بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
حول
مرحبا بكم فى منتدى الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري
قبيلة البدير من القبائل الزبيديه
مصاب الإمام الحسين (ع) في حياة أنبياء الله وأممهم مناقبه ومعاجزه
الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري :: 101-منتدى ثورة الحسين عليه السلام ضد الظلم والطغيان
صفحة 1 من اصل 1
مصاب الإمام الحسين (ع) في حياة أنبياء الله وأممهم مناقبه ومعاجزه
لا شك ولا ريب أن مصيبة الإمام الحسين (ع) في كربلاء مصيبة عظيمة مرت في التاريخ الإسلامي، حيث لا توجد مصيبة قبلها ولا بعدها أشد منها من حيث الفاجعة والمظلومية، ولهذا بكى وتأثّر جميع الأنبياء والأوصياء (ع) لما سمعوا بمصيبته (ع)، وما يجري عليه وعلى أصحابه وأهل بيته.النبي آدم (ع)نقل العلامة المجلسي (ره) عن كتاب الدرّ الثمين في تفسير قوله تعالى: «فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ…» [1]، «أنه رأى ساق العرش وأسماء النبي والأئمة (ع) فلقّنه جبرئيل: قل: يا حميد بحق محمّد، يا عالي بحق علي، يا فاطر بحق فاطمة، يا محسن بحق الحسن والحسين ومنك الإحسان فلما ذكر الحسين سالت دموعه وانخشع قلبه، وقال: يا أخي جبرئيل، في ذكر الخامس ينكسر قلبي وتسيل عبرتي؟قال جبرئيل: ولدك هذا يُصاب بمصيبة تصغر عندها المصائب.فقال: يا أخي، وما هي؟ قال: يقتل عطشاناً غريباً وحيداً فريداً، ليس له ناصر ولا معين! ولو تراه يا آدم وهو يقول: واعطشاه واقلة ناصراه حتى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان فلم يُحبه أحد إلا بالسيوف وشرب الحتوف فيُذبح ذبح الشاة من قفاه! وينهب رحله أعداؤه! وتُشهر رؤوسهم هو وأنصاره في البلدان ومعهم النسوان كذلك سبق في علم الواحد المنان. فبكى آدم و جبرئيل بكاء الثكلى»[2].النبي إبراهيم (ع)روى الشيخ الصدوق (ره) بسند، عن الفضل بن شاذان قال: «سمعت الرضا (ع) يقول: لما أمر الله تبارك وتعالى إبراهيم (ع) أن يذبح مكان إبنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه تمنى إبراهيم أن يكون قد ذبح إبنه إسماعيل (ع) بيده، وأنه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه، ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعزّ ولده بيده، فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب!فأوحى الله عزّ وجلّ إليه: يا إبراهيم، من أحب خلق إليك؟فقال: يا ربّ ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليَّ من حبيبك محمد (ص).فأوحى الله عزّ وجلّ إليه: يا إبراهيم، أفهو أحبّ إليك أو نفسك؟قال: بل هو أحبُّ إليَّ من نفسي.قال: فولده أحبّ إليك أو ولدك؟قال: بل ولده.قال: فذبح ولده ظلماً على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟قال: يا رب بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي.قال: يا إبراهيم، فإنّ طائفة تزعم أنها من أمة محمد (ص) ستقتل الحسين (ع) إبنه من بعده ظلماً وعدواناً كما يُذبح الكبش، فيستوجبون بذلك سخطي.فجزع إبراهيم (ع) لذلك وتوجع قلبه، وأقبل يبكي!فأوحى الله عزّ وجلّ إليه يا إبراهيم قد فديت جزعك على إبنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين (ع) وقتله، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب!فذلك قول الله عزّ وجلّ: «وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ»[3]، ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم»[4].النبي نوح (ع)نقل الشيخ قطب الدين الراوندي عن تأريخ محمد النجار شيخ المحدثين بالمدرسة المستنصرية بإسناد مرفوع إلى أنس بن مالك، عن النبي (ص) أنه قال: «لما أراد الله أن يهلك قوم نوح أوحى إليه أن شُقّ ألواح الساج، فلما شقها لم يدر ما يصنع بها، فهبط جبرئيل فأراه هيئة السفينة ومعه تابوت بها مائة ألف مسمار وتسعة وعشرون ألف مسمار، فسمّر بالمسامير كلّها السفينة إلى أن بقيت خمسة مسامير، فضرب بيده إلى مسمار فأشرق بيده وأضاء كما يُضيء الكوكب في أفق السماء فتحيّر نوح، فأنطق الله المسمار بلسان طلق ذلق: أنا على إسم خير الأنبياء محمد بن عبد الله (ع).فهبط جبرئيل، فقال له: يا جبرئيل، ما هذا المسمار الذي ما رأيت مثله؟فقال: هذا بإسم سيّد الأنبياء محمّد بن عبدالله، أَسْمِرْهُ على جانب السفينة الأيمن.ثم ضرب بيده على مسمار ثانٍ فأشرق وأنار!فقال نوح وما هذا المسمار؟فقال: هذا مسمار أخيه وابن عمه سيّد الأوصياء علي بن أبي طالب فأَسْمِرْهُ على جانب السفينة الأيسر في أوّلها.ثم ضرب بيده إلى مسمار ثالث فزهر وأشرق وأنار!فقال جبرئيل: هذا مسمار فاطمة فأسمره إلى جانب مسمار أبيها.ثم ضرب بيده إلى مسمار رابع فزهر وأنار!فقال جبرئيل: هذا مسمار الحسن فأسمره إلى جانب مسمار أبيه.ثم ضرب إلى مسمار خامس فزهر وأنار وأظهر النداوةفقال جبرئيل: هذا مسمار الحسين فأسمره إلى جانب مسمار أبيه.فقال :نوح: يا جبرئيل، ماهذه النداوة؟فقال: هذا الدم.فذكر قصة الحسين (ع) وما تعمل الأمة به، فلعن الله قاتله وظالمه و خاذله»[5].النبي موسى (ع)روى الشيخ الصدوق (ره) بإسناد إلى الإمام الرضا (ع) قال: قال رسول الله (ص): «إنَّ موسى بن عمران سأل ربه عزّ وجلّ فقال: يا ربّ، إن أخي هارون مات فاغفر له. فأوحى الله تعالى إليه: يا موسى، لو سألتني في الأولين والآخرين لأجبتك ما خلا قاتل الحسين بن علي بن أبي طالب، فإني أنتقم له من قاتله»[6].النبي إسماعيل (ع)روى الشيخ الصدوق (ره) في علل الشرائع بسند إلى الإمام الصادق (ص) أنه قال: «إنّ إسماعيل الذي قال الله عزّ وجلّ في كتابه: واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً، لم يكن إسماعيل بن إبراهيم، بل كان نبياً من الأنبياء بعثه الله عزّ وجلّ إلى قومه فأخذوه فسلخوا فروة رأسه ووجهه، فأتاه ملك فقال:إن الله جل جلاله بعثني إليك فرني بما شئت. فقال: لي أسوة بما يُصنع بالحسين (ع)»[7].وروى ابن قولویه (ره) بسندٍ عن برير بن معاوية العجلي: «قال: قلت لأبي عبد الله (ع): يا ابن رسول الله، أخبرني عن إسماعيل الذي ذكره الله في في كتابه حيث يقول: «وَاذْكُرْ فِي الكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الوَعْدِ وَكَانَ رَسُولَاً نَّبِيًّا»[8]، أكان إسماعيل بن إبراهيم (ع)؟ فإن الناس يزعمون أنه إسماعيل بن إبراهيم!فقال (ع) : إن إسماعيل مات قبل إبراهيم، وإنَّ إبراهيم كان حجة لله قائماً، صاحب شريعة، فإلى من أُرسل إسماعيل إذن؟قلت: فمن كان جعلت فداك؟قال (ع): ذاك إسماعيل بن حزقيل النبي، بعثه الله إلى قومه فكذبوه وقتلوه وسلخوا وجهه، فغضب الله له عليهم، فوجه إليه سطاطائيل ملك العذاب، فقال له: يا إسماعيل أنا سطاطائيل ملك العذاب، وجهني إليك ربّ العزّة لأعذب قومك بأنواع العذاب إن شئت. فقال له إسماعيل: لاحاجة لي في ذلك فأوحى الله إليه فما حاجتك يا إسماعيل؟فقال: يا ربّ إنك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية، ولمحمّد بالنبوة ولأوصيائه بالولاية، وأخبرت خير خلقك بما تفعل أمته بالحسين بن علي (ع) من بعد نبيها، وإنك وعدت الحسين (ع) أن تكره إلى الدنيا حتى ينتقم بنفسه ممن فعل ذلك به، فحاجتي إليك يا ربّ أن تكرّني إلى الدنيا حتى أنتقم ممن فعل ذلك بي، كما تكر الحسين (ع)، فوعد الله إسماعيل بن حزقيل ذلك فهو يكر مع الحسين (ع)»[9].النبي عيسى (ع)روى الشيخ الصدوق (ره) بسند إلى يحيى بن يمان، عن إمام لبني سليم، عن أشياخ لهم قالوا: «غزونا بلاد الروم فدخلنا كنيسة من كنائسهم فوجدنا فيها مكتوباً:أيرجو معشر قتلوا حسيناً ** شفاعة جدّه يوم الحسابقالوا: فسألنا: منذ كم هذا في كنيستكم؟فقالوا: قبل أن يُبعث نبيكم بثلاثمائة عام!»[10].وقال الشيخ ابن نما (ره) وحدّث عبدالرحمن بن مسلم، عن أبيه أنه قال: غزونا بلاد الروم فأتينا كنيسة من كنائسهم قريبة من قسطنطينية وعليها شيء مكتوب، فسألنا أناساً من أهل الشام يقرأون بالرومية، فإذا هو مكتوب هذا البيت [الشعر].وذكر أبو عمرو الزاهد في كتاب الياقوت قال: قال عبدالله بن الصفار صاحب أبي حمزة الصوفي: غزونا غزاة وسبينا سبياً، وكان فيهم شيخ من عقلاء النصارى، فأكرمناه وأحسنًا إليه، فقال لنا: أخبرني أبي، عن آبائه أنهم حضروا في بلاد الروم حضراً قبل أن يُبعث النبي العربي بثلاثمائة سنة، فأصابوا حجراً عليه مكتوب بالمسند هذا البيت من الشعر:أترجو عصبة قتلت حسيناً ** شفاعة جده يوم الحسابوالمسند كلام أولاد شيث»[11].النبي محمّد (ص)كان رسول الله (ص) كلما ذكر ما يجري على الإمام الحسين (ع) من المصائب الفادحة حزن واغتم وبكى وأبكى من حوله، منذ أن بشرته الملائكة بالحسين (ع)، ثم منذ اليوم الأوّل من حياة الإمام الحسين (ع) إلى آخر أيامه (ص) والمأثور المروي في هذا الصدد كثير متنوع انتقينا منه نماذج على سبيل المثال تبركاً، وهي:الحديث الأولروی ابن قولويه (ره) بسندٍ عن الإمام أبي عبد الله الصادق (ع) أنه قال: «أتى جبرئيل رسول الله (ص) فقال له: السلام عليك يا محمد، ألا أُبشرك بغلام تقتله أمتك من بعدك؟فقال: لاحاجة لي فيه.قال: فانتهض إلى السماء، ثم عاد إليه الثانية فقال له مثل ذلك.فقال: لا حاجة لي فيه.فا نعرج إلى السماء، ثم انقض إليه الثالثة فقال له مثل ذلك.فقال: لاحاجة لي فيه.فقال: إن ربك جاعل الوصيّة في عقبه.فقال: نعم.ثم قام رسول الله (ص) فدخل على فاطمة فقال لها: إن جبرئيل أتاني فبشرني بغلام تقتله أمتي من بعدي!فقالت: لا حاجة لي فيه.فقال لها: إن ربي جاعل الوصيّة في عقبه.فقالت: نعم إذن.قال فأنزل الله تعالى عند ذلك هذه الآية: «حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا»[12]، لموضع إعلام جبرئيل إيّاها بقتله، فحملته كرهاً بأنه مقتول، «وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا» لأنه مقتول»[13].الحديث الثانيروى ابن قولويه (ره) أيضاً بسندٍ عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: «لما حملت فاطمة بالحسين (ع) جاء جبرئيل إلى رسول الله فقال: إنّ فاطمة ستلد ولداً تقتله أمتك من بعدك. فلما حملت فاطمة الحسين كرهت حمله، وحين وضعته كرهت وضعه.ثم قال أبو عبد الله (ع): هل رأيتم في الدنيا أُمّاً تلد غُلاماً فتكرهه!؟ ولكنها كرهته لأنها علمت أنه سيقتل.قال: وفيه نزلت هذه الآية: «وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا»[14]،[15] .الحديث الثالثأخرج الشيخ الطوسي (ره) بسند عن الإمام علي بن الحسين (ع) قال: حدثتني أسماء بنت عميس الخثعمية قالت: قبلت جدتك فاطمة بنت رسول الله (ص) بالحسن والحسين (ع).قالت: فلما ولدت الحسن (ع) جاء النبي (ص) فقال : يا أسماء هاتي ابني. قالت: فدفعته إليه في خرقة صفراء، فرمى بها وقال: ألم أعهد إليكن ألا تلقوا المولود في خرقة صفراء!؟ودعا بخرقة بيضاء فلقه فيها، ثم أذن في أذنه اليمنى، وأقام في أذنه اليسرى، وقــال لعلي (ع): بم سميت إبنك هذا؟ قال: ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله. قال: وأنا ما كنت لأسبق ربي عزّ وجلّ.قال فهبط جبرئيل فقال: إنّ الله عزّ وجلّ يقرأ عليك السلام ويقول لك: يا محمد، علي منك بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدك، فسم إبنك باسم ابن هارون. قال النبي (ص): يا جبرئيل، وما اسم ابن هارون؟ قال: جبرئيل: شُبّر. قال: وما شبر؟ قال: الحسن.قالت أسماء: فسماه الحسن.قالت أسماء: فلما ولدت فاطمة الحسين (ع) نفستها به، فجاءني النبي (ص) قال: هلمي إبني يا أسماء. فدفعته إليه في خرقة بيضاء، ففعل به كما فعل بالحسن (ع)، قالت: وبكى رسول الله (ص) ثم قال : إنه سيكون لك حديث! اللهم العن قاتله، لا تعلمي فاطمة بذلك.قالت: فلما كان يومه سابعه جاءني النبي (ع) فقال: هلمي إبني.فأتيته به، ففعل به كما فعل بالحسن (ع)، وعق عنه كما عق عن الحسن كبشاً أملح، وأعطى القابلة رجلاً، وحلق رأسه، وتصدّق بوزن الشعر ورقاً[16]، وخلق رأسه بالخلوق[17]، وقال: إنّ الدّم من فعل الجاهلية. قالت ثمّ وضعه في حجره، ثم قال: يا أباعبدالله، عزيز على! ثم بكى.فقلت: بأبي أنت وأمي فعلت في هذا اليوم وفي اليوم الأول، فما هو؟ فقال: أبكي على إبني هذا، تقتله فئة باغية كافرة من بني أمية، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامه. يقتله رجل يثلم الدين ويكفر بالله العظيم.ثم قال: اللهم إني أسألك فيهما ما سألك إبراهيم في ذريته، أللهم أحبهما، وأحبَّ من يُحبّهما، والعن من يبغضهما ملء السماء والأرض..[18].الحديث الرابعروى فرات الكوفي (ره) عن جعفر بن محمد الفزاري معنعناً، عن الإمام الصادق (ع) قال: «كان الحسين مع أمه تحمله، فأخذه النبي (ص) وقال: لعن الله قاتلك، ولعن الله سالبك، وأهلك الله المتوازرين عليك، وحكم الله بيني وبين من أعان عليك.قالت فاطمة الزهراء: يا أبت أي شيء تقول؟قال: يا بنتاه، ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدك من الأذى والظلم والغدر والبغي، وهو يومئذٍ في عصبة كأنهم نجوم السماء يتهادون إلى القتل وكأني أنظر إلى معسكرهم، وإلى موضع رحالهم وتربتهم!قالت: يا أبه! وأين هذا الموضع الذي تصف؟قال: موضع يقال له كربلاء، وهي دار كرب وبلاء علينا وعلى الأمة (الأئمة) يخرج عليهم شرار أمتي، لو أن أحدهم شفع له من في السموات والأرضين ما شفعوا فيه، وهم المخلدون في النار!قالت: يا أبه! فيُقتل!؟قال: نعم يا بنتاه! وما قتل قتلته أحدٌ كان قبله ويبكيه السموات والأرضون والملائكة، والوحش، والنباتات والبحار والجبال، ولو يؤذن لها ما بقي على الأرض الغيث.فقالت فاطمة الزهراء (س): يا أبه! إنا لله! وبكت.فقال لها: يا بنتاه! إن أفضل أهل الجنان هم الشهداء في الدنيا، بذلوا أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقاً، فما عند الله خير من الدنيا وما فيها، قتلة أهون من ميتة، ومن كُتب عليه القتل خرج إلى مضجعه، ومن لم يُقتل فسوف يموت.يا فاطمة بنت محمد! أما تحبّين أن تأمرين غداً بأمر فتطاعين في هذا الخلق عند الحساب؟ أما ترضين أن يكون إبنك من حملة العرش؟ أما ترضين أن يكون أبوك يأتونه يسألونه الشفاعة؟أما ترضين أن يكون بعلك يذود الخلق يوم العطش عن الحوض فيسقي منه أولياءه ويذود عنه أعداءه؟ أما ترضين أن يكون بعلك قسيم النار! يأمر النار فتطيعه! يُخرج منها من يشاء ويترك من يشاء!أما ترضين أن تنظرين إلى الملائكة على أرجاء السماء ينظرون إليك وإلى ما تأمرين به وينظرون إلى بعلك قد حضر الخلائق وهو يخاصمهم عند الله، فما ترين الله صانع بقاتل ولدك وقاتليك وقاتل بعلك إذا أفلجت حجته على الخلائق وأُمرت النار أن تطيعه؟أما ترضين أن يكون الملائكة تبكي لابنك، ويأسف عليه كلّ شيء؟ أما ترضين أن يكون من أتاه زائراً في ضمان الله، ويكون من أتاه بمنزلة من حج إلى بيت الله واعتمر، ولم يخل من الرحمة طرفة عين، وإذا مات مات شهيداً، وإن بقي لم تزل الحفظة تدعوا له ما بقي، ولم يزل في حفظ الله وأمنه حتى يفارق الدنيا؟قالت: يا أبه، سلّمتُ، ورضيتُ، وتوكلت على الله.فمسح على قلبها ومسح عينيها، وقال: إني وبعلك وأنت وإبنيك في مكان تقر عيناك ويفرح قلبك»[19].الحديث الخامسروى الشيخ ابن نما (ره) قائلاً: «وعن عبدالله بن يحيى قال: دخلنا مع علي (ع) إلى صفين، فلما حاذى نينوى نادى صبراً أبا عبدالله، فقال: دخلت على رسول الله (ص) وعيناه تفيضان!فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما لعينيك تفيضان؟ أغضبك أحد؟قال: لا، بل كان عندي جبرئيل فأخبرني أنّ الحسين يقتل بشاطيء الفرات، فقال: هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت: نعم. فمد يده فأخذ قبضة من تراب وأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا، وإسم الأرض كربلاء.فلما أتت عليه سنتان خرج النبي (ص) إلى سفر فوقف في بعض الطريق واسترجع ودمعت عيناه فسئل عن ذلك.فقال: هذا جبرئيل يخبرني عن أرض بشط الفرات يُقال لها كربلاء يُقتل فيها ولدي الحسين.فقيل: ومن يقتله!؟قال: رجل يقال له يزيد، كأني أنظر إليه وإلى مصرعه ومدفنه بها، وكأني أنظر على أقتاب المطايا وقد أُهدي رأس ولدي الحسين إلى يزيد لعنه الله، فوالله ما ينظر أحد إلى رأس الحسين ويفرح إلا خالف الله بين قلبه ولسانه، وعذبه الله عذاباً أليما.ثم رجع النبي من سفره مغموماً مهموماً كثيباً حزيناً، فصعد المنبر وأصعد معه الحسن والحسين، وخطب ووعظ الناس، فلما فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسن ويده اليسرى على رأس الحسين، ورفع رأسه إلى السماء وقال:اللهم إن محمداً عبدك ورسولك ونبيك، وهذان أطائب عترتي وخيار ذريتي وأرومتي، ومن أخلفهما في أمتي، وقد أخبرني جبرئيل أنّ ولدي هذا مقتول بالسم، والآخر شهيد مضرج بالدم، اللهم فبارك له في قتله، واجعله من سادات الشهداء، اللهم ولاتبارك في قاتله وخاذله، وأصلِهِ حرَّ نارك واحشره في أسفل درك الجحيم.قال فضح الناس بالبكاء والعويل.فقال النبي (ص): أتبكون ولا تنصرونه!؟ اللهم فكن أنت له ولياً وناصراً.ثم قال: ياقوم، إنّي مخلّف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وأرومتي ومزاج مائي وثمرة فؤادي، ومهجتي، لن يفترقا حتى يردا على الحوض، ألا وإنّي لا أسألكم في ذلك إلا ما أمرني ربي أن أسألكم عنه، أسألكم عن المودة في القربى، واحذروا أن تلقوني غداً على الحوض وقد أذيتم عترتي وقتلتم أهل بيتي وظلمتموهم.ألا إنه سيرد عليّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمة:الأولى: راية سوداء مظلمة قد فزعت منها الملائكة، فتقف علي فأقول لهم: من أنتم؟ فينسون ذكري! ويقولون: نحن أهل التوحيد من العرب. فأقول لهم: أنا أحمد نبي العــرب والعجم. فيقولون: نحن من أمتك. فأقول : كيف خلفتموني من بعدي في أهل بيتي وعترتي وكتاب ربي؟ فيقولون: أما الكتاب فضيّعناه وأمّا العترة فحرصنا أن نبيدهم عن جديد الأرض. فلما أسمع ذلك منهم أعرض عنهم وجهي، فيصدرون عطاشاً مسوّدة وجوههم.ثم ترد عليّ راية أخرى أشدّ سواداً من الأولى، فأقول لهم: كيف خلفتموني من بعدي في الثقلين كتاب الله وعترتي؟فيقولون: أما الأكبر فخالفناه وأمّا الأصغر فمزقناهم كل ممزق! فأقول: إليكم عني. فيصدرون عطاشاً مسوّدة وجوههم.ثم ترد عليّ راية تلمع وجوههم نوراً فأقول لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى من أمة محمّد المصطف، ونحن بقيّة أهل الحق، حملنا كتاب ربنا، وحللنا حلاله وحرّمنا حرامه وأحببنا ذريّة نبينا محمد، ونصر ناهم من كلّ ما نصرنا به أنفسنا، وقاتلنا معهم من ناواهم. فأقول لهم: أبشروا، فأنا نبيّكم محمّد، ولقد كنتم في الدنيا كما قلتم، ثم أسقيهم من حوضي فيصدرون مرويين مستبشرين، ثم يدخلون الجنة خالدين فيها أبد الآبدين»[20].الاستنتاجأن أنبياء الله وأوصيائه (ع) كلهم بكوا وتأثروا لما سمعوا بمصيبة الإمام الحسين (ع) لأنها مصيبة عظيمة وفاجعة كبرى، فقد بكاه النبي آدم، والنبي إبراهيم، والنبي نوح، والنبي موسى، والنبي إسماعيل، والنبي عيسى (ع)، ونبينا النبي محمّد (ص)، وقد وردت روايات كثيرة في بكائه (ص)، نُقلت هنا خمس روايات في هذا المضمار.الهوامش[1] البقرة، 37.[2] المجلسي، بحار الأنوار، ج44، ص245، باب ٣٠، حدیث ٤٤.[3] الصافّات، 107.[4] الصدوق، عيون أخبار الرضا (ع)، ج1، ص209، باب ۱۷، حديث 1.[5] المجلسي، بحار الأنوار، ج44 ص230، باب ۳۰، حدیث ۱۲.[6] الصدوق، عيون أخبار الرضا (ع)، ج2، ص47، باب ۳۱، حدیث ۱۷۹.[7] الصدوق، علل الشرائع، ص٧٧ ، باب ٦٧، حدیث ۲.[8] مريم، 54.[9] ابن قولويه، كامل الزيارات، ٦٣، باب ۱۹، حدیث ٣.[10] الصدوق، الأمالي، ص۱۱۳، المجلس ٢٧، حديث ٦.[11] ابن نما، مثير الأحزان، ص٩٦.[12] الأحقاف، 15.[13] ابن قولويه، كامل الزيارات، ص٥٤، باب ١٦، حديث ٣.[14] الأحقاف، ١٥.[15] ابن قولويه، كامل الزيارات: ٥٤، باب ١٦، حديث رقم ٢.[16] الورق: الفضة.[17] الخَلُوق ضرب من الطيب، أعظم أجزائه الزعفران.[18] الطوسي، الأمالي، ص٣٦٧، المجلس ۱۳، حدیث ۳۲.[19] فرات الكوفي، التفسير، ص٥٥.[20] ابن نما، مثير الأحزان، ص۱۸.مصادر البحث1ـ ابن قولويه، جعفر، كامل الزيارات، تحقيق جواد القيومي، مؤسّسة نشر الفقاهة، الطبعة الأولى، 1417 ه.2ـ ابن نما الحلّي، محمّد، مثير الأحزان، النجف، منشورات المكتبة الحيدرية، طبعة 1369 ه.3ـ الصدوق، محمّد، الأمالي، قم، تحقيق ونشر مؤسّسة البعثة، الطبعة الأولى، 1417 هـ.4ـ الصدوق، محمّد، علل الشرائع، النجف، منشورات المكتبة الحيدرية، طبعة 1385 ه.5ـ الصدوق، محمّد، عيون أخبار الرضا (ع)، تصحيح وتعليق حسين الأعلمي، بيروت، مؤسّسة الأعلمي، طبعة 1404 هـ.6ـ الطوسي، محمّد، الأمالي، قم، دار الثقافة، الطبعة الأولى، 1414 هـ.7ـ فرات الكوفي، فرات، التفسير، تحقيق محمّد الكاظم، طهران، وزارة الثقافة والارشاد الإسلامي، الطبعة الأولى، 1410 ه.8ـ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية، 1403 هـ.
مواضيع مماثلة
» نبذة عن حياة الصحابي الجليل الحر بن يزيد الرياحي رضي الله عنه
» سفراء الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
» دعاء الصباح للإمام علي عليه السلام /بصوت المرجع الديني الشيخ فاضل المالكي
» كيف أعرف أني مصاب بالسكر
» تراث الشيخ وطن النجفي - رقم ١ - من تروح بهالرايه چم روح تروح وياك + ياللي رحت (فرقد البديري)
» سفراء الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
» دعاء الصباح للإمام علي عليه السلام /بصوت المرجع الديني الشيخ فاضل المالكي
» كيف أعرف أني مصاب بالسكر
» تراث الشيخ وطن النجفي - رقم ١ - من تروح بهالرايه چم روح تروح وياك + ياللي رحت (فرقد البديري)
الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري :: 101-منتدى ثورة الحسين عليه السلام ضد الظلم والطغيان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:58 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم عبد الهادي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:53 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ شوقي البديري والاخ حمود كريم الركابي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:51 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الاستاذ المخرج عزيز خيون البديري وعمامه البدير
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:48 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ صباح العوفي مع الشيخ عبد الامير التعيبان
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:45 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم محمد البريج
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» جواد البولاني
الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:13 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» المرحوم السيد هاشم محمد طاهر العوادي
الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:03 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» رموز البدير
الجمعة سبتمبر 20, 2024 8:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري