الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري
الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» البو حسين البدير
 سيرة أهل البيت (عليهم السلام) الإمام الباقر (عليه السلام) .. يرتل أسفار الوحي Emptyالخميس أكتوبر 03, 2024 3:58 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» الشيخ المرحوم عبد الهادي
 سيرة أهل البيت (عليهم السلام) الإمام الباقر (عليه السلام) .. يرتل أسفار الوحي Emptyالخميس أكتوبر 03, 2024 3:53 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» الشيخ شوقي البديري والاخ حمود كريم الركابي
 سيرة أهل البيت (عليهم السلام) الإمام الباقر (عليه السلام) .. يرتل أسفار الوحي Emptyالخميس أكتوبر 03, 2024 3:51 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» الاستاذ المخرج عزيز خيون البديري وعمامه البدير
 سيرة أهل البيت (عليهم السلام) الإمام الباقر (عليه السلام) .. يرتل أسفار الوحي Emptyالخميس أكتوبر 03, 2024 3:48 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» الشيخ صباح العوفي مع الشيخ عبد الامير التعيبان
 سيرة أهل البيت (عليهم السلام) الإمام الباقر (عليه السلام) .. يرتل أسفار الوحي Emptyالخميس أكتوبر 03, 2024 3:45 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» الشيخ المرحوم محمد البريج
 سيرة أهل البيت (عليهم السلام) الإمام الباقر (عليه السلام) .. يرتل أسفار الوحي Emptyالخميس أكتوبر 03, 2024 3:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» جواد البولاني
 سيرة أهل البيت (عليهم السلام) الإمام الباقر (عليه السلام) .. يرتل أسفار الوحي Emptyالإثنين سبتمبر 23, 2024 10:13 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» المرحوم السيد هاشم محمد طاهر العوادي
 سيرة أهل البيت (عليهم السلام) الإمام الباقر (عليه السلام) .. يرتل أسفار الوحي Emptyالإثنين سبتمبر 23, 2024 10:03 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» رموز البدير
 سيرة أهل البيت (عليهم السلام) الإمام الباقر (عليه السلام) .. يرتل أسفار الوحي Emptyالجمعة سبتمبر 20, 2024 8:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



حول

مرحبا بكم فى منتدى الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري

مرحبا بكم فى منتدى الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري

قبيلة البدير من القبائل الزبيديه


سيرة أهل البيت (عليهم السلام) الإمام الباقر (عليه السلام) .. يرتل أسفار الوحي

اذهب الى الأسفل

 سيرة أهل البيت (عليهم السلام) الإمام الباقر (عليه السلام) .. يرتل أسفار الوحي Empty سيرة أهل البيت (عليهم السلام) الإمام الباقر (عليه السلام) .. يرتل أسفار الوحي

مُساهمة  الشيخ شوقي جبار البديري الجمعة أغسطس 16, 2024 6:51 am


سيرة أهل البيت (عليهم السلام)
الإمام الباقر (عليه السلام) .. يرتل أسفار الوحي

واجه الإمام الباقر (عليه السلام) كثيراً من التحديات السياسية والفكرية المنحرفة التي طغت في تلك الفترة، فتصدى لها على عدة محاور. المحور الأول: من خلال الوعظ والإرشاد وتوجيه الناس كونه يمثل الامتداد الطبيعي للنبي وهو الإمام الشرعي المنصوص عليه من الله، أما المحور الثاني: فهو بتأسيسه مدرسة علمية ضمّت أصحابه المخلصين الذين أصبحوا بفضل تعليمه إيّاهم وتربيته لهم من كبار علماء الإسلام في شتى مجالات العلم فكان لهم دوراً كبيراً في بث القيم والمفاهيم الإسلامية الصحيحة في المجتمع وهداية الناس إلى طريق الحق وتعريفهم بالخط المنحرف لبني أمية.

أما المحور الثالث فتمثل في المناظرات التي تصدى فيها لمختلف التيارات السياسية والفكرية والدينية ففضح مزاعم الحكام الأمويين في شرعية خلافتهم وأفحم زعماء المذاهب المنحرفة ودحض أباطيل الأديان الأخرى ووقف كالجبل الأشم أمام الرياح الهوجاء التي حاولت النيل من الإسلام.

يقول الشيخ المفيد (قُدس سره الشريف): (روى أبو جعفر (عليه السلام) أخبار المبتدأ، وأخبار الأنبياء، وكُتب عنه المغازي، وأثروا هنه السنن، واعتمدوا عليه في مناسك الحج التي رواها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكتبوا عنه تفسير القرآن، وروت عنه الخاصة والعامة الأخبار، وناظر من كان يرد عليه من أهل الآراء وحفظ عنه الناس كثيراً من الكلام)

وقال المستشرق الإنكليزي دونلدسن: (كان الإمام الباقر يبحث في مواضيع كثيرة كماهية الروح، وصفات العلماء وصفات الله) ثم يقول بعد أن يذكر مناظرته (عليه السلام) مع هشام بن عبد الملك: (ولم تؤثر مظاهر السلطة والفخفخة عند الخليفة على الإمام فأجاب على مسائله بدون خوف أو تردد)

وهذه نماذج من مناظراته (عليه السلام):

مع هشام بن عبد الملك

كانت بداية التعرض للإمام من قبل هشام في موسم الحج لما وقف الإمام الصادق (عليه السلام) في عهد إمامة أبيه وخطب في الناس وكان من ضمن ما قاله:

(الحمد لله الذي بعث محمداً بالحقّ نبيّاً، وأكرمنا به، فنحن صفوة الله في خلقه، وخيرته من عباده، فالسعيد من تبعنا، والشقي من عادانا وخالفنا...)

والتف الناس حول الإمام يتبركون به وهم مستبشرون بحضوره بينهم، لكن هذه الكلمات كان لها وقع الصاعقة على رأس أحدهم وهو مسلمة بن عبد الملك أخ الخليفة فأخبر أخاه بما حصل وأشعل لهيب الحقد والحسد في قلبه على الإمام الباقر وابنه الصادق (عليهما السلام) فلم يكد الإمام الباقر يصل إلى بيته في المدينة حتى جاءه أمر الوالي بالسفر مع ابنه الصادق كرهاً إلى الشام للقاء الخليفة

وكان هشام قد أعد خطة دنيئة للتقليل من قدر الإمام والاستهانة به فلما وصل الإمام الباقر وابنه إلى دمشق أوصى بأن لا يدخلا عليه لمدة ثلاثة أيام، لكن الإمام رد على هذا التجاهل ففي اليوم الرابع عندما أذن هشام للإمام بالدخول دخل الإمام وسلم على الحاضرين ولم يسلم على هشام بالخلافة وسط ذهول الحاضرين ووجوم هشام واستيائه.

ولما جلس الإمام قال له هشام: ألسنا بني عبد منافٍ، نسبنا ونسبكم واحد ؟

فقال له الإمام: نحن كذلك، ولكنّ الله اختصّنا من مكنون سرّه وخالص علمه، بما لم يخصّ به أحداً غيرنا.

ـــ أليس الله قد بعث محمداً (ص) من شجرة عبد مناف إلى الناس كافّةً، أبيضها وأحمرها وأسودها، فمن أين ورثتم ما ليس لغيركم؟ ورسول الله مبعوث إلى الناس كافّةً، وذلك قول الله عزّ وجلّ: ولله ميراث السموات والأرض. فمن أين ورثتم هذا العلم ؟ وليس بعد محمدٍ نبيّ، ولا أنتم أنبياء.

ـــ من قوله تعالى لنبيّه: لا تحرّك به لسانك لتعجل به. فالّذي لم يحرّك به لسانه لغيرنا، أمره الله تعالى أن يخصّنا به من دون غيرنا... ولذلك قال علي عليه السلام: علّمني رسول الله صلّى الله عليه وآله ألف باب من العلم، يفتح من كلّ باب ألف باب. خصّه به النبي، وعلمه ما لم يخصّ به أحداً من قومه، حتّى صار إلينا فتوارثناه من دون أهلنا...

ولم يدر هشام بم يجيب بعد أن أفحم بهذا الجواب وسكت على غيظ ثم قال:

ــ سل حاجتك..

فقال الإمام: خلّفت أهلي وعيالي مستوحشين لخروجي..

ــ آنس الله وحشتهم برجوعك إليهم، فلا تقم وسر من يومك.

مع كبير النصارى

كانت هذه المناظرة في الشام لما خرج الإمام من عند هشام وهو يستعد للرجوع إلى المدينة وهي مع كبير النصارى ولنستمع إلى الراوي وهو عمرو بن عبد الله الثقفي حيث يقول:

(أخرج هشام بن عبد الملك أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام من المدينة إلى الشام، وكان ينزله معه، فكان يقعد مع الناس في مجالسهم، فبينما هو قاعد وعنده جماعة من الناس يسألونه إذ نظر إلى النصارى يدخلون في جبل هناك فقال:

ما لهؤلاء القوم ؟ ألهم عيد اليوم ؟

قالوا لا يا ابن رسول الله، ولكنهم يأتون عالماً لهم في هذا الجبل في كل سنة في هذا اليوم فيخرجونه ويسألونه عما يريدون وعما يكون في عامهم.

فقال (عليه السلام): وله علم ؟ فقالوا: من أعلم الناس، قد أدرك أصحاب الحواريين من أصحاب عيسى.

فقال : فهلم أن نذهب إليه.

فقالوا : ذلك إليك يا ابن رسول الله.

فقنّع الإمام رأسه بثوبه ومضى هو وأصحابه فاختلطوا بالناس حتى أتوا الجبل. وجلس (عليه السلام) وسط النصارى مع أصحابه، فأخرج النصارى بساطاً ثم وضعوا الوسائد، ثم دخلوا فأخرجوه ثم ربطوا عينيه فقلب عينيه كأنهما عينا أفعى.

ولاحظ النصراني بفطنته وجود شخص أو أشخاص من غير النصارى فتوجه بالكلام للإمام فقال له:

أمِّنا أنت أو من الأمة المرحومة ؟

فقال (عليه السلام): من الأمة المرحومة.

ثم أراد أن يختبر الإمام لينظر هل يستمر بالحديث معه أم لا فقال له:

أفمن علمائهم أنت أو من جهالهم ؟

فقال الإمام: لست من جهالهم.

فقال النصراني: أسألك أو تسألني ؟

فقال الإمام: سلني.

وقبل أن يسأله النصراني توجه إلى قومه ليشهدهم وكأنه كان متأكداً من فوزه في المناظرة فقال لهم:

يا معشر النصارى رجل من أمة محمد يقول : سلني ! إن هذا لعالم بالمسائل. ثم قال للإمام:

ــ يا عبد الله أخبرني عن ساعة ماهي من الليل ولا هي من النهار أي ساعة هي ؟

ــ ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.

ــ فإذا لم يكن من ساعات الليل ولا من ساعات النهار فمن أي الساعات هي ؟

ــ من ساعات الجنة وفيها تفيق مرضانا.

فقال النصراني: أصبت، فأسألك أو تسألني ؟

فقال الإمام: سلني.

فتوجه النصراني بالكلام ثانية إلى قومه وقال: يا معاشر النصارى إن هذا لمليء بالمسائل. ثم قال للإمام:

ــ أخبرني عن أهل الجنة كيف صاروا يأكلون ولا يتغوطون أعطني مثله في الدنيا ؟

ــ هو هذا الجنين في بطن أمه يأكل مما تأكل أمه ولا يتغوط.

ولما وجد النصراني نفسه أمام رجل لا تقف مسألة في وجهه ولم يجد في حياته بسعة علمه ولم يتوقع منه أن يكون بهذا المستوى العالي من العلم قال له:

ــ أصبت، ألم تقل: ما أنا من علمائهم ؟

فقال له الإمام: إنما قلت لك: ما أنا من جهالهم.

وكان النصراني إلى هذه اللحظة واثقاً من نفسه بالتغلب على الإمام ولكنه بدأ يفقد ما لديه من علم وأعصاب وكأنه اصطدم بصخرة فخرج عن حدود الأدب والأخلاق في الكلام ومما يجب أن تتصف به المناظرات العلمية رغم أن الإمام كان في منتهى الأدب معه فقال لقومه ؟

ــ يا معشر النصارى والله لأسألنه مسائل يرتطم فيها كما يرتطم الحمار في الوحل ! وكان يراهن على سؤال أخير وهو يخشى أن يجيبه الإمام فحاول أن يستفزه ولكن رغم ذلك فقد ذهل بالإمام يجيبه بكل هدوء: اسأل.

فقال: أخبرني عن رجل دنا من امرأته فحملت بابنين جميعا، حملتمها في ساعة واحدة وماتا في ساعة واحدة، ودفنا في ساعة واحدة في قبر واحد، فعاش أحدهما خمسين ومائة سنة، وعاش الآخر خمسين سنة، من هما ؟

فقال الإمام: هما عُزير وعزره، كان حمل امهما ما وصفت، ووضعتهما على ما وصفت، فعاش عزره وعزير ثلاثين سنة، ثم أمات الله عزيراً مائة سنة وبقي عزره حيا، ثم بعث الله عزيراً فعاش مع عزره عشرين سنة.

صعق النصراني وهو ينظر إلى هذا الرجل الذي لم يجد أحدا بعلمه وحلمه ولم يطق صبرا على وجودهما في مكان واحد وتمنى لو أن الأرض تنشق فتبتلعه فصاح:

ــ يا معشر النصارى ما رأيت أحدا قط أعلم من هذا الرجل، لا تسألوني عن حرف وهذا بالشام، ردوني، فردوه إلى كهفه) وكان سبب غضب النصراني من قومه أنه ظن أنهم كادوا له بإحضار الإمام (عليه السلام) عليه لاختباره وفضيحته.

وقد انقلب سوء فعل هشام في استدعاء الإمام من المدينة إلى الشام عليه فقد اشتهرت هذه المناظرة بين الناس وصار الناس يتحدثون بعلم الإمام

وانتشرت قصّة الإمام مع العالم المسيحيّ في دمشق، وعرف الناس قدر الإمام الباقر عليه السلام، وإحاطته بشتّى العلوم والمعارف.

ووصل خبر هذه المناظرة إلى هشام فازداد غضباً على الإمام فأرسل رجلين يسبقان قافلة الإمام ليشيعا في المدن التي في طريقه (عليه السلام) أن الإمام الباقر محمد بن علي قد دخل دير النصارى واتبع ملتهم وترك دين الإسلام !!

ولينظر القارئ إلى مدى السفالة والدناءة التي جبل عليها هشام وهو ينعت ابن رسول الله وخير أهل الأرض بالكفر، ففعل الرجلان ما أمرهما هشام وحرضا الناس على الإمام ونشرا الأكاذيب فيه ودعيا إلى مقاطعته وعدم استضافته والبيع له وإغلاق الأبواب بوجهه !

ولكن الله رد كيد هشام إلى نحره مرة أخرى فلما وصلت قافلة الإمام إلى مدينة على الطريق كان قد دخلها الرجلان اللذان أرسلهما هشام وكان الإمام ومعه ابنه الصادق وأصحابه في منتهى التعب والعطش فنزلوا قريباً من سور المدينة حتى وجدوا أن المدينة قد أغلقت أبوابها بوجوههم !!

إن هذا معناه موت جميع أفراد القافلة لأنها قد استنفدت كل ما لديها من طعام وماء ولا تستطيع مواصلة طريقها فماذا فعل الإمام الباقر (عليه السلام) ؟

لجأ الإمام إلى لغة النصح والارشاد فصعد على صخرة بحيث يسمعه أهل المدينة وطلب منهم أن يفتحوا الأبواب للتزود من الطعام والماء لهم ولدوابهم ولما لم تجد معهم هذه اللغة ورفع صوته وقال:

بسم الله الرحمن الرحيم. وإلى مدين أخاهم شعيباً، قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إلهٍ غيره، ولا تنقصوا المكيال والميزان، إنّي أراكم بخير، وإنّي أخاف عليكم عذاب يوم محيط. ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط، ولا تبخسوا الناس أشياءهم، ولا تعثوا في الأرض مفسدين. بقيّة الله خير لكم إن كنتم مؤمنين، وما أنا عليكم بحفيظ.

ثم قال: يا أهل المدينة الظالم أهلها، أنا بقيّة الله..

فلما سمعه أهل المدينة قال شيخ من شيوخها كبير السن مخاطباً أهلها: يا قوم، هذه والله دعوة شعيب، فاخشوا ربكم وافتحوا الأبواب أمام هذا الرجل الربّانيّ، فإن لم تفعلوا نزل بكم العذاب. يا قوم، إنّي أخاف عليكم، وإنّي لكم ناصح فاستمعوا..

فخاف الناس على أنفسهم من هذا التحذير وأن ينزل عليهم البلاء من الله ففتحوا أبواب المدينة واعتذروا من الإمام الباقر.

تصديه للروايات اليهودية

وكان مما واجهه الإمام الباقر (عليه السلام) هو ما ألصق بالتراث الإسلامي من روايات مشبوهة ومدسوسة وخاصة الروايات اليهودية التي دسها من أسلم في عهد النبي (صلى الله عليه وآله) لهذه الغاية وغيرها ووجد له موطأ قدم ومساحة لنشر الروايات المغرضة للطعن بالدين الإسلامي بمباركة السلطة فكان عليه تنقية الدين من هذه الموضوعات ومن ذلك ما رواه زرارة بن أعين قوله:

(كنت قاعداً إلى جنب أبي جعفر (عليه السلام)، وهو محتبٍ مستقبل القبلة، فقال: أما إن النظر إليها عبادة. فجاءه رجل من بجيلة، يقال له عاصم بن عمر، فقال لأبي جعفر: إنّ كعب الأحبار كان يقول: إنّ الكعبة تسجد لـبيت المقدس في كل غداة.

فقال له أبو جعفر: فما تقول فيما قال كعب ؟

قال: صدق القول ما قال كعب.

فقال له أبو جعفر: كذبت، وكذب كعب الأحبار معك، وغضب ...

ثم قال: ما خلق الله عزّ وجلّ بقعة في الأرض أحبّ إليه منها)

الحسن البصري

أما مناظراته مع المعتزلة فقد ناظر أرباب هذا المذهب وكبار علمائه وأفحمهم بعلمه وحججه القوية ومنها مناظرته مع الحسن البصري الذي جاء إلى الإمام في المدينة وجرت بيهما هذه المحاورة:

ــ جئت لأسألك عن أشياء من كتاب الله ؟

ــ ألست فقيه البصرة ؟

ــ قد يقال ذلك.

ــ هل بالبصرة أحد تأخذ عنه ؟

ــ لا.

ــ فجميع أهل البصرة يأخذون عنك ؟

ــ نعم.

ــ لقد تقلدت عظيماً من الأمر، بلغني عنك أمر فما أدري أكذلك أنت أم يُكذب عليك ؟

ــ ما هو ؟

ــ زعموا أنك تقول: إن الله خلق العباد ففوّض إليهم أمورهم.

فأطرق الحسن البصري برأسه إلى الأرض وحار في الجواب، فبادره الإمام قائلاً:

ــ أرأيت من قال له الله في كتابه: إنك آمن هل عليه خوف بعد القول منه ؟

ــ لا.

ــ إني أعرض عليك آية، وأنهي إليك خطاباً، ولا أحسبك إلا وقد فسرته على غير وجهه، فإن كنت فعلت ذلك فقد هلكت، وأهلكت.

ــ ما هو؟

ــ أرأيت حيث يقول الله: (وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير، سيروا فيها ليالي وأياماً آمنين) بلغني أنك أفتيت الناس فقلت: هي مكة.

ــ بلى.

ــ فهل يقطع على من حج مكة وهل يخاف أهل مكة، وهل تذهب أموالكم ؟

ــ بلى.

ــ فمتى يكونون آمنين ؟ بل فينا ضرب الله الأمثال في القرآن. فنحن القرى التي بارك الله فيها، وذلك قول الله عز وجل، فمن أقر بفضلنا حيث بينهم وبين شيعتهم القرى التي باركنا فيها، قرى ظاهرة، والقرى الظاهرة: الرسل، والنقلة عنا إلى شيعتنا، وفقهاء شيعتنا إلى شيعتنا.

وقوله تعالى: ﴿وقدرنا فيها السير﴾ فالسير مثل للعلم، سير به ليالي وأياما، مثل لما يسير من العلم في الليالي والأيام عنا إليهم، في الحلال والحرام، والفرائض والأحكام، آمنين فيها إذا أخذوا منه، آمنين من الشك والضلال، والنقلة من الحرام إلى الحلال، لأنهم أخذوا العلم ممن وجب لهم أخذهم إياه عنهم، بالمعرفة، لأنهم أهل ميراث العلم من آدم إلى حيث انتهوا، ذرية مصطفاة بعضها من بعض، فلم ينته الاصطفاء إليكم، بل إلينا انتهى، ونحن تلك الذرية المصطفاة، لا أنت ولا أشباهك يا حسن، فلو قلت لك - حين ادعيت ما ليس لك، وليس إليك: يا جاهل أهل البصرة ! لم أقل فيك إلا ما علمته منك، وظهر لي عنك، وإياك أن تقول بالتفويض فإن الله عز وجل لم يفوّض الأمر إلى خلقه، وهناً منه وضعفاً، ولا أجبرهم على معاصيه ظلماً.

مع عمرو بن عبيد

كان هذا الرجل هو كبير المعتزلة وزعيمها وقد جاء إلى الإمام ليختبره ولكنه فشل في ما سعى إليه ولنستمع إلى مناظرته مع الإمام:

عمرو بن عبيد: جعلت فداك ما معنى قوله تعالى: (أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما)

الإمام (عليه السلام): كانت السماء رتقاً لا تنزل القطر، وكانت الأرض فتقاً لا تخرج النبات.

وصعق عمرو من جواب الإمام ولم يستطع الكلام فخرج من المجلس ثم عاد إليه، وقال للإمام:

ــ جعلت فداك، أخبرني عن قوله تعالى: (ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى) ما معنى غضب الله ؟

ــ غضب الله عقابه، ومن قال: إن الله يغيره شيء فقد كفر.

عمرو بن قيس الماصر

وكان هذا الرجل زعيم المرجئة وهي فرقة من الخوارج قالوا بأن كل من آمن بالله لا يمكن الحكم عليه بالكفر، مهما كانت الذنوب التي اقترفها. فقال للإمام (عليه السلام):

(إنا لا نخرج أهل دعوتنا، وأهل ملتنا من الإيمان في المعاصي والذنوب) فقال له الإمام مبطلا دعواه:

(يا بن قيس: أما رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقد قال: (لا يزني الزاني وهو مؤمن ولا يسرق السارق وهو مؤمن)

مع هشام مرة أخرى

روي عن عبد الرحمن بن عبد الزُّهري قال: حجّ هشام بن عبد الملك، فدخل المسجد الحرام متكياً على يد سالم مولاه، ومحمد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام جالس في المسجد فقال له سالم: يا أمير المؤمنين ! هذا محمد بن علي بن الحسين.

فقال له هشام: المفتون به أهل العراق ؟

قال: نعم.

قال: إذهب إليه فقل له: يقول لك أمير المؤمنين: ما الذي يأكل الناس ويشربون إلى أن يفصل بينهم يوم القيامة ؟

فقال أبو جعفر عليه السلام: يحشر الناس على مثل قرصة البر النقي، فيها أنهار متفجّرة يأكلون ويشربون حتى يفرغ من الحساب.

قال: فرأى هشام أنّه قد ظفر به ، فقال: الله أكبر إذهب إليه فقل له: ما أشغلهم عن الاَكل والشرب يومئذٍ ؟ !

فقال له أبو جعفر عليه السلام: فهم في النار أشغل، ولم يشغلوا عن أن قالوا: ( أفِيضُوا عَلَينا مِنَ الماءِ أو مِمّا رَزَقَكُمُ اللهُ )

محمد بن المنكدر

كان هذا الرجل متصوفا يميل إلى العزلة وقد دخل المدينة فرأى الإمام وهو في بستان له وكان يتصبب عرقا وهو لا يعرفه فقال في نفسه:

سبحان الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا ! أما لاعظنه

فسلم على الإمام وقال له: أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا أرأيت لوجاءك أجلك وأنت على هذه الحال ما كنت تصنع ؟

فقال الإمام: لوجاءني الموت وأنا على هذه الحال جاءني وأنا في طاعة من طاعة الله عزوجل أكف بها نفسي وعيالي عنك وعن الناس، وإنما كنت أخاف أن لو جآءني الموت وأنا على معصية من معاصي الله

فقال ابن المنكدر: صدقت يرحمك الله أردت أن أعظك فوعظتني

فكان ابن المنكدر يقول: ما كنت أرى أن علي بن الحسين عليهما ‌السلام يدع خلفاً أفضل منه حتى رأيت ابنه محمد بن علي عليهما ‌السلام
الشيخ شوقي جبار البديري
الشيخ شوقي جبار البديري

عدد المساهمات : 10124
تاريخ التسجيل : 04/04/2012
العمر : 59
الموقع : قبيلة البدير للشيخ شوقي البديري

https://shawki909.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

 سيرة أهل البيت (عليهم السلام) الإمام الباقر (عليه السلام) .. يرتل أسفار الوحي Empty رد: سيرة أهل البيت (عليهم السلام) الإمام الباقر (عليه السلام) .. يرتل أسفار الوحي

مُساهمة  الشيخ شوقي جبار البديري الجمعة أغسطس 16, 2024 6:53 am


سيرة أهل البيت (عليهم السلام)
النظم التربوية في أقوال الإمام الباقر (عليه السلام)

27/07/2020 7012 مشاهدة
أطلق رسول الله (صلى الله عليه وآله) بشارة إمامة الباقر قبل أن يلد (عليه السلام) حينما قال لجابر بن عبد الله الأنصاري: (يا جابر إنّك ستعيش حتى تدرك رجلاً من أولادي اسمه اسمي، يبقر العلم بقراً فإن رأيته فاقرأه منّي السّلام)

ويطول العمر بجابر ويلتقي بفتى في بعض سكك المدينة، فيتوسم فيه هيأة الإمام الذي وعد به رسول الله وحمله أمانة السلام عليه ويقف مذهولاً وهو يتأمل الشبه بينه وبين جده النبي وكأنه يرى رسول الله، فلم يستطع صبراً على سؤاله:

ــ يا غلام من أنت ؟

ــ أنا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

ــ يا بني إقبل ... فاقبل ... ادبر .. فادبر. فقال جابر: شمائل رسول الله ورب الكعبة.

ثم قال له: يا بني رسول الله يقرؤك السلام

فقال الإمام الباقر (عليه السلام): على رسول الله صلى الله عليه وآله السلام مادامت السماوات والأرض وعليك يا جابر بما بلغت السلام

فقال له جابر: يا باقر أنت الباقر حقاً أنت الذي تبقر العلم بقراً.

يُلاحظ في هذه المحاورة الأدب الجم والأخلاق العظيمة التي تحلّى بها الإمام (عليه السلام) وهو صغير، ولا غروَ على من وُلد ونشأ وترعرع في بيت الوحي والنبوة أن يكون بهذا المستوى العالي من التربية، وهو ما جعل جابر يلزم الإمام ولا يفارقه حتى فارق الحياة بعد أن وجد فيه شمائل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخلاقه يتجسّدان أروع تجسيد، فكان يأتي إليه فيجلس بين يديه فيعلمه الإمام وربما غلط جابر فيما يحدث به عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيرد عليه ويذكره فيقبل ذلك منه ويرجع إلى قوله وكان يقول: يا باقر يا باقر يا باقر أشهد بالله إنك قد أوتيت الحكم صبيا.

فالنبي هو أول من أطلق عليه لقب الباقر وقد جمع شرف النسب النبوي القرشي من جانبيه فهو ابن علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين، فأمه هي الصديقة الطاهرة فاطمة بنت الإمام الحسن (عليهما السلام) التي يقول فيها الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): (كانت صدّيقة لم تدرك في آل الحسن مثلها).

يقول السيد محسن الأمين: (أنّ محمّد الباقر هاشميّ من هاشميين وعلويّ من علويين فاطميّ من فاطميين، لأنّه أوّل من اجتمعت له ولادة الحسن والحسين).

كانت حياة الإمام الباقر (عليه السلام) مدرسة فكرية، تربوية، أخلاقية جسد فيها مفاهيم الإسلام الحقة في وقت طغى على الأمة الانحراف السلطوي الأموي، وقد ترك الإمام الباقر (عليه السلام) تراثاً إنسانياً ثراً على جميع الأصعدة العلمية والفكرية والفلسفية والتربوية.

يقول الشيخ محمد حسن آل ياسين: (كان تراث الإمامة الذي خلفه الإمام الباقر (عليه السلام) للأجيال من بعده شامخاً بالغ الشموخ في تلألئه ولمعانه، ورائعاً فائق الروعة في أسلوبه ومحتواه، بل يصح أن يعد ــ بحكم كونه جوهر الإسلام ــ ولباب الشرع ــ أسمى ما ورث المسلمون من فكرهم الديني النقي الأصيل عظمة وسعة وعلو شأن ورفعة مقام)

وقد جسد (عليه السلام) الإسلام في جميع أقواله وأفعاله، ووضع بأقواله ووصاياه نظماً وقواعد اجتماعية تضمن للمجتمع العيش بمنتهى الرقي والسلام والطمأنينة والمحبة. وهذه مقتطفات من أقواله في مواضيع اجتماعية مهمة:

رسم (عليه السلام) خطة المجتمع الناجح بالعمل وترك الكسل والضجر فلا يمكن أن تتقدم المجتمعات إلا بالعمل كما أن الكسل والخمول والفراغ تؤدي إلى الفقر والعوز والفاقة ومن ثم إلى ارتكاب الجرائم.

يقول (عليه السلام): إياك والكسل والضجر، فإنهما مفتاح كل شر، من كسل لم يؤد حقا، ومن ضجر لم يصبر على حق)

ويتجلى هذا المعنى أكثر بقوله: (الكسل يضرُّ بالدين والدنيا)

فكان (عليه السلام) يريد مجتمعاً إسلامياً مثالياً خالياً من الضغائن والأحقاد والخصومات فكان دائماً يقول:

(إن المؤمن أخ المؤمن لا يشتمه ولا يحرمه ولا يسيء به الظن).

ويقول: (إياكم والخصومة فإنها تفسد القلب وتورث النفاق)

ويقول: (سلاح اللئام قبيح الكلام)

ومن وصاياه في زرع المحبة بين الناس والحث على السلام والتعاون والإخاء قوله:

(إن الله يحب إفشاء السلام)

وقوله: (ليُعن قويّكم ضعيفكم، وليعطف غنيّكم على فقيركم، ولينصح الرجل أخاه كنصحه لنفسه).

كما حث (عليه السلام) على صلة الأرحام والتزاور فقال:

(صلة الارحام تزكّي الأعمال، وتُنمي الأموال، وتدفع البلوى، وتُيسِّر الحساب، وتنسئ في الأجل).

وقال: (عليكم بالحب في الله، والتودُّد والمؤازرة على العمل الصالح).

وضرب (عليه السلام) أروع الأمثلة في إداء الأمانة وتجنب الخيانة بقوله:

(لو أن قاتل علي بن أبي طالب عليه السلام ائتمنني على أمانة لأديتها إليه).

وقال: (عليكم بالورع والاجتهاد، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم عليها براً كان أو فاجرا).

ومثلما كان (عليه السلام) يأمر ويحث الناس على التحلي بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة فإنه كان ينهى ويحذر من التعامل بالسلوك المشين والصفات الرذيلة فكان يأمر بكف الألسن وينهى عن التنابز وإيذاء الناس بالكلام البذيء فيقول:

(كفى بالمرء عيباً أن يتعرف من عيوب الناس ما يعمى عليه من أمر نفسه، أو يعيب الناس على أمر هو فيه لا يستطيع التحول عنه إلى غيره، أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه).

وقال في صفة هي من أبشع الصفات التي تصاب بها المجتمعات: (المتكبر ينازع الله رداءه).

وقال: (ما عرف الله من عصاه)

قال من وصيته لجابر الأنصاري: (يا جابر أوصيك بخمس: إن ظلمت فلا تظلم، وإن خانوك فلا تخن، وإن كذبت فلا تغضب، وإن مدحت فلا تفرح، وإن ذممت فلا تجزع).

ونختم هذه الوصايا ببيتين للإمام قالهما في معنى طاعة الله وتجنب معصيته:

تعصي الإلهَ وأنتَ تظهر حبَّه *** هذا لعمركَ في الفعالِ بديعُ

لو كانَ حبُّكَ صـادقـاً لأطعته *** إنَّ الـمحبَّ لمن أحبَّ مُطيعُ
الشيخ شوقي جبار البديري
الشيخ شوقي جبار البديري

عدد المساهمات : 10124
تاريخ التسجيل : 04/04/2012
العمر : 59
الموقع : قبيلة البدير للشيخ شوقي البديري

https://shawki909.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى