موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري
موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» علم الاجتماع ألتربوي العالم العراقي الدكتور علي الوردي
مشاعر لا تحتاج إلى قرار الفرح.. Emptyاليوم في 9:49 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» المقامات العراقية: إرثٌ موسيقي غارقٌ في أحزان العراق
مشاعر لا تحتاج إلى قرار الفرح.. Emptyاليوم في 9:47 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

»  روافد.. رحلة في رحاب عالم الاجتماع العراقي علي الوردي
مشاعر لا تحتاج إلى قرار الفرح.. Emptyاليوم في 9:45 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

»  احزان علي الوردي سعدون محسن ضمد
مشاعر لا تحتاج إلى قرار الفرح.. Emptyاليوم في 9:43 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

»  شخصية الفرد العراقي
مشاعر لا تحتاج إلى قرار الفرح.. Emptyاليوم في 9:39 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» علي الوردي.. عالم الاجتماع الذي أصبح صديقًا للعامة
مشاعر لا تحتاج إلى قرار الفرح.. Emptyاليوم في 9:37 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» أهم أقوال المؤرخ العراقي الدكتور علي الوردي
مشاعر لا تحتاج إلى قرار الفرح.. Emptyاليوم في 9:35 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

»  كلام قصير جداً عن الحزن
مشاعر لا تحتاج إلى قرار الفرح.. Emptyاليوم في 8:22 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» لمحات عن مكوّنات المجتمع العراقي
مشاعر لا تحتاج إلى قرار الفرح.. Emptyاليوم في 8:16 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

سبتمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
      1
2345678
9101112131415
16171819202122
23242526272829
30      

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



حول

مرحبا بكم فى منتدى موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري

مرحبا بكم فى منتدى موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري

قبيلة البدير من القبائل الزبيديه


مشاعر لا تحتاج إلى قرار الفرح..

اذهب الى الأسفل

مشاعر لا تحتاج إلى قرار الفرح.. Empty مشاعر لا تحتاج إلى قرار الفرح..

مُساهمة  الشيخ شوقي جبار البديري اليوم في 8:09 am


الحجم الطبيعي
نتوق إليه، عنه نبحث هنا وهناك، في كل زمان ومكان، حلم الإنسان هو، وأمنية القلب والوجدان، بداخلنا نبحث في خبايا النفس وثنايا اللاشعور، القلب إليه يحتاج لتنجلي عن الهموم، والنفس إليه تشتاق لتستريح بين الضلوع. الفرْح هو كل ما نحتاج إليه، هو القيمة التي لا تقدر بمال، والشعور به لا يحتاج لقرار، فهو حالة تغمر الإنسان ينعم الله عليه بها، بدايته الرضا والامتثال، حتى يترسخ ويكون في متناول كل منا عندما يضيق الحال.

ولكن شعورنا به أصبح شحيحاً وسط عالم ينفض الأفراح، ولكن بكل الإصرار نستحضره، نخرجه من تحت عباءة الأحزان والانكسارات، فله الحضور الأقوى، والخاص فهو يزاحم الأحزان لنفرح ويطل إطلالته الشامخة، ربما من هنا بفلسفة الفلاسفة، وبدرجة المثقفين في قوائمهم الفكرية، لأنه لا فرح دون أحزان، ولا انفراجة دون ضيق، ولا ابتسام إلا وسبقته دموع. وليس الحديث عن الفرح وعلاقته بالثقافة هو تقييد لهذه القيمة الفطرية في الإنسان، وإنما لترشيدها، خاصة وإن واقع «كوكبنا»، الذي يشتمل على العالم كله، يحتاج منا لوقفة لنصد كل ما يصدر لنا ولغيرنا من كوارث وحروب وفساد وقرارات عشوائية ـ نصد ذلك كله بما يعرف باسم ثقافة الفرح، بمعنى عدم الاستسلام لواقع شديد الجفاء وشديد الضغط على الإنسان.

ولكن التمكن من القدرة وتوظيف العقل وإتاحة مكان في القلب لتندرج المشاعر جميعها في معزوفة هادئة معها يأخذ الإنسان برهة من واقعة، والثقافة هنا أن يكون الفرح مرشداً هادئا يخرج بوعي واستمتاع بمفرداته، واذا غابت ثقافة الشعوب والأفراد، خرجت معاني واستشعار الفرح عن معناها، وأصبحت عشوائية، غوغائية، لا تقف عند أعتاب الآخرين بالاحترام المرجو منها، فمثلاً ـ وليس على سبيل الحصر ـ ينبغي ألاّ نبالغ في الفرح حتى لا نصور للآخر بأنه مفتعل ولا يستند لمصداقية وجدانية حقيقية.

وألا نعلنه على الملأ، إذا ما كان هناك ظرف من ظروف الحزن والأسى مثل فقد عزيز عند الآخر، ففي هذه الظروف ومعها الكثير يخرج الفرح عن معناه، ويكون غير مرشد بثقافة يحتاجها لتضعه في مكانه الصحيح. والرضا والاقتناع هما بدايات أي فرح، فبدونهما يكون الإنسان ناقماً لا مكان له وسط الأفراح، وغاضباً متحدياً وناقداً، وهذه القيم لا تجتمع مع الفرح بمكان. وتلعب الثقافة والترشيد دوراً أساسياً في سلوكياتنا، حتى العفوي منها، فالفرح ينبغي أن يكون متواصلاً وجزءا من سلوك الإنسان، فالشخص الذي لا يتمكن من الفرح ولو النسبي منه يكون شخصية خرجت عن المألوف، تصنف في علم النفس بـ «الاغتراب» و«السوداوية»، وأيضاً «الاكتئابية»، فالقدرة على الفرح وأيضاً المشاركة فيه هي من سمات الشخصيات المتزنة السوية، تتفاعل بداخلها كل المشاعر الإنسانية بالدرجة ذاتها تقريباً.

وثقافة الفرح تأخذ صاحبها لأماكن الإبداع فكل مبدع بداخله قوى دافعة، هي الأمل في الوصول لقمة الإبداع، أو التوصل لنظريات تخدم البشرية في كل المجالات، يغلف ذلك كله الشعور بالبهجة واستشعار الفرح.

والقدرة على الفرح لدى الإنسان تعكس القدرة ذاتها على الخروج من الأزمات وإدارة تجاوزها وأيضاً البعد عنها، والفرح هو المرادف لاستمرارية الحياة والإنسان معاً، ووجود العلاقة المتوازنة فيما بينهما.

وقد نواجه العديد من المشاكل في أفراحنا واحتفالياتنا، التي ترتكز على مفهوم الفرح، وذلك لغياب ثقافة الفرح نفسها وانفصالها عن قيمته الوجدانية، وثقافة الفرح هذه لا تكون بين ليلة وضحاها، وإنما هي تترسخ في المجتمعات الحضارية ذات الفكر الواعي؛ وربما تختلف نوعية ودرجة الثقافة من شعب لآخر، ولكنها في النهاية تدور القيم والمشاعر الإنسانية في إطارها وفلكها، والاّ خرج الكون عما هو عليه وسادت الهمجية والفوضى.

والأمل والتطلع، إلى الأفضل هما الدافعان للفرح، فبدونهما نتحول وكأننا أبطال لإحدى المسرحيات العبثية لصموئيل بيكيت، حيث لا معنى فيها للزمن، وما علينا سوى التحرك في مساحة دنيوية جوفاء من كل المعاني المبهجة، فقط لانتظار المجهول الذي يقبل التأويل.

والفرح قيمة على المستوى الشخصي والعام، وربما في أحيان كثيرة تتوحد الأمور الشخصية مع كل ما هو عام ومطلق، فعلى الصعيد الشخصي يولد الفرح مع الإنسان وأيضاً يتوارثه ويكتسبه في مشوار حياته، يفرح بنجاحاته وتطلعاته وتحقيق أحلامه، ويفرح لأنه قانع وراض.

والمستوى الأكثر عموما هو المستوى العام، فالشعوب لها فرحتها الكبرى في الاستقلال والسيادة، وفرحتها برقيها وتحقيق انجازاتها وكسر اغلال طغاتها وتجاوز هزائمها، والخروج من المحن، والاستمتاع بالسلام والعدل والخير والجمال.

وللفرح مظاهر متعددة، منها القدرة على الضحك، والمشاركة في أفراح الغير، والفرحة الكبرى في أي أسرة فرحة نجاح أبنائها، وفرحة ليالي الزفاف وإقامة الأفراح «والليالي الملاح»، والفرحة بالعائدين للأوطان بعد طول غياب، والفرحة بضيف صغير يزيد الأسرة عدداً وهو المولود الجديد.

فتقام له الزغاريد في «السبوع» ويرتفع الغناء وسط الشموع والمشروبات والأكلات التقليدية كالمغات والحلويات، وإطلاق الأغاني الشعبية وسط دق الدفوف وانطلاق الموسيقى، وخير تجسيد لهذه الفرحة فيلما «أم العروسة»، و«الحفيد» وهما يعكسان بجدارة وصدق المجتمع المصري، وخاصة الطبقة المتوسطة منه.

ومظاهر الفرح متعددة وكثيرة، فلكل شعب خصوصيته وبصمته في الفرح، إطلاق الزغاريد والأغاني الفلكلورية بصمة على أفراح الشعب المصري الذي يطلق أفيا النكات التي تميز بها سواء في الأفراح أو المآسي، فهو شعب يجيد الضحك «والقفشات الكوميدية».

وفرحة المناسبات الدينية فرحة كبرى للصغار وللكبار، وشهر رمضان والأعياد قمة الفرح بهذه المناسبات، فرح بنكهة الحلويات والأكلات العربية الأصيلة. وفرحة الأجواء الروحانية التي تطمئن لها النفس.

المهرجانات رمز وظاهرة من ظواهر الفرح، فدبي برعت في إطلاق المهرجانات، مهرجان مفاجآت الصيف الذي يخاطب الصغار والكبار معاً، ويصاحبهم «مدهش» الذي يزيد من فرح الصغار وسط ألعاب متعددة وفعاليات انطلقت من تحت عباءة الفرح للجميع، بالإضافة لمهرجان دبي للتسوق، الذي يضفي البهجة على كل من له هواية التسوق والاقتناء تنطلق وسط احتفالية كبيرة من الفرح والترويج.

يحضره السياح من كل مكان في العالم، يشاركهم كبار الطهاة المحليين والعالميين في تقديم كل ما لذ وطاب من الأطعمة التي هي في حد ذاتها نوع من الاستمتاع الإنساني، الذي يفرح الإنسان ويحدث لديه الإشباع الحسي والمعنوي.

وفي عالم الطهي نظرية معروفة ترتكز في أساسها على نفسية الطاهي، فإذا كان فرحاً وفي حالة نفسية مرتفعة ومزاج عال فإنه يبدع أجمل الأطعمة وأكثرها طيباً في المذاق، وربما من هنا جاء المثل المصري الشهير «الأكل نَفَسْ» بمعنى أنها إذا كانت ربة البيت مرتاحة نفسياً فإنها تبدع في طهيها.

مهرجانات الحصاد وارتفاع منسوب النيل في مصر الفرعونية تعبير عن فرحة القدماء المصريين بما أحرزوه من خير للوادي، فكانت تنطلق عربات الفراعنة التي تجرها الخيل، ويركب فيها الحكمة والكهنة وممثلون عن كل فئة من فئات الشعب وسط أغان وقرع للطبول والدفوف، وتظاهرة الفرح هذه سجلت على أعمدة المعابر وفوق المسلات الفرعونية العملاقة.

وربما من هنا مازالت مصر في معظم محافظاتها تحتفل بأيام الحصاد من المحاصيل التي تدر دخلاً كبيراً على البلاد، مثل القطن الأجود عالميا، والمعروف بالقطن «طويل التيلة»، وتغنت كوكب الشرق أم كلثوم بأغنية للحصاد.

مهرجانات الزهور تجوب شوارع وسط أوروبا، وخاصة هولندا، وهي من مظاهر الفرح الجماعي، فتجوب الشوارع بعربات عملاقة مكسوة بالزهور الطبيعية مع ترديد الأغاني ودق الأجراس تيمنا بزيادة المحصول كل عام.

التظاهرات التي تعقب مباريات كرة القدم سواء في العالم العربي أو الغربي على حدٍ سواء، ما هي إلاّ تظاهرات فرح تجوب الشوارع إعلانا بالفوز، وهو ما يعرف في الفلسفة بـ «الفرح الجماعي المنساب» أي المستمر دونما توقف ولا يكترث بقوانين المرور ولا حلول الليل، وهذه النوعية من الفرح الجماعي هي المرادف العكسي للإحباطات الجماعية حول العالم بسبب العديد والعديد من الانكسارات.

وهذه النوعية من الفرح تعرف كذلك بالفرح الذي يجدد نفسه، بمعنى أنه كامن تحت عباءة الحزن، وفجأة ينفجر ويتجدد، وهو نوع من الفرح الهستيري حسبما يطلق عليه علماء النفس والسلوكيات، وهو فرح غابت عنه «ثقافة الفرح»، وترك للعشوائية في المشاعر الإنسانية.

الحب بكل معانيه الواسعة، ومنها الحب الرومانسي، معها جميعها تنتاب الإنسان حالة من الفرح الدائم المرتقب، وكأن الإنسان يتمسك به حتى لا يفقد حالته المزاجية الخاصة، وهذه النوعية من الحب، يظل الفرح مواكباً لها ومعها، ويعرف باسم «الفرح الدائم»، لا يهجر الإنسان إلاّ إذا زالت أسباب الفرح، مثل انتهاء قصة الحب، سواء الرومانسي أو الحب بأوسع معانيه، مثل غياب الإنسان عن وطنه الذي يستشعر حبه دائماً حتى في البعاد.

وماذا عن الفرح في الأغاني؟

تسود معانيه معظم الأغاني على المستوى العربي والعالمي، نتذكر منها واحدة من أمتع أغاني أم كلثوم التي تشدو بها في مناسبات الأعياد الدينية «ياليلة العيد أنستينا وجددت الفرح فينا».

والفرح والنجاح وجهان لعملة واحدة، غنى العندليب الأسمر «حليم» و«حياة قلبي وأفراحه ده مافيش فرحان في الدنيا أد الفرحان بنجاحه». والفرح والضحك يكمل أحدهما الآخر، فغنى هاني شاكر «عليّ الضحكايا عليّ.. شمسك بتنور ظلي».

وبكل المعاني الحلوّة، يغني فريد الأطرش: «ياشمس قلبي وظله.. يا فرحة عمري كله».

نعم الفرح والحب والنجاح وأيضاً التمني والأمل جميعها مشاعر إنسانية معها يحلق الإنسان في العالم في فرح وخيلاء.

ولا تخلو الأغاني الأجنبية من كلمات الفرح، من أشهرها «جيسو» فرح ورغبة الإنسان، التأليف الموسيقي لجوهان سباستيان باخ، وهي من أشهر أعمال الكونشرتو لهذا الفنان العظيم.

و«الفرح» أغنية «لتيدي باندرجراس».

«الفرح» ايضاً أغنية لويتني هيوستن.

وللفرح مكانة في الأدب العالمي، فهناك «الفرح» وهي رواية لمارشاهانت صدرت في العالم 1990، وغيرها الكثير. الأماكن أيضاً تحمل اسماء الفرح، منها:

«الفرح» أو «يُ؟» اسم شارع بولاية النيو الأميركية، و«الفرح» يُ؟ ُِّْهم شارع في ولاية نونافو بكندا.

الفن السابع والفرح لهما معاً مشوار طويل؛ وإحدى محطاته فيلم «الفرح» وهو فيلم مصري حديث يدرج تحت مصنفات أفلام العشوائيات، تلك الموجة التي اجتاحت السينما المصرية، مؤخراً، وهو من الأفلام التي لاقت انتقادات كثيرة من قبل النقاد.

وهناك فيلم «فرحان ملازم آدم»، وهو يعكس اسم البطل الذي يلعب دوره الفنان فتحي عبدالوهاب، القادم من النوبة، وله دلالة الفرحة بانجاب الولد في الأسرة لذلك سمي فرحان، وهو أيضاً من أفلام العشوائيات.

وهناك فيلم «هابي هوم» لجيري لويس انتج في الستينات من القرن الماضي.

وفيلم «الساحر» لمحمود عبدالعزيز يحكي ويعكس الفرح الذي يدل عليه اسم محمود عبدالعزيز في فيلم «منصور بهجة»، ومن الأمثلة العربية التي تعكس معاني الفرح:

في الفرح منسية وفي الحزن مدعية.

يا فرحة ما تمت

هاموت من الفرح

جت الحزينة تفرح مالاقتش لها مطرح

الفرح فرحنا

يا فرحتي بك .. ويقال في حال التهكم

ماذا لو اتخذنا من الفرح منهجا، ومن الأمل مكانا للغد. ومن الحب طريقا، تفتح جميعها أمامنا كل الأبواب المؤصدة، وتجلي القلوب بها، وتلتمع العيون معها، وتزداد جمالاً وجدانياً ينطبع على قسماتنا.

نعم جميعنا، بلا استثناءات ـ نحتاج لومضة فرح لنكمل مشوار العمر.

الفرح منهج حياة

الدعوة للفرح ليست دعوة مطلقة أفلاطونية المعنى، وانما هي تعبير عن منهج حياة متعدد الجوانب، الجانب الأكبر منه لابد وأن يكون مفرحاً هادئاً متفائلاً، لأن هذه القيم جميعها ـ كما يعتقد صلاح جاهين ـ ما هي الاّ منظومة لحياة الإنسان وتوازناته المختلفة، وهي التي تشكل المجمل من ردود أفعاله تجاه الآخر، فالإبداع بدايته تفاؤل ونهايته فرح، ولكن الإبداع ليس عملاً في المطلق.

وإنما هو الإبداع الكائن في كل تصرفات الإنسان، وهو ما يسميه الغرب «بالأناقة أو الشياكة» فهي ليست مجرد شكل خارجي، وانما هي جوهر الإنسان ومنهج لحياته.وإذا كان الفرح نهج حياة ، فلابد لكل منا ـ كما يقول إحسان عبدالقدوس ـ في روايته الشهيرة «أنا حرة» لابد وأن يكون له ثقافة يعمل بداخلها وفي إطارها، ولاتتخطى خصوصيته الآخرين، فإذا غابت ثقافة الفرح انقلب للضد فجأة، وأصبح تصرفاً عشوائياً من حيث المظهر والجوهر.

العلاج بالفرح

نظرية الفرح والتفاؤل المصاحب له هي إحدى النظريات التي يقوم عليها علم النفس الحديث في علاج العديد من الأمراض كالاكتئاب والانطواء والخوف المرضي (الرهاب)، يبدأ الطبيب بطرق مدروسة يضع المريض داخل مناخ يميل للتفاؤل والفرح عن طريق توظيف مؤثرات موسيقية معينة تؤثر في الدماغ، وعطور طبيعية لزهور تساعد على استعادة الفرح.

كما أثبتت الدراسات النفسية ذلك، جنباً إلى جنب مع التركيز على الإضاءة غير المباشرة وأخرى مباشرة مسلطة بطرق علمية على وجه المريض، وصور لملامح تعكس الابتسامة المريحة، التي تنبسط معها أسارير المريض دون أن يدري، فيستشعر الراحة والفرح.وهناك بعض المرضى يمكن أن يقدم لهم الطبيب قرصاً من عقار ليس مهدئا.

وإنما يشتغل على كيماويات المخ، فيزيح عنها المخاوف والاكتئاب. وكل مريض يحتاج لمدة مختلفة عن غيره من العلاج بالفرح ولكن غالباً ما يستمر العلاج لمدة لا تقل عن ستة أشهر.

قالوا عن الفرح

مبحث الفرح واستشعاره من أكثر المباحث الإنسانية التي اهتم بها العديد من الفلاسفة والكتاب، تقول هيلين كيللر: للفرح أهمية كبيرة في حياة كل منا، ولكن الفرح وحده لا يصنع الإنسان الذي لابد أن يقطع مشواراً طويلاً في التعليم والشجاعة والثقافة، فالفرح جزء من مسيرة الإنسان وليست كلها.أما جون روكفلر فهو يعتقد أنه لا يمكن الاستمتاع بالحياة دونما فرح.

أما الشاعر جون كتيس فيقول بمزيد من التفاؤل: منظومة الجمال ترتكز على مشاعر الفرح الدائم.أما جبران خليل جبران فيعتقد أننا نختار أفراحنا وآلامنا قبل أن نعايشها.
الشيخ شوقي جبار البديري
الشيخ شوقي جبار البديري

عدد المساهمات : 10095
تاريخ التسجيل : 04/04/2012
العمر : 59
الموقع : قبيلة البدير للشيخ شوقي البديري

https://shawki909.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى