بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
حول
مرحبا بكم فى منتدى الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري
قبيلة البدير من القبائل الزبيديه
ثورة المختار
الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري :: 101-منتدى ثورة الحسين عليه السلام ضد الظلم والطغيان
صفحة 1 من اصل 1
ثورة المختار
كان المختار الثقفي في سجن ابن زياد أيام واقعة كربلاء؛ ولذلك لم يتمكن من نصرة الإمام الحسينعليه السلام، ولما خرج من السجن عزم على أخذ الثأر من قتلة الإمام الحسين(ع) فالتحق بعبد الله بن الزبير في الحجاز الذي كان يخوض حربا ضد يزيد، ثم ما لبث أن رجع إلى الكوفة وقام بثورته للأخذ بالثأر،[٣] وقال بعض المؤرخين: فأقسم - المختار الثقفي - ليأخذن بثأر الحسينعليه السلام وليقتلن بقتله عدة من قُتل على دم يحيى بن زكرياعليهما السلام.[٤]
مقدمات الثورة
انتقل المختار قبل القيام بالثورة إلى عدة أماكن، ودارت معه أحداث كثيرة، ومنها:
لقاء المختار بعبد الله بن الزبير
المقالة الرئيسة: عبد الله بن الزبير
بعد أن خرج المختار الثقفي من سجن ابن زياد ذهب إلى الحجاز، وقدم على عبد الله بن الزبير، ولم يتوافقا فلم يبايعه ولحق بالطائف وبقي فيها سنة، ثم أقبل المختار ودخل المسجد الحرام وابن الزبير فيه، فقال: اذكر غائبا تره، فطاف المختار بالبيت وصلى عند الحجر ركعتين، ثم جلس واجتمع إليه قوم يسلّمون عليه، واستبطأه ابن الزبير ولم يذهب إليه، فلما كان الليل أتى عباس بن سهل بن سعد الساعدي للمختار ودخلا على ابن الزبير، فسلّم عليه ابن الزبير وصافحه، فابتدأ المختار القول فقال: إنه لا خير في الإكثار من المنطق، ولا حظّ فِي التقصير عن الحاجة، وقد جئتك لأبايعك على أَن لا تقضي أمرًا دوني، وعلى أَن أكون أول من تأذن له، وإذا ظهرت استعنت بي على أفضل عملك؟ فقال ابن الزبير: أُبايعك على كتاب الله وسنة نبيه، فقال المختار: لو أتاك شر غلماني لبايعته هذه المبايعة العامة، والله لا أبايعك إلا على هذه الخصال، فبسط ابن الزبير يده فبايعه، مكث المختار معه حتى انصراف جيش حصين بن نمير السكوني بعد أن قاتلهم، ولما رأى أنَّ ابن الزبير لا يفي بشئ من شروط البيعة خرج إلى الكوفة.[٥]
لقاؤه بابن الحنفية
المقالة الرئيسة: محمد بن الحنفية
لما أراد المختار الخروج من الحجاز إلى الكوفة ذهب إلى محمد بن الحنفية وطلب منه الإذن من أجل الثأر لدم الإمام الحسينعليه السلام وقتل قتلته، فلم يأمره ولم ينهه، فقال: إنَّ سكوته عني إذن لي وودّعه، فقال له ابن الحنفية: عليك بتقوى اللَّه ما استطعت.[٦]
رجوعه للكوفة
المقالة الرئيسة: الكوفة
بقي المختار الثقفي مع ابن الزبير بعد موت يزيد بن معاوية خمسة أشهر، وأخذ يسأل من يأتي من أهل الكوفة عن حال الناس هناك، فأخبره هانئ بن جُبّة الوداعي بطاعة أهل الكوفة لابن الزبير إلا أنَّ طائفة من الناس لو كان لهم من يجمعهم على رأيهم أكل بهم الأرض إلى يوم (يعني الشيعة)، فقال المختار: أنا أبو إسحاق، أنا والله لهم أن أجمعهم على الحق، وألقي بهم ركبان الباطل، وأهلك بهم كل جبار عنيد، ثم ركب راحلته نحو الكوفة فوصل إلى نهر الحيرة يوم الجمعة فاغتسل ولبس ثيابه، ثم ركب فمر بمسجد السكون وجبانة كندة لا يمر على مجلس إلا سلّم على أهله، وقال: أبشروا بالنصرة والفلج أتاكم ما تُحبون، فاجتمع معه الكثير من الشيعة.[٧]
مع ثورة التوابين
المقالات الرئيسة: ثورة التوابين و معركة عين الوردة
لما رجع المختار الثقفي إلى الكوفة واجتمع حوله الشيعة بيّن لهم أنه أمير محمد بن الحنفية عليهم، وقد أمره بقتل المحلين والطلب بدماء أهل بيته الطيبين، وكان بعض الشيعة مجتمعين حول سليمان بن صرد الخزاعي، فقال لهم المختار: أنَّ سليمان يُريد أن يقتلكم ونفسه، فإنَّه لا علم له بالحروب وسياسة الأمور، فمال للمختار الكثير من الشيعة.[٨]
بقايا التوابين
المقالة الرئيسة: التوابون
بعد انتهاء معركة التوابين مع المروانيين ورجوع من بقي منهم إلى الكوفة أرسل المختار الثقفي وهو في سجن الزبيريين إلى من بقي منهم كتابا عزّاهم فيه على من استشهد من التوابين، وبشّرهم بأنه سيخرج وسيكمل مسيرة التوابين بأخذ الثأر لدم الإمام الحسينعليه السلام وأرسل هذا الكتاب مع سيحان بن عمرو إلى رفاعة بن شداد، والمثنى بن محربة العبدي، وسعد بن حذيفة بن اليمان، ويزيد بن أنس، وأحمر بن شميط الأحمسي، وعبد الله بن شداد البجلي، وعبد الله بن كامل الشاكري، فقرأ عليهم الكتاب، فسُروا بكتابه، وبعثوا إليه ابن كامل، وقالوا: قل له: إن شئت أن نأتيك حتى نخرجك من السجن فعلنا، فمنعهم من ذلك وأخبرهم أنه سيخرج من السجن قريبا.[٩]
عهده لحاكم الكوفة
عندما كان المختار في سجن ابن الزبير أرسل رسالة إلى زوج أخته عبد الله بن عمر طلب منه أن يتوسط له عند والي الكوفة الزبيري في إخراجه من السجن لأنَّه سُجن ظلما، فكتب ابن عمر إلى عبد الله بن يزيد وإبراهيم بن محمد بن طلحة وبيّن لهما علاقته بالمختار وأقسم عليهما بالمودة التي بينهم أن يخليا سبيله، فلمّا قرأ الكتاب، طلبا من المختار كفلاء فأتاه جماعة من أشراف الكوفة، فاختارا منهم عشرة ضمنوه، وحلّفاه أن لا يخرج عليهما، فإن هو خرج فعليه ألف بدنة ينحرها لدى رتاج[١٠] الكعبة، ومماليكه كلّهم أحرار.
ولما خرج من السجن قال: قاتلهم اللّه ما أجهلهم وأحمقهم حيث يرون أنّي أفي لهم بأيمانهم هذه، أمّا حلفي باللّه فإنّه ينبغي إذا حلفت يمينا ورأيت ما هو أولى منها أن أتركها وأعمل الأولى واكفّر عن يميني، وخروجي خير من كفّي عنهم، وأمّا هدي ألف بدنة فهو أهون عليّ من بصقة، وما يهوّلني ثمن ألف بدنة، وأمّا عتق مماليكي فو اللّه لوددت أنّه استتبّ لي أمري من أخذ الثّأر، ثمّ لم أملك مملوكا أبدا.[١١]
المختار والثورة
لقد مرَّ المختار أثناء قيامه بالثورة بالكثير من الأحداث، ومنها:
تحشيد القوی
لقد قام مجموعة من أصحاب المختار من أمثال: سائب بن مالك الأشعري، ورفاعة بن شداد، ويزيد بن أنس، وأحمر بن شميط الأحمسي، وعبد الله بن شداد البجلي، بجمع الشيعة لنصرته وأخذ البيعة منهم من أجل القيام بالثورة لأخذ الثأر لدم الإمام الحسينعليه السلام.[١٢]
نيابته عن ابن الحنفية
ذكر المؤرخون أنَّ المختار عندما رجع إلى الكوفة قال لهم: إنَّ محمد بن الحنفية بعثني إليكم أمينا ووزيرا، وأمرني بقتال الملحدين، والطلب بدم أهل بيته، فبايعوه.[١٣]
الشك في نيابته
بعد ان أعلن المختار أن مبعوث من محمد بن الحنفية جاء عبد الرحمن بن شريح إلى وجوه الشيعة فقال لهم: إِن المختار يريد الخروج بنا ولا ندري لعل محمد بن علي لم يوجهه إلينا، فانهضوا بنا إِليه لنخبره خبره فإن رخص لنا في اتباعه اتبعناه، وإن نهانا عنه اجتنبناه فما ينبغي أن يكون شيء آثر عندنا من أدياننا.[١٤]
لقاء أهل الكوفة بابن الحنفية
خرج كلٌ من عبد الرحمن بن شريح الشبامي، والأسود بن جراد الكندي، وسعر بن أبي سعر الحنفي في عدة معهم إلى ابن الحنفية، فلما لقوه وسألوه عن إدعاء المختار في أنه مبعوثٌ منه للأخذ بالثأر لدم الإمام الحسينعليه السلام ، فقال ابن الحنفية: إِنَّ الفضل بيد اللَّه يؤتيه من يشاء، فالحمد للَّه على ما آتانا وأعطانا، وأما المصيبة بحسين فقد خصت أهله، وعمّت المسلمين، وما دعاكم المختار إليه، فو الله لوددت أَن اللَّه انتصر لنا بمن شاء من خلقه، فقالوا: هذا إذن منه، ورخصة.[١٥]
وقد ورد في بعض الروايات أنَّ محمد بن الحنفية لما سأله القوم عن دعوى المختار قال لهم: قوموا بنا إلى إمامي وإمامكم علي بن الحسينعليه السلام فلما دخل ودخلوا عليه أخبر خبرهم الذي جاءوا لأجله، قال(ع): يا عم لو أنَّ عبدا زنجيا تعصب لنا أهل البيت لوجب على الناس موازرته، وقد وليتك هذا الأمر فاصنع ما شئت فخرجوا وقد سمعوا كلامه، وهم يقولون أذن لنا زين العابدين(ع) ومحمد بن الحنفية.[١٦]
وقد ذهب بعض علماء الشيعة كالسيد الخوئي، إلى أنَّ ثورة المختار الثقفي كانت بإذن من الإمام السجادعليه السلام.[١٧]
اتفاقه مع إبراهيم بن مالك الأشتر
المقالة الرئيسة: إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي
ذهب المختار الثقفي إلى إبراهيم بن مالك من أجل دعوته للثورة للأخذ بثأر الإمام الحسينعليه السلام وأهل بيته وأصحابه الذين استشهدوا في كربلاء ممن قتلهم، وسلّمه كتاب محمد بن الحنفية الذي يدعوه فيه للثورة مع المختار،[١٨] ولكن إبراهيم استراب أول الأمر من هذا الكتاب بسبب إختلافه في الأسلوب التعبيري عن كتب سابقة جاءته من ابن الحنفية،[١٩] ولكن شهد أشخاص مثل يزيد بن أنس الأسدي، وأحمر بن شميط البجلي، وعبد الله بن كامل الشاكري على صحة هذا الكتاب من ابن الحنفية، فاستجاب إبراهيم لهذه الدعوة وبايع المختار الثقفي.[٢٠]
تاريخ بداية الثورة
اتفق المختار الثقفي مع أنصاره على أن تكون بداية الثورة في النصف من ربيع الأول 66 هــ، ولكن لاستكمال بعض الاستعدادات تقرر النهوض في يوم الخميس بعد النصف من شهر ربيع الأول،[٢١] وكان أنصار المختار يترددون عليه مما أثار حفيظة أمير الكوفة الزبيري عبد الله بن مطيع.[٢٢]
طلب عبد الله بن مطيع من رئيس شرطته إياس بن مضارب أن ينشر الجواسيس ليستطلع حال المختار وأصحابه، وفي يوم الأربعاء - أي قبل يوم من موعد الثورة - اعترض إياس بن مضارب وجماعة معه إبراهيم بن مالك ومن معه حيث كان في طريقه لبيت المختار، فقتل إبراهيمُ إياسَ، فبدأت الثورة بذلك ودارت حرب بين إبراهيم بن مالك الأشتر والمختار الثقفي وأنصارهما في الكوفة من جهة وبين عبد الله بن مطيع وراشد بن إياس من جهة أخرى، قُتِلَ فيها راشد وتراجع ابن مطيع إلى القصر، فحاصره إبراهيم بن مالك الأشتر فيه، وبعد أيام فرّ ابن مطيع.[٢٣]
شعار الثورة
بعد أن أخبر إبراهيمُ بن مالك المختارَ بقتله إياس بن مضارب، فقال المختار: بشّرك اللَّه بخير فهذا أول الفتح، ثم لبس المختار سلاحه وأمر فنودي: (يا مَنْصُور أمت)،[٢٤] وهو شعار النبيصلی الله عليه وآله وسلم في معركة بدر،[٢٥] وفي غزوة بني المصطلق،[٢٦] وقد رُفع هذا الشعار في الكثير من الثورات الشيعية التي قامت فيما بعد كثورة زيد الشهيد وغيرها من الثورات،[٢٧] ونقلت روايات أخرى أنَّ المختار أمر بعض أصحابه برفع شعار (يا لثارات الحسين) كشعار لبداية الثورة.[٢٨]
الانتقام من قتلة الحسين(ع)
قام المختار الثقفي بتتبع كل من شارك في واقعة الطف وقتلة الإمام الحسينعليه السلام وأهل بيته وأصحابه في كربلاء، وقتلهم، ومنهم:[٢٩]
اسم المجرم الجريمة نوع العقوبة
عبيد الله بن زياد والي الكوفة من قبل يزيد قتله إبراهيم بن مالك الأشتر في معركة خازر
عمر بن سعد قائد جيش الكوفة في واقعة الطف قتله بالسيف وقطع رأسه
حفص بن عمر بن سعد مساعدته لأبيه في واقعة الطف قطع رأسه
شمر بن ذي الجوشن قائد المشاة وقاتل الحسين(ع) وجرائم أخرى قتله وقطع رأسه
سنان بن أنس النخعي قاطع رأس الإمام الحسين(ع) وجرائم أخرى قطع يديه ورجليه ورميه في الزيت المغلي
خولي بن يزيد الأصبحي حامل رأس الإمام الحسين(ع) وجرائم أخرى رميه في النار
بجدل بن سليم الكلبي قاطع أصبع الإمام الحسين(ع) قطع أصابعه ويديه ورجليه
حرملة بن كاهل الأسدي رمى سهاما على الحسين والعباس وعبد الله الرضيع(ع) وجرائم أخرى قطع يده رجله ورميه في النار
حكيم بن طفيل الطائي قاتل العباس بن علي(ع) إثبات يديه ورجليه بالمسامير ورميه بالسهام
مرة بن منقذ العبدي قاتل علي الأكبر(ع) قطع يده وإصابته بالشلل بعد هربه
زيد بن رقاد الجهني رامي عبد الله بن مسلم بن عقيل بسهم وجرائم أخرى رميه بالنبل والحجارة ثم أحراقه بالنار
عمرو بن صبيح الصيداوي قاتل عبد الله بن مسلم بن عقيل طعنه بالرمح مرات حتى مات
عبد الله بن أسيد الجهني شارك في القتال في واقعة كربلاء قطع رأسه
حمل بن مالك المحاربي شارك في القتال في واقعة كربلاء قطع رأسه
الرقاد بن مالك البجلي نهب أموال الإمام الحسين(ع) قطع رأسه أمام الناس
عمرو بن خالد البجلي نهب أموال الإمام الحسين(ع) قطع رأسه أمام الناس
عبد الرحمن بن البجلي نهب خيمة ولباس الإمام الحسين(ع) قطع رأسه أمام الناس
عبد الله بن قيس الخولاني مشاركته في الحرب ونهب أموال الإمام الحسين(ع) قطع رأسه أمام الناس
مالك بن النسر الكندي نهبه لعمامة الإمام الحسين(ع) قطع يديه وإحدى رجليه
عثمان بن خالد الجهني قاتل عبد الرحمن بن عقيل قطع رأسه وأحراقه
زياد بن مالك مشاركته في الحرب ونهب لباس الإمام الحسين(ع) قطع رأسه أمام الناس
عبد الرحمن بن أبي خشكارة البجلي مشاركته في الحرب ونهب لباس الإمام الحسين(ع) قطع رأسه أمام الناس
إسحاق بن حوية الحضرمي سحق جسد الإمام الحسين(ع) بالخيول شدّ يديه ورجليه ووطئ الخيل ظهره
رجاء بن منقذ العبدي سحق جسد الإمام الحسين(ع) بالخيول شدّ يديه ورجليه ووطئ الخيل ظهره
سالم بن خثيمة الجعفي سحق جسد الإمام الحسين(ع) بالخيول شدّ يديه ورجليه ووطئ الخيل ظهره
واحظ بن ناعم سحق جسد الإمام الحسين(ع) بالخيول شدّ يديه ورجليه ووطئ الخيل ظهره
صالح بن وهب الجعفي سحق جسد الإمام الحسين(ع) بالخيول شدّ يديه ورجليه ووطئ الخيل ظهره
هاني بن ثبيت الحضرمي سحق جسد الإمام الحسين(ع) بالخيول شدّ يديه ورجليه ووطئ الخيل ظهره
أسيد بن مالك سحق جسد الإمام الحسين(ع) بالخيول شدّ يديه ورجليه ووطئ الخيل ظهره
استجابة دعاء الإمام السجاد(ع)
روي عن المنهال بن عمرو أنه دخل على الإمام علي بن الحسين السجاد عندما ذهب للحج، فسأله عن حال حرملة بن كاهل الأسدي، فأخبره أنه لا زال حيا في الكوفة، فرفع الإمام السجادعليه السلام يديه، ثم قال: اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ الْحَدِيدِ اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ النَّارِ، وقد حقق الله هذا الدعاء على يد المختار الثقفي.[٣٠]
الحرب مع المروانيين
بعد انتصار ثورة المختار الثقفي في الكوفة واقتصاصه من أكثر قتلة الإمام الحسينعليه السلام ومن شارك في كربلاء، قرر الإقتصاص ممن أمر بقتل الإمام الحسين(ع)، فجهّز جيشا وكان تعداده تسعة الآف بقيادة إبراهيم بن مالك الأشتر وأمره بالتوجه إلى الشام للإقتصاص منهم.[٣١]
معركة الخازر وقتل ابن زياد
المقالات الرئيسة: معركة الخازر و عبيد الله بن زياد
أرسل المختار الثقفي يوم 6 أو 8 من شهر ذي الحجة سنة 66 هـ جيشا بقيادة إبراهيم بن مالك الأشتر إلى الشام، وخرج عبيد الله بن زياد بجيش كبير لمواجهة إبراهيم وجيشه وصارت المواجهة بين الجيشين في منطقة قرب الموصل.[٣٢]
بدأت الحرب في يوم 10 محرم سنة 67 هـ على شاطئ خازر قرب الزاب على مسافة 5 فراسخ من الموصل، انتصر فيها جيش إبراهيم وقتل عبيد بن زياد وعددا من قتلة الإمام الحسينعليه السلام، ومنهم الحُصين بن نُمير وشُرحبيل بن ذي كلاع،[٣٣] وقيل: أنَّ إبراهيم أحرق أجسادهم بعد قتلهم،[٣٤] بعد أن بعث برؤوسهم إلى المختار، فأرسلها فنُصبت بمكة.[٣٥]
جيش الخشبية
بعد انتصار ثورة المختار الثقفي في الكوفة وأخذه للثأر بدم الإمام الحسينعليه السلام ضاق ابن الزبير بابن الحنفية ذرعا فجمعه مع عبد الله بن عباس في سبعة عشر رجلا من بني هاشم وحصرهم في شعب بمكة يعرف بشعب عارم، وقال: لا تمضى الجمعة حتى تبايعوا أو أضرب أعناقكم، أو أحرقكم بالنار،[٣٦] وذهب بعض المؤرخين إلى أنَّ ابن الزبير جمعهم قرب بئر زمزم فوجه المختار الثقفي مجموعة من أصحابه الأشداء لإنقاذهم فوجه أبا عبد الله الجدلي في سبعين راكبا ومعه ظبيان بن عمير في أربعمائة راكبا، وأبا المعتمر في مائة، وهانئ بن قيس في مائة، وعمير بن طارق في أربعين، ويونس بن عمران في أربعين، وخرج أبو عمران حتى نزل ذات عرق، ولحقه ابن طارق وسار بهم حتى دخلوا المسجد الحرام، وهم ينادون: يا لثارات الحسين، حتى انتهوا إلى زمزم وقد أعد ابن الزبير الحطب ليحرقهم، وكان قد بقي من الأجل يومين، فطردوا الحرس وكسروا أعواد زمزم، ودخلوا على ابن الحنفية، فقالوا له: خل بيننا وبين عدو الله ابن الزبير، فقال لهم: إني لا أستحل القتال في حرم الله، ثم تتابع المدد فخرج ابن الحنفية في أربعة آلاف.[٣٧]
قال المؤرخون: إنَّ سبب تسميتهم بالخشبية؛ لأنَّهم دخلوا مكة وبأيديهم الخشب، كراهة شهر السيوف في الحرم، وقيل: لأنَّهم أخذوا الحطب الذي أعدَّه ابن الزبير.[٣٨]
الحرب مع الزبيريين
بعد تخليص المختار الثقفي لمحمد بن الحنفية من القتل بواسطة جيش الخشبية، وبعد فرار بعض قتلة الإمام الحسينعليه السلام كشبث بن ربعي ومحمد بن الأشعث بن قيس وإلتحاقهم بمصعب بن الزبير في البصرة أخذوا يُحرّضون مصعب على حرب المختار، فكتب مصعب إلى المهلب، وهو عامله على فارس: أن أقبل إلينا تشهد أمرنا، فإنا نريد المسير إلى الكوفة.[٣٩]
الحرب خارج الكوفة
أقبل المهلب بجموع كثيرة وأموال عظيمة، فدخل على مصعب، فأمر مصعب الناس بالمعسكر عند الجسر الأكبر، وبلغ المختار الخبر فخطب في أهل الكوفة وحثهم على القتال وأمرهم بالخروج مع أحمر بن شميط فخرج ابن شميط حتى ورد المدائن، وجاء مصعب فعسكر قريبا منه، فاقتتلوا، فقُتِلَ ابن شميط، وانهزم أصحابه.[٤٠]
بعد مقتل ابن شميط والذين معه خرج المختار الثقفي حتى نزل حروراء، وتزاحف الناس ودنا بعضهم من بعض واقتتلوا قتلا شديدا فانهزم جيش مصعب فاستعان بالمهلب ومن معه فقال له: ما تنتظر أن تحمل على من بإزائك! ألا ترى ما يلقى هذان الخمسان منذ اليوم! احمل بأصحابك، فامتنع المهلب عن الهجوم، فأرسل إليه مصعب مرة أخرى قائلا: لا أبا لك! ما تنتظر أن تحمل على القوم! فمكث غير بعيد، ثم هجم المهلب حتى هزموا جيش المختار.[٤١]
الحرب داخل الكوفة
بعد هزيمة جيش المختار وتفرق من كانوا حوله قال له من معه: أيها الأمير اذهب إلى القصر، فجاء حتى دخله، ودخل مصعب وجيشه الكوفة حتى نزل السبخة فقطع عن المختار وأصحابه الماء والطعام، فاشتد على المختار وأصحابه العطش، وكانوا يشربون ماء البئر يعملون فيه العسل، ثم أنَّ مصعبا أمر أصحابه فاقتربوا من القصر واشتد الحصار عليهم، فقال لهم المختار: ويحكم إنَّ الحصار لا يزيدكم إلا ضعفا، فانزلوا بنا فنقاتل حتى نُقتل كراما إن نحن قُتلنا، فوالله ما أنا بآيس إن صدقتموهم أن ينصركم الله، فضعفوا ولم يفعلوا، فقال لهم: أمَّا أنا فوالله لا أعطي بيدي، ولا أُحكِّمكم في نفسي، وإذا خرجتُ فقُتلت لم تزدادوا إلا ضعفا وذُلا، فإنَّ نزلتم على حُكمهم، وثبت أعداؤكم فقتلوكم، وبعضكم ينظر إلى بعض فتقولون: يا ليتنا أطعنا المختار، ولو أنَّكم خرجتم معي كنتم إن أخطأتم الظفر مُتم كراما.[٤٢]
قتل المختار
ثم إنَّ المختار الثقفي تطيّب وتحنط وخرج من القصر في تسعة عشر رجلا، ثم تقدَّم فقاتل حتى قُتل قتله رجلان من بني حنيفة أخوان، أحدهما طرفة، والآخر طرَّاف ابنا عبد الله بن دجاجة،[٤٣] ثم أمر مصعب بن الزبير بكفِّ المختار، فقُطعت وسُمِّرت إلى جانب المسجد.[٤٤]
قتل الأسرى
بعد إنَّ سيطر مصعب بن الزبير على الكوفة أسر 7000 نفر من جيش المختار، فأمر بقتلهم جميعا، وقد لقيه عبد الله بن عمر، فقال له ابن عمر: أنت القاتل سبعة آلاف من أهل القبلة في غداة واحدة، فقال مصعب: إنهم كانوا كفرة سحرة، فقال ابن عمر: والله لو قتلت عدتهم غنما من ميراث أبيك لكان ذلك سرفا.[٤٥]
قتل زوجة المختار
بعد استشهاد المختار الثقفي أخذ مصعب بن الزبير أسماء بنت النعمان بن بشير زوجة المختار، فقال لها: ما تقولين في المختار بن أبي عبيد؟ قالت: أقول إنه كان تقياً، نقياً صواماً. قال: يا عدوة الله أنت ممن يزكيه! فأمر بها فضرب عنقها، وكانت أول امرأة ضرب عنقها صبراً، فقال عمر بن أبي ربيعة المخزومي:
إن من أعجب العجائب عندي قتل بيضاء حرة عطبـــــــــول[ملاحظة ١]
قتلوها بغير جــــــرم أتته إن لله درهــــــــــا من قتيل
كتب القتل والقتال علينا وعلـــى الغانيات جـر الذيول[٤٦]
مواضيع مماثلة
» ثورة الإمام الحسين عليه السلام ثورة الحرية والكرامة والإباء.
» المختار الثقفي
» سيرة المختار الثقفي رضي الله عنه
» (((ثورة التوابين)))
» حركة الامام الحسين ثورة ام صلح؟
» المختار الثقفي
» سيرة المختار الثقفي رضي الله عنه
» (((ثورة التوابين)))
» حركة الامام الحسين ثورة ام صلح؟
الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري :: 101-منتدى ثورة الحسين عليه السلام ضد الظلم والطغيان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:58 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم عبد الهادي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:53 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ شوقي البديري والاخ حمود كريم الركابي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:51 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الاستاذ المخرج عزيز خيون البديري وعمامه البدير
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:48 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ صباح العوفي مع الشيخ عبد الامير التعيبان
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:45 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم محمد البريج
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» جواد البولاني
الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:13 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» المرحوم السيد هاشم محمد طاهر العوادي
الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:03 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» رموز البدير
الجمعة سبتمبر 20, 2024 8:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري