سية العصور القديمة اكتشف ترتيب الحضارات في بلاد الرافدين

العصور القديمة اكتشف ترتيب الحضارات في بلاد الرافدين

اكتشف ترتيب الحضارات في بلاد الرافدين

العصور القديمة
تسنيم شلبي
نُشر في 05 يوليو 2021
تشكلت حضارة بلاد الرافدين على ضفاف نهر دجلة ونهر الفرات، وهي ما تُعرف اليوم بالعراق والكويت، وقد بدأت حضارة بلاد الرافدين في ما يُقارب العام 12000 قبل الميلاد - في وقت قريب من ثورة العصر الحجري الحديث-، وتعتبر مهد الحضارات نظرًا لأنّ الكثير من الدول والإمبراطوريات العُظمى خرجت منها؛ وتميزت بانتشار الزراعة نظراً لموقعها على ضفة النهر، ولذلك توافد عليها الأفراد من جميع أنحاء العالم وأصبحت منبعًا للحضارات، ولطالما كانت زاخرة في اللغات المتنوعة، والثقافات المختلفة، ونرى ذلك في كتاباتها، كما كان للثقافات تأثير على قانون الدول، والدين، والتجارة في بلاد الرافدين.[١]



حضارات بلاد الرافدين
مرّ على بلاد الرافدين أربع حضارات: الحضارة السومرية، والحضارة الأكدية، والحضارة الآشورية، والحضارة البابلية.[١]

https://www9.0zz0.com/2024/05/11/14/807933898.jpg

الحضارة السومرية
من أهم المعلومات عنها:[٢]

تعد الحضارة السومرية أول حضارة نشأت في بلاد الرافدين على الهلال الخصيب.
أسسها السومريون في الفترة الواقعة بين 4000 قبل الميلاد إلى 4500 قبل الميلاد، وعُرف سكانها باسم "العبيد".
تكونت حضارتهم من عدة مدن مثل  أريدو، ونيبور، وكيش، وأور، وأوروك؛ التي تُعتبر أول مدينة حقيقية، وبلغ عدد سكانها ما يقارب 40 إلى 80 ألف شخص.
ملكوا أقدم سجل لغوي في تاريخ الحضارات؛ اللغة السومرية، والتي ظهرت لأول مرة السجلات الأثرية في العام 3100 قبل الميلاد، وقد تم استخدامها لما يزيد عن ألف عام، ومن الجدير بالذكر أن الكتابة المسمارية؛ التي تُستخدم في الألواح التصويرية، يعود فضل اكتشافها للسومريين.
حكم البابليون المنطقة في العام 2004 قبل الميلاد بعد قيام العيلاميين باقتحام مدينة أور والسيطرة عليها، وانتهت عندها الحضارة السومرية.


الحضارة الأكدية
من أهم المعلومات عنها:[٣][٤]

تأسست الامبراطوية الأكدية في جنوب بلاد ما بين النهرين في الفترة الواقعة بين 2150 قبل الميلاد حتى 2350 قبل الميلاد، وقد تم تأسيسها على يد سرجون العقاد، ووصلت ذروة ازدهارها ونجاحها بين القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد، والقرن الثاني والعشرين قبل الميلاد، وتُعد أول إمبراطورية حقيقية في التاريخ.
وصلت الحضارة الأكدية أقصى حدود سيطرتها إلى البحر الأبيض المتوسط من الغرب، وإيران من الشرق، والجزيرة العربية في الجنوب، وشمالًا إلى جبال الأناضول، وازدهرت حينها تجارة الفضة واللازورد.
بعد 180 عامًا من تأسيسها بدأت بالانهيار؛ بحيث عمت الفوضى في البلاد، وبدأ الشعب البربري في غزوها، كما عانى شعب الإمبراطورية الأكدية من المجاعات حتى انهار اقتصادها وانتهت الإمبراطورية الأكدية، وانتقل شعبها للعيش في آشور وبابل.
الحضارة الآشورية
من أهم المعلومات عنها:[٥]

عاش الآشوريون في مدينة آشور شمال العراق، وقد سيطروا على مساحات شاسعة من الأراضي، وحصلوا على استقلالهم عند انتهاء الحكم السومري وانهيار الحضارة السومرية قبل ما يُقارب 4000 عام.
لم يعتبر حكامها ملوكاً على هذه الدولة؛ بل آمنوا أنهم نوّاب للملك الكبير الإله آشور، حتى أتى الملك شمشي أداد، الذي قام بتوسيع حدود الإمبراطورية حتى سيطر على مساحات أكبر من العراق وسوريا.
خلال القرن السابع قبل الميلاد بدأت مجموعات تُدعى بالميديين في شن هجوم على الآشوريين، بالإضافة لهجوم الملك الميدي سياكساريس على  نينوى، كل تلك المعارك والهجمات أدت لإضعاف الأشوريين، واستنزاف قوتهم وأراضيهم تدريجيًا حتى تدمرت الإمبراطورية الآشورية في العام 600 قبل الميلاد.


الحضارة البابلية
من أهم المعلومات عنها:[٦][١]

تأسست الحضارة البابلية في العام 1894 قبل الميلاد، على يد الملك حمورابي؛ الذي غزا الدول الأخرى، وجعل بابل عاصمة جنوب بلاد ما بين النهرين، وكانت بابل مركزًا دينيًا وأدبيًا، وجعل آشور هي المركز التجاري والإداري الرئيسي لبابل، وعمل المواطنين الأثرياء بها في التجارة، وقد طالب شعب بابل في امتيازات مثل الإعفاء عن العمل الجبري، والإعفاء من الضرائب، علمًا أن مجتمعها كان مختلطًا من الآراميين، والآشوريين، والكلدانيين.
استمرت بابل بحسب ما أسسها الحمورابي لدمة 260 عامًاً حتى نهبها الغُزاة في العام 1531 قبل الميلاد، ومن بعدها تم تجديدها واعتبارها الإمبراطورية البابلية الحديثة، واستمرت في ازدهارها حتى أطاح بها الفرس في عهد الإسكندر الأكبر في العام 539 قبل الميلاد.


ميزات حضارات بلاد الرافدين
كان لكل حضارة من حضارات بلاد الرافدين ما يميزها عن غيرها على النحو الآتي:

الحضارة السومرية
تميزت الحضارة السومرية عن غيرها من حضارات بلاد الرافدين بالآتي:[١]

كانت أول من وضع نظام للكتابة الذي بدأ بالأرقام والرسوم التوضيحية، وتطور لمزج الصور والأصوات أو ما يُمثلها، وأول من وضع تقويماً قمرياً.
نظم المزارعون في كل دولة أنظمة ري واسعة ومُتقنة للسدود المائية، والقنوات المائية.
عمل السومريون في الحرف المختلفة، والتجارة بها مع الدول المجاورة؛ مما زاد من ثروتهم.
كانوا أول من استخدم المحراث في رفع الطين والطمي من تربة الأراضي الزراعية.
طوروا نظاماً عددياً بناءً على الرقم 60، وهذا النظام يُستخدم حتى الوقت الحالي في قياس الوقت (الثواني والدقائق).
أول من اخترع المراكب الشراعية.
استخدموا الضريبة لتحسين اقتصاد بلادهم، وزيادة المشاريع.


الحضارة الأكدية
تميزت الحضارة الأكدية عن غيرها من حضارات بلاد الرافدين بالآتي:[٧][٤]

كان لهم أول نظام بريدي في التاريخ.
قام الملوك الأكاديون بإنشاء أول نظام موحد للأوزان والمقاييس؛ وذلك لتوحيد التجارة في كافة أنحاء الإمبراطورية.
قام الأكاديون بابتداع تسمية السنوات؛ وذلك لتسهيل عملية حفظ السجلات التجارية، وكل ما يتعلق في أمور المحاسبة.
اشتهروا في فنونهم، وثقافتهم، وقد صنعوا منحوتات وتماثيل حجرية ضخمة.
تميزا في أختام الرسائل التي تحمل في طياتها ما يدُل على الإيمان والروحانيات التي تمتع بها الأكاديون.


الحضارة الآشورية
تميزت الحضارة الآشورية عن غيرها من حضارات بلاد الرافدين بالآتي:[٨][٩]

امتلكت من التقدم التكنولوجي في الحروب ما كان كافيًا لاحتفاظها بأراضيها في وقت سقوط الدول والإمبراطوريات الأخرى.
كانوا أول من طور أسلحة حديدية، ومواد وقائية استخدمها في الجنود في الحروب.
امتلكوا هندسة حربية منفصلة؛ بحيث قاموا ببناء السلاسل والمنحدرات، وحفروا الأنفاق والخنادق.
كانوا أول من بنى العربات؛ التي وفرت لهم الكثير من الحماية في ساحة المعركة.
بنوا الكثير من القصور كبيرة الحجم؛ بسبب ثرائهم الفاحش الذي نتج عن انتصارهم في المعارك والحروب.
كانت الإمبراطورية عسكرية بالكامل؛ بحيث كان واجبًا على الرجال الانضمام للجيش، وكانت مكاتب الدولة تحت إشراف الجيش.


الحضارة البابلية
تميزت الحضارة البابلية عن غيرها من حضارات بلاد الرافدين بالآتي:[١٠]

امتلكت الإمبراطورية البابلية أكبر عاصمة في ذلك الوقت.
كان لديهم الكثير من الإنجازات في الرياضيات؛ بحيث كانوا أول من طور نظام الأرقام بحسب موضعها، ويُعتبر من أعظم إنجازاتهم في الرياضيات، كما قاموا بحل المعادلات التربيعية، وقاموا بإجراء عمليات حسابية متقدمة.
استخدموا الهندسة في حساب مساحات الأشكال البسيطة؛ مما ساعدهم في البناء، كما تتبعوا الكواكب بناءً على الحسابات الهندسية.
كتبوا الملاحظات الفلكية بشكل دقيق، والتي أصبحت الأساس لعلم الفلك في الأوقات التي تلتها.
تميزوا في فن الهندسة والعمارة؛ أقاموا أبنية ضخمة مثل  بوابة عشتار، وبرج بابل، وحدائق بابل المعلقة، ولوحات جدارية، وبلاط مصقول، والكثير من التماثيل والنقوش.
وضع حمورابي قانونًا ينص على العقوبة الجسدية لمرتكبي الجرائم، بالإضافة لأكثر من 300 قانون يتعلّق بالأمور المجتمعية المختلفة، وقد كان أول ملك يفعل ذلك.
المراجع