موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري
موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» الاعشاب المفيدة للمفاصل.. 28 عُشبة تقضي على الآلام
بعد معركة الطف، أمامنا معركة الإعلام Emptyاليوم في 5:13 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» علاج الكلى بالأعشاب
بعد معركة الطف، أمامنا معركة الإعلام Emptyاليوم في 5:11 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» الأعشاب والنباتات الطبية ودورها العلاجي
بعد معركة الطف، أمامنا معركة الإعلام Emptyاليوم في 5:07 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

»  فوائد عشبة مريم ومضارها
بعد معركة الطف، أمامنا معركة الإعلام Emptyاليوم في 5:04 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» فوائد عشبة عروق الصباغين
بعد معركة الطف، أمامنا معركة الإعلام Emptyاليوم في 5:02 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

»  فوائد عشبة الفوة
بعد معركة الطف، أمامنا معركة الإعلام Emptyاليوم في 4:59 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

»  فوائد العكوب
بعد معركة الطف، أمامنا معركة الإعلام Emptyاليوم في 4:58 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» فوائد عشبة عنب الدب
بعد معركة الطف، أمامنا معركة الإعلام Emptyاليوم في 4:57 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» فوائد عشبة الإسبغول
بعد معركة الطف، أمامنا معركة الإعلام Emptyاليوم في 4:52 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

سبتمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
      1
2345678
9101112131415
16171819202122
23242526272829
30      

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



حول

مرحبا بكم فى منتدى موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري

مرحبا بكم فى منتدى موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري

قبيلة البدير من القبائل الزبيديه


بعد معركة الطف، أمامنا معركة الإعلام

اذهب الى الأسفل

بعد معركة الطف، أمامنا معركة الإعلام Empty بعد معركة الطف، أمامنا معركة الإعلام

مُساهمة  الشيخ شوقي جبار البديري الخميس يوليو 18, 2024 10:53 am

ساعات معدودة من ظهيرة العاشر من محرم سنة 61 للهجرة، كان كل شيء قد انتهى على ساحة المعركة في كربلاء، بين جيش الامام الحسين، عليه السلام، وجيش عمر ابن سعد، وقد عاد الاخير بجيشه الى الكوفة، وهو يعد نفسه منتصراً من الناحية العسكرية، وحسب الاعراف آنذاك، فان الطرف الغالب، يجب أن يحزّ رأس المغلوب ويضعه فوق الرمح، ليراه الجميع، كما لو أنه من المفردات الاعلامية. الى جانب هذا العُرف؛ سوق من المتبقين من عيال وأطفال المغلوب أسارى الى القائد الاعلى او الوالي أو غير ذلك.

وفي مثل هكذا لحظات في تلك السنة، كان أهل الكوفة يرون في عبيد الله بن زياد، الحاكم الشرعي عليهم، بقطع النظر عن الملابسات والخلفيات. ثم لنعلم أن الكوفة آنذاك، كانت تضم عدداً كبيراً من النفوس، فهي ربما كانت تضم اكثر مليون انسان، حسب بعض المصادر، بين طفل وشاب ورجل وامرأة، حتى قيل إن جيش عمر بن سعد الذي واجه الامام الحسين في كربلاء كانت ذيوله في منطقة "النخيلة" بالقرب من الكوفة. وهذا يعني أن شريحة لا بأس بها من المجتمع الكوفي، كان تعرض لعملية تضليل اعلامية كبيرة، كما هو حال المسلمين في سائر الامصار، ومنها الشام طبعاً. وهذا ما جعل الكثير من الناس يرفعون الشعار: "ما لنا والدخول بين السلاطين".

فقد تحركت الماكنة الاعلامية الأموية لمواجهة الموقف المدوّي للإمام الحسين، برفض البيعة ليزيد، وبدأت الترويج بين الناس بأن القضية إنما تعود الى "تنافس على الحكم بين أولاد معاوية وأولاد علي..."! وهذا هو ايضاً من اسباب خذلان اهل الكوفة لمسلم ابن عقيل، عندما استخدم الأمويون أسلوب القوة والقسوة، لتذكير الناس بالعهد الجاهلي، وأن الحكم للأقوى.
تفنيد فكرة "الحكم للأقوى"

وعليه من الناحية المبدأية؛ كل من يخرج على حاكم زمانه "خليفته" يعد خارجاً عن الاسلام، او انه "شقّ عصى المسلمين"! وغيرها من المفردات التي ساقها الاعلام الأموي. من هنا نفهم معنى الدور الإعلامي الذي قامت به كلٌ من العقيلة زينب، والامام السجاد، عليهما السلام، وهما في حالة السبي، وقد قيدوا بالحبال والسلاسل. ونقطع بأن التاريخ أخفى الكثير من الحقائق عن تلك المرحلة بالذات، وكيف تعامل الجيش الأموي مع الأسرة النبوية بعد واقعة الطف.

وفي التاريخ، جاء أن النسوة اللاتي كنّ يشرفن من السطوح على موكب السبايا، وبعد ان يكشف لهن الحقيقة، ومن يكون المقيدين والأسرى، يهرعن لإعطاء الأردية والحجاب وما يستر النساء والفتيات في القافلة، وكنّ إما من عائلة الامام الحسين، واهل بيت رسول الله، صلى الله عليه وآله، او من نساء الاصحاب، بين إرملة وأم ثكلى وايتام. فكانت عقيلة بني هاشم، تهتف أمام الكوفيين، وكذلك يفعل الامام السجاد، بأنهم من أهل بيت النبوة، وليسوا من أسرى حرب من أقوام بعيدة او من شذاذ الآفاق أو من "الترك" أو "الديلم"، كما يعبر التاريخ. والمؤرخون ينقلون الموقف الحائر الذي سقط فيه أهل الكوفة، وفي وقت لاحق؛ اهل الشام، وكيف أنهم خدعوا في هوية الجهة التي تقاتل أمير الكوفة المعين من "الخليفة".

وهناك الكثير من المواقف التي يرويها المؤرخون عن الجهد الاعلامي الجبّار الذي قامت به العقيلة زينب والامام السجاد، في تلك الظروف التي يعجز وصفها بالمرة، وربما تكون قريبة الى الذهن، لمن عاش فترات الاعتقال والتحقيق والتعذيب في سجون الطغاة. منها موقفه، عليه السلام، أمام ابن زياد، وقد استفهم الاخير، بوجود "علي بن الحسين" على قيد الحياة، وقد أوضح الامام بأن "كان لي أخ يسمى علي، قتله الناس"، فقفز ابن زياد فوراً لاستدراك الموقف، وقال: "بل قتله الله..."! وربما هو بذلك يقتبس الدرس من معاوية، ملهم السياسة الأموية، عندما أشاع للناس بأن الله كان وراء موت الامام علي، و أيضاً مالك الأشتر، ونقل التاريخ عنه بأن "لله جنود من عسل..."! وغير ذلك.

وعندما أراد ابن زياد استفزاز العقيلة زينب بأن "كيف رأيت صنع الله بك وبأخيك...."، وهو يعيد نفس النبرة، متشبثاً بما تلقنه من أسلافه، فكان الجواب الصاعق: "ما رأيت إلا جميلا..."!، إن الخطب اللاهبة التي ألقتها العقيلة في الكوفة، تمثل بحق شريط وثائقي يكشف كل الحقائق بالأدلة والبراهين، ويبين لأهل الكوفة وللمسلمين كافة، أنهم سقطوا في خدعة تاريخية منكرة، وانزلقوا في إثم ما بعده إثم، كما بينت حقيقة من يحكمونهم. كذلك فعل الامام السجاد في الشام وفي عقر دار يزيد، وأمام جمع من الوفود الاجنبية التي جاءت لتشارك احتفال الاخير بالنصر، واعداد هائلة من الناس الذي كانوا في درجة دنيا من الوعي، عما كان عليه اهل الكوفة. حتى أن الحاضرين عندما سمعوا خطبة الامام، عليه السلام، على تلك "الأعواد" وابن من يكون، ضجّ الناس بالبكاء والنحيب، حتى خاف يزيد انقلاب الأمر عليه، زعزعة ثقة الناس به، فعجّل بترحيل قافلة السبايا الى المدينة.
الانتصار اعلامياً للقيم والمبادئ

عندما يجري الحديث عن مفهوم "الاعلام الحسيني" يتبادر الى الذهن، القيام بنشاطات اعلامية مختلفة لإحياء الفاجعة الأليمة التي تعرض لها الامام الحسين، عليه السلام، واهل بيته في كربلاء، وما جرى بعد ذلك، بما يفهم من القضية، الجانب العاطفي وإثارة المشاعر الانسانية، حيث تكون المناصرة للمظلوم وإدانة الظالم والقاتل... وهذا طبعاً جزءاً مهماً من القضية، وليس كلها. وبما أننا نؤمن – وشريحة واسعة من المؤمنين- بأن قضية الامام الحسين، عليه السلام، لم تنطلق من دوافع شخصية او سياسية او خلاف على الحكم وغير ذلك، إنما هي قضية رسالية بامتياز، فالدين بأكمله هو الذي وقف أمام الضلال والانحراف والطغيان يوم العاشر من المحرم. هذا الوقوف والتصدّي الذي تجسّد في شخص الامام الحسين، عليه السلام، كان أمام حالة التحلل من الدين، وايضاً السكوت على الانحراف والتزييف الذي طال هذا الدين الذي جاء به النبي الأكرم، وتحمّل ما تحمّل لتبليغ الرسالة، وضحى من أجله رجال عظام، من امثال؛ علي بن أبي طالب، عليه السلام، واصحاب مكرمون.

نعم؛ "الاعلام الحسيني" لإحياء الذكرى الأليمة استدرار الدموع وخلق أجواء الحزن والأسى والحثّ على ممارسة الشعائر الحسينية لما فيها من الفوائد الكبيرة على النفوس والافكار. والى جانب كل هذا، فان المعركة التي دارت في كربلاء، كانت بالحقيقة خلاصة ونتاج منظومة ثقافية انحرفت بعيداً عن الرسالة السماوية وقيما السمحاء، فاصبحت السرقة من خيام الإمام، أمراً مشروعاً ومبرراً، وخذلان شخص مثل مسلم ابن عقيل، أمراً لابد منه، بل وخذلان الامام الحسين، عليه السلام، خوفاً من خسارة المزارع والبيوت والاموال وخوفاً على النفس من الموت، امراً طبيعياً، فالانسان يخشى على حياته...! علماً أن الموت، كان يحيط بأهل الكوفة آنذاك، وهو محيط بالانسان في كل زمان ومكان. لكن المشكلة، تبقى كيفية اختيار الانسان كيفية استقباله للموت؟.

مثال ذلك؛ موقف الامام الحسين، عليه السلام، مع الحُر، وسقيه الماء في تلك الحاثة التاريخية المعروفة، وكان مع الحر حوالي ألف فارس، كلهم شربوا وارتووا من ماء الامام، وهم أنفسهم شاركوا في قتله بعد ساعات قلائل. بيد أن الامام، عليه السلام، بهذه الوسيلة الاعلامية، بين لهذه الكتيبة العسكرية هوية الانسان المؤمن، وكيف يجب أن يكون، قبل ان يتحدث اليهم عن القتال والصراع، ومن يكون الحق معه؟ ومن الأقوى...؟ إنما المهم في كيف يجب ان يكون الانسان، كل هذا تمخّض عن تغيير موقف الحر. وكذا موقفه، عليه السلام، من تجمهّر أهل الكوفة، واجتماع كلمتهم على قتاله، بأن ذرف الدموع على أنه سيكون السبب في انزلاق هذا الجمع الى النار...! وهذا بحد ذاته، يعدّ مشهداً اعلامياً تمخّض هو الآخر، مع مقاطع عديدة من خطابات عاصفة تكشف عن حقائق جمّة، عن التحاق عدد من جند ابن سعد الى معسكر الإمام الحسين، عليه السلام، قبل اندلاع الحرب. وهكذا كانت أهداف الاصحاب الذين تقدموا في بادئ الامر بين يدي الإمام، عليه السلام، لنصح القوم وتحذيرهم من المآل الخطير الذي يتجهون اليه.

وبما أننا نخوض حالياً، صراعاً مريراً مع قوى الضلال والانحراف في الامة، فان علينا ان نحدد المفاهيم والقيم التي انتصرت في كربلاء، وارتقت باصحابها الى العلا، كما نحدد المفاهيم التي كانت سبب الخذلان وسقوط اصحابها الى المهاوي والى حيث الخزي في التاريخ وفي الدينا والآخرة. فمن الجدير تسليط الضوء على المفاهيم الايجابية في حياتنا، والتي انتشرت بين معسكر الامام الحسين، واستمرت معه، وما تزال هي قائمة، مثل البصيرة والوعي والشجاعة عند الشباب، والصبر وقوة القلب لدى النساء، في معترك الصراع بين الحق والباطل، وبين الانحراف والطريق القويم. وبين العنف والقسوة والغلظة، وبين الرحمة والشفقة. وبين الوفاء وبين النقض بالعهد، وهكذا سائر المفاهيم والقيم السامية التي انتصرت باصحابها في كربلاء، وعلى "الاعلام الحسيني" الانتصار لها أمام العالم، ليس فقط في شهري محرم وصفر، وإنما في سائر ايام السنة، وإعطاء مصداقية حقيقية للمقولة المشهورة بأن "عاشوراء، يوم انتصار الدم على السيف". وأن نهضة الحسين، انتصار للانسانية، وليس للحكم والسلطة والنفوذ. ففي ظل هذه المواجهة المحتدمة مع قوى "الارهاب" ومن يقف ورائها، يجب أن يُستقى كل شيء من الحسين ونهضته، من أبسط حركة للطفل الصغير والشاب، وحتى تصرفات المرأة والزوجة، وحتى الرجل الرشيد ومواقفه وطريقة تفكيره، والتعامل مع العدو، وغير ذلك، حتى نكون على خط الانتصار الذي تسير عليه هذه النهضة مع التاريخ.
الشيخ شوقي جبار البديري
الشيخ شوقي جبار البديري

عدد المساهمات : 10043
تاريخ التسجيل : 04/04/2012
العمر : 59
الموقع : قبيلة البدير للشيخ شوقي البديري

https://shawki909.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بعد معركة الطف، أمامنا معركة الإعلام Empty رد: بعد معركة الطف، أمامنا معركة الإعلام

مُساهمة  الشيخ شوقي جبار البديري الخميس يوليو 18, 2024 10:56 am


ما بعد الملحمة الحسينية عام 61هـ
محطات من محرم الحرام

لم يكتمل مشهد المأساة الملحمة ظهيرة العاشر من المحرم لعام 61 للهجرة النبوية، إذ كان هذا اليوم بداية مرحلة جديدة من الجهاد والثورة والاستثمار الواعي والهادف لكل منجزات الملحمة العاشورائية.


تداعيات الملحمة الحسينية

لم يكتمل مشهد المأساة الملحمة ظهيرة العاشر من المحرم لعام 61 للهجرة النبوية، إذ كان هذا اليوم بداية مرحلة جديدة من الجهاد والثورة والاستثمار الواعي والهادف لكل منجزات الملحمة العاشورائية.

كان أبطال الجهاد المتواصل في خط كربلاء ونهجها، مختلفين عن أبطال المعركة الكربلائية، فبدت زينب عليها السلام عنواناً متألقاً في قيادة قافلة السبي في ظل توجيهات إمام زمانها الإمام السجّاد عليه السلام الذي فرض التكليف الشرعي بوجوب حفظ خط الإمامة أن يكون موقفه كموقف جده أمير المؤمنين عليه صلوات الرحمن يوم الدار، رغم أنه الموجّه الأساس لمجريات أحداث ما بعد المعركة.

ولقد جسّد عوائل الشهداء، من النساء الأرامل والأطفال الأيتام مفردات اكتمال المشهد الجهادي المحمدي، الأمر الذي أتاح للتاريخ أن يكتب مجدداً بمداد الدمع الثائر، وصرخة الألم المتمردة، ومواقف التحدي والمواجهة في قصور الخلافة ومساجد المسلمين وأسواقهم ودورهم وساحات اجتماعهم فكانت رحلة السبي جزءاً لا يتجزأ من تاريخ النهضة الحسينية المباركة.

تجليّات الغضب الإلهي عند مقتل الإمام الحسين عليه السلام‏

سرعان ما تبدى الغضب الإلهي لمقتل سيّد الشهداء عليه السلام في مرايا عوالم الكائنات في تعابير كونية مذهلة متنوعة عديدة.

لقد ظهر هذا الغضب في الأرض والسماء، في النبات والحيوان، في البحر والبر، وعرف بعض الناس علّة هذه الايات في أقطار، وجهلها اخرون في أقطار أخرى، وقد استفاض بين المسلمين بل أجمعوا على أصل هذه المتغيرات الكونية، وقد نص كثير من المؤرخين على بعضها 1، ومنها: أن السماء أمطرت دماً عبيطاً، وأنه لم يرفع حجر في بيت المقدس إلا وجد تحته دم عبيط، واسوداد السماء وبكاؤها وغير ذلك من الحقائق التي لايصرعلى المماراة فيها مسلم.

نهب المخيم الحسيني‏

لم يكتف جلاوزة بني أمية، أعداء الله ورسوله صلى الله عليه واله، بعد قتل الإمام الحسين عليه السلام بسلبه ورضّ جسده الطاهر بحوافر الخيل، بل جاوزوا ذلك فعدوا على المخيم لنهب ما فيه، ولهتك ستر حُرم رسول الله صلى الله عليه واله بسلب ما عليهّن من حلي بصورة مفجعة يندى لها جبين كلّ أبيّ غيور، وذلك بأمرٍ مباشر من عمر بن سعد الذي قال لجنوده: "دونكم الخيام فانهبوها"، وكان أول المبادرين في النهب شمر بن ذي الجوشن، فدخل الجند وجعلوا يسلبون ما على النساء والأطفال، حتى أخذوا قرطاً في أذن السيدة أم كلثوم وخرموا أذنها، وفرغ القوم من القسمة، ثم قطعوا الخيام بالسيوف وأضرموا فيها النار، فخرجت بنت أمير المؤمنين عليها السلام وقالت: "يا ابن سعد! الله يحكم بيننا وبينك، ويحرمك شفاعة جدنا ولا يسقيك من حوضه كما فعلت بنا وأمرت بقتال سبط الرسول صلى الله عليه واله، ولم ترحم صبيانه ولم تشفق على نسائه..".

فلم يلتفت ابن سعد لها.

وقد روي عن الإمام الرضا عليه السلام انه قال: "إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون القتال فيه، فاستُحلّت فيه دماؤنا! وهُتك فيه حُرمنا! وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا! وأضرمت النيران في مضاربنا! وانتُهب ما فيها من ثقلنا!".

محاولة قتل الإمام زين العابدين عليه السلام‏

كان الإمام زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الحسين عليه السلام حاضراً في كربلاء مع أبيه وكان مريضاً، ولم يرد في المصادر التاريخية إلى أي فترة استمر به هذا المرض، لكن المستفاد من بعض الإشارات التاريخية أنه عليه السلام كان لا يزال مريضاً ناحلاً ضعيفاً حتى في الشام.

وقد دخل الشمر بن ذي الجوشن إلى الخيمة التي فيها الإمام زين العابدين عليه السلام، وهو متمدّد على فراش، فقال شمر: "اقتلوا هذا!" فقال له رجل من أصحابه: سبحان الله "أتقتل فتىً حدثاً مريضاً لم يقاتل؟!".

فخرجت إليه السيّدة زينب بنت عليّ عليه السلام وقالت: "والله لا يُقتل حتى أُقتل! فكفّ عنه".

ولا بدّ من الإشارة إلى أن مرضه عليه السلام وإن كان سبباً مساعداً في انصراف الأعداء عن قتله لأنهم كانوا يرونه قاب قوسين من أجله لما به من شدة المرض، ولكنه لم يكن السبب الرئيسي في انصرافهم عنه، بل كان الموقف الفدائي العظيم الذي قامت به عمته السيدة زينب عليه السلام حيث تعلّقت به وقالت مخاطبة الشمر: "حسبك من دمائنا! والله لا أفارقه، فإن قتلته فاقتلني معه!" وقد تكرر منها عليه السلام هذا الموقف الفدائي العظيم في عدة حالات.

حرق الخيام‏

بعد فشل شمر بن ذي الجوشن في قتل الإمام زين العابدين عليه السلام، قام الجند بإخراج النساء من الخيمة، وأشعلوا فيها النار، فخرجن مسلّبات حافيات باكيات، ولا يخفى أن جميع الخيام قد أُضرمت فيها النار، بدليل قول الإمام الرضا عليه السلام "وأُضرمت في مضاربنا النار"، ولكن الظاهر أن هذا الفسطاط الذي كن النسوة والأطفال فيه جميعاً مع الإمام زين العابدين عليه السلام هو اخر الخيام التي أحرقت بعد إخراجهم منه.

فخرجت السيدة زينب عليها السلام تنادي بصوت حزين وقلب كئيب: "وا محمداه صلى عليك مليك السماء، هذا حسين بالعراء! مرمّل بالدماء! مقطع الأعضاء! واثكلاه! وبناتك سبايا! إلى الله المشتكى وإلى محمد المصطفى وإلى عليّ المرتضى وإلى فاطمة الزهراء وإلى حمزة سيد الشهداء!".

"وا محمداه! وهذا حسينٌ بالعراء! تسفي عليه ريح الصبا! قتيل أولاد البغايا! وا حزناه! واكرباه عليك يا أبا عبد الله! اليوم مات جدي رسول الله!" يا أصحاب محمد! هؤلاء ذرية لمصطفى يساقون سوق السبايا!!

رأس الإمام الحسين عليه السلام ورؤوس الشهداء

إن واقعة حمل رأس سبط رسول الله صلى الله عليه واله وسائر الرؤوس الطاهرة جريمة أخرى من الجرائم الفظيعة التي شهدتها كربلاء، وهذه الجريمة كشفت نقاباً اخر عن خبث سريرة النظام الأموي!

وقد سرّح عمر بن سعد من يومه ذلك وهو يوم عاشوراء برأس الإمام الحسين عليه السلام مع خِوَلِّي بن يزيد الأصبحي، إلى عبيد الله بن زياد، ثم أمر برؤوس الشهداء الباقين، ما عدا رأس الحر الرياحي الذي منعت عشيرته من قطع رأسه، وسرّح بها مع شمر بن ذي الجوشن، وقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجاج، فأقبلوا حتى قدِموا على ابن زياد.

وقد تنافست القبائل منها كندة وهوزان وبنو تميم وبنو أسد، على حمل رؤوس الشهداء.

الأجساد الطاهرة

بقي جسد الإمام الحسين عليه السلام مع أجساد الشهداء الاخرين من أهل بيته وأصحابه عليه السلام في العراء لا توارى، تصهرها حرارة الشمس، وتسفي عليها الرياح، وكان اللعين عمر بن سعد قد دفن القتلى من جيشه وصلى عليهم، وترك جسد الإمام الحسين عليه السلام وأجساد أنصاره.

الساعات الأخيرة من يوم عاشوراء

اجتمعت حُرَمُ الإمام الحسين عليه السلام وبناته وأطفاله في أسر الأعداء، مشغولين بالحزن والهموم والبكاء، وانقضى عليهم اخر ذلك النهار وهم فيما لا يحيط به القلب من الحزن والفجيعة، وباتوا تلك الليلة فاقدين لحُماتهم ورجالهم، غرباء في إقامتهم وترحالهم، والأعداء يبالغون في البراءة منهم والإعراض عنهم، ليتقربوا بذلك إلى المارق عمر بن سعد مؤتّم أطفال النبي محمد صلى الله عليه واله ومُقرّح الأكباد، وإلى الزنديق عبيد الله بن زياد، والى الكافر يزيد بن معاوية رأس الإلحاد والعناد.

الرأس المقدس في بيت خولي الأصبحي‏

سارع خولي بن يزيد الأصبحي بحمل الرأس المقدس إلى عبيد الله بن زياد، وقد توقف عند منزل في الطريق اسمه الحنانة ، ولما وصل إلى قصر الإمارة في الكوفة وجد باب القصر مغلقاً، فأتى منزله، ووضع الرأس تحت أجانة، ودخل إلى زوجته النوار إبنة مالك بن عقرب، فسألته عن الأخبار، فأجابها والسعادة تغمره: "لقد جئتك بغنى الدهر، هذا رأس الحسين معكِ في الدار"، فجنّ جنونها وقالت: "ويلك، جاء الناسُ بالذهب والفضة وجئتَ برأس ابن رسول الله صلى الله عليه واله! لا والله لا يجمع رأسي ورأسك بيت أبداً، أبشر فإن خصمك غداً جده محمد المصطفى!".

وقد روي أنها أعانت على قتله يوم أخذ المختار بالثأر من قتلة سيد الشهداء عليه السلام.

خروج بقيّة الركب الحسيني عن كربلاء إلى الكوفة

أقام ابن سعد بقية يومه واليوم الثاني إلى زوال الشمس، ثم ارتحل متجهاً نحو الكوفة بمن تخلّف من عيال الإمام الحسين عليه السلام، وحمل نساءه على أقتاب الجمال بغير وطاء ولا غطاء! مكشفات الوجوه بين الأعداء وهن ودائع خير الأنبياء! وساقوهن كما يُساق سبي الترك والروم في أسر المصائب والهموم.

فأمر ابن سعد لعنه الله أن يمروا بهم على المقاتل لرؤية إخوانهن وأبنائهن ووداعهم، فذهبوا بهن إلى ساحة المعركة، فلما نظر النسوة إلى القتلى صحن ولطمن خدودهن.

وصاحت السيدة زينب عليها السلام: "يا محمداه! صلى عليك ملائكة السماء، هذا الحسين بالعراء! مرمّل بالدماء! مقطّع الأعضاء! وذريتك مقتلة تسفي عليها الصبا!" فأبكت بذلك كل عدو وصديق..

ولم تذكر المصادر التاريخية تفصيل ما جرى على الركب الحسيني في الطريق من كربلاء إلى الكوفة.

وقد وصل عسكر ابن سعد وبقية الركب الحسيني إلى مشارف الكوفة في اليوم الحادي عشر ليلاً، وباتوا ليلتهم في منزل من منازل الطريق القريبة جداً من الكوفة أو على مشارفها. وكان الدخول إلى الكوفة نهار الثاني عشر، لما يقتضيه العامل الإعلامي وزهو الإنتصار والمباهاة بالظفر.

* كتاب رحلة السبي، معهد سيد الشهداء للمنبر الحسيني.

1- المصادر: كامل الزيارات مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي، تاريخ ابن عساكر، شرح المواهب اللدنية للزرقاني، صحيح البخاري، المعجم الكبير، مجمع الزوائد، الصواعق المحرقة، تاريخ الخلفاء، ينابيع المودة، تاريخ ابن عساكر، تهذيب التهذيب، الحدائق الوردية، فتوح اين الأعثم الكوفي، الكشف والبيان للثعلبي، دلائل النبوة، ذخائر العقبى، تاريخ مدينة دمشق...
الشيخ شوقي جبار البديري
الشيخ شوقي جبار البديري

عدد المساهمات : 10043
تاريخ التسجيل : 04/04/2012
العمر : 59
الموقع : قبيلة البدير للشيخ شوقي البديري

https://shawki909.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بعد معركة الطف، أمامنا معركة الإعلام Empty رد: بعد معركة الطف، أمامنا معركة الإعلام

مُساهمة  الشيخ شوقي جبار البديري الخميس يوليو 18, 2024 10:58 am

لدور القيادي للإمام زين العابدین (علیه السلام) بعد واقعة الطف الاليمة

تولى الإمام علي ابن الحسين السجاد بعد استشهاد ابيه الإمام الحسين (عليهم السلام) الإمامة، وكان المجتمع يسوده الحزن المفجع على واقعة الطف الأليمة لاستشهاد سيد شباب اهل الجنة واهل بيته واصحابه البررة وما تلتها من سبي النساء وحمل الرؤوس المقطعة على الرماح، وكذلك بعد ثورة المدينة وإباحتها من قبل جيش يزيد . تفاقمت المسألة فكان الإمام تحت المراقبة الشديدة من قبل أجهزة السلطة فلذلك بدأ بأسلوب جديد في أداء دوره القيادي في الأمة من خلال نشر التربية لعامة الناس والتوعية السياسية مستثمرا حالة الحزن والانتباه للخطأ واليقظة لدى الناس والشعور بالذنب كذلك كان يظهر مظلومية أبيه الحسين (عليه السلام) بين الحين والآخر ويصور آلام الطف التي مرت عليهم في يوم عاشوراء وهو آنذاك كان مريضا سقط عنه الجهاد لحكمة ربانية فيروي آلام السبي والأسر ليلهب مشاعر الناس بالحماس والإيمان وحب الانتقام من الظالمين والقتلة، فضلا عن اتباعه لأسلوب الدعاء لغرض التربية الروحية والإقدام والتهيؤ والإعداد للدور المستقبلي المنتظر وكان هذا الأسلوب في التربية هو الأنجح لتربية الأجيال في مدرسة الإيمان والرسالة والإخلاص.

لقد بث في الأمة الإسلامية روح الدين التي رضت الاستبداد والطغيان من أجل إقامة حكم الله والعمل من أجل إنقاذ الإنسان من براثن الظلم والعبودية وبالفعل يكفي أن نعرف أن ثورة زيد بن علي المعروفة قادها ابن الإمام السجاد (عليه السلام) وقد رباه الإمام هذه التربية الصالحة في الشجاعة والجهاد ليثور على الظالمين . هذا وقد أشرف على ثورة المدينة المنورة وفي زمانه حدثت ثورة التوابين في العراق بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي ربيب الأئمة (عليهم السلام) ورعى الإمام السجاد ثورة المختار بالكوفة من بعيد مراعاة للظروف باعتباره يقود كل الثورات الثقافية والفكرية والجهادية في الأمة وكان يهيئ الأجواء للساعة الجهادية المناسبة حتى خافته السلطة ودست له السم فيات شهيدة مظلوما تاركا آثار أسلوبه الرائع والمناسب لتلك الظروف العاتية برنامجا لكل المخلصين عبر الزمن، وبذلك جسد لنا الامام علي ابن الحسين أفضل واروع ما يجسده الابطال من دور قيادي في دفع الظلم ومحاربة الطغاة والوصول بالأمة الى بر الأمان.

المصادر

1. الدكتور محمد حسين علي الصغير، موسوعة اهل البيت الحضارية - الامام زین العابدین ص 20/2

٢. السيد محسن الأمين العاملي، الصحيفة السجادية - الدعاء 49 ص ۱۲۸-۱۲۹

٣. د. مني علي دعيج، م. احلام احمد عيسی، الامام علي بن الحسين (السجاد) درب من دروب العقيدة الاسلامية والفكر المجيد.

الشيخ شوقي جبار البديري
الشيخ شوقي جبار البديري

عدد المساهمات : 10043
تاريخ التسجيل : 04/04/2012
العمر : 59
الموقع : قبيلة البدير للشيخ شوقي البديري

https://shawki909.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى