بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
حول
مرحبا بكم فى منتدى الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري
قبيلة البدير من القبائل الزبيديه
مثال الشعـبية العراقـية وقصصها اللهجـة العـراقـية :
صفحة 1 من اصل 1
مثال الشعـبية العراقـية وقصصها اللهجـة العـراقـية :
مثال الشعـبية العراقـية وقصصها
اللهجـة العـراقـية :
يمتلك العـراق العـديد من الأطياف و الأقليات الإجتماعـية ، و بتنـوع هذه الأطياف تتنـوع اللغـة فيه ، فبالإضافـة إلى اللغـة العربيـة هناك اللغة الكـردية و اللغة التركـمانية و السريانية و غـبرها .
و اللغة العربية في العراق متنوعـة في طريقـة لهجـها على لسان العـراقيين لذلك تنوعت كغيرها من لهجـات العالم المتنوعـة بالتنـوع المكاني للبلد . و أن اللهجـة العـراقـية تشارك لهجـة تمـيم في عـدد من صفاتها الخاصة ، كالإمالة و كسر حرف المضارعة و تحـقيق الهـمزة و غـيرها . غـير أن هذه اللهجـة تأثرت في القـرون الأخـيرة باللغات التركـية و الفارسية و الإنكليزيـة . فقـد خضع العـراق على مدى عـدة قـرون للحكـم العـثماني حـتى الحرب العالمية الأولى . حـيث خلف البريطانيون العثمانيين في حكـم العراق . و إن مجاورة العراق لإيران و التاريخ المشترك و العلاقات الثقافـية المشتركة منذ خضوع إيران للحكـم الإسلامي حـتى العضر الحديث ، كل ذلك أوجد نوعاً من التبادل اللغـوي بين العـراق و إيران . لذلك فأن العـديد من المفردات التي أصلها تركـي أو فارسي أو إنكليزي دخلت اللهجـة العراقـية . فنحـن نرى أن التغـير الذي طرأ على طريقـة لفـظ بعـض الحروف كان بسبب تأثيرات خارجـية ، بل إن تسكـين أواخـر الكلمات كان كذلك . و لكـن الدكـتور (علي عـبدالواحـد وافـي) يعـتبر كل تغـير في لفـظ الأصوات كلفـظ الجـيم جيماً غـير معطشة (گـ) أو جيماً معـطشة كل التعـطيش (ﮊ) أو الذال دالاً أو الثاء تاءاً أو زاياً أو سيناً أو القاف همزة أو جيماً غـير معطشة (گـ) و غـيرها ، يعـتبره نتيجـة لتطـور أعضاء النطق ، فيقـول : فقـد أصبحت هذه الأصوات ثقيلـة على أعضاء النطـق في كـثير من البلاد العربيـة و أصبح لفظـها على الوجه الصحيح يتطلب تلقيناً خاصاً و مجهـوداً إرادياً و قيادة خاصة لحركات المخارج . و لعـدم ملاءمتها مع الحالة التي إنتهـت إليها أعضاء النطـق في هذه البلاد أخذت تتحـول منذ أمد بعـيد إلى أصوات أخرى قريبـة منها . [وافـي ، 1950 م ، ص265] .
اللهجـة العراقـية على مر العصور :
لقـد كانت في العـراق لهجات مختلفـة طوال عصور عـدة ، و من غـير ذلك (أن العصور العباسية قد شهـدت هذه الأنماط العامية) [السمرائي ، 1413 هـ . ق ، ص353] ، و أن كـتب الجاحظ لخـير دليل و شاهد على أن البصرة و الكـوفة و أمصاراً أخرى كانت تصرف أمورها في عاميات تقرب و تبعد عن العربية الفصيحة . [البيان و التبين 1 : 77] و لما كانت جزيرة العرب متصلة بإيران عن طريق العـراق منذ أقدم الأزمنة التاريخـية (دخـل كـثير من كـلام العرب في كـلام أهل فارس كما أن كلاماً كـثيراً من لغـة الفرس دخل في لسان العرب) [الكرملي ، بدون تاريخ ، ص62] ، بحيث يصعب علىالباحث في بعص الأحيان نسبة الكلمة إلى اللغـة التي ترجـع إليها من عربيـة أو فارسية . و حسبنا أن نعرف أن للفارسية تأثيراً كـبيراً في لغـة البصرة فقـد "شاع في أعلامها البلدانية طريقة في التسمية جرت على النحو الفارسي و هي الأعلام المختومة بألف و نون مثل زبيران ، و هو موضع منسوب إلى الزبير ، و منه عثمانان و قتيبان و ..." [السمرائي ، 1413 هـ . ق ، ص354] . و ما زال شيء من هذا في أيامنا هذه يحـمل هذه السمة الفارسية في أعلامهـم ، فنحـن نجد اليوم يوسفان و چتيبان أو كتيبان و غيرها ، فمن يسافر بحافلة صغـيرة من العشّار (مركـز قضاء البصرة) بإتجاه قضاء أبي الخصيب (يبعد 18 كـم) تواجهه كـثير من أسماء المناطق و المحلات الصغـيرة التي تنتهـي بالألف و النون ، نحو عبد اليان ، عويسيان ، يوسفان ، ميتان ، و ما إلى ذلك . و قد عرض الجاحظ في [البيان و التبيين] بلغـة أهل الكـوفة و أشار إلى عاميتها و شيوع الكلمات الفارسية فيها ، فقال : إنهـم يسمّون السوق "وازار" و المربعـة "چهارسو" و القثاء "خيار" و غـير هذا جداً كـثير . [البيان و التبيين 77:1] .
و لقـد بقـيت العامية إلى جوار الفصحى في العـراق طوال العصور العباسية و هكـذا كان الأمر إلى نهاية العصر العثماني ، حيث تأثرت العامية في هذا العـصر باللغـة التركـية ، إذ دخلت كـثير من المصطلحات و الحروف التركـية في اللهجـة العراقـية . فـنرى اليوم أن القاف تلفـظ بشكل " گــ " و الكاف بشكل " چ " نحـو : أگـول (أقـول) و گـلبي (قـلبي) و چـان (كان) و تحچـي (تحكـي) . و لفـظ القاف و الكاف كما مر هو من خصوصيات اللغـة التركـية دون غـيرها .
و في هذه الحـقبة المتأخرة من العصر العثماني (لم يبق للفصيحة من القدر ما كان لها طوال العصور المتلاحقة بسبب شيوع الأمية و الجهـل و تضاؤل التعليـم الذي إقتصر على طائفـة قليلة فعـفت دور العلـم و قلت المدارس و إنتهـى الناس إلى أمـية شاملة) . [السمرائي ، 1413 هـ. ق ، ص357] .
ثم جاء العصر الحديث و نظرا أهل العلم في حال العربيـة الفصحى و كـيف لها أن تواجـه العصر الحديث بعلومه و فـنونه و لقـد واجهـوا مشكلة العامية و شقـوا بها كـما شقي أسلاف لهـم من قـبل و لقد إنصرف إهتمامهـم بهـذه المشكلة إلى أن ينظروا في العامية و يكـتبوا في موادها و تاريخـها معتقـدين أن ذلك شيء تحملهـم عليه عنايتهـم بالفصحى ، فقد تناول علماء مثل الزهاوي و الشبيبي و الرصافي ، و هـم جُـلة العلماء و الشعراء ، و هو عـبداللطيف تنّيان ، أن وضع معجماً للألفـاظ العامية البغـدادية ، ثـم خلف من بعـد هـؤلاء العلماء أشخاص إستأنفـوا العمل منهـم الشيخ [جـلال الحـنفي] و [عـبدالرحـمن التكـريتي] و غـيرهما . [نفس المصدر] .
اللهجـة العـراقـية :
يمتلك العـراق العـديد من الأطياف و الأقليات الإجتماعـية ، و بتنـوع هذه الأطياف تتنـوع اللغـة فيه ، فبالإضافـة إلى اللغـة العربيـة هناك اللغة الكـردية و اللغة التركـمانية و السريانية و غـبرها .
و اللغة العربية في العراق متنوعـة في طريقـة لهجـها على لسان العـراقيين لذلك تنوعت كغيرها من لهجـات العالم المتنوعـة بالتنـوع المكاني للبلد . و أن اللهجـة العـراقـية تشارك لهجـة تمـيم في عـدد من صفاتها الخاصة ، كالإمالة و كسر حرف المضارعة و تحـقيق الهـمزة و غـيرها . غـير أن هذه اللهجـة تأثرت في القـرون الأخـيرة باللغات التركـية و الفارسية و الإنكليزيـة . فقـد خضع العـراق على مدى عـدة قـرون للحكـم العـثماني حـتى الحرب العالمية الأولى . حـيث خلف البريطانيون العثمانيين في حكـم العراق . و إن مجاورة العراق لإيران و التاريخ المشترك و العلاقات الثقافـية المشتركة منذ خضوع إيران للحكـم الإسلامي حـتى العضر الحديث ، كل ذلك أوجد نوعاً من التبادل اللغـوي بين العـراق و إيران . لذلك فأن العـديد من المفردات التي أصلها تركـي أو فارسي أو إنكليزي دخلت اللهجـة العراقـية . فنحـن نرى أن التغـير الذي طرأ على طريقـة لفـظ بعـض الحروف كان بسبب تأثيرات خارجـية ، بل إن تسكـين أواخـر الكلمات كان كذلك . و لكـن الدكـتور (علي عـبدالواحـد وافـي) يعـتبر كل تغـير في لفـظ الأصوات كلفـظ الجـيم جيماً غـير معطشة (گـ) أو جيماً معـطشة كل التعـطيش (ﮊ) أو الذال دالاً أو الثاء تاءاً أو زاياً أو سيناً أو القاف همزة أو جيماً غـير معطشة (گـ) و غـيرها ، يعـتبره نتيجـة لتطـور أعضاء النطق ، فيقـول : فقـد أصبحت هذه الأصوات ثقيلـة على أعضاء النطـق في كـثير من البلاد العربيـة و أصبح لفظـها على الوجه الصحيح يتطلب تلقيناً خاصاً و مجهـوداً إرادياً و قيادة خاصة لحركات المخارج . و لعـدم ملاءمتها مع الحالة التي إنتهـت إليها أعضاء النطـق في هذه البلاد أخذت تتحـول منذ أمد بعـيد إلى أصوات أخرى قريبـة منها . [وافـي ، 1950 م ، ص265] .
اللهجـة العراقـية على مر العصور :
لقـد كانت في العـراق لهجات مختلفـة طوال عصور عـدة ، و من غـير ذلك (أن العصور العباسية قد شهـدت هذه الأنماط العامية) [السمرائي ، 1413 هـ . ق ، ص353] ، و أن كـتب الجاحظ لخـير دليل و شاهد على أن البصرة و الكـوفة و أمصاراً أخرى كانت تصرف أمورها في عاميات تقرب و تبعد عن العربية الفصيحة . [البيان و التبين 1 : 77] و لما كانت جزيرة العرب متصلة بإيران عن طريق العـراق منذ أقدم الأزمنة التاريخـية (دخـل كـثير من كـلام العرب في كـلام أهل فارس كما أن كلاماً كـثيراً من لغـة الفرس دخل في لسان العرب) [الكرملي ، بدون تاريخ ، ص62] ، بحيث يصعب علىالباحث في بعص الأحيان نسبة الكلمة إلى اللغـة التي ترجـع إليها من عربيـة أو فارسية . و حسبنا أن نعرف أن للفارسية تأثيراً كـبيراً في لغـة البصرة فقـد "شاع في أعلامها البلدانية طريقة في التسمية جرت على النحو الفارسي و هي الأعلام المختومة بألف و نون مثل زبيران ، و هو موضع منسوب إلى الزبير ، و منه عثمانان و قتيبان و ..." [السمرائي ، 1413 هـ . ق ، ص354] . و ما زال شيء من هذا في أيامنا هذه يحـمل هذه السمة الفارسية في أعلامهـم ، فنحـن نجد اليوم يوسفان و چتيبان أو كتيبان و غيرها ، فمن يسافر بحافلة صغـيرة من العشّار (مركـز قضاء البصرة) بإتجاه قضاء أبي الخصيب (يبعد 18 كـم) تواجهه كـثير من أسماء المناطق و المحلات الصغـيرة التي تنتهـي بالألف و النون ، نحو عبد اليان ، عويسيان ، يوسفان ، ميتان ، و ما إلى ذلك . و قد عرض الجاحظ في [البيان و التبيين] بلغـة أهل الكـوفة و أشار إلى عاميتها و شيوع الكلمات الفارسية فيها ، فقال : إنهـم يسمّون السوق "وازار" و المربعـة "چهارسو" و القثاء "خيار" و غـير هذا جداً كـثير . [البيان و التبيين 77:1] .
و لقـد بقـيت العامية إلى جوار الفصحى في العـراق طوال العصور العباسية و هكـذا كان الأمر إلى نهاية العصر العثماني ، حيث تأثرت العامية في هذا العـصر باللغـة التركـية ، إذ دخلت كـثير من المصطلحات و الحروف التركـية في اللهجـة العراقـية . فـنرى اليوم أن القاف تلفـظ بشكل " گــ " و الكاف بشكل " چ " نحـو : أگـول (أقـول) و گـلبي (قـلبي) و چـان (كان) و تحچـي (تحكـي) . و لفـظ القاف و الكاف كما مر هو من خصوصيات اللغـة التركـية دون غـيرها .
و في هذه الحـقبة المتأخرة من العصر العثماني (لم يبق للفصيحة من القدر ما كان لها طوال العصور المتلاحقة بسبب شيوع الأمية و الجهـل و تضاؤل التعليـم الذي إقتصر على طائفـة قليلة فعـفت دور العلـم و قلت المدارس و إنتهـى الناس إلى أمـية شاملة) . [السمرائي ، 1413 هـ. ق ، ص357] .
ثم جاء العصر الحديث و نظرا أهل العلم في حال العربيـة الفصحى و كـيف لها أن تواجـه العصر الحديث بعلومه و فـنونه و لقـد واجهـوا مشكلة العامية و شقـوا بها كـما شقي أسلاف لهـم من قـبل و لقد إنصرف إهتمامهـم بهـذه المشكلة إلى أن ينظروا في العامية و يكـتبوا في موادها و تاريخـها معتقـدين أن ذلك شيء تحملهـم عليه عنايتهـم بالفصحى ، فقد تناول علماء مثل الزهاوي و الشبيبي و الرصافي ، و هـم جُـلة العلماء و الشعراء ، و هو عـبداللطيف تنّيان ، أن وضع معجماً للألفـاظ العامية البغـدادية ، ثـم خلف من بعـد هـؤلاء العلماء أشخاص إستأنفـوا العمل منهـم الشيخ [جـلال الحـنفي] و [عـبدالرحـمن التكـريتي] و غـيرهما . [نفس المصدر] .
رد: مثال الشعـبية العراقـية وقصصها اللهجـة العـراقـية :
اللهجـة العراقـية على مر العصور :
لقـد كانت في العـراق لهجات مختلفـة طوال عصور عـدة ، و من غـير ذلك (أن العصور العباسية قد شهـدت هذه الأنماط العامية) [السمرائي ، 1413 هـ . ق ، ص353] ، و أن كـتب الجاحظ لخـير دليل و شاهد على أن البصرة و الكـوفة و أمصاراً أخرى كانت تصرف أمورها في عاميات تقرب و تبعد عن العربية الفصيحة . [البيان و التبين 1 : 77] و لما كانت جزيرة العرب متصلة بإيران عن طريق العـراق منذ أقدم الأزمنة التاريخـية (دخـل كـثير من كـلام العرب في كـلام أهل فارس كما أن كلاماً كـثيراً من لغـة الفرس دخل في لسان العرب) [الكرملي ، بدون تاريخ ، ص62] ، بحيث يصعب علىالباحث في بعص الأحيان نسبة الكلمة إلى اللغـة التي ترجـع إليها من عربيـة أو فارسية . و حسبنا أن نعرف أن للفارسية تأثيراً كـبيراً في لغـة البصرة فقـد "شاع في أعلامها البلدانية طريقة في التسمية جرت على النحو الفارسي و هي الأعلام المختومة بألف و نون مثل زبيران ، و هو موضع منسوب إلى الزبير ، و منه عثمانان و قتيبان و ..." [السمرائي ، 1413 هـ . ق ، ص354] . و ما زال شيء من هذا في أيامنا هذه يحـمل هذه السمة الفارسية في أعلامهـم ، فنحـن نجد اليوم يوسفان و چتيبان أو كتيبان و غيرها ، فمن يسافر بحافلة صغـيرة من العشّار (مركـز قضاء البصرة) بإتجاه قضاء أبي الخصيب (يبعد 18 كـم) تواجهه كـثير من أسماء المناطق و المحلات الصغـيرة التي تنتهـي بالألف و النون ، نحو عبد اليان ، عويسيان ، يوسفان ، ميتان ، و ما إلى ذلك . و قد عرض الجاحظ في [البيان و التبيين] بلغـة أهل الكـوفة و أشار إلى عاميتها و شيوع الكلمات الفارسية فيها ، فقال : إنهـم يسمّون السوق "وازار" و المربعـة "چهارسو" و القثاء "خيار" و غـير هذا جداً كـثير . [البيان و التبيين 77:1] .
و لقـد بقـيت العامية إلى جوار الفصحى في العـراق طوال العصور العباسية و هكـذا كان الأمر إلى نهاية العصر العثماني ، حيث تأثرت العامية في هذا العـصر باللغـة التركـية ، إذ دخلت كـثير من المصطلحات و الحروف التركـية في اللهجـة العراقـية . فـنرى اليوم أن القاف تلفـظ بشكل " گــ " و الكاف بشكل " چ " نحـو : أگـول (أقـول) و گـلبي (قـلبي) و چـان (كان) و تحچـي (تحكـي) . و لفـظ القاف و الكاف كما مر هو من خصوصيات اللغـة التركـية دون غـيرها .
و في هذه الحـقبة المتأخرة من العصر العثماني (لم يبق للفصيحة من القدر ما كان لها طوال العصور المتلاحقة بسبب شيوع الأمية و الجهـل و تضاؤل التعليـم الذي إقتصر على طائفـة قليلة فعـفت دور العلـم و قلت المدارس و إنتهـى الناس إلى أمـية شاملة) . [السمرائي ، 1413 هـ. ق ، ص357] .
ثم جاء العصر الحديث و نظرا أهل العلم في حال العربيـة الفصحى و كـيف لها أن تواجـه العصر الحديث بعلومه و فـنونه و لقـد واجهـوا مشكلة العامية و شقـوا بها كـما شقي أسلاف لهـم من قـبل و لقد إنصرف إهتمامهـم بهـذه المشكلة إلى أن ينظروا في العامية و يكـتبوا في موادها و تاريخـها معتقـدين أن ذلك شيء تحملهـم عليه عنايتهـم بالفصحى ، فقد تناول علماء مثل الزهاوي و الشبيبي و الرصافي ، و هـم جُـلة العلماء و الشعراء ، و هو عـبداللطيف تنّيان ، أن وضع معجماً للألفـاظ العامية البغـدادية ، ثـم خلف من بعـد هـؤلاء العلماء أشخاص إستأنفـوا العمل منهـم الشيخ [جـلال الحـنفي] و [عـبدالرحـمن التكـريتي] و غـيرهما . [نفس المصدر] .
لقـد كانت في العـراق لهجات مختلفـة طوال عصور عـدة ، و من غـير ذلك (أن العصور العباسية قد شهـدت هذه الأنماط العامية) [السمرائي ، 1413 هـ . ق ، ص353] ، و أن كـتب الجاحظ لخـير دليل و شاهد على أن البصرة و الكـوفة و أمصاراً أخرى كانت تصرف أمورها في عاميات تقرب و تبعد عن العربية الفصيحة . [البيان و التبين 1 : 77] و لما كانت جزيرة العرب متصلة بإيران عن طريق العـراق منذ أقدم الأزمنة التاريخـية (دخـل كـثير من كـلام العرب في كـلام أهل فارس كما أن كلاماً كـثيراً من لغـة الفرس دخل في لسان العرب) [الكرملي ، بدون تاريخ ، ص62] ، بحيث يصعب علىالباحث في بعص الأحيان نسبة الكلمة إلى اللغـة التي ترجـع إليها من عربيـة أو فارسية . و حسبنا أن نعرف أن للفارسية تأثيراً كـبيراً في لغـة البصرة فقـد "شاع في أعلامها البلدانية طريقة في التسمية جرت على النحو الفارسي و هي الأعلام المختومة بألف و نون مثل زبيران ، و هو موضع منسوب إلى الزبير ، و منه عثمانان و قتيبان و ..." [السمرائي ، 1413 هـ . ق ، ص354] . و ما زال شيء من هذا في أيامنا هذه يحـمل هذه السمة الفارسية في أعلامهـم ، فنحـن نجد اليوم يوسفان و چتيبان أو كتيبان و غيرها ، فمن يسافر بحافلة صغـيرة من العشّار (مركـز قضاء البصرة) بإتجاه قضاء أبي الخصيب (يبعد 18 كـم) تواجهه كـثير من أسماء المناطق و المحلات الصغـيرة التي تنتهـي بالألف و النون ، نحو عبد اليان ، عويسيان ، يوسفان ، ميتان ، و ما إلى ذلك . و قد عرض الجاحظ في [البيان و التبيين] بلغـة أهل الكـوفة و أشار إلى عاميتها و شيوع الكلمات الفارسية فيها ، فقال : إنهـم يسمّون السوق "وازار" و المربعـة "چهارسو" و القثاء "خيار" و غـير هذا جداً كـثير . [البيان و التبيين 77:1] .
و لقـد بقـيت العامية إلى جوار الفصحى في العـراق طوال العصور العباسية و هكـذا كان الأمر إلى نهاية العصر العثماني ، حيث تأثرت العامية في هذا العـصر باللغـة التركـية ، إذ دخلت كـثير من المصطلحات و الحروف التركـية في اللهجـة العراقـية . فـنرى اليوم أن القاف تلفـظ بشكل " گــ " و الكاف بشكل " چ " نحـو : أگـول (أقـول) و گـلبي (قـلبي) و چـان (كان) و تحچـي (تحكـي) . و لفـظ القاف و الكاف كما مر هو من خصوصيات اللغـة التركـية دون غـيرها .
و في هذه الحـقبة المتأخرة من العصر العثماني (لم يبق للفصيحة من القدر ما كان لها طوال العصور المتلاحقة بسبب شيوع الأمية و الجهـل و تضاؤل التعليـم الذي إقتصر على طائفـة قليلة فعـفت دور العلـم و قلت المدارس و إنتهـى الناس إلى أمـية شاملة) . [السمرائي ، 1413 هـ. ق ، ص357] .
ثم جاء العصر الحديث و نظرا أهل العلم في حال العربيـة الفصحى و كـيف لها أن تواجـه العصر الحديث بعلومه و فـنونه و لقـد واجهـوا مشكلة العامية و شقـوا بها كـما شقي أسلاف لهـم من قـبل و لقد إنصرف إهتمامهـم بهـذه المشكلة إلى أن ينظروا في العامية و يكـتبوا في موادها و تاريخـها معتقـدين أن ذلك شيء تحملهـم عليه عنايتهـم بالفصحى ، فقد تناول علماء مثل الزهاوي و الشبيبي و الرصافي ، و هـم جُـلة العلماء و الشعراء ، و هو عـبداللطيف تنّيان ، أن وضع معجماً للألفـاظ العامية البغـدادية ، ثـم خلف من بعـد هـؤلاء العلماء أشخاص إستأنفـوا العمل منهـم الشيخ [جـلال الحـنفي] و [عـبدالرحـمن التكـريتي] و غـيرهما . [نفس المصدر] .
رد: مثال الشعـبية العراقـية وقصصها اللهجـة العـراقـية :
أنماط اللهجـة العـراقـية الحالية :
نستطيع أن نلمـح في العامية العـراقـية ثلاثـة أنماط ،و هي : النمط الجنوبي و النمط الأوسط و النمط الشمالي . و في كل واحد من هذه الأنماط يتبين أنه على لون حضري ، و هو ما يعرف به أهل الحواضر ، و نمـط ريفـي و قروي . و لا نغفل أن في النمط الجنوبي لون بدوي يتبين في البادية الجنوبية التي لصقت بمشارف القرى و الأرياف الجنوبية ، و مثل هذا واضح كل الوضوح في النمط الأوسط و النمط الشمالي . و لعّـل من الصعب علينا أن نصل إلى خرائط واضحة في الأطلس اللغـوي الذي يبرز هذا التوزيع الجغرافـي و ذلك لتداخل هذه المواد من حيث الخصائص اللغوية أصواتاً و دلالات و من المفـيد أن نشير إلى أن لغـة بغـداد العامـية شيء لا يمكـن وصفه و ضبطه لأن هذه المدينـة الواسعة قد إجتمعـت فيها عناصر شتى من حضرتين من الحواضر العراقـية المخـتلفة و قرويين و بدو و عناصر أخرى غـير عـربية .
كـما تجدر الإشارة إلى أن جـميع هذه الأنماط تميل في العصر الراهـن إلى التقارب و ذلك بفعـل الإتصال بين أهل هذه الأقاليـم بسبب شيوع وسائل النقـل المخـتلفة و بسبب تبادل أنماط الحياة الجـديدة التي تقتضي السفـر و التنقـل ثم أن هناك ما ندعـوه بوسائل الإعلام و ما تفرضه من نمط لغـوي يميل بهـذه الأنماط إلى أن تكـون متقاربة بعضها من بعض . كما أن هناك عامل التعـليم ، فالمدرسة قد قرّبت بين هذه اللهجات و جنحت بها إلى الفصحى .
و تأسيساً على ما مر ، يمكننا أن نقـول أن في العـراق لهجـة رئيسة تجـمع بين العامية و خصوصيات من الفصحى نستطيع أن نسميها بلهجـة الوسط المثقف أو Standard Language يتحدث بها الخطباء على المنابر و المدرسون و المعلمون في المدارس و الشعراء و الأدباء مع بعضهم بشكل غير رسمي ، إضافة إلى لهجات بيئية كـثيرة تتوزع على سطح العـراق . و يجـدر القـول : إن العراقـيين ، و الناس عامة ، عندما يلتقـون في مكان واحـد يحاولون التحدث بلهجـة يفهمها المقابل . فلو إلتقـى واحد من العمارة و آخر من الموصل و تحدث كلٌ بلهجـته ، فمن المحـتمل أن لا يفهـم أحدهما ما يقـول الآخـر بشكل كامل ، و لكـنهما يعمدان إلى حذف بعض الخصوصبات من لهجة كل منهما ليحافظا على المشتركات .
خصائص النمط الجنوبي في اللهجـة العراقـية في الوقت الحاضر :
عندما نتحدث عن خصائص النمط الجنوبي فلا يعني ذلك عدم وجودها في غـيره من الأنماط ، أو نتحدث عن اللهجـة العراقـية فإن ذلك لا يعـني عدم وجود أي من تلك الخصائص من اللهجات ، فهما يشتركان مع لهجات شرق الجزيرة العربية ، كالكويت و البحرين و المنطقة الشرقـية من السعودية و غـيرها ، يشتركان معها في كـثير من الخصائص .
إن من يتمعـن في النمـط الجنوبي في اللهجـة العراقـية يجـد أنه يتمتع بخصائص صوتية و نحـوية و صرفـية قـد تخـتلف قليلاً أو كـثيراً عما فـي غيره من النمطـين الباقـيين أو تتفـق معـها ، فالنمط الجنوبي يشترك مع الفصحى في كـثير من الخصائص الصرفـية و يبتعـد عـنها في كـثير من الخصائص النحوية و بتمـيّز بإستيعابه لكـثـير من المفردات الأعجمية و هضمها كما فعلت الفصحى .
و لكـن نكـون أكـثر موضوعية في دراستنا سنكـتفي بدراسة النمط الجنوبي في اللهجـة العراقـية و نضرب عـن النمطين الآخـرين صفحاً ليتناولهما آخرون ، فالنمط الجنوبي يحـمل كـثيراً من خصائص لغـة تمـيم سنوضحها في ما يلي . و قد مرّ بتطوّرات كـثيرة إخـتلفت عواملها و تعـدّدت و تعـرّض إلى تغـيرات فـي الأصوات و الألفـاظ و التراكـيب ، فـنقـول :
تتألف اللغـة ، حسب ما قـرره علم اللغـة الحـديث ، من :
(1) الأصوات التي تتألف منها الألفـاظ .
(2) الألفـاظ المفـردة أو الكلمات .
(3) التراكـيب . [أنظـر : المبارك ، 1964 م ، ص21] .
الأصـوات (Phonetics) :
إن التطـوّر الصوتي ليس إرادياً ، بل عـفوي و بطيء غـير محسوس إلا بعـد مضي فـترات متباعـدة ، و هو محـدود بالزمان و المكان ، فـقد يخـتلف التطور الصوتي في مصر عنه في العـراق ، و هكـذا من زمن لآخـر . [إنظـر : وافـي 1950 م ، ص260-263] و يمكـننا تسجيل بعض الخصائص الصوتية للنمط الجنوبي في اللهجـة العراقـية كـما يلي :
1- تُلفـظ حروف المد بشكل خاص بعض الأحيان ، فـقد تُلفـظ الألف المتطرفـة بين الفـتحة و الألف ، نحـو : هذا (hathe) ، و تُلفـظ الياء المتوسطة بين الفتحة و الكسرة نحـو : وين ، تُلفـظ كما تُلفـظ حرف (i) في كلمة (bird) ، و تُلفـظ الواو المتوسطة بين الضمة و الفـتحة ، نحـو : لو (LO) . و في اللغـة الكـردية توضع علامة (7) فوق تلك الحروف . و قـد يمكـننا تسمية تلك الحروف بالحروف الفرعـية ، كما سمى محـمد المبارك ألف التفخـيم و ألف الإمالة و النون و الهمزة الخـفيفتين . [أنظـر : المبارك ، 1964 م ، ص49] .
2- عـدم نطـق بعص الحروف إن سكـن ما قـبلها ، مثل عـدم نطـق الراء في العـدد المركـب ، فيقـولون : إهدعش ، إثنعـش ، إتلطعـش ... الخ ، في : أحد عشر ، و إثنا عشر ، و ثلاثة عـشر ، على التوالي .
3- إبدال بعض الحروف (الأصوات) بغـيرها تقاربها في المخـرج ، فيقـولون إتلاثـة فـي ثلاثة ، و إتلطعـش في ثلاثة عشر ، حيث أبدلوا الثاء الثانية في (ثلاثة) تاءاً ثم طاءً ، و من العراقـيين من يلفظها تاءً : إتلتعش . و يقـولون : خمص طعش في خمس عشر ، و ذلك بسبب الطاء ، حيث يقـول : خمس تعـش من يلفـظ الطاء تاءاً .
4- تفخـيم و ترقـيق اللام في النمـط الجنوبي في اللهجـة العراقـية هو كما الفصحى ، على الأغلب ، و لكـن هناك بعض الكلمات التي تفخـم لامها إن كانت متحركة يسبقها حرف مجهور ، نحو : يلَّة (أسرع) ، گلب (قلب) و غـيرها . و من العراقـيين من يفخمها على كل حال إن توسطت أو تطرفت ، و هذا ما نلاحـظه في لهجـة سكان مناطق الأهوار في جنوب العـراق . و من المحتمل أن هذه المسألة قد تسللت إلى اللهجـة العراقـية من اللغـة التركـية التي كـثيراً ما تفخـم اللام .
5- حرف القاف : تلفـظ القاف غالباً بشكل " گــ " نحـو " تگـدر " (تقـدر) ، الگاع (القاع ، الأرض) و تلفـظ القاف بعض الأوقاف بشكل كاف نحـو : شوكـت ؟ (أي وقت ؟ متى ؟) ، كـما تلفـظ بشكلها العادي أيضاً ، نحـو : قصر ، مقهـور ، العـراق ، و ما إلى ذلك .
6- حرف الكاف : تلفـظ الكاف بشكل " چ " تأثراً بالغـة التركـية نحـو : شلونچ ؟ (كيف حالك ِ ؟) للمؤنثة المفردة ، الچـذب (الكـذب) ، الله يساعدچ (ساعدكِ الله) للمخاطبة المفردة ، أما كاف المخاطب المذكـر فلا تتغـير لفظـها .
7- من الجنوبيين من يبدل الجـيم ياءاً ، و خاصة في الناصرية و مناطق الأهوار ، و كذلك جنوب مدينة البصرة ، فيقـولون (يديد) في جـديد ، و (إيه) في جاء ، و (ييبْ) في (جيبْ) بمعـنى هات و هكـذا .
8- الألـوان في اللهجـة العراقـية تختلف في طريقـة تلفـظ بعض الحروف أو الإمالة أو الحذف عن الفصحى ، و أهـم الألوان هـي : أسود / سوده ، أحـمر / حـمرة ، أصفر / صفرة ، أزرق / أرزگ ، زرگـة ، أبيض / بيضة ، أخضر / خضرة ، أشگـر / شگـرة ، أسمر / سمرة ، بنفسجي ، وردي ، برتقالي ، بني . [أنظـر : عامري ، 1386 هـ . ش ، ص7] .
9- تبديل النون في بدايـة ضمير المتكـلمين (نحـن) هـمزة وصل و إضافة حرف مد لهـمزة الضمير (أنا) و هاء سكـت في الطرف و تبديل بعض الحركـات بغـيرها . و في الجـدول أدناه توضيحات أكـثر :
جـدول يبين الضمائر المنفصلة في النمط الجنوبي من اللهجـة العراقـية :
1. المتكـلم :
أ. أنا / آنهْ : إضافة حرف مد بعد الهمزة و حذف الألف و إضافة هاء سكت .
ب. نحن / إحنَهْ : إبدال النون همزة وصل و إبدال ضمة النون فتحة و إضافة هاء سكت .
2. المخاطب :
أ. أنْتَ / اِنتهْ : إبدال همزة القطع همزة وصل و إضافة هاء سكت .
ب. أنْتِ / اِنْتي : إبدال همزة القطع همزة وصل و إشباع الكسرة .
ج. أنتما – أنتم / اِنْتو : إبدال همزة القطع همزة وصل و حذف الميم و الألف و إشباع الضمة .
د. أنتنَّ / اِنتَنْ : إبدال همزة القطع همزة وصل و إبدال الضمة بفتحة و حذف النون المفتوحة .
3. الغائب :
أ. هُوَ :
- هُوَّهْ : تشديد الواو و إضافة هاء سكت .
- اِهْوَهْ : إضافة همزة وصل و تسكـين الهاء و إضافة هاء سكت .
ب. هِيَ :
- هِيَّهْ : تشديد الياء و إضافة هاء سكت .
- اِهْيَهْ : إضافة همزة وصل و تسكـين الهاء و إضافة هاء سكت .
ج. هُما – هُمْ / هُمَّهْ : تشديد الميم و إضافة هاء سكت .
د. هُنَّ / هِنَّهْ : إبدال ضمة الهاء كسرة و إضافة هاء سكت .
ملاحـظة :
أولاً. هاء السكت تحذف عند الوصل .
ثانياً. لقد أوردنا هذا الجدول نموذجاً ، و الواقع أن كافـة الظواهـر و الأبواب تحتاج إلى جداول ممائلـة و هو ما لا يتسع له مجال هذه المقالة ، بل يحتاج إلى كـتاب ، إذ إن هدف المقالة هو الإشارة إلى تلك الظواهر لا إستقصاؤها و حصرها .
الألفـاظ المفـردة أو الخصائص الصرفـية :
1- دمج الكلمات لتكـوين مصطلحات جديدة ، نحو : محّد (ما من أحد) ، ليش (لأي شيء ؟) و غـيرها .
2- إستنباط معان ٍ جديدة بعد إجراء تغـييرات صوتية على بعض الكلمات ، نحـو : وَخِّـر عني (إبتعدْ عنّي) ، حيث إختلفت عن معناها الأصلي : تأخرْ . والذي نلاحظه على الكلمة السابقة (وَخِّـرْ) هو إستعمالها لازمة ، كما رأينا ، و متعدية كذلك ، مثل : وَخَّـر إيدك عنّي (أبعد يدك عني) .
3- يميل النمط الجنوبي لأكـثر الصيغ اللغـوية سهولة ، و من ذلك :
أ. الجمع المذكـر السالم و المثنى يثبتان على صيغة واحـدة ، و هي صيغة النصب والجر ، أي الياء و النون .
ب. ضمير المتكلم المتصل بالفعل الماضي مفتوح في الوصل و ليس مضموماَ ، كقـولهم : كِتَلْتَهْ (قتلتُهُ) ، و ما شابه ، أما في الوقف فهي ساكـنة و تُكـسر لإلتقاء الساكـنين ، مثل : كِتَلتْ ، كِتَلْتِ الحرامي (قتلتُ ، قتلتُ الحرامي)
نستطيع أن نلمـح في العامية العـراقـية ثلاثـة أنماط ،و هي : النمط الجنوبي و النمط الأوسط و النمط الشمالي . و في كل واحد من هذه الأنماط يتبين أنه على لون حضري ، و هو ما يعرف به أهل الحواضر ، و نمـط ريفـي و قروي . و لا نغفل أن في النمط الجنوبي لون بدوي يتبين في البادية الجنوبية التي لصقت بمشارف القرى و الأرياف الجنوبية ، و مثل هذا واضح كل الوضوح في النمط الأوسط و النمط الشمالي . و لعّـل من الصعب علينا أن نصل إلى خرائط واضحة في الأطلس اللغـوي الذي يبرز هذا التوزيع الجغرافـي و ذلك لتداخل هذه المواد من حيث الخصائص اللغوية أصواتاً و دلالات و من المفـيد أن نشير إلى أن لغـة بغـداد العامـية شيء لا يمكـن وصفه و ضبطه لأن هذه المدينـة الواسعة قد إجتمعـت فيها عناصر شتى من حضرتين من الحواضر العراقـية المخـتلفة و قرويين و بدو و عناصر أخرى غـير عـربية .
كـما تجدر الإشارة إلى أن جـميع هذه الأنماط تميل في العصر الراهـن إلى التقارب و ذلك بفعـل الإتصال بين أهل هذه الأقاليـم بسبب شيوع وسائل النقـل المخـتلفة و بسبب تبادل أنماط الحياة الجـديدة التي تقتضي السفـر و التنقـل ثم أن هناك ما ندعـوه بوسائل الإعلام و ما تفرضه من نمط لغـوي يميل بهـذه الأنماط إلى أن تكـون متقاربة بعضها من بعض . كما أن هناك عامل التعـليم ، فالمدرسة قد قرّبت بين هذه اللهجات و جنحت بها إلى الفصحى .
و تأسيساً على ما مر ، يمكننا أن نقـول أن في العـراق لهجـة رئيسة تجـمع بين العامية و خصوصيات من الفصحى نستطيع أن نسميها بلهجـة الوسط المثقف أو Standard Language يتحدث بها الخطباء على المنابر و المدرسون و المعلمون في المدارس و الشعراء و الأدباء مع بعضهم بشكل غير رسمي ، إضافة إلى لهجات بيئية كـثيرة تتوزع على سطح العـراق . و يجـدر القـول : إن العراقـيين ، و الناس عامة ، عندما يلتقـون في مكان واحـد يحاولون التحدث بلهجـة يفهمها المقابل . فلو إلتقـى واحد من العمارة و آخر من الموصل و تحدث كلٌ بلهجـته ، فمن المحـتمل أن لا يفهـم أحدهما ما يقـول الآخـر بشكل كامل ، و لكـنهما يعمدان إلى حذف بعض الخصوصبات من لهجة كل منهما ليحافظا على المشتركات .
خصائص النمط الجنوبي في اللهجـة العراقـية في الوقت الحاضر :
عندما نتحدث عن خصائص النمط الجنوبي فلا يعني ذلك عدم وجودها في غـيره من الأنماط ، أو نتحدث عن اللهجـة العراقـية فإن ذلك لا يعـني عدم وجود أي من تلك الخصائص من اللهجات ، فهما يشتركان مع لهجات شرق الجزيرة العربية ، كالكويت و البحرين و المنطقة الشرقـية من السعودية و غـيرها ، يشتركان معها في كـثير من الخصائص .
إن من يتمعـن في النمـط الجنوبي في اللهجـة العراقـية يجـد أنه يتمتع بخصائص صوتية و نحـوية و صرفـية قـد تخـتلف قليلاً أو كـثيراً عما فـي غيره من النمطـين الباقـيين أو تتفـق معـها ، فالنمط الجنوبي يشترك مع الفصحى في كـثير من الخصائص الصرفـية و يبتعـد عـنها في كـثير من الخصائص النحوية و بتمـيّز بإستيعابه لكـثـير من المفردات الأعجمية و هضمها كما فعلت الفصحى .
و لكـن نكـون أكـثر موضوعية في دراستنا سنكـتفي بدراسة النمط الجنوبي في اللهجـة العراقـية و نضرب عـن النمطين الآخـرين صفحاً ليتناولهما آخرون ، فالنمط الجنوبي يحـمل كـثيراً من خصائص لغـة تمـيم سنوضحها في ما يلي . و قد مرّ بتطوّرات كـثيرة إخـتلفت عواملها و تعـدّدت و تعـرّض إلى تغـيرات فـي الأصوات و الألفـاظ و التراكـيب ، فـنقـول :
تتألف اللغـة ، حسب ما قـرره علم اللغـة الحـديث ، من :
(1) الأصوات التي تتألف منها الألفـاظ .
(2) الألفـاظ المفـردة أو الكلمات .
(3) التراكـيب . [أنظـر : المبارك ، 1964 م ، ص21] .
الأصـوات (Phonetics) :
إن التطـوّر الصوتي ليس إرادياً ، بل عـفوي و بطيء غـير محسوس إلا بعـد مضي فـترات متباعـدة ، و هو محـدود بالزمان و المكان ، فـقد يخـتلف التطور الصوتي في مصر عنه في العـراق ، و هكـذا من زمن لآخـر . [إنظـر : وافـي 1950 م ، ص260-263] و يمكـننا تسجيل بعض الخصائص الصوتية للنمط الجنوبي في اللهجـة العراقـية كـما يلي :
1- تُلفـظ حروف المد بشكل خاص بعض الأحيان ، فـقد تُلفـظ الألف المتطرفـة بين الفـتحة و الألف ، نحـو : هذا (hathe) ، و تُلفـظ الياء المتوسطة بين الفتحة و الكسرة نحـو : وين ، تُلفـظ كما تُلفـظ حرف (i) في كلمة (bird) ، و تُلفـظ الواو المتوسطة بين الضمة و الفـتحة ، نحـو : لو (LO) . و في اللغـة الكـردية توضع علامة (7) فوق تلك الحروف . و قـد يمكـننا تسمية تلك الحروف بالحروف الفرعـية ، كما سمى محـمد المبارك ألف التفخـيم و ألف الإمالة و النون و الهمزة الخـفيفتين . [أنظـر : المبارك ، 1964 م ، ص49] .
2- عـدم نطـق بعص الحروف إن سكـن ما قـبلها ، مثل عـدم نطـق الراء في العـدد المركـب ، فيقـولون : إهدعش ، إثنعـش ، إتلطعـش ... الخ ، في : أحد عشر ، و إثنا عشر ، و ثلاثة عـشر ، على التوالي .
3- إبدال بعض الحروف (الأصوات) بغـيرها تقاربها في المخـرج ، فيقـولون إتلاثـة فـي ثلاثة ، و إتلطعـش في ثلاثة عشر ، حيث أبدلوا الثاء الثانية في (ثلاثة) تاءاً ثم طاءً ، و من العراقـيين من يلفظها تاءً : إتلتعش . و يقـولون : خمص طعش في خمس عشر ، و ذلك بسبب الطاء ، حيث يقـول : خمس تعـش من يلفـظ الطاء تاءاً .
4- تفخـيم و ترقـيق اللام في النمـط الجنوبي في اللهجـة العراقـية هو كما الفصحى ، على الأغلب ، و لكـن هناك بعض الكلمات التي تفخـم لامها إن كانت متحركة يسبقها حرف مجهور ، نحو : يلَّة (أسرع) ، گلب (قلب) و غـيرها . و من العراقـيين من يفخمها على كل حال إن توسطت أو تطرفت ، و هذا ما نلاحـظه في لهجـة سكان مناطق الأهوار في جنوب العـراق . و من المحتمل أن هذه المسألة قد تسللت إلى اللهجـة العراقـية من اللغـة التركـية التي كـثيراً ما تفخـم اللام .
5- حرف القاف : تلفـظ القاف غالباً بشكل " گــ " نحـو " تگـدر " (تقـدر) ، الگاع (القاع ، الأرض) و تلفـظ القاف بعض الأوقاف بشكل كاف نحـو : شوكـت ؟ (أي وقت ؟ متى ؟) ، كـما تلفـظ بشكلها العادي أيضاً ، نحـو : قصر ، مقهـور ، العـراق ، و ما إلى ذلك .
6- حرف الكاف : تلفـظ الكاف بشكل " چ " تأثراً بالغـة التركـية نحـو : شلونچ ؟ (كيف حالك ِ ؟) للمؤنثة المفردة ، الچـذب (الكـذب) ، الله يساعدچ (ساعدكِ الله) للمخاطبة المفردة ، أما كاف المخاطب المذكـر فلا تتغـير لفظـها .
7- من الجنوبيين من يبدل الجـيم ياءاً ، و خاصة في الناصرية و مناطق الأهوار ، و كذلك جنوب مدينة البصرة ، فيقـولون (يديد) في جـديد ، و (إيه) في جاء ، و (ييبْ) في (جيبْ) بمعـنى هات و هكـذا .
8- الألـوان في اللهجـة العراقـية تختلف في طريقـة تلفـظ بعض الحروف أو الإمالة أو الحذف عن الفصحى ، و أهـم الألوان هـي : أسود / سوده ، أحـمر / حـمرة ، أصفر / صفرة ، أزرق / أرزگ ، زرگـة ، أبيض / بيضة ، أخضر / خضرة ، أشگـر / شگـرة ، أسمر / سمرة ، بنفسجي ، وردي ، برتقالي ، بني . [أنظـر : عامري ، 1386 هـ . ش ، ص7] .
9- تبديل النون في بدايـة ضمير المتكـلمين (نحـن) هـمزة وصل و إضافة حرف مد لهـمزة الضمير (أنا) و هاء سكـت في الطرف و تبديل بعض الحركـات بغـيرها . و في الجـدول أدناه توضيحات أكـثر :
جـدول يبين الضمائر المنفصلة في النمط الجنوبي من اللهجـة العراقـية :
1. المتكـلم :
أ. أنا / آنهْ : إضافة حرف مد بعد الهمزة و حذف الألف و إضافة هاء سكت .
ب. نحن / إحنَهْ : إبدال النون همزة وصل و إبدال ضمة النون فتحة و إضافة هاء سكت .
2. المخاطب :
أ. أنْتَ / اِنتهْ : إبدال همزة القطع همزة وصل و إضافة هاء سكت .
ب. أنْتِ / اِنْتي : إبدال همزة القطع همزة وصل و إشباع الكسرة .
ج. أنتما – أنتم / اِنْتو : إبدال همزة القطع همزة وصل و حذف الميم و الألف و إشباع الضمة .
د. أنتنَّ / اِنتَنْ : إبدال همزة القطع همزة وصل و إبدال الضمة بفتحة و حذف النون المفتوحة .
3. الغائب :
أ. هُوَ :
- هُوَّهْ : تشديد الواو و إضافة هاء سكت .
- اِهْوَهْ : إضافة همزة وصل و تسكـين الهاء و إضافة هاء سكت .
ب. هِيَ :
- هِيَّهْ : تشديد الياء و إضافة هاء سكت .
- اِهْيَهْ : إضافة همزة وصل و تسكـين الهاء و إضافة هاء سكت .
ج. هُما – هُمْ / هُمَّهْ : تشديد الميم و إضافة هاء سكت .
د. هُنَّ / هِنَّهْ : إبدال ضمة الهاء كسرة و إضافة هاء سكت .
ملاحـظة :
أولاً. هاء السكت تحذف عند الوصل .
ثانياً. لقد أوردنا هذا الجدول نموذجاً ، و الواقع أن كافـة الظواهـر و الأبواب تحتاج إلى جداول ممائلـة و هو ما لا يتسع له مجال هذه المقالة ، بل يحتاج إلى كـتاب ، إذ إن هدف المقالة هو الإشارة إلى تلك الظواهر لا إستقصاؤها و حصرها .
الألفـاظ المفـردة أو الخصائص الصرفـية :
1- دمج الكلمات لتكـوين مصطلحات جديدة ، نحو : محّد (ما من أحد) ، ليش (لأي شيء ؟) و غـيرها .
2- إستنباط معان ٍ جديدة بعد إجراء تغـييرات صوتية على بعض الكلمات ، نحـو : وَخِّـر عني (إبتعدْ عنّي) ، حيث إختلفت عن معناها الأصلي : تأخرْ . والذي نلاحظه على الكلمة السابقة (وَخِّـرْ) هو إستعمالها لازمة ، كما رأينا ، و متعدية كذلك ، مثل : وَخَّـر إيدك عنّي (أبعد يدك عني) .
3- يميل النمط الجنوبي لأكـثر الصيغ اللغـوية سهولة ، و من ذلك :
أ. الجمع المذكـر السالم و المثنى يثبتان على صيغة واحـدة ، و هي صيغة النصب والجر ، أي الياء و النون .
ب. ضمير المتكلم المتصل بالفعل الماضي مفتوح في الوصل و ليس مضموماَ ، كقـولهم : كِتَلْتَهْ (قتلتُهُ) ، و ما شابه ، أما في الوقف فهي ساكـنة و تُكـسر لإلتقاء الساكـنين ، مثل : كِتَلتْ ، كِتَلْتِ الحرامي (قتلتُ ، قتلتُ الحرامي)
رد: مثال الشعـبية العراقـية وقصصها اللهجـة العـراقـية :
- كسر الحروف المضارعة : تُكسر حروف المضارعة إلا الهمزة حيث تبقى مفتوحة نحـو : تحچي ، نحچي ، يحچي ، أحچي (تحكي ، نحكي ، يحكي ، اِحكي) ، و بذلك يختلف النمط الجنوبي للهجة العراقـية عن لهجـة تميـم التي تكـسر جميع حروف المضارعة ، أو يعـتبر تطوراً صوتياً .
5- كسر فاء الفعل الماضي ، كما في : دِرَسْ ، اِكَلْ ، گِعَـدْ ، وِگـَفْ ، وِصَلْ ، وِعَدْ (دَرَسَ ، أَكَلَ ، قَعَـدَ ، وَقَفَ ، وَصَلَ ، وَعَدَ) و ما إلى ذلك . و الظاهر أنه لا فـرق بين كـون عـين الفعـل أو مكسورة ، فكلها تلفـظ مفتوحـة ، نحـو : كِسَرْ ، ضِرَبْ ، لِعَب ، مِنَع ، حِسَب . و قد تلفظ فاء الفعـل الماضي مضمومة ، نحـو : صُبَر = صَبَر ، و ذلك للإستعلاء الموجود في الصاد ، حيث تكـون الكسرة ثقـيلة .
6- تحقيق الهمزة : تحقق الهمزة التي تقـع وسط الكلمة أي تبدل إلى الألف أو الواو أو الياء نحو : رأس – راس ، بُؤري (الأنبوب) بُوري ، مائل – مايل ، و حتى الأفعال الثلاثية المجـردة المضارعة المهموزة الفاء : ياكِلْ = يأكُل ، ياخِذْ = يأخُذُ ، يامِرْ = يأمُرُ ، و ما إلى ذلك .
7- حرف التعريف : تلفـظ همزة "أل" التعريف مكسورة نحو : اِلباب (الباب) ، اِلناس (الناس) .. الخ .
8- حرف العطف (الواو) يلفظ مكسوراً أو ساكناً ، و ذلك إذا تحرك ما قبله ، نحـو : الجار وِ الدار ، دارك وِ داري .
9- عين الفعـل : كل مصدر ثلاثي ساكـن العـين في الفصحى تكسر عينه في الهجة العراقـية ، و ذلك للفـرار من المقاطع المنغلقة التي تنتهي بساكنين بتحريك الساكن الأول ، كـقولهـم في : رَجْمْ / رَجِمْ ، كَسْرْ / كَسِرْ . و قد يلفظ بشكلين : الكسر أو الضم مثل : ضَرْبْ / ضَرِبْ / ضَرُبْ ، صَعْبْ / صَعِبْ / صَعُبْ ، إلا الأجوف ، حيث تبقى عينه ساكـنة نحـو : بَيْعْ ، گـوْلْ = قَـوْلْ .
10- إثبات واو أسم المفعـول في الأجوف اليائي ، فيقـولون "مَبْيُوع" و لا يقـولون "مَبيع" ، و يقـولون "مگـيول" و لا يقـولون "مقـيل" . و من الواضح أنهـم قلبوا حرف العـين الأجوف الواوي ياءاً .
11- واو القسم تلفـظ مفتوحـة ، نحـو : وِالله ، و مكسورة مثل : وِحياتك ، وِ القرآن ، ... الخ . و الملاحـظ هنا أمران الأول هو أن ما بعد الواو المكسورة يتم تسكينه ، أما إذا تعـذر ذلك لوجود حرف ساكـن أو حرف مدّ يلي الحرف الأول أو لوجود حرف متحرك قبل واو القسم فإن الواو تلفـظ ساكـنة و إن كانت في أول الكـلام فـتزاد قبلها همزة ، و إليك الأمثلة على التوالي : أو عُمْرَك ، أو راسَك ، جيتِ وْ حياتك . و الثاني هو أن واو القسم لا تجر ، و ذلك لسبب بسيط هو أن الحركات الإعرابية التي تتغـير حسب موقع الكلمة من الجملة ليس لها وجود و لا تتبع قانوناً نحوياً إلا سهولة النطق أو اللفظ الذي يعود إلى القوانين الصرفـية أكـثر منه إلى القوانين النحوية .
12- الأعـداد ثابتة و لا تتغـير حسب تذكـير و تأنيث المعـدود ، إلا في عـددي "1 و 2" غـير أن المعـدود يتغـير كما يتغـير في الفصحى نحو : دجاجة واحدة ، قلم واحد ، عشر دجاجات ، عشر أقلام .
13- إن الأعـداد ساكـنة دائماً .
14- تعـتبر الأعـداد في النمط الجنوبي في اللهجـة العراقـية خير مثال على عدد من الخصائص الصوتية ، و لكـنها بمزايا صرفـية و لذلك آثرنا درجها في الخصائص الصرفـية :
أ- الأعـداد الترتيبية مثل الفصحى و إنما تختلف في طريقة التلفظ نحـو : الثانية ، الثالثة و تستعـمل الأعـداد الأصلية بدل الترتيبية مع إضافة الألف و اللام نحـو : الخمُصْ طَعَشْ .
ب- الاعـداد الأصلية تختلف عن الفصحى و هي :
1- واحـد / وِحْدة ، 2- إثنين / ثنتين ، 3- إتْلاثة / إتْلث ، 4- أربعـة/ أربع ، 5- خمسة/ خَمِس ، 6- ستة/ سِتَّ ، 7- سبعة/ سَبع ، 8- إثمانية/ ثُمُن ، 9- تسعة/ تِسع .
10- عشرة/عَشِر ، 11- إحْدَعَش ، 12-إثنعـش ، 13-إتلطعـش ، 14- أربعطعش ، 15- خُمصْطَعَش ، 16- سِطَعَـشْ ، 17- سبعطعش ، 18- ثمنطعش ، 19- تسعطعش ، 20- عِشرين ، 21- واحِدْ و عشرين ، 22- إثنين و عشرين ، 23- إتلاثة و عشرين ..
30- إتلاثـين ، 31- واحِدْ و إتلاثين ، 32- إثنين و إتلاثين ... الخ
40- أربَعـين ، 41- واحِدْ و أربعـين ، 42- إثنين و أربعـين ... الخ
50- خمْسين ، 51- واحِدْ و خمسين ، 52- إثنين و خمسين ... الخ
60- ستْين ، 61- واحِدْ و ستين ، 62- إثنين و ستين ... الخ
70- سبْعـين ، 71- واحِدْ و سبعـين ، 72- إثنين و سبعـين ... الخ
80- اثمانين ، 81- واحِدْ و ثمانين ، 82- إثنين و ثمانين ... الخ
90- تسعين ، 91- واحِدْ و تسعين ، 92- إثنين و تسعين ... الخ
100- ميَّـة ، 101- ميَّـة و واحِدْ ، 102- ميَّـة و إثنين ... الخ
200- ميتيـن ، 201- ميتين و واحِدْ ، 202- ميتين و إثنين ... الخ
300- إتلث ميَّـة ، 400- أربع ميَّـة ، 500- خمس ميَّـة ، 600- ستْ ميَّـة ، 700- سبع ميَّـة ، 800- ثمـن ميَّـة ، 900- تسع ميَّـة ...
1000- ألف ، 2000- ألفـين ، 3000- إتلتالاف ، 4000- أربعْ تالاف ...
11000- إحدَعَشْ الف
100,000- ميت ألف ؛ مِيتْ ألف ، 300,000- إتلث مِيتْ ألف ...
1000,000- مليـون ... [أنظر : عامري ، 1386 هـ . ش ، ص13-14] .
15- إضافة معان ٍ جديدة لبعض المفردات ، فكلمة (گاعد = قاعد) تعني جالس ، و لكـنها في هذه الجملة : "آنه گاعد ما أشتغـل" تعـني أنني عاطل عن العـمل . كـذلك الفعـل مشى يمشي تمشية (من باب تفعـيل) إضافة لمعناها الأصلي : جعله يمشي ، تعـني كذلك قصى حوائجه و تصريف الأمور (مشيني = إقضِ حاجتي – تمشية الأمور = تصريف الأمور) .
16- تغـيير صيغة مهموز اللام الأجوف (جاء = اِجهْ) فقد أضيفت همزة وصل أو قطع مكسورة و حذفت الألف و الهمزة و أضيفت هاء السكت . و كأنه حدث فيه قلب مكاني للهمزة الأخـيرة و حذف حرف المدّ (الألف) . أسم الفاعل (الجاي) بدل (الجائي) حيث حذف الهمزة .
17- الأسماء الخمسة (بالواو فقـط) ، و لا يستعـمل منها سوى أب و أخ (بصم الهمزة) و تلحقها الواو دائماً ؛ في الإفراد و الإضافة ، كقـولهم : اِنتَ مو أبو/أخو ؟ = ألست أباً/أخاً ؟ ، و يُقال : راح أبوك/أخوك ، شفت أبوك/أخوك ، مريت بأبوك/أخوك (ذهب أبوك/أخوك ، شاهدت أباك/أخاك ، مررت بأبيك/أخيك) . أبو بمعنى الوالد و الصاحب و البائع ، نحو : أبو أحمد – أبو الفلافل = بائع الفلافل – أبو الشعر الطويل = صاحب الشعر الطويل ، و لا تحذف الواو حال إضافتها إلى ياء المتكـلم : أبوي – أخوي . و تبدل الهمزة ياءً في النداء نحـو : يُبا = يا أبي . فقـد حلّت كلمة (أبو) محل كلمة (ذو) ، و سنرى أدناه أن كلمة (أُم) تحل محل كلمة (ذات) كذلك .
18- أم (بضم الهمزة) بمعـنى الوالدة و بمعـنى الصاحـبة أيضا : أم أحمد – أم الشعر الطويل = صاحبة الشعر الطويل .
19- لا تستعمل صيغـة المثنى في اللهجـة العراقـية و تستعـمل صيغـة الجـمع مكان المثنى ، و ذلك تأثراً باللغـات المجاورة . و لا يستفاد من صيغة الفعـل المبني للمجهول في اللهجـة العراقـية و تستبدل به :
أ- الثلاثي المزيد من باب الانفعال نحو : اِنكسرت الجامة (انكسرت الزجاجة) .
ب- أسم المفعـول ، و هذا يعـني التحـوّل من الجملة الفعلية إلى الأسمية نحو : الباب مفـتوح ، وِ البيتْ مبيوگـْ . و صيغ الفعـل المختلفـة في اللهجـة العراقـية هي :
أولاً. صيغ الفعـل الماضي : رِجَع (للغائب) ، رِجْعَـوْا (لجماعة الغائبين) ، رِجْعَنْ (لجماعة الغائبات) ، رِجَعِتْ (للمتكلم و المخاطب المذكـر) ، رِجَعْـتُوا (للمخاطبين) ، رِجَعْـتَنْ (للمخاطبات) رِجَعـْنا (للمتكـلمين) ، رِجَعْـتي (للمخاطبة) .
ثانياً. صيغ الفعـل المضارع : يِرْجَعْ ، يرِجْعُـونْ ، يرِجْعَـنْ ، تِرْجَـعْ ، أرْجَـعْ ، تْرِجْعُـونْ ، تْرِجْعَـنْ ، نِرْجَـعْ ، تْرِجْعـينْ .
ثالثاً. صيغ فعـل الأمر : اِرْجَـعْ ، اِرِجْعُـوا ، اِرِجْعَـنْ ، اِرِجْعـي .
التراكـيب أو الخصائص النحـوية :
1- الوقف : يسكـن آخـر كل الكلمات إلا عـند إلتقاء ساكـنين أو حالات شاذة نحـو : گـالِ الرَّجّالْ ، اِلرّجّالْ گـالْ = قال الرجل ، گِـلَّي شِسمَك ؟ = قل لي ما أسمك ؟ .
2- إستعاضت اللهجـة العـراقـية عن حرف الجر (إلـى) بحرف جـر آخـر هو (اللام) ، و من غـير ذلك قولهـم : أروح للمدرسة ، إلا في بعـض المواضع ، نحـو قبل المصدر المؤول : إلى أن راحْ (إلى أن ذهب) .
3- إستعمال بعـض الأفعال المتعـدية لازمة ، كالفعـل عاين ، إضافة لإستعمالها متعـدية ، فيقال في الفصحى : عاينتهُ و لا يقال : عاينتُ إليه ، أما العراقـيون فيقـولون : عاينتْ لهْ ، أو عاينْتَهْ .
4- النداء يتـم بالحرف (يا) ، سواء أكان المنادى قد لحـقـته (ال) أو لم تلحـقه ، نحـو : يا ولد يرايح (يا الرايح) ، يا الماشي ، و غـير ذلك كـثير . و الملاحـظ هنا أنه جاءت بعـد حرف النداء همزة قطـع فأنه يتـم تسهيلها و حـذفها بعـد ذلك ، يا أهل الخـير ، تُلفـظ : يا أهلِ الخـير = يَهْـلِ الخـير .
5- الظاهـر أن العـراقـيين لا يميلـون إلى لفـظ ساكـنين في كلمـة واحـدة ، فيحـركـون الأول ، كـما في : گَـلُبْ (قـلـب) ، تَمُـر (تمـر) ، فإن أضافـوا متحركاً عاد السكـون ، گَـلْبي (قلبي) ، تمري .
6- أسم الموصول الوحيد المستخدم في اللهجـة العراقـية هو (ال) ، خاصة إن وليه أسم مشتق ، نحـو : الماشي الله وياه ، هذا الرايح لْعَـمّه ، المكتول دمّه ما يضيع ، و قد تلحـقه الياء بعد تشديد اللام (اللّي) ، خاصة إن وليه فعـل أو أسم جامد ، نحـو : هذا اللي أبوه سافر ، هذا اللي قرأ القرآن . و قـد تدخل (ال) على الأفعال المنفـية ، كـما في المثـل : الما يحـط زْبيله مَحَّد يعَـبَّيله = من لا يضع زبيله (وعاءه) فلا أحد يعبئه (يملأه) له .
7- أسماء الإشارة في اللهجـة العـراقـية هي : للقريب : هذا (بإمالة الألف) للمفـرد المذكـر ، هذي و هاي للمفرد المؤنث ، و ذوله و هذوله للجمع المذكـر ، و هذني و هاي للجمع المؤنث ، و للبعـيد : ذاك و هذاك للمفـرد المذكـر ، و ذيچ و هذيـچ للمفـرد المؤنث ، و ذولاك و هذولاك للجمع المذكـر ، و ذنيـچ و هذنيـچ للجمع المؤنث ، و تستخدم صيغة الجمع للمثنى كـذلك .
8- (لوما) التي هي حرف شرط غـير جازم يتم إستخـدامها بدل لولا ، كـقـولهم : لوما إنته ما چان درست ! ، لولا أنت ما كنت قد درست .
9- تستعـمل (لو = LO) بدل (أو ، أم) العاطفـتين ، نحـو : لو أسود لو أبيض (أما أسود أو أبيض) ، إتروح بالسيارة لو بالقطار ؟ (أتذهب بالسيارة أم بالقطار ؟) . و بعـضهم من يضع ياء بدل اللام (يو) .
10- إسكان الحرف الأول من الكـلمة : عادة يسكـن الحرف الأول من الكلمات ثم تضاف همزة وصل مكسورة قبل الكـلمة نحـو : تَروح ، تْروح ، اِتْروح و حين تجتمع الكلمات و تشكل الجملة يمكـن تلفـظ هذه الجملة بشكلين :
أ. أن نقف على كل كلمة و نبدأ الكلمة الآتيـة بالهـمزة .
ب. أن توصل الكلمات و نحذف همزة الوصل من الكـلمة التالية نحـو : وَيْن إتروح ؟ ، وَينْ تْروح ؟ (أين تذهب ؟) .
11- تقـراً التواريـخ في اللهجـة العـراقـية بالأعـداد الأصلية غـير إنها مؤنثـة دائماً ، نحـو : 4/4/85 = أربعة ، أربعـة ، خمسة و ثمانين أو أربعـة بشهر الخامس سنة خمسة و ثمانين .
12- تقـرأ الساعات بالأعـداد الأصلية أيضا و تُلفـظ كـلمة "نصف" بشكل "نص" ، نحـو : الساعة بالوحـدة و نص ، الساعة بالثنتين و ربع . الساعة اِهدعش و خمسة (أو : خمس دقايق) : الساعة الواحدة و النصف ، الساعة الثانية و الربع ، الساعة الحادية عشرة و خمس دقايق .
13- من الناس من يحذف حروفاً أو كلمات من بعض العبارات المتداولة ، كـقـولهم في : "مسّاكُـم الله بالخـير" ، "ساكُـمُ الله بالخـير" ، أو "الله بالخـير" ، و هكـذا بالنسبة لـ "صبحـكم الله بالخـير !" فيحـذفـون الكـلمة الأولى إختصاراً .
بعض المفردات الفارسية و الإنكـليزية التي دخلت النمـط الجنوبي في اللهجـة العراقـية :
5- كسر فاء الفعل الماضي ، كما في : دِرَسْ ، اِكَلْ ، گِعَـدْ ، وِگـَفْ ، وِصَلْ ، وِعَدْ (دَرَسَ ، أَكَلَ ، قَعَـدَ ، وَقَفَ ، وَصَلَ ، وَعَدَ) و ما إلى ذلك . و الظاهر أنه لا فـرق بين كـون عـين الفعـل أو مكسورة ، فكلها تلفـظ مفتوحـة ، نحـو : كِسَرْ ، ضِرَبْ ، لِعَب ، مِنَع ، حِسَب . و قد تلفظ فاء الفعـل الماضي مضمومة ، نحـو : صُبَر = صَبَر ، و ذلك للإستعلاء الموجود في الصاد ، حيث تكـون الكسرة ثقـيلة .
6- تحقيق الهمزة : تحقق الهمزة التي تقـع وسط الكلمة أي تبدل إلى الألف أو الواو أو الياء نحو : رأس – راس ، بُؤري (الأنبوب) بُوري ، مائل – مايل ، و حتى الأفعال الثلاثية المجـردة المضارعة المهموزة الفاء : ياكِلْ = يأكُل ، ياخِذْ = يأخُذُ ، يامِرْ = يأمُرُ ، و ما إلى ذلك .
7- حرف التعريف : تلفـظ همزة "أل" التعريف مكسورة نحو : اِلباب (الباب) ، اِلناس (الناس) .. الخ .
8- حرف العطف (الواو) يلفظ مكسوراً أو ساكناً ، و ذلك إذا تحرك ما قبله ، نحـو : الجار وِ الدار ، دارك وِ داري .
9- عين الفعـل : كل مصدر ثلاثي ساكـن العـين في الفصحى تكسر عينه في الهجة العراقـية ، و ذلك للفـرار من المقاطع المنغلقة التي تنتهي بساكنين بتحريك الساكن الأول ، كـقولهـم في : رَجْمْ / رَجِمْ ، كَسْرْ / كَسِرْ . و قد يلفظ بشكلين : الكسر أو الضم مثل : ضَرْبْ / ضَرِبْ / ضَرُبْ ، صَعْبْ / صَعِبْ / صَعُبْ ، إلا الأجوف ، حيث تبقى عينه ساكـنة نحـو : بَيْعْ ، گـوْلْ = قَـوْلْ .
10- إثبات واو أسم المفعـول في الأجوف اليائي ، فيقـولون "مَبْيُوع" و لا يقـولون "مَبيع" ، و يقـولون "مگـيول" و لا يقـولون "مقـيل" . و من الواضح أنهـم قلبوا حرف العـين الأجوف الواوي ياءاً .
11- واو القسم تلفـظ مفتوحـة ، نحـو : وِالله ، و مكسورة مثل : وِحياتك ، وِ القرآن ، ... الخ . و الملاحـظ هنا أمران الأول هو أن ما بعد الواو المكسورة يتم تسكينه ، أما إذا تعـذر ذلك لوجود حرف ساكـن أو حرف مدّ يلي الحرف الأول أو لوجود حرف متحرك قبل واو القسم فإن الواو تلفـظ ساكـنة و إن كانت في أول الكـلام فـتزاد قبلها همزة ، و إليك الأمثلة على التوالي : أو عُمْرَك ، أو راسَك ، جيتِ وْ حياتك . و الثاني هو أن واو القسم لا تجر ، و ذلك لسبب بسيط هو أن الحركات الإعرابية التي تتغـير حسب موقع الكلمة من الجملة ليس لها وجود و لا تتبع قانوناً نحوياً إلا سهولة النطق أو اللفظ الذي يعود إلى القوانين الصرفـية أكـثر منه إلى القوانين النحوية .
12- الأعـداد ثابتة و لا تتغـير حسب تذكـير و تأنيث المعـدود ، إلا في عـددي "1 و 2" غـير أن المعـدود يتغـير كما يتغـير في الفصحى نحو : دجاجة واحدة ، قلم واحد ، عشر دجاجات ، عشر أقلام .
13- إن الأعـداد ساكـنة دائماً .
14- تعـتبر الأعـداد في النمط الجنوبي في اللهجـة العراقـية خير مثال على عدد من الخصائص الصوتية ، و لكـنها بمزايا صرفـية و لذلك آثرنا درجها في الخصائص الصرفـية :
أ- الأعـداد الترتيبية مثل الفصحى و إنما تختلف في طريقة التلفظ نحـو : الثانية ، الثالثة و تستعـمل الأعـداد الأصلية بدل الترتيبية مع إضافة الألف و اللام نحـو : الخمُصْ طَعَشْ .
ب- الاعـداد الأصلية تختلف عن الفصحى و هي :
1- واحـد / وِحْدة ، 2- إثنين / ثنتين ، 3- إتْلاثة / إتْلث ، 4- أربعـة/ أربع ، 5- خمسة/ خَمِس ، 6- ستة/ سِتَّ ، 7- سبعة/ سَبع ، 8- إثمانية/ ثُمُن ، 9- تسعة/ تِسع .
10- عشرة/عَشِر ، 11- إحْدَعَش ، 12-إثنعـش ، 13-إتلطعـش ، 14- أربعطعش ، 15- خُمصْطَعَش ، 16- سِطَعَـشْ ، 17- سبعطعش ، 18- ثمنطعش ، 19- تسعطعش ، 20- عِشرين ، 21- واحِدْ و عشرين ، 22- إثنين و عشرين ، 23- إتلاثة و عشرين ..
30- إتلاثـين ، 31- واحِدْ و إتلاثين ، 32- إثنين و إتلاثين ... الخ
40- أربَعـين ، 41- واحِدْ و أربعـين ، 42- إثنين و أربعـين ... الخ
50- خمْسين ، 51- واحِدْ و خمسين ، 52- إثنين و خمسين ... الخ
60- ستْين ، 61- واحِدْ و ستين ، 62- إثنين و ستين ... الخ
70- سبْعـين ، 71- واحِدْ و سبعـين ، 72- إثنين و سبعـين ... الخ
80- اثمانين ، 81- واحِدْ و ثمانين ، 82- إثنين و ثمانين ... الخ
90- تسعين ، 91- واحِدْ و تسعين ، 92- إثنين و تسعين ... الخ
100- ميَّـة ، 101- ميَّـة و واحِدْ ، 102- ميَّـة و إثنين ... الخ
200- ميتيـن ، 201- ميتين و واحِدْ ، 202- ميتين و إثنين ... الخ
300- إتلث ميَّـة ، 400- أربع ميَّـة ، 500- خمس ميَّـة ، 600- ستْ ميَّـة ، 700- سبع ميَّـة ، 800- ثمـن ميَّـة ، 900- تسع ميَّـة ...
1000- ألف ، 2000- ألفـين ، 3000- إتلتالاف ، 4000- أربعْ تالاف ...
11000- إحدَعَشْ الف
100,000- ميت ألف ؛ مِيتْ ألف ، 300,000- إتلث مِيتْ ألف ...
1000,000- مليـون ... [أنظر : عامري ، 1386 هـ . ش ، ص13-14] .
15- إضافة معان ٍ جديدة لبعض المفردات ، فكلمة (گاعد = قاعد) تعني جالس ، و لكـنها في هذه الجملة : "آنه گاعد ما أشتغـل" تعـني أنني عاطل عن العـمل . كـذلك الفعـل مشى يمشي تمشية (من باب تفعـيل) إضافة لمعناها الأصلي : جعله يمشي ، تعـني كذلك قصى حوائجه و تصريف الأمور (مشيني = إقضِ حاجتي – تمشية الأمور = تصريف الأمور) .
16- تغـيير صيغة مهموز اللام الأجوف (جاء = اِجهْ) فقد أضيفت همزة وصل أو قطع مكسورة و حذفت الألف و الهمزة و أضيفت هاء السكت . و كأنه حدث فيه قلب مكاني للهمزة الأخـيرة و حذف حرف المدّ (الألف) . أسم الفاعل (الجاي) بدل (الجائي) حيث حذف الهمزة .
17- الأسماء الخمسة (بالواو فقـط) ، و لا يستعـمل منها سوى أب و أخ (بصم الهمزة) و تلحقها الواو دائماً ؛ في الإفراد و الإضافة ، كقـولهم : اِنتَ مو أبو/أخو ؟ = ألست أباً/أخاً ؟ ، و يُقال : راح أبوك/أخوك ، شفت أبوك/أخوك ، مريت بأبوك/أخوك (ذهب أبوك/أخوك ، شاهدت أباك/أخاك ، مررت بأبيك/أخيك) . أبو بمعنى الوالد و الصاحب و البائع ، نحو : أبو أحمد – أبو الفلافل = بائع الفلافل – أبو الشعر الطويل = صاحب الشعر الطويل ، و لا تحذف الواو حال إضافتها إلى ياء المتكـلم : أبوي – أخوي . و تبدل الهمزة ياءً في النداء نحـو : يُبا = يا أبي . فقـد حلّت كلمة (أبو) محل كلمة (ذو) ، و سنرى أدناه أن كلمة (أُم) تحل محل كلمة (ذات) كذلك .
18- أم (بضم الهمزة) بمعـنى الوالدة و بمعـنى الصاحـبة أيضا : أم أحمد – أم الشعر الطويل = صاحبة الشعر الطويل .
19- لا تستعمل صيغـة المثنى في اللهجـة العراقـية و تستعـمل صيغـة الجـمع مكان المثنى ، و ذلك تأثراً باللغـات المجاورة . و لا يستفاد من صيغة الفعـل المبني للمجهول في اللهجـة العراقـية و تستبدل به :
أ- الثلاثي المزيد من باب الانفعال نحو : اِنكسرت الجامة (انكسرت الزجاجة) .
ب- أسم المفعـول ، و هذا يعـني التحـوّل من الجملة الفعلية إلى الأسمية نحو : الباب مفـتوح ، وِ البيتْ مبيوگـْ . و صيغ الفعـل المختلفـة في اللهجـة العراقـية هي :
أولاً. صيغ الفعـل الماضي : رِجَع (للغائب) ، رِجْعَـوْا (لجماعة الغائبين) ، رِجْعَنْ (لجماعة الغائبات) ، رِجَعِتْ (للمتكلم و المخاطب المذكـر) ، رِجَعْـتُوا (للمخاطبين) ، رِجَعْـتَنْ (للمخاطبات) رِجَعـْنا (للمتكـلمين) ، رِجَعْـتي (للمخاطبة) .
ثانياً. صيغ الفعـل المضارع : يِرْجَعْ ، يرِجْعُـونْ ، يرِجْعَـنْ ، تِرْجَـعْ ، أرْجَـعْ ، تْرِجْعُـونْ ، تْرِجْعَـنْ ، نِرْجَـعْ ، تْرِجْعـينْ .
ثالثاً. صيغ فعـل الأمر : اِرْجَـعْ ، اِرِجْعُـوا ، اِرِجْعَـنْ ، اِرِجْعـي .
التراكـيب أو الخصائص النحـوية :
1- الوقف : يسكـن آخـر كل الكلمات إلا عـند إلتقاء ساكـنين أو حالات شاذة نحـو : گـالِ الرَّجّالْ ، اِلرّجّالْ گـالْ = قال الرجل ، گِـلَّي شِسمَك ؟ = قل لي ما أسمك ؟ .
2- إستعاضت اللهجـة العـراقـية عن حرف الجر (إلـى) بحرف جـر آخـر هو (اللام) ، و من غـير ذلك قولهـم : أروح للمدرسة ، إلا في بعـض المواضع ، نحـو قبل المصدر المؤول : إلى أن راحْ (إلى أن ذهب) .
3- إستعمال بعـض الأفعال المتعـدية لازمة ، كالفعـل عاين ، إضافة لإستعمالها متعـدية ، فيقال في الفصحى : عاينتهُ و لا يقال : عاينتُ إليه ، أما العراقـيون فيقـولون : عاينتْ لهْ ، أو عاينْتَهْ .
4- النداء يتـم بالحرف (يا) ، سواء أكان المنادى قد لحـقـته (ال) أو لم تلحـقه ، نحـو : يا ولد يرايح (يا الرايح) ، يا الماشي ، و غـير ذلك كـثير . و الملاحـظ هنا أنه جاءت بعـد حرف النداء همزة قطـع فأنه يتـم تسهيلها و حـذفها بعـد ذلك ، يا أهل الخـير ، تُلفـظ : يا أهلِ الخـير = يَهْـلِ الخـير .
5- الظاهـر أن العـراقـيين لا يميلـون إلى لفـظ ساكـنين في كلمـة واحـدة ، فيحـركـون الأول ، كـما في : گَـلُبْ (قـلـب) ، تَمُـر (تمـر) ، فإن أضافـوا متحركاً عاد السكـون ، گَـلْبي (قلبي) ، تمري .
6- أسم الموصول الوحيد المستخدم في اللهجـة العراقـية هو (ال) ، خاصة إن وليه أسم مشتق ، نحـو : الماشي الله وياه ، هذا الرايح لْعَـمّه ، المكتول دمّه ما يضيع ، و قد تلحـقه الياء بعد تشديد اللام (اللّي) ، خاصة إن وليه فعـل أو أسم جامد ، نحـو : هذا اللي أبوه سافر ، هذا اللي قرأ القرآن . و قـد تدخل (ال) على الأفعال المنفـية ، كـما في المثـل : الما يحـط زْبيله مَحَّد يعَـبَّيله = من لا يضع زبيله (وعاءه) فلا أحد يعبئه (يملأه) له .
7- أسماء الإشارة في اللهجـة العـراقـية هي : للقريب : هذا (بإمالة الألف) للمفـرد المذكـر ، هذي و هاي للمفرد المؤنث ، و ذوله و هذوله للجمع المذكـر ، و هذني و هاي للجمع المؤنث ، و للبعـيد : ذاك و هذاك للمفـرد المذكـر ، و ذيچ و هذيـچ للمفـرد المؤنث ، و ذولاك و هذولاك للجمع المذكـر ، و ذنيـچ و هذنيـچ للجمع المؤنث ، و تستخدم صيغة الجمع للمثنى كـذلك .
8- (لوما) التي هي حرف شرط غـير جازم يتم إستخـدامها بدل لولا ، كـقـولهم : لوما إنته ما چان درست ! ، لولا أنت ما كنت قد درست .
9- تستعـمل (لو = LO) بدل (أو ، أم) العاطفـتين ، نحـو : لو أسود لو أبيض (أما أسود أو أبيض) ، إتروح بالسيارة لو بالقطار ؟ (أتذهب بالسيارة أم بالقطار ؟) . و بعـضهم من يضع ياء بدل اللام (يو) .
10- إسكان الحرف الأول من الكـلمة : عادة يسكـن الحرف الأول من الكلمات ثم تضاف همزة وصل مكسورة قبل الكـلمة نحـو : تَروح ، تْروح ، اِتْروح و حين تجتمع الكلمات و تشكل الجملة يمكـن تلفـظ هذه الجملة بشكلين :
أ. أن نقف على كل كلمة و نبدأ الكلمة الآتيـة بالهـمزة .
ب. أن توصل الكلمات و نحذف همزة الوصل من الكـلمة التالية نحـو : وَيْن إتروح ؟ ، وَينْ تْروح ؟ (أين تذهب ؟) .
11- تقـراً التواريـخ في اللهجـة العـراقـية بالأعـداد الأصلية غـير إنها مؤنثـة دائماً ، نحـو : 4/4/85 = أربعة ، أربعـة ، خمسة و ثمانين أو أربعـة بشهر الخامس سنة خمسة و ثمانين .
12- تقـرأ الساعات بالأعـداد الأصلية أيضا و تُلفـظ كـلمة "نصف" بشكل "نص" ، نحـو : الساعة بالوحـدة و نص ، الساعة بالثنتين و ربع . الساعة اِهدعش و خمسة (أو : خمس دقايق) : الساعة الواحدة و النصف ، الساعة الثانية و الربع ، الساعة الحادية عشرة و خمس دقايق .
13- من الناس من يحذف حروفاً أو كلمات من بعض العبارات المتداولة ، كـقـولهم في : "مسّاكُـم الله بالخـير" ، "ساكُـمُ الله بالخـير" ، أو "الله بالخـير" ، و هكـذا بالنسبة لـ "صبحـكم الله بالخـير !" فيحـذفـون الكـلمة الأولى إختصاراً .
بعض المفردات الفارسية و الإنكـليزية التي دخلت النمـط الجنوبي في اللهجـة العراقـية :
رد: مثال الشعـبية العراقـية وقصصها اللهجـة العـراقـية :
المفـردات الفارسـية :
سيباية (بإمالة الياء : سه پايه = قاعدة ثلاثية) ، چورباية (چهار پايه = سرير) ، هَسِتْ (هست = يوجـد) ، لوله (أنبوب) ، تَخَتْ (تَخَتْ = سرير) ، نعلبكي (صحن صغـير لقدح الشاي) ، گـيوه (بإمالة الياء) و جزمة (چكـمه) نوعان من الأحذية ، چـاي (شاي) ، إستكان (قدح شاي) ، قوري (وعاء إعداد الشاي) ، كتلي (كتري = وعاء غلي الماء لإعداد الشاي) ... الخ .
المفـردات الإنكـليزية :
ماطور (محرك ، دراجة نارية) Motor ، بايسكل (دراجة هوائية) Bicycle ، تَنْكَـر (سيارة حوضية ، مخزن ماء) Tanker ، ماطورسكل (دراجة نارية) Motorcycle ، تلفـون Telephon ، تلفـزيون Television ، نت (صامولة) Nut ، ... الخ
الكـلمات و المصطلحات الكـثيرة الإستعمال في اللهجـة العراقـية :
أكـو (يوجـد) ، ماكـو (لا يوجـد) .
إهواية (كـثير) ، شوية (قليـل) .
شلـون (كـيف) ، ويـن (أين) .
هسة (الآن) ، ليش (لماذا ؟) ، شنو (ماذا ؟) .
شوف (أنظر)
هاي (هذه) .
فــد (فرد واحد) .
لعـد (إذن) .
ويا (مـع) .
على مود (من إجـل) .
ريوگــ (فطور الصباح) .
بعـدين (بعد ذلك / بعدئذ ٍ / بعـداً) .
مَحِّـد (ما أحـد ، لا أحـد) .
خلّيني (دعـني) .
شسمك ؟ (ما أسمكَ ؟ - للمذكـر) ، شسمچ ؟ (ما أسمكِ ؟ - للمؤنث) .
اِشلونك (كيف حالكَ ؟) ، اِشلونچ (كيف حالك ِ؟) .
اِشبيك (ماذا بكَ ؟) .
اِشصار / شنو صار (ماذا حدث ؟) .
شكـو ماكـو (ماذا يجـري ؟)
اِشمدريني / ما أدري (لا أدري) .
شمعرفـني (لا أعرف شيئاً) .
كـلّش زين (جيد جـداً) .
شنو تسوي / شتسوي ؟ (ماذا تفعـل ؟) .
شنو تحچـي / شتگـول ؟ (ماذا تحكـي / ماذا تقـول ؟) .
صبحـكـم الله بالخـير (صباح الخـير) .
مساكـم الله بالخـير (مساء الخـير) .
[أنظـر : عامري ، 1386 هـ. ش ، ص 14 – 13]
و ختاماً ، نأمل أن تكـون هذه المقالة قد وقفت في إعطاء صورة لا ندّعـي إنها كاملة للقارئ الكـريم حول النمـط الجـنوبي للهجـة العـراقـية ، و نأمل أن تكـون فاتحـة خـير لدراسة أعـمق و أوسع ، و ما التوفـيق إلا من عـند الله ، و الحـمد له أولاً و آخـراً .
الخـلاصة :
نستخلص من هذا البحص أن اللهجـة العراقـية ، و خاصة النمـط الجنوبي ، تشارك في كـثير من صفاتها لهجـة تميم القديمة ، و تأثرت على مرّ العصور باللغات المجاورة كالفارسية و التركـية و الإنكـليزية و دخلت فيها كلمات و أساليب أجـنبية . فوجـدنا في العامية العـراقـية ثلاث أنماط هي : النمـط الجنوبي و النمـط الوسط و النمـط الشمالي ، و كل واحـد من هذه الأنماط يشمل على لون حضري و لون ريفـي قـروي . و تجدر الإشارة إلى أن جـميع هذه الأنماط تميل في العصر الراهـن إلى التقارب و ذلك بفعـل الإتصال بين أهل هذه الأقاليـم بسبب شيوع وسائل النقـل المخـتلفة و بسبب تبادل أنماط الحـياة الجـديدة التي تقتضي السفـر و التنقـل ثم أن هناك ما ندعوه بوسائل الإعـلام و ما تفرضه من نمط لغـوي يميل بهذه الأنماط إلى أن تكـون متقاربة بعضها من بعـض . كـما أن هناك عامل التعـليم فالمدرسة قد قربت بين هذه اللهجات و جنحت بها إلى الفصحى . و قـد ركّـز البحث على النمـط الجـنوبي من أنماط اللهجـة العراقـية .
أن أهم ما يمـيز النمط الجـنوبي من اللهجـة العراقـية بإعتباره لغـة أو لهجـة محكـية ملفـوظة فلما تكـتب ، أنه يعـتمد كل الخصائص اللفظ دون تحـقظ أو قـيد ، من نحو أو غـيره ، حيث تبرز ميزة من ميزات اللغة و هي اخـتيار أسهل أساليب اللفـظ و النطق ، و العدول عن كل ما يخالف هذا المبدأ . فقـد تحـرر النمط الجنوبي من اللهجـة العراقـية من قـواعـد النحو و قيوده فسكنت أواخـر الكلمات أو إختيرت أسهل صيغة لغـوية ، و هي حالة النصب في ما يتعـلق بالجـمع المذكـر السالم و ما شاكله ، و حذف المثنى و إستعاض عنه الجمع ، و غـير ذلك من الأساليب .
و خلاصة القـول أن النمـط الجنوبي من اللهجـة العراقـية يلتزم أكـثر قواعـد الصرف التي تؤكـد إنتماءه للفصحى ، و لكـنه يضرب صفحاً عن أكـثر قواعد النحو و لا يلتزم بها و يحتال عل قسم منها . اما الكلمات فهـي عربية في جـملتها تتخللها كلمات من لغـات أخـرى احتكّـت به ، كالفارسية و الإنكـليزية ، وقد تكـون هناك كلمات تركـية .
المنابع و المصادر :
1- القـرآن الكـريم .
2- إبراهـيم ، أنيس في اللهجات العربية ، لجنة البيان العربي ، الطبعة الثانية ، 1952 م .
3- أبن الأثـير ، الكامل في التاريخ (الجزء الثالث) ، دار المعرفـة ، الطبعـة الأولى ، 1422 هـ . ق ، بيروت .
4- أبن منظور ، لسان العرب ، دار و مكـتبة الهلال ، بدون تاريـخ ، بيروت .
5- أسترآبادي ، رضي الدين ، شرح شافية أبن الحاجب ، دار الكـتب العلمية ، 1402 هـ ز ق ، بيروت .
6- الأنباري ، أبو سعـيد . أسرار العربية ، المجمع العلمي العربي ، 1733 هـ . ق ، دمشق .
7- الجاحظ ، أبو عثمان , البيان و التبيين ، دار و مكـتبة الهـلال ، 2002 م ، بيروت .
8- الجـندي ، أحـمد علي الدين , اللهجات العربية ف يالتراث ، الدار العربية للكـتاب ، 1983 م ، طرابلس .
9- السمرائي ، إبراهـيم . العربية تاريخ و تطـور ، مكـتبة المعارف ، الطبعة الأولـى ، 1413 هـ . ق ، بيروت .
10- سيبويه ، أبو
سيباية (بإمالة الياء : سه پايه = قاعدة ثلاثية) ، چورباية (چهار پايه = سرير) ، هَسِتْ (هست = يوجـد) ، لوله (أنبوب) ، تَخَتْ (تَخَتْ = سرير) ، نعلبكي (صحن صغـير لقدح الشاي) ، گـيوه (بإمالة الياء) و جزمة (چكـمه) نوعان من الأحذية ، چـاي (شاي) ، إستكان (قدح شاي) ، قوري (وعاء إعداد الشاي) ، كتلي (كتري = وعاء غلي الماء لإعداد الشاي) ... الخ .
المفـردات الإنكـليزية :
ماطور (محرك ، دراجة نارية) Motor ، بايسكل (دراجة هوائية) Bicycle ، تَنْكَـر (سيارة حوضية ، مخزن ماء) Tanker ، ماطورسكل (دراجة نارية) Motorcycle ، تلفـون Telephon ، تلفـزيون Television ، نت (صامولة) Nut ، ... الخ
الكـلمات و المصطلحات الكـثيرة الإستعمال في اللهجـة العراقـية :
أكـو (يوجـد) ، ماكـو (لا يوجـد) .
إهواية (كـثير) ، شوية (قليـل) .
شلـون (كـيف) ، ويـن (أين) .
هسة (الآن) ، ليش (لماذا ؟) ، شنو (ماذا ؟) .
شوف (أنظر)
هاي (هذه) .
فــد (فرد واحد) .
لعـد (إذن) .
ويا (مـع) .
على مود (من إجـل) .
ريوگــ (فطور الصباح) .
بعـدين (بعد ذلك / بعدئذ ٍ / بعـداً) .
مَحِّـد (ما أحـد ، لا أحـد) .
خلّيني (دعـني) .
شسمك ؟ (ما أسمكَ ؟ - للمذكـر) ، شسمچ ؟ (ما أسمكِ ؟ - للمؤنث) .
اِشلونك (كيف حالكَ ؟) ، اِشلونچ (كيف حالك ِ؟) .
اِشبيك (ماذا بكَ ؟) .
اِشصار / شنو صار (ماذا حدث ؟) .
شكـو ماكـو (ماذا يجـري ؟)
اِشمدريني / ما أدري (لا أدري) .
شمعرفـني (لا أعرف شيئاً) .
كـلّش زين (جيد جـداً) .
شنو تسوي / شتسوي ؟ (ماذا تفعـل ؟) .
شنو تحچـي / شتگـول ؟ (ماذا تحكـي / ماذا تقـول ؟) .
صبحـكـم الله بالخـير (صباح الخـير) .
مساكـم الله بالخـير (مساء الخـير) .
[أنظـر : عامري ، 1386 هـ. ش ، ص 14 – 13]
و ختاماً ، نأمل أن تكـون هذه المقالة قد وقفت في إعطاء صورة لا ندّعـي إنها كاملة للقارئ الكـريم حول النمـط الجـنوبي للهجـة العـراقـية ، و نأمل أن تكـون فاتحـة خـير لدراسة أعـمق و أوسع ، و ما التوفـيق إلا من عـند الله ، و الحـمد له أولاً و آخـراً .
الخـلاصة :
نستخلص من هذا البحص أن اللهجـة العراقـية ، و خاصة النمـط الجنوبي ، تشارك في كـثير من صفاتها لهجـة تميم القديمة ، و تأثرت على مرّ العصور باللغات المجاورة كالفارسية و التركـية و الإنكـليزية و دخلت فيها كلمات و أساليب أجـنبية . فوجـدنا في العامية العـراقـية ثلاث أنماط هي : النمـط الجنوبي و النمـط الوسط و النمـط الشمالي ، و كل واحـد من هذه الأنماط يشمل على لون حضري و لون ريفـي قـروي . و تجدر الإشارة إلى أن جـميع هذه الأنماط تميل في العصر الراهـن إلى التقارب و ذلك بفعـل الإتصال بين أهل هذه الأقاليـم بسبب شيوع وسائل النقـل المخـتلفة و بسبب تبادل أنماط الحـياة الجـديدة التي تقتضي السفـر و التنقـل ثم أن هناك ما ندعوه بوسائل الإعـلام و ما تفرضه من نمط لغـوي يميل بهذه الأنماط إلى أن تكـون متقاربة بعضها من بعـض . كـما أن هناك عامل التعـليم فالمدرسة قد قربت بين هذه اللهجات و جنحت بها إلى الفصحى . و قـد ركّـز البحث على النمـط الجـنوبي من أنماط اللهجـة العراقـية .
أن أهم ما يمـيز النمط الجـنوبي من اللهجـة العراقـية بإعتباره لغـة أو لهجـة محكـية ملفـوظة فلما تكـتب ، أنه يعـتمد كل الخصائص اللفظ دون تحـقظ أو قـيد ، من نحو أو غـيره ، حيث تبرز ميزة من ميزات اللغة و هي اخـتيار أسهل أساليب اللفـظ و النطق ، و العدول عن كل ما يخالف هذا المبدأ . فقـد تحـرر النمط الجنوبي من اللهجـة العراقـية من قـواعـد النحو و قيوده فسكنت أواخـر الكلمات أو إختيرت أسهل صيغة لغـوية ، و هي حالة النصب في ما يتعـلق بالجـمع المذكـر السالم و ما شاكله ، و حذف المثنى و إستعاض عنه الجمع ، و غـير ذلك من الأساليب .
و خلاصة القـول أن النمـط الجنوبي من اللهجـة العراقـية يلتزم أكـثر قواعـد الصرف التي تؤكـد إنتماءه للفصحى ، و لكـنه يضرب صفحاً عن أكـثر قواعد النحو و لا يلتزم بها و يحتال عل قسم منها . اما الكلمات فهـي عربية في جـملتها تتخللها كلمات من لغـات أخـرى احتكّـت به ، كالفارسية و الإنكـليزية ، وقد تكـون هناك كلمات تركـية .
المنابع و المصادر :
1- القـرآن الكـريم .
2- إبراهـيم ، أنيس في اللهجات العربية ، لجنة البيان العربي ، الطبعة الثانية ، 1952 م .
3- أبن الأثـير ، الكامل في التاريخ (الجزء الثالث) ، دار المعرفـة ، الطبعـة الأولى ، 1422 هـ . ق ، بيروت .
4- أبن منظور ، لسان العرب ، دار و مكـتبة الهلال ، بدون تاريـخ ، بيروت .
5- أسترآبادي ، رضي الدين ، شرح شافية أبن الحاجب ، دار الكـتب العلمية ، 1402 هـ ز ق ، بيروت .
6- الأنباري ، أبو سعـيد . أسرار العربية ، المجمع العلمي العربي ، 1733 هـ . ق ، دمشق .
7- الجاحظ ، أبو عثمان , البيان و التبيين ، دار و مكـتبة الهـلال ، 2002 م ، بيروت .
8- الجـندي ، أحـمد علي الدين , اللهجات العربية ف يالتراث ، الدار العربية للكـتاب ، 1983 م ، طرابلس .
9- السمرائي ، إبراهـيم . العربية تاريخ و تطـور ، مكـتبة المعارف ، الطبعة الأولـى ، 1413 هـ . ق ، بيروت .
10- سيبويه ، أبو
رد: مثال الشعـبية العراقـية وقصصها اللهجـة العـراقـية :
- سيبويه ، أبو بشر عمرو بن عثمان ، الكـتاب ، دار الجيل ، الطبعـة الأولى ، بدون تاريـخ ، بيروت .
11- شنتاوي ، أحـمد ، و خورشيد إبراهـيم زكـي . دائرة المعارف الإسلامية ، دار الفكـر ، بدون تاريـخ ، بيروت .
12- عابدين ، عبدالمجـيد . من أصول اللهجات العربيـة في السودان ، دار المعـرفـة الجامعـية ، 1989 م ، الإسكـندرية .
13- عامري ، شاكـر و علي ضيغـمي ، همراه شما در عراق ، إنتشارات شادرنگ ، الطبعـة الأولـى ، 1386 هـ . ش ، تهران .
14- عـبدالواحـد ، جمران و محـمد أديب . معجـم الفصيح من اللهجات العربيـة ، مكـتبة العبيكان ، الطبعـة الأولـى ، 1421 هـ . ق ، الرياض .
15- الكرملـي ، أنساس ماري ، نشوة اللغـة العربيـة و نموها و إكـتمالها ، مكـتبة الثقافـة الدينيـة ، بدون تاريـخ .
16- المبارك ، محـمد . فقـه اللغـة و خصائص العربيـة ، دار الفكـر ، 1964 م ، دمشق .
17- المطلبي ، غالب فاضل ، لهجـة تميم و أثرها في العربيـة الموحـدة ، دار الحرية للطباعـة ، 1398 هـ . ق ، بغــداد .
18- وافــي ، علي عـبدالواحـد ، علـم اللغـة ، لجـنة البيان العربي ، الطبعـة الثالثة ، 1369 هـ - 1950 م ، القاهـرة .
11- شنتاوي ، أحـمد ، و خورشيد إبراهـيم زكـي . دائرة المعارف الإسلامية ، دار الفكـر ، بدون تاريـخ ، بيروت .
12- عابدين ، عبدالمجـيد . من أصول اللهجات العربيـة في السودان ، دار المعـرفـة الجامعـية ، 1989 م ، الإسكـندرية .
13- عامري ، شاكـر و علي ضيغـمي ، همراه شما در عراق ، إنتشارات شادرنگ ، الطبعـة الأولـى ، 1386 هـ . ش ، تهران .
14- عـبدالواحـد ، جمران و محـمد أديب . معجـم الفصيح من اللهجات العربيـة ، مكـتبة العبيكان ، الطبعـة الأولـى ، 1421 هـ . ق ، الرياض .
15- الكرملـي ، أنساس ماري ، نشوة اللغـة العربيـة و نموها و إكـتمالها ، مكـتبة الثقافـة الدينيـة ، بدون تاريـخ .
16- المبارك ، محـمد . فقـه اللغـة و خصائص العربيـة ، دار الفكـر ، 1964 م ، دمشق .
17- المطلبي ، غالب فاضل ، لهجـة تميم و أثرها في العربيـة الموحـدة ، دار الحرية للطباعـة ، 1398 هـ . ق ، بغــداد .
18- وافــي ، علي عـبدالواحـد ، علـم اللغـة ، لجـنة البيان العربي ، الطبعـة الثالثة ، 1369 هـ - 1950 م ، القاهـرة .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:58 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم عبد الهادي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:53 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ شوقي البديري والاخ حمود كريم الركابي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:51 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الاستاذ المخرج عزيز خيون البديري وعمامه البدير
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:48 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ صباح العوفي مع الشيخ عبد الامير التعيبان
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:45 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم محمد البريج
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» جواد البولاني
الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:13 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» المرحوم السيد هاشم محمد طاهر العوادي
الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:03 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» رموز البدير
الجمعة سبتمبر 20, 2024 8:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري