موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري
موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» طريقة القهوة البيضاء
مظاهر االقتباس الثقافي في المجتمع العراقي إبان االحتالل األمريكي Emptyاليوم في 8:51 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» تاريخ القهوة
مظاهر االقتباس الثقافي في المجتمع العراقي إبان االحتالل األمريكي Emptyاليوم في 8:46 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» طريقة عمل القهوة السادة
مظاهر االقتباس الثقافي في المجتمع العراقي إبان االحتالل األمريكي Emptyاليوم في 8:42 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

»  طريقة عمل قشر القهوة طريقة عمل قشر القهوة
مظاهر االقتباس الثقافي في المجتمع العراقي إبان االحتالل األمريكي Emptyاليوم في 8:38 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» فوائد القهوة للتنحيف
مظاهر االقتباس الثقافي في المجتمع العراقي إبان االحتالل األمريكي Emptyاليوم في 8:34 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» فوائد القهوة بدون سكر
مظاهر االقتباس الثقافي في المجتمع العراقي إبان االحتالل األمريكي Emptyاليوم في 8:30 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» شرب القهوة بعد الأكل
مظاهر االقتباس الثقافي في المجتمع العراقي إبان االحتالل األمريكي Emptyاليوم في 8:27 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» فوائد القهوة التركية
مظاهر االقتباس الثقافي في المجتمع العراقي إبان االحتالل األمريكي Emptyاليوم في 8:22 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» اضرار القهوة
مظاهر االقتباس الثقافي في المجتمع العراقي إبان االحتالل األمريكي Emptyاليوم في 8:19 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

يونيو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



حول

مرحبا بكم فى منتدى موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري

مرحبا بكم فى منتدى موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري

قبيلة البدير من القبائل الزبيديه


مظاهر االقتباس الثقافي في المجتمع العراقي إبان االحتالل األمريكي

اذهب الى الأسفل

مظاهر االقتباس الثقافي في المجتمع العراقي إبان االحتالل األمريكي Empty مظاهر االقتباس الثقافي في المجتمع العراقي إبان االحتالل األمريكي

مُساهمة  الشيخ شوقي جبار البديري الخميس مايو 23, 2024 7:57 pm

ومعنوية.
المقدمـة:
ارتأى الباحث إجراء هذا البحث للوقوف على أهم مظاهر التغير في ثقافة مجتمعنا العراقي
ّما الموصلي على األمد القريب، للوقوف
والسي على العناصر الثقافية الدخيلة على ثقافتنا وقيمنا إبان
ّما أن مجتمعنا يشهد
االحتالل. ويتجلى باالقتباس الثقافي على الجانبين المادي والمعنوي والسي
تحوالت اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية سريعة، بفعل االنفتاح على العالم الخارجي وعلى
األصعدة كافة.
وقد تألف البحث من ثالثة مباحث، فضال عن المقدمة والخاتمة. أما المبحث األول فقد
تضمن اإلطار المنهجي للبحث، في حين اشتمل المبحث الثاني على ماهية االقتباس الثقافي وآليته،
أما المبحث الثالث فقد تضمن ابرز مظاهر االقتباس الثقافي في المجتمع الموصلي بجانبيه المادي
والمعنوي.
وأخي ار خاتمة البحث التي أشارت إلى أهم النتائج والتوصيات، فضالً عن قائمة المصادر
وملخص البحث.
154
آداب الرافدين ـ عدد خاص ـ مؤتمر كلية اآلداب العلمي الرابع العدد)4/47(1428هـ 2007م
المبحث األول
اإلطار المنهجي للبحث
أوال:ً تحديد مشكلة البحث:
ان من أهم خصائص الثقافة االستمرار والتراكم واالنتشار، ومهما كان طابعها فإنها تخضع
لعمليات التغير. الن نما يكون نتيجة ظروف اجتماعية

العنصر الثقافي عادة ال ينشأ بالمصادفة وا
طبيعية، وأخرى طارئة. ولهذا دأب علماء االجتماع واالنثروبولوجيا على دراسة المجتمعات ونظمها
وثقافاتها، للوقوف على طبيعة نسيجها االجتماعي والثقافي.
ً من نسيجه
واليوم يشهد مجتمعنا العراقي بعامة ومجتمع مدينة الموصل بوصفه جزءا
االجتماعي والثقافي تحوالت وتغيرات اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية سريعة لم يألفها من قبل،
بسبب الغزو األجنبي لهذا البلد. مما أدى إلى دخول كثير من المظاهر االجتماعية والثقافية الدخيلة
على مجتمعنا، فضالً عن حركة االنفتاح التي يشهدها اليوم.
وبما ان الثقافة هي الموجه األساسي والمرجعي للسلوك الفردي والجماعي فان نظرة متفحصة
للوضع الثقافي يمكن ان توفر دالالت ومؤشرات مهمة في طريق تحديد أهم مظاهر االقتباس الثقافي
Borrowing Cultural، فيمكننا فرز الثقافة المقتبسة وتوضيح آثارها في مجتمعنا من خالل
التغيير االجتماعي والثقافي الذي طرأ على معظم تكويناته ونظمه االجتماعية، منها ما انعكس على
أنماطه القيمية واألخالقية، ومنها ما انعكس على أنماطه السلوكية.
وعليه حاول البحث تحديد ماهية االقتباس الثقافي، وما عناصره؟ وما ابرز مظاهره ومالمحه
ّ في ا ما الموصلي في هذه المرحلة؟ وما مسا ارته وآفاقه المستقبلية؟
لمجتمع الع ارقي والسي
ثانيا:ً أهمية البحث:
.1 األهمية النظرية:
تأتي أهمية البحث من محاولة رسم صورة واقعية ألهم العناصر الثقافية التي دخلت إلى
ّما الموصلي، في ظل االحتالل
ثقافة مجتمعنا الع ارقي والسي األجنبي، وذلك من خالل جمع طائفة
من المعلومات والحقائق التي يمكن ان تعد مؤشرات للعناصر الثقافية الدخيلة على ثقافتنا العربية
155
آداب الرافدين ـ عدد خاص ـ مؤتمر كلية اآلداب العلمي الرابع العدد)4/47(1428هـ 2007م
اإلسالمية، والسيما في ظروف االحتالل، وما يعانيه المجتمع من حالة عدم االستقرار التي تسود
ل
ه االجتماعي، وما تشكله من تهديد وتحدٍ
َ
بناء وحدة نسيجه الثقافي واالجتماعي.
من جهة أخرى فان البحث يوضح من خالل عرضه لمجموعة من الحقائق الواقعية انه
ينبغي على أفراد المجتمع االستفادة من التطورات الشاملة في المجال التقني لمسايرة المجتمعات
األخرى ومواجهة تحديات االنفتاح العالمي الجديد. وذلك من خالل اقتباس بعض العناصر الثقافية
من اجل توظيفها توظيفاً أكثر ايجابية في الحياة االجتماعية اليومية، فالوصول إلى تقليص الفجوة
نسبياً بيننا وبين المجتمعات التي سبقتنا في هذا المجال.
.2 األهمية التطبيقية:
أما األهمية التطبيقية للبحث، فإنه يمكن ان يكون إضافة إلى ميدان مهم من ميادين
االنثروبولوجيا الثقافية، فضالً عن األهمية العلمية للبحث التي تتجلى في التصدي لظاهرة "ثقافية
خطيرة" تلك هي "ظاهرة االقتباس الثقافي" ولتحديد مساراتها االيجابية منها والسلبية.
ثالثا:ً أهداف البحث:
تتجلى األهداف في اإلجابة على التساؤالت اآلتية:
.1 معرفة ماهية ظاهرة االقتباس الثقافي وآليته في المجتمع الموصلي بعد االحتالل.
.2 ما أبرز مظاهر االقتباس الثقافي في مدينة الموصل على المستوى المادي والمعنوي؟
اربعا:ً منهج البحث:
ان محاولة د ارسة مظاهر االقتباس الثقافي وفهمها فهماً شموليا،ً تقتضي االستعانة بمنهجية
علمية متكاملة. فقد اقتضت الحاجة العلمية في البحث االستعانة بآلية منهجية قوامها المزاوجة بين
منظوري علم االجتماع واالنثروبولوجيا في إطار االتجاه السوسيوانثروبولوجي في اإلطار الثقافي،
وكذلك االعتماد على منطلقات المدرسة االنتشارية Diffusionكمدخل نظر ي للبحث. كما تمت
، فضالً االستعانة بأدوات جمع المعلومات كالمقابلة Interview والمالحظة Observation عن
ً المالحظة بالمشاركة Observer Participant في المجتمع المدروس. وهذا
بوصف الباحث عضوا
ما وفر للباحث مساحة واسعة في جمع المعلومات واشتقاقها من مختلف المصادر النظرية
والميدانية، للوقوف على طبيعة هذه الظاهرة.
156
آداب الرافدين ـ عدد خاص ـ مؤتمر كلية اآلداب العلمي الرابع العدد)4/47(1428هـ 2007م
خامسا:ً تحديد المفاهيم العلمية:
ً من المفهومات التي يرتكز عليها
ان السياق المنهجي والعلمي يحتم علينا ان نبين عددا
البحث، إلبراز معانيها ودالالتها االجتماعية واالنثروبولوجية. لذا سنشير إليها بإيجاز خشية التكرار
واإلطالة، وذلك بسبب كثرة ما كتب عنها في أبحاث ودراسات في مجال علم االجتماع
واالنثروبولوجيا. وفي هذا المحور سنوضح مفهوم الثقافة Culture واالنتشار Diffusion واالنتقال
الثقافي Diffusionism واالقتباس الثقافي Borrowing Culture.
أوال:ً الثقافة Culture
ويعني: مجموعاً )من العناصر(، له عالقة بط ارئق التفكير والشعور والسلوك، وهذه الط ارئق
صيغت في قواعد واضحة نوعا ما والتي - كون جمع من األشخاص قد اكتسبها وتعلمها وشارك
فيها- تستخدم بصورة موضوعية ورمزية في آن معاً من اجل تكوين هؤالء األشخاص في جماعة
)1( خاصة ومميزة
.
و التعريف اإلجرائي هو "مجموع العناصر المادية والمعنوية التي يكتسبها الفرد في المجتمع بوصفه
ً فيه ".
عضوا
ثانيا:ً االنتشار Diffusion
ويعني انتقال أدوات أو تطبيقات أو أفكار معينة من مجتمع إلى آخر، إما عن طريق التجارة
)2( أو عن طريق االتصال المنظم أو العرضي
.
أما تعريفنا اإلجرائي فهو "انتقال العناصر الثقافية المادية والمعنوية عن طريق عدة عوامل
منها االحتالل العسكري أو الهجرة أو التجارة أو وسائل االتصال".
ثالثا:ً االنتقال الثقافي Diffusionism
وهي تلك النظرية االنثروبولوجية التي تبين أهمية االنتشار في نمو الثقافة البشرية، وتؤكد
قدرة االختراعات الجديدة وأهمية االستعارة المستمرة للسمات الثقافية في تاريخ اإلنسان وان التشابه

)1(
روشيه، غي، مدخل إلى علم االجتماع العام، تعريب مصطفى دندشلي، المؤسسة العربية للدراسة والنشر، بيروت، ،1983 ص.137
)2(
كالكهون، كاليد، اإلنسان في المرآة، ترجمة د.شاكر مصطفى سليم، مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر، بغداد – نيويورك، ،1949
ص.144
157
آداب الرافدين ـ عدد خاص ـ مؤتمر كلية اآلداب العلمي الرابع العدد)4/47(1428هـ 2007م
الموجود في الثقافات المختلفة يرجع إلى استعارة هذه السمات ال إلى ظهور اختراعات مستقلة بذاتها
)1( في الثقافات األخرى
.
وكان التعريف اإلجرائي هو "تلك النظرية االنثربولوجية التي تؤكد انتشار العناصر الثقافية
المادية والمعنوية وان التشابه بين الثقافات يعود إلى االقتباس وليس االختراع".
اربعا:ً االقتباس الثقافي Borrowing Cultural
وهو اقتباس حضارة ما سمات أو مركبات حضارية معينة من حضارة أخرى، عن طريق
االتصال الحضاري أو بتأثير القادة والرؤساء. وكذلك يعني المصطلح معنى االنتشار Diffusion
)2( وبخاصة من جهة المتسلم لعنصر أو المركب الحضاري المنتشر
. وان االقتباس الثقافي يعني
عملية استخدام أف ارد المجتمع لعنصر ثقافي قادم من منطقة جغ ارفية معينة سواء أكان مادياً أم
معنو يا.ً وتشمل جميع النظم واألنساق، وما ي ارفقها من ردود أفعال سواء بالقبول أو الرفض، فضالً
عن المدة الزمنية التي يستمر فيها بقاء العنصر الثقافي داخل المجتمع المقتبس له، فضال عن كيفية
انتشاره واقتباسه واالحتفاظ به أو رفضه.
أما تعريفنا اإلجرائي فهو " عملية ثقافية يتم بموجبها انتقال بعض عناصر ورموز ثقافية من
مجتمع إلى آخر، سواء أكانت مادية أم معنوية، ايجابية أم سلبية، واستخدامها في الحياة االجتماعية
اليومية". وحص ارً نعني به "السمات والعناصر الثقافية التي جلبها المحتل إلى مجتمعنا، أو نتجت
عنه، وقيام شرائح من المجتمع باستخدامها سلباً أو إيجابا".

)3(
بدوي، احمد زكي، معجم مصطلحات العلوم االجتماعية، مكتب لبنان، بيروت، ،1977 ص.109
)1(
سليم، شاكر مصطفى، قاموس االنثروبولوجيا، جامعة الكويت، ،1981 ص.225
158
آداب الرافدين ـ عدد خاص ـ مؤتمر كلية اآلداب العلمي الرابع العدد)4/47(1428هـ 2007م
المبحث الثاني
االقتباس الثقافي )الماهية واآللية(
أوال:ً ماهية االقتباس الثقافي:
لمحة عن انتشار الثقافة....
لكل مجتمع ثقافة تحدد طراز عيشه وأسلوب حياته في جوانب الحياة المختلفة، وتتكون من
بداعاته المادية والمعن

انجا ازته وا وية. وتتألف من كل ما صنعه اإلنسان أينما وجد، وتنتقل عبر
األجيال من خالل التنشئة االجتماعيةٍ Socialization ووسائل االتصال Media Mass. ويرى
)شابيرو( أهمية الثقافة في قوله "ان الثقافة مثل الهواء الذي نستنشقه، نسلم بوجوده تسليماً ولكننا
)1( نكاد ال نشعر به"
. وتفسير ذلك ان الثقافة ارتبطت ارتباطاً وثيقاً مع حاجات اإلنسان الذي يسعى
إلشباعها، كحاجته إلى األمن والغذاء والكساء والجنس. وتؤدي الثقافة دو ارً كبي ارً في تنظيمها داخل
جماعته ومجتمعه، الن جميع الثقافات تهدف إلى إشباعها على الرغم من اختالفها وتعددها وتنوعها
وتغيرها، وبالتالي فان عناصرها قد تكون متشابهة في العديد من المجتمعات على وف ِق وحدة الهدف،
وهو إشباع تلك الحاجات.
اذن الثقافة بكل تنوعاتها حصيلة لنظام البنى االجتماعية السائدة، فهي انعكاس للواقع
)2( االجتماعي القائم
. أي أنها تعبر عن نمط المجتمع وطبيعة نظمه، وتر سم صورة لطراز حياته
االجتماعية والثقافية اليومية، وما تحويه من عناصر مادية ومعنوية يستخدمها أفراده.
وتتميز الثقافة بأنها قابلة للتغير، وذلك بإدخال عناصر جديدة وحذف عناصر أخرى
واستبعادها. وهذه العملية تجري داخل المجتمع من خالل عملية االنتشار Diffusion وآلياته التي
تعد أداة نظرية عملية للتعامل مع بعض الظواهر المنتقاة في مجال التغير االجتماعي عبر العصور
)3( التاريخية المتعاقبة
نهم يميلون

. وترى المدرسة االنتشارية بان الناس ليسوا جميعا مبتكرين بالفطرة وا
)4( إلى االستعارة
.

)1(
الساعاتي، سامية، الثقافة والشخصية، مركز الكتب الثقافية، ط،2 مصر، ،1983 ص.29
)2(
النجار، باقر سلمان، الثقافة وتحدياتها في الخليج العربي، مجلة المستقبل العربي، العدد ،284 ،2002 ص.126
)3(
النوري، قيس، مدارس االنثروبولوجيا، دار الحكمة للطباعة والنشر، بغداد، ،1991 ص.257
)4(
مصطفى، فاروق محمد، االنثروبولوجيا الثقافية، دار المعرفة الجامعية، اإلسكندرية، ،1984 ص.132
159
آداب الرافدين ـ عدد خاص ـ مؤتمر كلية اآلداب العلمي الرابع العدد)4/47(1428هـ 2007م
اذن العناصر الثقافية منها ما هو مكتسب من داخل المجتمع من الجماعات المرجعية واالختراعات
واالكتشافات، وأيضا من خارجه عن طريق االقتباس، بسبب انتشار عناصر الثقافة وانتقالها من
المجتمعات األخرى.
ولعل ابرز ما جاءت به المدرسة االنتشارية اتجاه األقاليم الثقافية Area Culture وهي
مناطق جغرافية محددة تشخص على اشت اركها في بعض العناصر الثقافية التي انتقلت إليها من
ً
بناء
)1( مناطقها التي نشأت فيها أصال عن طريق االنتشار
. وعكف على هذا المذهب علماء )المدرسة
الحضارية-التاريخية( وتبنوا ما أسموه بالمهد الحضاري Kreis Kulkur، وهو ان السمات
والمركبات الحضارية (trait Culture) (complex Culture (تنتشر من مراكز محددة في العالم
)2( )مهود حضارية( إلى بقية أرجائه
. مثل حضارة وادي الرافدين في العراق وحضارة وادي النيل في
مصر وفي اليونان والصين. واستمرت هذه المدرسة في حقبة العشرينات والثالثينات من القرن
يم الثقافية معيا ارً العشرين باتخاذها مفهوم األقال في تحديد التشابه واالختالف ورسمها بين الثقافات.
فقد اعتمد العالم )ويسلر( على مبدأ المركز الثقافي Center Culture، الذي افترض خروج
العناصر األصلية إلى الخارج، فضالً عن قانون االنتشار Diffusion of Law الذي يعني ان
)3( السمات الثقافية تنتشر في جميع االتجاهات المحيطة باإلقليم الصادرة عنه
. في حين أكدت
مدارس انتشارية أخرى كاأللمانية النمساوية وجود دائرة ثقافية واحدة، تبقى عناصرها بقوتها وتأثيرها
وجوهرها األصلي بالقرب من المركز وتفقد قوتها كلما ابتعدت عنه وذلك باالندماج مع عناصر
)4( جديدة
. أما المدرسة األمريكية فقد أكدت ان المالمح المميزة لثقافة ما قد وجدت أوال وقبل كل شيء
)5( في مركز ثقافي جغرافي محدد ثم انتقلت إلى مناطق أخرى
. وعموما فان جميع المذاهب االنتشارية
تؤكد انتقال األنماط الثقافية من موطنها األصلي وتنتشر في أكثر من اتجاه عن طريق وسائل عدة
إلى مجتمعات عديدة. وان العنصر يضعف شكله ومضمونه كلما ابتعد عن موطنه األصلي.
االقتباس الثقافي Borrowing Cultural

)1( النوري، قيس، المصدر السابق، ص
.257
)2( سليم، شاكر مصطفى، المصدر السابق، ص
.260
)3( النوري، قيس، المصدر السابق، ص
.260
)4( مصطفى، فاروق محمد، المصدر السابق، ص
.123
)5( المصدر نفسه، ص
.123
160
آداب الرافدين ـ عدد خاص ـ مؤتمر كلية اآلداب العلمي الرابع العدد)4/47(1428هـ 2007م
ُ شكله
ان االقتباس الثقافي يعتمد على عوامل تتعلق بخاصية العنصر، سواء أكان العنصر
أم مضمونه، على الرغم من ان الشكل يكون أكثر تقبالً من أف ارد المجتمع المقتبس، وقد يحتفظ
بالشكل الخارجي للخاصية الحضارية المستعارة، ولكنها نفسها تعطي مجموعة معا ٍن مختلفة
)1(
.
وتعد االستعارة الثقافية Borrowing Cultural أكثر أشكال التجديد شيوعا وأهمية ذلك
)2( الن الغالبية العظمى من عناصر أية ثقافة هي في الحقيقة محصلة عملية االستعارة
. فليس هناك
)3( مدنية – حتى إذا استمرت في مكان واحد تبقى بال تغير عبر الزمان
. ومثال ما حدث في مدن
العراق ومصر والصين واليونان من التغيرات التي حصلت في األنماط الثقافية فيها من إضافات
ً في ثقافته
وحذف في ط ارزها الثقافي. فإذا ضمن مجتمع ما عنص ار ، فانه سيتقبل ذلك العنصر ً جديدا
بإرادته، وهذا التقبل بدوره يتحكم به مجموعة من العوامل المتغيرة. والعامل الوحيد هو ان مثل هذه
العناصر ينظر إليها كما تبدو في قيمتها االسمية، فال يستطيع مجتمع ما ان يدرك من المركب الكلي
)4( للثقافة األخرى، إال تلك األجزاء التي يمكن نقلها بشكل واضح ومباشر
. وهي تشكل إضافة ثقافية
Deposit Culture" أية إضافة إلى أساس الحضارة وتعني كل االستعارات الحضارية التي تتحقق
)5( عن طريقة االنتشار"
. وهذه تضاف إلى الثقافة الكلية في المجتمع المستعير، وعدم االهتمام بشكله
ومضمونه بفعل ظروف معينة جعلت االقتباس الثقافي مسالة طبيعية واالحتفاظ بالعنصر المستعار
ولو لمدة معينة.
ثانيا:ً آلية االقتباس الثقافي
مراحل االقتباس الثقافي:
ان كل ظاهرة اجتماعية تحدث في المجتمع لها آليات ووسائل النتقالها ودخولها في نظم
المجتمع. تبدأ من نشأتها وانتشارها أو استبعادها وحذفها من المركب الكلي الثقافي للمجتمع. وال
يمكننا التوصل إلى فهم حقيقي للقوى المحركة لالنتشار إال بمالحظة كيف تجري عملية االنتشار في
الواقع، وكذلك دراسة االنتشار الحالي ألي عنصر ثقافي جديد دراسة وافية والعوامل التي أدت إلى
هذا االنتشار وردود الفعل التي استثارها العنصر الجديد في المجتمعات المختلفة والتكيف الذي تسبب

)1( كالكهون، كاليد، المصدر السابق، ص
.104
)2(
المصدر نفسه، ص.104
)3(
شابيرو، هاري، نظرات في الثقافة، ترجمة د.محمد العريان، مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر، القاهرة –نيويورك، ،1961 ص.159
)4(
لنتون، رالف، دراسة اإلنسان، ترجمة عبد الملك الناشف، مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر، بيروت- نيويورك، ،1964 ص.449
)4(
سليم، شاكر مصطفى، المصدر السابق، ص.233
161
آداب الرافدين ـ عدد خاص ـ مؤتمر كلية اآلداب العلمي الرابع العدد)4/47(1428هـ 2007م
)1( فيه العنصر الجديد في الثقافات المختلفة
. وهذا يقترب من تشبيه )دكسن Dekson )انتشار
)2( الحضارة بانتشار النار في الغابة
.
لكي نتمكن من معرفة اآللية التي يتم فيها اقتباس عناصر محددة دون أخرى، يجب ان نقف
عند اقتباس شكل العنصر من مضمونه أو العكس، وما هو شكله، مستمر أم متقطع، وما نو ع
االتصال ووسائله ودورها في تسريع االنتشار ومن ثم االقتباس؟ ومن هذا يمكن ان نصل إلى تحديد
اقتباس نوع معين من العناصر الثقافية دون غيرها. وتحديد مدى استمرارية األفراد في التمسك بهذه
العناصر، فضال عن طبيعة الظروف التي تعيقه.
ان آلية االنتشار الثقافي تمر من خالل مراحل مهمة ومتداخلة بعضها مع البعض اآلخر،
وهذه تحدد العناصر الثقافية التي يتم اقتباسها أو رفضها، وهي – عرض العنصر أو العناصر
الثقافية على المجتمع، قبول المجتمع، دمج هذا العنصر أو هذه العناصر في الثقافة القائمة منذ زمن
)3( بعيد
. أي قبول العنصر كما هو، أو رفضه أو قبوله بعد تحويره.
ان انتقال األنماط الثقافية من جماعة إلى أخرى ومن وسط ثقافي إلى آخر، سواء أكان على
شكل أدوات أم عادات أم أفكار يكون بفعل عوامل وظروف معينة، منها االجتماعي والتجاري
والعسكري والثقافي. وهذه مجتمعة تؤثر وتحدد اتجاه االنتشار ومساره ونوعيته، ان كان مستم ارً أو
متقطعا.ً فضالً عن ذلك هناك عوامل تساعد على تسهيل عملية االقتباس الثقافي بين المجتمعات
المختلفة، وأخرى التي تعيق االستعارة. تلك التي تتعلق بنوعية المركبات الثقافية التي تنتقل من
الخصائص الحضارية التي سبق ان تكونت وانصهرت بفعل عوامل تاريخية. وفيما إذا كان هذا
الطراز القادم إلى المجتمع يتم اقتباسه ام يجتازه إلى آخر، بفعل رفض المجتمع األول له.
تعتمد االستعارة الثقافية Borrowing Cultural على االحتكاك واالتصال وال تتحقق في
حالة العزلة الكاملة للمجتمع، فضال عن مالئمة العناصر الثقافية المستعارة لكثافة التفاعل
)4( االجتماعي واستمراره بين حامليها إال ان االحتكاك الثقافي يعد العامل األكثر فاعلية
.
وان ميكانيزمات انتشار الثقافة متعددة و متنوعة جعلت االتصال الفكري والروحي بين
المجتمعات مباش ارً وغير مباشر، مما أدى إلى تقريب المسافة بين االختالف في الط ارز الثقافي
واختزال الكثير من الوقت والجهد لالقتباس الثقافي Borrowing Cultural بين أفراد الشعوب

)1( لنتون، رالف، المصدر السابق، ص
.432
)2( كالكهون، كاليد، المصدر السابق، ص
.105
)3( لنتون، رالف، المصدر السابق، ص
.440
)4(
الخشاب، احمد، دراسات انثربولوجية، دار المعارف في مصر، ،1971 ص.115
162
آداب الرافدين ـ عدد خاص ـ مؤتمر كلية اآلداب العلمي الرابع العدد)4/47(1428هـ 2007م
قليلة نسبياً المختلفة. وبعد الثورة المعلوماتية التي اجتاحت اغلب المجتمعات فان العزلة قد أصبحت ،
الن العالم اقترب ان يصبح قرية صغيرة من خالل انتشار وسائل االتصال والنقل، وما حدث في
مجتمعنا العراقي من احتكاك مع الثقافات المحيطة- والبعيدة على حد سواء كان بسبب دخول وسائل
االتصال إلى المجتمع.
االقتباس الثقافي والتنظيم االجتماعي:
ان التنظيم االجتماعي ألي مجتمع هو حصيلة تراكم تاريخي حضاري، أتى من تجارب
ومواقف وخبرات انتقلت عبر األجيال. وان أي تغيير في هذا التنظيم يواجه صعوبات كثيرة ومختلفة
ألنها تتعلق بالجانب المعنوي والفكري واإليديولوجي، وليس الجانب المادي الذي يكون تغيير عناصره
ويس ارً أكثر سهولة من الجانب االجتماعي والثقافي الرتباطه بالقيم والعادات والتقاليد واألخالق
والسلوكيات ونمط التنشئة االجتماعية، والذي يؤدي إلى خلق اتجاهات معينة لدى األفراد نحو
الثقافات األخرى. وهذه االتجاهات تعد أكثر صعوبة من حيث تغيرها. وتحتاج وقتا طويال وأحداثا
كبيرة تصل إلى أشبه ما تكون بزلزال اجتماعي يهز بناء المجتمع ونظمه ألنها ترتبط بالقيم. فقد
يكون انتشار العناصر الثقافية في المجتمع نتيجة لثورة تغير من نظام الحكم ومن التنظيم
)1( االجتماعي
.وعندما انهارت السلطة في الدولة بعد الغزو األجنبي، انعكس هذا االنهيار على باقي
المؤسسات وغابت القيود والضوابط التي كانت تمارسها الحكومة على دخول بعض العناصر الثقافية
المادية والمعنوية، كالتقانة والمنتجات غير الخاضعة لجهاز السيطرة النوعية لما لها من آثار سلبية
على المجتمع، والسيما القادمة من الدول ذات اإليديولوجية المعادية لمجتمعنا تاريخيا، لما تحمله من
مشاريع تفكيك بنية المجتمع وتفتيته مثل بعض دول الجوار والكيان الصهيوني. وان العناصر
المستعارة من ثقافات أخرى، أسهل في اعتناقها أو األخذ بها في أثناء األزمات وفي أوقات التفكك
)2( االجتماعي
. واعتقد ان أزمة مجتمعنا العراقي في الظرف الراهن كفيلة بجعل االقتباس الثقافي
ًر وسهولة الن النظم االجتماعية تعاني من خلل كبير يؤثر في
Borrowing Cultural أكثر يس ا
نمط الثقافة العامة للمجتمع والثقافات الفرعيةSubculture فيه، فضالً عن ضعف أداء مؤسسات
الدولة لوظيفتها بسبب ما خلفه االحتالل من تدمير للبنى االجتماعية واالقتصادية والسياسية. وان
)3( الجزيئات الثقافية المادية أسرع في انتشارها من األفكار واإليديولوجيات
. وهذا ما حصل مع قدوم
االحتالل حيث سبقت العناصر الثقافية المادية بدخولها العناصر الثقافية المعنوية إلى المجتمع
الشيخ شوقي جبار البديري
الشيخ شوقي جبار البديري

عدد المساهمات : 4171
تاريخ التسجيل : 04/04/2012
العمر : 59
الموقع : قبيلة البدير للشيخ شوقي البديري

https://shawki909.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى