -عليهم السلام-، ثم أمرّها بعد ذلك أن تنزل من عنده؛ فلمّا غابت عنه مدةً يسيرةً صعدت إليه؛ فوجدته قد مات -رضي الله عنه-
ما هو اسم سلمان الفارسي
ما هو اسم سلمان الفارسي تمت الكتابة بواسطة: الخنساء وائل عثمان آخر تحديث: ٠٩:٥٣ ، ٢١ يونيو ٢٠١٩ ذات صلة من هو سلمان الفارسي سلمان الفارسي رضي الله عنه قصة سلمان الفارسي صفات سلمان الفارسي محتويات ١ اسم سلمان الفارسي ٢ إسلام سلمان الفارسي ٣ صفات ومآثر سلمان الفارسي ٤ المراجع اسم سلمان الفارسي كان يحمل سلمان الفارسي قبل إسلامه اسم مابه بن بوذخشان، أما كنيته فهي أبو عبدالله، ويعود أصله لبلدة رام هرمز من بلاد فارس، كما عُرف بعد إسلامه بسلمان الخير، وعلى الرغم من أنه نشأ وسط عابدي النار والمجوسيين وكان يعتنق المجوسية فيخدم النار ويحطبها، إلا أنه أسلم بعد ذلك، وتعرض للتعذيب على يد كفار قريش بسبب توحيده وإيمانه بالله برسوله.[١] فيديو قد يعجبك: إسلام سلمان الفارسي كان والد سلمان الفارسي يحبه حباً عظيماً ويخاف عليه، وكان سلمان مجوسيّاً، وفي يوم أرسله والده لضيعةٍ له فيها بعض العمل ليتفقدها لانشغاله بأمور أخرى، فانطلق سلمان حتى مر بكنيسة للنصارى فدخلها فأعجب بما يقومون به فبقي جالساً عندهم حتى مغيب الشمس، فأرسل له والده فعاد لمنزله وأخبره بما رآه فخاف والده أن يترك دينه فحبسه وجعل الحديد في قدميه.[٢] أرسل سلمان للنصارى يسألهم عن أصل دينهم فأخبروه أن موطنه بلاد الشام فسافر لها حتى التحق بكنيسة فيها، كان صاحبها يأمر بالصدقة ثم يأخد ما فيها لجيبه، مما جعل سلمان يفكر بالبحث عن الدين الصحيح من جديد، فقيل له أن الدين سيأتي على يد رجلٍ يقبل الهدية ولا يقبل الصدقة، ويحمل خاتم النبوة بين كتفيه، فظل سلمان الفارسي يبحث عن علامات النبوة حتى وصل للنبي عليه الصلاة والسلام وتحقق منها جميعها، فأقبل عليه يقبله ويبكي وأعلن إسلامه.[٢] صفات ومآثر سلمان الفارسي كان سلمان الفارسي غزير العلم، وزاهداً، وورعاً، ومتواضعاً، حيث كان أميراً على نحو ثلاثين ألف مسلم، وكان يخطب في المسلمين بعباءة يفترش بعضها ويلبس بعضها، كما كان يشتري اللحم ويتناول طعامه مع أشخاص أصابهم الجذام دون حرج أو تكلف، وكان يأمر الناس باتباع الدين وترك سواه، كما امتلك عبقرية حربية ظهرت في مشورته على النبي في حفر الخندق يوم معركة
متى توفي سلمان الفارسي
سلمان الفارسي رضي الله عنه من هو سلمان الفارسي قصة سلمان الفارسي ما هو اسم سلمان الفارسي محتويات ١ سلمان الفارسيّ ٢ نَسَب سلمان الفارسيّ ٣ وفاة سلمان الفارسيّ ٤ سلمان الفارسيّ قبل الإسلام ٥ إسلام سلمان الفارسيّ ٦ المراجع سلمان الفارسيّ كان من بين مَن آمن بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- واتّبعه وجاهد معه العديد من الصّحابة الذين لهم أصول غير عربيّة، ممّا يدلّ على أنّ الدّين الإسلاميّ دين فيه عدّة أقليّات، وقد كان من بين هؤلاء الصّحابة سلمان الفارسيّ رضي الله عنه، الذي كانت له عدّة مواقف في حياة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وسيرته العَطِرة، وقد جعل له النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قَدراً عظيماً لمواقفه النبيلة في سبيل رسالة الإسلام، فمن هو سلمان الفارسيّ، وما هي قصّة إسلامه، وما أبرز المواقف في حياته بعد الإسلام، ومتى كانت وفاته؟ فيديو قد يعجبك: نَسَب سلمان الفارسيّ هو سلمان الفارسيّ من بلاد فارس؛ ولذلك يُقال له: سلمان الفارسيّ، أمّا كُنيته فهي: أبو عبد الله، وقد أُطلِق عليه بعد إسلامه: سلمان الخير، وقد كان سلمان الفارسيّ -رضي الله عنه- ممّن عذّبتهم قريش لإيمانه بالله -تعالى- وتركه لعبادة الأصنام، وقد كان مجوسيّاً؛ أي يعبد النّار، ثمّ انتقل بعد ذلك إلى الإسلام بعد أن هداه الله -تعالى- إلى الحقّ والرّشاد، وقد كان سلمان الفارسيّ إذا سُئِل عن نسبه يقول: (أنا ابن الإسلام)؛ كنايةً عن افتخاره بالدّين الإسلاميّ.[١] نَشَأ سلمان الفارسيّ -رضي الله عنه- في بلد يُسمّى: رام هرمز؛ وهو من قُرى فارس، وقيل: بل هو من بلدة جي؛ إحدى ضواحي أصبهان، ولم يكن يُطلَق على سلمان الفارسيّ هذا الاسم قبل إسلامه؛ فقد كان اسمه: مابه بن بوذخشان، وعندما أسلم أصبح يُنادى بسلمان الفارسيّ.[١] وفاة سلمان الفارسيّ كان سلمان الفارسيّ -رضي الله عنه- من أفضل الصّحابة وأكثرهم فهماً، فكان لبيباً حاذِقاً حازماً نبيلاً عابداً، وكان من أعقل الرّجال في تلك الفترة، وقد خدم الإسلام وأهله، وصَحِب النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فترةً لا بأس بها، وعاش حتّى خلافة عثمان بن عفّان رضي الله عنه، فعاصر خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وتوفّي قبل وفاة عثمان بن عفّان -رضي الله عنه- وفي خلافته، وكانت وفاته عام 36هـ، وقيل: بل في سنة 37هـ؛ حيث توفّي في المدائن، وقيل: توفّي سنة 33هـ.[٢] وتُرجّح الروايات أنّ عُمر سلمان الفارسيّ حين وفاته قد بلغ حدود الثمانين من العُمُر، وقيل: عمره بضع وسبعون سنةً، وقد وردت رواية غريبة تشير إلى أنّه عاش 350 سنةً، أو 250 سنةً، وهي رواية ضعيفة، وقد ذكر الإمام الذهبيّ ما يُفنِّد تلك الروايات ويُرجِّح أنّه مات في الثمانين أو ما حولها.[٢] سلمان الفارسيّ قبل الإسلام كان سلمان الفارسيّ -رضي الله عنه- على دين قومه؛ أي كان مجوسيّاً يعبد النّار، بل اجتهد في ديانته حتّى أصبح خادم النّار فيوقدها ويتعهّدها حتّى لا تنطفئ، وقد كانت لوالد سلمان الفارسيّ حديقة كبيرة، وذات مرّةٍ أرسله والده إلى تلك الحديقة لأمرٍ ما، وبينما هو في طريقه مرَّ بكنيسةٍ من كنائس النّصارى، وسمع صوت الصّلاة فيها، فأعجبته ديانتهم، ووجدها أفضل من ديانته، فدخل إلى الكنيسة وسأل من فيها عن أصل الديانة النّصرانيّة، فأخبروه أنّ موئِلها إلى الشّام، فمكث في الكنيسة حتّى المغرب، ولمّا رَجِع إلى والده أخبره بما سَمِع، وقال بأنّ النّصرانيّة أفضل من المجوسيّة، فخَشِيَ والده عليه وحَبَسه وقيّد رجلَيْه، فأرسل سلمان الفارسيّ إلى النّصارى الذين رآهم ليخبرهم بأنّه اتَّبع دينهم، وحطّم القيود التي في قدمَيْه، وخرج قاصداً الشّام.[٣] ذهب سلمان الفارسيّ بعد ذلك إلى أسقُف الكنيسة، ومكث فيها مدّةً من الزمن ليتعلّم الديانة المسيحيّة، إلا أنّ أسقف تلك الكنيسة التي كان فيها سلمان الفارسيّ -رضي الله عنه- كان من أسوأ النّاس على الإطلاق؛ لِما فيه من خِصال الشرّ؛ حيث كان يأخذ أموال الصّدقات لنفسه، ثمّ مات ذلك الأسقف وجاء بدلاً عنه رجل زاهد في الدنيا ومُقبل على العبادة، فأحبّه سلمان لخِصاله الشريفة، وقبل وفاة ذلك الأسقف طلب منه سلمان الفارسيّ اسم شخص يوصيه به، فأخبره بأنّه لا يعلم رجلاً زاهداً وعالماً ومنصرفاً إلى العبادة إلّا رجلاً في المُوصل، فانتقل سلمان الفارسيّ إلى المُوصل، وعاش مع ذلك الرّجل فترةً من الزمن حتّى حضرَته الوفاة، وقبل وفاته كان قد أرشد سلمان الفارسيّ إلى عابدٍ آخر في منطقة تُسمّى نصيبين.[٣] سافر سلمان في طلب ذلك العابد إلى نصيبين، وقبل وفاته دلَّ سلمان الفارسيّ على عابد آخر في منطقة عموريّة، فرحل إليه، ولمّا حضرته الوفاة، قال لسلمان: (أي بُنيّ، والله ما أعلم أصبح على ما كُنا عليه أحد من الناس آمرك أن تأتيه، ولكنّه قد أظلك زمان نبيّ مبعوث بدين إبراهيم، يخرج بأرض العرب مُهاجراً إلى أرض بين حَرَّتَيْنِ بينهما نخل، به علامات لا تخفى، يأكل الهديّة ولا يأكل الصّدقة، بين كتفَيه خاتم النبوّة، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فَافْعَلْ).[٣] إسلام سلمان الفارسيّ بعد أن عَلِم سلمان الفارسيّ -رضي الله عنه- أنّ النبيّ الذي يُريده سيظهر في جزيرة العرب عَزم على السفر ليلقاه ويؤمن به، وقد أقام في عموريّة بعد وفاة الراهب فترةً، وعندما لَقِي رَكباً مُتّجهين إلى جزيرة العرب أتاهم وعقد معهم اتفاقاً أن يحملوه في رواحلهم على أن يُعطيَهم ما يملك من أبقار وأغنام، فقَبِلوا بذلك وأخذوها منه، ثمّ غدروا به وباعوه ليهوديّ يُقيم في وادي القُرى، ثمّ باعه ذلك اليهوديّ ليهودي آخر من يهود بني قُرَيظة، فنقله ذلك اليهوديّ إلى المدينة المنوّرة، فلمّا وصلها أدرك أنّها المدينة التي وصفها له العابد، ومكث فيها حتى بُعِث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وقدِم إلى قُباء، فلمّا سَمِع سلمان الفارسيّ بخبر قدوم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى قُباء ذهب إليه، ليتحقّق إن كان هو النبيّ أم لا.[٤] وقد رُوِيت قصّة إسلام سلمان الفارسيّ -رضي الله عنه- في حديثٍ طويلٍ يرويه بنفسه، فبعد أن أخذ بنصائح الرّاهب جَمَع شيئاً بقصد اختبار النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فذهب إليه، وقال له: (هذا شيء عندي أريد أن أتصدّق به، وقد رأيت أنّكم أحقُّ به)، فدفعه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ليأكل منه أصحابه ولم يأكل هو منه، ثمّ رجع إليه مرّةً أخرى بعد أن جمع شيئاً من الطعام، فقال: (هذه هديّتي لكم)، فأكل منها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ حاول سلمان الفارسيّ أن يرى خاتم النبوّة في ظَهْر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ليتأكّد من نبوّته، فلاحظ عليه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ذلك، فكشف له عن ظهره حتى رأى العلامة، فلمّا استيقن سلمان الفارسيّ من أمر نبوّة محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- آمن به.[٤]
قصة سلمان الفارسي
سلمان الفارسي رضي الله عنه صفات سلمان الفارسي من هو سلمان الفارسي تقرير عن سلمان الفارسي محتويات ١ قصة سلمان الفارسي قبل الإسلام ٢ قصة سلمان الفارسي مع وصيّة الراهب ٣ قصة إسلام سلمان الفارسي ٤ قصة مكاتبة سلمان الفارسي سيّده للتّحرر من الرّق ٥ قصة سلمان الفارسي يوم الخندق ٦ مكانة سلمان الفارسي وفضله ٧ المراجع قصة سلمان الفارسي قبل الإسلام يعود أصل الصحابي الجليل سلمان الفارسيّ -رضي الله عنه- إلى بلاد فارس، من بلدٍ يُسمّى: رامهرمز، وقيل من: من مُدن أصبهان، وكان اسمه: مابه بن بوذخشان، حيثُ كان مجوسيّاً؛ لأنّ قومه كانوا يعبدون النار، وكان يقوم على تزويدها بالحطب وخدمتها لكي لا تنطفئ؛ لأنّ أباه كان من رؤساء القرية، ويُسمّى عندهم: دِهْقَانَ، كما أنّه كان أحبّ أبنائه إليه، وذات يومٍ انشغل أبوه بإقامة جدارٍ له، فطلب منه أن يذهب إلى مزرعتهم ويُحضر له شيئاً، فمرّ بكنيسةٍ ودخل فيها، وسمع أصوات صلاتهم، فوقعت النصرانيّة في قلبه، وبقي عندهم إلى غياب الشمس، وسأل عن أصل دينهم، فأخبروه أنه بالشام.[١][٢] فلما سمع أبوه بالخبر حبسه وقيّده، فأرسل سلمان إلى النصارى يُخبرُهم بقصّته ويسألهم أن يُعلموه إذا جاء وفدٌ منهم يريد الشام، ولمّا حضر الوفد أخبروه، فنزع السلاسل من قدميه وذهب معهم يُريدُ النصارى في الشام، فلمّا وصل قام على خدمة أحد أساقفتهم، ولكنّه كان سيّئاً، حيث كان يأمر النصارى بالصدقة، ثُمّ يأخُذها لنفسه، فمات وأخبر سلمان الناس بسوء خلقه، فوضعوا مكانه أسقف لم يرى سلمان مثل أخلاقه من قبل، فلما حضرته الوفاة قال له سلمان: بمن توصيني أن ألحق؟ فأوصاه بواحد منهم، وبقي يتنقل بين عُلماء النصارى حتى أخبره أحدهم بأنّه هُناك نبيٌ سوف يُبعث.[١][٢] فيديو قد يعجبك: قصة سلمان الفارسي مع وصيّة الراهب ذكرنا في الفقرة السابقة أنّ سلمان الفارسي -رضي الله عنه- لمّا دخل في النصرانيّة تنقّل في خدمة العديد من أساقفتهم وعُلمائهم، وكان آخرهم عالمٌ من عُلماء عموريّة الروم في الشام، فأوصاه عند موته بالذهاب إلى الحرم، حيثُ سيُبعث فيها نبيّ، وذكر له علاماتُ نُبوّته، وهي أنّ بين كتفيه خاتم النبوة، ويأكل الهدية ولا يأكل الصدقة،[٣][٤] وكان سلمان قد اكتسب من العمل عنده غنم وبقرات، وأوصاه بالبحث عن النبيّ الذي سيُبعث في أرض العرب، ووصفها بأنّها أرضٌ بين حرتين؛ بينهما نخل،[٥][٦] وأخبره أنّه سيُبعث بدين إبراهيم وهو الحنيفيّة، وأنّه سيخرُج في أرض العرب، فلما مات الراهب، بقي سلمان بعده في عموريّة بعض الوقت حتى جاء نفرٌ من تُجار كَلب، وطلب منهم أن يذهب معهم إلى أرض العرب، ويُعطيهم ما معه من غنمٍ وبقر، فوافقوا وأخذوه، وفي الطريق غدروا به وباعوه عبداً.[٧] قصة إسلام سلمان الفارسي ذكرنا سابقاً بعد موت راهب عموريّة، صَحب سلمان أُناساً من العرب من قبيلة كلب، وعرض عليهم أن يُعطيهم ما معه من غنم وبقر مقابل أن يأخُذوه معهم إلى بلادهم، فقبلوا بذلك، ولكن عند وُصولهم إلى وادٍ بين المدينة والشام يُسمّى وادي القُرى، باعوه إلى رجلٍ من اليهود، فأخذه إلى المدينة، وعندها رأى سلمان النخل الذي وصفه له الراهب، وبقي في المدينة حتى سمع بمبعث النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- في مكة، فجاء رجُلٌ يُخبر أنّ النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- قدم إلى المدينة، وأنّه جالسٌ بين أصحابه، فلمّا سمع سلمان الفارسي هذا الكلام أصابته رعدةٌ من البرد والحُمّى.[٨] ولمّا حضر المساء جاء إلى النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- وهو في قُباء، ومعه شيءٌ من التمر، فأخبره أنّه أحضرهم لوجود بعض الفُقراء من الصحابة، فلما أخذها ولم يأكُل منها؛ كانت تلك العلامة الأولى -أنّ النبيّ لا يأكل الصدقة-، ثُمّ رجع إليه مرةً أُخرى وقال له: هذه هديةٌ لك، فأكل منها، فتحقّقت عنده العلامة الثانية التي أخبره بها راهب عمورية، ثُمّ تبعه في جنازةٍ إلى البقيع، ولما رآه النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- وعلم مُراده كشف له عن خاتم النُّبوة، فلما رآه قبّله وبكى.[٩][١٠] قصة مكاتبة سلمان الفارسي سيّده للتّحرر من الرّق حث النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- سلمان على تحرير نفسه من العُبوديّة بالمُكاتبة بعد أن كان عبداً عند رجلٍ من اليهود، فذهب إلى سيده يعرض عليه المُكاتبة، فكاتبه على أن يغرس له ثلاثمئة، وقيل: خمسُمئة من صِغار النخل، مع أربعين أوقيّة من الذهب، ثُمّ ذهب إلى النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- وأخبره بما تم الاتفاقُ عليه بينهُما، فأخبر النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- الصحابة الكِرام بأن يُعينوه في مُكاتبته، فجمعوا له النخلات وحفروا معه، وكان النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- يضع النخل في الحُفر بيده، فقال سلمان: "فما ماتت واحدةٌ منهُنّ"، ثُمّ جاءه رجل معه مثل بيضة الدجاجة من ذهب، فأخذها سلمان وباعها، فكانت أربعين أوقيّة ذهباً، ثُمّ أعطاها لسيّده اليهوديّ، وحرّر بها نفسه من رق العُبوديّة.[١١] وذكر البُخاريُّ في صحيحه أن سلمان تنقّل في عُبوديته بين بضعة عشر من الأسياد، فأثنى عليه النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- وقال كما جاء في الحديث الذي يرويه أبو هريرة: (كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَأُنْزِلَتْ عليه سُورَةُ الجُمُعَةِ: {وَآخَرِينَ منهمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بهِمْ} قالَ: قُلتُ: مَن هُمْ يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَلَمْ يُرَاجِعْهُ حتَّى سَأَلَ ثَلَاثًا، وفينَا سَلْمَانُ الفَارِسِيُّ، وضَعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَهُ علَى سَلْمَانَ، ثُمَّ قالَ: لو كانَ الإيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا، لَنَالَهُ رِجَالٌ -أوْ رَجُلٌ- مِن هَؤُلَاءِ).[١٢][١٣] قصة سلمان الفارسي يوم الخندق كان سلمان الفارسيّ -رضي الله عنه- هو من أشار على النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- بحفر الخندق في غزوة الخندق،[١٤] وكان ذلك لمّا سمع المُسلمون بِقدومِ جيشٍ كبير من المُشركين إلى المدينة، فبدأ النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- يُشاور أصحابه، فأشار عليه سلمان بحفر الخندق في الجهة التي يخشى منها المُسلمون قُدوم جيش المُشركين، وكانت هذه فِكرة الفُرس في حُروبهم، ولم يكُن للعرب عهدٌ بها، فاقتنع النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- بفكرته، وبدأ مع المُسلمين بحفر الخندق في الجهة الشماليّة للمدينة؛ لأنّ باقي الحُدود كانت مليئةً بالنخل والبيوت ولا يُمكن للمُشركين الدخول منها، وعاون أصحابه وكان يُشجعهم ويذكّرهم بالآخرة.[١٥][١٦] مكانة سلمان الفارسي وفضله كان سلمان الفارسيّ يُقال له: ابن الإسلام، وسلمان الخير، وكان من العُلماء الزُّهاد، شهد الخندق وبقية المشاهد، كما شارك في فتح العراق، وتولى المدائن، وخدم النبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- وروى عنه العديد من الأحاديث، وأخرج له البُخاريّ أربعة أحاديث، ونزلت في فضله العديد من الآيات،[١٧] كما أنه كان من الزُّهاد، سواءً في أكله أو إمارته، فكان يأكُل من عمل يده، ويُقسم الأموال بين الرعيّة، فقد جاءه في يومٍ خمسة آلاف درهم وهو أمير، فوزّعها على رعيته كلها،[١٨] وكان يستظلّ الفيء من الجُدر، فعرض عليه أحدهم أن يبني له بيتاً، فأرشدهُ أن يكون صغيراً؛ بحيث إذا نام فيه مسّت رجلاه الجِدار، وإذا قام مس رأسه السقف.[١٩] وكان سلمان الفارسيّ -رضي الله عنه- مُحبّاً للإيمان والدين، ويظهر ذلك من خلال بحثه عن الإسلام، فقد سعى في ذلك بِجدٍّ وإرادة،[٢٠] وفي حفر الخندق قال المُهاجرون: "سلمان منا"، وقال الأنصار: "سلمان منا"، فقال لهم النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أنّ سلمان منهم من أهل البيت؛ وذلك لقوّته، وأخبر النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- أنّه من الصحابة الأربعة الذين يُحبُّهم، وأن الجنة تشتاقُ له،[٢١] كما أنّه كان واعظاً، وذات يومٍ وعظ الناس وحثهم على الحياء، وقال إن هذا الخُلُق لا يأتي إلا بخير، ومن نُزع منه كان مقيتاً ممقتاً.
تقرير عن سلمان الفارسي
محتويات ١ سلمان الفارسي ٢ رحلة البحث عن الحقيقة ٣ حرية سلمان الفارسي ٤ موقف سلمان يوم الخندق ٥ وفاة سلمان الفارسي ٦ المراجع سلمان الفارسي اشتهر سلمان الفارسيّ -رضي الله عنه- بقصته الفريدة بالبحث عن الحقيقة، والاجتهاد والصدق في ذلك، حتى أكرمه الله -تعالى- وبلّغه مناه بأن تعرّف على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فآمن به وصدّقه، فتحقّق مراده وسكنت نفسه لذلك، حيث بدأت قصته في بلاد فارس في أصبهان مجوسيّاً في قريةٍ يُقال لها: جي، بعبادة النار مع قومه، وكان أيضاً قاطن النار ومَن يتعاهدها ليوقدها، حيث لم تكن نارهم تخبو أبداً، وكان والد سلمان يحبّه حبّاً شديداً، حتى بلغ به فرط الحب أن يحبس سلمان كما تحبس الجارية؛ خوفاً عليه وحذراً من أيّ مكروه، وعندما انشغل والده يوماً ما احتاج أن يطلق ابنه سلمان ليصل إلى ضيعة مجاورة يخبرهم خبراً من والده، وألحّ والده عليه الطلب بألّا يتأخّر حتى لا ينشغل باله خوفاً عليه، فانطلق سلمان في حاجة والده، وفي طريقه إلى الضيعة المقصودة مرّ بكنيسةٍ للنصارى، فسمع تراتيلهم وأصواتهم، فذهب إليهم واستمع إلى ما يقولون، يقول سلمان: (قلت: ما هذا؟ فقالوا: هؤلاء النصارى يصلّون، فدخلت أنظر، فأعجبني ما رأيت من حالهم، فوالله ما زلت جالساً عندهم حتى غربت الشمس).[١] عاد سلمان إلى أبيه ولم يقصد الضيعة ولم ينفّذ طلب والده الذي ابتعثه لأجله، فلمّا سأله عن السبب أخبره سلمان بما حصل معه، وأخبره بأنّه اقتنع في دينهم أكثر من قناعته بعبادة النار، فخاف والده عليه من أن يترك دينه ودين آبائه، فحبسه وشدّد وثاقه، فبعث سلمان إلى النّصارى بأن يبعثوا له بخبرٍ إن مرّت قافلة متّجهة إلى الشام حيث أصل النصرانيّة، وجاءه الخبر بعد حينٍ بمجيء القافلة، فهرب من وثاق والده، ولحق بالقافلة إلى الشام، ثمّ سأل عن أفضل رجلٍ يمتثل الدين، فدلّوه على الأسقف في الكنيسة، فذهب سلمان -رضي الله عنه- إليه، وطلب منه أن يمكث معه ليتعلّم أمور دينهم، فوافق الأسقف على ذلك، فلمّا مكث معه فترةً من الزمن وجده منافقاً، حيث كان يأمر الناس بالصدقات ويأكلها، فلمّا مات أراد أتباعه أن يُكرموه، فأخبرهم سلمان بصفاته ونفاقه، ودلّهم على مكان كنزه الذي كنزه من صدقات الناس، فعرف الناس حقيقته فصلبوه ورموه بالحجارة.[١] فيديو قد يعجبك: رحلة البحث عن الحقيقة بدأت رحلة البحث عن الحقيقة التي نواها سلمان الفارسيّ رضي الله عنه، بالبحث عن الدين الصحيح الذي خُلق الإنسان لأجله، فبعد وفاة الأسقف الكاذب، جُعل مكانه رجل آخر، كان من أكثر الناس ديناً، وخُلقاً، وورعاً، وسرّ سلمان بلقائه كثيراً، وأخذ عنه النصرانيّة بشرائعها وأخلاقها، فلمّا حضرت الوفاة للأسقف، سأله سلمان بأن يرشده أين يذهب من بعده، فدلّه الأسقف على رجلٍ يُقيم الدين كما أمر الله تعالى، وأخبره بأنّه موجود في الموصل في العراق، فلمّا مات الرجل، انطلق سلمان إلى الموصل وقابل الرجل المذكور، ومكث عنده ما شاء الله أن يمكث، فلمّا حضرته الوفاة، سأله سلمان أين يتّجه بعد وفاته، فدلّه الرجل الصالح على رجلٍ بنَصيبينَ على قدر من الدين والزهد، فلمّا مات الرجل، ذهب إلى صاحبه الذي أوصى به، وعرّفه سلمان -رضي الله عنه- بنفسه، وأقام معه مدّة من الزمن، ثمّ حضرته الوفاة، فسأله أين يذهب بعد ذلك، فدلّه على رجلٍ من أهل الصلاح موجود بعموريّة في الروم.[١] انطلق سلمان إلى عموريّة وأقام مع الرجل الصالح، وعمل معه حتى صار له غنيمةً وأبقاراً، وعندما حضرت الوفاة الرجل الصالح، سأله سلمان أين يذهب، فأجابه الرجل الصالح: (أي بني، والله ما أعلمه بقي أحد على مثل ما كنا عليه، آمرُك أن تأتيه، ولكنّه قد أظلك زمان نبِيٍّ يبعث من الحرم، مهاجرُه بين حرّتين إلى أرضٍ سبخة ذات نخيلٍ، وإنّ فيه علامات لا تخفى؛ بين كتفيه خاتم النبوّة، يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة، فإن استطعت أن تخلص إلى تلك البلاد فافعل)، فانتظر سلمان قافلةً متّجهةً إلى بلاد الحرم، فلمّا أقبلت عرض عليهم سلمان أن يحملوه مقابل ما يملك من البقر والغنم، فوافقوا وحملوه، ولمّا وصلوا جزيرة العرب ظلموه وباعوه عبداً إلى يهوديٍّ، فمشى به إلى المدينة المنورة، وكان اليهودي من يهود بني قُريظة، فصار سلمان عبداً في المدينة المنورة.[١] بالرّغم من أنّ سلمان ظُلم وبيع عبداً؛ إلّا أنّه فَرِح لمّا وجد النخل الذي أخبره به الرجل الصالح قبل وفاته، حيث عَلِم أنّه قريب من مكان نبيّ آخر الزمان، إلّا أنّ سيّده لم يكن يذكر له شيئاً من ذلك الأمر، وفي ذات يوم كان أعلى نخلةٍ، فسمع قريباً لسيده يحدّثه بأنّ رجالاً مجتمعون مع رجلٍ في قباء يزعم أنّه نبيّ، فحاول سلمان أن يعرف المزيد من الأخبار، إلّا أنّ سيّده منعه، ثمّ قصد سلمان قباء وأخذ معه طعاماً، فسلّم على النبيّ، وقال له: (إنّ هذا صدقة لمن يحتاجها)، فأطعم رسول الله أصحابه ولم يأكل، فكان فعل الرسول العلامة الأولى على أنّه نبيّ، وفي اليوم التالي ذهب سلمان إلى النبيّ بطعامٍ آخر، وقال: (هذه هديّة لكم)، فأكل منه رسول الله عليه الصلاة والسلام، فأدرك سلمان العلامة الثانية، ثمّ جاء من خلف رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وكان قد اتّبع جنازة، فنظر إلى ظهر الرسول، فعرف رسول الله مُراده، فألقى رداءه عن ظهره، فرآى سلمان خاتم النبوّة الذي كان يبحث عنه، وأيقن أنّه نبيّ الله، فأكبّ عليه يقبّله ويبكي فرحاً لوصوله إلى الحقيقة العظيمة.[١] حرية سلمان الفارسي قصّ سلمان -رضي الله عنه- قصة رحلته في البحث عن الحقيقة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأحبّه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأمره أن يُكاتب سيّده ليعتقه، فطلب منه سيّده ثلاثمئة نخلة يغرسها، وأربعين أوقيّة ذهب، فأخبر سلمان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بذلك، فأعانه الصّحابة -رضي الله عنهم- على جمع الغراس، وطلب رسول الله منه أن يحضّر غراس النخل ليغرسها بيديه، فجهّز سلمان الغراس وحفر الحُفر، ثمّ غرسها النبيّ، وروي عن سلمان -رضي الله عنه- أنّه لم يمت من الغراس شيء؛ ببركة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ أتى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ببيضةٍ من ذهب، وقال لسلمان بأنّ يعطيها لسيّده مقابل عتقه.[٢] موقف سلمان يوم الخندق حُبس سلمان -رضي الله عنه- عن غزوتي بدر وأُحد بسبب الرّقّ، ثمّ أُعتق قبل غزوة الخندق، فشهدها وشهد ما بعدها من الغزوات مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وفي غزوة الخندق خرجت اليهود تحرّض قريشاً على غزو رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ووعدتهم بالوقوف معهم ضدّ المسلمين، ثمّ أقنعوا غطفان بذلك أيضاً، فخرجت قريش بأربعة آلاف مقاتل، ولحق بنو سليم، وبنو أسد، وفزارة، وأشجع، وبنو مرّة، وغطفان بقريش، فأصبح مجموعهم عشرة آلاف، وشاور رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الصّحابة بكيفيّة مواجهتهم، وخاصّةً بعد خيانة يهود بني قُريظة، فأشار عليهم سلمان الفارسي بحفر خندق، قائلاً: (إنّا كنا في فارس إذا حُوصرنا خندقنا حولنا)، فقام الصّحابة بحفر الخندق بمعيّة رسولهم صلّى الله عليه وسلّم.[٢][٣] وفاة سلمان الفارسي بكى سلمان -رضي الله عنه- لمّا حضرته المنيّة، فقيل: (ما يبكيك)، قال: سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: (ليَكفِ أحدَكمْ كزادِ الراكبِ)،[٤] ولم يكن موجوداً في بيته سوى متاعاً قُوّم بعشرين درهماً.[٢]
مواضيع مماثلة
» سلمان الفارسي رضي الله عنه ورحلة البحث عن الحقيقة
» قصة " سلمان الفارسي " من اجمل القصص المؤثرة التى قد تشاهدها
» كمال الحيدري يبين لماذا غيَّر منهجه في السنين الأخيرة ـ
» ما هي العطوة العشائرية ؟ .. وما هو رأي العشائر والدين بها
» أين كان الله تعالى قبل خلق الخلائق؟ وما هو أول شئ خلقه الله؟ ستندهش من معلومات الفيديو | بداية الخلق
» قصة " سلمان الفارسي " من اجمل القصص المؤثرة التى قد تشاهدها
» كمال الحيدري يبين لماذا غيَّر منهجه في السنين الأخيرة ـ
» ما هي العطوة العشائرية ؟ .. وما هو رأي العشائر والدين بها
» أين كان الله تعالى قبل خلق الخلائق؟ وما هو أول شئ خلقه الله؟ ستندهش من معلومات الفيديو | بداية الخلق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:58 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم عبد الهادي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:53 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ شوقي البديري والاخ حمود كريم الركابي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:51 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الاستاذ المخرج عزيز خيون البديري وعمامه البدير
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:48 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ صباح العوفي مع الشيخ عبد الامير التعيبان
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:45 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم محمد البريج
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» جواد البولاني
الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:13 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» المرحوم السيد هاشم محمد طاهر العوادي
الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:03 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» رموز البدير
الجمعة سبتمبر 20, 2024 8:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري