موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري
موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» الاعشاب المفيدة للمفاصل.. 28 عُشبة تقضي على الآلام
ج3/ اللهجة العراقية ورواسب اللغات القديمة: ظواهر لغوية ولهجوية Emptyاليوم في 5:13 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» علاج الكلى بالأعشاب
ج3/ اللهجة العراقية ورواسب اللغات القديمة: ظواهر لغوية ولهجوية Emptyاليوم في 5:11 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» الأعشاب والنباتات الطبية ودورها العلاجي
ج3/ اللهجة العراقية ورواسب اللغات القديمة: ظواهر لغوية ولهجوية Emptyاليوم في 5:07 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

»  فوائد عشبة مريم ومضارها
ج3/ اللهجة العراقية ورواسب اللغات القديمة: ظواهر لغوية ولهجوية Emptyاليوم في 5:04 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» فوائد عشبة عروق الصباغين
ج3/ اللهجة العراقية ورواسب اللغات القديمة: ظواهر لغوية ولهجوية Emptyاليوم في 5:02 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

»  فوائد عشبة الفوة
ج3/ اللهجة العراقية ورواسب اللغات القديمة: ظواهر لغوية ولهجوية Emptyاليوم في 4:59 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

»  فوائد العكوب
ج3/ اللهجة العراقية ورواسب اللغات القديمة: ظواهر لغوية ولهجوية Emptyاليوم في 4:58 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» فوائد عشبة عنب الدب
ج3/ اللهجة العراقية ورواسب اللغات القديمة: ظواهر لغوية ولهجوية Emptyاليوم في 4:57 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» فوائد عشبة الإسبغول
ج3/ اللهجة العراقية ورواسب اللغات القديمة: ظواهر لغوية ولهجوية Emptyاليوم في 4:52 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

سبتمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
      1
2345678
9101112131415
16171819202122
23242526272829
30      

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



حول

مرحبا بكم فى منتدى موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري

مرحبا بكم فى منتدى موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري

قبيلة البدير من القبائل الزبيديه


ج3/ اللهجة العراقية ورواسب اللغات القديمة: ظواهر لغوية ولهجوية

اذهب الى الأسفل

ج3/ اللهجة العراقية ورواسب اللغات القديمة: ظواهر لغوية ولهجوية Empty ج3/ اللهجة العراقية ورواسب اللغات القديمة: ظواهر لغوية ولهجوية

مُساهمة  الشيخ شوقي جبار البديري الأحد أغسطس 04, 2024 8:26 am


ج3/ اللهجة العراقية ورواسب اللغات القديمة: ظواهر لغوية ولهجوية

لنلقِ نظرة أكثر تبسيطا على هذه الظواهر اللغوية مستعينين بكتاب الراحل هادي العلوي في كتابه " المعجم العربي المعاصر – المقدمة/ ص22":
الإمالة: هو الميل عند نطق الفتحة إلى كسرة، والألف إلى الياء. ونصَّ عليها الخليل في كتابه "العين" وقال إنها تعم الألف والواو والياء. وذكر ابن قتيبة وقوعها في "متى" و "بلى" وقال إن الإمالة فيهما أفصح ولهذا كتبتا بالألف المقصورة. وهذا هو لفظهما في العاميات العربية المعاصرة كما في بيت الحداء الديني الذي يقول: (يا مِتىَ يظهر الغايب يا مِتىَ). وفي كلمة "بلى" تكون الإمالة أكثر وضوحا فيقال وفي العراق "بلي" وفي لبنان تكون أخف بين الكسرة والياء بلىَ". وقد انتقلت هذه اللفظة بلفظها المُمال ومعناها في الإجابة على السؤال المنفي إلى اللغة الإسبانية المعاصرة وهي من رواسب العربية هناك.
ويميل اللبنانيون والتونسيون إلى إمالة الألف حتى تكاد تلامس الياء وهذه ظاهرة قديمة كما يبدو إذ أوردها الزمخشري وذكر عليها مثالا هو: عماد.
الاختزال: وهو قديم في اللغة العربية وفي العاميات ومن امثلته:
مشا الله – ما شاء الله
أيش - أي شيء.
وقد رصد عهد فاضل ورود الاختزال في بعض مواضع التراث ومن ذلك: "إيش" و"أيش" في تاريخ الطبري، فنقرأ "وقال: إيش صناعتك؟ قال: نجار". وأيضاً: "كم قتيل قد رأينا ما سألناه لأيش؟". وهنا: "أيش تمشون؟". وهنا: "أيش ظن العبدي؟ وفي كتاب الواحدي الشهير "شرح ديوان المتنبي" ذكر الكلمة فقال: "لأنه لا يعلم إيش الداء". و: "بأيش يداوي؟". واستعملها ابن خلكان في "وفيات الأعيان" كثيراً، فترد مثلاً، على هذا الشكل: "فإذا هو لا يدري الحديث أيش هو!". وهنا: "وأيش أقول؟". وكذلك: "أيش خبرك؟ فقال بخير". وهنا: "ويحك.. إيش عملت؟". وهنا: "أيش في المرأة الحسناء يشبه الظبية؟". و"أيش هذا يا شيخ؟" فاضل عهد –مقالة بعنوان " كلمة عربية عامية فرضت نفسها...".
معليهش ومعليش = ما عليه شيء.
هالساعة وهسع وهسَّ في العاميات - وتعني هذه الساعة.
الإدغام: وهو قريب من الاختزال ومتكامل معه ومن أمثلته:
بلقاسم = أبو القاسم في الجزائر المعاصرة أو بني القاسم في غيرها.
ووردت في الشعر القديم
تقول إذا أهلكت مالاً للذةٍ ....... فكيهة هشيٌ بكفيك لائق
هشيء = هل بشيء.
وكقول الفرزدق:
هلنتم عائجون بنا لَعنّا ..... نرى العرصاتِ أو أثر الخيامِ
هلنتم =هل أنتم
لعنا = لعلنا
عنعنة تميم: وهي إدال الهمزة عيناً ويقصرها بعض اللغويين على الهمزة المبدوء بهاكقولهم : عنتَ – أنتَ. وغالبا ما تون في وسط الكلمة وأخيرها فيقال: سعال – سؤال. ويسأل يسعل. وفي العراق يقولون لع ويريدون لا..
إبدال الذال دالا: في العامية المصرية والسورية كقولهم دهب –أي ذهب. وجدع أي جذع للغلام.
إبدال الواو ياء: حيث يجعل العامة الواو في نهاية الفعل المعتل واواً كقولهم: دعيت أي دعوت وشكيت أي شكوت. وهذا مسموح لدى القدماء كما يبدو حيث نظم ابن مالك قصيدة جمع فيها الأفعال التي تقال بالواو والياء معا.
تخفيف الهمزة أو حذفها أو إبدالها: ونجد ذلك في معظم اللهجات العامية العربية. فالهمزة الوسطية تمد عادة إلى حركة الحرف الذي يسبقها فيقال:
راس أي رأس، وبير أي بئر. ويبقى هذا الإبدال في حالة جمع هذه الكلمات فيقال: روس وبيار. وورد هذا الجمع في نصوص قيمة ومنها هذا البيت لعروة بن الزبير:
صار الأسافلُ بعد الذل أسنمةً ....... وصارت الروسُ بعد العزِّ أذنابا
وهناك إبدال الهمزة إلى ياء فنجده في لهجة أهل الحجاز وأهل العراق فهم يقولون: بدينا أي بدأنا.. وورد قديما قولهم يجوون أي يجيئون.
إبدال الثاء تاء: ويكثر في العاميتين المصرية والسورية كقولهم تلاتة أي ثىثة، وتامر أي ثامر، وتاني أي ثاني.
وهذا الإبدال قال به الأصمعي من القدماء.
والاستنطاء: أي إبدال العين الساكنة نونا ومنه قولهم ينطي بدل يعطي وورد ذلك في حديث نبوي.
فالفعل أنطى بمعنى "أعطى" المستعمل في اللهجة العراقية واللهجات الخليجية فعل فصيح. وراه بسنده ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج:11 ص:64 ونصه؛ "بسم الله الرحمن الرحيم ... هذا ما أنطى محمد رسول الله تميم الداري وأصحابه وفيه وشهد أبو بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان".
وأنطى لغة يمانية في أعطى وهي شائعة في العراق وفي بعض أنحاء بلاد الشام والجزيرة العربية.
إبدال القاف همزة:
ويقول العلوي إنه لم يجد له أصلا وسكت عنه الباحثون الآخرون ولكن وجوده في لهجتي مصر وسوريا يوحي بأن له مرجعا واحدا في اللهجات القديمة.
إبدال القاف والغين، والغين قاف في العراق والخليج فهم يقولون غاسم يريدون قاسم، وإبدال معاكس لهذا فيقولون قراب ويريدون غراب.
إبدال اللام نونا كما في قولهم اشنون في اشلون في العراق، ومنيح أي مليح في سوريا.
وهناك إبدال نادر هو إبدال القاف كاف والمعتاد ان تبدل القاف الفصيحة الى قاف حميرية "جيم قاهرية" ولكننا نجدها تبدل إلى كاف في العراق وفلسطين وفي غزة تحديدا فيقال وكت أي وقت، وكتل من قتل. وجاء في لحن العوام للزبيدي أن هذا الإبدال وجد في الأندلس فيقولون "استكتل" في الأمر إذا جد فيه أي استقتل.
الإبدال بين السين والصاد: ويميز إبراهيم أنيس في كتابه "الأصوات اللغوية" بين السين ويعتبرها أقرب إلى الحضارة ونطق أهل المدن والصاد إذا جاورتها بعض الأصوات المفخمة ويعتبرها أقرب الى البداوة. ومن أمثلة هذا الإبدال: سراط وصراط، سخر لكم – صخر لكم، ويوجد هذا الإبدال في العراق كقولهم صخل يريدون سخل والصخي أي السخي ويفصخ أي يفسخ وصدارة أي سدارة.
ظاهرة كشكشة ربيعة:
الكَشْكَشَةُ هي لغة (لهجة) لربِيعة، وفي الصحاح: لبني أَسد، يجعلون الشين مكان الكاف، وذلك في المؤَنث خاصة، فيقولون عَلَيْشِ ومِنْشِ وبِشِ؛ وينشدون:
فَعَيناشِ عَيْناها، وجِيدُشِ جِيدُها..... ولكنَّ عظمَ الساقِ مِنْشِ رَقِيقُ.
وأَنشد أَيضاً:
تَضْحَكُ مني أَن رأَتني أَحْتَرِشْ..... لو حَرَشْتِ لكشَفْتُ عن حِرِش
ومنهم من يزيد الشين بعد الكاف فيقول: عَلَيكِشْ وإِليكِشْ وبِكِشْ ومِنْكِشْ، وذلك في الوقف خاصة، وإِنما هذا لِتَبِين كسرةُ الكاف فيؤَكد التأْنيث، وذلك لأَن الكسرة الدالة على التأْنيث فيها تَخْفى في الوقف فاحتاطوا للبيان بأَن أَبْدلُوها شيناً، فإِذا وصَلوا حذفوا لِبَيان الحركة، ومنهم من يُجْري الوصل مُجْرى الوقف فيبدل فيه أَيضاً؛ وأَنشدوا للمجنون:
فعيناش عيناها..... وجِيدُشِ جِيدُها.
قال ابن سيده: قال ابن جني وقرأْت على أَبي بكر محمد بن الحسن عن أَبي العباس أَحمد بن يحيى لبعضهم:
عَلَيَّ فيما أَبْتَغِي أَبْـغِـيشِ،
بَيْضاء تُرْضِيني ولا تَرْضيشِ
وتَطَّبِي وُدَّ بـنـي أَبِـيشِ،
إِذا دَنَوْتِ جَعَلَـت تَـنْـئّيشِ
وإِن نَأَيْتِ جَعَلَتْ تُـدْنـيشِ،
وإِن تَكَلَّمْتِ حَثَتْ في فِيشِ،
حتى تَنِقِّي كنَقِـيقِ الـدِّيشِ.
أَبْدَل كاف المؤَنث شِيناً في كل ذلك، وشبَّه كاف الدِّيكِ لكسرتِها بكاف المؤنث، وربما زادوا على الكاف في الوقف شيناً حِرْصاً على البيان أَيضاً، قالوا: مررت بِكِشْ وأَعْطَيْتُكِشْ، فإِذا وصلوا حذفوا الجميع، وربما أَلحَقُوا الشينَ فيه أَيضاً.
وفي حديث معاوية: تَيَاسَرُوا عن كَشْكَشةِ تميمٍ أَي إِبدالِهم الشين من كاف الخطاب مع المؤنث فيقولون: أَبُوشِ وأُمُّشِ، وزادُوا على الكاف شيناً في الوقف فقالوا: مررت بكِشْ، كما تفعل تميم. مادة الكاف / لسان العرب) ... يتبع. ابتدءا من الجزء القادم سنبدأ بنشر معجم مفردات من اللهجة العراقية التي اعتبرها الكاتب قيس مغشغش السعدي مندائية وهي عربية فصيحة أو أن تخريجاته ضعيفة وعشوائية...يتبع.
الشيخ شوقي جبار البديري
الشيخ شوقي جبار البديري

عدد المساهمات : 10043
تاريخ التسجيل : 04/04/2012
العمر : 59
الموقع : قبيلة البدير للشيخ شوقي البديري

https://shawki909.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ج3/ اللهجة العراقية ورواسب اللغات القديمة: ظواهر لغوية ولهجوية Empty اللهجة العراقية ورواسب اللغات القديمة: مقدمات- ج1

مُساهمة  الشيخ شوقي جبار البديري الأحد أغسطس 04, 2024 8:28 am

اللهجة العراقية ورواسب اللغات القديمة: مقدمات- ج1
كنت قد نشرت خلال شهر حزيران من العام الجاري مقالة بجزأين هي قراءة في كتاب "معجم المفردات المندائية في العامية العراقية" لمؤلفه قيس مغشغش السعدي. وقد ضمنتها استدراكاتي على العديد من الكلمات التي اعتبرها المؤلف كلمات مندائية دخلت في قوام معجمية اللهجة العراقية؛ وحين أكملت الاطلاع على الكتاب دهشت لكثرة تلك الكلمات العربية التي زجَّ بها المؤلف ضمن الكلمات المندائية أو ذات الأصول المندائية بطريقة لا علاقة لها بأي علم من علوم اللغة، وأقرب إلى ما يمكن أن نسميه التعسف التأثيلي "الإيتمولوجي" والعشوائية في الفقه لغوي "الفيلولوجي"، ولذلك قررت العودة إلى الكتاب مرة أخرى، ولكن هذه المرة بهدف آخر غير تقديم قراءة تعريفية به تعطيه حقه، بل لتأثيل هذه الكلمات ذات الجذر أو الاشتقاق العربي وترك الكلمات الأخرى والتي يُحتمل أنها تدخل فعلا ضمن ما سمّاها العلامة الراحل طه باقر رواسب لغوية من اللغات العراقية القديمة كالأكدية بلهجتيها البابلية والآشورية والآرامية وفرعها المندائي، وبهدف ضمني آخر هو تفكيك عملية القسر التأثيلي وإعادة الاعتبار إلى العلوم اللغوية واللهجوية وكشف التأويلات والتأثيلات العشوائية والرغبوية والتي قد لا تخلو من النزعة الأيديولوجية والذاتية المناهضة لعروبة اللهجة العراقية العربية العماد والمعجمية مقاربةً للحقيقة وإنصافاً للعلم ومنهجياته وأساليبه. وخلال هذه المراجعة التأثيلية لمفردات الكتاب المذكور ولعدد من المراجع في هذا الباب تطور نص مقالتي وأمسى على ماهو عليه الآن كبحث موسع في المعجم اللهجوي العراقي وفي مقترباته وعلاقاته باللغة العربية الأم واللغات الجزيرية "السامية" الشقيقة.



بكلمات أخرى؛ يمكنني القول إنني في قراءتي السريعة السابقة للصفحات الأولى من هذا الكتاب تفاءلت به أكثر مما ينبغي، ولكنني، ومع تقدمي واستغراقي في القراءة والاطلاع على المزيد من الصفحات والمفردات، وجدت أنني كنت على خطأ في تفاؤلي ذاك؛ فالكلمات في اللهجة العراقية ذات الأصل المندائي الأكيد لا تشكل إلا نسبة ضئيلة مما ورد فيه من كلمات، وهي نسبة طبيعية في لهجة تعيش منذ القدم وسط اختلاط وتنوع لغوي قل نظيره حيث سادت وبادت لغات عديدة في وادي الرافدين كاللغات الجزيرية "السامية" مثل الأكدية بلهجتيها البابلية والآشورية والأمورية والآرامية - وفروعها أو لهجاتها المندائية والنبطية والسريانية - وعاشت معها حديثاً، وجنباً إلى جنب لهجات لغوية غير جزيرية كاللهجات الكردية الثلاث، والتركمانية وغيرها.



المأمول إذن أن يستدرك المؤلف على كتابه في طبعة لاحقة ويتجنب هذه الهفوات والثغرات الوفيرة والفادحة أحياناً ويتمسك بالأسلوب المنهجي العلمي، ويزيد من اطلاعه على المعاجم العربية الفصيحة والمنشورات التخصصية ذات العلاقة للتأكد من وجود هذه الكلمة أو تلك في اللهجة العراقية وفي العربية الفصحى أو في اللغات الجزيرية الأخرى قبل أن يزج بها في معجمه للكلمات المندائية في اللهجة العراقية المعاصرة، وبهذا سيقدم كتابا مفيدا يضيء بشكل موضوعي وعلمي على المساهمة المندائية الجميلة في اللهجة العراقية دون مبالغات أو قسر.



إنَّ هذا النوع من الكلمات العربية الفصيحة يمثل الكثرة الكاثرة والغالبية الساحقة من كلمات اللهجة العراقية إلى جانب ما سماها العلامة طه باقر الرواسب من اللغات العراقية القديمة المنقرضة، بل أن هناك كلمات عربية فصحى منقرضة أو نادرة الاستعمال وممعجمة في المعاجم القديمة ولكنها ماتزال حية في اللهجة العراقية وقد ضربت عليها أمثلة عديدة في كتابي "الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام" ومنها مثلا: برطيل، مدردحة، أريحي، نازك، دحس، برطم، ملخ، دفر، أثرم، أجلح، ثخين، ثول، ثرب، خبن، دحس، أهدل وختل....إلخ، فهي كلماته الأليفة في لهجته العراقية المعاصرة، وفي الوقت ذاته مفردات مؤثلة الجذور والمشتقات في المعاجم العربية القديمة على الرغم من عدم وجودها أو ندرة استعمالها في اللغة العربية الوسيطة "الفصيحة" المعاصرة، وقد ذكرت توثيقاتها في كتابي.



خلاصة القول هي أنَّ العلاقة بين اللغة العربية الفصحى بلهجاتها المختلفة المعاصرة في العالم العربي واللغة المندائية واللغات الجزيرية الأخرى هي علاقة عضوية، جذورية واشتقاقية لأنها لغات شقيقة ومن عائلة لغوية واحدة. لذلك، ليس من الغريب أن نجد مفردات كثيرة بلفظها ومعناها في أكثر من لغة من هذه اللغات أو أنها توجد بقليل من التحريف اللفظي أو البعد في المعنى، أما اعتبار بعض الكلمات في اللهجة العراقية ذات الجذر العربي هي كلمات مندائية أو أكدية وأن هذه الكلمات في اللهجة العراقية جاءت منها فهو أمر غير علمي بتاتاً والأقرب الى المنهجية البحثية العلمية أن نعيد المفردات في أية لهجة في الدول العربية المعاصرة إلى جذرها العربي القريب، فإن لم نجده ووجدناه في لغة جزيرية أو غير جزيرة أخرى صحَّ عندنا القول بأنها من رواسب هذه اللغة القديمة أو تلك.



كما أنَّ كون المندائية فرعاً من الآرامية والتشابه بل والتطابق بين هاتين اللغتين يجعل من العسير علينا البتُّ في ما إذا كانت هذه المفردة أو تلك في اللهجة العراقية هي ذات أصل مندائي أو آرامي.



إن محاولة إخراج المعجم اللهجوي العراقي من حاضنته العربية وهي اللغة السائدة الأحدث في عصرنا وإرجاعها الى لغة منقرضة أو في طريق الانقراض عمل لا مغزى فيه ولا يمت بصلة للمنهجية العلمية ولا يخلو من النزعات الأيديولوجية السياسية التي لا علاقة لها بعلوم اللغة.



إذن، سأخصص هذا العرض للكلمات التي اعتبرها مؤلف الكتاب مندائية ووجدت أنها ليست كذلك بل هي كلمات عربية ممعجمة. وعلى أية حال فهذه مناسبة طيبة ليتعرف القارئ العراقي على الجذور العربية الفصيحة لمفردات لهجته إن لم يكن يعرفها من قبل.



اللهجة العراقية وعلاقتها بالعربية الفصحى

يربط العديد من الباحثين، كالشيخ محمد رضا الشبيبي في كتابه "معجم وأصول اللهجة العراقية"، بين ظهور وشيوع اللهجات وظاهرة الانتكاس الحضاري والتراجع المدني الذي أعقب سقوط الدول العربية الإسلامية وأهمها الدولة العباسية وعاصمتها بغداد، وهؤلاء يعتبرون اللهجة نقيصة ودليلا على الاستسلام الاجتماعي للمجتمعات العربية أمام الأجنبي، ويضيفون عاملا آخر إلى هذا العامل وهو اختلاط الشعوب غير العربية التي دخلت الإسلام بالعرب. والواقع فإن ظهور اللهجات أقدم كثيرا عصر ظهور الدول العربية الإسلامية، وهناك من يرى أن اللغة العربية الفصحى لم تكن في البداية إلا لهجة من لهجاتها القبلية ويحددونها بلهجة قريش. والحقيقية هي أن العلاقية بين اللغات واللهجات علاقة جدلية "ديالكتيكية" لا تخلو من التعقيد والغموض؛ فإذا صح أن هناك لغات تطورت عن لهجات وهناك الكثير من الشواهد والأدلة في ما يخص اللغة العربية ولهجاتها القبلية قبل الإسلام وفي سوح لغات أخرى غير العربية كاللغات اللاتينية التي تقترب معجمياً وقواعدياً من بعضها إلى درجة يمكن اعتبارها أقرب الى اللهجات التي استقلت عن بعضها بمورو الزمن والتطورات التاريخية، فيمكن - في المقابل- أن نرى بعض الصحة في النظرية التي ترى في أن ظهور اللهجات جاء لاحقاً لوجود لغة أم أصيلة وبسبب عوامل تاريخية واجتماعية وجغرافية ولسانية كما هي الحال في اللهجات العربية في البلدان المتباعدة في قارتي آسيا وأفريقيا. وهذا ما عنيتُهُ بالعلاقة الجدلية التطورية بين اللغات واللهجات. يتبع.
الشيخ شوقي جبار البديري
الشيخ شوقي جبار البديري

عدد المساهمات : 10043
تاريخ التسجيل : 04/04/2012
العمر : 59
الموقع : قبيلة البدير للشيخ شوقي البديري

https://shawki909.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ج3/ اللهجة العراقية ورواسب اللغات القديمة: ظواهر لغوية ولهجوية Empty اللهجة العراقية ورواسب اللغات القديمة: مقدمات- ج1

مُساهمة  الشيخ شوقي جبار البديري الأحد أغسطس 04, 2024 8:31 am

اللهجة العراقية ورواسب اللغات القديمة: مقدمات- ج1
كنت قد نشرت خلال شهر حزيران من العام الجاري مقالة بجزأين هي قراءة في كتاب "معجم المفردات المندائية في العامية العراقية" لمؤلفه قيس مغشغش السعدي. وقد ضمنتها استدراكاتي على العديد من الكلمات التي اعتبرها المؤلف كلمات مندائية دخلت في قوام معجمية اللهجة العراقية؛ وحين أكملت الاطلاع على الكتاب دهشت لكثرة تلك الكلمات العربية التي زجَّ بها المؤلف ضمن الكلمات المندائية أو ذات الأصول المندائية بطريقة لا علاقة لها بأي علم من علوم اللغة، وأقرب إلى ما يمكن أن نسميه التعسف التأثيلي "الإيتمولوجي" والعشوائية في الفقه لغوي "الفيلولوجي"، ولذلك قررت العودة إلى الكتاب مرة أخرى، ولكن هذه المرة بهدف آخر غير تقديم قراءة تعريفية به تعطيه حقه، بل لتأثيل هذه الكلمات ذات الجذر أو الاشتقاق العربي وترك الكلمات الأخرى والتي يُحتمل أنها تدخل فعلا ضمن ما سمّاها العلامة الراحل طه باقر رواسب لغوية من اللغات العراقية القديمة كالأكدية بلهجتيها البابلية والآشورية والآرامية وفرعها المندائي، وبهدف ضمني آخر هو تفكيك عملية القسر التأثيلي وإعادة الاعتبار إلى العلوم اللغوية واللهجوية وكشف التأويلات والتأثيلات العشوائية والرغبوية والتي قد لا تخلو من النزعة الأيديولوجية والذاتية المناهضة لعروبة اللهجة العراقية العربية العماد والمعجمية مقاربةً للحقيقة وإنصافاً للعلم ومنهجياته وأساليبه. وخلال هذه المراجعة التأثيلية لمفردات الكتاب المذكور ولعدد من المراجع في هذا الباب تطور نص مقالتي وأمسى على ماهو عليه الآن كبحث موسع في المعجم اللهجوي العراقي وفي مقترباته وعلاقاته باللغة العربية الأم واللغات الجزيرية "السامية" الشقيقة.



بكلمات أخرى؛ يمكنني القول إنني في قراءتي السريعة السابقة للصفحات الأولى من هذا الكتاب تفاءلت به أكثر مما ينبغي، ولكنني، ومع تقدمي واستغراقي في القراءة والاطلاع على المزيد من الصفحات والمفردات، وجدت أنني كنت على خطأ في تفاؤلي ذاك؛ فالكلمات في اللهجة العراقية ذات الأصل المندائي الأكيد لا تشكل إلا نسبة ضئيلة مما ورد فيه من كلمات، وهي نسبة طبيعية في لهجة تعيش منذ القدم وسط اختلاط وتنوع لغوي قل نظيره حيث سادت وبادت لغات عديدة في وادي الرافدين كاللغات الجزيرية "السامية" مثل الأكدية بلهجتيها البابلية والآشورية والأمورية والآرامية - وفروعها أو لهجاتها المندائية والنبطية والسريانية - وعاشت معها حديثاً، وجنباً إلى جنب لهجات لغوية غير جزيرية كاللهجات الكردية الثلاث، والتركمانية وغيرها.



المأمول إذن أن يستدرك المؤلف على كتابه في طبعة لاحقة ويتجنب هذه الهفوات والثغرات الوفيرة والفادحة أحياناً ويتمسك بالأسلوب المنهجي العلمي، ويزيد من اطلاعه على المعاجم العربية الفصيحة والمنشورات التخصصية ذات العلاقة للتأكد من وجود هذه الكلمة أو تلك في اللهجة العراقية وفي العربية الفصحى أو في اللغات الجزيرية الأخرى قبل أن يزج بها في معجمه للكلمات المندائية في اللهجة العراقية المعاصرة، وبهذا سيقدم كتابا مفيدا يضيء بشكل موضوعي وعلمي على المساهمة المندائية الجميلة في اللهجة العراقية دون مبالغات أو قسر.



إنَّ هذا النوع من الكلمات العربية الفصيحة يمثل الكثرة الكاثرة والغالبية الساحقة من كلمات اللهجة العراقية إلى جانب ما سماها العلامة طه باقر الرواسب من اللغات العراقية القديمة المنقرضة، بل أن هناك كلمات عربية فصحى منقرضة أو نادرة الاستعمال وممعجمة في المعاجم القديمة ولكنها ماتزال حية في اللهجة العراقية وقد ضربت عليها أمثلة عديدة في كتابي "الحضور الأكدي والآرامي والعربي الفصيح في لهجات العراق والشام" ومنها مثلا: برطيل، مدردحة، أريحي، نازك، دحس، برطم، ملخ، دفر، أثرم، أجلح، ثخين، ثول، ثرب، خبن، دحس، أهدل وختل....إلخ، فهي كلماته الأليفة في لهجته العراقية المعاصرة، وفي الوقت ذاته مفردات مؤثلة الجذور والمشتقات في المعاجم العربية القديمة على الرغم من عدم وجودها أو ندرة استعمالها في اللغة العربية الوسيطة "الفصيحة" المعاصرة، وقد ذكرت توثيقاتها في كتابي.



خلاصة القول هي أنَّ العلاقة بين اللغة العربية الفصحى بلهجاتها المختلفة المعاصرة في العالم العربي واللغة المندائية واللغات الجزيرية الأخرى هي علاقة عضوية، جذورية واشتقاقية لأنها لغات شقيقة ومن عائلة لغوية واحدة. لذلك، ليس من الغريب أن نجد مفردات كثيرة بلفظها ومعناها في أكثر من لغة من هذه اللغات أو أنها توجد بقليل من التحريف اللفظي أو البعد في المعنى، أما اعتبار بعض الكلمات في اللهجة العراقية ذات الجذر العربي هي كلمات مندائية أو أكدية وأن هذه الكلمات في اللهجة العراقية جاءت منها فهو أمر غير علمي بتاتاً والأقرب الى المنهجية البحثية العلمية أن نعيد المفردات في أية لهجة في الدول العربية المعاصرة إلى جذرها العربي القريب، فإن لم نجده ووجدناه في لغة جزيرية أو غير جزيرة أخرى صحَّ عندنا القول بأنها من رواسب هذه اللغة القديمة أو تلك.



كما أنَّ كون المندائية فرعاً من الآرامية والتشابه بل والتطابق بين هاتين اللغتين يجعل من العسير علينا البتُّ في ما إذا كانت هذه المفردة أو تلك في اللهجة العراقية هي ذات أصل مندائي أو آرامي.



إن محاولة إخراج المعجم اللهجوي العراقي من حاضنته العربية وهي اللغة السائدة الأحدث في عصرنا وإرجاعها الى لغة منقرضة أو في طريق الانقراض عمل لا مغزى فيه ولا يمت بصلة للمنهجية العلمية ولا يخلو من النزعات الأيديولوجية السياسية التي لا علاقة لها بعلوم اللغة.



إذن، سأخصص هذا العرض للكلمات التي اعتبرها مؤلف الكتاب مندائية ووجدت أنها ليست كذلك بل هي كلمات عربية ممعجمة. وعلى أية حال فهذه مناسبة طيبة ليتعرف القارئ العراقي على الجذور العربية الفصيحة لمفردات لهجته إن لم يكن يعرفها من قبل.



اللهجة العراقية وعلاقتها بالعربية الفصحى

يربط العديد من الباحثين، كالشيخ محمد رضا الشبيبي في كتابه "معجم وأصول اللهجة العراقية"، بين ظهور وشيوع اللهجات وظاهرة الانتكاس الحضاري والتراجع المدني الذي أعقب سقوط الدول العربية الإسلامية وأهمها الدولة العباسية وعاصمتها بغداد، وهؤلاء يعتبرون اللهجة نقيصة ودليلا على الاستسلام الاجتماعي للمجتمعات العربية أمام الأجنبي، ويضيفون عاملا آخر إلى هذا العامل وهو اختلاط الشعوب غير العربية التي دخلت الإسلام بالعرب. والواقع فإن ظهور اللهجات أقدم كثيرا عصر ظهور الدول العربية الإسلامية، وهناك من يرى أن اللغة العربية الفصحى لم تكن في البداية إلا لهجة من لهجاتها القبلية ويحددونها بلهجة قريش. والحقيقية هي أن العلاقية بين اللغات واللهجات علاقة جدلية "ديالكتيكية" لا تخلو من التعقيد والغموض؛ فإذا صح أن هناك لغات تطورت عن لهجات وهناك الكثير من الشواهد والأدلة في ما يخص اللغة العربية ولهجاتها القبلية قبل الإسلام وفي سوح لغات أخرى غير العربية كاللغات اللاتينية التي تقترب معجمياً وقواعدياً من بعضها إلى درجة يمكن اعتبارها أقرب الى اللهجات التي استقلت عن بعضها بمورو الزمن والتطورات التاريخية، فيمكن - في المقابل- أن نرى بعض الصحة في النظرية التي ترى في أن ظهور اللهجات جاء لاحقاً لوجود لغة أم أصيلة وبسبب عوامل تاريخية واجتماعية وجغرافية ولسانية كما هي الحال في اللهجات العربية في البلدان المتباعدة في قارتي آسيا وأفريقيا. وهذا ما عنيتُهُ بالعلاقة الجدلية التطورية بين اللغات واللهجات. يتبع.

< السابق
الشيخ شوقي جبار البديري
الشيخ شوقي جبار البديري

عدد المساهمات : 10043
تاريخ التسجيل : 04/04/2012
العمر : 59
الموقع : قبيلة البدير للشيخ شوقي البديري

https://shawki909.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى