بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
حول
مرحبا بكم فى منتدى الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري
قبيلة البدير من القبائل الزبيديه
سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوب فقه العائلة
صفحة 1 من اصل 1
سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوب فقه العائلة
سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوب
فقه العائلة
بسم الله الرحمن الرحيم
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ
نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلَاظٌ
شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ]
[سورة التحريم : ٦]
آية الله الشيخ
محمد اليعقوبي
اصدار وتوزيع
مركز الإمام المهدي f للدراسات الإسلامية
٢
مقدمة المركز
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله أجمعين
اللهم عجل فرج وليك
أن الفقه الإسلامي لا ينشأ في الأوراق والأدمغة فقط بل هي مقدمة للنشوء في واقع الحياة، فقد أريد له أن يناقش ويعالج الواقع، وفقه العائلة لفقيهنا ومفكرنا الإسلامي سماحة آية الله الشيخ المهندس محمد اليعقوبي (دام ظله الوارف) تابع الأمور العائلية وعالجها علاجاً واقعياً، ولا نغالي إذا قلنا : انّه أول فقه واقعي كُتب بعد فقه العشائر لشهيدنا المقدس الصدر الثاني (قدس الله نفسه الزكية) ، وقد عالج الشيخ (دام عزه) كثيراً من الأمور معالجة موضوعية مقنعة فمثلاً يرى أن توعية الأخ المنحرف عن منهج أهل البيت D أفضل من مقاطعته، فهو لم يكتف ببيان الحكم الشرعي بل يبين الأسلوب الأمثل لتطبيقه.
ويتابع الشيخ مشاكل المجتمع وما يزخر به من أعراف وعادات وتقاليد ويضع الأجوبة لها، وقد بقيت هذه المسائل والمشاكل زمناً طويلاً دون أن يتطرق أليها أحد وكأنها لم تكن محل ابتلاء.
وفقه العائلة على إيجازه إلا انّه بحث مسائل عديدة فكرية وتربوية واجتماعية واقتصادية، ووجه العائلة إلى العلاج الصحيح لمشاكلها استناداً إلى القرآن الكريم ومنهج أهل البيت D.
وقد استخدم العبارات الواضحة وتجنب المصطلحات الغامضة التي لا تزيد القارئ إلا نفوراً، فكان الكتاب مناسباً لجميع المستويات الفكرية والعلمية، كما هو ديدنه في جميع نتاجاته العظيمة.
مركز الإمام المهدي A للدراسات الإسلامية
٣
٤
توطئة
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
لا يخفى إن الأسرة تمثل الوحدة الأساسية في تركيبة المجتمع، وقد سعى الإسلام إلى الاهتمام بها من جهة أن صلاح الأسرة بمعنى صلاح المجتمع، وهدف الدين الإسلامي هو تحقيق السعادة لهذا المخلوق الذي كرّمه الله تعالى أعظم تكريم، حيث جاءت تعاليم السماء متناسبة مع قابلية الفرد بحيث يتكيف معها فطريا، ولكن أعداء الله تعالى الذين كانوا ولا يزالون يتربصون الدوائر بالمؤمنين عمدوا إلى هدم تلك البنية الأساسية (الأسرة) ووضعوا ما وضعوا من القوانين التي تهدف بالدرجة الأساسية إلى فك أواصر الترابط بين أفراد الأسرة، والنتيجة تفكك المجتمع كما هو واضح.
ولكن صدق الله العظيم إذ يقول في محكم كتابه المجيد : Pإِنَّا نَـحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَــهُ لَحَافِظُونَO(١) ، ويقول الله تعالى شأنه وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَO (٢).
فمن نعم الله تعالى شأنه على البشر أن يمن عليهم بين الحين والآخر برسل من أنفسهم مبشرين ومنذرين ومذكرين للخلق الغافلين، فرسول بعد رسول وإمام بعد إمام وعالم رباني بعد عالم، لا يطمعون في شيء غير رضا الله تعالى ولا يخشون في الله لومة لائم، فاطمأنت قلوب المؤمنين بوعد الله تعالى جيلا بعد جيل، واليوم أشرقت أرض الغري بوجه أنِست النفوس برؤيته، وبقلم أعادنا إلى تلك الأيام التي كانت حوزة النجف تزخر فيها بحملة الفكر المحمدي الأصيل، فها هو فقيهها المثقف يشمر عن ساعديه مرة أخرى وليضيف إلى سلسلة مآثره السابقة كتيبا بعنوان (فقه العائلة).
يطمع من خلال إجاباته المطولة أن يسد ثغرة من الثغرات التي تفتقت عنها ذهنيات البشر وجند الشيطان في الصف الإسلامي، ولا ننسى أن الكافر لم يمت بعد، ولابد من الاستمرار في مسيرة الوعظ والإرشاد طالما نعلم أن هناك كافراً واحداً على وجه الأرض، فكيف والأمر خلاف ذلك، ولعل من الأمور التي يجب إلفات نظر القاريء الكريم إليها أن أقلام المفكرين السابقين قد واجهت هجمات الملحدين بمقدار المخططات التي حاكها الملحدون في تلك الفترة.ولكن الغرب يتطور كل يوم وتتطور معه أساليب معاداة الإسلام، فلابد على هذا الأساس من تطور الفكر
(١) سورة الحجر : ٩.
(٢) سورة التوبة : ٣٢.
٥
الإسلامي تطورا يجعله قادرا على تطبيق النص الشرعي في كل مكان وزمان، وأملنا كبير بطلبة البحث الخارج وطلبة السطوح في حوزة النجف الاشرف. وكل من يجد في نفسه القابلية في أن يضم يده إلى يد كل مفكر ومصلح في سبيل الوصول إلى رضا الله تعالى والفوز في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.وموضوع هذا الكتاب من المواضيع الحيوية والمهمة وذات الصلة العميقة بالمجتمع والتي أسس القرآن الكريم والمعصومون D فيها النظريات التربوية وحددت الأهداف التي يجب أن يسعى لها الآباء من خلال تربية أبنائهم وإيصالهم إلى الدرجة التي يريدها الإسلام لهم، لا الدرجة التي تمليها العاطفة في تدليلهم وإعطائهم حريتهم في اللهو والعبث، وعدم ردعهم الردع المناسب عند صدور أخطاء منهم وبما يتناسب مع حجم الخطأ، خصوصا أن المشرع الحكيم قد أعطى الأب الولاية على الأولاد فتكون صلاحيته واسعة من جهة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فعلى الآباء رعاية مسؤولية هذا التكليف، والعمل بدقة على تنشئة الأبناء وفق ما يريده الله تعالى والمعصومون D ، خصوصا في هذا العصر الذي كثرت فيه أسباب الانحراف عن جادة الحق وعدم الالتفات إلى أن الأبناء يمكن أن ينحرفوا حتى مع محاولة الأب إبعادهم بكل الطرق والوسائل التربوية عن الانحراف، لأن كل فرد من أفراد المجتمع عليه مسؤولية، ومكلف بتكليف محدد وهو مسؤول عن هذا التكليف فقط، وهو بهذا العمل يساهم في إصلاح المجتمع الذي هو عبارة عن تجمع لأسر ويضمّ جهده إلى جهود الآخرين ممن قاموا بدورهم وتحملوا مسؤولياتهم.
وفي مسألة التربية تكون الكلمة التي هي وسيلة إيصال الفكرة من إنسان إلى أخر إحدى الوسائل المهمة والحيوية جدا في مسألة الوعظ والإرشاد، وذلك من خلال المضمون الفكري والروحي والعلمي الذي تتضمنه الكلمات، وقديما قالوا : (رُبَّ كلمة سلبت نعمة) وفي مقابله يمكننا القول : (رُبَّ كلمة جلبت نعمة) ولا نكون مخطئين،وقد كانت الكلمة هي الوسيلة الإلهية في التربية من خلال الكتب التي أنزلها الله على رسله وخير الكتب هو القرآن الكريم، وخير المعاجز هو القرآن الكريم لأنه معجزة خالدة وسر إعجازه وخلوده هو في كلماته، وبما تضمنته هذه الكلمات من أفكار ومواعظ وحكم، وغيرها ليس لها أمد محدود ولا تختص بعصر من الاعصار. فمعجزة رسولنا الأعظم محمد t ـــ القرآن معجزة فكرية ـــ ومعاجز غيره من الأنبياء والرسل معاجز حسية وقتية. والوعظ يتضمن ـــ بالإضافة إلى الفكرة
٦
ـــ عنصر إقحام العاطفة، وهناك تعبير لطيف لأحد الأدباء حول هذا المعنى ما مضمونه : (إن العقل والعاطفة هما مقود سفينة النفس وشراعها، فإذا انكسر المقود أو الشراع غرقت السفينة في بحر الحياة المتلاطم الأمواج غرقا لا نجاة لها بعده).والخطأ الذي يعيشه أغلب المرشدين سواء على المستوى الفردي أو الأسري أو الاجتماعي يكمن في أنه هناك من يطلق الفكرة بجفافها العقلي بحيث تكون المسألة مسألة معادلة رياضية جامدة ، وهناك من يطلق الفكرة بشكلها العاطفي الذي لا يجعل الإنسان يفكر بشكل عميق ومنتج، مما ترك فاصلا بين الفكر والإيمان ، ومن هنا نجد الكثير من الناس يحملون الفكر ولكن لا يؤمنون به، لأن الإيمان هو جانب تحول الفكر إلى حالة في الإحساس، فكثير من السافرات أو المتبرجات تعلم بحرمة ذلك وهي غير منكرة ، لكنها لا تطبق الحكم الشرعي ولا تنتهي، فهل سألنا أنفسنا لماذا؟!.
وفقيهنا ملتفت إلى جواب هذا السؤال، ويمكن أن نلاحظ ذلك من خلال إجاباته التي لم (يجمد) فيها على الجواب الفقهي المتعارف من الحرمة والوجوب والجواز وعدمه وغير ذلك، بل شفع إجاباته بالآيات القرآنية وأحاديث المعصومين D والنصائح التربوية والالتفاتات الفكرية مما يكون له أبلغ الأثر في نفوس وعقول من يقرأ كتاباته، لأنه أدرك السر الأعظم في معاملة الناس وهو معاملتهم على أساس إنهم أهل عواطف ومشاعر إضافة إلى انهم أهل عقل ومنطق . .
وقد قمنا بتبويب المسائل بالشكل الآتي :
توطئة
الباب الأول
الحقوق والواجبات لأفراد الأسرة.
ويتفرع عنها :
ـــ واجبات الأب.
ـــ واجبات الأم.
٧
ـــ حقوقها.ـــ واجبات وحقوق الأفراد الآخرين.
الباب الثاني
العلاقات داخل العائلة
الباب الثالث
علاقة العوائل فيما بينها
ملحق يتضمن :
١ ـــ رسالة الآباء إلى الأبناء.
٢ ـــ ظواهر سلبية يجب على العوائل الالتفات إليها.
٣ ـــ مسائل متفرقة.
٤ ـــ نص فتوى المجلات الخليعة.
الحقوق والواجبات لأفراد العائلة
جاء في رسالة الحقوق المنسوبة إلى الإمام زين العابدين A : حق أمك : أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحداً، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحداً، وَوَقَتْكَ بجميع جوارحها، ولم تبال أن تجوع وتطعمك، وتعطش وترويك وتتعرى وتكسوك وتضحي وتظلك وتهجر النوم لأجلك، ووقتك الحر والبرد لتكون لها، وانك لا تطيق شكرها إلا بعون الله.
وحق أبيك : أن تعلم انه أصلك، وانه لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك ما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة إليك، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك، ولا قوة إلا بالله.
وحق ولدك : أن تعلم انه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره، وانك مسؤول عما وليته به من حسن الأدب والدلالة على ربه عز وجل، والمعونة له على طاعته. فاعمل في أمره عمل من يعلم، انه مثاب على الإحسان إليه، معاقب على الإساءة إليه.
٨
وحق الزوجة : أن تعلم أن الله عز وجل جعلها لك سكنا وأنساً، فتعلم أن ذلك نعمة من الله عليك فتكرمها وترفق بها، وإن كان حقك عليها أوجب فإن لها عليك أن ترحمها.[مسألة ١] ما هي الخطوات الكفيلة بإنشاء أسرة ذات تربية إسلامية.
[بسمه تعالى] هذا السؤل يحتاج إلى كتاب كامل للإجابة عليه ولكن أختصر الجواب بما يلي : أن مسؤولية الأب تبدأ من قبل الزواج وذلك باختيار الزوجة الصالحة المنحدرة من أسرة شريفة فيراعي فيها اجتماع الصفات التي أرادها الإسلام وهي عديدة وفيها تفاصيل كثيرة، وليقم بالآداب والمستحبات الدينية قبل الزواج وعنده وبعده.
ثم يراعي الآداب في لقائه بزوجته الذي يرجو منه الولد فقد وردت فيه نواهي كثيرة يحسن اجتنابها وآداب ينبغي الالتزام بها لما يترتب على ذلك من آثار وضعية تظهر نتائجها على الولد مستقبلاً ثم يراعي في فترة الحمل تغذية الأم وحالتها الصحية وسعادتها وطمأنينتها النفسية حتى ولادتها، فيجري السنن والمستحبات فيها ثم يهتم بمرضعته التي يفضل أن تكون الأم نفسها، فإذا كانت مؤمنة صالحة غذته الإيمان والولاء باللبن وسكبت من طمأنينتها سعادة وسلاما عليه ، ثم يبدأ بتربيته وفق المراحل التي ذكرت في كتب التربية وعلم النفس الإسلامي، وهذه المراحل كما نخاطب بها الأب، كذلك نخاطب الأم فتبدأ باختيار الزوج الصالح المؤمن المتعقل الحازم الواسع الصدر اللطيف العشرة وتتابع مسؤولياتها كما ذكرنا هذا على نحو الاختصار، وأحيل التفاصيل إلى كتب نافعة ربما سأشير إلى بعضها، وأكثرها نفعا بحسب اطلاعي كتاب (الطفل بين الوراثة والتربية) بمجلدين للشيخ محمد تقي فلسفي وكتاب (دراسات في علم النفس الإسلامي) بمجلدين للدكتور محمود البستاني.
وهناك أمور كثيرة تؤثر على إنشاء الأسرة أخلاقياً وفكريا وسلوكيا كنوع العلاقات الاجتماعية والأسر التي تلتقي بها ، وشكل العلاقة بين أفراد الأسرة أنفسهم وسلوكيات الوالدين داخل الأسرة ، ومن النقاط المهمة في تنشئة أسرة صالحة : المحافظة على الشعائر الدينية وتوفير مكتبة ولو صغيرة تضم ما يحتاج أليه المسلم في حياته الخاصة والعامة وأمور تفصيلية أخرى ربما تذكر في طيات أسئلة أخرى.
[مسألة ٢] ما هو توجيه الشارع المقدس إلى رب الأسرة في التعامل مع أفراد أسرته على مستوى الأحكام الشرعية، فهل يجب عليه تعليمهم وإرشادهم إلى تكليفهم؟.
[بسمه تعالى] نعم يجب عليه ذلك من جهتين :
٩
الأولى عامة : لكون تعليم الجاهل واجبا كفائيا يندرج ضمن وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذه وظيفة شاملة للجميع تجاه الجميع.الثانية الخاصة : كونه رب الأسرة والمسؤول عن تربيتها وتوجيهها، قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَO (١).
وورد عن رسول الله t انه قال : (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)(٢) إضافةً إلى أن فرصة ممارسة وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لرب الأسرة على أفرادها أوسع، فإذا كنت لا تستطيع أن تؤديها أمام الغريب إلا بالحكمة والموعظة الحسنة فانه مع أفراد العائلة تستطيع أن تؤديها بمراتبها اللاحقة أن لم تنفع هذه، كالزجر والتوبيخ أو قطع المصروف عنهم إلا الضروري أو الضرب والمقاطعة والإعراض وهكذا.
[مسألة ٣] هل الشارع المقدس يتعامل مع المرأة المتزوجة تعاملا يختلف عن المرأة غير المتزوجة في مسألة الخروج من البيت؟ أو قل إذا أحرزت المرأة أذن زوجها في الخروج من البيت في حال غيابه فهل يحق لها ذلك؟
[بسمه تعالى] لا يجوز للزوجة الخروج من بيت زوجها إلا بإذنه سواء كان الإذن لفظياً صريحاً أو بالفحوى، أي يعلم من حاله أنه لو استأذنته لأجاز ، وإذا لم تحرز ذلك فلا يجوز لها الخروج إلا إذا توقفت ضرورة الحياة عليها ولم يكن هناك من يقضي لها تلك الضرورة.
[مسألة ٤] لقد اهتم الإسلام العظيم بعلاقة الأبوين بأولادهما، وأسّس عدة نظريات في المجال التربوي، وكثير منه مستفاد من القصص القرآنية على ضوء ذلك، كيف يتعامل الأب في هذا الوقت مع ولده الذي يشرب الخمر وابنته التي ترفض الحجاب؟.
[بسمه تعالى] إذا كان الابن قادراً على إعالة نفسه فلا يجوز للأب إعطاء المال له لما يستلزم من أعانته على الإثم، وإذا لم يكن قادراً فليقم الأب بتوفير ضرورات المعيشة له من دون إعطاء المال بيده مع استغلال هذا الصرف للضغط عليه لترك هذه الفاحشة المنكرة وليهدده بقطع المعونة عنه إذا استمر على فعل المعصية.
كما إن قدرة الأب على تأديب الولد أكثر من غيره لأن له سلطة على عائلته أوسع، وعليه أن يدرس ويحلل الأسباب التي تدفع الولد أو البنت نحو الانحراف فلعل منشأها أصدقاء السوء فيبعد عنهم، أو قلة الموعظة والتوجيه فيركز عليهما، أو أن السبب إهمال الأب للولد والأم
(١) سورة التحريم : ٦.
(٢) بحار الأنوار : ٧٢ / ٣٨.
١٠
للبنت وعدم اصطحابهما للمجالس النافعة والاجتماعات الدينية واللقاءات المقربة إلى الله تعالى، وهكذا فإذا عرف السبب أمكن تشخيص العلاج.
[مسألة ٥] إذا امتنع الزوج عن أداء ما يجب عليه من النفقة لزوجته فهل يجوز لها أن تمتنع عما يجب عليها تجاهه وأن تخرج بدون إذنه لتحصيل النفقة؟
[بسمه تعالى] يمكن الامتناع عن حقه في الفراش أي يسقط حق الاستمتاع الجنسي للزوج إذا امتنع عن الأنفاق، أما الخروج من بيته فلا يجوز إلا بإذنه، وإذا قصّر في النفقة الواجبة (المأكل، والملبس، والمسكن) جاز لها أن تأخذ من جيبه ولو من دون رضاه كما ورد في شكوى هند لرسول الله t من بخل زوجها أبي سفيان، ولكن تقتصر على الضروري دون الكماليات الحياتية، وإذا كان الزوج عاجزاً عن توفير ذلك جاز لها الخروج والعمل لسد احتياجاتها الضرورية.
[مسألة ٦] القرآن الكريم ينص على أن طاعة الوالدين مقيدة وليست مطلقة، على ضوء ذلك النص الشريف، ما هو رأي سماحتكم في مسألة طاعة الوالدين وهل هي مستمرة حتى مع انحراف الأب والأم إذا ما عرفنا إن الانحراف عن الجادة المقدسة قد يؤثر على الأولاد، كأن يسرق الأب المال ويشتري منزلا ويسكن أولاده فيه وغير ذلك؟
[بسمه تعالى] طاعة الوالدين ليست واجبة، وإنما إيذاؤهما حرام، فيرتفع الأشكال المذكور في السؤال ويستوي في الحكم كل والدين حتى ولو كانا فاسقين، ففي الحديث : (أمرت ببر الوالدين ولو كانا كافرين) نعم، لو كانا يتأذيان من امتثال الولد للتكاليف الشرعية كأداء الصلاة، أو صوم، رمضان فعندئذ يؤدي الولد ما عليه من تكليف لأنه كما ورد في الحديث : (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق)(١).
[مسألة ٧] يتعارف في كثير من بيوتات المسلمين أن للأخ سلطنة وولاية على إخوانه وبالأخص على الأخوات، فهو يتصرف معهم تصرف الأب وربما كان له الحق في التزوج من شخص والمنع من أخر؟.
[بسمه تعالى] ليس للأخ ولاية على أخواته، وإنما الولاية للأب والجد للأب ثم للحاكم الشرعي، وقد ينصّب الحاكم الشرعي أحد إخوانها ـــ إذا كان جامعا لشروط القيمومة كالعدالة وحسن التصرف والابتعاد عن الأنانية ونحوهاـــ وليا عليها وقد تتحقق ولاية الأخ بعنوان ثانوي آخر
رد: سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوب فقه العائلة
وهو كونه معيلا لها، فلا يجوز لها التصرف بما يوفر الأخ لها إلا بإذنه وبالالتزام بشروطه، فإذا خرجت عن طاعته وولايته فسيصبح تصرفها في ما يبذله لها حراما إذا لم يأذن فيه.
[مسألة ٨] هل وضع الشارع المقدس بديلا عن الأب في حالة تعذر استئذانه من قبل الفتاة العذراء؟.
[بسمه تعالى] إذا تعذر الوصول إلى الولي فتعرض أمرها على الحاكم الشرعي ليعين لها ولياً قريباً ينظر في أمرها أو يعطيها الحاكم الأذن مباشرة في تولي أمرها إذا كانت بالغة رشيدة تحسن الاختيار.
[مسألة ٩] ما حكم من يطلب مهوراً عالية أثناء التقدم لخطبة ابنته علماً أن ابنته ترضى بالمهر القليل؟.
[بسمه تعالى] يكون مخالفاً للسنة الشريفة، فقد نهوا D عن المغالات في المهور وجعلوا من صفات الزوجة الصالحة ومن مقومات الزوجية السعيدة تقليل المهر، فوصفوا مثل هذه الزوجة بأنها (قليلة المؤونة كثيرة المعونة) وقالوا من شؤم المرأة، المغالات في مهرها، لكن الشيطان الذي يُكرّه الطاعة ويُزيّن المعصية أدخل في أذهان المجتمع الجاهل ضرورة المغالات في المهور تحت مسميات وهمية كالمباهات أو حفظ مستقبل المرأة، ونحوها، وليت هؤلاء المساكين يلتفتون إلى أن ضمان مستقبل المرأة بكسبها لرضا زوجها وإسعاده وإدخال السرور عليه، وليس بإثقال ظهره بالتكاليف الباهظة التي تنكد عيشه من أول يوم، ثم إنهم بتصرفهم هذا يرسمون صورة مشوهة لمستقبل الحياة الزوجية،فأي ضمان مع هذا الشؤم!
وإن هذا العرف الشيطاني المخالف بصورة أكيدة للشرع المقدس لمن أهم معوقات الزواج في زماننا هذا، مما أدى إلى تعطيل هذه السنة الشريفة وانحدار الناس إلى الرذيلة وشيوع الفاحشة ومع ذلك ترى أولياء الأمور يصرون على الاستمرار في هذه الظاهرة السيئة وهم يعلمون جيداً أن الزواج الصالح لا يُشتَرى بالمال.
[مسألة ١٠] رجل وزوجته من كبار السن وزوجته تمنعه من الفراش،ما حكمها؟.
[بسمه تعالى] ليس لها ذلك، فان حق الزوج في الاستمتاع الجنسي ليس له حد زمني معين، وإذا امتنعت فهي ناشز لا تستحق النفقة وتكون آثمة عاصية قد تركت واجبا مهما عليها، وإذا كان لها عذر معقول فلتتفاهم مع زوجها ليسقط حقه نعم، إذا كان الوطئ يضرها جاز لها الامتناع لدفع الضرر للحديث الشريف : (لا ضرر ولا ضرار)(١).
[مسألة ١١] امرأة اشتركت بسلفة بدون إذن زوجها فما حكمها؟.
[بسمه تعالى] إذا كان المال منها ولم تقع منافاة بين تصرفها هذا وحقوق الزوج فلا بأس بها ومع ذلك يبقى من كمال الزوجية وتمام القيام بحقوقها إعلام الزوج، فان علمه بعدئذ بتصرفها من دون إذنه يوجب حزازة في نفسه وهذا ليس من صفات الزوجة الصالحة.
(١) وسائل الشيعة : ١٢ / ٣٦٤.
١٢
[مسألة ١٢] رجل يعطي زوجته أموالاً لصرفها على المواد الغذائية، فهل يحرم عليها التصرف بالمتبقي بدون إذن زوجها؟.
[بسمه تعالى] يحرم عليها ذلك بالتأكيد وعليها بالصرف في حدود الدائرة التي حددها لها زوجها ويحرم عليها تجاوز ذلك .
[مسألة ١٣] شخص توفي وترك لورثته داراً يسكنون فيها وبعد وفاته تنازعوا على بيع الدار فقسم منهم أبى أن يبيعه، والقسم الأخر وافق على بيعه لأخذ حصته، فما حكم الذين امتنعوا عن بيع الدار وما حكم صلاتهم؟.
[بسمه تعالى] على الممتنع عن البيع شراء حصة الراغبين في البيع، ولا يجوز لهم منع الآخرين من استيفاء حقوقهم، خصوصاً إذا كان في إبقاء الحال على ما هو عليه ضرر على بعض الورثة ولا يمكن دفعه إلا بالبيع، ويحرم عليهم التصرف بالمال المشترك من دون إذن كل الشركاء. وعلى الجميع ـــ وهم الأخوة ـــ أن يتوصلوا إلى حل يرضي الجميع ولا يجعلوا المال ولا أي شيء من متاع الدنيا الزائلة سببا للفرقة بين المؤمنين وهم أرحام.
[مسألة ١٤] إذا اجبر رجل ابنته على الطلاق من زوجها فهل هذا الطلاق يقع صحيحا؟.
[بسمه تعالى] ليس له ذلك، فان الطلاق بيد الزوج، وليس للأب ولاية على الطلاق وإن كان له ولاية على التزويج، نعم إذا كانت ابنته مضطهدة في بيت زوجها ولم يوفر لها زوجها أسباب الحياة الزوجية الكريمة، فترفع أمرها إلى الحاكم الشرعي ليضع لها حلاً ولا يتصرف أبوها لوحده ،وغالباً ما تكون هذه الحالات نتيجة لأهواء شخصية كالانتقام من الزوج أو أمه أو أبيه ونحوهها، وتذهب الزوجة والزوج ضحية ذلك وليس بينهما خلاف في كثير من الحالات.
[مسألة ١٥] ما حكم من يمنع زواج ابنة عمه من شخص آخر يتقدم لها ويكون هذا الشخص غريباً عن العائلة ويجبر ابنة عمه من الزواج منه، وإن لم تفعل أبقاها في بيتها بدون زواج حتى الموت، وهذا ما يسمى بالنهوة عند العرف؟.
١٣
[بسمه تعالى] النهوة باطلة ولا حق لشخص في منع زواج البنت، نعم لأبيها ولاية على تزويجها، فله أن يمنع زواجها من غير الكفؤ من دون مراعاة لهذه الاعتبارات العشائرية، فان الحديث الشريف يقول : (إذا رضيتم من الرجل عقله ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)(١) فسيرة رسول الله t أولى بالاتباع من الأعراف والأحكام العشائرية البعيدة عن الشريعة الإلهية وقد لمسنا عمليا كيف أدّت (النهوة) إلى تعطيل الكثير من النساء عن ممارسة حقهن المشروع في الزواج والإنجاب وتكوين الأسرة السعيدة أمّا (ابن العم) فالباب مفتوحة أمامه ليتزوج من يشاء ومتى يشاء، وهذه المسكينة (المنهي عنها) تنتظر منه فك حبسها وقيدها الذي فرضه أولياء الشيطان عليها، وقد حصلت بسبب هذه الممارسات الخاطئة مفاسد اجتماعية وأخلاقية كثيرة حذر منها القرآن الكريم، والمجتمع يعاقب من يرتكبها إلا أنه لا يفكر في معالجة الأسباب التي تؤدي إليها وهو المسؤول عنها فان المجتمع بالتزامه بهذه الأعراف الشيطانية فتح الباب واسعاً للفاحشة والانحراف ثم لما تحصل الفاحشة يلوم مرتكبها ويقتل الجاني لإزالة العار رغم انه هو الذي اضطره وألجأه إلى الوقوع فيها وكما قال الشاعر :
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
[مسألة ١٦] بعض أرباب العوائل (الآباء) يأتون لعيالهم بأموال غير مشروعة كالسرقة وغيرها مع العلم أن العائلة (أفراد الأسرة) ملتزمة بأحكام الدين، فما حكم أكلهم ومصروفاتهم من هذه الأموال؟.
[بسمه تعالى] عليهم أولاً : توجيهه ووعظه وألفات نظره إلى العواقب الأليمة لعمله في الدنيا وفي الآخرة، وثانياً : عليهم أن يبذلوا وسعهم لإيجاد كسب خاص بهم والاستقلال عنه، ومن لم يقدر على ذلك، فله أن يصرف بمقدار الضرورة وينوي بهذا الصرف الصدقة على نفسه باعتبار أن حكم هذه الأموال هو إرجاعها إلى أصحابها أو استرضاؤهم إن كانوا معروفين وإلا فيتصدق بها (بعنوان رد المظالم) على فقراء المؤمنين فان كان أحدهم من فقراء المؤمنين، فليصرف على نفسه منها بمقدار ما ذكرنا.
[مسألة ١٧] إذا كانت المرأة لا تصلي، وكان زوجها يقوم بتوجيهها إلا إنها لا تمتثل لقوله فهل يجب عليه طلاقها؟
(١) المصدر السابق : ١٤ / ٥١.
١٤
[بسمه تعالى] لا يجب طلاقها ويمارس معها الطريقة المناسبة لإعادتها إلى الطريق الصحيح وبحكمة وكياسة فيحاول أن يتفهم أعذارها ويساعدها على علاج مشاكلها ومعوقاتها عن أداء هذا الواجب أو غيره فليس من المعقول إنها تتمرد على أوامر الله تعالى اعتباطا وتلقي نفسها في نار جهنم ـــ التي وقودها الناس والحجارة ـــ اختيارا فليساعدها على النجاة وليدخل إليها من الباب المناسب وقد يكون مناسبا لردعها أن يهددها بالطلاق قبل أن ينفذه فعلاً.
[مسألة ١٨] على من تكون نفقة الأب عند كبره من أولاده ؟
[بسمه تعالى] تجب نفقة الأب على الولد الموسر، فإن كان أكثر من واحد تشاركوا فيما بينهم، والأكمل لهم أن يتسابقوا في تحصيل أجر هذا العمل الكبير وهو رعاية الأبوين والإنفاق عليهما فإنها من أعظم وجوه البر والقربات إلى الله سبحانه وهي فرصة للفوز بهذه المرتبة العظيمة، وقد يحرمون منها فتكون عليهم حسرة وندامة في الدنيا ويوم القيامة، وقد نقل في حديث شريف انه : (ما بين البار بوالديه والأنبياء إلا درجة واحدة وما بين العاق لوالديه والشياطين إلا درجة واحدة).
وحتى لو لم يأمرنا الشارع بذلك فان العقلاء يحكمون بأن جزاء الإحسان إلا الإحسان.
قال الله تعالى هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُO(١)، وقد أحسن الوالدان وتعبا على هذا الولد فأقل ما يجازيهما الإحسان إليهما في زمان ضعفهما.
[مسألة ١٩] امرأة تبيع الحصة التموينية بدون إذن زوجها وتصرفها على أولادها. ما حكمها؟
[بسمه تعالى] ليس لها ذلك إلا إذا كان الزوج مقصراً في نفقتها الواجبة (المأكل، الملبس، والسكن) فتسد هذه الضرورات مع امتناع الزوج عن القيام بواجبه.
[مسألة ٢٠] من المعلوم أن هناك الكثير من العادات اللادينية المتفشية في المجتمع المسلم، ومن أبرز هذه العادات هو ذهاب الناس إلى العارف أو العارفة أو ما يسمى بالكشافة، لاستعلام بعض الأمور الغيبية، مثل معرفة عودة الغائب أو سبب تعطيل الزواج أو سبب المشكلة في البيت، وغير ذلك من الأمور، ويكون ذلك بذهاب المرأة إلى الكشافة غالبا بدون إذن زوجها وتدفع مبالغ ضخمة لهذا العمل؟.
[بسمه تعالى] هذا كله من الرجم بالغيب وهو من شعب الكفر، فان الغيب لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى، وأمثال هؤلاء ليسوا محلا للفيوض الإلهية حتى يقال بشمولها لهم، فهم معروفون بالبعد عن الشريعة، ودفع المال إليهم حرام ويزيد في حرمته عدم استئذان الزوج فيه، وقد
(١) سورة الرحمن : ٦٠.
١٥
سمعنا الكثير من المخالفات الشرعية التي تحصل بسبب مراجعة هؤلاء ،فيجب على المجتمع أن يكون واعيا ومثقفا ويمنع هذه الظاهرة التي هي من مخلفات الجاهلية.
[مسألة ٢١] هناك ظاهرة اجتماعية مطبقة فعلا وهي مسألة تزويج النساء من قبل أولياء أمورهن حيث يجبرهم التعصب العشائري والقبلي على إرغام بناتهم على الزواج على النحو الآتي:
أولاً : تزويج الهاشمية من الهاشمي .
ثانياً : تزويج غير الهاشمية أما لهاشمي أو لفرد من العشيرة وإن لم تتوفر الأسباب المتقدمة تمنع المرأة عن الزواج .
[بسمه تعالى] هذه الأعراف ما أنزل الله بها من سلطان وقد تحدثنا في جواب سابق عن الأضرار الاجتماعية والنفسية والدينية للخضوع لهذه الأعراف، وإذا كان للهاشمي شرف بانتسابه لرسول الله t فان شرف رسول الله t من طاعته لربهPإِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌO(١)، Pلَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَO (٢)،Pوَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ، لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِO(٣). وفي الحديث : (وليس لأحد مع الله قرابة) وروي عن الأمام الصادق A : (ولائي لعلي خير من ولادتي منه) ، إذا كل ذلك؟ فكيف تستغل القرابة لرسول الله t لتعطيل سنة من سنن الله وهي سنة الزواج، وتكون بذلك ممن يصد عن سبيل الله. فقد رأينا الكثير من العلويات يفوتهن قطار الزواج بسبب هذه القواعد العرفية الجائرة، ولذا أنصح بالعودة إلى الضوابط التي جعلها رسول الله t للتزويج، فروي عنه t قوله : (إذا رضيتم من الرجل عقله ودينه فزوجوه)(٤) سواء كان علوياً أو غيره وقد كتبنا استفتاء مستقلا لمعالجة هذه القضية تفصيلا.
[مسألة ٢٢] ما هي مقومات ومواصفات المرأة الصالحة التي أمر الإسلام بالزواج منها عند العزم على الزواج؟
[بسمه تعالى] هذا السؤال تحتاج أجابته إلى صفحات، وأنصح القاريء ـــ لكي يستوعب ذلك ـــ بقراءة (كتاب وسائل الشيعة / المجلد الرابع عشر / كتاب النكاح) ففيه وصايا ونصائح جليلة لأهل البيت D في هذا المجال، كما إن من النافع مراجعة كتاب ما وراء الفقه لسيدنا الاستاذ v في كتاب النكاح وغيرهما، ولكن الميسور لا يترك بالمعسور ـــ
(١) سورة الحجرات : ١٣.
(٢) سورة الزمر : ٦٥ .
(٣) سورة الحاقة : ٤٤ .
(٤) وسائل الشيعة : ١٤ / ٥١.
١٦
كما يقولون ـــ فأول صفات الزوجة الصالحة وأهمها : تطبيق أوامر الشريعة، فلا تخرج إلا بإذن زوجها، ولا تدخل بيته من يكره، وتطيعه إذا أمرها، وتتذلل له وتحيطه بالعواطف الجياشة التي تزيل عنه همومه ومتاعبه، وتتلقاه بكل بُشر وسرور وتجتهد في أن تفعل ما يدخل السرور إلى قلبه في جميع التفاصيل حتى في نوع الأكلة التي يرغبها، ولا تثقل كاهله بالطلبات وتكون خفيفة المؤونة ولكنها كثيرة المعونة، ولا تمدح أحداً بحضوره، وتسمعه كل كلمة طيبة، وتشعره أنه كل شيء بالنسبة لها (بعد الله تبارك وتعالى) فهو أبوها وأمها وأهلها، وأن ترضى بما تيسر، بل تحسسه أنها مسرورة بالقليل معه وانه خير من الكثير مع أهلها فضلا عن غيرهم، وأن تتجمل له وتتزين، لكن لا تطلب منه شيئا حتى يريد هو، ولابد من مراعاة الأدب والاحترام معه حتى إذا استطاعت ان لاتمد رجليها بحضرته، ومن الخطأ ما يتداوله الناس (بين الأحباب تسقط الآداب) بل مراعاتها أشد وأكد بين الأحباب، لأن إهمالها يؤدي إلى التنافر بين القلوب، وهو بين الأحباب أشد خطراً وأعظم ذنبا عند الشارع المقدس وهناك الكثير مما ورد في أحاديث المعصومين D فراجعها، ولكني أذكر هنا الوصية التي أوصت بها اعرابية ابنتها عند زواجها وهي مستقاة من أدب الشريعة قالت لها : ـــ أي بنية إنك فارقت بيتك الذي منه خرجت وعشك الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفيه، فكوني له أمة يكن لك عبداً، واحفظي له خصالاً عشراً ـــأما الأولى والثانية : فاصحبيه بالقناعة وعاشريه بحسن السمع والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة : فتفقدي لموضع عينه وأنفه فلا تقع عينه على قبيح ولا يشم إلا طيب الريح.
وأما الخامسة والسادسة : فالتفتي لوقت منامه وطعامه فان تواتر الجوع ملهبة وتنغص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة : فالاحتراس بماله والاسترعاء على حشمته وعياله،وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة : فلا تعصين له أمرا ولا تفشين له سراً فانك إن خالفتيه أغرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره، ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتما والحزن بين يديه إن كان فرحاً، فان الخصلة الأولى من التقصير والثانية من التكدير وكوني أشد الناس إعظاماً له
١٧
يكن أشدهم لك إكراما، واعلمي إنك لا تصلين الى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت والله يخير لك ما هو خير لك.
[مسألة ٢٣] إذا كانت المرأة حسنة الخُلُق ولكن عائلتها غير ملتزمة بالتعاليم الإسلامية أو يكون أحد أفراد العائلة كأخيها، وقالوا إن الخال أحد الضجيعين فهل يجوز التقدم لهذه المرأة؟
[بسمه تعالى] يفضل ان تكون المرأة من أسرة شريفة لأن الناس معادن كما قيل وإذا لم تكن أسرتها ذات تربية إسلامية فيخشى من سريان ذلك إلى الأولاد بحكم المخالطة والتزاور، ولا مانع شرعا من الزواج بمثل المرأة الموصوفة في السؤال.
[مسألة ٢٤] هناك آباء حينما يلد لهم مولود يسمونه باسم أجنبي أو باسم أحد أهل الفسق والعصيان، فماذا تنصحون هؤلاء الآباء.
[بسمه تعالى] من أول حقوق الولد على أبيه أن يحسن تسميته، وخير الأسماء ما حُمّد وعبّد، وإذا قصر الأب في ذلك فانه سيكون سبباً لإصابة الابن بآثار نفسية واجتماعية، وكم رأينا أشخاصاً عانوا الكثير في حياتهم بسبب سوء تسميتهم، فلماذا يبدأ الآباء علاقاتهم مع أبنائهم بهذا الجفاء، وبهذه المحنة، وهل انتهت الأسماء حتى نسمي بأسماء الفسقة والمنحرفين والملعونين، وبين أيدينا أسماء مباركة محببة إلى النفوس ذات أثر طيب في الآخرين، فإنك بمجرد ان تسمع اسم محمد أو علي أو فاطمة فإنك تهفو بقلبك اليه فما الداعي إلى تركها والتسمّي بغيرها، قال تعالى أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرO(١) خصوصا وان الاسم هو عنوان الشخص الذي به يعرف فكلما كان العنوان جميلا محبباً كانت الفكرة حسنة عن المعنون به .
[مسألة ٢٥] هناك بعض العوائل عند ختان أبنائهم يأتون بفرقة موسيقية إلى الدار مبتهجين بهذه الفرحة أو يركبون الطفل على فرس وتتبعه الفرقة الموسيقية والنساء ويصحب ذلك الغناء والرقص مما له أثر سلبي على الطفل والمجتمع.
[بسمه تعالى] اذا أنعم الله تعالى على عبد بنعمة فيجب على العبد شكرها وأقل واجبات الشكر ان لا يستعملها في معصية الله، قال تعالى : Pهَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُO(٢)، ومن أهم نعم الله رزق الولد وبلوغه سن الختان، فهل تقابل النعمة بالمعاصي المتلاحقة من غناء وموسيقي واختلاط غير مشروع ورقص وغيره، وكيف يبارك الله تعالى في حياة هذا الولد وهو يفتتحها بالمعاصي وتفتح عيناه على هذه المفاسد عكس تربية الإسلام وآدابه الذي جعل من
(١) سورة البقرة : ٦١ .
(٢) سورة الرحمن : ٦٠ .
١٨
آداب استقبال المولود أن يؤذن في أذنه اليمنى ويقيم في أذنه اليسرى لتكون كلمة التوحيد والشهادة لمحمد t بالرسالة أول كلمات تدخل في أذنيه فتبتني حياته على هذه الأسس الرصينة لا ما يفعله هؤلاء الجهلة من ملء أذنيه بالغناء والموسيقى وعينيه بالمفاسد والخلاعة والانحراف فلا يكون مستقبله إلا كمثل هذه الأمور ونتيجته الانحراف والشقاء .
[مسألة ٢٦] نرجو التفضل من سماحتكم بذكر بعض المستحبات الواردة عند ولادة المولود.
[بسمه تعالى] ذكرت بعضها في السؤال السابق وأرجو مراجعة تفاصيلها في كتاب مفاتيح الجنان .
[مسألة ٢٧] ما حكم الاب الذي لا يستطيع أن يعق عقيقة عن مولود يولد له؟
[بسمه تعالى] إذا لم يعق الاب عن المولود لعذر أو لغيره فيستحب للولد بعد بلوغه أن يعق عن نفسه.
[مسألة ٢٨] هناك بعض الازواج يمنعون زوجاتهم عن الرضاعة لأسباب غير ضرورية لخوفهم على تغير منظر الزوجة أو ضعفها وغير ذلك ! فماذا تنصحون.
[بسمه تعالى] اذا كان المانع مقبولا كضعف صحتها أو تضررها فهي معذورة، أما غير ذلك فلا، فقد ورد استحباب رضاعة الأم وقد أكد عليها الطب الحديث، وهذه نشراته الطبية تؤكد باستمرار أن لاشيء يعوض عن حليب الأم من الناحية الغذائية، وأهم من كل ذلك المعاني الروحية التي تغذيه فهو يستشعر السعادة والحنان والمودة وغيرها من المعاني النبيلة وهو يرضع من ثدي أمه فلا ينبغي للأمهات تضييع هذه الفوائد من أجل أمور تافهة وربما وهمية.
[مسألة ٢٩] بعض النساء يمتنعن عن رضاعة ابنائهن لأسباب ومبررات، منها العجز عن النهوض في الليل أو الانشغال بالأعمال البيتية المتعددة فما حكمهن؟.
[بسمه تعالى] هذا من نقص عاطفة الأمومة، فاني أعلم ان الأم التي تعيش عاطفة كاملة ونقية تجد سعادتها في أن توفر السعادة لولدها وتستسهل كل الصعاب من أجل ذلك، بل تضحي من أجل ولدها فما بال هذه الأمهات اللواتي أقل ما أصفهن أنهن (أنانيات) أولاً. و(كسولات) ثانياً. و(ضائعات) ثالثاً. ليس لهن هدف واضح في الحياة ، كما إن بعضا منهن ممن تأثرن بالأفكار المسمومة التي يلتقطنها من المسلسلات والأفلام التي توحي للمرأة بان تعيش لنفسها فقط وتستمتع بالحياة بأقصي ما يمكن ولا حاجة إلى أن تعمل لمساعدة الآخرين ورعايتهم حتى لو
١٩
كانوا أولادها فالمهم هي فقط، وهذه واحدة من كثير من الأفكار الهدامة التي تتأثر بها عوائلنا من حيث تشعر أو لا تشعر وكل منهما مصيبة عظمى.
[مسألة ٣٠] هناك بعض الأمهات يقمن بإرضاع أطفالهن عند صديقاتهن أو جاراتهن، فماذا تنصحون.
[بسمه تعالى] تقدم في الأجوبة السابقة ما يكفي للردع عن هذا العمل وبيان ما فيه من خسارة إلا إذا ألجات الضرورة لذلك.
[مسألة ٣١] هل للرجل أن يجبر زوجته على إرضاع ولده أم ان لها الخيار بعدم إرضاعه، وإذا كان عدم إرضاعها له يؤدي إلى ضرر في الطفل.
[بسمه تعالى] ليس من حق الزوج إجبار زوجته على إرضاع ولده إلا برضاها وإذا طلبت أجرة على ذلك وجب دفعها إليها، هذا على المستوى الشرعي، أما على المستوى الأخلاقي فقد ظهر مما تقدم إن من مواصفات الزوجة الصالحة القيام بهذه الوظائف كلها بسرور ورحابة صدر.
[مسألة ٣٢] هناك آباء يجبرون أبناءَهم على العمل وهم غير مبالين بنوع العمل وعند من يعملون، فما حكم هؤلاء الآباء؟.
[بسمه تعالى] ينبغي على رب الأسرة توزيع المسؤوليات على أفرادها بما يناسبهم فالكبار للعمل والصغار للدراسة وقضاء الحوائج البيتية وخدمة الكبار وغيرها، ولكن قد تلجيء الضرورة لغير ذلك، فيكون لكل مورد ما يناسبه ،وعلى أي تقدير فيجب على الأب اختيار العمل المناسب لقدرتهم وطبيعتهم الجسمية والنفسية والاجتماعية وأن لا يتضمن مخالفة شرعية ولا يكن همه المال بل المهم موافقة الشريعة وعدم الخروج عنها.
[مسألة ٣٣] هناك آباء يزجّون أبناءَهم في الأسواق في سن مبكر ونحن نشاهد منهم العشرات ممن يبيعون أكياس النايلون (العلاليق) في الأسواق، وأنتم على علم بما في السوق من أخلاق عند بعض الباعة، وما لهذا من أثر على نفس الطفل وأخلاقه.
[بسمه تعالى] قلنا في الجواب السابق ما ينفع ، ولو اضطر الأب إلى تشغيل ولده فينبغي له اختيار العمل المناسب له وأن يتابعه ويتفقد أخباره ويراقب تصرفاته عن كثب، ولا يتركه لقمة سائغة بيد العابثين والفاسقين والجهلة، خصوصاً وانه طينة خام تتقبل كل ما يلقى إليها ويراد منها.
٢٠
[مسألة ٣٤] البعض من الآباء يجبر ابنه على أن يكون من المتسولين بحجة الاحتياج، وهذه الممارسة فيها أثر سلبي على أخلاق الطفل فما حكم هؤلاء الآباء.
[بسمه تعالى] هؤلاء تجردوا عن كل مشاعر الإنسانية، وإني أري بعضهم يعرض طفله للشمس في الصيف القائظ من أجل أن يستثير رحمة الآخرين ويعطونه شيئاً من المال وهو نفسه لم يرحم هذا الصغير وجاء به ليتاجر به، فما أقساهم وأبعدهم عن الرحمة، وهؤلاء يجب توبيخهم وردعهم وفضحهم وليسوا هم محتاجين بل هم تجار، كما إن هذا التصرف يؤدي إلى نتائج سلبية كثيرة على شخصية الطفل:
أ ـــ حبه للكسل وجلب المال بالطرق السهلة ولو كانت غير مشروعة.
ب ـــ عدم الرحمة بعد أن رأي قسوة من تسول به عليه.
[مسألة ٣٥] أحد الأبناء يقول إن أبي قد قام بطردي من بيته لأني أعمل ولا أعطيه، علما أن أبي غير محتاج وحالته المعيشية متيسرة، وأما عملي فأستغله لقضاء حوائجي الضرورية فما هو رأيكم الشريف؟.
[بسمه تعالى] عمل الولد وكسبه له ولا يجوز للأب أن يأخذ شيئاً منه إلا برضاه، نعم لو كان الأب فقيرا والابن موسراً فيجب على الإبن قضاء حاجة أبيه.
[مسألة ٣٦] الآن انتشرت في الأسواق لعبة الأتاري وصار من السهل على الأب شراء هذه اللعبة لأبنائه في البيت ويبقى الصبي جالساً على هذه اللعبة لما فيها من تشويق دون الاعتناء بالكثير من واجباته، فماذا تنصحون الآباء؟
[بسمه تعالى] قد يكون من الضروري للأطفال إشباع حاجات الطفولة باللعب لكن يجب على أولياء الأمور توجيه هذا اللعب بأن يجلبوا من الألعاب ما فيه من فائدة ذهنية ونفسية أو دينية للطفل، وان يراقبه من بعد ويجنبه الألعاب المنافية للدين والأخلاق، وأن لا يعطي اللعب وقتاً كبيرا بحيث يصبح لهواً باطلا ويضيع عليه الواجبات وما تقتضيه الآداب.
[مسألة ٣٧] تعرض في شاشة التلفاز أفلام كارتونية مثل أفلام كارتون (ميكي ماوس) والذي تديره شركة يهودية تدعي بـــ(والد ديزني) وغالباً ما تصور أفلام الكارتون هذه قصصاً غرامية تعرض للأطفال، فما حكم هذه الأفلام؟.
[بسمه تعالى] لا يترك أعداء الإسلام كل وسيلة لتدمير أخلاق المجتمع المسلم وإبعاده عن دينه وإشاعة الفساد ، ولما علموا ان قاعدة المجتمع هم الأطفال الذين سيصبحون بعد وقت قريب
٢
[مسألة ٨] هل وضع الشارع المقدس بديلا عن الأب في حالة تعذر استئذانه من قبل الفتاة العذراء؟.
[بسمه تعالى] إذا تعذر الوصول إلى الولي فتعرض أمرها على الحاكم الشرعي ليعين لها ولياً قريباً ينظر في أمرها أو يعطيها الحاكم الأذن مباشرة في تولي أمرها إذا كانت بالغة رشيدة تحسن الاختيار.
[مسألة ٩] ما حكم من يطلب مهوراً عالية أثناء التقدم لخطبة ابنته علماً أن ابنته ترضى بالمهر القليل؟.
[بسمه تعالى] يكون مخالفاً للسنة الشريفة، فقد نهوا D عن المغالات في المهور وجعلوا من صفات الزوجة الصالحة ومن مقومات الزوجية السعيدة تقليل المهر، فوصفوا مثل هذه الزوجة بأنها (قليلة المؤونة كثيرة المعونة) وقالوا من شؤم المرأة، المغالات في مهرها، لكن الشيطان الذي يُكرّه الطاعة ويُزيّن المعصية أدخل في أذهان المجتمع الجاهل ضرورة المغالات في المهور تحت مسميات وهمية كالمباهات أو حفظ مستقبل المرأة، ونحوها، وليت هؤلاء المساكين يلتفتون إلى أن ضمان مستقبل المرأة بكسبها لرضا زوجها وإسعاده وإدخال السرور عليه، وليس بإثقال ظهره بالتكاليف الباهظة التي تنكد عيشه من أول يوم، ثم إنهم بتصرفهم هذا يرسمون صورة مشوهة لمستقبل الحياة الزوجية،فأي ضمان مع هذا الشؤم!
وإن هذا العرف الشيطاني المخالف بصورة أكيدة للشرع المقدس لمن أهم معوقات الزواج في زماننا هذا، مما أدى إلى تعطيل هذه السنة الشريفة وانحدار الناس إلى الرذيلة وشيوع الفاحشة ومع ذلك ترى أولياء الأمور يصرون على الاستمرار في هذه الظاهرة السيئة وهم يعلمون جيداً أن الزواج الصالح لا يُشتَرى بالمال.
[مسألة ١٠] رجل وزوجته من كبار السن وزوجته تمنعه من الفراش،ما حكمها؟.
[بسمه تعالى] ليس لها ذلك، فان حق الزوج في الاستمتاع الجنسي ليس له حد زمني معين، وإذا امتنعت فهي ناشز لا تستحق النفقة وتكون آثمة عاصية قد تركت واجبا مهما عليها، وإذا كان لها عذر معقول فلتتفاهم مع زوجها ليسقط حقه نعم، إذا كان الوطئ يضرها جاز لها الامتناع لدفع الضرر للحديث الشريف : (لا ضرر ولا ضرار)(١).
[مسألة ١١] امرأة اشتركت بسلفة بدون إذن زوجها فما حكمها؟.
[بسمه تعالى] إذا كان المال منها ولم تقع منافاة بين تصرفها هذا وحقوق الزوج فلا بأس بها ومع ذلك يبقى من كمال الزوجية وتمام القيام بحقوقها إعلام الزوج، فان علمه بعدئذ بتصرفها من دون إذنه يوجب حزازة في نفسه وهذا ليس من صفات الزوجة الصالحة.
(١) وسائل الشيعة : ١٢ / ٣٦٤.
١٢
[مسألة ١٢] رجل يعطي زوجته أموالاً لصرفها على المواد الغذائية، فهل يحرم عليها التصرف بالمتبقي بدون إذن زوجها؟.
[بسمه تعالى] يحرم عليها ذلك بالتأكيد وعليها بالصرف في حدود الدائرة التي حددها لها زوجها ويحرم عليها تجاوز ذلك .
[مسألة ١٣] شخص توفي وترك لورثته داراً يسكنون فيها وبعد وفاته تنازعوا على بيع الدار فقسم منهم أبى أن يبيعه، والقسم الأخر وافق على بيعه لأخذ حصته، فما حكم الذين امتنعوا عن بيع الدار وما حكم صلاتهم؟.
[بسمه تعالى] على الممتنع عن البيع شراء حصة الراغبين في البيع، ولا يجوز لهم منع الآخرين من استيفاء حقوقهم، خصوصاً إذا كان في إبقاء الحال على ما هو عليه ضرر على بعض الورثة ولا يمكن دفعه إلا بالبيع، ويحرم عليهم التصرف بالمال المشترك من دون إذن كل الشركاء. وعلى الجميع ـــ وهم الأخوة ـــ أن يتوصلوا إلى حل يرضي الجميع ولا يجعلوا المال ولا أي شيء من متاع الدنيا الزائلة سببا للفرقة بين المؤمنين وهم أرحام.
[مسألة ١٤] إذا اجبر رجل ابنته على الطلاق من زوجها فهل هذا الطلاق يقع صحيحا؟.
[بسمه تعالى] ليس له ذلك، فان الطلاق بيد الزوج، وليس للأب ولاية على الطلاق وإن كان له ولاية على التزويج، نعم إذا كانت ابنته مضطهدة في بيت زوجها ولم يوفر لها زوجها أسباب الحياة الزوجية الكريمة، فترفع أمرها إلى الحاكم الشرعي ليضع لها حلاً ولا يتصرف أبوها لوحده ،وغالباً ما تكون هذه الحالات نتيجة لأهواء شخصية كالانتقام من الزوج أو أمه أو أبيه ونحوهها، وتذهب الزوجة والزوج ضحية ذلك وليس بينهما خلاف في كثير من الحالات.
[مسألة ١٥] ما حكم من يمنع زواج ابنة عمه من شخص آخر يتقدم لها ويكون هذا الشخص غريباً عن العائلة ويجبر ابنة عمه من الزواج منه، وإن لم تفعل أبقاها في بيتها بدون زواج حتى الموت، وهذا ما يسمى بالنهوة عند العرف؟.
١٣
[بسمه تعالى] النهوة باطلة ولا حق لشخص في منع زواج البنت، نعم لأبيها ولاية على تزويجها، فله أن يمنع زواجها من غير الكفؤ من دون مراعاة لهذه الاعتبارات العشائرية، فان الحديث الشريف يقول : (إذا رضيتم من الرجل عقله ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)(١) فسيرة رسول الله t أولى بالاتباع من الأعراف والأحكام العشائرية البعيدة عن الشريعة الإلهية وقد لمسنا عمليا كيف أدّت (النهوة) إلى تعطيل الكثير من النساء عن ممارسة حقهن المشروع في الزواج والإنجاب وتكوين الأسرة السعيدة أمّا (ابن العم) فالباب مفتوحة أمامه ليتزوج من يشاء ومتى يشاء، وهذه المسكينة (المنهي عنها) تنتظر منه فك حبسها وقيدها الذي فرضه أولياء الشيطان عليها، وقد حصلت بسبب هذه الممارسات الخاطئة مفاسد اجتماعية وأخلاقية كثيرة حذر منها القرآن الكريم، والمجتمع يعاقب من يرتكبها إلا أنه لا يفكر في معالجة الأسباب التي تؤدي إليها وهو المسؤول عنها فان المجتمع بالتزامه بهذه الأعراف الشيطانية فتح الباب واسعاً للفاحشة والانحراف ثم لما تحصل الفاحشة يلوم مرتكبها ويقتل الجاني لإزالة العار رغم انه هو الذي اضطره وألجأه إلى الوقوع فيها وكما قال الشاعر :
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء
[مسألة ١٦] بعض أرباب العوائل (الآباء) يأتون لعيالهم بأموال غير مشروعة كالسرقة وغيرها مع العلم أن العائلة (أفراد الأسرة) ملتزمة بأحكام الدين، فما حكم أكلهم ومصروفاتهم من هذه الأموال؟.
[بسمه تعالى] عليهم أولاً : توجيهه ووعظه وألفات نظره إلى العواقب الأليمة لعمله في الدنيا وفي الآخرة، وثانياً : عليهم أن يبذلوا وسعهم لإيجاد كسب خاص بهم والاستقلال عنه، ومن لم يقدر على ذلك، فله أن يصرف بمقدار الضرورة وينوي بهذا الصرف الصدقة على نفسه باعتبار أن حكم هذه الأموال هو إرجاعها إلى أصحابها أو استرضاؤهم إن كانوا معروفين وإلا فيتصدق بها (بعنوان رد المظالم) على فقراء المؤمنين فان كان أحدهم من فقراء المؤمنين، فليصرف على نفسه منها بمقدار ما ذكرنا.
[مسألة ١٧] إذا كانت المرأة لا تصلي، وكان زوجها يقوم بتوجيهها إلا إنها لا تمتثل لقوله فهل يجب عليه طلاقها؟
(١) المصدر السابق : ١٤ / ٥١.
١٤
[بسمه تعالى] لا يجب طلاقها ويمارس معها الطريقة المناسبة لإعادتها إلى الطريق الصحيح وبحكمة وكياسة فيحاول أن يتفهم أعذارها ويساعدها على علاج مشاكلها ومعوقاتها عن أداء هذا الواجب أو غيره فليس من المعقول إنها تتمرد على أوامر الله تعالى اعتباطا وتلقي نفسها في نار جهنم ـــ التي وقودها الناس والحجارة ـــ اختيارا فليساعدها على النجاة وليدخل إليها من الباب المناسب وقد يكون مناسبا لردعها أن يهددها بالطلاق قبل أن ينفذه فعلاً.
[مسألة ١٨] على من تكون نفقة الأب عند كبره من أولاده ؟
[بسمه تعالى] تجب نفقة الأب على الولد الموسر، فإن كان أكثر من واحد تشاركوا فيما بينهم، والأكمل لهم أن يتسابقوا في تحصيل أجر هذا العمل الكبير وهو رعاية الأبوين والإنفاق عليهما فإنها من أعظم وجوه البر والقربات إلى الله سبحانه وهي فرصة للفوز بهذه المرتبة العظيمة، وقد يحرمون منها فتكون عليهم حسرة وندامة في الدنيا ويوم القيامة، وقد نقل في حديث شريف انه : (ما بين البار بوالديه والأنبياء إلا درجة واحدة وما بين العاق لوالديه والشياطين إلا درجة واحدة).
وحتى لو لم يأمرنا الشارع بذلك فان العقلاء يحكمون بأن جزاء الإحسان إلا الإحسان.
قال الله تعالى هَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُO(١)، وقد أحسن الوالدان وتعبا على هذا الولد فأقل ما يجازيهما الإحسان إليهما في زمان ضعفهما.
[مسألة ١٩] امرأة تبيع الحصة التموينية بدون إذن زوجها وتصرفها على أولادها. ما حكمها؟
[بسمه تعالى] ليس لها ذلك إلا إذا كان الزوج مقصراً في نفقتها الواجبة (المأكل، الملبس، والسكن) فتسد هذه الضرورات مع امتناع الزوج عن القيام بواجبه.
[مسألة ٢٠] من المعلوم أن هناك الكثير من العادات اللادينية المتفشية في المجتمع المسلم، ومن أبرز هذه العادات هو ذهاب الناس إلى العارف أو العارفة أو ما يسمى بالكشافة، لاستعلام بعض الأمور الغيبية، مثل معرفة عودة الغائب أو سبب تعطيل الزواج أو سبب المشكلة في البيت، وغير ذلك من الأمور، ويكون ذلك بذهاب المرأة إلى الكشافة غالبا بدون إذن زوجها وتدفع مبالغ ضخمة لهذا العمل؟.
[بسمه تعالى] هذا كله من الرجم بالغيب وهو من شعب الكفر، فان الغيب لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى، وأمثال هؤلاء ليسوا محلا للفيوض الإلهية حتى يقال بشمولها لهم، فهم معروفون بالبعد عن الشريعة، ودفع المال إليهم حرام ويزيد في حرمته عدم استئذان الزوج فيه، وقد
(١) سورة الرحمن : ٦٠.
١٥
سمعنا الكثير من المخالفات الشرعية التي تحصل بسبب مراجعة هؤلاء ،فيجب على المجتمع أن يكون واعيا ومثقفا ويمنع هذه الظاهرة التي هي من مخلفات الجاهلية.
[مسألة ٢١] هناك ظاهرة اجتماعية مطبقة فعلا وهي مسألة تزويج النساء من قبل أولياء أمورهن حيث يجبرهم التعصب العشائري والقبلي على إرغام بناتهم على الزواج على النحو الآتي:
أولاً : تزويج الهاشمية من الهاشمي .
ثانياً : تزويج غير الهاشمية أما لهاشمي أو لفرد من العشيرة وإن لم تتوفر الأسباب المتقدمة تمنع المرأة عن الزواج .
[بسمه تعالى] هذه الأعراف ما أنزل الله بها من سلطان وقد تحدثنا في جواب سابق عن الأضرار الاجتماعية والنفسية والدينية للخضوع لهذه الأعراف، وإذا كان للهاشمي شرف بانتسابه لرسول الله t فان شرف رسول الله t من طاعته لربهPإِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌO(١)، Pلَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَO (٢)،Pوَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ، لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِO(٣). وفي الحديث : (وليس لأحد مع الله قرابة) وروي عن الأمام الصادق A : (ولائي لعلي خير من ولادتي منه) ، إذا كل ذلك؟ فكيف تستغل القرابة لرسول الله t لتعطيل سنة من سنن الله وهي سنة الزواج، وتكون بذلك ممن يصد عن سبيل الله. فقد رأينا الكثير من العلويات يفوتهن قطار الزواج بسبب هذه القواعد العرفية الجائرة، ولذا أنصح بالعودة إلى الضوابط التي جعلها رسول الله t للتزويج، فروي عنه t قوله : (إذا رضيتم من الرجل عقله ودينه فزوجوه)(٤) سواء كان علوياً أو غيره وقد كتبنا استفتاء مستقلا لمعالجة هذه القضية تفصيلا.
[مسألة ٢٢] ما هي مقومات ومواصفات المرأة الصالحة التي أمر الإسلام بالزواج منها عند العزم على الزواج؟
[بسمه تعالى] هذا السؤال تحتاج أجابته إلى صفحات، وأنصح القاريء ـــ لكي يستوعب ذلك ـــ بقراءة (كتاب وسائل الشيعة / المجلد الرابع عشر / كتاب النكاح) ففيه وصايا ونصائح جليلة لأهل البيت D في هذا المجال، كما إن من النافع مراجعة كتاب ما وراء الفقه لسيدنا الاستاذ v في كتاب النكاح وغيرهما، ولكن الميسور لا يترك بالمعسور ـــ
(١) سورة الحجرات : ١٣.
(٢) سورة الزمر : ٦٥ .
(٣) سورة الحاقة : ٤٤ .
(٤) وسائل الشيعة : ١٤ / ٥١.
١٦
كما يقولون ـــ فأول صفات الزوجة الصالحة وأهمها : تطبيق أوامر الشريعة، فلا تخرج إلا بإذن زوجها، ولا تدخل بيته من يكره، وتطيعه إذا أمرها، وتتذلل له وتحيطه بالعواطف الجياشة التي تزيل عنه همومه ومتاعبه، وتتلقاه بكل بُشر وسرور وتجتهد في أن تفعل ما يدخل السرور إلى قلبه في جميع التفاصيل حتى في نوع الأكلة التي يرغبها، ولا تثقل كاهله بالطلبات وتكون خفيفة المؤونة ولكنها كثيرة المعونة، ولا تمدح أحداً بحضوره، وتسمعه كل كلمة طيبة، وتشعره أنه كل شيء بالنسبة لها (بعد الله تبارك وتعالى) فهو أبوها وأمها وأهلها، وأن ترضى بما تيسر، بل تحسسه أنها مسرورة بالقليل معه وانه خير من الكثير مع أهلها فضلا عن غيرهم، وأن تتجمل له وتتزين، لكن لا تطلب منه شيئا حتى يريد هو، ولابد من مراعاة الأدب والاحترام معه حتى إذا استطاعت ان لاتمد رجليها بحضرته، ومن الخطأ ما يتداوله الناس (بين الأحباب تسقط الآداب) بل مراعاتها أشد وأكد بين الأحباب، لأن إهمالها يؤدي إلى التنافر بين القلوب، وهو بين الأحباب أشد خطراً وأعظم ذنبا عند الشارع المقدس وهناك الكثير مما ورد في أحاديث المعصومين D فراجعها، ولكني أذكر هنا الوصية التي أوصت بها اعرابية ابنتها عند زواجها وهي مستقاة من أدب الشريعة قالت لها : ـــ أي بنية إنك فارقت بيتك الذي منه خرجت وعشك الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفيه، فكوني له أمة يكن لك عبداً، واحفظي له خصالاً عشراً ـــأما الأولى والثانية : فاصحبيه بالقناعة وعاشريه بحسن السمع والطاعة.
وأما الثالثة والرابعة : فتفقدي لموضع عينه وأنفه فلا تقع عينه على قبيح ولا يشم إلا طيب الريح.
وأما الخامسة والسادسة : فالتفتي لوقت منامه وطعامه فان تواتر الجوع ملهبة وتنغص النوم مغضبة.
وأما السابعة والثامنة : فالاحتراس بماله والاسترعاء على حشمته وعياله،وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير.
وأما التاسعة والعاشرة : فلا تعصين له أمرا ولا تفشين له سراً فانك إن خالفتيه أغرت صدره، وإن أفشيت سره لم تأمني غدره، ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مهتما والحزن بين يديه إن كان فرحاً، فان الخصلة الأولى من التقصير والثانية من التكدير وكوني أشد الناس إعظاماً له
١٧
يكن أشدهم لك إكراما، واعلمي إنك لا تصلين الى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت والله يخير لك ما هو خير لك.
[مسألة ٢٣] إذا كانت المرأة حسنة الخُلُق ولكن عائلتها غير ملتزمة بالتعاليم الإسلامية أو يكون أحد أفراد العائلة كأخيها، وقالوا إن الخال أحد الضجيعين فهل يجوز التقدم لهذه المرأة؟
[بسمه تعالى] يفضل ان تكون المرأة من أسرة شريفة لأن الناس معادن كما قيل وإذا لم تكن أسرتها ذات تربية إسلامية فيخشى من سريان ذلك إلى الأولاد بحكم المخالطة والتزاور، ولا مانع شرعا من الزواج بمثل المرأة الموصوفة في السؤال.
[مسألة ٢٤] هناك آباء حينما يلد لهم مولود يسمونه باسم أجنبي أو باسم أحد أهل الفسق والعصيان، فماذا تنصحون هؤلاء الآباء.
[بسمه تعالى] من أول حقوق الولد على أبيه أن يحسن تسميته، وخير الأسماء ما حُمّد وعبّد، وإذا قصر الأب في ذلك فانه سيكون سبباً لإصابة الابن بآثار نفسية واجتماعية، وكم رأينا أشخاصاً عانوا الكثير في حياتهم بسبب سوء تسميتهم، فلماذا يبدأ الآباء علاقاتهم مع أبنائهم بهذا الجفاء، وبهذه المحنة، وهل انتهت الأسماء حتى نسمي بأسماء الفسقة والمنحرفين والملعونين، وبين أيدينا أسماء مباركة محببة إلى النفوس ذات أثر طيب في الآخرين، فإنك بمجرد ان تسمع اسم محمد أو علي أو فاطمة فإنك تهفو بقلبك اليه فما الداعي إلى تركها والتسمّي بغيرها، قال تعالى أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرO(١) خصوصا وان الاسم هو عنوان الشخص الذي به يعرف فكلما كان العنوان جميلا محبباً كانت الفكرة حسنة عن المعنون به .
[مسألة ٢٥] هناك بعض العوائل عند ختان أبنائهم يأتون بفرقة موسيقية إلى الدار مبتهجين بهذه الفرحة أو يركبون الطفل على فرس وتتبعه الفرقة الموسيقية والنساء ويصحب ذلك الغناء والرقص مما له أثر سلبي على الطفل والمجتمع.
[بسمه تعالى] اذا أنعم الله تعالى على عبد بنعمة فيجب على العبد شكرها وأقل واجبات الشكر ان لا يستعملها في معصية الله، قال تعالى : Pهَلْ جَزَاء الإِحْسَانِ إِلا الإِحْسَانُO(٢)، ومن أهم نعم الله رزق الولد وبلوغه سن الختان، فهل تقابل النعمة بالمعاصي المتلاحقة من غناء وموسيقي واختلاط غير مشروع ورقص وغيره، وكيف يبارك الله تعالى في حياة هذا الولد وهو يفتتحها بالمعاصي وتفتح عيناه على هذه المفاسد عكس تربية الإسلام وآدابه الذي جعل من
(١) سورة البقرة : ٦١ .
(٢) سورة الرحمن : ٦٠ .
١٨
آداب استقبال المولود أن يؤذن في أذنه اليمنى ويقيم في أذنه اليسرى لتكون كلمة التوحيد والشهادة لمحمد t بالرسالة أول كلمات تدخل في أذنيه فتبتني حياته على هذه الأسس الرصينة لا ما يفعله هؤلاء الجهلة من ملء أذنيه بالغناء والموسيقى وعينيه بالمفاسد والخلاعة والانحراف فلا يكون مستقبله إلا كمثل هذه الأمور ونتيجته الانحراف والشقاء .
[مسألة ٢٦] نرجو التفضل من سماحتكم بذكر بعض المستحبات الواردة عند ولادة المولود.
[بسمه تعالى] ذكرت بعضها في السؤال السابق وأرجو مراجعة تفاصيلها في كتاب مفاتيح الجنان .
[مسألة ٢٧] ما حكم الاب الذي لا يستطيع أن يعق عقيقة عن مولود يولد له؟
[بسمه تعالى] إذا لم يعق الاب عن المولود لعذر أو لغيره فيستحب للولد بعد بلوغه أن يعق عن نفسه.
[مسألة ٢٨] هناك بعض الازواج يمنعون زوجاتهم عن الرضاعة لأسباب غير ضرورية لخوفهم على تغير منظر الزوجة أو ضعفها وغير ذلك ! فماذا تنصحون.
[بسمه تعالى] اذا كان المانع مقبولا كضعف صحتها أو تضررها فهي معذورة، أما غير ذلك فلا، فقد ورد استحباب رضاعة الأم وقد أكد عليها الطب الحديث، وهذه نشراته الطبية تؤكد باستمرار أن لاشيء يعوض عن حليب الأم من الناحية الغذائية، وأهم من كل ذلك المعاني الروحية التي تغذيه فهو يستشعر السعادة والحنان والمودة وغيرها من المعاني النبيلة وهو يرضع من ثدي أمه فلا ينبغي للأمهات تضييع هذه الفوائد من أجل أمور تافهة وربما وهمية.
[مسألة ٢٩] بعض النساء يمتنعن عن رضاعة ابنائهن لأسباب ومبررات، منها العجز عن النهوض في الليل أو الانشغال بالأعمال البيتية المتعددة فما حكمهن؟.
[بسمه تعالى] هذا من نقص عاطفة الأمومة، فاني أعلم ان الأم التي تعيش عاطفة كاملة ونقية تجد سعادتها في أن توفر السعادة لولدها وتستسهل كل الصعاب من أجل ذلك، بل تضحي من أجل ولدها فما بال هذه الأمهات اللواتي أقل ما أصفهن أنهن (أنانيات) أولاً. و(كسولات) ثانياً. و(ضائعات) ثالثاً. ليس لهن هدف واضح في الحياة ، كما إن بعضا منهن ممن تأثرن بالأفكار المسمومة التي يلتقطنها من المسلسلات والأفلام التي توحي للمرأة بان تعيش لنفسها فقط وتستمتع بالحياة بأقصي ما يمكن ولا حاجة إلى أن تعمل لمساعدة الآخرين ورعايتهم حتى لو
١٩
كانوا أولادها فالمهم هي فقط، وهذه واحدة من كثير من الأفكار الهدامة التي تتأثر بها عوائلنا من حيث تشعر أو لا تشعر وكل منهما مصيبة عظمى.
[مسألة ٣٠] هناك بعض الأمهات يقمن بإرضاع أطفالهن عند صديقاتهن أو جاراتهن، فماذا تنصحون.
[بسمه تعالى] تقدم في الأجوبة السابقة ما يكفي للردع عن هذا العمل وبيان ما فيه من خسارة إلا إذا ألجات الضرورة لذلك.
[مسألة ٣١] هل للرجل أن يجبر زوجته على إرضاع ولده أم ان لها الخيار بعدم إرضاعه، وإذا كان عدم إرضاعها له يؤدي إلى ضرر في الطفل.
[بسمه تعالى] ليس من حق الزوج إجبار زوجته على إرضاع ولده إلا برضاها وإذا طلبت أجرة على ذلك وجب دفعها إليها، هذا على المستوى الشرعي، أما على المستوى الأخلاقي فقد ظهر مما تقدم إن من مواصفات الزوجة الصالحة القيام بهذه الوظائف كلها بسرور ورحابة صدر.
[مسألة ٣٢] هناك آباء يجبرون أبناءَهم على العمل وهم غير مبالين بنوع العمل وعند من يعملون، فما حكم هؤلاء الآباء؟.
[بسمه تعالى] ينبغي على رب الأسرة توزيع المسؤوليات على أفرادها بما يناسبهم فالكبار للعمل والصغار للدراسة وقضاء الحوائج البيتية وخدمة الكبار وغيرها، ولكن قد تلجيء الضرورة لغير ذلك، فيكون لكل مورد ما يناسبه ،وعلى أي تقدير فيجب على الأب اختيار العمل المناسب لقدرتهم وطبيعتهم الجسمية والنفسية والاجتماعية وأن لا يتضمن مخالفة شرعية ولا يكن همه المال بل المهم موافقة الشريعة وعدم الخروج عنها.
[مسألة ٣٣] هناك آباء يزجّون أبناءَهم في الأسواق في سن مبكر ونحن نشاهد منهم العشرات ممن يبيعون أكياس النايلون (العلاليق) في الأسواق، وأنتم على علم بما في السوق من أخلاق عند بعض الباعة، وما لهذا من أثر على نفس الطفل وأخلاقه.
[بسمه تعالى] قلنا في الجواب السابق ما ينفع ، ولو اضطر الأب إلى تشغيل ولده فينبغي له اختيار العمل المناسب له وأن يتابعه ويتفقد أخباره ويراقب تصرفاته عن كثب، ولا يتركه لقمة سائغة بيد العابثين والفاسقين والجهلة، خصوصاً وانه طينة خام تتقبل كل ما يلقى إليها ويراد منها.
٢٠
[مسألة ٣٤] البعض من الآباء يجبر ابنه على أن يكون من المتسولين بحجة الاحتياج، وهذه الممارسة فيها أثر سلبي على أخلاق الطفل فما حكم هؤلاء الآباء.
[بسمه تعالى] هؤلاء تجردوا عن كل مشاعر الإنسانية، وإني أري بعضهم يعرض طفله للشمس في الصيف القائظ من أجل أن يستثير رحمة الآخرين ويعطونه شيئاً من المال وهو نفسه لم يرحم هذا الصغير وجاء به ليتاجر به، فما أقساهم وأبعدهم عن الرحمة، وهؤلاء يجب توبيخهم وردعهم وفضحهم وليسوا هم محتاجين بل هم تجار، كما إن هذا التصرف يؤدي إلى نتائج سلبية كثيرة على شخصية الطفل:
أ ـــ حبه للكسل وجلب المال بالطرق السهلة ولو كانت غير مشروعة.
ب ـــ عدم الرحمة بعد أن رأي قسوة من تسول به عليه.
[مسألة ٣٥] أحد الأبناء يقول إن أبي قد قام بطردي من بيته لأني أعمل ولا أعطيه، علما أن أبي غير محتاج وحالته المعيشية متيسرة، وأما عملي فأستغله لقضاء حوائجي الضرورية فما هو رأيكم الشريف؟.
[بسمه تعالى] عمل الولد وكسبه له ولا يجوز للأب أن يأخذ شيئاً منه إلا برضاه، نعم لو كان الأب فقيرا والابن موسراً فيجب على الإبن قضاء حاجة أبيه.
[مسألة ٣٦] الآن انتشرت في الأسواق لعبة الأتاري وصار من السهل على الأب شراء هذه اللعبة لأبنائه في البيت ويبقى الصبي جالساً على هذه اللعبة لما فيها من تشويق دون الاعتناء بالكثير من واجباته، فماذا تنصحون الآباء؟
[بسمه تعالى] قد يكون من الضروري للأطفال إشباع حاجات الطفولة باللعب لكن يجب على أولياء الأمور توجيه هذا اللعب بأن يجلبوا من الألعاب ما فيه من فائدة ذهنية ونفسية أو دينية للطفل، وان يراقبه من بعد ويجنبه الألعاب المنافية للدين والأخلاق، وأن لا يعطي اللعب وقتاً كبيرا بحيث يصبح لهواً باطلا ويضيع عليه الواجبات وما تقتضيه الآداب.
[مسألة ٣٧] تعرض في شاشة التلفاز أفلام كارتونية مثل أفلام كارتون (ميكي ماوس) والذي تديره شركة يهودية تدعي بـــ(والد ديزني) وغالباً ما تصور أفلام الكارتون هذه قصصاً غرامية تعرض للأطفال، فما حكم هذه الأفلام؟.
[بسمه تعالى] لا يترك أعداء الإسلام كل وسيلة لتدمير أخلاق المجتمع المسلم وإبعاده عن دينه وإشاعة الفساد ، ولما علموا ان قاعدة المجتمع هم الأطفال الذين سيصبحون بعد وقت قريب
٢
رد: سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوب فقه العائلة
عماد المجتمع وحصنه، ومن خبثهم انهم يغلفون مشاريعهم الشيطانية هذه بغطاء مزورق مقبول كقصص أفلام الكارتون والذي يزيد المشكلة سوءاً عدم التفات أولياء الأمور إلى ذلك وتساهلهم فيه باعتبار إنها برامج (بريئة) للأطفال ولا يعلمون انهم بذلك يسقون أبناءهم السم الذي يقضي على مستقبلهم الأخلاقي والعقائدي والاجتماعي لما تضخه هذه الأفلام من أفكار وسلوكيات منحطة فيجب أن يكون دور الاباء كــ(الفلتر) الذي ينقي الماء من الشوائب والمادة الضارة ويفرزها ليقدم الماء الصافي للشارب وهكذا الأطفال لابد أن ننقي ما يصل إليهم من أفكار وممارسات وسلوكيات لئلا يلتقطوا ما يضر بأخلاقهم وعقيدتهم وسلوكهم.
[مسألة ٣٨] نشاهد كثيراً من الأطفال الآن يلهجون بالأغاني المحرمة في الشارع بدون أن يلتفت الآباء إلى ذلك فما توجيهكم للآباء؟
[بسمه تعالى] هذا ناتج من تقصير الآباء والأمهات في رعاية أولادهم وتربيتهم والطفل من دون تعليم لا يعرف ما ينبغي فعله وما ينبغي تركه بل الأمر أسوأ من ذلك فانه قد يرى الكبار يفعلون ذلك فلا يرى بأسا في فعله، فالتقصير يبدأ أولا من عدم التربية والتعليم وثانيا من عدم المتابعة والمراقبة المستمرة من أجل تصحيح سلوك الأطفال وتصرفاتهم، فيجب على الآباء أولاً أن يعوا مسئوليتهم تجاه الله تعالى وتجاه أنفسهم وعوائلهم ومجتمعهم ويحرصوا على القيام بها والله يعينهم على أدائهم.
[مسألة ٣٩] الآن بعض الآباء يخرجون أبناءهم من المدارس الأكاديمية بحجة إن الشهادة لا تفيد شيئا وبتعبيرهم العامي (ما توكل خبز) ويبقى الطفل بعد أن يكبر عاجز عن القراءة والكتابة فما هو دور الآباء.
[بسمه تعالى] نقاشنا هذا الاتجاه الخاطئ من التفكير في كتاب (فقه الجامعات) وقلنا أن فيه جناية ليس على هذا الولد فقط بل على المجتمع ومستقبل الأمة بل مستقبل الإسلام لأن العقيدة لا ينهض بها ويحميها ويدافع عنها إلا الواعون المثقفون، ومصالح المجتمع لا يقوم بها ويرسي قواعدها إلا المتعلمون والمتخصصون في حقول العلم المختلفة ، أما الجهل فيعني الضياع وسوء العاقبة ، والعلم لا يطلب لنأكل به الخبز فإنّ الخبز تكفل خالقه بتوفيره وما على الإنسان إلا أن يهييء أبوابه، أما العلم فليس مكفولاً إلا لطالبيه والراغبين فيه وقد حث الإسلام وأهل البيت D على طلب العلم ـــ أي علم نافع ـــ بشكل مؤكد ومثمر فالأعراض عنه وإهماله أمر مؤسف.
٢٢
[مسألة ٤٠] نشاهد بعض الأباء لا يراقبون المستوى الدراسي لأبنائهم مما خلف عشرات بل مئات من الأطفال في مراحل الابتدائية المتقدمة كــ(السادس الابتدائي) لا يجيدون القراءة والكتابة، فما هو دور الآباء؟
[بسمه تعالى] وهذا تقصير أخر يؤدي إلى نفس النتائج الوخيمة التي ذكرناها آنفاً ومنشأ هذا التقصير غياب الهدف وعدم وضوحه عند أولياء الأمور، وثانياً التقاعس والكسل وعدم الشعور بالمسؤولية، وثالثا الجهل والخلل في التفكير، ورابعا هبوط مستوى الوعي والثقافة العامة لدي المجتمع، فينحرف الفرد مع المجتمع، وإذا عرفنا الأسباب أمكن التفكير في وضع العلاج لها، فإذا كان الهدف عندنا واضحاً وهو بناء مجتمع واع يسير على بصيرة من أمره علمنا أن أول أداة يستند إليها في مسيرته هو العلم فكيف نتخلى عنه وكيف يتسلم قيادة المجتمع مثل هؤلاء؟.
[مسألة ٤١] بعض الصبية يرتادون قاعات ترفيهية خارج بيوتهم وقد تعرض في بعض هذه القاعات أفلام فجور ويبقى هؤلاء الصبية من الصباح وحتى المساء بدون رقيب ولا حسيب من العائلة، فما توجيهكم لذلك؟
[بسمه تعالى] هذه كارثة اجتماعية عظيمة ومرض اجتماعي خطير أن يضيع الولد ويقع في أحضان الرذيلة والفساد ولا يوجد من يسأل عنه ويمد يد العون لإنقاذه ولماذا هذا الإهمال في الأمراض المعنوية بينما يهب الجميع لو أصيب الولد بمرض في جسده وتبذل الأموال الطائلة لإنقاذه، رغم إن المرض المعنوي أي في العقائد والأخلاق والسلوك أفتك وأشد خطراً، قال تعالى وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِO(١) أي من يجني على أخلاق الشخص وعقيدته فيفتنه ويصده عن دينه فان جنايته أعظم من القتل لأن القتل فيه إنهاء للحياة الدنيوية الفانية، أما الفتنة عن الدين ففيها تضييع للحياة الآخرة الباقية، وإن النفس لترخص في سبيل الدين فلماذا يهمله أولياء الأمور بهذه السهولة ويجعلونه آخر شيء يفكرون فيه، إن هذا التقصير جناية على الأولاد وعلى المجتمع وعلى نفس الآباء المقصرين لأن مثل هذا الابن المنحرف سيكون وبالا على أبيه.
[مسألة ٤٢] هناك بعض الآباء يرتادون حانات الخمور مستصحبين معهم أطفالهم.
[بسمه تعالى] لم يكتف هذا الاب الضال أن يخسر دينه بل إنسانيته لأن شارب الخمر يفقد عقله فيعود كالأنعام بل هو أضل سبيلا فلم يكتف بهذا حتى يريد أن يكون ابنه كذلك، إن هذا الفعل من الفتنة عن الدين التي قد علمت أنها أشد من القتل لو كانوا يعلمون.
(١) سورة البقرة : ١٩١.
٢٣
[مسألة ٤٣] بعض الآباء يمنعون بناتهم من الخروج من الدار مطلقاً بدون إيجاد البديل لهن في البيت مما سبب بعض الأمراض النفسية لبعض النساء نتيجة هذا الحجز معللين فعلهم ذلك بأن المرأة عورة ولا يسترها إلا بيتها.
[بسمه تعالى] صحيح إن الأفضل للمرأة جلوسها في بيتها وانه اكمل لها ولمجتمعها، لكن هذا لا ينافي خروجها لمصلحة دينية أو دنيوية كصلة رحم أو المشاركة في الشعائر الدينية أو زيارة أخت مؤمنة، ولا ينبغي أن يطول مكثها في البيت إلى حد الكبت والإضرار بصحتها وبوضعها النفسي، فليس كل الناس على مرتبة واحدة من التحمل والكمال واستيعاب الهدف والتضحية من أجله، كما أن الإضرار بالغير حرام، وإذا أراد لها أن تبقى في البيت فلابد أن يكون البقاء واعيا من خلال القناعة به أولاً واستثماره ثانياً فيما ينفع ومن دون أن يتجاوز الحد فينقلب إلى الضد فكل شيء بقدر قال تعالى إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍO(١)، ويجب أن يعطي لكل شيء حقه فللبدن حق وللنفس حق وللقلب حق وللعقل حق وأي سوء توزيع للحقوق يؤدي إلى اختلال الشخصية وانحراف عن سواء السبيل.
[مسألة ٤٤] بعض الآباء يقومون بتوبيخ وضرب أبنائهم في مجالس عامة، فماذا تنصحون هؤلاء الآباء.
[بسمه تعالى] أن هذا التصرف له انعكاسات سلبية على شخصية الطفل فستتولد في نفسه ما يسمى (بعقدة الحقارة) مما يوجب عنده الخجل من الظهور في المجالس العامة وانسحابه من المجتمع وغيرها من العقد النفسية وكراهية الأب وعدم الشعور بالمودة تجاهه.
إن الأب وإن أتيحت له فرصة تأديب الأولاد ولكن ضمن شروط :
١ ـــ أن يكون الضرب فيه مصلحة للصغير كإصلاحه وتربيته.
٢ ـــ أن يراعي الأب مراحل التأديب بالتدريج فأولا بالحكمة والموعظة الحسنة ثم بالتوبيخ والزجر والتهديد ثم بالضرب غير المبرح ولا الجارح، وهكذا، ولا يجوز له الانتقال إلى مرتبة لاحقة إلا بعد فشل المرتبة السابقة، ولابد أن يكون كل ذلك في السر لا في العلانية ففي الحديث الشريف : (من نصح أخاه سراً فقد زانه، ومن نصح أخاه جهراً فقد هانه)(٢) ونحن نعلم أن إهانة المسلم حرام، أما أن يكون الضرب لأجل التشفي والإذلال وحب التسلط فهذا حرام وعلى الجاني أن يدفع الدية إلى المجني عليه.
(١) سورة القمر : ٤٩ .
(٢) كشف الغمة في معرفة الأئمة : ٣ / ١٤٢.
٢٤
[مسالة ٤٥] بعض الآباء يمازحون زوجاتهم بحضور بعض أبنائهم وقد يكون أحد أبنائهم في دور المراهقة فماذا تنصحون بذلك.
[بسمه تعالى] من الخطأ ممارسة التصرفات الجنسية بين الزوجين أمام الأولاد خصوصا المراهقين فانه يؤدي إلى عدة أخطاء في حياة الصبي : أولها : التعجيل بظهور المشاعر الجنسية لديه في وقت مبكر مما يسبب له مشاكل وهو بعد ليس بعمرها. وثانياً : أن من طبيعة الطفل تقليد الكبار خصوصا والديه فمشاهدته لهذه التصرفات يدفعه إلى ممارستها أمام إخوانه أو أصدقائه ويجره ذلك إلى فعل الفواحش والمنكرات بالتدريج وثالثاً انه سيمقت والديه لأنهما يخالفان علنا الوصايا والتعليمات والآداب التي يعلمانه بها فهم يقولون له إن هذه التصرفات (عيب) وهم يفعلانها وهو لا يعي مشروعية ذلك لأنه يفهم إن مطلق التصرفات الجنسية ممنوعة، ولو كان الآباء على درجة من الثقافة والوعي ويقرأون كتب التربية ولو المختصرة منها ككتاب (من ينقذني) أو (فراشات في مهب الريح) لعرفوا الكثير من أساليبها الصحيحة.
[مسألة ٤٦] بعض النساء المتزوجات تأخذ بكلام أمها حتى على حساب كلام الزوج وتنفذ ما تمليه عليها أمها مما يسبب بعض المشاكل بين المتزوجين.
[بسمه تعالى] هذه من المشاكل الاجتماعية المهمة والتي تتسبب باستمرار في سوء العلاقة بين الزوجين وقد قلت فيما سبق إن من صفات الزوجة الصالحة أنها تشعر زوجها انه هو أبوها وأمها وأهلها، أما أنها تنقل كل صغيرة وكبيرة إلى أمها فتتدخل الأم في ذلك كله وغالبا ما تكون الأم جاهلة منساقة وراء عواطفها وميولها، وتصرفاتها ارتجالية غير عقلائية، كما أن الزوج يرفض هذا النقل للخصوصيات العائلية ويرفض تدخل أهل الزوجة في شؤونه فتحصل النفرة بين الزوجين وانفصام العلاقة بينهما، فكم أم توصي بنتها بما أوصت تلك الإعرابية أبنتها والتي نقلتُ نص وصيتها قبل صفحات. إن الزوج لا يحب أن يكون لأم الزوجة تأثير على زوجته بحيث تمارس معها التوجيهات والأوامر، وهذا لا ينافي مراعاة الزوجة لوظائف بر الوالدين مع أمها وأبيها بل تعطي لكل واحد حقه، وإذا طلبت أمها منها الاطلاع على خصوصياتها مع زوجها فلا تجبها، فليس ذلك من حقها، وهذا أحد معاني الحديث الشريف في صفات الزوجة الصالحة (الذليلة عند زوجها العزيزة عند أهلها) لا العكس كما يحصل كثيراً مما يؤدي إلى فشل العلاقة الزوجية، وهذا نصف الحل المطلوب، والنصف الآخر على الزوج فانه لا ينبغي أن يكون حساسا من عاطفة زوجته تجاه والديها ونزوعها إلى إرضائهم والبر بهم وإدخال السرور عليهم، فليس
٢٥
من المعقول أن يضحيا من أجلها من أول تكوينها حتى تزويجها ثم تلغي كل ذلك ولا ترد بعض الإحسان؟ وهل أن الموقف المرجو من الزوج أن يكون متزمتا هكذا مع أهل زوجته الذين قدموا له أثمن هدية في الوجود وهي الزوجة الصالحة وليعلم الزوج انه كما يريد من زوجته أن تتودد إلى أهله وتكرمهم من أجله وتكبر زوجته في عينيه عندما تفعل ذلك فانه عليه أن يتودد إلى أهلها ويكرمهم بل يحث زوجته على إكرام أهلها ورعايتهم والبر بهم لأن هذا كله عمل معروف فإذا فعلته الزوجة فينبغي أن تكبر في عين زوجها لأنها تتمثل بذلك أوامر الشريعة.والخلاصة انه على الجميع أن يبتعدوا عن الأنانية وحب الذات ويعرضوا أعمالهم وتصرفاتهم على الشريعة الالهية فما وافقها أخذوا به وإن كان على خلاف رغبتهم، وما خالفها نبذوه وتركوه وإن وافق هواهم.
[مسألة ٤٧] يقول بعضهم أن أمي كانت سبب مشاكل كثيرة في بيتنا لأنها تغار من زوجتي ،فكيف أستطيع التوفيق بين أمي وزوجتي حتى لا افقد زوجتي وأعق أمي؟.
[بسمه تعالى] النقطة الرئيسية هنا ما ذكرته ضمن الجواب السابق وهو أن يعرف الجميع حقوقهم وواجباتهم ولو عرف كل واحد حده ولم يتجاوزه لا تحصل مشاكل، فحق الأم على ولدها أن يرعاها ويبر بها ويقضي حوائجها وليس من حقها أن تتشفى بالاعتداء على زوجة ولدها بحيث لا ترضى عليه إلا بظلمها، ولا يجوز للابن أن يظلم زوجته لمجرد إرضاء أمه، فهذا باطل ومعصية، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، كما أن للزوجة حقوقا معينة لا تطالب بأزيد منها، كأن تستغل حب زوجها لها لتثيره على أمه وتحاول الفصل بينهما، والدور الرئيسي هو للزوج إذ عليه أن يكون حازما شجاعا ويعطي لكل واحد حقه من دون تجاوز على حق الآخرين ولا تستفزه الكلمات التي يسمعها من هذا الطرف أو ذاك، فالمؤمن من لا يدخله رضاه في باطل ولا يخرجه غضبه عن حق ـــ كما في الحديث ـــ .
[مسألة ٤٨] بعض الأبناء نراهم يترفعون على آبائهم لأن هؤلاء الأبناء لديهم شهادات أو هم أساتذة فماذا تنصحون هؤلاء الأبناء؟.
[بسمه تعالى] أولاً إن هذه العناوين لا تزيد من قيمة الإنسان إلا بمقدار ما تغرز فيه من أخلاق وحب للمجتمع والتفاني في خدمة الآخرين، أما إذا أصبحت سببا لتكبره واستعلائه على الآخرين فهذه الشهادة وبال عليه وسبب لانحطاطه ، ألم تسمع دعاء الإمام السجاد A : (اللهم أحططني في نفسي درجة كلما رفعتني عند الناس درجة) وكلمة ذلك المكتشف الكبير:
٢٦
إننا كلما نزداد علما نزداد جهلاً لاننا كلما نكتسب معلومة جديدة تنفتح أمامنا مجاهيل جديدة تزيد من عدد المجاهيل التي عندنا وهذا الشعور يعزز التواضع، وفي دعاء الإمام الحسين A : (أنا الجهول في علمي فكيف لا أكون جهولا في جهلي) فهذا الترفع عمن أمر الله تعالى بالتذلل إليهمPوَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراًO(١)، فهو انحطاط وتسافل واستهتار بأهم القيم وأمثلها، والعلم والشهادة يكون وبالاً على صاحبه إذا أدى به إلى هذه النتائج، وإذا أردت المزيد فانهل من سيرة رسول الله t وأهل بيته D وهم أشرف الخلق وسادتهم فالإمام السجاد A كان لا يؤاكل أمه ـــ حسبما روي ـــ خشية أن يأكل لقمة قد سبقت عين أمه إليهاPفَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًاO(٢).
[مسألة ٤٩] هناك زوجة تعمل في دائرة، والزوج رافض لهذا العمل، فهل يحق للزوج أبطالها عن ذلك العمل إذا كان يستطيع تدبير معيشتها.
[بسمه تعالى] لا يجوز للزوجة أن تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه وإذا أرادت العمل فلابد أن يكون بقناعة الزوج ورضاه، ومن خرجت من بيت زوجها على خلاف رغبته فإن الملائكة تلعنها حتى تعود ـــ كما في الحديث الشريف ـــ وتوجد تفاصيل مفيدة عن خروج المرأة في كتاب (رفقاً بالرجال يا قوارير).
[مسألة ٥٠] بعض الزوجات يجبرن أزواجهن وذلك من خلال الطلبات العديدة وغير الضرورية مما يسبب مضايقة للزوج لعدم استطاعته توفيرها فماذا تنصحونهن؟
[بسمه تعالى] هذه زوجة غير صالحة لأن من صفات الزوجة الصالحة إنها (قليلة المؤنة كثيرة المعونة) بأن لا تبهض زوجها بالطلبات، وهذه المرأة عكس ذلك، وليس للرجل عذر إذا انصاع لطلباتها، ففي الحديث : (ثلاثة لا يسمع لهم الله تبارك تعالى شكوى يوم القيامة، أحدهم : الزوج على زوجته لان الله تعالى جعل له القيمومة والسلطنة عليها).
[مسألة ٥١] كثير من النساء يضعن المكياج أمام أخ الزوج فما هو الحكم الشرعي بذلك؟.
[بسمه تعالى] لا يجوز إبداء الزينة أمام الأجنبي وأخو الزوج يعتبر أجنبيا على المرأة، وأرجو التوسع في المعلومات في هذا المجال بمراجعة كتاب (أختي انتبهي) ونحوه من الكتب المتخصصة.
(١) سورة الاسراء : ٢٤.
(٢) سورة النساء : ٧٨.
٢٧
العلاقات داخل العائلة
عن الإمام العسكري A : (إن الله تعالى يجزي الوالدين ثوابا عظيما فيقولان : يا ربنا أنّى لنا هذه ولم تبلغها أعمالنا؟ فيقال : هذه بتعليمكما ولدكما القرآن وتبصيركما إياه بدين الإسلام)(١).
عن الإمام الصادق A : (إن المرء يحتاج في منزله وعياله إلى ثلاث خلال يتكلفها وإن لم يكن طبعه ذلك : معاشرة جميلة، وسعة بتقدير، وغيرة بتحصن)(٢).
قال رسول الله t : (إن الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيعه، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته)(٣).
قال أمير المؤمنين علي A : (إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عز وجل فيه، تكثر بركته وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ويضيء لأهل السماء كما تضيء الكواكب لأهل الأرض، وإن البيت الذي لايقرء فيه القرآن ولا يذكر الله عز وجل فيه تقل بركته وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين)(٤).
روي عن النبي t انه نظر إلى بعض الأطفال فقال : (ويل لأولاد آخر الزمان من آبائهم! فقيل : يا رسول الله، من آبائهم المشركين؟ فقال : لا، من آبائهم المؤمنين، لا يعلمونهم شيئا من الفرائض وإذا تعلم أولادهم منعوهم ورضوا عنهم بعوض يسير من الدنيا، فأنا منهم بريء وهم مني براء)(٥).
[مسألة ١] هل يحرم النظر إلى زوجة الأخ إذا كانت بدون جوارب؟
[بسمه تعالى] زوجة الأخ كالنساء الأجنبيات بالضبط ولا فرق بينهما في وجوب ستر تمام البدن إلا ما استثنى في كتب الفقه وهي الوجه والكفان وظاهر القدمين إذا لم يستلزم إظهارها فتنة أو إثارة، وإذا استلزم ذلك، فيحرم إظهار حتى هذه ويحرم حتى النظر إليها.
[مسألة ٢] رجل يشرب الخمر واثناء شربه يمس ويستعمل بعض الاواني فما حكم هذه الأواني؟.
(١) مستدرك الوسائل : ١ / ٢٩٠.
(٢) تحف العقول : ص٢٣٧.
(٣) كنز العمال : ٦ / ١٦.
(٤) مستدرك الوسائل : ٢ / ٦٢٥.
(٥) المصدر السابق : ١٥ / ١٦٤.
٢٨
[بسمه تعالى] الخمر من أعيان النجاسات فإذا لاقت شيئا فانه يتنجس بالملاقاة، يجب تطهيرها قبل استعمالها.
[مسألة ٣] ما حكم صلاة المصلي في الملابس غير المخمسة؟.
[بسمه تعالى] ما دام الخمس قد تعلق بهذه الملابس فالصلاة بها لا تخلو من إشكال لوجود حق الغير فيها وهم مستحقو الخمس، فلا يكون التصرف بها مباحا مع إن من شروط صحة الصلاة إباحة ملابس المصلي، فإذا رتب الشخص سنة خمسية له فيمكن أن يصالحه الحاكم الشرعي ويصحح له عبادته السابقة .
[مسألة ٤] هناك شخص يلعب البليارد والدومنة وبعض اللعب المحرمة، ما حكم من يعطيه المال؟.
[بسمه تعالى] يحرم إعطاء المال له لاحتمال صرفه في هذه الألعاب أما كيفية التعامل معه فقد تقدم جواب ذلك في السؤال الثالث من الباب الأول.
[مسألة ٥] رجل يصلي على سجادة وتربة غير مخمسة فما حكم صلاته؟.
[بسمه تعالى] تقدم جواب مثله في السؤال الثالث من الباب الثاني.
[مسألة ٦] هل يجوز لأفراد الأسرة ان يقلدوا مجتهدا تبعا لتقليد رب الأسرة؟.
[بسمه تعالى] نعم هكذا جرى ديدن المتشرعة فان أفراد الأسرة قاصرين عن الفحص فمن باب حسن الظن برب الأسرة والاطمئنان إلى نقله باعتباره مخبراً ثقة وليس انه من أهل الخبرة ويفترض فيه ان ينصح لهم ويخلص لهم في تقديم النتيجة فان (الرائد لا يكذب أهله) كما قيل في الكلمات المأثورة.
[مسألة ٧] هناك برامج تعرض على الشاشة تكون مثيرة للفتنة عند الرجل وعند المرأة وكذلك تعرض هذه اللقطات بمشاهدة كلا الجنسين لها في داخل العائلة!.
[بسمه تعالى] لا يجوز النظر إلى مثل هذه البرامج مطلقا سواء وجدت امرأة تنظر هي الاخرى أم لا، وتتأكد الحرمة عند اجتماعها على النظر.
إن القلب ليتفطر ألما وهو يسمع إن عوائل المسلمين تجتمع نساء ورجالا ويعرض عليها برامج خليعة ومثيرة للشهوة ولا تتحرك غيرة أحدهم فيكسر ذلك الجهاز اللعين الذي سلب العفة والحياة والغيرة والشهامة والدين والأخلاق من نفوس الناس وأني سأصور لكم هذه الحالة لتلتفتوا إلى قبح هذا العمل، فلو قيل لرب الأسرة إن رجلا بملابسه الداخلية يمر على داركم
٢٩
ويتلصص على نسائكم، لانتفض بغضب، وربما قتل هذا الفاسق الفاجر، فإذا قيل له إن هذا الرجل يريد أن يدخل داركم ويجلس بين نسائكم، فماذا سيفعل؟ هذا هو بالضبط ما يحصل عند مشاهدة العوائل لهذه البرامج والأفلام الخليعة فانه يعني إدخال هؤلاء الفسقة في أوساط العائلات المحتشمة، فانتبهوا يا أولي الألباب لعلكم تفلحون.
[مسألة ٨] ما حكم من لبس ملابس أخيه وصلى بها بدون أذنه؟.
[بسمه تعالى] تقدم أكثر من مرة عدم جواز التصرف في مال الغير إلا بإذنه، نعم يكفي في هذا الاذن إحرازه بالفحوى أي الاطمئنان من حال المالك انه لو علم بهذا التصرف لرضي به ولم يعترض عليه، إذن لا يحتاج إلى استئذانه لفظيا.
[مسألة ٩] هل صبغ الشعر للمرأة (الميش) فيه حرمة، وهل يكون حاجبا عن الوضوء.
[بسمه تعالى] ليس الصبغ (الميش) حراما وليس هو حاجبا عن الوضوء لأنه لا يشكل طبقة عازلة عن الماء وإنما يلون الشعر فقط بالألوان المعروفة.
[مسألة ١٠] ما الحكم لشخص اشترى لعياله (ثلاجة) وهم يشربون منها الماء وكان هو لا يخمس؟.
[بسمه تعالى] يحتاج التصرف فيها على إذن وهم مأذونون إذا كان لهم رأس سنة خمسية، وليدفعوا مبلغا من المال شهريا كرد مظالم إزاء هذا التصرف بأموال غير مخمسة إن قدروا على ذلك.
[مسألة ١١] قد يكون في العائلة شخص قد سُلب توفيقه وصار مبغضا لأهل البيت D فهل النفقة عليه وإكرامه كظيف وتوفير العمل له جائز؟.
[بسمه تعالى] يجب توعية هذا الشخص المريض ورعايته ومعرفة الأسباب وراء انحرافه عن حب أهل البيت D والذي (هو فرض من الله في القرآن أنزله)(١) كما يقول الشاعر في البيتين المشهورين، وإذا لم ينفع معه هذا الأسلوب الكريم وظل معانداً فالزجر والأعراض والتوبيخ أو المقاطعة حتى يثوب إلى رشده .
[مسألة ١٢] هل يجب على المرأة لبس الجوارب أثناء الصلاة؟.
[بسمه تعالى] الواجب على المرأة ستر باطن القدمين سواء بالجوارب أو إطالة العباءة حتى تغطيهما.
(١) مقتطف من ابيات شعر للشافعي، |أخرجه احمد في مسنده : ٦ / ٣٢٣.
[مسألة ٣٨] نشاهد كثيراً من الأطفال الآن يلهجون بالأغاني المحرمة في الشارع بدون أن يلتفت الآباء إلى ذلك فما توجيهكم للآباء؟
[بسمه تعالى] هذا ناتج من تقصير الآباء والأمهات في رعاية أولادهم وتربيتهم والطفل من دون تعليم لا يعرف ما ينبغي فعله وما ينبغي تركه بل الأمر أسوأ من ذلك فانه قد يرى الكبار يفعلون ذلك فلا يرى بأسا في فعله، فالتقصير يبدأ أولا من عدم التربية والتعليم وثانيا من عدم المتابعة والمراقبة المستمرة من أجل تصحيح سلوك الأطفال وتصرفاتهم، فيجب على الآباء أولاً أن يعوا مسئوليتهم تجاه الله تعالى وتجاه أنفسهم وعوائلهم ومجتمعهم ويحرصوا على القيام بها والله يعينهم على أدائهم.
[مسألة ٣٩] الآن بعض الآباء يخرجون أبناءهم من المدارس الأكاديمية بحجة إن الشهادة لا تفيد شيئا وبتعبيرهم العامي (ما توكل خبز) ويبقى الطفل بعد أن يكبر عاجز عن القراءة والكتابة فما هو دور الآباء.
[بسمه تعالى] نقاشنا هذا الاتجاه الخاطئ من التفكير في كتاب (فقه الجامعات) وقلنا أن فيه جناية ليس على هذا الولد فقط بل على المجتمع ومستقبل الأمة بل مستقبل الإسلام لأن العقيدة لا ينهض بها ويحميها ويدافع عنها إلا الواعون المثقفون، ومصالح المجتمع لا يقوم بها ويرسي قواعدها إلا المتعلمون والمتخصصون في حقول العلم المختلفة ، أما الجهل فيعني الضياع وسوء العاقبة ، والعلم لا يطلب لنأكل به الخبز فإنّ الخبز تكفل خالقه بتوفيره وما على الإنسان إلا أن يهييء أبوابه، أما العلم فليس مكفولاً إلا لطالبيه والراغبين فيه وقد حث الإسلام وأهل البيت D على طلب العلم ـــ أي علم نافع ـــ بشكل مؤكد ومثمر فالأعراض عنه وإهماله أمر مؤسف.
٢٢
[مسألة ٤٠] نشاهد بعض الأباء لا يراقبون المستوى الدراسي لأبنائهم مما خلف عشرات بل مئات من الأطفال في مراحل الابتدائية المتقدمة كــ(السادس الابتدائي) لا يجيدون القراءة والكتابة، فما هو دور الآباء؟
[بسمه تعالى] وهذا تقصير أخر يؤدي إلى نفس النتائج الوخيمة التي ذكرناها آنفاً ومنشأ هذا التقصير غياب الهدف وعدم وضوحه عند أولياء الأمور، وثانياً التقاعس والكسل وعدم الشعور بالمسؤولية، وثالثا الجهل والخلل في التفكير، ورابعا هبوط مستوى الوعي والثقافة العامة لدي المجتمع، فينحرف الفرد مع المجتمع، وإذا عرفنا الأسباب أمكن التفكير في وضع العلاج لها، فإذا كان الهدف عندنا واضحاً وهو بناء مجتمع واع يسير على بصيرة من أمره علمنا أن أول أداة يستند إليها في مسيرته هو العلم فكيف نتخلى عنه وكيف يتسلم قيادة المجتمع مثل هؤلاء؟.
[مسألة ٤١] بعض الصبية يرتادون قاعات ترفيهية خارج بيوتهم وقد تعرض في بعض هذه القاعات أفلام فجور ويبقى هؤلاء الصبية من الصباح وحتى المساء بدون رقيب ولا حسيب من العائلة، فما توجيهكم لذلك؟
[بسمه تعالى] هذه كارثة اجتماعية عظيمة ومرض اجتماعي خطير أن يضيع الولد ويقع في أحضان الرذيلة والفساد ولا يوجد من يسأل عنه ويمد يد العون لإنقاذه ولماذا هذا الإهمال في الأمراض المعنوية بينما يهب الجميع لو أصيب الولد بمرض في جسده وتبذل الأموال الطائلة لإنقاذه، رغم إن المرض المعنوي أي في العقائد والأخلاق والسلوك أفتك وأشد خطراً، قال تعالى وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِO(١) أي من يجني على أخلاق الشخص وعقيدته فيفتنه ويصده عن دينه فان جنايته أعظم من القتل لأن القتل فيه إنهاء للحياة الدنيوية الفانية، أما الفتنة عن الدين ففيها تضييع للحياة الآخرة الباقية، وإن النفس لترخص في سبيل الدين فلماذا يهمله أولياء الأمور بهذه السهولة ويجعلونه آخر شيء يفكرون فيه، إن هذا التقصير جناية على الأولاد وعلى المجتمع وعلى نفس الآباء المقصرين لأن مثل هذا الابن المنحرف سيكون وبالا على أبيه.
[مسألة ٤٢] هناك بعض الآباء يرتادون حانات الخمور مستصحبين معهم أطفالهم.
[بسمه تعالى] لم يكتف هذا الاب الضال أن يخسر دينه بل إنسانيته لأن شارب الخمر يفقد عقله فيعود كالأنعام بل هو أضل سبيلا فلم يكتف بهذا حتى يريد أن يكون ابنه كذلك، إن هذا الفعل من الفتنة عن الدين التي قد علمت أنها أشد من القتل لو كانوا يعلمون.
(١) سورة البقرة : ١٩١.
٢٣
[مسألة ٤٣] بعض الآباء يمنعون بناتهم من الخروج من الدار مطلقاً بدون إيجاد البديل لهن في البيت مما سبب بعض الأمراض النفسية لبعض النساء نتيجة هذا الحجز معللين فعلهم ذلك بأن المرأة عورة ولا يسترها إلا بيتها.
[بسمه تعالى] صحيح إن الأفضل للمرأة جلوسها في بيتها وانه اكمل لها ولمجتمعها، لكن هذا لا ينافي خروجها لمصلحة دينية أو دنيوية كصلة رحم أو المشاركة في الشعائر الدينية أو زيارة أخت مؤمنة، ولا ينبغي أن يطول مكثها في البيت إلى حد الكبت والإضرار بصحتها وبوضعها النفسي، فليس كل الناس على مرتبة واحدة من التحمل والكمال واستيعاب الهدف والتضحية من أجله، كما أن الإضرار بالغير حرام، وإذا أراد لها أن تبقى في البيت فلابد أن يكون البقاء واعيا من خلال القناعة به أولاً واستثماره ثانياً فيما ينفع ومن دون أن يتجاوز الحد فينقلب إلى الضد فكل شيء بقدر قال تعالى إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍO(١)، ويجب أن يعطي لكل شيء حقه فللبدن حق وللنفس حق وللقلب حق وللعقل حق وأي سوء توزيع للحقوق يؤدي إلى اختلال الشخصية وانحراف عن سواء السبيل.
[مسألة ٤٤] بعض الآباء يقومون بتوبيخ وضرب أبنائهم في مجالس عامة، فماذا تنصحون هؤلاء الآباء.
[بسمه تعالى] أن هذا التصرف له انعكاسات سلبية على شخصية الطفل فستتولد في نفسه ما يسمى (بعقدة الحقارة) مما يوجب عنده الخجل من الظهور في المجالس العامة وانسحابه من المجتمع وغيرها من العقد النفسية وكراهية الأب وعدم الشعور بالمودة تجاهه.
إن الأب وإن أتيحت له فرصة تأديب الأولاد ولكن ضمن شروط :
١ ـــ أن يكون الضرب فيه مصلحة للصغير كإصلاحه وتربيته.
٢ ـــ أن يراعي الأب مراحل التأديب بالتدريج فأولا بالحكمة والموعظة الحسنة ثم بالتوبيخ والزجر والتهديد ثم بالضرب غير المبرح ولا الجارح، وهكذا، ولا يجوز له الانتقال إلى مرتبة لاحقة إلا بعد فشل المرتبة السابقة، ولابد أن يكون كل ذلك في السر لا في العلانية ففي الحديث الشريف : (من نصح أخاه سراً فقد زانه، ومن نصح أخاه جهراً فقد هانه)(٢) ونحن نعلم أن إهانة المسلم حرام، أما أن يكون الضرب لأجل التشفي والإذلال وحب التسلط فهذا حرام وعلى الجاني أن يدفع الدية إلى المجني عليه.
(١) سورة القمر : ٤٩ .
(٢) كشف الغمة في معرفة الأئمة : ٣ / ١٤٢.
٢٤
[مسالة ٤٥] بعض الآباء يمازحون زوجاتهم بحضور بعض أبنائهم وقد يكون أحد أبنائهم في دور المراهقة فماذا تنصحون بذلك.
[بسمه تعالى] من الخطأ ممارسة التصرفات الجنسية بين الزوجين أمام الأولاد خصوصا المراهقين فانه يؤدي إلى عدة أخطاء في حياة الصبي : أولها : التعجيل بظهور المشاعر الجنسية لديه في وقت مبكر مما يسبب له مشاكل وهو بعد ليس بعمرها. وثانياً : أن من طبيعة الطفل تقليد الكبار خصوصا والديه فمشاهدته لهذه التصرفات يدفعه إلى ممارستها أمام إخوانه أو أصدقائه ويجره ذلك إلى فعل الفواحش والمنكرات بالتدريج وثالثاً انه سيمقت والديه لأنهما يخالفان علنا الوصايا والتعليمات والآداب التي يعلمانه بها فهم يقولون له إن هذه التصرفات (عيب) وهم يفعلانها وهو لا يعي مشروعية ذلك لأنه يفهم إن مطلق التصرفات الجنسية ممنوعة، ولو كان الآباء على درجة من الثقافة والوعي ويقرأون كتب التربية ولو المختصرة منها ككتاب (من ينقذني) أو (فراشات في مهب الريح) لعرفوا الكثير من أساليبها الصحيحة.
[مسألة ٤٦] بعض النساء المتزوجات تأخذ بكلام أمها حتى على حساب كلام الزوج وتنفذ ما تمليه عليها أمها مما يسبب بعض المشاكل بين المتزوجين.
[بسمه تعالى] هذه من المشاكل الاجتماعية المهمة والتي تتسبب باستمرار في سوء العلاقة بين الزوجين وقد قلت فيما سبق إن من صفات الزوجة الصالحة أنها تشعر زوجها انه هو أبوها وأمها وأهلها، أما أنها تنقل كل صغيرة وكبيرة إلى أمها فتتدخل الأم في ذلك كله وغالبا ما تكون الأم جاهلة منساقة وراء عواطفها وميولها، وتصرفاتها ارتجالية غير عقلائية، كما أن الزوج يرفض هذا النقل للخصوصيات العائلية ويرفض تدخل أهل الزوجة في شؤونه فتحصل النفرة بين الزوجين وانفصام العلاقة بينهما، فكم أم توصي بنتها بما أوصت تلك الإعرابية أبنتها والتي نقلتُ نص وصيتها قبل صفحات. إن الزوج لا يحب أن يكون لأم الزوجة تأثير على زوجته بحيث تمارس معها التوجيهات والأوامر، وهذا لا ينافي مراعاة الزوجة لوظائف بر الوالدين مع أمها وأبيها بل تعطي لكل واحد حقه، وإذا طلبت أمها منها الاطلاع على خصوصياتها مع زوجها فلا تجبها، فليس ذلك من حقها، وهذا أحد معاني الحديث الشريف في صفات الزوجة الصالحة (الذليلة عند زوجها العزيزة عند أهلها) لا العكس كما يحصل كثيراً مما يؤدي إلى فشل العلاقة الزوجية، وهذا نصف الحل المطلوب، والنصف الآخر على الزوج فانه لا ينبغي أن يكون حساسا من عاطفة زوجته تجاه والديها ونزوعها إلى إرضائهم والبر بهم وإدخال السرور عليهم، فليس
٢٥
من المعقول أن يضحيا من أجلها من أول تكوينها حتى تزويجها ثم تلغي كل ذلك ولا ترد بعض الإحسان؟ وهل أن الموقف المرجو من الزوج أن يكون متزمتا هكذا مع أهل زوجته الذين قدموا له أثمن هدية في الوجود وهي الزوجة الصالحة وليعلم الزوج انه كما يريد من زوجته أن تتودد إلى أهله وتكرمهم من أجله وتكبر زوجته في عينيه عندما تفعل ذلك فانه عليه أن يتودد إلى أهلها ويكرمهم بل يحث زوجته على إكرام أهلها ورعايتهم والبر بهم لأن هذا كله عمل معروف فإذا فعلته الزوجة فينبغي أن تكبر في عين زوجها لأنها تتمثل بذلك أوامر الشريعة.والخلاصة انه على الجميع أن يبتعدوا عن الأنانية وحب الذات ويعرضوا أعمالهم وتصرفاتهم على الشريعة الالهية فما وافقها أخذوا به وإن كان على خلاف رغبتهم، وما خالفها نبذوه وتركوه وإن وافق هواهم.
[مسألة ٤٧] يقول بعضهم أن أمي كانت سبب مشاكل كثيرة في بيتنا لأنها تغار من زوجتي ،فكيف أستطيع التوفيق بين أمي وزوجتي حتى لا افقد زوجتي وأعق أمي؟.
[بسمه تعالى] النقطة الرئيسية هنا ما ذكرته ضمن الجواب السابق وهو أن يعرف الجميع حقوقهم وواجباتهم ولو عرف كل واحد حده ولم يتجاوزه لا تحصل مشاكل، فحق الأم على ولدها أن يرعاها ويبر بها ويقضي حوائجها وليس من حقها أن تتشفى بالاعتداء على زوجة ولدها بحيث لا ترضى عليه إلا بظلمها، ولا يجوز للابن أن يظلم زوجته لمجرد إرضاء أمه، فهذا باطل ومعصية، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، كما أن للزوجة حقوقا معينة لا تطالب بأزيد منها، كأن تستغل حب زوجها لها لتثيره على أمه وتحاول الفصل بينهما، والدور الرئيسي هو للزوج إذ عليه أن يكون حازما شجاعا ويعطي لكل واحد حقه من دون تجاوز على حق الآخرين ولا تستفزه الكلمات التي يسمعها من هذا الطرف أو ذاك، فالمؤمن من لا يدخله رضاه في باطل ولا يخرجه غضبه عن حق ـــ كما في الحديث ـــ .
[مسألة ٤٨] بعض الأبناء نراهم يترفعون على آبائهم لأن هؤلاء الأبناء لديهم شهادات أو هم أساتذة فماذا تنصحون هؤلاء الأبناء؟.
[بسمه تعالى] أولاً إن هذه العناوين لا تزيد من قيمة الإنسان إلا بمقدار ما تغرز فيه من أخلاق وحب للمجتمع والتفاني في خدمة الآخرين، أما إذا أصبحت سببا لتكبره واستعلائه على الآخرين فهذه الشهادة وبال عليه وسبب لانحطاطه ، ألم تسمع دعاء الإمام السجاد A : (اللهم أحططني في نفسي درجة كلما رفعتني عند الناس درجة) وكلمة ذلك المكتشف الكبير:
٢٦
إننا كلما نزداد علما نزداد جهلاً لاننا كلما نكتسب معلومة جديدة تنفتح أمامنا مجاهيل جديدة تزيد من عدد المجاهيل التي عندنا وهذا الشعور يعزز التواضع، وفي دعاء الإمام الحسين A : (أنا الجهول في علمي فكيف لا أكون جهولا في جهلي) فهذا الترفع عمن أمر الله تعالى بالتذلل إليهمPوَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراًO(١)، فهو انحطاط وتسافل واستهتار بأهم القيم وأمثلها، والعلم والشهادة يكون وبالاً على صاحبه إذا أدى به إلى هذه النتائج، وإذا أردت المزيد فانهل من سيرة رسول الله t وأهل بيته D وهم أشرف الخلق وسادتهم فالإمام السجاد A كان لا يؤاكل أمه ـــ حسبما روي ـــ خشية أن يأكل لقمة قد سبقت عين أمه إليهاPفَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًاO(٢).
[مسألة ٤٩] هناك زوجة تعمل في دائرة، والزوج رافض لهذا العمل، فهل يحق للزوج أبطالها عن ذلك العمل إذا كان يستطيع تدبير معيشتها.
[بسمه تعالى] لا يجوز للزوجة أن تخرج من بيت زوجها إلا بإذنه وإذا أرادت العمل فلابد أن يكون بقناعة الزوج ورضاه، ومن خرجت من بيت زوجها على خلاف رغبته فإن الملائكة تلعنها حتى تعود ـــ كما في الحديث الشريف ـــ وتوجد تفاصيل مفيدة عن خروج المرأة في كتاب (رفقاً بالرجال يا قوارير).
[مسألة ٥٠] بعض الزوجات يجبرن أزواجهن وذلك من خلال الطلبات العديدة وغير الضرورية مما يسبب مضايقة للزوج لعدم استطاعته توفيرها فماذا تنصحونهن؟
[بسمه تعالى] هذه زوجة غير صالحة لأن من صفات الزوجة الصالحة إنها (قليلة المؤنة كثيرة المعونة) بأن لا تبهض زوجها بالطلبات، وهذه المرأة عكس ذلك، وليس للرجل عذر إذا انصاع لطلباتها، ففي الحديث : (ثلاثة لا يسمع لهم الله تبارك تعالى شكوى يوم القيامة، أحدهم : الزوج على زوجته لان الله تعالى جعل له القيمومة والسلطنة عليها).
[مسألة ٥١] كثير من النساء يضعن المكياج أمام أخ الزوج فما هو الحكم الشرعي بذلك؟.
[بسمه تعالى] لا يجوز إبداء الزينة أمام الأجنبي وأخو الزوج يعتبر أجنبيا على المرأة، وأرجو التوسع في المعلومات في هذا المجال بمراجعة كتاب (أختي انتبهي) ونحوه من الكتب المتخصصة.
(١) سورة الاسراء : ٢٤.
(٢) سورة النساء : ٧٨.
٢٧
العلاقات داخل العائلة
عن الإمام العسكري A : (إن الله تعالى يجزي الوالدين ثوابا عظيما فيقولان : يا ربنا أنّى لنا هذه ولم تبلغها أعمالنا؟ فيقال : هذه بتعليمكما ولدكما القرآن وتبصيركما إياه بدين الإسلام)(١).
عن الإمام الصادق A : (إن المرء يحتاج في منزله وعياله إلى ثلاث خلال يتكلفها وإن لم يكن طبعه ذلك : معاشرة جميلة، وسعة بتقدير، وغيرة بتحصن)(٢).
قال رسول الله t : (إن الله سائل كل راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيعه، حتى يسأل الرجل عن أهل بيته)(٣).
قال أمير المؤمنين علي A : (إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عز وجل فيه، تكثر بركته وتحضره الملائكة وتهجره الشياطين ويضيء لأهل السماء كما تضيء الكواكب لأهل الأرض، وإن البيت الذي لايقرء فيه القرآن ولا يذكر الله عز وجل فيه تقل بركته وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين)(٤).
روي عن النبي t انه نظر إلى بعض الأطفال فقال : (ويل لأولاد آخر الزمان من آبائهم! فقيل : يا رسول الله، من آبائهم المشركين؟ فقال : لا، من آبائهم المؤمنين، لا يعلمونهم شيئا من الفرائض وإذا تعلم أولادهم منعوهم ورضوا عنهم بعوض يسير من الدنيا، فأنا منهم بريء وهم مني براء)(٥).
[مسألة ١] هل يحرم النظر إلى زوجة الأخ إذا كانت بدون جوارب؟
[بسمه تعالى] زوجة الأخ كالنساء الأجنبيات بالضبط ولا فرق بينهما في وجوب ستر تمام البدن إلا ما استثنى في كتب الفقه وهي الوجه والكفان وظاهر القدمين إذا لم يستلزم إظهارها فتنة أو إثارة، وإذا استلزم ذلك، فيحرم إظهار حتى هذه ويحرم حتى النظر إليها.
[مسألة ٢] رجل يشرب الخمر واثناء شربه يمس ويستعمل بعض الاواني فما حكم هذه الأواني؟.
(١) مستدرك الوسائل : ١ / ٢٩٠.
(٢) تحف العقول : ص٢٣٧.
(٣) كنز العمال : ٦ / ١٦.
(٤) مستدرك الوسائل : ٢ / ٦٢٥.
(٥) المصدر السابق : ١٥ / ١٦٤.
٢٨
[بسمه تعالى] الخمر من أعيان النجاسات فإذا لاقت شيئا فانه يتنجس بالملاقاة، يجب تطهيرها قبل استعمالها.
[مسألة ٣] ما حكم صلاة المصلي في الملابس غير المخمسة؟.
[بسمه تعالى] ما دام الخمس قد تعلق بهذه الملابس فالصلاة بها لا تخلو من إشكال لوجود حق الغير فيها وهم مستحقو الخمس، فلا يكون التصرف بها مباحا مع إن من شروط صحة الصلاة إباحة ملابس المصلي، فإذا رتب الشخص سنة خمسية له فيمكن أن يصالحه الحاكم الشرعي ويصحح له عبادته السابقة .
[مسألة ٤] هناك شخص يلعب البليارد والدومنة وبعض اللعب المحرمة، ما حكم من يعطيه المال؟.
[بسمه تعالى] يحرم إعطاء المال له لاحتمال صرفه في هذه الألعاب أما كيفية التعامل معه فقد تقدم جواب ذلك في السؤال الثالث من الباب الأول.
[مسألة ٥] رجل يصلي على سجادة وتربة غير مخمسة فما حكم صلاته؟.
[بسمه تعالى] تقدم جواب مثله في السؤال الثالث من الباب الثاني.
[مسألة ٦] هل يجوز لأفراد الأسرة ان يقلدوا مجتهدا تبعا لتقليد رب الأسرة؟.
[بسمه تعالى] نعم هكذا جرى ديدن المتشرعة فان أفراد الأسرة قاصرين عن الفحص فمن باب حسن الظن برب الأسرة والاطمئنان إلى نقله باعتباره مخبراً ثقة وليس انه من أهل الخبرة ويفترض فيه ان ينصح لهم ويخلص لهم في تقديم النتيجة فان (الرائد لا يكذب أهله) كما قيل في الكلمات المأثورة.
[مسألة ٧] هناك برامج تعرض على الشاشة تكون مثيرة للفتنة عند الرجل وعند المرأة وكذلك تعرض هذه اللقطات بمشاهدة كلا الجنسين لها في داخل العائلة!.
[بسمه تعالى] لا يجوز النظر إلى مثل هذه البرامج مطلقا سواء وجدت امرأة تنظر هي الاخرى أم لا، وتتأكد الحرمة عند اجتماعها على النظر.
إن القلب ليتفطر ألما وهو يسمع إن عوائل المسلمين تجتمع نساء ورجالا ويعرض عليها برامج خليعة ومثيرة للشهوة ولا تتحرك غيرة أحدهم فيكسر ذلك الجهاز اللعين الذي سلب العفة والحياة والغيرة والشهامة والدين والأخلاق من نفوس الناس وأني سأصور لكم هذه الحالة لتلتفتوا إلى قبح هذا العمل، فلو قيل لرب الأسرة إن رجلا بملابسه الداخلية يمر على داركم
٢٩
ويتلصص على نسائكم، لانتفض بغضب، وربما قتل هذا الفاسق الفاجر، فإذا قيل له إن هذا الرجل يريد أن يدخل داركم ويجلس بين نسائكم، فماذا سيفعل؟ هذا هو بالضبط ما يحصل عند مشاهدة العوائل لهذه البرامج والأفلام الخليعة فانه يعني إدخال هؤلاء الفسقة في أوساط العائلات المحتشمة، فانتبهوا يا أولي الألباب لعلكم تفلحون.
[مسألة ٨] ما حكم من لبس ملابس أخيه وصلى بها بدون أذنه؟.
[بسمه تعالى] تقدم أكثر من مرة عدم جواز التصرف في مال الغير إلا بإذنه، نعم يكفي في هذا الاذن إحرازه بالفحوى أي الاطمئنان من حال المالك انه لو علم بهذا التصرف لرضي به ولم يعترض عليه، إذن لا يحتاج إلى استئذانه لفظيا.
[مسألة ٩] هل صبغ الشعر للمرأة (الميش) فيه حرمة، وهل يكون حاجبا عن الوضوء.
[بسمه تعالى] ليس الصبغ (الميش) حراما وليس هو حاجبا عن الوضوء لأنه لا يشكل طبقة عازلة عن الماء وإنما يلون الشعر فقط بالألوان المعروفة.
[مسألة ١٠] ما الحكم لشخص اشترى لعياله (ثلاجة) وهم يشربون منها الماء وكان هو لا يخمس؟.
[بسمه تعالى] يحتاج التصرف فيها على إذن وهم مأذونون إذا كان لهم رأس سنة خمسية، وليدفعوا مبلغا من المال شهريا كرد مظالم إزاء هذا التصرف بأموال غير مخمسة إن قدروا على ذلك.
[مسألة ١١] قد يكون في العائلة شخص قد سُلب توفيقه وصار مبغضا لأهل البيت D فهل النفقة عليه وإكرامه كظيف وتوفير العمل له جائز؟.
[بسمه تعالى] يجب توعية هذا الشخص المريض ورعايته ومعرفة الأسباب وراء انحرافه عن حب أهل البيت D والذي (هو فرض من الله في القرآن أنزله)(١) كما يقول الشاعر في البيتين المشهورين، وإذا لم ينفع معه هذا الأسلوب الكريم وظل معانداً فالزجر والأعراض والتوبيخ أو المقاطعة حتى يثوب إلى رشده .
[مسألة ١٢] هل يجب على المرأة لبس الجوارب أثناء الصلاة؟.
[بسمه تعالى] الواجب على المرأة ستر باطن القدمين سواء بالجوارب أو إطالة العباءة حتى تغطيهما.
(١) مقتطف من ابيات شعر للشافعي، |أخرجه احمد في مسنده : ٦ / ٣٢٣.
رد: سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوب فقه العائلة
[مسألة ١٣] شخص سرق أموالاً من أهله ثم تاب وهو لا يستطيع أن يصارح أهله بهذا الفعل، فما حكم هذه الأموال؟.
[بسمه تعالى] يردها لهم من دون أن يعلمهم بالحال، فيقدمها كهدية في المناسبات أو يعلم باحتياجاتهم لشيء معين فيدفع لهم ثمن شراء ذلك الشيء، وهكذا.
[مسألة ١٤] ما هو التعامل من قبل رب الأسرة إزاء ابنته التي تمتنع عن لبس الحجاب؟.
[بسمه تعالى] تحدثنا في سؤال سابق عن مسؤولية ولي الأمر المضاعفة وصلاحياته الأوسع في تربية أولاده وأمرهم بالمعروف، كإقامة الصلاة والصوم والالتزام بالحجاب، ونهيهم عن المنكر، كالسفور والتبرج، وعليه أن يتبع المراتب المقررة من قبل الفقهاء بهذه الوظيفة الإلهية، فإذا لم ينفع إلا الضرب، فله أن يمارس ذلك، ويستطيع أن يمنعها من الخروج ويقاطعها ويعرض عنها ،والحاصل أن عليه أن يتبع الطريقة المناسبة لردع أهل المنكر عن فعلهم مع توعية هؤلاء وتوجيههم لأن غالب هذه التصرفات المنحرفة عن تعاليم الدين نابعة من الجهل وعدم أدراك المصالح التي تجنيها البشرية من تطبيق الشريعة الالهية، فالخطوة الأولى في الهداية والإصلاح هي بيان ثمار طاعة الله سبحانه ونتائجها الطيبة وقبح نتائج معصية الله سبحانه وسلبياتها على النفس والمجتمع بل على جميع الأجيال.
[مسألة ١٥] هناك بعض فضلات الطعام تنزل خلال غسل الأواني إلى البالوعة فما حكم هذه الفضلات؟.
[بسمه تعالى] ينبغي قدر الامكان عزل فضلات الطعام بمصفاة أو مشبك ونحوهما قبل نزوله إلى المجرى احتراما لنعمة الله سبحانه أو عزل مجمع مياه المطبخ عن مجمع مياه المرافق الصحية.
[مسألة ١٦] هل تجوز الخلوة بين الرجل وزوجة أخيه؟
[بسمه تعالى] زوجة الأخ كباقي النساء الأجنبيات والتعامل معهن جميعا واحد ومنه حرمة الخلوة بها أي اجتماعهما في مكان لا يوجد فيه غيرهما، فيجب على الرجل مغادرة البيت إن لم يكن فيه إلا زوجة أخيه.
[مسألة ١٧] هناك بعض الآباء يجعل أحد أبنائه جاسوسا على أخيه الآخر مما يسبب تفرقة بين الأخوة فما حكم هذا الأب؟.
٣١
[بسمه تعالى] لا أجد مبررا لهذا العمل إذ يفترض أن يسود الأسرة جو المودة والألفة ويتبادلون الثقة والاحترام فما معنى التجسس!.
[مسألة ١٨] غالبا ما يكون الرجل خارج الدار في هذه الأيام للعمل وكسب المعيشة، والأسرة والأطفال تكون تحت رعاية الأمهات، فماذا تنصحون الأمهات؟ وما هي واجباتهن؟.
[بسمه تعالى] توجد نقاط عديدة في هذا المجال في ملحق (رسالة الآباء إلى الأبناء) وفي كتاب (من ينقذني) الخاص بتعليم الآباء والأمهات كيفية تربية أولادهم ورعايتهم، وبالنسبة لهذه الرسالة الموجهة إلى الآباء والأمهات، ارجو من كل واحد أن يعلقها في بيته ليدقق تصرفاته عليها ويكتشف مقدار ما هو مطبق منها.
[مسألة ١٩] بعض الآباء يرى أن الكلام مع أطفاله وعائلته نوع من التنازل، فماذا تقولون لهؤلاء الآباء؟.
[بسمه تعالى] في الحديث الشريف : (من كان عنده صبي فليتصابي له)(١) أي يصبح صبيا مثله بأن يلاعبه ويلاطفه ويجاريه في حركاته، وهكذا كان يفعل رسول الله t مع سبطيه الحسن والحسين (عليهما السلام) فيركبان على ظهره وهو يسير فيقول أصحابه : دعنا نحملهما عنك يا رسول الله t فيقول : نعم الجمل جملهما ونعم الراكبان هما(٢)، وكان t يجلس أطفال المسلمين في حجره وربما بال بعضهم في حجره t فينهره أهله لكنه t لا يرضى عليهم ويقول لهم دعوه حتى يكمل ثم يقوم t فيغير ملابسه ويتطّهر. ويقول t : (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)(٣). فأين تصرف هؤلاء من هذا الأدب الرفيع؟ إنها الروح الجاهلية التي ترى من البطولة والعنفوان ظلم الأهل وتشنج العلاقات معهم وممارسة التسلط والاستعلاء والقسوة .
[مسألة ٢٠] بعض الآباء يقومون بضرب أبنائهم وعلى أتفه الأسباب، مما يجعل الأبناء منطوي الشخصية، فماذا تنصحون الآباء؟.
[بسمه تعالى] لا يجوز للأب فعل ذلك وعليه الدية إذا فعل لكل ضربة دية خاصة فإذا أحمر الوجه كان عليه مقدار وإذا ازرقّ كان عليه دية غيره، وهكذا، فليتق الله فقد أوصى رسول الله t قائلاً : (اتقوا الله في الضعيفين، المرأة واليتيم)(٤) بل مطلق الطفل الذي يفتح عينيه على الحياة من خلال أبيه وأمه، فكيف سيستقبلها إذا تصرف معه أبوه
(١) وسائل الشيعة : ١٥ / ٢٠٣.
(٢) ينابيع المودة للقندوزي : ٢ / ٢٢٠.
(٣) السنن الكبرى للبيهقي : ٧ / ٤٦٨.
(٤) وسائل الشيعة : ١٤ / ١١٩.
٣٢
هكذا، إن منشأ هذه التصرفات، الأنانية وحب التسلط على الآخرين والفرعونية، فكل نفس إنسانية تقول (أنا ربكم الأعلى) فان استطاع بلطف الله كبح جماحها أفلح ونجا وإلا كان منحرفا في تصرفاته ولما لم يجد منفذا لها خارج الدار فتراه يبرزها داخله.
[مسألة ٢١] ما هو توجيهكم للشبّان الذي يمرّون بدور المراهقة فتيانا وفتيات في خضم الدعايات الإعلامية الغربية الكافرة لحرف الشباب المؤمن عن عقيدته وإسلامه؟
[بسمه تعالى] أول سلاح يحمله الشاب هو الإيمان الراسخ بالله تعالى وأن يكون هدفه رضاه في كل تفاصيل حياته وأن يعاشر القرآن ويؤدي فرائضه في أوقاتها، ومن الضروري أن تؤدى جماعة في المسجد وأن يختار قرناء صالحين ويتجنب بشدة أقران السوء وأن يعطي من وقته لقراءة الكتب النافعة الأخلاقية والعقائدية والفقهية، إذا أراد أن يُروَّح عن نفسه ويجدّد نشاطه من دون افراط يؤدي إلى الضياع واللهو الباطل وأن يستفيد من خبرة الكبار ويتصل بالحوزة الشريفة ليزداد بصيرة في أموره ولا تأخذه الفتن يمينا وشمالا فيأخذ منهم ما يعينه على التمسك بعقيدته وأخلاقيته، ويرد به الشبهات والأباطيل، وليقرأ الكتب التربوية كالتي ذكرناها وكتاب (الطفل بين الوراثة والتربية) للفلسفي، والخلاصة أن يكون هادفا في حياته طالبا للفوز بما عند الله تبارك وتعالى حاملا لهمّ أمته ومجتمعه.
[مسألة ٢٢] هناك في بعض العوائل يستخدمون السباب الفاحش فيما بينهم وأثناء الشجار وبدون حرمة للنساء اللواتي يوجدن داخل الدار؟.
[بسمه تعالى] نهى القرآن الكريم عن ذلك بقوله تعالىوَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِO(١)، ويزداد الأمر سوءاً عندما تطرح هذه الكلمات البذيئة بمحضر النساء مما يُقلَّل من الحياء وينشر الفاحشة ويسلب بهاء الوجه ونوره وتوجد تفاصيل أخرى في الحلقة الأولى من (ظواهر اجتماعية منحرفة).
علاقة العوائل فيما بينها
(١) سورة الحجرات : آية ١١.
٣٣
عن الإمام الصادق A قال: (كل من لم يحب على الدين، ولم يبغض على الدين، فلا دين له)(١).قال رسول الله t : (حرم الله دم المؤمن، وماله، وسوء الظن به)(٢).
قال رسول الله t : (لا تتبعوا عثرات المسلمين فإنه من تتبع عثرات المسلمين، تتبع الله عثرته، ومن تتبع الله عثرته يفضحه)(٣).
عن الإمام زين العابدين A قال : (حق جارك، احفظه غائبا، وأكرمه شاهدا، وانصره إذا كان مظلوما، ولا تتبع له عورة، فإن علمت عليه سوءاً سترته عليه، وإن علمت إنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه، ولا تسلمه عند شديدة، وتقيل عثرته وتغفر ذنبه، وتعاشره معاشرة كريمة.
وعنه A : حق أهل ملتك إظهار السلام لهم والرحمة بهم والرفق بمسيئهم وتألفهم واستصلاحهم وشكر محاسنهم وكف الأذى عنهم وأن تحب لهم ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك)(٤).
[مسألة ١] هل يجوز الزواج من السافرة المتبرجة على أمل أن يتم إصلاحها في المستقبل؟.
[بسمه تعالى] يحبب إحراز صلاحها واستقامتها على الطريقة الحسنة قبل الزواج منها فان من سعادة المؤمن أن يحظى بمؤمنة تؤنسه وتعينه على طاعة الله ومتطلبات الحياة، لا أن يبتلى بامرأة تتعبه لكي يصلحها وقد تفسده قبل أن يصلحها، وهل انعدمت المؤمنة العفيفة الشريفة حتى نجلب لأنفسنا هذا التعب، ثم إن مثل هذه مشمولة بالتحذير الشريف : (إياكم وخضراء الدمن، قيل يا رسول الله t ومن هي خضراء الدمن، قال المرأة الحسناء في منبت السوء)(٥).
[مسألة ٢] بعض الأصدقاء وهم من الثقاة يزورون صديقا لهم في داره، ويخرج صديقهم صاحب الدار ويترك هؤلاء الثقاة مع زوجته بعد خروجه ،فهل هذا جائز ؟.
[بسمه تعالى] لا يجوز له فعل ذلك فهذا عمل قبيح من عدة جهات : أوّلها : إنها من الخلوة بالأجنبية، وهؤلاء (الثقاة) كيف جاز لهم البقاء مع الزوجة في الدار. وثانيا : إنها منشأ للتهمة وسوء الظن. وثالثها : إن الشيطان متربص بالإنسان حتى (الثقاة) فهذا العمل فيه فتح لمنفذ عظيم من منافذ الشيطان، وإني أتحدى هؤلاء (الثقاة) أن لا يكون قد مر في خاطرهم هاجس
(١) لكافي : ٢ / ١٢٧.
(٢) بحار الأنوار : ٧٦ / ٧١.
(٣) وسائل الشيعة : ١١ / ٤٤٠.
(٤) تحف العقول : ص٢٦٦.
(٥) وسائل الشيعة : ١٤ / ١٩.
٣٤
الشيطان في مثل هذه الحالات، وهذا أوّل الشر، نستعيذ بالله من مزالق الشيطان، وخدعه وغروره، وكيف استساغ هؤلاء (الثقاة) البقاء في داره وهو خارج الدار، فهل هذا من الإنصاف والمروءة، وهل هذا جزاء إحسانه إليهم، فلو كانوا (ثقاة) وملتزمين بآداب الإسلام لرفضوا البقاء حتى لو أذن لهم في ذلك.
[مسألة ٣] هل يجوز الدخول إلى بيت الأخ مع عدم وجوده؟.
[بسمه تعالى] هنا نلاحظ أكثر من جهة :
١ ـــ إذنه بالدخول باعتباره صاحب الدار.
٢ ـــ وجود شخص آخر في الدار غير زوجته لحرمة الاختلاء بالأجنبية كما تقدم.
[مسألة ٤] هل يجوز الزواج من امرأة متبرجة ؟.
[بسمه تعالى] لا تؤتمن مثلها على هذا الرباط المقدس، إلا أن تعود إلى السلوك الإسلامي النظيف والطاهر العفيف ،وماذا تريد من تبرجها أمام الرجال إلا الفات نظرهم إليها وسقوطهم في حبائلها، وماذا ستكون النتيجة! افتراسها من قبل بعض هؤلاء الذئاب الطوامح، وعندئذ تنتفض الغيرة في عروق ذويها ، فهلا أرشدتهم غيرتهم إلى سد أبواب الفساد من أول الأمر قبل وقوع هذه النتائج الفضيعة!.
[مسألة ٥] هل يجوز أن يدخل أهل الفسوق كشاربي الخمر كضيوف على أقاربهم؟.
[بسمه تعالى] تقدم الجواب على مثله من ضرورة ممارسة وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معهم بالأساليب المناسبة من التوعية والمواعظ أو الزجر والتوبيخ، أو المقاطعة ومن دون ذلك فان التساهل معهم وغض النظر عن فعلهم القبيح هذا جناية كبيرة وباب للشر وهذا الكلام بالنسبة لشكل العلاقة معهم، أما استضافتهم فمرفوضة أكيدا إلا إذا توقف إصلاحهم عليها.
[مسألة ٦] ما حكم الفتاة الممتثلة للحجاب الشرعي وتكون صديقتها متبرجة؟ وهل تقطع علاقتها معها أم لا؟.
[بسمه تعالى] لتطبق معها الأسلوب المناسب لردعها عن المنكر سواء بالمقاطعة أو المصاحبة، وقد تقدمت بعض الأفكار المرتبطة بالسؤال، كما يجب على المحجبة أن تهتم بسمعتها وشرفها، فإذا كان هذا الاصطحاب يغير شيئا من ذلك وجب تركه، وينبغي للمحجبة أن تكون بدرجة من
٣٥
الوعي والالتزام وحسن السيرة بحيث إنها تؤثر تلقائيا في غير المحجبات، وإن لم تتكلم بلسانها تطبيقا للحديث : (كونوا لنا دعاة صامتين)(١).
[مسألة ٧] بعض العوائل تقتني الأثاث المغصوب أو مجهول المالك فما حكم هذا الأثاث من جهة استعمال الآخرين له؟.
[بسمه تعالى] قلنا في جواب سابق بحرمة التصرف في مال الغير إلا بإذنه فلا يجوز اقتناء الأثاث المغصوب والمجهول المالك، وإذا تورط به جهلا فعليه أن يبذل كل ما بوسعه للوصول إلى المالك واسترضائه وإذا تعذر ذلك فليستأذن من الحاكم الشرعي. أن من صفات المؤمن أنصاف الناس من نفسه وقد ورد في الحديث : (اجعل نفسك ميزانا في ما بينك وبين الناس وأحبب لهم ما تحب لها واكره لهم ما تكره لها)(٢)، فهل يرضى أحد أن يغصب الناس أثاثه ويتصرفون فيه أم يدعو عليهم باللعن والويل والثبور.
[مسألة ٨] توجد في بعض الدور صور مثيرة للشهوة فهل يجب على غير المالك إتلافها؟
[بسمه تعالى] إذا لم يتصد المالك لإتلافها فيجب على غيره إبعادها عن النظر بتغييبها ونحوه، فإذا لم يمكن دفع شرها إلا بالاتلاف فليتلفها.
[مسألة ٩] بعض الآباء يسمحون لبناتهم البالغات بتقديم الشاي والماء للضيوف والأصدقاء، فهل يجوز ذلك؟.
[بسمه تعالى] في هذا إفساد لهم ولهن وذهاب للغيرة والحياء وباب واسع للوقوع في الانحراف المؤدي إلى الفاحشة، وفي كتاب (رفقا بالرجال . . . يا قوارير) معلومات نافعة في هذا المجال.
[مسألة ١٠] هناك اختلاط بين بعض العوائل يتعدى إلى المزاح بين النساء والرجال الأجانب، فما حكم هذا الفعل؟.
[بسمه تعالى] نفس الجواب السابق .بل الأمر هنا اكثر سوءاً وأشد مرارة وإلى الله المشتكى. إن من صفات المؤمنة : الحشمة، والوقار، والعفاف، وعدم التبذل إلا لزوجها، فما معنى المزاح وتبادل الضحكات مع غير الزوج؟! إنه باب واسع للفساد والانحراف والفاحشة، أعاذنا الله.
[مسألة ١١] هناك بعض النساء يقفن في باب الدار دون مراعاة الحشمة وبمنظر من الجيران والمارة؟.
(١) (عن أبي عبد الله جعفر بن محمد A انه قال في حديث : اوصيكم بتقوى الله والعمل بطاعته واجتناب معاصيه واداء الامانة لمن ائتمنكم وحسن الصحابة لمن صحبتموه وان تكونوا لنا دعاة صامتين. فقالوا يا بن رسول الله وكيف ندعو اليكم ونحن صموت؟ قال : تعملون بما امرناكم به من العمل بطاعة الله وتتناهون عن معاصي الله، وتعاملون الناس بالصدق والعدل وتؤدن الامانة وتامرون بالمعروف وتنهون عن النكر ولا يطلع الناس منكم الا على خير فإذا رواوا ما انتم عليه عملوا افضل ما عندنا فتنازعوا إليه). (مستدرك الوسائل : ١ / ١١٦).
(٢) نهج البلاغة : ٣ / ٤٥. من وصية أمير المؤمنين A للإمام الحسن A.
٣٦
[بسمه تعالى] يوجد جوابه ضمن الفقرة الثالثة من ملحق (ظواهر سلبية يجب على العوائل الالتفات إليها).
[مسألة ١٢] بعض النساء يقمن باختلاق مشكلة مع جيرانهن ولو على شجار الأطفال، وتبدأ معركة بالصياح وبمنظر الرجال الأجانب وينتهي بصراع الأزواج المميت غالبا، والمدمي أحيانا، فماذا تنصحون هؤلاء؟.
[بسمه تعالى] هذه من الظواهر السلبية الموجودة في مجتمعنا وهي متأصلة فيه فلا يمكن حلها بالكتابة على الورق وتسطير الكلمات، بل لابد من أن تكتسب هذه الكلمات فاعليتها على يد المخلصين من أبناء المجتمع الغيورين عليهم، فانه من المؤلم والمقرح للقلوب ما نشاهده من حصول صراعات دامية تزهق فيها النفوس وتسيل فيها الدماء وتتلف الأموال وتبقى الضغائن في القلوب تتوارثها الأجيال كالنار تحت الرماد يهيجها أي عارض لأسباب تافهة لا تعدو خلافا بين أطفال أو احتكاك بسيط بينهم كان يمكن تداركه بسهولة لو اتخذ الطرفان موقفا عقلائيا ونظروا إلى المسألة نظرة طبيعية فان من شأن الأطفال أن يتنازعوا ويختلفوا ويتشاجروا والرد العقلائي أن تسحب كل عائلة ابنها وتلومه وتعاتبه وتردعه لأن من حقوق الجار احترامهم وكف الأذى عنهم، بل في الحديث : (ليس حسن الجوار أن تكف أذاك عنهم، ولكن حسن الجوار صبرك على الاذى)(١) فهذا موقف مطلوب مع جميع الناس، بل حسن الجوار أن تتحمل أذاهم، فاذا فعلت كل عائلة ذلك لم تتطور المشكلة بل يعتذر كل من الطرفين إلى الآخر ويعتبر ابنه هو المسيء، لكن الذي يحصل أن أم كل من الولدين تخرج مولولة تدعو بالويل والثبور لما أصاب ولدها ولو كان ظالما,ً وكلما أجادت تصوير هذه المسرحية فإنها تعتبر نفسها منتصرة على جارتها، ولا تكتفي بذلك بل تستثير عصبية الرجل وتصفه بالجبن والخور والأنوثية إن لم يهب لنصرتها وهو الآخر لا يقل جهلا عنها فبدلا من أن يلطمها على وجهها ويردها إلى البيت ويمنعها من هذا الخروج المشين تنتفض عصبيته بكل حيوانية ليغسل عن نفسه (عار) هذه الأوصاف المشينة التي كالتها زوجته له فيظهر لها بطولته بالاعتداء على الجار ويفعل الآخر نفس الشيء وهكذا تتطور المشكلة وتتصاعد وينتصر كل فريق لصاحبه ويحصل ما يحصل بسبب الانصياع للشيطان وللنفس الأمارة بالسوء متناسين قوله تعالى إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءO(٢) وفي حديث : (إن الغضب جمرة من جهنم)، فيجب إطفاؤها بالتعقل والهدوء وسعة الصدر وذكر الله تبارك وتعالى، فمن الذي يتحمل مسؤولية هذه
(١) وسائل الشيعة : ٨ / ٤٨٤.
(٢) سورة المائدة : ٩١.
٣٧
الخسائر التي تحصل؟ وإذا سألهم الله تبارك وتعالى يوم القيامة لماذا اقتتلتم؟ بماذا تجيبون؟ فلابد من الوقوف بحزم أمام هذه الأمراض الاجتماعية الوبيلة وان يعي الناس واجباتهم ومسؤولياتهم مع الآخرين وإذا سمى أولياء الشيطان هذا (عارا) فليكن ، فان الإمام الحسين A يقول : (العار أولى من دخول النار). ومن الغريب أن لا تنتفض عصبية هؤلاء حينما يعصى الله تبارك وتعالى ويقتتلون من اجل أهوائهم، قال الله تعالى في صفة هؤلاء إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَO(١).
الملحق
يتضمن :
١ ـــ رسالة الآباء إلى الأبناء.
٢ ـــ ظواهر سلبية يجب على العوائل الالتفات إليها.
٣ ـــ مسائل متفرقة.
٤ ـــ نص فتوى المجلات الخليعة.
نص رسالة الآباء إلى الأبناء
(١) سورة الفتح : ٢٦.
٣٨
بعض النقاط المهمة التي لخصت من كتيب (فراشات في مهب الريح) والتي لها دور في صقل شخصية ابنك الصغير .الأوّلى : انتبه إلى كلماته التي يطلقها في البيت وبين له القيّم منها والنافع.
الثانية : علّمه على احترام اخوته الكبار وجيرانه وعدم الإساءة للآخرين.
الثالثة : علّمه كيف يجلس في مجالس الكبار، وأن لا يتكلم إلا إذا سئل أو أذن له.
الرابعة : أعطه بعض الهدايا ـــ ولتكن فكرية مثل مكعبة بناء أو قصة مفيدة ـــ إن استطاع تأدية بعض الأمور التي فيها جانب ديني ـــ كحفظ آية قصيرة مثلاً ـــ وإن لم تكن هناك هدية فاشكره واثني عليه وشجعه باسلوب لطيف كأخذه في نزهة أو زيارة الاقارب.
الخامسة : علّمه حفظ القصائد من القريض أو الشعبي الخاصة بثورة الحسين A والأئمة D وكافئه عليها.
السادسة : لا تستهزئ به إن طرح عليك أمرا معينا أو اقتراحاً، بل اهتم به وبأفكاره.
السابعة : إبتدئهُ بالكلام ولا تتردد فاني أرى كثيراً من الآباء تكون العلاقة بينهم وبين أبنائهم كما أستطيع أن اسميها أن صح التعبير (جامدة) وهذا خطأ يقعون به فقد يضطر. ذلك الإبن أن يشكو همومه وما يخالجه إلى أصدقائه، وغالبا ما يكون الصديق منحرف التفكير فيؤدي إلى فساد ابنك وعلى العكس إن كنت منفتحا مع ابنك فهذا سيؤدي به إلى ما يدور في نفسه، وهذا هو المهم.
الثامنة : لا تحاول توبيخه أو إهانته إذا اخطأ أمام اخوته فضلا عن توبيخه أمام الآخرين وهذا ما أشاهده كثيراً وهو ليس أسلوبا تربويا، بل حاول أن تتفرد به وتبين له ما أخطأ به .
التاسعة : احترم سؤاله إذا سأل وان كان سؤاله في نظرك تافها، وأجبه عليه حتى لو كان محرجا بأسلوب تربوي أخلاقي لا ينافي مستواه العقلي ،ولا تتردد في الجواب ،وإن عجزت فأجّل جوابه إلى اليوم التالي بعد اختيار العبادات المناسبة والتأكُّد من الجواب من بعض أهل الاختصاص، فإن نسي السؤال فابدأ بتذكيره وأعطه الجواب بعد ذلك.
العاشرة : خذه معك إلى مجالس العزاء الحسيني فهو في هذه السن يكون متوقد التفكير فركز على مسألة الحسين العقائدية وبّين له ما جرى على الحسين وبيّن أهداف الحسين A من الثورة كتركيزك على الجوانب المهمة في الثورة (كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو عدم الرضا بالظلم والظالمين). وما إلى ذلك .
٣٩
الحادية عشر : إذا اخطأ ولدك فيجب ردعه بمقدار خطئه حتى لا تقع في ظلمه، فمثلا بعض الأمور لا تحتاج منك إلى أن تزجره، بل مجرد النظر إليه بحدة، فيعرف خطأه، وبعضها الآخر يحتاج إلى أن تزجره ببعض الكلمات والتي يجب أن لا تكون جارحة، ولا تلجأ إلى أسلوب الضرب فانه من الأساليب الخاطئة واللا تربوية، وبعد ردعه بيّن له خطأه وعلاجه.الثانية عشر : الاب قدوة لابنه ينظر أليه في جميع تصرفاته فيقلده فيها، فلتكن تصرفاتك وفق موازين ثابتة وغير قابلة للتغيير فلا تنهه عن شيء ويراك فاعلا له بعد ذلك .
الثالثة عشر : لا تعده بشيء لا تستطيع فعله فيظن انك كذبت عليه أو استغفلته.
الرابعة عشر : أحنو عليه وقبله وليستشعر منك الرحمة والقرب دائما وأعطه قسطا من وقتك القليل.
الخامسة عشر : إذا عدت إلى الدار فلتكن في يدك هدية ولو متواضعة جدا كالحلوى أو النستلة لأنها تدنيه إليك أكثر.
السادسة عشر : علّمه على تنظيم وقته بصورة جيدة فاجعل أوقات لعبه في ساعات معينة وأوقات تحضيره في وقت ثابت كذلك وعلّمه النوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً.
السابعة عشر : اجعل له برنامجا تعلّمه فيه حفظ آيات من القرآن وكذلك أساسيات المذهب كتعليمه أصول الدين وفروعه.
الثامنة عشر : علّمه على الصلاة خلفك وفي كل صلاة وكذلك علّمه الوضوء.
التاسعة عشر : اعزل غرفته لوحده إن استطعت وذلك ليشعر بالاستقلالية وإلا فليكن سرير منامه لوحده وله مكان خاص لوضع حاجياته.
العشرون : إذا طلب منك شيئا له كــ(لعبة) مثلا وأنت لا ترى في شرائها مصلحة بيّن له سبب عدم الشراء، وكذلك إن كنت لا تستطيع شراءَها بيّن له ذلك بأساليب تربوية وصحيحة نوعا ما.
الحادية والعشرون : اقرأ عليه القصص النافعة والمفيدة والتربوية إن كان لا يقرأ وان كان يقرأ فدعه يقرأ بنفسه، وبعد ذلك سله عما استفاد من هذه القصة وأبدا بتقييم آرائه.
الثانية والعشرون : علّمه كيف يكون ذا شخصية أمام أقرانه وأصدقائه وأن يعفو عمن أساء له ولا يظهر لهم إلا خيرا.
٤٠
الثالثة والعشرون : حمّله بعض المسؤوليات البيتية التي تتناسب مع سنه، واشكره على تأديتها إن أتى بها على الوجه الصحيح، ولا توبخه إن اخطأ بل علّمه على العزم على العود في تأدية نفس العمل وبالشكل الصحيح، ولا تثقل عليه بالمسؤوليات.الرابعة والعشرون : اجعل له هواية مفيدة تنمي قابليته العقلية والجسدية.
الخامسة والعشرون : غض النظر عن بعض التصرفات التي تظن إنها تغتفر.
السادسة والعشرون : راقبه ولا تحاسبه على كل صغيرة وكبيرة إلا التي تراها تؤدي إلى مفاسد أخلاقية بعد ذلك .
السابعة والعشرون : مراقبة المستوى العلمي والثقافي لابنك وسؤاله عن دروسه وخصوصا درس اللغة العربية والإسلامية.
الثامنة والعشرون : حاول قراءة كتبه والاطلاع على الأمور التي فيها إفساد للعقيدة وإعلامه بفسادها.
التاسعة والعشرون : حاول مذاكرة بعض الدروس له مع بيان طريقة الدراسة.
الثلاثون : حاول أن تتصل بأحد معلميه ممن تثق بدينهم وتطلب منه الاهتمام به حال تواجده في المدرسة.
الحادي والثلاثون : مسألة التأكيد على الكتابة للمواضيع والقراءة لبعض الدروس أمامك شخصيا، فأني أرى بعض التلاميذ وهم في المرحلة الخامسة من الدراسة الابتدائية غير قادرين على كتابة حتى أسمائهم، فضلا عن ذلك فانه لا يستطيع قراءة جملة بصورة صحيحة، وقد يكون غير قادر بتاتا حتى على التهجي، وقد ذكرت هذا في إحدى محاضراتي للناس أن هذه النتيجة تسهل مهمة أعداء الإسلام وهدفهم واضح وهو القضاء على المجتمع من خلال القضاء على طليعته وأطفاله وجعلهم أناساً جهلة، وبالتالي يمكن السيطرة عليهم بسهولة وإفشاء الفساد ونشر العقائد الفاسدة المحرفة، فهل يعلم المعلمون ويدركون هذا الخطر؟!! وأنا لله وأنا إليه راجعون.
الثانية والثلاثون : حاول أن لا تجعله يتأخر خارج البيت بعد انتهاء الدوام بل تطالبه بالرجوع مباشرة بعد إنهاء دروسه.
الثالثة والثلاثين : هناك من الأشخاص من يحاول أن يهبط من قيمة الدراسة والشهادة من الأقارب وغيرهم، فحاول أن ترفع لدى ابنك قيمة الشهادة والعلم والتعلم.
٤١
أن التدني في المستوى العلمي عند أبنائنا ناشئ عن تخلي الآباء عن دورهم أولا فهم يجعلون من أبنائهم لقمة سائغة وفريسة سهلة لأعدائنا من خلال إهمال الجانب الدراسي متذرعين
[بسمه تعالى] يردها لهم من دون أن يعلمهم بالحال، فيقدمها كهدية في المناسبات أو يعلم باحتياجاتهم لشيء معين فيدفع لهم ثمن شراء ذلك الشيء، وهكذا.
[مسألة ١٤] ما هو التعامل من قبل رب الأسرة إزاء ابنته التي تمتنع عن لبس الحجاب؟.
[بسمه تعالى] تحدثنا في سؤال سابق عن مسؤولية ولي الأمر المضاعفة وصلاحياته الأوسع في تربية أولاده وأمرهم بالمعروف، كإقامة الصلاة والصوم والالتزام بالحجاب، ونهيهم عن المنكر، كالسفور والتبرج، وعليه أن يتبع المراتب المقررة من قبل الفقهاء بهذه الوظيفة الإلهية، فإذا لم ينفع إلا الضرب، فله أن يمارس ذلك، ويستطيع أن يمنعها من الخروج ويقاطعها ويعرض عنها ،والحاصل أن عليه أن يتبع الطريقة المناسبة لردع أهل المنكر عن فعلهم مع توعية هؤلاء وتوجيههم لأن غالب هذه التصرفات المنحرفة عن تعاليم الدين نابعة من الجهل وعدم أدراك المصالح التي تجنيها البشرية من تطبيق الشريعة الالهية، فالخطوة الأولى في الهداية والإصلاح هي بيان ثمار طاعة الله سبحانه ونتائجها الطيبة وقبح نتائج معصية الله سبحانه وسلبياتها على النفس والمجتمع بل على جميع الأجيال.
[مسألة ١٥] هناك بعض فضلات الطعام تنزل خلال غسل الأواني إلى البالوعة فما حكم هذه الفضلات؟.
[بسمه تعالى] ينبغي قدر الامكان عزل فضلات الطعام بمصفاة أو مشبك ونحوهما قبل نزوله إلى المجرى احتراما لنعمة الله سبحانه أو عزل مجمع مياه المطبخ عن مجمع مياه المرافق الصحية.
[مسألة ١٦] هل تجوز الخلوة بين الرجل وزوجة أخيه؟
[بسمه تعالى] زوجة الأخ كباقي النساء الأجنبيات والتعامل معهن جميعا واحد ومنه حرمة الخلوة بها أي اجتماعهما في مكان لا يوجد فيه غيرهما، فيجب على الرجل مغادرة البيت إن لم يكن فيه إلا زوجة أخيه.
[مسألة ١٧] هناك بعض الآباء يجعل أحد أبنائه جاسوسا على أخيه الآخر مما يسبب تفرقة بين الأخوة فما حكم هذا الأب؟.
٣١
[بسمه تعالى] لا أجد مبررا لهذا العمل إذ يفترض أن يسود الأسرة جو المودة والألفة ويتبادلون الثقة والاحترام فما معنى التجسس!.
[مسألة ١٨] غالبا ما يكون الرجل خارج الدار في هذه الأيام للعمل وكسب المعيشة، والأسرة والأطفال تكون تحت رعاية الأمهات، فماذا تنصحون الأمهات؟ وما هي واجباتهن؟.
[بسمه تعالى] توجد نقاط عديدة في هذا المجال في ملحق (رسالة الآباء إلى الأبناء) وفي كتاب (من ينقذني) الخاص بتعليم الآباء والأمهات كيفية تربية أولادهم ورعايتهم، وبالنسبة لهذه الرسالة الموجهة إلى الآباء والأمهات، ارجو من كل واحد أن يعلقها في بيته ليدقق تصرفاته عليها ويكتشف مقدار ما هو مطبق منها.
[مسألة ١٩] بعض الآباء يرى أن الكلام مع أطفاله وعائلته نوع من التنازل، فماذا تقولون لهؤلاء الآباء؟.
[بسمه تعالى] في الحديث الشريف : (من كان عنده صبي فليتصابي له)(١) أي يصبح صبيا مثله بأن يلاعبه ويلاطفه ويجاريه في حركاته، وهكذا كان يفعل رسول الله t مع سبطيه الحسن والحسين (عليهما السلام) فيركبان على ظهره وهو يسير فيقول أصحابه : دعنا نحملهما عنك يا رسول الله t فيقول : نعم الجمل جملهما ونعم الراكبان هما(٢)، وكان t يجلس أطفال المسلمين في حجره وربما بال بعضهم في حجره t فينهره أهله لكنه t لا يرضى عليهم ويقول لهم دعوه حتى يكمل ثم يقوم t فيغير ملابسه ويتطّهر. ويقول t : (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)(٣). فأين تصرف هؤلاء من هذا الأدب الرفيع؟ إنها الروح الجاهلية التي ترى من البطولة والعنفوان ظلم الأهل وتشنج العلاقات معهم وممارسة التسلط والاستعلاء والقسوة .
[مسألة ٢٠] بعض الآباء يقومون بضرب أبنائهم وعلى أتفه الأسباب، مما يجعل الأبناء منطوي الشخصية، فماذا تنصحون الآباء؟.
[بسمه تعالى] لا يجوز للأب فعل ذلك وعليه الدية إذا فعل لكل ضربة دية خاصة فإذا أحمر الوجه كان عليه مقدار وإذا ازرقّ كان عليه دية غيره، وهكذا، فليتق الله فقد أوصى رسول الله t قائلاً : (اتقوا الله في الضعيفين، المرأة واليتيم)(٤) بل مطلق الطفل الذي يفتح عينيه على الحياة من خلال أبيه وأمه، فكيف سيستقبلها إذا تصرف معه أبوه
(١) وسائل الشيعة : ١٥ / ٢٠٣.
(٢) ينابيع المودة للقندوزي : ٢ / ٢٢٠.
(٣) السنن الكبرى للبيهقي : ٧ / ٤٦٨.
(٤) وسائل الشيعة : ١٤ / ١١٩.
٣٢
هكذا، إن منشأ هذه التصرفات، الأنانية وحب التسلط على الآخرين والفرعونية، فكل نفس إنسانية تقول (أنا ربكم الأعلى) فان استطاع بلطف الله كبح جماحها أفلح ونجا وإلا كان منحرفا في تصرفاته ولما لم يجد منفذا لها خارج الدار فتراه يبرزها داخله.
[مسألة ٢١] ما هو توجيهكم للشبّان الذي يمرّون بدور المراهقة فتيانا وفتيات في خضم الدعايات الإعلامية الغربية الكافرة لحرف الشباب المؤمن عن عقيدته وإسلامه؟
[بسمه تعالى] أول سلاح يحمله الشاب هو الإيمان الراسخ بالله تعالى وأن يكون هدفه رضاه في كل تفاصيل حياته وأن يعاشر القرآن ويؤدي فرائضه في أوقاتها، ومن الضروري أن تؤدى جماعة في المسجد وأن يختار قرناء صالحين ويتجنب بشدة أقران السوء وأن يعطي من وقته لقراءة الكتب النافعة الأخلاقية والعقائدية والفقهية، إذا أراد أن يُروَّح عن نفسه ويجدّد نشاطه من دون افراط يؤدي إلى الضياع واللهو الباطل وأن يستفيد من خبرة الكبار ويتصل بالحوزة الشريفة ليزداد بصيرة في أموره ولا تأخذه الفتن يمينا وشمالا فيأخذ منهم ما يعينه على التمسك بعقيدته وأخلاقيته، ويرد به الشبهات والأباطيل، وليقرأ الكتب التربوية كالتي ذكرناها وكتاب (الطفل بين الوراثة والتربية) للفلسفي، والخلاصة أن يكون هادفا في حياته طالبا للفوز بما عند الله تبارك وتعالى حاملا لهمّ أمته ومجتمعه.
[مسألة ٢٢] هناك في بعض العوائل يستخدمون السباب الفاحش فيما بينهم وأثناء الشجار وبدون حرمة للنساء اللواتي يوجدن داخل الدار؟.
[بسمه تعالى] نهى القرآن الكريم عن ذلك بقوله تعالىوَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِO(١)، ويزداد الأمر سوءاً عندما تطرح هذه الكلمات البذيئة بمحضر النساء مما يُقلَّل من الحياء وينشر الفاحشة ويسلب بهاء الوجه ونوره وتوجد تفاصيل أخرى في الحلقة الأولى من (ظواهر اجتماعية منحرفة).
علاقة العوائل فيما بينها
(١) سورة الحجرات : آية ١١.
٣٣
عن الإمام الصادق A قال: (كل من لم يحب على الدين، ولم يبغض على الدين، فلا دين له)(١).قال رسول الله t : (حرم الله دم المؤمن، وماله، وسوء الظن به)(٢).
قال رسول الله t : (لا تتبعوا عثرات المسلمين فإنه من تتبع عثرات المسلمين، تتبع الله عثرته، ومن تتبع الله عثرته يفضحه)(٣).
عن الإمام زين العابدين A قال : (حق جارك، احفظه غائبا، وأكرمه شاهدا، وانصره إذا كان مظلوما، ولا تتبع له عورة، فإن علمت عليه سوءاً سترته عليه، وإن علمت إنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه، ولا تسلمه عند شديدة، وتقيل عثرته وتغفر ذنبه، وتعاشره معاشرة كريمة.
وعنه A : حق أهل ملتك إظهار السلام لهم والرحمة بهم والرفق بمسيئهم وتألفهم واستصلاحهم وشكر محاسنهم وكف الأذى عنهم وأن تحب لهم ما تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك)(٤).
[مسألة ١] هل يجوز الزواج من السافرة المتبرجة على أمل أن يتم إصلاحها في المستقبل؟.
[بسمه تعالى] يحبب إحراز صلاحها واستقامتها على الطريقة الحسنة قبل الزواج منها فان من سعادة المؤمن أن يحظى بمؤمنة تؤنسه وتعينه على طاعة الله ومتطلبات الحياة، لا أن يبتلى بامرأة تتعبه لكي يصلحها وقد تفسده قبل أن يصلحها، وهل انعدمت المؤمنة العفيفة الشريفة حتى نجلب لأنفسنا هذا التعب، ثم إن مثل هذه مشمولة بالتحذير الشريف : (إياكم وخضراء الدمن، قيل يا رسول الله t ومن هي خضراء الدمن، قال المرأة الحسناء في منبت السوء)(٥).
[مسألة ٢] بعض الأصدقاء وهم من الثقاة يزورون صديقا لهم في داره، ويخرج صديقهم صاحب الدار ويترك هؤلاء الثقاة مع زوجته بعد خروجه ،فهل هذا جائز ؟.
[بسمه تعالى] لا يجوز له فعل ذلك فهذا عمل قبيح من عدة جهات : أوّلها : إنها من الخلوة بالأجنبية، وهؤلاء (الثقاة) كيف جاز لهم البقاء مع الزوجة في الدار. وثانيا : إنها منشأ للتهمة وسوء الظن. وثالثها : إن الشيطان متربص بالإنسان حتى (الثقاة) فهذا العمل فيه فتح لمنفذ عظيم من منافذ الشيطان، وإني أتحدى هؤلاء (الثقاة) أن لا يكون قد مر في خاطرهم هاجس
(١) لكافي : ٢ / ١٢٧.
(٢) بحار الأنوار : ٧٦ / ٧١.
(٣) وسائل الشيعة : ١١ / ٤٤٠.
(٤) تحف العقول : ص٢٦٦.
(٥) وسائل الشيعة : ١٤ / ١٩.
٣٤
الشيطان في مثل هذه الحالات، وهذا أوّل الشر، نستعيذ بالله من مزالق الشيطان، وخدعه وغروره، وكيف استساغ هؤلاء (الثقاة) البقاء في داره وهو خارج الدار، فهل هذا من الإنصاف والمروءة، وهل هذا جزاء إحسانه إليهم، فلو كانوا (ثقاة) وملتزمين بآداب الإسلام لرفضوا البقاء حتى لو أذن لهم في ذلك.
[مسألة ٣] هل يجوز الدخول إلى بيت الأخ مع عدم وجوده؟.
[بسمه تعالى] هنا نلاحظ أكثر من جهة :
١ ـــ إذنه بالدخول باعتباره صاحب الدار.
٢ ـــ وجود شخص آخر في الدار غير زوجته لحرمة الاختلاء بالأجنبية كما تقدم.
[مسألة ٤] هل يجوز الزواج من امرأة متبرجة ؟.
[بسمه تعالى] لا تؤتمن مثلها على هذا الرباط المقدس، إلا أن تعود إلى السلوك الإسلامي النظيف والطاهر العفيف ،وماذا تريد من تبرجها أمام الرجال إلا الفات نظرهم إليها وسقوطهم في حبائلها، وماذا ستكون النتيجة! افتراسها من قبل بعض هؤلاء الذئاب الطوامح، وعندئذ تنتفض الغيرة في عروق ذويها ، فهلا أرشدتهم غيرتهم إلى سد أبواب الفساد من أول الأمر قبل وقوع هذه النتائج الفضيعة!.
[مسألة ٥] هل يجوز أن يدخل أهل الفسوق كشاربي الخمر كضيوف على أقاربهم؟.
[بسمه تعالى] تقدم الجواب على مثله من ضرورة ممارسة وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معهم بالأساليب المناسبة من التوعية والمواعظ أو الزجر والتوبيخ، أو المقاطعة ومن دون ذلك فان التساهل معهم وغض النظر عن فعلهم القبيح هذا جناية كبيرة وباب للشر وهذا الكلام بالنسبة لشكل العلاقة معهم، أما استضافتهم فمرفوضة أكيدا إلا إذا توقف إصلاحهم عليها.
[مسألة ٦] ما حكم الفتاة الممتثلة للحجاب الشرعي وتكون صديقتها متبرجة؟ وهل تقطع علاقتها معها أم لا؟.
[بسمه تعالى] لتطبق معها الأسلوب المناسب لردعها عن المنكر سواء بالمقاطعة أو المصاحبة، وقد تقدمت بعض الأفكار المرتبطة بالسؤال، كما يجب على المحجبة أن تهتم بسمعتها وشرفها، فإذا كان هذا الاصطحاب يغير شيئا من ذلك وجب تركه، وينبغي للمحجبة أن تكون بدرجة من
٣٥
الوعي والالتزام وحسن السيرة بحيث إنها تؤثر تلقائيا في غير المحجبات، وإن لم تتكلم بلسانها تطبيقا للحديث : (كونوا لنا دعاة صامتين)(١).
[مسألة ٧] بعض العوائل تقتني الأثاث المغصوب أو مجهول المالك فما حكم هذا الأثاث من جهة استعمال الآخرين له؟.
[بسمه تعالى] قلنا في جواب سابق بحرمة التصرف في مال الغير إلا بإذنه فلا يجوز اقتناء الأثاث المغصوب والمجهول المالك، وإذا تورط به جهلا فعليه أن يبذل كل ما بوسعه للوصول إلى المالك واسترضائه وإذا تعذر ذلك فليستأذن من الحاكم الشرعي. أن من صفات المؤمن أنصاف الناس من نفسه وقد ورد في الحديث : (اجعل نفسك ميزانا في ما بينك وبين الناس وأحبب لهم ما تحب لها واكره لهم ما تكره لها)(٢)، فهل يرضى أحد أن يغصب الناس أثاثه ويتصرفون فيه أم يدعو عليهم باللعن والويل والثبور.
[مسألة ٨] توجد في بعض الدور صور مثيرة للشهوة فهل يجب على غير المالك إتلافها؟
[بسمه تعالى] إذا لم يتصد المالك لإتلافها فيجب على غيره إبعادها عن النظر بتغييبها ونحوه، فإذا لم يمكن دفع شرها إلا بالاتلاف فليتلفها.
[مسألة ٩] بعض الآباء يسمحون لبناتهم البالغات بتقديم الشاي والماء للضيوف والأصدقاء، فهل يجوز ذلك؟.
[بسمه تعالى] في هذا إفساد لهم ولهن وذهاب للغيرة والحياء وباب واسع للوقوع في الانحراف المؤدي إلى الفاحشة، وفي كتاب (رفقا بالرجال . . . يا قوارير) معلومات نافعة في هذا المجال.
[مسألة ١٠] هناك اختلاط بين بعض العوائل يتعدى إلى المزاح بين النساء والرجال الأجانب، فما حكم هذا الفعل؟.
[بسمه تعالى] نفس الجواب السابق .بل الأمر هنا اكثر سوءاً وأشد مرارة وإلى الله المشتكى. إن من صفات المؤمنة : الحشمة، والوقار، والعفاف، وعدم التبذل إلا لزوجها، فما معنى المزاح وتبادل الضحكات مع غير الزوج؟! إنه باب واسع للفساد والانحراف والفاحشة، أعاذنا الله.
[مسألة ١١] هناك بعض النساء يقفن في باب الدار دون مراعاة الحشمة وبمنظر من الجيران والمارة؟.
(١) (عن أبي عبد الله جعفر بن محمد A انه قال في حديث : اوصيكم بتقوى الله والعمل بطاعته واجتناب معاصيه واداء الامانة لمن ائتمنكم وحسن الصحابة لمن صحبتموه وان تكونوا لنا دعاة صامتين. فقالوا يا بن رسول الله وكيف ندعو اليكم ونحن صموت؟ قال : تعملون بما امرناكم به من العمل بطاعة الله وتتناهون عن معاصي الله، وتعاملون الناس بالصدق والعدل وتؤدن الامانة وتامرون بالمعروف وتنهون عن النكر ولا يطلع الناس منكم الا على خير فإذا رواوا ما انتم عليه عملوا افضل ما عندنا فتنازعوا إليه). (مستدرك الوسائل : ١ / ١١٦).
(٢) نهج البلاغة : ٣ / ٤٥. من وصية أمير المؤمنين A للإمام الحسن A.
٣٦
[بسمه تعالى] يوجد جوابه ضمن الفقرة الثالثة من ملحق (ظواهر سلبية يجب على العوائل الالتفات إليها).
[مسألة ١٢] بعض النساء يقمن باختلاق مشكلة مع جيرانهن ولو على شجار الأطفال، وتبدأ معركة بالصياح وبمنظر الرجال الأجانب وينتهي بصراع الأزواج المميت غالبا، والمدمي أحيانا، فماذا تنصحون هؤلاء؟.
[بسمه تعالى] هذه من الظواهر السلبية الموجودة في مجتمعنا وهي متأصلة فيه فلا يمكن حلها بالكتابة على الورق وتسطير الكلمات، بل لابد من أن تكتسب هذه الكلمات فاعليتها على يد المخلصين من أبناء المجتمع الغيورين عليهم، فانه من المؤلم والمقرح للقلوب ما نشاهده من حصول صراعات دامية تزهق فيها النفوس وتسيل فيها الدماء وتتلف الأموال وتبقى الضغائن في القلوب تتوارثها الأجيال كالنار تحت الرماد يهيجها أي عارض لأسباب تافهة لا تعدو خلافا بين أطفال أو احتكاك بسيط بينهم كان يمكن تداركه بسهولة لو اتخذ الطرفان موقفا عقلائيا ونظروا إلى المسألة نظرة طبيعية فان من شأن الأطفال أن يتنازعوا ويختلفوا ويتشاجروا والرد العقلائي أن تسحب كل عائلة ابنها وتلومه وتعاتبه وتردعه لأن من حقوق الجار احترامهم وكف الأذى عنهم، بل في الحديث : (ليس حسن الجوار أن تكف أذاك عنهم، ولكن حسن الجوار صبرك على الاذى)(١) فهذا موقف مطلوب مع جميع الناس، بل حسن الجوار أن تتحمل أذاهم، فاذا فعلت كل عائلة ذلك لم تتطور المشكلة بل يعتذر كل من الطرفين إلى الآخر ويعتبر ابنه هو المسيء، لكن الذي يحصل أن أم كل من الولدين تخرج مولولة تدعو بالويل والثبور لما أصاب ولدها ولو كان ظالما,ً وكلما أجادت تصوير هذه المسرحية فإنها تعتبر نفسها منتصرة على جارتها، ولا تكتفي بذلك بل تستثير عصبية الرجل وتصفه بالجبن والخور والأنوثية إن لم يهب لنصرتها وهو الآخر لا يقل جهلا عنها فبدلا من أن يلطمها على وجهها ويردها إلى البيت ويمنعها من هذا الخروج المشين تنتفض عصبيته بكل حيوانية ليغسل عن نفسه (عار) هذه الأوصاف المشينة التي كالتها زوجته له فيظهر لها بطولته بالاعتداء على الجار ويفعل الآخر نفس الشيء وهكذا تتطور المشكلة وتتصاعد وينتصر كل فريق لصاحبه ويحصل ما يحصل بسبب الانصياع للشيطان وللنفس الأمارة بالسوء متناسين قوله تعالى إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءO(٢) وفي حديث : (إن الغضب جمرة من جهنم)، فيجب إطفاؤها بالتعقل والهدوء وسعة الصدر وذكر الله تبارك وتعالى، فمن الذي يتحمل مسؤولية هذه
(١) وسائل الشيعة : ٨ / ٤٨٤.
(٢) سورة المائدة : ٩١.
٣٧
الخسائر التي تحصل؟ وإذا سألهم الله تبارك وتعالى يوم القيامة لماذا اقتتلتم؟ بماذا تجيبون؟ فلابد من الوقوف بحزم أمام هذه الأمراض الاجتماعية الوبيلة وان يعي الناس واجباتهم ومسؤولياتهم مع الآخرين وإذا سمى أولياء الشيطان هذا (عارا) فليكن ، فان الإمام الحسين A يقول : (العار أولى من دخول النار). ومن الغريب أن لا تنتفض عصبية هؤلاء حينما يعصى الله تبارك وتعالى ويقتتلون من اجل أهوائهم، قال الله تعالى في صفة هؤلاء إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَO(١).
الملحق
يتضمن :
١ ـــ رسالة الآباء إلى الأبناء.
٢ ـــ ظواهر سلبية يجب على العوائل الالتفات إليها.
٣ ـــ مسائل متفرقة.
٤ ـــ نص فتوى المجلات الخليعة.
نص رسالة الآباء إلى الأبناء
(١) سورة الفتح : ٢٦.
٣٨
بعض النقاط المهمة التي لخصت من كتيب (فراشات في مهب الريح) والتي لها دور في صقل شخصية ابنك الصغير .الأوّلى : انتبه إلى كلماته التي يطلقها في البيت وبين له القيّم منها والنافع.
الثانية : علّمه على احترام اخوته الكبار وجيرانه وعدم الإساءة للآخرين.
الثالثة : علّمه كيف يجلس في مجالس الكبار، وأن لا يتكلم إلا إذا سئل أو أذن له.
الرابعة : أعطه بعض الهدايا ـــ ولتكن فكرية مثل مكعبة بناء أو قصة مفيدة ـــ إن استطاع تأدية بعض الأمور التي فيها جانب ديني ـــ كحفظ آية قصيرة مثلاً ـــ وإن لم تكن هناك هدية فاشكره واثني عليه وشجعه باسلوب لطيف كأخذه في نزهة أو زيارة الاقارب.
الخامسة : علّمه حفظ القصائد من القريض أو الشعبي الخاصة بثورة الحسين A والأئمة D وكافئه عليها.
السادسة : لا تستهزئ به إن طرح عليك أمرا معينا أو اقتراحاً، بل اهتم به وبأفكاره.
السابعة : إبتدئهُ بالكلام ولا تتردد فاني أرى كثيراً من الآباء تكون العلاقة بينهم وبين أبنائهم كما أستطيع أن اسميها أن صح التعبير (جامدة) وهذا خطأ يقعون به فقد يضطر. ذلك الإبن أن يشكو همومه وما يخالجه إلى أصدقائه، وغالبا ما يكون الصديق منحرف التفكير فيؤدي إلى فساد ابنك وعلى العكس إن كنت منفتحا مع ابنك فهذا سيؤدي به إلى ما يدور في نفسه، وهذا هو المهم.
الثامنة : لا تحاول توبيخه أو إهانته إذا اخطأ أمام اخوته فضلا عن توبيخه أمام الآخرين وهذا ما أشاهده كثيراً وهو ليس أسلوبا تربويا، بل حاول أن تتفرد به وتبين له ما أخطأ به .
التاسعة : احترم سؤاله إذا سأل وان كان سؤاله في نظرك تافها، وأجبه عليه حتى لو كان محرجا بأسلوب تربوي أخلاقي لا ينافي مستواه العقلي ،ولا تتردد في الجواب ،وإن عجزت فأجّل جوابه إلى اليوم التالي بعد اختيار العبادات المناسبة والتأكُّد من الجواب من بعض أهل الاختصاص، فإن نسي السؤال فابدأ بتذكيره وأعطه الجواب بعد ذلك.
العاشرة : خذه معك إلى مجالس العزاء الحسيني فهو في هذه السن يكون متوقد التفكير فركز على مسألة الحسين العقائدية وبّين له ما جرى على الحسين وبيّن أهداف الحسين A من الثورة كتركيزك على الجوانب المهمة في الثورة (كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو عدم الرضا بالظلم والظالمين). وما إلى ذلك .
٣٩
الحادية عشر : إذا اخطأ ولدك فيجب ردعه بمقدار خطئه حتى لا تقع في ظلمه، فمثلا بعض الأمور لا تحتاج منك إلى أن تزجره، بل مجرد النظر إليه بحدة، فيعرف خطأه، وبعضها الآخر يحتاج إلى أن تزجره ببعض الكلمات والتي يجب أن لا تكون جارحة، ولا تلجأ إلى أسلوب الضرب فانه من الأساليب الخاطئة واللا تربوية، وبعد ردعه بيّن له خطأه وعلاجه.الثانية عشر : الاب قدوة لابنه ينظر أليه في جميع تصرفاته فيقلده فيها، فلتكن تصرفاتك وفق موازين ثابتة وغير قابلة للتغيير فلا تنهه عن شيء ويراك فاعلا له بعد ذلك .
الثالثة عشر : لا تعده بشيء لا تستطيع فعله فيظن انك كذبت عليه أو استغفلته.
الرابعة عشر : أحنو عليه وقبله وليستشعر منك الرحمة والقرب دائما وأعطه قسطا من وقتك القليل.
الخامسة عشر : إذا عدت إلى الدار فلتكن في يدك هدية ولو متواضعة جدا كالحلوى أو النستلة لأنها تدنيه إليك أكثر.
السادسة عشر : علّمه على تنظيم وقته بصورة جيدة فاجعل أوقات لعبه في ساعات معينة وأوقات تحضيره في وقت ثابت كذلك وعلّمه النوم مبكراً والاستيقاظ مبكراً.
السابعة عشر : اجعل له برنامجا تعلّمه فيه حفظ آيات من القرآن وكذلك أساسيات المذهب كتعليمه أصول الدين وفروعه.
الثامنة عشر : علّمه على الصلاة خلفك وفي كل صلاة وكذلك علّمه الوضوء.
التاسعة عشر : اعزل غرفته لوحده إن استطعت وذلك ليشعر بالاستقلالية وإلا فليكن سرير منامه لوحده وله مكان خاص لوضع حاجياته.
العشرون : إذا طلب منك شيئا له كــ(لعبة) مثلا وأنت لا ترى في شرائها مصلحة بيّن له سبب عدم الشراء، وكذلك إن كنت لا تستطيع شراءَها بيّن له ذلك بأساليب تربوية وصحيحة نوعا ما.
الحادية والعشرون : اقرأ عليه القصص النافعة والمفيدة والتربوية إن كان لا يقرأ وان كان يقرأ فدعه يقرأ بنفسه، وبعد ذلك سله عما استفاد من هذه القصة وأبدا بتقييم آرائه.
الثانية والعشرون : علّمه كيف يكون ذا شخصية أمام أقرانه وأصدقائه وأن يعفو عمن أساء له ولا يظهر لهم إلا خيرا.
٤٠
الثالثة والعشرون : حمّله بعض المسؤوليات البيتية التي تتناسب مع سنه، واشكره على تأديتها إن أتى بها على الوجه الصحيح، ولا توبخه إن اخطأ بل علّمه على العزم على العود في تأدية نفس العمل وبالشكل الصحيح، ولا تثقل عليه بالمسؤوليات.الرابعة والعشرون : اجعل له هواية مفيدة تنمي قابليته العقلية والجسدية.
الخامسة والعشرون : غض النظر عن بعض التصرفات التي تظن إنها تغتفر.
السادسة والعشرون : راقبه ولا تحاسبه على كل صغيرة وكبيرة إلا التي تراها تؤدي إلى مفاسد أخلاقية بعد ذلك .
السابعة والعشرون : مراقبة المستوى العلمي والثقافي لابنك وسؤاله عن دروسه وخصوصا درس اللغة العربية والإسلامية.
الثامنة والعشرون : حاول قراءة كتبه والاطلاع على الأمور التي فيها إفساد للعقيدة وإعلامه بفسادها.
التاسعة والعشرون : حاول مذاكرة بعض الدروس له مع بيان طريقة الدراسة.
الثلاثون : حاول أن تتصل بأحد معلميه ممن تثق بدينهم وتطلب منه الاهتمام به حال تواجده في المدرسة.
الحادي والثلاثون : مسألة التأكيد على الكتابة للمواضيع والقراءة لبعض الدروس أمامك شخصيا، فأني أرى بعض التلاميذ وهم في المرحلة الخامسة من الدراسة الابتدائية غير قادرين على كتابة حتى أسمائهم، فضلا عن ذلك فانه لا يستطيع قراءة جملة بصورة صحيحة، وقد يكون غير قادر بتاتا حتى على التهجي، وقد ذكرت هذا في إحدى محاضراتي للناس أن هذه النتيجة تسهل مهمة أعداء الإسلام وهدفهم واضح وهو القضاء على المجتمع من خلال القضاء على طليعته وأطفاله وجعلهم أناساً جهلة، وبالتالي يمكن السيطرة عليهم بسهولة وإفشاء الفساد ونشر العقائد الفاسدة المحرفة، فهل يعلم المعلمون ويدركون هذا الخطر؟!! وأنا لله وأنا إليه راجعون.
الثانية والثلاثون : حاول أن لا تجعله يتأخر خارج البيت بعد انتهاء الدوام بل تطالبه بالرجوع مباشرة بعد إنهاء دروسه.
الثالثة والثلاثين : هناك من الأشخاص من يحاول أن يهبط من قيمة الدراسة والشهادة من الأقارب وغيرهم، فحاول أن ترفع لدى ابنك قيمة الشهادة والعلم والتعلم.
٤١
أن التدني في المستوى العلمي عند أبنائنا ناشئ عن تخلي الآباء عن دورهم أولا فهم يجعلون من أبنائهم لقمة سائغة وفريسة سهلة لأعدائنا من خلال إهمال الجانب الدراسي متذرعين
رد: سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوب فقه العائلة
الثالثة والثلاثين : هناك من الأشخاص من يحاول أن يهبط من قيمة الدراسة والشهادة من الأقارب وغيرهم، فحاول أن ترفع لدى ابنك قيمة الشهادة والعلم والتعلم.
٤١
أن التدني في المستوى العلمي عند أبنائنا ناشئ عن تخلي الآباء عن دورهم أولا فهم يجعلون من أبنائهم لقمة سائغة وفريسة سهلة لأعدائنا من خلال إهمال الجانب الدراسي متذرعين بأتفه الأعذار والحجج الواهية، كقولهم أمام أبنائهم (انه لا قيمة للشهادة اليوم) (والمعيشة تتطلب ترك الدراسة والاشتغال بالأسواق) ياللأسف . . ياللاسف.إن الله بعد أن يفرج عنا الغمة سنندم على ما فعلناه بأبنائنا (ولات ساعة مندم) إذ خلقنا جيلا جاهلا متخلفا لا يستطيع أن يجاري الأمم والحضارة، فهل هذا صحيح؟.
إذا كان على الابن أن يعمل في العطل مثلا أو في أوقات العصر، المهم أن لا يهمل الدراسة حتى لو درّسه والده في البيت لو كان مضطرا لذلك، ولا ننسى أيضا بان المعيشة يتكفل بها الذي خلقنا وما علينا إلا أن نؤدي واجبنا تجاهه من طاعته، والباقي عليه سبحانه.
والآن سأذكر لكم جانبا مهما في التربية وذا تأثير كبير على أبنائنا، ألا وهو وسائل الإعلام في شاشة العرض (التلفاز) أو المذياع (الراديو) أو القصص أو الجرائد والمجلات، وما لها من دور فعال في حياة ونشأة الطفل، وانه يتأثر بها التأثر الكبير والسريع وينفعل بها انفعالا سريعا، فأنا أرى اليوم أن ٩٠% من البرامج الأجنبية التي تعرض على الشاشة وغيرها محرم شرعا، وهدفها نشر الفساد في داخل المجتمع المسلم.
وتفشي التميع لدى الشباب وقتل الحس الديني، وعدم الشعور بالمسؤولية الدينية وهذا ما يسعى إليه الاستعمار الإمبريالي الحاقد على الدين والمتدينين، والمتمثل بأمريكا وإسرائيل، واليك بعض النقاط المهمة التي سأعرضها.
أولاً : تنبيه الأطفال والعائلة على حرمة أغلب ما يعرض في وسائل الأعلام، وأخطرها التلفاز، وتبين لهم إن ذلك يعارض التشريع الإسلامي.
ثانياً : يجب أن تبين لهم إن هذه البرامج تعرض لغير المسلمين، وليس لنا، فنحن المسلمون نرفض ذلك رفضا قاطعا، وأغلب ما يعرض هو حرام لدينا، مثلاً :
أ ـــ أفلام الدعارة والجنس ، وبعض أفلام الكارتون الهادفة إلى تدمير الطفل المسلم فعلى الأب عندئذ أن يميز بين النافع منها وغيره من أفلام الكارتون حتى يجنبهم الضار منها.
ب ـــ الغناء، فانه محرم وقد وردت روايات عن الأئمة D عنه.
جـ ـــ إظهار العاريات على شاشة التلفاز الذي يجلب خطورة عظمى على الفرد ويؤثر فيه تأثيرا سلبيا بإثارة الغريزة الحيوانية.
٤٢
البدائل الشرعية للتلفزيون كثيرة جدا ونافعة، منها :
أ ـــ أن يقوم رب الأسرة بتوفير بعض الألعاب الفكرية الهادفة ويلعبها معهم.
ب ـــ أن يحكى لهم الحكايات التاريخية المسلية.
جـ ـــ أن يجتمع بالعائلة كل يوم ويقوم بقراءة كتب أخلاقية وتاريخية وهم يستمعون.
هـ ـــ أن يقسم وقته بين العمل وبين البيت، أي أن لا يهتم بعمله فقط وينسى مسئوليته مع زوجته وأطفاله لأن الله سبحانه وتعالى لم يخلقنا للسوق فقط والسعي واللهث وراء الدنيا، بل نعمل على قدر حاجتنا.
بقي جانب مهم وهو اختيار جماعة الأقران والأصدقاء، وهذا ما سأتكلم عنه الآن وسأعرض عليكم بعض النقاط السلبية والإيجابية في الأقران وتأثيرهم على أطفالنا . . . إن الإنسان بطبيعة الحال كائن اجتماعي يسعى إلى إقامة العلاقات مع الآخرين وهذا الأمر موجود من الطفولة حتى الكبر، ونحن لا نريد أن نحرم أطفالنا من هذه الفطرة التي أودعها الله عندهم، ولا نريد جعلهم انطوائيين بل نريد أن نكسبهم صفة الإنسانية من خلال تطبيق النظام الالهي الذي يتلائم مع الفطرة حتما، لكن علينا ملاحظة عدة أمور عن اختلاط أبنائنا بأقرانهم وإنشاء الصداقة معهم، والأمور هي كالآتي :
الأمر الأول : ملاحظة القرين ومعرفة السؤال عنه ،والمهم جدا أن يكون من عائلة دينية ومن أهل صالحي التربية .
الأمر الثاني : اختر لابنك الصديق المناسب ،واجعله يماشيه إذا كان من عائلة مؤمنة وملتزمة .
الأمر الثالث : إذا رأيت انه يماشي سيء الأخلاق، فانصحه بالابتعاد عنه مبينا له السبب في ذلك.
هذه بعض الجوانب المهمة في تربية الأبناء التربية الصالحة وهؤلاء الأطفال هم فلذات الأكباد وهم أمانة في أعناقنا وأعناق كل المؤمنين، وأقول لكم كما قال رسول الله t : (لا تعينوا أبناءَكم على عقوقكم) والإعانة على العقوق هي أن تربوا أبنائكم تربية غير صالحة وعلى خلاف ما أراد الله ورسوله والأئمة الأطهار D فإن فعلتم ذلك أعنتموهم على عقوقكم، فأن فسدوا وفسدت أخلاقهم والعياذ بالله فلا تلقوا باللوم عليهم والأجدر بكم أن تحاسبوا أنفسكم لأنكم كآباء مسؤولون أمام الله والمجتمع عن تربيتهم وقد جنيتم على
٤٣
حاضرهم ومستقبلهم حيث لم تنشئوهم التنشئة الصالحة فلا تلعنوا الدهر والزمان إن أساءوا إليكم، وكما يقول أحد المفكرين بدل أن تلعن الظلام أشعل شمعة)
فالله . . . الله في أبنائكم والله . . . الله في بناتكم.
ظواهر سلبية يجب على العوائل الالتفات اليها
١ ـــ اعتادت بعض العوائل على كثرة الدخول إلى الجيران وكأنهم عائلة واحدة وهذه الحالة ترافقها أحياناً مخالفات شرعية من قبيل عدم الاستئذان عند الدخول أو ذهاب المرأة إلى بيت الجيران ولا يوجد فيه إلا رجل، فيكون من الخلوة بالأجنبية وهو حرام ويؤدي إلى مفاسد كثيرة، كما إن هذا الدخول المتكرر غالبا ً ما يكون من دون احتشام وحجاب كامل فيؤدي إلى محرمات كثيرة وقد سمعنا كيف أن محرمات وفواحش وقعت بسبب هذا التسامح والإهمال، فلا بد من مراعاة الأحكام والآداب الشرعية في هذه العلاقات.
٢ ـــ بعض النساء وربات البيوت تتساهل بالحجاب وربما لا تتحجب أصلاً أمام بعض المستخدمين كبائع النفط والغاز وقاري مقاييس الماء والكهرباء والحمال والكناس وغيرهم وهم من هذه الناحية كغيرهم فلماذا هذا التساهل أمامهم؟!
إنه باب واسع للمفسدة Pفَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌO (١). بل الأمر في هؤلاء أشد لأنهم يدخلون إلى داخل البيوت وغالبا ما يكون دخولهم في وقت غياب صاحب الدار في العمل، والشيطان قاعد بالمرصاد ففي الحديث : ما اختلى رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما.
٣ ـــ في بعض المناطق الشعبية اعتادت نساء المحلة أن تجلس على أبواب الدور وفي الطرقات لتبادل الأحاديث مع نساء المحلة، وهذه ظاهرة سلبية جداً وتقع بسببها محرمات كثيرة منها عدم الاحتشام في الحجاب وربما ظهر شعرها وذراعها بل وبعض مفاتنها، فغالبا بل دائما تكون النساء في مثل هذه المجالس غير مراعيات للحجاب : منها : إحراج المارة وإدخال الأذى
(١) سورة النور : ٦٣.
٤٤
عليهم. ومنها : الخوض في أحاديث محرمة كالغيبة والانتقاص من الآخرين والتدخل في شؤونهم والنميمة واللغو وغيرها من أشكال الحديث الباطل.
٤ ـــ إن تجمع عدد من العوائل في بيت واحد له ما يبرره، إلا أن الكثير من العوائل تقع في المحرمات بسبب هذا التجمع فزوجة الأخ لا تراعي الحجاب الكامل أمام أخوة زوجها باعتبار انه مثل أخيها كما يزعمون، وهذه من تسويلات الشيطان، فانه أجنبي عنها، وكم حصلت من الفواحش بسبب هذا التسامح والإهمال. ومن المخالفات الأخرى عدم استئذان أخوة الزوج عند الدخول باعتبارهم من أهل الدار رغم وجود زوجة أخيهم، بل في الرواية أن أحدهم يسأل الإمام A هل أستأذن في الدخول إلى البيت وليس فيه إلا والدتي قال A : (نعم، أتحب أن تراها وهي عارية، فاستأذن وادخل). وهو أدب القرآن الكريم، هذا في الحلال، فكيف في حالة وجود امرأة أجنبية كزوجة الأخ أو أخت الزوجة؟.
٥ ـــ بعض العوائل الثرية تستخدم أشخاصاً من الجنسين لخدمة العائلة ويعيشون بينهم ،والملحوظ عدم الاهتمام بأحكام الإسلام وأدبه في العلاقة مع هؤلاء، فالمرأة المستخدمة لا تراعي الحجاب أمام رب الدار وأولاده، وربما تكون أمامهم أحياناً في حالة متهتكة، وكذا نساء رب الدار لا يراعين الحشمة والحجاب أمام الخدم، وربما كن أحياناً في حالة غير عفيفة، وإنها لطامة كبرى حقيقة أن تنعدم الغيرة والشرف إلى هذه الحالة فيذهب رب البيت إلى العمل خارجا ويترك نساءه وديعة عند هذا الخادم الذئب حيث تشتعل الشهوة بينهم أسرع من سريان النار في الهشيم ، فإلى أين يستمر انحدار هذه الأمة المسلمة بالاسم فقط !ومتى تلتفت إلى نفسها!.
٦ ـــ عند تزاور العوائل خصوصاً الأقرباء كبيت العم والعمة والخال والخالة يحصل اختلاط غير ضروري وتبادل أحاديث وضحكات غير شريفة، خصوصاً في الأعياد والمناسبات، وهذا باب واسع للشيطان وسبب للوقوع في المحرمات يجب إغلاقه، وإن صلة الرحم لا تقتضي هذا الشكل من اللقاءات بل يمكن القيام بالزيارات من دون هذه المخالفات الشرعية.
٧ ـــ أحياناً يعيش الرجل وزوجته في بيت أهله، فيخرج هو وباقي الأسرة إلى أعمالهم أو قضاء حوائجهم، وتبقى زوجة الأخ في البيت ويبقى أحد الاخوة، وهذا حرام ـــ على المستوى الأخلاقي بالتأكيد، وهو كذلك على المستوى الشرعي إذا لم يأمن الوقوع في الحرام كما هو الغالب في زمننا المعاصر حيث كثرت دواعي الشهوة والإثارة الجنسية وأصبح الجنس هو الشغل الشاغل
٤٥
للمجتمع ـــ لأنه من الخلوة بالأجنبية أو أحيانا يأتي الأخ إلى البيت وليس فيه إلا زوجة أخيه، وهذا محرم كذلك فلابد من وجود طرف ثالث كأم الزوج أو أولاد المرأة وغيرهم.
٨ ـــ صحيح إن زوجة الابن لا يجب عليها الحجاب الكامل أمام والد زوجها ، لكن هذا لا ينبغي تبرجها الزائد والخلاعة في اللبس، فان الشيطان يزين المعصية لذوي النفوس المريضة حتى يوقعهم فيها، فلتحافظ هذه المرأة على حشمتها ووقارها لأن حالات عديدة حصلت والعياذ بالله لممارسات غير شريفة بين الأب وزوجة ابنه فكونوا حذرين من خدع الشيطان وغروره وملتفتين إليها.
٩ ـــ يجتمع أفراد العائلة على مشاهدة أفلام وبرامج تعرض صور خليعة ولقطات مثيرة للشهوة وهم من الجنسين مجتمعون على النظر إليها، وفي هذا منتهى الخسة والوضاعة، وإن الراضي به (ديوث) وهو الذي يرى أهله تزني ولا يغضب لفعلها، وزنا العين النظر إلى هذه المشاهد، فكيف يستسيغها رب الأسرة وإن مثلهم كمثل من اتى برجل فاسق بملابسه الداخلية وأجلسه بين أسرته، أترى بقية من غيرة وشرف لمثله؟.
١٠ ـــ اعتاد العرف أيضا على النظر إلى عورات الأطفال من الجنسين، وربما أخذوا لهم الصور وعوراتهم ظاهرة مستأنسين بذلك رغم إن حرمة النظر إلى العورة شاملة للجميع بلا استثناء حتى للأطفال وحتى من نفس الجنس لا يستثنى من ذلك إلا الضرورة كالأم والمربية للطفل للحاجة إلى تنظيفه وتغيير ملابسه ولزوم الحرج من تجنب النظر وتلتزم بمقدار الضرورة ولا أزيد فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَO (١).
١١ ـــ بعض الضيوف يرمي بثقله على صاحب المنزل وهو يعلم بعدم رغبته باستضافته وعدم استعداده لها فتكون تصرفاته حراما، كما إن بعض الضيوف يتصرف في آلات المنزل وأدواته وأثاثه بدون رضا صاحب الدار، فيقلب في كتبه أو ينظر في أوراقه وغيرها، وهذا كله محرم ولا يجوز له التصرف إلا في حدود إذن صاحب الدار أو ما دلت القرائن على الرخصة فيه.
١٢ ـــ عند زيارة بعض العوائل التي فيها نساء متبرجات لا يجوز النظر إليهن وإن ألقين جلباب الحياء على أنفسهن إلا ان دينكم أثمن من أن يضيع بسبب هذه التافهات وقد روى عن علي A انه لما سئل عن سبب عدم تعرضه لنساء أهل الذمة وغيرهن قال : (إن كنا لنؤمر بالكف عنهن وانهن لمشركات)(٢). فإذا كان دينهن عندهن رخيصا فلا يضيع الإنسان آخرته بسببهن على انه من الواجب عدم زيارة العوائل التي يعلم الشخص وقوع
(١) سورة المائدة : ١٠٠.
(٢) نهج البلاغة : ٣ / ١٥.
٤٦
المحرمات في تلك الزيارة كالغناء والاختلاط غير المحتشم وحصول النظرات المريبة والمثيرة للشهوة.
١٣ ـــ بعض الآباء والأمهات يتغاضون عن تصرفات أولادهم المنحرفة فربما يسرق ويعدونه ذكاء أو يعتدي على أولاد الجيران ويرونه شجاعة وبطولة وهذا جناية عليهم وعلى المجتمع كله وهم مسؤولون عنه، أو يسمعون أطفالهم يتفوهون بكلمات قبيحة فلا يردعونهم ولا يوجهونهم.
١٤ ـــ ان الأحاديث تجري عند زيارة العوائل واللقاءات بينها غالبا أو دائما هي مخالفة للشريعة وإذا أردنا أن نحسن الظن بها فنقول عنها إنها تافهه وغير مثمرة ومضيعة للوقت فان مضامينها الغيبة أو أحدث الموديلات للنساء أو نقل بعض أحاديث الشارع التافهة أو الخوض في أعراض الناس وأمورهم الخاصة وفضول الكلام، والواجب استغلال هذه اللقاءات لما ينفع في الدنيا والآخرة لأن الوقت هو رأس مال الإنسان فكلما أحسن في استثماره كان ربح تجارته مع الله تبارك وتعالى، فأنَّ كل دقيقة يستثمرها في شيء نافع تعني زيادة درجة في الجنة وعند الله فلماذا يضيعها ويعيش الندامة وعض الأصابع يوم توزع النتائج فيجد نفسه من الضائعين.
١٥ ـــ تقتضي الطفولة لعب الأطفال مع بعضهم وأحيانا يكونون من الجنسين، وقد يستمر هذا اللعب إلى ما بعد البلوغ، فالبنت تصل التاسعة من العمر وهي مازالت تلعب مع أترابها وهذه مشكلة يجب التنبه لها في وقت مبكر فيفصل بين الجنسين من عمر الخامسة، ويعلمون ان هذا الاختلاط غير صحيح وعاقبته وخيمة وأضراره كثيرة.
١٦ ـــ نرى الكثير من العوائل تخلوا بيوتهم من الكتب الأساسية لكل مسلم وعلى رأسها القرآن الكريم الذي يجب اتخاذه في كل بيت، وورد في ذلك بركات كثيرة بل يستحب لكل فرد أن تكون له نسخة من المصحف يتابع بها تلاوته ولابد من وجود كتاب ولو صغير في العقائد وأفضل أن يكون كتاب (أصل الشيعة وأصولها) للشيخ كاشف الغطاء بالمقدمة التي كتبتها له، فان فيها فوائد جليلة تغني عن كثير من الكتب، وكتاب في المسائل الفقهية كرسالة عملية مختصرة لمرجع التقليد وكتاب في السنن والمستحبات والأدعية المأثورة كمفاتيح الجنان أو ضياء الصالحين وكتاب في الموعظة وتهذيب النفس والأخلاق كمرآة الرشاد أو القلب السليم ومجموعة الإصدارات التي تندرج ضمن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتوعية المجتمع وقصص الأطفال المصورة كسلسلة (آمنة ومؤمل) ذات الأهداف التربوية وكتب وكراريس تربية
٤٧
الأطفال ككتاب (من ينقذني) و(من يعينني) و(فراشات في مهب الريح)، وبهذه الكتب تتشكل نواة مكتبة صغيرة في كل بيت ليكون الكتاب النافع والتربوي في متناول الجميع، فان من أهم واجبات رب الأسرة توفير الغذاء الروحي الذي يغذي العقل والروح ويطهر القلب كما يوفر الغذاء المادي الضروري لبناء الجسم، علما إن ما يصرفه من أموال على الثاني هو أضعاف ما يصرفه على الأول والأول باق ومنفعته مباركة تعم الجميع والثاني زائل.
١٧ ـــ ومما يؤسف له فقدان المظاهر الدينية وغياب الشعائر الدينية داخل الأسرة فقد كنا نعرف للعوائل المتدينة عادات وشعائر ثابتة يأخذها الصغير عن الكبير وننشأ عليها كقراءة دعاء كميل وزيارة الحسين A كل ليلة جمعة ودعاء السمات آخر ساعة من كل يوم جمعة وتبادل التعازي في وفيات المعصومين والتهاني في أفراحهم وتوزيع (العيديات) في المناسبات الجليلة كعيد الغدير والمبعث ومواليد رسول الله t وأمير المؤمنين A والزهراء h وصاحب الأمر A وتكون المسألة أفضل عند بعضهم حيث يقوم رب الأسرة بإمامة الصلاة جماعة مع أفراد أسرته في أوقات الصلاة خصوصا صلاة الصبح ما دامت الشروط متوفرة فيه، هذا غير المراسيم الخاصة والأطعمة المتميزة لشهر رمضان المبارك وهو الوحيد الذي لازال له مظهر خاص في نفوس العوائل. وأؤكد هنا على مظهر مهم وضروري وهو إجراء المسابقات بين أفراد العائلة الواحدة أو عدة عوائل يكون موضوعها أسئلة دينية وتاريخية وثقافية عامة و(حزورات) وتعطى للفائز جائزة معينة فان هذه الخطوة تنمي الذهن وتدفع إلى المطالعة والقراءة مما يساعد على تكوين شخصية متكاملة.
مسائل متفرقة
[مسألة ١] ما هو لباس الشهرة؟.
٤٨
[بسمه تعالى] هو اللباس الذي يوجب قدح الناس في الشخص واستهزاءَهم به وإشارتهم إليه باعتباره غير لائق أو غير مناسب للمؤمن أن يذل نفسه كما في الحديث أو يجعل نفسه موضع التهم.
[مسألة ٢] ما حكم من يذهب إلى العارفة (الكشافة) وهي التي تتكلم بأمور غيبية ويعطونها المال، ما حكم المال للطرفين؟.
[بسمه تعالى] الذهاب لهؤلاء الدجالين الضالين حرام ودفع المال إليهم حرام أخر واخذ المال من قبل هؤلاء الدجالين سحت.
[مسألة ٣] ما حكم النساء اللاتي يجلسن في أبواب البيوت؟.
[بسمه تعالى] هذه عادة مقيتة ومنشأ لكثير من المحرمات : أولها : إن الأحاديث التي تجري بينهن هي من الغيبة والنميمة والتجسس على أخبار الناس وشؤونهم الخاصة. وثانيها : ان النساء في مثل هذه المجالس تكون بحال غير محتشم ويظهر بعض أجزاء بدنها مما يجب ستره كمقدمة الشعر والذراعين وبعض الرجلين والعنق وربما الصدر. وثالثهما : إدخال الأذى على الناس والمستفيدين من الطريق فان بعضهم ربما لا يمر من هناك حياء أو نحوه وربما بلغت الوقاحة ببعضهن أن تطلق كلمات للاستهزاء بالمار أو وصفه بأوصاف لا يرضى بها كهذا قصير وهذا سمين وهذا اعرج وهذا لونه اسود وهكذا.
[مسألة ٤] ما هي العدَّة للمرأة المتوفى عنها زوجها؟ وكم هي؟.
[بسمه تعالى] عدَّة المرأة المتوفى زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام وان كانت حاملا فعدتها أبعد الاجلين أي المدة الأبعد والأطول من الأربعة أشهر وعشرة أيام أو وضع الحمل وتبدأ العدة من حين علمها بوفاة زوجها وتشمل كل زوجة حتى غير المدخول بها واليائس وأحكام العدة أن لا تتزين المرأة وتلبس ثوب الحداد وأن لا تتزوج. هذا كل ما في الأمر، أما ما تضيفه النساء من أحكام خرافية فلا اصل لها في الشريعة وهي من مبتدعات الجهلة.
[مسألة ٥] متى تبدأ عدة المرأة المتوفى عنها زوجها ؟من أي يوم وهل هو اليوم الذي توفى فيه أم لحظة سماعها لخبر وفاته ،إذا كان بعيد عنها وسمعت بوفاته بعد أيام؟.
[بسمه تعالى] أجبناه في السؤال السابق.
[مسألة ٦] هل يجوز لها استقبال الأرحام والسلام عليهم أثناء عدَّة الوفاة أم لا يجوز لها النظر إلى الأجنبي كما يعتقد كثير من العامة؟.
٤٩
[بسمه تعالى] شرحنا فيما سبق أحكام العدة وليس فيها حرمة استقبال الأرحام والنظر إلى الأجنبي أو السعي لقضاء الحوائج ، نعم هي كغيرها من هذه الناحية في وجوب حفظ الحجاب وعدم الخضوع والتميع بالقول وتجنب أسباب إثارة الشهوة والفتنة.[مسألة ٧] هل يجوز لها الخروج أثناء عدة الوفاة خارج الدار ومتى يجوز؟.
[بسمه تعالى] يجوز لها ذلك لضرورة أو حاجة عقلائية.
[مسألة ٨] متى تبدأ عدة المرأة الحامل إذا توفي عنها زوجها ومتى تنتهي؟ في الحالات الآتية :
١ ـــ إذا كان قد توفى زوجها في الأشهر الأولى (٢ / ٣ / ٤)؟.
٢ ـــ إذا كان قد توفى زوجها في الأشهر الأخيرة (٨ / ٩)؟.
٣ ـــ إذا كان قد توفى أثناء ولادتها؟.
[بسمه تعالى] قلنا إن الحامل تعتد بأبعد الاجلين فإذا توفي في الأشهر الأربعة الأولى من الحمل فأبعد الاجلين هو وضع الحمل، وإذا توفى في الأشهر المتأخرة فيكون الأبعد هو المدة المذكورة.
[مسألة ٩] كثير من النساء الآن تقول إنها لم تكن تعرف عدة الوفاة سابقا إلا إنها لبست السواد أشهر طويلة بل قد تكون لسنوات، فهل يكفي لبس السواد هذا كعدة للمتوفى زوجها أم يجب في العدة النية؟.
[بسمه تعالى] هذه هي العدة وأحكام الحداد قد طبقتها فعلا ولا تحتاج إلى نية.
[مسألة ١٠] إذا كانت المرأة جاهلة بعدة الوفاة وتقدم لها شخص وتزوجت أثناء العدة فما حكم هذا الزواج وماذا تعمل؟.
[بسمه تعالى] إذا عقد عليها فقط من غير دخول بطل العقد وجاز له الزواج بها بعد انتهاء عدتها إذا كان جاهلا، وإذا كان عالما فتحرم عليه مؤبداً. وإن دخل بها حرمت عليه مؤبداً عالماً كان أو جاهلاً.
نص فتوى المجلات الخليعة
٥٠
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي دامت بركاته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كثرت في الآونة الأخيرة وسائل الفساد والانحلال الخلقي إلى درجة استطاعت الحضارة الغربية أن تجذب الشباب غير الواعي والمنغمس في الملذات الفانية ليشترون دقيقة اللذات بسنوات الندامة وبالنتيجة يكونون اليد اليمنى للشيطان لتحطيم مبادئ الإسلام السامية . واليوم فنحن بصدد وسيلة جديدة استخدمها الغرب وقلدها بعض مريدي هذه الحضارة ألا وهي إصدار مجلة عبارة عن مجموعة صور خليعة للممثلات والمطربات العربيات وغيرهن ،والشيء الملفت للنظر هو كون الصور الموجودة في هذه المجلة تكاد أن تكون تملاً كل أجزاء المجلة فتوضع الصورة للفنانة الفلانية وتحتها نصف سطر أواقل وكأن هذه المجلة نشرت ـــ أسبوعيا ـــ لغرض عرض هذه الصور وهناك روايات جنسية أخرى قد انتشر تداولها في أوساط الجامعات لأنها تباع بأسعار مخفضة ويعيرونا لمن لا يريد الشراء بثمن بخس.
فنرجو منكم الإجابة عن بعض التساؤلات :
١ ـــ ما هو رأي الشارع المقدس تجاه هذه الوسيلة الإعلامية؟.
٢ ـــ ما هو حكم من يقوم بشراء هكذا مجلات لغرض النظر إلى أجساد هؤلاء الفاسقات فقط؟.
٣ ـــ هل يجب على من تقع في يده تغييرها أو حرقها؟.
٤ ـــ ما هو البديل الذي يصلح أن يحل محل هذه المجلات والجرائد؟.
٥ ـــ ما هي نصيحتكم للشباب الواعي؟.
ولدكم قحطان كامل
٢١ / محرم / ١٤٢٢هـ
[بسمه تعالى] لا أظن أن الجواب الصحيح لمثل هذه التصرفات هو القول بحرمة هذا العمل وبشاعة نشره في المجتمع لأن المتعاملين به يعلمون جيداً حرمته وانه من إشاعة الفاحشة التي نهى عنها القرآن الكريم إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَO (١) ويعرفون جيداً آثار هذا المنكر في تدمير الأخلاق وإرجاع الناس إلى الهمجية الحيوانية بعد أن أنقذهم الله تعالى منها، وسيؤدي
(١) سورة النور : ١٩.
٥١
إلى تحطيم كيان المجتمع ونسف روابطه الاجتماعية والتشجيع على العلاقات غير المشروعة وغيرها الكثير مما يعرفونه هم جيداً فإعادته عليهم مما لا فائدة فيه.ولكن العلاج إنما يبدأ بدراسة الأسباب التي تدفع هؤلاء إلى القيام بالمنكر وكيفية علاجه وإعانتهم على تجاوز مثل هذا المرض الاجتماعي الوخيم ،ويمكن إحصاء عدة أسباب هنا :
١ ـــ ضعف الوازع الديني ونقص التربية الأخلاقية والعقائدية، وهم وإن كانوا يسمون أنفسهم مسلمين إلا أنهم ليسوا كذلك وإلا لانعكس ذلك على سلوكهم وتصرفاتهم في الحياة وهم يعبدون الشهوات وهوى النفس ويطيعون غرائزهم من دون الله تعالى، قال تعالى أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَO (١) فهل يعدَّ مسلما من يخير بين طاعة الله وطاعة الشيطان فيختار طاعة الشيطان؟.
٢ ـــ الكساد الاقتصادي وقلة فرص العمل مما حدا بالبعض في أن يفكر بأي طريقة للكسب وتحصيل المال ولو كان غير مشروع وهذه المجلات وأمثالها تدر عليهم أرباحاً كثيرة.
٣ ـــ ارتفاع تكاليف الزواج وكثرة معوقاته الاقتصادية والاجتماعية والنفسية مما أدى إلى تعطيل هذه السنة الشريفة فراح الشباب يحاولون التنفيس عن كبتهم الجنسي وإشباع شهواتهم بشتى الطرق المتيسرة ولو كانت محرمة فشاعت العلاقات غير الشريفة والشذوذ الجنسي واستعمال العادة السرية واقتناء المجلات والروايات المثيرة للشهوة الجنسية والصور الخليعة للفاسقات.
٤ ـــ التقصير في أداء وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى أصبح المجتمع كما وصفه الإمام الحسين A (ألا ترون إلى الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه)(٢) فاصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً وفي مقابل انسحاب صوت الحق والفضيلة تجد أدوات الرذيلة منتشرة وعلى مختلف الأصعدة مما جعل الأعمال الشنيعة مستساغة ولا بأس فيها ولا يستنكرها أحد من المؤمنين فضلاً عن غيرهم.
٥ ـــ الفراغ الذي يعيشه الشاب نتيجة فقدان ما يمكن أن يملي عليه حياته ويأنس بممارستة كالهوايات النافعة النزيهة وغيرها. هذه بعض الأسباب وراء شيوع الفاحشة؟ فماذا علينا أن نفعل؟ أن نسب ونشتم ونلعن من يقوم بها وكفى الله المؤمنين القتال؟! ونلوم الزمان والدنيا على الحال الذي آلت إليه أم نقف بحزم وشجاعة وتجرد من الأنانية وبكل حب وعطف ورحمة
(١) سورة الجاثية : ٢٣.
(٢) تحف العقول : ص٢٤٥.
٥٢
لنمد يد العون إلى هذا البائس المسكين لننقذه من مخالب الشر التي مزقت أعصابه ونكدت عيشته وسلبت راحته وطمأنينته وتركته عرضة للأمراض الروحية والنفسية والاجتماعية.وإن الحلول تبدوا قريبة منا ما دمنا قد شخصنا مناشيء العلة والداء، ومن تلك الحلول :
أ ـــ اهتمام الخطباء وأئمة المساجد وطلاب الحوزة الشريفة وكل المثقفين الواعين المخلصين بتربية أفراد المجتمع أخلاقياً وعقائدياً حتى يعيشوا مع الله تبارك وتعالى في كل تفاصيل حياتهم ومحاولة سد كل نقص في هذا المجال وتوفير الكتب والنشرات التي تبني ذات المؤمن وتحصنه وتبصير الناس بأخطاء هذه المنكرات وقبيح آثارها الصحية والنفسية والاجتماعية والدينية وتشجيع سبيل المعروف والترغيب فيه ونشر الأحاديث الشريفة التي تحث عليه وها هي الولايات المتحدة منبع الشر والرذيلة بعد أن عجزت عن مكافحة الأمراض الناشئة من الممارسات الجنسية غير المشروعة وعلى رأسها (الإيدز) أعلنت إن أفضل علاج له هو بث التعاليم الأخلاقية والروحية وهو أحياء الشعور الديني في مواطنيها .
ب ـــ تعاون الجميع على تشجيع الزواج وتذليل صعوباته فيشارك أولياء الأمور بتخفيف المهور وتكاليف الزواج، والاكتفاء بشروط الزواج التي جعلها رسول الله t : (إذا رضيتم من الرجل عقله ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)(١).
وعدم الاكتراث بالتقاليد والأعراف والضغوط الاجتماعية التي زرعها أولياء الشيطان لتعطيل هذه السنة الشريفة، وعلى جميع أهل المعروف السعي بالجمع بين المؤمنين والمؤمنات على كتاب الله وسنة رسوله t ففي الحديث: (ما بني بناء في الإسلام احب إلى الله تعالى مثل التزويج)(٢)، وهذا ما يحتاج إلى كتاب مستقل لعلاجه.
جـ ـــ على التجار وأصحاب الأموال والمتمكنين ماديا توفير فرص العمل بأي صيغة مناسبة كالمضاربة وإنشاء المصانع والمعامل وورش الحرف وأن يفكروا بتحريك عجلة الاقتصاد للمجتمع وتشغيل الأيدي العاملة حتى يجدوا لقمة العيش ويكتفوا اقتصاديا اكثر من تفكيرهم بزيادة الربح بحيث لو عرض عليهم مشروعان : أحدهما : كثير الربح ولا يحتاج أيدي عاملة. والثاني : اقل منه ربحاً إلا انه يشغل أيدي عاملة اكثر فعليه اختيار الثاني، ولا يجعل روح الأنانية تسوده فيزداد ثرائه على حساب عدد من الجياع، فكيف يهنأ بالعيش وحوله (من لا عهد له بالشبع ولا طمع له في القرص)(٣) كما يصفهم أمير المؤمنين A
(١) وسائل الشيعة : ١٤ / ٥١.
(٢) وسائل الشيعة : ١٤ / ٣.
(٣) نهج البلاغة : ٣ / ٧٢.
٥٣
بينما إذا وفر فرصة عمل واحدة انطبق عليه الحديث : (من فرج عن مؤمن كربته فرج الله عنه كربته يوم القيامة)(١).
د ـــ تكثير البدائل التي تشغل حياة الإنسان وتملأ فراغه كإقامة الشعائر الدينية والحث على الحضور في المساجد والمشاركة في المناسبات الدينية وإقامة المنتديات والمسابقات والمحاضرات الثقافية والعلمية وتبادل اللقاءات والزيارات مع المؤمنين وتشجيع السفرات الجماعية لزيارة العتبات المقدسة أو للترفيه والنزهة وممارسة الرياضات النزيهة والشريفة التي تسلي النفس وتزيل الهم وتقوي العلاقات، وتبادل الكتب والإصدارات النافعة، وإذا تعسر شراؤها فيمكن اشتراك مجموعة بشراء الكتب تدريجيا حتى تتكون مكتبة، ملكا للجميع وفي الختام لنتذكر ما ورد في الحديث الشريف: انه يؤتى يوم القيامة بناس لهم أعمال مثل الجبال فيأمر الله بهم إلى جهنم فيقال له لم ذلك فيقول تبارك وتعالى لأنهم لم يكونوا يغضبون لي عندما أعصى، فأغضبوا لله أيها المؤمنون وأعملوا ما بوسعكم لإصلاح مجتمعكم وحمايته من الانحراف ففي الحديث : (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)(٢).
عصمنا الله وإياكم من الزلل وآمننا من شرور الفتن انه ولي النعم.
(١) تاريخ اليعقوبي : ٢ / ١٠٦.
(٢) بحار الأنوار : ٧٢ / ٣٨.
٤١
أن التدني في المستوى العلمي عند أبنائنا ناشئ عن تخلي الآباء عن دورهم أولا فهم يجعلون من أبنائهم لقمة سائغة وفريسة سهلة لأعدائنا من خلال إهمال الجانب الدراسي متذرعين بأتفه الأعذار والحجج الواهية، كقولهم أمام أبنائهم (انه لا قيمة للشهادة اليوم) (والمعيشة تتطلب ترك الدراسة والاشتغال بالأسواق) ياللأسف . . ياللاسف.إن الله بعد أن يفرج عنا الغمة سنندم على ما فعلناه بأبنائنا (ولات ساعة مندم) إذ خلقنا جيلا جاهلا متخلفا لا يستطيع أن يجاري الأمم والحضارة، فهل هذا صحيح؟.
إذا كان على الابن أن يعمل في العطل مثلا أو في أوقات العصر، المهم أن لا يهمل الدراسة حتى لو درّسه والده في البيت لو كان مضطرا لذلك، ولا ننسى أيضا بان المعيشة يتكفل بها الذي خلقنا وما علينا إلا أن نؤدي واجبنا تجاهه من طاعته، والباقي عليه سبحانه.
والآن سأذكر لكم جانبا مهما في التربية وذا تأثير كبير على أبنائنا، ألا وهو وسائل الإعلام في شاشة العرض (التلفاز) أو المذياع (الراديو) أو القصص أو الجرائد والمجلات، وما لها من دور فعال في حياة ونشأة الطفل، وانه يتأثر بها التأثر الكبير والسريع وينفعل بها انفعالا سريعا، فأنا أرى اليوم أن ٩٠% من البرامج الأجنبية التي تعرض على الشاشة وغيرها محرم شرعا، وهدفها نشر الفساد في داخل المجتمع المسلم.
وتفشي التميع لدى الشباب وقتل الحس الديني، وعدم الشعور بالمسؤولية الدينية وهذا ما يسعى إليه الاستعمار الإمبريالي الحاقد على الدين والمتدينين، والمتمثل بأمريكا وإسرائيل، واليك بعض النقاط المهمة التي سأعرضها.
أولاً : تنبيه الأطفال والعائلة على حرمة أغلب ما يعرض في وسائل الأعلام، وأخطرها التلفاز، وتبين لهم إن ذلك يعارض التشريع الإسلامي.
ثانياً : يجب أن تبين لهم إن هذه البرامج تعرض لغير المسلمين، وليس لنا، فنحن المسلمون نرفض ذلك رفضا قاطعا، وأغلب ما يعرض هو حرام لدينا، مثلاً :
أ ـــ أفلام الدعارة والجنس ، وبعض أفلام الكارتون الهادفة إلى تدمير الطفل المسلم فعلى الأب عندئذ أن يميز بين النافع منها وغيره من أفلام الكارتون حتى يجنبهم الضار منها.
ب ـــ الغناء، فانه محرم وقد وردت روايات عن الأئمة D عنه.
جـ ـــ إظهار العاريات على شاشة التلفاز الذي يجلب خطورة عظمى على الفرد ويؤثر فيه تأثيرا سلبيا بإثارة الغريزة الحيوانية.
٤٢
البدائل الشرعية للتلفزيون كثيرة جدا ونافعة، منها :
أ ـــ أن يقوم رب الأسرة بتوفير بعض الألعاب الفكرية الهادفة ويلعبها معهم.
ب ـــ أن يحكى لهم الحكايات التاريخية المسلية.
جـ ـــ أن يجتمع بالعائلة كل يوم ويقوم بقراءة كتب أخلاقية وتاريخية وهم يستمعون.
هـ ـــ أن يقسم وقته بين العمل وبين البيت، أي أن لا يهتم بعمله فقط وينسى مسئوليته مع زوجته وأطفاله لأن الله سبحانه وتعالى لم يخلقنا للسوق فقط والسعي واللهث وراء الدنيا، بل نعمل على قدر حاجتنا.
بقي جانب مهم وهو اختيار جماعة الأقران والأصدقاء، وهذا ما سأتكلم عنه الآن وسأعرض عليكم بعض النقاط السلبية والإيجابية في الأقران وتأثيرهم على أطفالنا . . . إن الإنسان بطبيعة الحال كائن اجتماعي يسعى إلى إقامة العلاقات مع الآخرين وهذا الأمر موجود من الطفولة حتى الكبر، ونحن لا نريد أن نحرم أطفالنا من هذه الفطرة التي أودعها الله عندهم، ولا نريد جعلهم انطوائيين بل نريد أن نكسبهم صفة الإنسانية من خلال تطبيق النظام الالهي الذي يتلائم مع الفطرة حتما، لكن علينا ملاحظة عدة أمور عن اختلاط أبنائنا بأقرانهم وإنشاء الصداقة معهم، والأمور هي كالآتي :
الأمر الأول : ملاحظة القرين ومعرفة السؤال عنه ،والمهم جدا أن يكون من عائلة دينية ومن أهل صالحي التربية .
الأمر الثاني : اختر لابنك الصديق المناسب ،واجعله يماشيه إذا كان من عائلة مؤمنة وملتزمة .
الأمر الثالث : إذا رأيت انه يماشي سيء الأخلاق، فانصحه بالابتعاد عنه مبينا له السبب في ذلك.
هذه بعض الجوانب المهمة في تربية الأبناء التربية الصالحة وهؤلاء الأطفال هم فلذات الأكباد وهم أمانة في أعناقنا وأعناق كل المؤمنين، وأقول لكم كما قال رسول الله t : (لا تعينوا أبناءَكم على عقوقكم) والإعانة على العقوق هي أن تربوا أبنائكم تربية غير صالحة وعلى خلاف ما أراد الله ورسوله والأئمة الأطهار D فإن فعلتم ذلك أعنتموهم على عقوقكم، فأن فسدوا وفسدت أخلاقهم والعياذ بالله فلا تلقوا باللوم عليهم والأجدر بكم أن تحاسبوا أنفسكم لأنكم كآباء مسؤولون أمام الله والمجتمع عن تربيتهم وقد جنيتم على
٤٣
حاضرهم ومستقبلهم حيث لم تنشئوهم التنشئة الصالحة فلا تلعنوا الدهر والزمان إن أساءوا إليكم، وكما يقول أحد المفكرين بدل أن تلعن الظلام أشعل شمعة)
فالله . . . الله في أبنائكم والله . . . الله في بناتكم.
ظواهر سلبية يجب على العوائل الالتفات اليها
١ ـــ اعتادت بعض العوائل على كثرة الدخول إلى الجيران وكأنهم عائلة واحدة وهذه الحالة ترافقها أحياناً مخالفات شرعية من قبيل عدم الاستئذان عند الدخول أو ذهاب المرأة إلى بيت الجيران ولا يوجد فيه إلا رجل، فيكون من الخلوة بالأجنبية وهو حرام ويؤدي إلى مفاسد كثيرة، كما إن هذا الدخول المتكرر غالبا ً ما يكون من دون احتشام وحجاب كامل فيؤدي إلى محرمات كثيرة وقد سمعنا كيف أن محرمات وفواحش وقعت بسبب هذا التسامح والإهمال، فلا بد من مراعاة الأحكام والآداب الشرعية في هذه العلاقات.
٢ ـــ بعض النساء وربات البيوت تتساهل بالحجاب وربما لا تتحجب أصلاً أمام بعض المستخدمين كبائع النفط والغاز وقاري مقاييس الماء والكهرباء والحمال والكناس وغيرهم وهم من هذه الناحية كغيرهم فلماذا هذا التساهل أمامهم؟!
إنه باب واسع للمفسدة Pفَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌO (١). بل الأمر في هؤلاء أشد لأنهم يدخلون إلى داخل البيوت وغالبا ما يكون دخولهم في وقت غياب صاحب الدار في العمل، والشيطان قاعد بالمرصاد ففي الحديث : ما اختلى رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما.
٣ ـــ في بعض المناطق الشعبية اعتادت نساء المحلة أن تجلس على أبواب الدور وفي الطرقات لتبادل الأحاديث مع نساء المحلة، وهذه ظاهرة سلبية جداً وتقع بسببها محرمات كثيرة منها عدم الاحتشام في الحجاب وربما ظهر شعرها وذراعها بل وبعض مفاتنها، فغالبا بل دائما تكون النساء في مثل هذه المجالس غير مراعيات للحجاب : منها : إحراج المارة وإدخال الأذى
(١) سورة النور : ٦٣.
٤٤
عليهم. ومنها : الخوض في أحاديث محرمة كالغيبة والانتقاص من الآخرين والتدخل في شؤونهم والنميمة واللغو وغيرها من أشكال الحديث الباطل.
٤ ـــ إن تجمع عدد من العوائل في بيت واحد له ما يبرره، إلا أن الكثير من العوائل تقع في المحرمات بسبب هذا التجمع فزوجة الأخ لا تراعي الحجاب الكامل أمام أخوة زوجها باعتبار انه مثل أخيها كما يزعمون، وهذه من تسويلات الشيطان، فانه أجنبي عنها، وكم حصلت من الفواحش بسبب هذا التسامح والإهمال. ومن المخالفات الأخرى عدم استئذان أخوة الزوج عند الدخول باعتبارهم من أهل الدار رغم وجود زوجة أخيهم، بل في الرواية أن أحدهم يسأل الإمام A هل أستأذن في الدخول إلى البيت وليس فيه إلا والدتي قال A : (نعم، أتحب أن تراها وهي عارية، فاستأذن وادخل). وهو أدب القرآن الكريم، هذا في الحلال، فكيف في حالة وجود امرأة أجنبية كزوجة الأخ أو أخت الزوجة؟.
٥ ـــ بعض العوائل الثرية تستخدم أشخاصاً من الجنسين لخدمة العائلة ويعيشون بينهم ،والملحوظ عدم الاهتمام بأحكام الإسلام وأدبه في العلاقة مع هؤلاء، فالمرأة المستخدمة لا تراعي الحجاب أمام رب الدار وأولاده، وربما تكون أمامهم أحياناً في حالة متهتكة، وكذا نساء رب الدار لا يراعين الحشمة والحجاب أمام الخدم، وربما كن أحياناً في حالة غير عفيفة، وإنها لطامة كبرى حقيقة أن تنعدم الغيرة والشرف إلى هذه الحالة فيذهب رب البيت إلى العمل خارجا ويترك نساءه وديعة عند هذا الخادم الذئب حيث تشتعل الشهوة بينهم أسرع من سريان النار في الهشيم ، فإلى أين يستمر انحدار هذه الأمة المسلمة بالاسم فقط !ومتى تلتفت إلى نفسها!.
٦ ـــ عند تزاور العوائل خصوصاً الأقرباء كبيت العم والعمة والخال والخالة يحصل اختلاط غير ضروري وتبادل أحاديث وضحكات غير شريفة، خصوصاً في الأعياد والمناسبات، وهذا باب واسع للشيطان وسبب للوقوع في المحرمات يجب إغلاقه، وإن صلة الرحم لا تقتضي هذا الشكل من اللقاءات بل يمكن القيام بالزيارات من دون هذه المخالفات الشرعية.
٧ ـــ أحياناً يعيش الرجل وزوجته في بيت أهله، فيخرج هو وباقي الأسرة إلى أعمالهم أو قضاء حوائجهم، وتبقى زوجة الأخ في البيت ويبقى أحد الاخوة، وهذا حرام ـــ على المستوى الأخلاقي بالتأكيد، وهو كذلك على المستوى الشرعي إذا لم يأمن الوقوع في الحرام كما هو الغالب في زمننا المعاصر حيث كثرت دواعي الشهوة والإثارة الجنسية وأصبح الجنس هو الشغل الشاغل
٤٥
للمجتمع ـــ لأنه من الخلوة بالأجنبية أو أحيانا يأتي الأخ إلى البيت وليس فيه إلا زوجة أخيه، وهذا محرم كذلك فلابد من وجود طرف ثالث كأم الزوج أو أولاد المرأة وغيرهم.
٨ ـــ صحيح إن زوجة الابن لا يجب عليها الحجاب الكامل أمام والد زوجها ، لكن هذا لا ينبغي تبرجها الزائد والخلاعة في اللبس، فان الشيطان يزين المعصية لذوي النفوس المريضة حتى يوقعهم فيها، فلتحافظ هذه المرأة على حشمتها ووقارها لأن حالات عديدة حصلت والعياذ بالله لممارسات غير شريفة بين الأب وزوجة ابنه فكونوا حذرين من خدع الشيطان وغروره وملتفتين إليها.
٩ ـــ يجتمع أفراد العائلة على مشاهدة أفلام وبرامج تعرض صور خليعة ولقطات مثيرة للشهوة وهم من الجنسين مجتمعون على النظر إليها، وفي هذا منتهى الخسة والوضاعة، وإن الراضي به (ديوث) وهو الذي يرى أهله تزني ولا يغضب لفعلها، وزنا العين النظر إلى هذه المشاهد، فكيف يستسيغها رب الأسرة وإن مثلهم كمثل من اتى برجل فاسق بملابسه الداخلية وأجلسه بين أسرته، أترى بقية من غيرة وشرف لمثله؟.
١٠ ـــ اعتاد العرف أيضا على النظر إلى عورات الأطفال من الجنسين، وربما أخذوا لهم الصور وعوراتهم ظاهرة مستأنسين بذلك رغم إن حرمة النظر إلى العورة شاملة للجميع بلا استثناء حتى للأطفال وحتى من نفس الجنس لا يستثنى من ذلك إلا الضرورة كالأم والمربية للطفل للحاجة إلى تنظيفه وتغيير ملابسه ولزوم الحرج من تجنب النظر وتلتزم بمقدار الضرورة ولا أزيد فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَO (١).
١١ ـــ بعض الضيوف يرمي بثقله على صاحب المنزل وهو يعلم بعدم رغبته باستضافته وعدم استعداده لها فتكون تصرفاته حراما، كما إن بعض الضيوف يتصرف في آلات المنزل وأدواته وأثاثه بدون رضا صاحب الدار، فيقلب في كتبه أو ينظر في أوراقه وغيرها، وهذا كله محرم ولا يجوز له التصرف إلا في حدود إذن صاحب الدار أو ما دلت القرائن على الرخصة فيه.
١٢ ـــ عند زيارة بعض العوائل التي فيها نساء متبرجات لا يجوز النظر إليهن وإن ألقين جلباب الحياء على أنفسهن إلا ان دينكم أثمن من أن يضيع بسبب هذه التافهات وقد روى عن علي A انه لما سئل عن سبب عدم تعرضه لنساء أهل الذمة وغيرهن قال : (إن كنا لنؤمر بالكف عنهن وانهن لمشركات)(٢). فإذا كان دينهن عندهن رخيصا فلا يضيع الإنسان آخرته بسببهن على انه من الواجب عدم زيارة العوائل التي يعلم الشخص وقوع
(١) سورة المائدة : ١٠٠.
(٢) نهج البلاغة : ٣ / ١٥.
٤٦
المحرمات في تلك الزيارة كالغناء والاختلاط غير المحتشم وحصول النظرات المريبة والمثيرة للشهوة.
١٣ ـــ بعض الآباء والأمهات يتغاضون عن تصرفات أولادهم المنحرفة فربما يسرق ويعدونه ذكاء أو يعتدي على أولاد الجيران ويرونه شجاعة وبطولة وهذا جناية عليهم وعلى المجتمع كله وهم مسؤولون عنه، أو يسمعون أطفالهم يتفوهون بكلمات قبيحة فلا يردعونهم ولا يوجهونهم.
١٤ ـــ ان الأحاديث تجري عند زيارة العوائل واللقاءات بينها غالبا أو دائما هي مخالفة للشريعة وإذا أردنا أن نحسن الظن بها فنقول عنها إنها تافهه وغير مثمرة ومضيعة للوقت فان مضامينها الغيبة أو أحدث الموديلات للنساء أو نقل بعض أحاديث الشارع التافهة أو الخوض في أعراض الناس وأمورهم الخاصة وفضول الكلام، والواجب استغلال هذه اللقاءات لما ينفع في الدنيا والآخرة لأن الوقت هو رأس مال الإنسان فكلما أحسن في استثماره كان ربح تجارته مع الله تبارك وتعالى، فأنَّ كل دقيقة يستثمرها في شيء نافع تعني زيادة درجة في الجنة وعند الله فلماذا يضيعها ويعيش الندامة وعض الأصابع يوم توزع النتائج فيجد نفسه من الضائعين.
١٥ ـــ تقتضي الطفولة لعب الأطفال مع بعضهم وأحيانا يكونون من الجنسين، وقد يستمر هذا اللعب إلى ما بعد البلوغ، فالبنت تصل التاسعة من العمر وهي مازالت تلعب مع أترابها وهذه مشكلة يجب التنبه لها في وقت مبكر فيفصل بين الجنسين من عمر الخامسة، ويعلمون ان هذا الاختلاط غير صحيح وعاقبته وخيمة وأضراره كثيرة.
١٦ ـــ نرى الكثير من العوائل تخلوا بيوتهم من الكتب الأساسية لكل مسلم وعلى رأسها القرآن الكريم الذي يجب اتخاذه في كل بيت، وورد في ذلك بركات كثيرة بل يستحب لكل فرد أن تكون له نسخة من المصحف يتابع بها تلاوته ولابد من وجود كتاب ولو صغير في العقائد وأفضل أن يكون كتاب (أصل الشيعة وأصولها) للشيخ كاشف الغطاء بالمقدمة التي كتبتها له، فان فيها فوائد جليلة تغني عن كثير من الكتب، وكتاب في المسائل الفقهية كرسالة عملية مختصرة لمرجع التقليد وكتاب في السنن والمستحبات والأدعية المأثورة كمفاتيح الجنان أو ضياء الصالحين وكتاب في الموعظة وتهذيب النفس والأخلاق كمرآة الرشاد أو القلب السليم ومجموعة الإصدارات التي تندرج ضمن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتوعية المجتمع وقصص الأطفال المصورة كسلسلة (آمنة ومؤمل) ذات الأهداف التربوية وكتب وكراريس تربية
٤٧
الأطفال ككتاب (من ينقذني) و(من يعينني) و(فراشات في مهب الريح)، وبهذه الكتب تتشكل نواة مكتبة صغيرة في كل بيت ليكون الكتاب النافع والتربوي في متناول الجميع، فان من أهم واجبات رب الأسرة توفير الغذاء الروحي الذي يغذي العقل والروح ويطهر القلب كما يوفر الغذاء المادي الضروري لبناء الجسم، علما إن ما يصرفه من أموال على الثاني هو أضعاف ما يصرفه على الأول والأول باق ومنفعته مباركة تعم الجميع والثاني زائل.
١٧ ـــ ومما يؤسف له فقدان المظاهر الدينية وغياب الشعائر الدينية داخل الأسرة فقد كنا نعرف للعوائل المتدينة عادات وشعائر ثابتة يأخذها الصغير عن الكبير وننشأ عليها كقراءة دعاء كميل وزيارة الحسين A كل ليلة جمعة ودعاء السمات آخر ساعة من كل يوم جمعة وتبادل التعازي في وفيات المعصومين والتهاني في أفراحهم وتوزيع (العيديات) في المناسبات الجليلة كعيد الغدير والمبعث ومواليد رسول الله t وأمير المؤمنين A والزهراء h وصاحب الأمر A وتكون المسألة أفضل عند بعضهم حيث يقوم رب الأسرة بإمامة الصلاة جماعة مع أفراد أسرته في أوقات الصلاة خصوصا صلاة الصبح ما دامت الشروط متوفرة فيه، هذا غير المراسيم الخاصة والأطعمة المتميزة لشهر رمضان المبارك وهو الوحيد الذي لازال له مظهر خاص في نفوس العوائل. وأؤكد هنا على مظهر مهم وضروري وهو إجراء المسابقات بين أفراد العائلة الواحدة أو عدة عوائل يكون موضوعها أسئلة دينية وتاريخية وثقافية عامة و(حزورات) وتعطى للفائز جائزة معينة فان هذه الخطوة تنمي الذهن وتدفع إلى المطالعة والقراءة مما يساعد على تكوين شخصية متكاملة.
مسائل متفرقة
[مسألة ١] ما هو لباس الشهرة؟.
٤٨
[بسمه تعالى] هو اللباس الذي يوجب قدح الناس في الشخص واستهزاءَهم به وإشارتهم إليه باعتباره غير لائق أو غير مناسب للمؤمن أن يذل نفسه كما في الحديث أو يجعل نفسه موضع التهم.
[مسألة ٢] ما حكم من يذهب إلى العارفة (الكشافة) وهي التي تتكلم بأمور غيبية ويعطونها المال، ما حكم المال للطرفين؟.
[بسمه تعالى] الذهاب لهؤلاء الدجالين الضالين حرام ودفع المال إليهم حرام أخر واخذ المال من قبل هؤلاء الدجالين سحت.
[مسألة ٣] ما حكم النساء اللاتي يجلسن في أبواب البيوت؟.
[بسمه تعالى] هذه عادة مقيتة ومنشأ لكثير من المحرمات : أولها : إن الأحاديث التي تجري بينهن هي من الغيبة والنميمة والتجسس على أخبار الناس وشؤونهم الخاصة. وثانيها : ان النساء في مثل هذه المجالس تكون بحال غير محتشم ويظهر بعض أجزاء بدنها مما يجب ستره كمقدمة الشعر والذراعين وبعض الرجلين والعنق وربما الصدر. وثالثهما : إدخال الأذى على الناس والمستفيدين من الطريق فان بعضهم ربما لا يمر من هناك حياء أو نحوه وربما بلغت الوقاحة ببعضهن أن تطلق كلمات للاستهزاء بالمار أو وصفه بأوصاف لا يرضى بها كهذا قصير وهذا سمين وهذا اعرج وهذا لونه اسود وهكذا.
[مسألة ٤] ما هي العدَّة للمرأة المتوفى عنها زوجها؟ وكم هي؟.
[بسمه تعالى] عدَّة المرأة المتوفى زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام وان كانت حاملا فعدتها أبعد الاجلين أي المدة الأبعد والأطول من الأربعة أشهر وعشرة أيام أو وضع الحمل وتبدأ العدة من حين علمها بوفاة زوجها وتشمل كل زوجة حتى غير المدخول بها واليائس وأحكام العدة أن لا تتزين المرأة وتلبس ثوب الحداد وأن لا تتزوج. هذا كل ما في الأمر، أما ما تضيفه النساء من أحكام خرافية فلا اصل لها في الشريعة وهي من مبتدعات الجهلة.
[مسألة ٥] متى تبدأ عدة المرأة المتوفى عنها زوجها ؟من أي يوم وهل هو اليوم الذي توفى فيه أم لحظة سماعها لخبر وفاته ،إذا كان بعيد عنها وسمعت بوفاته بعد أيام؟.
[بسمه تعالى] أجبناه في السؤال السابق.
[مسألة ٦] هل يجوز لها استقبال الأرحام والسلام عليهم أثناء عدَّة الوفاة أم لا يجوز لها النظر إلى الأجنبي كما يعتقد كثير من العامة؟.
٤٩
[بسمه تعالى] شرحنا فيما سبق أحكام العدة وليس فيها حرمة استقبال الأرحام والنظر إلى الأجنبي أو السعي لقضاء الحوائج ، نعم هي كغيرها من هذه الناحية في وجوب حفظ الحجاب وعدم الخضوع والتميع بالقول وتجنب أسباب إثارة الشهوة والفتنة.[مسألة ٧] هل يجوز لها الخروج أثناء عدة الوفاة خارج الدار ومتى يجوز؟.
[بسمه تعالى] يجوز لها ذلك لضرورة أو حاجة عقلائية.
[مسألة ٨] متى تبدأ عدة المرأة الحامل إذا توفي عنها زوجها ومتى تنتهي؟ في الحالات الآتية :
١ ـــ إذا كان قد توفى زوجها في الأشهر الأولى (٢ / ٣ / ٤)؟.
٢ ـــ إذا كان قد توفى زوجها في الأشهر الأخيرة (٨ / ٩)؟.
٣ ـــ إذا كان قد توفى أثناء ولادتها؟.
[بسمه تعالى] قلنا إن الحامل تعتد بأبعد الاجلين فإذا توفي في الأشهر الأربعة الأولى من الحمل فأبعد الاجلين هو وضع الحمل، وإذا توفى في الأشهر المتأخرة فيكون الأبعد هو المدة المذكورة.
[مسألة ٩] كثير من النساء الآن تقول إنها لم تكن تعرف عدة الوفاة سابقا إلا إنها لبست السواد أشهر طويلة بل قد تكون لسنوات، فهل يكفي لبس السواد هذا كعدة للمتوفى زوجها أم يجب في العدة النية؟.
[بسمه تعالى] هذه هي العدة وأحكام الحداد قد طبقتها فعلا ولا تحتاج إلى نية.
[مسألة ١٠] إذا كانت المرأة جاهلة بعدة الوفاة وتقدم لها شخص وتزوجت أثناء العدة فما حكم هذا الزواج وماذا تعمل؟.
[بسمه تعالى] إذا عقد عليها فقط من غير دخول بطل العقد وجاز له الزواج بها بعد انتهاء عدتها إذا كان جاهلا، وإذا كان عالما فتحرم عليه مؤبداً. وإن دخل بها حرمت عليه مؤبداً عالماً كان أو جاهلاً.
نص فتوى المجلات الخليعة
٥٠
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي دامت بركاته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كثرت في الآونة الأخيرة وسائل الفساد والانحلال الخلقي إلى درجة استطاعت الحضارة الغربية أن تجذب الشباب غير الواعي والمنغمس في الملذات الفانية ليشترون دقيقة اللذات بسنوات الندامة وبالنتيجة يكونون اليد اليمنى للشيطان لتحطيم مبادئ الإسلام السامية . واليوم فنحن بصدد وسيلة جديدة استخدمها الغرب وقلدها بعض مريدي هذه الحضارة ألا وهي إصدار مجلة عبارة عن مجموعة صور خليعة للممثلات والمطربات العربيات وغيرهن ،والشيء الملفت للنظر هو كون الصور الموجودة في هذه المجلة تكاد أن تكون تملاً كل أجزاء المجلة فتوضع الصورة للفنانة الفلانية وتحتها نصف سطر أواقل وكأن هذه المجلة نشرت ـــ أسبوعيا ـــ لغرض عرض هذه الصور وهناك روايات جنسية أخرى قد انتشر تداولها في أوساط الجامعات لأنها تباع بأسعار مخفضة ويعيرونا لمن لا يريد الشراء بثمن بخس.
فنرجو منكم الإجابة عن بعض التساؤلات :
١ ـــ ما هو رأي الشارع المقدس تجاه هذه الوسيلة الإعلامية؟.
٢ ـــ ما هو حكم من يقوم بشراء هكذا مجلات لغرض النظر إلى أجساد هؤلاء الفاسقات فقط؟.
٣ ـــ هل يجب على من تقع في يده تغييرها أو حرقها؟.
٤ ـــ ما هو البديل الذي يصلح أن يحل محل هذه المجلات والجرائد؟.
٥ ـــ ما هي نصيحتكم للشباب الواعي؟.
ولدكم قحطان كامل
٢١ / محرم / ١٤٢٢هـ
[بسمه تعالى] لا أظن أن الجواب الصحيح لمثل هذه التصرفات هو القول بحرمة هذا العمل وبشاعة نشره في المجتمع لأن المتعاملين به يعلمون جيداً حرمته وانه من إشاعة الفاحشة التي نهى عنها القرآن الكريم إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَO (١) ويعرفون جيداً آثار هذا المنكر في تدمير الأخلاق وإرجاع الناس إلى الهمجية الحيوانية بعد أن أنقذهم الله تعالى منها، وسيؤدي
(١) سورة النور : ١٩.
٥١
إلى تحطيم كيان المجتمع ونسف روابطه الاجتماعية والتشجيع على العلاقات غير المشروعة وغيرها الكثير مما يعرفونه هم جيداً فإعادته عليهم مما لا فائدة فيه.ولكن العلاج إنما يبدأ بدراسة الأسباب التي تدفع هؤلاء إلى القيام بالمنكر وكيفية علاجه وإعانتهم على تجاوز مثل هذا المرض الاجتماعي الوخيم ،ويمكن إحصاء عدة أسباب هنا :
١ ـــ ضعف الوازع الديني ونقص التربية الأخلاقية والعقائدية، وهم وإن كانوا يسمون أنفسهم مسلمين إلا أنهم ليسوا كذلك وإلا لانعكس ذلك على سلوكهم وتصرفاتهم في الحياة وهم يعبدون الشهوات وهوى النفس ويطيعون غرائزهم من دون الله تعالى، قال تعالى أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَO (١) فهل يعدَّ مسلما من يخير بين طاعة الله وطاعة الشيطان فيختار طاعة الشيطان؟.
٢ ـــ الكساد الاقتصادي وقلة فرص العمل مما حدا بالبعض في أن يفكر بأي طريقة للكسب وتحصيل المال ولو كان غير مشروع وهذه المجلات وأمثالها تدر عليهم أرباحاً كثيرة.
٣ ـــ ارتفاع تكاليف الزواج وكثرة معوقاته الاقتصادية والاجتماعية والنفسية مما أدى إلى تعطيل هذه السنة الشريفة فراح الشباب يحاولون التنفيس عن كبتهم الجنسي وإشباع شهواتهم بشتى الطرق المتيسرة ولو كانت محرمة فشاعت العلاقات غير الشريفة والشذوذ الجنسي واستعمال العادة السرية واقتناء المجلات والروايات المثيرة للشهوة الجنسية والصور الخليعة للفاسقات.
٤ ـــ التقصير في أداء وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى أصبح المجتمع كما وصفه الإمام الحسين A (ألا ترون إلى الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه)(٢) فاصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً وفي مقابل انسحاب صوت الحق والفضيلة تجد أدوات الرذيلة منتشرة وعلى مختلف الأصعدة مما جعل الأعمال الشنيعة مستساغة ولا بأس فيها ولا يستنكرها أحد من المؤمنين فضلاً عن غيرهم.
٥ ـــ الفراغ الذي يعيشه الشاب نتيجة فقدان ما يمكن أن يملي عليه حياته ويأنس بممارستة كالهوايات النافعة النزيهة وغيرها. هذه بعض الأسباب وراء شيوع الفاحشة؟ فماذا علينا أن نفعل؟ أن نسب ونشتم ونلعن من يقوم بها وكفى الله المؤمنين القتال؟! ونلوم الزمان والدنيا على الحال الذي آلت إليه أم نقف بحزم وشجاعة وتجرد من الأنانية وبكل حب وعطف ورحمة
(١) سورة الجاثية : ٢٣.
(٢) تحف العقول : ص٢٤٥.
٥٢
لنمد يد العون إلى هذا البائس المسكين لننقذه من مخالب الشر التي مزقت أعصابه ونكدت عيشته وسلبت راحته وطمأنينته وتركته عرضة للأمراض الروحية والنفسية والاجتماعية.وإن الحلول تبدوا قريبة منا ما دمنا قد شخصنا مناشيء العلة والداء، ومن تلك الحلول :
أ ـــ اهتمام الخطباء وأئمة المساجد وطلاب الحوزة الشريفة وكل المثقفين الواعين المخلصين بتربية أفراد المجتمع أخلاقياً وعقائدياً حتى يعيشوا مع الله تبارك وتعالى في كل تفاصيل حياتهم ومحاولة سد كل نقص في هذا المجال وتوفير الكتب والنشرات التي تبني ذات المؤمن وتحصنه وتبصير الناس بأخطاء هذه المنكرات وقبيح آثارها الصحية والنفسية والاجتماعية والدينية وتشجيع سبيل المعروف والترغيب فيه ونشر الأحاديث الشريفة التي تحث عليه وها هي الولايات المتحدة منبع الشر والرذيلة بعد أن عجزت عن مكافحة الأمراض الناشئة من الممارسات الجنسية غير المشروعة وعلى رأسها (الإيدز) أعلنت إن أفضل علاج له هو بث التعاليم الأخلاقية والروحية وهو أحياء الشعور الديني في مواطنيها .
ب ـــ تعاون الجميع على تشجيع الزواج وتذليل صعوباته فيشارك أولياء الأمور بتخفيف المهور وتكاليف الزواج، والاكتفاء بشروط الزواج التي جعلها رسول الله t : (إذا رضيتم من الرجل عقله ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)(١).
وعدم الاكتراث بالتقاليد والأعراف والضغوط الاجتماعية التي زرعها أولياء الشيطان لتعطيل هذه السنة الشريفة، وعلى جميع أهل المعروف السعي بالجمع بين المؤمنين والمؤمنات على كتاب الله وسنة رسوله t ففي الحديث: (ما بني بناء في الإسلام احب إلى الله تعالى مثل التزويج)(٢)، وهذا ما يحتاج إلى كتاب مستقل لعلاجه.
جـ ـــ على التجار وأصحاب الأموال والمتمكنين ماديا توفير فرص العمل بأي صيغة مناسبة كالمضاربة وإنشاء المصانع والمعامل وورش الحرف وأن يفكروا بتحريك عجلة الاقتصاد للمجتمع وتشغيل الأيدي العاملة حتى يجدوا لقمة العيش ويكتفوا اقتصاديا اكثر من تفكيرهم بزيادة الربح بحيث لو عرض عليهم مشروعان : أحدهما : كثير الربح ولا يحتاج أيدي عاملة. والثاني : اقل منه ربحاً إلا انه يشغل أيدي عاملة اكثر فعليه اختيار الثاني، ولا يجعل روح الأنانية تسوده فيزداد ثرائه على حساب عدد من الجياع، فكيف يهنأ بالعيش وحوله (من لا عهد له بالشبع ولا طمع له في القرص)(٣) كما يصفهم أمير المؤمنين A
(١) وسائل الشيعة : ١٤ / ٥١.
(٢) وسائل الشيعة : ١٤ / ٣.
(٣) نهج البلاغة : ٣ / ٧٢.
٥٣
بينما إذا وفر فرصة عمل واحدة انطبق عليه الحديث : (من فرج عن مؤمن كربته فرج الله عنه كربته يوم القيامة)(١).
د ـــ تكثير البدائل التي تشغل حياة الإنسان وتملأ فراغه كإقامة الشعائر الدينية والحث على الحضور في المساجد والمشاركة في المناسبات الدينية وإقامة المنتديات والمسابقات والمحاضرات الثقافية والعلمية وتبادل اللقاءات والزيارات مع المؤمنين وتشجيع السفرات الجماعية لزيارة العتبات المقدسة أو للترفيه والنزهة وممارسة الرياضات النزيهة والشريفة التي تسلي النفس وتزيل الهم وتقوي العلاقات، وتبادل الكتب والإصدارات النافعة، وإذا تعسر شراؤها فيمكن اشتراك مجموعة بشراء الكتب تدريجيا حتى تتكون مكتبة، ملكا للجميع وفي الختام لنتذكر ما ورد في الحديث الشريف: انه يؤتى يوم القيامة بناس لهم أعمال مثل الجبال فيأمر الله بهم إلى جهنم فيقال له لم ذلك فيقول تبارك وتعالى لأنهم لم يكونوا يغضبون لي عندما أعصى، فأغضبوا لله أيها المؤمنون وأعملوا ما بوسعكم لإصلاح مجتمعكم وحمايته من الانحراف ففي الحديث : (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)(٢).
عصمنا الله وإياكم من الزلل وآمننا من شرور الفتن انه ولي النعم.
(١) تاريخ اليعقوبي : ٢ / ١٠٦.
(٢) بحار الأنوار : ٧٢ / ٣٨.
مواضيع مماثلة
» حوار الدين والعلمانية - مع سماحة المرجع الديني السيد كمال الحيدري - الحلقة الرابعة
» حوار الدين والعلمانية - مع سماحة المرجع الديني السيد كمال الحيدري - الحلقة الخامسة
» ليلة 1 محرم 1435 الشيخ فاضل المالكي الحسينية العباسية
» دعاء الصباح للإمام علي عليه السلام /بصوت المرجع الديني الشيخ فاضل المالكي
» سحور سياسي مع الخيال وضيف الحلقة المرجع فاضل البديري || حلقة 25
» حوار الدين والعلمانية - مع سماحة المرجع الديني السيد كمال الحيدري - الحلقة الخامسة
» ليلة 1 محرم 1435 الشيخ فاضل المالكي الحسينية العباسية
» دعاء الصباح للإمام علي عليه السلام /بصوت المرجع الديني الشيخ فاضل المالكي
» سحور سياسي مع الخيال وضيف الحلقة المرجع فاضل البديري || حلقة 25
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:58 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم عبد الهادي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:53 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ شوقي البديري والاخ حمود كريم الركابي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:51 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الاستاذ المخرج عزيز خيون البديري وعمامه البدير
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:48 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ صباح العوفي مع الشيخ عبد الامير التعيبان
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:45 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم محمد البريج
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» جواد البولاني
الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:13 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» المرحوم السيد هاشم محمد طاهر العوادي
الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:03 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» رموز البدير
الجمعة سبتمبر 20, 2024 8:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري