الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري
الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» البو حسين البدير
أسباب الرحلة للإمام الحسين (ع) من المدينة إلى مكة Emptyالخميس أكتوبر 03, 2024 3:58 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» الشيخ المرحوم عبد الهادي
أسباب الرحلة للإمام الحسين (ع) من المدينة إلى مكة Emptyالخميس أكتوبر 03, 2024 3:53 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» الشيخ شوقي البديري والاخ حمود كريم الركابي
أسباب الرحلة للإمام الحسين (ع) من المدينة إلى مكة Emptyالخميس أكتوبر 03, 2024 3:51 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» الاستاذ المخرج عزيز خيون البديري وعمامه البدير
أسباب الرحلة للإمام الحسين (ع) من المدينة إلى مكة Emptyالخميس أكتوبر 03, 2024 3:48 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» الشيخ صباح العوفي مع الشيخ عبد الامير التعيبان
أسباب الرحلة للإمام الحسين (ع) من المدينة إلى مكة Emptyالخميس أكتوبر 03, 2024 3:45 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» الشيخ المرحوم محمد البريج
أسباب الرحلة للإمام الحسين (ع) من المدينة إلى مكة Emptyالخميس أكتوبر 03, 2024 3:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» جواد البولاني
أسباب الرحلة للإمام الحسين (ع) من المدينة إلى مكة Emptyالإثنين سبتمبر 23, 2024 10:13 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» المرحوم السيد هاشم محمد طاهر العوادي
أسباب الرحلة للإمام الحسين (ع) من المدينة إلى مكة Emptyالإثنين سبتمبر 23, 2024 10:03 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» رموز البدير
أسباب الرحلة للإمام الحسين (ع) من المدينة إلى مكة Emptyالجمعة سبتمبر 20, 2024 8:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



حول

مرحبا بكم فى منتدى الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري

مرحبا بكم فى منتدى الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري

قبيلة البدير من القبائل الزبيديه


أسباب الرحلة للإمام الحسين (ع) من المدينة إلى مكة

اذهب الى الأسفل

أسباب الرحلة للإمام الحسين (ع) من المدينة إلى مكة Empty أسباب الرحلة للإمام الحسين (ع) من المدينة إلى مكة

مُساهمة  الشيخ شوقي جبار البديري الخميس يوليو 18, 2024 1:03 pm


أسباب الرحلة للإمام الحسين (ع) من المدينة إلى مكة

لا شك ولا ريب هناك أسباب دعت الإمام الحسين (ع) أن يرحل من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، فما هي تلك أسباب الرحلة؟ قد صرح (ع) إلى أم سلمة ـ زوج رسول الله (ص) ـ أحد تلك الأسباب وهو قوله: شاء الله أن يراني مقتولاً مذبوحاً ظلماً وعدواناً، وقد شاء أن يرى حرمي ورهطي ونسائي مُشرَّدين وأطفالي مذبوحين مظلومين.لماذا لم يبق الإمام الحسين (ع) في المدينة المنورة؟لماذا عزم الإمام الحسين (ع) على ترك المدينة المنوّرة وآثر الخروج منها؟ ألم يكن له فيها مأمن مع كثرة من فيها من بني هاشم والصحابة من مهاجرين وأنصار وكثرة من فيها من التابعين!؟هل كان هناك من يستطيع أن يجسر على قتال الإمام الحسين (ع) في المدينة ومواجهته فيها مواجهة عسكرية علنية مع ما كان يتمتع به الإمام (ع) من قدسية خاصة ومنزلة سامية وشأن رفيع في قلوب أهل المدينة!؟هل كان ثُمَّ احتمال لاغتيال الإمام الحسين (ع) في المدينة!؟وهل كان خروج الإمام الحسين (ع) «خائفاً يترقب» خشية من تحقق هذا الأمر خوفاً على نفسه الشريفة وعلى صفوة أنصاره من أهل بيته وأصحابه!؟أم أن الإمام الحسين (ع) أراد من وراء كل ذلك أمراً آخر؟لا يخفى على متأمل أن احتمال وقوع مواجهة عسكرية في المدينة بين الإمام الحسين (ع) وأنصاره من جهة وبين قوات السلطة الأموية من جهة أخرى كان احتمالاً قوياً بسبب رعونة يزيد بن معاوية التي تجسدت في أوامره المشدّدة لوالي المدينة آنئذ الوليد بن عتبة بقتل الإمام الحسين (ع) في حال رفضه البيعة، خصوصاً في رسالته الأخيرة إلى الوليد الذي ذكر له في رسالة بعد لقائه بالإمام (ع) وإعلان الإمام (ع) رفضه المبايعة: «أنّه ليس يرى لنا عليه طاعة ولا بيعة»[1].حيث غضب يزيد لذلك غضباً شديداً، وكان إذا غضب انقلبت عيناه فعاد أحول، وكتب إلى الوليد قائلاً: «من عبد الله يزيد أمير المؤمنين إلى الوليد بن عتبة. أما بعد: فإذا ورد عليك كتابي هذا، فخذ البيعة ثانياً على أهل المدينة بتوكيد منك عليهم، وذر عبد الله بن الزبير فإنّه لن يفوتنا ولن ينجو منا أبداً مادام حياً، وليكن مع جوابك إليَّ رأس الحسين بن علي، فإذا فعلت ذلك فقد جعلت لك أعنة الخيل، ولك عندي الجائزة والحظ الأوفر والنعمة واحدة، والسلام»[2].وعلى فرض أن والي المدينة الوليد بن عتبة لم يكن ليمتثل لأمر يزيد بقتل الإمام (ع)، حيث يروي التأريخ أنّه لما ورد عليه كتاب يزيد قال: «لا والله لايراني الله قاتل الحسين بن علي، وأنا لا أقتل ابن بنت رسول الله (ص) ولو أعطاني يزيد الدنيا بحذافيرها»[3].فإن يزيد لن يُعدم أمويين آخرين يُسارعون إلى تنفيذ أوامره بقتل الإمام (ع)، من أمثال مروان بن الحكم وأضرابه، وحادثة المواجهة المسلّحة التي كادت أن تقع بين الأمويين بقيادة مروان بن الحكم وبين بني هاشم في يوم دفن الإمام الحسن (ع) خير شاهد على ذلك.لكن المتأمل يجد أن الأمويين أنفسهم لايرون هذا الإختيار أفضل من اختيار اغتيال الإمام الحسين (ع) في صورة غامضة يمكنهم فيها الظهور بمظهر البراء من دمه، بل ويمكنهم فيها تمثيل دور المطالب بدمه، فيتقربون بذلك إلى قلوب الأمة ويفوزون بميلها إليهم.إن من الأمويين نخبة من أهل الدهاء والتخطيط والتدبير، كما إن فيهم جماعة من الحمقى وذوي الخرق والإعتساف ولا شك أن أهل الدهاء ـ على منهج معاوية في التخلص من أعدائه – يرجحون أسلوب الإغتيال على أسلوب المواجهة المسلّحة المكشوفة.لقد كان احتمال الإغتيال هو الإحتمال الأكبر، وقد حسب له الإمام الحسين (ع) حسابه الواقعي فاستبق الأحداث زمنياً تحسباً من تحققه وخرج من المدينة.وكفى برسائل يزيد إلى الوليد بن عتبة دليلاً على عزم يزيد وتصميمه على اغتيال الإمام (ع) بشكل غامض أو صريح، غير أن من الدلائل التأريخية الأخرى على ذلك ما ورد في رسالة ابن عباس إلى يزيد حيث خاطبه فيها قائلاً:«… وما أنس من الأشياء، فلستُ بناس اطرادك الحسين بن علي من حرم رسول الله إلى حرم الله، ودسك عليه الرجال تغتاله فأشخصته من حرم الله إلى الكوفة، فخرج منها خائفاً يترقب، وقد كان أعزّ أهل البطحاء بالبطحاء قديماً، وأعز أهلها بـها حديثاً، وأطوع أهل الحرمين بالحرمين لو تبوأ بها مقاماً واستحل بها قتالاً، ولكن كره أن يكون هو الذي يستحلّ حرمة البيت وحرمة رسول الله، فأكبر من ذلك ما لم تكبر حيث دسست عليه الرجال فيها ليقاتل في الحرم…»[4].فهذا المقطع من رسالة ابن عباس كاشف عن أن يزيد سعى إلى اغتيال الإمام (ع) في المدينة كما سعى إلى ذلك في مكة المكرمة.واستباقاً لما هو متوقع الحدوث، فقد خرج الإمام (ع) بركبه من المدينة، إذ لم تعد مدينة رسول الله (ص) مأمنا لابن بنت رسول الله (ص)!وصحيح أنه (ع) كان قد خرج من المدينة خشية الإغتيال خوفاً على نفسه الشريفة، وخوفاً من أن تهتك حرمة حرم رسول الله (ص) بقتله غيلة أو في مواجهة مسلّحة، لكن الصحيح في العمق أيضاً أن هذا الخوف كان يقع ضمن إطار خوف أكبر، وهو خوفه (ع) من أن تخنق ثورته المقدّسة قبل اشتعالها بقتله غيلة في المدينة في ظروف زمانية ومكانيّة وملابسات مفتعلة يقوم بإعدادها وإخراجها الأمويون أنفسهم، يستطيعون من خلالها الإستفادة حتى من حادثة قتله لصالحهم إعلامياً فتبقى مأساة الإسلام على ما هي عليه، بل تترسخ المصيبة وتشتد!!كان الإمام الحسين (ع) حريصاً على أن يتحقق مصرعه ـ الذي كان لابد منه ـ ما لم يبايع في ظروف زمانية ومكانيّة يختارها هو (ع)، لا يتمكن العدوّ فيها أن يعتم على مصرعه، أو أن يستفيد من واقعة قتله لصالحه، فتختنق الأهداف المنشودة من وراء هذا المصرع الذي أراد منه (ع) أن تهتز أعماق وجدان الأمة لتتحرك بالإتجاه الصحيح الذي أراده (ع) لها.فكان خروجه (ع) من المدينة ـ وكذلك من مكة ـ في الأصل انفلاتاً بالثورة المقدسة من طوق الحصار والتعتيم الأموي، إضافة إلى خوفه (ع) من أن تهتك حرمة أحد الحرمين الشريفين بقتله.الليلة أو الليلتان الأخيرتان في المدينةلنعد إلى مجرى أحداث القصة في المدينة المنورة بعد لقاء الإمام الحسين (ع) بوالي المدينة الوليد بن عتبة، ذلك اللقاء الذي أعلن (ع) فيه رفضه للبيعة، كما أعلن فيه أنه أحق الناس بالخلافة.وقد يتساءل المتابع قائلاً: كم بقي الإمام الحسين (ع) في المدينة المنورة بعد ذلك اللقاء الساخن المشحون بالتوتر؟ولا يقع المتابع في هذه المسألة على جواب تأريخي واحد، لأن المصادر التأريخية قد اختلفت في الإجابة عن هذا السؤال فالسيد بن طاووس في كتابه اللهوف، يقول: «قال رواة حديث الحسين (ع) مع الوليد بن عتبة ومروان: فلما كان الغداة توجه الحسين (ع) إلى مكة لثلاث مضين من شعبان سنة ستين…»[5].وهذا يعني أن الإمام الحسين (ع) لم يبق بعد ذلك اللقاء إلا سواد تلك الليلة نفسها حيث خرج أول صبحها من المدينة!! وهذا لا ينسجم – من حيث سعة الوقت ـ مع الأخبار التي تتحدّث عن ذهابه إلى زيارة قبر جده (ص) مرتين، وذهابه إلى زيارة قبر أمه وأخيه (ع)، ولقائه مع كل من أم سلمة رضي الله عنها ومحمد بن الحنفية، وعمر الأطرف، ونساء بني هاشم ومروان بن الحكم وغيرهم… فسواد تلك الليلة لا يتسع لكلّ ذلك، فضلاً عن الوقت الذي يستلزمه الإعداد للرحيل، فضلاً عن أن لقاءه (ع) مع الوليد بن عتبة كان في ساعة متأخرة من تلكم الليلة.وهذا يعني أن الإمام الحسين (ع) قد خرج في الليلة التي تلت ليلة اللقاء مع الوالي، لكن هذا المصدر التأريخي نفسه (تذكرة الخواص) ينقل بعد ذلك مباشرة هذا الخبر: «وقال أبو سعيد المقري: سمعت الحسين (ع) يتمثل تلك الليلة وهو خارج من المسجد بقول ابن مفرغ[6]:لا ذعرت السوام في غسق الصبح ** مغيراً ولا دعوت يزيدايوم أعطي من المهانة ضيماً ** والمنايا يرصدنني أن أحيداقال: فقلت في نفسي ما تمثل بهذين البيتين إلا لشئ يريده، فخرج بعد ليلتين إلى مكة»[7].ويستفاد من هذا الخبر أن الإمام الحسين (ع) قد خرج بعد ليلتين من ليلة اللقاء بالوليد بن عتبة، كما يستفاد منه أيضاً أنه (ع) زار قبر جده (ص) زيارته الأولى في نفس ليلة اللقاء[8] في الساعات الأخيرة منها.وهذا عموماً يوافق المستفاد أيضاً من سرد ابن أعثم الكوفي لمجريات أحداث القصة في كتابه الفتوح[9].يقول التأريخ:وخرج حسين بن عليّ من منزله ذات ليلة وهى ذات ليلة اللقاء بالوليد بن عتبة، وأتى إلى قبر جده (ص) فقال:السلام عليك يا رسول الله، أنا الحسين بن فاطمة، أنا فرخك وابن فرختك، وسبطك في الخلف الذي خلفت على أمتك، فاشهد عليهم يا نبي الله أنهم قد خذلوني وضيّعوني، وأنّهم لم يحفظوني، وهذه شكواي اليك حتى ألقاك صلى الله عليك وسلّم.ثم وثب قائماً وصف قدميه، ولم يزل راكعاً وساجداً… .قال: وأرسل الوليد بن عتبة إلى منزل الحسين لينظر هل خرج من المدينة أم لا، فلم يصبه في منزله فقال: الحمد لله الذي لم يطالبني الله عزّ وجلّ بدمه، وظنّ أنّه خرج من المدينة.لنتابع ما حدث في الليلة الثانية…يقول صاحب الفتوح: «… فلما كانت الليلة الثانية خرج إلى القبر أيضاً فصلى ركعتين، فلما فرغ من صلاته جعل يقول:اللهم، هذا قبر نبيك محمد، وأنا ابن بنت محمد، وقد حضرني من الأمر ما قد علمت أللهم وإنِّي أحبّ المعروف وأكره المنكر، وأنا أسألك يا ذا الجلال والإكرام بحق هذا القبر ومن فيه إلا ما اخترت من أمري هذا ما هو لك رضى.قال: ثم جعل الحسين (ع) يبكي، حتى إذا كان في بياض الصبح وضع رأسه على القبر فأغفى ساعة، فرأى النبي (ص) قد أقبل في كبكبة من الملائكة عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه حتّى ضمّ الحسين إلى صدره وقبّل بين عينيه.وقال: يا بني يا حسين، كأنك عن قريب أراك مقتولاً مذبوحاً بأرض، كرب وبلاء من عصابة من أمتي، وأنت في ذلك عطشان لا تسقى، وظمآن لا تروى، وهم مع يرجون شفاعتي ما لهم، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة! فما لهم عند الله من خلاق، حبيبي يا حسين، إن أباك وأمك وأخاك قد قدموا عليّ، وهم إليك مشتاقون. وإن لك في الجنّة درجات لن تنالها إلا بالشهادة.قال: فجعل الحسين ينظر في منامه إلى جده (ص) ويسمع كلامه…وهو يقول: يا جداه، لا حاجة لي في الرجوع إلى الدنيا أبداً، فخذني إليك، واجعلني معك إلى منزلك.قال: فقال له النبي (ص): يا حسين، إنه لابد لك من الرجوع إلى الدنيا حتى ترزق الشهادة وما كتب الله لك فيها من الثواب العظيم، فإنّك وأباك وأخاك وعمّك وعمّ أبيك تحشرون يوم القيامة في زمرة واحدة حتى تدخلوا الجنّة»[10].«… وانتبه الإمام (ع) وقص رؤياه على أهل بيته وبني عبد المطلب «فلم يكن ذلك اليوم في شرق ولا غرب أشدّ غماً من أهل بيت الرسول (ص) ولا أكثر منه باكياً ولا باكية»[11].ويقول صاحب الفتوح: «وتهيأ الحسين بن علي (ع) وعزم على الخروج من المدينة ومضى في جوف الليل إلى قبر أمه فصلّى عند قبرها وودعها ثم قام عن قبرها وصار إلى قبر أخيه الحسن (ع) فعل مثل ذلك، ثم رجع إلى منزله. وفي وقت الصبح أقبل أخوه محمّد بن الحنفية»[12].لقاءات الوداع في المدينةوفي غضون هذه الفترة الوجيزة هرع إلى الإمام الحسين (ع) رجال ونساء مـن بني هاشم ومن غيرهم يودعونه ويتزوّدون من رؤيته قبل الفراق، وقد سجّل لنا التأريخ بعض هذه اللقاءات المشحونة بالحزن والأسى والقلق والخوف عـلى الإمام (ع).ونحن نذكر هنا من هذه اللقاءات ما هو متيقن الحدوث في المدينة.عزاء نساء بني عبد المطلبعن الإمام الباقر (ع) أنه قال: «لما هم الحسين (ع) بالشخوص عن المدينة أقبلت نساء بني عبدالمطلب، فاجتمعن للنياحة حتى مشى فيهنّ الحسين (ع) فقال: أنشدكنَّ الله أن تُبدين هذا الأمر معصية لله ولرسوله.قالت له نساء بني عبد المطلب: فَلِمَ نستبقي هذه النياحة والبكاء؟ فهو عندنا كيوم مات فيه رسول الله (ص) وعلي (ع) وفاطمة ورقية وزينب وأم كلثوم، فننشدك الله، جعلنا الله فداك من الموت فيا حبيب الأبرار من أهل القبور.وقد ذكر صاحب كتاب معالي السبطين: «ثمّ إنّ نساء بني هاشم أقبلن إلى أم هاني عمة الحسين (ع) وقلن لها: يا أم هاني، أنت جالسة والحسين (ع) مع عياله عازم على الخروج!؟فأقبلت أم هاني، فلما رآها الحسين (ع) قال: أما هذه عمتي أم هاني؟قيل نعم.فقال: يا عمّة، ما الذي جاء بك وأنت على هذه الحالة!؟فقالت: وكيف لا أتي، وقد بلغني أن كفيل الأرامل ذاهب عني!؟ثم إنها انتحبت باكية، وتمثلت بأبيات أبيها أبي طالب (ع):وأبيض يستسق الغمام بوجهه ** ثمال اليتامى عصمة للأراملتطوف به الهلاك من آل هاشم ** فهم عنده في نعمة وفـواضلثم قالت: سيدي وأنا متطيّرة عليك من هذا المسير.فقال لها الحسين (ع): يا عمّة، كل الذي مقدر فهو كائن لا محالة.عزاء أم المؤمنين أم سلمة (رض)وروي أنّه: «لما عزم على الخروج من المدينة أنته أم سلمة رضي الله عنها فقالت: يا بني لا تحزني بخروجك إلى العراق، فإنّي سمعت جدك يقول: يُقتل ولدي الحسين بأرض العراق في أرض يقال لها كربلا.فقال لها: يا أماه، وأنا والله أعلم ذلك، وإنّي مقتول لامحالة، وليس لي من هذا بد، وإني والله لأعرف اليوم الذي أقتل فيه، وأعرف من يقتلني، وأعرف البقعة التي أدفن فيها، وإنّي أعرف من يقتل من أهل بيتي وقرابتي وشيعتي، وإن أردت يا أماه أُريك حفرتي ومضجعي.ثم أشار إلى جهة كربلاء فانخفضت الأرض حتى أراها مضجعه ومدفنه وموضع عسكره، وموقفه ومشهده.فعند ذلك بكت أم سلمة بكاء شديداً، وسلمت أمره إلى الله…فقال لها: يا أماه، قد شاء الله عزّ وجلّ أن يراني مقتولاً مذبوحاً ظلماً وعدواناً، وقد شاء أن يرى حرمي ورهطي ونسائي مُشرَّدين وأطفالي مذبوحين مظلومين، مأسورين مقيدين وهم يستغيثون فلا يجدون ناصراً ولا معيناً.وفي رواية أخرى: قالت أم سلمة: وعندي تربة دفعها إلى جدك في قارورة.فقال: والله إني مقتول كذلك، وإن لم أخرج إلى العراق يقتلونني أيضاً. ثم أخذ تربة فجعلها في قارورة، وأعطاها إياها.وقال: إجعليها مع قارورة جدّي، فإذا فاضتا دماً فاعلمي أني قد قتلت»[13].أم سلمة (رض) والودائعوروي أنه «لما توجّه الحسين (ع) إلى العراق دفع إلى أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي (ص) الوصية والكتب وغير ذلك، وقال لها: إذا أتاك أكبر ولدي فادفعي إليه ما قد دفعت إليك.فلما قتل الإمام الحسين (ع) أتى علي بن الحسين (ع) أم سلمة رضي الله عنها فدفعت إليه كلّ شيء أعطاها الحسين (ع)[14].وفي رواية أخرى: وكتب الحسين (ع) وصيّة، وأودعها أمّ سلمة، وجعل طلبها منها علامةً على إمامة الطالب لها من الأنام ، فطلبها زين العابدين (ع)[15].وهذا كاشف عن صدق ايمان أمّ المؤمنين أم سلمة رضوان الله تعالى عليها وجلالة شأنها ومنزلتها الخاصة عند أهل البيت (ع).عمر الأطرف ومنطق المداهنة وحب السلامة!!وروي عن عمر الأطرف بن الإمام علي (ع) أنه قال: «لما امتنع أخي الحسين (ع) عن البيعة ليزيد بالمدينة دخلت عليه فوجدته خالياً.فقلت له: جعلت فداك يا أبا عبدالله، حدثني أخوك أبو محمد الحسن عـن أبيه (ع).ثم سبقتني الدمعة، وعلا شهيقي، فضمني إليه.وقال: حدثك أنّي مقتول؟فقلت: حوشیتَ یا ابن رسول الله.فقال: سألتك بحق أبيك، بقتلي خبّرك ؟فقلت: نعم، فلو لا ناولت وبايعت!!فقال: حدثني أبي أن رسول الله (ص) أخبره بقتله وقتلي، وأن تربتي تكون بقرب تربته، فتظن أنك علمت ما لم أعلمه!؟ وإنّه لا أعطي الدنيّة من نفسي أبداً، ولتلقين فاطمة أباها شاكية ما لقيت ذريتها من أمته، ولا يدخل الجنة أحد آذاها في ذريتها!!»[16].محمد بن الحنفية… النصيحة والوصيةفي صباح آخر نهار للإمام الحسين (ع) في المدينة أقبل إليه أخوه محمد بن الحنفية، وقد غلبه الأسى والحزن، وطغى عليه القلق والخوف على حياة الإمام الحسين (ع)، وقد قلّب أوجه التفكير في الأمر، ورأى أن يقدّم النصيحة بين يدي أخيه (ع)، فلما استقر به المقام:قال: «يا أخي أنت أحبُّ الناس إليّ، وأعزّهم علي، ولستُ أدخر النصيحة لأحد من الخلق إلا لك، وأنت أحق بها، تنح ببيعتك عن يزيد بن معاوية وعـن الأمصار ما استطعت، ثم ابعث رسلك إلى الناس فادعهم إلى نفسك، فإن بايعك الناس وبايعوا لك حمدت الله على ذلك، وإن اجتمع الناس على غيرك لن يُنقص الله بذلك دينك ولا عقلك ولا تذهب به مروّتك ولا فضلك، إنّي أخاف عليك أن تدخل مصراً من هذه الأمصار ، فيختلف الناس بينهم، فمنهم طائفة معك، وأخرى عليك، فيقتتلون، فتكون لأوّل الأسنّة غرضاً، فإذا خير هذه الأمة كلها نفساً وأباً وأمّاً أضيعها دماً وأذلها أهلاً!!فقال له الحسين (ع): فأين أذهب يا أخي؟قال: إنزل مكة، فإن اطمأنّت بك الدار بها فسبيل ذلك، وإن نبت بك لحقت بالرمال وشعف الجبال، وخرجت من بلد إلى بلد حتّى تنظر إلى ما يصير أمـر الناس إليه، فإنّك أصوب ما تكون رأياً حين تستقبل الأمر استقبالاً.فقال: يا أخي، قد نصحت وأشفقت، وأرجو أن يكون رأيك سديداً موفقاً»[17].وفي رواية الفتوح: «أخرج إلى مكة، فإن اطمأنت بك الدار فذاك الذي تحب وأُحبُّ، وإن تكن الأخرى خرجت إلى بلاد اليمن، فإنّهم أنصار جدك وأخيك وأبيك، وهم أرأف الناس وأرقهم قلوباً، وأوسع الناس بلاداً، وأرجحهم عقولاً، فإن إطمأنت بك أرض اليمن والا لحقت بالرمال وشعوب الجبال، وصرت من بلد إلى بلد، لتنظر ما يؤول إليه أمر الناس ويحكم بينك وبين القوم الفاسقين.فقال له الإمام الحسين (ع): يا أخي والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت والله يزيد بن معاوية أبداً، وقد قال (ع): اللهم لا تبارك في يزيد.قال: فقطع عليه محمد بن الحنفيّة الكلام وبكى، فبكى معه الإمام الحسين ساعة.ثم قال: جزاك الله يا أخي عنّي خيراً، ولقد نصحت وأشرت بالصواب، وأنا أرجو أن يكون إن شاء الله رأيك موفقاً مسدّداً، وإنّي قد عزمت على الخروج إلى مكة، وقد تهيأتُ لذلك أنا وإخوتي وبنو إخوتي وشيعتي، وأمرهم أمري ورأيهم رأيي. وأما أنت يا أخي فلا عليك أن تقيم بالمدينة فتكون لي عيناً عليهم، ولا تخف علي شيئاً من أمورهم»[18].الاستنتاجاتضح هنا أسباب الرحلة للإمام الحسين (ع) من المدينة إلى مكة، من خلال لقاءات وداع وعزاء كانت مع نساء بني عبد المطلب، ومع أم المؤمنين أم سلمة، حيث أودع عندنا بعض الودائع، ومع أخويه عمر الأطرف ومحمد بن الحنفية واستماعه إلى نصيحتهما.الهوامش[1] ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج٥، ص١٨.[2] ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج٥، ص١٨.[3] ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج٥، ص١٨.[4] اليعقوبي، تأريخ اليعقوبي، ج٢، ص٢٤٨.[5] ابن طاووس، اللهوف، ص١٣.[6] هو يزيد بن مفرغ الشاعر المشهور.[7] ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص٢١٤.[8] كما رجح ذلك السيد المقرّم في كتابه المقتل، ص۱۳۱؛ حيث يقول: وفي هذه الليلة زار الحسين قبر جده الله فسطع له نور من القبر…[9] ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج٥، ص١٦.[10] ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج5، ص18.[11] ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج5، ص18.[12] ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج5، ص19.[13] المجلسي، بحار الأنوار، ج٤٤، ص٣٣١، باب۳۷.[14] الطوسي، الغيبة، ص١٩٥، حدیث ١٠٩.[15] البياضي، الصراط المستقيم، ص١٦١.[16] ابن طاووس، اللهوف، ص۱۱.[17] المفيد، الإرشاد، ص۲۲۲.[18] ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج٥، ص٢٠.مصادر البحث1ـ ابن أعثم الكوفي، أحمد، الفتوح، تحقيق علي شيري، بيروت، دار الأضواء، الطبعة الأولى، 1411 هـ.2ـ ابن الجوزي، يوسف، تذكرة الخواص، قم، انتشارات الشريف الرضي، الطبعة الأولى، 1418 هـ.3ـ ابن طاووس، علي، اللهوف في قتلى الطفوف، قم، أنوار الهدى، الطبعة الأولى، 1417 هـ.4ـ البياضي، علي، الصراط المستقيم إلى مستحقّي التقديم، تحقيق محمّد الباقر البهبودي، نشر المكتبة المرتضوية، الطبعة الأولى، 1384 هـ.5ـ الطوسي، محمد، الغيبة، قم، مؤسّسة المعارف الإسلامية، الطبعة الثالثة، 1425 هـ.6ـ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية، 1403 هـ.7ـ المفيد، محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، قم، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، الطبعة الأولى، 1413 هـ.8ـ المقرّم، عبد الرزاق، مقتل الحسين (ع)، مؤسّسة البعثة، بلا تاريخ.9ـ اليعقوبي، أحمد، تأريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، بلا تاريخ.
الشيخ شوقي جبار البديري
الشيخ شوقي جبار البديري

عدد المساهمات : 10124
تاريخ التسجيل : 04/04/2012
العمر : 59
الموقع : قبيلة البدير للشيخ شوقي البديري

https://shawki909.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى