بحـث
المواضيع الأخيرة
ديسمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | ||||||
2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 |
9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 |
16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 |
23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 |
30 | 31 |
حول
مرحبا بكم فى منتدى الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري
قبيلة البدير من القبائل الزبيديه
مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام) » ما علّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الدعاء
صفحة 1 من اصل 1
مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام) » ما علّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الدعاء
مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام) » ما علّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الدعاء
ما علّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الدعاء
ما علّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله)
من الدعاء
الصفحة 313
دعاء لقضاء الحوائج
238 ـ دلائل الامامة: حدّثني أبو المفضل محمّد بن عبدالله، قال: حدّثني أبو
الصفحة 314
عبدالله جعفر بن محمّد العلوي الحسني، قال: حدّثني موسى بن عبدالله بن الحسن ابن الحسن بن عليّ بن أبي طالب، قال: حدّثني أبي عن أبيه، عن جدّه عبدالله بن الحسن، عن أبيه، عن جدّه الحسن بن عليّ، عن اُمّه فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالت: قال لي رسول الله: يا فاطمة ألا اُعلّمك دعاء لا يدعو فيه أحد إلاّ استجيب له ولا يحيك في صاحبه سمّ ولا سحر ولا يعرض له شيطان بسوء ولا ترد له دعوة وتقضى حوائجه الّتي يرغب فيها إلى الله تعالى كلّها عاجلها وآجلها، قلت: أجل يا أبت، هذا والله أحبّ إليّ من الدّنيا وما فيها.
قال: تقولين: "يا الله، يا أعزّ مذكور، وأقدمه قدماً، في العزّة والجبروت، يا الله، يا رحيم كلّ مسترحم، ومفزع كلّ ملهوف، يا الله يا راحم كلّ حزين يشكو بثه وحزنه إليه، يا الله يا خير من طلب المعروف منه، وأسر في العطاء، يا الله يا من تخاف الملائكة المتوقّدة بالنور منه.
أسألك بالأسماء الّتي تدعو بها حملة عرشك ومن حول عرشك يسبحون به شفقة من خوف عذابك، وبالأسماء الّتي يدعوك بها جبرئيل وميكائيل وإسرافيل إلاّ اجبتني وكشفت يا إلهي كربتي وسترت ذنوبي يا من يأمر بالصيحة في خلقه، "فإذا هم بالسّاهرة".
أسألك بذلك الإسم الّذي تحيي به العظام وهي رميم أن تحيي قلبي وتشرح صدري وتصلح شأني، يا من خصّ نفسه بالبقاء وخلق لبريّته الموت والحياة، يا من فعله قول، وقوله أمر، وأمره ماض على ما يشاء، أسألك بالإسم الّذي دعاك به خليلك حين ألقي في النار، فاستجبت له، وقلت: "يا نار كوني برداً وسلاماً على ابراهيم" وبالاسم الّذي دعاك به موسى من جانب الطور الأيمن، فاستجبت له
الصفحة 315
دعاءه، وبالإسم الّذي كشفت به عن ايّوب الضرّ وتبت به على داود وسخّرت به لسليمان الريح تجري بأمره والشياطين وعلّمته منطق الطير، وبالإسم الّذي وهبت به لزكريّا يحيى وخلقت عيسى من روح القدس من غير أب، وبالإسم الّذي خلقت به العرش والكرسي وبالاسم الّذي خلقت به الرّوحانيّين، وبالإسم الّذي خلقت به الجنّ والإنس وبالإسم الّذي خلقت به جميع الخلق وجميع ما اردت من شيء، وبالإسم الّذي قدرت به على كلّ شيء.
أسألك بهذه الأسماء لما اعطيتني سؤلي وقضيت بها حوائجي"، فإنّه يقال لك يا فاطمة نعم نعم(1).
قال المؤلّف: وروي من مصباح ابن باقي باسناد متصل عن عبدالله بن الحسن، عن أبيه، عن جدّه الحسين بن عليّ، عن اُمّه فاطمة (عليها السلام)، قالت: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فساق الحديث مثله(2).
ما هو خير من الخادم
239 ـ روى السيوطي في مسند فاطمة الحديث رقم 266: عن طلاب بن حوشب أخي العوام بن حوشب، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسن، عن الحسين بن عليّ، عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، إنّه قال: لفاطمة اذهبي إلى أبيك، فسأليه يعطيك خادماً، يقيك الرحى وحرّ التنور.
فأتته، فسألته فقال: إذ جاء سبي، فأتينا.
____________
1 ـ دلائل الإمامة: 5، وبحار الأنوار 91 و92:404 و88:181، ومهج الدعوات: 171.
2 ـ انظر المصادر أعلاه.
الصفحة 316
فجاء سبي من ناحية البحرين، فلم يزل الناس يطلبون ويسألون إيّاه، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) معطياً ولا يسأل شيئاً إلاّ أعطاه، حتّى إذا لم يبق شيء اتتنا تطلب فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): جاءنا سبي، فطلبه الناس، ولكن اعلمك، ما هو خير لك من خادم إذا آويت إلى فراشك، فقولي:
اللّهمّ ربّ السموات السبع وربّ العرش العظيم ربّنا وربّ كلّ شيء منزل التوراة والإنجيل والقرآن وفالق الحبّ والنّوى إنّي أعوذبك من شرّ كلّ شيء أنت آخذ بناصيته، أنت أوّل، فليس قبلك شيء، وأنت الآخر، فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر، فليس فوقك شيء إقض عنا الدّين وأغننا من الفقر".
فانصرفت فاطمة راضية بذلك من الجارية.
فقال (عليه السلام): فما تركتها منذ علمني رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قيل: ولا ليلة صفّين قال: ولا ليلة صفين(1).
240 ـ مسند فاطمة وكنز العمّال: عن سويد بن غفلة(رضي الله عنه)، قال: أصابت علياً خصاصة، فقال لفاطمة: لو أتيت النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فسألته(2)، فأتته ـ وكانت عنده اُمّ أيمن ـ، فدقت الباب.
فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله) لاُمّ أيمن: إنّ هذا لدقّ فاطمة ولقد أتتنا في ساعة ما عودتنا أن تأتينا في مثلها، فقومي، فافتحي لها الباب، فقالت: يا فاطمة لقد اتيتنا في ساعة ما عودتنا(3) ان تأتينا في مثل هذا. فقالت: يا رسول الله هذه الملائكة طعامها التهليل
____________
1 ـ مسند فاطمة: 102، وقد نقل السيوطي برقم: 255، نظيره عن أبي هريرة. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف 10:362 و363، والمتقي في كنز العمال 20:95، و2:63.
2 ـ كذا في الأصل، والصحيح: فسألتيه.
3 ـ كذا في الأصل والصحيح: ما عودت.
الصفحة 317
والتسبيح والتحميد، ما طعامنا(1)؟
قال: والّذي بعثني بالحقّ ما اقتبس(2) في بيت آل محمّد منذ ثلاثين يوماً، ولقد اتتنا اعنز(3)، فإن شئت امرنا لك بخمسة اعنز، وان شئت علمتك خمس كلمات علمنيهنّ جبرئيل.
فقالت: بل علّمني كلمات الّتي علمّك جبرئيل.
قال: قولي: "يا أوّل الأوّلين ويا آخر الاخرين ويا ذاالقوّة المتين ويا راحم المساكين ويا ارحم الرّاحمين".
فانصرفت، فدخلت على عليّ، فقال: ما وراءك؟
فقالت: ذهبت من عندك للدنيا واتيتك بالآخرة. فقال خيراً أيّامك(4).
الدعاء للامر العظيم
241 ـ نفس المهموم: عن زين العابدين (عليه السلام)، قال: ضمّني والدي (عليه السلام) إلى صدره يوم قتل ـ والدماء تغلي ـ وهو يقول: يا بنيّ احفظ عنّي دعاء علمتنيه فاطمة، وعلّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وعلّمه جبرئيل (عليه السلام) في الحاجة والمهم والغمّ والنازلة إذ نزلت والأمر العظيم الفادح، قال: ادع "بحقّ يس والقرآن الكريم، وبحقّ طه والقرآن العظيم، يا من يقدر على حوائج السائلين، يا من يعلم ما في الضمير، يا منفسا عن
____________
1 ـ كذا في الأصل والصحيح: فما طعامنا.
2 ـ الإقتباس كناية عن اشعال النار والطبخ.
3 ـ الاعنز: جمع عنزة، وهي: السخلة.
4 ـ مسند فاطمة: 3، الحديث رقم: 6، وقد رواه في: ص24، برقم: 33 أيضاً وزاد في آخره (أبو الشيخ في فوائد الاصبهانيين والديلمي). وقد رواه المتقي الهندي في كنز العمال 2:241.
الصفحة 318
المكروبين، يا مفرّجا عن المغمومين، يا راحم الشيخ الكبير، يا رازق الطفل الصغير، يا من لايحتاج إلى التفسير صلّ على محمّد وآل محمّد وافعل بي..."(1).
242 ـ روى السيوطي في مسند فاطمة: عن أبي هريرة قال: جاءت فاطمة إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله) تسأله خادماً. قال: قولي: "اللّهمّ ربّ السّموات السبع وربّ العرش العظيم، ربّنا وربّ كلّ شيء منزل التوراة والإنجيل والفرقان، فالق الحبّ والنّوى، اعوذ بك من كلّ شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأوّل، فليس قبلك شيء، وأنت الآخر، فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر، فليس فوقك شيء، فأنت الباطن، فليس دونك شيء اقض عنّي الدين واغننى من الفقر(2).
243 ـ روى ابن السني في كتاب عمل اليوم والليلة: باسناده عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قالت: علمني رسول الله (صلى الله عليه وآله) كلمات، وقال: إذا اخذت مضجّعك، فقولي: "الحمد لله الكافي، سبحان الله الأعلى، حسبي الله وكفى، ما شاء الله قضى، سمع الله لمن دعا، ليس من الله ملجأ ولا وراء الله ملتجأ، توكّلت على الله ربّي وربّكم، ما من دابّة إلاّ هو آخذ بناصيتها، إنّ ربّي على صراط مستقيم، الحمد لله الّذي لم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له وليّ من الذّل وكبّره تكبيراً".
ثمّ قال النبيّ (صلى الله عليه وآله): ما من مسلم يقولها عند منامه، ثمّ ينام وسط الشياطين
____________
1 ـ نفس المهموم: 347 عن الدعوات للراوندي.
2 ـ كذا في مسند فاطمة: 25، وقد رواه الترمذي في سننه ـ كتاب الدعوات ـ في 2:240 كما يلي: "اللّهمّ ربّ السماوات وربّ الأرضين وربّ كلّ شيء، فالق الحبّ والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من كلّ ذي شرّ أنت آخذ بناصيته، أنت الأوّل; فليس قبلك شيء وأنت الآخر، فليس بعدك شيء، والظاهر; فليس فوقك شيء والباطن; فليس دونك شيء إقض عني الدين واغنني من الفقر".
الصفحة 319
والهوام، فتضّره(1).
زاد فاطمة (عليها السلام)
244 ـ مهج الدعوات: روي أنّ فاطمة (عليها السلام) زارت النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فقال لها: ألا ازوّدك؟ قالت: نعم.
قال: قولي: "اللّهمّ ربّنا وربّ كل شيء، وأنت الظاهر، فليس فوقك شيء، وأنت الباطن، فليس دونك شيء منزل التوراة والإنجيل والفرقان، فالق الحبّ والنّوى، اعوذ بك من شرّ كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها، أنت الأوّل، فليس قبلك شيء، وأنت الآخر، فليس بعدك شيء، صلّ على محمّد وعلى أهل بيته عليه وعليهم السّلام، واقض عنّي الدين، واغنني من الفقر، ويسّر لي كلّ الأمر يا ارحم الراحمين(2).
لدفع الأرق
245 ـ بحار الأنوار: حدث أبو المفضل محمّد بن عبدالله(رحمه الله)، قال: كتب إليّ محمّد بن الأشعث الكوفي من مصر، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن عليّ (عليه السلام)، أنّ فاطمة شكّت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الأرق. فقال لها: قولي يا بنيّة: "يا مشبع البطون الجائعة، ويا كاسي الجسوم العارية، ويا ساكن(3) العروق الضاربة، ويا منوم العيون الساهرة، سكّن عروقي الضاربة، وأذن لعيني نوماً عاجلا".
____________
1 ـ ابن السني في كتاب عمل اليوم والليلة: 196، وعنه السيوطي في مسند فاطمة: 98 الحديث 231. وروى نفس هذا الدعاء في صفحة: 111 الحديث رقم: 256، وقال عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا فاطمة إذا اخذت مضجعك، فقولي: الحمد لله... إلى آخر الدعاء. وجاء في آخره، فيضره الله، وهذا الرواية موجودة في كنز العمال 20:65.
2 ـ مهج الدعوات: 176، وعنه بحار الأنوار 92:406.
3 ـ كذا في البحار: ولعل الصحيح: سكن.
رد: مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام) » ما علّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الدعاء
قال: فقالت، فذهب عنها، ما كانت تجده(1).
ذكر ياحيّ ياقيّوم
246 ـ روى السيوطي في مسند فاطمة: يا فاطمة ما لي لا أسمعك بالغداة والعشيّ، تقولين: "ياحيّ ياقيّوم برحمتك أستغيث، اصلح لي شأني كلّه ولا تكلني إلى نفسي". (الخطيب عن أبي هريرة)(2).
247 ـ وفيه أيضاً: يا فاطمة ما يمنعك أن تسمعي ما اُوصيك به، إنّ تقولي [إذا اصبحت وامسيت](3) "ياحيّ ياقيّوم برحمتك استغيث، فلا تكلني إلى نفسي طرفه عين، وأصلح لي شأني كلّه". (عد، هب، عن أنس)(4).
لدفع الرؤيا المكروهة
248 ـ السيّد في فلاح السائل: عن التلعكبرى، عن عليّ بن محمّد بن يعقوب العجلي، عن ابن فضال، عن محمّد بن الوليد، عن أبان بن عثمان، عن عبدالله وسليمان، عن أبي جعفر، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: شكّت فاطمة (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما تلقاه في المنام، فقال لها: إذا رأيت شيئاً من ذلك. فقولي: "اعوذ بما
____________
1 ـ بحار الأنوار 73:213.
2 ـ رواه السيوطي في مسند فاطمة: 2 الحديث رقم: 3، عن الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 8:.48 3 ـ ما بين المعتوفتين من مجمع الزوائد ـ كما في هامش مسند فاطمة ـ.
4 ـ رواه السيوطي في مسند فاطمة: 3 الحديث رقم: 4، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد 10:117، وقال: رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح غير عثمان بن موهب وهو ثقة.
قال المؤلّف: وقد نقله الشيخ الكفعمي في المصباح: 300، عن ابن طاووس وأوّله: بسم الله الرّحمن الرّحيم ياحيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث، فأغثني، ولا تكلني إلى نفسي".
ورواه المجلسي في البحار 43:217، و91:210، وعنه عوالم العلوم 11:264. قلت: وسيأتي ذكر السيدة لهذه العبارة في فصل: "حرزها (عليها السلام) " وفصل: "وفاتها (عليها السلام) ".
الصفحة 321
عاذت به ملائكة الله المقرّبون وأنبياء الله المرسلون وعباد الله الصالحون من شرّ رؤياي الّتي رأيت أن تضرّني في ديني ودنياي" واتفلي على يسارك ثلاثاً(1).
قال المؤلّف: قد وردت روايات بهذا المضمون لدفع سوء ما يرى الإنسان في المنام ممّا يكرهه، وفيها، قال جبرئيل (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا رأيت في منامك شيئاً تكرهه او رأى أحد من المؤمنين، فليقل: أعوذ بما عاذت إلى آخر الدعاء..(2).
لدفع الشدائد
249 ـ مكارم الأخلاق: عن جابر بن عبدالله الأنصاري أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله)، علّم عليّاً وفاطمة (عليها السلام) هذا الدعاء وقال لهما: إن نزلت بكما مصيبة او خفتما جور السلطان او ضلّت لكما ضالّة، فاحسنا الوضوء وصلّيا ركعتين وارفعا ايديكما إلى السّماء وقولا: "يا عالم الغيب والسرائر، يا مطاع يا عليم، يا الله يا الله يا الله، يا هازم الأحزاب لمحمّد (صلى الله عليه وآله) يا كائد فرعون لموسى، يا منجى عيسى من الظلمة، يا مخلّص قوم نوح من الغرق، يا راحم عبده يعقوب، يا كاشف ضرّ أيّوب، يا منجي ذي النون من الظلمات، يا فاعل كلّ خير، يا هادياً إلى كلّ خير، يا دالا على كلّ خير، يا آمراً بكلّ خير، يا خالق الخير، يا أهل الخيرات، أنت الله رغبت إليك فيما قد علمت، وأنت علاّم الغيوب، أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد".
ثمّ إسألا الحاجة تجاب ان شاء الله تعالى(3).
____________
1 ـ مستدرك الوسائل 1:351، عن فلاح السائل: 262 ـ وصححناه على الأخير ـ.
2 ـ مستدرك الوسائل: 1: 351 وفي الوسائل 4:1066 زيادة: وعباده الصالحون من شرّ كل ما رأيت في ليلتي هذه أن يصيبني منه سوء اوشيء يكره، ثمّ اتفلي عن يسارك ثلاث مرات.
3 ـ مستدرك الوسائل 2:41.
الصفحة 322
دعائها (عليها السلام) للمؤمنين والمؤمنات
250 ـ دلائل الامامة: أخبرني الشريف أبو محمّد الحسن بن أحمد الحمّدي النقيب، قال: أخبرني أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، قال: حدّثني محمّد بن الحسن القزويني المعروف بابن المغيرة، قال: حدّثنا محمّد بن عبدالله الحضرمي، قال: حدّثنا جندل بن والق، قال: حدّثنا محمّد بن عمر المازني، عن عباد الضبي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن فاطمة الصغرى، عن الحسين بن عليّ، عن أخيه الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: رأيت اُمّي فاطمة (عليها السلام) قامت في محرابها ليلة جمعتها، فلم تزل راكعة ساجدة حتّى اتضح عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء.
فقلت لها: يا اُمّاه لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟
فقالت: يا بنيّ الجار ثمّ الدار(1).
251 ـ البحار: عن مصباح الأنوار: عن جعفر بن محمّد عليهما السلام كانت فاطمة (عليها السلام)، إذا دعت تدعو للمؤمنين والمؤمنات ولا تدعو لنفسها، فقيل لها؟ فقالت: الجار ثمّ الدار(2).
دعاء النور
252 ـ مهج الدعوات: عن الشيخ عليّ بن محمّد بن عليّ بن عبدالصمد، عن جدّه، عن الفقيه أبي الحسن، عن أبي البركات عليّ بن الحسين الجوزي، عن
____________
1 ـ دلائل الإمامة: 56، ورواه الصدوق في علل الشرائع 1:181، وبحار الأنوار: 43:82، والوسائل 4:1151، وعوالم العلوم 11:127، وناسخ التواريخ 2:418، وكشف الغمّة: 94.
2 ـ بحار الأنوار 9:388.
الصفحة 323
الصّدوق، عن الحسن بن محمّد بن سعيد، عن فرات بن ابراهيم، عن جعفر بن محمّد بشرويه، عن محمّد بن ادريس بن سعيد الأنصاري، عن داود بن رشيد، والوليد بن شجاع بن مروان، عن عاصم، عن عبدالله بن سلمان الفارسي، عن أبيه، قال:
خرجت من منزلي يوماً بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعشرة أيّام، فلقيني عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ابن عمّ الرّسول (صلى الله عليه وآله)، فقال لي: يا سلمان جفوتنا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت: حبيبي أبا الحسن مثلكم لا يجفى، غير أن حزني على رسول الله (صلى الله عليه وآله) طال فهو الّذي منعني من زيارتكم.
فقال (عليه السلام) لي: يا سلمان إئت منزل فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فإنّها إليك مشتاقة [و] تريد أن تتحفك بتحفة قد اُتحفت بها من الجنّة. قلت لعليّ (عليه السلام): قد اُتحفت فاطمة بشيء من الجنّة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
قال: نعم، بالأمس.
قال سلمان الفارسي: فهرولت إلى منزل فاطمة (عليها السلام) بنت محمّد (صلى الله عليه وآله) [وقرعت الباب، فخرجت إليّ فضة فأذنت لي فدخلت]، فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا اخمّرت رأسها انجلى ساقها وإذا اغطّت ساقها انكشف رأسها.
فلمّا نظرت إليّ اعتجزت(1) [بها واستترت] ثمّ قالت: يا سلمان جفوتني بعد وفاة أبي (صلى الله عليه وآله)؟
قلت: حبيبتي أأجفاكم؟ قالت: فمه، اجلس واعقل ما أقول لك: إنيّ كنت جالسة بالأمس في هذا المجلس وباب الدار مغلق وأنا أتفكّر في انقطاع الوحي عنّا
____________
1 ـ أي جعلت العباءة على رأسها، والإعتجار: شد الشيء على الرأس.
الصفحة 324
وانصراف الملائكة عن منزلنا، فإذا انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد، فدخل عليّ ثلاث جوار لم ير الراؤون بحسنهنّ ولا كهيئتهنّ ولا نضارة وجوههنّ، ولا أزكى من ريحهنّ، فلمّا رأيتهنّ قمت اليهنّ مستنكرة لهنّ(1). فقلت: أنتنّ من أهل مكّة ام من أهل المدينة؟ فقلن: يا بنت محمّد لسنا من أهل مكّة ولا من أهل المدينة ولا من أهل الأرض جميعاً غير أننّا جوار من الحور العين من دار السلام ارسلنا ربّ العزّة إليك يا بنت محمّد إنا إليك مشتاقات.
فقلت للّتي اظنّ إنّها أكبر سنّاً: ما اسمك؟ قالت: اسمي مقدودة. قلت: ولم سمّيت مقدودة؟
قالت: خلقت للمقداد بن الأسود الكندي صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقلت للثانية: ما اسمك؟ قالت: ذرّة.
قلت: لم سمّيت ذرّة، وأنت في عيني نبيلة؟
قالت: خلقت لأبي ذرّ الغفاريّ صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقلت للثالثة: ما اسمك؟ قالت: سلمى، قلت: ولم سمّيت سلمى؟
قالت: أنا لسلمان الفارسي مولى أبيك رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قالت فاطمة: ثمّ أخرجن لي رطباً ازرق كامثال الخشكنانج الكبّار(2)، أبيض من الثلج، وأزكى ريحاً من المسك الأزفر، فقالت لي: يا سلمان افطر عليه عشيتك، فإذا كان غداً، فجئني بنواه ـ او قالت: عجمه ـ.
قال سلمان: فأخذت الرطب، فما مررت بجمع من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)
____________
1 ـ تنكرت لهنّ: نظرت إليهنّ بتعجب واستنكار.
2 ـ خشكنانج معرب خشكنانة، وهو: الخبز المحلّي بالسكرو المخلوط عجينه بالفستق واللوز، وقال المجلسي: لعلّه معرب أي الخبز اليابس.
الصفحة
ذكر ياحيّ ياقيّوم
246 ـ روى السيوطي في مسند فاطمة: يا فاطمة ما لي لا أسمعك بالغداة والعشيّ، تقولين: "ياحيّ ياقيّوم برحمتك أستغيث، اصلح لي شأني كلّه ولا تكلني إلى نفسي". (الخطيب عن أبي هريرة)(2).
247 ـ وفيه أيضاً: يا فاطمة ما يمنعك أن تسمعي ما اُوصيك به، إنّ تقولي [إذا اصبحت وامسيت](3) "ياحيّ ياقيّوم برحمتك استغيث، فلا تكلني إلى نفسي طرفه عين، وأصلح لي شأني كلّه". (عد، هب، عن أنس)(4).
لدفع الرؤيا المكروهة
248 ـ السيّد في فلاح السائل: عن التلعكبرى، عن عليّ بن محمّد بن يعقوب العجلي، عن ابن فضال، عن محمّد بن الوليد، عن أبان بن عثمان، عن عبدالله وسليمان، عن أبي جعفر، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: شكّت فاطمة (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما تلقاه في المنام، فقال لها: إذا رأيت شيئاً من ذلك. فقولي: "اعوذ بما
____________
1 ـ بحار الأنوار 73:213.
2 ـ رواه السيوطي في مسند فاطمة: 2 الحديث رقم: 3، عن الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 8:.48 3 ـ ما بين المعتوفتين من مجمع الزوائد ـ كما في هامش مسند فاطمة ـ.
4 ـ رواه السيوطي في مسند فاطمة: 3 الحديث رقم: 4، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد 10:117، وقال: رواه البزاز ورجاله رجال الصحيح غير عثمان بن موهب وهو ثقة.
قال المؤلّف: وقد نقله الشيخ الكفعمي في المصباح: 300، عن ابن طاووس وأوّله: بسم الله الرّحمن الرّحيم ياحيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث، فأغثني، ولا تكلني إلى نفسي".
ورواه المجلسي في البحار 43:217، و91:210، وعنه عوالم العلوم 11:264. قلت: وسيأتي ذكر السيدة لهذه العبارة في فصل: "حرزها (عليها السلام) " وفصل: "وفاتها (عليها السلام) ".
الصفحة 321
عاذت به ملائكة الله المقرّبون وأنبياء الله المرسلون وعباد الله الصالحون من شرّ رؤياي الّتي رأيت أن تضرّني في ديني ودنياي" واتفلي على يسارك ثلاثاً(1).
قال المؤلّف: قد وردت روايات بهذا المضمون لدفع سوء ما يرى الإنسان في المنام ممّا يكرهه، وفيها، قال جبرئيل (عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا رأيت في منامك شيئاً تكرهه او رأى أحد من المؤمنين، فليقل: أعوذ بما عاذت إلى آخر الدعاء..(2).
لدفع الشدائد
249 ـ مكارم الأخلاق: عن جابر بن عبدالله الأنصاري أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله)، علّم عليّاً وفاطمة (عليها السلام) هذا الدعاء وقال لهما: إن نزلت بكما مصيبة او خفتما جور السلطان او ضلّت لكما ضالّة، فاحسنا الوضوء وصلّيا ركعتين وارفعا ايديكما إلى السّماء وقولا: "يا عالم الغيب والسرائر، يا مطاع يا عليم، يا الله يا الله يا الله، يا هازم الأحزاب لمحمّد (صلى الله عليه وآله) يا كائد فرعون لموسى، يا منجى عيسى من الظلمة، يا مخلّص قوم نوح من الغرق، يا راحم عبده يعقوب، يا كاشف ضرّ أيّوب، يا منجي ذي النون من الظلمات، يا فاعل كلّ خير، يا هادياً إلى كلّ خير، يا دالا على كلّ خير، يا آمراً بكلّ خير، يا خالق الخير، يا أهل الخيرات، أنت الله رغبت إليك فيما قد علمت، وأنت علاّم الغيوب، أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد".
ثمّ إسألا الحاجة تجاب ان شاء الله تعالى(3).
____________
1 ـ مستدرك الوسائل 1:351، عن فلاح السائل: 262 ـ وصححناه على الأخير ـ.
2 ـ مستدرك الوسائل: 1: 351 وفي الوسائل 4:1066 زيادة: وعباده الصالحون من شرّ كل ما رأيت في ليلتي هذه أن يصيبني منه سوء اوشيء يكره، ثمّ اتفلي عن يسارك ثلاث مرات.
3 ـ مستدرك الوسائل 2:41.
الصفحة 322
دعائها (عليها السلام) للمؤمنين والمؤمنات
250 ـ دلائل الامامة: أخبرني الشريف أبو محمّد الحسن بن أحمد الحمّدي النقيب، قال: أخبرني أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين، قال: حدّثني محمّد بن الحسن القزويني المعروف بابن المغيرة، قال: حدّثنا محمّد بن عبدالله الحضرمي، قال: حدّثنا جندل بن والق، قال: حدّثنا محمّد بن عمر المازني، عن عباد الضبي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن فاطمة الصغرى، عن الحسين بن عليّ، عن أخيه الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: رأيت اُمّي فاطمة (عليها السلام) قامت في محرابها ليلة جمعتها، فلم تزل راكعة ساجدة حتّى اتضح عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء.
فقلت لها: يا اُمّاه لم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟
فقالت: يا بنيّ الجار ثمّ الدار(1).
251 ـ البحار: عن مصباح الأنوار: عن جعفر بن محمّد عليهما السلام كانت فاطمة (عليها السلام)، إذا دعت تدعو للمؤمنين والمؤمنات ولا تدعو لنفسها، فقيل لها؟ فقالت: الجار ثمّ الدار(2).
دعاء النور
252 ـ مهج الدعوات: عن الشيخ عليّ بن محمّد بن عليّ بن عبدالصمد، عن جدّه، عن الفقيه أبي الحسن، عن أبي البركات عليّ بن الحسين الجوزي، عن
____________
1 ـ دلائل الإمامة: 56، ورواه الصدوق في علل الشرائع 1:181، وبحار الأنوار: 43:82، والوسائل 4:1151، وعوالم العلوم 11:127، وناسخ التواريخ 2:418، وكشف الغمّة: 94.
2 ـ بحار الأنوار 9:388.
الصفحة 323
الصّدوق، عن الحسن بن محمّد بن سعيد، عن فرات بن ابراهيم، عن جعفر بن محمّد بشرويه، عن محمّد بن ادريس بن سعيد الأنصاري، عن داود بن رشيد، والوليد بن شجاع بن مروان، عن عاصم، عن عبدالله بن سلمان الفارسي، عن أبيه، قال:
خرجت من منزلي يوماً بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعشرة أيّام، فلقيني عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ابن عمّ الرّسول (صلى الله عليه وآله)، فقال لي: يا سلمان جفوتنا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت: حبيبي أبا الحسن مثلكم لا يجفى، غير أن حزني على رسول الله (صلى الله عليه وآله) طال فهو الّذي منعني من زيارتكم.
فقال (عليه السلام) لي: يا سلمان إئت منزل فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فإنّها إليك مشتاقة [و] تريد أن تتحفك بتحفة قد اُتحفت بها من الجنّة. قلت لعليّ (عليه السلام): قد اُتحفت فاطمة بشيء من الجنّة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟
قال: نعم، بالأمس.
قال سلمان الفارسي: فهرولت إلى منزل فاطمة (عليها السلام) بنت محمّد (صلى الله عليه وآله) [وقرعت الباب، فخرجت إليّ فضة فأذنت لي فدخلت]، فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا اخمّرت رأسها انجلى ساقها وإذا اغطّت ساقها انكشف رأسها.
فلمّا نظرت إليّ اعتجزت(1) [بها واستترت] ثمّ قالت: يا سلمان جفوتني بعد وفاة أبي (صلى الله عليه وآله)؟
قلت: حبيبتي أأجفاكم؟ قالت: فمه، اجلس واعقل ما أقول لك: إنيّ كنت جالسة بالأمس في هذا المجلس وباب الدار مغلق وأنا أتفكّر في انقطاع الوحي عنّا
____________
1 ـ أي جعلت العباءة على رأسها، والإعتجار: شد الشيء على الرأس.
الصفحة 324
وانصراف الملائكة عن منزلنا، فإذا انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد، فدخل عليّ ثلاث جوار لم ير الراؤون بحسنهنّ ولا كهيئتهنّ ولا نضارة وجوههنّ، ولا أزكى من ريحهنّ، فلمّا رأيتهنّ قمت اليهنّ مستنكرة لهنّ(1). فقلت: أنتنّ من أهل مكّة ام من أهل المدينة؟ فقلن: يا بنت محمّد لسنا من أهل مكّة ولا من أهل المدينة ولا من أهل الأرض جميعاً غير أننّا جوار من الحور العين من دار السلام ارسلنا ربّ العزّة إليك يا بنت محمّد إنا إليك مشتاقات.
فقلت للّتي اظنّ إنّها أكبر سنّاً: ما اسمك؟ قالت: اسمي مقدودة. قلت: ولم سمّيت مقدودة؟
قالت: خلقت للمقداد بن الأسود الكندي صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقلت للثانية: ما اسمك؟ قالت: ذرّة.
قلت: لم سمّيت ذرّة، وأنت في عيني نبيلة؟
قالت: خلقت لأبي ذرّ الغفاريّ صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقلت للثالثة: ما اسمك؟ قالت: سلمى، قلت: ولم سمّيت سلمى؟
قالت: أنا لسلمان الفارسي مولى أبيك رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قالت فاطمة: ثمّ أخرجن لي رطباً ازرق كامثال الخشكنانج الكبّار(2)، أبيض من الثلج، وأزكى ريحاً من المسك الأزفر، فقالت لي: يا سلمان افطر عليه عشيتك، فإذا كان غداً، فجئني بنواه ـ او قالت: عجمه ـ.
قال سلمان: فأخذت الرطب، فما مررت بجمع من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)
____________
1 ـ تنكرت لهنّ: نظرت إليهنّ بتعجب واستنكار.
2 ـ خشكنانج معرب خشكنانة، وهو: الخبز المحلّي بالسكرو المخلوط عجينه بالفستق واللوز، وقال المجلسي: لعلّه معرب أي الخبز اليابس.
الصفحة
رد: مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام) » ما علّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الدعاء
ألا قالوا: يا سلمان امعك مسك؟ قلت: نعم، فلمّا كان وقت الإفطار أفطرت عليه، فلم أجد له عجماً ولا نوى، فمضيت إلى بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في اليوم الثاني، فقلت لها: (عليها السلام) إنّي أفطرت على ما أتحفتيني به، فما وجدت له عجماً ولا نوى قالت: يا سلمان ولن يكون له عجماً ولا نوى وإنّما هو نخل غرسه الله في دار السلام بكلام علّمنيه أبي محمّد (صلى الله عليه وآله) كنت أقوله غدوة وعشيّة؟
قال سلمان: قلت: علميني الكلام يا سيّدتي.
فقالت: إن سرّك أن لا يمسّك اذى الحمى ما عشت في دار الدّنيا، فواظب عليه.
ثمّ قال سلمان: علمتني هذا الحرز، فقالت: "بسم الله الرّحمن الرّحيم، بسم الله النور، بسم الله نور النور، بسم الله نور على نور، بسم الله الّذي هو مدبّر الاُمور، بسم الله الّذي خلق النور من النور، الحمد لله الّذي خلق النور من النور، وأنزل النور على الطور، في كتاب مسطور، في رقّ منشور، بقدر مقدور، على نبيّ محبور، الحمد لله الّذي هو بالعز مذكور، وبالفخر مشهور، وعلى السّراء والضّرّاء مشكور، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين".
قال سلمان، فتعلمتهنّ، فوالله لقد علمتهنّ أكثر من ألف نفس من أهل المدينة ومكّة ممّن بهم الحمى، فكلّ برىء من مرضه بإذن الله تعالى(1).
253 ـ وروى الكشي في رجاله: عن جعفر غلام عبدالله بن بكير، عن عبدالله
____________
1 ـ مهج الدعوات: 5، وعنه بحار الأنوار 43:66 و83:323، و91:226، و92:36، وعوالم العلوم 11:81، وناسخ التواريخ: 388، والخرائج والجرائح 2:533 ومعالم الزلفى: 406.
(قلت) ورواه أبو جعفر الطوسي في الثاقب في المناقب: 297 ـ 300 باختلاف يسير في الألفاظ، وما بين المعقوفات أخذناها منه.
الصفحة 326
بن محمّد بن نهيك، عن النصيبي، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) ; يا سلمان اذهب إلى فاطمة (عليها السلام)، فقل لها: تتحفك بتحفة من تحف الجنّة، فذهب إليها سلمان، فإذا بين يديها ثلاث سلال، فقال لها: يا بنت رسول الله اتحفيني، فقالت: هذه ثلاث سلال جائتني بها ثلاث وصائف، فسالتهنّ عن اسمائهنّ، فقالت واحدة: أنا سلمى لسلمان وقالت الاُخرى: أنا ذرّة لأبي ذر وقالت الاُخرى: أنا مقدودة لمقداد.
قال سلمان: ثمّ قبضت، فناولتني، فما مررت بملأ إلاّ ملئوا طيباً لريحها(1).
254 ـ دلائل الإمامة: روى علي بن الحسن الشافعي، قال: حدّثنا يوسف ابن يعقوب القاضي، قال: حدّثنا محمّد بن الأشعث، عن محمّد بن عون الطائي، عن داود بن أبي هند، عن ابن أبان، عن سلمان، قال: كنت خارجاً من منزلي (فساق الحديث وفيه: أنّ فاطمة (عليها السلام) اعطته تمراً، وطلبت منه أن يأتيها بعجمه ونواه، فلم يجد لها نور؟ فجاء من الغد)(2)، فتبسّمت ضاحكة وقالت: من أين يكون لها نوى؟ وإنّما هو تعالى خلقه لي(3) تحت عرشه بدعوات علمنيها رسول الله، فقلت: حبيبتي علميني الدعوات؟ فقالت: إن سرك أن تلقى الله وهو عنك غير غضبان، فواظب على هذا الدعاء وهو "بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله النور، بسم الله الّذي يقول للشيء كن، فيكون، بسم الله الّذي يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، بسم الله الّذي خلق النور من النور، بسم الله الّذي هو بالمعروف مذكور، بسم الله الّذي
____________
1 ـ رجال الكشي: 6، وعنه بحار الأنوار 22:353.
2 ـ قد نقلنا الحديث بطوله عن كتاب مهج الدعوات في ما مضى.
3 ـ كذا في دلائل الامامة: 28، وفي مهج الدعوات: وإنّما هو نخل غرسه الله في دار السلام.
الصفحة
قال سلمان: قلت: علميني الكلام يا سيّدتي.
فقالت: إن سرّك أن لا يمسّك اذى الحمى ما عشت في دار الدّنيا، فواظب عليه.
ثمّ قال سلمان: علمتني هذا الحرز، فقالت: "بسم الله الرّحمن الرّحيم، بسم الله النور، بسم الله نور النور، بسم الله نور على نور، بسم الله الّذي هو مدبّر الاُمور، بسم الله الّذي خلق النور من النور، الحمد لله الّذي خلق النور من النور، وأنزل النور على الطور، في كتاب مسطور، في رقّ منشور، بقدر مقدور، على نبيّ محبور، الحمد لله الّذي هو بالعز مذكور، وبالفخر مشهور، وعلى السّراء والضّرّاء مشكور، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين".
قال سلمان، فتعلمتهنّ، فوالله لقد علمتهنّ أكثر من ألف نفس من أهل المدينة ومكّة ممّن بهم الحمى، فكلّ برىء من مرضه بإذن الله تعالى(1).
253 ـ وروى الكشي في رجاله: عن جعفر غلام عبدالله بن بكير، عن عبدالله
____________
1 ـ مهج الدعوات: 5، وعنه بحار الأنوار 43:66 و83:323، و91:226، و92:36، وعوالم العلوم 11:81، وناسخ التواريخ: 388، والخرائج والجرائح 2:533 ومعالم الزلفى: 406.
(قلت) ورواه أبو جعفر الطوسي في الثاقب في المناقب: 297 ـ 300 باختلاف يسير في الألفاظ، وما بين المعقوفات أخذناها منه.
الصفحة 326
بن محمّد بن نهيك، عن النصيبي، عن أبي عبدالله (عليه السلام)، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) ; يا سلمان اذهب إلى فاطمة (عليها السلام)، فقل لها: تتحفك بتحفة من تحف الجنّة، فذهب إليها سلمان، فإذا بين يديها ثلاث سلال، فقال لها: يا بنت رسول الله اتحفيني، فقالت: هذه ثلاث سلال جائتني بها ثلاث وصائف، فسالتهنّ عن اسمائهنّ، فقالت واحدة: أنا سلمى لسلمان وقالت الاُخرى: أنا ذرّة لأبي ذر وقالت الاُخرى: أنا مقدودة لمقداد.
قال سلمان: ثمّ قبضت، فناولتني، فما مررت بملأ إلاّ ملئوا طيباً لريحها(1).
254 ـ دلائل الإمامة: روى علي بن الحسن الشافعي، قال: حدّثنا يوسف ابن يعقوب القاضي، قال: حدّثنا محمّد بن الأشعث، عن محمّد بن عون الطائي، عن داود بن أبي هند، عن ابن أبان، عن سلمان، قال: كنت خارجاً من منزلي (فساق الحديث وفيه: أنّ فاطمة (عليها السلام) اعطته تمراً، وطلبت منه أن يأتيها بعجمه ونواه، فلم يجد لها نور؟ فجاء من الغد)(2)، فتبسّمت ضاحكة وقالت: من أين يكون لها نوى؟ وإنّما هو تعالى خلقه لي(3) تحت عرشه بدعوات علمنيها رسول الله، فقلت: حبيبتي علميني الدعوات؟ فقالت: إن سرك أن تلقى الله وهو عنك غير غضبان، فواظب على هذا الدعاء وهو "بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله النور، بسم الله الّذي يقول للشيء كن، فيكون، بسم الله الّذي يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، بسم الله الّذي خلق النور من النور، بسم الله الّذي هو بالمعروف مذكور، بسم الله الّذي
____________
1 ـ رجال الكشي: 6، وعنه بحار الأنوار 22:353.
2 ـ قد نقلنا الحديث بطوله عن كتاب مهج الدعوات في ما مضى.
3 ـ كذا في دلائل الامامة: 28، وفي مهج الدعوات: وإنّما هو نخل غرسه الله في دار السلام.
الصفحة
رد: مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام) » ما علّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الدعاء
أنزل النور على الطور، بقدر، مقدور، في كتاب مسطور، على نبيّ محبور(1).
دعاء آخر
255 ـ بحار الأنوار: عن اختيار ابن الباقي: دعاء عن سيّدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام): "اللّهمّ بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي وتوفّني إذا كانت الوفاة خيراً لي، اللّهمّ إنّي أسألك كلمة الاخلاص وخشيتك في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وأسألك نعيماً لا ينفد، وأسألك قرّة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بالقضاء; وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك من غير ضرّآء مضرّة ولا فتنة مظلّة، اللّهمّ زينّا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهديين يا ربّ العالمين"(2).
دعاء ثالث
256 ـ مهج الدعوات: دعاء آخر، عن مولاتنا فاطمة الزهراء، صلوات الله عليها:
"اللّهم قنعّني بما رزقتي، واسترني، وعافني أبداً ما أبقيتني، واغفر لي وارحمني إذا توفّيتني اللّهمّ لا تعيني(3) في طلب ما لم تقدّر لي، وما قدّرته عليِّ، فاجعله ميسّراً سهلا، اللّهمّ كاف(4) عنّي والديّ وكلّ من له نعمة عليّ، خير مكافاة،
____________
1 ـ دلائل الامامة: 28.
2 ـ بحار الأنوار 91:225.
3 ـ من الأعياء: وهو التعب والنصب.
4 ـ كذا في البحار والصحيح: كافيء ـ بالهمزة ـ لأنّه المكافاة وهي المجازات.
الصفحة 328
اللّهمّ فرّغني لما خلقتني له ولا تشغلني بما تكفلت لي به، ولا تعذّبني وأنا استغفرك ولا تحرمني وأنا اسألك، اللّهمّ ذلل نفسي، وعظّم شأنك في نفسي، والهمني طاعتك والعمل بما يرضيك والتجنّب لما يسخطك يا أرحم الرّاحمين"(1).
تسبيحها (عليها السلام)
257 ـ الدعوات: تسبيح فاطمة (عليها السلام) في اليوم الثالث(2): "سبحان من استنار بالحول والقوّة، سبحان من احتجب إلى سبع سماوات، فلا عين تراه، سبحان من اذلّ الخلائق، بالموت واعزّ نفسه بالحياة، سبحان من يبقى ويفنى كلّ شيء سواه، سبحان من استخلص الحمد لنفسه وارتضاه، سبحان الحيّ العليم، سبحان الحكيم الكريم، سبحان الملك القدوس، سبحان العليّ العظيم، سبحان الله وبحمده"(3).
ادعية الاُسبوع
258 ـ البلد الأمين: ادعية الاُسبوع لفاطمة (عليها السلام) (4).
دعاء يوم السبت
"اللّهمّ افتح لنا خزائن رحمتك، وهب لنا اللّهمّ رحمة لا تعذبنا بعدها في
____________
1 ـ مهج الدعوات: 175، وعنه بحار الأنوار 92:406.
2 ـ أي اليوم الثالث من كلّ شهر، فقد ذكر الراوندي لكلّ يوم من ايّام النصف الاول من الشهر تسبيحاً لأحد المعصومين. وجعل هذا التسبيح في ما يختص بفاطمة الزهراء (عليها السلام) في اليوم الثالث على أنّها (عليها السلام) ثالث المعصومين الاربعة عشر. سلام الله عليهم اجمعين.
3 ـ الدعوات: 91، وعنه المجلسي في البحار 91:205.
4 ـ البلد الأمين: 101، وعنه بحار الأنوار 87:338.
الصفحة 329
الدنياوالآخرة، وارزقنا من فضلك الواسع رزقاً حلالا طيّباً، ولا تحوجنا ولا تفقرنا إلى أحد سواك، وزدنا لك شكراً، وإليك فقراً وفاقة، وبك عمّن سواك غنا وتعفّفا، اللّهمّ وسّع علينا في الدنيا، اللّهمّ إنّا نعوذ بك ان تزوي(1) وجهك عنّا في حال ونحن نرغب إليك فيه، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد واعطنا ما تحب واجعله لنا قوّة فيما تحبّ يا أرحم الرّاحمين".
دعاء يوم الأحد
"اللّهم اجعل اوّل يومي هذا فلاحاً، وآخره نجاحاً، واوسطه صلاحاً، اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد، واجعلنا ممن أناب إليك، فقبلته وتوكّل عليك، فكفيته، وتضرّع إليك، فرحمته".
دعاء يوم الإثنين
اللّهمّ إنّي أسألك قوّة في عبادتك، وتبصّراً في كتابك، وفهماً في حكمك، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، ولا تجعل القرآن بنا ماحلا(2)، والصراط زائلا(3)، ومحمّداً (صلى الله عليه وآله) موليّاً"(4).
دعاء يوم الثلاثاء
"اللّهمّ اجعل غفلة الناس لنا ذكراً، واجعل ذكرهم لنا شكراً، واجعل صالح ما
____________
1 ـ الزوى: الانقباض.
2 ـ المحل: الجدب، وهو انقطاع المطر وخلوّ الأرض من الكلأ، يقال: بلد ما حلّ وزمان ما حلّ وأرض محل، والمراد: لا تجعل القرآن غير نافع لنا لعدم تمسكنا به.
3 ـ من الازديال وهي الازالة، وقال المجلسي في 87:340، والصراط زائلا أي بنا أوعنا.
4 ـ أي معرضاً عني.
الصفحة 330
نقول بألسنتا نيّة(1) في قلوبنا، اللّهمّ إنّ مغفرتك اوسع من ذنوبنا، ورحمتك ارجى عندنا من أعمالنا، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ووفقنا لصالح الأعمال والصواب من الفعال".
دعاء يوم الأربعاء
"اللّهمّ احرسنا بعينك الّتي لا تنام، وركنك الّذي لا يرام، وبأسمائك العظام، وصلّ على محمّد وآله، واحفظ علينا ما لو حفظه غيرك ضاع، واستر علينا ما لو ستره غيرك شاع، واجعل كلّ ذلك لنا مطوعاً(2) إنّك سميع الدعاء قريب مجيب".
دعاء يوم الخميس
"اللّهمّ إنّي أسألك الهدى والتقى والعفّاف والغنى والعمل بما تحبّ وترضى، اللّهمّ إنّي أسألك من قوّتك لضعفنا، ومن غناك لفقرنا وفاقتنا، ومن حلمك وعلمك لجهلنا، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد واعنا على شكرك وذكرك وطاعتك وعبادتك برحمتك يا أرحم الرّاحمين".
دعاء يوم الجمعة
"اللّهم اجعلنا من أقرب من تقرّب إليك، وأوجه من توجّه إليك، وانجح من سألك وتضرّع إليك، اللّهمّ اجعنا ممّن كأنّه يراك إلى يوم القيامة الّذي فيه يلقاك، ولا تمتنا إلاّ على رضاك، اللّهمّ واجعلنا ممّن اخلص لك بعمله واحبك في جميع خلقك، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، واعفر لنا مغفرة جزما حتماً لا نقترف بعدها ذنباً ولا نكتسب خطيئة ولا إثما، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد صلاة
____________
1 ـ قال المجلسي في بيانه: نية، أي: ذانيّة صحيحة.
2 ـ قال المجلسي في البحار 87:340 المطواع ـ بالكسر ـ الكثير الاطاعة.
دعاء آخر
255 ـ بحار الأنوار: عن اختيار ابن الباقي: دعاء عن سيّدتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام): "اللّهمّ بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي وتوفّني إذا كانت الوفاة خيراً لي، اللّهمّ إنّي أسألك كلمة الاخلاص وخشيتك في الرضا والغضب، والقصد في الغنى والفقر، وأسألك نعيماً لا ينفد، وأسألك قرّة عين لا تنقطع، وأسألك الرضا بالقضاء; وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك من غير ضرّآء مضرّة ولا فتنة مظلّة، اللّهمّ زينّا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهديين يا ربّ العالمين"(2).
دعاء ثالث
256 ـ مهج الدعوات: دعاء آخر، عن مولاتنا فاطمة الزهراء، صلوات الله عليها:
"اللّهم قنعّني بما رزقتي، واسترني، وعافني أبداً ما أبقيتني، واغفر لي وارحمني إذا توفّيتني اللّهمّ لا تعيني(3) في طلب ما لم تقدّر لي، وما قدّرته عليِّ، فاجعله ميسّراً سهلا، اللّهمّ كاف(4) عنّي والديّ وكلّ من له نعمة عليّ، خير مكافاة،
____________
1 ـ دلائل الامامة: 28.
2 ـ بحار الأنوار 91:225.
3 ـ من الأعياء: وهو التعب والنصب.
4 ـ كذا في البحار والصحيح: كافيء ـ بالهمزة ـ لأنّه المكافاة وهي المجازات.
الصفحة 328
اللّهمّ فرّغني لما خلقتني له ولا تشغلني بما تكفلت لي به، ولا تعذّبني وأنا استغفرك ولا تحرمني وأنا اسألك، اللّهمّ ذلل نفسي، وعظّم شأنك في نفسي، والهمني طاعتك والعمل بما يرضيك والتجنّب لما يسخطك يا أرحم الرّاحمين"(1).
تسبيحها (عليها السلام)
257 ـ الدعوات: تسبيح فاطمة (عليها السلام) في اليوم الثالث(2): "سبحان من استنار بالحول والقوّة، سبحان من احتجب إلى سبع سماوات، فلا عين تراه، سبحان من اذلّ الخلائق، بالموت واعزّ نفسه بالحياة، سبحان من يبقى ويفنى كلّ شيء سواه، سبحان من استخلص الحمد لنفسه وارتضاه، سبحان الحيّ العليم، سبحان الحكيم الكريم، سبحان الملك القدوس، سبحان العليّ العظيم، سبحان الله وبحمده"(3).
ادعية الاُسبوع
258 ـ البلد الأمين: ادعية الاُسبوع لفاطمة (عليها السلام) (4).
دعاء يوم السبت
"اللّهمّ افتح لنا خزائن رحمتك، وهب لنا اللّهمّ رحمة لا تعذبنا بعدها في
____________
1 ـ مهج الدعوات: 175، وعنه بحار الأنوار 92:406.
2 ـ أي اليوم الثالث من كلّ شهر، فقد ذكر الراوندي لكلّ يوم من ايّام النصف الاول من الشهر تسبيحاً لأحد المعصومين. وجعل هذا التسبيح في ما يختص بفاطمة الزهراء (عليها السلام) في اليوم الثالث على أنّها (عليها السلام) ثالث المعصومين الاربعة عشر. سلام الله عليهم اجمعين.
3 ـ الدعوات: 91، وعنه المجلسي في البحار 91:205.
4 ـ البلد الأمين: 101، وعنه بحار الأنوار 87:338.
الصفحة 329
الدنياوالآخرة، وارزقنا من فضلك الواسع رزقاً حلالا طيّباً، ولا تحوجنا ولا تفقرنا إلى أحد سواك، وزدنا لك شكراً، وإليك فقراً وفاقة، وبك عمّن سواك غنا وتعفّفا، اللّهمّ وسّع علينا في الدنيا، اللّهمّ إنّا نعوذ بك ان تزوي(1) وجهك عنّا في حال ونحن نرغب إليك فيه، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد واعطنا ما تحب واجعله لنا قوّة فيما تحبّ يا أرحم الرّاحمين".
دعاء يوم الأحد
"اللّهم اجعل اوّل يومي هذا فلاحاً، وآخره نجاحاً، واوسطه صلاحاً، اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد، واجعلنا ممن أناب إليك، فقبلته وتوكّل عليك، فكفيته، وتضرّع إليك، فرحمته".
دعاء يوم الإثنين
اللّهمّ إنّي أسألك قوّة في عبادتك، وتبصّراً في كتابك، وفهماً في حكمك، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، ولا تجعل القرآن بنا ماحلا(2)، والصراط زائلا(3)، ومحمّداً (صلى الله عليه وآله) موليّاً"(4).
دعاء يوم الثلاثاء
"اللّهمّ اجعل غفلة الناس لنا ذكراً، واجعل ذكرهم لنا شكراً، واجعل صالح ما
____________
1 ـ الزوى: الانقباض.
2 ـ المحل: الجدب، وهو انقطاع المطر وخلوّ الأرض من الكلأ، يقال: بلد ما حلّ وزمان ما حلّ وأرض محل، والمراد: لا تجعل القرآن غير نافع لنا لعدم تمسكنا به.
3 ـ من الازديال وهي الازالة، وقال المجلسي في 87:340، والصراط زائلا أي بنا أوعنا.
4 ـ أي معرضاً عني.
الصفحة 330
نقول بألسنتا نيّة(1) في قلوبنا، اللّهمّ إنّ مغفرتك اوسع من ذنوبنا، ورحمتك ارجى عندنا من أعمالنا، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ووفقنا لصالح الأعمال والصواب من الفعال".
دعاء يوم الأربعاء
"اللّهمّ احرسنا بعينك الّتي لا تنام، وركنك الّذي لا يرام، وبأسمائك العظام، وصلّ على محمّد وآله، واحفظ علينا ما لو حفظه غيرك ضاع، واستر علينا ما لو ستره غيرك شاع، واجعل كلّ ذلك لنا مطوعاً(2) إنّك سميع الدعاء قريب مجيب".
دعاء يوم الخميس
"اللّهمّ إنّي أسألك الهدى والتقى والعفّاف والغنى والعمل بما تحبّ وترضى، اللّهمّ إنّي أسألك من قوّتك لضعفنا، ومن غناك لفقرنا وفاقتنا، ومن حلمك وعلمك لجهلنا، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد واعنا على شكرك وذكرك وطاعتك وعبادتك برحمتك يا أرحم الرّاحمين".
دعاء يوم الجمعة
"اللّهم اجعلنا من أقرب من تقرّب إليك، وأوجه من توجّه إليك، وانجح من سألك وتضرّع إليك، اللّهمّ اجعنا ممّن كأنّه يراك إلى يوم القيامة الّذي فيه يلقاك، ولا تمتنا إلاّ على رضاك، اللّهمّ واجعلنا ممّن اخلص لك بعمله واحبك في جميع خلقك، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، واعفر لنا مغفرة جزما حتماً لا نقترف بعدها ذنباً ولا نكتسب خطيئة ولا إثما، اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد صلاة
____________
1 ـ قال المجلسي في بيانه: نية، أي: ذانيّة صحيحة.
2 ـ قال المجلسي في البحار 87:340 المطواع ـ بالكسر ـ الكثير الاطاعة.
رد: مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام) » ما علّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الدعاء
نامية(1) دائمة زاكية متتابعة متواصلة مترادفة برحمتك يا أرحم الرّاحمين"(2).
تعقيباتها للصلاة اليومية
259 ـ فلاح السائل: ومن المهمات الدعاء عقيب الصلوات الخمس المفروضات بما كانت الزهراء فاطمة سيّدة العالمين تدعو به، فمن ذلك دعائها عقيب فريضة الظّهر وهو:
"سبحان ذي العزّ الشامخ المنيف، سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم، سبحان ذي الملك الفاخر القديم، والحمد لله الّذي بنعمته بلغت ما بلغت به من العلم، والعمل له، والرغبة إليه، والطاعة لأمره، والحمد لله الّذي لم يجعلني جاحداً لشيء من كتابه، ولا متحيّراً في شيء من أمره، والحمد لله الّذي هداني لدينه ولم يجعلني اعبد شيئاً غيره.
اللّهمّ إنّي أسألك قول التوّابين وعملهم، ونجاة المجاهدين وثوابهم، وتصديق المؤمنين وتوكّلهم، والراحة عند الموت، والأمن عند الحساب، واجعل الموت خير غائب انتظره، وخير مطّلع يطلع عليّ، وارزقني عند حضور الموت، وعند نزوله، وفي غمراته، وحين تنزل النفس من بين التراقي، وحين تبلغ الحلقوم، وفي حال خروجي من الدنيا، وتلك الساعة الّتي لا أملك لنفسي فيها ضراً ولا نفعاً ولا شدّة ولا رخاء، روحاً من رحمتك، وحظا من رضوانك، وبشرى من كرامتك قبل أن تتوفى نفسي وتقبض روحي، وتسلّط ملك الموت على اخراج نفسي ببشري منك ـ يا ربّ ـ ليست من أحد غيرك تثلج بها صدري، وتسر بها نفسي، وتقر بها عيني، ويتهلل بها
____________
1 ـ من النمو وهو: الإزدياد.
2 ـ بحار الأنوار 87:338.
الصفحة 332
وجهي ويسفر بها لوني، ويطمئن بها قلبي، ويتباشر بها سائر جسدي، يغبطني بها من حضرني من خلقك ومن سمع بي من عبادك، تهوّن عليّ بها سكرات الموت، وتفرّج عنّي بها كربته وتخفف عنّي بها شدّته، وتكشف عنّي بها سقمه، وتذهب عنّي بها همّه وحسرته، وتعصمني بها أسفه وفتنته، وتجيرني بها من شره وشر ما يحضر أهله، وترزقني بها خيره وخير ما يحضر عنده، وخير ما هو كائن بعده.
ثمّ إذا توفيت نفسي وقبضت روحي، فاجعل روحي في الأرواح الرابحة واجعل نفسي في الأنفس الصالحة، واجعل جسدي في الأجساد المطهّرة، واجعل عملي في الأعمال المتقبّلة.
ثمّ ارزقني في خطتي من الأرض حصّتي، وموضع جنبي حيث يرفت لحمي، ويدفن عظمي، وأترك وحيداً لا حيلة لي، قد لفظتني البلاد، وتخّلى منّي العباد، وافتقرت إلى رحمتك، وأحتجت إلى صالح عملي، وألقى ما مهدت لنفسي وقدمت لآخرتي وعملت في أيام حياتي، فوزاً من رحمتك وضياء من نورك، وتثبيتاً من كرامتك بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، إنّك تضلّ الظالمين وتفعل ما تشاء.
ثمّ بارك لي في البعث والحساب إذا أنشقت الأرض عنّي وتخلّى العباد منّي، وغشيتني الصيحة، وأفزعتني النفخة، ونشرتني بعد الموت وبعثتني للحساب، فابعث معي يا ربّ نوراً من رحمتك يسعى بين يديّ، وعن يميني، تؤمنّي به وتربط به على قلبي، وتظهر به عذري، وتبيّض به وجهي، وتصدّق بها حديثي، وتفلج به حجّتي، وتبلغني به العروة الوثقى من رحمتك، وتحلّني الدرجة العليا من جنّتك، وترزقني به مرافقة محمّد النبيّ عبدك ورسولك في أعلى الجنّة درجة، وأبلغها
الصفحة 333
فضيلة، أبرّها عطيّة وأوفقها نفسة، مع الّذين أنعمت عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً.
اللّهمّ صلّ على محمّد خاتم النّبيّين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى الملائكة أجمعين وعلى آله الطيّبين الطاهرين، وعلى أئمّة الهدى أجمعين، آمين ربّ العالمين.
اللّهمّ صلّ على محمّد كما هديتنا به، وصلّ على محمّد كما رحمتنا به، وصلّ على محمّد كما عززتنا به، وصلّ على محمّد كما فضّلتنا به، وصلّ على محمّد كما شرّفتنا به، وصلّ على محمّد كما بصرتنا به، وصلّ على محمّد كما أنقذتنا به من شفا حفرة من النار.
اللّهمّ بيّض وجهه، وأعل كعبه، وأفلج حجّته، وأتمم نوره، وثقّل ميزانه، وعظّم برهانه، وأفسح له حتّى يرضى، وبلّغه الدرجة الوسيلة من الجنّة، وابعثه المقام المحمود الّذي وعدته، وأجعله أفضل النبيّين والمرسلين عندك منزلة ووسيلة، وأقصص بنا أثره، وأسقنا بكأسه، وأوردنا حوضه، واحشرنا في زمرته، وتوفّنا على ملّته وأسلك بنا سبله، واستعملنا بسنّته، غير خزايا ولا نادمين ولا شاكيّن ولا مبدلين.
يا من بابه مفتوح لداعيه، وحجابه مرفوع لراجيه، يا ساتر الأمر القبيح، ومداوي القلب الجريح، لا تفضحني في مشهد القيامة بموبقات الآثام، ولا تعرض بوجهك الكريم عنّي من بين الأنام، يا غاية المضطرّ الفقير، ويا جابر العظم الكسير هب لي موبقات الجرائر، وأعف عنّي فاضحات السرائر، واغسل قلبي من وزر الخطايا، وارزقني حسن الاستعداد لنزول المنايا، يا اكرم الأكرمين ومنتهى امنية السائلين.
الصفحة 334
أنت مولاي فتحت لي باب الدعاء والإنابة، فلا تغلق عنّي باب القبول والإجابة، ونجنّي برحمتك من النار، وبوّئني غرفات الجنان، واجعلني مستمسكاً بالعروة الوثقى، واختم لي بالسعادة وأحيني بالسلامة يا ذاالفضل والكمال والعزّة والجلال، لا تشمت بي عدوّاً ولا حاسداً، ولا تسلّط عليّ سلطاناً عنيداً ولا شيطاناً مريداً برحمتك يا أرحم الراحمين، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم وصلّى الله على محمّد وآله وسلّم تسليماً"(1).
تعقيباتها للصلاة اليومية
259 ـ فلاح السائل: ومن المهمات الدعاء عقيب الصلوات الخمس المفروضات بما كانت الزهراء فاطمة سيّدة العالمين تدعو به، فمن ذلك دعائها عقيب فريضة الظّهر وهو:
"سبحان ذي العزّ الشامخ المنيف، سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم، سبحان ذي الملك الفاخر القديم، والحمد لله الّذي بنعمته بلغت ما بلغت به من العلم، والعمل له، والرغبة إليه، والطاعة لأمره، والحمد لله الّذي لم يجعلني جاحداً لشيء من كتابه، ولا متحيّراً في شيء من أمره، والحمد لله الّذي هداني لدينه ولم يجعلني اعبد شيئاً غيره.
اللّهمّ إنّي أسألك قول التوّابين وعملهم، ونجاة المجاهدين وثوابهم، وتصديق المؤمنين وتوكّلهم، والراحة عند الموت، والأمن عند الحساب، واجعل الموت خير غائب انتظره، وخير مطّلع يطلع عليّ، وارزقني عند حضور الموت، وعند نزوله، وفي غمراته، وحين تنزل النفس من بين التراقي، وحين تبلغ الحلقوم، وفي حال خروجي من الدنيا، وتلك الساعة الّتي لا أملك لنفسي فيها ضراً ولا نفعاً ولا شدّة ولا رخاء، روحاً من رحمتك، وحظا من رضوانك، وبشرى من كرامتك قبل أن تتوفى نفسي وتقبض روحي، وتسلّط ملك الموت على اخراج نفسي ببشري منك ـ يا ربّ ـ ليست من أحد غيرك تثلج بها صدري، وتسر بها نفسي، وتقر بها عيني، ويتهلل بها
____________
1 ـ من النمو وهو: الإزدياد.
2 ـ بحار الأنوار 87:338.
الصفحة 332
وجهي ويسفر بها لوني، ويطمئن بها قلبي، ويتباشر بها سائر جسدي، يغبطني بها من حضرني من خلقك ومن سمع بي من عبادك، تهوّن عليّ بها سكرات الموت، وتفرّج عنّي بها كربته وتخفف عنّي بها شدّته، وتكشف عنّي بها سقمه، وتذهب عنّي بها همّه وحسرته، وتعصمني بها أسفه وفتنته، وتجيرني بها من شره وشر ما يحضر أهله، وترزقني بها خيره وخير ما يحضر عنده، وخير ما هو كائن بعده.
ثمّ إذا توفيت نفسي وقبضت روحي، فاجعل روحي في الأرواح الرابحة واجعل نفسي في الأنفس الصالحة، واجعل جسدي في الأجساد المطهّرة، واجعل عملي في الأعمال المتقبّلة.
ثمّ ارزقني في خطتي من الأرض حصّتي، وموضع جنبي حيث يرفت لحمي، ويدفن عظمي، وأترك وحيداً لا حيلة لي، قد لفظتني البلاد، وتخّلى منّي العباد، وافتقرت إلى رحمتك، وأحتجت إلى صالح عملي، وألقى ما مهدت لنفسي وقدمت لآخرتي وعملت في أيام حياتي، فوزاً من رحمتك وضياء من نورك، وتثبيتاً من كرامتك بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، إنّك تضلّ الظالمين وتفعل ما تشاء.
ثمّ بارك لي في البعث والحساب إذا أنشقت الأرض عنّي وتخلّى العباد منّي، وغشيتني الصيحة، وأفزعتني النفخة، ونشرتني بعد الموت وبعثتني للحساب، فابعث معي يا ربّ نوراً من رحمتك يسعى بين يديّ، وعن يميني، تؤمنّي به وتربط به على قلبي، وتظهر به عذري، وتبيّض به وجهي، وتصدّق بها حديثي، وتفلج به حجّتي، وتبلغني به العروة الوثقى من رحمتك، وتحلّني الدرجة العليا من جنّتك، وترزقني به مرافقة محمّد النبيّ عبدك ورسولك في أعلى الجنّة درجة، وأبلغها
الصفحة 333
فضيلة، أبرّها عطيّة وأوفقها نفسة، مع الّذين أنعمت عليهم من النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقاً.
اللّهمّ صلّ على محمّد خاتم النّبيّين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى الملائكة أجمعين وعلى آله الطيّبين الطاهرين، وعلى أئمّة الهدى أجمعين، آمين ربّ العالمين.
اللّهمّ صلّ على محمّد كما هديتنا به، وصلّ على محمّد كما رحمتنا به، وصلّ على محمّد كما عززتنا به، وصلّ على محمّد كما فضّلتنا به، وصلّ على محمّد كما شرّفتنا به، وصلّ على محمّد كما بصرتنا به، وصلّ على محمّد كما أنقذتنا به من شفا حفرة من النار.
اللّهمّ بيّض وجهه، وأعل كعبه، وأفلج حجّته، وأتمم نوره، وثقّل ميزانه، وعظّم برهانه، وأفسح له حتّى يرضى، وبلّغه الدرجة الوسيلة من الجنّة، وابعثه المقام المحمود الّذي وعدته، وأجعله أفضل النبيّين والمرسلين عندك منزلة ووسيلة، وأقصص بنا أثره، وأسقنا بكأسه، وأوردنا حوضه، واحشرنا في زمرته، وتوفّنا على ملّته وأسلك بنا سبله، واستعملنا بسنّته، غير خزايا ولا نادمين ولا شاكيّن ولا مبدلين.
يا من بابه مفتوح لداعيه، وحجابه مرفوع لراجيه، يا ساتر الأمر القبيح، ومداوي القلب الجريح، لا تفضحني في مشهد القيامة بموبقات الآثام، ولا تعرض بوجهك الكريم عنّي من بين الأنام، يا غاية المضطرّ الفقير، ويا جابر العظم الكسير هب لي موبقات الجرائر، وأعف عنّي فاضحات السرائر، واغسل قلبي من وزر الخطايا، وارزقني حسن الاستعداد لنزول المنايا، يا اكرم الأكرمين ومنتهى امنية السائلين.
الصفحة 334
أنت مولاي فتحت لي باب الدعاء والإنابة، فلا تغلق عنّي باب القبول والإجابة، ونجنّي برحمتك من النار، وبوّئني غرفات الجنان، واجعلني مستمسكاً بالعروة الوثقى، واختم لي بالسعادة وأحيني بالسلامة يا ذاالفضل والكمال والعزّة والجلال، لا تشمت بي عدوّاً ولا حاسداً، ولا تسلّط عليّ سلطاناً عنيداً ولا شيطاناً مريداً برحمتك يا أرحم الراحمين، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم وصلّى الله على محمّد وآله وسلّم تسليماً"(1).
رد: مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام) » ما علّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الدعاء
ومما روى عنها (عليها السلام) دعائها عقيب العصر في فلاح السائل
ومن المهمّات الدعاء عقيب العصر ممّا كانت الزهراء فاطمة سيّدة النساء صلوات الله عليها تدعو به في جملة دعائها للخمس الصلوات وهو:
سبحان من يعلم خواطر القلوب، سبحان من يحصي عدد الذّنوب، سبحان من لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السّماء، والحمد لله الّذي لم يجعلني كافراً لأنعمة، ولا جاحداً لفضله، فالخير فيه وهو أهله.
والحمد لله على حجّته البالغة على جميع من خلق ممّن اطاعه وممّن عصاه، فإن رحم فمن منّه، وإن عاقب فبما قدّمت أيديهم وما الله بظلاّم للعبيد.
والحمد لله العليّ المكان والرفيع البنيان، الشديد الأركان العزيز السلطان، العظيم الشأن، الواضح البرهان، الرحيم الرحمان، المنعم المنّان.
الحمد لله الّذي احتجب عن كلّ مخلوق يراه بحقيقة الربوبيّة وقدرة الوحدانيّة، فلم تدركه الأبصار، ولم تحط به الأخبار، ولم يعيّنه مقدار، ولم يتوهمّه اعتبار، لأنّه الملك الجبّار.
____________
1 ـ بحار الأنوار 83:66 عن فلاح السائل: 173 ـ 159 ـ 161، وعنه ناسخ التواريخ: 444.
الصفحة 335
اللّهمّ قدترى مكاني، وتسمع كلامي، وتطّلع على أمري، وتعلم ما في نفسي، وليس يخفى عليك شيء من أمري، وقد سعيت إليك في طلبتي، وطلبت إليك في حاجتي، وتضرّعت إليك في مسألتي وسألتك لفقر وحاجة وذلّه وضيقة وبؤس ومسكنة، وأنت الربّ الجواد بالمغفرة، تجد من تعذّب غيري ولا أجد من يغفر لي غيرك، وأنت غنيّ عن عذابي.
وأنا فقير إلى رحمتك، فأسألك بفقري إليك وغناك عنّي، وبقدرتك عليّ وقلّة امتناعي منك، أن تجعل دعائي هذا دعاءاً وافق منك اجابة، ومجلسي هذا مجلساً وافق منك رحمة، وطلبتي هذه طلبة وافقت منك نجاحاً، وما خفت عسرته من الاُمور فيسّره، وما خفّت عجزه من الأشياء فوسّعه، ومن ارادني بسوء من الخلائق كلّهم فاغلبه به، آمين يا أرحم الراحمين، وهوّن عليّ ما خشيت شدّته، واكشف عنّي ما خشيت كربته، ويسّر لي ما خشيت عسرته آمين ربّ العالمين.
اللّهم انزع العجب والرّياء والكبر والبغي والحسد والضعف والشكّ والوهن والضرّ والأسقام والخذلان والمكر والخديعة والبلية والفساد من سمعي وبصري وجميع جوارحي، وخذ بناصيتي إلى ما تحبّ وترضى يا أرحم الراحمين.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، واغفر ذنبي، واستر عورتي، وآمن روعتي، واجبر مصيبتي، واغن فقري، ويسّر حاجتي، واقلني عثرتي، واجمع شملي، واكفني ما اهمّني وما غاب عنّي وما حضرني وما اتخوّفه منك يا ارحم الرّاحمين.
اللّهمّ فوّضت أمري إليك، والجأت ظهري إليك، واسلمت نفسي إليك بما جنيت عليها فزعاً منك وخوفاً وطمعاً، وأنت الكريم الّذي لا يقطع الرجاء، ولا يخيب الدعاء، فأسألك بحقّ إبراهيم خليلك وموسى كليمك، وعيسى روحك،
الصفحة 336
ومحمّد صفيّك ونبيّك صلواتك عليه وآله، ان لا تصرف وجهك الكريم عنّي حتّى تقبل توبتي، وترحم عبرتي وتغفر لي خطيئتي يا أرحم الرّاحمين، ويا أحكم الحاكمين.
اللّهم اجعل ثاري على من ظلمني، وانصرني على من عاداني، اللّهم لا تجعل مصيبتي في ديني، ولا تجعل الدنيا أكبر همّي، ولا مبلغ علمي.
الهي أصلح لي ديني الّذي هو عصمة أمري، واصلح لي دنياي الّتي فيها معاشي، واصلح لي آخرتي الّتي فيما معادي، واجعل الحياة زيادة لي من كلّ خير، واجعل الموت راحة لي من كلّ شرّ.
اللّهمّ إنّك عفّو تحبّ العفو، فاعف عنّي.
اللّهم أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، والعدل في الغضب والرضا، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا يبيد، وقرّة عين لا ينقطع، فأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك لذّة النظر إلى وجهك.
اللّهمّ إنّي استهديك لإرشاد أمري، واعوذ بك من شرّ نفسي.
اللّهمّ عملت سوء وظلمت نفسي، فاغفر لي، إنّه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت.
اللّهمّ إنّي أسألك تعجيل عافيتك، وصبراً على بليّتك، وخروجاً من الدنيا إلى رحمتك.
اللّهمّ إنّي اُشهدك واُشهد ملائكتك وحملة عرشك، واُشهد من في السموات ومن في الأرض إنّك أنت الله لا إله إلاّ أنت، وحدك لا شريك لك، وأنّ محمّداً عبدك ورسولك (صلى الله عليه وآله)، وأسألك بأنّ لك الحمد لا إله إلاّ أنت بديع السموات والأرض، يا
الصفحة 337
كائناً قبل أن يكون شيء، والمكوّن لكلّ شيء، والكائن بعد ما لا يكون شيء.
اللّهمّ إلى رحمتك رفعت بصري، وإلى جودك بسطت كفّي، ولا تحرمني وأنا أسألك، ولا تعذّبني وأنا استغفرك.
اللّهمّ، فاغفر لي، فإنّك بي عالم، ولا تعذّبني، فإنّك عليّ قادر برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللّهمّ ذا الرحمة الواسعة والصلاة النافعة الرافعة الزاكية صلّ على أكرم خلقك عليك وأحبّهم إليك وأوجههم لديك، محمّد عبدك ورسولك المخصوص بفضائل الوسائل أشرف وأكرم وأرفع وأعظم وأكمل ما صلّيت على مبلّغ عنك، ومؤتمن على وحيك.
اللّهمّ كما سددت به العمى وفتحت به الهدى، فاجعل مناهج سبله لنا سننا، وحجج برهانه لنا سببا نأتمّ به إلى القدوم عليك.
اللّهمّ لك الحمد ملء السموات السبع، وملء طباقهنّ، وملء الأرض السبع، وملء ما بينهما وملء عرش ربّنا الكريم، وميزان ربّنا الغفّار، ومداد كلمات ربّنا القهّار، وملء الجنّة وملء النار، وعدد الثرى والماء وعدد ما يرى وما لا يرى.
اللّهمّ واجعل صلواتك وبركاتك ومنّك ومغفرتك ورحمتك ورضوانك وفضلك وسلامتك وذكرك ونورك وشرفك ونعمتك وخيرتك على محمّد وعلى آل محمّد، كما صلّيت وباركت وترحمت على ابراهيم وآل ابراهيم إنّك حميد مجيد.
اللّهمّ اعط محمّداً الوسيلة العظمى وكريم جزائك في العقبى حتّى تشرفه يوم القيامة يا إله الهدى.
اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد وعلى جميع ملائكتك ورسلك،
الصفحة 338
سلام على جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وحملة العرش وملائكتك، والكرام الكاتبين والكروّبين، وسلام على ملائكتك أجمعين، وسلام على أبينا آدم وعلى أمّنا حواء، وسلام على النبيّين أجمعين، والصدّيقين وعلى الشهداء والصالحين، وسلام على المرسلين أجمعين، والحمد لله ربّ العالمين ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، وحسبي الله ونعم الوكيل، وصلّى الله على محمّد وآله وسلّم كثيراً(1)(2).
وروي عنها دعائها (عليها السلام) عقيب المغرب فلاح السائل
ومن تعقيب فريضة المغرب أيضاً، يختص بها ممّا روي عن مولاتنا فاطمة (عليها السلام) من الدعاء عقيب الخمس الصلوات وهو:
"الحمد لله الّذي لا يحصي مدحته القائلون، والحمد لله الّذي لا يحصي نعماءه العادّون، والحمد لله الّذي لا يؤدّي حقّه المجتهدون، ولا إله إلاّ الله المحيي المميت، والله أكبر ذو الطّول، والله أكبر ذو البقاء الدائم، والحمد لله الّذي لا يدرك العالمون علمه، ولا يستخف الجاهلون حلمه، ولا يبلغ المادحون مدحته، ولا يصف الواصفون صفته، ولا يحسن الخلق نعته.
والحمد لله ذي الملك والملكوت، والعظمة والجبروت، والكبرياء والجلال، والبهاء، والمهابة، والجمال والعزّة، والقدرة، والحلول، والقوّة، والمنّة، والغلبة، والفضل، والطول، والعدل، والحق، والخلق، والعلى، والرفعة، والمجد، والفضيلة، والحكمة، والغناء والسعة، والبسط، والقبض، والحلم، والعلم، والحجّة البالغة،
____________
1 ـ فلاح السائل: 186 ـ 188.
2 ـ بحار الأنوار 83: 85 ـ 88 عن فلاح السائل: 202، وعنه ناسخ التواريخ: 448.
الصفحة 339
والنعمة السابغة، والثناء الحسن الجميل، والآلاء الكريمة، ملك الدنيا والآخرة والجنّة والنار وما فيهنّ تبارك الله وتعالى.
والحمد لله الّذي علم أسرار الغيوب، وأطّلع على ما تجني القلوب، فليس عنه مذهب ولا مهرب.
الحمد لله الّذي المتكبّر في سلطانه، العزيز في أمانه، المتجبّر في ملكه، القوي في بطشه، الرفيع فوق عرشه، المطّلع على خلقه، والبالغ لما أراد من علمه.
الحمد لله الّذي بكلماته قامت السموات الشداد، وثبّتت الأرضون المهاد، وأنتصبت الجبال الرواسي الأوتاد، وجرت الرياح اللواقح، وسارت في جوّ السماء السحاب، ووقفت على حدودها البحار، ووجلت القلوب عن مخافته وأنقمعت الأرباب لربوبيّته، تباركت يا محصي قطر المطر، وورق الشجر، ومحيي أجساد الموتى للحشر، سبحانك يا ذا الجلال والإكرام، ما فعلت بالغريب الفقير إذا أتاك مستجيراً مستغيثاً، ما فعلت بمن أناخ بفنائك وتعرّض لرضاك وغدا إليك، فجثا بين يديك يشكو إليك ما لا يخفى عليك، فلا يكوننّ يا ربّ حظي من دعائي الحرمان ولا نصيبي ممّا أرجو من منّك الخذلان، يا من لم يزل ولا يزال ولا يزول كما لم يزل قائماً على كلّ نفس بما كسبت، يا من جعل أيّام الدنيا تزول وشهورها تحول وسنّيها تدور، وأنت الدائم لا تبليك الأزمان ولا تغيّرك الدهور، يا من كّل يوم عنده جديد وكلّ رزق عنده عتيد للضيف والقويّ والشديد، قسّمت الأرزاق بين الخلائق، فسوّيت بين الذرّة والعصفور.
اللّهمّ إذا ضاق المقام بالناس، فنعوذ بك في ضيق المقام، اللّهمّ إذا طال يوم القيامة على المجرمين، فقصّر طول ذلك اليوم علينا كما بين الصلاة إلى الصلاة.
ومن المهمّات الدعاء عقيب العصر ممّا كانت الزهراء فاطمة سيّدة النساء صلوات الله عليها تدعو به في جملة دعائها للخمس الصلوات وهو:
سبحان من يعلم خواطر القلوب، سبحان من يحصي عدد الذّنوب، سبحان من لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السّماء، والحمد لله الّذي لم يجعلني كافراً لأنعمة، ولا جاحداً لفضله، فالخير فيه وهو أهله.
والحمد لله على حجّته البالغة على جميع من خلق ممّن اطاعه وممّن عصاه، فإن رحم فمن منّه، وإن عاقب فبما قدّمت أيديهم وما الله بظلاّم للعبيد.
والحمد لله العليّ المكان والرفيع البنيان، الشديد الأركان العزيز السلطان، العظيم الشأن، الواضح البرهان، الرحيم الرحمان، المنعم المنّان.
الحمد لله الّذي احتجب عن كلّ مخلوق يراه بحقيقة الربوبيّة وقدرة الوحدانيّة، فلم تدركه الأبصار، ولم تحط به الأخبار، ولم يعيّنه مقدار، ولم يتوهمّه اعتبار، لأنّه الملك الجبّار.
____________
1 ـ بحار الأنوار 83:66 عن فلاح السائل: 173 ـ 159 ـ 161، وعنه ناسخ التواريخ: 444.
الصفحة 335
اللّهمّ قدترى مكاني، وتسمع كلامي، وتطّلع على أمري، وتعلم ما في نفسي، وليس يخفى عليك شيء من أمري، وقد سعيت إليك في طلبتي، وطلبت إليك في حاجتي، وتضرّعت إليك في مسألتي وسألتك لفقر وحاجة وذلّه وضيقة وبؤس ومسكنة، وأنت الربّ الجواد بالمغفرة، تجد من تعذّب غيري ولا أجد من يغفر لي غيرك، وأنت غنيّ عن عذابي.
وأنا فقير إلى رحمتك، فأسألك بفقري إليك وغناك عنّي، وبقدرتك عليّ وقلّة امتناعي منك، أن تجعل دعائي هذا دعاءاً وافق منك اجابة، ومجلسي هذا مجلساً وافق منك رحمة، وطلبتي هذه طلبة وافقت منك نجاحاً، وما خفت عسرته من الاُمور فيسّره، وما خفّت عجزه من الأشياء فوسّعه، ومن ارادني بسوء من الخلائق كلّهم فاغلبه به، آمين يا أرحم الراحمين، وهوّن عليّ ما خشيت شدّته، واكشف عنّي ما خشيت كربته، ويسّر لي ما خشيت عسرته آمين ربّ العالمين.
اللّهم انزع العجب والرّياء والكبر والبغي والحسد والضعف والشكّ والوهن والضرّ والأسقام والخذلان والمكر والخديعة والبلية والفساد من سمعي وبصري وجميع جوارحي، وخذ بناصيتي إلى ما تحبّ وترضى يا أرحم الراحمين.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، واغفر ذنبي، واستر عورتي، وآمن روعتي، واجبر مصيبتي، واغن فقري، ويسّر حاجتي، واقلني عثرتي، واجمع شملي، واكفني ما اهمّني وما غاب عنّي وما حضرني وما اتخوّفه منك يا ارحم الرّاحمين.
اللّهمّ فوّضت أمري إليك، والجأت ظهري إليك، واسلمت نفسي إليك بما جنيت عليها فزعاً منك وخوفاً وطمعاً، وأنت الكريم الّذي لا يقطع الرجاء، ولا يخيب الدعاء، فأسألك بحقّ إبراهيم خليلك وموسى كليمك، وعيسى روحك،
الصفحة 336
ومحمّد صفيّك ونبيّك صلواتك عليه وآله، ان لا تصرف وجهك الكريم عنّي حتّى تقبل توبتي، وترحم عبرتي وتغفر لي خطيئتي يا أرحم الرّاحمين، ويا أحكم الحاكمين.
اللّهم اجعل ثاري على من ظلمني، وانصرني على من عاداني، اللّهم لا تجعل مصيبتي في ديني، ولا تجعل الدنيا أكبر همّي، ولا مبلغ علمي.
الهي أصلح لي ديني الّذي هو عصمة أمري، واصلح لي دنياي الّتي فيها معاشي، واصلح لي آخرتي الّتي فيما معادي، واجعل الحياة زيادة لي من كلّ خير، واجعل الموت راحة لي من كلّ شرّ.
اللّهمّ إنّك عفّو تحبّ العفو، فاعف عنّي.
اللّهم أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي، وأسألك خشيتك في الغيب والشهادة، والعدل في الغضب والرضا، وأسألك القصد في الفقر والغنى، وأسألك نعيماً لا يبيد، وقرّة عين لا ينقطع، فأسألك الرضا بعد القضاء، وأسألك لذّة النظر إلى وجهك.
اللّهمّ إنّي استهديك لإرشاد أمري، واعوذ بك من شرّ نفسي.
اللّهمّ عملت سوء وظلمت نفسي، فاغفر لي، إنّه لا يغفر الذنوب إلاّ أنت.
اللّهمّ إنّي أسألك تعجيل عافيتك، وصبراً على بليّتك، وخروجاً من الدنيا إلى رحمتك.
اللّهمّ إنّي اُشهدك واُشهد ملائكتك وحملة عرشك، واُشهد من في السموات ومن في الأرض إنّك أنت الله لا إله إلاّ أنت، وحدك لا شريك لك، وأنّ محمّداً عبدك ورسولك (صلى الله عليه وآله)، وأسألك بأنّ لك الحمد لا إله إلاّ أنت بديع السموات والأرض، يا
الصفحة 337
كائناً قبل أن يكون شيء، والمكوّن لكلّ شيء، والكائن بعد ما لا يكون شيء.
اللّهمّ إلى رحمتك رفعت بصري، وإلى جودك بسطت كفّي، ولا تحرمني وأنا أسألك، ولا تعذّبني وأنا استغفرك.
اللّهمّ، فاغفر لي، فإنّك بي عالم، ولا تعذّبني، فإنّك عليّ قادر برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللّهمّ ذا الرحمة الواسعة والصلاة النافعة الرافعة الزاكية صلّ على أكرم خلقك عليك وأحبّهم إليك وأوجههم لديك، محمّد عبدك ورسولك المخصوص بفضائل الوسائل أشرف وأكرم وأرفع وأعظم وأكمل ما صلّيت على مبلّغ عنك، ومؤتمن على وحيك.
اللّهمّ كما سددت به العمى وفتحت به الهدى، فاجعل مناهج سبله لنا سننا، وحجج برهانه لنا سببا نأتمّ به إلى القدوم عليك.
اللّهمّ لك الحمد ملء السموات السبع، وملء طباقهنّ، وملء الأرض السبع، وملء ما بينهما وملء عرش ربّنا الكريم، وميزان ربّنا الغفّار، ومداد كلمات ربّنا القهّار، وملء الجنّة وملء النار، وعدد الثرى والماء وعدد ما يرى وما لا يرى.
اللّهمّ واجعل صلواتك وبركاتك ومنّك ومغفرتك ورحمتك ورضوانك وفضلك وسلامتك وذكرك ونورك وشرفك ونعمتك وخيرتك على محمّد وعلى آل محمّد، كما صلّيت وباركت وترحمت على ابراهيم وآل ابراهيم إنّك حميد مجيد.
اللّهمّ اعط محمّداً الوسيلة العظمى وكريم جزائك في العقبى حتّى تشرفه يوم القيامة يا إله الهدى.
اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد وعلى جميع ملائكتك ورسلك،
الصفحة 338
سلام على جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وحملة العرش وملائكتك، والكرام الكاتبين والكروّبين، وسلام على ملائكتك أجمعين، وسلام على أبينا آدم وعلى أمّنا حواء، وسلام على النبيّين أجمعين، والصدّيقين وعلى الشهداء والصالحين، وسلام على المرسلين أجمعين، والحمد لله ربّ العالمين ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، وحسبي الله ونعم الوكيل، وصلّى الله على محمّد وآله وسلّم كثيراً(1)(2).
وروي عنها دعائها (عليها السلام) عقيب المغرب فلاح السائل
ومن تعقيب فريضة المغرب أيضاً، يختص بها ممّا روي عن مولاتنا فاطمة (عليها السلام) من الدعاء عقيب الخمس الصلوات وهو:
"الحمد لله الّذي لا يحصي مدحته القائلون، والحمد لله الّذي لا يحصي نعماءه العادّون، والحمد لله الّذي لا يؤدّي حقّه المجتهدون، ولا إله إلاّ الله المحيي المميت، والله أكبر ذو الطّول، والله أكبر ذو البقاء الدائم، والحمد لله الّذي لا يدرك العالمون علمه، ولا يستخف الجاهلون حلمه، ولا يبلغ المادحون مدحته، ولا يصف الواصفون صفته، ولا يحسن الخلق نعته.
والحمد لله ذي الملك والملكوت، والعظمة والجبروت، والكبرياء والجلال، والبهاء، والمهابة، والجمال والعزّة، والقدرة، والحلول، والقوّة، والمنّة، والغلبة، والفضل، والطول، والعدل، والحق، والخلق، والعلى، والرفعة، والمجد، والفضيلة، والحكمة، والغناء والسعة، والبسط، والقبض، والحلم، والعلم، والحجّة البالغة،
____________
1 ـ فلاح السائل: 186 ـ 188.
2 ـ بحار الأنوار 83: 85 ـ 88 عن فلاح السائل: 202، وعنه ناسخ التواريخ: 448.
الصفحة 339
والنعمة السابغة، والثناء الحسن الجميل، والآلاء الكريمة، ملك الدنيا والآخرة والجنّة والنار وما فيهنّ تبارك الله وتعالى.
والحمد لله الّذي علم أسرار الغيوب، وأطّلع على ما تجني القلوب، فليس عنه مذهب ولا مهرب.
الحمد لله الّذي المتكبّر في سلطانه، العزيز في أمانه، المتجبّر في ملكه، القوي في بطشه، الرفيع فوق عرشه، المطّلع على خلقه، والبالغ لما أراد من علمه.
الحمد لله الّذي بكلماته قامت السموات الشداد، وثبّتت الأرضون المهاد، وأنتصبت الجبال الرواسي الأوتاد، وجرت الرياح اللواقح، وسارت في جوّ السماء السحاب، ووقفت على حدودها البحار، ووجلت القلوب عن مخافته وأنقمعت الأرباب لربوبيّته، تباركت يا محصي قطر المطر، وورق الشجر، ومحيي أجساد الموتى للحشر، سبحانك يا ذا الجلال والإكرام، ما فعلت بالغريب الفقير إذا أتاك مستجيراً مستغيثاً، ما فعلت بمن أناخ بفنائك وتعرّض لرضاك وغدا إليك، فجثا بين يديك يشكو إليك ما لا يخفى عليك، فلا يكوننّ يا ربّ حظي من دعائي الحرمان ولا نصيبي ممّا أرجو من منّك الخذلان، يا من لم يزل ولا يزال ولا يزول كما لم يزل قائماً على كلّ نفس بما كسبت، يا من جعل أيّام الدنيا تزول وشهورها تحول وسنّيها تدور، وأنت الدائم لا تبليك الأزمان ولا تغيّرك الدهور، يا من كّل يوم عنده جديد وكلّ رزق عنده عتيد للضيف والقويّ والشديد، قسّمت الأرزاق بين الخلائق، فسوّيت بين الذرّة والعصفور.
اللّهمّ إذا ضاق المقام بالناس، فنعوذ بك في ضيق المقام، اللّهمّ إذا طال يوم القيامة على المجرمين، فقصّر طول ذلك اليوم علينا كما بين الصلاة إلى الصلاة.
رد: مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام) » ما علّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الدعاء
الصفحة 340
اللّهمّ إذا دنت الشمس من الجماجم، فكان بينها وبين الجماجم مقدار ميل وزيد في حرّها حرّ عشر سنين، فإنّا نسألك أن تظلّنا بالغمام وتنصب لنا المنابر والكراسي نجلس علينا والناس ينطلقون في المقام آمين ربّ العالمين.
أسألك اللّهمّ بحقّ هذه المحامد إلاّ غفرت لي، وتجاوزت عنّي والبستني العافية في بدني ورزقتني السلامة في ديني، فإنّي أسألك وأنا واثق بإجابتك إيّاي في مسألتي، وأدعوك وأنا عالم باستماعك دعوتي، فاستمع دعائي ولا تقطع رجائي ولا تردّ ثنائي ولا تخيّب دعائي.
أنا محتاج إلى رضوانك وفقير إلى غفرانك أسألك ولا آيس من رحمتك وأدعوك وأنا غير متحرز من سخطتك ربّ، فاستجب لي وأمنن عليّ بعفوك، توفّني مسلماً والحقني بالصالحين، ربّ لا تمنعني فضلك يا منّان ولا تكلني إلى نفسي مخذولا يا حنّان.
ربّ أرحم عند فراق الأحبّة صرعتي، وعند سكون القبر وحدتي، وفي مفازة القيامة غربتي، وبين يديك موقوفاً للحساب فاقتي، ربّ أستجيرك من النار، فأجرني، ربّ أعوذ بك من النار، فأعدني، [ربّ] أفزع إليك من النار، فابعدني ربّ أسترحمك مكروباً، فارحمني، ربّ استغفرك بما جهلت، فاغفر لي، [رب] قد أبرزني الدعاء للحاجة إليك، فلا تؤيسني يا كريم ذا الآلاء والإحسان والتجاوز.
يا سيّدي يا برّ يا رحيم استجب بين المتضرّعين إليك دعوتي، وأرحم بين المنتخبين بالعويل عبرتي، واجعل في لقائك يوم الخروج من الدنيا راحتي، واستر بين الأموات يا عظيم الرجاء عورتي، وأعطف عليّ عند التحوّل وحيداً إلى حفرتي، إنّك أملي، وموضع طلبتي، والعارف بما أريد في توجيه مسألتي، فاقض يا قاضي
الصفحة 341
الحاجات [حاجتي]، فاليك المشتكى وأنت المستعان والمرتجى.
أفر إليك هارباً من الذنوب، فاقبلني والتجىء، من عدلك إلى مغفرتك فادركني، وألتاذ بعفوك من بطشك فامنعني، واستروح رحمتك من عقابك فنجّني، وأطلب القربة منك بالإسلام، فقربني ومن الفزع الأكبر فآمني، وفي ظل عرشك فظللني، وكفلين من رحمتك فهب لي، ومن الدنيا سالماً فنجنّي، ومن الظلمات إلى النور فأخرجني، ويوم القيامة فبيض وجهي، وحساباً يسيراً فحاسبني، وبسرائري فلا تفضحني، وعلى بلائك فصبّرني، وكما صرفت عن يوسف السوء والفحشاء فاصرفه عنّي، وما لا طاقة لي به فلا تحملني، وإلى دار السلام فاهدني، وبالقرآن فانفعني، وبالقول الثابت فثبتني، ومن الشيطان الرجيم فاحفظني، وبحولك وقوّتك وجبروتك فاعصمني، وبحلمك وعلمك وسعة رحمتك من جنهّم فنجّني، وجنّتك الفردوس فاسكني، والنظر إلى وجهك فارزقني، وبنبيّك محمّد فالحقني، ومن الشياطين وأوليائهم ومن شرّ كل ذي شر فاكفني.
اللّهم وأعدائي ومن كادني بسوء أن اتوا برّاً فجبّن شجيعهم، فضّ جمعهم، كلّل سلاحهم، عرقب دوابهم، سلّط عليهم العواصف والقواصف أبداً حتّى تصليهم النار، أنزلهم من صياصيهم، أمكنّا من نواصيهم، آمين ربّ العالمين.
اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد صلاة يشهده الأوّلون مع الأبرار، وسيّد المتقين، وخاتم النبيّين وقائد الخير ومفتاح الرحمة.
اللّهمّ ربّ البيت الحرام، والشهر الحرام، وربّ المشعر الحرام، وربّ الركن والمقام، وربّ الحلّ والإحرام، أبلغ روح محمّد منا التحيّة والسلام.
السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أمين الله، السلام عليك يا محمّد
الصفحة 342
بن عبدالله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فهو ـ كما وصفته ـ بالمؤمنين رؤوف رحيم، اللّهمّ أعطه أُفضل ما سألك، وأُفضل ما سئلت له، وأفضل ما هو مسئول له إلى يوم القيامة آمين ربّ العالمين"(1).
وروى عنها (عليها السلام) تعقيب صلاة العشاء في فلاح السائل
ومن المهمّات أيضاً بعد صلاة العشاء الآخرة الدعاء المختص بهذه الفريضة من أدعية مولاتنا فاطمة (عليها السلام) عقيب الخمس المفروضات وهو:
"سبحان من تواضع كلّ شيء لعظمته، سبحان من ذل كلّ شيء لعزّته، سبحان من خضع كلّ شيء لأمره وملكه، سبحان من انقادت له الاُمور بأزمّتها، الحمد لله الّذي لا ينسى من ذكره، الحمد لله الّذي لا يخيب من دعاه، الحمد لله الّذي من توكّل عليه كفاه، الحمد لله سامك السماء، وساطح الأرض، وحاصر البحار، وناضد الجبال، وبارىء الحيوان، وخالق الشجر، وفاتح ينابيع الأرض، ومدبّر الاُمور، ومسيّر السحاب، ومجري الريح والماء والنار من أغوار الأرض متصاعدات في الهواء، ومهبط الحر والبرد، الّذي بنعمته تتم الصالحات، وبشكره تستوجب الزيادات، وبأمره قامت السماوات، وبعزّته استقرّت الراسيات، وسبّحت الوحوش في الفلوات، والطير في الوكنات، الحمد لله رفيع الدرجات، منزل الآيات، واسع البركات، ساتر العورات، قابل الحسنات، مقيل العثرات، منفّس الكربات، منزل البركات، مجيب الدعوات، محيي الأموات، إله من في الأرض والسماوات، الحمد لله على كلّ حمد، وذكر، وشكر، وصبر، وصلاة، وزكاة، وقيام، وعبادة، وسعادة،
____________
1 ـ بحار الأنوار 83:102 عن فلاح السائل: 216 ـ 219، وعنه ناسخ التواريخ: 453.
الصفحة 343
وبركة، وزيادة، ورحمة، ونعمة، وكرامة، وفريضة، وسراء، وضرّاء، وشدّة، ورخاء، ومصيبة، وبلاء، وعسر، ويسر، وغنىً، وفقر، وعلى كلّ حال، وفي كلّ أوان وزمان، وكلّ مثوى ومنقلب ومقام.
اللّهمّ إنّي عائذ بك فاعذني، ومستجير بك فاجرني، ومستعين بك فأعنّي، ومستغيث بك فاغثني، وداعيك فاجبني، ومستغفرك فاغفر لي، ومستنصرك فانصرني، ومستهديك فاهدني، ومستكفيك فاكفني، وملتجيء إليك فآوني، ومتمسك بحبلك فاعصمني، ومتوكّل عليك فاكفني، وأجعلني في عبادك، وجوارك، وحوزك، وكنفك، وحياطتك، وحراستك، وكلائتك، وحرمتك، وامنك، وتحت ظلّك، وتحت جناحك، وأجعل عليّ جنّةً واقية منك، وأجعل حفظك، وحياطتك، وحراستك، وكلائتك من ورائي وأمامي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، ومن تحتي، وحواليّ حتّى لا يصلّ أحد من المخلوقين إلى مكروهي وأذاي، لا إله إلاّ أنت المنان بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام.
اللّهمّ أكفني حسد الحاسدين، وبغي الباغين، وكيد الكائدين، ومكر الماكرين، وحيلة المحتالين، وغيلة المغتالين، وغيبة المغتابين، وظلم الظالمين، وجور الجائرين، وأعتداء المعتدين، وسخط المتسخطين، وتسحّب المتسحبين، وصولة الصائلين، وأقتسار المقتسرين، وغشم الغاشمين، وخبط الخابطين، وسعاية الساعين، ونمامة النمامين، وسحر السحرة والمردة والشياطين، وجور السلاطين، ومكروه العالمين.
اللّهمّ إنّي أسألك باسمك المخزون، الطيب، الطّاهر الّذي قامت به السماوات والأرض، وأشرقت له الظلم، وسبّحت له الملائكة، ووجلت منه القلوب، وخضعت
الصفحة 344
له الرقاب، وأحييت به الموتى، أن تغفر لي كلّ ذنب أذنبته في ظلم الليل وضوء النهار، عمداً أو خطأ، سرّاً أو علانية، وأن تهب لي يقيناً وهدياً ونوراً وعلماً وفهماً حتّى اُقيم كتابك، واُحلّ حلالك واُحرم حرامك، واُودّي فرائضك، واُقيم سنة نبيّك.
اللّهمّ الحقني بصالح من مضى، واجعلني من صالح من بقي، واختم لي عملي بأحسنه، إنّك غفور رحيم.
اللّهم إذا فنى عمري، وتصرمت أيّام حياتي وكان لا بد لي من لقائك، فأسألك، يا لطيف ان توجب لي من الجنّة منزلا يغبطي به الأوّلون والآخرون.
اللّهم أقبل مدحتي والتهافي، وأرحم ضراعتي وهتافي، وأقراري على نفسي وأعترافي، فقد اسمعتك صوتي في الداعين، وخشوعي في الضارعين، ومدحتي في القائلين، وتسبيحي في المادحين، وأنت مجيب المضطرّين، ومغيث المستغيثين، وغياث الملهوفين، وحرز الهاربين، وصريخ المؤمنين، ومقيل المذنبين، وصلّى الله على البشير النذير، والسراج المنير، وعلى جميع الملائكة والنبيّين.
اللّهمّ داحي المدحوات، وبارىء المسموكات، وجبّال القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها، إجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك وروافه تحيّاتك على محمّد عبدك ورسولك، وأمينك على وحيك، القائم بحجّتك، والذاب عن حرمك، والصادع بأمرك، والمشيد بآياتك، والموفي لنذرك.
اللّهمّ، فاعطه بكلّ فضيلة من فضائله ومنقبة من مناقبه، وحال من أحواله، ومنزلة من منازله رأيت محمّداً لك فيها ناصراً، وعلى مكروه بلائك صابراً، ولمن عاداك معادياً، ولمن والاك موالياً، وعمّا كرهت نائياً، وإلى ما أحببت داعياً فضائل من جزائك، وخصائص من عطائك وحبائك تسني بها أمره، وتعلي بها درجته مع
الصفحة
اللّهمّ إذا دنت الشمس من الجماجم، فكان بينها وبين الجماجم مقدار ميل وزيد في حرّها حرّ عشر سنين، فإنّا نسألك أن تظلّنا بالغمام وتنصب لنا المنابر والكراسي نجلس علينا والناس ينطلقون في المقام آمين ربّ العالمين.
أسألك اللّهمّ بحقّ هذه المحامد إلاّ غفرت لي، وتجاوزت عنّي والبستني العافية في بدني ورزقتني السلامة في ديني، فإنّي أسألك وأنا واثق بإجابتك إيّاي في مسألتي، وأدعوك وأنا عالم باستماعك دعوتي، فاستمع دعائي ولا تقطع رجائي ولا تردّ ثنائي ولا تخيّب دعائي.
أنا محتاج إلى رضوانك وفقير إلى غفرانك أسألك ولا آيس من رحمتك وأدعوك وأنا غير متحرز من سخطتك ربّ، فاستجب لي وأمنن عليّ بعفوك، توفّني مسلماً والحقني بالصالحين، ربّ لا تمنعني فضلك يا منّان ولا تكلني إلى نفسي مخذولا يا حنّان.
ربّ أرحم عند فراق الأحبّة صرعتي، وعند سكون القبر وحدتي، وفي مفازة القيامة غربتي، وبين يديك موقوفاً للحساب فاقتي، ربّ أستجيرك من النار، فأجرني، ربّ أعوذ بك من النار، فأعدني، [ربّ] أفزع إليك من النار، فابعدني ربّ أسترحمك مكروباً، فارحمني، ربّ استغفرك بما جهلت، فاغفر لي، [رب] قد أبرزني الدعاء للحاجة إليك، فلا تؤيسني يا كريم ذا الآلاء والإحسان والتجاوز.
يا سيّدي يا برّ يا رحيم استجب بين المتضرّعين إليك دعوتي، وأرحم بين المنتخبين بالعويل عبرتي، واجعل في لقائك يوم الخروج من الدنيا راحتي، واستر بين الأموات يا عظيم الرجاء عورتي، وأعطف عليّ عند التحوّل وحيداً إلى حفرتي، إنّك أملي، وموضع طلبتي، والعارف بما أريد في توجيه مسألتي، فاقض يا قاضي
الصفحة 341
الحاجات [حاجتي]، فاليك المشتكى وأنت المستعان والمرتجى.
أفر إليك هارباً من الذنوب، فاقبلني والتجىء، من عدلك إلى مغفرتك فادركني، وألتاذ بعفوك من بطشك فامنعني، واستروح رحمتك من عقابك فنجّني، وأطلب القربة منك بالإسلام، فقربني ومن الفزع الأكبر فآمني، وفي ظل عرشك فظللني، وكفلين من رحمتك فهب لي، ومن الدنيا سالماً فنجنّي، ومن الظلمات إلى النور فأخرجني، ويوم القيامة فبيض وجهي، وحساباً يسيراً فحاسبني، وبسرائري فلا تفضحني، وعلى بلائك فصبّرني، وكما صرفت عن يوسف السوء والفحشاء فاصرفه عنّي، وما لا طاقة لي به فلا تحملني، وإلى دار السلام فاهدني، وبالقرآن فانفعني، وبالقول الثابت فثبتني، ومن الشيطان الرجيم فاحفظني، وبحولك وقوّتك وجبروتك فاعصمني، وبحلمك وعلمك وسعة رحمتك من جنهّم فنجّني، وجنّتك الفردوس فاسكني، والنظر إلى وجهك فارزقني، وبنبيّك محمّد فالحقني، ومن الشياطين وأوليائهم ومن شرّ كل ذي شر فاكفني.
اللّهم وأعدائي ومن كادني بسوء أن اتوا برّاً فجبّن شجيعهم، فضّ جمعهم، كلّل سلاحهم، عرقب دوابهم، سلّط عليهم العواصف والقواصف أبداً حتّى تصليهم النار، أنزلهم من صياصيهم، أمكنّا من نواصيهم، آمين ربّ العالمين.
اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد صلاة يشهده الأوّلون مع الأبرار، وسيّد المتقين، وخاتم النبيّين وقائد الخير ومفتاح الرحمة.
اللّهمّ ربّ البيت الحرام، والشهر الحرام، وربّ المشعر الحرام، وربّ الركن والمقام، وربّ الحلّ والإحرام، أبلغ روح محمّد منا التحيّة والسلام.
السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا أمين الله، السلام عليك يا محمّد
الصفحة 342
بن عبدالله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فهو ـ كما وصفته ـ بالمؤمنين رؤوف رحيم، اللّهمّ أعطه أُفضل ما سألك، وأُفضل ما سئلت له، وأفضل ما هو مسئول له إلى يوم القيامة آمين ربّ العالمين"(1).
وروى عنها (عليها السلام) تعقيب صلاة العشاء في فلاح السائل
ومن المهمّات أيضاً بعد صلاة العشاء الآخرة الدعاء المختص بهذه الفريضة من أدعية مولاتنا فاطمة (عليها السلام) عقيب الخمس المفروضات وهو:
"سبحان من تواضع كلّ شيء لعظمته، سبحان من ذل كلّ شيء لعزّته، سبحان من خضع كلّ شيء لأمره وملكه، سبحان من انقادت له الاُمور بأزمّتها، الحمد لله الّذي لا ينسى من ذكره، الحمد لله الّذي لا يخيب من دعاه، الحمد لله الّذي من توكّل عليه كفاه، الحمد لله سامك السماء، وساطح الأرض، وحاصر البحار، وناضد الجبال، وبارىء الحيوان، وخالق الشجر، وفاتح ينابيع الأرض، ومدبّر الاُمور، ومسيّر السحاب، ومجري الريح والماء والنار من أغوار الأرض متصاعدات في الهواء، ومهبط الحر والبرد، الّذي بنعمته تتم الصالحات، وبشكره تستوجب الزيادات، وبأمره قامت السماوات، وبعزّته استقرّت الراسيات، وسبّحت الوحوش في الفلوات، والطير في الوكنات، الحمد لله رفيع الدرجات، منزل الآيات، واسع البركات، ساتر العورات، قابل الحسنات، مقيل العثرات، منفّس الكربات، منزل البركات، مجيب الدعوات، محيي الأموات، إله من في الأرض والسماوات، الحمد لله على كلّ حمد، وذكر، وشكر، وصبر، وصلاة، وزكاة، وقيام، وعبادة، وسعادة،
____________
1 ـ بحار الأنوار 83:102 عن فلاح السائل: 216 ـ 219، وعنه ناسخ التواريخ: 453.
الصفحة 343
وبركة، وزيادة، ورحمة، ونعمة، وكرامة، وفريضة، وسراء، وضرّاء، وشدّة، ورخاء، ومصيبة، وبلاء، وعسر، ويسر، وغنىً، وفقر، وعلى كلّ حال، وفي كلّ أوان وزمان، وكلّ مثوى ومنقلب ومقام.
اللّهمّ إنّي عائذ بك فاعذني، ومستجير بك فاجرني، ومستعين بك فأعنّي، ومستغيث بك فاغثني، وداعيك فاجبني، ومستغفرك فاغفر لي، ومستنصرك فانصرني، ومستهديك فاهدني، ومستكفيك فاكفني، وملتجيء إليك فآوني، ومتمسك بحبلك فاعصمني، ومتوكّل عليك فاكفني، وأجعلني في عبادك، وجوارك، وحوزك، وكنفك، وحياطتك، وحراستك، وكلائتك، وحرمتك، وامنك، وتحت ظلّك، وتحت جناحك، وأجعل عليّ جنّةً واقية منك، وأجعل حفظك، وحياطتك، وحراستك، وكلائتك من ورائي وأمامي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، ومن تحتي، وحواليّ حتّى لا يصلّ أحد من المخلوقين إلى مكروهي وأذاي، لا إله إلاّ أنت المنان بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام.
اللّهمّ أكفني حسد الحاسدين، وبغي الباغين، وكيد الكائدين، ومكر الماكرين، وحيلة المحتالين، وغيلة المغتالين، وغيبة المغتابين، وظلم الظالمين، وجور الجائرين، وأعتداء المعتدين، وسخط المتسخطين، وتسحّب المتسحبين، وصولة الصائلين، وأقتسار المقتسرين، وغشم الغاشمين، وخبط الخابطين، وسعاية الساعين، ونمامة النمامين، وسحر السحرة والمردة والشياطين، وجور السلاطين، ومكروه العالمين.
اللّهمّ إنّي أسألك باسمك المخزون، الطيب، الطّاهر الّذي قامت به السماوات والأرض، وأشرقت له الظلم، وسبّحت له الملائكة، ووجلت منه القلوب، وخضعت
الصفحة 344
له الرقاب، وأحييت به الموتى، أن تغفر لي كلّ ذنب أذنبته في ظلم الليل وضوء النهار، عمداً أو خطأ، سرّاً أو علانية، وأن تهب لي يقيناً وهدياً ونوراً وعلماً وفهماً حتّى اُقيم كتابك، واُحلّ حلالك واُحرم حرامك، واُودّي فرائضك، واُقيم سنة نبيّك.
اللّهمّ الحقني بصالح من مضى، واجعلني من صالح من بقي، واختم لي عملي بأحسنه، إنّك غفور رحيم.
اللّهم إذا فنى عمري، وتصرمت أيّام حياتي وكان لا بد لي من لقائك، فأسألك، يا لطيف ان توجب لي من الجنّة منزلا يغبطي به الأوّلون والآخرون.
اللّهم أقبل مدحتي والتهافي، وأرحم ضراعتي وهتافي، وأقراري على نفسي وأعترافي، فقد اسمعتك صوتي في الداعين، وخشوعي في الضارعين، ومدحتي في القائلين، وتسبيحي في المادحين، وأنت مجيب المضطرّين، ومغيث المستغيثين، وغياث الملهوفين، وحرز الهاربين، وصريخ المؤمنين، ومقيل المذنبين، وصلّى الله على البشير النذير، والسراج المنير، وعلى جميع الملائكة والنبيّين.
اللّهمّ داحي المدحوات، وبارىء المسموكات، وجبّال القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها، إجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك وروافه تحيّاتك على محمّد عبدك ورسولك، وأمينك على وحيك، القائم بحجّتك، والذاب عن حرمك، والصادع بأمرك، والمشيد بآياتك، والموفي لنذرك.
اللّهمّ، فاعطه بكلّ فضيلة من فضائله ومنقبة من مناقبه، وحال من أحواله، ومنزلة من منازله رأيت محمّداً لك فيها ناصراً، وعلى مكروه بلائك صابراً، ولمن عاداك معادياً، ولمن والاك موالياً، وعمّا كرهت نائياً، وإلى ما أحببت داعياً فضائل من جزائك، وخصائص من عطائك وحبائك تسني بها أمره، وتعلي بها درجته مع
الصفحة
رد: مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام) » ما علّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الدعاء
القوّام بقسطك، والذّابين عن حرمك حتّى لا يبقى سناء، ولا بهاء، ولا رحمة، ولا كرامة، إلاّ خصصت محمّداً بذلك، وأتيته منه الذرى، وبلّغته المقامات العلى، آمين ربّ العالمين.
اللّهمّ إنّي أستودعك ديني ونفسي وجميع نعمتك عليّ، وأجعلني في كنفك، وحفظك، وعزّك، ومنعك، عزّ جارك، وجلّ ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله غيرك، حسبي أنت في السراء والضراء والشدّة والرخاء، ونعم الوكيل.
ربّنا عليك توكّلنا وإليك أنبنا وإليك المصير، ربّنا لا تجعلنا فتنة للّذين كفروا، وأغفر لنا ربّنا إنّك أنت العزيز الحكيم، ربّنا أصرف عنّا عذاب جهنّم أنّ عذابها كان غراماً، أنّها سائت مستقراً ومقاماً، ربّنا أفتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين، ربّنا إنّنا آمنّاً، فاغفر لنا ذنوبنا وكفّر عنّا سيئاتنا وتوّفنا مع الأبرار، ربّنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك، ولا تخزنا يوم القيامة إنّك لا تخلف الميعاد، ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربّنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الّذين من قبلنا، ربّنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، وأعف عنّا واغفر لنا وأرحمنا أنت مولانا، فانصرنا على القوم الكافرين، ربّنا آتنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا برحمتك عذاب النار، وصلّى الله على سيّدنا محمّد النبيّ وآله الطاهرين وسلّم تسليماً(1).
دعاء الحريق
260 ـ وممّا روي عنها (عليها السلام) ـ في تعقيب صلاة الفجر ـ الدعاء المعروف بدعاء
____________
1 ـ بحار الأنوار 83:115 عن فلاح السائل: 228 ـ 230، وعنه ناسخ التواريخ: 459. وفي آخر الدعاء إقتباس من آيات سورة الممتحنة 90/4 والفرقان 25/65 والأعراف 7/89 وآل عمران 3/193 ـ 195 والبقرة 2/20.
الصفحة 346
الحريق ففي البحار 83:171، روي عن الصادق (عليه السلام) قال: سمعت أبي محمّد بن عليّ الباقر (عليه السلام)، يقول: كنت مع أبي عليّ بن الحسين عليهما السلام بـ "قبا"(1) [وهو] يعود شيخاً من الأنصار إذ أتى أبي (عليه السلام) آت، وقال له: الحق دارك، فقد احترقت، فقال (عليه السلام): لم تحترق. فذهب، ثمّ عاد وقال: قد احترقت. فقال أبي (عليه السلام): والله ما احترقت فذهب، ثمّ عاد ومعه جماعة من أهلنا وموالينا وهم يبكون ويقولون لأبي، قد احترقت دارك. فقال: كلا والله، ما احترقت، إِنّي بربّي اوثق منكم. ثمّ انكشف الأمر عن احتراق جميع ما حول الدار إلاّ هي.
فقال الإمام الباقر (عليه السلام) لأبيه زين العابدين (عليه السلام): ما هذا؟ فقال: يا بنيّ شيء نتوارثه من علم النبيّ (صلى الله عليه وآله) هو أحبّ إلي من الدنيا وما فيها من المال والجواهر والأملاك، واعدّ من الرجال والسّلاح، وهو سرّ أتي به جبرئيل إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فعلمه عليا وابنته فاطمة وتوارثناه نحن، وهو الدعاء الكامل الّذي من قدمه أمامه كلّ يوم وكلّ الله تعالى به ألف ملك يحفظونه في نفسه وأهله وولده وحشمه وماله وأهل عنايته من الحرق والغرق والشرق والهدم والردم والخسف والقذف وآمنه الله تعالى من شرّ الشيطان والسلطان ومن شرّ كلّ ذي شرّ وكان في أمان الله وضمانه وأعطاه الله تعالى على قرائته ـ ان كان مخلصاً موقنا ـ ثواب مائة صديق، وإن مات في يومه دخل الجنّة، فاحفظ يا بنيّ ولا تعلمه إلاّ بمن تثق به، فإنّه لا يسأل محق به شياً إلاّ أعطاه الله تعالى(2).
____________
1 ـ "قبا" اسم موضع بنى فيه اول مسجد اسس على التقوى وكانت واقعة خارج حدود المدينة المنورة ـ آنذاك ـ وهي اليوم تقع ضمن المدينة المنورة على مشرّفها آلاف التحية والسلام.
2 ـ بحار الأنوار 83:171، وانظر ايضاً هامش البلد الأمين: 52، مصباح الكفعمي: 72، في الهامش.
(قلت): حيث انّي كنت قد اعددت هذا الدعاء منذ سنوات للنشر بين المؤمنين اُورد هنا ما اعددته لهذا الدعاء من المقدمة والبيان.
بسم الله الرحمن منذ زمن وأنا أبحث عن نصّ مأثور في كيفيّة الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فقد رسخت في نفسي الرغبة في العثور على ذلك منذ زيارتي لمسجد رأس الحسين (عليه السلام) بالقاهرة، حيث رأيت اجتماع بعض المسلمين في حلقات وهم يصلون على رسول الله (صلى الله عليه وآله) من كتاب "دلائل الخيرات" [ـ اسم هذا الكتاب هو: "دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة على النبيّ المختار" ألّفه: محمّد بن عبدالرحمن الجزولي السملالي المتوفى سنة 870هـ، وقد بالغ في وصفه الحاجي خليفة في كشف الظنون، فقال: هذا الكتاب آية من آيات الله في الصلاة على النبي يواظب على قرائته في المشارق والمغارب لا سيّما في بلاد الروم، طبع هذا الكتاب طبعة حجرية بمطبعة المدارس بالأزبكية سنة 1256هـ، ثمّ تلتها عدّة طبعات حجرية وحروفية في الآستانة ومصر مراراً (انتهى). وقد رأيت ـ أخيراً ـ نسخة منه مطبوعة في تركيا، وقد قسّم الكتاب فيها إلى أربعة أرباع، وثلاثة أحزاب، كي يتسنّى للقارىء ختمه في أربعة أيّام ـ أو ثلاثة ـ حسب رغبته. هذا وهناك كتب اُخرى في الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله) لم يطلع عليها الحاجي خليفة وهي ادق بياناً وأجمل تعبيراً من كتاب دلائل الخيرات في الصلاة على الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله). منها كتاب: الصلاة النصيرية، الّتي كتبها المحقق الطوسي، نصير الدين محمد بن محمّد بن الحسن المتوفى سنة 672هـ، وقد كان(رحمه الله) من أعاظم علماء عصره، ومنها كتاب شرح الصلوات ـ بالفارسية ـ، الّفه أحمد بن محمّد الحسيني، وطبع طبعة حجرية سنة 1282هـ، بمدينة تبريز، واعيد طبعه في سنة 1319 هجرية بطهران، تلتها عدة طبعات حجرية وحروفية في طهران وقم. "وذكرهما الشيخ آغا بزرك الطهراني في الذريعة".] الّذي وضع في ذكر الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله) وبعد أن جلست إلى احدى هذه الحلقات، وتأمّلت عبارات الكتاب، لم أجدها بالمستوى المطلوب وخطر في ذهني أن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) لا بدّ وأنّهم أرشدوا الناس إلى أفضل الصيغ في الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله). وما أن رجعت إلى وطني، ودخلت حاضرة الإسلام ومركز العلم "النجف الأشرف" حتّى صرت أقلّب الكتب واتصفّح الروايات بحثاً عن دعاء في هذا الموضوع.
وذهبت يوماً لزيارة والدي ـ تغمده الله برحمته ـ، ولم أنس أنّه كان يوم جمعة، فوجدته يتلو دعاء ما برحت أنصت اليه حتّى أخذ بمجامع قلبي، فأخذت أتابع الدعاء وأتأمّل عباراته بلهفة وشوق عظيمين، لأني وقفت على منشودي، ومبتغاي، فقد كان يحتوي على الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله) وبعد انتهائه(رحمه الله) من قراءة الدعاء توجهت إليه وسألته عن الدعاء ومصدره؟ فأعلمني أنّه "دعاء الحريق" [سمي هذا الدعاء بهذا الإسم لأنّ روايته ارتبطت بحادث حريق شبّ في محلّه بني هاشم، حيث كانت دار الإمام زين العابدين، عليّ بن الحسين (عليه السلام) بالمدينة المنورة، فأبلغه بعض مواليه بذلك، وهو بـ "قبا" يعود شيخاً من الأنصار، ولكنّه (عليه السلام)، لم يكترث بذلك، وكان يؤكّد لولده ـ الإمام الباقر (عليه السلام) ان الدار لم تحترق.
وبعد أن رجعا إلى الدار رأى الإمام الباقر (عليه السلام) ان النيران كانت قد التهمت الكثير من بيوت في محلّة بني هاشم ولكنّ دار الامام السجاد احتمى من الحريق.
وقد أثار ذلك رغبة الامام الباقر (عليه السلام) للإطّلاع على السر الكامن في ذلك، فسأل أباه قائلا: يا أبه جعلت فداك أي شيء هذا؟
فأجابه (عليه السلام): يا بنيّ إنا نتوارث من علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) كنزاً هو خير من الدنيا وما فيها من المال والجواهر واعزّ من الجمهور والسلاح والخيل والعدد. فسأل الإمام الباقر ـ أيضاً ـ: يا أبه جعلت فداك وما هو؟ فأجابه الإمام السجاد (عليه السلام): إنه سر من رسول (صلى الله عليه وآله) أتى به جبرئيل محمّداً (صلى الله عليه وآله) وعلّمه محمّد أخاه عليّاً وفاطمة عليهما السلام، وتوارثناه عن آبائنا، وهو الدعاء الّذي من قدمه اُمامه في كل يوم وكلّ الله عزّ وجلّ به مأة ألف ملك يحفظونه في ماله ونفسه وولده وجسده وأهل عنايته من الغرق، والحرق، والسرق، والهدم، والخسف، والقذف، وزجر عنه الشيطان، ولا يحلّ به سحر ساحر، ولا كيد كائد، ولا حسد حاسد، وكان في أمان الله عزّ وجلّ وأعطاه الله ثواب ألف صدّيق، فإن مات من يومه دخل الجنّة ان شاء الله تعالى، فاحتفظ به ولا تعلّمه إلاّ لمن تثق به، فإنّه دعاء لا يسأل الله عزّ وجلّ به شيئاً إلاّ اعطاه (انظر بحار الأنوار 92:204)] الّذي كانت تدعو به فاطمة الزهراء (عليها السلام) صباح كلّ يوم، وتعتزّ به، لأنّه كان عندها بمثابة ذكرى من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، نزل به جبرئيل (عليها السلام).
فسررت كثيراً بتعرّفي على هذا الدعاء، وصرت ـ ولا أزال ـ أعتزّ به وأستأنس بقرائته، وأردد بين الحين والآخر فقرات منه.
ومع ان محتواه الرائع البليغ يغني عن البحث في اسناده ورواته، لأنّ من المستبعد وروده عن غير أهل البيت (عليهم السلام)، فقد تتبعت مصادره في كتب الأدعية [قد ورد مضامين وبعض فقرات هذا الدعاء في ادعية كثيرة صحيحة السند وقد اورد بعضها الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان كما في دعاء اُم داود وغيره]. وقابلت متن هذا الدعاء على مصادر عديدة [اهتم بهذا الدعاء كبار الأصحاب وخصوها بالإجازة والرواية فقد ذكر الشيخ أغا بزرك الطهراني في طبقات أعلام الشيعة: 32 في أحوال أبي العباس الكوفي الجواني، أحمد بن عليّ بن ابراهيم: روى عنه التلعكبرى أحاديث يسيرة وسمع منه دعاء الحريق]. للتأكّد من صحته.
وقد أورد نص هذا الدعاء جماعة من كبار العلماء رحمهم الله في كتبهم.
منهم شيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة 460هـ في كتابه "مصباح المتهجد" الّذي حوى الادعية المختارة من قبل الشيخ(قدس سره)، فقد ذكر دعاء الحريق في الصفحات 194 ـ 202، في النسخة المطبوعة سنة 1401 بالأفسيت عن نسخة كتبت بتاريخ 1082. والجدير بالذكر أنّ هذا النسخة تمتاز بمقابلتها على نسخ متعددة ومصححة منها نسخة المحقق ابن ادريس الحلي(رحمه الله)، ونسخ اُخرى فصّل عنها الناشر في تقديمه لهذه الطبعة في ص: 14 ـ 15.
اللّهمّ إنّي أستودعك ديني ونفسي وجميع نعمتك عليّ، وأجعلني في كنفك، وحفظك، وعزّك، ومنعك، عزّ جارك، وجلّ ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله غيرك، حسبي أنت في السراء والضراء والشدّة والرخاء، ونعم الوكيل.
ربّنا عليك توكّلنا وإليك أنبنا وإليك المصير، ربّنا لا تجعلنا فتنة للّذين كفروا، وأغفر لنا ربّنا إنّك أنت العزيز الحكيم، ربّنا أصرف عنّا عذاب جهنّم أنّ عذابها كان غراماً، أنّها سائت مستقراً ومقاماً، ربّنا أفتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين، ربّنا إنّنا آمنّاً، فاغفر لنا ذنوبنا وكفّر عنّا سيئاتنا وتوّفنا مع الأبرار، ربّنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك، ولا تخزنا يوم القيامة إنّك لا تخلف الميعاد، ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، ربّنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الّذين من قبلنا، ربّنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، وأعف عنّا واغفر لنا وأرحمنا أنت مولانا، فانصرنا على القوم الكافرين، ربّنا آتنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا برحمتك عذاب النار، وصلّى الله على سيّدنا محمّد النبيّ وآله الطاهرين وسلّم تسليماً(1).
دعاء الحريق
260 ـ وممّا روي عنها (عليها السلام) ـ في تعقيب صلاة الفجر ـ الدعاء المعروف بدعاء
____________
1 ـ بحار الأنوار 83:115 عن فلاح السائل: 228 ـ 230، وعنه ناسخ التواريخ: 459. وفي آخر الدعاء إقتباس من آيات سورة الممتحنة 90/4 والفرقان 25/65 والأعراف 7/89 وآل عمران 3/193 ـ 195 والبقرة 2/20.
الصفحة 346
الحريق ففي البحار 83:171، روي عن الصادق (عليه السلام) قال: سمعت أبي محمّد بن عليّ الباقر (عليه السلام)، يقول: كنت مع أبي عليّ بن الحسين عليهما السلام بـ "قبا"(1) [وهو] يعود شيخاً من الأنصار إذ أتى أبي (عليه السلام) آت، وقال له: الحق دارك، فقد احترقت، فقال (عليه السلام): لم تحترق. فذهب، ثمّ عاد وقال: قد احترقت. فقال أبي (عليه السلام): والله ما احترقت فذهب، ثمّ عاد ومعه جماعة من أهلنا وموالينا وهم يبكون ويقولون لأبي، قد احترقت دارك. فقال: كلا والله، ما احترقت، إِنّي بربّي اوثق منكم. ثمّ انكشف الأمر عن احتراق جميع ما حول الدار إلاّ هي.
فقال الإمام الباقر (عليه السلام) لأبيه زين العابدين (عليه السلام): ما هذا؟ فقال: يا بنيّ شيء نتوارثه من علم النبيّ (صلى الله عليه وآله) هو أحبّ إلي من الدنيا وما فيها من المال والجواهر والأملاك، واعدّ من الرجال والسّلاح، وهو سرّ أتي به جبرئيل إلى النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فعلمه عليا وابنته فاطمة وتوارثناه نحن، وهو الدعاء الكامل الّذي من قدمه أمامه كلّ يوم وكلّ الله تعالى به ألف ملك يحفظونه في نفسه وأهله وولده وحشمه وماله وأهل عنايته من الحرق والغرق والشرق والهدم والردم والخسف والقذف وآمنه الله تعالى من شرّ الشيطان والسلطان ومن شرّ كلّ ذي شرّ وكان في أمان الله وضمانه وأعطاه الله تعالى على قرائته ـ ان كان مخلصاً موقنا ـ ثواب مائة صديق، وإن مات في يومه دخل الجنّة، فاحفظ يا بنيّ ولا تعلمه إلاّ بمن تثق به، فإنّه لا يسأل محق به شياً إلاّ أعطاه الله تعالى(2).
____________
1 ـ "قبا" اسم موضع بنى فيه اول مسجد اسس على التقوى وكانت واقعة خارج حدود المدينة المنورة ـ آنذاك ـ وهي اليوم تقع ضمن المدينة المنورة على مشرّفها آلاف التحية والسلام.
2 ـ بحار الأنوار 83:171، وانظر ايضاً هامش البلد الأمين: 52، مصباح الكفعمي: 72، في الهامش.
(قلت): حيث انّي كنت قد اعددت هذا الدعاء منذ سنوات للنشر بين المؤمنين اُورد هنا ما اعددته لهذا الدعاء من المقدمة والبيان.
بسم الله الرحمن منذ زمن وأنا أبحث عن نصّ مأثور في كيفيّة الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فقد رسخت في نفسي الرغبة في العثور على ذلك منذ زيارتي لمسجد رأس الحسين (عليه السلام) بالقاهرة، حيث رأيت اجتماع بعض المسلمين في حلقات وهم يصلون على رسول الله (صلى الله عليه وآله) من كتاب "دلائل الخيرات" [ـ اسم هذا الكتاب هو: "دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في ذكر الصلاة على النبيّ المختار" ألّفه: محمّد بن عبدالرحمن الجزولي السملالي المتوفى سنة 870هـ، وقد بالغ في وصفه الحاجي خليفة في كشف الظنون، فقال: هذا الكتاب آية من آيات الله في الصلاة على النبي يواظب على قرائته في المشارق والمغارب لا سيّما في بلاد الروم، طبع هذا الكتاب طبعة حجرية بمطبعة المدارس بالأزبكية سنة 1256هـ، ثمّ تلتها عدّة طبعات حجرية وحروفية في الآستانة ومصر مراراً (انتهى). وقد رأيت ـ أخيراً ـ نسخة منه مطبوعة في تركيا، وقد قسّم الكتاب فيها إلى أربعة أرباع، وثلاثة أحزاب، كي يتسنّى للقارىء ختمه في أربعة أيّام ـ أو ثلاثة ـ حسب رغبته. هذا وهناك كتب اُخرى في الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله) لم يطلع عليها الحاجي خليفة وهي ادق بياناً وأجمل تعبيراً من كتاب دلائل الخيرات في الصلاة على الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله). منها كتاب: الصلاة النصيرية، الّتي كتبها المحقق الطوسي، نصير الدين محمد بن محمّد بن الحسن المتوفى سنة 672هـ، وقد كان(رحمه الله) من أعاظم علماء عصره، ومنها كتاب شرح الصلوات ـ بالفارسية ـ، الّفه أحمد بن محمّد الحسيني، وطبع طبعة حجرية سنة 1282هـ، بمدينة تبريز، واعيد طبعه في سنة 1319 هجرية بطهران، تلتها عدة طبعات حجرية وحروفية في طهران وقم. "وذكرهما الشيخ آغا بزرك الطهراني في الذريعة".] الّذي وضع في ذكر الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله) وبعد أن جلست إلى احدى هذه الحلقات، وتأمّلت عبارات الكتاب، لم أجدها بالمستوى المطلوب وخطر في ذهني أن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) لا بدّ وأنّهم أرشدوا الناس إلى أفضل الصيغ في الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله). وما أن رجعت إلى وطني، ودخلت حاضرة الإسلام ومركز العلم "النجف الأشرف" حتّى صرت أقلّب الكتب واتصفّح الروايات بحثاً عن دعاء في هذا الموضوع.
وذهبت يوماً لزيارة والدي ـ تغمده الله برحمته ـ، ولم أنس أنّه كان يوم جمعة، فوجدته يتلو دعاء ما برحت أنصت اليه حتّى أخذ بمجامع قلبي، فأخذت أتابع الدعاء وأتأمّل عباراته بلهفة وشوق عظيمين، لأني وقفت على منشودي، ومبتغاي، فقد كان يحتوي على الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله) وبعد انتهائه(رحمه الله) من قراءة الدعاء توجهت إليه وسألته عن الدعاء ومصدره؟ فأعلمني أنّه "دعاء الحريق" [سمي هذا الدعاء بهذا الإسم لأنّ روايته ارتبطت بحادث حريق شبّ في محلّه بني هاشم، حيث كانت دار الإمام زين العابدين، عليّ بن الحسين (عليه السلام) بالمدينة المنورة، فأبلغه بعض مواليه بذلك، وهو بـ "قبا" يعود شيخاً من الأنصار، ولكنّه (عليه السلام)، لم يكترث بذلك، وكان يؤكّد لولده ـ الإمام الباقر (عليه السلام) ان الدار لم تحترق.
وبعد أن رجعا إلى الدار رأى الإمام الباقر (عليه السلام) ان النيران كانت قد التهمت الكثير من بيوت في محلّة بني هاشم ولكنّ دار الامام السجاد احتمى من الحريق.
وقد أثار ذلك رغبة الامام الباقر (عليه السلام) للإطّلاع على السر الكامن في ذلك، فسأل أباه قائلا: يا أبه جعلت فداك أي شيء هذا؟
فأجابه (عليه السلام): يا بنيّ إنا نتوارث من علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) كنزاً هو خير من الدنيا وما فيها من المال والجواهر واعزّ من الجمهور والسلاح والخيل والعدد. فسأل الإمام الباقر ـ أيضاً ـ: يا أبه جعلت فداك وما هو؟ فأجابه الإمام السجاد (عليه السلام): إنه سر من رسول (صلى الله عليه وآله) أتى به جبرئيل محمّداً (صلى الله عليه وآله) وعلّمه محمّد أخاه عليّاً وفاطمة عليهما السلام، وتوارثناه عن آبائنا، وهو الدعاء الّذي من قدمه اُمامه في كل يوم وكلّ الله عزّ وجلّ به مأة ألف ملك يحفظونه في ماله ونفسه وولده وجسده وأهل عنايته من الغرق، والحرق، والسرق، والهدم، والخسف، والقذف، وزجر عنه الشيطان، ولا يحلّ به سحر ساحر، ولا كيد كائد، ولا حسد حاسد، وكان في أمان الله عزّ وجلّ وأعطاه الله ثواب ألف صدّيق، فإن مات من يومه دخل الجنّة ان شاء الله تعالى، فاحتفظ به ولا تعلّمه إلاّ لمن تثق به، فإنّه دعاء لا يسأل الله عزّ وجلّ به شيئاً إلاّ اعطاه (انظر بحار الأنوار 92:204)] الّذي كانت تدعو به فاطمة الزهراء (عليها السلام) صباح كلّ يوم، وتعتزّ به، لأنّه كان عندها بمثابة ذكرى من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، نزل به جبرئيل (عليها السلام).
فسررت كثيراً بتعرّفي على هذا الدعاء، وصرت ـ ولا أزال ـ أعتزّ به وأستأنس بقرائته، وأردد بين الحين والآخر فقرات منه.
ومع ان محتواه الرائع البليغ يغني عن البحث في اسناده ورواته، لأنّ من المستبعد وروده عن غير أهل البيت (عليهم السلام)، فقد تتبعت مصادره في كتب الأدعية [قد ورد مضامين وبعض فقرات هذا الدعاء في ادعية كثيرة صحيحة السند وقد اورد بعضها الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان كما في دعاء اُم داود وغيره]. وقابلت متن هذا الدعاء على مصادر عديدة [اهتم بهذا الدعاء كبار الأصحاب وخصوها بالإجازة والرواية فقد ذكر الشيخ أغا بزرك الطهراني في طبقات أعلام الشيعة: 32 في أحوال أبي العباس الكوفي الجواني، أحمد بن عليّ بن ابراهيم: روى عنه التلعكبرى أحاديث يسيرة وسمع منه دعاء الحريق]. للتأكّد من صحته.
وقد أورد نص هذا الدعاء جماعة من كبار العلماء رحمهم الله في كتبهم.
منهم شيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة 460هـ في كتابه "مصباح المتهجد" الّذي حوى الادعية المختارة من قبل الشيخ(قدس سره)، فقد ذكر دعاء الحريق في الصفحات 194 ـ 202، في النسخة المطبوعة سنة 1401 بالأفسيت عن نسخة كتبت بتاريخ 1082. والجدير بالذكر أنّ هذا النسخة تمتاز بمقابلتها على نسخ متعددة ومصححة منها نسخة المحقق ابن ادريس الحلي(رحمه الله)، ونسخ اُخرى فصّل عنها الناشر في تقديمه لهذه الطبعة في ص: 14 ـ 15.
رد: مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام) » ما علّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الدعاء
وقد جعلنا متن دعاء الحريق الوارد في هذه الطبعة اساساً للعمل في هذا التحقيق.
ومنهم: العلامة الحليّ ـ من علماء القرن السابع الهجري ـ في كتابه: "منهاج الصلاح في مختصر المصباح" المنتخب من كتاب مصباح المتهجد ـ على ما ورد في كتاب ناسخ التواريخ 2:466.
ومنهم: الشيخ الأجل الشيخ ابراهيم الكفعمي المتوفي سنة 905هـ. في كتاب "جنة الأمان الواقية وجنة الإيمان الباقية" المعروف بمصباح الكفعمي: 72 ـ 78 وهذا الكتاب من الكتب القيّمة، وقد جمع فيه الشيخ الكفعمي الادعية من كتب معتمدة عليها كما ورد في مقدمة الكتاب.
وذكر الشيخ الكفعمي هذا الدعاء في كتابه الآخر "البلد الأمين" [وهذا الكتاب من الكتب المعتبرة في الادعية والاذكار ـ ايضاً، وقد ذكر المؤلف "(قدس سره)" في مقدمته ما يلي:
وبعد، فهذا كتاب محتو على عوذ ودعوات وتسابيح وزيارات منقولة عن سادات القادات، وقادات السادات، الغر الميامين: آل طه وياسين لا تمج الفاظها الآذان ولا يبلي معانيها الزمان... الخ.
ومنهم: العلامة المجلسي في موسوعته الكبيرة، بحار الأنوار 83:165 ـ 171، و92: 204 ـ 209.
وقال المجلسي: وجدت هذا الدعاء مسنداً في كتاب عتيق من أصول اصحابنا بالشرح الذي ذكره الكفعمي(رحمه الله) الى قوله: فان تولّوا فقل حبسي الله: [ص 777] ولم يذكر فيه ما ورد بعده من الدعاء.
وقال(رحمه الله) ـ ايضاً ـ، في بيانه للدعاء: فهم بعض الأصحاب ان دعاء الحريق ينتهي عند قوله: "واهل المغفرة ـ ثلاثاً ـ": [ص 777]، ويحتمل ان يكون الجميع منه الى قوله: "اني كنت من الظالمين": [ص 777].
هذا وأورد صاحب ناسخ التواريخ دعاء الحريق في احوالات فاطمة الزهراء (عليها السلام)، الجزء الثاني: ص 266، ط / المكتبة الاسلامية بطهران.
أيضاً وذلك في الصفحات: 55 ـ 60.
ولهذا الدعاء مزايا عديدة:
الصفحة 348
فهو: أولا يبدأ بثلاث مقدمات يهيء الداعي نفسياً للشروع في مناجات الله تعالى، من الشهادتين وبيان صفات الله تعالى من صفات الإكرام وصفات الجلال، يكرزها الداعي ثلاثاً، يعقبها تسبيح وتهليل واستغفار، وبعد أن يكررها الداعي إحدى عشر مرّة، يبدأ بقراءة دعاء الحريق.
ثانياً: في هذا الدعاء عدة فصول، وكل فصل فيه يبدأ بالصلاة على النبي وآله، ويذكر الأنبياء السابقين ومآثرهم ولذلك التأثير القوي في تصحيح سلوك القاري وتهذيب نفسه وبعث روح الجد والمثابرة والصمود فيه.
وجميع فصول الدعاء تنتهي بالعبارة التالية: "اللّهُمَ صلِ عليهم حتى تبلِّغهم الرضا، وتَزَيدَهُم بعد الرضا مما أنت أهلُهُ يا أرحَمَ الراحمين".
ثالثاً: يتضمن دعاء الحريق بيان أبعاد شاسعة من ملكوت الله سبحان، ونماذج كثيرة من مخلوقاته التي تبين للداعي عظمة الله سبحانه وتعالى فيتصاغر تلقائياً أما تلك العظمة ويتوجه الى الله توجّهاً خاصاً تغشاه مسحة من الإعتزاز والفخر بالإنتساب الى الله فيجد في نفسه حلاوة العبودية، ويلتمس بكل وجوده آثار القرب الإلهي والزلفى لدى الله سبحانه.
رابعاً: يحتوي هذا الدعاء على ثناء وتسبيح وتهليل وتكبير بأرقام كبيرة وباسلوب بديع وفريد، قلّ ما يوجد مثله في الأدعية والإذكار.
خامساً: في هذا الدعاء ما يحذّر الداعي من الكسل والجبن والبخل وصفات ذميمة أُخرى هي منشأ كل فساد وشر في المجتمع، بل كل شقاء يصيب الإنسان في حياته.
فمن يلتزم بقراءة هذا الدعاء يحاول عدم التورط ـ تلقائياً ـ بهذه الصفات الذميمة ويندفع ـ تلقائياً ـ لتطبيق التعليمات الحسنة التي يوحي بها هذا الدعاء.
سادساً: يعمل هذا الدعاء على دمج الانسان بمجتمعه، ويجعله يتفاعل مع المجتمع المجتمع ويتحسس آلامه ويتعاون مع ابناء جنسه علي رفع البؤس والشقاء.
فالدعاء تربية وابتهال ونجوى.
الى غير ذلك من المزايا التي يتعرف عليها الداعي بنفسه من خلال قراءئته لهذا الدعاء والتأمّل في عباراته ومضامينه العالية.
سابعاً: لمّا كان للرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) حق عظيم على الامة جمعاء، حيث هداهم الى الإسلام وأنقذهم من الجهل والعمى والضلال ومن الغارات والحروب الطاحنة التي كانت تهدد سعادتهم بل وجودهم.
الصفحة 349
ولم يمكن إيفاء هذا الحق ابداً، فلا يزال الانسان مهما بالغ في تكريم الرسول واهل بيته (عليهم السلام) مدينا لذلك النبي الرؤوف (صلى الله عليه وآله).
ولكن ما لا يدرك كلّه لا يترك كلّه، ـ كما يقال ـ، كان ولا بدّ لنا من تعظيم رسول الله (صلى الله عليه وآله) واظهار شرفه ونشر مآثره وفضائله بما يسعنا وفاءً لبعض حقوقه (صلى الله عليه وآله).
وكيف لا. وقد امرنا الله تعالى في محكم كتابه العظيم بالصلاة عليه، فقال عزّ من قائل: "إنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلِّونَ عَلَى النَّبي يا أيِّهَا الِّذينَ آمنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسْلِيماً". (الاحزاب: 33/33).
وفي هذا الدعاء وتلاوته وفاء لبعض حقوق المصطفى صلوات الله سلامه عليه وعلى آله الميامين.
من أجل هذا كله عزمت على تحقيق هذا الدعاء الشريف وإخراجه بأبدع صورة، ليستفيد منه المؤمنون ويذكروني بالدعاء وطلب المغفرة، وقد استعملت للنسخ رموزاً هي كالآتي:
الف: مصباح المتهجد للشيخ الطوسي: 194.
ب: البلد الأمين للشيخ الكفعمي: 55.
ج: جنة الامان الواقية "مصباح الكفعمي" للشيخ الكفعمي: 72.
د: بحار الأنوار 83:175.
هـ: بحار الأنوار 92:204.
و: ناسخ التواريخ قسم أحوالات الزهراء (عليها السلام) 2:466 ـ 476.]
الصفحة 350
ورد في مصباح الشيخ وكتاب الكفعمي وغيرهما (في باب التعقيب المختص لصلاة الفجر): ثمّ تدعو بدعاء وإليك نص الدعاء: الكامل المعروف.
بسم الله الرحمن الرحيم
"اللّهمّ إنّي أصبحت اُشهدك وكفى بك شهيداً، واُشهد ملائكتك وحملة عرشك، وسكّان سبع سماواتك وأرضيك وأنبيائك ورسلك(1)، وورثة أنبيائك
____________
1 ـ الأنبياء: هم من اختارهم الله عزّ وجلّ لهداية البشر وهم: 124 ألف نبي، ومن هؤلاء الأنبياء من اُمروا بابلاغ الرسالة الالهية إلى قومهم وتوجيه المجتمع نحو الخير والصلاح وهؤلاء هم المرسلون، وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيّاً، ومن هؤلاء المرسلين، من واجهوا صعوبات جمّة في تبليغ الرسالة من قبل اُممهمّ، ولكنّهم صمدوا أمامها وتمكنوا من تخطي كلّ العقبات وإحقاق الحق في النهاية، وقد ذكر القرآن الكريم هؤلاء في قوله تعالى: "شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحاً والّذي أوحينا إليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه" (الشورى: 42/13)، وهناك تعريفات اُخرى ذكرها العلماء وما ذكرنا هو المختار عندنا من جملة أقوالهم.
ومنهم: العلامة الحليّ ـ من علماء القرن السابع الهجري ـ في كتابه: "منهاج الصلاح في مختصر المصباح" المنتخب من كتاب مصباح المتهجد ـ على ما ورد في كتاب ناسخ التواريخ 2:466.
ومنهم: الشيخ الأجل الشيخ ابراهيم الكفعمي المتوفي سنة 905هـ. في كتاب "جنة الأمان الواقية وجنة الإيمان الباقية" المعروف بمصباح الكفعمي: 72 ـ 78 وهذا الكتاب من الكتب القيّمة، وقد جمع فيه الشيخ الكفعمي الادعية من كتب معتمدة عليها كما ورد في مقدمة الكتاب.
وذكر الشيخ الكفعمي هذا الدعاء في كتابه الآخر "البلد الأمين" [وهذا الكتاب من الكتب المعتبرة في الادعية والاذكار ـ ايضاً، وقد ذكر المؤلف "(قدس سره)" في مقدمته ما يلي:
وبعد، فهذا كتاب محتو على عوذ ودعوات وتسابيح وزيارات منقولة عن سادات القادات، وقادات السادات، الغر الميامين: آل طه وياسين لا تمج الفاظها الآذان ولا يبلي معانيها الزمان... الخ.
ومنهم: العلامة المجلسي في موسوعته الكبيرة، بحار الأنوار 83:165 ـ 171، و92: 204 ـ 209.
وقال المجلسي: وجدت هذا الدعاء مسنداً في كتاب عتيق من أصول اصحابنا بالشرح الذي ذكره الكفعمي(رحمه الله) الى قوله: فان تولّوا فقل حبسي الله: [ص 777] ولم يذكر فيه ما ورد بعده من الدعاء.
وقال(رحمه الله) ـ ايضاً ـ، في بيانه للدعاء: فهم بعض الأصحاب ان دعاء الحريق ينتهي عند قوله: "واهل المغفرة ـ ثلاثاً ـ": [ص 777]، ويحتمل ان يكون الجميع منه الى قوله: "اني كنت من الظالمين": [ص 777].
هذا وأورد صاحب ناسخ التواريخ دعاء الحريق في احوالات فاطمة الزهراء (عليها السلام)، الجزء الثاني: ص 266، ط / المكتبة الاسلامية بطهران.
أيضاً وذلك في الصفحات: 55 ـ 60.
ولهذا الدعاء مزايا عديدة:
الصفحة 348
فهو: أولا يبدأ بثلاث مقدمات يهيء الداعي نفسياً للشروع في مناجات الله تعالى، من الشهادتين وبيان صفات الله تعالى من صفات الإكرام وصفات الجلال، يكرزها الداعي ثلاثاً، يعقبها تسبيح وتهليل واستغفار، وبعد أن يكررها الداعي إحدى عشر مرّة، يبدأ بقراءة دعاء الحريق.
ثانياً: في هذا الدعاء عدة فصول، وكل فصل فيه يبدأ بالصلاة على النبي وآله، ويذكر الأنبياء السابقين ومآثرهم ولذلك التأثير القوي في تصحيح سلوك القاري وتهذيب نفسه وبعث روح الجد والمثابرة والصمود فيه.
وجميع فصول الدعاء تنتهي بالعبارة التالية: "اللّهُمَ صلِ عليهم حتى تبلِّغهم الرضا، وتَزَيدَهُم بعد الرضا مما أنت أهلُهُ يا أرحَمَ الراحمين".
ثالثاً: يتضمن دعاء الحريق بيان أبعاد شاسعة من ملكوت الله سبحان، ونماذج كثيرة من مخلوقاته التي تبين للداعي عظمة الله سبحانه وتعالى فيتصاغر تلقائياً أما تلك العظمة ويتوجه الى الله توجّهاً خاصاً تغشاه مسحة من الإعتزاز والفخر بالإنتساب الى الله فيجد في نفسه حلاوة العبودية، ويلتمس بكل وجوده آثار القرب الإلهي والزلفى لدى الله سبحانه.
رابعاً: يحتوي هذا الدعاء على ثناء وتسبيح وتهليل وتكبير بأرقام كبيرة وباسلوب بديع وفريد، قلّ ما يوجد مثله في الأدعية والإذكار.
خامساً: في هذا الدعاء ما يحذّر الداعي من الكسل والجبن والبخل وصفات ذميمة أُخرى هي منشأ كل فساد وشر في المجتمع، بل كل شقاء يصيب الإنسان في حياته.
فمن يلتزم بقراءة هذا الدعاء يحاول عدم التورط ـ تلقائياً ـ بهذه الصفات الذميمة ويندفع ـ تلقائياً ـ لتطبيق التعليمات الحسنة التي يوحي بها هذا الدعاء.
سادساً: يعمل هذا الدعاء على دمج الانسان بمجتمعه، ويجعله يتفاعل مع المجتمع المجتمع ويتحسس آلامه ويتعاون مع ابناء جنسه علي رفع البؤس والشقاء.
فالدعاء تربية وابتهال ونجوى.
الى غير ذلك من المزايا التي يتعرف عليها الداعي بنفسه من خلال قراءئته لهذا الدعاء والتأمّل في عباراته ومضامينه العالية.
سابعاً: لمّا كان للرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) حق عظيم على الامة جمعاء، حيث هداهم الى الإسلام وأنقذهم من الجهل والعمى والضلال ومن الغارات والحروب الطاحنة التي كانت تهدد سعادتهم بل وجودهم.
الصفحة 349
ولم يمكن إيفاء هذا الحق ابداً، فلا يزال الانسان مهما بالغ في تكريم الرسول واهل بيته (عليهم السلام) مدينا لذلك النبي الرؤوف (صلى الله عليه وآله).
ولكن ما لا يدرك كلّه لا يترك كلّه، ـ كما يقال ـ، كان ولا بدّ لنا من تعظيم رسول الله (صلى الله عليه وآله) واظهار شرفه ونشر مآثره وفضائله بما يسعنا وفاءً لبعض حقوقه (صلى الله عليه وآله).
وكيف لا. وقد امرنا الله تعالى في محكم كتابه العظيم بالصلاة عليه، فقال عزّ من قائل: "إنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلِّونَ عَلَى النَّبي يا أيِّهَا الِّذينَ آمنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسْلِيماً". (الاحزاب: 33/33).
وفي هذا الدعاء وتلاوته وفاء لبعض حقوق المصطفى صلوات الله سلامه عليه وعلى آله الميامين.
من أجل هذا كله عزمت على تحقيق هذا الدعاء الشريف وإخراجه بأبدع صورة، ليستفيد منه المؤمنون ويذكروني بالدعاء وطلب المغفرة، وقد استعملت للنسخ رموزاً هي كالآتي:
الف: مصباح المتهجد للشيخ الطوسي: 194.
ب: البلد الأمين للشيخ الكفعمي: 55.
ج: جنة الامان الواقية "مصباح الكفعمي" للشيخ الكفعمي: 72.
د: بحار الأنوار 83:175.
هـ: بحار الأنوار 92:204.
و: ناسخ التواريخ قسم أحوالات الزهراء (عليها السلام) 2:466 ـ 476.]
الصفحة 350
ورد في مصباح الشيخ وكتاب الكفعمي وغيرهما (في باب التعقيب المختص لصلاة الفجر): ثمّ تدعو بدعاء وإليك نص الدعاء: الكامل المعروف.
بسم الله الرحمن الرحيم
"اللّهمّ إنّي أصبحت اُشهدك وكفى بك شهيداً، واُشهد ملائكتك وحملة عرشك، وسكّان سبع سماواتك وأرضيك وأنبيائك ورسلك(1)، وورثة أنبيائك
____________
1 ـ الأنبياء: هم من اختارهم الله عزّ وجلّ لهداية البشر وهم: 124 ألف نبي، ومن هؤلاء الأنبياء من اُمروا بابلاغ الرسالة الالهية إلى قومهم وتوجيه المجتمع نحو الخير والصلاح وهؤلاء هم المرسلون، وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيّاً، ومن هؤلاء المرسلين، من واجهوا صعوبات جمّة في تبليغ الرسالة من قبل اُممهمّ، ولكنّهم صمدوا أمامها وتمكنوا من تخطي كلّ العقبات وإحقاق الحق في النهاية، وقد ذكر القرآن الكريم هؤلاء في قوله تعالى: "شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحاً والّذي أوحينا إليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ان أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه" (الشورى: 42/13)، وهناك تعريفات اُخرى ذكرها العلماء وما ذكرنا هو المختار عندنا من جملة أقوالهم.
رد: مسند فاطمة الزهراء (عليها السلام) » ما علّمها رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الدعاء
ورسلك، والصّالحين من عبادك(1)، وجميع خلقك، فاشهدلي، وكفى بك شهيداً، إنّي اُشهد أنّك أنت الله لا إله إلاّ أنت، المعبود، وحدك لا شريك لك، وأنّ محمداً (صلى الله عليه وآله) عبدك ورسولك، وأنّ كلّ معبود(2) ممّا دون عرشك، إلى قرار أرضك السابعة السّفلى، باطل مضمحلّ ما خلا وجهك الكريم، فإنّه أعزّ وأكرم، وأجلّ وأعظم، من أن يصف الواصفون كنه جلاله، أو تهتدي القلوب إلى كنه عظمته، يا من فاق مدح المادحين فخر مدحه، وعدا وصف الواصفين مآثر حمده، وجلّ عن مقالة النّاطقين تعظيم شأنه، صلّ على محمّد وآله وافعل بنا ما أنت أهله(3)، يا أهل التّقوى، وأهل المغفرة".
____________
1 ـ الصلاح: هو ضد الفساد، و"من صلح" هو من لزم الصلاح في أعماله، والصالحون يلون الشهداء في الفضل وذكرهم الله تعالى في آيات عديدة من القرآن الكريم، وخصّ هذه الصفة بالذكر لبعض الأنبياء، فقال سبحانه: "ونبيّاً من الصالحين" (الصافّات: 37/112).
هذا: وفي هامش "الف": في نسخة "الف": والخالصين ـ بدل والصالحين ـ والخالص هو: من أخلص لله في العبادة ولم يشرك به شيئاً.
2 ـ بعد أن شهد الداعي لله بالوحدانيّة، يريد أن ينفي كل المعبودات الاُخرى، فهو ينفي كلّ ما يستقطب انتباه الإنسان إلى حدّ العبوديّة سواء كان نبيّاً أو وليّاً أو أيّ شيء آخر يحبّه الإنسان ويهواه، وسواء كان حيواناً أو صنماً أو مالا أو متاعاً أو هوى أو نفساً أو مقاماً أو...، فيقر بأن جميع تلك باطلة مضمحلّة وإنّه لن يعبدها من دون الله.
3 ـ يطلب الداعي من الله أن يتولى الخيار له، ويكون هو الّذي يقرر ما يفعل به، فإن الإنسان ـ ومهما بلغت فطنته ـ لا يحيط بكلّ جوانب الحياة، ولا يعرف ما يضمن له السعادة، فهو غالباً ما يعيش في حدود يومه ومعلوماته الضيقة ومع هذه المواصفات، فايكال الأمر إلى الله هو الخيار الوحيد للإنسان الّذي يضمن به السعادة في كافة مجالات الحياة.
الصفحة 352
يقرأ ذلك ثلاثاً، ثمّ يقول: إحدى عشرة مرّة:
"لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه، ما شاء الله ولا قوّة إلاّ بالله هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، ويميت و[يحيي، وهو حىّ لا يموت، بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير".
ويقول: إحدى عشرة مرّة ـ أيضاً ـ:
"سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله، والله أكبر(1)، استغفر الله وأتوب إليه، ما شاء الله، لا حول ولا قوّة إلاّ بالله(2)، الحليم الكريم، العليّ العظيم، الرّحمن الرّحيم،
____________
1 ـ قال الشهيد الأوّل في شرح التسبيحات الأربع ما يلي: "سبحان الله": تنزيهه عن السوء والفحشاء ويدخل في ذلك جميع صفاته السلبية كنفي الحدوث والإمكان والحاجة والعجز والكسل والجسمية والعرضية والجوهرية والإتّحاد والجهة والصاحبة والولد.
ومعنى "الحمد لله": الثناء عليه بذكر أنّه الخالق [للممكنات] من سماء وأرض وفلك وملك، وخلق العقل ـ الفارق بين الصحيح والفاسد والحق والباطل ـ، وبعث الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)، ثمّ خلق أصول النعم الّتي هي الحياة والقدرة والشهوة والنفرة والعقل والإدراك والإتّحاد، ثمّ خلق فروعها المشتهيات والملذّات، حتّى أنّه ليس نفس تمضي إلاّ وهي نعمة يجب شكرها، حتّى أن شكر نعم الله من النعم الّتي يجب شكرها، ومن ذلك تصديق النبيّ (صلى الله عليه وآله) في جميع ما جاء به من الحشر والنشر والجنّة والنار والصراط والميزان.
ومعنى "لا إله إلاّ الله": تنزيهه عن الشريك والمثل والضد والند والمساوي والمنافي، وفيه بطلان قول اليهود والنصارى والثنويّة وعبّاد الأصنام والأوثان والصّلبان والكواكب، وهي الشهادة الّتي من قالها مخلصاً دخل الجنّة.
ومعنى "الله أكبر": اثبات صفات الكمال له مثل الوجود والقدرة والعلم والأزلية والبقاء السرمدي والسمع والبصر والإدراك، وكونه عدلا حكمياً، جارية أفعاله على وفق الحكمة والصواب، وأنّه لا يستطيع أحد الإطلاع على كنه ذاته تعالى، ولا على صفة من صفاته، فهو أكبر من أن يوصف، ولا يحيط به الواصفون، فلا يعلم ما هو إلاّ هو.
فهذه الكلمات الأربع تشتمل على الاُصول الخمسة، التوحيد والعدل والنبوّة والإمامة والمعاد، فمن حصّلها حصّل الإيمان، وهي الباقيات الصالحات (هامش مصباح الكفعمي: 77).
2 ـ الحول: الحيلة والقوّة، والحول ـ أيضاً ـ: الحركة، يقال: حال الشخص، إذا تحرّك، وعليه، فمعنى "لا حول ولا قوّة إلاّ بالله" أي: لا حركة ولا استطاعة إلاّ بمشيئة الله عزّ وجلّ وهو أشارة إلى التوحيد الأفعالي.
الصفحة 353
الملك] القدّوس(1)، الحقّ المبين، عدد خلقه، وزنة عرشه، وملء سماواته وأرضيه(2)، وعدد ما جرى به قلمه وأحصاه كتابه، ومداد كلماته(3)، ورضا نفسه"(4).
ثم ّ يقول:
"اللّهمّ صلّ على محمّد(5)، وأهل بيت محمّد المباركين، وصلّ على جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، وحملة عرشك(6) أجمعين، والملائكة المقرّبين، اللّهمّ صلّ
____________
1 ـ القدّوس: فعّول: من القدس، وهو: الطهارة، والمعنى: الطاهر المنزّه عن العيوب والنقائص. وصيغة فعوّل من ابنية المبالغة.
2 ـ والمعنى: بقدر يملأ السماوات والأرضيين، وهذا تمثيل، والمراد به: كثرة الأذكار المتقدمة من حيث العدد بالمقدار الّذي يملأ السموات والأرضين".
ويحتمل أن يراد به تفخيم شأن هذه الأذكار، كما يجوز أن يراد بالتمثيل المذكور أجر تلك الأذكار وثوابها.
3 ـ مداد كلماته ومددها، أي: مثل عددها وكثرتها، وقيل: قدر ما يوازيها في الكثرة عيار كيل أو وزن أو عدد أو ما أشبه من وجوه الحصر والتقدير، قال ابن الأثير: وهذا تمثيل يراد به التقدير لأنّ الكلام لا يدخل في الكيل والوزن وإنّما يدخل في العدد... (لسان العرب ماده: مدد.) هذا ولكن لو فسرت الكلمات بالموجودات ومخلوقات الله سبحانه كما ورد في تفسير بعض آيات القرآن الكريم. فلا يتوجّه كلام إبن الأثير المتقدّم. هذا ويمكن أن يراد بالمداد ـ هنا ـ: البحار، كما ورد في قوله تعالى: "قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مدداً" (الكهف: 18/109).
4 ـ أي بالمقدار الّذي يرتضيه الله سبحانه، هذا، وقد ورد في "ج" هكذا: ورضاه لنفسه، ولا يتفاوت المعنى.
5 ـ قال الكفعمي في هامش: ص13 من مصباحه في شرحه لإسم الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله): وسمّاه في القرآن بمائة اسم ذكرناها في كتابنا: "حديقة أنوار الجنان الناضرة وحدقة أنوار الجنان الناظرة"، قال الزمخشري في كتاب المفصل: محمود لا يدل على الكثرة، ومحمّد يدلّ على الكثرة، وقيل لعبد المطلب: لم سمّيت إبنك محمّداً وليس من أسماء آبائك؟ قال: أردت أن يحمد في السماوات والأرض.
6 ـ المراد به من ذكرهم الله سبحانه بقوله: "ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذ ثمانية"(الحاقة: 17) والعرش يطلق على معان عديدة، فيقال: عرش الرجل، ويراد به قوام امره، وعرش الملك عزّه وسلطانه وأمّا عرش الله، فهو ما لا يعلمه البشر على الحقيقة إلاّ بالإسم.
وقد أوّل بمعان، كالقدرة الإلهيّة العامّة والوجود المنبسط وقلب الإنسان الكامل، وغيرها.
الصفحة 354
عليهم جميعاً(1) حتّى تبلّغهم الرّضا، وتزيدهم بعد الرّضا ممّا أنت أهله يا أرحم الرّاحمين".
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وصلّ على ملك الموت وأعوانه، وصلّ على رضوان وخزنة الجنان، وصلّ على مالك وخزنة النّيران، اللّهمّ صلّ عليهم جميعاً حتى تبلّغهم الرّضا، وتزيدهم بعد الرضا، ممّا أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.
اللّهمّ صلّ على الكرام الكاتبين(2)، والسّفرة الكرام(3) البررة، والحفظة لبني آدم(4)، وصلّ على ملائكة الهواء، والسّماوات العلى(5)، وملائكة الأرضين السّفلى، وملائكة اللّيل والنّهار، والأرض والأقطار، والبحار والأنهار، والبراري والفلوات، والقفار والأشجار(6)، وصلّ على ملائكتك الّذين أغنيتهم عن الطّعام والشّراب بتسبيحك(7) وعبادتك.
اللّهمّ صلّ عليهم، حتّى تبلّغهم الرّضا، وتزيدهم بعد الرّضا ممّا أنت أهله يا
____________
1 ـ الصلاة من الله: هي إرسال الرحمة وإظهار الشرف، وبعد أن يذكر الداعي أسماء الكرام يؤكّد في طلب الرحمة لهم بكلمة "جميعاً" على ما في نسخة "ج" وهذه الكلمة غير موجودة في "ألف" و"ب".
2 ـ هم الملائكة الّذي يكتبون الأعمال والأقوال، بل كل ما يصدر من الإنسان وقد ذكرهم الله تعالى بقوله: "وإنّ عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون" (الإنفطار: 82/10).
3 ـ السفرة: جمع سافر، وهو الكاتب، وقد ورد إسمهم في قوله تعالى: "في صحف مكرّمة مرفوعة مطهّرة بأيدي سفرة كرام بررة" (عبس: 80/16) ويمكن أن يكون سبب ذكرهم للمرة الثانية، هو رفعهم للأعمال إلى المقام الربوبي.
4 ـ هم صنف آخر من الملائكة يحوطون بالإنسان ويدفعون عنه الشرور والمخاطر، حتّى إذا جاء القدر الإلهي خلّوا بينه وبينه، وقد ورد ذكرهم في قوله تعالى: "له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله" (الرعد: 13/11) 5 ـ أي العالية أو الكبيرة، فإنّها أكبر من الأرض باضعاف هائلة، وهذه الجملة وردت في "ب"، لكنّها غير موجودة في "ألف"، وفي "ج" وردت هكذا: وملائكة السماوات العلى.
6 ـ هذه الكلمة غير موجودة "ب" وجعلت في هامش "ج" في نسخة.
7 ـ التسبيح، هو: التنزيه عن النقائص والمواد.
الصفحة 355
أرحم الرّاحمين.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وصلّ على أبينا آدم واُمّنا حوّاء، وما ولدا من النبيّين والصّدّيقين والشهداء والصّالحين.
اللّهمّ صلّ عليهم حتّى تبلّغهم الرّضا، وتزيدهم بعد الرّضا ممّا أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.
اللّهمّ صل على محمّد وأهل بيته الطيّبين(1) وعلى اصحابه المنتجبين(2)،
____________
1 ـ هكذا وردت الكلمة في "ب"، ولكنّها في "ألف": الطاهرين، وصحح في الهامش، وفي "ج": الطيبين الطاهرين، وأمّا أهل البيت فهم: عليّ وفاطمة والحسن والحسين، وهذا ما اتّفق عليه علماؤنا ومفسرونا وهو المستفاد من موارد استعمال هذه اللفظة في أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله).
هذا وقد ناقش في إطلاق هذه اللفظة على هؤلاء (عليهم السلام) بعض العامّة وذلك في آية التطهير [آية التطهير هي الآية: 33 من سورة الأحزاب رقم: 33 وهي قوله تعالى: {إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}] فقط. أمّا في غير آية التطهير من موارد اشتمال الجمل والعبارات على لفظه أهل البيت، فلم يناقش أحد في اختصاصها بعليّ وفاطمة وإبنيهما.
وهذه الظاهرة تدلّ على أنّ المحفّز لاولئك في النقاش حول مدلول اللفظة، في آية التطهير ليس إلاّ التعصب والحميّة واستنصاراً لمذاهبهم وروّادها. اذ أنّ آية التطهير تدلّ على مقام سام ودرجة رفيعة جداً وهي العصمة. وعلى أية... حال فهذه اللفظة تخصّ على الأطهار الأربعة سواء في آية التطهير أو آية الصلاة [آية الصلاة هي الآية: 132 من سورة طه رقم: 20 وهي قوله تعالى: "وأمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها] أو أحاديث الرسول الكثيرة.
وقد تحدثنا عن هذا الموضوع باسهاب في كتابنا: "آية التطهير". وناقشنا فيه آراء العامّة ورددناها بأدلة قاطعة لأوهامهم، وممّا ذكرناه هناك: كلمات أهل اللغة في تفسير الأهل: بأنّه لا يطلق على غير ذوي القربى ولا يشمل حتّى الأزواج.
ومنها: أنّ النبيّ لم يطلق هذه العبارة على غير اولئك النفر في حديث الكساء.
ومنها: الروايات الكثيرة المختلفة الّتي وردت فيها هذه العبارة واتفق الكلّ أنّ المراد منها، هم، هؤلاء فقط كقوله (صلى الله عليه وآله): إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وقوله: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح، وغيرهما.
ومنها: أنّ هؤلاء هم المتبادرون عند اطلاق هذه اللفظة عند الحفاظّ والعلماء وسائر المسلمين.
هذا وقد خاطبهم الشافعي بقوله:
يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم الشأن أنكم من لم يصلّ عليكم لا صلوة له
2 ـ النجيب: هو المختار والمصطفى، والمراد بالمنتجبين من أصحابه (صلى الله عليه وآله): من استقام على الإسلام ولم يرتد بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهذا ما يشير اليه ما ورد في هامش "ج" ففيه زيادة ما يلي: الموفين بعهده لوصيّه من بعده.
الصفحة 356
وعلى أزواجه المطّهرات(1)، وعلى ذرّية محمّد، وعلى كلّ نبيّ بشّر بمحمّد، وعلى كل نبيّ ولد محمّداً، وعلى كل إمرأة صالحة كفلت محمّداً، وعلى كلّ ملك هبط إلى محمّد، وعلى كلّ من في صلواتك عليه رضي لك ورضاً لنبيّك محمّد (صلى الله عليه وآله).
اللّهمّ صلّ عليهم حتّى تبلّغهم الرّضا، وتزيدهم بعد الرّضا ممّا أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وبارك على محمّد وال محمّد، وارحم محمّداً وآل محمدا، كأفضل ما صلّيت وباركت وترحّمت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنّك حميد مجيد.
اللّهمّ أعط محمّداً الوسيلة(2)، والفضل والفضيلة والدّرجة الرّفيعة، وأعطه حتّى يرضى، وزده بعد الرّضا ممّا أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، كما أمرتنا أن نصلّي عليه(3).
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، كما ينبغي لنا أن نصلّي عليه.
اللّهمّ صل على محمّد وآل محمّد، بعدد من صلى عليه،
____________
1 ـ في "ج" زيادة: أمهات المؤمنين، وهو إقتباس من قوله تعالى: "النبيّ اُولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه اُمّهاتهم" (الأحزاب: 33/6).
2 ـ والوسيلة ـ في الأصل ـ: ما يتقرب به إلى شيء او يتوسل به للتوصل إلى المراد، وهي هنا: القرب الالهي، وهي: الشفاعة، وقيل: هي منزلة من منازل الجنّة، وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): أنّها درجات الجنّة وذروة مراتب الزلفى ونهاية غاية الامنية، لها الف مرقاة... (هامش "ج": 122).
3 ـ ورد الأمر بالصلاة عليه (صلى الله عليه وآله) في قوله تعالى: "يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً" (الأحزاب: 33/59).
الصفحة 357
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، بعدد من لم يصلّ عليه(1).
اللّهمّ صلّ على محمّد وآله محمّد، بعدد كلّ حرف في صلاة صلّيت عليه.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، بعدد من صلّى عليه، ومن لم يصلّ عليه.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، بعدد كلّ شعرة ولفظة ولحظة(2)، ونفس وصفة، وسكون وحركة، ممّن صلّى عليه، وممّن لم يصلّ عليه، وبعدد ساعاتهم ودقائقهم، وسكونهم، وحركاتهم، وحقائقهم(3)، وميقاتهم(4)، وصفاتهم وأيّامهم، وشهورهم وسنيّهم(5)، وأشعارهم وأبشارهم(6)، وبعدد زنة ذرّ ما عملوا أو يعملون(7)، أو بلغهم، أو رأوا(، أو ظنّوا، أو كان منهم أو يكون إلى يوم القيامة، وكأضعاف ذلك أضعافاً مضاعفة(9)، إلى يوم القيامة يا أرحم الرّاحمين(10).
____________
1 ـ هكذا وردت في "الف" وأمّا في "ج"، فقد وردت: وبعدد من لم يصلّ عليه. وأمّا "ب"، فليس فيها هذه الفقرة.
2 ـ اللحظة: أقلّ فترة زمنية كانت تتصور سابقاً، وكانت تقدر بلحظ العين.
3 ـ الحقائق: جمع حقيقة، وهو ما يحقّ على الرجل حمايته والذب عنه كالعرض والشرف، وحقيقة الشيء: منتهاه واصله، ويقال: الحقيقة تطلق على الراية المميزة لفئة عن اُخرى كأعلام الدول في الوقت الحاضر.
4 ـ الميقات هو: الأجل المحدد للشيء، مأخوذ من الوقت، وقد يستعار للمكان كما يقال: مواقيت الإحرام، لحدود الحرم المكيّ الشريف.
5 ـ كذا في "الف"، ولكنّه في "ج" وسنينهم وفي "ب" وسنّتهم، وما أثبتناه أفصح.
6 ـ الأشعار: جمع شعر، وهو معروف مفرده شعرة، والأبشار: جمع بشرة وهو: ظاهر الجلد.
7 ـ هذه "الف" فقرة من باب تشببه المعقول بالمحسوس، فإن الأعمال لا وزن لها إلاّ أن يراد متعلقات الأعمال من بناء ومصنوع أو الوزن الاعتباري من الأجر والثواب، او يراد: وزنها بعد التجسيم. وبالتفسير المذكور، تفسر العبارات التالية لهذه الفقرة.
8 ـ أي: ما أمكنهم رؤيته من الأجسام والأعراض كاللون.
9 ـ الضعف هو: المثل، وضعفا الشيء مثلاه، وقال الهروي: أقلّ الضعف محصور وهو: المثل، واكثره غير محصور (هامش "ج" ص608).
10 ـ هذا النداء يتكرر في آخر كثير من الأدعية وهو لبيان شدّة الرجاء من الله.
فإن الله الذي ابتدأ بالنعم سيتفضل بإتمامها، وسعة الرحمة الإلهية تقتضي الزيادة فيها، فنداء "يا أحرم الراحمين" هو لاستدعاء الرحمة (عن مجمع البيان ـ بتصرّف ـ).
الصفحة 358
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، بعدد ما خلقت وما أنت خالقه إلى يوم القيامة، صلاة ترضيه(1).
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، بعدد ما ذرأت وما برأت(2).
اللّهمّ لك الحمد والثّناء والشّكر والمنّ، والفضل والطّول(3)، والخير والحسنى(4)، والنّعمة والعظمة والجبروت(5)، والملك والملكوت(6)، والقهر والسّلطان، والفخر والسّؤدد(7)، والإمتنان، والكرم، والجلال والإكرام، والجمال والكمال، والخير والتّوحيد(، والتّمجيد والتّحميد، والتّهليل والتّكبير، والتّقديس،
____________
1 ـ كذا في "الف" و"د" ولكنّه في هامش "ج"، في نسخة: مرضيّة ويحتمل أن يكون اللفظ: صلاةً ترضاه.
2 ـ كذا ورد في هامش "الف" في نسخة وهو ساقط من "ب" و"ج"، وذرأ بمعنى: خلق ومنه قوله تعالى: "ولقد ذرأنا لجهنّم كثيراً من الجنّ والإنس" (الأعراف: 7/179). وتأتي "ذرأ" بمعنى: كثّر، ومنه: "وهو الّذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون" (المؤمنون: 23/79). وبرأ معنى: خلق، يقال: الله بارىء النسمات، ويطلق على المخلوقات: البرية.
3 ـ قيل أنّ المن هو: الإعطاء والبذل قبل السؤال، والطول هو: التفضل بترك العقاب المستحق عاجلا وآجلا، والطّول، ـ أيضاً ـ هو: التفضل بالإنعام والزيادة على الاستحقاق.
4 ـ ويراد بها: الأسماء الحسنى التّي قال عنها سبحانه: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها" (الاعراف: 7/180)، وأسماء الله تعالى كلّها حسنى لأنّها تنبىء عن صفات حسنة كالقادر والعالم، أو أفعال حسنة كالخالق والرازق، او معان حسنة كالصمد، فإنّه يرجع إلى الغنى وعدم الحاجة، والمعبود والمشكور وهي ترجع إلى أفعال العباد أي: من يعبد ويشكر.
وقيل: أنّ المراد بالحسنى من مالت إليه النفوس من ذكر العفو والرحمة.
والحسنى تأنيث الأحسن، وإنّما قال: الحسنى ـ بلفظ الواحد ـ ولم يقل: الأحاسن، لأنّ أسماء الله مؤنثة، يقع عليه هذه كما يقع على الجماعة، كأنّه اسم واحد للجمع، وفي القرآن الكريم: "حدائق ذات بهجة" (النمل: 27/60)، (هامش "ج" ص610 بتصرف).
ـ صيغة مبالغة بمعنى: العظمة والكبرياء، والقدرة، والسلطة، وقيل: عالم العظمة، وقيل: هو مأخوذ من الجبر بمعنى التلافي والتدارك.
6 ـ فعلوت من الملك، ويراد به: العز والملك العظيم، والملكوت: هي حقيقة الشيء المجردة عن قيود المادة، ويقابله: الملك بمعنى: المادة الجسمانية الكثيفة، وهو: عالم الشهادة ـ كذا قيل ـ.
7 ـ أي: القدر الرفيع وكرم المنصب والسيادة، و"الدال" زائدة للإلحاق.
8 ـ أي أنّ الاحدية منحصرة بك، فلا أحد سواك، وهو قوله تعالى: "قل هو الله أحد" (الاخلاص: 112/1)، فإن جميع الكائنات هي أزواج، وقد قال تعالى: "سبحان الّذي خلق الأزواج كلّها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون" (يس: 36/26)، هذا وبين الأحدية والوحداية عموم من وجه، والواحد هو: الفرد الّذي لا شريك له، والأحد هو: البسيط الّذي لا جزء له، ويتصادقان في الواجب تبارك وتعالى.
الصفحة 359
والرّحمة والمغفرة والكبرياء والعظمة، ولك ما زكى وطاب وطهر من الثّناء الطّيبّ، والمديح الفاخر، والقول الحسن الجميل الّذي ترضى به عن قائله، وتُرضى به قائله(1) وهو رضاً لك، حتّى يتصل حمدي(2)، بحمد أول الحامدين، وثنائي بثناء أوّل المثنين على ربّ العالمين، متصلا ذلك بذلك، وتهليلي بتهليل أوّل المهلّلين، وتكبيري بتكبير أوّل المكبّرين، وقولي الحسن الجميل بقول أوّل القائلين، المجملين المثنين على ربّ العالمين، متّصلا ذلك بذلك، من أوّل الدّهر زنة ذرّ السّماوات والأرضين، والرّمال والتّلال إلى آخره، وبعدد الجبال، وعدد جرع ماء البحار(3)، وعدد قطر الأمطار، وورق الأشجار، وعدد النّجوم، وعدد الثّرى والحصى، والنّوى والمدر(4)، وعدد زنة ذلك كلّه، وعدد زنة ذرّ السّماوات والأرضين(5) وما فيهنّ
____________
1 ـ كذا في "الف" و"ب"، ولكنّ في "ج": وترضى ـ مبنياً للمجهول ـ وفي "د": وترضى به ممن قاله.
2 ـ هذه الجملة وكذا ما بعدها ـ من العبارات المشابهة ـ، يمكن أنّ تفسّر بما يلي:
1 ـ إنّي أحمدك بكثرة بحيث يملأ حمدي جميع الأزمنة الغابرة، فيتصل بحمد أولّ من حمدك يارب.
2 ـ ان يراد ارتفاع الحمد في مدارج القبول والقرب الالهي حتّى يتصل ـ في القرب والقبول ـ بحمد أول الحامدين لله سبحانه.
3 ـ الجرعة هي: الكمية القابلة للابتلاع من السوائل. ويراد هنا: العدد الكثير من الجرع الّتي تتواجد في مياه وفيرة، كالبحار.
4 ـ المدر: هو التراب المتلبد، أو: قطع الطين اليابس، او: الطين العلك الّذي لا يخالطه رمل، واحدته: مدرة، هذا وفي نسخة "ج" زيادة: والملك، ويراد به: جنس الملائكة.
5 ـ أي: بعدد ما يكون زنة الذرة في الأجسام الكائنات بصورة عامّة ـ وهذا عدد كبير جداً لا يمكن حتّى تصوّره، والجدير بالملاحظة، أن هذا العدد الهائل يضرب في "عدد زنة ذرّ السماوات والأرض" المذكور سابقاً.
ثمّ يضرب الناتج في نفسه "وعدد زنة ذرّ ذلك" ثم يبدأ هذا الرقم بالتضاعف مرات ومرات "أضعاف ذلك، وكأضعاف ذلك أضعافا مضاعفة" مما لا يعلم بها إلاّ الله سبحانه. ولو تعمقنا في مداليل هذه الفقرات للمسنا مدى النبوغ وبداعة الاُسلوب الّتي رتبت بها، هذه الفقرات والعلم الّذي يكمن وراء تلك السطور، وإنّها لمعجزة حقّاً يستدل بها على كمال وعلو مقام من طرح هذه الفكرة على المجتمع مما يدل على عظمة الله سبحانه.
____________
1 ـ الصلاح: هو ضد الفساد، و"من صلح" هو من لزم الصلاح في أعماله، والصالحون يلون الشهداء في الفضل وذكرهم الله تعالى في آيات عديدة من القرآن الكريم، وخصّ هذه الصفة بالذكر لبعض الأنبياء، فقال سبحانه: "ونبيّاً من الصالحين" (الصافّات: 37/112).
هذا: وفي هامش "الف": في نسخة "الف": والخالصين ـ بدل والصالحين ـ والخالص هو: من أخلص لله في العبادة ولم يشرك به شيئاً.
2 ـ بعد أن شهد الداعي لله بالوحدانيّة، يريد أن ينفي كل المعبودات الاُخرى، فهو ينفي كلّ ما يستقطب انتباه الإنسان إلى حدّ العبوديّة سواء كان نبيّاً أو وليّاً أو أيّ شيء آخر يحبّه الإنسان ويهواه، وسواء كان حيواناً أو صنماً أو مالا أو متاعاً أو هوى أو نفساً أو مقاماً أو...، فيقر بأن جميع تلك باطلة مضمحلّة وإنّه لن يعبدها من دون الله.
3 ـ يطلب الداعي من الله أن يتولى الخيار له، ويكون هو الّذي يقرر ما يفعل به، فإن الإنسان ـ ومهما بلغت فطنته ـ لا يحيط بكلّ جوانب الحياة، ولا يعرف ما يضمن له السعادة، فهو غالباً ما يعيش في حدود يومه ومعلوماته الضيقة ومع هذه المواصفات، فايكال الأمر إلى الله هو الخيار الوحيد للإنسان الّذي يضمن به السعادة في كافة مجالات الحياة.
الصفحة 352
يقرأ ذلك ثلاثاً، ثمّ يقول: إحدى عشرة مرّة:
"لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه، ما شاء الله ولا قوّة إلاّ بالله هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، ويميت و[يحيي، وهو حىّ لا يموت، بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير".
ويقول: إحدى عشرة مرّة ـ أيضاً ـ:
"سبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله، والله أكبر(1)، استغفر الله وأتوب إليه، ما شاء الله، لا حول ولا قوّة إلاّ بالله(2)، الحليم الكريم، العليّ العظيم، الرّحمن الرّحيم،
____________
1 ـ قال الشهيد الأوّل في شرح التسبيحات الأربع ما يلي: "سبحان الله": تنزيهه عن السوء والفحشاء ويدخل في ذلك جميع صفاته السلبية كنفي الحدوث والإمكان والحاجة والعجز والكسل والجسمية والعرضية والجوهرية والإتّحاد والجهة والصاحبة والولد.
ومعنى "الحمد لله": الثناء عليه بذكر أنّه الخالق [للممكنات] من سماء وأرض وفلك وملك، وخلق العقل ـ الفارق بين الصحيح والفاسد والحق والباطل ـ، وبعث الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)، ثمّ خلق أصول النعم الّتي هي الحياة والقدرة والشهوة والنفرة والعقل والإدراك والإتّحاد، ثمّ خلق فروعها المشتهيات والملذّات، حتّى أنّه ليس نفس تمضي إلاّ وهي نعمة يجب شكرها، حتّى أن شكر نعم الله من النعم الّتي يجب شكرها، ومن ذلك تصديق النبيّ (صلى الله عليه وآله) في جميع ما جاء به من الحشر والنشر والجنّة والنار والصراط والميزان.
ومعنى "لا إله إلاّ الله": تنزيهه عن الشريك والمثل والضد والند والمساوي والمنافي، وفيه بطلان قول اليهود والنصارى والثنويّة وعبّاد الأصنام والأوثان والصّلبان والكواكب، وهي الشهادة الّتي من قالها مخلصاً دخل الجنّة.
ومعنى "الله أكبر": اثبات صفات الكمال له مثل الوجود والقدرة والعلم والأزلية والبقاء السرمدي والسمع والبصر والإدراك، وكونه عدلا حكمياً، جارية أفعاله على وفق الحكمة والصواب، وأنّه لا يستطيع أحد الإطلاع على كنه ذاته تعالى، ولا على صفة من صفاته، فهو أكبر من أن يوصف، ولا يحيط به الواصفون، فلا يعلم ما هو إلاّ هو.
فهذه الكلمات الأربع تشتمل على الاُصول الخمسة، التوحيد والعدل والنبوّة والإمامة والمعاد، فمن حصّلها حصّل الإيمان، وهي الباقيات الصالحات (هامش مصباح الكفعمي: 77).
2 ـ الحول: الحيلة والقوّة، والحول ـ أيضاً ـ: الحركة، يقال: حال الشخص، إذا تحرّك، وعليه، فمعنى "لا حول ولا قوّة إلاّ بالله" أي: لا حركة ولا استطاعة إلاّ بمشيئة الله عزّ وجلّ وهو أشارة إلى التوحيد الأفعالي.
الصفحة 353
الملك] القدّوس(1)، الحقّ المبين، عدد خلقه، وزنة عرشه، وملء سماواته وأرضيه(2)، وعدد ما جرى به قلمه وأحصاه كتابه، ومداد كلماته(3)، ورضا نفسه"(4).
ثم ّ يقول:
"اللّهمّ صلّ على محمّد(5)، وأهل بيت محمّد المباركين، وصلّ على جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، وحملة عرشك(6) أجمعين، والملائكة المقرّبين، اللّهمّ صلّ
____________
1 ـ القدّوس: فعّول: من القدس، وهو: الطهارة، والمعنى: الطاهر المنزّه عن العيوب والنقائص. وصيغة فعوّل من ابنية المبالغة.
2 ـ والمعنى: بقدر يملأ السماوات والأرضيين، وهذا تمثيل، والمراد به: كثرة الأذكار المتقدمة من حيث العدد بالمقدار الّذي يملأ السموات والأرضين".
ويحتمل أن يراد به تفخيم شأن هذه الأذكار، كما يجوز أن يراد بالتمثيل المذكور أجر تلك الأذكار وثوابها.
3 ـ مداد كلماته ومددها، أي: مثل عددها وكثرتها، وقيل: قدر ما يوازيها في الكثرة عيار كيل أو وزن أو عدد أو ما أشبه من وجوه الحصر والتقدير، قال ابن الأثير: وهذا تمثيل يراد به التقدير لأنّ الكلام لا يدخل في الكيل والوزن وإنّما يدخل في العدد... (لسان العرب ماده: مدد.) هذا ولكن لو فسرت الكلمات بالموجودات ومخلوقات الله سبحانه كما ورد في تفسير بعض آيات القرآن الكريم. فلا يتوجّه كلام إبن الأثير المتقدّم. هذا ويمكن أن يراد بالمداد ـ هنا ـ: البحار، كما ورد في قوله تعالى: "قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مدداً" (الكهف: 18/109).
4 ـ أي بالمقدار الّذي يرتضيه الله سبحانه، هذا، وقد ورد في "ج" هكذا: ورضاه لنفسه، ولا يتفاوت المعنى.
5 ـ قال الكفعمي في هامش: ص13 من مصباحه في شرحه لإسم الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله): وسمّاه في القرآن بمائة اسم ذكرناها في كتابنا: "حديقة أنوار الجنان الناضرة وحدقة أنوار الجنان الناظرة"، قال الزمخشري في كتاب المفصل: محمود لا يدل على الكثرة، ومحمّد يدلّ على الكثرة، وقيل لعبد المطلب: لم سمّيت إبنك محمّداً وليس من أسماء آبائك؟ قال: أردت أن يحمد في السماوات والأرض.
6 ـ المراد به من ذكرهم الله سبحانه بقوله: "ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذ ثمانية"(الحاقة: 17) والعرش يطلق على معان عديدة، فيقال: عرش الرجل، ويراد به قوام امره، وعرش الملك عزّه وسلطانه وأمّا عرش الله، فهو ما لا يعلمه البشر على الحقيقة إلاّ بالإسم.
وقد أوّل بمعان، كالقدرة الإلهيّة العامّة والوجود المنبسط وقلب الإنسان الكامل، وغيرها.
الصفحة 354
عليهم جميعاً(1) حتّى تبلّغهم الرّضا، وتزيدهم بعد الرّضا ممّا أنت أهله يا أرحم الرّاحمين".
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وصلّ على ملك الموت وأعوانه، وصلّ على رضوان وخزنة الجنان، وصلّ على مالك وخزنة النّيران، اللّهمّ صلّ عليهم جميعاً حتى تبلّغهم الرّضا، وتزيدهم بعد الرضا، ممّا أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.
اللّهمّ صلّ على الكرام الكاتبين(2)، والسّفرة الكرام(3) البررة، والحفظة لبني آدم(4)، وصلّ على ملائكة الهواء، والسّماوات العلى(5)، وملائكة الأرضين السّفلى، وملائكة اللّيل والنّهار، والأرض والأقطار، والبحار والأنهار، والبراري والفلوات، والقفار والأشجار(6)، وصلّ على ملائكتك الّذين أغنيتهم عن الطّعام والشّراب بتسبيحك(7) وعبادتك.
اللّهمّ صلّ عليهم، حتّى تبلّغهم الرّضا، وتزيدهم بعد الرّضا ممّا أنت أهله يا
____________
1 ـ الصلاة من الله: هي إرسال الرحمة وإظهار الشرف، وبعد أن يذكر الداعي أسماء الكرام يؤكّد في طلب الرحمة لهم بكلمة "جميعاً" على ما في نسخة "ج" وهذه الكلمة غير موجودة في "ألف" و"ب".
2 ـ هم الملائكة الّذي يكتبون الأعمال والأقوال، بل كل ما يصدر من الإنسان وقد ذكرهم الله تعالى بقوله: "وإنّ عليكم لحافظين كراماً كاتبين يعلمون ما تفعلون" (الإنفطار: 82/10).
3 ـ السفرة: جمع سافر، وهو الكاتب، وقد ورد إسمهم في قوله تعالى: "في صحف مكرّمة مرفوعة مطهّرة بأيدي سفرة كرام بررة" (عبس: 80/16) ويمكن أن يكون سبب ذكرهم للمرة الثانية، هو رفعهم للأعمال إلى المقام الربوبي.
4 ـ هم صنف آخر من الملائكة يحوطون بالإنسان ويدفعون عنه الشرور والمخاطر، حتّى إذا جاء القدر الإلهي خلّوا بينه وبينه، وقد ورد ذكرهم في قوله تعالى: "له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله" (الرعد: 13/11) 5 ـ أي العالية أو الكبيرة، فإنّها أكبر من الأرض باضعاف هائلة، وهذه الجملة وردت في "ب"، لكنّها غير موجودة في "ألف"، وفي "ج" وردت هكذا: وملائكة السماوات العلى.
6 ـ هذه الكلمة غير موجودة "ب" وجعلت في هامش "ج" في نسخة.
7 ـ التسبيح، هو: التنزيه عن النقائص والمواد.
الصفحة 355
أرحم الرّاحمين.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وصلّ على أبينا آدم واُمّنا حوّاء، وما ولدا من النبيّين والصّدّيقين والشهداء والصّالحين.
اللّهمّ صلّ عليهم حتّى تبلّغهم الرّضا، وتزيدهم بعد الرّضا ممّا أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.
اللّهمّ صل على محمّد وأهل بيته الطيّبين(1) وعلى اصحابه المنتجبين(2)،
____________
1 ـ هكذا وردت الكلمة في "ب"، ولكنّها في "ألف": الطاهرين، وصحح في الهامش، وفي "ج": الطيبين الطاهرين، وأمّا أهل البيت فهم: عليّ وفاطمة والحسن والحسين، وهذا ما اتّفق عليه علماؤنا ومفسرونا وهو المستفاد من موارد استعمال هذه اللفظة في أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وآله).
هذا وقد ناقش في إطلاق هذه اللفظة على هؤلاء (عليهم السلام) بعض العامّة وذلك في آية التطهير [آية التطهير هي الآية: 33 من سورة الأحزاب رقم: 33 وهي قوله تعالى: {إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}] فقط. أمّا في غير آية التطهير من موارد اشتمال الجمل والعبارات على لفظه أهل البيت، فلم يناقش أحد في اختصاصها بعليّ وفاطمة وإبنيهما.
وهذه الظاهرة تدلّ على أنّ المحفّز لاولئك في النقاش حول مدلول اللفظة، في آية التطهير ليس إلاّ التعصب والحميّة واستنصاراً لمذاهبهم وروّادها. اذ أنّ آية التطهير تدلّ على مقام سام ودرجة رفيعة جداً وهي العصمة. وعلى أية... حال فهذه اللفظة تخصّ على الأطهار الأربعة سواء في آية التطهير أو آية الصلاة [آية الصلاة هي الآية: 132 من سورة طه رقم: 20 وهي قوله تعالى: "وأمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها] أو أحاديث الرسول الكثيرة.
وقد تحدثنا عن هذا الموضوع باسهاب في كتابنا: "آية التطهير". وناقشنا فيه آراء العامّة ورددناها بأدلة قاطعة لأوهامهم، وممّا ذكرناه هناك: كلمات أهل اللغة في تفسير الأهل: بأنّه لا يطلق على غير ذوي القربى ولا يشمل حتّى الأزواج.
ومنها: أنّ النبيّ لم يطلق هذه العبارة على غير اولئك النفر في حديث الكساء.
ومنها: الروايات الكثيرة المختلفة الّتي وردت فيها هذه العبارة واتفق الكلّ أنّ المراد منها، هم، هؤلاء فقط كقوله (صلى الله عليه وآله): إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وقوله: مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح، وغيرهما.
ومنها: أنّ هؤلاء هم المتبادرون عند اطلاق هذه اللفظة عند الحفاظّ والعلماء وسائر المسلمين.
هذا وقد خاطبهم الشافعي بقوله:
يا أهل بيت رسول الله حبكم فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم الشأن أنكم من لم يصلّ عليكم لا صلوة له
2 ـ النجيب: هو المختار والمصطفى، والمراد بالمنتجبين من أصحابه (صلى الله عليه وآله): من استقام على الإسلام ولم يرتد بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهذا ما يشير اليه ما ورد في هامش "ج" ففيه زيادة ما يلي: الموفين بعهده لوصيّه من بعده.
الصفحة 356
وعلى أزواجه المطّهرات(1)، وعلى ذرّية محمّد، وعلى كلّ نبيّ بشّر بمحمّد، وعلى كل نبيّ ولد محمّداً، وعلى كل إمرأة صالحة كفلت محمّداً، وعلى كلّ ملك هبط إلى محمّد، وعلى كلّ من في صلواتك عليه رضي لك ورضاً لنبيّك محمّد (صلى الله عليه وآله).
اللّهمّ صلّ عليهم حتّى تبلّغهم الرّضا، وتزيدهم بعد الرّضا ممّا أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وبارك على محمّد وال محمّد، وارحم محمّداً وآل محمدا، كأفضل ما صلّيت وباركت وترحّمت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنّك حميد مجيد.
اللّهمّ أعط محمّداً الوسيلة(2)، والفضل والفضيلة والدّرجة الرّفيعة، وأعطه حتّى يرضى، وزده بعد الرّضا ممّا أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، كما أمرتنا أن نصلّي عليه(3).
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، كما ينبغي لنا أن نصلّي عليه.
اللّهمّ صل على محمّد وآل محمّد، بعدد من صلى عليه،
____________
1 ـ في "ج" زيادة: أمهات المؤمنين، وهو إقتباس من قوله تعالى: "النبيّ اُولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه اُمّهاتهم" (الأحزاب: 33/6).
2 ـ والوسيلة ـ في الأصل ـ: ما يتقرب به إلى شيء او يتوسل به للتوصل إلى المراد، وهي هنا: القرب الالهي، وهي: الشفاعة، وقيل: هي منزلة من منازل الجنّة، وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): أنّها درجات الجنّة وذروة مراتب الزلفى ونهاية غاية الامنية، لها الف مرقاة... (هامش "ج": 122).
3 ـ ورد الأمر بالصلاة عليه (صلى الله عليه وآله) في قوله تعالى: "يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً" (الأحزاب: 33/59).
الصفحة 357
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، بعدد من لم يصلّ عليه(1).
اللّهمّ صلّ على محمّد وآله محمّد، بعدد كلّ حرف في صلاة صلّيت عليه.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، بعدد من صلّى عليه، ومن لم يصلّ عليه.
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، بعدد كلّ شعرة ولفظة ولحظة(2)، ونفس وصفة، وسكون وحركة، ممّن صلّى عليه، وممّن لم يصلّ عليه، وبعدد ساعاتهم ودقائقهم، وسكونهم، وحركاتهم، وحقائقهم(3)، وميقاتهم(4)، وصفاتهم وأيّامهم، وشهورهم وسنيّهم(5)، وأشعارهم وأبشارهم(6)، وبعدد زنة ذرّ ما عملوا أو يعملون(7)، أو بلغهم، أو رأوا(، أو ظنّوا، أو كان منهم أو يكون إلى يوم القيامة، وكأضعاف ذلك أضعافاً مضاعفة(9)، إلى يوم القيامة يا أرحم الرّاحمين(10).
____________
1 ـ هكذا وردت في "الف" وأمّا في "ج"، فقد وردت: وبعدد من لم يصلّ عليه. وأمّا "ب"، فليس فيها هذه الفقرة.
2 ـ اللحظة: أقلّ فترة زمنية كانت تتصور سابقاً، وكانت تقدر بلحظ العين.
3 ـ الحقائق: جمع حقيقة، وهو ما يحقّ على الرجل حمايته والذب عنه كالعرض والشرف، وحقيقة الشيء: منتهاه واصله، ويقال: الحقيقة تطلق على الراية المميزة لفئة عن اُخرى كأعلام الدول في الوقت الحاضر.
4 ـ الميقات هو: الأجل المحدد للشيء، مأخوذ من الوقت، وقد يستعار للمكان كما يقال: مواقيت الإحرام، لحدود الحرم المكيّ الشريف.
5 ـ كذا في "الف"، ولكنّه في "ج" وسنينهم وفي "ب" وسنّتهم، وما أثبتناه أفصح.
6 ـ الأشعار: جمع شعر، وهو معروف مفرده شعرة، والأبشار: جمع بشرة وهو: ظاهر الجلد.
7 ـ هذه "الف" فقرة من باب تشببه المعقول بالمحسوس، فإن الأعمال لا وزن لها إلاّ أن يراد متعلقات الأعمال من بناء ومصنوع أو الوزن الاعتباري من الأجر والثواب، او يراد: وزنها بعد التجسيم. وبالتفسير المذكور، تفسر العبارات التالية لهذه الفقرة.
8 ـ أي: ما أمكنهم رؤيته من الأجسام والأعراض كاللون.
9 ـ الضعف هو: المثل، وضعفا الشيء مثلاه، وقال الهروي: أقلّ الضعف محصور وهو: المثل، واكثره غير محصور (هامش "ج" ص608).
10 ـ هذا النداء يتكرر في آخر كثير من الأدعية وهو لبيان شدّة الرجاء من الله.
فإن الله الذي ابتدأ بالنعم سيتفضل بإتمامها، وسعة الرحمة الإلهية تقتضي الزيادة فيها، فنداء "يا أحرم الراحمين" هو لاستدعاء الرحمة (عن مجمع البيان ـ بتصرّف ـ).
الصفحة 358
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، بعدد ما خلقت وما أنت خالقه إلى يوم القيامة، صلاة ترضيه(1).
اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، بعدد ما ذرأت وما برأت(2).
اللّهمّ لك الحمد والثّناء والشّكر والمنّ، والفضل والطّول(3)، والخير والحسنى(4)، والنّعمة والعظمة والجبروت(5)، والملك والملكوت(6)، والقهر والسّلطان، والفخر والسّؤدد(7)، والإمتنان، والكرم، والجلال والإكرام، والجمال والكمال، والخير والتّوحيد(، والتّمجيد والتّحميد، والتّهليل والتّكبير، والتّقديس،
____________
1 ـ كذا في "الف" و"د" ولكنّه في هامش "ج"، في نسخة: مرضيّة ويحتمل أن يكون اللفظ: صلاةً ترضاه.
2 ـ كذا ورد في هامش "الف" في نسخة وهو ساقط من "ب" و"ج"، وذرأ بمعنى: خلق ومنه قوله تعالى: "ولقد ذرأنا لجهنّم كثيراً من الجنّ والإنس" (الأعراف: 7/179). وتأتي "ذرأ" بمعنى: كثّر، ومنه: "وهو الّذي ذرأكم في الأرض وإليه تحشرون" (المؤمنون: 23/79). وبرأ معنى: خلق، يقال: الله بارىء النسمات، ويطلق على المخلوقات: البرية.
3 ـ قيل أنّ المن هو: الإعطاء والبذل قبل السؤال، والطول هو: التفضل بترك العقاب المستحق عاجلا وآجلا، والطّول، ـ أيضاً ـ هو: التفضل بالإنعام والزيادة على الاستحقاق.
4 ـ ويراد بها: الأسماء الحسنى التّي قال عنها سبحانه: "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها" (الاعراف: 7/180)، وأسماء الله تعالى كلّها حسنى لأنّها تنبىء عن صفات حسنة كالقادر والعالم، أو أفعال حسنة كالخالق والرازق، او معان حسنة كالصمد، فإنّه يرجع إلى الغنى وعدم الحاجة، والمعبود والمشكور وهي ترجع إلى أفعال العباد أي: من يعبد ويشكر.
وقيل: أنّ المراد بالحسنى من مالت إليه النفوس من ذكر العفو والرحمة.
والحسنى تأنيث الأحسن، وإنّما قال: الحسنى ـ بلفظ الواحد ـ ولم يقل: الأحاسن، لأنّ أسماء الله مؤنثة، يقع عليه هذه كما يقع على الجماعة، كأنّه اسم واحد للجمع، وفي القرآن الكريم: "حدائق ذات بهجة" (النمل: 27/60)، (هامش "ج" ص610 بتصرف).
ـ صيغة مبالغة بمعنى: العظمة والكبرياء، والقدرة، والسلطة، وقيل: عالم العظمة، وقيل: هو مأخوذ من الجبر بمعنى التلافي والتدارك.
6 ـ فعلوت من الملك، ويراد به: العز والملك العظيم، والملكوت: هي حقيقة الشيء المجردة عن قيود المادة، ويقابله: الملك بمعنى: المادة الجسمانية الكثيفة، وهو: عالم الشهادة ـ كذا قيل ـ.
7 ـ أي: القدر الرفيع وكرم المنصب والسيادة، و"الدال" زائدة للإلحاق.
8 ـ أي أنّ الاحدية منحصرة بك، فلا أحد سواك، وهو قوله تعالى: "قل هو الله أحد" (الاخلاص: 112/1)، فإن جميع الكائنات هي أزواج، وقد قال تعالى: "سبحان الّذي خلق الأزواج كلّها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون" (يس: 36/26)، هذا وبين الأحدية والوحداية عموم من وجه، والواحد هو: الفرد الّذي لا شريك له، والأحد هو: البسيط الّذي لا جزء له، ويتصادقان في الواجب تبارك وتعالى.
الصفحة 359
والرّحمة والمغفرة والكبرياء والعظمة، ولك ما زكى وطاب وطهر من الثّناء الطّيبّ، والمديح الفاخر، والقول الحسن الجميل الّذي ترضى به عن قائله، وتُرضى به قائله(1) وهو رضاً لك، حتّى يتصل حمدي(2)، بحمد أول الحامدين، وثنائي بثناء أوّل المثنين على ربّ العالمين، متصلا ذلك بذلك، وتهليلي بتهليل أوّل المهلّلين، وتكبيري بتكبير أوّل المكبّرين، وقولي الحسن الجميل بقول أوّل القائلين، المجملين المثنين على ربّ العالمين، متّصلا ذلك بذلك، من أوّل الدّهر زنة ذرّ السّماوات والأرضين، والرّمال والتّلال إلى آخره، وبعدد الجبال، وعدد جرع ماء البحار(3)، وعدد قطر الأمطار، وورق الأشجار، وعدد النّجوم، وعدد الثّرى والحصى، والنّوى والمدر(4)، وعدد زنة ذلك كلّه، وعدد زنة ذرّ السّماوات والأرضين(5) وما فيهنّ
____________
1 ـ كذا في "الف" و"ب"، ولكنّ في "ج": وترضى ـ مبنياً للمجهول ـ وفي "د": وترضى به ممن قاله.
2 ـ هذه الجملة وكذا ما بعدها ـ من العبارات المشابهة ـ، يمكن أنّ تفسّر بما يلي:
1 ـ إنّي أحمدك بكثرة بحيث يملأ حمدي جميع الأزمنة الغابرة، فيتصل بحمد أولّ من حمدك يارب.
2 ـ ان يراد ارتفاع الحمد في مدارج القبول والقرب الالهي حتّى يتصل ـ في القرب والقبول ـ بحمد أول الحامدين لله سبحانه.
3 ـ الجرعة هي: الكمية القابلة للابتلاع من السوائل. ويراد هنا: العدد الكثير من الجرع الّتي تتواجد في مياه وفيرة، كالبحار.
4 ـ المدر: هو التراب المتلبد، أو: قطع الطين اليابس، او: الطين العلك الّذي لا يخالطه رمل، واحدته: مدرة، هذا وفي نسخة "ج" زيادة: والملك، ويراد به: جنس الملائكة.
5 ـ أي: بعدد ما يكون زنة الذرة في الأجسام الكائنات بصورة عامّة ـ وهذا عدد كبير جداً لا يمكن حتّى تصوّره، والجدير بالملاحظة، أن هذا العدد الهائل يضرب في "عدد زنة ذرّ السماوات والأرض" المذكور سابقاً.
ثمّ يضرب الناتج في نفسه "وعدد زنة ذرّ ذلك" ثم يبدأ هذا الرقم بالتضاعف مرات ومرات "أضعاف ذلك، وكأضعاف ذلك أضعافا مضاعفة" مما لا يعلم بها إلاّ الله سبحانه. ولو تعمقنا في مداليل هذه الفقرات للمسنا مدى النبوغ وبداعة الاُسلوب الّتي رتبت بها، هذه الفقرات والعلم الّذي يكمن وراء تلك السطور، وإنّها لمعجزة حقّاً يستدل بها على كمال وعلو مقام من طرح هذه الفكرة على المجتمع مما يدل على عظمة الله سبحانه.
مواضيع مماثلة
» دعاء فاطمة الزهراء لقضاء الامورالمستعجلة و الصعبة
» دعاء الندبة بصوت الحاج مهدي سماواتي - النسخة الأصلية
» دعاء فاطمة الزهراء (عليها السلام) لقضاء الحوائج
» من وصايا الرسول الأكرم (ص واله) لإبنته فاطمة الزهراء (عليها السلام)
» سيرة أهل البيت (عليهم السلام) محمد (صلى الله عليه وآله) .. عظمة ورحمة
» دعاء الندبة بصوت الحاج مهدي سماواتي - النسخة الأصلية
» دعاء فاطمة الزهراء (عليها السلام) لقضاء الحوائج
» من وصايا الرسول الأكرم (ص واله) لإبنته فاطمة الزهراء (عليها السلام)
» سيرة أهل البيت (عليهم السلام) محمد (صلى الله عليه وآله) .. عظمة ورحمة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس ديسمبر 05, 2024 12:08 pm من طرف rania nashaat
» استمتع بمساحات خارجية نظيفة مع شركة تنظيف احواش بالرياض بأحدث التقنيات - كلين فايندر
الأربعاء ديسمبر 04, 2024 3:31 pm من طرف rania nashaat
» دليلك للبحث عن شركة تنضيف الاثاث بالرياض بخصم 15% | اتصل الآن
الأربعاء ديسمبر 04, 2024 3:08 pm من طرف rania nashaat
» مقابر وادى الراحة للبيع بأسعار مميزة|الحرمين لبيع وبناء المقابر
الثلاثاء ديسمبر 03, 2024 12:31 pm من طرف rania nashaat
» مقابر طريق العين السخنه للبيع بأقل الاسعار وجميع المساحات|الحرمين للمقابر:
الثلاثاء ديسمبر 03, 2024 12:19 pm من طرف rania nashaat
» مقابر 6 اكتوبر طريق الواحات باقل الاسعار - شركة الحرمين لبيع و بناء المقابر
الثلاثاء ديسمبر 03, 2024 11:51 am من طرف rania nashaat
» مقابر القاهرة الجديدة للبيع بأقل الاسعار-الحرمين لبيع وبناء المقابر
الثلاثاء ديسمبر 03, 2024 11:28 am من طرف rania nashaat
» مقابر للبيع بافضل الاسعار|الحرمين لبيع وبناء المقابر
الإثنين ديسمبر 02, 2024 3:11 pm من طرف rania nashaat
» افضل فني نجار فك وتركيب وتنفيذ جميع اعمال النجارة بالكويت
الإثنين ديسمبر 02, 2024 1:47 pm من طرف rania nashaat