"حديث المجتمع" يناقش دور الشباب في التنمية الاجتماعية المستدامة

"حديث المجتمع" يناقش دور الشباب في التنمية الاجتماعية المستدامة

في إطار توجيهات القيادة لتمكين الشباب في الجانب الاجتماعي، نظم مجلس شباب هيئة تنمية المجتمع في دبي جلسته الحوارية الثانية، ضمن لقاءات "حديث المجتمع" تحت عنوان "دور الشباب في التنمية الاجتماعية". وكان المجلس قد أطلق خلال أغسطس الماضي مبادرة "حديث المجتمع" بهدف مناقشة اهتمامات وقضايا اقتصادية واجتماعية وثقافية متنوعة برؤية شبابية وتقام الجلسات في مركز التأثير الاجتماعي في هيئة تنمية المجتمع.

وسعياً إلى طرح حوار بناء مع القيادات الحكومية، ومناقشة التحديات التي تقف عائقاً دون تطوير مشاركة الشباب في التنمية المجتمعية، استضافت الجلسة سعادة أحمد عبد الكريم جلفار، مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي، وسعادة ضرار بالهول، مدير عام مؤسسة وطني الإمارات، وأدراها الدكتور عبد العزيز الحمادي، مدير إدارة التلاحم الأسري في هيئة تنمية المجتمع.

وحضر الجلسة ما يقارب 40 شاباً من ممثلي المجالس الشبابية وطلاب الجامعات والمتطوعين في إمارة دبي، حيث طرح المشاركون أفكارهم حول إمكانية إحداث تغيير إيجابي في حياة الشباب وتعزيز مشاركتهم المجتمعية من منطلق التأسيس لخدمات مجتمعية مستدامة بأيادي وطنية.

وقال سعادة أحمد جلفار: "يعد تمكين الشباب وتذليل كافة العقبات للاستفادة من طاقاتهم وإبداعاتهم رؤية وطنية، وكما يؤكد قادتنا على الدوام فإن الشباب هم ضمان المستقبل وتوفير الدعم والرعاية لهم ضرورة لاستدامة التنمية. وتشكل الخدمات الاجتماعية إحدى محاور التنمية الوطنية التي تتطلب مشاركة الشباب لاسيما مع تنوع المجالات والخدمات وازدياد الطلب على خدمات تخصصية تخاطب فئات معينة من المجتمع مثل أصحاب الهمم وغيرهم الأمر الذي يعزز من أهمية المهارات الشبابية الوطنية في هذه المجالات".

"يحظى هذا الجيل بدعم كامل من الحكومة ولديه ممكنات وتسهيلات تشجع مشاركته بإيجابية في تنمية وطنه وخدمة مجتمعه، كما أن لديه تحديات يجب عليه مواجهتها بإصرار وعزيمة، أهمها الفكر التقليدي ومنهجية العمل التي اتبعها جيلنا، والذي على الرغم من أنه كان ناجحاً ومميزاً في وقت من الأوقات وساهم بوصولنا إلى ما نحن عليه من حضارة وتقدم، إلا أنه قد يكون بحاجة إلى تطوير ليواكب ما نتطلع إليه من استدامة لحضارتنا. ومن هذا المنطلق تعتبر حماسة الشباب على كسر الحواجز التقليدية بحكمة وهدوء، وطرح أفكارهم المبتكرة وبلورتها لتصبح مشاريع واعدة، ضمان لمستقبل أكثر سعادة لأفراد المجتمع".

وأضاف: "الإيجابية خيار، وأدعو الشباب لأن يختاروه متسلحين بالعزيمة، وبأن يتذكروا أن التعلم والتعلم المستمر واكتساب مهارات جديدة لاسيما من الأشخاص الذين يؤثرون إيجابياً في حياتهم، مفتاح هام للنجاح. كما أنصحهم بأن يجتهدوا في طرح أفكارهم وأن ينضجوها وأن لا يستسلموا لليأس إذا ما واجهتهم عقبات لأنهم قادرين بحماسهم وطاقاتهم واتساع آفاقهم على إحداث تغيير إيجابي ينعكس على كافة أفراد المجتمع".

وأضاف: "نفخر بما قدمه مجلس شباب هيئة تنمية المجتمع منذ إطلاقه خلال العام الماضي من مقترحات وأفكار ومبادرات والتي أضافت لمسة شبابية إلى الخدمات المجتمعية جاءت من فهم وملامسة هؤلاء الشباب لاحتياجات أفراد المجتمع وتطلعاتهم. وتأتي مبادرة "حديث المجتمع" في هذا الإطار فقد أتاحت قناة هامة للتواصل مع الشباب وللاستماع إلى أراءهم ومقترحاتهم حول مختلف القضايا التي تهمهم وتنعكس على المجتمع".

من جهته قال ضرار بالهول الفلاسي المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات: "تسعدني رؤية هذا العدد من الشباب مجتمعين لمناقشة الدور الذي يقع على عاتقهم في تنمية المجتمع، وفي الحقيقة يتمتع الشباب في دولة الإمارات اليوم بدعم ومساندة يغبطون عليها حيث أن الدولة تسعى لموائمة رؤيتها وخططها التنموية مع رؤية الشباب، فبعد أن باتت رؤية الحكومة واضحة فيما يتعلق باستشراف المستقبل والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي أصبح ضرورياً بحث مدى تلائم هذه الرؤى مع تطلعات الشباب وفي حال لم تكن مطابقة فيجب مراجعة البرامج لتتناسب بشكل كامل مع الاحتياجات التأهيلية والتدريبية للشباب".

وقال: "التنمية الاجتماعية هي مفتاح التنمية الوطنية وعلى الشباب النزول إلى الميدان والتعرف على تحديات أفراد المجتمع والابتكار في وضع الحلول الاجتماعية الملاءمة لها لأنهم سيكونون بذلك أفضل ممثلين عن المجتمع وأكثر قدرة على مخاطبة تحديات أفراده. فالسفراء ليسوا فقط من يتولون مناصب دبلوماسية، السفير هو من ينقل ويلبي احتياجات أفراد مجتمعه ويقدم نموذجاً إيجابياً ومشرقاً في سلوكه ونجاحه".

وتابع: "المواطنة الإيجابية لا تعتمد على الجنسية أو الدين، فكل من يعيش على أرض هذه الدولة بسلام وأمن مطالب بأن يكون جزءاً إيجابياً من المجتمع وما يقدمه من مساهمة بوقته أو جهده لإسعاد الأخير هو مواطنة إيجابية".

وتحدث خالد بن تميم، رئيس اللجنة المنظمة لحملة رمضان أمان عن أهمية التكامل في العمل التطوعي بين الجهات والمجالس الشبابية في الدولة وضرورة أن يتم التفريق بين الشرائح المستهدفة وطبيعة الحملة التي قد تكون حملة مجتمعية أو حميلة خيرية منوهاً بالتكامل الذي حققته رمضان أمان التي تستهدف كافة شرائح المجتمع بحملة توعية مرورية في رمضان تقدم في إطار إفطار خفيف يشجع السائقين على عدم السرعة، وحملة سحورهم علينا التي ينظمها مجلس شباب هيئة تنمية المجتمع للعمال والفئات الأقل حظاً في المجتمع، وحملة خيم الإفطار الرمضانية التي تنظمها مؤسسة وطني الإمارات لتوفير الإفطار للصائمين وكافة أفراد المجتمع.

كما طرح المشاركون أهم التحديات التي يواجهونها والتي يرتكز أغلبها حول عدم الوعي بفرص العمل الاجتماعي إضافة إلى غياب التدريب العلمي والمهني لبعض الخدمات الاجتماعية. وأشارت مروة السويدي، عضو مجلس شباب جمارك دبي، إلى غياب دور مؤسسات المجتمع المدني المتعلق بتأهيل الشباب وتدريبهم، لافتة إلى أن وجود هذا الدعم من شأنه مساعدة الشباب على المشاركة بشكل أكبر في التنمية المجتمعية.

ويهدف مجلس شباب هيئة تنمية المجتمع من خلال تنظيم سلسلة من الجلسات الحوارية والمبتكرة التي تقام في مركز التأثير الاجتماعي في الهيئة بالتعاون مع المجالس الشبابية، إلى جانب المؤسسات الحكومية والخاصة، وأفراد المجتمع ممن لديهم أثر مجتمعي إيجابي إلى بلورة أفكار ومقترحات الشباب حول القضايا التي تهمهم وتهم أفراد المجتمع بما يتيح طرح مبادرات عملية واقتراح برامج متكاملة والخروج بحلول وخدمات تترجم المشاركة الإيجابية والفعلية للشباب في المجتمع.