بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
حول
مرحبا بكم فى منتدى الموقع العام لقبيلة البدير في العراق للشيخ شوقي جبار البديري
قبيلة البدير من القبائل الزبيديه
العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
صفحة 1 من اصل 2
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
الجزء الاول
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على رسوله محمد وآله وصحبه أجمعين
- المقدمة -
كانت الاقوام ولا تزال النفرة بينها قائمة على قدم وساق من أمد بعيد، وكذا التمايز سائرًا على وتيرة، وان شيوع الحضارة، والتعارف العلمي، وسهولة وسائط النقل المؤدي للأختلاط والالفة ... كل هذه لم تؤلف بين الشعوب، ولا دعت الى التقريب بينهم، ولم تزل الفروق باقية، والبغضاء سائدة فلم ترتفع الشحناء مما ولدته العصبية الباطلة، والنعرات المذمومة بحيث صارت لا ترتكز على ارادة خير الانسانية، والعمل لصلاحها، أو تعاونها على هذه الحياة بتذليل صعابها ...
وهذه الفكرة يتخلل صفوفها مجموعات تدعو الى الفة أخرى هي الاخوة المبدئية، والقوة الحزبية، ونرى أساسها الاشتراك في الآراء للتعاون، والوحدة في السلوك، وحب التآخي ... وان اختلفت القوميات وتناءت الاقطار ... وهذه أيضًا في تكاتف شديد، واتصال مكين وان كان الموضوع لا يراد به إلا تطلب الاصلاح في ناحية معينة وتعديل السلوك فيها خاصة ... ولا تزال الامم في خطر من هذا العداء؛ والمبادي ضعيفة، وتقوية ناحيتها من الامور المشهودة؛ وان الفروق والميزات مما نفر بين الاقوام بعضها من بعض ...
والعرب لم يخرجوا من نطاق هذا بل كان فيهم ما يزيد، ووسائل العداء فيما بينهم كثيرة، يدعو اليها وضعهم وما هم فيه.. من غزو وغارة وقتال مستمر ... يتكوّن بينهم غالبًا لادنى حادث أو لأقل سبب ... والذي يتأهب لمثل هذه الامور يختلق، أو يوجد ما يدعو لتنفيذ رغبته والقيام بعمليته ...
هذه الحالة نراها في كافة اوضاعهم الجاهلية، ووقائعهم المعروفة في ازمانهم الغابرة وامثلتها كثيرة جدًا ... بل التاريخ طافح بها من هذا النوع ... فكان من نصيب الاسلامية ان غيرت هذه الحالة وجعلت اساسها احترام الشعوب والقبائل، وجعلتها واسطة التعارف، ووقفتها عند حدودها، ودعت الى الاسلام والتآلف، وحثت على الوفاء بالعهود، ولم تبرر نقض العهد بوجه، ومنعت من المفاجآت الحربية بلا سبب صحيح ... فسيرت هؤلاء نحو الطريقة المثلى، والاخوة العامة، وازالة البغضاء من البين ... أصلحت الحالة الاجتماعية، وسيرت القوم نحو السيرة اللائقة ...
ولما كان العرب اول من بدأت الدعوة فيهم بسبب تغلب البداوة عليهم لزم تسييرهم بمقتضى تلك الشريعة فقامت اولا باصلاح البيت وأركانه، ثم امرت بالتقريب بين القبائل ومجاوريها، ومنعت مما يضر بالفتها كالتنابز، وذكرالمعايب والمثالب ... وحرمت النفوس والاموال بل جعلتهما محترمين ... فمشى الكل من بدو وحضر على مرسومها باخلاص في مراعاة سياسة موحدة مبناها المبدأ القويم والاخوة المبدئية، ورفعت الحواجز الرديئة من نعرة جاهلية، وعصبية باطلة ...
ومن ثم كان لتعاليمه وقع قبول واذعان بين العرب، لما فيهم من الاوصاف الفاضلة، النبيلة فزال العداء وذهب الخصام، وبقي الوضع القبائلي مدارًا للتعارف والتآلف فصاروا اخوانًا بعد ان كانوا اعداء مما لم تر البشرية مثله في عصورها السالفة والحاضرة معًا ... الغاية شريفة، والوحدة صحيحة والغرض سام لا شائبة فيه للتحكم والاستعباد، والعقيدة خالصة، والطريقة مثلى، والادارة قويمة، ذلك ما مكنهم في الارض، وجعلهم الوارثين ...
هذه الروحية مضت على سيرتها تلك مدة، وسيّرت الامم الأخرى بمقتضى نهجها، ولكن لم تستمر على حالتها هذه طويلا ... وانما أصابها ركود، واعتراها فتور في نشاطها الذي ولدته في حينه وحصل من الأسباب ما دعا للخمول والعودة الى الأوضاع السابقة، ومراعاة العرف الجاهلي، والنفرة القبائلية ... فتأسست البغضاء ثانية، وبشكل آخر، ورجعنا الى ما كنا عليه في جاهليتنا، من التنابز، ونسينا التوحيد والوحدة فحلت الشحناء، وتمكن العداء. وأسباب التخريب على قلتها وتفاهة شأنها - كما يتراءى للناظر - أودت بالأمة، وأثرت في الأمم الأخرى المجاورة، وللأثر السيئ حكمه ...
وعلى كل تظهر هذه الأوضاع في العشائر أكثر وأوضح، وهي أيضًا صفحة من موضوع حياة العرب في إدارتهم، وثقافتهم، واجتماعهم ولها أثرها في مقدراتهم، وهم مجموعة كبرى ... فمن الضروري دراسة أوضاع قبائل العرب قبل دخول الاسلامية وبعدها في حاضرها وماضيها البعيد والقريب.. وبهذا نقف على احوالها في مختلف الازمان ونحصل على فكرة نأمل ان تكون صحيحة ... ولا نوسع الموضوع بل نقصر البحث على قبائل العراق حبًا في التوغل في دقائقه ليكون مستوفى ... ونترك للاقطار الاخرى نصيبها من البحث ...
وهذا من أعوص المواضيع الاجتماعية عندنا، وهو أحق بالاهتمام، واولى بالبحث، وأن أهميته لا تقتصر على المعرفة، او الوقوف على الحالة الحاضرة، وان كانت هذه من لوازم البحث وأركانه ولكن تسيير الجماعة، وتوجيه استقامتها مما يحتاج الى افتكارات عميقة، وقدرة علمية بل خبرة كاملة للتمكن من معرفة نواحي النقص، والوقوف على محط الفائدة تحقيقًا للغرض الاجتماعي الذي لا يصح اهماله، أو التهاون به، وفوات المدة في التلوّم، او التردد مما يؤخر في التقدم والاخذ منه بنصيب ...
وليس الامر من نوع المباحث اللاذة أو السمر فحسب، أو المواضيع الادبية البحتة وان كانت لا تخلو منها ... وانما يهم القائمين بأمر القبائل واصلاح شؤونهم وملاحظة نواحي ادارتهم، وتربيتهم، ورفاه حالتهم، وخصوماتهم، وآدابهم، وتطوراتها وتقلباتها ... بقصد تأسيس ثقافة سليمة، وآداب نافعة، وادارة صالحة ... مما يجب ان يراعيه الاجتماعي، أو من يعنيه صلاح هذه المجموعة الكبرى بان ينظر الى كافة شؤونها، ووسائل اصلاحها، وتنظيم جماعاتها، والطرق التي ترفع مستواها الى آخر ما يتحتم الالتفات اليه باستطلاع الآراء من كل ناحية وصوب حتى تتكامل المعرفة ومن ثم يعرف ما يستقر حسن الادارة عليه، وهناك تتأسس الحضارة ...
ومن المؤسف اننا لم يسبق لنا اشتغال بسعة في هذه المباحث، أو الافتكار بها وعرضها للنقد والتمحيص، ولا استطلعنا الآراء في موضوعها، او الالتفاف اليه بعناية زائدة إلا من نفر قليل لا تتناسب مباحثهم وأهمية هذا الموضوع ... ومشارب الناس، ومناحي آرائهم في تلقي موضوع العشائر مختلفة: ١) البدوي. يتطلع الى ان يعرف مكانته من القبائل الاخرى ليعين القربى ودرجتها، والعداء ومبلغه ... ويرغب في التقرب الى من يمتّ اليه بصلة تبعًا لمقتضيات الغزو وما ماثل، أو لمن يصلح لمن يكون له كفوًا، أو لمن هو أعلى منه باعتباره أصل نسبه الى غير ذلك من الاعتبارات، أو ركونه الى ناحية الثأر وما يولد الخصام والانتقام ...
٢) - الحضري. يحاول الانتساب والقربى مجردة لمعرفة قومه الذين تشعب منهم، ولا يلتفت الى ما كان ينظر إليه البدوي من تقوية تلك الأواصر، والاستفادة منها للحروب والغزو، واثارة العداء، أو تأسيس الولاء وهكذا ...
٣) - الأجنبي. وهو بعيد عن هذا كله لا يلتفت الى ما كان يهم أولئك، وإنما يتطلع الى ما يعين ناحية القوة والقدرة، والعصبية، والبيوت وعددها، ومقدار البنادق، وبيت الرياسة ليتفاهم معه، ويحاول أن يتبصر بالموالي والمعادي ...
اختلفت وجهة النظر، وتباعدت نزعة البحث، وزال التقارب، وتناكرت المطالب في تمثيل الرغبات. وإذا كان هناك ما يدعو للاستفادة من ناحية الاشتراك فهو قليل جدًا وهذا لا يخلو - إذا تناولته اليد الغريبة - من وقوع في غلط، وسقوط في هوة لا قرار لها، وقد ينال الوضع الحقيقي منها مسخًا وتشويهًا فيؤدي الى شيوع الخطأ، أو يتولد من تكراره والأخذ به أن يعود الصحيح مغلوطًا فتعكس القضية أو تشوه ...
وشتان بين هذه النظرات وبين النظرة الحقيقية المؤسسة على بيان الوضع الصحيح، ولا يتيسر هذا الا بعد مراجعة نصوص كثيرة، وتفكر عميق في الحالة، وتثبيت ما عليه العشائر في الماضي والحاضر ... لنعدّ المادة للباحث الاجتماعي، أو المربي فنسأل أنفسنا بعد أن يتم العمل وتنتهي المباحث بقولنا: إذا كانت العشائر بهذه الروحية، وتلك النزعة، وعلى هذا النمط من الحياة الاجتماعية والأدبية ... فما الذي يجب أن نراعيه في صلاحها ووحدتها، أو تسييرها؟ وما هي النواقص الطارئة؟ وما العمل المثمر للوصول الى الاصلاح.؟
ومن ثم تبدأ وظيفة الاجتماعي أو المربي فتستدعي حلَّه، أو تسترعي نظره ... ! وفي موضوعنا هذا تسهيل لمهمته، وتعيين صحيح للوضع حذرًا من أن يغلط المتتبع فيقع في سلسلة نتائج كلها أو أكثرها عثرات ... ولا أريد بالاجتماعي الفرد واختباراته الخاصة ... ! ولما كانت هذه تجربة ولأول مرة، فمن الملحوظ أن تعرض لها أخطاء كثيرة من ناحية الغفلة وعدم الالتفات، أو التقصير في الاستقصاء، أو وجود بعض الحالات في جهة، وما يعارضها في أخرى، وهكذا مما لا يحصى أو لا يحاط به وطبعًا نظرتنا فردية وجهودنا قليلة ولكنها بذرة للمتتبعين، والأمل أن تكون نافعة وقد قيل لا يترك الميسور بالمعسور. ومن الله التوفيق
المراجع التاريخية
غالب من بحث عن القبائل من كتاب العرب القدماء ذكروا تاريخهم القديم ولم يتعرضوا في الأكثر الى حالاتهم الحاضرة في أيامهم ... فكأن القدماء هم المقصودون أصلًا وأساسًا، أو من ناحية العلاقة بالاسلامية ورجال حديثها وحملته أو كان اغفال ذلك مبتنيًا على معلوميته ... فجاءت المباحث ناقصة، أو مبتورة غير موصولة، ومقصورة على عهد معين هو العهد السابق للإسلامية ... وكذا معاصرونا فاتتهم أشياء كثيرة، ومواضيعهم تتعلق بأمور لا تخص النواحي المذكورة ...
ذلك كله أدى أن يسلم أكثرنا المقاليد الى الأجانب في بحوثهم، ويأخذوا عنهم ما كتبوه دون تمحيص ولا تروٍ فوقعوا في أغلاطهم ... فكانت مشيتنا لحد الآن غير مثمرة لأنها لم تكن ناشئة عن تتبعنا ولا عن ثمرة جهودنا ... مما جعلنا نحترز ونراعي التروي في النقل، وأن نشير الى هذه الأغلاط التي شاعت على أيدي مؤلفينا ومن طريقهم، ليزول ما علق في الأذهان من صحتها والجزم بها ...
رأينا الجم الغفير ممن زاولوا البحث ونقلوا أو عربوا حرصوا على السهولة فاستغنوا بهذه المراجع، وبكثرة المباحث وشيوعها فاستهوتهم بسعتها والتفاتها الى مطالب اجتماعية، أخذوها عفوًا وبلا تعب ... ثم وقعوا بما وقع فيه أولئك، وجاءت كتاباتهم على الرغم من الجهود المبذولة لا تستحق الاطراء بل يتحتم نبذها. لأنها زادت في الطين بلّة، وأوقعت في أوهام فاضحة على ما سيوضح عند ذكر القبائل وما لحق بعضها أو فروعها من أغلاط ...
والنصوص العربية هي معوّلنا في الغالب. وهذه نالها أيضًا من أيدي النساخ والكتاب ما شوه بعض ألفاظها ... فصارت تضارع كتب بعض الأجانب. وذلك أنهم في عصورهم المنحطة عادوا لا يبالون بالعناية ... والمقابلات بين النصوص المختلفة أو الرجوع الى المخطوطات القديمة لمعرفة الفرق، ومراجعة الكتب العديدة في اللغة وفي الأنساب خاصة مما يسهل تلافي النقص وإصلاح الغلط بقدر المستطاع ...
وأقل الأخطاء ما نراه في كتاب (العقد الفريد) بين (المنتفق) و(المشتق) (١) مثلًا فإنه غلط ناسخ قطعًا. وفي بعض الكتب الحديثة بين (الضفير) القبيلة المعروفة وبين (الدفير) الواصل من طريق الأجانب، وعنزة القبيلة المشهورة و(عينيزة) (٢) ومثل هذه يقال ما قيل في غلط الأفكار.. أو في كتابات يراد بها أن يلتذ السامع ...
راعينا الأخذ عن القبائل مباشرة، ونبهنا الى ما وقع من غلط، وجل ما في الموضوع أن جعلنا نهجنا الترصد والاسترابة حتى نستبين طريق الصواب بقدر الاستطاعة، والتوقي حسب الامكان من الاعتماد على كتب الأجانب، ومن كتب أصحابنا إلا بعد التمحيص والتدقيق الزائد على ما في ذلك من صعوبة..
ولا يفوتنا أن نشير الى أن الغرض ليس هو النقد المجرد، أو التنديد بالمؤلفين السابقين أو المعاصرين، ولا الوقيعة بالأجانب والاسترابة منهم فيما يكتبونه بلا قيد أو شرط، فلا أعتقد أن غالبهم يتعمد الغلط، أو يكتب الباطل، أو ينقل السخيف. وإنما همهم العلم الصحيح، وقد تكبدوا المشاق في هذا السبيل وأفادوا كثيرًا ... إلا أن الغلط وصل اليهم على أيدي جهال، أو أنهم لم يتمكنوا من النطق بوجه الصحة فكتبوا كما لفظوا، أو كما وصل اليهم ... وجل قصدنا مصروف الى البيان الصحيح، وتعيين وجه الاستفادة من هذه الآثار للوصول الى ما نحاول بلوغه مع التنبيه الى ما وقعوا فيه للتجنب منه ...
وغاية ما نقوله هنا أن المراجع التاريخية - وإن كانت كثيرة - قليلة المادة ولا نكتفي بواحد منها إذ لم نجد فيها من قصر موضوعه على البحث عن القبائل خاصة، وتكلّم عليها بسعة وتفصيل. وهذه لا مجال لوصغها وإنما أقصر القول على المهم منها مما يتعلق بالعراق خاصة ولكن قبل الكلام على المراجع أقول أننا لم نجد مؤلفات عديدة عن القبائل في مختلف العصور وبصورة متوالية لنعلم العلاقات المستمرة بين عشائرنا الحاضرة والماضية، ولنقف على الاشتقاق والتفرع في الأنساب ولنقطع في معرفة التجولات والتفرعات، فالأسماء تغيرت، وما شاهدناه من القبائل في موطن لمدة قد لا نجد له أثرًا في الحاضر، أو أن قسما منه هاجر الى موطن آخر ولكن لا يعرف تاريخ هجرته وهكذا مما صعب المهمة ... فخفي علينا شيء كثير من أحوال العشائر تاريخيًا لعدم الالتفات الى تدوين وقائع مثل هذه إلا أن هذا يجب ألا يثبط العزم بل يدعو الى البحث، والتدوين بقدر الإمكان في مواصلة المراجع، والآثار بلا كلل ولا ملل، فيزيد المتأخر ما فات سابقه ...
أما كتب التاريخ فإنها كتبت لتدوين الحضارة الاسلامية وأثرها في النفوس والخلافة وما قامت به، والملوك ووقائعهم ... وأما الحالة القبائلية فلم تتعرض لها إلا أحيانًا، وبصورة ضئيلة جدًا لا تكشف عن حقيقة الوضع، ولا هي وافية بالغرض وكل ما بحثت عنه أنها دوّنت أعمال الرجال الرسميين والوقائع الشاذة والغرائب فلم تبال بالمألوف المعتاد ولا اهتمت به بل قد نراها عديمة الفائدة فيما يتعلق بالعشائر كأن يقال تحارب فلان مع أمير العرب ولم يسمه (١) أو كما جاء في تاريخ المغول من أن الخليفة جهز أعراب البوادي (٢) ... ولم يذكر أسماء قبائلهم ... والملحوظ أن كتب الأنساب لم تعرّف بالصلة في القبائل المعاصرة إلا قليلا ومع هذا نرى العصور التالية لم تستمر في البيان، ولم تدوّن التبدلات، ولا عينت الأفخاذ دائمًا ونجد العناء كل العناء في تعيين وقائع القبائل باستنطاق مؤرخين كثيرين وتقريب النصوص التاريخية مع بعضها ليتيسر الإيضاح، وفي الغالب يمتنع..
وخير معين لمعرفة العشائر كتب الأنساب وكتب الأدب وكتاب الأغاني، والعقد الفريد، وأكثر الدواوين لمشاهير الشعراء، وكتب التاريخ فإنها تذكر بعض المباحث عن قبيلة بقصد أو بدون قصد فيستفيد الباحث منها. ومن أهم المراجع ابن خلدون فإنه كان ذا علاقة بالقبائل واتصال بها، يبحث عنها أحيانًا فيوفي الموضوع حقه في نظرات صادقة، وإيضاح نافع يصلح للاستفادة. ومثله كتب ابن حجر سواء الدرر الكامنة أو أنباء الغمر في أبناء العمر فإنه كاد يضارع ابن خلدون في طريقته ...
ومن هذه المراجع وغيرها ظهر لنا ان التاريخ لم يدوّن كافة هجرات القبائل الى الانحاء ولا عرّف بتجولاتها، أو ما أحدثوه من حركة أو سير تاريخي لا لكل قبيلة ولا بصورة عامة ... ذلك ما دعانا أن نفتش عما فيها من شعلة - ولو ضئيلة - لنسير على نورها.. ولما كان عملنا فرديًا فلا يؤمل منه الكمال وإنما يتم بإضافة جهود الآخرين وتأملاتهم وتتبعاتهم في الموضوع وابداء ملاحظاتهم الوافية فيضاف ما فات، أو أهمل ...
أما الكتب الحديثة عن العشائر فإن فائدتها محدودة وقليلة. ومهما يكن فمراجعنا مؤلفات كثيرة نكتفي بوصف بعضها مما يخص القبائل، والباقي يتعين بالنقل عنه في محله ...
وهذه أشهر المراجع الخاصة بعشائر العراق أو بالقبائل بصورة عامة:
١ - سبائك الذهب
كنا نظن - لأول وهلة - إننا عثرنا على ضالتنا المنشودة في كتاب سبائك الذهب وهي معرفة الصلة بين القبائل ودرجة الارتباط بين القديمة منها والحديثة ... ولكن لم يلبث أن خاب الظن، رأينا الكتاب قد مثل عصرًا قديمًا، وراعى أصلا يرجع الى عهد بعيد، وهو تأليف الشيخ أبي الفوز محمد أمين بن أبي السعود محمد سعيد بن أبي البركات عبد الله الشهير بالسويدي وكان المؤلف قد توفى سنة ١٢٤٦هـ - ١٨٣١م أثناء رجوعه من مكة المكرمة في القصيم من ديار نجد (١) والكتاب مرتب بصورة مشجر على نحو الشجرة وتفرع أغصانها كأن يذكر الأصل ويفرع عنه ما حدث من فروع أو أغصان كالشجرة.. أوله:
الحمد لله الذي خلق الخلق فاختار منهم العرب الخ. وهو مفيد من جهات عديدة ونافع في موضوعه، ويؤخذ على مؤلفه أنه حوّل كتاب القلقشندي المسمى (نهاية الأرب في أنساب العرب) الى مشجر فهدم وضعه، وغيّر شكله مما أدى إلى نسبة كل قبيلة الى مشاركتها باللفظ من القبائل القديمة التي لا تعرف لها هذه الصلة والقرابة وإنما كان لمجرد الموافقة بالاسم، وفاتته عشائر كثيرة قديمة السكنى في العراق، أو حديثة النزوح إليه ... لمجرد أنه لم يتمكن من إيجاد علاقة لها بالقبائل القديمة ... وقد سبقه كثيرون في ترتيبه هذا، وكان الأولى أن يرجع الى المشجرات من نوعه ... وفيها ما يفي بالغرض ... ولعله لم يعثر على بغيته، أو ما يوافق رغبته.. وهنا نراه راعي أنساب القلقشندي مع أنه مصري بعيد عن عشائر العراق وأصولها لضعف علاقة عشائر العراق بمن هناك. اعتمده وطبقه على العشائر العراقية فذكر ما ذكره، وأهمل ما أهمله ... وبهذا تغير الوضع التاريخي.
قال المؤلف: «أحببت أن أجعله - نهاية الأرب - على ترتيب مخالف لترتيبه، وأسلوب مغاير لاسلوبه، وذلك بأن أوصل آخر القبائل بأوائلها، بخطوط تمتد من الآباء إلى أبناءها ... وزدت عليه كلامًا كثيرًا ...» اه.
والمؤلف لم يستطع القيام بما رسمه، ولم يطق وصل العلاقة بين العشائر في الماضي والحاضر، وكثير مما بينه غير صحيح، أو مفقود الصلة ومقطوع ببطلانه كما نرى عن طيء في صحيفة ٥٨ و٥٩ منه فإنه أوصلها بصلة غير صحيحة، والمدونات التاريخية ومحفوظات القبائل لأنسابها تخالفه في كثير منها، ولم يبين علاقة خزاعة بالموجودين اليوم، وهكذا في حرب وقبائل أخرى. ولما رأى الحمداني لم يذكر شيئًا عن أصلها عدها من المتحيرة.
ومن هذا الكتاب نسخة خطية من مكتبة المرحوم نعمان خير الدين الآلوسي من مكتبة الأوقاف العامة برقم ٢٧١٧ ليس فيها تاريخ ولكنها متقنة. طبع على الحجر في بغداد في أواخر شهر رمضان لسنة ١٢٨٠هـ - ١٨٦٤م.
والمؤلف من آل السويدي في بغداد الأسرة التي لها مكانتها العلمية في الماضي من أيام الشيخ عبد الله السويدي المتوفي سنة ١١٧٠هـ - ١٧٥٧م والسياسية والحقوقية في الوقت الحاضر، ورجالها المعروفون اليوم الأساتذة ناجي السويدي، وعارف، وتوفيق، والطبيب شاكر أولاد يوسف السويدي، وترجمة أسرته في المسك الأذفر للآلوسي ... وللكلام على هذه الأسرة الشهيرة موطن غير هذا.
٢ - عنوان المجد في تاريخ بغداد والبصرة ونجد
هذا التاريخ لابراهيم فصيح الحيدري المتوفي في ٥صفر سنة ١٣٠٠هـ - ١٨٨٣م فلم يخرج به عمن سبقه، وإنما راعى عين الطريقة تقريبًا، وأساسًا كان اعتماده على كتابين لا ثالث لهما وهما السبائك ونهاية الأرب للقلقشندي بإضافة بعض الاختبارات الشخصية إلا أنه يلام في أنه عدّ بعض القبائل وبطونها معًا باعتبارها قبائل، أو عشائر لقبيلة واحدة كما أنه راعى اللفظ فنسب الحديث من القبائل لمن له لفظ شبيه به عند القدماء كالسويدي فقد قال عن العبيد أنهم من قضاعة وهم الذين قال فيهم الأعشى حاكيًا: ولست من الكرام بني العبيد والغلط ظاهر ومنشأوه ما جاء عنهم في التواريخ من أن آثارهم باقية في برية سنجار من الجزيرة الفراتية آخرهم الضيزن وهم من أهل الحضر فظن أن المراد من العبيد قبيلة العبيد المعروفة اليوم بعامل المكان والمشابهة بالاسم، وأمثال ذلك كثير. وغاية ما يقال فيه انه لم يعين في الغالب الصلات، أو أنه لم يتمكن من ذلك، وكذا ما بين الافخاذ وفروعها، أو الطوائف ودرجة قرابتها ... نعم ان بعض القبائل وإن كانت لا تزال تعتبر من (القبائل المتحيرة) لا تستطيع أن تعد نفسها من أحد الجذمين القحطاني والعدناني بسبب اشتهارها باسمها الحديث ونسيانها علاقتها القديمة، لكنها قليلة جدًا فالكتاب كسابقه لم يكن علميًا وإن كانت الاستفادة منها غير محجودة على ما سيبين عند الكلام على القبائل.
أما مواضيعه الأخرى من بغداد والبصرة ونجد من عمارة جسور وأنهار وبيوت قديمة، ومشاهير رجال، فهي مهمة وتتعلق بالقطر العراقي فلا تكاد توجد في غيره وكان ختام تأليفه سنة ١٢٨٦هـ - ١٨٧٥م.
٣ - نهاية الارب في معرفة انساب العرب
هذا الكتاب مرجع المؤلفين السابقين أو أصلهما وعليه عوّلا، مرتب على حروف الهجاء وهو بمثابة دائرة معارف لقبائل العرب، ومبناه القبائل القديمة ولم يتعرض للحاضرة الى زمانه إلا قليلا، وغالبها يعود لمصر وما والاها ذلك ما دعا الى ارتكاب الغلط من جراء الاعتماد عليه في البحث عن قبائل العراق إلا من نقطة الاشتراك، وقد وصفه صاحب كشف الظنون ... الفه أبو العباس الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الله (١) القلقشندي النسابة المصري المتوفى سنة ٨٢١هـ - ١٤١٩م وله كتاب (صبح الأعشى) ومختصره (ضوء الصبح المسفر) وفي صبح الأعشى مباحث في الأنساب مهمة كشفت عن غوامض كثيرة (٢) طبع كتاب النهاية ببغداد قبل الاحتلال، والظاهر من مراجعة المخطوطة ان الكتاب فيه نقص وطبع على نقصه ...
وجاء في مقدمته: «لما كان العلم بقبائل العرب وأنسابهم ... قد درس بترك مدارسة معالمه، وانقرض بانقراض علمائه من العصر الاول ... مع مسيس الحاجة اليه في كثير من المهمات، ودعاء الضرورة الى معرفته في الجليل من الوقائع والملمات ... أحببت أن أخدم ... بتأليف كتاب في قبائل العرب والعلم بانسابها يجدد بعد الدرس رسومها ... فشرعت في ذلك ... وأصلًا كل قبيلة من القبائل بقبيلة، وملحقًا كل فرع من الفروع الحادثة باصوله، مرتبًا له على حرف المعجم. (الى ان قال) ثم ان هذا الكتاب وان كان جمع فاوعى وطمع في الاستكثار فلم يكن بالقليل قنوعا، فانه لم يأت على قبائل العرب باسرها، ولم يتكفل على كثرة الجمع بحصرها، فان ذلك يتعذر الاتيان عليه، ويعز على المتطلب الوصول اليه..» اه.
وفي هذا ما يعين ان المؤلف انصف في مقاله وأؤيد قوله ان العشائر لا تحصى وأقول ان العراقية منها بعيدة عنه فلا يعوّل عليه في البيان، وان كان يعد كمرجع للاستسقاء من معينه ... وترجمة المؤلف مبسوطة في مقالة مذكورة في أول الجلد الرابع من صبح الأعشى.
٤ - القبائل العراقية
للعلامة السيد مهدي القزويني (١) المتوفى سنة ١٣٠٠هـ - ١٨٨٣م. أوله: الحمدلله الذي أنشأ الانسان من نفس واحدة.. الخ عندي نسخة خطية منه. وهذا لا يعدّ تاريخًا للعشائر فانه سمى بعض القبائل ووقف عند ذلك، أو ذكر بعض البطون للعشائر القريبة من سكناه والمتصل بها غالبًا واكتفى بنسبتها الى قبيلتها، ولم يحلل اسماء القبائل وارجاعها الى اصولها الأولى إلا قليلا جدًا.. فهو في الحقيقة فهرس للقبائل، وله الفضل في انه حفظ بعض أسماء القبائل الصغرى وفرّع بعض البطون عن الأصل ولكن يصعب الحصول عليها بلا كلفة مراجعة الكل فكان الأولى أن يذكرها عند الكلام على القبيلة ... وليس فيه مباحث خاصة بعادات القبائل وأوضاعها المختلفة ولا يحتوي بيانات عن نفسياتها. وعلى كل لا يخلو من فوائد مهمة ومباحث قيمة..
٥ - عشائر الآلوسي
للاستاذ السيد محمود شكري الآلوسي المتوفى في ٤ شوال سنة ١٣٤٢هـ - ١٩٢٤م فانه لم يدوّن تاريخًا خاصًا بالعشائر العراقية وانما ذكر في مسودّة تاريخه بعض القبائل المهمة ونسبها الى أصولها. ويظهر من كتابته في هذا الموضوع انه كان عازمًا على تأليف واسع في موضوعه إلا انه لم تساعده الأيام على ابرازه بصورة كاملة أو لم يتمكن من الاتصال بالعشائر والتجوال بينها والاختلاط معها. لذا يؤسف لعدم اتمامه ومع هذا لا يخلو من فائدة زيادة عما جاء في الحيدري والسبائك. فان أهم ما يدعو للانتباه نسبة القبائل الى اصولها بقدر الامكان. وكتابه (تاريخ نجد) تعرض فيه للقبائل في نجد وهذه ذات صلة قريبة بالقبائل العراقية وبعضها لم تفقد تسميتها ولم يعدم اتصالها كما ان قسمًا من هذه القبائل قد يكون في نجد والقسم الآخر في العراق وسورية ولكنه مع هذا لم يتجاوز تعداد القبائل فلم يبحث بحوثًا خاصة عنها..
وكتابه (تاريخ بغداد) في حالة مسودّة (١) . وقد كتب فيه كثيرًا من القبائل وعرّف ببعضها ولكنه لا يقال انه اكمل بحثه أو أتم تعقيبه ما زال لم يخرج عن المسودّة وما زال قد اكتفى بالتعداد..
وكان رحمه الله تعالى يشكو من قلة الوسائل ونقصان المصادر وهو الذي نشكو منه أيضًا. ولكن هذا لا يثبط عزمنا عن البحث ولا يمنع من تدقيق مؤلفه ووضعه موضع المناقشة ... ليظهر المخفي وينجلي المبهم ...
وأما أثره الخالد (كتاب بلوغ الارب في احوال العرب) فقد تكلم فيه على ما كان معروفًا من اخبارهم قبل الاسلام وأيامهم ومشاهيرهم وأديانهم ... وكان كلامه عن العرب عامة وعن اوضاعهم قبل الاسلام بما وصل اليه ولم يتعقب الموضوع الى اليوم ولم يختص بحثه في عشائر العراق ولكنه مرجع مهم لمن يريد ان يتعقب الأوضاع العربية في كافة مواطنها فهو كتاب جليل في موضوعه ... وهو أحد مراجعنا ...
نبذة من تاريخ عرب العراق
رسالة في عشائر العراق المتفرقين في الجزيرة ما بين اورقة وبغداد وأطراف الشامية كتبها السيد جرجس حمدي الى نائب القنصل الفرنسي في اللاذقية، كان طلب اليه أن يؤلف رسالة في هذا الموضوع. وبقيت في يد المسيو كويس قنصل فرنسة في دمشق وهذا أعارها الى (م. هوار كليمان) فترجمها الى اللغة الفرنسية وطبعها في باريس عام ١٨٧٩م وهذا نص كتاب مؤلفها الاصلي السيد جرجيس حمدي المؤرخ ٢١ شوال ١٢٨١هـ و١٩ مارت سنة ١٨٦٥م قال: «كنت أمرتني بتحرير نبذة عن تاريخ العرب المتفرقين الآن في الجزيرة ما بين أورفة وبغداد وأطراف الشامية وان اوجاعي واسقامي واشتغال افكاري كانت قد منعتني عن ذلك. وبهذا الحين قد منّ الله عليّ بالشفاء من الأسقام فاخليت فكري مما فيه وطلبت المساعدة على ذلك من بعض الاخوان وحررت هذه النبذة على قدر الامكان باللغة العربية الدارجة ليسهل فهمها على أي من كان. فالمرجو العفو عن التأخير. فالعبد لا زال عند خضم كرمكم غارقًا في بحار التقصير ...» اه.
إن مترجم هذه الرسالة لم يتصرف بالاعلام وإنما أوردها بلفظها العربي فادى واجب الصحة والتثبت كما أنه أشار الى مراجع عن الموضوع وأقوال الأوربيين عنه في مظانهم فخدم ابناء قومه خدمة جُلىّ. ونظرًا لاختصار هذه الرسالة لا تفيد العرب إلا من ناحية ذكرى الماضي لبعض رؤساء القبائل ببيان اسمائهم ... وانهم كانوا احياء حين تحرير الرسالة وكانت مواطنهم في المحل الفلاني عندما نعلم انها تحولت الى موطن آخر ...
وأساسًا ان هذه الرسالة كتبت بناء على الرغبة الاوربية ومناهجها في البحث عن العشائر فاقتصر على ذكر الشيوخ والرؤساء واسم العشيرة وموطنها، وعدد بيوتها، وحالتها من نقطة المعيشة والسلطة وعلاقتها بالحكومة وبالناس بصورة بسيطة جدًا لا تسمن ولا تغني من جوع.. فلم ينظر الى أصل القبيلة، وتاريخ هجرتها، وعلاقتها بالعشائر المجاورة ... فكانت محدودة المطالب، والفكرة المدونة عن العشائر ضعيفة وقليلة، وهذه الرسالة كالكتب الأخرى لمس بل وغيرها من كتاب الغربيين فإنها كلها تقريبًا مضت على هذه السنن في تأليفها وإن كانت أشارت أحيانًا إلى بعض الأحوال التأريخية عرضًا، أو لم تتمكن منه تمامًا وإنما اكتفت بالنبذة اليسيرة عن الماضي القريب ومضت. وخير هذه المؤلفات من اوردت اسم القبيلة بالحروف العربية كما فعلت المس بل ...
٧ - كتاب الاشتقاق
في أنساب العرب للشيخ أبي بكر محمد بن الحسن المعروف (بابن دريد) المتوفى سنة ٣٢١هـ - ٩٣٣م (١) . وفيه تحليل لألفاظ القبائل وتعرض لرجالها الى أيامه، والكتاب عظيم الفائدة، ويتكلم في مطالب جليلة عن القبائل لا يستغني عنها أحد ... طبع في مجلد واحد سنة ١٨٥٤م في غوتنجن باعتناء المستشرق فرديناند وستنفلد. أوله: الحمد لمن فتق العقول بمعرفته، واطلق الالسن بحمده ... الخ. وفيه ردّ على الطاعنين في أسماء القبائل واشتقاقها وكونها لا أصل لها يرجع اليه فجعل كتابه جوابًا لأمثال هؤلاء الذين لا يخلو منهم عصر، وهم أعداء العرب. وليتنا وصل الينا ما يتمم مباحثه وما كان من نوعها فننجو من عناء كبير ...
٨ - الأنساب
للسمعاني. وهو أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزي المتوفى سنة ٥٦٢هـ - ١١٦٧م. وفيه مباحث عميمة الفائدة عن العرب ومشاهدات خاصة لا يتيسر العثور عليها في كتاب، والنقول المذكورة عنه خلال هذا الكتاب تعين قيمته العشائرية فقد سبق غيره في الايضاح ممزوجًا بما عاينه أو رآه ونقله عن غيره ... فلا يستغنى عنه بوجه، طبع على الحجر سنة ١٩١٢م إلا ان النسخة المطبوع عليها مغلوطة، وخطوطها مختلفة وهي سقيمة جدًا مع اني رأيت في استانبول نسخًا منه كاملة وصالحة للطبع، والحاجة اليها متوفرة لاحتوائها على معارف نافعة ومهمة جدًا.
والملحوظ ان المؤلف قلب تاريخ البغدادي الى الأنساب وزاد عليه من جهة واختصره من اخرى فابرزه بوضع لائق ومقبول ...
٩ - شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم
في اللغة ثمانية عشر جزءًا لنشوان بن سعيد الحميري اليماني المتوفى سنة ٥٧٣هـ - ١١٧٨م. سلك فيه مسلكًا غريبًا، يذكر فيه الكلمة من اللغة فان كان لها نفع من جهة ذكره، وذكر في كل مادة أبواب الكلمة واستعمالاتها. ثم اختصره ابنه في جزئين وسماه (ضياء العلوم في مختصر شمس العلوم) وأول (ضياء العلوم) أما بعد حمد الله مستحق الحمد ... الخ. كذا في كشف الظنون والظاهر ان صاحب الكشف رأى المختصر ولم ير الأصل. وقد طبعت بعض منتخبات منه تتعلق باخبار اليمن وهي مفيدة في مباحث العشائر وخاصة القبائل القحطانية النجار، فانه من المراجع القيمة وقد استعنا به في أمور كثيرة لايضاح بعض القبائل ... والمهم فيه انه متأخر عن كثير من كتب الأنساب والقبائل ... فهو من مهمات المراجع ...
١٠ - قبائل العرب في مصر
ظهر منه الجزء الأول ويخص القبائل التي توطنت مصر، وفيه ما يفيد في معرفة انتشار القبائل العربية، ونرى أقسام القبيلة الواحدة قد مالت من الجزيرة الى أنحاء مختلفة، ونشاهد قبائل العراق تشترك في تجوالاتها هذه وقبائل مصر حتى في بعض فروعها على ما سيجيء الكلام عليه في محله، والكتاب مهم من هذه الناحية وإن كنا لا نسلم لمؤلفه في تفريعه القبائل وبيان أصولها فلا يقال أن لخمًا من طيء، وأن جذامًا منها ... والمؤلف راجع كتبًا عديدة، ومصادر وافرة ولم يجد في غير كتب الأجانب ما يبرد غلته وإن كان ليس لهم أصل يؤيده، أو يدعوه للقبول ...
١١ - القصد والأمم في التعريف بأصول أنساب العرب
والعجم: للشيخ أبي عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي المتوفى سنة ٤٦٣هـ - ١٠٧١م والمؤلف من رجال التاريخ وخاصة تاريخ الصحابة وله فيه (الاستيعاب)، والفقه والحديث وتاريخها في (جامع أصول العلم وفضله)، والأنساب وهو هذا. وله التمهيد من أجل الآثار في تاريخ الفقه والحديث.. ومؤلفاته نافعة جدًا ...
وكتابه هذا في بيان أصول القبائل وانتشارها، والآراء الشائعة فيها، وعلاقاتها بالأقوام المجاورة للعرب ودرجة اختلاطها ... وهو على صغر حجمه قيم ونافع جدًا فهو خلاصة الأقوال المعروفة الى أيامه ... طبع بمطبعة السعادة بالقاهرة سنة ١٣٥٠هـ - ١٩٣٢م.
١٢ - الانباه على قبائل الرواه
لابن عبد البر المذكور سابقًا. وهذا هو المدخل لكتابة الاستيعاب. طبع مع القصد والأمم، والارتباط شديد بين هذه الرسالة والتي قبلها. والملحوظ في هذه أن المؤلف اعتمد على أمهات كتب الأنساب وأيام العرب مما لا يزال أكثرها مجهولًا أو غير معروف: ١ - كتاب أبي بكر محمد بن اسحاق.
٢ - «أبي المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي.
٣ -» أبي عبيدة معمر بن المثنى.
٤ - «محمد بن عبيدة بن سليمان.
٥ -» محمد بن حبيب.
٦ - «أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبيد العدوي في نسب قريش.
٧ -» الزبير بن بكار في نسب قريش.
٨ - «عمه مصعب بن عبد الله الزبيري في نسب قريش أيضًا.
٩ -» علي بن عبد العزيز الجرجاني.
١٠ - " عبد الملك بن حبيب الأندلسي.
وقد ذكر المؤلف شيئًا مهمًا من الحديث والآثار ونوادر اقتطفها من كتب أهل الأخبار، واختار من ذلك عيونه، وما يحب الوقوف عليه مما يجمل بأهل الأدب والكمال معرفته والانتساب إليه كما قال المؤلف في مقدمته (١) . والحق انه كتاب جليل..
١٣ - نسب عدنان وقحطان
لأبي العباس محمد بن يزيد المبرد المتوفى سنة ٢٨٥هـ - ٨٩٩م. وهذه من الرسائل النافعة التي كتبت في الأنساب على صغر حجمها وقلة مادتها فانها عرفت باصول القبائل وما تفرع منها باوجز عبارة. ومن ثم تعينت غالب الصلات به ولا يخلو من بيان الفروع وطريقة تشعبها في غالب أوضاعه والكتاب جامع ومختصر أو قل هو متن في الأنساب واف ومفيد الفائدة الحسنة، وجامع الغرض ولا نريد أن نحقق الأنساب أو أن نكون نسابين وإنما نريد أن نعين الأوضاع من هذه الناحية لنجعلها تمهيدًا لمباحثنا في العشائر والاتصالات الاجتماعية فيها ... ورابطة النسب يعول عليها البدوي كثيرًا وهي أساس أعماله الاجتماعية. فهي تفسر زواجه، وتقرر عرفه، وتعين وضع الحرب. وهكذا.. طبع حديثًا في مطبعة لجنة التأليف والترجمة نشرته اللجنة بمصر (سنة ١٣٥٤هـ - ١٩٣٦م) فسدّ فراغًا وثلمة كبيرة..
١٤ - الجوهر المكنون في القبائل والبطون
للشريف أبي البركات حسن بن محمد الجواني النسابة المتوفى سنة ٥٨٨هـ - ١١٩٢م وهو من الكتب الجامعة في الأنساب، اتقن صاحبه أصولها، وأورد فيه من الأنساب ما ينتفع به اللبيب، ويستغني بوجوده الكاتب الأديب. (١) وهذا رأينا مختصره في كتاب نهاية الارب للنويري، وفيه مباحث جليلة ونافعة ومؤلفه عمدة ... وفيه قال النويري: «أتقن أصولها، وحرر فصولها، وأورد فيها من الأنساب ما ينتفع به اللبيب، ويستغني بوجوده الكاتب الأريب ...» اه. وسماه النويري بالسيد الشريف نقيب النقباء أبي البركات ابن أسعد بن علي بن معمر الحسيني الجوّاني النسابة.. (٢) ومنه نسخة في دار الكتب المصرية مخطوطة وأخرى فوتوغرافية (مصورة) .
١٥ - تاريخ العرب قبل الإسلام
لجرجي زيدان صاحب الهلال الكاتب المشهور وهو من أنفس آثاره القيمة في موضوعه، وكان مفردًا لم يزاحمه غيره الى أيام قريبة منا ... وهذا يقال فيه ما قيل في كتاب المرحوم الاستاذ شكري الآلوسي. فإن موضوعه لم يتعلق بالعشائر وحدها، ولا يخص مكانها في قطر، وتاريخ تقلبها فيه، وتيار هجرتها اليه.. وفوائده عظيمة وعميقة. ومثله كتابه في أنساب العرب القدماء.. وهذا موضوعه أقرب لمباحثنا ... وعلى كل لا يستغني عنهما باحث أو متتبع ... فقد درس العرب دراسة لا يستهان بها، وبذل جهودًا قهارة في احياء ذكر العرب باستنطاق مختلف الآثار (١) فكان الأول في بابه ... ويهمنا من تاريخ العرب قبل الاسلام ما يخص قبائل عرب العراق ... ولعل ضيق المادة أخّر من ظهور المجلد الثاني منه ... والأول مطبوع في مصر ومتداول.
١٦ - كتاب عشائر العرب
ويسمى (كتاب الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر) للشيخ محمد ابن حمد البسام التميمي المتوفى في مكة بالوباء سنة ١٢٤٦هـ - ١٨٣١م. وهو والد حمد المتوفى قبل سبع سنوات تقريبًا عن نحو مائة سنة، وجدّ محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن المؤلف محمد المذكور. والأخير محمد بن عبد الله قد توفي في ١٠ ذي القعدة سنة ١٣٥٣هـ - ١٢ شباط سنة ١٩٣٥م.
والكتاب تكلم فيه مؤلفه عن عشائر العرب جمعاء في مختلف الأنحاء في نجد والحجاز واليمن والعراق والجزيرة، وهو مهم في موضوع عشائر العراق إلا أن مباحثه موجزة، وفي بعضها تفصيل قليل، دوّن الرجل ما وصل إليه علمه، وذكر عشائر عديدة في العراق، ووصفها بما فيها من سجايا، ولم يعد الصواب. أوله: «الحمد لله المتفرد بايجاد الأنواع. الخ» اه. وجاء في مقدمته: «وبعد فقد هز معاطفي، وأمال هذاء سوالفي بعض الأصدقاء من أولي الأدب لضم شمل المتأخرين من قبائل العرب فوصلت له جناح الأمل، ووافقته في اقتراحه مسابق القول بالعمل، وسأذكر ما جدّ اسمه، وأحيي ما درس في الغابرين رسمه، وأوجز في تشخيصهم وتعيينهم، واصرف بنات فكري لتوضيحهم وتنبيههم، مع اني في تلك الأيام السعيدة الداعية لهذا المرام وتسويده مشغول البديهة من غير بكم، وموكل بجزء من أجزاء الحكم. الخ» اه.
ولغة الكتاب قريبة من العامية، وكلامه موجز جدًا، خصوصًا في القبائل العراقية، إلا أنه لا يخلو من فائدة، وفيه وصف لطيف لبعض العشائر ... وكان مؤلفه كتبه بناء على رغبة المقيم البريطاني المستر ريج واقتراحه، فاهداه له، وفيه بيان واف عن طلب المقيم المومى إليه ومنه نسخة في المتحفة البريطانية. وهذا كانت سياسة حكومته الاطلاع على خبايا هذا المحيط ومعرفة أحواله، فلم يقف عند العشائر وإنما كتب عن العراق الشيء الكثير، وأوعز إلى آخر أن يتجول في كافة الأرجاء العراقية، ويدوّن مشاهداته، فقام بهذه الخدمة فكتب رحلة فارسية مختصرة طبق المراد. وهذا الكاتب اسمه عبد الله المنشي البغدادي، وقد عربت هذه الرحلة الى العربية، وعندي النسخة الأصلية الفارسية أيضًا.
١٧ - كتب أخرى
وعدا ما ذكر مراجع (تاريخ العراق) لعهد المغول وما يليه من العصور الى احتلال بغداد فإنها جامعة لمطالب مهمة عن العشائر. وهنا تلخيص واجمال لتلك المباحث من جهة وسعة من اخرى ... وهناك مراجع أخرى ذكرت في بطون الكتب والأوراق بصورة مشتتة لا نرى عائدة في بيانها الآن وسوف نعين النقل عنها في محله ونصرّح به في وقته فنسب كل قول لقائله ...
أما كتب الأدب والتواريخ العامة السابقة لعهد المغول فإنها كثيرة جدًا ولا طريق لاستقصاء مباحثها هنا وإنما يأتي النقل عنها في حينه. وكذا الكتب العصرية..
العرب وقبائلهم
- ١ -
أصل العرب
الفكرة السائدة في العصور الماضية ان العرب من الأقوام السامية كغيرهم من الأراميين والعبرانيين. والمشهور أن اصلهم الأصيل من العراق فكانت لغتهم السريانية وبها كانوا يتفاهمون ثم تبلبلت الألسن وتغيرت الألفاظ وماج الناس بعضهم في بعض فنطقت كل طائفة منهم بلغة وخرجوا من أرض العراق وانتشروا في الأطراف ومنهم العرب. ولم يبق في العراق سوى ولد أرفخشد ... ومن هؤلاء تكوّن الكلدانيون والآثوريون وسائر النبط ... ومن ثم توزعت الأرضون بين أولاد نوح (ع) وذريته وسائر من ركب الفلك معه فصارت كل بقعة لواحد.
وهذه الفكرة وصلت من العراق وعلى يد علماءه وهم السريان وغيرهم ومنهم انتقلت الى علماء العرب وأساسها كتبهم الدينية ممزوجة بمعلوماتهم وآراء رجالهم.. وقد عارضتها آراء أخرى. والمعوّل عليه تاريخيًا وواقعيًا بالنظر للمجاري التاريخية والهجرات ان العرب أصل الساميين والهجرة كانت من أرض العرب الى العراق وسورية ومصر في بعض الأحيان سواء في أقدم العصور وأقصى التواريخ أو في الأيام الإسلامية ... والعصور المتأخرة ...
وهذا مما ثبت اللغة بأشكالها السامية المعروفة من كلدانية وآثورية وعبرية فأدى إلى أن يعرف كل فريق بلغته ... فالعربية نالت تطوراتها ولم تثبت بشكلها المعروف بان اندثرت منها لغات وتولدت ألفاظ جديدة ... ولم تستقر في اللغة الفصحى إلا بظهور الإسلامية فسجلت هذا الوضع بسبب القرآن الكريم ... وأما العامية المشتقة منها واللغات الأخرى أو اللهجات المعاصرة لها في سائر الأنحاء فقد عرض لها بعض التبدل مما أبعدها عن الفصحى، أو حافظت على وضعها الأصلي وأثرت تأثيرها من جراء الاختلاط مع أهل الفصحى بالرغم من المباينة أو المخالفة في حينها التي أوجدت المتضادات، والمشتركان، أو المترادفات ... فاللغات الشائعة آنئذ قد نالت شيوعًا في الأنحاء فاكتسبت اللغة العامية أو الشائعة أوضاعها المشاهدة في هذه الأيام ... والظواهر أمثال ذلك من أكبر الأدلة على التحولات التاريخية ...
أما القول بان أصل العرب من الحبشة فهذا مما لا يعوّل عليه ولم تؤيده البراهين الصحيحة وإنما منشأه الهجرة الى مصر وتلك الأطراف ثم الاندماج في الأهلين وتغلب اللغة العربية بتبديل ... فحصلوا على شكل مختلط في لغتهم دعا القائلين الى الاقتناع بهذا الرأي فقيل ان الحبشة أصل العربية وان اصل العرب من هؤلاء. فالخطأ جاء من هذه المشابهة أو المقاربة ... مما لا يحقق أصل العنصرية واشتقاقها، فالتمسك باللغة لاثبات العنصرية يؤدي الى أغلاط كبرى مثل هذه ... والتشكلات البدنية وأوصاف العرب الأساسية تنافي هذه الدعوة ...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام
على رسوله محمد وآله وصحبه أجمعين
- المقدمة -
كانت الاقوام ولا تزال النفرة بينها قائمة على قدم وساق من أمد بعيد، وكذا التمايز سائرًا على وتيرة، وان شيوع الحضارة، والتعارف العلمي، وسهولة وسائط النقل المؤدي للأختلاط والالفة ... كل هذه لم تؤلف بين الشعوب، ولا دعت الى التقريب بينهم، ولم تزل الفروق باقية، والبغضاء سائدة فلم ترتفع الشحناء مما ولدته العصبية الباطلة، والنعرات المذمومة بحيث صارت لا ترتكز على ارادة خير الانسانية، والعمل لصلاحها، أو تعاونها على هذه الحياة بتذليل صعابها ...
وهذه الفكرة يتخلل صفوفها مجموعات تدعو الى الفة أخرى هي الاخوة المبدئية، والقوة الحزبية، ونرى أساسها الاشتراك في الآراء للتعاون، والوحدة في السلوك، وحب التآخي ... وان اختلفت القوميات وتناءت الاقطار ... وهذه أيضًا في تكاتف شديد، واتصال مكين وان كان الموضوع لا يراد به إلا تطلب الاصلاح في ناحية معينة وتعديل السلوك فيها خاصة ... ولا تزال الامم في خطر من هذا العداء؛ والمبادي ضعيفة، وتقوية ناحيتها من الامور المشهودة؛ وان الفروق والميزات مما نفر بين الاقوام بعضها من بعض ...
والعرب لم يخرجوا من نطاق هذا بل كان فيهم ما يزيد، ووسائل العداء فيما بينهم كثيرة، يدعو اليها وضعهم وما هم فيه.. من غزو وغارة وقتال مستمر ... يتكوّن بينهم غالبًا لادنى حادث أو لأقل سبب ... والذي يتأهب لمثل هذه الامور يختلق، أو يوجد ما يدعو لتنفيذ رغبته والقيام بعمليته ...
هذه الحالة نراها في كافة اوضاعهم الجاهلية، ووقائعهم المعروفة في ازمانهم الغابرة وامثلتها كثيرة جدًا ... بل التاريخ طافح بها من هذا النوع ... فكان من نصيب الاسلامية ان غيرت هذه الحالة وجعلت اساسها احترام الشعوب والقبائل، وجعلتها واسطة التعارف، ووقفتها عند حدودها، ودعت الى الاسلام والتآلف، وحثت على الوفاء بالعهود، ولم تبرر نقض العهد بوجه، ومنعت من المفاجآت الحربية بلا سبب صحيح ... فسيرت هؤلاء نحو الطريقة المثلى، والاخوة العامة، وازالة البغضاء من البين ... أصلحت الحالة الاجتماعية، وسيرت القوم نحو السيرة اللائقة ...
ولما كان العرب اول من بدأت الدعوة فيهم بسبب تغلب البداوة عليهم لزم تسييرهم بمقتضى تلك الشريعة فقامت اولا باصلاح البيت وأركانه، ثم امرت بالتقريب بين القبائل ومجاوريها، ومنعت مما يضر بالفتها كالتنابز، وذكرالمعايب والمثالب ... وحرمت النفوس والاموال بل جعلتهما محترمين ... فمشى الكل من بدو وحضر على مرسومها باخلاص في مراعاة سياسة موحدة مبناها المبدأ القويم والاخوة المبدئية، ورفعت الحواجز الرديئة من نعرة جاهلية، وعصبية باطلة ...
ومن ثم كان لتعاليمه وقع قبول واذعان بين العرب، لما فيهم من الاوصاف الفاضلة، النبيلة فزال العداء وذهب الخصام، وبقي الوضع القبائلي مدارًا للتعارف والتآلف فصاروا اخوانًا بعد ان كانوا اعداء مما لم تر البشرية مثله في عصورها السالفة والحاضرة معًا ... الغاية شريفة، والوحدة صحيحة والغرض سام لا شائبة فيه للتحكم والاستعباد، والعقيدة خالصة، والطريقة مثلى، والادارة قويمة، ذلك ما مكنهم في الارض، وجعلهم الوارثين ...
هذه الروحية مضت على سيرتها تلك مدة، وسيّرت الامم الأخرى بمقتضى نهجها، ولكن لم تستمر على حالتها هذه طويلا ... وانما أصابها ركود، واعتراها فتور في نشاطها الذي ولدته في حينه وحصل من الأسباب ما دعا للخمول والعودة الى الأوضاع السابقة، ومراعاة العرف الجاهلي، والنفرة القبائلية ... فتأسست البغضاء ثانية، وبشكل آخر، ورجعنا الى ما كنا عليه في جاهليتنا، من التنابز، ونسينا التوحيد والوحدة فحلت الشحناء، وتمكن العداء. وأسباب التخريب على قلتها وتفاهة شأنها - كما يتراءى للناظر - أودت بالأمة، وأثرت في الأمم الأخرى المجاورة، وللأثر السيئ حكمه ...
وعلى كل تظهر هذه الأوضاع في العشائر أكثر وأوضح، وهي أيضًا صفحة من موضوع حياة العرب في إدارتهم، وثقافتهم، واجتماعهم ولها أثرها في مقدراتهم، وهم مجموعة كبرى ... فمن الضروري دراسة أوضاع قبائل العرب قبل دخول الاسلامية وبعدها في حاضرها وماضيها البعيد والقريب.. وبهذا نقف على احوالها في مختلف الازمان ونحصل على فكرة نأمل ان تكون صحيحة ... ولا نوسع الموضوع بل نقصر البحث على قبائل العراق حبًا في التوغل في دقائقه ليكون مستوفى ... ونترك للاقطار الاخرى نصيبها من البحث ...
وهذا من أعوص المواضيع الاجتماعية عندنا، وهو أحق بالاهتمام، واولى بالبحث، وأن أهميته لا تقتصر على المعرفة، او الوقوف على الحالة الحاضرة، وان كانت هذه من لوازم البحث وأركانه ولكن تسيير الجماعة، وتوجيه استقامتها مما يحتاج الى افتكارات عميقة، وقدرة علمية بل خبرة كاملة للتمكن من معرفة نواحي النقص، والوقوف على محط الفائدة تحقيقًا للغرض الاجتماعي الذي لا يصح اهماله، أو التهاون به، وفوات المدة في التلوّم، او التردد مما يؤخر في التقدم والاخذ منه بنصيب ...
وليس الامر من نوع المباحث اللاذة أو السمر فحسب، أو المواضيع الادبية البحتة وان كانت لا تخلو منها ... وانما يهم القائمين بأمر القبائل واصلاح شؤونهم وملاحظة نواحي ادارتهم، وتربيتهم، ورفاه حالتهم، وخصوماتهم، وآدابهم، وتطوراتها وتقلباتها ... بقصد تأسيس ثقافة سليمة، وآداب نافعة، وادارة صالحة ... مما يجب ان يراعيه الاجتماعي، أو من يعنيه صلاح هذه المجموعة الكبرى بان ينظر الى كافة شؤونها، ووسائل اصلاحها، وتنظيم جماعاتها، والطرق التي ترفع مستواها الى آخر ما يتحتم الالتفات اليه باستطلاع الآراء من كل ناحية وصوب حتى تتكامل المعرفة ومن ثم يعرف ما يستقر حسن الادارة عليه، وهناك تتأسس الحضارة ...
ومن المؤسف اننا لم يسبق لنا اشتغال بسعة في هذه المباحث، أو الافتكار بها وعرضها للنقد والتمحيص، ولا استطلعنا الآراء في موضوعها، او الالتفاف اليه بعناية زائدة إلا من نفر قليل لا تتناسب مباحثهم وأهمية هذا الموضوع ... ومشارب الناس، ومناحي آرائهم في تلقي موضوع العشائر مختلفة: ١) البدوي. يتطلع الى ان يعرف مكانته من القبائل الاخرى ليعين القربى ودرجتها، والعداء ومبلغه ... ويرغب في التقرب الى من يمتّ اليه بصلة تبعًا لمقتضيات الغزو وما ماثل، أو لمن يصلح لمن يكون له كفوًا، أو لمن هو أعلى منه باعتباره أصل نسبه الى غير ذلك من الاعتبارات، أو ركونه الى ناحية الثأر وما يولد الخصام والانتقام ...
٢) - الحضري. يحاول الانتساب والقربى مجردة لمعرفة قومه الذين تشعب منهم، ولا يلتفت الى ما كان ينظر إليه البدوي من تقوية تلك الأواصر، والاستفادة منها للحروب والغزو، واثارة العداء، أو تأسيس الولاء وهكذا ...
٣) - الأجنبي. وهو بعيد عن هذا كله لا يلتفت الى ما كان يهم أولئك، وإنما يتطلع الى ما يعين ناحية القوة والقدرة، والعصبية، والبيوت وعددها، ومقدار البنادق، وبيت الرياسة ليتفاهم معه، ويحاول أن يتبصر بالموالي والمعادي ...
اختلفت وجهة النظر، وتباعدت نزعة البحث، وزال التقارب، وتناكرت المطالب في تمثيل الرغبات. وإذا كان هناك ما يدعو للاستفادة من ناحية الاشتراك فهو قليل جدًا وهذا لا يخلو - إذا تناولته اليد الغريبة - من وقوع في غلط، وسقوط في هوة لا قرار لها، وقد ينال الوضع الحقيقي منها مسخًا وتشويهًا فيؤدي الى شيوع الخطأ، أو يتولد من تكراره والأخذ به أن يعود الصحيح مغلوطًا فتعكس القضية أو تشوه ...
وشتان بين هذه النظرات وبين النظرة الحقيقية المؤسسة على بيان الوضع الصحيح، ولا يتيسر هذا الا بعد مراجعة نصوص كثيرة، وتفكر عميق في الحالة، وتثبيت ما عليه العشائر في الماضي والحاضر ... لنعدّ المادة للباحث الاجتماعي، أو المربي فنسأل أنفسنا بعد أن يتم العمل وتنتهي المباحث بقولنا: إذا كانت العشائر بهذه الروحية، وتلك النزعة، وعلى هذا النمط من الحياة الاجتماعية والأدبية ... فما الذي يجب أن نراعيه في صلاحها ووحدتها، أو تسييرها؟ وما هي النواقص الطارئة؟ وما العمل المثمر للوصول الى الاصلاح.؟
ومن ثم تبدأ وظيفة الاجتماعي أو المربي فتستدعي حلَّه، أو تسترعي نظره ... ! وفي موضوعنا هذا تسهيل لمهمته، وتعيين صحيح للوضع حذرًا من أن يغلط المتتبع فيقع في سلسلة نتائج كلها أو أكثرها عثرات ... ولا أريد بالاجتماعي الفرد واختباراته الخاصة ... ! ولما كانت هذه تجربة ولأول مرة، فمن الملحوظ أن تعرض لها أخطاء كثيرة من ناحية الغفلة وعدم الالتفات، أو التقصير في الاستقصاء، أو وجود بعض الحالات في جهة، وما يعارضها في أخرى، وهكذا مما لا يحصى أو لا يحاط به وطبعًا نظرتنا فردية وجهودنا قليلة ولكنها بذرة للمتتبعين، والأمل أن تكون نافعة وقد قيل لا يترك الميسور بالمعسور. ومن الله التوفيق
المراجع التاريخية
غالب من بحث عن القبائل من كتاب العرب القدماء ذكروا تاريخهم القديم ولم يتعرضوا في الأكثر الى حالاتهم الحاضرة في أيامهم ... فكأن القدماء هم المقصودون أصلًا وأساسًا، أو من ناحية العلاقة بالاسلامية ورجال حديثها وحملته أو كان اغفال ذلك مبتنيًا على معلوميته ... فجاءت المباحث ناقصة، أو مبتورة غير موصولة، ومقصورة على عهد معين هو العهد السابق للإسلامية ... وكذا معاصرونا فاتتهم أشياء كثيرة، ومواضيعهم تتعلق بأمور لا تخص النواحي المذكورة ...
ذلك كله أدى أن يسلم أكثرنا المقاليد الى الأجانب في بحوثهم، ويأخذوا عنهم ما كتبوه دون تمحيص ولا تروٍ فوقعوا في أغلاطهم ... فكانت مشيتنا لحد الآن غير مثمرة لأنها لم تكن ناشئة عن تتبعنا ولا عن ثمرة جهودنا ... مما جعلنا نحترز ونراعي التروي في النقل، وأن نشير الى هذه الأغلاط التي شاعت على أيدي مؤلفينا ومن طريقهم، ليزول ما علق في الأذهان من صحتها والجزم بها ...
رأينا الجم الغفير ممن زاولوا البحث ونقلوا أو عربوا حرصوا على السهولة فاستغنوا بهذه المراجع، وبكثرة المباحث وشيوعها فاستهوتهم بسعتها والتفاتها الى مطالب اجتماعية، أخذوها عفوًا وبلا تعب ... ثم وقعوا بما وقع فيه أولئك، وجاءت كتاباتهم على الرغم من الجهود المبذولة لا تستحق الاطراء بل يتحتم نبذها. لأنها زادت في الطين بلّة، وأوقعت في أوهام فاضحة على ما سيوضح عند ذكر القبائل وما لحق بعضها أو فروعها من أغلاط ...
والنصوص العربية هي معوّلنا في الغالب. وهذه نالها أيضًا من أيدي النساخ والكتاب ما شوه بعض ألفاظها ... فصارت تضارع كتب بعض الأجانب. وذلك أنهم في عصورهم المنحطة عادوا لا يبالون بالعناية ... والمقابلات بين النصوص المختلفة أو الرجوع الى المخطوطات القديمة لمعرفة الفرق، ومراجعة الكتب العديدة في اللغة وفي الأنساب خاصة مما يسهل تلافي النقص وإصلاح الغلط بقدر المستطاع ...
وأقل الأخطاء ما نراه في كتاب (العقد الفريد) بين (المنتفق) و(المشتق) (١) مثلًا فإنه غلط ناسخ قطعًا. وفي بعض الكتب الحديثة بين (الضفير) القبيلة المعروفة وبين (الدفير) الواصل من طريق الأجانب، وعنزة القبيلة المشهورة و(عينيزة) (٢) ومثل هذه يقال ما قيل في غلط الأفكار.. أو في كتابات يراد بها أن يلتذ السامع ...
راعينا الأخذ عن القبائل مباشرة، ونبهنا الى ما وقع من غلط، وجل ما في الموضوع أن جعلنا نهجنا الترصد والاسترابة حتى نستبين طريق الصواب بقدر الاستطاعة، والتوقي حسب الامكان من الاعتماد على كتب الأجانب، ومن كتب أصحابنا إلا بعد التمحيص والتدقيق الزائد على ما في ذلك من صعوبة..
ولا يفوتنا أن نشير الى أن الغرض ليس هو النقد المجرد، أو التنديد بالمؤلفين السابقين أو المعاصرين، ولا الوقيعة بالأجانب والاسترابة منهم فيما يكتبونه بلا قيد أو شرط، فلا أعتقد أن غالبهم يتعمد الغلط، أو يكتب الباطل، أو ينقل السخيف. وإنما همهم العلم الصحيح، وقد تكبدوا المشاق في هذا السبيل وأفادوا كثيرًا ... إلا أن الغلط وصل اليهم على أيدي جهال، أو أنهم لم يتمكنوا من النطق بوجه الصحة فكتبوا كما لفظوا، أو كما وصل اليهم ... وجل قصدنا مصروف الى البيان الصحيح، وتعيين وجه الاستفادة من هذه الآثار للوصول الى ما نحاول بلوغه مع التنبيه الى ما وقعوا فيه للتجنب منه ...
وغاية ما نقوله هنا أن المراجع التاريخية - وإن كانت كثيرة - قليلة المادة ولا نكتفي بواحد منها إذ لم نجد فيها من قصر موضوعه على البحث عن القبائل خاصة، وتكلّم عليها بسعة وتفصيل. وهذه لا مجال لوصغها وإنما أقصر القول على المهم منها مما يتعلق بالعراق خاصة ولكن قبل الكلام على المراجع أقول أننا لم نجد مؤلفات عديدة عن القبائل في مختلف العصور وبصورة متوالية لنعلم العلاقات المستمرة بين عشائرنا الحاضرة والماضية، ولنقف على الاشتقاق والتفرع في الأنساب ولنقطع في معرفة التجولات والتفرعات، فالأسماء تغيرت، وما شاهدناه من القبائل في موطن لمدة قد لا نجد له أثرًا في الحاضر، أو أن قسما منه هاجر الى موطن آخر ولكن لا يعرف تاريخ هجرته وهكذا مما صعب المهمة ... فخفي علينا شيء كثير من أحوال العشائر تاريخيًا لعدم الالتفات الى تدوين وقائع مثل هذه إلا أن هذا يجب ألا يثبط العزم بل يدعو الى البحث، والتدوين بقدر الإمكان في مواصلة المراجع، والآثار بلا كلل ولا ملل، فيزيد المتأخر ما فات سابقه ...
أما كتب التاريخ فإنها كتبت لتدوين الحضارة الاسلامية وأثرها في النفوس والخلافة وما قامت به، والملوك ووقائعهم ... وأما الحالة القبائلية فلم تتعرض لها إلا أحيانًا، وبصورة ضئيلة جدًا لا تكشف عن حقيقة الوضع، ولا هي وافية بالغرض وكل ما بحثت عنه أنها دوّنت أعمال الرجال الرسميين والوقائع الشاذة والغرائب فلم تبال بالمألوف المعتاد ولا اهتمت به بل قد نراها عديمة الفائدة فيما يتعلق بالعشائر كأن يقال تحارب فلان مع أمير العرب ولم يسمه (١) أو كما جاء في تاريخ المغول من أن الخليفة جهز أعراب البوادي (٢) ... ولم يذكر أسماء قبائلهم ... والملحوظ أن كتب الأنساب لم تعرّف بالصلة في القبائل المعاصرة إلا قليلا ومع هذا نرى العصور التالية لم تستمر في البيان، ولم تدوّن التبدلات، ولا عينت الأفخاذ دائمًا ونجد العناء كل العناء في تعيين وقائع القبائل باستنطاق مؤرخين كثيرين وتقريب النصوص التاريخية مع بعضها ليتيسر الإيضاح، وفي الغالب يمتنع..
وخير معين لمعرفة العشائر كتب الأنساب وكتب الأدب وكتاب الأغاني، والعقد الفريد، وأكثر الدواوين لمشاهير الشعراء، وكتب التاريخ فإنها تذكر بعض المباحث عن قبيلة بقصد أو بدون قصد فيستفيد الباحث منها. ومن أهم المراجع ابن خلدون فإنه كان ذا علاقة بالقبائل واتصال بها، يبحث عنها أحيانًا فيوفي الموضوع حقه في نظرات صادقة، وإيضاح نافع يصلح للاستفادة. ومثله كتب ابن حجر سواء الدرر الكامنة أو أنباء الغمر في أبناء العمر فإنه كاد يضارع ابن خلدون في طريقته ...
ومن هذه المراجع وغيرها ظهر لنا ان التاريخ لم يدوّن كافة هجرات القبائل الى الانحاء ولا عرّف بتجولاتها، أو ما أحدثوه من حركة أو سير تاريخي لا لكل قبيلة ولا بصورة عامة ... ذلك ما دعانا أن نفتش عما فيها من شعلة - ولو ضئيلة - لنسير على نورها.. ولما كان عملنا فرديًا فلا يؤمل منه الكمال وإنما يتم بإضافة جهود الآخرين وتأملاتهم وتتبعاتهم في الموضوع وابداء ملاحظاتهم الوافية فيضاف ما فات، أو أهمل ...
أما الكتب الحديثة عن العشائر فإن فائدتها محدودة وقليلة. ومهما يكن فمراجعنا مؤلفات كثيرة نكتفي بوصف بعضها مما يخص القبائل، والباقي يتعين بالنقل عنه في محله ...
وهذه أشهر المراجع الخاصة بعشائر العراق أو بالقبائل بصورة عامة:
١ - سبائك الذهب
كنا نظن - لأول وهلة - إننا عثرنا على ضالتنا المنشودة في كتاب سبائك الذهب وهي معرفة الصلة بين القبائل ودرجة الارتباط بين القديمة منها والحديثة ... ولكن لم يلبث أن خاب الظن، رأينا الكتاب قد مثل عصرًا قديمًا، وراعى أصلا يرجع الى عهد بعيد، وهو تأليف الشيخ أبي الفوز محمد أمين بن أبي السعود محمد سعيد بن أبي البركات عبد الله الشهير بالسويدي وكان المؤلف قد توفى سنة ١٢٤٦هـ - ١٨٣١م أثناء رجوعه من مكة المكرمة في القصيم من ديار نجد (١) والكتاب مرتب بصورة مشجر على نحو الشجرة وتفرع أغصانها كأن يذكر الأصل ويفرع عنه ما حدث من فروع أو أغصان كالشجرة.. أوله:
الحمد لله الذي خلق الخلق فاختار منهم العرب الخ. وهو مفيد من جهات عديدة ونافع في موضوعه، ويؤخذ على مؤلفه أنه حوّل كتاب القلقشندي المسمى (نهاية الأرب في أنساب العرب) الى مشجر فهدم وضعه، وغيّر شكله مما أدى إلى نسبة كل قبيلة الى مشاركتها باللفظ من القبائل القديمة التي لا تعرف لها هذه الصلة والقرابة وإنما كان لمجرد الموافقة بالاسم، وفاتته عشائر كثيرة قديمة السكنى في العراق، أو حديثة النزوح إليه ... لمجرد أنه لم يتمكن من إيجاد علاقة لها بالقبائل القديمة ... وقد سبقه كثيرون في ترتيبه هذا، وكان الأولى أن يرجع الى المشجرات من نوعه ... وفيها ما يفي بالغرض ... ولعله لم يعثر على بغيته، أو ما يوافق رغبته.. وهنا نراه راعي أنساب القلقشندي مع أنه مصري بعيد عن عشائر العراق وأصولها لضعف علاقة عشائر العراق بمن هناك. اعتمده وطبقه على العشائر العراقية فذكر ما ذكره، وأهمل ما أهمله ... وبهذا تغير الوضع التاريخي.
قال المؤلف: «أحببت أن أجعله - نهاية الأرب - على ترتيب مخالف لترتيبه، وأسلوب مغاير لاسلوبه، وذلك بأن أوصل آخر القبائل بأوائلها، بخطوط تمتد من الآباء إلى أبناءها ... وزدت عليه كلامًا كثيرًا ...» اه.
والمؤلف لم يستطع القيام بما رسمه، ولم يطق وصل العلاقة بين العشائر في الماضي والحاضر، وكثير مما بينه غير صحيح، أو مفقود الصلة ومقطوع ببطلانه كما نرى عن طيء في صحيفة ٥٨ و٥٩ منه فإنه أوصلها بصلة غير صحيحة، والمدونات التاريخية ومحفوظات القبائل لأنسابها تخالفه في كثير منها، ولم يبين علاقة خزاعة بالموجودين اليوم، وهكذا في حرب وقبائل أخرى. ولما رأى الحمداني لم يذكر شيئًا عن أصلها عدها من المتحيرة.
ومن هذا الكتاب نسخة خطية من مكتبة المرحوم نعمان خير الدين الآلوسي من مكتبة الأوقاف العامة برقم ٢٧١٧ ليس فيها تاريخ ولكنها متقنة. طبع على الحجر في بغداد في أواخر شهر رمضان لسنة ١٢٨٠هـ - ١٨٦٤م.
والمؤلف من آل السويدي في بغداد الأسرة التي لها مكانتها العلمية في الماضي من أيام الشيخ عبد الله السويدي المتوفي سنة ١١٧٠هـ - ١٧٥٧م والسياسية والحقوقية في الوقت الحاضر، ورجالها المعروفون اليوم الأساتذة ناجي السويدي، وعارف، وتوفيق، والطبيب شاكر أولاد يوسف السويدي، وترجمة أسرته في المسك الأذفر للآلوسي ... وللكلام على هذه الأسرة الشهيرة موطن غير هذا.
٢ - عنوان المجد في تاريخ بغداد والبصرة ونجد
هذا التاريخ لابراهيم فصيح الحيدري المتوفي في ٥صفر سنة ١٣٠٠هـ - ١٨٨٣م فلم يخرج به عمن سبقه، وإنما راعى عين الطريقة تقريبًا، وأساسًا كان اعتماده على كتابين لا ثالث لهما وهما السبائك ونهاية الأرب للقلقشندي بإضافة بعض الاختبارات الشخصية إلا أنه يلام في أنه عدّ بعض القبائل وبطونها معًا باعتبارها قبائل، أو عشائر لقبيلة واحدة كما أنه راعى اللفظ فنسب الحديث من القبائل لمن له لفظ شبيه به عند القدماء كالسويدي فقد قال عن العبيد أنهم من قضاعة وهم الذين قال فيهم الأعشى حاكيًا: ولست من الكرام بني العبيد والغلط ظاهر ومنشأوه ما جاء عنهم في التواريخ من أن آثارهم باقية في برية سنجار من الجزيرة الفراتية آخرهم الضيزن وهم من أهل الحضر فظن أن المراد من العبيد قبيلة العبيد المعروفة اليوم بعامل المكان والمشابهة بالاسم، وأمثال ذلك كثير. وغاية ما يقال فيه انه لم يعين في الغالب الصلات، أو أنه لم يتمكن من ذلك، وكذا ما بين الافخاذ وفروعها، أو الطوائف ودرجة قرابتها ... نعم ان بعض القبائل وإن كانت لا تزال تعتبر من (القبائل المتحيرة) لا تستطيع أن تعد نفسها من أحد الجذمين القحطاني والعدناني بسبب اشتهارها باسمها الحديث ونسيانها علاقتها القديمة، لكنها قليلة جدًا فالكتاب كسابقه لم يكن علميًا وإن كانت الاستفادة منها غير محجودة على ما سيبين عند الكلام على القبائل.
أما مواضيعه الأخرى من بغداد والبصرة ونجد من عمارة جسور وأنهار وبيوت قديمة، ومشاهير رجال، فهي مهمة وتتعلق بالقطر العراقي فلا تكاد توجد في غيره وكان ختام تأليفه سنة ١٢٨٦هـ - ١٨٧٥م.
٣ - نهاية الارب في معرفة انساب العرب
هذا الكتاب مرجع المؤلفين السابقين أو أصلهما وعليه عوّلا، مرتب على حروف الهجاء وهو بمثابة دائرة معارف لقبائل العرب، ومبناه القبائل القديمة ولم يتعرض للحاضرة الى زمانه إلا قليلا، وغالبها يعود لمصر وما والاها ذلك ما دعا الى ارتكاب الغلط من جراء الاعتماد عليه في البحث عن قبائل العراق إلا من نقطة الاشتراك، وقد وصفه صاحب كشف الظنون ... الفه أبو العباس الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الله (١) القلقشندي النسابة المصري المتوفى سنة ٨٢١هـ - ١٤١٩م وله كتاب (صبح الأعشى) ومختصره (ضوء الصبح المسفر) وفي صبح الأعشى مباحث في الأنساب مهمة كشفت عن غوامض كثيرة (٢) طبع كتاب النهاية ببغداد قبل الاحتلال، والظاهر من مراجعة المخطوطة ان الكتاب فيه نقص وطبع على نقصه ...
وجاء في مقدمته: «لما كان العلم بقبائل العرب وأنسابهم ... قد درس بترك مدارسة معالمه، وانقرض بانقراض علمائه من العصر الاول ... مع مسيس الحاجة اليه في كثير من المهمات، ودعاء الضرورة الى معرفته في الجليل من الوقائع والملمات ... أحببت أن أخدم ... بتأليف كتاب في قبائل العرب والعلم بانسابها يجدد بعد الدرس رسومها ... فشرعت في ذلك ... وأصلًا كل قبيلة من القبائل بقبيلة، وملحقًا كل فرع من الفروع الحادثة باصوله، مرتبًا له على حرف المعجم. (الى ان قال) ثم ان هذا الكتاب وان كان جمع فاوعى وطمع في الاستكثار فلم يكن بالقليل قنوعا، فانه لم يأت على قبائل العرب باسرها، ولم يتكفل على كثرة الجمع بحصرها، فان ذلك يتعذر الاتيان عليه، ويعز على المتطلب الوصول اليه..» اه.
وفي هذا ما يعين ان المؤلف انصف في مقاله وأؤيد قوله ان العشائر لا تحصى وأقول ان العراقية منها بعيدة عنه فلا يعوّل عليه في البيان، وان كان يعد كمرجع للاستسقاء من معينه ... وترجمة المؤلف مبسوطة في مقالة مذكورة في أول الجلد الرابع من صبح الأعشى.
٤ - القبائل العراقية
للعلامة السيد مهدي القزويني (١) المتوفى سنة ١٣٠٠هـ - ١٨٨٣م. أوله: الحمدلله الذي أنشأ الانسان من نفس واحدة.. الخ عندي نسخة خطية منه. وهذا لا يعدّ تاريخًا للعشائر فانه سمى بعض القبائل ووقف عند ذلك، أو ذكر بعض البطون للعشائر القريبة من سكناه والمتصل بها غالبًا واكتفى بنسبتها الى قبيلتها، ولم يحلل اسماء القبائل وارجاعها الى اصولها الأولى إلا قليلا جدًا.. فهو في الحقيقة فهرس للقبائل، وله الفضل في انه حفظ بعض أسماء القبائل الصغرى وفرّع بعض البطون عن الأصل ولكن يصعب الحصول عليها بلا كلفة مراجعة الكل فكان الأولى أن يذكرها عند الكلام على القبيلة ... وليس فيه مباحث خاصة بعادات القبائل وأوضاعها المختلفة ولا يحتوي بيانات عن نفسياتها. وعلى كل لا يخلو من فوائد مهمة ومباحث قيمة..
٥ - عشائر الآلوسي
للاستاذ السيد محمود شكري الآلوسي المتوفى في ٤ شوال سنة ١٣٤٢هـ - ١٩٢٤م فانه لم يدوّن تاريخًا خاصًا بالعشائر العراقية وانما ذكر في مسودّة تاريخه بعض القبائل المهمة ونسبها الى أصولها. ويظهر من كتابته في هذا الموضوع انه كان عازمًا على تأليف واسع في موضوعه إلا انه لم تساعده الأيام على ابرازه بصورة كاملة أو لم يتمكن من الاتصال بالعشائر والتجوال بينها والاختلاط معها. لذا يؤسف لعدم اتمامه ومع هذا لا يخلو من فائدة زيادة عما جاء في الحيدري والسبائك. فان أهم ما يدعو للانتباه نسبة القبائل الى اصولها بقدر الامكان. وكتابه (تاريخ نجد) تعرض فيه للقبائل في نجد وهذه ذات صلة قريبة بالقبائل العراقية وبعضها لم تفقد تسميتها ولم يعدم اتصالها كما ان قسمًا من هذه القبائل قد يكون في نجد والقسم الآخر في العراق وسورية ولكنه مع هذا لم يتجاوز تعداد القبائل فلم يبحث بحوثًا خاصة عنها..
وكتابه (تاريخ بغداد) في حالة مسودّة (١) . وقد كتب فيه كثيرًا من القبائل وعرّف ببعضها ولكنه لا يقال انه اكمل بحثه أو أتم تعقيبه ما زال لم يخرج عن المسودّة وما زال قد اكتفى بالتعداد..
وكان رحمه الله تعالى يشكو من قلة الوسائل ونقصان المصادر وهو الذي نشكو منه أيضًا. ولكن هذا لا يثبط عزمنا عن البحث ولا يمنع من تدقيق مؤلفه ووضعه موضع المناقشة ... ليظهر المخفي وينجلي المبهم ...
وأما أثره الخالد (كتاب بلوغ الارب في احوال العرب) فقد تكلم فيه على ما كان معروفًا من اخبارهم قبل الاسلام وأيامهم ومشاهيرهم وأديانهم ... وكان كلامه عن العرب عامة وعن اوضاعهم قبل الاسلام بما وصل اليه ولم يتعقب الموضوع الى اليوم ولم يختص بحثه في عشائر العراق ولكنه مرجع مهم لمن يريد ان يتعقب الأوضاع العربية في كافة مواطنها فهو كتاب جليل في موضوعه ... وهو أحد مراجعنا ...
نبذة من تاريخ عرب العراق
رسالة في عشائر العراق المتفرقين في الجزيرة ما بين اورقة وبغداد وأطراف الشامية كتبها السيد جرجس حمدي الى نائب القنصل الفرنسي في اللاذقية، كان طلب اليه أن يؤلف رسالة في هذا الموضوع. وبقيت في يد المسيو كويس قنصل فرنسة في دمشق وهذا أعارها الى (م. هوار كليمان) فترجمها الى اللغة الفرنسية وطبعها في باريس عام ١٨٧٩م وهذا نص كتاب مؤلفها الاصلي السيد جرجيس حمدي المؤرخ ٢١ شوال ١٢٨١هـ و١٩ مارت سنة ١٨٦٥م قال: «كنت أمرتني بتحرير نبذة عن تاريخ العرب المتفرقين الآن في الجزيرة ما بين أورفة وبغداد وأطراف الشامية وان اوجاعي واسقامي واشتغال افكاري كانت قد منعتني عن ذلك. وبهذا الحين قد منّ الله عليّ بالشفاء من الأسقام فاخليت فكري مما فيه وطلبت المساعدة على ذلك من بعض الاخوان وحررت هذه النبذة على قدر الامكان باللغة العربية الدارجة ليسهل فهمها على أي من كان. فالمرجو العفو عن التأخير. فالعبد لا زال عند خضم كرمكم غارقًا في بحار التقصير ...» اه.
إن مترجم هذه الرسالة لم يتصرف بالاعلام وإنما أوردها بلفظها العربي فادى واجب الصحة والتثبت كما أنه أشار الى مراجع عن الموضوع وأقوال الأوربيين عنه في مظانهم فخدم ابناء قومه خدمة جُلىّ. ونظرًا لاختصار هذه الرسالة لا تفيد العرب إلا من ناحية ذكرى الماضي لبعض رؤساء القبائل ببيان اسمائهم ... وانهم كانوا احياء حين تحرير الرسالة وكانت مواطنهم في المحل الفلاني عندما نعلم انها تحولت الى موطن آخر ...
وأساسًا ان هذه الرسالة كتبت بناء على الرغبة الاوربية ومناهجها في البحث عن العشائر فاقتصر على ذكر الشيوخ والرؤساء واسم العشيرة وموطنها، وعدد بيوتها، وحالتها من نقطة المعيشة والسلطة وعلاقتها بالحكومة وبالناس بصورة بسيطة جدًا لا تسمن ولا تغني من جوع.. فلم ينظر الى أصل القبيلة، وتاريخ هجرتها، وعلاقتها بالعشائر المجاورة ... فكانت محدودة المطالب، والفكرة المدونة عن العشائر ضعيفة وقليلة، وهذه الرسالة كالكتب الأخرى لمس بل وغيرها من كتاب الغربيين فإنها كلها تقريبًا مضت على هذه السنن في تأليفها وإن كانت أشارت أحيانًا إلى بعض الأحوال التأريخية عرضًا، أو لم تتمكن منه تمامًا وإنما اكتفت بالنبذة اليسيرة عن الماضي القريب ومضت. وخير هذه المؤلفات من اوردت اسم القبيلة بالحروف العربية كما فعلت المس بل ...
٧ - كتاب الاشتقاق
في أنساب العرب للشيخ أبي بكر محمد بن الحسن المعروف (بابن دريد) المتوفى سنة ٣٢١هـ - ٩٣٣م (١) . وفيه تحليل لألفاظ القبائل وتعرض لرجالها الى أيامه، والكتاب عظيم الفائدة، ويتكلم في مطالب جليلة عن القبائل لا يستغني عنها أحد ... طبع في مجلد واحد سنة ١٨٥٤م في غوتنجن باعتناء المستشرق فرديناند وستنفلد. أوله: الحمد لمن فتق العقول بمعرفته، واطلق الالسن بحمده ... الخ. وفيه ردّ على الطاعنين في أسماء القبائل واشتقاقها وكونها لا أصل لها يرجع اليه فجعل كتابه جوابًا لأمثال هؤلاء الذين لا يخلو منهم عصر، وهم أعداء العرب. وليتنا وصل الينا ما يتمم مباحثه وما كان من نوعها فننجو من عناء كبير ...
٨ - الأنساب
للسمعاني. وهو أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزي المتوفى سنة ٥٦٢هـ - ١١٦٧م. وفيه مباحث عميمة الفائدة عن العرب ومشاهدات خاصة لا يتيسر العثور عليها في كتاب، والنقول المذكورة عنه خلال هذا الكتاب تعين قيمته العشائرية فقد سبق غيره في الايضاح ممزوجًا بما عاينه أو رآه ونقله عن غيره ... فلا يستغنى عنه بوجه، طبع على الحجر سنة ١٩١٢م إلا ان النسخة المطبوع عليها مغلوطة، وخطوطها مختلفة وهي سقيمة جدًا مع اني رأيت في استانبول نسخًا منه كاملة وصالحة للطبع، والحاجة اليها متوفرة لاحتوائها على معارف نافعة ومهمة جدًا.
والملحوظ ان المؤلف قلب تاريخ البغدادي الى الأنساب وزاد عليه من جهة واختصره من اخرى فابرزه بوضع لائق ومقبول ...
٩ - شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم
في اللغة ثمانية عشر جزءًا لنشوان بن سعيد الحميري اليماني المتوفى سنة ٥٧٣هـ - ١١٧٨م. سلك فيه مسلكًا غريبًا، يذكر فيه الكلمة من اللغة فان كان لها نفع من جهة ذكره، وذكر في كل مادة أبواب الكلمة واستعمالاتها. ثم اختصره ابنه في جزئين وسماه (ضياء العلوم في مختصر شمس العلوم) وأول (ضياء العلوم) أما بعد حمد الله مستحق الحمد ... الخ. كذا في كشف الظنون والظاهر ان صاحب الكشف رأى المختصر ولم ير الأصل. وقد طبعت بعض منتخبات منه تتعلق باخبار اليمن وهي مفيدة في مباحث العشائر وخاصة القبائل القحطانية النجار، فانه من المراجع القيمة وقد استعنا به في أمور كثيرة لايضاح بعض القبائل ... والمهم فيه انه متأخر عن كثير من كتب الأنساب والقبائل ... فهو من مهمات المراجع ...
١٠ - قبائل العرب في مصر
ظهر منه الجزء الأول ويخص القبائل التي توطنت مصر، وفيه ما يفيد في معرفة انتشار القبائل العربية، ونرى أقسام القبيلة الواحدة قد مالت من الجزيرة الى أنحاء مختلفة، ونشاهد قبائل العراق تشترك في تجوالاتها هذه وقبائل مصر حتى في بعض فروعها على ما سيجيء الكلام عليه في محله، والكتاب مهم من هذه الناحية وإن كنا لا نسلم لمؤلفه في تفريعه القبائل وبيان أصولها فلا يقال أن لخمًا من طيء، وأن جذامًا منها ... والمؤلف راجع كتبًا عديدة، ومصادر وافرة ولم يجد في غير كتب الأجانب ما يبرد غلته وإن كان ليس لهم أصل يؤيده، أو يدعوه للقبول ...
١١ - القصد والأمم في التعريف بأصول أنساب العرب
والعجم: للشيخ أبي عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي المتوفى سنة ٤٦٣هـ - ١٠٧١م والمؤلف من رجال التاريخ وخاصة تاريخ الصحابة وله فيه (الاستيعاب)، والفقه والحديث وتاريخها في (جامع أصول العلم وفضله)، والأنساب وهو هذا. وله التمهيد من أجل الآثار في تاريخ الفقه والحديث.. ومؤلفاته نافعة جدًا ...
وكتابه هذا في بيان أصول القبائل وانتشارها، والآراء الشائعة فيها، وعلاقاتها بالأقوام المجاورة للعرب ودرجة اختلاطها ... وهو على صغر حجمه قيم ونافع جدًا فهو خلاصة الأقوال المعروفة الى أيامه ... طبع بمطبعة السعادة بالقاهرة سنة ١٣٥٠هـ - ١٩٣٢م.
١٢ - الانباه على قبائل الرواه
لابن عبد البر المذكور سابقًا. وهذا هو المدخل لكتابة الاستيعاب. طبع مع القصد والأمم، والارتباط شديد بين هذه الرسالة والتي قبلها. والملحوظ في هذه أن المؤلف اعتمد على أمهات كتب الأنساب وأيام العرب مما لا يزال أكثرها مجهولًا أو غير معروف: ١ - كتاب أبي بكر محمد بن اسحاق.
٢ - «أبي المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي.
٣ -» أبي عبيدة معمر بن المثنى.
٤ - «محمد بن عبيدة بن سليمان.
٥ -» محمد بن حبيب.
٦ - «أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبيد العدوي في نسب قريش.
٧ -» الزبير بن بكار في نسب قريش.
٨ - «عمه مصعب بن عبد الله الزبيري في نسب قريش أيضًا.
٩ -» علي بن عبد العزيز الجرجاني.
١٠ - " عبد الملك بن حبيب الأندلسي.
وقد ذكر المؤلف شيئًا مهمًا من الحديث والآثار ونوادر اقتطفها من كتب أهل الأخبار، واختار من ذلك عيونه، وما يحب الوقوف عليه مما يجمل بأهل الأدب والكمال معرفته والانتساب إليه كما قال المؤلف في مقدمته (١) . والحق انه كتاب جليل..
١٣ - نسب عدنان وقحطان
لأبي العباس محمد بن يزيد المبرد المتوفى سنة ٢٨٥هـ - ٨٩٩م. وهذه من الرسائل النافعة التي كتبت في الأنساب على صغر حجمها وقلة مادتها فانها عرفت باصول القبائل وما تفرع منها باوجز عبارة. ومن ثم تعينت غالب الصلات به ولا يخلو من بيان الفروع وطريقة تشعبها في غالب أوضاعه والكتاب جامع ومختصر أو قل هو متن في الأنساب واف ومفيد الفائدة الحسنة، وجامع الغرض ولا نريد أن نحقق الأنساب أو أن نكون نسابين وإنما نريد أن نعين الأوضاع من هذه الناحية لنجعلها تمهيدًا لمباحثنا في العشائر والاتصالات الاجتماعية فيها ... ورابطة النسب يعول عليها البدوي كثيرًا وهي أساس أعماله الاجتماعية. فهي تفسر زواجه، وتقرر عرفه، وتعين وضع الحرب. وهكذا.. طبع حديثًا في مطبعة لجنة التأليف والترجمة نشرته اللجنة بمصر (سنة ١٣٥٤هـ - ١٩٣٦م) فسدّ فراغًا وثلمة كبيرة..
١٤ - الجوهر المكنون في القبائل والبطون
للشريف أبي البركات حسن بن محمد الجواني النسابة المتوفى سنة ٥٨٨هـ - ١١٩٢م وهو من الكتب الجامعة في الأنساب، اتقن صاحبه أصولها، وأورد فيه من الأنساب ما ينتفع به اللبيب، ويستغني بوجوده الكاتب الأديب. (١) وهذا رأينا مختصره في كتاب نهاية الارب للنويري، وفيه مباحث جليلة ونافعة ومؤلفه عمدة ... وفيه قال النويري: «أتقن أصولها، وحرر فصولها، وأورد فيها من الأنساب ما ينتفع به اللبيب، ويستغني بوجوده الكاتب الأريب ...» اه. وسماه النويري بالسيد الشريف نقيب النقباء أبي البركات ابن أسعد بن علي بن معمر الحسيني الجوّاني النسابة.. (٢) ومنه نسخة في دار الكتب المصرية مخطوطة وأخرى فوتوغرافية (مصورة) .
١٥ - تاريخ العرب قبل الإسلام
لجرجي زيدان صاحب الهلال الكاتب المشهور وهو من أنفس آثاره القيمة في موضوعه، وكان مفردًا لم يزاحمه غيره الى أيام قريبة منا ... وهذا يقال فيه ما قيل في كتاب المرحوم الاستاذ شكري الآلوسي. فإن موضوعه لم يتعلق بالعشائر وحدها، ولا يخص مكانها في قطر، وتاريخ تقلبها فيه، وتيار هجرتها اليه.. وفوائده عظيمة وعميقة. ومثله كتابه في أنساب العرب القدماء.. وهذا موضوعه أقرب لمباحثنا ... وعلى كل لا يستغني عنهما باحث أو متتبع ... فقد درس العرب دراسة لا يستهان بها، وبذل جهودًا قهارة في احياء ذكر العرب باستنطاق مختلف الآثار (١) فكان الأول في بابه ... ويهمنا من تاريخ العرب قبل الاسلام ما يخص قبائل عرب العراق ... ولعل ضيق المادة أخّر من ظهور المجلد الثاني منه ... والأول مطبوع في مصر ومتداول.
١٦ - كتاب عشائر العرب
ويسمى (كتاب الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر) للشيخ محمد ابن حمد البسام التميمي المتوفى في مكة بالوباء سنة ١٢٤٦هـ - ١٨٣١م. وهو والد حمد المتوفى قبل سبع سنوات تقريبًا عن نحو مائة سنة، وجدّ محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن المؤلف محمد المذكور. والأخير محمد بن عبد الله قد توفي في ١٠ ذي القعدة سنة ١٣٥٣هـ - ١٢ شباط سنة ١٩٣٥م.
والكتاب تكلم فيه مؤلفه عن عشائر العرب جمعاء في مختلف الأنحاء في نجد والحجاز واليمن والعراق والجزيرة، وهو مهم في موضوع عشائر العراق إلا أن مباحثه موجزة، وفي بعضها تفصيل قليل، دوّن الرجل ما وصل إليه علمه، وذكر عشائر عديدة في العراق، ووصفها بما فيها من سجايا، ولم يعد الصواب. أوله: «الحمد لله المتفرد بايجاد الأنواع. الخ» اه. وجاء في مقدمته: «وبعد فقد هز معاطفي، وأمال هذاء سوالفي بعض الأصدقاء من أولي الأدب لضم شمل المتأخرين من قبائل العرب فوصلت له جناح الأمل، ووافقته في اقتراحه مسابق القول بالعمل، وسأذكر ما جدّ اسمه، وأحيي ما درس في الغابرين رسمه، وأوجز في تشخيصهم وتعيينهم، واصرف بنات فكري لتوضيحهم وتنبيههم، مع اني في تلك الأيام السعيدة الداعية لهذا المرام وتسويده مشغول البديهة من غير بكم، وموكل بجزء من أجزاء الحكم. الخ» اه.
ولغة الكتاب قريبة من العامية، وكلامه موجز جدًا، خصوصًا في القبائل العراقية، إلا أنه لا يخلو من فائدة، وفيه وصف لطيف لبعض العشائر ... وكان مؤلفه كتبه بناء على رغبة المقيم البريطاني المستر ريج واقتراحه، فاهداه له، وفيه بيان واف عن طلب المقيم المومى إليه ومنه نسخة في المتحفة البريطانية. وهذا كانت سياسة حكومته الاطلاع على خبايا هذا المحيط ومعرفة أحواله، فلم يقف عند العشائر وإنما كتب عن العراق الشيء الكثير، وأوعز إلى آخر أن يتجول في كافة الأرجاء العراقية، ويدوّن مشاهداته، فقام بهذه الخدمة فكتب رحلة فارسية مختصرة طبق المراد. وهذا الكاتب اسمه عبد الله المنشي البغدادي، وقد عربت هذه الرحلة الى العربية، وعندي النسخة الأصلية الفارسية أيضًا.
١٧ - كتب أخرى
وعدا ما ذكر مراجع (تاريخ العراق) لعهد المغول وما يليه من العصور الى احتلال بغداد فإنها جامعة لمطالب مهمة عن العشائر. وهنا تلخيص واجمال لتلك المباحث من جهة وسعة من اخرى ... وهناك مراجع أخرى ذكرت في بطون الكتب والأوراق بصورة مشتتة لا نرى عائدة في بيانها الآن وسوف نعين النقل عنها في محله ونصرّح به في وقته فنسب كل قول لقائله ...
أما كتب الأدب والتواريخ العامة السابقة لعهد المغول فإنها كثيرة جدًا ولا طريق لاستقصاء مباحثها هنا وإنما يأتي النقل عنها في حينه. وكذا الكتب العصرية..
العرب وقبائلهم
- ١ -
أصل العرب
الفكرة السائدة في العصور الماضية ان العرب من الأقوام السامية كغيرهم من الأراميين والعبرانيين. والمشهور أن اصلهم الأصيل من العراق فكانت لغتهم السريانية وبها كانوا يتفاهمون ثم تبلبلت الألسن وتغيرت الألفاظ وماج الناس بعضهم في بعض فنطقت كل طائفة منهم بلغة وخرجوا من أرض العراق وانتشروا في الأطراف ومنهم العرب. ولم يبق في العراق سوى ولد أرفخشد ... ومن هؤلاء تكوّن الكلدانيون والآثوريون وسائر النبط ... ومن ثم توزعت الأرضون بين أولاد نوح (ع) وذريته وسائر من ركب الفلك معه فصارت كل بقعة لواحد.
وهذه الفكرة وصلت من العراق وعلى يد علماءه وهم السريان وغيرهم ومنهم انتقلت الى علماء العرب وأساسها كتبهم الدينية ممزوجة بمعلوماتهم وآراء رجالهم.. وقد عارضتها آراء أخرى. والمعوّل عليه تاريخيًا وواقعيًا بالنظر للمجاري التاريخية والهجرات ان العرب أصل الساميين والهجرة كانت من أرض العرب الى العراق وسورية ومصر في بعض الأحيان سواء في أقدم العصور وأقصى التواريخ أو في الأيام الإسلامية ... والعصور المتأخرة ...
وهذا مما ثبت اللغة بأشكالها السامية المعروفة من كلدانية وآثورية وعبرية فأدى إلى أن يعرف كل فريق بلغته ... فالعربية نالت تطوراتها ولم تثبت بشكلها المعروف بان اندثرت منها لغات وتولدت ألفاظ جديدة ... ولم تستقر في اللغة الفصحى إلا بظهور الإسلامية فسجلت هذا الوضع بسبب القرآن الكريم ... وأما العامية المشتقة منها واللغات الأخرى أو اللهجات المعاصرة لها في سائر الأنحاء فقد عرض لها بعض التبدل مما أبعدها عن الفصحى، أو حافظت على وضعها الأصلي وأثرت تأثيرها من جراء الاختلاط مع أهل الفصحى بالرغم من المباينة أو المخالفة في حينها التي أوجدت المتضادات، والمشتركان، أو المترادفات ... فاللغات الشائعة آنئذ قد نالت شيوعًا في الأنحاء فاكتسبت اللغة العامية أو الشائعة أوضاعها المشاهدة في هذه الأيام ... والظواهر أمثال ذلك من أكبر الأدلة على التحولات التاريخية ...
أما القول بان أصل العرب من الحبشة فهذا مما لا يعوّل عليه ولم تؤيده البراهين الصحيحة وإنما منشأه الهجرة الى مصر وتلك الأطراف ثم الاندماج في الأهلين وتغلب اللغة العربية بتبديل ... فحصلوا على شكل مختلط في لغتهم دعا القائلين الى الاقتناع بهذا الرأي فقيل ان الحبشة أصل العربية وان اصل العرب من هؤلاء. فالخطأ جاء من هذه المشابهة أو المقاربة ... مما لا يحقق أصل العنصرية واشتقاقها، فالتمسك باللغة لاثبات العنصرية يؤدي الى أغلاط كبرى مثل هذه ... والتشكلات البدنية وأوصاف العرب الأساسية تنافي هذه الدعوة ...
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
ولذا يقال عن الحادثات التاريخية المشاهدة في أقدم العصور المؤكدة ان سكان العراق كانوا أقوامًا متخالفين، متباعدين عن الأقوام السامية ... فهم السمريون والكوشيون والأكديون فجاء الكلدانيون والأثوريون فأزاحوهم ... وحينئذ شاعت لغتهم وتدونت في أقدم أزمانها وأصلهم من جزيرة العرب ولا نجد في اللغات المجاورة في أطرافهم من تصلح للمقابلة، والمقاربة سوى العربية.. فهم عرب ويعدّ تثبيت لغتهم أول تدوين في اللغة العربية ... فلم يكن هؤلاء أصل سكان العرب ليكون العرب قد تفرعوا عنهم..
ومن المحتمل أن يقال ان أصل العراقيين كانوا من أولاد نوح (ع) وأنهم تدافعوا هناك بسبب الهجرات القديمة وتبلبلت لغاتهم بداعي الاختلاط والتغلب على العنصر السامي وتكاثرهم عليه فجلوهم عن العراق ودفعوهم، ثم أعادوا الكرة.. وهذا لم يعرف لحد الآن في النصوص التاريخية الموجودة.. وإن كان نطق به مشاهير المؤرخين متابعة للنصوص الدينية وتفسيراتها ... وعقليات أقوامها في تفسير الخلقة وانتشار الناس في هذه الأرض ...
ومهما يكن من الآراء فإننا نرى الجزيرة منشأ العرب وان غالب العراقيين منها كما هو مؤيد بالأدلة المارة وبما سيجيء. هذا مع التوقف عن قبول سائر الأفكار ما دامت أدلتها ضعيفة في نظرنا ... ولنعدّد الأقوام العربية القديمة كما جاء في تواريخنا باجمال وسرعة نظرًا للعلاقة التي لا تنفك عن موضوع العشائر.
- ٢ -
العرب البائدة
هؤلاء لم يعرف عنهم الا أسماؤهم وبعض الأخبار، وفيها ما هو ممزوج بخرافات واضافات ونظرًا لبعد العهد عاد القطع في أخبارهم غير ممكن ...
قال مؤرخونا بعد تبلبل الألسن والتوزع في الأطراف كان نصيب أولاد ارم بن سام بن نوح (ع) (اللغة العربية) وهؤلاء هاجروا الى جزيرة العرب على الرأي الأول المستند الى التوراة وشراحها، أو أنهم كانوا في الأصل سكان جزيرة العرب ... ومهما كان فيقال انه من أولاد ارم تألفت (العرب البائدة) وتسمى أيضًا (العرب العاربة) كما عليه أهل الأنساب وغيرهم. فصار كل واحد من هؤلاء جد قبيلة. ويقال لهؤلاء (العرب الأولى) أيضًا وفي الحقيقة لا يدرى ما كان يدعى به هؤلاء القوم. وإنما التسمية بعرب - كما يظهر من النصوص التاريخية - حادثة وقعت بعد أن تكوّن أولاد يعرب، أو كما يقول النسابة: العرب ضد العجم، من أعرب عن نفسه أي أوضح عنها، وأعرب في كلامه أي فصح فيه، ومن هذا الأيم تعرب عن نفسها. الخ وقالوا عن العرب العاربة عاد وثمود في الدهر الأول وهم الذين تحولت ألسنتهم الى العربية حيث تبلبلت الألسن، تبلبل منهم عاد وثمود وطسم وجديس قبائل درجوا. الخ (١) وهذه قبائلهم المعروفة: ١ - عاد. ومنهم العمالقة. سكنوا اليمن وأرسل عليهم هود (ع) .
٢ - ثمود. أقامت بين الشام والحجاز. ونبيهم صالح (ع) .
٣ - طسم. نزلوا عمان والبحرين. وقال نشوان الحميري: كانوا باليمامة وهم ولد طسم بن لاوذ بن سام. كان لهم ملك جبار يقال له عمليق تصرف بقومه تصرفًا غير لائق فقتلته جديس هو وقومه فاستصرخ واحد منهم يقال له رياح حسان بن اسعد تبع فسار اليهم فقتلهم حتى افناهم.. (١) ٤ - صحار. حلوا بين الطائف وجبلي طيء.
٥ - جاسم. توطنت ما بين الحرم الى سفوان.
٦ - وبار. اقاموا فيما وراء الرمل في البلاد التي تعرف بهذا الاسم.
قال نشوان الحميري: وبار اسم أرض كانت لعاد في مشارق اليمن وهي اليوم مفازة لا يسلكها احد لانقطاع الماء، يوجد بها قصور قد كستها الريح بالرمل ويقال انها كانت لأهل الرس وهم امة من ولد قحطان ... (٢) ٧ - جديس. سكنوا اليمامة. وهم ولد جديس بن غاثر (عابر) بن ارم ابن سام وهم اخوة ثمود واليمامة المرأة المعروفة في قوة نظرها منهم. ولاخبارها في هذا الحادث قصة ... (٣) ان الطبري ومثله صاحب الأخبار الطوال (الدينوري) قد عينا مواقع هذه القبائل من الجزيرة.
والملحوظ ان هذه القبائل المنقرضة هي القبائل الكبرى المعروفة ولم يعلم عن الصغرى، والتي لم تكن لها علاقة أو ذكر على الألسن.. وهذه تاريخها غامض جدًا، والتتبعات متضاربة في شأنها ... وسيتبين للقارئ ان بعض القبائل من العرب البائدة لا تزال بقاياها معلومة على ما هو شائع وإن كانت نسيت اسمها الأصلي أو تناسته ...
* * *
- ٣ -
العرب المتعربة
(العرب القحطانية)
حلت هذه محل الأولى. ويقال ان قومًا من الساميين من ولد ارفخشد أخى ارم جاؤوا من العراق فتعلموا العربية وهم قحطان (١) وأولاده ويقال له (يقطان) أيضًا فقحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح (ع) . وقالوا: فالغ أخو قحطان وهو جد إبراهيم (ع) وهؤلاء القحطانيون محوا البقية الباقية من العرب الأولى وأهلكوهم حربًا وورثوا لغتهم تعلموها ممن اتصلوا به وكانت امهم عربية فتكلموا جميعًا بلسان أمهم. والمنقول عن ابن الشرية ان الذين كان قد خرج الى اليمن يعرب بن قحطان وكان اكبر اخوانه سنًا (٢) . وهناك صفت لهم الأرض.
وفي أصل القحطانية أقوال كثيرة، ونظرًا لبعد العهد لا تعرف العرب عنهم إلا الاجمال وهو ان العرب شطر كبير منهم من ولد قحطان وشطر الآخر من عدنان وكفى. وأما نسبة قحطان واتصاله باسماعيل أو عدم اتصاله، وتعداد اجداده وما ماثل ما لا يقوم عليه دليل. ومن أشهر الأقوال ما ذكر أعلاه والبعض انه ابن ارم بن سام، ومنهم من يقول انه منسوب الى اسماعيل، ومنهم من يميل الى انه ابن هود وقد جاء في شعر المتنبي.. الى آخر ما هناك من الأقوال.. والتفصيل في كتاب الانباه على قبائل الرواه. والعرب مهما كان من الاختلاف لا تعرف سوى الجذم القحطاني والجذم العدناني (١) . والقبائل المتكونة أخيرًا من هؤلاء نشأوا من أولاد قحطان وابنه يعرب وسميت جميعها (بالعرب القحطانية) أولاد قحطان: ١ - يعرب.
٢ - جرهم.
٣ - المعتمد.
٤ - المتلمس.
٥ - عاصم.
٦ - منيع.
٧ - القطامي.
٨ - عاصي.
٩ - حمير.
وقد ذكر المؤرخون - غير صاحب الأخبار الطوال - إن حمير هو ابن سبأ بن يشجب بن يعرب المذكور. وهو غيره كما يظهر من عمود النسب ... ثم ان هؤلاء تكاثروا بأرض اليمن وملكوا عليهم سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان ثم ولّوا حمير بن سبأ وهذا جعل ابنه كهلان وزيره. وكان اسماعيل (ع) في هذا العصر. ثم ملك اليمن (٢) ملوك كثيرون من آل قحطان توالوا على الملك وكان يبالغ في سعة ملكهم وعظم سلطانهم. وما أصدق ما قاله الطبري في هذا الموضوع عن اليمن وكذا سائر الأمم من انه غير ممكن الوصول الى علم التاريخ بهم إذ لم يكن لهم ملك متصل في قديم الأيام وحديثه ... وقد كان لليمن ملوك لهم ملك غير انه كان غير متصل وإنما كان يكون منهم الواحد بعد الآخر وبين الأول والآخر فترات طويلة لا يقف على مبلغها العلماء لقلة عنايتهم بها وبمبلغ عمر الأول منهم والآخر إذ لم يكن من الأمر الدائم فإن دام منه شيء فإنما يدوم لمن دام له منهم بأنه عامل لغيره في الموضع الذي هو به لا يملك بنفسه وذلك كدوامه (لآل نصر) (١) ... فلم يزل ذلك دائمًا لهم من عهد اردشير بن بابكان الى ان قتل كسرى أبرويز النعمان فنقل عنهم الى اياس بن قبيصة الطائي. (٢) وعلى كل وفي أيام القحطانية تكاثر العدنانيون من ذرية اسماعيل (ع) .
ومن أشهر حوادث القحطانية قصة بلقيس مع سليمان (ع) وسيل العرم. ومن ملوكهم التبابعة، توالى ملوكهم الى ان تملك الحبشة عليهم فانتزعوها من ملكها ذي نواس. ثم استعادوا الملك بنصرة من الفرس، ثم حكم الفرس على اليمن الى ان ظهر الإسلام. وكان حاكمها أيام العهد الإسلامي باذان (٣) .
والقبائل القحطانية كثيرة ومنها طيء ولخم ومذحج وهمدان والأزد (الأسد) وقضاعة.
ومن هؤلاء وغيرهم انتشرت جماعات في الأطراف استولت على بعض الأقطار العربية كالبحرين والحجاز ومنهم من مال الى العراق واريافها فتكونت منهم إمارات من آل نصر اللخميين وغيرهم ... ويعزى أول تفرق اليهم كان بسبب سيل العرم ... والتفصيل في اليعقوبي (١) .
ولا زال شطر كبير من العرب متكونًا منهم، وأكثر قبائل العراق اليوم منهم، ومنهم قبائل كبرى أيضًا في غير العراق.. لا تكاد تحصى عدًا.. ولا تزال منتشرة في جزيرة العرب وسورية ومصر ...
- ٤ -
العرب المستعربة
(العرب العدنانية)
وهؤلاء من ولد اسماعيل (ع) (١) فإنه كان قد ترك أولادًا كثيرين وكانت أمور مكة بيد ابنه (نابت) فلما توفي غلبت جرهم على البيت والحرم فخرج ابنه الآخر (قيذر) بأهله وماله يتتبع مواقع القطر فيما بين كاظمة وغمر ذي كندة والشعثمين. وما الى تلك الأرضين حتى كثر ولده وانتشروا في جميع أرض تهامة والحجاز ونجد (٢) .
وفي خلال هذه المدة واثر حادثة سيل العرم انفصل عن جماعة الأزد (٣) فريق منهم، عمرو بن ربيعة المعروف ب (لحي) ومن معه فانتشروا بالحجاز وما والاها فصار قوم الى عمان وآخرون الى الشام. وإن عمرو بن لحي أزاح جرهم وولي أمر مكة وكان أمير خزاعة فبقيت الامارة في أيدي قبيلة خزاعة.. ومن هؤلاء تكونت بطون كثيرة. (٤) وعلى كل قد أزاحوا جرهم باتفاق مع ذرية اسماعيل (ع) ولم تمض مدة حتى جاءت النوبة الى أولاد معد بن عدنان من سلالة اسماعيل (ع) فتكاثروا وتكونت منهم قبائل أسد، وكنانة، وربيعة وتميم، وعنزة، وأياد، وأنمار، ومضر، وغيرها..
ومن هؤلاء مضر وربيعة هما الصريحان من ولد اسماعيل بن ابراهيم (ع) وتنازع النساب في أياد وأنمار فمنهم من عدّهم من نزار ومنهم من اعتبرهم من قحطان والباقون إما من ربيعة أو من عدنان قطعًا.... ومن ثم سمّوا (بالعرب العدنانية) كما ان عرب اليمن من قحطان قيل لهم (العرب القحطانية) (١) .
وقف العلماء عند عدنان ولم يقطعوا في سلسلة نسب آباءه وأجداده الى اسماعيل فقد اختلفوا في ذلك اختلافًا كبيرًا جدًا إلا أنهم أجمعوا على أن عدنان من ذرية اسماعيل (ع) وعند التجاوز قالوا: (كذب النسابون) وفي الحقيقة لا يقوم دليل على عدّ الأنساب والمعرفة في هذا اجمالية، وهي المعوّل عليها ...
ولا يهمنا إيراد ما قيل في آباء العدنانيين وسرد الاختلافات في انسابها. والتفصيل في كتاب الانباه على قبائل الرواه وغيره والأكثر ممن يرغب في الإيضاح يركن الى قصيدة أبي العباس عبد الله بن محمد الناشي في الكتاب المذكور (٢) .
والتساهل ظاهر في التسمية للقبائل المتفرعة، أو الناجمة من أصل اسماعيل (ع) من العدنانية، أو المعدية، أو النزارية، أو المضرية، وكلها تعني القبائل المستعربة أو الاسماعيلية.
- ٥ -
اختلاط العدنانية
والقحطانية
ثم ان هذه القبائل تكاثرت وحصلت على اسمائها المعروفة أخيرًا من عدنانية وقحطانية وتركت التسمية الأولى ولازمها اسمها الجديد الى اليوم. فمن هؤلاء خزاعة تسلطت على العدنانية ثم تقوّت هذه عليها وبعدها كانت العلاقات متوالية والقبائل في توافق وتدافع حتى تغلبت العدنانية ومال قسم من هذه نظرًا لضيق ارضها بها كعنزة وربيعة الى البحرين. وهناك تحالفوا مع القحطانيين على التنوخ وتعاقدوا على التناصر حتى صاروا يدًا واحدة فاختلط العدناني منهم بالقحطاني وضمهم اسم (تنوخ) وان كانت كل قبيلة احتفظت باسمها الأصلي ... ومن ثم شعروا بالقوة فطمعوا أن يغلبوا الأعاجم على ريف العراق مما يلي بلاد العرب فساروا الى العراق ونزلت تنوخ من الأنبار الى الحيرة في الأخبية لا يسكنون بيوت المدر فاستمروا على بدواتهم ...
وهذا الاتفاق من أمد بعيد جدًا ويقال انه ايام بختنصر كما سيأتي التفصيل. وبالنظر للقبائل الموجودة كان الأول من نوعه على ما هو معروف وإلا فقد سبقته هجرات كثيرة من العرب معروفة تاريخيًا ...
وقد اطنب المؤرخون في التحقيق والتدوين عن العرب في العراق.
- ٦ -
انتشار العربان
في الاطراف
ومن هذا يرى ان هذه القبائل كان بدء انتشارها ومجيئها الى العراق أيام بختنصر وان أولاد اسماعيل (ع) كان أصلهم من العراق أيضًا ثم عادوا بالاتفاق مع القحطانية وتملكوا قسمًا منه ... والتاريخ يبرهن ان صلة العرب بالعراق غير مقطوعة من عهد ابعد مما ذكره مؤرخو العرب وان الكلدان جاؤوا من جزيرة العرب، وهم في الحقيقة أول عرب قطنوا هذه الديار ثم ملكوها ... وعلى كل حال استمر اتصالهم ولم ينقطعوا بالرغم من تحكم ملوكه واستبدادهم حتى جاء الاسلام فقضي على حكومة فارس في العراق وكوّن حكومة عربية واسعة النطاق ... ولا يزال تأثيرها باقيًا، وأثرها ثابتًا الى اليوم ...
فالعراق لم يقف عند سكانه الأصليين ولم يبق عليهم بل لم يقطع الباحثون في أصل سكانه، والأطماع موجهة اليه من كل صوب، ومن شعر بقوة مال اليه وحله أو ان من ضاقت به أرضه رمى بنفسه اليه ... والصحيح لم يعرف بالتحقيق عن أصل سكانه ممن سبق الكلدان والأثوريين ولا عرف بصورة واضحة عن كيفية تكوّنهم ومجيئهم.. والمظنون ان العرب دفعوا سكانه السابقين لهم ممن كانوا قد زاحموهم أو تغلبوا عليهم واقاموا فيه من أبعد عصوره فكوّنوا النبط (الكلدان والاثوريين) وهذه أول هجرة للعرب علمها التاريخ من جزيرة العرب فدوّنت اللغة وكان من هذا التدوين شكلها الأول ... ثم دوّنت ثانية على يد العبرانيين في توراتهم وهكذا ما سجلته الآثار الحجرية. وبعدها جاءت اللغة الفصحى على يد العرب المسلمين ... فثبتها القرآن الكريم اما ما قبل الكلدان فليس بمعلوم ... وان تيار هذه الهجرات مؤيد بالمشاهدات الحاضرة، وبالتاريخ وبمقطوعية العنصر، والسحنات ... واللغة..
هذا ما رأيناه من بين تلك الآراء الشائعة قديمًا وحديثًا وهو الذي ايدته اللغة أيضًا ولا يسع المحل التفصيل باكثر من هذا.
- ٨ -
ترتيب الانساب
مر بعض البيان عن تيار الهجرة واختلاط العرب. ونظرًا لآراء علماء الأنساب وللتوراة وما تقصه عن ولد نوح (ع) وهم البقية الباقية من البشر ان العرب جدهم معروف أي انهم وصلوا قبائلهم بولد من اولاد نوح (ع) ومن ثم قالوا يتكوّن العرب الأولى وهي العاربة، ثم المتعربة، والعدنانية المستعربة على النحو الذي تقدم القول عنه. فالحقوا القبائل الكبرى من العدنانية باسماعيل، والقحطانية بيعرب أو أحد اخوته ... ثم تدافعوا ولم يبق من اولئك سوى القحطانية والعدنانية وانقرض الآخرون، أو تشتتوا بين القبائل الموجودة واندغموا بها أو مالوا إليها وإندمجوا إليها ...
ثم استمروا في ترتيب انسابهم فجعلوا القبائل التالية للقبائل الكبرى المذكورة انها في الأصل أبناء لأولئك ... وهكذا سلسلوا الأنساب وأقوى سند يعوّلون عليه في هذه السلسلة الحافظة من جهة واشتقاق الأفخاذ الحاضرة من جهة أخرى ... أما الحافظة فهذه ليس في طاقتها أن تبقى مستمرة في حفظها وسيرها حتى تصل الى اليوم.. أو الى أن شرع التاريخ بتدوين مشاهداته..
ولهذا السبب وقع الاختلاف بين نسابي القبائل في أصلها وفي سلسلة أجدادها، وفي الجد الذي تناسلوا منه وفي بيان عمود النسب.. ولكن من المقطوع به ان بعض القبائل عدنانية والأخرى قحطانية وكفى، وإيصال الأشخاص أو أسماء القبائل بالأشخاص التاريخية الأولى من ولد نوح (ع) مما لا يعوّل عليه ... وان كان الانتساب الى القبيلة مقطوع به في اكثر الاحيان.
وهنا قبائل لا يعرف انتسابها الى احد هذين الشطرين يقال لها (القبائل المتحيرة) وسيأتي الكلام عليها.
ولما كانت الاقوام والقبائل اختلطت واشتبكت في وقائع كثيرة فاللغة وتخالف اللهجة عادا لا يصلحان تمامًا وقطعًا وليس فيهما كفاية للتفريق، واما النسب، والنخوة: فهما مما يؤيد وجود القربى، او الاتصال ... ولم يكن ذلك معوّلًا عليه في سنده من كل وجه. وما قاله صاحب اشتقاق الانساب من ان الحميرية لا تقف على اشتقاق (١) لبعد العهد بمن كان يعرفها ... دليل آخر على ان الانساب عادت لا تعرف ايضًا إلا اجمالا لعين السبب، ولم يصح اتصال الاشخاص وحفظ اسمائهم بالتوالي ... (٢) إلا لمقدار معلوم ومعين.
- ٨ -
تمحيص وخلاصة
والحاصل ان انتهاج العرب الى الجزيرة من ارض العراق ايام الكلدان او قبلهم او في اوائلهم غير مقطوع به، وان وجودهم في الجزيرة قديم العهد، وان التاريخ قد دوّن هجرات العرب الى العراق
وكذا المشاهد ان العرب استمرت هجرتهم الى العراق وسائر الارياف حينما كانت تتكاثر نفوسهم وكانت الجزيرة لا تفي بسكانها، او لاحوال اضطرارية فتعود مادتها لا تفي لسد الحاجة والعوز من قحط وغيره، او لتدافع آخر عدائي او اتفاقي مما لا تحصى اسبابه.. فنرى الوقائع التاريخية ونصوصها متضافرة في طريق الهجرة ... لا للعراق وحده وان الانساب لا يعتمد دائمًا على ماعينته من تسلسل الأجداد وعمودها ... وإنما يجب أن يكتفي بالاجمال لارتباط القبائل واتصالها دون أن يعوّل على تعداد الأجداد وذكرها اعتمادًا على الحافظة.. وسيرد من الأمثلة الكثيرة ما يؤيد قولنا من هذه الناحية ...
ويلاحظ هنا ان العرب في انسابهم هذه، وترتيبها واستقرارها، واشتقاق قبائلها، والطريقة التي راعوها فيها صار معوّل جميع الأمم وعليه مشى أكثر المؤرخين للأقوام والشعوب الأخرى إجمالا أو تفصيلا فجعلوا اسم الأمة جدًا أعلى فوصلوه بأولاد نوح (ع) ثم الأقوام التالية اعتبرت أولاد ذلك الجد، وان الفروع الأخرى أولاد أولاده ... وهكذا حتى رتبوا أنسابهم بهذا الوجه.. فالعقلية العربية مشت على هذا النحو في أنسابها لما رأته من اشتقاق فروعها ... ولما تناقلته من أنسابها بواسطة النسابة المعروفين لديها.. وان هذه يداخلها بعض الارتياب في الصعود والنزول من ناحية التفريعات للأسباب المذكورة، ولاختلاف أعمدة النساب بين هؤلاء.. وكذا القول في من تابعها على هذا النحو.. فهو يصدق من جهة الإجمال ويرتاب فيه من التوغل في التفصيلات والأحوال الأخرى ... لقصر في الحافظة وبعد مدى في النقل.
ولا نرى صحة للقول بأن العرب اشتقوا من الكلدان والاثوريين.. وإنما المعروف أن هؤلاء نزحوا من جزيرة العرب فكانوا أول من حكم العراق منهم أو عرف انه حكم العراق، ثم تلاهم غيرهم وهكذا توالت الهجرات وآخرهم من نراهم اليوم وهم أكثر عرب العراق الحاضرين ... فهم في اتصال به وارتباط دائم ومستمر ... ولا يفسر القول بأنهم أصل العرب إلا أن يكون العرب ساروا بحذافيرهم من الجزيرة ولم يبق إلا القليل النادر فكان هؤلاء القليلون يحفظون أنسابهم بأنهم من أولئك. وهذا لم يقم عليه سند. في حين إن قدم الموجودين في الجزيرة مقطوع به ...
- ٩ -
القبائل وفروعها
١ - القبائل
قبل الكلام على القبائل العراقية ومكانتها في العراق لزم ان نتكلم عن البيت أو الأسرة وكيفية تكوّنهما في البداوة إذ هما اساس الفخذ والعشيرة فالقبيلة فالامارة بالنظر للتشكيلات الحاضرة وانها نتيجة الماضي.
ولما كان للتشكيلات الاجتماعية خواص يمتاز بها بعض الأمم عن البعض الآخر وإن اتفق الكل على الاجتماع، وشعر بالضرورة لوجود أو تعيين نهجه.. فللوصول الى هذا الغرض سلكت الأمم والجماعات سبلًا مختلفة ومتباينة أو متفاوتة كل جماعة فكرت أنها هي صاحبة الطريقة المثلى، والصالحة المرضية.. وبالرغم من اختلاف الأمم والأقوام وتعارض المصالح بين بعضها وبعض نراها متحدة من حيث الغاية والغرض. ولكن البيئة ولدت ما يجب سلوكه ...
واليوم لما تعرفت بعض الجماعات أو الأقوام ببعضها صارت تسعى الى مراعاة الأوصاف القويمة، والاجتماعيات المقبولة لدى الأخرى لتكون مشتركة بين الكل ومتفقة عليها شأنها في إدارة الحكومة، والحقوق الدولية بين الحكومات، واقتباس خير القوانين، أو الاستقاء من معينها، والاستفادة من تجارب الأمم ومجرياتها.. مع نبذ الأمور البالية والرديئة..
ذلك عدا ما يعترض هذه من موانع قومية، وعنعنات، واعتيادات فالفكرة سائرة الى اتباع الأحسن وتمثيله، ومراعاته بقدر الحاجة وما تسمح به الظروف المسهلة للأخذ. فلا تخرج الأوضاع الاجتماعية عن هذا النهج وما يتعلق به من صلات أو يرتبط من علائق ...
إن درس أوضاع الأمم هذه وما هي عليه ضروري إلا أن المطلوب هنا تدوين بعض ما اتصفت به الأمة العربية من خصائص واضحة، وأوصاف جلية.. من طريق العشائر والقبائل فإن أكثر ما تظهر هذه الخصائص في العشائر وأساساتها الاجتماعية، والتعرف بأصل بنيتها القومية مما يتعلق بقطرنا خاصة فإنه أقوى في المعرفة وأقرب للتناول في البحث والتنقيب وتدوين ما يظهر ...
ومن ثم يتحقق لنا ما يعرض للجماعة من إضافات وزوائد بمقتضى الحاجة المدنية مما دعا الى هذا التحول وإن كان تدريجيًا. فالأصل للبحث عن أمة هو درس البداوة العريقة فيها والمتأصلة أكثر فذلك بمنزلة معرفة الماضي ... إذ ما نشاهده في العرب من الطبائع والأوصاف إنما هو من بقايا تلك بل من أصولها وأسسها العامة المشتركة الموجودة في باديتهم فلم تنتزع منهم بسهولة، أو تفقد بسرعة فلا تتغير أو تتحول وإنما نالت استقرارًا حتى أن الحضارة لم تتمكن من تغييرها أو اجتثاثها فتيسر الجمع بينهما والألفة وبنيت حضارتهم على أسسها والتبديل لا معنى له إذا كان تسيير الجماعة به ممكنا ... هذا خصوصًا بعد أن محا الدين الإسلامي المرذول من عوائدهم..
وهذه متلازمة في كافة الحالات الاجتماعية. فإذا عرفنا إن الوضع لا نجد مندوحة من النظر إليه من كل ناحية وشعبة ومن ثم تتيسر المقارنة. فالمهم تثبيت الحالة العشائرية وذلك لأن العربي يؤلف البيت أو الأسرة أو العائلة، ومن هذا يتكوّن الفخذ فالعشيرة، فالقبيلة والإمارة. والكل سائر على نحو متماثل أو متقارب.. وعلى هذا الترتيب كانت طبقات العرب الشعب، والقبيلة، والعمارة، والبطن والفخذ ... (١) ويلاحظ هنا ان كل واحد من هذه ينال وضعًا أكبر وتقل العلائق ويقتصر على بعضها وهي الأصول المعوّل عليها.. وتتنازل في التفريغ الى أفخاذ تالية. وحينئذ تكتسب الأسرة الأولى اسمًا أعظم بالنظر لعظم الفخذ الأول المتفرع منه فيدعى عشيرة، وهكذا يتقدم في السعة والضخامة كلما زادت النفوس وتكاثر التوالد ... حتى ينال اسم قبيلة أو يحصل على لقب الإمارة.. وتقادم العهد كفيل بذلك وضامن له ...
وكلما حصلت حالات اجتماعية مثل هذه نرى التبدلات ثابتة قد مشت على وتيرة واحدة ولازمت وضعًا مستقرًا. فتكاد تكون السيرة الاجتماعية متطابقة ومتوافقة من كل وجه ثلاث نقاط بل ان السياح الغريب أو المرء الأجنبي إذا شاهد واحدة لا يكاد يفرق بسهولة خصائصها عن رفيقتها فكأنها جرت على نهج تربيوي. أو اتفاق اجتماعي.. والتفاوت في العادات قليل أو لا يعتبر كبيرًا إلا من حيث المقدار أو الكثرة والقلة أو التقرب من محيط يستدعي وجود عوائد، وأمحاء أخرى قديمة ...
ولما كان البيت اس هذه الجماعات ومبدأ تكوّنها وان التشعبات للأفخاذ والقبائل ناشئة من هذا الأصل الأول اقتضى بسط القول فيه بسعة ...
٢ - البيت (الأسرة)
البيت أصل القبيلة. والى الآن يطلق (البيت) في كثير من مواطن العراق على الفخذ ونجد هذا المصطلح في أنحاء العمارة والكوت والمنتفق وغيرها، فيقال بيت جنديل، وبيت عبد العال ... الخ. والبيت لغة ما يحتوي على هذه الأسرة ويجمعها ويكون من الشعر أو من غيره من سائر الخيام كالصرايف والأكواخ كما يطلق على البيوت من الآجر وغيرها من مواد البناء ويراد به في الأكثر الغرفة.. وأصله من البيت المعروف في البادية ...
ويتألف البيت من ركنين مهمين الزوج والزوجة وما يتولد منهما أو ما يتبعهما بعلاقة الارتباط العائلي للتكاتف على المعيشة وهذا أمر طبيعي. ولا يسع هذا البيت أكثر من هؤلاء فإن تزوج أحد الأولاد كوّن بيتًا جديدًا.
وهذا البيت الجديد لا يستقل من كل وجه وإنما يحافظ البيت الأول على سلطته ومعونته لما تولد منه، واحترام الناجم لمن درج منه وعوّل عليه في نموّه واستقلاله.. وهذه وإن كانت تفقد بعض الاستقلال في الانقياد والطاعة والتفادي.. كانت لأمر مهم هو الرغبة في ازدياد هذا الولاء وتقويته والتضامن لحفظ الكيان، ومراعاة الحياة في صيانة بقاء النوع والنفس.
ذلك لأن هذا (البيت الجديد) تهدده الأخطار من كل صوب، وتنتابه الآلام من نواح مختلفة، يريد أن يعيش، ويحس بضرورة إلى التكاتف مع الأصل إذ لا يسعه أن يميل إلى من هو أبعد منه وإنما يعتضد بمن هو أقرب إليه وأحق برعايته وموافقته على السراء والضراء في كافة مطالبه.
ومن ثم حصل التفاني في سبيل المنفعة والتكاتف بين هذين البيتين بحيث صار ما يصيب الواحد يتألم منه الآخر ويتضامنون جميعًا لدفع الغوائل ويتهالكون في النضال..
ولم تقف الأمور عند هذا الحد فكلما زاد أفراد البيت وتكاثروا كوّنوا بيوتًا جديدة منهم على عين الشروط، والبيوت المتفرغة منها ما يحافظ على اسم البيت الأول والباقون يستقلون باسمائهم ... إلا أن ما يهم الأول والثاني أعظم مما يهم الثالث والرابع بالتوالي في الاشتقاق والقرب والبعد ...
ومن هنا راعوا درجة هذا التكاتف وقوته بالنظر لقوة القرابة ودرجتها وهذا صار أساسًا مهمًا في الارث الاسلامي. والتضامن في الغالب يكون لحد خمسة. بطون أو أظهر - كما نراه اليوم - فإن تجاوز الخمسة فلا يهم الواحد أمر الآخر وإنما المهم حينئذ ما يخص الكل ويتعلق بالجميع ... فيقل التكاتف على الأمور الشخصية، والمالية الفردية. إلا أن يكون هناك خطر عام يهدد كيان الجميع، أو قريبًا من ذلك كأن يكون من نوع (من حلقت لحية جار له فليسكب الماء على لحيته)، ومن البيت الأول نشأت الرياسة على عدة بيوت إلى أن شملت الفخذ، أو العشيرة أو القبيلة.. وهكذا الامارة ...
وعلى هذا الأساس صاروا يقولون (الحلال بخمسة) و(الدم بخمسة) ويترتب عليها الوسكة (الوسقة) و(الأخذ بالثار) وما ماثل مما سيأتي البحث عنه. فلا يسألون ماليًا أو بدنيًا أكثر من خامس بطن، أو ظهر لا في المال ولا في الرجال ... إلا في الأمور العظمى، والأخطار الكبرى مما يهدد كيان القبيلة في الخارج ... ويحرج موقعها، أو يزلزل مكانتها ...
وقد يبلغ بهم التضامن في نوائب الدهر لحد أن قال قائلهم: لا يسألون أخاهم أن هؤلاء منتهى ما يتألف من (البيت) وفروعه القربى المسمى أخيرًا (بالفخذ)، أو (الفندة)، أو (الفرع)، أو (البديدة) ... كما أن الحقوق متكافئة بين هؤلاء ويعدون - وإن تفرقت بيوتهم - أسرة واحدة.
ومن ثم كوّنوا جماعات (أفخاذًا) منها تألفت (العشيرة) ..
٣ - كيف تكوّنت الأسرة
يحسب بعض الأجانب ممن لا خبرة له ولا اطلاع أن تكوّن الأسرة العربية كان بصورة همجية ووحشية اقتضاها المحيط فلا تعد من الأسر المنتظمة، ولا الشرعية.. الخ.
وهذا الزعم باطل تكذبه الحالة التي عليها الأسرة العربية مهما بلغت من العراقة في البداوة، فهنا يفرق بين البداوة والوحشة في أن الأولى تابعة لنظام والأخرى لا تعرفه.
إن العائلة كان تكوّنها نتيجة تمثلات وتطورات واتباعًا لشرائع ونظم قويمة سواء كانت مكتوبة في الأصل أو متلقاة من أهل الشرائع أو الحالة اقتضت ذلك.. وهذه الحال لا يدرك أولها لقدمها وهي مألوفة الى أن ظهرت الإسلامية، وان الشريعة الغراء لم تغير فيها تغييرًا كبيرًا لأن أساسها من مقتضيات البيئة، وإنما أجرت إصلاحًا شذّب فيها وأكمل نقصها ودعا الى ما هي عليه اليوم.. أي أنها لا تفترق في تركيب عائلتها، وتأليفها سواء في اسلاميتها، أو في جاهليتها إلا قليلا ... وانكحة العرب (١) التي يذكرها أهل الآداب هي أشكال لا أساس أصليًا، أو كانوا يفعلونها لأحوال خاصة، أو أن المرأة لم تكن مصونة، ولا قاهر عليها تخشى منه ... !! واليوم تتمشى على قانون (الدين الاسلامي) ولكن التطبيق فيه متفاوت تفاوتًا ليس بالكبير واصلاحه مهم بالرغم من قلته، أحدث انقلابًا في الاسرة وفي غيرها محكم، قوي وبسيط ناشيء من روح القوم، سهل الاخذ مما لا نراه في شرائع الأمم السابقة بل وشرائع اليوم ... وقرر حقوق العائلة وافرد أحكامًا لكل من الزوجين.
واساسًا ان صلاح كل من الزوجين مطلوب ومرغوب فيه وأساسه (وعاشروهنّ بالمعروف) و(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) و(فامساك بمعروف او تسريح باحسان) ... الخ.
والتاريخ يقص علينا الشيء الكثير من نظام الأسرة ومكانتها عند العرب فلا نجدها تابعة للاهواء، متبدلة كل يوم، فتطبق وفق الرغبات، او الاحوال الآنية ... بل ثابتة مستقرة لا تقبل التبديل والتعديل بوجه بخلاف ما نراه اليوم في كثير من الأمم وانظمتها فاننا نجدها تابعة
للأهواء، والآراء الآنية، لا تستقر على حالة ... فالاسلامية اصلحت في نظام العائلة وساوت في الحقوق بين الزوج والزوجة ومنعت الظلم عنها وأقرت الزواج المشروع ومنعت ما هو مستكره وهو اتخاذ (الاخدان)، او (البغايا)، ووافقت على العنعنات المرعية الفاضلة والاعتيادات التي لا تؤدي الى الاجحاف، او القسوة ... مما لا يخل بالاساس ... ومنعت الوأد، والعضل، وقررت نظام الارث ... وبهذا صانت حقوق المرأة سواء كانت امًا، او زوجة، او بنتًا، او ما ماثل ...
فالبيت يتكون من الركنيين المذكورين. وهذا أس العائلة ودعامتها المكينة ولا يستطيع احد ان يتزوج بدون عقد، أي ان يغشى امرأة دون ان ينال عقوبته، او ان يكون منفورًا ... والعقر عند العرب دية التجاوز على عفاف المرأة ... فلو كانت غير مرتبطة بعقد لما احتيج الى ذلك، ولا روعيت الولاية عليها ... ومما ابقته اللغة والقرآن الكريم لفظ (الخدن) وهو الصاحب بلا زواج ولا عقد فانه مرذول كما هو المنقول، ومنفور منه ... وان المرأة التي تسلك هذه الطريق تعد خدنًا، او فاحشة، او زانية، او بغيًا، وان لم تكن مبتذلة للكل ... واذا كان لها اقارب او عشيرة قتلتها وغسلت العار ... لحد ان العربي كان يوجس خيفة من لصوق العار فيقتل ابنته حية بطريق (الوأد) قبل ان يأتي أوان زواجها خشية ان ترتكب ما يجلب العار وهذا التوهم وتوقع العار ساقه الى ارتكاب جناية قتلها ... قبل ان يقع الذنب. وقد منع الاسلام منه ووقف القوم عند حدود الشرع (واذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت) .
وكانوا ولا يزالون يبذلون جهودًا لانتقاء الزوجة واستيلاد من يكونون مثل آبائهم واسرتها وأمثلة هذا جمة سنأتي بالكثير منها في حينها عن كل قبيلة ... مما هو محفوظ عنها ومرتكز في نفوس القوم ...
والعرب يكرهون بل يمقتون ان ياكلوا فضلات غيرهم او يلغوا في اناء ولغ فيه كلب ما ... او يشربوا سؤره، والحاصل ان نفوسهم تعاف مأكول الغير، ومشروبه ويمقتون القبيلة التي تبيّت أكلها، فمن الاولى ان لا يتصل بامرأة هي متاع كل واحد او فضالة كل شارب، وهذا عام في كل القبائل ... يأنفون من ذلك كل الأنفة:
اذا وقع الذباب على اناء ... رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الاسود ورود ماء ... اذا كان الكلاب ولغن فيه
وقد وصف القرآن الكريم هذا النوع من الاتصال باشنع وصف واصدقه (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا) . واما الزواج المشروع فقد نوّه بذكره وحبّذه بقوله: (ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجًا لتسكنوا اليها وجعل في قلوبكم مودة ورحمة) الآية والغاية في ذاك ارضاء الشهوة وهي معروفة. وليس الغرض اتصال الود والرأفة ...
والمهر ايضًا معروف لديهم ومتبع عندهم ويتغالون به ونكاح الشغار مما ابطاله الاسلام بل اوجب فريق من الفقهاء الزام مهر المثل فيه ... وكذا هو منفور منهم وقول العوام (غصه بغصه ولا كصه بكصه) (١) المثل العامي مما يؤيد معتادهم. وليس هذا معناه شراء المرأة، او مساواتها بمبلغ معروف معين واستكراه هذه الحالة من بعض المتمدنين، او الذين يحاولون هدم كل قديم ... فالامر لا يفهم منه ذلك وإنما هو ضمان للزوجة ان تعيش بضرورة بل لدفع كفافها، وحراسة وضعها لمدة حتى تتبصر من امرها وتعين وجهتها ... وحكاية ام شهلبه وبنت الفوري تعين ذلك (٢) . وكذا يقال عن المراسيم للأعراس والزفاف ومراعاة الكفاءة والنهوة لمن لم تعرف كفاءته وذلك من أي قريب حفظًا للسمعة والنسب. ولكن الاسلامية تحوطت في هذا الامر وجعلت له سياجًا معقولًا من التصرف. كما ان الغرض مصروف الى الاهتمام والمغالاة لئلا تكون المرأة بضاعة رخيصة او مبتذلة.
ومن ثم نرى العرب قد حافظوا على انسابهم وأعراضهم وصيانة اخلاقهم. وهذا نظام متأصل فيهم من زمن قديم لا يدرك اوله، ومزاعم أهل الطوتمية مردودة، وغير معروفة (٣) . ونكتفي بهذا لمناسبة البيت وبيان اركانه ...
ولا يسع المرء ان ينكر ما يشاهده في العرب عن خيولهم التي هي وسائل نجاتهم من الاخطار وأنهم قد حفظوا على انسابهم (ارسانها) وبالغوا في ذلك وحكوا الحكايات عن الكراب على الفرس أو حمل الاثقال عليها ... مما يدل على ان القوم كما يهتمون بانفسهم يرعون بعين الاهتمام ما هو أعز لديهم من خيول لانها وسائل نجاتهم وكسبهم في حروبهم ...
٤ - الفخذ: ويقال له (البديدة) وجمعها بدايد والفندة وجمعها (فند) وكذا يقال له (بيت) كما تقدم. والفخذ في الاصل عدة بيوت من جد قريب لا يكاد يتجاوز الجد الخامس في الاغلب. وهذا تابع لكثرة النفوس، ولظهور من ينال مكانة ويحصل على مقدرة شخصية ومواهب مؤهلة حتى يكون رأس بيت او فخذ جديد.
ونرى التلازم والتكاتف بين افراد هذه البيوت والتضامن بينهم قويًا جدًا فالمسؤولية الشخصية للواحد على الآخر متجلية في هذا ... كما ان التكافوء في الحقوق ظاهر ... ومن ثم تتضاءل الرابطة حينما تعلو وتقل وحينئذ يكون التكاتف في المصلحة العامة والاحوال التي تخص القبيلة او العشيرة ...
ومن هنا ساء ظن من زعم ان هؤلاء وحوش لا جامعة تجمعهم ولا رابطة تربطهم، وانهم بيوت مبعثرة في الصحراء. واننا لنعجب ممن يكتب ولا يعرف حقيقة ما يكتب وإنما يقرأ بعض المباحث من المغرضين ويتخيلها حقيقة فيبني عليها اوهامًا من عنده ومطالعات فاسدة من رأيه فيحسب انه قطع جهيزة كل كاتب وخطيب ... والحال ان الفخذ في تضامن وتكاتف وفق ترتيب معهود لديهم وشكل منظم معروف ... وركنه الركين الاحتفاظ بحياة الجماعة، والتكاتف للشر غير مقصود ... فهو ضمان الجماعة، ودعامة بقائها، وأس صلاحها..
وعلى هذا الفخذ تترتب الاحكام التالية: ١ - الدية. هو المسؤول عنها لحد خمسة بطون أو أظهر أو ان الكل مسؤولون كما هو معتاد كثيرين من القبائل المحدودة في موطن وترى الضرورة تدعوها الى هذا التضامن فشاعت في الكل وصارت نظامًا لهم ... وحينئذ لا تقتصر المسؤولية عند الأقرب فالكل مطالبون ... ومن مؤيدات هذه الفكرة ان قاتل قريبه مسؤول شخصيًا تشديدًا للعقوبة عليه مع الجلاء وما ماثل ...
٢ - الحلال بخمسة أيضًا أو المسؤولية المالية.
٣ - الوسكة (الوسقة) تجري على هؤلاء المسؤولين وتشدد على السارقين من الأقارب أوالجيران لعين السبب المذكور في الفقرة الأولى.
وأمثال ذلك من المطالب عن الجناية الشخصية أو المالية ...
ويلاحظ هنا ان بعض الأفراد قد يجلى أو يرحل الى قبيلة أخرى لأسباب كثيرة فيحافظ على مكانته ويؤسس له اسمًا فينسى جذمه الذي درج منه. وحينئذ لا يمكن أن نعده فرعًا من فروع القبيلة أو بيتًا من بيوتها وانما نعلم اجمالا انه من تلك القبيلة. وهذا وقع كثيرًا في مواطن متعددة ... واذا كان نسي أصله فيعد من هذه القبيلة الأخيرة ...
ملحوظة: قد شاعت التسمية بالبيت، وكذا بالعشيرة أو القبيلة باسم مؤسسها أو من اشتهر أمره منها. وقل من تسمى باسم غيره إلا أن يكون بنبز كسنجاره وآل الجرباء ... ولم تعرف التسمية الى المواطن إلا قليلا وهذا قد يكون للفصل بين المواطن والأماكن فيما اذا تفرقت القبيلة كأن يقال شمر الجبل وشمر الجزيرة ... الخ بصورة عامة وإلا فأكثر القبائل تنسب الى جدها وتعرف باسمها ...
والأقوام الأخرى كالاثوريين والكرد، والترك، إنما تعرف قبائلهم باسمها الأصلي المعروفة به وبقريتها أو أرضها التي تحل فيها، وهذا هو الغالب فيهم ... ولا يؤمل الاطلاع الى ما هو شبيه او مماثل لما عند القبائل العربية من تفريع وافخاذ ... وإذا عرف هذا في الرؤساء فهو وقتي ولمدة. والترك اقرب الى الأوضاع القبائلية في بداوتهم ...
٥ - العشيرة
وتتألف من عدة أفخاذ أو بيوت وتعيش مجتمعة بالوجه المتعارف ... أو قد يتفرع الفخذ الواحد الى عدة أفخاذ فرعية بناء على تقادم العهد في بناء البيت فيتكاثر أفراده ويتشعبون بتزايد نفوسهم وحينئذ يتسمى ما كان قد تسمى بالفخذ أو البيت (بالعشيرة) . وهذه قد يتساهل في تسميتها فيقال لها (قبيلة) ولكن المعروف أكثر هو ما قدمنا وقد يقال (الفريق) إذا كان جزءًا من القبيلة وغير منفك عنها ... وهؤلاء الأفراد متكافؤون في الحقوق ومتساوون وتجمعهم صلة القرابة أو ما يدعى (بالعمة أو العمومة) وهنا يقال للفريق (جمعًا) حينما يبلغ الف بيت باصطلاح عنزة وشمر في غالب الأحيان. وإلا فعندما عشائرنا يقال لجملة بيوت تسكن في موطن فريقًا. و(نار الفريق) منه.
والفريق أو الجمع في الغالب لا يراعى فيه القربية أو الاشتقاق من جد واحد وإنما تراعى فيه القربى البعيدة وقد يكونون مختلفي الأفخاذ والبدايد ... وأساسه أن يتفوقوا على أمر من غزو أو ما ماثل ... وباصطلاح عشائرنا لا يختلف معنى الفريق عن (الجمع) والجموع.. وغالب الجموع أن تؤلف للحرب خاصة أو للغزو ولذا يقول المثل: (قال يا محورب حورب! قال: تلاقت الجموع) بخلاف الفريق فانه يتكوّن من أفخاذ مختلفة بسبب المراعي والتجوّل الموقت ايام الربيع فيعود بعد ذلك كل الى قومه وجماعته (عشيرته أو فخذه) .
أما المسؤولية المالية والشخصية في هذه فانها غير مرعية لدى القبائل البدوية أي إذا طالب المنهوب منه أو المسروق منه فلا يسعه ذلك. وأما أموال القبيلة فهي محترمة ... ولكنها لدى قبائلنا المتاخمة للمدن أو المجاورة لها فالمسؤولية فيها من قبل المجاورين عامة وان المعتدى عليه يتوسق (يتوسك) من ظفر به. ويمثلون لهذه بان العشيرة (غابة) فلا يمكن الوصول الى كل مواضعها ولذا يؤخذ من الأطراف أو الجوانب التي يتيسر الأخذ منها. وهذا يعد طريقًا لاستيفاء الحق وواسطة للحصول عليه فليس عندهم الجناية شخصية أو فردية على حد ما ورد في القرآن الكريم (ولا تزر وازرة وزر أخرى) .
وقد نهى الإسلام عن ذلك وأمر أن لا يسأل عن ذنب المرء غيره ويرد بقوله: «أفحكم الجاهلية يبغون» لمن لا يرضى إلا أن يكون الحصول على الحق من الأمور الكيفية، ويجعلها تابعة للقوة والتمكن من أخذ الحق ... ولكن القبائل ترى هذا لا من ناحية مخالفة النص الصريح، وإنما هو تدبير لحراسة الحقوق المتقابلة ...
وإن مثل هذا إنما يراعى في المواطن التي لا حكومة فيها ذات سلطة فيستعين المرء بقوة قبيلته فيستوفي حقه ممن عثر عليه، أو ظفر به من أقارب عدوّه. فكأن القوم في حرب. وفي هذا ضمان لم يجد أهل البادية بدًا من الركون إليه ولا رأوا ضمانًا له غير هذا ... أو بالتعبير الأصح لم يتمكنوا من اكتشاف طريقة أسلم من هذه فهي الطريقة المثلى عندهم بالنظر للتجارب التي مرت عليهم، وقد رأوا كثيرًا ما لهذه الطريقة من النفع والحصول على الحق أو صيانته بتأمين المطلوب.
وحينئذ تحسب هذه الأمور إذا أريد الصلح أو المسالمة. وقد تدعو هذه لحروب دموية. وإذا خلت من التجاوز وهو واقع قطعًا كانت ضمانًا وحراسة للحقوق.
رأينا بعض الرؤساء من يحرم الوسقة (الوسكة) من الأقارب ويراعي أحكام القرآن الكريم ولا يسأل سوى الجارم كما في آية (ولا تزر وازرة وزر أخرى) وعلى هذا يقولون (كل شاة معلقة من كراعها) .
أما العشائر البدوية فلا تسأل أكثر من الخامس في درجة القربى من البطون ولا تطالبه لا بالمسؤلية الشخصية ولا بالجناية المالية ... أيًا كان ومن أي قبيل سواء كان قريبًا أو بعيدًا على أن لا يكون من عشيرة أخرى. وتمنع التطاول على أموال القبيلة بتاتًا وفي حالة أن يكون القريب جنى على قريبه جناية ما سواء كانت مالية أو بدنية فإن المسؤولية تقتصر على الفخذ ولا تتجاوزه. وهذا لم يقدر بالخمسة ولكنه في الحقيقة لا يتجاوزها وأما إذا كانت قد وقعت الجناية بين أهل الفخذ فتكون المسؤولية على الفاعل نفسه دون غيره وتضاعف في الأكثر ...
ومن المحتمل أن يقال ان أصل العراقيين كانوا من أولاد نوح (ع) وأنهم تدافعوا هناك بسبب الهجرات القديمة وتبلبلت لغاتهم بداعي الاختلاط والتغلب على العنصر السامي وتكاثرهم عليه فجلوهم عن العراق ودفعوهم، ثم أعادوا الكرة.. وهذا لم يعرف لحد الآن في النصوص التاريخية الموجودة.. وإن كان نطق به مشاهير المؤرخين متابعة للنصوص الدينية وتفسيراتها ... وعقليات أقوامها في تفسير الخلقة وانتشار الناس في هذه الأرض ...
ومهما يكن من الآراء فإننا نرى الجزيرة منشأ العرب وان غالب العراقيين منها كما هو مؤيد بالأدلة المارة وبما سيجيء. هذا مع التوقف عن قبول سائر الأفكار ما دامت أدلتها ضعيفة في نظرنا ... ولنعدّد الأقوام العربية القديمة كما جاء في تواريخنا باجمال وسرعة نظرًا للعلاقة التي لا تنفك عن موضوع العشائر.
- ٢ -
العرب البائدة
هؤلاء لم يعرف عنهم الا أسماؤهم وبعض الأخبار، وفيها ما هو ممزوج بخرافات واضافات ونظرًا لبعد العهد عاد القطع في أخبارهم غير ممكن ...
قال مؤرخونا بعد تبلبل الألسن والتوزع في الأطراف كان نصيب أولاد ارم بن سام بن نوح (ع) (اللغة العربية) وهؤلاء هاجروا الى جزيرة العرب على الرأي الأول المستند الى التوراة وشراحها، أو أنهم كانوا في الأصل سكان جزيرة العرب ... ومهما كان فيقال انه من أولاد ارم تألفت (العرب البائدة) وتسمى أيضًا (العرب العاربة) كما عليه أهل الأنساب وغيرهم. فصار كل واحد من هؤلاء جد قبيلة. ويقال لهؤلاء (العرب الأولى) أيضًا وفي الحقيقة لا يدرى ما كان يدعى به هؤلاء القوم. وإنما التسمية بعرب - كما يظهر من النصوص التاريخية - حادثة وقعت بعد أن تكوّن أولاد يعرب، أو كما يقول النسابة: العرب ضد العجم، من أعرب عن نفسه أي أوضح عنها، وأعرب في كلامه أي فصح فيه، ومن هذا الأيم تعرب عن نفسها. الخ وقالوا عن العرب العاربة عاد وثمود في الدهر الأول وهم الذين تحولت ألسنتهم الى العربية حيث تبلبلت الألسن، تبلبل منهم عاد وثمود وطسم وجديس قبائل درجوا. الخ (١) وهذه قبائلهم المعروفة: ١ - عاد. ومنهم العمالقة. سكنوا اليمن وأرسل عليهم هود (ع) .
٢ - ثمود. أقامت بين الشام والحجاز. ونبيهم صالح (ع) .
٣ - طسم. نزلوا عمان والبحرين. وقال نشوان الحميري: كانوا باليمامة وهم ولد طسم بن لاوذ بن سام. كان لهم ملك جبار يقال له عمليق تصرف بقومه تصرفًا غير لائق فقتلته جديس هو وقومه فاستصرخ واحد منهم يقال له رياح حسان بن اسعد تبع فسار اليهم فقتلهم حتى افناهم.. (١) ٤ - صحار. حلوا بين الطائف وجبلي طيء.
٥ - جاسم. توطنت ما بين الحرم الى سفوان.
٦ - وبار. اقاموا فيما وراء الرمل في البلاد التي تعرف بهذا الاسم.
قال نشوان الحميري: وبار اسم أرض كانت لعاد في مشارق اليمن وهي اليوم مفازة لا يسلكها احد لانقطاع الماء، يوجد بها قصور قد كستها الريح بالرمل ويقال انها كانت لأهل الرس وهم امة من ولد قحطان ... (٢) ٧ - جديس. سكنوا اليمامة. وهم ولد جديس بن غاثر (عابر) بن ارم ابن سام وهم اخوة ثمود واليمامة المرأة المعروفة في قوة نظرها منهم. ولاخبارها في هذا الحادث قصة ... (٣) ان الطبري ومثله صاحب الأخبار الطوال (الدينوري) قد عينا مواقع هذه القبائل من الجزيرة.
والملحوظ ان هذه القبائل المنقرضة هي القبائل الكبرى المعروفة ولم يعلم عن الصغرى، والتي لم تكن لها علاقة أو ذكر على الألسن.. وهذه تاريخها غامض جدًا، والتتبعات متضاربة في شأنها ... وسيتبين للقارئ ان بعض القبائل من العرب البائدة لا تزال بقاياها معلومة على ما هو شائع وإن كانت نسيت اسمها الأصلي أو تناسته ...
* * *
- ٣ -
العرب المتعربة
(العرب القحطانية)
حلت هذه محل الأولى. ويقال ان قومًا من الساميين من ولد ارفخشد أخى ارم جاؤوا من العراق فتعلموا العربية وهم قحطان (١) وأولاده ويقال له (يقطان) أيضًا فقحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح (ع) . وقالوا: فالغ أخو قحطان وهو جد إبراهيم (ع) وهؤلاء القحطانيون محوا البقية الباقية من العرب الأولى وأهلكوهم حربًا وورثوا لغتهم تعلموها ممن اتصلوا به وكانت امهم عربية فتكلموا جميعًا بلسان أمهم. والمنقول عن ابن الشرية ان الذين كان قد خرج الى اليمن يعرب بن قحطان وكان اكبر اخوانه سنًا (٢) . وهناك صفت لهم الأرض.
وفي أصل القحطانية أقوال كثيرة، ونظرًا لبعد العهد لا تعرف العرب عنهم إلا الاجمال وهو ان العرب شطر كبير منهم من ولد قحطان وشطر الآخر من عدنان وكفى. وأما نسبة قحطان واتصاله باسماعيل أو عدم اتصاله، وتعداد اجداده وما ماثل ما لا يقوم عليه دليل. ومن أشهر الأقوال ما ذكر أعلاه والبعض انه ابن ارم بن سام، ومنهم من يقول انه منسوب الى اسماعيل، ومنهم من يميل الى انه ابن هود وقد جاء في شعر المتنبي.. الى آخر ما هناك من الأقوال.. والتفصيل في كتاب الانباه على قبائل الرواه. والعرب مهما كان من الاختلاف لا تعرف سوى الجذم القحطاني والجذم العدناني (١) . والقبائل المتكونة أخيرًا من هؤلاء نشأوا من أولاد قحطان وابنه يعرب وسميت جميعها (بالعرب القحطانية) أولاد قحطان: ١ - يعرب.
٢ - جرهم.
٣ - المعتمد.
٤ - المتلمس.
٥ - عاصم.
٦ - منيع.
٧ - القطامي.
٨ - عاصي.
٩ - حمير.
وقد ذكر المؤرخون - غير صاحب الأخبار الطوال - إن حمير هو ابن سبأ بن يشجب بن يعرب المذكور. وهو غيره كما يظهر من عمود النسب ... ثم ان هؤلاء تكاثروا بأرض اليمن وملكوا عليهم سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان ثم ولّوا حمير بن سبأ وهذا جعل ابنه كهلان وزيره. وكان اسماعيل (ع) في هذا العصر. ثم ملك اليمن (٢) ملوك كثيرون من آل قحطان توالوا على الملك وكان يبالغ في سعة ملكهم وعظم سلطانهم. وما أصدق ما قاله الطبري في هذا الموضوع عن اليمن وكذا سائر الأمم من انه غير ممكن الوصول الى علم التاريخ بهم إذ لم يكن لهم ملك متصل في قديم الأيام وحديثه ... وقد كان لليمن ملوك لهم ملك غير انه كان غير متصل وإنما كان يكون منهم الواحد بعد الآخر وبين الأول والآخر فترات طويلة لا يقف على مبلغها العلماء لقلة عنايتهم بها وبمبلغ عمر الأول منهم والآخر إذ لم يكن من الأمر الدائم فإن دام منه شيء فإنما يدوم لمن دام له منهم بأنه عامل لغيره في الموضع الذي هو به لا يملك بنفسه وذلك كدوامه (لآل نصر) (١) ... فلم يزل ذلك دائمًا لهم من عهد اردشير بن بابكان الى ان قتل كسرى أبرويز النعمان فنقل عنهم الى اياس بن قبيصة الطائي. (٢) وعلى كل وفي أيام القحطانية تكاثر العدنانيون من ذرية اسماعيل (ع) .
ومن أشهر حوادث القحطانية قصة بلقيس مع سليمان (ع) وسيل العرم. ومن ملوكهم التبابعة، توالى ملوكهم الى ان تملك الحبشة عليهم فانتزعوها من ملكها ذي نواس. ثم استعادوا الملك بنصرة من الفرس، ثم حكم الفرس على اليمن الى ان ظهر الإسلام. وكان حاكمها أيام العهد الإسلامي باذان (٣) .
والقبائل القحطانية كثيرة ومنها طيء ولخم ومذحج وهمدان والأزد (الأسد) وقضاعة.
ومن هؤلاء وغيرهم انتشرت جماعات في الأطراف استولت على بعض الأقطار العربية كالبحرين والحجاز ومنهم من مال الى العراق واريافها فتكونت منهم إمارات من آل نصر اللخميين وغيرهم ... ويعزى أول تفرق اليهم كان بسبب سيل العرم ... والتفصيل في اليعقوبي (١) .
ولا زال شطر كبير من العرب متكونًا منهم، وأكثر قبائل العراق اليوم منهم، ومنهم قبائل كبرى أيضًا في غير العراق.. لا تكاد تحصى عدًا.. ولا تزال منتشرة في جزيرة العرب وسورية ومصر ...
- ٤ -
العرب المستعربة
(العرب العدنانية)
وهؤلاء من ولد اسماعيل (ع) (١) فإنه كان قد ترك أولادًا كثيرين وكانت أمور مكة بيد ابنه (نابت) فلما توفي غلبت جرهم على البيت والحرم فخرج ابنه الآخر (قيذر) بأهله وماله يتتبع مواقع القطر فيما بين كاظمة وغمر ذي كندة والشعثمين. وما الى تلك الأرضين حتى كثر ولده وانتشروا في جميع أرض تهامة والحجاز ونجد (٢) .
وفي خلال هذه المدة واثر حادثة سيل العرم انفصل عن جماعة الأزد (٣) فريق منهم، عمرو بن ربيعة المعروف ب (لحي) ومن معه فانتشروا بالحجاز وما والاها فصار قوم الى عمان وآخرون الى الشام. وإن عمرو بن لحي أزاح جرهم وولي أمر مكة وكان أمير خزاعة فبقيت الامارة في أيدي قبيلة خزاعة.. ومن هؤلاء تكونت بطون كثيرة. (٤) وعلى كل قد أزاحوا جرهم باتفاق مع ذرية اسماعيل (ع) ولم تمض مدة حتى جاءت النوبة الى أولاد معد بن عدنان من سلالة اسماعيل (ع) فتكاثروا وتكونت منهم قبائل أسد، وكنانة، وربيعة وتميم، وعنزة، وأياد، وأنمار، ومضر، وغيرها..
ومن هؤلاء مضر وربيعة هما الصريحان من ولد اسماعيل بن ابراهيم (ع) وتنازع النساب في أياد وأنمار فمنهم من عدّهم من نزار ومنهم من اعتبرهم من قحطان والباقون إما من ربيعة أو من عدنان قطعًا.... ومن ثم سمّوا (بالعرب العدنانية) كما ان عرب اليمن من قحطان قيل لهم (العرب القحطانية) (١) .
وقف العلماء عند عدنان ولم يقطعوا في سلسلة نسب آباءه وأجداده الى اسماعيل فقد اختلفوا في ذلك اختلافًا كبيرًا جدًا إلا أنهم أجمعوا على أن عدنان من ذرية اسماعيل (ع) وعند التجاوز قالوا: (كذب النسابون) وفي الحقيقة لا يقوم دليل على عدّ الأنساب والمعرفة في هذا اجمالية، وهي المعوّل عليها ...
ولا يهمنا إيراد ما قيل في آباء العدنانيين وسرد الاختلافات في انسابها. والتفصيل في كتاب الانباه على قبائل الرواه وغيره والأكثر ممن يرغب في الإيضاح يركن الى قصيدة أبي العباس عبد الله بن محمد الناشي في الكتاب المذكور (٢) .
والتساهل ظاهر في التسمية للقبائل المتفرعة، أو الناجمة من أصل اسماعيل (ع) من العدنانية، أو المعدية، أو النزارية، أو المضرية، وكلها تعني القبائل المستعربة أو الاسماعيلية.
- ٥ -
اختلاط العدنانية
والقحطانية
ثم ان هذه القبائل تكاثرت وحصلت على اسمائها المعروفة أخيرًا من عدنانية وقحطانية وتركت التسمية الأولى ولازمها اسمها الجديد الى اليوم. فمن هؤلاء خزاعة تسلطت على العدنانية ثم تقوّت هذه عليها وبعدها كانت العلاقات متوالية والقبائل في توافق وتدافع حتى تغلبت العدنانية ومال قسم من هذه نظرًا لضيق ارضها بها كعنزة وربيعة الى البحرين. وهناك تحالفوا مع القحطانيين على التنوخ وتعاقدوا على التناصر حتى صاروا يدًا واحدة فاختلط العدناني منهم بالقحطاني وضمهم اسم (تنوخ) وان كانت كل قبيلة احتفظت باسمها الأصلي ... ومن ثم شعروا بالقوة فطمعوا أن يغلبوا الأعاجم على ريف العراق مما يلي بلاد العرب فساروا الى العراق ونزلت تنوخ من الأنبار الى الحيرة في الأخبية لا يسكنون بيوت المدر فاستمروا على بدواتهم ...
وهذا الاتفاق من أمد بعيد جدًا ويقال انه ايام بختنصر كما سيأتي التفصيل. وبالنظر للقبائل الموجودة كان الأول من نوعه على ما هو معروف وإلا فقد سبقته هجرات كثيرة من العرب معروفة تاريخيًا ...
وقد اطنب المؤرخون في التحقيق والتدوين عن العرب في العراق.
- ٦ -
انتشار العربان
في الاطراف
ومن هذا يرى ان هذه القبائل كان بدء انتشارها ومجيئها الى العراق أيام بختنصر وان أولاد اسماعيل (ع) كان أصلهم من العراق أيضًا ثم عادوا بالاتفاق مع القحطانية وتملكوا قسمًا منه ... والتاريخ يبرهن ان صلة العرب بالعراق غير مقطوعة من عهد ابعد مما ذكره مؤرخو العرب وان الكلدان جاؤوا من جزيرة العرب، وهم في الحقيقة أول عرب قطنوا هذه الديار ثم ملكوها ... وعلى كل حال استمر اتصالهم ولم ينقطعوا بالرغم من تحكم ملوكه واستبدادهم حتى جاء الاسلام فقضي على حكومة فارس في العراق وكوّن حكومة عربية واسعة النطاق ... ولا يزال تأثيرها باقيًا، وأثرها ثابتًا الى اليوم ...
فالعراق لم يقف عند سكانه الأصليين ولم يبق عليهم بل لم يقطع الباحثون في أصل سكانه، والأطماع موجهة اليه من كل صوب، ومن شعر بقوة مال اليه وحله أو ان من ضاقت به أرضه رمى بنفسه اليه ... والصحيح لم يعرف بالتحقيق عن أصل سكانه ممن سبق الكلدان والأثوريين ولا عرف بصورة واضحة عن كيفية تكوّنهم ومجيئهم.. والمظنون ان العرب دفعوا سكانه السابقين لهم ممن كانوا قد زاحموهم أو تغلبوا عليهم واقاموا فيه من أبعد عصوره فكوّنوا النبط (الكلدان والاثوريين) وهذه أول هجرة للعرب علمها التاريخ من جزيرة العرب فدوّنت اللغة وكان من هذا التدوين شكلها الأول ... ثم دوّنت ثانية على يد العبرانيين في توراتهم وهكذا ما سجلته الآثار الحجرية. وبعدها جاءت اللغة الفصحى على يد العرب المسلمين ... فثبتها القرآن الكريم اما ما قبل الكلدان فليس بمعلوم ... وان تيار هذه الهجرات مؤيد بالمشاهدات الحاضرة، وبالتاريخ وبمقطوعية العنصر، والسحنات ... واللغة..
هذا ما رأيناه من بين تلك الآراء الشائعة قديمًا وحديثًا وهو الذي ايدته اللغة أيضًا ولا يسع المحل التفصيل باكثر من هذا.
- ٨ -
ترتيب الانساب
مر بعض البيان عن تيار الهجرة واختلاط العرب. ونظرًا لآراء علماء الأنساب وللتوراة وما تقصه عن ولد نوح (ع) وهم البقية الباقية من البشر ان العرب جدهم معروف أي انهم وصلوا قبائلهم بولد من اولاد نوح (ع) ومن ثم قالوا يتكوّن العرب الأولى وهي العاربة، ثم المتعربة، والعدنانية المستعربة على النحو الذي تقدم القول عنه. فالحقوا القبائل الكبرى من العدنانية باسماعيل، والقحطانية بيعرب أو أحد اخوته ... ثم تدافعوا ولم يبق من اولئك سوى القحطانية والعدنانية وانقرض الآخرون، أو تشتتوا بين القبائل الموجودة واندغموا بها أو مالوا إليها وإندمجوا إليها ...
ثم استمروا في ترتيب انسابهم فجعلوا القبائل التالية للقبائل الكبرى المذكورة انها في الأصل أبناء لأولئك ... وهكذا سلسلوا الأنساب وأقوى سند يعوّلون عليه في هذه السلسلة الحافظة من جهة واشتقاق الأفخاذ الحاضرة من جهة أخرى ... أما الحافظة فهذه ليس في طاقتها أن تبقى مستمرة في حفظها وسيرها حتى تصل الى اليوم.. أو الى أن شرع التاريخ بتدوين مشاهداته..
ولهذا السبب وقع الاختلاف بين نسابي القبائل في أصلها وفي سلسلة أجدادها، وفي الجد الذي تناسلوا منه وفي بيان عمود النسب.. ولكن من المقطوع به ان بعض القبائل عدنانية والأخرى قحطانية وكفى، وإيصال الأشخاص أو أسماء القبائل بالأشخاص التاريخية الأولى من ولد نوح (ع) مما لا يعوّل عليه ... وان كان الانتساب الى القبيلة مقطوع به في اكثر الاحيان.
وهنا قبائل لا يعرف انتسابها الى احد هذين الشطرين يقال لها (القبائل المتحيرة) وسيأتي الكلام عليها.
ولما كانت الاقوام والقبائل اختلطت واشتبكت في وقائع كثيرة فاللغة وتخالف اللهجة عادا لا يصلحان تمامًا وقطعًا وليس فيهما كفاية للتفريق، واما النسب، والنخوة: فهما مما يؤيد وجود القربى، او الاتصال ... ولم يكن ذلك معوّلًا عليه في سنده من كل وجه. وما قاله صاحب اشتقاق الانساب من ان الحميرية لا تقف على اشتقاق (١) لبعد العهد بمن كان يعرفها ... دليل آخر على ان الانساب عادت لا تعرف ايضًا إلا اجمالا لعين السبب، ولم يصح اتصال الاشخاص وحفظ اسمائهم بالتوالي ... (٢) إلا لمقدار معلوم ومعين.
- ٨ -
تمحيص وخلاصة
والحاصل ان انتهاج العرب الى الجزيرة من ارض العراق ايام الكلدان او قبلهم او في اوائلهم غير مقطوع به، وان وجودهم في الجزيرة قديم العهد، وان التاريخ قد دوّن هجرات العرب الى العراق
وكذا المشاهد ان العرب استمرت هجرتهم الى العراق وسائر الارياف حينما كانت تتكاثر نفوسهم وكانت الجزيرة لا تفي بسكانها، او لاحوال اضطرارية فتعود مادتها لا تفي لسد الحاجة والعوز من قحط وغيره، او لتدافع آخر عدائي او اتفاقي مما لا تحصى اسبابه.. فنرى الوقائع التاريخية ونصوصها متضافرة في طريق الهجرة ... لا للعراق وحده وان الانساب لا يعتمد دائمًا على ماعينته من تسلسل الأجداد وعمودها ... وإنما يجب أن يكتفي بالاجمال لارتباط القبائل واتصالها دون أن يعوّل على تعداد الأجداد وذكرها اعتمادًا على الحافظة.. وسيرد من الأمثلة الكثيرة ما يؤيد قولنا من هذه الناحية ...
ويلاحظ هنا ان العرب في انسابهم هذه، وترتيبها واستقرارها، واشتقاق قبائلها، والطريقة التي راعوها فيها صار معوّل جميع الأمم وعليه مشى أكثر المؤرخين للأقوام والشعوب الأخرى إجمالا أو تفصيلا فجعلوا اسم الأمة جدًا أعلى فوصلوه بأولاد نوح (ع) ثم الأقوام التالية اعتبرت أولاد ذلك الجد، وان الفروع الأخرى أولاد أولاده ... وهكذا حتى رتبوا أنسابهم بهذا الوجه.. فالعقلية العربية مشت على هذا النحو في أنسابها لما رأته من اشتقاق فروعها ... ولما تناقلته من أنسابها بواسطة النسابة المعروفين لديها.. وان هذه يداخلها بعض الارتياب في الصعود والنزول من ناحية التفريعات للأسباب المذكورة، ولاختلاف أعمدة النساب بين هؤلاء.. وكذا القول في من تابعها على هذا النحو.. فهو يصدق من جهة الإجمال ويرتاب فيه من التوغل في التفصيلات والأحوال الأخرى ... لقصر في الحافظة وبعد مدى في النقل.
ولا نرى صحة للقول بأن العرب اشتقوا من الكلدان والاثوريين.. وإنما المعروف أن هؤلاء نزحوا من جزيرة العرب فكانوا أول من حكم العراق منهم أو عرف انه حكم العراق، ثم تلاهم غيرهم وهكذا توالت الهجرات وآخرهم من نراهم اليوم وهم أكثر عرب العراق الحاضرين ... فهم في اتصال به وارتباط دائم ومستمر ... ولا يفسر القول بأنهم أصل العرب إلا أن يكون العرب ساروا بحذافيرهم من الجزيرة ولم يبق إلا القليل النادر فكان هؤلاء القليلون يحفظون أنسابهم بأنهم من أولئك. وهذا لم يقم عليه سند. في حين إن قدم الموجودين في الجزيرة مقطوع به ...
- ٩ -
القبائل وفروعها
١ - القبائل
قبل الكلام على القبائل العراقية ومكانتها في العراق لزم ان نتكلم عن البيت أو الأسرة وكيفية تكوّنهما في البداوة إذ هما اساس الفخذ والعشيرة فالقبيلة فالامارة بالنظر للتشكيلات الحاضرة وانها نتيجة الماضي.
ولما كان للتشكيلات الاجتماعية خواص يمتاز بها بعض الأمم عن البعض الآخر وإن اتفق الكل على الاجتماع، وشعر بالضرورة لوجود أو تعيين نهجه.. فللوصول الى هذا الغرض سلكت الأمم والجماعات سبلًا مختلفة ومتباينة أو متفاوتة كل جماعة فكرت أنها هي صاحبة الطريقة المثلى، والصالحة المرضية.. وبالرغم من اختلاف الأمم والأقوام وتعارض المصالح بين بعضها وبعض نراها متحدة من حيث الغاية والغرض. ولكن البيئة ولدت ما يجب سلوكه ...
واليوم لما تعرفت بعض الجماعات أو الأقوام ببعضها صارت تسعى الى مراعاة الأوصاف القويمة، والاجتماعيات المقبولة لدى الأخرى لتكون مشتركة بين الكل ومتفقة عليها شأنها في إدارة الحكومة، والحقوق الدولية بين الحكومات، واقتباس خير القوانين، أو الاستقاء من معينها، والاستفادة من تجارب الأمم ومجرياتها.. مع نبذ الأمور البالية والرديئة..
ذلك عدا ما يعترض هذه من موانع قومية، وعنعنات، واعتيادات فالفكرة سائرة الى اتباع الأحسن وتمثيله، ومراعاته بقدر الحاجة وما تسمح به الظروف المسهلة للأخذ. فلا تخرج الأوضاع الاجتماعية عن هذا النهج وما يتعلق به من صلات أو يرتبط من علائق ...
إن درس أوضاع الأمم هذه وما هي عليه ضروري إلا أن المطلوب هنا تدوين بعض ما اتصفت به الأمة العربية من خصائص واضحة، وأوصاف جلية.. من طريق العشائر والقبائل فإن أكثر ما تظهر هذه الخصائص في العشائر وأساساتها الاجتماعية، والتعرف بأصل بنيتها القومية مما يتعلق بقطرنا خاصة فإنه أقوى في المعرفة وأقرب للتناول في البحث والتنقيب وتدوين ما يظهر ...
ومن ثم يتحقق لنا ما يعرض للجماعة من إضافات وزوائد بمقتضى الحاجة المدنية مما دعا الى هذا التحول وإن كان تدريجيًا. فالأصل للبحث عن أمة هو درس البداوة العريقة فيها والمتأصلة أكثر فذلك بمنزلة معرفة الماضي ... إذ ما نشاهده في العرب من الطبائع والأوصاف إنما هو من بقايا تلك بل من أصولها وأسسها العامة المشتركة الموجودة في باديتهم فلم تنتزع منهم بسهولة، أو تفقد بسرعة فلا تتغير أو تتحول وإنما نالت استقرارًا حتى أن الحضارة لم تتمكن من تغييرها أو اجتثاثها فتيسر الجمع بينهما والألفة وبنيت حضارتهم على أسسها والتبديل لا معنى له إذا كان تسيير الجماعة به ممكنا ... هذا خصوصًا بعد أن محا الدين الإسلامي المرذول من عوائدهم..
وهذه متلازمة في كافة الحالات الاجتماعية. فإذا عرفنا إن الوضع لا نجد مندوحة من النظر إليه من كل ناحية وشعبة ومن ثم تتيسر المقارنة. فالمهم تثبيت الحالة العشائرية وذلك لأن العربي يؤلف البيت أو الأسرة أو العائلة، ومن هذا يتكوّن الفخذ فالعشيرة، فالقبيلة والإمارة. والكل سائر على نحو متماثل أو متقارب.. وعلى هذا الترتيب كانت طبقات العرب الشعب، والقبيلة، والعمارة، والبطن والفخذ ... (١) ويلاحظ هنا ان كل واحد من هذه ينال وضعًا أكبر وتقل العلائق ويقتصر على بعضها وهي الأصول المعوّل عليها.. وتتنازل في التفريغ الى أفخاذ تالية. وحينئذ تكتسب الأسرة الأولى اسمًا أعظم بالنظر لعظم الفخذ الأول المتفرع منه فيدعى عشيرة، وهكذا يتقدم في السعة والضخامة كلما زادت النفوس وتكاثر التوالد ... حتى ينال اسم قبيلة أو يحصل على لقب الإمارة.. وتقادم العهد كفيل بذلك وضامن له ...
وكلما حصلت حالات اجتماعية مثل هذه نرى التبدلات ثابتة قد مشت على وتيرة واحدة ولازمت وضعًا مستقرًا. فتكاد تكون السيرة الاجتماعية متطابقة ومتوافقة من كل وجه ثلاث نقاط بل ان السياح الغريب أو المرء الأجنبي إذا شاهد واحدة لا يكاد يفرق بسهولة خصائصها عن رفيقتها فكأنها جرت على نهج تربيوي. أو اتفاق اجتماعي.. والتفاوت في العادات قليل أو لا يعتبر كبيرًا إلا من حيث المقدار أو الكثرة والقلة أو التقرب من محيط يستدعي وجود عوائد، وأمحاء أخرى قديمة ...
ولما كان البيت اس هذه الجماعات ومبدأ تكوّنها وان التشعبات للأفخاذ والقبائل ناشئة من هذا الأصل الأول اقتضى بسط القول فيه بسعة ...
٢ - البيت (الأسرة)
البيت أصل القبيلة. والى الآن يطلق (البيت) في كثير من مواطن العراق على الفخذ ونجد هذا المصطلح في أنحاء العمارة والكوت والمنتفق وغيرها، فيقال بيت جنديل، وبيت عبد العال ... الخ. والبيت لغة ما يحتوي على هذه الأسرة ويجمعها ويكون من الشعر أو من غيره من سائر الخيام كالصرايف والأكواخ كما يطلق على البيوت من الآجر وغيرها من مواد البناء ويراد به في الأكثر الغرفة.. وأصله من البيت المعروف في البادية ...
ويتألف البيت من ركنين مهمين الزوج والزوجة وما يتولد منهما أو ما يتبعهما بعلاقة الارتباط العائلي للتكاتف على المعيشة وهذا أمر طبيعي. ولا يسع هذا البيت أكثر من هؤلاء فإن تزوج أحد الأولاد كوّن بيتًا جديدًا.
وهذا البيت الجديد لا يستقل من كل وجه وإنما يحافظ البيت الأول على سلطته ومعونته لما تولد منه، واحترام الناجم لمن درج منه وعوّل عليه في نموّه واستقلاله.. وهذه وإن كانت تفقد بعض الاستقلال في الانقياد والطاعة والتفادي.. كانت لأمر مهم هو الرغبة في ازدياد هذا الولاء وتقويته والتضامن لحفظ الكيان، ومراعاة الحياة في صيانة بقاء النوع والنفس.
ذلك لأن هذا (البيت الجديد) تهدده الأخطار من كل صوب، وتنتابه الآلام من نواح مختلفة، يريد أن يعيش، ويحس بضرورة إلى التكاتف مع الأصل إذ لا يسعه أن يميل إلى من هو أبعد منه وإنما يعتضد بمن هو أقرب إليه وأحق برعايته وموافقته على السراء والضراء في كافة مطالبه.
ومن ثم حصل التفاني في سبيل المنفعة والتكاتف بين هذين البيتين بحيث صار ما يصيب الواحد يتألم منه الآخر ويتضامنون جميعًا لدفع الغوائل ويتهالكون في النضال..
ولم تقف الأمور عند هذا الحد فكلما زاد أفراد البيت وتكاثروا كوّنوا بيوتًا جديدة منهم على عين الشروط، والبيوت المتفرغة منها ما يحافظ على اسم البيت الأول والباقون يستقلون باسمائهم ... إلا أن ما يهم الأول والثاني أعظم مما يهم الثالث والرابع بالتوالي في الاشتقاق والقرب والبعد ...
ومن هنا راعوا درجة هذا التكاتف وقوته بالنظر لقوة القرابة ودرجتها وهذا صار أساسًا مهمًا في الارث الاسلامي. والتضامن في الغالب يكون لحد خمسة. بطون أو أظهر - كما نراه اليوم - فإن تجاوز الخمسة فلا يهم الواحد أمر الآخر وإنما المهم حينئذ ما يخص الكل ويتعلق بالجميع ... فيقل التكاتف على الأمور الشخصية، والمالية الفردية. إلا أن يكون هناك خطر عام يهدد كيان الجميع، أو قريبًا من ذلك كأن يكون من نوع (من حلقت لحية جار له فليسكب الماء على لحيته)، ومن البيت الأول نشأت الرياسة على عدة بيوت إلى أن شملت الفخذ، أو العشيرة أو القبيلة.. وهكذا الامارة ...
وعلى هذا الأساس صاروا يقولون (الحلال بخمسة) و(الدم بخمسة) ويترتب عليها الوسكة (الوسقة) و(الأخذ بالثار) وما ماثل مما سيأتي البحث عنه. فلا يسألون ماليًا أو بدنيًا أكثر من خامس بطن، أو ظهر لا في المال ولا في الرجال ... إلا في الأمور العظمى، والأخطار الكبرى مما يهدد كيان القبيلة في الخارج ... ويحرج موقعها، أو يزلزل مكانتها ...
وقد يبلغ بهم التضامن في نوائب الدهر لحد أن قال قائلهم: لا يسألون أخاهم أن هؤلاء منتهى ما يتألف من (البيت) وفروعه القربى المسمى أخيرًا (بالفخذ)، أو (الفندة)، أو (الفرع)، أو (البديدة) ... كما أن الحقوق متكافئة بين هؤلاء ويعدون - وإن تفرقت بيوتهم - أسرة واحدة.
ومن ثم كوّنوا جماعات (أفخاذًا) منها تألفت (العشيرة) ..
٣ - كيف تكوّنت الأسرة
يحسب بعض الأجانب ممن لا خبرة له ولا اطلاع أن تكوّن الأسرة العربية كان بصورة همجية ووحشية اقتضاها المحيط فلا تعد من الأسر المنتظمة، ولا الشرعية.. الخ.
وهذا الزعم باطل تكذبه الحالة التي عليها الأسرة العربية مهما بلغت من العراقة في البداوة، فهنا يفرق بين البداوة والوحشة في أن الأولى تابعة لنظام والأخرى لا تعرفه.
إن العائلة كان تكوّنها نتيجة تمثلات وتطورات واتباعًا لشرائع ونظم قويمة سواء كانت مكتوبة في الأصل أو متلقاة من أهل الشرائع أو الحالة اقتضت ذلك.. وهذه الحال لا يدرك أولها لقدمها وهي مألوفة الى أن ظهرت الإسلامية، وان الشريعة الغراء لم تغير فيها تغييرًا كبيرًا لأن أساسها من مقتضيات البيئة، وإنما أجرت إصلاحًا شذّب فيها وأكمل نقصها ودعا الى ما هي عليه اليوم.. أي أنها لا تفترق في تركيب عائلتها، وتأليفها سواء في اسلاميتها، أو في جاهليتها إلا قليلا ... وانكحة العرب (١) التي يذكرها أهل الآداب هي أشكال لا أساس أصليًا، أو كانوا يفعلونها لأحوال خاصة، أو أن المرأة لم تكن مصونة، ولا قاهر عليها تخشى منه ... !! واليوم تتمشى على قانون (الدين الاسلامي) ولكن التطبيق فيه متفاوت تفاوتًا ليس بالكبير واصلاحه مهم بالرغم من قلته، أحدث انقلابًا في الاسرة وفي غيرها محكم، قوي وبسيط ناشيء من روح القوم، سهل الاخذ مما لا نراه في شرائع الأمم السابقة بل وشرائع اليوم ... وقرر حقوق العائلة وافرد أحكامًا لكل من الزوجين.
واساسًا ان صلاح كل من الزوجين مطلوب ومرغوب فيه وأساسه (وعاشروهنّ بالمعروف) و(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) و(فامساك بمعروف او تسريح باحسان) ... الخ.
والتاريخ يقص علينا الشيء الكثير من نظام الأسرة ومكانتها عند العرب فلا نجدها تابعة للاهواء، متبدلة كل يوم، فتطبق وفق الرغبات، او الاحوال الآنية ... بل ثابتة مستقرة لا تقبل التبديل والتعديل بوجه بخلاف ما نراه اليوم في كثير من الأمم وانظمتها فاننا نجدها تابعة
للأهواء، والآراء الآنية، لا تستقر على حالة ... فالاسلامية اصلحت في نظام العائلة وساوت في الحقوق بين الزوج والزوجة ومنعت الظلم عنها وأقرت الزواج المشروع ومنعت ما هو مستكره وهو اتخاذ (الاخدان)، او (البغايا)، ووافقت على العنعنات المرعية الفاضلة والاعتيادات التي لا تؤدي الى الاجحاف، او القسوة ... مما لا يخل بالاساس ... ومنعت الوأد، والعضل، وقررت نظام الارث ... وبهذا صانت حقوق المرأة سواء كانت امًا، او زوجة، او بنتًا، او ما ماثل ...
فالبيت يتكون من الركنيين المذكورين. وهذا أس العائلة ودعامتها المكينة ولا يستطيع احد ان يتزوج بدون عقد، أي ان يغشى امرأة دون ان ينال عقوبته، او ان يكون منفورًا ... والعقر عند العرب دية التجاوز على عفاف المرأة ... فلو كانت غير مرتبطة بعقد لما احتيج الى ذلك، ولا روعيت الولاية عليها ... ومما ابقته اللغة والقرآن الكريم لفظ (الخدن) وهو الصاحب بلا زواج ولا عقد فانه مرذول كما هو المنقول، ومنفور منه ... وان المرأة التي تسلك هذه الطريق تعد خدنًا، او فاحشة، او زانية، او بغيًا، وان لم تكن مبتذلة للكل ... واذا كان لها اقارب او عشيرة قتلتها وغسلت العار ... لحد ان العربي كان يوجس خيفة من لصوق العار فيقتل ابنته حية بطريق (الوأد) قبل ان يأتي أوان زواجها خشية ان ترتكب ما يجلب العار وهذا التوهم وتوقع العار ساقه الى ارتكاب جناية قتلها ... قبل ان يقع الذنب. وقد منع الاسلام منه ووقف القوم عند حدود الشرع (واذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت) .
وكانوا ولا يزالون يبذلون جهودًا لانتقاء الزوجة واستيلاد من يكونون مثل آبائهم واسرتها وأمثلة هذا جمة سنأتي بالكثير منها في حينها عن كل قبيلة ... مما هو محفوظ عنها ومرتكز في نفوس القوم ...
والعرب يكرهون بل يمقتون ان ياكلوا فضلات غيرهم او يلغوا في اناء ولغ فيه كلب ما ... او يشربوا سؤره، والحاصل ان نفوسهم تعاف مأكول الغير، ومشروبه ويمقتون القبيلة التي تبيّت أكلها، فمن الاولى ان لا يتصل بامرأة هي متاع كل واحد او فضالة كل شارب، وهذا عام في كل القبائل ... يأنفون من ذلك كل الأنفة:
اذا وقع الذباب على اناء ... رفعت يدي ونفسي تشتهيه
وتجتنب الاسود ورود ماء ... اذا كان الكلاب ولغن فيه
وقد وصف القرآن الكريم هذا النوع من الاتصال باشنع وصف واصدقه (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا) . واما الزواج المشروع فقد نوّه بذكره وحبّذه بقوله: (ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجًا لتسكنوا اليها وجعل في قلوبكم مودة ورحمة) الآية والغاية في ذاك ارضاء الشهوة وهي معروفة. وليس الغرض اتصال الود والرأفة ...
والمهر ايضًا معروف لديهم ومتبع عندهم ويتغالون به ونكاح الشغار مما ابطاله الاسلام بل اوجب فريق من الفقهاء الزام مهر المثل فيه ... وكذا هو منفور منهم وقول العوام (غصه بغصه ولا كصه بكصه) (١) المثل العامي مما يؤيد معتادهم. وليس هذا معناه شراء المرأة، او مساواتها بمبلغ معروف معين واستكراه هذه الحالة من بعض المتمدنين، او الذين يحاولون هدم كل قديم ... فالامر لا يفهم منه ذلك وإنما هو ضمان للزوجة ان تعيش بضرورة بل لدفع كفافها، وحراسة وضعها لمدة حتى تتبصر من امرها وتعين وجهتها ... وحكاية ام شهلبه وبنت الفوري تعين ذلك (٢) . وكذا يقال عن المراسيم للأعراس والزفاف ومراعاة الكفاءة والنهوة لمن لم تعرف كفاءته وذلك من أي قريب حفظًا للسمعة والنسب. ولكن الاسلامية تحوطت في هذا الامر وجعلت له سياجًا معقولًا من التصرف. كما ان الغرض مصروف الى الاهتمام والمغالاة لئلا تكون المرأة بضاعة رخيصة او مبتذلة.
ومن ثم نرى العرب قد حافظوا على انسابهم وأعراضهم وصيانة اخلاقهم. وهذا نظام متأصل فيهم من زمن قديم لا يدرك اوله، ومزاعم أهل الطوتمية مردودة، وغير معروفة (٣) . ونكتفي بهذا لمناسبة البيت وبيان اركانه ...
ولا يسع المرء ان ينكر ما يشاهده في العرب عن خيولهم التي هي وسائل نجاتهم من الاخطار وأنهم قد حفظوا على انسابهم (ارسانها) وبالغوا في ذلك وحكوا الحكايات عن الكراب على الفرس أو حمل الاثقال عليها ... مما يدل على ان القوم كما يهتمون بانفسهم يرعون بعين الاهتمام ما هو أعز لديهم من خيول لانها وسائل نجاتهم وكسبهم في حروبهم ...
٤ - الفخذ: ويقال له (البديدة) وجمعها بدايد والفندة وجمعها (فند) وكذا يقال له (بيت) كما تقدم. والفخذ في الاصل عدة بيوت من جد قريب لا يكاد يتجاوز الجد الخامس في الاغلب. وهذا تابع لكثرة النفوس، ولظهور من ينال مكانة ويحصل على مقدرة شخصية ومواهب مؤهلة حتى يكون رأس بيت او فخذ جديد.
ونرى التلازم والتكاتف بين افراد هذه البيوت والتضامن بينهم قويًا جدًا فالمسؤولية الشخصية للواحد على الآخر متجلية في هذا ... كما ان التكافوء في الحقوق ظاهر ... ومن ثم تتضاءل الرابطة حينما تعلو وتقل وحينئذ يكون التكاتف في المصلحة العامة والاحوال التي تخص القبيلة او العشيرة ...
ومن هنا ساء ظن من زعم ان هؤلاء وحوش لا جامعة تجمعهم ولا رابطة تربطهم، وانهم بيوت مبعثرة في الصحراء. واننا لنعجب ممن يكتب ولا يعرف حقيقة ما يكتب وإنما يقرأ بعض المباحث من المغرضين ويتخيلها حقيقة فيبني عليها اوهامًا من عنده ومطالعات فاسدة من رأيه فيحسب انه قطع جهيزة كل كاتب وخطيب ... والحال ان الفخذ في تضامن وتكاتف وفق ترتيب معهود لديهم وشكل منظم معروف ... وركنه الركين الاحتفاظ بحياة الجماعة، والتكاتف للشر غير مقصود ... فهو ضمان الجماعة، ودعامة بقائها، وأس صلاحها..
وعلى هذا الفخذ تترتب الاحكام التالية: ١ - الدية. هو المسؤول عنها لحد خمسة بطون أو أظهر أو ان الكل مسؤولون كما هو معتاد كثيرين من القبائل المحدودة في موطن وترى الضرورة تدعوها الى هذا التضامن فشاعت في الكل وصارت نظامًا لهم ... وحينئذ لا تقتصر المسؤولية عند الأقرب فالكل مطالبون ... ومن مؤيدات هذه الفكرة ان قاتل قريبه مسؤول شخصيًا تشديدًا للعقوبة عليه مع الجلاء وما ماثل ...
٢ - الحلال بخمسة أيضًا أو المسؤولية المالية.
٣ - الوسكة (الوسقة) تجري على هؤلاء المسؤولين وتشدد على السارقين من الأقارب أوالجيران لعين السبب المذكور في الفقرة الأولى.
وأمثال ذلك من المطالب عن الجناية الشخصية أو المالية ...
ويلاحظ هنا ان بعض الأفراد قد يجلى أو يرحل الى قبيلة أخرى لأسباب كثيرة فيحافظ على مكانته ويؤسس له اسمًا فينسى جذمه الذي درج منه. وحينئذ لا يمكن أن نعده فرعًا من فروع القبيلة أو بيتًا من بيوتها وانما نعلم اجمالا انه من تلك القبيلة. وهذا وقع كثيرًا في مواطن متعددة ... واذا كان نسي أصله فيعد من هذه القبيلة الأخيرة ...
ملحوظة: قد شاعت التسمية بالبيت، وكذا بالعشيرة أو القبيلة باسم مؤسسها أو من اشتهر أمره منها. وقل من تسمى باسم غيره إلا أن يكون بنبز كسنجاره وآل الجرباء ... ولم تعرف التسمية الى المواطن إلا قليلا وهذا قد يكون للفصل بين المواطن والأماكن فيما اذا تفرقت القبيلة كأن يقال شمر الجبل وشمر الجزيرة ... الخ بصورة عامة وإلا فأكثر القبائل تنسب الى جدها وتعرف باسمها ...
والأقوام الأخرى كالاثوريين والكرد، والترك، إنما تعرف قبائلهم باسمها الأصلي المعروفة به وبقريتها أو أرضها التي تحل فيها، وهذا هو الغالب فيهم ... ولا يؤمل الاطلاع الى ما هو شبيه او مماثل لما عند القبائل العربية من تفريع وافخاذ ... وإذا عرف هذا في الرؤساء فهو وقتي ولمدة. والترك اقرب الى الأوضاع القبائلية في بداوتهم ...
٥ - العشيرة
وتتألف من عدة أفخاذ أو بيوت وتعيش مجتمعة بالوجه المتعارف ... أو قد يتفرع الفخذ الواحد الى عدة أفخاذ فرعية بناء على تقادم العهد في بناء البيت فيتكاثر أفراده ويتشعبون بتزايد نفوسهم وحينئذ يتسمى ما كان قد تسمى بالفخذ أو البيت (بالعشيرة) . وهذه قد يتساهل في تسميتها فيقال لها (قبيلة) ولكن المعروف أكثر هو ما قدمنا وقد يقال (الفريق) إذا كان جزءًا من القبيلة وغير منفك عنها ... وهؤلاء الأفراد متكافؤون في الحقوق ومتساوون وتجمعهم صلة القرابة أو ما يدعى (بالعمة أو العمومة) وهنا يقال للفريق (جمعًا) حينما يبلغ الف بيت باصطلاح عنزة وشمر في غالب الأحيان. وإلا فعندما عشائرنا يقال لجملة بيوت تسكن في موطن فريقًا. و(نار الفريق) منه.
والفريق أو الجمع في الغالب لا يراعى فيه القربية أو الاشتقاق من جد واحد وإنما تراعى فيه القربى البعيدة وقد يكونون مختلفي الأفخاذ والبدايد ... وأساسه أن يتفوقوا على أمر من غزو أو ما ماثل ... وباصطلاح عشائرنا لا يختلف معنى الفريق عن (الجمع) والجموع.. وغالب الجموع أن تؤلف للحرب خاصة أو للغزو ولذا يقول المثل: (قال يا محورب حورب! قال: تلاقت الجموع) بخلاف الفريق فانه يتكوّن من أفخاذ مختلفة بسبب المراعي والتجوّل الموقت ايام الربيع فيعود بعد ذلك كل الى قومه وجماعته (عشيرته أو فخذه) .
أما المسؤولية المالية والشخصية في هذه فانها غير مرعية لدى القبائل البدوية أي إذا طالب المنهوب منه أو المسروق منه فلا يسعه ذلك. وأما أموال القبيلة فهي محترمة ... ولكنها لدى قبائلنا المتاخمة للمدن أو المجاورة لها فالمسؤولية فيها من قبل المجاورين عامة وان المعتدى عليه يتوسق (يتوسك) من ظفر به. ويمثلون لهذه بان العشيرة (غابة) فلا يمكن الوصول الى كل مواضعها ولذا يؤخذ من الأطراف أو الجوانب التي يتيسر الأخذ منها. وهذا يعد طريقًا لاستيفاء الحق وواسطة للحصول عليه فليس عندهم الجناية شخصية أو فردية على حد ما ورد في القرآن الكريم (ولا تزر وازرة وزر أخرى) .
وقد نهى الإسلام عن ذلك وأمر أن لا يسأل عن ذنب المرء غيره ويرد بقوله: «أفحكم الجاهلية يبغون» لمن لا يرضى إلا أن يكون الحصول على الحق من الأمور الكيفية، ويجعلها تابعة للقوة والتمكن من أخذ الحق ... ولكن القبائل ترى هذا لا من ناحية مخالفة النص الصريح، وإنما هو تدبير لحراسة الحقوق المتقابلة ...
وإن مثل هذا إنما يراعى في المواطن التي لا حكومة فيها ذات سلطة فيستعين المرء بقوة قبيلته فيستوفي حقه ممن عثر عليه، أو ظفر به من أقارب عدوّه. فكأن القوم في حرب. وفي هذا ضمان لم يجد أهل البادية بدًا من الركون إليه ولا رأوا ضمانًا له غير هذا ... أو بالتعبير الأصح لم يتمكنوا من اكتشاف طريقة أسلم من هذه فهي الطريقة المثلى عندهم بالنظر للتجارب التي مرت عليهم، وقد رأوا كثيرًا ما لهذه الطريقة من النفع والحصول على الحق أو صيانته بتأمين المطلوب.
وحينئذ تحسب هذه الأمور إذا أريد الصلح أو المسالمة. وقد تدعو هذه لحروب دموية. وإذا خلت من التجاوز وهو واقع قطعًا كانت ضمانًا وحراسة للحقوق.
رأينا بعض الرؤساء من يحرم الوسقة (الوسكة) من الأقارب ويراعي أحكام القرآن الكريم ولا يسأل سوى الجارم كما في آية (ولا تزر وازرة وزر أخرى) وعلى هذا يقولون (كل شاة معلقة من كراعها) .
أما العشائر البدوية فلا تسأل أكثر من الخامس في درجة القربى من البطون ولا تطالبه لا بالمسؤلية الشخصية ولا بالجناية المالية ... أيًا كان ومن أي قبيل سواء كان قريبًا أو بعيدًا على أن لا يكون من عشيرة أخرى. وتمنع التطاول على أموال القبيلة بتاتًا وفي حالة أن يكون القريب جنى على قريبه جناية ما سواء كانت مالية أو بدنية فإن المسؤولية تقتصر على الفخذ ولا تتجاوزه. وهذا لم يقدر بالخمسة ولكنه في الحقيقة لا يتجاوزها وأما إذا كانت قد وقعت الجناية بين أهل الفخذ فتكون المسؤولية على الفاعل نفسه دون غيره وتضاعف في الأكثر ...
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
ثم ان هذه الحالة للجماعات العشائرية من الألفة والتكاتف واحتماء بعضها بالبعض قد يسبب العداء بينها وبين المجاورين وتؤدي الى ما يؤذن بالخطر، أو يهدد كيان الجماعة ويتكاتفون لأجله أو بالتعبير الأصح ان ذلك لا يحتاج الى مقاولة أو معاهدة وإنما يتم بمجرد وقوع الخطر وحدوثه ... والمهددات لكيان العشائر كثيرة ومتعددة. ولذا نجدهم يتخذون وسائل عديدة لتقوية التضامن بينهم ويتأهبون لدفع الطوارئ والعوادي وأهمها: التذكير بالوقائع القريبة العهد والاجتماعات المتوالية في المجالس والدواوين تنبه على لزوم التضامن في حراسة الأموال والأنفس وتهييج العداء بالهوسات وبذكرى الوقائع السابقة وحكايتها واستخدام العماريات والخطابة المشوبة بحماس ومقترنة بالأشعار ومتى شعرت جماعة أو عشيرة بضعف ركنت الى التحالف مع العشائر الأخرى المجاورة مذكرة لها بقرابة ولو بعيدة، كالاشتراك في القحطانية أو العدنانية ... أو بجوار، أو بوقائع متماثلة أعانتها بها، أو بالأخطار التي تنجم من جراء ذلك أو استعطافها وأنها سوف ينالها ما ينال هذه، وقد تستخدم عدة وسائل من هذه وفي خلال ذلك ترى التهويل، والاستنهاض ...
ومن ثم يحصل الاتفاق، أو التحالف أو يتدخل في أمر الصلح ... وهذه حالات أشبه بالحقوق الدولية أو أنها مصغرتها، والطبيعية منها ...
ونترك الآن البحث عن العلاقات بين العشائر المتقاربة أو المتباعدة وان كان الأصل من نجار واحد ... فقد نرى لهذه علاقات وصلات متنوعة لا يسهل الكلام عليها ما لم نعرف عن العشائر وخصوصياتها شيئًا ... قبل أن نرجع الى العلاقات الخارجية ...
٦ - القبيلة
وقد تتألف الجماعة العربية من عدة عشائر بان تكتسب ضخامة وسعة في تكوّنها.. وحينئذ يقال لها (القبيلة) وقد يتساهل في التعبير فتسمى العشيرة باسم القبيلة كما تقدم. وهذه لا تفترق عن العشيرة إلا في الرياسة العامة بأن يكون رؤساء العشائر منقادين لرئيس القبيلة، وقد يصح التعبير إذا قلنا ان القبيلة عشيرة موسعة، وبالغة حدًا كبيرًا من التفرع والتشعب ... فهي لا تختلف في حكمها عن العشيرة وحينئذ تكون الكلمة واحدة وان كانت كل عشيرة تدار داخليًا من قبل رئيسها.. فالرؤساء هنا بمنزلة رؤساء الأفخاذ في العشيرة ...
وهذه لا تكون المسؤولية العامة فيها إلا في المطالب العظمى والحالات الشاذة فهم متناصرون فيما بينهم. وكذا رئيس القبيلة هو واسطة التفاهم مع الحكومة دون رؤساء العشائر.. أو تتدخل الحكومة لحل النزاع بين فريق وفريق من العشائر المتخالفة ممن هم تحت سلطة رئيس القبيلة.. فيتفاهم معه، أو يتفاهم مع رؤساء العشائر المتخالفين ...
وعلى كل حال ان هذه الحالة ضئيلة العلاقة. فليست كالفخذ في شدة ارتباطه ولا كالعشيرة في تكاتف افخاذها. وإنما هي سلطة عامة وغالبها اسميّ وتنفذ الأوامر على أيدي الرؤساء على العشائر فهي أشبه بالادارة العامة للولاية أو اللواء بالنظر للأقضية والنواحي في نظام المدن ...
والفرق هو ان بين الحكومة وأفرادها عمومية وأما في هذه فلا يتولى الرياسة على العشيرة إلا من كان من بيت الرياسة، أو من أبدى مهارة بحيث رضيت عنه العشيرة فانتزعها ممن لا يصلح لها وهذا نادر جدًا ... وكذا يقال في الرياسة العامة فانها لا يتولاها على القبيلة إلا من كان من بيت الرياسة وما شذ عن هذه القاعدة فذاك لأسباب غالبها ظهور الخطر المهدد لكيان القبيلة، ووجود المقدرة وخمول بيت الرياسة ... خصوصًا إذا علمنا ان الرياسة في العشائر تكون لمن هو أشجع من غيره، أو أكرم منه، أو جمعها معًا حتى ارتضته القبيلة من بيت الرياسة، أو من بيت آخر مالت إليه وعدلت من الأصل الذي كانت تعترف له. وهذا مشاهد كثيرًا ...
والحاصل ان القبائل تظهر قوة تكاتفها في أمور منها الدية، والمطالبة بالدم أو الثأر وبضمانات الجرائر ... وكذا القيام بفورة الدم، ومعاونة الضعيف واعطائه (الحذية) ..الخ.
وعلى كل حال لا يحصر أمر التعاون والتضافر ويتجلى عند منازعات القبائل وحروبها وغزواتها ...
وأساس ذلك انه تراعى فيه الدرجات بالنظر للحوادث. وفي المثل يقال (ضم أخاك لابن عمك وابن عمك للغريب) وهكذا يقال عنهم في كافة أمورهم..
فمثلًا ان القبيلة التي تمت الى القربى مقدمة لديها دون غيرها ولو كانت القربى بعيدة جدًا ...
وهذه الأحوال تلاحظ عند الملمات فتهيج كامن القربى والعداء مع القبائل الأخرى ... وحينئذ تثير أمشاج القربى ووشيجة النسب فيتحرك وتر الشعور ودقات الاحساس فتدفعها لتيارها وتسوقها لغرضها.. وهكذا.
وهنا نرى البلاغة والتلاعب في جلب النفوس في الشعر فالحكايات والهوسات وهكذا كل ما يسلك طريقه فيها ويجذب رغبة.
٧ - الامارة
وقد تتقارب عدة قبائل، أو تتكاثر الى أن تكون قبائل عديدة فيتولى امارتها رئيس الفخذ الأول، أو أن ينال رئيس إحدى العشائر أو القبائل مكانة ويبدي همة زائدة لجمع الكلمة فيعول عليه ... وهذا قليل، والعنعنة مرعية.
وذاك الرئيس هو (الأمير) . وفي نجد كلمة أمير عامة تقال لرئيس كل قبيلة، أو عشيرة ولكن أصل وضعها للامارة على عدة قبائل وتولي رياستها ...
وهذه علاقتها أكبر وان كانت أضعف من حيث التدخل في شؤون كل قبيلة. وإنما هي سيطرة عامة، وزعامة ... تنظر في العلائق العامة بين القبائل كما ان رؤساء القبائل ينظرون الى العلائق بين عشائرهم. وكذا تلاحظ مكانتها بالنظر للامارات، أو القبائل الأخرى بين أن تكون على سلم، أو حرب، أو غزو ...
وهنا تترتب حقوق لا تفترق عن حقوق القبيلة أو العشيرة بصورة أعم وأعظم ...
وسيأتي الكلام على عرف القبائل. وكذا على علاقتها مع بعضها مما يستدعي البحث الطويل والاستقصاء عن الأحوال..
وهذا البحث لاذ جدًا. ومن أهم مباحث القبائل. ويبطل مزاعم من ينظر الى القبائل كنظرة همجية أو وحشية فيتصورها لا همّ له سوى الغزو والنهب دون قانون ولا عادات تكبحها وحقوق تردعها، أو تعاملات توقفها عند حدّها.
وغاية ما أقوله الآن انها لم تخرج عن النظام والعادات المقررة حتى في غزوها وقيادتها للغزو، وتقسيم الغنائم ... الخ ملحوظة: وإذ قد عرفنا تكوّن البيت والفخذ، والعشيرة، والقبيلة، والامارة، ومكانة كل من هذه بالنظر للأخرى اجمالا تحتم علينا أن نبحث عن الشكل الكامل (القبيلة) . والكلام عليها لا يفترق عن الإمارة بوجه ...
فالكلام على القبائل هو كلام على كافة الجماعات العربية ولا نفرق بين ان يكون قبيلة إذا كان كبيرًا، وبين أن يكون عشيرة فيما إذا كان كذلك. لذا ترانا قد نفخذ القبيلة الى افخاذ متتالية والى شعب أخرى مما لا يراعى فيه التصنيف المار الذكر اكتفاء بما علم. هذا مع بيان العلاقة والقربى بين القبائل ...
فلا يوجه النقد الى ان الواجب ان تعد بعض القبائل امارات نظرًا لتكاثر فروعها وتفرعهم الى من هو دونهم ... ولا مشاحة في الاصطلاح. وإنما الغرض هنا أن نتكلم عن القبيلة وما تفرعت إليه من الفروع التالية دون التزام لبيان قبيلة، أو عشيرة أو ما ماثل وإنما نكتفي بالاسم الصحيح المعروفة به الكتلة الموضوعة البحث قبيلة كانت أو عشيرة فيحافظ على اسمها مع غضّ النظر عن فروعها أو كثرة تفرعها ... وباقي المباحث تذكر عند خصوصية كل قبيلة بحيالها.
- ١٠ -
عرب العراق
إن هجرة العرب ونزوحهم الى العراق والشام وسورية ... والى مصر والبحرين ... قديمة العهد، ولعلها ابتدأت من أيام الحكومة الحمورابية، أو قبلها بأمد لا نستطيع تعيينه حتى تكوّنت هذه الحكومة كما ارتأى ذلك مؤرخون كثيرون ولم تنقطع صلتهم بالعراق، أو احتكاكهم به على بعد الزمن، وتعزى الهجرة بالنظر لمؤرخينا الى سعة ملك اليمن واكتساح ملوكهم الممالك الأخرى، ثم الى سيل العرم في اليمن، ثم الى تكاثر القحطانيين والعدنانيين مما أدى الى الاختلاط وايجاد حلف عربي قيل له (التنوخ) كما سميت القبائل المتفقة (القبائل التنوخية) فكانت تجري الهجرة الى الأرياف وأهمها (العراق) ...
ولا نعدم بعض النصوص التاريخية عن هذه الهجرات والتدافع بين القبائل والتداخل أو الانقياد والتمثل ... ولا يعرف في الحقيقة وبالضبط تاريخ النزوح الى العراق وإنما هو قديم، وإن كافة العرب الموجودين في العراق يحفظون أصلهم وانه من جزيرة العرب، وان فريقًا منهم يمت الى القحطانية، وآخر الى العدنانية ومنهم من هو من العرب الأولى كما يراه البعض ... فهم بالرغم من الاختلاط حافظوا على تجارهم واصلهم الأصيل ولكن الملحوظ هو ان السلطة كانت للقحطانية وان كان يقال عن تغلب العدنانية فالازد لم يضيعوا سلطتهم ...
ولما صالح خالد بن الوليد أهل الأنبار رآهم يكتبون بالعربية ويتعلمونها فسألهم ما أنتم فقالوا: «قوم من العرب نزلنا الى قوم من العرب قبلنا فكانت اوائلهم نزلوها أيام بختنصر (١) حين أباح العرب ثم لم نزل عنها.» ويفسر هذا القول بالمحفوظ لهم ... فقال ممن تعلمتم الكتاب؟ قالوا: «تعلمنا الخط من اياد وأنشدوه شعرًا:
قومي أياد لو انهم أمم ... أولوا أقاموا فتهزل النعم
قوم لهم باحة العراق إذا ... ساروا جميعًا والخط والقلم» اه (٢) .
ومما يبين محفوظات القوم عن أصلهم ان خالدًا حينما جاءه رؤساء أهل الحيرة للمفاوضة في أمر الصلح قال: ويحكم ما أنتم؟ أعرب فما تنقمون من العرب؟ أو عجم فما تنقمون من الانصاف والعدل؟ فاجابه عدي اللخمي بل عرب عاربة وأخرى متعربة فقال: لو كنتم كما تقولون لم تحادوننا وتكرهون أمرنا فقال له عدي: ليدلك على ما نقوله انه ليس لنا لسان إلا بالعربية فقال صدقت..الخ. ثم قال له اختاروا واحدة من ثلاث ان تدخلوا في ديننا فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، أو الجزية، أو المنابذة والمناجزة فقال بل نعطيك الجزية فقال خالد: - تبًا لكم ويحكم ان الكفر فلاة مضلة فاحمق العرب من سلكها فلقيه دليلان أحدهما عربي فتركه واستدل الأعجمي ... ! فصالحوه على مبلغ معين. ولكنهم ثقل عليهم ضياع الأمرة واعطاء الجزية فقال ابن بقيلة:
ابعد المنذرين ارى سوامًا ... تروح بالخورنق والسدير
وبعد فوارس النعمان ارعى ... قلوصًا بين مرة والحفير
فصرنا بعد هلك أبي قبيس ... كجرب المعز في اليوم المطير
تقسمنا القبائل من معد ... علانية كايسار الجزور
وكنا لا يرام لنا حريم ... فنحن كضرة الضرع الفخور
* * *
كذاك الدهر دولته سجال ... فيوم من مساءة أو سرور
وفي هذه الأبيات يتألم القحطاني في العراق من تغلب المعدية وسيطرتها عليهم بعد أن كان لا يرام لهم حريم ولم يلاحظ العربية الجامعة والأخوة القومية والدين الشامل ... فالمفاخرات وتسلط القبائل العدنانية مما رآه مصابا جللا ...
وكذا يقال عن محاورة عمرو بن عبد المسيح وما جرى له مع خالد بن الوليد مما برهن به على قدرة تلاعبه بالعربية وبيانه عنها.
وفي وقعة الحيرة وانتهائها بالصلح قال القعقاع بن عمرو مبينًا أن أهل الحيرة عرب مالوا الى الأرياف:
سقى الله قتلى بالفرات مقيمة ... وأخرى باثباج النجاف الكوانف
فنحن وطئنا بالكواظم هرمزًا ... وبالثني قرني قارن بالجوارف
ويوم أحطنا بالقصور تتابعت ... على الحيرة إحدى المصارف
حططناهم منها وقد كاد عرشهم ... يميل به فعل الجبان المخالف
رمينا عليهم بالقبول وقد رأوا ... غبوق المنايا حول تلك المجارف
صبيحة قالوا نحن قوم تنزلوا ... الى الريف من أرض العريب المقانف
ومن هذا كله يعلم ان عرب العراق من جزيرة العرب مالوا الى الأرياف أو تنزلوا إليها ... وكانت السلطة بايديهم ولكنها في قوة تارة وضعف اخرى. والعرب في الجزيرة لا يعدون من انفصل منهم انه يعود اليهم يومًا ... ولذا ينسى فلا يحفظون له تاريخًا ...
نراهم يقولون عن قوم منهم لا نعرفهم ... وهذا ظاهره الطعن ولكنه في الحقيقة نسيان واهمال لشأنه ... بسبب الوقائع المؤلمة والحوادث القاسية التي دعت فلم يتمكنوا من العودة وطاب لهم المقام ...
- ١١ -
قبائل العراق
الى
ايام الفتح الإسلامي
لا يقطع في طريق الانتساب أو الصلة في الكثير من عرب العراق المتحضرة بل نرى الذين مالوا الى الأرياف وسكنوا المدن انقطعت صلتهم عن العشائر ولم تبق لهم حاجة الى معرفة الصلة النسبية وانما يكتفون بقولهم انهم عرب ... وأما القبائل المعروفة ممن ذكرت في التواريخ أيام الفتح الإسلامي فإنها لما كانت قريبة العهد ولها صلة بقبائل الفتح دوّن المؤرخون مسموعاتهم عن أصلها وتاريخ ورودها العراق. والقديم منها فكلموا عنه مجملًا والآخر أوسعوه تفصيلا ...
وأننا نورد بعض النصوص التاريخية قال الطبري (١): كان بدء نزول العرب أرض العراق وثبوتهم فيها واتخاذهم الحيرة والأنبار منزلا ان بختنصر أمر أن يغزو العرب الذين لا اغلاق لبيوتهم ولا ابواب (اهل البادية الرحل) ويطأ بلادهم بالجنود فيقتل مقاتلتهم ويستبيح اموالهم. فخرجت طوائف منهم مسالمين مستأمنين فانزلهم بختنصر السواد على شاطئ الفرات فابتنوا موضع عسكرهم بعد فسموه الانبار كما انه اتخذ حيرًا على النجف وحصن من كان عنده وحرسهم، ثم خلى عن اهل الحيرة فاتخذوها منزلا. فلما مات بختنصر انضمّوا الى اهل الأنبار وبقي ذلك الحير خرابًا.
ويقال انه دخل على العرب وحارب عدنان فاجتمع اكثر العرب فقتل فيهم واثخن. ثم رجع بختنصر الى بابل بما جمع من سبايا العرب فالقاهم بالانبار فقيل (انبار العرب) . وبذلك سميت الانبار. وخالطهم بعد ذلك النبط. وبقيت بلاد العرب خرابًا ...
وفي هذه الاثناء تطاحنت العرب فيما بينها واقامت عدنان بمكة..اه وفي خلال سطور التاريخ نجد ان ملوك اليمن قد انبسط ملكهم ودانت لهم الاطراف ومضوا الى العراق والى ما هو أبعد منه ...
جاء في تاريخ الطبري (١) ما نصه: "... إن ملك اليمن وهو تبّع المعروف تبان أسعد سار بجيوشه حتى جاء الى جبلي طيء ثم مضى يريد الانبار فلما انتهى الى الحيرة ليلا تحير فاقام مقامه. ولذا سمي ذلك الموضع (الحيرة) . ثم سار وخلف به قومًا من الأزد، ولخم، وجذام، وعاملة، وقضاعة، فبنوا وأقاموا. ثم انتقلت اليهم أناس من طيء، وكلب، والسكون، وبلحارث بن كعب، واياد. ثم توجه الى الأنبار ... ثم انكفأ راجعًا الى اليمن..
وفي رواية خرج تبع في العرب حتى تحيروا بظاهر الكوفة وكان منزلا من منازله فبقي فيها من ضعفة الناس فسميت الحيرة لتحيرهم. وخرج تبع سائرًا فرجع اليهم وقد بنوا وأقاموا وأقبل تبع الى اليمن وأقاموا هم. ففيهم من قبائل العرب كلها من بني لحيان، وهذيل، وتميم، وجعفى، وطيء، وكلب ... وأيد ذلك التاريخ الإسلامي في وقائع كثيرة منها أن الوفود الى الرسول ﷺ نجد فيهم قبائل من اليمن ونرى اخوانهم في العراق فمثلًا بهراء جاءت وفودها الى الرسول ﷺ كما في طباق ابن سعد، وحاربها خالد في العراق على ما سيجيء ...
والحاصل ان الأقوال التاريخية - مما مصدره العرب والعراق - كثيرة في بدء سكنى العرب في العراق وسبب نزوحهم ... ودوامهم، وهجراتهم المتوالية اليه. وعلى كل حال هو قديم لم يدر أوله ... وقبل ما ذكروا فلا يحدّ له وقت ومن بين القبائل التي سكنت قبائل العرب البائدة من عمالقة وغيرهم ممن انقرضوا ولم تبق لهم بقايا معروفة مقطوع بصحة انتسابها ونرى ذكرهم مر مجملا ... ولكن القبائل التي سكنته قبيل الإسلام وعند ظهوره معروفة ولا تزال تشترك في قبائل العرب وفروعها ...
هذا. والقبائل العراقية كثيرة وغالبها قحطانية وقسم منها عدنانية وبينها ما هو متردد بين العدنانية والقحطانية مثل أياد وأنمار ... ولهذه القبائل فروع كثيرة ولا نجد بين هؤلاء ما هو خارج عن الجذمين القحطاني والعدناني. ولكننا نرى بعضها يعزى الى العاربة الأولى البائدة ... والقبائل العراقية المذكورة جمعاء مفرقة في بطون الكتب. وهذه أشهر القبائل:
١ - قبيلة اياد
هذه القبيلة كان قد تنازعها نسابة اليمن من القحطانية ونسابة العدنانية. قال العدنانيون ان اياد بن نزار بن معد بن عدنان. واياد هذا سار باهله الى اطراف العراق ... وأيدوا دعواهم بقول الشاعر وهو أبو دؤاد الايادي واسمه حارثة ابن الحجاج (١) وكان اشعر شعرائهم (٢):
وفتو حسن اوجههم ... من اياد بن نزار بن معد
وبقول الكميت بن زيد الاسدي:
اياد حين تنسب من معد ... وإن رغمت انوف الراغمينا
وكانوا في الذؤابة من نزار ... وأهل لوائها مترزنينا
وفي ابن هشام ان ايادًا هو ابن معد واورد:
قومي اياد لو انهم أمم ... أو لو أقاموا فتهزل النعم
قوم لهم ساحة العراق إذا ... ساروا جميعًا والقط والقلم (٣)
وهذا هو المشهور وأيده السمعاني في كتاب الأنساب. ومن بني أياد كعب ابن مامة الايادي وكان يضرب المثل بجوده، وقس بن ساعدة الأيادي وكان يضرب بفصاحته المثل.
أما اليمانية فادعت ان اياد بن احاظة بن سعد بن حمير. (١) وهذه القبيلة قديمة العهد في سكنى العراق. ولعلها من اقدم القبائل المعروفة. وكانت ديارها - على ما جاء في اليعقوبي - بعد اليمامة الحيرة ومنازلهم الخورنق وسدير وبارق ثم أجلاهم كسرى عن ديارهم فانزلهم تكريت ... ثم اخرجهم الى بلاد الروم. وقال ابن عبد البر: وقوم من الروم يزعمون انهم من اياد وانهم دخلوا مع هرقل إذ هزمهم المسلمون. وقيل انه رحل مع هرقل من اياد نحو سبعين ألفًا ونزلوا أنقرة. وقد ذكر ذلك الأسود بن يعفر في شعره إذ ذكر أنقرة فقال:
نزلوا بأنقرة يسيل عليهم ... ماء الفرات يجيء من اطواد (٢)
وقال ابن الأثير عند الكلام على العلائق الحربية بين العرب والفرس: «لما ملك سابور وكان صغيرًا ذاع خبر صغره في الأطراف وكانت العرب أقرب الى بلاد فارس وسواحل اردشيرخُرّه وغلبوا أهلها على مواشيهم ومعايشهم واكثروا من الفساد وغلبت اياد على سواد العراق ... فمكثوا حينًا لا يغزوهم أحد من الفرس لصغر ملكهم ... فلما كبر سابور اوقع بالعرب فقتل واسر واكثر ثم قطع البحر الى الخط فقتل من بالبحرين ... وسار الى هجر وبها ناس من تميم وبكر بن وائل وعبد القيس وقصد اليمامة واكثر في اهلها القتل وغوّر مياه العرب وقصد بكرًا وتغلب فيما بين مناظر الشام والعراق فقتل وسبى ... وكان ينزع اكتاف الرؤساء ممن يظفر بهم فسموه ذا الاكتاف ...
وكان لقيط الايادي معهم فكتب الى اياد:
سلام في الصحيفة من لقيط ... الى من بالجزيرة من اياد
بان الليث كسرى قد اتاكم ... فلا يشغلكم سوى العتاد
اتاكم منهم سبعون الفًا ... يزجون الكتائب كالجراد
فلم يقبلوا منه وداموا على الغارة فكتب اليهم:
ابلغ ايادًا وخلل في سراتهم ... اني ارى الرأي ان لم اعص قد نصعا
فلم يحذروا واوقع بهم سابور وأبادهم قتلا إلا من لحق بارض الروم (١) اه.
ومن وقائعهم مع الفرس (وقعة دير الجماجم) في ملك سابور بن سابور ذي الاكتاف. وكانت اياد تؤرخ بهذه الوقعة قال شاعرهم:
على رغم سابور بن سابور اصبحت ... قباب أياد حولها الخيل والنعم
كما كانوا يؤرخون خروجهم من العراق الى الجزيرة حين اوقع بهم سابور وقد تمثل بهذه الوقعة بعض الشعراء:
قلت والليل مطبق بغراب ... أرقب النجم لا احس رقادا
ان حيًا يرى الصلاح فسادًا ... ويرى الغي في الأمور رشادا
لقريب من الهلاك كما ... اهلك سابور بالعراق ايادا (٢)
قال اليعقوبي:»لما تفرق اهل اليمن قدم مالك بن فهم بن غنم بن دوس حتى نزل أرض العراق في أيام ملوك الطوائف فاصاب قومًا من العرب من معد وغيرهم بالجزيرة فملكوه عشرين سنة، ثم قدم جذيمة الأبرش فتكهن وعمل صنمين يقال لهما الضيزنان فاستهوى أحياء من احياء العرب حتى صار بهم الى ارض العراق وبها دار اياد ابن نزار وكانت ديارهم بين ارض الجزيرة الى ارض البصرة فحاربوه حتى صار الى ناحية يقال لها بقة على شط الفرات بالقرب من الأنبار وكان تملك تلك الناحية امرأة يقال لها الزباء، وكانت شديدة الزهادة في الرجال. فلما صار جذيمة الى أرض الأنبار واجتمع له من اجناده ما اجتمع قال لاصحابه إني قد عزمت على أن أرسل الى الزباء فاتزوجها وأجمع ملكها الى ملكي فقال غلام له يقال له قصير ان الزباء لو كانت ممن تنكح الرجال لسبقت اليها فكتب اليها وكتبت إليه أن أقبل إليّ أزوجك نفسي فارتحل إليها فقال له قصير لم أر رجلًا يزف إلى امرأة قبلك وهذه فرسك العصا قد صنعتها فاركبها وانج بنفسك فلم يفعل فلما دخل عليها كشفت عن فخذها فقالت أدأب عروس ترى قال دأب فاجرة بظراء غادرة فقطعته الزباء وركب قصير الفرس العصا ونجا. ولما قتل جذيمة ملك مكانه ابن اخته عمرو بن عدي بن نصر ... «اه (١) وفي تاج العروس ما نصه:»واياد حي من معد وهم اليوم باليمن قال ابن دريد هما ايادان اياد بن نزار واياد بن سود بن الحجر بن عمار بن عمرو (٢) قال ابو دؤاد الايادي:
في فتو حسن أوجههم ... من اياد بن نزار بن مضر " (١)
وقال صاحب اشتقاق الانساب:
«واياد بطون ... ومن اياد ابو البهاء الشاعر، ومنهم بنو علي بن سود لهم خطة بالبصرة وحوض. ومن بني علي سلم بن محمد بن حجر صاحب حوض بني علي بالبصرة..» اه (٢) فعد ايادًا من قبائل طاحية بن سود ومن بطونهم اياد، وعلي، وعبد الله، وبهذا يكونون من القبائل القحطانية.. ولكل وجهة ... اما اليوم فلا نشاهد قبيلة بهذا الاسم، تعد من بقاياهم بل ولا نعرف قبيلة في العراق تمت اليهم بنسب وقربى. وفي انساب السمعاني ذكر انها تنسب الى اياد بن نزار بن معد ابن عدنان وتشعبت منه القبائل ثم عدّ جماعة ممن اشتهروا بالنسبة الى هذه القبيلة فلا محل لا يرادها هنا، ونكتفي بالاشارة اليها. (٣) وان ايادًا هذه حافظت على مكانتها وعلى اسمها الى ظهور اياس بن قبيصة الطائي ووقعة ذي قار فان هذه القبيلة كانت مع اياس امير العرب فارسلت الى بكر سرًا بان أي الأمرين أحب اليكم أن نطير تحت ليلتنا فنذهب أو نقيم فنفر حين تلاقوا القوم..! قالوا بل تقيمون فإذا التقى القوم انهزمتم بهم. ففعلوا ما ارادت بكر ... (٤) وكانت الامارة فيهم قبل أن تأتيهم القبائل التنوخية الى العراق وبعد ان جاءوا الى العراق كانت لهم اليد في مقدرات هذه الامارة كما نرى ذلك في امارة عدي بن عمرو بن ربيعة من آل نصر اللخمي ...
وفي كل هذه المدة حافظوا على انسابهم ولم يختلطوا بالاعاجم وسائر الفرس. ولكن بسبب مساكنتهم لتخوم الفرس ومخالطتهم لهم صار سائر العرب يكرهون قربهم من العجم ويعدّون ذلك ضياعًا لعربيتهم وعروبتهم. ولذا يرون منزلتهم نازلة، ومكانتهم حقيرة لحد انهم عدّوهم من العجم ونبزوهم بذلك واتقيت مداخلتهم.. ويبعّد هذا احتفاظهم بانسابهم ... ولم يبالوا بالاعراب الذين يطعنون فيهم.. (١) وفي اليعقوبي ذكر لجماهير قبائلهم فليراجع ... ! (٢) وكانوا في اوائل امرهم يناصرون الفرس والفرس يناصرونهم وذلك حينما كانت السلطة بايديهم ...
ومما يشير الى ذلك بعض الوقائع التي من شأنها ان تولد البغضاء بين اياد وسائر العرب ... فيقال انه في بعض الايام نزل رجل من قبائل بكر وتغلب ابني وائل بناحية قريبة من بلاد الفرس من منازل اياد ومعه ابنته وكانت من اجمل نساء العالم فوشى به رحيل من اياد لدى ملك الفرس فاغتصبها من ابيها ويقال انه عرض جميع المشتهيات وخوّفها بجميع العقوبات ومسّها بكثير من المؤلمات ليرى وجهها فأبت وخيرته بين ان يقتلها، أو يعيدها لأبيها، فلما يئس منها اسكنها في موضع واجرى عليها الوظائف الترفيهية واكتفى برؤية قامتها تحت ملابسها في بعض الأحيان. وبسبب ذلك نشبت حروب بين العرب والفرس وانقضى الأمر بقتل ملك الفرس وتخليص الفتاة. وهذه الوقعة بين المحفوظات التي لم يعلم تاريخها ولا وقتها. وعلى كل نرى لاياد يدًا في الحصول عليها كما نرى لطيء اصبعًا في وقعة ذي قار..
وكان اسم هذه البنت (ليلى بنت لكيز) . ومن كلامها اثناء ما حصل لها تحث اهلها والعرب على تخليصها والغريب ان تعد ايادًا في جملة من تستصرخهم على ذلك وتطلب نفي العار عنهم ...
وفي هذه القصيدة تعد القبائل المعروفة والمعوّل عليها آنئذ فتقول:
ليت للبراق عينًا فترى ... ما ألاقي من بلاء وعنا
يا كليبًا وعقيلا اخوتي ... يا جنيدًا اسعدوني بالبكا
عذبت اختكموا يا ويلكم ... بعذاب النكر صبحًا ومسا
غللوني قيدوني ضربوا ... ملمس العفة مني بالعصا
يكذب الأعجم ما يقربني ... ومعي بعض حشاشات الحيا
قيدوني غللوني وافعلوا ... كل ما شئتم جميعًا من بلا
فأنا كارهة بغيكم ... ويقين الموت شيء يرتجى
يا بني كهلان يا أهل العلا ... اتدلون عليّ الأعجما
يا أيادًا خسرت أيديكموا ... خالط المنظر من برد عمى
فاصطبارًا وعزاء حسنًا ... كل نصر بعد ضرّ يرتجى
اصبحت ليلى يغلل كفها ... مثل تغليل الملوك العظما
وتقيّد وتكبّل جهرة ... وتطالب بقبيحات العنا
قل لعدنان هديتم شمروا ... لبني مبغوض تشمير الوفا
واعقدوا الرايات في اقطارها ... واشهروا البيض وسيروا لي ضحا
يا بني تغلب سيروا وانصروا ... وذروا الغفلة عنكم والكرى
احذروا العار على اعقابكم ... وعليكم ما بقيتم في الدنى
* * * ومن ابياتها ان بني كهلان هم الذين دلوا عليها فتعاتبهم وتستصرخ ايادًا، وكذا عدنان وبني تغلب منهم تطلب ان يشمروا لانقاذها.. وفي امثالها يسمع الكثير أيام الحروب، والأمور التي يهيج لها القوم للوقيعة بأعدائهم.. والظاهر أنها إن صحت في وقعة عامة ولذا تطلب معاونة عامة ... وفيها تستنهض الهمم وتحرك الشعور والاحساس ...
هذا. والمعروف من اياد بنو سُبين وهم بالحيرة منهم بقيلة صاحب القصر الذي يقال له قصر بني بقيلة بالحيرة. ومنهم عبد المسيح بن عمرو بن حيان ابن بقيلة الذي صالح خالد بن الوليد على الحيرة وكان من المعمرين وهو الذي بعث به كسرى برويز الى سطيح الشام في رؤيا الموبذان ... (١) ومن مشاهير اياد ابنة الخس وجمعة بنت حابس منهم ... (٢)
٢ - أنمار
قبيلة أيضًا مختلف في نسبها بين النزارية والقحطانية. والأولون يقولون أنمار ابن نزار وأيدوا ذلك بقول الشاعر:
وأنمار وان رغمت أنوف ... معدّيو العمومة والخؤول
لهم لغة تبين من أبيهم مع ... العز الشواذخ ذي الحجول
وفي تاج العروس: «وأنمار بن نزار بن معد بن عدنان ويقال له أنمار الشاة وذكر في مادة (ح م ر) وقال ابن الجواني النسابة في المقدمة الفاضلية: وأما قولهم ربيعة الفرس ومضر الحمراء فزعم بعض النسابين ان نزارًا لما توفي اقتسم بنوه ميراثه واستهموا عليه فذكرهم الى أن قال: وكان لنزار قدح كبير يسقي فيه الضيوف اللبن فاصابه أنمار ثم قال وقيل أن نزارًا لما حضرته الوفاة قسم ميراثه بين بنيه المذكورين وقال إن اشكل عليكم الأمر فعليكم بالأفعى الجرهمي حكم العرب فلما مات نزار واختلفوا مضوا إليه فذكروا القصة الى أن قال وقضى لأنمار بالدراهم والأرض. وقال سيبويه: النسب الى أنمار أنماري لأنه اسم للواحد.» اه (١) واليمانيون يقولون أنمار بن أراش بن الغوث وهو الأزد. (٢) ومنهم شق الأنماري (كاهن العرب) (٣) وعمر على ما يقال ثلاثمائة سنة وكان معاصرًا لسطيح وهما في أيام ربيعة بن نصر اللخمي وفي الاشتقاق أن أنمار أصل بجيلة وخثعم. (٤) وقال نشوان بن سعيد الحميري: «وأنمار حي من اليمن من ولد أنمار ابن سبأ الأكبر.» اه (٥) وفي سيرة ابن هشام بعد ان بين ان أنمار بن نزار قال ابن اسحق أنمار أبو خثعم وبجيلة وقد تيامنت فلحقت باليمن. وقال اليمن بجيلة أنمار بن أراش ابن لحيان بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ.
ويقال أراش بن عمر بن لحيان بن الغوث (وهو موافق لما جاء في التنبيه والاشراف) . ودار بجيلة وخثعم يمانية. (١) ومن بجيلة يعقوب أبو يوسف القاضي وهو ابن إبراهيم بن حبيب، وعدد في الاشتقاق جماعة منهم. وبين فروعهم ... وأما خثعم فقد ذكر جماعة من رجالهم أيضًا ... (٢) وهذه النقول عن أصل القبيلة وسائر القبائل كانت دوّنت في حينها إلا أن بعض الكتب اشتهرت بسبب شيوعها وماتت الآراء الأخرى.. ولذا لم يقطع النسابة في قوم ... حتى فيمن نعدهم من المقطوع بهم نظرًا لبعد العهد، وإنما يؤخذ بالمشهور المعروف ولا يلتفت إلى الأقوال الأخرى ... وعلى هذا قال النسابة أن نسب الرسول ﷺ مقطوع به الى عدنان وما فوقه لم يضبط بيقين وبواعثه الحفظ والغلط فيه ... ولا نرانا في حاجة الى ان نستقصي كل ما قيل عن كل قبيلة ... وفي الحديث «تعلموا من انسابكم ما تصلون به أرحامكم» و «كلكم بنو آدم وآدم من تراب» (٣) مما يعين القربى بين الكل، ويؤلف بينهم ...
٣ - قبائل قضاعة
المشهور ان قضاعة من القبائل القحطانية الكبرى، وساق أهل الانساب عمود نسب قضاعة في عمرو بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير ابن سبأ، ويقولون ان قضاعة كان مالكًا الشحر وقبر قضاعة في جبل الشحر.
قال شاعرهم:
قضاعة قومي ان قومي ذؤابة ... بفضل المساعي في الملمات تعرف
وقد نسبت قضاعة في أيام العصبية الى معد في وقت معاوية وابنه يزيد، وبذلا لرؤسائهم أموالًا جسيمة على الانتفاء من اليمن والانتساب في معد، فساعدهماالى ذلك بعض رؤسائهم فلما بلغ ذلك قضاعة غضبوا غضبًا شديدًا وأنكروا ذلك أشد الإنكار فحشدوا واجتمعوا ثم دخلوا مسجد دمشق يوم الجمعة على يزيد وهم يرتجزون ويقولون:
يا ايها الداعي ادعنا وابشر ... وكن قضاعيًا ولا تنزر
نحن بنو الشيخ الهجان الازهر ... قضاعة بن مالك بن حمير
النسب المعروف غير المنكر ... من قال قولا غير ذا تنصر
أي فهو من النصارى ثم قالوا ليزيد انا قوم من اهل اليمن يسعنا ما يسعهم ويضيق عنا ما ضاق عنهم فالحقنا بهم قال: قد فعلت. (١) ومنهم من يجعل قضاعة بن معد بن عدنان وبهذا يعدون من العدنانية ...
وعلى هذا قالوا:
أبوكم معد كان يكنى ببكره ... قضاعة ما كنى به من تجمجما
ولكن علماء الأنساب عبروا عن ذلك بقيل ... وهم قبائل عديدة وفي أيام خالد بن الوليد حينما هاجم العراق كانت طوائف قضاعة فوق الانبار فوجه اليها المثنى بن حارثة فاغار عليها وأصاب ما فيها وقتل وسبى ... (٢) ومن بطونهم: ١) - بهراء. صادفهم خالد بن الوليد عند سوى. وكان عليهم حرقوص ابن النعماني البهراني من قضاعة واكتسح أموالهم حين مسيره الى الشام ... (١) والمعروف في هذه المدّ فيقال بهراء والنسبة اليها بهراني على غير القياس كما في تاج العروس ... والى ظهور الإسلامية كانت بهراء أيضًا في بلاد اليمن وجاءت وفودها الى الرسول ﷺ (٢) مما يعين ان اجزاء القبيلة كانت تميل الى الأنحاء الأخرى ...
٢) - كلب. وماؤهم (قراقر) و(سوى) وكانوا أيام خالد مع بهراء وهم ممن حاربهم خالد فوق الأنبار ... ولكلب فرع يقال لهم العدسيون في الحيرة وقصر العدسيين ينسب اليهم ...
وقبيلة زبيد المشهورة في العراق منها فرع كبير ومعروف ينتخى بقوله (كلبي) . والظاهر المقطوع به ان هؤلاء من قضاعة من (كلب) الفرع القديم المعلوم على ما سيجيء عند الكلام على زبيد في حينه ...
وممن اجتمعت اليه قضاعة زهير بن خباب الكلبي. وكان يدعى الكائن لصحة رأيه، وقد جرت له وقائع كثيرة وأهمها مع قبيلة (صداء) من مذحج، ومع بكر وتغلب ابني وائل ... ولزهير هذا قصيدة يفخر بها في انتصاره. (٣) وابن الكلبي مؤرخ معروف يمت الى هذه القبيلة.
٣) - بنو العبيد. وهم الذين عناهم الاعشى بقوله: بني الشهر الحرام فلست منهم ولست من الكرام بني العبيد وهؤلاء انقرضوا بانقراض امارة الحضر ... وهنا عدّ الحيدري العبيد القبيلة المعروفة اليوم من هؤلاء واستدل بقول الأعشى المذكور نظرًا للموافقة بالاسم وليس بصحيح. (١) ٤) - جهينة. وهو ابن زيد بن سويد بن أسلم بن قضاعة ... (٢) ٥) - جرم. وهؤلاء قبائل ذكرهم ابن دريد في كتاب الاشتقاق.
٦) - بليّ. قبيلة من اليمن من قضاعة والنسبة اليهم بلوي. وهم ولد بليّ ابن عمرو بن الحاف بن قضاعة.
قال المثلم بن قرط البلوي:
الم تر ان الحي كانوا بغبطة ... بمأرب إذ كانوا يحلونها معا
بليّ وبهراء وخولان اخوة ... لعمرو بن حاف فرع من قد تفرعا
اقام بها خولان بعد ابن امه ... فاثرى لعمري في البلاد واوسعا (٣)
٧) - آل سليح. ذكرهم النويري. (٤) وكذا ابن عبد البر قال: كل هذه القبائل خرجت مع هرقل ملك الروم عند خروجه من الشام فتفرقت في بلاد الروم ... (٥) والحاصل ان قبائل قضاعة كثيرة ولكل قبيلة فروع لا تكاد تحصى ... وهؤلاء كانوا من أقدم سكان العراق ايام حكومة الحضر ... وغالب القبائل متفرقة في أنحاء عديدة، والقبائل العربية كلما أحست بضعف رحبت بالنازح إليها من القبائل الأخرى ممن لها صلة به وقربى فتستعيد القوة.
وهناك فروع وقبائل أخرى في غير العراق لا محل للاطالة في القول فيهم ...
٤ - قبيلة طيء
من القبائل القحطانية، وطيء ك (سيد)، ويجوز التخفيف ك (حي) . وهو جد هذه القبيلة، واصل اسمه (جلهمة) بن أدد بن زيد بن يشجب ابن عريب (١) بن زيد بن كهلان ... واشتقاق اسمه من طاء بمعنى أبعد في المرعى، أو من طاء في الأرض إذا ذهب وجاء، أو لأنه أول من طوى المناهل، وقيل لأنه طوى بئرًا من العرب، ولم يقطع من العلماء أحد في هذا الاشتقاق والنسبة اليه طائي على خلاف القياس كما يقال حاري في النسبة الى الحيرة.
وكانت هذه القبيلة تنزل اليمن فخرجت منها على اثر خروج الازد عند تفرقهم بسيل العرم فنزلوا بنجد والحجاز على القرب من بني أسد، ثم غلبوا بني أسد على جبلي أجا وسُلمى من بلاد نجد فعرفا بجبلي طيء.
وكانت طيء من القبائل التنوخية التي جاءت العراق وحصلت على امارة فيه مدة وكان من امرائهم إياس بن قبيصة وهو عامل كسرى على الحيرة.
ومن استنطاق مؤرخين عديدين يظهر انهم لم يميلوا ميلة واحدة في تنوخ الى العراق وإنما بقي قسم آخر منهم متوطنًا اليمن ونجدًا والحجاز ولكن لا ينكر الاتصال والتعلق بسبب القربى.. ومن ثم افترقوا في أول الاسلام زمن الفتوحات في الأقطار، وصار منهم أمم كثيرة ملأت السهل والجبل حجازًا وشامًا وعراقًا (١) ولم يعين علماء الأنساب كافة فروعهم. وإنما ذكروا الأصول الأساسية تارة، والفروع المتفرعة اخرى، وكل واحد كتب من كان في جهته ...
ومن بطونهم: ١ - بنو تميم بن ثعلبة. ويقول امرؤ القيس في رئيسهم المعلى:
كأني إذا نزلت على المعلى ... نزلت على البواذخ من شمام
فما ملك العراق على المعلى ... بمقتدر ولا ملك الشآم
أفرّ حشا امرئ القيس بن ... حجر بنو تيم مصابيح الظلام
ومنهم أوس بن حارثة بن لام سيد طيء.
٢ - بنو نبهان. ومنهم زيد الخيل وسماه الرسول ﷺ زيد الخير بن مهلل كان قد جاءه مع وفد طيء وكان رأسهم وسيدهم. وهو الذي قال فيه الرسول ﷺ ما ذكر لي رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي إلا ما كان من زيد، فإنه لم يبلغ كل ما فيه. وكان رسول الله ﷺ قد بعث علي ابن ابي طالب (رض) الى الفُلس صنم طيء يهدّمه ويشن الغارات فخرج في مائتي فرس فاغار على حاضر آل حاتم فاصابوا ابنة حاتم ... في سبايا من طيء. وفي حديث هشام بن محمد ان الذي اغار عليهم خالد بن الوليد (رض) وهرب عدي ابن حاتم من خيل النبي ﷺ حتى لحق بالشام وكان على النصرانية، وكان يسير في قومه (بالمرباع) وجعلت ابنة حاتم في حظيرة بباب المسجد. وكانت امرأة جميلة، جزلة، فمر رسول الله ﷺ فقامت إليه فقالت هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن عليّ من الله عليك. قال من وافدك؟ قالت عدي بن حاتم. فقال الفارّ من الله ومن رسوله، وقدم وفد من قضاعة من الشام قالت فكساني النبي وأعطاني نفقة وحملني وخرجت معهم حتى قدمت الشام على عدي فجعلت اقول له القاطع الظالم، احتملت باهلك وولدك وتركت بقية والدك. فاقامت عنده ايامًا، وقالت له أرى ان تلحق برسول الله ﷺ فسلم عليه وهو في المسجد فقال من الرجل قال عدي بن حاتم فانطلق به الى بيته والقى له وسادة محشوة بليف وقال اجلس عليها فجلس رسول الله على الأرض وعرض عليه الاسلام فأسلم عدي واستعمله رسول الله ﷺ على صدقات قومه.
وعدي هذا كان من أجواد المسلمين. قدم على عمر (رض) فلم ير منه ما يعجبه فقال اما تعرفني يا أمير المؤمنين؟ فقال بلى! والله أعرفك! اكرمك الله بأحسن المعرفة، أسلمت إذ كفروا، وعرفت إذا انكروا، ووفيت إذ عذروا، وأقبلت إذ ادبروا. فقال حسبي يا أمير المؤمنين. (١) ٣ - بنو ثعل. ومن هؤلاء عمرو بن المشيح (في الطبقات المسبح) وجاء في الطبقات انه من بني معن وهم من بني ثعل وكان ارمى اهل وقته.
وفيه يقول امرئ القيس:
رب رام من بني ثعل ... مخرج كفيه من (١) ستره
قدم عمرو المذكور على النبي ﷺ وهو يومئذ ابن خمس ومائة سنة كما في عقد الفريد وفي كتاب الاشتقاق ١٥٠ سنة فسأله عن الصيد فقال كُل ما اصميت ودع ما انميت. (٢)
٤ - بنو سنبس. حاتم وابنه عدي من هذه القبيلة. وهؤلاء لا تزال بقاياهم في العراق. وذكر صاحب قبائل مصر ان هذه كانت قد تكاثرت في جنوب فلسطين واقلقت بال الحكومة هناك فاضطرتها الى الجلاء فهبطت مصر سنة ٤٤٢ هجرية. (٣) ومن اجداد حاتم اخزم الذي يضرب به المثل فيقال (شنشنة اعرفها من اخزم) .
٥ - جديلة. وهؤلاء في اليمن فجاءت وفودهم فيمن جاء من طيء.
٦ - بولان. وجاءت في عقد الفريد بالياء وليس بصواب.
٧ - سلامان. وهؤلاء فروعهم كثيرة، وغالبهم في العراق. وقد جاء وفدهم الى الرسول ﷺ سنة عشر للهجرة.
٨ - هني. (بفتح الهاء وسكون النون كما في ابي الفداء) . وفي انساب الجواني (هناء) . وصاحب الأنساب ضبطه بكسر الهاء والنون في النسبة فقال هني. ومن هؤلاء اياس بن قبيصة الذي ملك العرب بعد النعمان. وكانت الرياسة في العراق على طيء في الجاهلية لاياس ولاعقابه الى حين انقراض ملك الفرس وكانت زوجة النعمان بن المنذر وهي سعدى بنت حارثة من طيء. ولما التجأ النعمان اليهم ولحق بجبلي طيء كانت سعدى عنده فسأل طيئًا أن يمنعوه من كسرى فلم يقدروا فانصرف عنهم.. ومن بني هني ابو زيد الشاعر واسمه حرملة ابن المنذر.
٩ - سُدوس. وهؤلاء وفد منهم وزر بن جابر في طيء. وهم يرجعون الى نبهان. وذكرها صاحب عقد الفريد ولم يذكرها الجواني في أنسابه.
وسدوس المذكور هو ابن اصمع، قال فيه امرؤ القيس:
إذا ما كنت مفتخرًا ففاخر ... ببيت مثل بيت بني سدوسا
١٠ - بنو لام. وهؤلاء من بني ذهل إلا أنهم استقلوا في التسمية وسنفرد لهم بحثًا خاصًا.
١١ - بنو معن. يرحبون الى بني ثعل. ومنهم عمرو بن عبد المسيح الطائي المذكور. ولهم فروع كثيرة في العراق. وأبو حارثة ذرب بن عبد الله منهم وهذا حكم في الجاهلية حكومة وافقت السنة في الإسلام وكانت حكومته في خنثي:
منّا الذي حكم الحكومة وافقت ... في الجاهلية سنة الإسلام (١)
١٢ - بنو شمّر. بطن من طيء قاله نشوان الحميري ولم يصلهم باحد الفروع المعروفة والآن هم قبائل قائمة برأسها والتفت حولها قبائل اخرى من طيء وقحطان وسنفصل القول فيها. (١) ١٣ - بحتر بن عتود. واليها ينسب ابو عبادة البحتري الشاعر. والملحوظ ان هذه القبيلة اشتهر منها جماعة كثيرة من الأجواد والفرسان والشعراء والمحدثين كذا في تاج العروس، وذكر بعضهم، ويطول بنا تعداد من ظهر منهم من المشاهير، وجاء في السمعاني: خرج من طيء ثلاثة لا يطير لهم حاتم في جوده، وداود بن نصير في فقهه وزهده، وأبو تمام في شعره. (٢) وسيأتي الكلام على طيء مفصلا عند ذكر العشائر الحاضرة وتكوّنها. وفي القائمة التالية ما يعين ترتيب فروعهم وطريق تسلسلها. وهي أكثر بكثير مما هو مذكور ...
٥ - قبيلة تميم: وهذه من قبائل العراق قديمًا والمترددة اليه بكثرة واصلها من القبائل العدنانية ومن أشهر رؤسائها حاجب بن زرارة التميمي صاحب القوس (قوس حاجب) الذي يضرب به المثل في الوفاء. وكان قد اعتنق المجوسيّة ويقال انه تزوج ابنته على عقيدة القوم فرجع وممن اشتهر من رجالهم في العراق عدي بن زيد وكانت له مكانة عند الفرس والمناذرة، ومن مشاهير الشعراء، ويعاب في شعره انه قروي يصف ما لم ير فيضعه في غير موضعه ... وحذق في الفارسية والعربية معًا فكان أفصح الناس بالعربية والفارسية (١) كان المنذر قد جعل ابنه النعمان في حجورهم فارضعوه ... وكان المنذر قد بعث عدي بن زيد واخويه أبيًا وسميًا الى كسرى ليترجموا له فلما مات المنذر اختار بسبب عدي النعمان فنال الامارة ولكن ابن مرينا (عدي بن أوس ابن مرينا) شوش ما بينهما واغضب النعمان على عدي بن زيد فحبسه ثم قتله، وان اخوة عدي بن زيد اغضبوا كسرى على النعمان حتى قتله في خانقين، وحدثت بعد ذلك (وقعة ذي قار) المشهورة. (٢) ولهذه القبيلة فروع عديدة منتشرة في الأنحاء العراقية، وسيأتي الكلام عليها عند بيان عشائر العراق الحاضرة ...
٦ - قبائل بكر بن وائل
هذه القبائل قديمة العهد في ورودها العراق جاءت بعد اياد الى الأنحاء القريبة من العراق، قصدت في بادئ امرها البحرين ومنها توجهت مع القبائل التنوخية الى أنحاء العراق ... وقد حافظت على كيانها ومكانتها القبائلية الى ظهور الإسلام وانتشاره في العراق ...
ومن ثم يحصل الاتفاق، أو التحالف أو يتدخل في أمر الصلح ... وهذه حالات أشبه بالحقوق الدولية أو أنها مصغرتها، والطبيعية منها ...
ونترك الآن البحث عن العلاقات بين العشائر المتقاربة أو المتباعدة وان كان الأصل من نجار واحد ... فقد نرى لهذه علاقات وصلات متنوعة لا يسهل الكلام عليها ما لم نعرف عن العشائر وخصوصياتها شيئًا ... قبل أن نرجع الى العلاقات الخارجية ...
٦ - القبيلة
وقد تتألف الجماعة العربية من عدة عشائر بان تكتسب ضخامة وسعة في تكوّنها.. وحينئذ يقال لها (القبيلة) وقد يتساهل في التعبير فتسمى العشيرة باسم القبيلة كما تقدم. وهذه لا تفترق عن العشيرة إلا في الرياسة العامة بأن يكون رؤساء العشائر منقادين لرئيس القبيلة، وقد يصح التعبير إذا قلنا ان القبيلة عشيرة موسعة، وبالغة حدًا كبيرًا من التفرع والتشعب ... فهي لا تختلف في حكمها عن العشيرة وحينئذ تكون الكلمة واحدة وان كانت كل عشيرة تدار داخليًا من قبل رئيسها.. فالرؤساء هنا بمنزلة رؤساء الأفخاذ في العشيرة ...
وهذه لا تكون المسؤولية العامة فيها إلا في المطالب العظمى والحالات الشاذة فهم متناصرون فيما بينهم. وكذا رئيس القبيلة هو واسطة التفاهم مع الحكومة دون رؤساء العشائر.. أو تتدخل الحكومة لحل النزاع بين فريق وفريق من العشائر المتخالفة ممن هم تحت سلطة رئيس القبيلة.. فيتفاهم معه، أو يتفاهم مع رؤساء العشائر المتخالفين ...
وعلى كل حال ان هذه الحالة ضئيلة العلاقة. فليست كالفخذ في شدة ارتباطه ولا كالعشيرة في تكاتف افخاذها. وإنما هي سلطة عامة وغالبها اسميّ وتنفذ الأوامر على أيدي الرؤساء على العشائر فهي أشبه بالادارة العامة للولاية أو اللواء بالنظر للأقضية والنواحي في نظام المدن ...
والفرق هو ان بين الحكومة وأفرادها عمومية وأما في هذه فلا يتولى الرياسة على العشيرة إلا من كان من بيت الرياسة، أو من أبدى مهارة بحيث رضيت عنه العشيرة فانتزعها ممن لا يصلح لها وهذا نادر جدًا ... وكذا يقال في الرياسة العامة فانها لا يتولاها على القبيلة إلا من كان من بيت الرياسة وما شذ عن هذه القاعدة فذاك لأسباب غالبها ظهور الخطر المهدد لكيان القبيلة، ووجود المقدرة وخمول بيت الرياسة ... خصوصًا إذا علمنا ان الرياسة في العشائر تكون لمن هو أشجع من غيره، أو أكرم منه، أو جمعها معًا حتى ارتضته القبيلة من بيت الرياسة، أو من بيت آخر مالت إليه وعدلت من الأصل الذي كانت تعترف له. وهذا مشاهد كثيرًا ...
والحاصل ان القبائل تظهر قوة تكاتفها في أمور منها الدية، والمطالبة بالدم أو الثأر وبضمانات الجرائر ... وكذا القيام بفورة الدم، ومعاونة الضعيف واعطائه (الحذية) ..الخ.
وعلى كل حال لا يحصر أمر التعاون والتضافر ويتجلى عند منازعات القبائل وحروبها وغزواتها ...
وأساس ذلك انه تراعى فيه الدرجات بالنظر للحوادث. وفي المثل يقال (ضم أخاك لابن عمك وابن عمك للغريب) وهكذا يقال عنهم في كافة أمورهم..
فمثلًا ان القبيلة التي تمت الى القربى مقدمة لديها دون غيرها ولو كانت القربى بعيدة جدًا ...
وهذه الأحوال تلاحظ عند الملمات فتهيج كامن القربى والعداء مع القبائل الأخرى ... وحينئذ تثير أمشاج القربى ووشيجة النسب فيتحرك وتر الشعور ودقات الاحساس فتدفعها لتيارها وتسوقها لغرضها.. وهكذا.
وهنا نرى البلاغة والتلاعب في جلب النفوس في الشعر فالحكايات والهوسات وهكذا كل ما يسلك طريقه فيها ويجذب رغبة.
٧ - الامارة
وقد تتقارب عدة قبائل، أو تتكاثر الى أن تكون قبائل عديدة فيتولى امارتها رئيس الفخذ الأول، أو أن ينال رئيس إحدى العشائر أو القبائل مكانة ويبدي همة زائدة لجمع الكلمة فيعول عليه ... وهذا قليل، والعنعنة مرعية.
وذاك الرئيس هو (الأمير) . وفي نجد كلمة أمير عامة تقال لرئيس كل قبيلة، أو عشيرة ولكن أصل وضعها للامارة على عدة قبائل وتولي رياستها ...
وهذه علاقتها أكبر وان كانت أضعف من حيث التدخل في شؤون كل قبيلة. وإنما هي سيطرة عامة، وزعامة ... تنظر في العلائق العامة بين القبائل كما ان رؤساء القبائل ينظرون الى العلائق بين عشائرهم. وكذا تلاحظ مكانتها بالنظر للامارات، أو القبائل الأخرى بين أن تكون على سلم، أو حرب، أو غزو ...
وهنا تترتب حقوق لا تفترق عن حقوق القبيلة أو العشيرة بصورة أعم وأعظم ...
وسيأتي الكلام على عرف القبائل. وكذا على علاقتها مع بعضها مما يستدعي البحث الطويل والاستقصاء عن الأحوال..
وهذا البحث لاذ جدًا. ومن أهم مباحث القبائل. ويبطل مزاعم من ينظر الى القبائل كنظرة همجية أو وحشية فيتصورها لا همّ له سوى الغزو والنهب دون قانون ولا عادات تكبحها وحقوق تردعها، أو تعاملات توقفها عند حدّها.
وغاية ما أقوله الآن انها لم تخرج عن النظام والعادات المقررة حتى في غزوها وقيادتها للغزو، وتقسيم الغنائم ... الخ ملحوظة: وإذ قد عرفنا تكوّن البيت والفخذ، والعشيرة، والقبيلة، والامارة، ومكانة كل من هذه بالنظر للأخرى اجمالا تحتم علينا أن نبحث عن الشكل الكامل (القبيلة) . والكلام عليها لا يفترق عن الإمارة بوجه ...
فالكلام على القبائل هو كلام على كافة الجماعات العربية ولا نفرق بين ان يكون قبيلة إذا كان كبيرًا، وبين أن يكون عشيرة فيما إذا كان كذلك. لذا ترانا قد نفخذ القبيلة الى افخاذ متتالية والى شعب أخرى مما لا يراعى فيه التصنيف المار الذكر اكتفاء بما علم. هذا مع بيان العلاقة والقربى بين القبائل ...
فلا يوجه النقد الى ان الواجب ان تعد بعض القبائل امارات نظرًا لتكاثر فروعها وتفرعهم الى من هو دونهم ... ولا مشاحة في الاصطلاح. وإنما الغرض هنا أن نتكلم عن القبيلة وما تفرعت إليه من الفروع التالية دون التزام لبيان قبيلة، أو عشيرة أو ما ماثل وإنما نكتفي بالاسم الصحيح المعروفة به الكتلة الموضوعة البحث قبيلة كانت أو عشيرة فيحافظ على اسمها مع غضّ النظر عن فروعها أو كثرة تفرعها ... وباقي المباحث تذكر عند خصوصية كل قبيلة بحيالها.
- ١٠ -
عرب العراق
إن هجرة العرب ونزوحهم الى العراق والشام وسورية ... والى مصر والبحرين ... قديمة العهد، ولعلها ابتدأت من أيام الحكومة الحمورابية، أو قبلها بأمد لا نستطيع تعيينه حتى تكوّنت هذه الحكومة كما ارتأى ذلك مؤرخون كثيرون ولم تنقطع صلتهم بالعراق، أو احتكاكهم به على بعد الزمن، وتعزى الهجرة بالنظر لمؤرخينا الى سعة ملك اليمن واكتساح ملوكهم الممالك الأخرى، ثم الى سيل العرم في اليمن، ثم الى تكاثر القحطانيين والعدنانيين مما أدى الى الاختلاط وايجاد حلف عربي قيل له (التنوخ) كما سميت القبائل المتفقة (القبائل التنوخية) فكانت تجري الهجرة الى الأرياف وأهمها (العراق) ...
ولا نعدم بعض النصوص التاريخية عن هذه الهجرات والتدافع بين القبائل والتداخل أو الانقياد والتمثل ... ولا يعرف في الحقيقة وبالضبط تاريخ النزوح الى العراق وإنما هو قديم، وإن كافة العرب الموجودين في العراق يحفظون أصلهم وانه من جزيرة العرب، وان فريقًا منهم يمت الى القحطانية، وآخر الى العدنانية ومنهم من هو من العرب الأولى كما يراه البعض ... فهم بالرغم من الاختلاط حافظوا على تجارهم واصلهم الأصيل ولكن الملحوظ هو ان السلطة كانت للقحطانية وان كان يقال عن تغلب العدنانية فالازد لم يضيعوا سلطتهم ...
ولما صالح خالد بن الوليد أهل الأنبار رآهم يكتبون بالعربية ويتعلمونها فسألهم ما أنتم فقالوا: «قوم من العرب نزلنا الى قوم من العرب قبلنا فكانت اوائلهم نزلوها أيام بختنصر (١) حين أباح العرب ثم لم نزل عنها.» ويفسر هذا القول بالمحفوظ لهم ... فقال ممن تعلمتم الكتاب؟ قالوا: «تعلمنا الخط من اياد وأنشدوه شعرًا:
قومي أياد لو انهم أمم ... أولوا أقاموا فتهزل النعم
قوم لهم باحة العراق إذا ... ساروا جميعًا والخط والقلم» اه (٢) .
ومما يبين محفوظات القوم عن أصلهم ان خالدًا حينما جاءه رؤساء أهل الحيرة للمفاوضة في أمر الصلح قال: ويحكم ما أنتم؟ أعرب فما تنقمون من العرب؟ أو عجم فما تنقمون من الانصاف والعدل؟ فاجابه عدي اللخمي بل عرب عاربة وأخرى متعربة فقال: لو كنتم كما تقولون لم تحادوننا وتكرهون أمرنا فقال له عدي: ليدلك على ما نقوله انه ليس لنا لسان إلا بالعربية فقال صدقت..الخ. ثم قال له اختاروا واحدة من ثلاث ان تدخلوا في ديننا فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، أو الجزية، أو المنابذة والمناجزة فقال بل نعطيك الجزية فقال خالد: - تبًا لكم ويحكم ان الكفر فلاة مضلة فاحمق العرب من سلكها فلقيه دليلان أحدهما عربي فتركه واستدل الأعجمي ... ! فصالحوه على مبلغ معين. ولكنهم ثقل عليهم ضياع الأمرة واعطاء الجزية فقال ابن بقيلة:
ابعد المنذرين ارى سوامًا ... تروح بالخورنق والسدير
وبعد فوارس النعمان ارعى ... قلوصًا بين مرة والحفير
فصرنا بعد هلك أبي قبيس ... كجرب المعز في اليوم المطير
تقسمنا القبائل من معد ... علانية كايسار الجزور
وكنا لا يرام لنا حريم ... فنحن كضرة الضرع الفخور
* * *
كذاك الدهر دولته سجال ... فيوم من مساءة أو سرور
وفي هذه الأبيات يتألم القحطاني في العراق من تغلب المعدية وسيطرتها عليهم بعد أن كان لا يرام لهم حريم ولم يلاحظ العربية الجامعة والأخوة القومية والدين الشامل ... فالمفاخرات وتسلط القبائل العدنانية مما رآه مصابا جللا ...
وكذا يقال عن محاورة عمرو بن عبد المسيح وما جرى له مع خالد بن الوليد مما برهن به على قدرة تلاعبه بالعربية وبيانه عنها.
وفي وقعة الحيرة وانتهائها بالصلح قال القعقاع بن عمرو مبينًا أن أهل الحيرة عرب مالوا الى الأرياف:
سقى الله قتلى بالفرات مقيمة ... وأخرى باثباج النجاف الكوانف
فنحن وطئنا بالكواظم هرمزًا ... وبالثني قرني قارن بالجوارف
ويوم أحطنا بالقصور تتابعت ... على الحيرة إحدى المصارف
حططناهم منها وقد كاد عرشهم ... يميل به فعل الجبان المخالف
رمينا عليهم بالقبول وقد رأوا ... غبوق المنايا حول تلك المجارف
صبيحة قالوا نحن قوم تنزلوا ... الى الريف من أرض العريب المقانف
ومن هذا كله يعلم ان عرب العراق من جزيرة العرب مالوا الى الأرياف أو تنزلوا إليها ... وكانت السلطة بايديهم ولكنها في قوة تارة وضعف اخرى. والعرب في الجزيرة لا يعدون من انفصل منهم انه يعود اليهم يومًا ... ولذا ينسى فلا يحفظون له تاريخًا ...
نراهم يقولون عن قوم منهم لا نعرفهم ... وهذا ظاهره الطعن ولكنه في الحقيقة نسيان واهمال لشأنه ... بسبب الوقائع المؤلمة والحوادث القاسية التي دعت فلم يتمكنوا من العودة وطاب لهم المقام ...
- ١١ -
قبائل العراق
الى
ايام الفتح الإسلامي
لا يقطع في طريق الانتساب أو الصلة في الكثير من عرب العراق المتحضرة بل نرى الذين مالوا الى الأرياف وسكنوا المدن انقطعت صلتهم عن العشائر ولم تبق لهم حاجة الى معرفة الصلة النسبية وانما يكتفون بقولهم انهم عرب ... وأما القبائل المعروفة ممن ذكرت في التواريخ أيام الفتح الإسلامي فإنها لما كانت قريبة العهد ولها صلة بقبائل الفتح دوّن المؤرخون مسموعاتهم عن أصلها وتاريخ ورودها العراق. والقديم منها فكلموا عنه مجملًا والآخر أوسعوه تفصيلا ...
وأننا نورد بعض النصوص التاريخية قال الطبري (١): كان بدء نزول العرب أرض العراق وثبوتهم فيها واتخاذهم الحيرة والأنبار منزلا ان بختنصر أمر أن يغزو العرب الذين لا اغلاق لبيوتهم ولا ابواب (اهل البادية الرحل) ويطأ بلادهم بالجنود فيقتل مقاتلتهم ويستبيح اموالهم. فخرجت طوائف منهم مسالمين مستأمنين فانزلهم بختنصر السواد على شاطئ الفرات فابتنوا موضع عسكرهم بعد فسموه الانبار كما انه اتخذ حيرًا على النجف وحصن من كان عنده وحرسهم، ثم خلى عن اهل الحيرة فاتخذوها منزلا. فلما مات بختنصر انضمّوا الى اهل الأنبار وبقي ذلك الحير خرابًا.
ويقال انه دخل على العرب وحارب عدنان فاجتمع اكثر العرب فقتل فيهم واثخن. ثم رجع بختنصر الى بابل بما جمع من سبايا العرب فالقاهم بالانبار فقيل (انبار العرب) . وبذلك سميت الانبار. وخالطهم بعد ذلك النبط. وبقيت بلاد العرب خرابًا ...
وفي هذه الاثناء تطاحنت العرب فيما بينها واقامت عدنان بمكة..اه وفي خلال سطور التاريخ نجد ان ملوك اليمن قد انبسط ملكهم ودانت لهم الاطراف ومضوا الى العراق والى ما هو أبعد منه ...
جاء في تاريخ الطبري (١) ما نصه: "... إن ملك اليمن وهو تبّع المعروف تبان أسعد سار بجيوشه حتى جاء الى جبلي طيء ثم مضى يريد الانبار فلما انتهى الى الحيرة ليلا تحير فاقام مقامه. ولذا سمي ذلك الموضع (الحيرة) . ثم سار وخلف به قومًا من الأزد، ولخم، وجذام، وعاملة، وقضاعة، فبنوا وأقاموا. ثم انتقلت اليهم أناس من طيء، وكلب، والسكون، وبلحارث بن كعب، واياد. ثم توجه الى الأنبار ... ثم انكفأ راجعًا الى اليمن..
وفي رواية خرج تبع في العرب حتى تحيروا بظاهر الكوفة وكان منزلا من منازله فبقي فيها من ضعفة الناس فسميت الحيرة لتحيرهم. وخرج تبع سائرًا فرجع اليهم وقد بنوا وأقاموا وأقبل تبع الى اليمن وأقاموا هم. ففيهم من قبائل العرب كلها من بني لحيان، وهذيل، وتميم، وجعفى، وطيء، وكلب ... وأيد ذلك التاريخ الإسلامي في وقائع كثيرة منها أن الوفود الى الرسول ﷺ نجد فيهم قبائل من اليمن ونرى اخوانهم في العراق فمثلًا بهراء جاءت وفودها الى الرسول ﷺ كما في طباق ابن سعد، وحاربها خالد في العراق على ما سيجيء ...
والحاصل ان الأقوال التاريخية - مما مصدره العرب والعراق - كثيرة في بدء سكنى العرب في العراق وسبب نزوحهم ... ودوامهم، وهجراتهم المتوالية اليه. وعلى كل حال هو قديم لم يدر أوله ... وقبل ما ذكروا فلا يحدّ له وقت ومن بين القبائل التي سكنت قبائل العرب البائدة من عمالقة وغيرهم ممن انقرضوا ولم تبق لهم بقايا معروفة مقطوع بصحة انتسابها ونرى ذكرهم مر مجملا ... ولكن القبائل التي سكنته قبيل الإسلام وعند ظهوره معروفة ولا تزال تشترك في قبائل العرب وفروعها ...
هذا. والقبائل العراقية كثيرة وغالبها قحطانية وقسم منها عدنانية وبينها ما هو متردد بين العدنانية والقحطانية مثل أياد وأنمار ... ولهذه القبائل فروع كثيرة ولا نجد بين هؤلاء ما هو خارج عن الجذمين القحطاني والعدناني. ولكننا نرى بعضها يعزى الى العاربة الأولى البائدة ... والقبائل العراقية المذكورة جمعاء مفرقة في بطون الكتب. وهذه أشهر القبائل:
١ - قبيلة اياد
هذه القبيلة كان قد تنازعها نسابة اليمن من القحطانية ونسابة العدنانية. قال العدنانيون ان اياد بن نزار بن معد بن عدنان. واياد هذا سار باهله الى اطراف العراق ... وأيدوا دعواهم بقول الشاعر وهو أبو دؤاد الايادي واسمه حارثة ابن الحجاج (١) وكان اشعر شعرائهم (٢):
وفتو حسن اوجههم ... من اياد بن نزار بن معد
وبقول الكميت بن زيد الاسدي:
اياد حين تنسب من معد ... وإن رغمت انوف الراغمينا
وكانوا في الذؤابة من نزار ... وأهل لوائها مترزنينا
وفي ابن هشام ان ايادًا هو ابن معد واورد:
قومي اياد لو انهم أمم ... أو لو أقاموا فتهزل النعم
قوم لهم ساحة العراق إذا ... ساروا جميعًا والقط والقلم (٣)
وهذا هو المشهور وأيده السمعاني في كتاب الأنساب. ومن بني أياد كعب ابن مامة الايادي وكان يضرب المثل بجوده، وقس بن ساعدة الأيادي وكان يضرب بفصاحته المثل.
أما اليمانية فادعت ان اياد بن احاظة بن سعد بن حمير. (١) وهذه القبيلة قديمة العهد في سكنى العراق. ولعلها من اقدم القبائل المعروفة. وكانت ديارها - على ما جاء في اليعقوبي - بعد اليمامة الحيرة ومنازلهم الخورنق وسدير وبارق ثم أجلاهم كسرى عن ديارهم فانزلهم تكريت ... ثم اخرجهم الى بلاد الروم. وقال ابن عبد البر: وقوم من الروم يزعمون انهم من اياد وانهم دخلوا مع هرقل إذ هزمهم المسلمون. وقيل انه رحل مع هرقل من اياد نحو سبعين ألفًا ونزلوا أنقرة. وقد ذكر ذلك الأسود بن يعفر في شعره إذ ذكر أنقرة فقال:
نزلوا بأنقرة يسيل عليهم ... ماء الفرات يجيء من اطواد (٢)
وقال ابن الأثير عند الكلام على العلائق الحربية بين العرب والفرس: «لما ملك سابور وكان صغيرًا ذاع خبر صغره في الأطراف وكانت العرب أقرب الى بلاد فارس وسواحل اردشيرخُرّه وغلبوا أهلها على مواشيهم ومعايشهم واكثروا من الفساد وغلبت اياد على سواد العراق ... فمكثوا حينًا لا يغزوهم أحد من الفرس لصغر ملكهم ... فلما كبر سابور اوقع بالعرب فقتل واسر واكثر ثم قطع البحر الى الخط فقتل من بالبحرين ... وسار الى هجر وبها ناس من تميم وبكر بن وائل وعبد القيس وقصد اليمامة واكثر في اهلها القتل وغوّر مياه العرب وقصد بكرًا وتغلب فيما بين مناظر الشام والعراق فقتل وسبى ... وكان ينزع اكتاف الرؤساء ممن يظفر بهم فسموه ذا الاكتاف ...
وكان لقيط الايادي معهم فكتب الى اياد:
سلام في الصحيفة من لقيط ... الى من بالجزيرة من اياد
بان الليث كسرى قد اتاكم ... فلا يشغلكم سوى العتاد
اتاكم منهم سبعون الفًا ... يزجون الكتائب كالجراد
فلم يقبلوا منه وداموا على الغارة فكتب اليهم:
ابلغ ايادًا وخلل في سراتهم ... اني ارى الرأي ان لم اعص قد نصعا
فلم يحذروا واوقع بهم سابور وأبادهم قتلا إلا من لحق بارض الروم (١) اه.
ومن وقائعهم مع الفرس (وقعة دير الجماجم) في ملك سابور بن سابور ذي الاكتاف. وكانت اياد تؤرخ بهذه الوقعة قال شاعرهم:
على رغم سابور بن سابور اصبحت ... قباب أياد حولها الخيل والنعم
كما كانوا يؤرخون خروجهم من العراق الى الجزيرة حين اوقع بهم سابور وقد تمثل بهذه الوقعة بعض الشعراء:
قلت والليل مطبق بغراب ... أرقب النجم لا احس رقادا
ان حيًا يرى الصلاح فسادًا ... ويرى الغي في الأمور رشادا
لقريب من الهلاك كما ... اهلك سابور بالعراق ايادا (٢)
قال اليعقوبي:»لما تفرق اهل اليمن قدم مالك بن فهم بن غنم بن دوس حتى نزل أرض العراق في أيام ملوك الطوائف فاصاب قومًا من العرب من معد وغيرهم بالجزيرة فملكوه عشرين سنة، ثم قدم جذيمة الأبرش فتكهن وعمل صنمين يقال لهما الضيزنان فاستهوى أحياء من احياء العرب حتى صار بهم الى ارض العراق وبها دار اياد ابن نزار وكانت ديارهم بين ارض الجزيرة الى ارض البصرة فحاربوه حتى صار الى ناحية يقال لها بقة على شط الفرات بالقرب من الأنبار وكان تملك تلك الناحية امرأة يقال لها الزباء، وكانت شديدة الزهادة في الرجال. فلما صار جذيمة الى أرض الأنبار واجتمع له من اجناده ما اجتمع قال لاصحابه إني قد عزمت على أن أرسل الى الزباء فاتزوجها وأجمع ملكها الى ملكي فقال غلام له يقال له قصير ان الزباء لو كانت ممن تنكح الرجال لسبقت اليها فكتب اليها وكتبت إليه أن أقبل إليّ أزوجك نفسي فارتحل إليها فقال له قصير لم أر رجلًا يزف إلى امرأة قبلك وهذه فرسك العصا قد صنعتها فاركبها وانج بنفسك فلم يفعل فلما دخل عليها كشفت عن فخذها فقالت أدأب عروس ترى قال دأب فاجرة بظراء غادرة فقطعته الزباء وركب قصير الفرس العصا ونجا. ولما قتل جذيمة ملك مكانه ابن اخته عمرو بن عدي بن نصر ... «اه (١) وفي تاج العروس ما نصه:»واياد حي من معد وهم اليوم باليمن قال ابن دريد هما ايادان اياد بن نزار واياد بن سود بن الحجر بن عمار بن عمرو (٢) قال ابو دؤاد الايادي:
في فتو حسن أوجههم ... من اياد بن نزار بن مضر " (١)
وقال صاحب اشتقاق الانساب:
«واياد بطون ... ومن اياد ابو البهاء الشاعر، ومنهم بنو علي بن سود لهم خطة بالبصرة وحوض. ومن بني علي سلم بن محمد بن حجر صاحب حوض بني علي بالبصرة..» اه (٢) فعد ايادًا من قبائل طاحية بن سود ومن بطونهم اياد، وعلي، وعبد الله، وبهذا يكونون من القبائل القحطانية.. ولكل وجهة ... اما اليوم فلا نشاهد قبيلة بهذا الاسم، تعد من بقاياهم بل ولا نعرف قبيلة في العراق تمت اليهم بنسب وقربى. وفي انساب السمعاني ذكر انها تنسب الى اياد بن نزار بن معد ابن عدنان وتشعبت منه القبائل ثم عدّ جماعة ممن اشتهروا بالنسبة الى هذه القبيلة فلا محل لا يرادها هنا، ونكتفي بالاشارة اليها. (٣) وان ايادًا هذه حافظت على مكانتها وعلى اسمها الى ظهور اياس بن قبيصة الطائي ووقعة ذي قار فان هذه القبيلة كانت مع اياس امير العرب فارسلت الى بكر سرًا بان أي الأمرين أحب اليكم أن نطير تحت ليلتنا فنذهب أو نقيم فنفر حين تلاقوا القوم..! قالوا بل تقيمون فإذا التقى القوم انهزمتم بهم. ففعلوا ما ارادت بكر ... (٤) وكانت الامارة فيهم قبل أن تأتيهم القبائل التنوخية الى العراق وبعد ان جاءوا الى العراق كانت لهم اليد في مقدرات هذه الامارة كما نرى ذلك في امارة عدي بن عمرو بن ربيعة من آل نصر اللخمي ...
وفي كل هذه المدة حافظوا على انسابهم ولم يختلطوا بالاعاجم وسائر الفرس. ولكن بسبب مساكنتهم لتخوم الفرس ومخالطتهم لهم صار سائر العرب يكرهون قربهم من العجم ويعدّون ذلك ضياعًا لعربيتهم وعروبتهم. ولذا يرون منزلتهم نازلة، ومكانتهم حقيرة لحد انهم عدّوهم من العجم ونبزوهم بذلك واتقيت مداخلتهم.. ويبعّد هذا احتفاظهم بانسابهم ... ولم يبالوا بالاعراب الذين يطعنون فيهم.. (١) وفي اليعقوبي ذكر لجماهير قبائلهم فليراجع ... ! (٢) وكانوا في اوائل امرهم يناصرون الفرس والفرس يناصرونهم وذلك حينما كانت السلطة بايديهم ...
ومما يشير الى ذلك بعض الوقائع التي من شأنها ان تولد البغضاء بين اياد وسائر العرب ... فيقال انه في بعض الايام نزل رجل من قبائل بكر وتغلب ابني وائل بناحية قريبة من بلاد الفرس من منازل اياد ومعه ابنته وكانت من اجمل نساء العالم فوشى به رحيل من اياد لدى ملك الفرس فاغتصبها من ابيها ويقال انه عرض جميع المشتهيات وخوّفها بجميع العقوبات ومسّها بكثير من المؤلمات ليرى وجهها فأبت وخيرته بين ان يقتلها، أو يعيدها لأبيها، فلما يئس منها اسكنها في موضع واجرى عليها الوظائف الترفيهية واكتفى برؤية قامتها تحت ملابسها في بعض الأحيان. وبسبب ذلك نشبت حروب بين العرب والفرس وانقضى الأمر بقتل ملك الفرس وتخليص الفتاة. وهذه الوقعة بين المحفوظات التي لم يعلم تاريخها ولا وقتها. وعلى كل نرى لاياد يدًا في الحصول عليها كما نرى لطيء اصبعًا في وقعة ذي قار..
وكان اسم هذه البنت (ليلى بنت لكيز) . ومن كلامها اثناء ما حصل لها تحث اهلها والعرب على تخليصها والغريب ان تعد ايادًا في جملة من تستصرخهم على ذلك وتطلب نفي العار عنهم ...
وفي هذه القصيدة تعد القبائل المعروفة والمعوّل عليها آنئذ فتقول:
ليت للبراق عينًا فترى ... ما ألاقي من بلاء وعنا
يا كليبًا وعقيلا اخوتي ... يا جنيدًا اسعدوني بالبكا
عذبت اختكموا يا ويلكم ... بعذاب النكر صبحًا ومسا
غللوني قيدوني ضربوا ... ملمس العفة مني بالعصا
يكذب الأعجم ما يقربني ... ومعي بعض حشاشات الحيا
قيدوني غللوني وافعلوا ... كل ما شئتم جميعًا من بلا
فأنا كارهة بغيكم ... ويقين الموت شيء يرتجى
يا بني كهلان يا أهل العلا ... اتدلون عليّ الأعجما
يا أيادًا خسرت أيديكموا ... خالط المنظر من برد عمى
فاصطبارًا وعزاء حسنًا ... كل نصر بعد ضرّ يرتجى
اصبحت ليلى يغلل كفها ... مثل تغليل الملوك العظما
وتقيّد وتكبّل جهرة ... وتطالب بقبيحات العنا
قل لعدنان هديتم شمروا ... لبني مبغوض تشمير الوفا
واعقدوا الرايات في اقطارها ... واشهروا البيض وسيروا لي ضحا
يا بني تغلب سيروا وانصروا ... وذروا الغفلة عنكم والكرى
احذروا العار على اعقابكم ... وعليكم ما بقيتم في الدنى
* * * ومن ابياتها ان بني كهلان هم الذين دلوا عليها فتعاتبهم وتستصرخ ايادًا، وكذا عدنان وبني تغلب منهم تطلب ان يشمروا لانقاذها.. وفي امثالها يسمع الكثير أيام الحروب، والأمور التي يهيج لها القوم للوقيعة بأعدائهم.. والظاهر أنها إن صحت في وقعة عامة ولذا تطلب معاونة عامة ... وفيها تستنهض الهمم وتحرك الشعور والاحساس ...
هذا. والمعروف من اياد بنو سُبين وهم بالحيرة منهم بقيلة صاحب القصر الذي يقال له قصر بني بقيلة بالحيرة. ومنهم عبد المسيح بن عمرو بن حيان ابن بقيلة الذي صالح خالد بن الوليد على الحيرة وكان من المعمرين وهو الذي بعث به كسرى برويز الى سطيح الشام في رؤيا الموبذان ... (١) ومن مشاهير اياد ابنة الخس وجمعة بنت حابس منهم ... (٢)
٢ - أنمار
قبيلة أيضًا مختلف في نسبها بين النزارية والقحطانية. والأولون يقولون أنمار ابن نزار وأيدوا ذلك بقول الشاعر:
وأنمار وان رغمت أنوف ... معدّيو العمومة والخؤول
لهم لغة تبين من أبيهم مع ... العز الشواذخ ذي الحجول
وفي تاج العروس: «وأنمار بن نزار بن معد بن عدنان ويقال له أنمار الشاة وذكر في مادة (ح م ر) وقال ابن الجواني النسابة في المقدمة الفاضلية: وأما قولهم ربيعة الفرس ومضر الحمراء فزعم بعض النسابين ان نزارًا لما توفي اقتسم بنوه ميراثه واستهموا عليه فذكرهم الى أن قال: وكان لنزار قدح كبير يسقي فيه الضيوف اللبن فاصابه أنمار ثم قال وقيل أن نزارًا لما حضرته الوفاة قسم ميراثه بين بنيه المذكورين وقال إن اشكل عليكم الأمر فعليكم بالأفعى الجرهمي حكم العرب فلما مات نزار واختلفوا مضوا إليه فذكروا القصة الى أن قال وقضى لأنمار بالدراهم والأرض. وقال سيبويه: النسب الى أنمار أنماري لأنه اسم للواحد.» اه (١) واليمانيون يقولون أنمار بن أراش بن الغوث وهو الأزد. (٢) ومنهم شق الأنماري (كاهن العرب) (٣) وعمر على ما يقال ثلاثمائة سنة وكان معاصرًا لسطيح وهما في أيام ربيعة بن نصر اللخمي وفي الاشتقاق أن أنمار أصل بجيلة وخثعم. (٤) وقال نشوان بن سعيد الحميري: «وأنمار حي من اليمن من ولد أنمار ابن سبأ الأكبر.» اه (٥) وفي سيرة ابن هشام بعد ان بين ان أنمار بن نزار قال ابن اسحق أنمار أبو خثعم وبجيلة وقد تيامنت فلحقت باليمن. وقال اليمن بجيلة أنمار بن أراش ابن لحيان بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ.
ويقال أراش بن عمر بن لحيان بن الغوث (وهو موافق لما جاء في التنبيه والاشراف) . ودار بجيلة وخثعم يمانية. (١) ومن بجيلة يعقوب أبو يوسف القاضي وهو ابن إبراهيم بن حبيب، وعدد في الاشتقاق جماعة منهم. وبين فروعهم ... وأما خثعم فقد ذكر جماعة من رجالهم أيضًا ... (٢) وهذه النقول عن أصل القبيلة وسائر القبائل كانت دوّنت في حينها إلا أن بعض الكتب اشتهرت بسبب شيوعها وماتت الآراء الأخرى.. ولذا لم يقطع النسابة في قوم ... حتى فيمن نعدهم من المقطوع بهم نظرًا لبعد العهد، وإنما يؤخذ بالمشهور المعروف ولا يلتفت إلى الأقوال الأخرى ... وعلى هذا قال النسابة أن نسب الرسول ﷺ مقطوع به الى عدنان وما فوقه لم يضبط بيقين وبواعثه الحفظ والغلط فيه ... ولا نرانا في حاجة الى ان نستقصي كل ما قيل عن كل قبيلة ... وفي الحديث «تعلموا من انسابكم ما تصلون به أرحامكم» و «كلكم بنو آدم وآدم من تراب» (٣) مما يعين القربى بين الكل، ويؤلف بينهم ...
٣ - قبائل قضاعة
المشهور ان قضاعة من القبائل القحطانية الكبرى، وساق أهل الانساب عمود نسب قضاعة في عمرو بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير ابن سبأ، ويقولون ان قضاعة كان مالكًا الشحر وقبر قضاعة في جبل الشحر.
قال شاعرهم:
قضاعة قومي ان قومي ذؤابة ... بفضل المساعي في الملمات تعرف
وقد نسبت قضاعة في أيام العصبية الى معد في وقت معاوية وابنه يزيد، وبذلا لرؤسائهم أموالًا جسيمة على الانتفاء من اليمن والانتساب في معد، فساعدهماالى ذلك بعض رؤسائهم فلما بلغ ذلك قضاعة غضبوا غضبًا شديدًا وأنكروا ذلك أشد الإنكار فحشدوا واجتمعوا ثم دخلوا مسجد دمشق يوم الجمعة على يزيد وهم يرتجزون ويقولون:
يا ايها الداعي ادعنا وابشر ... وكن قضاعيًا ولا تنزر
نحن بنو الشيخ الهجان الازهر ... قضاعة بن مالك بن حمير
النسب المعروف غير المنكر ... من قال قولا غير ذا تنصر
أي فهو من النصارى ثم قالوا ليزيد انا قوم من اهل اليمن يسعنا ما يسعهم ويضيق عنا ما ضاق عنهم فالحقنا بهم قال: قد فعلت. (١) ومنهم من يجعل قضاعة بن معد بن عدنان وبهذا يعدون من العدنانية ...
وعلى هذا قالوا:
أبوكم معد كان يكنى ببكره ... قضاعة ما كنى به من تجمجما
ولكن علماء الأنساب عبروا عن ذلك بقيل ... وهم قبائل عديدة وفي أيام خالد بن الوليد حينما هاجم العراق كانت طوائف قضاعة فوق الانبار فوجه اليها المثنى بن حارثة فاغار عليها وأصاب ما فيها وقتل وسبى ... (٢) ومن بطونهم: ١) - بهراء. صادفهم خالد بن الوليد عند سوى. وكان عليهم حرقوص ابن النعماني البهراني من قضاعة واكتسح أموالهم حين مسيره الى الشام ... (١) والمعروف في هذه المدّ فيقال بهراء والنسبة اليها بهراني على غير القياس كما في تاج العروس ... والى ظهور الإسلامية كانت بهراء أيضًا في بلاد اليمن وجاءت وفودها الى الرسول ﷺ (٢) مما يعين ان اجزاء القبيلة كانت تميل الى الأنحاء الأخرى ...
٢) - كلب. وماؤهم (قراقر) و(سوى) وكانوا أيام خالد مع بهراء وهم ممن حاربهم خالد فوق الأنبار ... ولكلب فرع يقال لهم العدسيون في الحيرة وقصر العدسيين ينسب اليهم ...
وقبيلة زبيد المشهورة في العراق منها فرع كبير ومعروف ينتخى بقوله (كلبي) . والظاهر المقطوع به ان هؤلاء من قضاعة من (كلب) الفرع القديم المعلوم على ما سيجيء عند الكلام على زبيد في حينه ...
وممن اجتمعت اليه قضاعة زهير بن خباب الكلبي. وكان يدعى الكائن لصحة رأيه، وقد جرت له وقائع كثيرة وأهمها مع قبيلة (صداء) من مذحج، ومع بكر وتغلب ابني وائل ... ولزهير هذا قصيدة يفخر بها في انتصاره. (٣) وابن الكلبي مؤرخ معروف يمت الى هذه القبيلة.
٣) - بنو العبيد. وهم الذين عناهم الاعشى بقوله: بني الشهر الحرام فلست منهم ولست من الكرام بني العبيد وهؤلاء انقرضوا بانقراض امارة الحضر ... وهنا عدّ الحيدري العبيد القبيلة المعروفة اليوم من هؤلاء واستدل بقول الأعشى المذكور نظرًا للموافقة بالاسم وليس بصحيح. (١) ٤) - جهينة. وهو ابن زيد بن سويد بن أسلم بن قضاعة ... (٢) ٥) - جرم. وهؤلاء قبائل ذكرهم ابن دريد في كتاب الاشتقاق.
٦) - بليّ. قبيلة من اليمن من قضاعة والنسبة اليهم بلوي. وهم ولد بليّ ابن عمرو بن الحاف بن قضاعة.
قال المثلم بن قرط البلوي:
الم تر ان الحي كانوا بغبطة ... بمأرب إذ كانوا يحلونها معا
بليّ وبهراء وخولان اخوة ... لعمرو بن حاف فرع من قد تفرعا
اقام بها خولان بعد ابن امه ... فاثرى لعمري في البلاد واوسعا (٣)
٧) - آل سليح. ذكرهم النويري. (٤) وكذا ابن عبد البر قال: كل هذه القبائل خرجت مع هرقل ملك الروم عند خروجه من الشام فتفرقت في بلاد الروم ... (٥) والحاصل ان قبائل قضاعة كثيرة ولكل قبيلة فروع لا تكاد تحصى ... وهؤلاء كانوا من أقدم سكان العراق ايام حكومة الحضر ... وغالب القبائل متفرقة في أنحاء عديدة، والقبائل العربية كلما أحست بضعف رحبت بالنازح إليها من القبائل الأخرى ممن لها صلة به وقربى فتستعيد القوة.
وهناك فروع وقبائل أخرى في غير العراق لا محل للاطالة في القول فيهم ...
٤ - قبيلة طيء
من القبائل القحطانية، وطيء ك (سيد)، ويجوز التخفيف ك (حي) . وهو جد هذه القبيلة، واصل اسمه (جلهمة) بن أدد بن زيد بن يشجب ابن عريب (١) بن زيد بن كهلان ... واشتقاق اسمه من طاء بمعنى أبعد في المرعى، أو من طاء في الأرض إذا ذهب وجاء، أو لأنه أول من طوى المناهل، وقيل لأنه طوى بئرًا من العرب، ولم يقطع من العلماء أحد في هذا الاشتقاق والنسبة اليه طائي على خلاف القياس كما يقال حاري في النسبة الى الحيرة.
وكانت هذه القبيلة تنزل اليمن فخرجت منها على اثر خروج الازد عند تفرقهم بسيل العرم فنزلوا بنجد والحجاز على القرب من بني أسد، ثم غلبوا بني أسد على جبلي أجا وسُلمى من بلاد نجد فعرفا بجبلي طيء.
وكانت طيء من القبائل التنوخية التي جاءت العراق وحصلت على امارة فيه مدة وكان من امرائهم إياس بن قبيصة وهو عامل كسرى على الحيرة.
ومن استنطاق مؤرخين عديدين يظهر انهم لم يميلوا ميلة واحدة في تنوخ الى العراق وإنما بقي قسم آخر منهم متوطنًا اليمن ونجدًا والحجاز ولكن لا ينكر الاتصال والتعلق بسبب القربى.. ومن ثم افترقوا في أول الاسلام زمن الفتوحات في الأقطار، وصار منهم أمم كثيرة ملأت السهل والجبل حجازًا وشامًا وعراقًا (١) ولم يعين علماء الأنساب كافة فروعهم. وإنما ذكروا الأصول الأساسية تارة، والفروع المتفرعة اخرى، وكل واحد كتب من كان في جهته ...
ومن بطونهم: ١ - بنو تميم بن ثعلبة. ويقول امرؤ القيس في رئيسهم المعلى:
كأني إذا نزلت على المعلى ... نزلت على البواذخ من شمام
فما ملك العراق على المعلى ... بمقتدر ولا ملك الشآم
أفرّ حشا امرئ القيس بن ... حجر بنو تيم مصابيح الظلام
ومنهم أوس بن حارثة بن لام سيد طيء.
٢ - بنو نبهان. ومنهم زيد الخيل وسماه الرسول ﷺ زيد الخير بن مهلل كان قد جاءه مع وفد طيء وكان رأسهم وسيدهم. وهو الذي قال فيه الرسول ﷺ ما ذكر لي رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي إلا ما كان من زيد، فإنه لم يبلغ كل ما فيه. وكان رسول الله ﷺ قد بعث علي ابن ابي طالب (رض) الى الفُلس صنم طيء يهدّمه ويشن الغارات فخرج في مائتي فرس فاغار على حاضر آل حاتم فاصابوا ابنة حاتم ... في سبايا من طيء. وفي حديث هشام بن محمد ان الذي اغار عليهم خالد بن الوليد (رض) وهرب عدي ابن حاتم من خيل النبي ﷺ حتى لحق بالشام وكان على النصرانية، وكان يسير في قومه (بالمرباع) وجعلت ابنة حاتم في حظيرة بباب المسجد. وكانت امرأة جميلة، جزلة، فمر رسول الله ﷺ فقامت إليه فقالت هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن عليّ من الله عليك. قال من وافدك؟ قالت عدي بن حاتم. فقال الفارّ من الله ومن رسوله، وقدم وفد من قضاعة من الشام قالت فكساني النبي وأعطاني نفقة وحملني وخرجت معهم حتى قدمت الشام على عدي فجعلت اقول له القاطع الظالم، احتملت باهلك وولدك وتركت بقية والدك. فاقامت عنده ايامًا، وقالت له أرى ان تلحق برسول الله ﷺ فسلم عليه وهو في المسجد فقال من الرجل قال عدي بن حاتم فانطلق به الى بيته والقى له وسادة محشوة بليف وقال اجلس عليها فجلس رسول الله على الأرض وعرض عليه الاسلام فأسلم عدي واستعمله رسول الله ﷺ على صدقات قومه.
وعدي هذا كان من أجواد المسلمين. قدم على عمر (رض) فلم ير منه ما يعجبه فقال اما تعرفني يا أمير المؤمنين؟ فقال بلى! والله أعرفك! اكرمك الله بأحسن المعرفة، أسلمت إذ كفروا، وعرفت إذا انكروا، ووفيت إذ عذروا، وأقبلت إذ ادبروا. فقال حسبي يا أمير المؤمنين. (١) ٣ - بنو ثعل. ومن هؤلاء عمرو بن المشيح (في الطبقات المسبح) وجاء في الطبقات انه من بني معن وهم من بني ثعل وكان ارمى اهل وقته.
وفيه يقول امرئ القيس:
رب رام من بني ثعل ... مخرج كفيه من (١) ستره
قدم عمرو المذكور على النبي ﷺ وهو يومئذ ابن خمس ومائة سنة كما في عقد الفريد وفي كتاب الاشتقاق ١٥٠ سنة فسأله عن الصيد فقال كُل ما اصميت ودع ما انميت. (٢)
٤ - بنو سنبس. حاتم وابنه عدي من هذه القبيلة. وهؤلاء لا تزال بقاياهم في العراق. وذكر صاحب قبائل مصر ان هذه كانت قد تكاثرت في جنوب فلسطين واقلقت بال الحكومة هناك فاضطرتها الى الجلاء فهبطت مصر سنة ٤٤٢ هجرية. (٣) ومن اجداد حاتم اخزم الذي يضرب به المثل فيقال (شنشنة اعرفها من اخزم) .
٥ - جديلة. وهؤلاء في اليمن فجاءت وفودهم فيمن جاء من طيء.
٦ - بولان. وجاءت في عقد الفريد بالياء وليس بصواب.
٧ - سلامان. وهؤلاء فروعهم كثيرة، وغالبهم في العراق. وقد جاء وفدهم الى الرسول ﷺ سنة عشر للهجرة.
٨ - هني. (بفتح الهاء وسكون النون كما في ابي الفداء) . وفي انساب الجواني (هناء) . وصاحب الأنساب ضبطه بكسر الهاء والنون في النسبة فقال هني. ومن هؤلاء اياس بن قبيصة الذي ملك العرب بعد النعمان. وكانت الرياسة في العراق على طيء في الجاهلية لاياس ولاعقابه الى حين انقراض ملك الفرس وكانت زوجة النعمان بن المنذر وهي سعدى بنت حارثة من طيء. ولما التجأ النعمان اليهم ولحق بجبلي طيء كانت سعدى عنده فسأل طيئًا أن يمنعوه من كسرى فلم يقدروا فانصرف عنهم.. ومن بني هني ابو زيد الشاعر واسمه حرملة ابن المنذر.
٩ - سُدوس. وهؤلاء وفد منهم وزر بن جابر في طيء. وهم يرجعون الى نبهان. وذكرها صاحب عقد الفريد ولم يذكرها الجواني في أنسابه.
وسدوس المذكور هو ابن اصمع، قال فيه امرؤ القيس:
إذا ما كنت مفتخرًا ففاخر ... ببيت مثل بيت بني سدوسا
١٠ - بنو لام. وهؤلاء من بني ذهل إلا أنهم استقلوا في التسمية وسنفرد لهم بحثًا خاصًا.
١١ - بنو معن. يرحبون الى بني ثعل. ومنهم عمرو بن عبد المسيح الطائي المذكور. ولهم فروع كثيرة في العراق. وأبو حارثة ذرب بن عبد الله منهم وهذا حكم في الجاهلية حكومة وافقت السنة في الإسلام وكانت حكومته في خنثي:
منّا الذي حكم الحكومة وافقت ... في الجاهلية سنة الإسلام (١)
١٢ - بنو شمّر. بطن من طيء قاله نشوان الحميري ولم يصلهم باحد الفروع المعروفة والآن هم قبائل قائمة برأسها والتفت حولها قبائل اخرى من طيء وقحطان وسنفصل القول فيها. (١) ١٣ - بحتر بن عتود. واليها ينسب ابو عبادة البحتري الشاعر. والملحوظ ان هذه القبيلة اشتهر منها جماعة كثيرة من الأجواد والفرسان والشعراء والمحدثين كذا في تاج العروس، وذكر بعضهم، ويطول بنا تعداد من ظهر منهم من المشاهير، وجاء في السمعاني: خرج من طيء ثلاثة لا يطير لهم حاتم في جوده، وداود بن نصير في فقهه وزهده، وأبو تمام في شعره. (٢) وسيأتي الكلام على طيء مفصلا عند ذكر العشائر الحاضرة وتكوّنها. وفي القائمة التالية ما يعين ترتيب فروعهم وطريق تسلسلها. وهي أكثر بكثير مما هو مذكور ...
٥ - قبيلة تميم: وهذه من قبائل العراق قديمًا والمترددة اليه بكثرة واصلها من القبائل العدنانية ومن أشهر رؤسائها حاجب بن زرارة التميمي صاحب القوس (قوس حاجب) الذي يضرب به المثل في الوفاء. وكان قد اعتنق المجوسيّة ويقال انه تزوج ابنته على عقيدة القوم فرجع وممن اشتهر من رجالهم في العراق عدي بن زيد وكانت له مكانة عند الفرس والمناذرة، ومن مشاهير الشعراء، ويعاب في شعره انه قروي يصف ما لم ير فيضعه في غير موضعه ... وحذق في الفارسية والعربية معًا فكان أفصح الناس بالعربية والفارسية (١) كان المنذر قد جعل ابنه النعمان في حجورهم فارضعوه ... وكان المنذر قد بعث عدي بن زيد واخويه أبيًا وسميًا الى كسرى ليترجموا له فلما مات المنذر اختار بسبب عدي النعمان فنال الامارة ولكن ابن مرينا (عدي بن أوس ابن مرينا) شوش ما بينهما واغضب النعمان على عدي بن زيد فحبسه ثم قتله، وان اخوة عدي بن زيد اغضبوا كسرى على النعمان حتى قتله في خانقين، وحدثت بعد ذلك (وقعة ذي قار) المشهورة. (٢) ولهذه القبيلة فروع عديدة منتشرة في الأنحاء العراقية، وسيأتي الكلام عليها عند بيان عشائر العراق الحاضرة ...
٦ - قبائل بكر بن وائل
هذه القبائل قديمة العهد في ورودها العراق جاءت بعد اياد الى الأنحاء القريبة من العراق، قصدت في بادئ امرها البحرين ومنها توجهت مع القبائل التنوخية الى أنحاء العراق ... وقد حافظت على كيانها ومكانتها القبائلية الى ظهور الإسلام وانتشاره في العراق ...
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
ووقعة هؤلاء مع العجم ومن لف لفهم من قبائل في (ذي قار) مشهورة. وكان رئيسهم في هذه الحرب يزيد بن مسهر الشيباني وعلى ميمنته ثعلبة بن سيار العجلي ... ولما جاء خالد بن الوليد العراق حارب بعض قبائلهم فاصاب منها ما اصاب.. (١) ومن قبائلهم: ١) - بنو شيبان. وكانت الرياسة فيهم في وقعة ذي قار، وفي هذه الحرب قطعوا ايدي اقبيتهم.. وحاربوا.. وكان سببها كما قال اليعقوبي: أن «وجه كسرى الى هانئ بن مسعود (أميرهم) ان ابعث اليّ مال عبدي (يعني النعمان) الذي عندك وسلاحه وبناته (وكان أودعها النعمان عندهم بعد ان جعلت العرب تمتنع من قبولها) فلم يفعل هانئ فوجه اليه كسرى بجيش فاجتمعت ربيعة وكانت وقعة ذي قار فمزقت العرب العجم وكان اول يوم ظفر فيه العرب بالعجم ويروى عن رسول الله ﷺ انه قال: (هذا اول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نصروا) .» اه (٢) ومن هذه القبيلة المثنى وهذا وقائعه معروفة في حروب العراق ايام الفتوح الإسلامية وكان على ناحية الحيرة.. وهو أشهر من أن يذكر.
وقد مدح بعضهم المثنى بقوله:
ما ان رأينا اميرًا بالعراق مضى ... مثل المثنى الذي من آل شيبانا
ان المثنى الأمير القرم لا كذب ... في الحرب اشجع من ليث بخفانا
ومن هؤلاء في جاهليتهم مرة وجسّاس قاتل كليب، وطرفة بن العبد صاحب المعلقة وفي العصور الإسلامية عرف منها كثيرون من اصحاب المكانة الرفيعة في العلم والأدب وغير ذلك.. بينهم الفوطي المؤرخ ...
٢) - بنو عجيل. وهذه ايام الفتح كانت ولا تزال مشهورة. وان رئيسهم الذي مال الى الإسلامية وناصر العرب المسلمين في حروب فارس هو سويد بن قطبة العجلي. وكان هذا يغير على فارس من ناحية الابلة في خلافة أبي بكر ...
٣) - اللهازم. وهؤلاء ابلوا بلاء كبيرًا في حرب ذي قار. (١) هذا ومن بكر بن وائل بنو حنيفة الذين ظهر منهم مسيلمة الكذاب ولا محل لاستقصاء اخبارهم ...
٧ - قبيلة تغلب
وهذه من القبائل العدنانية كانت تسكن العراق وهي ممن حارب خالد ابن الوليد ايام الفتح الإسلامي كان وجه إليهم النسير بن ديسم بن ثمود وهم عند ماء لهم فطرقهم ليلًا فقتل وأسر. فسأله رجل من الأسرى أن يطلقه على أن يدله على حي من ربيعة فاتاهم النسير فبيتهم فغنم وسبى ومضى الى ناحية تكريت في البر فغنم المسلمون. (٢) وكان جمع منهم بالمضيح والحصيد مرتدين عليهم ربيعة بن بجير فاتاهم فقاتلوه فهزمهم وسبى وغنم وبعث بالسبي الى أبي بكر، فكانت منهم أم حبيب الصهباء بنت حبيب بن بجير وهي أم عمر بن علي بن أبي طالب (رض) .
وهؤلاء كان فريق منهم في عين التمر (شفاثة) (١) وفي ايام خالد ابن الوليد قضي عليهم ... (٢) وفي تغلب قال المهلهل وهو منهم:
انا بنو تغلب شم معاطسنا ... بيض الوجوه إذا ما افزع البلد
قوم إذا عاهدوا وفوا وان عقدوا شدوا وان جاهدوا يوم الوغى اجتهدوا لا يرقدون على وتر يكون لهم وان يكن عندهم وتر العدى رقدوا وسكناهم في الغالب بالثرثار. (٣)
٨ - قبيلة ربيعة
هؤلاء ممن حاربهم خالد أيام مسيره الى العراق (٤) . فانه بعد أن حارب تغلبًا سار الى حي منهم فغلبه ... وربيعة كانت هي التي ابلت في وقعة ذي قار مع مشتقاتها ...
وربيعة يقال لهم ربيعة الفرس. لأن ربيعة المذكور ورث عن أبيه نزار ابن معد الخيل وهذا تفرعت منه قبائل وبطون ومن قبائلهم بكر وتغلب وعنزة ... وقد مر بعض قبائلهم ويأتي البعض الآخر..
وذكر اليعقوبي لها فروعًا كثيرة، وبيّن من نال الرياسة من تلك الفروع كما أنه عدّد ايامهم المشهورة وآخرها يوم ذي قار ومن أراد التوسع فليرجع إليه. (١) والى (تاريخ العرب قبل الإسلام) وفيه بيان لوقائع ربيعة وتميم، أو بينها بعضها مع بعض أو مع الآخرين ... (٢) وحرب البسوس اشهر من أن تذكر وفيها وفي حرب العجم بذي قار كتاب خاص طبع في مصر. (٣) وتزال ربيعة في العراق والإمارة فيها لتغلب، ولا تزال نخوتهم (تغالبة) وسيأتي التفصيل عن قبائل ربيعة الحاضرة في حينه ...
٩ - النمر:
وهؤلاء من قبائل ربيعة كانوا في عين التمر وهم من ذرية النمرين قاسط والنسبة اليهم نمري (بفتح النون والميم كما في السمعاني) . ورئيسهم ايام خالد بن الوليد هلال بن عقبة فصلبه في الوقعة التي اوقعها بهم. (٤) وكان عمر (رض) استنفر الناس الى العراق فخفوا في الخروج.. وكان ممن قدم عليه انس بن هلال في جمع من النمر بن قاسط. (٥) قال في تاج العروس: «والنمر بن قاسط بن هنب بن افصى بن دعمي بن جديلة بن اسد بن ربيعة ككتف ابو قبيلة..» اه ولعل النمور الموجودين الآن منهم وسيذكرون بين افخاذ قبيلة (زوبع من قبائل شمر) ...
١٠ - مذحج
وتلفظ كمجلس. ومنهم من يضم الميم وهي من قبائل اليمن وتضم قبائل عديدة. وإنما سميت (مذحجًا) لأن أباها مالك بن أدد ولد على أكمة تعرف بهذا الاسم، أو ان أمه لما هلك بعلها لم تتزوج بعده وان اللفظ يؤدي هذا المعنى وقيل غير ذلك في وجه تسميتها ومالك هو أخو طيء أصل القبيلة المذكورة سابقًا ومن النسابة من يقول انها تمت الى كهلان رأسًا، ومالك بن زيد بن كهلان. ومن اشهر القبائل المتفرعة عنها: ١ - سعد العشيرة. وهؤلاء بطون ...
٢ - زُبيد. (بصيغة التصغير) وهو منبه بن صعب بن سعد العشيرة. وهذا هو زبيد الأكبر وإليه ترجع قبائل زبيد ومن ولده منبه بن ربيعة بن سلمة ابن مازن بن ربيعة بن منبه المذكور اعلاه وهو (زبيد الأصغر) . قال ابن الكلبي إنما قيل لهم زبيد لأن منبهًا الأصغر قال من يزد لي رفده فأجابه اعمامه بنو زبيد الأكبر فقيل لهم جميعًا زبيد.
ومن زبيد الأصغر ابو ثور عمرو بن معدي كرب فارس العرب ادرك الإسلام وشهد القادسية، واستشهد بنهاوند زمن عمر (رض) وحوادثه في العراق اشهر من ان تذكر وهو القائل:
اذا لم تستطع شيئًا فدعه ... وجاوزه الى ما تستطيع
٣ - بنو علة. ومن هؤلاء النخع والجسر، ومن النخع صلاءة ورزام.
٤ - الرهاء.
٥ - بنو صُداء. مر الكلام عليهم.
٦ - الحكم ومنهم بنو جشم.
٧ - جعفي. وهؤلاء سكنوا العراق ابان الفتح الإسلامي.
٨ - أود. ومنهم الافوه الاودي الشاعر.
٩ - عنس. منهم عمار بن ياسر. ولا تزال بقاياهم في اليمن.
١٠ - جنب.
١١ - الحارث.
١٢ - سلهم.
ولا مجال لاستيعاب بطونهم، واستقصاء المشاهير المعروفين منهم. واخبارهم في كتاب الاشتقاق وفي تاج العروس وفي انساب السمعاني وكتب كثيرة لا يحتملها البيان..
١١ - القبائل التنوخية
غالب قبائل العراق تنوخية أي مزيج من قبائل قحطانية، وأخرى عدنانية. وقد تعاهدت هذه القبائل على ان لا تبغي الواحدة على الأخرى..
قال السمعاني: «تنوخ (بفتح التاء وضم النون المخففة وفي آخرها الخاء) وهو اسم لعدة قبائل اجتمعوا قديمًا بالبحرين وتحالفوا على التوازر والتناصر وأقاموا هناك فسموا تنوخًا، والتنوخ الاقامة..» اه (١) وقد ذكر الطبري وابن الأثير سبب تنوخها ودواعي اتفاقها. وكانت اقامت في البحرين أولًا ثم مالت الى العراق لما شعرت من قوة، ونالت مكانتها المعروفة. وذلك انه لما مات بختنصر انضم الذين كان اسكنهم الحيرة من العرب حين امر بقتالهم الى اهل الأنبار وبقيت الحيرة خرابًا فقضوا زمانًا طويلًا لا تطلع عليهم طالعة من بلاد العرب، ولا يقدم عليهم قادم وبالأنبار اهلها ومن انضم اليهم من أهل الحيرة من قبائل العرب. فلما كثر اولاد معد بن عدنان ومن كان معهم من قبائل العرب. فلما كثر اولاد معد بن عدنان ومن كان معهم من قبائل العرب وملأوا بلادهم من تهامة وما يليهم فرقتهم حروب وقعت بينهم وحدثت بينهم احداث فيهم فخرجوا يطلبون المتسع والريف فيما يليهم من بلاد اليمن ومشارق الشام واقبلت منهم قبائل حتى نزلوا البحرين وبها جماعة من الأزد.
وكان الذين اقبلوا من تهامة من العرب من قضاعة واياد ...
فاجتمع هؤلاء بالبحرين وجماعة من قبائل العرب فتحالفوا على التنوخ وهو المقام وتعاقدوا على التوازر والتناصر فصاروا يدًا على الناس وضمهم اسم (تنوخ) فكانوا بذلك الاسم كأنهم عمارة من العمائر وتنخ عليهم بطون من نمارة ابن لخم ...
وكان اجتماع من اجتمع من قبائل العرب بالبحرين وتحالفهم وتعاقدهم ازمان ملوك الطوائف الذين ملكهم الاسكندر ... فتطلعت انفس من كان بالبحرين من العرب الى ريف العراق وطمعوا في غلبة الاعاجم على ما يلي العرب منه، أو مشاركتهم فيه، واهتبلوا ما وقع بين ملوك الطوائف من الاختلاف فاجمع رؤساؤهم بالمسير الى العراق. فكان طلوعهم متواليًا فاستولوا على ما بين نُفّر الى الابلة واطراف البادية ...
ومنهم من مال الى الانبار فاكتسحها. وآخرون نزلوا الحيرة الى طف الفرات وغربيه الى ناحية الأنبار وما والاها في المظال والاخبية لا يسكنون بيوت المدر، ولا يختلطون باهلها، واتصلت جماعتهم فيما بين الانبار والحيرة بمن كان يسكنها من القدماء الذين قد سبقوهم في سكنى العراق على ما جاء مفصلا في ابن الأثير والطبري..
وكانوا يسمون (عرب الضاحية) (١) وبين هذه القبائل: ١ - الازد. وفي اوائل الفتح الإسلامي قد اشترك الازد في حرب العراق.. وهم منتشرون في اطراف عديدة من جزيرة العرب والعراق وقبائلهم كثيرة ويقال لهم (الأسد) بالسين كما في كتاب الاشتقاق وقبائلهم قحطانية. ومنهم خزاعة والاوس والخزرج والغساسنة ولهم امارة في العراق ...
٢ - قضاعة. مر الكلام عليها.
٣ - عنزة. من قبائل ربيعة.
٤ - بكر بن وائل.
٥ - تغلب. قد اشتهروا في العراق.
٦ - ربيعة.
٧ - غطفان.
٨ - لخم. هؤلاء جاؤواالعراق مع سائر القبائل التنوخية وفيها دامت لهم الامارة مدة طويلة وهي قحطانية تنتسب الى لخم بن عدي وسنوضح امارتهم فيما يلي وننقل ما قيل في نسبهم ...
٩ - اياد. مرّت.
١٠ - كندة. ولهم امارة ومنهم (السكون) من قبائل العراق ... ومنهم بنو الحارث.
١١ - النجدة. وهم قبيلة من العماليق يدعون الى كندة.
١٢ - بنو لحيان. وهم بقايا من جرهم.
١٣ - جعفي. فرع من مذحج.
١٤ - طيء. مضى الكلام عليهم.
١٥ - كلب. كذا.
١٦ - تميم. كذا.
١٧ - أسد.
١٨ - كنانة.
١٩ - غنم.
٢٠ - الرباب.
٢١ - قيس عيلان. وهؤلاء كانوا يجاورون ملوك الحيرة.
٢٢ - جذام.
٢٣ - عاملة.
٢٤ - بلحارث بن كعب.
٢٥ - هذيل.
٢٦ - الضباب.
وغير هذه من القبائل الأخرى أو فروعها مما لا محل لتعداده والقبائل متجاورة ولا تخلو من علاقة فلا يسع المجال استقصاء ما في الجزيرة إلا ان هؤلاء اقرب الى العراق او من قطانه. وكانت الامارة في بعض هذه من ازد، ولخم وكندة، وطيئ. ومن هؤلاء لخم واما طيئ فقد جاءتهم النوبة في منتهى امرهم فانقرضت امارتهم على يد العرب المسلمين ...
وفي الأخبار الطوال وابن الأثير والطبري تفصيلات كافية عن (القبائل التنوخية) فلا مجال للاطالة في كل قبائل العراق بالتفصيل ... سوى انني اقول بعد هذا الاتفاق لم تقف العرب عند مخذولية، أو مغلوبية.. وكانت تعلم ان لا تدوم غلبة، والايام دول ... فكانوا اكثر الأمم مراعاة للمصالح، وتمرنًا على الحروب والمناجزة، او المتاركة ... تبعًا للأوضاع والحالات القاهرة أو الظروف المقتضية والبواعث الجابرة ... ذلك ما دعا ان يطول بقاؤهم في العراق رغم النفرة بينهم وبين المالكين لزمام الملك ...
- ١٢ -
امارات العرب
وهذه غالبها قبائلية، وأقدم من عرف منهم حكام حلوان (١) المعروفة باسمهم وكانت كورة (لواء) كبيرة، وهم من قضاعة ... ولم تصل الينا اخبار كافة الامارات القبائلية لاسباب كثيرة اهمها ان الحكومات في ادوارها لم تدوّن إلا القليل من شؤون شعبها وانما تكتفي بالاسرة المالكة او باعمال ملوكها الى زمن قريب منا.. ومن الأولى ان لا تلتفت الحكومات الى القبائل التي لا علاقة لها بها إلا في أحوال خاصة..
واشهر الامارات التي نالت ذكرًا، وعرفت على ألسن المؤرخين والشعراء:
١ - امارة الحضر
وهذه من الامارات الأولى من قبائل العرب التي كانت بين النهرين (الجزيرة) وان سابور بن اردشير (٢٤١ - ٢٧٢م) قضى على حكومتها، ولم تعرف الأخبار الصحيحة عنها بالضبط ومن المؤرخين من يقول انهم لخميون، من القبائل التنوخية، ومنهم من يقول انها حكومة قائمة برأسها، وآخرون يقولون انها غسانية.. وعلى قول هشام الكلبي انها من قضاعة، وان الضيزن هو ابن معاوية بن العبيد بن الاجرام من قضاعة، وأمه من تزيد بن حلوان اسمها جيهلة، وانه كان يعرف بامه، ملك أرض الجزيرة، وكان معه من بني العبيد، ومن قضاعة قبائل لا تحصى، وان ملكها بلغ الشام.. إلا ان الطبري طعن في هذه الرواية وقال: كان حاكمها من الجرامقة يقال له الساطرون والعرب تسميه الضيزن من أهل باجرمي ... (١) والجرامقة قوم من العجم سكنوا الموصل.
وكان الضيزن آخر امرائهم، وامارته في الحضر وهو قصر ومدينة بالقرب من مدينة تكريت بين دجلة والفرات، وتصلها مياه الثرثار تمر بمدينة الحضر ثم تصب في دجلة اسفل تكريت. (٢) ولا تزال اطلالها باقية، وآثارها ناطقة بعظمتها البائدة ... وقد قيل في انقراض هذه الامارة:
الم يحزنك والانباء تنمى ... بما لاقت سراة بني العبيد
ومصرع الضيزن وبني ابيه ... واحلاس الكتائب من تزيد
اتاهم بالفيول مجللات ... وبالابطال سابور الجنود
فهدم من اواسي الحضر صخرًا كأن ثقاله زبر الحديد وفي هذه الأبيات بيان لبعض قبائلهم هناك. (٣) وقال عدي بن زيد العبادي:
ايها الشامت المعيّر بالده ... ر أأنت المبرأ الموفور
أم لديك العهد الوثيق من الأ ... يام بل أنت جاهل مغرور
اين كسرى كسرى الملوك انوشر ... وان ام اين قبله سابور
وأخو الحضر إذ بناه وإذ دج ... لة تجي اليه والخابور
شاده مرمرًا وجلله كل ... سًا فللطير في ذراه وكور
الى أن قال:
ثم أضحوا كأنهم ورق جف ... فالوت به الصبا والدبور
وحكاية التسلط عليهم تذكر كخرافة اساطيرية. وهذه الحكومة لم يعين تاريخها ونشأتها وطريق توصلها للحكم، ولا عرف تسلسل ملوكها ...
٢ - امارة الازد
وهي أول الامارات التنوخية، وحكمها على قبائل تنوخ والقبائل السابقة لها. وليت ما بين الحيرة والأنبار، وكانت امارتهم تصادف عهد حكومات الطوائف السابقة للدولة الساسانية. وأول من حكم منهم مالك بن فهم. وجاء في النويري انه مالك (١) بن زهير بن عمرو بن فهم عرف بجده كما هو الشائع في امثاله عند العرب، وهو المشهور ب (تنوخ) . (٢) وسائر المؤرخين ذكروا انه مالك بن فهم بن غنم بن دوس الازدي من كهلان. استولى على الملك سنة ٢١٠ ميلادية وكان مقره بالأنبار رماه ابنه سليمة بن مالك بسهم دون ان يعرفه فاصاب مقتله. وكان قد ملك انحاء واسعة وذكر صاحب (تحفة الأعيان بسيرة اهل عمان) (١) وقائعه مع الفرس وانتصاره عليهم وفيه بيان لما حكمه من الأقطار وتوزع أولاده في الأنحاء وهو القائل:
أعلمه الرماية كل يوم ... فلما استد (٢) ساعده رماني
ثم ملك أخوه عمرو بن فهم، ثم ملك بعده ابن أخيه جذيمة الأبرش ابن مالك بن فهم سنة ٢٣٠ ميلادية. وهذا هو صاحب النديمين مضرب المثل (كندماني جذيمة) ويقال ان جذيمة هذا من العاربة الأولى من بني وبار وكان يبالغ في سعة ملكه ونطاق امارته وهو الذي قيل فيه: اضحى جذيمة في يبرين منزله قد حاز ما جمعت في دهرها عاد وكانت اياد في نزاع معه. وهذا قتلته الزباء وقصتها المشهورة في قتله وفي الانتقام منها على يد (قصير) وتحيله في قتلها ... والتفصيل في خلاصة الكلام في تاريخ الجاهلية والإسلام (٣) وبلوغ الارب للآلوسي (٤) وفي تاريخ ابن الأثير والطبري وغالب كتب الأدب.
٣ - امارة لخم الأولى
ويقال لهم آل نصر. وهؤلاء اضطربت كلمة المؤرخين فيهم. والمعروف انهم من لخم وهم من القبائل التنوخية، حكموا الحيرة، واتصلوا بالاكاسرة ودام سلطانهم مدة طويلة ... فجعلوا لهم سلطانًا على العرب وأول من حكم منهم في أنحاء العراق عمرو بن عدي مؤسس هذه الامارة.
وساق اليعقوبي نسبه بانه عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو ابن الحارث بن مالك بن عم بن نمارة بن لخم (١) وفي التنبيه والاشراف زيادة اسماء وتغيير ... (٢) ويصادف اوائل هذه الامارة حكومة اردشير بن بابك (٢٢٦ - ٢٤١م) فكره كثير من قبائل تنوخ ان يقيموا في مملكة العراق وان يدينوا له فخرج من كان منهم من قبائل قضاعة فلحقوا بسورية بمن كان هناك من قضاعة ...
«كانت امارة هؤلاء في غالب احوالها من الأكاسرة، يؤدون اليهم الطاعة ويحملون الخراج، وكانت قبائل معد مجتمعة عليهم، وكان أشدهم امتناعًا غطفان وأسد بن خزيمة وكان يأتيهم الرجل من معد على جهة الزيارة فيحيونه ويكرمونه.» اه (٣) وعمرو بن عدي صاحب المثل السائر. شب عمرو عن الطوق وهو ابن اخت جذيمة الأبرش الذي قتلته الزباء. (٤) وكان قد خلف خاله على الامارة ... ويبالغ في عمره ومدة حكمه، ويقال انه ملك قبل ان يحكم العراق اردشير ودامت حكومته ١١٨ سنة.
وقيل غير ذلك والتفصيل في تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء. (١) وامراء هذه القبيلة سواء زمن استقلالهم، أو سيطرة الفرس عليهم ... كانوا ملجأ العرب ومحل هجرتهم. فسدّت العشائر العوز عمن ذهب الى سورية وتوالى تيار هجرتهم ... فكانت امارة آل نصر خير ركن يركنون اليه إلا أنهم كانوا محصورين تحت دائرة ضيقة لا يستطيعون تجاوز حدودها..
ثم ان عمرًا خلفه ربيعة امرؤ القيس ابنه ويقال له المحرق ثم صار بعده ابنه عمرو بن امرئ القيس.. وبوفاة هذا انتقلت الامارة الى اسرة اخرى.
٤ - امارة اوس بن قلام
ولي هذه الامارة واستعمله الفرس وهو على ما قال هشام من العماليق فثار عليه بعض اللخميين فقتله وكانت مدة امارته خمسين سنة.
وفي (تاريخ دول العرب والإسلام) انه بوفاة عمرو بن امرئ القيس انتقل الملك الى اثنين من العمالقة ثم عاد الى بني عمرو بن عدي ... (٢)
٥ - امارة لخم الثانية
ثم نال الامارة امرؤ القيس البدء بن عمرو بن امرئ القيس، وبعده ولي النعمان الأكبر بن امريء القيس صاحب الخورنق الذي بناه له (سنّمار) وبنى (السدير) وكان قد كردس الكراديس وغزا الشام مرارً، ومن لم يدن له من العرب. وهو من اشد الناس نكاية بعدوّه وابعدهم مغارًا. وملك الفرس جعل معه كتيبتين: (دوس) وهي لتنوخ، و(الشهباء) لفارس ويقال لهما القبيلتان. ثم تنسك وزهد في الدنيا ... وانقرضت امارته هذه.
ومن تاريخها يفهم ان للفرس السلطة في الامارة على العرب والتدخل في شؤونها إلا انهم كانوا يرون تصلبًا من العرب فلم يذعنوا لسلطة العجم رأسًا، ولا الى التدخل الكبير في شؤونهم.. وان استفادوا منهم في بعض المطالب والحالات ...
٦ - امارة كندة
هاجم الحارث بن عمرو بن حجر الكندي الحيرة وما والاها فسار على النعمان فقاتله وقتل النعمان وجماعة من اهل بيته وأفلت منه المنذر بن النعمان.. كذا في ابن الأثير وأما ابن الكلبي فانه لم يتعرض لهذا الحادث وانما بين انه ملك النعمان ابنه. ويظهر ان هذه الحكومة لم يطل أمد حكمها..
وفي تاريخ اليعقوبي: وبعد أن نزل - الحارث - الحيرة فرق ملكه على ولده وهم حجر، وشرحبيل، وسلمة الغلفاء، ومعد يكرب. فانه جعل لكل واحد على بضع قبائل فملك حجرًا في أسد وكنانة، وملك شرحبيل على غنم وطيئ والرباب، وملك سلمة الغلفاء على تغلب والنمر، وملك معد يكرب على قيس عيلان. ثم قتل الحارث وقام ولده بما كان في ايديهم وصبروا على قتال المنذر حتى كافؤوه، فلما رأى المنذر تغلبهم على أرض العرب نفسهم ذلك واوقع بينهم الشرور فوجه الى سلمة الغلفاء بهدايا ثم دس الى شرحبيل من قال له ان سلمة اكبر منك وهذه الهدايا تأتيه من المنذر فقطع الهدايا فاخذها ثم اغرى بينهما حتى تحاربا فقتل شرحبيل فكانت معه تميم وضبة ... وتنكر بنو أسد بحجر بن عمرو. وهكذا مما دعا لاستعادة لخم الامارة ... (١)
٧ - امارة لخم الثالثة
مهما يكن من الروايات فقد ملك المنذر بعد أبيه النعمان وهذا وقعت له وقعة مع أمير العرب في سورية خالد بن جبلة وذلك ان هذا كان قد هاجمه فطلب ملك الفرس دية القتلى واستعادة الأموال المنهوبة من ملك الروم (غطيانوس) فلم يلتفت. ذلك ما دعا ان يسير عليه كسرى وينكل به ويأخذ بالحيف. (٢)
ثم ملك بعده ابنه الأسود، ثم أخوه المنذر بن المنذر، ثم النعمان بن الأسود وبه انتقلت الامارة الى غيرهم.
٨ - امارة ابي يعفر اللخمي
وهذه من غير الأسرة المالكة وإن كان أميرها لخميًا. ملك ثلاث سنوات ثم عادت مرة أخرى الى آل نصر وإن كانت لم تخرج من لخم.
٩ - امارة لخم الرابعة
ولي بعد ذلك أمرؤ القيس الثالث ثم المنذر ابنه، وفي أيامه عزله كسرى قباذ وجعل مكانه الحارث بن عمر بن حجر الكندي لأنه لم يقبل بدين الزنادقة ثم أعاده كسرى انوشروان. ثم ملك ابنه عمرو بن المنذر، ثم قابوس أخوه ابن المنذر. وهذا قتله رجل من يشكر. ثم ولي السهراب. وهذا لم تذكره غالب التواريخ، ثم المنذر أبو النعمان بن المنذر. وبه انتهى أمد آل نصر وانتقلت الامارة الى طيء.
١٠ - امارة طيء
ثم نالت الإمارة قبيلة طيء ورئيسها اياس بن قبيصة الطائي. قال هشام ابن محمد قد بعث الرسول ﷺ لسنة وثمانية أشهر مضت على ولاية اياس. وكان اياس هذا مشهورًا بالشجاعة والجود، عالمًا بأيام العرب ووقائعهم ... وولايته سنة ٦١١م.
وفي أيامه حدث يوم ذي قار وهو أول يوم انتصف فيه العرب من العجم كما قال الرسول ﷺ ذلك وفرح بهذه النصرة ... (١) وفيها أبلي بلاء لا مثيل له، وكانت طيء مع الفرس وكذا قبائل أخرى كأياد ولم يعرف سوى اياد ولم يذكروا سواها وبينوا انهم سرًا كانوا مع العرب على الفرس وذلك بقصد اماتة الضغائن لئلا تبقى مشتعلة دائمًا وتجر الى غيرها ...
وهذه الوقعة التي أشار إليها أبو تمام بقوله:
وانتم بذي قار امالت سيوفكم ... عروش الذين استرهنوا قوس حاجب
١١ - امارة ازاذبة
وفي بعض التواريخ ان وقعة ذي قار حدثت في إمارة ازاذبة ثم عاد الملك الى لخم. وازاذبة هذا ولي الحيرة بعد اياس بن قبيصة الطائي ...
١٢ - امارة لخم الخامسة
ولي بعد وقعة ذي قار المنذر بن النعمان بن المنذر سنة ٦٣٤ ميلادية وهو الذي تسميه العرب المغرور وقتل بالبحرين يوم جؤاثى فكان آخر من بقي من آل نصر فانقرض أمرهم بزوال ملك فارس من العراق ... (١) وفي التواريخ الأخرى ان الذي ملك بعد ازاذبة هو الأسود بن المنذر أخو النعمان. وفي أيامه اشتهر الحارث بن كلدة الثقفي طبيب العرب، ثم ملك بعده المنذر بن النعمان المذكور.
هذا. ويلاحظ ان قائمة اسماء الأمراء من المناذرة واسلافهم من آل نصر مختلفة جدًا، والتواريخ ذكرتها بصورة مضطربة، فلا يعوّل على واحد منها، واعتمدنا الطبري فانه من أوثق المراجع، وفيه بيان واف عن سني حكمهم ووقائعهم مما يصلح لتثبيت التاريخ نوعًا. وقائمة امرائهم في اليعقوبي مبتورة. (٢) وفي تاريخ سني ملوك الأرض ذكر لهم ولمن عاصرهم من ملوك ساسان، وقائمته تخالف سابقيه، ولا تأتلف مع ما ذكره صاحب (كتاب العرب قبل الإسلام) وما أورد صاحب (الحيرة) . ولا محل هنا لتحقيق هذا الاضطراب لأن موضوعنا عشائر العراق ... والطريقة الصحيحة أن نبدأ بالوقائع المعلومة المقطوع بها ونمضي صعودًا ونزولًا فنعتمد التواريخ المعتبرة، وأساس ذلك ان من حفظ حجة على من لم يحفظ. لنتدارك ما فات الآخرين من أسماء أمراء، ونقابل سني حكمهم بأزمان ملوك فارس ووقائع الغسانيين المعلومة وغيرها من وقائع المسلمين ... وأما وقائعهم التاريخية فانها معروفة ومدوّنة إلا في بعضها تداخلا..
- ١٣ -
الآداب العربية
في القبائل العراقية
ظهر شعراء كثيرون برعاية امارة اللخميين من جهة، وفي القبائل التي حلت العراق. وموضوع الآداب في البداوة واسع جدًا ففي الأغاني ذكر النابغة الذبياني وعدي بن زيد وشعراء كل قبيلة ... وبين هذه قبائل عراقية كثيرة، وأورد ابن قتيبة جماعة، وكذا صاحب مهذب الاغاني ساق جملة ... وفي اسواق العرب كان لهم الذكر المعروف، ومنهم من له معلقة، أو مختارة معتبرة ... وأمثال العراقيين وخطبهم وأخبار رجالهم مبسوطة في اليداني وغيره.. وتعين آثارهم الأدبية الدواوين المعروفة، وجمهرة أشعار العرب، والبيان والتبيين للجاحظ، وامالي القالي وعقد الفريد، وبلوغ الارب للآلوسي. وبينهم (أول من طرفت له العصى)، وبينهم العنبري الأسير في بكر بن وائل وهو من بني العنبر من تميم (١) ومحاورة عبد المسيح مع خالد بن الوليد ... ولا يخلو كتاب ادب من ذكر لهم، أو إيراد لأمثالهم ... وكتب التاريخ مملوءة من أخبارهم الأدبية.. وقصة وفود العرب على كسرى معروفة ... وكانت مكانتهم الأدبية اشتهرت أكثر أيام آل لخم فذاعت في الاطراف وانتشرت في انحاء العرب المختلفة ... ويضيق بنا القول هنا، ولا يسعنا التفصيل ... وجاءت الفصحى بكتابها العزيز ففاضت على آدابهم بمحسنات ومعان جديدة كانت لها مكانتها السامية فكستها رقة، وزادت في تلطيف شعورها وسلاسة الفاظها، ونفخت فيها روحًا طيبة لم تكن لتعهدها..
- ١٤ -
أحوال القبائل
- و- اوضاعها الأخرى جالت أقلام الكتاب والمؤرخين في مواضيع لم تحافظ على مكانتها إلا قليلًا وكانت الدواعي لطرق مباحثها متوفرة خصوصًا ما كان منها رديئًا، أو مخالفًا للعقائد الإسلامية فتراعى فيه المقابلة وبيان مزايا الشريعة الغراء..
وأهم ما يدور عليه الكلام ما يتعلق ببعض العوائد، والعبادات الوثنية، والمجوسية، وعقائد الزندقة، واليهودية، والنصرانية، وعبادة الكواكب ... فتقص هذه الأمور، وتذكر انكحة العرب، وانتهاك المحرمات ... كل هذه كان يبحث عنها وتدقق لمصلحة الإسلامية ووسائل تأييدها، وبيان قوة عقيدتها، وصلاح عباداتها بالنظر لعقائد العصور السابقة وتقاليدها ... فغطت على الكل، وقبلها غالب العرب، وفي مدة قليلة تم انتشارها وكادت تقضي على التقاليد والأديان الأخرى..
وكل ما عرف ان الزرادشتية وسائر الديانات الفارسية كالمانوية لم تؤثر على العرب، ولم تقبل العرب عقائد اولئك بسهولة من جراء انها عبادة اشخاص، وسيطرة على النفوس وتذليل لها.. فكانت في الغالب وثنية، فشت فيها الزندقة وعبادة الكواكب.. ومن أوثان قبائل العراق (الضيزنان)، و(سبد) . وباقي الأوثان معروفة عند كل المعتقدين بها في الجزيرة ... وشاعت في بعض القبائل اليهودية، وفي أخرى النصرانية، وفي القليل المجوسية.. إلا ان النصرانية انتشرت في أيامها الأخيرة ... ولما جاءت الإسلامية طمى سيلها، وقبل بها الاكثر ...
وهكذا يقال عن عاداتهم القديمة وهي كثيرة إلا ان اقتباسهم من العجم قليل بالرغم من المجاورة، فلم تنل رغبة لما للعرب من شمم ومكارم أخلاق لا توجد عند اولئك، أو لا تتألف وما اعتادوه.. كما أن العقائد كذلك. وإنما تسلطت الإسلامية ونفذت في اعماق قلوب القوم فغيرت من عوائدهم لما في عقائدها من سهولة وقوة وبساطة وأحكام.. ومحت الكثير مما كانوا عليه فكان لها أثرها في نفوس القوم.. ومن حين قبلت هذه القبائل بالعقيدة الإسلامية عادت متحضرة وسكنت المدن.. وقضي على الكثير من أحكامهم البدوية واعتياداتهم الشائعة آنئذ.. فتركوا ما كانوا عليه من عرف بما استطاعوا امتثالًا لآية (أفحكم الجاهلية يبغون) ..
ولايهمنا اثارة المندثر مما كانوا عليه وإنما بعض عوائدهم الباقية هي التي ستكون موضوع بحثنا عند الكلام على القبائل الحاضرة، ومن ثم نكون قد جعلنا مواضيع اليوم ذات مساس مباشر بالماضي ودرجة نفوذه.. وحينئذ تخرج الأبحاث عما كانت عليه من حاجة الماضي للبحث فيها.. وصار موضوع اليوم العوائد الحاضرة مراعىً فيها القديم وأثره في نفوس القوم.
وعلى كل حال جدت المباحث وتماسها بالأوضاع الحاضرة، وتدقيقها تاريخيًا من نواحي العلاقة والارتباط بالماضي القريب والبعيد.. كل هذا سننظر فيه في عشائرنا الحاضرة لتكون أقوى صلة وأشد علاقة.. وفي الكتب الأخرى ما يبرد غلة الماضي وما كان عليه العرب في أزمانهم الغابرة مما لم يبق لغالبه أثر الآن ...
ولا يفوتنا أن نذكر هنا أن من أكبر الأبحاث علاقة واتصالًا بنا المناسبات بين القبائل وحالاتهم في جوارهم وحربهم، وكلأهم وحياة مواشيهم.. وكل هذه سندققها في حينها مع ملاحظة ما كانت عليه في ماضيها قدر الطاقة..
* * * - ١٥ -
آخر القول
في العشائر واماراتهم ولا نطيل القول في عشائر العراق القديمة، والمعروف انها قضت ادوارًا مديدة في سكناه وبين هؤلاء العرب البائدة، والمتعربة والمستعربة ويهمنا أن نعين العلاقات. ومما مر نعلم ان إيران لم تسيطر على العرب سيطرة مباشرة وقد خذلت مرارًا في تجارب عديدة.. وانما ساقتها تجاربها ان تتفاهم مع الأمراء وهؤلاء يقومون بادارة اقوامهم فلم يرضخ العربي لأعجمي، وقد ماشى بعض العرب العجم أحيانًا ولمآرب خاصة، وفي كل هذا لم يقطعوا صلتهم من قومهم.. يدل على ذلك (وقعة ذي قار) حينما رأوا الجد في الأمر، وشاهدوا العزم على انزال الضربة بالعرب. فهم وان كانوا بينهم على العداء والغضاضات القديمة والمفاخرات.. وجدوا الضرورة تدعوهم الى الحلف والاتفاق ودفن الضغائن فلم يذكروا القبائل التي كانت في جهة عدوهم بسوء.. فاتفقوا في الخفاء كما وقع قبل هذا بين القبائل التنوخية ... وهكذا كان يفعل بعض القبائل مع بعض من الاتفاقات الصغرى.. ولكنهم علموا ان هذه الحرب سوف تقضي على اكبر القبائل ويكون من السهل الوقيعة بالباقية حتى التي كانت متفقة معها ... وعلى كل نرى السياسة العشائرية كانت ترضى منها الحكومات في الغالب بالميل الى جهتها واستخدامها على عدوّها ومناصرتها لها من اخرى كما وقع اثناء الحروب مع سورية.. وباقي أحوال العشائر العراقية لا تفترق بها عن سائر العرب في الجزيرة وفي الأقطار الأخرى من اكرام ضيف، وشمم، واباء، وصبر على المشاق، والحرية، وقلة الارتباط بادارتها العامة بصورة تقف عند اعتزاز القبيلة أو الامارة وان لا تهان.. وقد اشير الى ما كانوا عليه من آداب، وعوائد، وروحية، وحروب، وتعاملات. والبحث عن هذا سيبسط عند الكلام على قبائل العراق البدوية، والريفية ... وهنا يلاحظ ان اكبر تبدل في حياة القبائل وروحيتها ما أحدثه الإسلام فيهم ولم يسر بهم خلاف مألوفهم وإنما راعى الاصلاح فيما هو المثل الأعلى، والى ما حسّن عيشتهم، وأصلح عوائدهم وتقاليدهم وعقائدهم.. دون أن يهاجم بالامحاء فكان اصلاحه دعوة الى خير طريقة مما يسيرون عليه والندبة الى الأمور التي تعود بالنعيم العميم ... وغاية ما يقال هنا ان العشائر واماراتها لم تكن صاحبة السلطة والقول الفصل في مقدراتها وكثيرًا ما نالها من الاهانات والتضييقات المرة مما مضى الكلام عليه من أيام بختنصر وإيران ... فمنهم من خلعت أكتافهم، ومنهم من اودي باماراتهم.. وهكذا. فكان للدعوة الإسلامية أثر كبير في نفوسهم، وتحريك لهم في الثورة على القسوة والظلم، ووقع عظيم في القوم، فتفادوا في النضال عنها، والنصر لمباديها. ومن ثم ظهر في العراق من مالوا الى الحضارة، وتركوا حياة البداوة من حين قبلوا الإسلامية فكانوا من أكبر الأعضاء الفعالة للمجتمع ... وخدموا مختلف الثقافات، فكانت اعمالهم خالدة وعامة ...
عشائر العراق الحاضرة
- ١ - البدو وهم الذين غلبت عليهم البداوة ولم يتوغلوا في حياة الارياف ويتناول البحث عن قبائل (شمر) و(عنزة) و(الضفير) و(حرب) و(صليب) الخ ...
عشائر العراق
الحاضرة (- ١ -
القبائل الإسلامية
كلمة: هذا هو القسم الثاني من عشائر العراق ويتضمن الكلام على العشائر الحاضرة ويتناول بعض المباحث عن العشائر في صدر الإسلام كتمهيد للمباحث وتوطئة للتوصل إلى أصل الموضوع ...
١ - العشائر العراقية
مضى الكلام على العشائر إلى ظهور الإسلام إجمالًا. وكانت في الحقيقة مستعبدة نوعًا فلا تخلو من تضييق قلّ أو كثر بالنظر لعلاقة العرب وقبائلها بالحضارة وتباعدها عنها ... والقبائل العربية أقل علاقة بالإدارة الفارسية.. ولما ظهر الإسلام جاءت قبائل جديدة وصارت تسرح وتمرح لا في العراق وحده بل في الأقطار الشرقية الأخرى إلا أننا نرى بعض عشائر الفتح قليل الميل إلى الحضارة وقبولها ... والقبائل الموجودة اليوم أكثرها قريبة العهد بسكنى العراق وإن الاحتفاظ بالاسم القديم، وإنه كان معروفًا في العراق لا يعين قدم القبيلة وإنما نشاهد كل قبيلة في العراق القديم والحديث ذات أصل قديم في الجزيرة. وتوالي ورودها معروف تاريخيًا، ومشهود حسًا..
٢ - تأثير الإسلامية على العشائر العراقية
كان قبل الإسلام يدبر شؤون القبائل أمراء إلا أن الامارات أصابها بعض الوهن، وصارت إيران في أيامهم الأخيرة تتدخل في شؤونهم أكثر ... مما سبب النفرة والضجر من العجم خصوصًا أن وقعة (ذي قار) لا تزال ترن في الآذان ... فلما جاء خالد بن الوليد إلى العراق لم ير تصلبًا كبيرًا أو تعندًا من هذه العشائر وكان من السهل التفاهم معها خصوصًا بعد أن رأت شيبان قد مالت إلى الإسلامية، وأميرها المثنى المشهور، وعجل أيضًا ركنت إليها وحاربت في وجه أهل الأبله، والحيرة تفاوضت ومثلها الأنبار وقد ضرب الغزاة بعض القبائل من تغلب وبهراء وما ماثل مما مرّت الإشارة إليه..
وأساسًا كان لمحاورة خالد (رض) مع عرب الحيرة وأعيانها أعظم أثر في قبول الإسلامية وبعض أقسامها ارتبط مع المسلمين بعهد ومعنى ذلك أنها صارت معهم وهكذا الأمر كان في حروب العرب لفارس، فساعد العرب جيوش المسلمين لأنهم كانوا عربًا وتعصبوا للعرب أبناء جلدتهم ومن هذه القبائل قبيلة طييء وقبائل أخرى..
ومهما يكن فقد كانت العرب تميل إلى إخوانها في الدم واللغة يؤيد ذلك ما مر بيانه من الأشعار والأقوال ... والمعلوم أن هؤلاء القبائل قد تولد فيهم النشاط، وزال الخمول وذهب الخوف والخور فاعتزوا وصارت كلمتهم العليا، وتركوا التقاليد السخيفة من عبادة الأصنام، أو نار كالمجوس وما ماثل. فذهب عنهم البؤس بأمه..
ولم يقف الأمر عند هذا الحد وإنما جاءتهم قبائل عديدة قوّت هذا النشاط وزادت في علو الهمة، ونفثت فيهم روح الحزم والعزم.. فصار الدور لهم ولم يكتفوا بالعراق وحده وإنما مضوا إلى الأطراف الأخرى، والأقطار النائية، فصارت غنيمة باردة لهم، وأكلة مريئة.
مر بنا الكلام على القبائل القديمة ... أما القبائل الجديدة فكثيرة أيضًا ولا تكاد تحصى عدًا فكأن الجزيرة خلت من سكانها ومالت إلى العراق وإلى سائر الممالك المفتوحة فشكلت عنصرًا فعّالًا، صار آلة فتح ودعوة خير، وتبشير بالدين الإسلامي القويم وقد رأوا في سبيل متابعته والدعوة إليه ما لم يخطر في بال.
والتبدّل الفجائي الذي تمكن منه العرب سواء في العقائد أو في الفتوح غيّر من أوضاعهم وجعلهم بحالات غير معروفة ولا معتادة.. فانتشروا في الأرض انتشارًا هائلًا ...
رأت الأمم أن الحاجة كبرى للخلاص من جور ملوكهم، وتحكم أرباب الأديان وتكاتفهم مع السلاطين لامتصاص جهود الشعوب والسيطرة عليها ... فساعدوا كثيرًا لقبول الدين الإسلامي وصاروا من أعظم دعاته ومعتنقيه..
٣ - مصير العشائر القديمة والإسلامية
وهذه القبائل سواء منها الحديث العهد في سكنى العراق وقديمه لم يتمكن فيه إلا القليل منها وأكثر من فقد مزاياه القبائل القديمة في العراق فإنها كانت أقرب إلى الاستفادة من هذه الأوضاع فأخذت من المدينة بنصيب ...
والآن صرنا لا نعرف الكثير منها لإنتشارها في الأطراف. والعالم كله كان مفتوحًا أمامها.. وهكذا يقال عن القبائل العديدة التي جاءته أيام الفتح فلم يبق منها إلا النزر.. وكانت لها مكانتها المهمة في حروبها ونضالها..
ولا يهمنا في عجالتنا هذه أن نبحث عن مصير كل قبيلة في العراق، أو من وردت إليه وبيان ماضيها وإنما نقتصر على (العشائر الحاضرة) ونذكر ما له علاقة بالماضي وبيان الحالة التي كانت عليها.. تاركين جانبًا القبائل التي حلت العراق في وقت واندثرت بقبولها الحضارة..
نكتفي هنا بالالماع إلى ما مضى ونشرع في بيان القبائل الحاضرة مع العودة إلى تاريخها بقدر ما تسمح به الظروف والنصوص..
٤ - القربى في العشائر الحاضرة
أنساب العرب القبائلية معروفة من قديم الزمان ولا يزالون محافظين عليها، وهي توافق روحيتها ومزاجها جمعاء، ولا يزالون يعتمدون عليها في القربى والعداء للتكاتف والمناوأة ونسب القبائل الحاضرة مهم لمعرفة أحوالها بالنظر لبعضها.. ولما كانت هذه العشائر كلها أمية تقريبًا فلا يحصل فيها إلا الواحد أو الاثنان من المجموع ممن يستطيع القراءة والكتابة وفي أكثر الأحيان الأمية ضاربة أطنابها عليهم ... فمن هؤلاء لا يؤمل أن يحفظوا أنسابهم فيوصلوها برجال التوراة أو غيرها..
- نعم يحفظون من أنسابهم أنهم لهم صلة قرابة مع القبائل الأخرى أو أنها ليست منها ويعينون درجة ذلك تقريبًا وذلك بطريق التلقي عن آبائهم وأجدادهم وأما تعداد آبائهم وأجدادهم بحيث يوصلونها بمن شاؤوا فهذا اختبرته وامتحنته مرارًا عديدة فتبين لي غلطه أو التشكيك فيه وعدم صحته فلا يعوّل عليه لقدم العهد واشتباه الأسماء وتداخلها بغيرها..
فإذا كانوا يتمكنون من وصل الأفخاذ بالعشيرة أو القبيلة وهذا غالب فيهم فلا يستطيعون أن يعينوا الصلة القطعية بين قبيلة وقبيلة بسرد أفراد كل ... وهذا لا يمنع أن يقطعوا في القربى ودرجتها بلا ارتياب.. والمعرفة والتلقي الصحيح.. قد يؤيدان بأدلة لغوية وأوصاف قومية، وأخلاقية، وعنعنات كثيرة مشتركة ومحفوظات لا تقبل التردد.. فلو لم تعرف القبائل وصل القرابة بتسلسل الأجداد فلا تشتبه منها بوجه وإن كانت لا تقدر على تعيين الظهور والبطون بالضبط ... فالغالب فيهم حفظ النسب على وجه الصحة إجمالًا ولا يغلطون في نسبة قبيلة إلى جذمها القحطاني أو العدناني وصلتها بأصلها ...
ويؤيد هذا التواتر في النقل من تلك القبيلة والقبائل المجاورة والنائية ... زيادة على اللغة، والمحفوظ لكل قبيلة. فلم نجد قبيلة انتسبت إلى غيرها أو ادعت أنها من غيرها كذبًا، فالتضافر حينئذ للتكذيب والطعن يكون قطعيًا لا يقبل الاشتباه..
وفي الحال الحاضر نشاهد بعض القبائل قد اعتزت بكيانها وعرفت باسمها الجديد فلم يعد يعرف تقريبًا الأصل الذي درجت منه ...
وقد بذلنا الجهد في إرجاع كل قبيلة من هذا النوع إلى قريبتها بحيث لم يبق لنا شك في النسبة والتحقيق من أكابر القبائل وحفاظ أنسابها وهم كثيرون. وهنا ليس غرضنا أن ندوّن جمهرة أنساب كما فعل ابن الكلبي وغيره بتعداد الأجداد وإيصالها برجال التوراة فذلك إذا كان متيسرًا له فهو الآن صعب بل يكاد يكون ممتنعًا ... وإنما المقصود بيان القربى بالنظر للمحفوظ، واللغة، والنخوة والعوائد ... مما هو مؤيد بالشهادات للقبائل الأخرى ولا يهمنا تعيين آباء القبائل وتسلسلها خصوصًا بعد أن قطعنا أنه مما لا يعوّل عليه ولا يوثق من المحافظة وإنما الأسماء قد تتشابه فيبتلع الكثير منها. وقد صحت الأنساب إجمالًا وتواترًا..
رأينا الصعوبة العظيمة في إرجاع كل قبيلة والتحقيق عن نسبتها إلى أرومتها العدنانية أو القحطانية، أو نجارها الأصلي. مما هو موضع شبهة، وإلا فالكثير من القبائل لا يرتاب في نسبها وأنها عدنانية أو قحطانية ... ولكن لا تزال بعض القبائل (متحيرة) ونسبتها إلى أحد هذين الجذمين مترددة أو غير معروفة مثل (الصليب) ومن على شاكلتهم من القبائل أو متداخلة لا يمكن تمييز الأصلي فيها والدخيل منها ...
وعلى كل ان القبائل مجموعات، أو كتلات تتصل مع بعضها لا في العروبة فحسب، وإنما تعوّل على القرابة النسبية القريبة، وتعد ذلك سببًا قويًا للتعارف، والبعيدة واسطة النفرة، خصوصًا في أيام العداء والحروب، أو في وقت يتوسم فيه الخصام ...
ومن ثم تقوى جهة المنافرة، والمفاخرة، وتعداد المعايب، والمثالب، وإثارة الوقائع السالفة، والحروب الماضية ... أو المزايا الداعية للفخر والتفوق، فنسمع الطعن من جهة والفخر من أخرى ... وهكذا ...
٥ - آل وبني
وقد مدح بعضهم المثنى بقوله:
ما ان رأينا اميرًا بالعراق مضى ... مثل المثنى الذي من آل شيبانا
ان المثنى الأمير القرم لا كذب ... في الحرب اشجع من ليث بخفانا
ومن هؤلاء في جاهليتهم مرة وجسّاس قاتل كليب، وطرفة بن العبد صاحب المعلقة وفي العصور الإسلامية عرف منها كثيرون من اصحاب المكانة الرفيعة في العلم والأدب وغير ذلك.. بينهم الفوطي المؤرخ ...
٢) - بنو عجيل. وهذه ايام الفتح كانت ولا تزال مشهورة. وان رئيسهم الذي مال الى الإسلامية وناصر العرب المسلمين في حروب فارس هو سويد بن قطبة العجلي. وكان هذا يغير على فارس من ناحية الابلة في خلافة أبي بكر ...
٣) - اللهازم. وهؤلاء ابلوا بلاء كبيرًا في حرب ذي قار. (١) هذا ومن بكر بن وائل بنو حنيفة الذين ظهر منهم مسيلمة الكذاب ولا محل لاستقصاء اخبارهم ...
٧ - قبيلة تغلب
وهذه من القبائل العدنانية كانت تسكن العراق وهي ممن حارب خالد ابن الوليد ايام الفتح الإسلامي كان وجه إليهم النسير بن ديسم بن ثمود وهم عند ماء لهم فطرقهم ليلًا فقتل وأسر. فسأله رجل من الأسرى أن يطلقه على أن يدله على حي من ربيعة فاتاهم النسير فبيتهم فغنم وسبى ومضى الى ناحية تكريت في البر فغنم المسلمون. (٢) وكان جمع منهم بالمضيح والحصيد مرتدين عليهم ربيعة بن بجير فاتاهم فقاتلوه فهزمهم وسبى وغنم وبعث بالسبي الى أبي بكر، فكانت منهم أم حبيب الصهباء بنت حبيب بن بجير وهي أم عمر بن علي بن أبي طالب (رض) .
وهؤلاء كان فريق منهم في عين التمر (شفاثة) (١) وفي ايام خالد ابن الوليد قضي عليهم ... (٢) وفي تغلب قال المهلهل وهو منهم:
انا بنو تغلب شم معاطسنا ... بيض الوجوه إذا ما افزع البلد
قوم إذا عاهدوا وفوا وان عقدوا شدوا وان جاهدوا يوم الوغى اجتهدوا لا يرقدون على وتر يكون لهم وان يكن عندهم وتر العدى رقدوا وسكناهم في الغالب بالثرثار. (٣)
٨ - قبيلة ربيعة
هؤلاء ممن حاربهم خالد أيام مسيره الى العراق (٤) . فانه بعد أن حارب تغلبًا سار الى حي منهم فغلبه ... وربيعة كانت هي التي ابلت في وقعة ذي قار مع مشتقاتها ...
وربيعة يقال لهم ربيعة الفرس. لأن ربيعة المذكور ورث عن أبيه نزار ابن معد الخيل وهذا تفرعت منه قبائل وبطون ومن قبائلهم بكر وتغلب وعنزة ... وقد مر بعض قبائلهم ويأتي البعض الآخر..
وذكر اليعقوبي لها فروعًا كثيرة، وبيّن من نال الرياسة من تلك الفروع كما أنه عدّد ايامهم المشهورة وآخرها يوم ذي قار ومن أراد التوسع فليرجع إليه. (١) والى (تاريخ العرب قبل الإسلام) وفيه بيان لوقائع ربيعة وتميم، أو بينها بعضها مع بعض أو مع الآخرين ... (٢) وحرب البسوس اشهر من أن تذكر وفيها وفي حرب العجم بذي قار كتاب خاص طبع في مصر. (٣) وتزال ربيعة في العراق والإمارة فيها لتغلب، ولا تزال نخوتهم (تغالبة) وسيأتي التفصيل عن قبائل ربيعة الحاضرة في حينه ...
٩ - النمر:
وهؤلاء من قبائل ربيعة كانوا في عين التمر وهم من ذرية النمرين قاسط والنسبة اليهم نمري (بفتح النون والميم كما في السمعاني) . ورئيسهم ايام خالد بن الوليد هلال بن عقبة فصلبه في الوقعة التي اوقعها بهم. (٤) وكان عمر (رض) استنفر الناس الى العراق فخفوا في الخروج.. وكان ممن قدم عليه انس بن هلال في جمع من النمر بن قاسط. (٥) قال في تاج العروس: «والنمر بن قاسط بن هنب بن افصى بن دعمي بن جديلة بن اسد بن ربيعة ككتف ابو قبيلة..» اه ولعل النمور الموجودين الآن منهم وسيذكرون بين افخاذ قبيلة (زوبع من قبائل شمر) ...
١٠ - مذحج
وتلفظ كمجلس. ومنهم من يضم الميم وهي من قبائل اليمن وتضم قبائل عديدة. وإنما سميت (مذحجًا) لأن أباها مالك بن أدد ولد على أكمة تعرف بهذا الاسم، أو ان أمه لما هلك بعلها لم تتزوج بعده وان اللفظ يؤدي هذا المعنى وقيل غير ذلك في وجه تسميتها ومالك هو أخو طيء أصل القبيلة المذكورة سابقًا ومن النسابة من يقول انها تمت الى كهلان رأسًا، ومالك بن زيد بن كهلان. ومن اشهر القبائل المتفرعة عنها: ١ - سعد العشيرة. وهؤلاء بطون ...
٢ - زُبيد. (بصيغة التصغير) وهو منبه بن صعب بن سعد العشيرة. وهذا هو زبيد الأكبر وإليه ترجع قبائل زبيد ومن ولده منبه بن ربيعة بن سلمة ابن مازن بن ربيعة بن منبه المذكور اعلاه وهو (زبيد الأصغر) . قال ابن الكلبي إنما قيل لهم زبيد لأن منبهًا الأصغر قال من يزد لي رفده فأجابه اعمامه بنو زبيد الأكبر فقيل لهم جميعًا زبيد.
ومن زبيد الأصغر ابو ثور عمرو بن معدي كرب فارس العرب ادرك الإسلام وشهد القادسية، واستشهد بنهاوند زمن عمر (رض) وحوادثه في العراق اشهر من ان تذكر وهو القائل:
اذا لم تستطع شيئًا فدعه ... وجاوزه الى ما تستطيع
٣ - بنو علة. ومن هؤلاء النخع والجسر، ومن النخع صلاءة ورزام.
٤ - الرهاء.
٥ - بنو صُداء. مر الكلام عليهم.
٦ - الحكم ومنهم بنو جشم.
٧ - جعفي. وهؤلاء سكنوا العراق ابان الفتح الإسلامي.
٨ - أود. ومنهم الافوه الاودي الشاعر.
٩ - عنس. منهم عمار بن ياسر. ولا تزال بقاياهم في اليمن.
١٠ - جنب.
١١ - الحارث.
١٢ - سلهم.
ولا مجال لاستيعاب بطونهم، واستقصاء المشاهير المعروفين منهم. واخبارهم في كتاب الاشتقاق وفي تاج العروس وفي انساب السمعاني وكتب كثيرة لا يحتملها البيان..
١١ - القبائل التنوخية
غالب قبائل العراق تنوخية أي مزيج من قبائل قحطانية، وأخرى عدنانية. وقد تعاهدت هذه القبائل على ان لا تبغي الواحدة على الأخرى..
قال السمعاني: «تنوخ (بفتح التاء وضم النون المخففة وفي آخرها الخاء) وهو اسم لعدة قبائل اجتمعوا قديمًا بالبحرين وتحالفوا على التوازر والتناصر وأقاموا هناك فسموا تنوخًا، والتنوخ الاقامة..» اه (١) وقد ذكر الطبري وابن الأثير سبب تنوخها ودواعي اتفاقها. وكانت اقامت في البحرين أولًا ثم مالت الى العراق لما شعرت من قوة، ونالت مكانتها المعروفة. وذلك انه لما مات بختنصر انضم الذين كان اسكنهم الحيرة من العرب حين امر بقتالهم الى اهل الأنبار وبقيت الحيرة خرابًا فقضوا زمانًا طويلًا لا تطلع عليهم طالعة من بلاد العرب، ولا يقدم عليهم قادم وبالأنبار اهلها ومن انضم اليهم من أهل الحيرة من قبائل العرب. فلما كثر اولاد معد بن عدنان ومن كان معهم من قبائل العرب. فلما كثر اولاد معد بن عدنان ومن كان معهم من قبائل العرب وملأوا بلادهم من تهامة وما يليهم فرقتهم حروب وقعت بينهم وحدثت بينهم احداث فيهم فخرجوا يطلبون المتسع والريف فيما يليهم من بلاد اليمن ومشارق الشام واقبلت منهم قبائل حتى نزلوا البحرين وبها جماعة من الأزد.
وكان الذين اقبلوا من تهامة من العرب من قضاعة واياد ...
فاجتمع هؤلاء بالبحرين وجماعة من قبائل العرب فتحالفوا على التنوخ وهو المقام وتعاقدوا على التوازر والتناصر فصاروا يدًا على الناس وضمهم اسم (تنوخ) فكانوا بذلك الاسم كأنهم عمارة من العمائر وتنخ عليهم بطون من نمارة ابن لخم ...
وكان اجتماع من اجتمع من قبائل العرب بالبحرين وتحالفهم وتعاقدهم ازمان ملوك الطوائف الذين ملكهم الاسكندر ... فتطلعت انفس من كان بالبحرين من العرب الى ريف العراق وطمعوا في غلبة الاعاجم على ما يلي العرب منه، أو مشاركتهم فيه، واهتبلوا ما وقع بين ملوك الطوائف من الاختلاف فاجمع رؤساؤهم بالمسير الى العراق. فكان طلوعهم متواليًا فاستولوا على ما بين نُفّر الى الابلة واطراف البادية ...
ومنهم من مال الى الانبار فاكتسحها. وآخرون نزلوا الحيرة الى طف الفرات وغربيه الى ناحية الأنبار وما والاها في المظال والاخبية لا يسكنون بيوت المدر، ولا يختلطون باهلها، واتصلت جماعتهم فيما بين الانبار والحيرة بمن كان يسكنها من القدماء الذين قد سبقوهم في سكنى العراق على ما جاء مفصلا في ابن الأثير والطبري..
وكانوا يسمون (عرب الضاحية) (١) وبين هذه القبائل: ١ - الازد. وفي اوائل الفتح الإسلامي قد اشترك الازد في حرب العراق.. وهم منتشرون في اطراف عديدة من جزيرة العرب والعراق وقبائلهم كثيرة ويقال لهم (الأسد) بالسين كما في كتاب الاشتقاق وقبائلهم قحطانية. ومنهم خزاعة والاوس والخزرج والغساسنة ولهم امارة في العراق ...
٢ - قضاعة. مر الكلام عليها.
٣ - عنزة. من قبائل ربيعة.
٤ - بكر بن وائل.
٥ - تغلب. قد اشتهروا في العراق.
٦ - ربيعة.
٧ - غطفان.
٨ - لخم. هؤلاء جاؤواالعراق مع سائر القبائل التنوخية وفيها دامت لهم الامارة مدة طويلة وهي قحطانية تنتسب الى لخم بن عدي وسنوضح امارتهم فيما يلي وننقل ما قيل في نسبهم ...
٩ - اياد. مرّت.
١٠ - كندة. ولهم امارة ومنهم (السكون) من قبائل العراق ... ومنهم بنو الحارث.
١١ - النجدة. وهم قبيلة من العماليق يدعون الى كندة.
١٢ - بنو لحيان. وهم بقايا من جرهم.
١٣ - جعفي. فرع من مذحج.
١٤ - طيء. مضى الكلام عليهم.
١٥ - كلب. كذا.
١٦ - تميم. كذا.
١٧ - أسد.
١٨ - كنانة.
١٩ - غنم.
٢٠ - الرباب.
٢١ - قيس عيلان. وهؤلاء كانوا يجاورون ملوك الحيرة.
٢٢ - جذام.
٢٣ - عاملة.
٢٤ - بلحارث بن كعب.
٢٥ - هذيل.
٢٦ - الضباب.
وغير هذه من القبائل الأخرى أو فروعها مما لا محل لتعداده والقبائل متجاورة ولا تخلو من علاقة فلا يسع المجال استقصاء ما في الجزيرة إلا ان هؤلاء اقرب الى العراق او من قطانه. وكانت الامارة في بعض هذه من ازد، ولخم وكندة، وطيئ. ومن هؤلاء لخم واما طيئ فقد جاءتهم النوبة في منتهى امرهم فانقرضت امارتهم على يد العرب المسلمين ...
وفي الأخبار الطوال وابن الأثير والطبري تفصيلات كافية عن (القبائل التنوخية) فلا مجال للاطالة في كل قبائل العراق بالتفصيل ... سوى انني اقول بعد هذا الاتفاق لم تقف العرب عند مخذولية، أو مغلوبية.. وكانت تعلم ان لا تدوم غلبة، والايام دول ... فكانوا اكثر الأمم مراعاة للمصالح، وتمرنًا على الحروب والمناجزة، او المتاركة ... تبعًا للأوضاع والحالات القاهرة أو الظروف المقتضية والبواعث الجابرة ... ذلك ما دعا ان يطول بقاؤهم في العراق رغم النفرة بينهم وبين المالكين لزمام الملك ...
- ١٢ -
امارات العرب
وهذه غالبها قبائلية، وأقدم من عرف منهم حكام حلوان (١) المعروفة باسمهم وكانت كورة (لواء) كبيرة، وهم من قضاعة ... ولم تصل الينا اخبار كافة الامارات القبائلية لاسباب كثيرة اهمها ان الحكومات في ادوارها لم تدوّن إلا القليل من شؤون شعبها وانما تكتفي بالاسرة المالكة او باعمال ملوكها الى زمن قريب منا.. ومن الأولى ان لا تلتفت الحكومات الى القبائل التي لا علاقة لها بها إلا في أحوال خاصة..
واشهر الامارات التي نالت ذكرًا، وعرفت على ألسن المؤرخين والشعراء:
١ - امارة الحضر
وهذه من الامارات الأولى من قبائل العرب التي كانت بين النهرين (الجزيرة) وان سابور بن اردشير (٢٤١ - ٢٧٢م) قضى على حكومتها، ولم تعرف الأخبار الصحيحة عنها بالضبط ومن المؤرخين من يقول انهم لخميون، من القبائل التنوخية، ومنهم من يقول انها حكومة قائمة برأسها، وآخرون يقولون انها غسانية.. وعلى قول هشام الكلبي انها من قضاعة، وان الضيزن هو ابن معاوية بن العبيد بن الاجرام من قضاعة، وأمه من تزيد بن حلوان اسمها جيهلة، وانه كان يعرف بامه، ملك أرض الجزيرة، وكان معه من بني العبيد، ومن قضاعة قبائل لا تحصى، وان ملكها بلغ الشام.. إلا ان الطبري طعن في هذه الرواية وقال: كان حاكمها من الجرامقة يقال له الساطرون والعرب تسميه الضيزن من أهل باجرمي ... (١) والجرامقة قوم من العجم سكنوا الموصل.
وكان الضيزن آخر امرائهم، وامارته في الحضر وهو قصر ومدينة بالقرب من مدينة تكريت بين دجلة والفرات، وتصلها مياه الثرثار تمر بمدينة الحضر ثم تصب في دجلة اسفل تكريت. (٢) ولا تزال اطلالها باقية، وآثارها ناطقة بعظمتها البائدة ... وقد قيل في انقراض هذه الامارة:
الم يحزنك والانباء تنمى ... بما لاقت سراة بني العبيد
ومصرع الضيزن وبني ابيه ... واحلاس الكتائب من تزيد
اتاهم بالفيول مجللات ... وبالابطال سابور الجنود
فهدم من اواسي الحضر صخرًا كأن ثقاله زبر الحديد وفي هذه الأبيات بيان لبعض قبائلهم هناك. (٣) وقال عدي بن زيد العبادي:
ايها الشامت المعيّر بالده ... ر أأنت المبرأ الموفور
أم لديك العهد الوثيق من الأ ... يام بل أنت جاهل مغرور
اين كسرى كسرى الملوك انوشر ... وان ام اين قبله سابور
وأخو الحضر إذ بناه وإذ دج ... لة تجي اليه والخابور
شاده مرمرًا وجلله كل ... سًا فللطير في ذراه وكور
الى أن قال:
ثم أضحوا كأنهم ورق جف ... فالوت به الصبا والدبور
وحكاية التسلط عليهم تذكر كخرافة اساطيرية. وهذه الحكومة لم يعين تاريخها ونشأتها وطريق توصلها للحكم، ولا عرف تسلسل ملوكها ...
٢ - امارة الازد
وهي أول الامارات التنوخية، وحكمها على قبائل تنوخ والقبائل السابقة لها. وليت ما بين الحيرة والأنبار، وكانت امارتهم تصادف عهد حكومات الطوائف السابقة للدولة الساسانية. وأول من حكم منهم مالك بن فهم. وجاء في النويري انه مالك (١) بن زهير بن عمرو بن فهم عرف بجده كما هو الشائع في امثاله عند العرب، وهو المشهور ب (تنوخ) . (٢) وسائر المؤرخين ذكروا انه مالك بن فهم بن غنم بن دوس الازدي من كهلان. استولى على الملك سنة ٢١٠ ميلادية وكان مقره بالأنبار رماه ابنه سليمة بن مالك بسهم دون ان يعرفه فاصاب مقتله. وكان قد ملك انحاء واسعة وذكر صاحب (تحفة الأعيان بسيرة اهل عمان) (١) وقائعه مع الفرس وانتصاره عليهم وفيه بيان لما حكمه من الأقطار وتوزع أولاده في الأنحاء وهو القائل:
أعلمه الرماية كل يوم ... فلما استد (٢) ساعده رماني
ثم ملك أخوه عمرو بن فهم، ثم ملك بعده ابن أخيه جذيمة الأبرش ابن مالك بن فهم سنة ٢٣٠ ميلادية. وهذا هو صاحب النديمين مضرب المثل (كندماني جذيمة) ويقال ان جذيمة هذا من العاربة الأولى من بني وبار وكان يبالغ في سعة ملكه ونطاق امارته وهو الذي قيل فيه: اضحى جذيمة في يبرين منزله قد حاز ما جمعت في دهرها عاد وكانت اياد في نزاع معه. وهذا قتلته الزباء وقصتها المشهورة في قتله وفي الانتقام منها على يد (قصير) وتحيله في قتلها ... والتفصيل في خلاصة الكلام في تاريخ الجاهلية والإسلام (٣) وبلوغ الارب للآلوسي (٤) وفي تاريخ ابن الأثير والطبري وغالب كتب الأدب.
٣ - امارة لخم الأولى
ويقال لهم آل نصر. وهؤلاء اضطربت كلمة المؤرخين فيهم. والمعروف انهم من لخم وهم من القبائل التنوخية، حكموا الحيرة، واتصلوا بالاكاسرة ودام سلطانهم مدة طويلة ... فجعلوا لهم سلطانًا على العرب وأول من حكم منهم في أنحاء العراق عمرو بن عدي مؤسس هذه الامارة.
وساق اليعقوبي نسبه بانه عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو ابن الحارث بن مالك بن عم بن نمارة بن لخم (١) وفي التنبيه والاشراف زيادة اسماء وتغيير ... (٢) ويصادف اوائل هذه الامارة حكومة اردشير بن بابك (٢٢٦ - ٢٤١م) فكره كثير من قبائل تنوخ ان يقيموا في مملكة العراق وان يدينوا له فخرج من كان منهم من قبائل قضاعة فلحقوا بسورية بمن كان هناك من قضاعة ...
«كانت امارة هؤلاء في غالب احوالها من الأكاسرة، يؤدون اليهم الطاعة ويحملون الخراج، وكانت قبائل معد مجتمعة عليهم، وكان أشدهم امتناعًا غطفان وأسد بن خزيمة وكان يأتيهم الرجل من معد على جهة الزيارة فيحيونه ويكرمونه.» اه (٣) وعمرو بن عدي صاحب المثل السائر. شب عمرو عن الطوق وهو ابن اخت جذيمة الأبرش الذي قتلته الزباء. (٤) وكان قد خلف خاله على الامارة ... ويبالغ في عمره ومدة حكمه، ويقال انه ملك قبل ان يحكم العراق اردشير ودامت حكومته ١١٨ سنة.
وقيل غير ذلك والتفصيل في تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء. (١) وامراء هذه القبيلة سواء زمن استقلالهم، أو سيطرة الفرس عليهم ... كانوا ملجأ العرب ومحل هجرتهم. فسدّت العشائر العوز عمن ذهب الى سورية وتوالى تيار هجرتهم ... فكانت امارة آل نصر خير ركن يركنون اليه إلا أنهم كانوا محصورين تحت دائرة ضيقة لا يستطيعون تجاوز حدودها..
ثم ان عمرًا خلفه ربيعة امرؤ القيس ابنه ويقال له المحرق ثم صار بعده ابنه عمرو بن امرئ القيس.. وبوفاة هذا انتقلت الامارة الى اسرة اخرى.
٤ - امارة اوس بن قلام
ولي هذه الامارة واستعمله الفرس وهو على ما قال هشام من العماليق فثار عليه بعض اللخميين فقتله وكانت مدة امارته خمسين سنة.
وفي (تاريخ دول العرب والإسلام) انه بوفاة عمرو بن امرئ القيس انتقل الملك الى اثنين من العمالقة ثم عاد الى بني عمرو بن عدي ... (٢)
٥ - امارة لخم الثانية
ثم نال الامارة امرؤ القيس البدء بن عمرو بن امرئ القيس، وبعده ولي النعمان الأكبر بن امريء القيس صاحب الخورنق الذي بناه له (سنّمار) وبنى (السدير) وكان قد كردس الكراديس وغزا الشام مرارً، ومن لم يدن له من العرب. وهو من اشد الناس نكاية بعدوّه وابعدهم مغارًا. وملك الفرس جعل معه كتيبتين: (دوس) وهي لتنوخ، و(الشهباء) لفارس ويقال لهما القبيلتان. ثم تنسك وزهد في الدنيا ... وانقرضت امارته هذه.
ومن تاريخها يفهم ان للفرس السلطة في الامارة على العرب والتدخل في شؤونها إلا انهم كانوا يرون تصلبًا من العرب فلم يذعنوا لسلطة العجم رأسًا، ولا الى التدخل الكبير في شؤونهم.. وان استفادوا منهم في بعض المطالب والحالات ...
٦ - امارة كندة
هاجم الحارث بن عمرو بن حجر الكندي الحيرة وما والاها فسار على النعمان فقاتله وقتل النعمان وجماعة من اهل بيته وأفلت منه المنذر بن النعمان.. كذا في ابن الأثير وأما ابن الكلبي فانه لم يتعرض لهذا الحادث وانما بين انه ملك النعمان ابنه. ويظهر ان هذه الحكومة لم يطل أمد حكمها..
وفي تاريخ اليعقوبي: وبعد أن نزل - الحارث - الحيرة فرق ملكه على ولده وهم حجر، وشرحبيل، وسلمة الغلفاء، ومعد يكرب. فانه جعل لكل واحد على بضع قبائل فملك حجرًا في أسد وكنانة، وملك شرحبيل على غنم وطيئ والرباب، وملك سلمة الغلفاء على تغلب والنمر، وملك معد يكرب على قيس عيلان. ثم قتل الحارث وقام ولده بما كان في ايديهم وصبروا على قتال المنذر حتى كافؤوه، فلما رأى المنذر تغلبهم على أرض العرب نفسهم ذلك واوقع بينهم الشرور فوجه الى سلمة الغلفاء بهدايا ثم دس الى شرحبيل من قال له ان سلمة اكبر منك وهذه الهدايا تأتيه من المنذر فقطع الهدايا فاخذها ثم اغرى بينهما حتى تحاربا فقتل شرحبيل فكانت معه تميم وضبة ... وتنكر بنو أسد بحجر بن عمرو. وهكذا مما دعا لاستعادة لخم الامارة ... (١)
٧ - امارة لخم الثالثة
مهما يكن من الروايات فقد ملك المنذر بعد أبيه النعمان وهذا وقعت له وقعة مع أمير العرب في سورية خالد بن جبلة وذلك ان هذا كان قد هاجمه فطلب ملك الفرس دية القتلى واستعادة الأموال المنهوبة من ملك الروم (غطيانوس) فلم يلتفت. ذلك ما دعا ان يسير عليه كسرى وينكل به ويأخذ بالحيف. (٢)
ثم ملك بعده ابنه الأسود، ثم أخوه المنذر بن المنذر، ثم النعمان بن الأسود وبه انتقلت الامارة الى غيرهم.
٨ - امارة ابي يعفر اللخمي
وهذه من غير الأسرة المالكة وإن كان أميرها لخميًا. ملك ثلاث سنوات ثم عادت مرة أخرى الى آل نصر وإن كانت لم تخرج من لخم.
٩ - امارة لخم الرابعة
ولي بعد ذلك أمرؤ القيس الثالث ثم المنذر ابنه، وفي أيامه عزله كسرى قباذ وجعل مكانه الحارث بن عمر بن حجر الكندي لأنه لم يقبل بدين الزنادقة ثم أعاده كسرى انوشروان. ثم ملك ابنه عمرو بن المنذر، ثم قابوس أخوه ابن المنذر. وهذا قتله رجل من يشكر. ثم ولي السهراب. وهذا لم تذكره غالب التواريخ، ثم المنذر أبو النعمان بن المنذر. وبه انتهى أمد آل نصر وانتقلت الامارة الى طيء.
١٠ - امارة طيء
ثم نالت الإمارة قبيلة طيء ورئيسها اياس بن قبيصة الطائي. قال هشام ابن محمد قد بعث الرسول ﷺ لسنة وثمانية أشهر مضت على ولاية اياس. وكان اياس هذا مشهورًا بالشجاعة والجود، عالمًا بأيام العرب ووقائعهم ... وولايته سنة ٦١١م.
وفي أيامه حدث يوم ذي قار وهو أول يوم انتصف فيه العرب من العجم كما قال الرسول ﷺ ذلك وفرح بهذه النصرة ... (١) وفيها أبلي بلاء لا مثيل له، وكانت طيء مع الفرس وكذا قبائل أخرى كأياد ولم يعرف سوى اياد ولم يذكروا سواها وبينوا انهم سرًا كانوا مع العرب على الفرس وذلك بقصد اماتة الضغائن لئلا تبقى مشتعلة دائمًا وتجر الى غيرها ...
وهذه الوقعة التي أشار إليها أبو تمام بقوله:
وانتم بذي قار امالت سيوفكم ... عروش الذين استرهنوا قوس حاجب
١١ - امارة ازاذبة
وفي بعض التواريخ ان وقعة ذي قار حدثت في إمارة ازاذبة ثم عاد الملك الى لخم. وازاذبة هذا ولي الحيرة بعد اياس بن قبيصة الطائي ...
١٢ - امارة لخم الخامسة
ولي بعد وقعة ذي قار المنذر بن النعمان بن المنذر سنة ٦٣٤ ميلادية وهو الذي تسميه العرب المغرور وقتل بالبحرين يوم جؤاثى فكان آخر من بقي من آل نصر فانقرض أمرهم بزوال ملك فارس من العراق ... (١) وفي التواريخ الأخرى ان الذي ملك بعد ازاذبة هو الأسود بن المنذر أخو النعمان. وفي أيامه اشتهر الحارث بن كلدة الثقفي طبيب العرب، ثم ملك بعده المنذر بن النعمان المذكور.
هذا. ويلاحظ ان قائمة اسماء الأمراء من المناذرة واسلافهم من آل نصر مختلفة جدًا، والتواريخ ذكرتها بصورة مضطربة، فلا يعوّل على واحد منها، واعتمدنا الطبري فانه من أوثق المراجع، وفيه بيان واف عن سني حكمهم ووقائعهم مما يصلح لتثبيت التاريخ نوعًا. وقائمة امرائهم في اليعقوبي مبتورة. (٢) وفي تاريخ سني ملوك الأرض ذكر لهم ولمن عاصرهم من ملوك ساسان، وقائمته تخالف سابقيه، ولا تأتلف مع ما ذكره صاحب (كتاب العرب قبل الإسلام) وما أورد صاحب (الحيرة) . ولا محل هنا لتحقيق هذا الاضطراب لأن موضوعنا عشائر العراق ... والطريقة الصحيحة أن نبدأ بالوقائع المعلومة المقطوع بها ونمضي صعودًا ونزولًا فنعتمد التواريخ المعتبرة، وأساس ذلك ان من حفظ حجة على من لم يحفظ. لنتدارك ما فات الآخرين من أسماء أمراء، ونقابل سني حكمهم بأزمان ملوك فارس ووقائع الغسانيين المعلومة وغيرها من وقائع المسلمين ... وأما وقائعهم التاريخية فانها معروفة ومدوّنة إلا في بعضها تداخلا..
- ١٣ -
الآداب العربية
في القبائل العراقية
ظهر شعراء كثيرون برعاية امارة اللخميين من جهة، وفي القبائل التي حلت العراق. وموضوع الآداب في البداوة واسع جدًا ففي الأغاني ذكر النابغة الذبياني وعدي بن زيد وشعراء كل قبيلة ... وبين هذه قبائل عراقية كثيرة، وأورد ابن قتيبة جماعة، وكذا صاحب مهذب الاغاني ساق جملة ... وفي اسواق العرب كان لهم الذكر المعروف، ومنهم من له معلقة، أو مختارة معتبرة ... وأمثال العراقيين وخطبهم وأخبار رجالهم مبسوطة في اليداني وغيره.. وتعين آثارهم الأدبية الدواوين المعروفة، وجمهرة أشعار العرب، والبيان والتبيين للجاحظ، وامالي القالي وعقد الفريد، وبلوغ الارب للآلوسي. وبينهم (أول من طرفت له العصى)، وبينهم العنبري الأسير في بكر بن وائل وهو من بني العنبر من تميم (١) ومحاورة عبد المسيح مع خالد بن الوليد ... ولا يخلو كتاب ادب من ذكر لهم، أو إيراد لأمثالهم ... وكتب التاريخ مملوءة من أخبارهم الأدبية.. وقصة وفود العرب على كسرى معروفة ... وكانت مكانتهم الأدبية اشتهرت أكثر أيام آل لخم فذاعت في الاطراف وانتشرت في انحاء العرب المختلفة ... ويضيق بنا القول هنا، ولا يسعنا التفصيل ... وجاءت الفصحى بكتابها العزيز ففاضت على آدابهم بمحسنات ومعان جديدة كانت لها مكانتها السامية فكستها رقة، وزادت في تلطيف شعورها وسلاسة الفاظها، ونفخت فيها روحًا طيبة لم تكن لتعهدها..
- ١٤ -
أحوال القبائل
- و- اوضاعها الأخرى جالت أقلام الكتاب والمؤرخين في مواضيع لم تحافظ على مكانتها إلا قليلًا وكانت الدواعي لطرق مباحثها متوفرة خصوصًا ما كان منها رديئًا، أو مخالفًا للعقائد الإسلامية فتراعى فيه المقابلة وبيان مزايا الشريعة الغراء..
وأهم ما يدور عليه الكلام ما يتعلق ببعض العوائد، والعبادات الوثنية، والمجوسية، وعقائد الزندقة، واليهودية، والنصرانية، وعبادة الكواكب ... فتقص هذه الأمور، وتذكر انكحة العرب، وانتهاك المحرمات ... كل هذه كان يبحث عنها وتدقق لمصلحة الإسلامية ووسائل تأييدها، وبيان قوة عقيدتها، وصلاح عباداتها بالنظر لعقائد العصور السابقة وتقاليدها ... فغطت على الكل، وقبلها غالب العرب، وفي مدة قليلة تم انتشارها وكادت تقضي على التقاليد والأديان الأخرى..
وكل ما عرف ان الزرادشتية وسائر الديانات الفارسية كالمانوية لم تؤثر على العرب، ولم تقبل العرب عقائد اولئك بسهولة من جراء انها عبادة اشخاص، وسيطرة على النفوس وتذليل لها.. فكانت في الغالب وثنية، فشت فيها الزندقة وعبادة الكواكب.. ومن أوثان قبائل العراق (الضيزنان)، و(سبد) . وباقي الأوثان معروفة عند كل المعتقدين بها في الجزيرة ... وشاعت في بعض القبائل اليهودية، وفي أخرى النصرانية، وفي القليل المجوسية.. إلا ان النصرانية انتشرت في أيامها الأخيرة ... ولما جاءت الإسلامية طمى سيلها، وقبل بها الاكثر ...
وهكذا يقال عن عاداتهم القديمة وهي كثيرة إلا ان اقتباسهم من العجم قليل بالرغم من المجاورة، فلم تنل رغبة لما للعرب من شمم ومكارم أخلاق لا توجد عند اولئك، أو لا تتألف وما اعتادوه.. كما أن العقائد كذلك. وإنما تسلطت الإسلامية ونفذت في اعماق قلوب القوم فغيرت من عوائدهم لما في عقائدها من سهولة وقوة وبساطة وأحكام.. ومحت الكثير مما كانوا عليه فكان لها أثرها في نفوس القوم.. ومن حين قبلت هذه القبائل بالعقيدة الإسلامية عادت متحضرة وسكنت المدن.. وقضي على الكثير من أحكامهم البدوية واعتياداتهم الشائعة آنئذ.. فتركوا ما كانوا عليه من عرف بما استطاعوا امتثالًا لآية (أفحكم الجاهلية يبغون) ..
ولايهمنا اثارة المندثر مما كانوا عليه وإنما بعض عوائدهم الباقية هي التي ستكون موضوع بحثنا عند الكلام على القبائل الحاضرة، ومن ثم نكون قد جعلنا مواضيع اليوم ذات مساس مباشر بالماضي ودرجة نفوذه.. وحينئذ تخرج الأبحاث عما كانت عليه من حاجة الماضي للبحث فيها.. وصار موضوع اليوم العوائد الحاضرة مراعىً فيها القديم وأثره في نفوس القوم.
وعلى كل حال جدت المباحث وتماسها بالأوضاع الحاضرة، وتدقيقها تاريخيًا من نواحي العلاقة والارتباط بالماضي القريب والبعيد.. كل هذا سننظر فيه في عشائرنا الحاضرة لتكون أقوى صلة وأشد علاقة.. وفي الكتب الأخرى ما يبرد غلة الماضي وما كان عليه العرب في أزمانهم الغابرة مما لم يبق لغالبه أثر الآن ...
ولا يفوتنا أن نذكر هنا أن من أكبر الأبحاث علاقة واتصالًا بنا المناسبات بين القبائل وحالاتهم في جوارهم وحربهم، وكلأهم وحياة مواشيهم.. وكل هذه سندققها في حينها مع ملاحظة ما كانت عليه في ماضيها قدر الطاقة..
* * * - ١٥ -
آخر القول
في العشائر واماراتهم ولا نطيل القول في عشائر العراق القديمة، والمعروف انها قضت ادوارًا مديدة في سكناه وبين هؤلاء العرب البائدة، والمتعربة والمستعربة ويهمنا أن نعين العلاقات. ومما مر نعلم ان إيران لم تسيطر على العرب سيطرة مباشرة وقد خذلت مرارًا في تجارب عديدة.. وانما ساقتها تجاربها ان تتفاهم مع الأمراء وهؤلاء يقومون بادارة اقوامهم فلم يرضخ العربي لأعجمي، وقد ماشى بعض العرب العجم أحيانًا ولمآرب خاصة، وفي كل هذا لم يقطعوا صلتهم من قومهم.. يدل على ذلك (وقعة ذي قار) حينما رأوا الجد في الأمر، وشاهدوا العزم على انزال الضربة بالعرب. فهم وان كانوا بينهم على العداء والغضاضات القديمة والمفاخرات.. وجدوا الضرورة تدعوهم الى الحلف والاتفاق ودفن الضغائن فلم يذكروا القبائل التي كانت في جهة عدوهم بسوء.. فاتفقوا في الخفاء كما وقع قبل هذا بين القبائل التنوخية ... وهكذا كان يفعل بعض القبائل مع بعض من الاتفاقات الصغرى.. ولكنهم علموا ان هذه الحرب سوف تقضي على اكبر القبائل ويكون من السهل الوقيعة بالباقية حتى التي كانت متفقة معها ... وعلى كل نرى السياسة العشائرية كانت ترضى منها الحكومات في الغالب بالميل الى جهتها واستخدامها على عدوّها ومناصرتها لها من اخرى كما وقع اثناء الحروب مع سورية.. وباقي أحوال العشائر العراقية لا تفترق بها عن سائر العرب في الجزيرة وفي الأقطار الأخرى من اكرام ضيف، وشمم، واباء، وصبر على المشاق، والحرية، وقلة الارتباط بادارتها العامة بصورة تقف عند اعتزاز القبيلة أو الامارة وان لا تهان.. وقد اشير الى ما كانوا عليه من آداب، وعوائد، وروحية، وحروب، وتعاملات. والبحث عن هذا سيبسط عند الكلام على قبائل العراق البدوية، والريفية ... وهنا يلاحظ ان اكبر تبدل في حياة القبائل وروحيتها ما أحدثه الإسلام فيهم ولم يسر بهم خلاف مألوفهم وإنما راعى الاصلاح فيما هو المثل الأعلى، والى ما حسّن عيشتهم، وأصلح عوائدهم وتقاليدهم وعقائدهم.. دون أن يهاجم بالامحاء فكان اصلاحه دعوة الى خير طريقة مما يسيرون عليه والندبة الى الأمور التي تعود بالنعيم العميم ... وغاية ما يقال هنا ان العشائر واماراتها لم تكن صاحبة السلطة والقول الفصل في مقدراتها وكثيرًا ما نالها من الاهانات والتضييقات المرة مما مضى الكلام عليه من أيام بختنصر وإيران ... فمنهم من خلعت أكتافهم، ومنهم من اودي باماراتهم.. وهكذا. فكان للدعوة الإسلامية أثر كبير في نفوسهم، وتحريك لهم في الثورة على القسوة والظلم، ووقع عظيم في القوم، فتفادوا في النضال عنها، والنصر لمباديها. ومن ثم ظهر في العراق من مالوا الى الحضارة، وتركوا حياة البداوة من حين قبلوا الإسلامية فكانوا من أكبر الأعضاء الفعالة للمجتمع ... وخدموا مختلف الثقافات، فكانت اعمالهم خالدة وعامة ...
عشائر العراق الحاضرة
- ١ - البدو وهم الذين غلبت عليهم البداوة ولم يتوغلوا في حياة الارياف ويتناول البحث عن قبائل (شمر) و(عنزة) و(الضفير) و(حرب) و(صليب) الخ ...
عشائر العراق
الحاضرة (- ١ -
القبائل الإسلامية
كلمة: هذا هو القسم الثاني من عشائر العراق ويتضمن الكلام على العشائر الحاضرة ويتناول بعض المباحث عن العشائر في صدر الإسلام كتمهيد للمباحث وتوطئة للتوصل إلى أصل الموضوع ...
١ - العشائر العراقية
مضى الكلام على العشائر إلى ظهور الإسلام إجمالًا. وكانت في الحقيقة مستعبدة نوعًا فلا تخلو من تضييق قلّ أو كثر بالنظر لعلاقة العرب وقبائلها بالحضارة وتباعدها عنها ... والقبائل العربية أقل علاقة بالإدارة الفارسية.. ولما ظهر الإسلام جاءت قبائل جديدة وصارت تسرح وتمرح لا في العراق وحده بل في الأقطار الشرقية الأخرى إلا أننا نرى بعض عشائر الفتح قليل الميل إلى الحضارة وقبولها ... والقبائل الموجودة اليوم أكثرها قريبة العهد بسكنى العراق وإن الاحتفاظ بالاسم القديم، وإنه كان معروفًا في العراق لا يعين قدم القبيلة وإنما نشاهد كل قبيلة في العراق القديم والحديث ذات أصل قديم في الجزيرة. وتوالي ورودها معروف تاريخيًا، ومشهود حسًا..
٢ - تأثير الإسلامية على العشائر العراقية
كان قبل الإسلام يدبر شؤون القبائل أمراء إلا أن الامارات أصابها بعض الوهن، وصارت إيران في أيامهم الأخيرة تتدخل في شؤونهم أكثر ... مما سبب النفرة والضجر من العجم خصوصًا أن وقعة (ذي قار) لا تزال ترن في الآذان ... فلما جاء خالد بن الوليد إلى العراق لم ير تصلبًا كبيرًا أو تعندًا من هذه العشائر وكان من السهل التفاهم معها خصوصًا بعد أن رأت شيبان قد مالت إلى الإسلامية، وأميرها المثنى المشهور، وعجل أيضًا ركنت إليها وحاربت في وجه أهل الأبله، والحيرة تفاوضت ومثلها الأنبار وقد ضرب الغزاة بعض القبائل من تغلب وبهراء وما ماثل مما مرّت الإشارة إليه..
وأساسًا كان لمحاورة خالد (رض) مع عرب الحيرة وأعيانها أعظم أثر في قبول الإسلامية وبعض أقسامها ارتبط مع المسلمين بعهد ومعنى ذلك أنها صارت معهم وهكذا الأمر كان في حروب العرب لفارس، فساعد العرب جيوش المسلمين لأنهم كانوا عربًا وتعصبوا للعرب أبناء جلدتهم ومن هذه القبائل قبيلة طييء وقبائل أخرى..
ومهما يكن فقد كانت العرب تميل إلى إخوانها في الدم واللغة يؤيد ذلك ما مر بيانه من الأشعار والأقوال ... والمعلوم أن هؤلاء القبائل قد تولد فيهم النشاط، وزال الخمول وذهب الخوف والخور فاعتزوا وصارت كلمتهم العليا، وتركوا التقاليد السخيفة من عبادة الأصنام، أو نار كالمجوس وما ماثل. فذهب عنهم البؤس بأمه..
ولم يقف الأمر عند هذا الحد وإنما جاءتهم قبائل عديدة قوّت هذا النشاط وزادت في علو الهمة، ونفثت فيهم روح الحزم والعزم.. فصار الدور لهم ولم يكتفوا بالعراق وحده وإنما مضوا إلى الأطراف الأخرى، والأقطار النائية، فصارت غنيمة باردة لهم، وأكلة مريئة.
مر بنا الكلام على القبائل القديمة ... أما القبائل الجديدة فكثيرة أيضًا ولا تكاد تحصى عدًا فكأن الجزيرة خلت من سكانها ومالت إلى العراق وإلى سائر الممالك المفتوحة فشكلت عنصرًا فعّالًا، صار آلة فتح ودعوة خير، وتبشير بالدين الإسلامي القويم وقد رأوا في سبيل متابعته والدعوة إليه ما لم يخطر في بال.
والتبدّل الفجائي الذي تمكن منه العرب سواء في العقائد أو في الفتوح غيّر من أوضاعهم وجعلهم بحالات غير معروفة ولا معتادة.. فانتشروا في الأرض انتشارًا هائلًا ...
رأت الأمم أن الحاجة كبرى للخلاص من جور ملوكهم، وتحكم أرباب الأديان وتكاتفهم مع السلاطين لامتصاص جهود الشعوب والسيطرة عليها ... فساعدوا كثيرًا لقبول الدين الإسلامي وصاروا من أعظم دعاته ومعتنقيه..
٣ - مصير العشائر القديمة والإسلامية
وهذه القبائل سواء منها الحديث العهد في سكنى العراق وقديمه لم يتمكن فيه إلا القليل منها وأكثر من فقد مزاياه القبائل القديمة في العراق فإنها كانت أقرب إلى الاستفادة من هذه الأوضاع فأخذت من المدينة بنصيب ...
والآن صرنا لا نعرف الكثير منها لإنتشارها في الأطراف. والعالم كله كان مفتوحًا أمامها.. وهكذا يقال عن القبائل العديدة التي جاءته أيام الفتح فلم يبق منها إلا النزر.. وكانت لها مكانتها المهمة في حروبها ونضالها..
ولا يهمنا في عجالتنا هذه أن نبحث عن مصير كل قبيلة في العراق، أو من وردت إليه وبيان ماضيها وإنما نقتصر على (العشائر الحاضرة) ونذكر ما له علاقة بالماضي وبيان الحالة التي كانت عليها.. تاركين جانبًا القبائل التي حلت العراق في وقت واندثرت بقبولها الحضارة..
نكتفي هنا بالالماع إلى ما مضى ونشرع في بيان القبائل الحاضرة مع العودة إلى تاريخها بقدر ما تسمح به الظروف والنصوص..
٤ - القربى في العشائر الحاضرة
أنساب العرب القبائلية معروفة من قديم الزمان ولا يزالون محافظين عليها، وهي توافق روحيتها ومزاجها جمعاء، ولا يزالون يعتمدون عليها في القربى والعداء للتكاتف والمناوأة ونسب القبائل الحاضرة مهم لمعرفة أحوالها بالنظر لبعضها.. ولما كانت هذه العشائر كلها أمية تقريبًا فلا يحصل فيها إلا الواحد أو الاثنان من المجموع ممن يستطيع القراءة والكتابة وفي أكثر الأحيان الأمية ضاربة أطنابها عليهم ... فمن هؤلاء لا يؤمل أن يحفظوا أنسابهم فيوصلوها برجال التوراة أو غيرها..
- نعم يحفظون من أنسابهم أنهم لهم صلة قرابة مع القبائل الأخرى أو أنها ليست منها ويعينون درجة ذلك تقريبًا وذلك بطريق التلقي عن آبائهم وأجدادهم وأما تعداد آبائهم وأجدادهم بحيث يوصلونها بمن شاؤوا فهذا اختبرته وامتحنته مرارًا عديدة فتبين لي غلطه أو التشكيك فيه وعدم صحته فلا يعوّل عليه لقدم العهد واشتباه الأسماء وتداخلها بغيرها..
فإذا كانوا يتمكنون من وصل الأفخاذ بالعشيرة أو القبيلة وهذا غالب فيهم فلا يستطيعون أن يعينوا الصلة القطعية بين قبيلة وقبيلة بسرد أفراد كل ... وهذا لا يمنع أن يقطعوا في القربى ودرجتها بلا ارتياب.. والمعرفة والتلقي الصحيح.. قد يؤيدان بأدلة لغوية وأوصاف قومية، وأخلاقية، وعنعنات كثيرة مشتركة ومحفوظات لا تقبل التردد.. فلو لم تعرف القبائل وصل القرابة بتسلسل الأجداد فلا تشتبه منها بوجه وإن كانت لا تقدر على تعيين الظهور والبطون بالضبط ... فالغالب فيهم حفظ النسب على وجه الصحة إجمالًا ولا يغلطون في نسبة قبيلة إلى جذمها القحطاني أو العدناني وصلتها بأصلها ...
ويؤيد هذا التواتر في النقل من تلك القبيلة والقبائل المجاورة والنائية ... زيادة على اللغة، والمحفوظ لكل قبيلة. فلم نجد قبيلة انتسبت إلى غيرها أو ادعت أنها من غيرها كذبًا، فالتضافر حينئذ للتكذيب والطعن يكون قطعيًا لا يقبل الاشتباه..
وفي الحال الحاضر نشاهد بعض القبائل قد اعتزت بكيانها وعرفت باسمها الجديد فلم يعد يعرف تقريبًا الأصل الذي درجت منه ...
وقد بذلنا الجهد في إرجاع كل قبيلة من هذا النوع إلى قريبتها بحيث لم يبق لنا شك في النسبة والتحقيق من أكابر القبائل وحفاظ أنسابها وهم كثيرون. وهنا ليس غرضنا أن ندوّن جمهرة أنساب كما فعل ابن الكلبي وغيره بتعداد الأجداد وإيصالها برجال التوراة فذلك إذا كان متيسرًا له فهو الآن صعب بل يكاد يكون ممتنعًا ... وإنما المقصود بيان القربى بالنظر للمحفوظ، واللغة، والنخوة والعوائد ... مما هو مؤيد بالشهادات للقبائل الأخرى ولا يهمنا تعيين آباء القبائل وتسلسلها خصوصًا بعد أن قطعنا أنه مما لا يعوّل عليه ولا يوثق من المحافظة وإنما الأسماء قد تتشابه فيبتلع الكثير منها. وقد صحت الأنساب إجمالًا وتواترًا..
رأينا الصعوبة العظيمة في إرجاع كل قبيلة والتحقيق عن نسبتها إلى أرومتها العدنانية أو القحطانية، أو نجارها الأصلي. مما هو موضع شبهة، وإلا فالكثير من القبائل لا يرتاب في نسبها وأنها عدنانية أو قحطانية ... ولكن لا تزال بعض القبائل (متحيرة) ونسبتها إلى أحد هذين الجذمين مترددة أو غير معروفة مثل (الصليب) ومن على شاكلتهم من القبائل أو متداخلة لا يمكن تمييز الأصلي فيها والدخيل منها ...
وعلى كل ان القبائل مجموعات، أو كتلات تتصل مع بعضها لا في العروبة فحسب، وإنما تعوّل على القرابة النسبية القريبة، وتعد ذلك سببًا قويًا للتعارف، والبعيدة واسطة النفرة، خصوصًا في أيام العداء والحروب، أو في وقت يتوسم فيه الخصام ...
ومن ثم تقوى جهة المنافرة، والمفاخرة، وتعداد المعايب، والمثالب، وإثارة الوقائع السالفة، والحروب الماضية ... أو المزايا الداعية للفخر والتفوق، فنسمع الطعن من جهة والفخر من أخرى ... وهكذا ...
٥ - آل وبني
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
قسمة بعيدة العهد، ومقرونة بمثل شائع عن العشائر للتدليل على قدم الزمن يقولون (من آل وبني) أي من عهد تفرع القبائل إلى آل، وإلى بني. وبالنظر إلى الأنساب الأصلية تركن إلى هذا الموضوع، وذلك أن قبائلنا تقسم إلى (آل) و(بني) أو إلى (قبائل قحطانية) يقال لها (آل) وإلى قبائل عدنانية أو مضرية ونزارية تتسمى ب (بني) . وهاتان المجموعتان معروفتان جدًا والتقسيم بهما بهذا الطراز قديم لم يدرك أوله. ولا نرى قبيلة أو عشيرة لا تنتسب إلى أحدهما ما عدا (القبائل المتحيرة) المذكورة التي لا تحفظ انتسابها إلى أحد هذين الجذمين. وذلك سواء في الجاهلية، أو في عهد الإسلام وما يليه إلى أيامنا..
وقد عدّد علماء الأنساب جماعة ليست بالقليلة من القبائل المتحيرة، وكذا صاحب عقد الفريد فإنه بيّن مقدارًا جمًا من القبائل المتحيرة. ولا يزال عصرنا يقطع بأن بعض القبائل (متحيرة) ولا يعرف بالتحقيق انتماؤها إلى أي جذم من ذينك الجذمين ... لنسيان العلاقة، والانتساب إلى الجد الأخير والوقوف عنده ...
٦ - البدو وأهل الريف
وهذا التقسيم قديم ومعروف أيضًا باعتبار ما قطنه العربان من (بادية) أو (أرياف) أو (مترددة) بينهما فتكون ثلاث مجموعات (بدوية) و(ريفية) و(مترددة) . ولو راعينا هذه القسمة في تصنيف القبائل لخرجنا عن أنساب القبائل ومزجنا بعضها ببعض دون تروّ وهكذا الحال فيما لو لاحظنا المواطن الجغرافية خاصة وفصلنا مباحثها بالنظر إلى ما تسكنه من ألوية وأنحاء ... أو المعيشة وبهذا نكون قد أهملنا خصيصة سائدة لم يتركها القوم في تنقلاتهم، وأهملنا ما هم عليه للآن من الاحتفاظ بالأنساب. واغفال هذا غير صحيح من وجوه: ١ - إن الموطن غير مستقرة. وذلك لتغييرهم الأمكنة بصورة فجائية عند حدوث أحوال ضرورية وكثيرًا ما تقع.. متمثلين بقول شاعرهم:
ولا يقيم على ذل يراد به ... إلا الاذلان عير الحي والوتد
٢ - لا نقدر حينئذ أن نراعي القبائل، والحالة القبائلية بالنظر لاختلاط القبائل وتقربها من الحضارة بحيث لا يبعد أن تكون هذه المجموعة بعد لأي قرية أو قرى.. في حين أنهم لم يهملوها ...
٣ - نرى المزايا القبائلية مستقرة (لآل وبني) ومتمايزة فيها وهي السبب الوحيد في وقائع عديدة ... فلو أهملناها كنا أغفلنا أهم خصائص القوم وعدلنا إلى اشتباك أنسابها، وهذا غير واقع حتى عند اختلاط بعض القبائل فكل فريق محتفظ بنسبه.. والأمر لا اختيار فيه، وإنما الغرض تثبيت الحالة التي هم عليها لا إيجاد تقسيم غير معروف، أو أن نهمل أمرًا لا يزال موجودًا، ونكون قد زدنا في هذا الاشتباك، أو شوّشنا وضعًا معروفًا..
٤ - إن كافة هذه القبائل حريصة على مراعاة أنسابها حتى الأفراد ولا يمكنها أن تنساها بعصور كثيرة. فاهمال ذلك والتغافل عما هو موجود غلط لا يغتفر ...
وهنا لا ننسى بأن القسمة الأصلية إلى قحطانية وعدنانية يصح الاستفادة منها بأن تكون واسطة تعارف وألفة لأعداء ومقارعة..
ولا ينكر أيضًا أن القبيلة قد تنال مزايا جديدة بسبب ركونها إلى الأرياف من حيث العمل والاستثمار واهمال روح الغزو وتعاطي أسباب العمارة، والوداعة والعيشة الهنيئة ... فسوف لا نترك أمر ذلك، بل نراعيه بوضوح ونفرق بين البداوة والعيشة الريفية، وما بينهما من التردد وانتهاز الفرص للركون إلى العيشة الريفية لأول حادث أو استفادة من أي تطور في الأحوال الاجتماعية. والمسهلات لذلك ودواعيه كثيرة من قحط ووباء وحروب عامة أو خاصة، وسيل جارف. الخ الخ ...
٧ - العودة إلى الحياة العشائرية
وقبل أن ننهي البحث لزم أن نقول أن العودة إلى عيشة العشائر نادرة خصوصًا الانتقال من المدن إلى الحياة العشائرية أو من الأرياف إلى البداوة، وهذه إذا حصلت تكون شخصية أكثر منها قبائلية. ولذا نشاهد بعض الأفراد لظروف خاصة كعلائق تجارية مع البدو، أو ارتكاب جريرة تدعو إلى ضرورة الالتجاء إلى البادية والاعتزاز بها، ثم طيب العطن وتحبب الاقامة في خلالها، أو يقسر عليها بأن يتربى أولاده عليها أو تمنعه موانع زواج وما شاكل ...
كل هذه مما يسبب سكنى العشائر والتنقل بهم من الحضارة إلى البداوة، أو الأرياف ... وقد يكون المرء ابن بادية في الأصل ولم تنقطع علاقته من البادية فتعن له سكناها ويحن إلى أهله وأقاربه ... فيعود. وقد شاهدنا الكثيرين حينما يزول المانع لهم يعودون لباديتهم إذ لم ترتكز وسئلها في أذهانهم بعد، أو لم تنل رغبة منهم ولم تحبب إليهم. نرى هؤلاء يوردون المثل البدوي المعروف (عنّت عليّ ديرة هلي (١».
هذه دواعي التنقل من البداوة إلى الأرياف، فالمدن وبالعكس، ولا نطيل القول بأكثر من هذا ...
٨ - الجمع والتقسيم
وعلى كل يجب أن نرجع تقسيم القبائل إلى الجذمين المذكورين وبيان قبائلهما كل واحدة على حدة بالتفصيل ... سوى أننا نلاحظ بعض الأوصاف من البداوة أو الريفية، ونقدم بعض القبائل البدوية التي تقربت إلى الحضارة ولم تقبلها بعد، ثم نذكر القبائل الأخرى من ريفية ... ولم نفصل بين القحطانية والعدنانية إلا أننا نشير إليها حين الكلام عليها.. ولا نفوت الاجمال عن خصائص كل ... فلا نراعي الترتيب ونكتفي أن نشير إلى العدنانية والقحطانية ... ونعين أصل القبيلة سواء كانت من أحد هذين الجذمين أو متحيرة ... كما أننا نذكر موطن القبيلة مجموعة أو متفرقة، ونقدم قوائم في القبائل المشهورة الموجودة في تقسيماتنا الادارية تسهيلًا للمعرفة معززين لها بخارطة. وبهذا نكون قد جمعنا بين الحالات والأوضاع المعروفة ...
- ٢ -
القبائل البدوية
ومن يمت إليها يهمنا جمعًا بين القبائل المشتركة الصفات من بعض الوجوه: أن نجعل القبائل مجموعتين أساسيتين وهما (القبائل البدوية) وخصيصة البداوة تجمعها، لبروز هذه الصفات فيها.. ومن أهمها التنقل دون تقيد بمكان خاص، تتبع الكلأ وتراعي الغزو ...
و(القبائل الريفية) تميل إلى الأرياف وتتعاطى الزراعة وما يتعلق بها من تربية المواشي وما ماثل ...
والقبائل لا تخرج عن هاتين الخصيصتين ولكن قد تتداخل فترى من هؤلاء من قد مالوا إلى الأرياف، أو ركن بعض أهل الريف إلى البداوة ... وهم أقرب إلى التداخل بالنظر لما يجدون من الأحوال التي تدعو لمثل هذا التطور، والأوضاع.. وبيانها بهذه الصورة لا يغير ماهية الموضوع.
هذا والآن نرى أن نبحث عن أشهر القبائل البدوية وخصائصها ونبدأ بقبائل شمر ...
- ٣ -
قبائل شمّر
١ - أصل شمر
إن المدوّنات عن هذه القبيلة قليلة جدًا وهي قحطانية، ذكرها الحمداني فقال: «بنو شمر بطن من العرب مساكنهم جبلًا طييء أجأ وسلمى بجوار لام». كذا نقل صاحب السبائك (السويدي) ولم ينسبهم إلى قبيلة، وهذا محمول إلى أنه لم يتصل بهم ولم يتحقق ذلك من رجالهم، وآخر من ذكرهم القزويني قال: «شمر بالتشديد والتخفيف. قبيلة من العرب ذات بطون تنسب إلى شمر ذي الجناح من قحطان منهم في نجد ومنهم في العراق ومنهم في الموصل إلى سنجار. والظاهر أنهم ينسبون إلى شمر يرعش بن افريقس بن ابرهة ذي المنار أحد ملوك التبابعة من اليمن ...» اه.
وما ذكره من أنه الظاهر فليس بظاهر، والنسبة التي نسبها غير معروفة. كما أن التخفيف لا قائل به، ولكن القزويني راعى اللفظة في قواميس اللغة ومعانيها وليس لدينا من العرب من ينطق بالتخفيف ويريد هذه القبيلة ...
وقال الحيدري: «ومن أجل عشائر العراق شمر وهم عدة قبائل.. وتبلغ قبائل شمر مائة ألف نفس فأكثر وحمائلهم آل محمد من طييء. وجميع قبائلهم تعود إلى قحطان..» اه.
وقال البسام: «شمر من ذرية حاتم ... من سكان الجزيرة وهم أكرم العشائر وأرفعهم عمادًا، وأكرمهم أخولًا وأجدادًا، وأصحهم في ذكر المكارم اسنادًا، وأقدم في الحرب.. وشيخ هؤلاء يقال له (الجربا) وسقمانهم ألفان وفرسانهم ألف ومائتان ...» اه.
والمنقول المحفوظ عنهم أن شمر ليس جدًا وإنما هو وصف لحقهم وذلك أنهم آخر من خرج من اليمن وكانت قد ألحتهم السنون فهاجروا إلى أنحاء أجأ وسلمى فدفعوا بعض القبائل وأزاحوهم عن مواطنهم. فشمروا عن ساعد الجد وأوعز إليهم رؤسائهم ب (شمّروا) . ومن ثم دعوا ب (شمر) واللغة تساعد على هذا التفسير قالوا:
وكانت قبائل طييء وزبيد هناك فدفعوهم ومال هؤلاء الى انحاء العراق وسورية وغيرها. والظاهر ان قبائل طييء (سكان أجأ وسلمى) كان بينها خصام وخلاف فحالف قسم منها قبائل قحطانية جاءت من انحاء اليمن فانتصر على عدوه ومن ثم استقل في السلطة وصارت له الرياسة على قبائله والقبائل المتحالفة معه. والكل يرجعون الى القحطانية فأن طيئًا من قحطان ايضًا. فصار الكل يدعى باسم البطن (شمر) المنتصر على عدوّه وقيل للجميع (شمر) تغلبيًا وإلا فلا تزال قبائل (عبدة) من شمر تمت الى القحطانية رأسًا، وقبائل (الاسلم) الى طييء. وكذا (قبائل زوبع) .
هذا هو الذي نراه جمعًا بين المحفوظ والنصوص المنقولة من طريق التاريخ.. وبسبب هذه الوقائع الوبيلة تمكنوا من ازاحة قبائل زبيد وقبائل طييء الاخرى كما مر.. ورئيس قبائل زبيد آنئذ واميرهم يقال له (بهيج) ويعد في نظر القبائل الزبيدية جدًا لها، والحال انه كان رئيسًا والى هذا اشار الشمري مفتخرًا بهذه الوقعة والانتصار على القبائل الاخرى بقوله:
وكبلك (١) بهيج حدّروه السناعيس ... من عكدة ماتحلحل كناها (٢)
يريد أن يهيجًا المذكور كان قبلك وقد أصابته الضربة القوية منا فأنزلناه من أجأ وسلمى (جبلي طييء) فلا نخشاك ولا نبالي بك وأنت أقل قدرة منه ... ويراد بالسناعيس الذين ينتخون بالسنعوسية وهم قبائل مهمة من شمر ...
وقولون بتكرار ان لفظ (شمر) ليس اسمًا لقبيلة باعتباره جدًا لها وإنما هو ناشيء عن الايعاز المذكور.
وأرى الذي أوقع في اللبس النقل المتقدم عن السويدي لأنه لم ينسبهما كما نقل عن الحمدانمي للسبب الذي ذكرته والحال انني نقلت في ما سبق في قبائل العراق القديمة عن نشوان الحميري ما نصه: «بنو شمر بطن من طييء» إلا أنه لم يصلهم بالبطون المعروفة. ويفسر هذا ما جاء في تاج العروس: «وشمر أيضًا اسم رجل قال امرؤ القيس:
فهل أنا ماش بين شوط وحية ... وهل أنا لاق حي قيس بن شمرا
قال الصاغاني: قال ابن الكلبي قيس بن شمر وأخوه زريق ابنا عم جذيمة ابن زهير بن ثعلبة بن سلامان الطائي.» اه.
ومن هنا ظهر انهم بطن مستقلة وعرف طريف اتصالهم. وهذا جاء مؤيدًا للمحفوظ الذي اتفقت كلمة المؤرخين عليه من أنهم من طييء، وتبين أنه اسم جد ...
ان شمر من طييء وبالاتفاق مع بعض القحطانية أزاحوا طيئًا وزبيدًا وحلوا محلهم.. واشتهرت تسميتهم بشمر وتغلبت على القحطانية، والكل الآن لا يفرق بينهم ويعدون من شمر، إلا أن القحطاني منهم معروف.
هذا مع العلم بأن التسمية بشمر كانت شائعة عند العرب فلم يبق مجال أن يقال أنه ناشيء عن الايعاز فهم بطن من طييء، وعرفت مكانتهم بين البطون المذكورة سابقًا ...
٢ - بيت الرياسة (الجرباء - آل محمد)
كانت الرياسة ولا تزال في (آل الجرباء) وهم (آل محمد) من طييء قطعًا. ولم تفقد منهم الرياسة ولم تتحول إلى اليوم. أما امارة ابن رشيد فانها لم تؤثر على سلطتهم، وإنما كانت امارة ابن رشيد صولة وسطوة واسعة، لم ينالوها في سالف أيامهم وكانت وقتية ولأمد، وبانقراض آل الرشيد استمرت الرياسة في آل محمد ودامت فيهم. وسنوضح امارة الرشيد في موطنها.
والجرباء نبز وصل إليهم من أمهم، والعرب لا يزالون يتنابزون بأمثال هذه يقال أنها أصابها (مرض جلدي) فتركها أهلها ورحلوا إلى موطن آخر ثم تعافت فلزمها هذا الاسم. ومن عادة البدوان يتركوا المصاب بالجدري وما ماثله ويرحلوا عنه حتى يبرأ أو يموت تخلصًا من عدواه ويراقبونه من بعيد ويضعون له ما يحتاج من أكل وشرب. وقبيلة أمهم على ما هو معروف، محفوظة وهي من الفضول من طييء (من بني لام) .
ومن القبائل القديمة التي سميت باسم أمها حندف، وبجيلة، وقبائل عديدة ... وهذه التسمية أما لغرابة في الاسم، أو لنبز كما تقدم. وستمر بنا أمثلتها الكثيرة. وقد اتخذ هذه التسميات بعض أعداء العرب وسيلة للطعن بالأنساب ومن لاحظ تكوّن الأفخاذ، فالعشائر، والعمائر، والقبائل، وحدوث النبز لأدنى علاقة وسبب.. قطع لا وجود للأمومة (الطوتمية) عند العرب ... ولا أثر لها في مدوّناتهم، وإذا كان هناك شيء قبل التاريخ لم نشاهد بقاياه ...
وهذه التسمية قديمة ترجع إلى أميرهم الأول محمد الذي يدعون به فيقال (آل محمد) والجرباء هذه أم سالم بن محمد المذكور وهو المحفوظ أيضًا ولم يقطعوا في صحة تاريخها لقدم العهد وهؤلاء لم يصح ما كان يشيع عنهم بعض العربان أنهم من الشرفاء، أو من البرامكة، فعلقت في أذهان بعضهم ... ونقل ذلك ابن خلدون في تاريخه وكذبه ... فهم من طييء كما قال الحيدري: «وحمائهم من آل محمد من طييء» اه.
ويؤيد هذا ما قاله صاحب مطالع السعود (عثمان بن سند): «وقد سمعته - (بنية) - ينتسب إلى طييء القبيلة المعروفة..» اه (١) وقد ذكر صاحب (قلب جزيرة العرب (٢ «إن الجرباء من قبيلة سنجارة وفرّعها إلى (العامود) و(الجرباء) وبيّن أن من الجرباء آل حريز، والحسنة، والبريج. والمنقول عنهم ان سنجارة قبيلة زوبعية وترجع إلى الحريث من طييء والجرباء من طييء رأسًا وأنها من بطونهم القديمة.
٣ - عمود نسبهم
هم (آل محمد) كما تقدم. ومحمد رأس عمود نسبهم وأقدم من عرف من أجدادهم ممن لا يزال محفوظًا إلى الآن ... ونبدأ في تعريفهم من أحد أجدادهم مجرن بن محسن بن مشعل بن مانع بن سالم بن محمد والملحوظ أن قد ابتلعت بعض الأسماء نظرًا لعدم القطع الذي علمته من كثيرين منهم فلم يتمكنوا من الحفظ التام.
* * * وفرحان بن صفوق أولاده كثيرون وهم: ١ - عبد العزيز.
٢ - شلال. وهؤلاء أولاد درة.
٣ - فيصل.
٤ - عبد المحسن.
٥ - هايس. أولاد السرحة.
٦ - ثويني.
٧ - العاصي.
٨ - مجول. أولاد جزعة.
٩ - جار الله.
١٠ - مطلك. ويقال له ابن العيط من زوجته بنت نوير العيط.
١١ - الحميدي.
١٢ - زيد.
١٣ - أحمد. ويقال لهم الباشات (أولاد الجرجرية) .
١٤ - ميزر.
١٥ - سلطان وهذا ابن بهيمة بنت ابن جشعم ويقال له ابن الجشعمية.
من هؤلاء فيصل والحميدي وأحمد وزيد لا يزالون في قيد الحياة. وان عبد العزيز ترك عجيل الياور وهو (أمير شمر) اليوم وشيخ مشايخهم.
وهؤلاء نقول فيهم ما تيسرت لنا معرفته:
١ - محمد
وهو الجد الأعلى الذي تسمت به فرقة الرؤساء فيقال لهم (آل محمد) . ويقال أنهم كانوا سبعة من الأخوة أحدهم (الصديد) وهو جد (الصديد) . وآخر هو جد البريج من الخرصة. والباقون ماتوا بلا عقب. ومن هذا يعلم أن (آل محمد) أو من يمتون إلى جد واحد هم هؤلاء.
٢ - سالم
وهذا هو المعنيّ بقول شاعرهم:
من دور سالم والشريف محنّا للجاسي ليان
حنّا جما غش العراك نلحكك على طول الزمان ومن هذا البيت يستدل البعض على أنهم من الشرفاء. والظاهر أنه يشير إلى وقعة جرت لسالم مع الشريف المعاصر له، لا باعتباره جدًا لهم. وهذا القول للعاصي يقصد أننا من زمن سالم لم ينل مراسنا للقاسي الصعب المراس. وإنما نحن كحشرة العراق ويريدون بها (الأزريجي (١» نصل إلى غرضنا على طول الزمن وبلا استعجال. هذه الحشرة تقتل الابل على طول الزمن. يقول أننا ننتصر على عدوّنا ولو بعد حين فلا ينجو منا. وهذه حالتنا من زمن سالم. وقرن به الشريف للاشارة إلى وقعة كانت معروفة. والحق أن هذه الاناة والتوأدة أوضح صفة فيهم.
٣ - مانع.
٤ - مشعل
وهذا يمتون إليه بالنسب الأقرب فيقال لهم آل مشعل. ونخوتهم الأخيرة نشأت من زمنه وهي (حرشة وأنا ابن مشعل) ويقول قائلهم:
مرد على سرد من أولاد مزيد ... حماة الدار لياجاه البلا من ضديده
اليجمع الوكرين بيوكر واحد ... العين توّه تهنّت بي رجيدة
تصافوا الصيداد هم وآل مشعل ... وتبشرت النوك بأيام عيده
يقول شبان من أولاد مزيد على خيل سرد يحمون ديارهم إذا جاءها البلاء من عدوهم. وهؤلاء يجمعون بينهم وبين أقاربهم فيخشى الأعداء سطوتهم وتهاب بطشهم وينامون في رقدة هنيئة من جراء اتفاق آل صديد وآل مشعل فتبشرت النوق بأيام عيدها.
وآل مشعل هم آل محمد والصيداد آل صديد وهم من آل محمد، أو كما قلت سابقًا من اخوة آل محمد رؤساء الصايح على اختلاف في ذلك ويجمعهم مزيد وهو جد أعلى.
٥ - محسن.
٦ - مجرن.
٧ - الجعيري.
٨ - الحميدي
وهو والد فارس الجربا. ويعرف ب (الأمسح) لأنه ولد وعينه مسحاء فلم يظهر لها أثر. ويعد من مشاهير شيوخ آل محمد. وقد ترك أولاده ذكرًا ذائعًا وهم مطلق وفارس ومن يليهم. وهم ألصق بنا وحوادثهم قريبة منا ولا تزال ترددها التواريخ أو تتناقلها الألسن.
ومن أولاد الحميدي (عمرو) ومنه آل عمرو وأخو فارس ... ولا يزال فرعهم معروفًا..
٩ - مطلق
يعرف ب (أخو جوزة) وهذا أراد مهادنة الامام ابن سعود (١) ولكن ابنه مسلطًا لم يرضخ لمطالب الامام من زكاة وقص الشعاف (شعر الرأس) وما ماثل. فشوق اباه على القيام في وجه ابن سعود فحاربه. وهذه مبادئ نزوحهم الى أنحاء العراق ومن بواعث الميل اليه.
وأساسًا كانت حكومة العراق أيام المماليك تحرق الارم على الأمير ابن سعود وترغب كثيرًا في جلب عشائره لجانبها لتكون أعرف بما عنده ...
وقد حكى عثمان بن سند (١) حادثة له مع ابن سعود قال: «وأغار في سنة ١٢١٢هـ - ١٧٩٨م سعود بن عبد العزيز بن محمد السعود على بادية العراق وكان مطلق ابن محمد (٢) الجرباء نازلًا في بادية العراق. فلما صبحهم سعود فر منهم من فر وثبت من ثبت. فممن ثبت وقاتل جيش سعود مطلق جرباء فكّر على الفرسان مرة بعد أخرى. فكلما كرّ على كتيبة هزمها فحاد عن مطاعنته الشجعان. فعثرت فرسه في شاة فسقط من ظهر فرسه فقتل..
وكان قتله عند سعود من أعظم الفتوح إلا أنه ودّ أسره دون قتله.
هذا. ومطلق من كرام العرب، عريق النجار، شريف النسب، من الشجعان والفرسان الذين لا يمتري بشجاعتهم إنسان. له مواقف يشهد له فيها السنان والقاضب ووقائع اعترف له بالبسالة فيها العدو والصاحب.
وأما كرمه فهو البحر حدث عنه ولا حرج. وأما أخلاقه فألطف من الشمول وأذكى من الخزامى في الارج وأما بيته فكعبة المحتاجين وركن الملتمسين ... (إلى أن قال):
يا بحر لا تفخر بمدك واقصر ... عن أن تضارع حاتميًا شمري
ما حل في كفيه مقسوم على ... كل الأنام غنيهم والمعسر
ما ثم مأثرة سمت الاروى ... مرفوعها عنه لسان الاعصر
ففناؤه مأوى طريد خائف ... وحباؤه مغن لضيف معسر
انتهى ما قاله صاحب المطالع.
وأصل هذه الوقعة ان الحكومة العثمانية كانت تلح بازعاج لمحاربة ابن سعود والقضاء على غائلته، فقد كانت تعهدها من أكبر الغوائل في نظرها ... فجهزت ثويني شيخ المنتفق قبل هذه الوقعة بسنة (سنة ١٢١١هـ - ١٧٩٧م) . خصوصًا بعد ان استولى ابن سعود على الاحساء وفر من وجهه آل عريعر أمراء بني خالد بقبائلهم ملتجئين الى العراق فاغتنم القوم هذه الفرصة ... فلم ينجح بها ثويني وانتصر ابن سعود عليهم وقتل ثويني. فكان ذلك داعية الهجوم على العراق وذلك انه في رمضان هذه السنة (سنة١٢١٢هـ - ١٧٩٨م) سار سعود ابن عبد العزيز آل سعود بجيشه وعشائره وأغار على انحاء المنتفق (سوق الشيوخ) فصبح القرية المعروفة ب (أم العباس) وقتل منها كثيرين ... وكان الشيخ حمود في البادية فلم يدركه وعاد إلى أطراف نجد، ثم عطف وأغار في سنته على تلك البادية وقصد جهة السماوة وقد علم ان العربان الكثيرة مجتمعة في الأبيض الماء المعروف قرب السماوة فأغار عليها. وبين هذه شمر والضفير وآل بعيج والزقاريط وغيرهم ... فكانت الوقعة التي قتل فيها مطلق الجرباء. والتفصيل في تاريخ العراق ...
وله أيام منها يوم العدوة: وهذا ماء معروف وهو مزرع لشمر قرب بلد حائل وكان - كما قال الشيخ عثمان بن بشر - قد نهض سعود (سنة ١٢٠٥هـ - ١٧٩١م) الى قبائل مطير وقبائل شمر ولستنفر أهل نجد وقصدهم في تلك الناحية فوقع قتال شديد فانهزمت تلك القبائل وقتل منهم قتلى كثيرة وحصل قوم سعود على غنائم كثيرة ...
ثم أعادوا الكرة على جموع سعود وكان مقدمهم مسلط بن مطلق الجرباء وكان قد نذر أن يجشم فرسه صيوان سعود فاراد أن يتم نذره فقتل ...
والتفصيل في عنوان المجد. (١) وقال ابن سند:»العدوة: لسعود بن عبد العزيز عليه (على مطلق) . وفي ذلك اليوم قتل ابنه مسلط. وكان شجاعًا ... طاعن ذلك اليوم حتى كف كل رعيل، وقرى كل ذابل وصقيل.. وأما مطلق فإنه في ذلك اليوم هزم الكتائب وأروى من دم الفرسان كل سنان وقاضب:
قوم إذا حربوا فآساد الشرى ... وإذا هم أعطوا فابحر جود
يا عين إن ماتوا فقد مات الندى ... فعليهم حزنًا بدمعك جودي
خاضوا الوغى بصوارم وشياظم ... قب البطون تؤم جيش سعود
فتفرقت منه الكمأة كأنهم ... نقد (٢) نوافر من زئير أسود
لاقاهم الأسد الضبارم مطلق ... فتلقوا بشليل قعود
فلما ضاقت على سعود الأوهاد والنجود، خان ابن هذّال (٣) فلم يكن لمطلق مجال فنكص على العقب ... ونجا هو وبنو عمه فاناخ رحاله في بادية العراق الى أن اخضر عيشه وراق. «اه (٤) وهذه الوقعة تعين تاريخ نزوحهم الى العراق (سنة ١٢٠٥هـ - ١٧٩١م) ثم سار مطلق من العراق الى سورية وتوجه مع أحمد باشا الجزار الى الحج فرجع الى العراق وبقي في بادية العراق وله السلطة الكبيرة والنفوذ العظيم. ولما قتل رثاه ابن سند في قصيدة طويلة ... والى المترجم ينسب آل (مطلك)» مطلق " ...
ومنهم الآن سطام بن سميط بن سلطان بن فهد بن مطلك بن الحميدي ...؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ١٠؟ - مسلط (١)
هو ابن مطلق ويلقب بالمحشوش أي الغضوب. وهو شجاع مشهور بالبسالة وتفوق على كثير من القبائل كقبيلة بني خالد وكان رئيسهم ابن حميد آل عريعر وكان قد قال لابن حميد (ولد حمرة حزك) أي انهم يلتمسون الحسن والجمال دون عراقة النسب وطيب الأرومة. وكان قد أبرز لهم أمه وكانت بادية الأنياب مهولة المنظر فقال ان ابي التمس مثل هذه لتلد مثلي.
ومما يحكى عنه ان أمه كانت تخشى بطشه فتحذره. من ذلك انه سألها يومًا أي أشجع، هو أو أبوه؟ فلم تجبه فلما ألحّ عليها قالت له كل منكما شجاع وبعد الالحاح الزائد ذكرت ان أباه أشجع فضربها ضربة كادت تطير بأم رأسها. وكان قد تحارب أبوه مطلق مع إحدى القبائل فقتل له ولدان فحملهما على بعير ومع هذا لم يبال واتصل بأمهما في ذلك اليوم فولدت مسلطًا هذا فصار من تلك العلقة وشاعت أخباره ...
وهو مشهور بالكرم. أجرى السمن سواقي وصار يأكله الضيوف مع التمر وقد شاهد كرمه الأعداء والأقارب ... توفي قبل أبيه كما أشير الى ذلك فيما مر.
ويحكى عنه أنه حينما قوى أمر ابن سعود وأمر بجز الشعاف وتأدية الزكاة امتنع أن يتكلم مع أحد وصار يراقب على رجم (تل) يبقى فيه طول النهار وقسمًا من الليل فحسبوا أنه عاشق أو مختل العقل فأرسل إليه أبوه أن يأتيه ويطيع أوامر ابن سعود فأبى وضرب عبد ابن سعود. فأدمى جبينه. وحينئذ غضب الأب وتناول سيفه وتقدم إليه قاصدًا قتله فقال مسلط:
نطيت راسي مشمخرات العراجيب ... الرحم الطويل النايف المجلح الزي
ونيت ونه ما تهجع بها الذيب ... وأوجس ضلوعي من ضميري تنز
اشجي لاخو جوزة (١) ستر الرعابيب ... الحر عند دار المذلة (٢) ينز
ليصار ماناتي سواة الجلاليب (٣) ... وكلايع بايماننا نبزي (٤)
يريد اعتليت عراقيب عالية وهناك ترى انيني لا يهجع له ذئب ويكاد قلبي يلتهب لها ... أشكو لابي صيانه عرضي، والحر لا يرضى بدار الذل والاهانة ... ولو منعنا من الغزو، فلا نستطيع ان تكون غنائمنا في تصرفنا.. فما حياتنا حينئذ وما عيشتنا ... ! وحينئذ أدرك الأب مرامي ولده فاجابه:
اصبر تصبرّ واجمع الخبث للطيب ... وهذي حياة كل ابوها تلز (٥)
أخاف من كوم روسها جاليعابيب ... وسيف على غير المفاصل يحز
يقول لابنه ناصحًا له اصبر وتأن في الأمور، واجمع خبثك الى طيبك، والحياة هذا شأنها، والسياسة ضرورية. وإنما أنا خائف من هؤلاء القوم فيها، وأخشى أن تحز سيوفهم غير المفاصل ... !! والمغزى ظاهر، والنصح بيّن ولكن ابنه أبى أن يقيم في دار زعمها دار هو ان له ولم يفكر بابعد من هذا..
فكانت هذه الوقعة على ما يحكى - منشأ الحروب فيما بينهم وبين ابن السعود ...
وقد قيل بعض الشعر في ابن السعود وفيه بعض التهجمات تجاه تبدل الحالة الغير المألوفة مما حفظه قصاد شمر وكثير من أفرادهم ...
إلا أن هذه كانت أوقات نزاع وحرب وفي مثلها تظهر الخصومات في الشعر والكلام فضلًا عن الأفعال وامتشاق السيف وهز الرماح.. ولكنها لا تلبث أن تزول، فلا تقلل من فضل آل السعود وخدماتهم الجلي لتوحيد القبائل العربية وجمع شمل البدو واتفاق الكلمة مما دعى الى تمكنها في جزيرة العرب واخلاصها العظيم في حماية العقيدة.
قتل مسلط سنة ١٢٠٥هـ - ١٧٩١م كما ذكر اعلاه..
١١ - عمرو بن الحميدي
واليه تنسب الفرقة المعروفة ب (آل عمرو) ولا تزال قائمة برأسها.
١٢ - شلاش بن عمرو
وهذا معلوم عنه الكرم. ويقال له (تل اللحم) اشارة الى ما يقدمه الى الضيوف. قتل قرب هور عقرقوف، في محل يقال له (ابو ثوب) وقبره هناك.
١٣ - فارس آل محمد
جاء هذا ومطلق وسائر اقاربهم وأهليهم الى أرياف العراق، فرحبت الحكومة بهم. ووقائع شمر في العراق تبتديء في الحقيقة من فارس هذا. وفي زمنه استقرت قدم شمر ونال فارس شهرة فائقة. وكان النفوذ في بغداد لآل الشاوي وقبيلة العبيد التزمت الحكومة فاعتزت بها ...
والمحفوظ عن بعضهم ان ابراهيم بك (١) ابن عبد الجليل بك هو الذي جاء بفارس الى العراق لمصلحة عداء ابن سعود، ولسحق العشائر وما ماثل. والصحيح ما قدمنا، وان ابراهيم بك ينتسب الى شمر من (الجعفر) الذين منهم آل الرشيد.
وبسبب هذا الرئيس اعني فارسًا خضدت شوكة قبيلة العبيد نوعًا بل كادت تمحى لولا أن يتوالى نبوغ رجال مشاهير من آل شاوي يساعدون قبيلتهم العبيد في حين ان هؤلاء البدو لا ناصر لهم غير قوة ساعدهم وتمرّنهم على الحروب والذكاء الفطري في معرفة الوضع السياسي للحكومة فاستغلوا الحالة عن معرفة وخبرة فنالوا مكانتهم الممتازة لدى ولاة بغداد. وكانت الحكومة ترغب في إمالة قبيلة عظيمة مثل هذه اليها واستخدامها على العبيد والقبائل الأخرى وكانت تخشى بطشهم وترهب سطوتهم.. وهي أيضًا في حاجة لمعرفة ما يجري في جزيرة العرب وهذا ما كانت تنويه في بادئ الأمر ثم التفتت الى الأوضاع الأخرى في حينها ... أو أنها نظرت للأمرين معًا.
وكل آمالها مصروفة الى محو البعض بالبعض تأمينًا لحاكميتها وتأييدًا لسلطتها وقهرها للأهلين. ولذا قامت بعد ذلك بوقائع تؤكد نواياها وتبين وضعها وسائر مطالبها وأغراضها نحو الأهلين. (٢) وأول ما رأته الحكومة من فارس الجرباء - عدا ما ذكر - وهو ما حدث سنة ١٢١٣هـ - ١٧٩٨م زمن الوالي سليمان باشا الكبير فانها أرادت الوقيعة بابن سعود فجمعت كل ما استطاعته من قوة عشائرية وعسكرية فكان فارس الجرباء بعشائره وكذا شيخ المنتفق بمن معه من قبائل ومحمد بك الشاوي وجماعات كثيرة جعلهم الوزير تحت قيادة علي باشا الكتخدا. إلا ان هذا لم يكن عارفًا بالأمور الحربية ولم يسمع نصائح اكابر رجاله من رؤساء القبائل المتمرنين على حرب أمثال هذه خصوصًا الجرباء. وفي هذه الوقعة لم يسجل التاريخ سوى غارة على قبيلة السُبيع (١) فغنم منهم ابلًا وشاءًا. وفي هذه الغارة كان فارس وابن أخيه بُنَيّة بن قُرينس غنموا ما غنموا وقتلوا من قتلوا من قبيلة السبيع وعادوا ولكن الكتخدا خذل في هذه الحروب وخسرت الحكومة خسائر فادحة لا تقدر ولولا العشائر معه لدمّر شر تدمير. فانتهت بالصلح الظاهر والمغلوبية الحقيقية التامة ... (٢) وقد أوضحت هذه في موطنها من تاريخ العراق.
وفي عام ١٢١٦هـ - ١٨٠١م أغارت سرايا من أهل نجد على العراق فأرسل الكتخدا علي باشا لمقاتلتهم محمد بك الشاوي وفارس الجرباء ومعهما عسكر الوزير فوجدوا القوم قد تحصنوا بالرواحل وشمروا عن ساق الحرب بالبنادق والمناصل فأحجم من أرسله الكتخدا ورأوا ذلك أحمد فرجعوا إلى شفاثى (عين التمر) كارهين النزال فأنّبهم ابن سند في تاريخه بقوله:
رأوا البيض مصلتات فظنوا ... أنها أنؤر بليل تشب
فانثنوا يهرعون عنها فهلا ... وردوها وبالشياظم خبوا
انكوصًا عن أن تراق نفوس ... بسيوف على الرؤوس تصب
هذا ولم يعلم ابن سند ان المخاطرة بلا أمل نصرة شطط وكان الجيش منهوك القوى فصادف على حين غرة أناسًا مستريحين وقد عقلوا ابلهم وصاروا ينتظرون الحرب بهدوء وراحة فكف الجيش عن قتالهم ومال إلى جانب للأسباب المذكورة ولأحوال حربية ... والظاهر أنهم أرادوا أن يسحبوا عدوّهم بحيلة حربية فيعقبوا أثرهم فلم يحصل مطلوبهم ولم يفلحوا. فانقضت الوقعة بسلام ...
ولم يقف فارس الجرباء وقومه عند هذا الحد بل ازداد نفوذهم فإنهم أزاحوا العبيد وغيرهم وتمكنوا في مواطنهم، جاءوا بين النهرين - الجزيرة - في باديء الأمر بقصد أن يردوا المواطن وبعد ذلك جاءهم فارس بقوم كثيرين فوقعت بعض الحروب المؤلمة ...
ومما تناقلته الألسن أنه حين ورود فارس الجزيرة دعا رؤساء القبائل المجاورة وقدم لهم منسفًا كبيرًا جدًا (جفنة) فيه الطعام الكثير وفي أطرافه سكاكين مربوطة بأمراس لقطع اللحوم، فاستعظموا ما رأوا وحسبوا الحساب لما وراءه وكان بين المدعوين رؤساء العبيد والجبور. وإن رئيس قبائل الجبور أبى أن يأكل بحجة أنه صائم لئلا يمنعه الملح والزاد من أن يوقع بهذا الرئيس أو يغدر به وشاور أصحابه فيما أضمر له في أن يقتلوه فيأمنوا شره قبل أن يتوارد إليه قومه ويعظم أمرهم. فلم يوافقه سائر الرؤساء لأنه نزيل ولأنه لم يأت محاربًا فاضطر إلى العدول عن رأيه ...
ومن ثم تواردت شمر حتى عظم أمرها، واحتلت الجزيرة، فدفعت هذه القبائل إلى أنحاء مختلفة، فمالت قبيلة العبيد إلى الحويجة، وأزاحت البيات إلى أماكنهم الحالية. وهكذا جرى على الجبور فتفرقوا ...
وفي هذه كان الايعاز من الحكومة فأغرت على هذه القبيلة، وقد صور ابن سند مكانة فارس آنئذ فقال: «كانت لفارس وابن أخيه بنية أيام الوزير علي باشا أبهة عظيمة وصدارة» اه. (١) فتقلص ظل العبيد وكاد يمحى فعبروا إلى الحويجة. ولا يزالون بها إلى الآن وان رؤساء القبيلتين يذكرون هذه الوقائع التي ولدتها السياسة واستغلت القدرة من احد الجانبين للوقيعة بالآخر. وما ذلك إلا نكاية بآل الشاوي.
ولكن الحكومة لم تر من شمر النتائج التي كانت تأملها فرأتهم أصعب مراسًا ولم يكونوا تابعين لكل أمر..
وكانت وقيعة الوالي علي باشا بمحمد وعبد العزيز آل الشاوي حدثت في أوائل حكومته، كان قد ذهب بنفسه إلى سنجار. وبعد أن رحل غضب عليهما فخنقهما سنة ١٢١٨هـ - ١٨٠٣م وحينئذ قدم فارس الجرباء وابن اخيه بنية المذكورين فمحا بيت الشاوي وناصر رؤساء (شمر) . (٢) ومن هؤلاء فرع لا يزال معروفًا ب (آل فارس) . ومنهم مجول بن محمد الفارس ...
١٤ - قُرينص
ويلفظ كرينص كما هو عادة تلفظ البدو والحضر. وقد ضبطه ابن سند بضم القاف وفتح الراء فياء ساكنة فنون مكسورة فصاد ولم يذكر له من الوقائع شيئًا مهمًا.
١٥ - بنية.
هذا هو ابن قرينص. ويقال له الأشمل أي أنه يزاول أعماله وحوبه بيده اليسرى (شماله) ويقال لفرسه (الجنيدية) نوع من الخيل معروفة وضبطه ابن سند بضم الموحدة وفتح النون وتشديد الياء ويليها هاء التأنيث. من فرسان العرب وكرمائهم كانت له كعمّه فارس أيام الوزير علي باشا أبهة عظيمة وصدارة. أما كرمه فهو الغيث بل البحر الخضم. وأما منع الجار.. فهو منه في الذروة والناس إنما يحذون حذوه..
وأما النسب فهو من بيوتات العرب:
تنميه للشرف العالي بنو ثعل (١) ... أسد الشرى وسراة القادة الأول
النازلون من البيداء فوق ربا ... والشائدون بيوت العز بالأسل
الناحر وجزر الأضياف نحرهم ... أسد العرين بما سلوا من النصل
والمانعو الجار بالأسياف لامعة ... بين الخميسين والعسالة الذبل
وبنية هذا عبر من الجزيرة لغربي الفرات عندما تولى وزارة بغداد سعيد باشا لما بين عمه فارس وآل العبيد من الضغائن لاسيما اميرهم قاسم بن محمد الشاوي. وقد كان سعيد باشا ولي زمام اموره لقاسم فلما بين فارس وقاسم المذكور لم يستقر بنية في الجزيرة فنزل بعشيرته على خزاعة في سنة ١٢٣١هـ - ١٨١٦م ليكتال ومن ثم حدثت المعركة التالية وذلك: ان شيخ الرولة من عنزة المعروف بالدريعي أرسل الى حمود بن ثامر شيخ المنتفق فاستنفره فنفر بفرسان عشيرته لمساعدة الدريعي لما بينهما من الائتلاف. وكذلك خرج عسكر الوزير سعيد باشا وهم عقيل وكبيرهم قاسم الشاوي فقامت الحرب على ساق وقائد شمر بنية وهذا ما كر على جناح أو قلب إلا هزمه حتى تحامته الفرسان فقدر الله عليه في بعض كراته أن أصابته رمية بندقية فخر من صهوة فرسه قتيلًا. (١) ثم قال صاحب المطلع أيضًا: ولما لبنية من المكارم والشجاعة وارتفاع الصيط وللمودة بيني وبينه رثيته ارتجالا ... (٢) وذكر قصيدة طويلة مطلعها:
قضى فلدمعي في الخدود سفوح ... هزبر عليه المشرفي ينوح
أغر كريم النسبتين من الأولى ... فخارهم كالنيرين يلوح
وجاء في عنوان المجد في تاريخ نجد أنه كان لحقه فارسان فلما أحس بهم أو أنهم دعوه للمبارزة جذب عنان جواده جذبة منكرة ليجرفه عليهم فرفعت الفرس رأسها ويديها وسقطت على ظهرها إلى الأرض وهو فوقها فصار تحت السرج والفرس فوقه فأدرك وقتل (٣) . وكان عمه فارس معه في هذه الوقعة.
وأما أثر قتلته هذه فكان كبيرًا وله وقع في نفوسهم.
ومما قاله ابن عجاج في وقعة المنتفق هذه مقابل انتصارهم الأول على آل الشاوي يخاطب شيخ المنتفق ويذمه على افتخاره في قتلة بنية. وكان هاربًا من آل محمد ونزيلًا عند المنتفق. ينقلون أنه قال:
خذلت شيخ دوم يخذلك ... وعطيت له حبل الشرك وثم كفيت
تسعين راس من كومك غدت لك ... وشعاد يا خصّاي الدياج سويت
يرمي البدوي قبائل المنتفق في خصي الديكة وهذا ما يتهمهم به ويعده أمرًا معيبًا ... ويقول خذلت شيخًا كان يخذلك دومًا وقد قتل تسعين من قومك فماذا فعلت ...؟! وعلى كل حال كانت وقائعه مشهورة. ولكن نهضة آل الشاوي للمرة الثانية مما ضعفت من عزمه فتألب القوم عليه وحارب حتى قتل بمناصرة من الحكومة والمنتفق وعنزة.. وإن عمه كان ولا يزال حيًا ومعه في هذه الوقعة..
وقد مضت مدة حتى استعادوا مكانتهم أيام داود باشا وبهم استعانت الحكومة وبغيرهم من العشائر على حرب العجم في أيام الشيخ صفوق (صفوك) ابن فارس وهذه المغلوبية التي أصابت بنية لم تؤثر على قبائل شمر وإنما هي حرب مبارزة ولم تكن حربًا حاسمة..
١٦ - صفوق (١)
وهذا أشهر من نار على علم وقد لقبته الحكومة بلقب (سلطان البر) سنة ١٢٤٩هـ - (١٨٣٥م) (٢)، خلف بنية ابن عمه في مكانته ونال حظوة لدى الحكومة ايام داود باشا الوزير.
هذا وتكاثرت المدونات في أيامه أو أن الذي وصلنا أكثر لقرب العهد. ويمتاز بالممارسة على الحروب أكثر ممن سبقه، وتدابيره في سوق الجيش مهمة. ولا ينكر لأمثال هؤلاء أن ينبغوا في أمر الحروب وقد ذاقوا حلوها ومرّها ونالوا منها الامرّين واعتادوها. فالفطرة السليمة، وعيشة البادية، والرياسة، والتمرن الزائد في أمر الحروب، والذكاء المفرط، مما يعوض نوعًا عن التجارب الفنية خصوصًا إذا كانت ترافقه رباطة جأش، وصبر على المكاره، وانتباه قد يحصل ببضع وقائع محفوظة مع الحالة العملية، فيعوض عن دراسات عديدة، وقضاياهم لا تحتاج الى ما يحتاج اليه في الحروب المنظمة ...
وإذا كان المرء مشبوعًا بحب الحروب ومائلًا إليها بكليته، وبيئته مساعدة للقيام بأمرها دائمًا، أو مراعاة ما يعوض عنها من مطاردة الصيد أيام السلم، فهناك حدّث عن الشجاعة، وعن الخطط الحربية، والتدابير الصائبة ولا حرج. ولو دوّنت وقائعهم التي يقصونها، والوسائل التي يتخذونها لتنفيذ خططهم لهال الامر أو لحصل الاذعان في الكفاءة لهم والمقدرة.
ومن المؤسف أن تصرف الهمم لأمثال هذه الأمور في غزو بعضهم البعض وكل واحد نراه ماهرًا فيما زاوله. والخطر والصعوبة في أن ينال الواحد من الآخر حظه ...
ومترجمنا هذا يعد في طليعة شجعان العرب وأكابر قوادهم ولو وجد له تربة صالحة وبيئة مناسبة لظهر أعظم.
وقعته مع العجم: وقد قال صاحب المطالع في حوادث سنة ١٢٣٨هـ - ١٨٢٣م عن وقعة العجم التي حدثت سنة ١٢٣٧هـ - ١٨٢٢م: «أخبرني ثقات عدة أن صفوقًا غزا ابن الشاه وعبر ديالى بفوارس من عشيرته الى ان كان من عسكر ابن الشاه بمرأى فركب فرسان العسكر لما رأوه وكرّوا عليه فاستطردهم حتى عبروا ديالى وبعدوا عنها فعطف هو ومن معه من عشيرته ومن الروم عليهم فادبرت فرسان العجم وقفاهم فوارس شمر وقتلوا منهم من ادركوا وأتوا بخيلهم وسلبهم ... وأخبرني غير واحد أن هذه غير الأولى التي ذكرها المؤرخ التركي.» اه. (١) والمحفوظ في هذه الوقعة انها كانت بالاشتراك مع قبيلة العزة وأنهم أبلوا فيها البلاء العظيم فتكاتفوا على عدوهم وعولوا على أنفسهم ولا ناصر لهم من جيش الروم (الترك العثمانيين) واذا كان معهم من عقيل بعض افراد فلا تعطف لهم أهمية ...
وشمر هؤلاء في حروبهم يهارشون المقابل ويطمعونه في النصرة دون غلبة قطعية حتى يأتوا إلى مجال الطراد وموطن العطفة - كما عبر ابن سند - فيعودوا الكرة على عدوّهم. ولذا يسمون أهل (العادة) وهكذا فعل صفوق في ترتيب خطته ونجاحها وهم أكثر تعودًا لها وأساسًا من صغره يزاولها.
وتفصيل الوقعة في تاريخ العراق بين احتلالين.
وقد مدح ابن سند وقعته هذه مع العجم ومؤازرته للوزير وبيّن أنه كان قائد الجيش ومعه العشائر حتى قال: «ولما نصر صفوق هذا الوزير ... أقطعه عانة وما يتبعها من القرى فنال منزلته عند الوزير فعادى أعداءه ووالى أوليائه ...
وأما كرم صفوق فمما سارت به الأمثال وأقرت به الأمثال ...» اه (٢) ولصفوق هذا مع قبائل عنزة وقائع أشهرها:
١ - يوم بصّالة. وهو يوم انتصر فيه شمر على عنزة سنة
١٢٣٨هـ - ١٨٢٣م ...
٢ - في السنة التالية انتصرت عنزة عليهم وهي عام ١٢٣٩هـ - ١٨٢٤م.
وفي هذه الوقعة الأخيرة انكسرت شمر فشد الوزير عضد كبيرهم صفوق ... كذا قال ابن سند. ولا محل للتفصيل هنا.
وعلى كل حال ان كسرة شمر هذه المرة لم تكن القاضية وإنما هي على عادة العرب في قولهم (الحرب سجال) . ولذا لم تتركهم الحكومة وإنما أخذت بيدهم فاستعادوا مكانتهم الأولى فقاموا بمهماتهم الحربية مع العشائر المناوأة.
وكان للحكومة من العشائر ما هم بمنزلة جيش متأهب للطوارئ وحاضر للكفاح والاستنفار ...
وحوادث صفوق الأخرى من هذا النوع. ومنها ما يتعلق بالقبائل الشمرية ولكن حادثة سنة ١٢٤٩هـ - ١٨٣٣م تدل على انه بقى على ولاء داود باشا الوزير وكره حكومة علي رضا باشا اللاز فلم يذعن له.
وذلك ان والي الموصل يحيى باشا كان أيضًا على رأي الشيخ صفوق الفارس وكانت بينهما مراسلات. حث صفوقًا على القيام فناوأ الحكومة وتمكن من قطع الطريق بين بغداد والموصل وصار يتجول بين النهرين فجمع قوة كبرى وجاء إلى قرب الامام موسى الكاظم فحارب علي رضا باشا الوالي وجيش الحكومة وأمله كبير في أن ينكل بالقوة التي أمامه ويستولي على بغداد فكان لهذا الحادث وقع عظيم في نفس الحكومة ... وفي نتيجة هذه الحرب اضطر الشيخ صفوق على الانسحاب وترك الأثقال ... (١) ولما أطلعت الحكومة على نوايا والي الموصل عزلته وعينت مكانه سعيد باشا الوالي السابق وكان في بغداد. (٢) إن الحكومة بعد وقعة صفوق هذه مع علي رضا باشا اللاز قد احتالت فقبضت عليه وأبعدته الى الأستانة ومعه ابنه فرحان باشا وكان صغيرًا تعلم التركية خلال بقاء والده هناك. وكانت المدة التي قضاها ثلاث سنوات.
وقد عدّد علماء الأنساب جماعة ليست بالقليلة من القبائل المتحيرة، وكذا صاحب عقد الفريد فإنه بيّن مقدارًا جمًا من القبائل المتحيرة. ولا يزال عصرنا يقطع بأن بعض القبائل (متحيرة) ولا يعرف بالتحقيق انتماؤها إلى أي جذم من ذينك الجذمين ... لنسيان العلاقة، والانتساب إلى الجد الأخير والوقوف عنده ...
٦ - البدو وأهل الريف
وهذا التقسيم قديم ومعروف أيضًا باعتبار ما قطنه العربان من (بادية) أو (أرياف) أو (مترددة) بينهما فتكون ثلاث مجموعات (بدوية) و(ريفية) و(مترددة) . ولو راعينا هذه القسمة في تصنيف القبائل لخرجنا عن أنساب القبائل ومزجنا بعضها ببعض دون تروّ وهكذا الحال فيما لو لاحظنا المواطن الجغرافية خاصة وفصلنا مباحثها بالنظر إلى ما تسكنه من ألوية وأنحاء ... أو المعيشة وبهذا نكون قد أهملنا خصيصة سائدة لم يتركها القوم في تنقلاتهم، وأهملنا ما هم عليه للآن من الاحتفاظ بالأنساب. واغفال هذا غير صحيح من وجوه: ١ - إن الموطن غير مستقرة. وذلك لتغييرهم الأمكنة بصورة فجائية عند حدوث أحوال ضرورية وكثيرًا ما تقع.. متمثلين بقول شاعرهم:
ولا يقيم على ذل يراد به ... إلا الاذلان عير الحي والوتد
٢ - لا نقدر حينئذ أن نراعي القبائل، والحالة القبائلية بالنظر لاختلاط القبائل وتقربها من الحضارة بحيث لا يبعد أن تكون هذه المجموعة بعد لأي قرية أو قرى.. في حين أنهم لم يهملوها ...
٣ - نرى المزايا القبائلية مستقرة (لآل وبني) ومتمايزة فيها وهي السبب الوحيد في وقائع عديدة ... فلو أهملناها كنا أغفلنا أهم خصائص القوم وعدلنا إلى اشتباك أنسابها، وهذا غير واقع حتى عند اختلاط بعض القبائل فكل فريق محتفظ بنسبه.. والأمر لا اختيار فيه، وإنما الغرض تثبيت الحالة التي هم عليها لا إيجاد تقسيم غير معروف، أو أن نهمل أمرًا لا يزال موجودًا، ونكون قد زدنا في هذا الاشتباك، أو شوّشنا وضعًا معروفًا..
٤ - إن كافة هذه القبائل حريصة على مراعاة أنسابها حتى الأفراد ولا يمكنها أن تنساها بعصور كثيرة. فاهمال ذلك والتغافل عما هو موجود غلط لا يغتفر ...
وهنا لا ننسى بأن القسمة الأصلية إلى قحطانية وعدنانية يصح الاستفادة منها بأن تكون واسطة تعارف وألفة لأعداء ومقارعة..
ولا ينكر أيضًا أن القبيلة قد تنال مزايا جديدة بسبب ركونها إلى الأرياف من حيث العمل والاستثمار واهمال روح الغزو وتعاطي أسباب العمارة، والوداعة والعيشة الهنيئة ... فسوف لا نترك أمر ذلك، بل نراعيه بوضوح ونفرق بين البداوة والعيشة الريفية، وما بينهما من التردد وانتهاز الفرص للركون إلى العيشة الريفية لأول حادث أو استفادة من أي تطور في الأحوال الاجتماعية. والمسهلات لذلك ودواعيه كثيرة من قحط ووباء وحروب عامة أو خاصة، وسيل جارف. الخ الخ ...
٧ - العودة إلى الحياة العشائرية
وقبل أن ننهي البحث لزم أن نقول أن العودة إلى عيشة العشائر نادرة خصوصًا الانتقال من المدن إلى الحياة العشائرية أو من الأرياف إلى البداوة، وهذه إذا حصلت تكون شخصية أكثر منها قبائلية. ولذا نشاهد بعض الأفراد لظروف خاصة كعلائق تجارية مع البدو، أو ارتكاب جريرة تدعو إلى ضرورة الالتجاء إلى البادية والاعتزاز بها، ثم طيب العطن وتحبب الاقامة في خلالها، أو يقسر عليها بأن يتربى أولاده عليها أو تمنعه موانع زواج وما شاكل ...
كل هذه مما يسبب سكنى العشائر والتنقل بهم من الحضارة إلى البداوة، أو الأرياف ... وقد يكون المرء ابن بادية في الأصل ولم تنقطع علاقته من البادية فتعن له سكناها ويحن إلى أهله وأقاربه ... فيعود. وقد شاهدنا الكثيرين حينما يزول المانع لهم يعودون لباديتهم إذ لم ترتكز وسئلها في أذهانهم بعد، أو لم تنل رغبة منهم ولم تحبب إليهم. نرى هؤلاء يوردون المثل البدوي المعروف (عنّت عليّ ديرة هلي (١».
هذه دواعي التنقل من البداوة إلى الأرياف، فالمدن وبالعكس، ولا نطيل القول بأكثر من هذا ...
٨ - الجمع والتقسيم
وعلى كل يجب أن نرجع تقسيم القبائل إلى الجذمين المذكورين وبيان قبائلهما كل واحدة على حدة بالتفصيل ... سوى أننا نلاحظ بعض الأوصاف من البداوة أو الريفية، ونقدم بعض القبائل البدوية التي تقربت إلى الحضارة ولم تقبلها بعد، ثم نذكر القبائل الأخرى من ريفية ... ولم نفصل بين القحطانية والعدنانية إلا أننا نشير إليها حين الكلام عليها.. ولا نفوت الاجمال عن خصائص كل ... فلا نراعي الترتيب ونكتفي أن نشير إلى العدنانية والقحطانية ... ونعين أصل القبيلة سواء كانت من أحد هذين الجذمين أو متحيرة ... كما أننا نذكر موطن القبيلة مجموعة أو متفرقة، ونقدم قوائم في القبائل المشهورة الموجودة في تقسيماتنا الادارية تسهيلًا للمعرفة معززين لها بخارطة. وبهذا نكون قد جمعنا بين الحالات والأوضاع المعروفة ...
- ٢ -
القبائل البدوية
ومن يمت إليها يهمنا جمعًا بين القبائل المشتركة الصفات من بعض الوجوه: أن نجعل القبائل مجموعتين أساسيتين وهما (القبائل البدوية) وخصيصة البداوة تجمعها، لبروز هذه الصفات فيها.. ومن أهمها التنقل دون تقيد بمكان خاص، تتبع الكلأ وتراعي الغزو ...
و(القبائل الريفية) تميل إلى الأرياف وتتعاطى الزراعة وما يتعلق بها من تربية المواشي وما ماثل ...
والقبائل لا تخرج عن هاتين الخصيصتين ولكن قد تتداخل فترى من هؤلاء من قد مالوا إلى الأرياف، أو ركن بعض أهل الريف إلى البداوة ... وهم أقرب إلى التداخل بالنظر لما يجدون من الأحوال التي تدعو لمثل هذا التطور، والأوضاع.. وبيانها بهذه الصورة لا يغير ماهية الموضوع.
هذا والآن نرى أن نبحث عن أشهر القبائل البدوية وخصائصها ونبدأ بقبائل شمر ...
- ٣ -
قبائل شمّر
١ - أصل شمر
إن المدوّنات عن هذه القبيلة قليلة جدًا وهي قحطانية، ذكرها الحمداني فقال: «بنو شمر بطن من العرب مساكنهم جبلًا طييء أجأ وسلمى بجوار لام». كذا نقل صاحب السبائك (السويدي) ولم ينسبهم إلى قبيلة، وهذا محمول إلى أنه لم يتصل بهم ولم يتحقق ذلك من رجالهم، وآخر من ذكرهم القزويني قال: «شمر بالتشديد والتخفيف. قبيلة من العرب ذات بطون تنسب إلى شمر ذي الجناح من قحطان منهم في نجد ومنهم في العراق ومنهم في الموصل إلى سنجار. والظاهر أنهم ينسبون إلى شمر يرعش بن افريقس بن ابرهة ذي المنار أحد ملوك التبابعة من اليمن ...» اه.
وما ذكره من أنه الظاهر فليس بظاهر، والنسبة التي نسبها غير معروفة. كما أن التخفيف لا قائل به، ولكن القزويني راعى اللفظة في قواميس اللغة ومعانيها وليس لدينا من العرب من ينطق بالتخفيف ويريد هذه القبيلة ...
وقال الحيدري: «ومن أجل عشائر العراق شمر وهم عدة قبائل.. وتبلغ قبائل شمر مائة ألف نفس فأكثر وحمائلهم آل محمد من طييء. وجميع قبائلهم تعود إلى قحطان..» اه.
وقال البسام: «شمر من ذرية حاتم ... من سكان الجزيرة وهم أكرم العشائر وأرفعهم عمادًا، وأكرمهم أخولًا وأجدادًا، وأصحهم في ذكر المكارم اسنادًا، وأقدم في الحرب.. وشيخ هؤلاء يقال له (الجربا) وسقمانهم ألفان وفرسانهم ألف ومائتان ...» اه.
والمنقول المحفوظ عنهم أن شمر ليس جدًا وإنما هو وصف لحقهم وذلك أنهم آخر من خرج من اليمن وكانت قد ألحتهم السنون فهاجروا إلى أنحاء أجأ وسلمى فدفعوا بعض القبائل وأزاحوهم عن مواطنهم. فشمروا عن ساعد الجد وأوعز إليهم رؤسائهم ب (شمّروا) . ومن ثم دعوا ب (شمر) واللغة تساعد على هذا التفسير قالوا:
وكانت قبائل طييء وزبيد هناك فدفعوهم ومال هؤلاء الى انحاء العراق وسورية وغيرها. والظاهر ان قبائل طييء (سكان أجأ وسلمى) كان بينها خصام وخلاف فحالف قسم منها قبائل قحطانية جاءت من انحاء اليمن فانتصر على عدوه ومن ثم استقل في السلطة وصارت له الرياسة على قبائله والقبائل المتحالفة معه. والكل يرجعون الى القحطانية فأن طيئًا من قحطان ايضًا. فصار الكل يدعى باسم البطن (شمر) المنتصر على عدوّه وقيل للجميع (شمر) تغلبيًا وإلا فلا تزال قبائل (عبدة) من شمر تمت الى القحطانية رأسًا، وقبائل (الاسلم) الى طييء. وكذا (قبائل زوبع) .
هذا هو الذي نراه جمعًا بين المحفوظ والنصوص المنقولة من طريق التاريخ.. وبسبب هذه الوقائع الوبيلة تمكنوا من ازاحة قبائل زبيد وقبائل طييء الاخرى كما مر.. ورئيس قبائل زبيد آنئذ واميرهم يقال له (بهيج) ويعد في نظر القبائل الزبيدية جدًا لها، والحال انه كان رئيسًا والى هذا اشار الشمري مفتخرًا بهذه الوقعة والانتصار على القبائل الاخرى بقوله:
وكبلك (١) بهيج حدّروه السناعيس ... من عكدة ماتحلحل كناها (٢)
يريد أن يهيجًا المذكور كان قبلك وقد أصابته الضربة القوية منا فأنزلناه من أجأ وسلمى (جبلي طييء) فلا نخشاك ولا نبالي بك وأنت أقل قدرة منه ... ويراد بالسناعيس الذين ينتخون بالسنعوسية وهم قبائل مهمة من شمر ...
وقولون بتكرار ان لفظ (شمر) ليس اسمًا لقبيلة باعتباره جدًا لها وإنما هو ناشيء عن الايعاز المذكور.
وأرى الذي أوقع في اللبس النقل المتقدم عن السويدي لأنه لم ينسبهما كما نقل عن الحمدانمي للسبب الذي ذكرته والحال انني نقلت في ما سبق في قبائل العراق القديمة عن نشوان الحميري ما نصه: «بنو شمر بطن من طييء» إلا أنه لم يصلهم بالبطون المعروفة. ويفسر هذا ما جاء في تاج العروس: «وشمر أيضًا اسم رجل قال امرؤ القيس:
فهل أنا ماش بين شوط وحية ... وهل أنا لاق حي قيس بن شمرا
قال الصاغاني: قال ابن الكلبي قيس بن شمر وأخوه زريق ابنا عم جذيمة ابن زهير بن ثعلبة بن سلامان الطائي.» اه.
ومن هنا ظهر انهم بطن مستقلة وعرف طريف اتصالهم. وهذا جاء مؤيدًا للمحفوظ الذي اتفقت كلمة المؤرخين عليه من أنهم من طييء، وتبين أنه اسم جد ...
ان شمر من طييء وبالاتفاق مع بعض القحطانية أزاحوا طيئًا وزبيدًا وحلوا محلهم.. واشتهرت تسميتهم بشمر وتغلبت على القحطانية، والكل الآن لا يفرق بينهم ويعدون من شمر، إلا أن القحطاني منهم معروف.
هذا مع العلم بأن التسمية بشمر كانت شائعة عند العرب فلم يبق مجال أن يقال أنه ناشيء عن الايعاز فهم بطن من طييء، وعرفت مكانتهم بين البطون المذكورة سابقًا ...
٢ - بيت الرياسة (الجرباء - آل محمد)
كانت الرياسة ولا تزال في (آل الجرباء) وهم (آل محمد) من طييء قطعًا. ولم تفقد منهم الرياسة ولم تتحول إلى اليوم. أما امارة ابن رشيد فانها لم تؤثر على سلطتهم، وإنما كانت امارة ابن رشيد صولة وسطوة واسعة، لم ينالوها في سالف أيامهم وكانت وقتية ولأمد، وبانقراض آل الرشيد استمرت الرياسة في آل محمد ودامت فيهم. وسنوضح امارة الرشيد في موطنها.
والجرباء نبز وصل إليهم من أمهم، والعرب لا يزالون يتنابزون بأمثال هذه يقال أنها أصابها (مرض جلدي) فتركها أهلها ورحلوا إلى موطن آخر ثم تعافت فلزمها هذا الاسم. ومن عادة البدوان يتركوا المصاب بالجدري وما ماثله ويرحلوا عنه حتى يبرأ أو يموت تخلصًا من عدواه ويراقبونه من بعيد ويضعون له ما يحتاج من أكل وشرب. وقبيلة أمهم على ما هو معروف، محفوظة وهي من الفضول من طييء (من بني لام) .
ومن القبائل القديمة التي سميت باسم أمها حندف، وبجيلة، وقبائل عديدة ... وهذه التسمية أما لغرابة في الاسم، أو لنبز كما تقدم. وستمر بنا أمثلتها الكثيرة. وقد اتخذ هذه التسميات بعض أعداء العرب وسيلة للطعن بالأنساب ومن لاحظ تكوّن الأفخاذ، فالعشائر، والعمائر، والقبائل، وحدوث النبز لأدنى علاقة وسبب.. قطع لا وجود للأمومة (الطوتمية) عند العرب ... ولا أثر لها في مدوّناتهم، وإذا كان هناك شيء قبل التاريخ لم نشاهد بقاياه ...
وهذه التسمية قديمة ترجع إلى أميرهم الأول محمد الذي يدعون به فيقال (آل محمد) والجرباء هذه أم سالم بن محمد المذكور وهو المحفوظ أيضًا ولم يقطعوا في صحة تاريخها لقدم العهد وهؤلاء لم يصح ما كان يشيع عنهم بعض العربان أنهم من الشرفاء، أو من البرامكة، فعلقت في أذهان بعضهم ... ونقل ذلك ابن خلدون في تاريخه وكذبه ... فهم من طييء كما قال الحيدري: «وحمائهم من آل محمد من طييء» اه.
ويؤيد هذا ما قاله صاحب مطالع السعود (عثمان بن سند): «وقد سمعته - (بنية) - ينتسب إلى طييء القبيلة المعروفة..» اه (١) وقد ذكر صاحب (قلب جزيرة العرب (٢ «إن الجرباء من قبيلة سنجارة وفرّعها إلى (العامود) و(الجرباء) وبيّن أن من الجرباء آل حريز، والحسنة، والبريج. والمنقول عنهم ان سنجارة قبيلة زوبعية وترجع إلى الحريث من طييء والجرباء من طييء رأسًا وأنها من بطونهم القديمة.
٣ - عمود نسبهم
هم (آل محمد) كما تقدم. ومحمد رأس عمود نسبهم وأقدم من عرف من أجدادهم ممن لا يزال محفوظًا إلى الآن ... ونبدأ في تعريفهم من أحد أجدادهم مجرن بن محسن بن مشعل بن مانع بن سالم بن محمد والملحوظ أن قد ابتلعت بعض الأسماء نظرًا لعدم القطع الذي علمته من كثيرين منهم فلم يتمكنوا من الحفظ التام.
* * * وفرحان بن صفوق أولاده كثيرون وهم: ١ - عبد العزيز.
٢ - شلال. وهؤلاء أولاد درة.
٣ - فيصل.
٤ - عبد المحسن.
٥ - هايس. أولاد السرحة.
٦ - ثويني.
٧ - العاصي.
٨ - مجول. أولاد جزعة.
٩ - جار الله.
١٠ - مطلك. ويقال له ابن العيط من زوجته بنت نوير العيط.
١١ - الحميدي.
١٢ - زيد.
١٣ - أحمد. ويقال لهم الباشات (أولاد الجرجرية) .
١٤ - ميزر.
١٥ - سلطان وهذا ابن بهيمة بنت ابن جشعم ويقال له ابن الجشعمية.
من هؤلاء فيصل والحميدي وأحمد وزيد لا يزالون في قيد الحياة. وان عبد العزيز ترك عجيل الياور وهو (أمير شمر) اليوم وشيخ مشايخهم.
وهؤلاء نقول فيهم ما تيسرت لنا معرفته:
١ - محمد
وهو الجد الأعلى الذي تسمت به فرقة الرؤساء فيقال لهم (آل محمد) . ويقال أنهم كانوا سبعة من الأخوة أحدهم (الصديد) وهو جد (الصديد) . وآخر هو جد البريج من الخرصة. والباقون ماتوا بلا عقب. ومن هذا يعلم أن (آل محمد) أو من يمتون إلى جد واحد هم هؤلاء.
٢ - سالم
وهذا هو المعنيّ بقول شاعرهم:
من دور سالم والشريف محنّا للجاسي ليان
حنّا جما غش العراك نلحكك على طول الزمان ومن هذا البيت يستدل البعض على أنهم من الشرفاء. والظاهر أنه يشير إلى وقعة جرت لسالم مع الشريف المعاصر له، لا باعتباره جدًا لهم. وهذا القول للعاصي يقصد أننا من زمن سالم لم ينل مراسنا للقاسي الصعب المراس. وإنما نحن كحشرة العراق ويريدون بها (الأزريجي (١» نصل إلى غرضنا على طول الزمن وبلا استعجال. هذه الحشرة تقتل الابل على طول الزمن. يقول أننا ننتصر على عدوّنا ولو بعد حين فلا ينجو منا. وهذه حالتنا من زمن سالم. وقرن به الشريف للاشارة إلى وقعة كانت معروفة. والحق أن هذه الاناة والتوأدة أوضح صفة فيهم.
٣ - مانع.
٤ - مشعل
وهذا يمتون إليه بالنسب الأقرب فيقال لهم آل مشعل. ونخوتهم الأخيرة نشأت من زمنه وهي (حرشة وأنا ابن مشعل) ويقول قائلهم:
مرد على سرد من أولاد مزيد ... حماة الدار لياجاه البلا من ضديده
اليجمع الوكرين بيوكر واحد ... العين توّه تهنّت بي رجيدة
تصافوا الصيداد هم وآل مشعل ... وتبشرت النوك بأيام عيده
يقول شبان من أولاد مزيد على خيل سرد يحمون ديارهم إذا جاءها البلاء من عدوهم. وهؤلاء يجمعون بينهم وبين أقاربهم فيخشى الأعداء سطوتهم وتهاب بطشهم وينامون في رقدة هنيئة من جراء اتفاق آل صديد وآل مشعل فتبشرت النوق بأيام عيدها.
وآل مشعل هم آل محمد والصيداد آل صديد وهم من آل محمد، أو كما قلت سابقًا من اخوة آل محمد رؤساء الصايح على اختلاف في ذلك ويجمعهم مزيد وهو جد أعلى.
٥ - محسن.
٦ - مجرن.
٧ - الجعيري.
٨ - الحميدي
وهو والد فارس الجربا. ويعرف ب (الأمسح) لأنه ولد وعينه مسحاء فلم يظهر لها أثر. ويعد من مشاهير شيوخ آل محمد. وقد ترك أولاده ذكرًا ذائعًا وهم مطلق وفارس ومن يليهم. وهم ألصق بنا وحوادثهم قريبة منا ولا تزال ترددها التواريخ أو تتناقلها الألسن.
ومن أولاد الحميدي (عمرو) ومنه آل عمرو وأخو فارس ... ولا يزال فرعهم معروفًا..
٩ - مطلق
يعرف ب (أخو جوزة) وهذا أراد مهادنة الامام ابن سعود (١) ولكن ابنه مسلطًا لم يرضخ لمطالب الامام من زكاة وقص الشعاف (شعر الرأس) وما ماثل. فشوق اباه على القيام في وجه ابن سعود فحاربه. وهذه مبادئ نزوحهم الى أنحاء العراق ومن بواعث الميل اليه.
وأساسًا كانت حكومة العراق أيام المماليك تحرق الارم على الأمير ابن سعود وترغب كثيرًا في جلب عشائره لجانبها لتكون أعرف بما عنده ...
وقد حكى عثمان بن سند (١) حادثة له مع ابن سعود قال: «وأغار في سنة ١٢١٢هـ - ١٧٩٨م سعود بن عبد العزيز بن محمد السعود على بادية العراق وكان مطلق ابن محمد (٢) الجرباء نازلًا في بادية العراق. فلما صبحهم سعود فر منهم من فر وثبت من ثبت. فممن ثبت وقاتل جيش سعود مطلق جرباء فكّر على الفرسان مرة بعد أخرى. فكلما كرّ على كتيبة هزمها فحاد عن مطاعنته الشجعان. فعثرت فرسه في شاة فسقط من ظهر فرسه فقتل..
وكان قتله عند سعود من أعظم الفتوح إلا أنه ودّ أسره دون قتله.
هذا. ومطلق من كرام العرب، عريق النجار، شريف النسب، من الشجعان والفرسان الذين لا يمتري بشجاعتهم إنسان. له مواقف يشهد له فيها السنان والقاضب ووقائع اعترف له بالبسالة فيها العدو والصاحب.
وأما كرمه فهو البحر حدث عنه ولا حرج. وأما أخلاقه فألطف من الشمول وأذكى من الخزامى في الارج وأما بيته فكعبة المحتاجين وركن الملتمسين ... (إلى أن قال):
يا بحر لا تفخر بمدك واقصر ... عن أن تضارع حاتميًا شمري
ما حل في كفيه مقسوم على ... كل الأنام غنيهم والمعسر
ما ثم مأثرة سمت الاروى ... مرفوعها عنه لسان الاعصر
ففناؤه مأوى طريد خائف ... وحباؤه مغن لضيف معسر
انتهى ما قاله صاحب المطالع.
وأصل هذه الوقعة ان الحكومة العثمانية كانت تلح بازعاج لمحاربة ابن سعود والقضاء على غائلته، فقد كانت تعهدها من أكبر الغوائل في نظرها ... فجهزت ثويني شيخ المنتفق قبل هذه الوقعة بسنة (سنة ١٢١١هـ - ١٧٩٧م) . خصوصًا بعد ان استولى ابن سعود على الاحساء وفر من وجهه آل عريعر أمراء بني خالد بقبائلهم ملتجئين الى العراق فاغتنم القوم هذه الفرصة ... فلم ينجح بها ثويني وانتصر ابن سعود عليهم وقتل ثويني. فكان ذلك داعية الهجوم على العراق وذلك انه في رمضان هذه السنة (سنة١٢١٢هـ - ١٧٩٨م) سار سعود ابن عبد العزيز آل سعود بجيشه وعشائره وأغار على انحاء المنتفق (سوق الشيوخ) فصبح القرية المعروفة ب (أم العباس) وقتل منها كثيرين ... وكان الشيخ حمود في البادية فلم يدركه وعاد إلى أطراف نجد، ثم عطف وأغار في سنته على تلك البادية وقصد جهة السماوة وقد علم ان العربان الكثيرة مجتمعة في الأبيض الماء المعروف قرب السماوة فأغار عليها. وبين هذه شمر والضفير وآل بعيج والزقاريط وغيرهم ... فكانت الوقعة التي قتل فيها مطلق الجرباء. والتفصيل في تاريخ العراق ...
وله أيام منها يوم العدوة: وهذا ماء معروف وهو مزرع لشمر قرب بلد حائل وكان - كما قال الشيخ عثمان بن بشر - قد نهض سعود (سنة ١٢٠٥هـ - ١٧٩١م) الى قبائل مطير وقبائل شمر ولستنفر أهل نجد وقصدهم في تلك الناحية فوقع قتال شديد فانهزمت تلك القبائل وقتل منهم قتلى كثيرة وحصل قوم سعود على غنائم كثيرة ...
ثم أعادوا الكرة على جموع سعود وكان مقدمهم مسلط بن مطلق الجرباء وكان قد نذر أن يجشم فرسه صيوان سعود فاراد أن يتم نذره فقتل ...
والتفصيل في عنوان المجد. (١) وقال ابن سند:»العدوة: لسعود بن عبد العزيز عليه (على مطلق) . وفي ذلك اليوم قتل ابنه مسلط. وكان شجاعًا ... طاعن ذلك اليوم حتى كف كل رعيل، وقرى كل ذابل وصقيل.. وأما مطلق فإنه في ذلك اليوم هزم الكتائب وأروى من دم الفرسان كل سنان وقاضب:
قوم إذا حربوا فآساد الشرى ... وإذا هم أعطوا فابحر جود
يا عين إن ماتوا فقد مات الندى ... فعليهم حزنًا بدمعك جودي
خاضوا الوغى بصوارم وشياظم ... قب البطون تؤم جيش سعود
فتفرقت منه الكمأة كأنهم ... نقد (٢) نوافر من زئير أسود
لاقاهم الأسد الضبارم مطلق ... فتلقوا بشليل قعود
فلما ضاقت على سعود الأوهاد والنجود، خان ابن هذّال (٣) فلم يكن لمطلق مجال فنكص على العقب ... ونجا هو وبنو عمه فاناخ رحاله في بادية العراق الى أن اخضر عيشه وراق. «اه (٤) وهذه الوقعة تعين تاريخ نزوحهم الى العراق (سنة ١٢٠٥هـ - ١٧٩١م) ثم سار مطلق من العراق الى سورية وتوجه مع أحمد باشا الجزار الى الحج فرجع الى العراق وبقي في بادية العراق وله السلطة الكبيرة والنفوذ العظيم. ولما قتل رثاه ابن سند في قصيدة طويلة ... والى المترجم ينسب آل (مطلك)» مطلق " ...
ومنهم الآن سطام بن سميط بن سلطان بن فهد بن مطلك بن الحميدي ...؟؟؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ١٠؟ - مسلط (١)
هو ابن مطلق ويلقب بالمحشوش أي الغضوب. وهو شجاع مشهور بالبسالة وتفوق على كثير من القبائل كقبيلة بني خالد وكان رئيسهم ابن حميد آل عريعر وكان قد قال لابن حميد (ولد حمرة حزك) أي انهم يلتمسون الحسن والجمال دون عراقة النسب وطيب الأرومة. وكان قد أبرز لهم أمه وكانت بادية الأنياب مهولة المنظر فقال ان ابي التمس مثل هذه لتلد مثلي.
ومما يحكى عنه ان أمه كانت تخشى بطشه فتحذره. من ذلك انه سألها يومًا أي أشجع، هو أو أبوه؟ فلم تجبه فلما ألحّ عليها قالت له كل منكما شجاع وبعد الالحاح الزائد ذكرت ان أباه أشجع فضربها ضربة كادت تطير بأم رأسها. وكان قد تحارب أبوه مطلق مع إحدى القبائل فقتل له ولدان فحملهما على بعير ومع هذا لم يبال واتصل بأمهما في ذلك اليوم فولدت مسلطًا هذا فصار من تلك العلقة وشاعت أخباره ...
وهو مشهور بالكرم. أجرى السمن سواقي وصار يأكله الضيوف مع التمر وقد شاهد كرمه الأعداء والأقارب ... توفي قبل أبيه كما أشير الى ذلك فيما مر.
ويحكى عنه أنه حينما قوى أمر ابن سعود وأمر بجز الشعاف وتأدية الزكاة امتنع أن يتكلم مع أحد وصار يراقب على رجم (تل) يبقى فيه طول النهار وقسمًا من الليل فحسبوا أنه عاشق أو مختل العقل فأرسل إليه أبوه أن يأتيه ويطيع أوامر ابن سعود فأبى وضرب عبد ابن سعود. فأدمى جبينه. وحينئذ غضب الأب وتناول سيفه وتقدم إليه قاصدًا قتله فقال مسلط:
نطيت راسي مشمخرات العراجيب ... الرحم الطويل النايف المجلح الزي
ونيت ونه ما تهجع بها الذيب ... وأوجس ضلوعي من ضميري تنز
اشجي لاخو جوزة (١) ستر الرعابيب ... الحر عند دار المذلة (٢) ينز
ليصار ماناتي سواة الجلاليب (٣) ... وكلايع بايماننا نبزي (٤)
يريد اعتليت عراقيب عالية وهناك ترى انيني لا يهجع له ذئب ويكاد قلبي يلتهب لها ... أشكو لابي صيانه عرضي، والحر لا يرضى بدار الذل والاهانة ... ولو منعنا من الغزو، فلا نستطيع ان تكون غنائمنا في تصرفنا.. فما حياتنا حينئذ وما عيشتنا ... ! وحينئذ أدرك الأب مرامي ولده فاجابه:
اصبر تصبرّ واجمع الخبث للطيب ... وهذي حياة كل ابوها تلز (٥)
أخاف من كوم روسها جاليعابيب ... وسيف على غير المفاصل يحز
يقول لابنه ناصحًا له اصبر وتأن في الأمور، واجمع خبثك الى طيبك، والحياة هذا شأنها، والسياسة ضرورية. وإنما أنا خائف من هؤلاء القوم فيها، وأخشى أن تحز سيوفهم غير المفاصل ... !! والمغزى ظاهر، والنصح بيّن ولكن ابنه أبى أن يقيم في دار زعمها دار هو ان له ولم يفكر بابعد من هذا..
فكانت هذه الوقعة على ما يحكى - منشأ الحروب فيما بينهم وبين ابن السعود ...
وقد قيل بعض الشعر في ابن السعود وفيه بعض التهجمات تجاه تبدل الحالة الغير المألوفة مما حفظه قصاد شمر وكثير من أفرادهم ...
إلا أن هذه كانت أوقات نزاع وحرب وفي مثلها تظهر الخصومات في الشعر والكلام فضلًا عن الأفعال وامتشاق السيف وهز الرماح.. ولكنها لا تلبث أن تزول، فلا تقلل من فضل آل السعود وخدماتهم الجلي لتوحيد القبائل العربية وجمع شمل البدو واتفاق الكلمة مما دعى الى تمكنها في جزيرة العرب واخلاصها العظيم في حماية العقيدة.
قتل مسلط سنة ١٢٠٥هـ - ١٧٩١م كما ذكر اعلاه..
١١ - عمرو بن الحميدي
واليه تنسب الفرقة المعروفة ب (آل عمرو) ولا تزال قائمة برأسها.
١٢ - شلاش بن عمرو
وهذا معلوم عنه الكرم. ويقال له (تل اللحم) اشارة الى ما يقدمه الى الضيوف. قتل قرب هور عقرقوف، في محل يقال له (ابو ثوب) وقبره هناك.
١٣ - فارس آل محمد
جاء هذا ومطلق وسائر اقاربهم وأهليهم الى أرياف العراق، فرحبت الحكومة بهم. ووقائع شمر في العراق تبتديء في الحقيقة من فارس هذا. وفي زمنه استقرت قدم شمر ونال فارس شهرة فائقة. وكان النفوذ في بغداد لآل الشاوي وقبيلة العبيد التزمت الحكومة فاعتزت بها ...
والمحفوظ عن بعضهم ان ابراهيم بك (١) ابن عبد الجليل بك هو الذي جاء بفارس الى العراق لمصلحة عداء ابن سعود، ولسحق العشائر وما ماثل. والصحيح ما قدمنا، وان ابراهيم بك ينتسب الى شمر من (الجعفر) الذين منهم آل الرشيد.
وبسبب هذا الرئيس اعني فارسًا خضدت شوكة قبيلة العبيد نوعًا بل كادت تمحى لولا أن يتوالى نبوغ رجال مشاهير من آل شاوي يساعدون قبيلتهم العبيد في حين ان هؤلاء البدو لا ناصر لهم غير قوة ساعدهم وتمرّنهم على الحروب والذكاء الفطري في معرفة الوضع السياسي للحكومة فاستغلوا الحالة عن معرفة وخبرة فنالوا مكانتهم الممتازة لدى ولاة بغداد. وكانت الحكومة ترغب في إمالة قبيلة عظيمة مثل هذه اليها واستخدامها على العبيد والقبائل الأخرى وكانت تخشى بطشهم وترهب سطوتهم.. وهي أيضًا في حاجة لمعرفة ما يجري في جزيرة العرب وهذا ما كانت تنويه في بادئ الأمر ثم التفتت الى الأوضاع الأخرى في حينها ... أو أنها نظرت للأمرين معًا.
وكل آمالها مصروفة الى محو البعض بالبعض تأمينًا لحاكميتها وتأييدًا لسلطتها وقهرها للأهلين. ولذا قامت بعد ذلك بوقائع تؤكد نواياها وتبين وضعها وسائر مطالبها وأغراضها نحو الأهلين. (٢) وأول ما رأته الحكومة من فارس الجرباء - عدا ما ذكر - وهو ما حدث سنة ١٢١٣هـ - ١٧٩٨م زمن الوالي سليمان باشا الكبير فانها أرادت الوقيعة بابن سعود فجمعت كل ما استطاعته من قوة عشائرية وعسكرية فكان فارس الجرباء بعشائره وكذا شيخ المنتفق بمن معه من قبائل ومحمد بك الشاوي وجماعات كثيرة جعلهم الوزير تحت قيادة علي باشا الكتخدا. إلا ان هذا لم يكن عارفًا بالأمور الحربية ولم يسمع نصائح اكابر رجاله من رؤساء القبائل المتمرنين على حرب أمثال هذه خصوصًا الجرباء. وفي هذه الوقعة لم يسجل التاريخ سوى غارة على قبيلة السُبيع (١) فغنم منهم ابلًا وشاءًا. وفي هذه الغارة كان فارس وابن أخيه بُنَيّة بن قُرينس غنموا ما غنموا وقتلوا من قتلوا من قبيلة السبيع وعادوا ولكن الكتخدا خذل في هذه الحروب وخسرت الحكومة خسائر فادحة لا تقدر ولولا العشائر معه لدمّر شر تدمير. فانتهت بالصلح الظاهر والمغلوبية الحقيقية التامة ... (٢) وقد أوضحت هذه في موطنها من تاريخ العراق.
وفي عام ١٢١٦هـ - ١٨٠١م أغارت سرايا من أهل نجد على العراق فأرسل الكتخدا علي باشا لمقاتلتهم محمد بك الشاوي وفارس الجرباء ومعهما عسكر الوزير فوجدوا القوم قد تحصنوا بالرواحل وشمروا عن ساق الحرب بالبنادق والمناصل فأحجم من أرسله الكتخدا ورأوا ذلك أحمد فرجعوا إلى شفاثى (عين التمر) كارهين النزال فأنّبهم ابن سند في تاريخه بقوله:
رأوا البيض مصلتات فظنوا ... أنها أنؤر بليل تشب
فانثنوا يهرعون عنها فهلا ... وردوها وبالشياظم خبوا
انكوصًا عن أن تراق نفوس ... بسيوف على الرؤوس تصب
هذا ولم يعلم ابن سند ان المخاطرة بلا أمل نصرة شطط وكان الجيش منهوك القوى فصادف على حين غرة أناسًا مستريحين وقد عقلوا ابلهم وصاروا ينتظرون الحرب بهدوء وراحة فكف الجيش عن قتالهم ومال إلى جانب للأسباب المذكورة ولأحوال حربية ... والظاهر أنهم أرادوا أن يسحبوا عدوّهم بحيلة حربية فيعقبوا أثرهم فلم يحصل مطلوبهم ولم يفلحوا. فانقضت الوقعة بسلام ...
ولم يقف فارس الجرباء وقومه عند هذا الحد بل ازداد نفوذهم فإنهم أزاحوا العبيد وغيرهم وتمكنوا في مواطنهم، جاءوا بين النهرين - الجزيرة - في باديء الأمر بقصد أن يردوا المواطن وبعد ذلك جاءهم فارس بقوم كثيرين فوقعت بعض الحروب المؤلمة ...
ومما تناقلته الألسن أنه حين ورود فارس الجزيرة دعا رؤساء القبائل المجاورة وقدم لهم منسفًا كبيرًا جدًا (جفنة) فيه الطعام الكثير وفي أطرافه سكاكين مربوطة بأمراس لقطع اللحوم، فاستعظموا ما رأوا وحسبوا الحساب لما وراءه وكان بين المدعوين رؤساء العبيد والجبور. وإن رئيس قبائل الجبور أبى أن يأكل بحجة أنه صائم لئلا يمنعه الملح والزاد من أن يوقع بهذا الرئيس أو يغدر به وشاور أصحابه فيما أضمر له في أن يقتلوه فيأمنوا شره قبل أن يتوارد إليه قومه ويعظم أمرهم. فلم يوافقه سائر الرؤساء لأنه نزيل ولأنه لم يأت محاربًا فاضطر إلى العدول عن رأيه ...
ومن ثم تواردت شمر حتى عظم أمرها، واحتلت الجزيرة، فدفعت هذه القبائل إلى أنحاء مختلفة، فمالت قبيلة العبيد إلى الحويجة، وأزاحت البيات إلى أماكنهم الحالية. وهكذا جرى على الجبور فتفرقوا ...
وفي هذه كان الايعاز من الحكومة فأغرت على هذه القبيلة، وقد صور ابن سند مكانة فارس آنئذ فقال: «كانت لفارس وابن أخيه بنية أيام الوزير علي باشا أبهة عظيمة وصدارة» اه. (١) فتقلص ظل العبيد وكاد يمحى فعبروا إلى الحويجة. ولا يزالون بها إلى الآن وان رؤساء القبيلتين يذكرون هذه الوقائع التي ولدتها السياسة واستغلت القدرة من احد الجانبين للوقيعة بالآخر. وما ذلك إلا نكاية بآل الشاوي.
ولكن الحكومة لم تر من شمر النتائج التي كانت تأملها فرأتهم أصعب مراسًا ولم يكونوا تابعين لكل أمر..
وكانت وقيعة الوالي علي باشا بمحمد وعبد العزيز آل الشاوي حدثت في أوائل حكومته، كان قد ذهب بنفسه إلى سنجار. وبعد أن رحل غضب عليهما فخنقهما سنة ١٢١٨هـ - ١٨٠٣م وحينئذ قدم فارس الجرباء وابن اخيه بنية المذكورين فمحا بيت الشاوي وناصر رؤساء (شمر) . (٢) ومن هؤلاء فرع لا يزال معروفًا ب (آل فارس) . ومنهم مجول بن محمد الفارس ...
١٤ - قُرينص
ويلفظ كرينص كما هو عادة تلفظ البدو والحضر. وقد ضبطه ابن سند بضم القاف وفتح الراء فياء ساكنة فنون مكسورة فصاد ولم يذكر له من الوقائع شيئًا مهمًا.
١٥ - بنية.
هذا هو ابن قرينص. ويقال له الأشمل أي أنه يزاول أعماله وحوبه بيده اليسرى (شماله) ويقال لفرسه (الجنيدية) نوع من الخيل معروفة وضبطه ابن سند بضم الموحدة وفتح النون وتشديد الياء ويليها هاء التأنيث. من فرسان العرب وكرمائهم كانت له كعمّه فارس أيام الوزير علي باشا أبهة عظيمة وصدارة. أما كرمه فهو الغيث بل البحر الخضم. وأما منع الجار.. فهو منه في الذروة والناس إنما يحذون حذوه..
وأما النسب فهو من بيوتات العرب:
تنميه للشرف العالي بنو ثعل (١) ... أسد الشرى وسراة القادة الأول
النازلون من البيداء فوق ربا ... والشائدون بيوت العز بالأسل
الناحر وجزر الأضياف نحرهم ... أسد العرين بما سلوا من النصل
والمانعو الجار بالأسياف لامعة ... بين الخميسين والعسالة الذبل
وبنية هذا عبر من الجزيرة لغربي الفرات عندما تولى وزارة بغداد سعيد باشا لما بين عمه فارس وآل العبيد من الضغائن لاسيما اميرهم قاسم بن محمد الشاوي. وقد كان سعيد باشا ولي زمام اموره لقاسم فلما بين فارس وقاسم المذكور لم يستقر بنية في الجزيرة فنزل بعشيرته على خزاعة في سنة ١٢٣١هـ - ١٨١٦م ليكتال ومن ثم حدثت المعركة التالية وذلك: ان شيخ الرولة من عنزة المعروف بالدريعي أرسل الى حمود بن ثامر شيخ المنتفق فاستنفره فنفر بفرسان عشيرته لمساعدة الدريعي لما بينهما من الائتلاف. وكذلك خرج عسكر الوزير سعيد باشا وهم عقيل وكبيرهم قاسم الشاوي فقامت الحرب على ساق وقائد شمر بنية وهذا ما كر على جناح أو قلب إلا هزمه حتى تحامته الفرسان فقدر الله عليه في بعض كراته أن أصابته رمية بندقية فخر من صهوة فرسه قتيلًا. (١) ثم قال صاحب المطلع أيضًا: ولما لبنية من المكارم والشجاعة وارتفاع الصيط وللمودة بيني وبينه رثيته ارتجالا ... (٢) وذكر قصيدة طويلة مطلعها:
قضى فلدمعي في الخدود سفوح ... هزبر عليه المشرفي ينوح
أغر كريم النسبتين من الأولى ... فخارهم كالنيرين يلوح
وجاء في عنوان المجد في تاريخ نجد أنه كان لحقه فارسان فلما أحس بهم أو أنهم دعوه للمبارزة جذب عنان جواده جذبة منكرة ليجرفه عليهم فرفعت الفرس رأسها ويديها وسقطت على ظهرها إلى الأرض وهو فوقها فصار تحت السرج والفرس فوقه فأدرك وقتل (٣) . وكان عمه فارس معه في هذه الوقعة.
وأما أثر قتلته هذه فكان كبيرًا وله وقع في نفوسهم.
ومما قاله ابن عجاج في وقعة المنتفق هذه مقابل انتصارهم الأول على آل الشاوي يخاطب شيخ المنتفق ويذمه على افتخاره في قتلة بنية. وكان هاربًا من آل محمد ونزيلًا عند المنتفق. ينقلون أنه قال:
خذلت شيخ دوم يخذلك ... وعطيت له حبل الشرك وثم كفيت
تسعين راس من كومك غدت لك ... وشعاد يا خصّاي الدياج سويت
يرمي البدوي قبائل المنتفق في خصي الديكة وهذا ما يتهمهم به ويعده أمرًا معيبًا ... ويقول خذلت شيخًا كان يخذلك دومًا وقد قتل تسعين من قومك فماذا فعلت ...؟! وعلى كل حال كانت وقائعه مشهورة. ولكن نهضة آل الشاوي للمرة الثانية مما ضعفت من عزمه فتألب القوم عليه وحارب حتى قتل بمناصرة من الحكومة والمنتفق وعنزة.. وإن عمه كان ولا يزال حيًا ومعه في هذه الوقعة..
وقد مضت مدة حتى استعادوا مكانتهم أيام داود باشا وبهم استعانت الحكومة وبغيرهم من العشائر على حرب العجم في أيام الشيخ صفوق (صفوك) ابن فارس وهذه المغلوبية التي أصابت بنية لم تؤثر على قبائل شمر وإنما هي حرب مبارزة ولم تكن حربًا حاسمة..
١٦ - صفوق (١)
وهذا أشهر من نار على علم وقد لقبته الحكومة بلقب (سلطان البر) سنة ١٢٤٩هـ - (١٨٣٥م) (٢)، خلف بنية ابن عمه في مكانته ونال حظوة لدى الحكومة ايام داود باشا الوزير.
هذا وتكاثرت المدونات في أيامه أو أن الذي وصلنا أكثر لقرب العهد. ويمتاز بالممارسة على الحروب أكثر ممن سبقه، وتدابيره في سوق الجيش مهمة. ولا ينكر لأمثال هؤلاء أن ينبغوا في أمر الحروب وقد ذاقوا حلوها ومرّها ونالوا منها الامرّين واعتادوها. فالفطرة السليمة، وعيشة البادية، والرياسة، والتمرن الزائد في أمر الحروب، والذكاء المفرط، مما يعوض نوعًا عن التجارب الفنية خصوصًا إذا كانت ترافقه رباطة جأش، وصبر على المكاره، وانتباه قد يحصل ببضع وقائع محفوظة مع الحالة العملية، فيعوض عن دراسات عديدة، وقضاياهم لا تحتاج الى ما يحتاج اليه في الحروب المنظمة ...
وإذا كان المرء مشبوعًا بحب الحروب ومائلًا إليها بكليته، وبيئته مساعدة للقيام بأمرها دائمًا، أو مراعاة ما يعوض عنها من مطاردة الصيد أيام السلم، فهناك حدّث عن الشجاعة، وعن الخطط الحربية، والتدابير الصائبة ولا حرج. ولو دوّنت وقائعهم التي يقصونها، والوسائل التي يتخذونها لتنفيذ خططهم لهال الامر أو لحصل الاذعان في الكفاءة لهم والمقدرة.
ومن المؤسف أن تصرف الهمم لأمثال هذه الأمور في غزو بعضهم البعض وكل واحد نراه ماهرًا فيما زاوله. والخطر والصعوبة في أن ينال الواحد من الآخر حظه ...
ومترجمنا هذا يعد في طليعة شجعان العرب وأكابر قوادهم ولو وجد له تربة صالحة وبيئة مناسبة لظهر أعظم.
وقعته مع العجم: وقد قال صاحب المطالع في حوادث سنة ١٢٣٨هـ - ١٨٢٣م عن وقعة العجم التي حدثت سنة ١٢٣٧هـ - ١٨٢٢م: «أخبرني ثقات عدة أن صفوقًا غزا ابن الشاه وعبر ديالى بفوارس من عشيرته الى ان كان من عسكر ابن الشاه بمرأى فركب فرسان العسكر لما رأوه وكرّوا عليه فاستطردهم حتى عبروا ديالى وبعدوا عنها فعطف هو ومن معه من عشيرته ومن الروم عليهم فادبرت فرسان العجم وقفاهم فوارس شمر وقتلوا منهم من ادركوا وأتوا بخيلهم وسلبهم ... وأخبرني غير واحد أن هذه غير الأولى التي ذكرها المؤرخ التركي.» اه. (١) والمحفوظ في هذه الوقعة انها كانت بالاشتراك مع قبيلة العزة وأنهم أبلوا فيها البلاء العظيم فتكاتفوا على عدوهم وعولوا على أنفسهم ولا ناصر لهم من جيش الروم (الترك العثمانيين) واذا كان معهم من عقيل بعض افراد فلا تعطف لهم أهمية ...
وشمر هؤلاء في حروبهم يهارشون المقابل ويطمعونه في النصرة دون غلبة قطعية حتى يأتوا إلى مجال الطراد وموطن العطفة - كما عبر ابن سند - فيعودوا الكرة على عدوّهم. ولذا يسمون أهل (العادة) وهكذا فعل صفوق في ترتيب خطته ونجاحها وهم أكثر تعودًا لها وأساسًا من صغره يزاولها.
وتفصيل الوقعة في تاريخ العراق بين احتلالين.
وقد مدح ابن سند وقعته هذه مع العجم ومؤازرته للوزير وبيّن أنه كان قائد الجيش ومعه العشائر حتى قال: «ولما نصر صفوق هذا الوزير ... أقطعه عانة وما يتبعها من القرى فنال منزلته عند الوزير فعادى أعداءه ووالى أوليائه ...
وأما كرم صفوق فمما سارت به الأمثال وأقرت به الأمثال ...» اه (٢) ولصفوق هذا مع قبائل عنزة وقائع أشهرها:
١ - يوم بصّالة. وهو يوم انتصر فيه شمر على عنزة سنة
١٢٣٨هـ - ١٨٢٣م ...
٢ - في السنة التالية انتصرت عنزة عليهم وهي عام ١٢٣٩هـ - ١٨٢٤م.
وفي هذه الوقعة الأخيرة انكسرت شمر فشد الوزير عضد كبيرهم صفوق ... كذا قال ابن سند. ولا محل للتفصيل هنا.
وعلى كل حال ان كسرة شمر هذه المرة لم تكن القاضية وإنما هي على عادة العرب في قولهم (الحرب سجال) . ولذا لم تتركهم الحكومة وإنما أخذت بيدهم فاستعادوا مكانتهم الأولى فقاموا بمهماتهم الحربية مع العشائر المناوأة.
وكان للحكومة من العشائر ما هم بمنزلة جيش متأهب للطوارئ وحاضر للكفاح والاستنفار ...
وحوادث صفوق الأخرى من هذا النوع. ومنها ما يتعلق بالقبائل الشمرية ولكن حادثة سنة ١٢٤٩هـ - ١٨٣٣م تدل على انه بقى على ولاء داود باشا الوزير وكره حكومة علي رضا باشا اللاز فلم يذعن له.
وذلك ان والي الموصل يحيى باشا كان أيضًا على رأي الشيخ صفوق الفارس وكانت بينهما مراسلات. حث صفوقًا على القيام فناوأ الحكومة وتمكن من قطع الطريق بين بغداد والموصل وصار يتجول بين النهرين فجمع قوة كبرى وجاء إلى قرب الامام موسى الكاظم فحارب علي رضا باشا الوالي وجيش الحكومة وأمله كبير في أن ينكل بالقوة التي أمامه ويستولي على بغداد فكان لهذا الحادث وقع عظيم في نفس الحكومة ... وفي نتيجة هذه الحرب اضطر الشيخ صفوق على الانسحاب وترك الأثقال ... (١) ولما أطلعت الحكومة على نوايا والي الموصل عزلته وعينت مكانه سعيد باشا الوالي السابق وكان في بغداد. (٢) إن الحكومة بعد وقعة صفوق هذه مع علي رضا باشا اللاز قد احتالت فقبضت عليه وأبعدته الى الأستانة ومعه ابنه فرحان باشا وكان صغيرًا تعلم التركية خلال بقاء والده هناك. وكانت المدة التي قضاها ثلاث سنوات.
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
ومن غريب ما يحكى عنه أنه جاء إلى السلطان بتوسط الشريف عبد المطلب فدخل عليه وعندئذ صار ينظر يمينًا وشمالًا. وهذا ما دعا ان يغضب عليه السلطان مرة أخرى ويطرده من عنده ولم يدر السبب في حين انه كان يأمل أن يكرمه. ذلك لما رآه السلطان منه من سوء الأدب ... هكذا كان يظن السلطان فيه ولم يدر انه بدوي، وأمثاله لا يعرفون مراسم التشريفات.. والحكومة أساسًا لا تعرف تقاليد العرب وعاداتها فلا يستغرب من السلطان ان يعتقد فيه ما اعتقد وهو بعيد عن البداوة، ولم يتعود التجول، ولا السياحات الوطنية على الأقل ... ولا بيده من كتب العشائر ما يبصره باوضاعهم ... وقد رأينا من المغفور له الملك فيصل صبرًا عظيمًا من جفاء العشائر وخشونتها وهو يسمع جميع هوساتها ... ويتلقاها بكل سعة صدر وارتياح، لانه عارف بهم وبضروب طباعهم واحوالهم.
ثم انه توسط له الشريف مرة ثانية في الدخول فوافق السلطان. ولكنه حينما جاء الى الصدر الاعظم صار يوصيه بمراعاة المراسم اللائقة وان لا يرفع بصره ولا يلتفت الى جهاته ... فقال لا ادخل، ولا فائدة لي من ذلك الدخول وحينئذ ارجح البقاء لأني سوف أذهب الى قبائلي واحدثهم اني رأيت السلطان وشاهدت بلاطه وما فيه من كذا وكذا ... ولو قلت لهم اني خرجت كما دخلت فلم أنظر شيئًا فحينئذ لا يصدقونني بل يكذبونني وقالوا لا نصدق انك دخلت..
فاوصل خبر ذلك الى السلطان فاستانس بما قصه. وسمح له ان يدخل واذن السلطان له بمشاهدته وان يتفرج على الأماكن الأخرى والنظارات (الوزارات) وكل المباني البديعة، والقصور الفخمة والآثار.. (١) عفا عنه السلطان، واختبر هو الوضع من جهة، ومن أخرى ان قبيلته معتادة الغزو والنهب ولا يمكن تعيين أي السببين قد دعا لقيامه على الحكومة مرة أخرى زمن الوالي نجيب باشا. (٢) ويقال في هذه المرة لم تعلن الحكومة مطاردته وانما اتخذت طريق المسالمة والحيلة للقبض عليه وأرسلت اليه رؤساء القبائل المشهورين لتقريبه من الصلح والانقياد والطاعة، فجاءوا به كمطيع، مسالم لها ومنقاد. فلما وصل الى هور عقرقوف وقارب بغداد سلّ محمد بك سيفه عليه وضربه فقتله غدرًا وعلى غفلة منه ...
وجاء في تاريخ لطفي: محمود بك والصحيح محمد بك ابن محمد بك. مات ابوه وهو في بطن أمه فسمي باسمه، وانه من آل سيد بطال المشهور عند الترك وبيد ابنه حسين فرمان ينطق بذلك فقد كان اولًا باشبوغ في ايام الهايتة، وانه عين الى العونية برتبة ميرالاي عند تأليف العساكر النظامية، وان ختمه كان (بنده صمد السيد محمد) . توفي حوالي سنة ١٣٠٦هـ - ١٨٨٩م ودفن في الشيخ معروف وأولاده احمد توفي صغيرًا، وعلي توفي بلا عقب، وحسين ولد سنة ١٢٩٨هـ - ١٨٨١م تقريبًا ولا يزال حيًا ومنه علمت بعض الايضاح عن والده بالوجه المذكور ...
وكان محمد بك شابًا حين الوقيعة ومن ثم سمي ب (كنج أغا) لاكتسابه هذا المنصب شابًا.
وكان الشيخ صفوق قد قضى أكثر ايامه بالحروب فهو متمرن عليها، ولا يستريح بدونها. وقصصه أشبه بقصص الابطال القدماء وحروبهم، ومجالس شمر لا تخلو في وقت من ذكريات بسالته، والتغني بمآثره ومناقب شجاعته..
واليوم بيت الرياسة العامة على شمر في (آل صفوق) .
قيل كان قتل صفوق على يد الأتراك بالوجه المذكور سنة ١٨٤٠ - ١٨٤١م كما جاء في كتاب عشائر سورية وفيه نظر. لأن وقائعه مع علي رضا باشا بعد هذا التاريخ ... كما رأيت ... ومن أولاده: فرحان، وعبد الكريم، وعبد الرزاق وفارس (والد مشعل باشا) .
وممن رثاه ردهان بن عنكة قال:
ونيت وانا من غفيله ... ونة عجوز وكفت بالمتاريس
لكت ولدها غادي مع حليله ... وعكب الطرب بدلت بالهداريس
واويل كيل صفوك واطول ويله ... ويل يموّس بسرة الكلب تمويس
من غبت عنا يا ابن اخي سبيله ... غاب السعد عن نزلنا والنواميس
ونجفل جفيل الصيد ونرتع رتيعه ... وصرنا مثل فرج المواعز بلا تيس
أنت وانا من غفيلة أنة عجوز وقفت بالمتاريس وقد وجدت ابنها قد ذهب وحليلته معه فابدلوا الطرب بالهلاك. ويلى على قالة صفوق ويا طول ويلي عليه، فاجد سرة قلبي تتقطع تقطيعًا حزنًا عليه، وألمًا لمصابه ... ولما غبت عنا يا ابن اخي سبيلة ذهب السعد عن ديارنا والذكريات المشرفة، وصرنا نجفل جفلة الصيد ونرتع رتيعه خائفين وجلين، ونحن كقطيع المعز لا رئيس لنا ...
ولم نتمكن من ايراد جميع ما قيل فيه من المدح في حياته. فان ذلك يحتاج الى سعة زائدة والى طول اقامة في البادية. وقد كتبنا ما حضرنا من محفوظات البدو وغاية ما يقال فيه انه خلد صيتًا مقرونًا بالكرم والشجاعة والعز، واعاد للعرب مجد شجعانهم الأقدمين وطيب اخبارهم.
١٧ - فرحان باشا
هذا ابن صفوق. وكانت وجاهته عند الحكومة رفيعة. ولم يقع له من الحوادث ما يكدر صفو الأمن ولا عرفت منه معارضة للحكومة. وان الحكومة العثمانية انعمت عليه برتبة باشا وكان قد ذهب مع ابيه صفوق مبعدًا الى الأستانة كما ذكر. والمعروف عند البدو انه صاحب بخت (حظ) . ويدعو البدو دائمًا ببخته فيقال (يا بخت فرحان) .
وكانت مشيخته وعلاقته ببغداد. وله راتب منها وهو في خدمتها للأمور المدلهمة ...
نعم انه سالم الحكومة. ولذا راعت جانبه ورضيت عنه. وكان يساعد الحكومة اذا كان قريبًا منها أو أخوه عبد الكريم اذا كان الحادث قريبًا من ارفه ...
وقد ترك فرحان باشا اولادًا كثيرين وقد بينّاهم عند ذكر سلسلة بيتهم.
١٨ - عبد الكريم
وهذا ابن الشيخ صفوق. اشتهر اسمه ونال مكانة معروفة وكانت مشيخته في ارفة وله راتب. وهو أخو فرحان باشا. ويعرف (بالشيخ) فالقبيلة تعرف هذا شيخها فسمي أولاده (بالشيوخ) وقد شنق سنة ١٨٦٨م بعد ان احاق بالموصل خطرًا ... وقد اتخذت الحكومة التدابير للوقيعة به بعين ما قامت به في حادث صفوق او قريب منه ...
وهذا ترك محمدًا، وعبد المحسن، وصفوقًا ولهؤلاء أولاد.
ومما قيل في عبد الكريم:
عبد الكريم اليارجب يعبوبه ... ليجن رجله عند الكفا عايبه
جده من امه من موارث حاتم ... وابوه شيال الحمول النوايبه
حامي الرمك معطي الرمك ... له هدة تكثر بها الجنايبه
لو يكضب الياكوت ما عيابه ... تلكى الندى بين الحاجبين رايبه
يقول: كأن عبد الكريم قد عيبت رجله حينما نراه راكبًا جواده، وجده لامه من ذرية حاتم وابوه القائم بالاعباء الثقيلة، حامي الخيل، ومعطي الصواهل، وان هدّته (صولته) تكثر فيها الجنائب (الغنائم)، ولو امسك على الياقوت لما حرص عليه، وتجد الكرم معتاده ...
ومما قاله فجمان الفراوي من المطير في عبد الكريم:
نبي ناخذ على الهجن سجه ... من بين ابو بندر وبين الامام
ونبي ناخذ على الهجن هجه ... لديار سمحين الوجيه الاكرام
ترى الكرم ما به عجه ولجه ... ولا احد يغالطهم جنوب وشامي
مكابل الجربان فرض وحجه ... هل السيوف اللي تكص العظام
قال نريد نأخذ شوطًا على الهجن (الابل) بين ابي بندر وبين ابن سعود الامام، ونبغي نمضي بهن غارة ملحاحة الى ديار سمحي الوجوه الكرماء. اعلم ان ملاقاة الجربان (آل محمد) فرض وحجة، وهم اصحاب السيوف التي تقطع العظم..
وان ولده فارسًا عاش أيضًا مسالمًا للحكومة ومراعيًا جانبها وهو شيخ شمر في انحاء سورية، صاحب مقام رفيع هناك. وممن جمع صفات الرجولة والدهاء وحفظ الوقائع الماضية وعلاقة القبائل الأخرى بهم ولكنه دائمًا يود ان يظهر علو قبيلته على سائر القبائل ...
؟ ١٩ - فارس
هو ابن صفوق (١) ووالد مشعل باشا. كان قد جاء عالي بك والي طربزون السابق ومدير الديون العمومية بسياحة رسمية الى بغداد دوّنها في كتابه المسمى (سياحت زورنالي) (٢) المحرر باللغة التركية والمطبوع عام ١٣١٤هـ - ١٨٩٧م كان قد كتبه كرحلة عن سنة ١٣٠٠هـ - ١٨٨٣م الى سنة ١٣٠٤هـ - ١٨٨٧م مبينًا ما رآه في طريقه من الأستانة الى بغداد فالهند (٣) . قال:
«قد ذهبت لمواجهة الشيخ فارس الجرباء - بعد مروره من ماردين - فاستقبلنا ابنه محمد (ومحمد هذا ليس ابنه وانما هو ابن اخيه عبد الكريم) وادخلنا خيمته. وهي من شعر وطولها من ٦٠ الى ٧٠ ذراعًا وعرضها من ٢٥ الى ٣٠ ولها عمد كثيرة وهي جسيمة جدًا. (وقد وصف بيوتهم وطعامهم وقهوتهم (٤) ومجلسهم ولكنه لم يعرف العربية أو أن المجلس كانت فيه الرسمية غالبة لم يتحدث القوم في مطالب لينبه عليها الا انه قال): وفي مجلس الشيخ فارس نحو ٦٠ من الرؤساء وقال: لم يكن عند العرب هناك ما يدعو للتكريم والمراسم للقيام والقعود. فلا نشاهد قيامًا لديهم (والظاهر ان السياح الموما اليه لم يعلم ان الجالس معه لا يوجد اكبر منه ليقوم له. وطبعًا تستولي الحشمة على مجلسه خصوصًا انهم رأوا غريبًا عند شيخهم او بالتعبير الصحيح اميرهم) وقال: كان بعضهم يتعاطى شرب النارجيلة، والأصوات بينهم تعلو ويتكلمون جميعهم معًا فيكثر اللغط في معاشرتهم (لم يعرف الحرية عند البدو ولا قدر سلطة الرؤساء وانها محدودة إلا بحق) ثم تغدى ووصف المنسف المقدّم له وان الشيخ كان يدعو جماعات بعد اخرى للأكل الى ان بقي منه القليل فدعا الصبيان. وهؤلاء دخلوا نفس المنسف وأكلوا فيه لأن أيديهم لا تصله نظرًا لعظمه. ولما رأى المنسف وعظمه وانه مملوء ارزًا ولحمًا اخذته الحيرة وصار ينظر في وجه صاحبه كأنه يشير الى عظمته. وقال: ان الشيخ فارسًا كنا قد ألححنا عليه فأبى أن يأكل معنا وقال هكذا اعتدنا حتى انه مما دعا لحيرتهم انه بقي واقفًا طول جلوسهم للأكل وبقي في خدمتهم بنفسه شأن العرب مع الضيف العزيز. ولكن لما رأى الاصرار الواقع منه دعا من يأكل معه من الحاضرين نحو ٧أو ٨ قال أكلوا معنا بالخمس.! ثم يقول وبعد ان ودعنا ومضينا راجعين من عنده لمسافة جاءنا ابنه (ابن اخيه) محمد وقدم لنا حصانًا. وكنا قدمنا له بندقية ... ولما كنا اكرمناه البندقية قبلنا هديته هذه بشكر».اه ملخصًا.
وهذا هو والد الشيخ مشعل باشا. ومن قول هذا السياح التركي وما رآه من الحاج الشيخ فارس وتقديم الطعام له واكرامه بفرس عربي ووصف مقامه تعرف مكانة سائر شيوخ شمر.
وللشيخ فارس هذا - عدا مشعل باشا - من الأولاد ملحم، ومسلط والحميدي.
٢٠ - فيصل بن فرحان باشا
قد شاهدته مرارًا ولا يزال قويًا بالرغم من أنه طاعن بالسن. وهذا لم اتمكن ان اعرف منه أكثر من حوادث الغزو. فاذا تجاوزت ذلك يقول لي اسأل عجيلًا (الشيخ عجيل الياور ابن اخيه) وكانت حكاياته عن الغزو لاذة ومنعشة. وكان يقول شيخ الربيعين في العراق (مبرد بن سوكي) عن فيصل انه فوق ما يحدّث. وأغرب ما سمعته منه قصة الخنزير الذي اراد ان يقتل اخاه عبد العزيز (والد الشيخ عجيل) وكانا صغيرين فذهب لمعاونته وتخليصه ولكنه وقع معه في مأزق فلم يستطع الخلاص منه ولم يجرأ اخوه ان يساعده.. وذلك انه قبض على ذنبه من جانب فلم يستطع ان يفلته خوفًا منه وصار يدور معه فلم يقدر على النجاة. ثم تمكن عبد العزيز من هذا الخنزير فضربه بطلقة بشتاوه (يقال لها عندنا فرد وهي من نوع بندقية البارود الا انه صغير كالمسدس ولا يحوي الا طلقة واحدة في الأغلب. ويوضع في حزام المرء او في بيت خاص كبيت المسدس بلا فرق) .
أما غزواته وأخباره في حروبه فهذه كثيرة جدًا. وأهم ما فيها ما ناله منها عناء وجروح وأسر أو هزيمة.
ولسان حاله ينشد:
فأبت الى فهم ولم أك آيبًا ... وكم مثلها فارقتها وهي تصفر
ولا يسع المقام الإطالة في هذه. وإلا فانها تشكل سمرًا. وكل حكايات شجعان البدو من هذا القبيل ولا تخلو من غرابة ودقة..
وللشيخ المشار اليه اولاد ملؤهم الذكاء والشجاعة والروح العالية منهم مشعان.
٢١ - الحميدي
وهذا ابن فرحان باشا. كان قد درس في مدرسة العشائر في الأستانة. وهو اليوم يتجاوز الخمسين من عمره، مشهور بالصلاح، سلفي العقيدة، ملازم قراءة القرآن الكريم، وصحيح النجاري وكتب الحديث المعتبرة ... فهو من الأخيار الطيبين.
وفي سنة ١٣٥٣هـ - ١٩٣٥م صار نائبًا. وقد شاهدت له ابنًا صغيرًا وقد حادثته وسألته عن الأمسح فكان يفسره لي فاستأذنت لشرحه ... وفيه روح بدوية، ويؤمل فيه كل خير ...
والحميدي ينهزم من ذكر عنعنات القبائل، وتقاليدهم لاعتقاده انها مخالفة للشرع الشريف. ولا يحب الفخر بالأجداد. وكلما حاولت استطلاع رأيه في بعض الأمور كان جوابه مختصرًا وبقدر الحاجة ...
٢٢ - زيد
شاهدته مرارًا. وله اختلاط وألفة مع العشائر المجاورة ومعرفة بأفرادهم وهو يحفظ بعض القصائد. وله خبرة نوعًا بأحوال شمر ...
٢٣ - أحمد
شاهدته. وكان اجتماعي به قليلًا جدًا فلم أتمكن من محادثته لأزن مقدرته وهو اشبه باخيه زيد.
٢٤ - العاصي
من مشاهير أولاد فرحان والمحفوظ عنه ما قاله في ابنه الهادي والد دهام المعروف اليوم:
يا صكرة ربيتها من عكب اخو شاهه (١) فساد ... بوه الحميدي والدويش واعضيب خال امه وكاد
يقول ان الصقر الذي ربيته بعد اخي شاهه (الهادي) فساد فلا يصلح. لعدم وجود مثيل للهادي يصطاد به ... وهو يمت الى الحميدي، والدويش وان عضيبًا هو خال أمه بتأكيد ويريد انه من جهة أبيه وأمه وأخواله وأخوال أبيه رئيس وابن رؤساء فهو عريق في الشرف ...
٢٥ - عجيل الياور
هو اليوم شيخ مشايخ شمر في العراق، وابن عبد العزيز بن فرحان باشا وأكثر معلوماتي عن قبائل شمر اقتبستها منه رأسًا أو بالواسطة ومن مبرد بن سوكي وبعض شيوخ شمر المشاهير ممن يعتمد عليهم. شاهدته امرءًا منطقيًا، عاقلًا، كاملًا، حسن المعاشرة من كل وجه، وقد اتصلت به كثيرًا، فلم أعثر على ما يمل منه وانما هناك لين الجانب، ودماثة الأخلاق، وحسن المنطق، وقوة البيان، وصدق اللهجة، وان القلم ليعجز ان يذكر كافة مزاياه. ومجمل ما يسعني ان أقوله أنه جامع لصفات العرب النبيلة.
ولا أنسى محادثاته عن القبائل وعن عرفها وتوجيهه لبعض الوقائع والأحكام البدوية مما لم أجده عند غيره، ولا يعثر عليه لدى أكثر العوارف الذين شاهدتهم ...
أولاد صفوق الآخرون: لم نعثر على وقائع مهمة عن أولاده الآخرين سوى ان عبد الرزاق وقعت له معركة مع الأتراك. وأما فرحان وفارس فقد كانت علائقهما مع الحكومة العثمانية حسنة جدًا، وحصلا على رتبة (باشا)، وتمكنًا ما ناله أجدادهما من السلطة والنفوذ على قبائلهم فغطت شهرتها على الباقين من سائر رؤساء شمر. فلا نطيل القول بذكر تفرعاتهم.
٤ - الرياسة الحاضرة في شمر
كانت قبائل شمر تتجول في جزيرة العرب وما بين النهرين بلا معارض ولا منازع سوى ما يحدث من جراء اختلاف القبائل بعضها مع بعض أو مع الحكومة أحيانًا ...
وبعد احتلال العراق من الجيش البريطاني (سنة١٩١٧م) وسورية من الجيش الافرنسي استقل كل فريق من شمر في جهته وعهدت الرياسة الى عراقي في المملكة العراقية والى سوري في المملكة السورية.
وهذه الرياسة لم يكن هذا سببها الوحيد وهناك رياسة من كل من آل محمد على ناحية أو قبيلة أو عدة قبائل. فالسلطة منقسمة بتكاثر آل محمد وتعددهم وفي زمن الحكومة العثمانية يعرف واحد منهم. واذا كان غير صالح لإدارة القبائل فالعشائر تميل الى من تهواه من آل محمد ويبقى الرئيس واسطة التفاهم ... أما اليوم فكل واحد عرف رئيسًا في جهته.
ان رياسة شمر في العراق قررت الى الشيخ عجيل الياور، فهو اليوم شيخ مشايخهم لا يزاحمه فيها مزاحم، وقد خلف دهامًا آل الهادي الذي ذهب الى سورية. والآن هو في الحدود ويقود (شمر الحدود) كما سمتهم السلطة الفرنسوية.
وان مشعل باشا صار شيخًا على شمر الزور (كذا سمتهم حكومة سورية) وهم شمر الذين يسكنون دير الزور.
وهناك شمر آخرون يقودهم مثكل العجي (كذا في عشائر سورية) وتسميهم الحكومة الفرنسوية (شمر دميرقبو) .
وهنا يلاحظ ان الرقابة موجودة بين عجيل الياور وبين دهام الهادي ابن عمه ولكن لم يقع بين هذين الرئيسين ما كانت تتوقعه السلطات الفرنسية من جراء العداء أو تتنبأ به من حدوث ما يثير كامن الحقد والضغينة وانهم سوف يبقون اعداء طول حياتهم استنتاجًا من حوادث الصلح الظاهرية التي وقعت خلال عام ١٩٢٦م في عانة وعام ١٩٢٩م في حسيجة ... (١)
ولا يعدو هذا عن امور حدسية يظن تحققها أو أن تتوتر شقة الخلاف بين أقسام قبيلة قوية يخشى بطشها وسلطانها فيما اذا اتفقت وتوحدت كلمتها نظرًا لخصومة آنية وقعت بين قريبين لا تؤدي الى أكثر من ان تكون عداءًا شخصيًا فلا يدع مجالًا لأن تتقاتل شمر بعضها مع بعضها ...
وعلى كل - كما قلنا سابقًا ونقول - ان اختيار الرياسة في البدو انما يكون لمواهب يرونها من افراد بيت الرياسة.
٥ - فروع آل محمد الأخرى
ان الذين عددناهم كانت تنتقل اليهم الامارة. وهناك من آل محمد غير هؤلاء وهم:
١ - آل عمرَو. وهؤلاء في سورية وقد اشير الى القول عنهم. وثلة منهم عند الأتراك.
قال البسام في (عشائر العرب): بعد أن ذكر شمر بالوجه المنقول عنه في صحيفة ١٢٨. «وشيخ هؤلاء المشهورين سلمًا وحربًا، يقال له عمر الجرباء..» اه (١) وقد سهوت عن ذكره فجاء تمام العبارة هنا كاملًا فاقتضى التنبيه والظاهر من نطقهم عمرًا بفتح العين انه عمرو لا عمر.
٢ - آل زيدان. منهم في سورية وفي العراق مع الخرصة ورئيسهم اسعد ابن سميري بن نجم بن مجرن بن زيدان.
ويقال لهؤلاء (الزيادين) ايضًا. ومن رؤسائهم اسعد المذكور وهو القائل القصيدة التي مطلعها:
عبعوب غطي مهرتي بيجلاله ... واحلب لهادر من ذواد مغاتير
* * * ومنها:
يصفوك آتيك بالويلات رمل الهلالي ... رخم الجموع مغترّين المداوير
يصفوك عدنا للسيافه رجال ... خيل وتتلى خيل كلها مشاهيرد
هنا ينعت الشاعر مهرته (فرسه) ويقول غطي يا عبعوب مهرتي يحلها، واحلب لها الحليب من اذواد مغاتير (وصف للأبل) ... ثم يهدد صفوقًا بانه سيأتيه بالويلات من رجال كعديد الرمل الهلالي وبفرسان تتلوها فرسان وترى جموعهم مغترين المداوير (ملثمين) ... واننا يا صفوق عندنا رجال لمن عندك من السيافة (١) وخيولهم كلها مشهورة وتتلوها خيول وهكذا..
وبهذه الأبيات يعد نفسه كفوًا له وانه قادر على ان يقابل جموعه السيافة برجال مشاهير ولا يبالون بهم ...
٣ - آل فهد. منهم في سورية وفي العراق.
٤ - آل مشحن. وهؤلاء مع الخرصة.
٥ - آل صديد. وهم رؤساء قبائل الصائح. ويجتمعون مع شمر الجرباء (بياس) ولم يعرف طريق اتصاله اليوم.
٦ - آل فارس. وهم متفرعون من ابن فارس وهو محمد الفارس فسموا باسم جدهم خاصة دون سائر أولاده وهم في العراق.
٧ - آل صفوق. مر البحث عنهم.
ومن الجرباء الوطيفي مشهور والآن لم يبق من نسله سوى النساء ... والحشاش يسكن مع الخرصة وكذا ابن مشحن، وابن ضُمن وابن صلال.. والعتوية. ويعرفون بآل عبد الرحمن. والخرصة في الجزيرة. والظاهر ان اتصالهم بعيد إلا انهم يقطعون به. والبدوي أينما حل وحيثما سكن لا يضيع أصله ...
ملحوظة: أوصاف القبائل البدوية تكاد تكون مشتركة، وهذه تصلح للكل، ومن نال مكانة هؤلاء أبرز عين المقدرة، أو أظهر ما لا يخطر ببال ... وهي فيهم أجمع تقريبًا ...
٦ - خلاصة القول في آل محمد
ما اقول فيهم إلا ما قال ابن عثيمر من التومان:
اليغالطهم جذوب مماري ... تسري وتلكى على اثرهم رواميس
بطعون مثل شل الغزالي (١) ... ورخص الطعام لياغداله (٢) حراريس
يريد ان هؤلاء لا يغالطهم الا كذوب، ممار، فقد تذهب، وتسري الى انحاء مختلفة فتجد علائم مجدهم وآثاره بارزة، وأخبارهم في الطعن كشل القرب ذائعة، مشهورة، ومثلها رخص الطعام للضيوف بتقديمه لهم، وانه لا قيمة له عندهم في الوقت الذي يعتز به غيرهم ويحتفظ به فترى عليه الحراس ...
وقال آخر في قصيدة يمدح بها فارس بن عبد الكريم:
وعيال المحمد مثل فروخ الذيابه ... والا الجواهر غاليات بالأثمان
أي ان آل محمد في الشجاعة كالذئاب او كالجواهر الثمينة قيمة.
هذا ويطول بنا إيراد كل ما مدحوا به، ويخرج بنا عن موضوعنا. ومهما امكن حذفنا الكثير، واقتصرنا على القليل خشية ان يظن بنا ظان اننا اخترنا المدح والاطراء، أو التفضيل على الغير ... ونحن بعيدون عن هذا ولا نرى فضلًا لقبيلة على أخرى إلا بصالح الأعمال وقبائل اليوم لا هم لهم إلا الافتخار بما ذكروا به ... وهذه قامت بأعمال مرغوبة عند العرب من شجاعة وكرم، ولم تجلب سبة ... واني اعد من الحيف لن اخفي محامدها الذائعة، او اقلل من شأنها. والحق يقضي بان لا اعدل عما وقع ولا اميل الى الاجحاف او كتمان ما هو واجب الذكر، فنوعت المراجع، ليعلم القارئ انني راعيت الاختصار كثيرًا وهو فوق ما كتبت ...
- ٤ -
تقسيمات قبائل شمر
وتفريعاتها
١ - اصول قبائل شمر
تبين من نصوص تاريخية عديدة ان قبائل شمر قسم منهم يرجعون الى طييء وهم من اصل (بطن شمر)، وآخرون الى القبائل القحطانية. وهذه القبائل وان كانت تتفق في النسبة الأصلية إلا أنها تبتعد من حيث النسبة القريبة. ومفاخرات العشائر الكثيرة وملاحظة القرب بينها انما تستخدم لأغراضهم السياسية والحربية ...
ويجمعها في وحدتها:
١ - ضياغم. وهو مستفاد من قول باذراع من الضفير الذي ذكر القبائل التي تمت الى اصل واحد
ان سلت عنا يا سويطي كحاطين
حنا وعبده والهيازع بجدين
ضياغم والحذانا لفايج
يقول ان قومه (قوم باذراع) وعبدة من شمر والهيازع من عنزة كلهم من القحطانيين.. وان عبدة من الضياغم وهم يجتمعون بجدين مع شمر، واما الآخرون الذين يحاذونهم (يريد خصومه من آل سويط) فهم ملفقون..
٢ - السناعيس. اصحاب هذه النخوة.
٣ - اهل الحيسة. يسمون بهذا الاسم لانهم كرماء اجواد.
٤ - أولاد علي. بطن من الجعفر من عبدة.
وهذه القبائل الثلاثة هي المقصودة. قال عواد الوبيري من العفاريت (١) لمتعب من آل الرشيد والد عبد العزيز الرشيد يذكره بمفاخر قومه وان ينظر اليهم بعين العطف والرأفة حينما كان قد غضب عليهم لخلاف وقع فاسترضاه بهذه القصيدة التي يسلم بها رأسًا:
الله يعينك يا موالف عطية ... وجيف انت ياشيخ جسبت النواميس
ويا شيخ ترها عزوة الشمرية ... ويا شيخ ترهم زوبع والسناعيس
وهل الحيسة ان جانها بالحمية ... وأولاد علي مخضبين المتاريس
ليضكهم مضنك خطاة الشكية (٢) ... مسكفات الرماح المناسيس
وبيدك شامان مثل الحنية ... وحلو اصطفاكك بيوجيه الملابيس
وبهذه الأبيات عرف مجموع قبائل شمر وعددها جميعها وهم:
١ - زوبع.
٢ - السناعيس.
٣ - أهل الحيسة.
٤ - أولاد علي.
والكلام على ما يدخل من القبائل ضمن كل واحدة من هذه القبائل الكبرى يأتي في محله ...
هذا. ولا محل لتفصيل كل قسم من هذه الأقسام الأربعة الآن وكل ما نعلمه أن قبائل شمر متنوعة ومتفرقة جدًا. ولا يكاد المرء يحيط بها لكثرتها. ولكنها ترجع الى الأصول المذكورة أعلاه ولا تعرف قبائل الآن بتلك الأسماء الأربعة المارة. والذي يقطع به انها ترجع الى هذه الأقسام باعتبار (نخوتها) ويوم الحرب ومراعاة الصلة النسبية والقرابة القومية.
والقبائل المذكورة اختلطت فروعها بعضها ببعض. ولما كانت الصلة القبائلية لا تزال معروفة ومرعية لوجود دواعيها حافظوا عليها وفاخروا بها واستمروا على مراعاتها.
٢ - مجموعات من القبائل الشمرية
قبائل شمر قد تعتبر مجموعات كبرى بالنظر لأعظم وصف عرفت به من جراء حوادث الهجرة والنزوح من مكان الى مكان أو الاحتفاظ بموطنها وذلك:
١ - شمر الجبل
وهم الذين كانوا تحت امارة آل الرشيد. وسموا بهذا الاسم لاقامتهم في الجبال المعروفة في نجد بأجأ وسلمى وإلا فان القبائل البدوية متجولة فلا تستقر في موطن وفي نظرها كل جزيرة العرب ميدان لها ولا يصدها عن التجول إلا الحرب والغزو ممن لا طاقة لها به لقوته او لبعده. وهذه القبائل لا تفترق عن قبائل شمر الأخرى إلا في المواطن التي هي مركز امارتها وإلا فالاقسام الموجودة فيها من القبائل معروفة بعينها وتنطوي على ما انطوت عليه. ولكن للتفريق فيما بينها وبين غيرها قيل لها شمر الجبل، أو قبائل ابن رشيد وهذه التسمية الأخيرة حادثة.
٢ - شمر الجرباء
وهؤلاء هم القبائل التي انضوت تحت لواء آل الجرباء وانفصلت قبل ان تكوّن آل الرشيد وسائر شمر الجبل وان لم تنقطع الصلة النسبية. وكل هذه القبائل لا تفترق عن سابقاتها وانما تفيد انخزال قسم من تلك القبائل وتجد أسماء القبائل وبعض افخاذها مشتركة في نجد وفي العراق على حد سواء. وهذا ما يدعنا نعتقد ان هؤلاء لا تنقطع هجرتهم بل يتوالى مجيئهم الى هذه الأنحاء ...
وقد سبق الكلام على اقسامهم في العراق وفي سورية وفي الجمهورية التركية.
٣ - شمر طوقة
وهؤلاء قبائل أو أفخاذ قبائل شمرية اصابتها جائحة، أو نالها ما تكره من ارضها أو رؤسائها، أو عزمت على الهجرة لأسباب أخرى.
وتنسب قبائلها الموجودة الى قبائل شمر المعروفة ونرى كل عشيرة او فرع من فروعهم ناجمًا من قبيلة شمرية لا تزال معروفة وكثيرون منهم يعدون سلسلة نسبهم ويصلون الى جد يقولون هذا الذي جاء الى العراق.
وكان نزوحهم الى العراق في عهد المماليك ولم نجد لهم ذكرًا قبله ...
٤ - الصايح
وهؤلاء كشمر طوقة بلا فرق. فانهم فرق مختلفة من قبائل شمر المعلومة اليوم. فلا يقال انهم خارجون عن الأقسام الأصلية بوجه ولكن أستقل هؤلاء بالتسمية المذكورة كما انفرد شمر طوقة بلقبهم ذلك.
وهؤلاء كانوا في العراق قبل أن تتكون حكومة المماليك من ايام الوزير حسن باشا وقبله..
وقد نعتهم البسام بقوله: «وما أشبه آخر هؤلاء بأولهم وفي الحقيقة هم في السبق لاستدراك الجميل افضلهم، كرام بأموالهم، اسود عند أشبالهم، يقتحمون الدواهي، ويجتنبون النواهي، ولم يخب لمؤملهم أمل، ولم يبطلوا لعاملهم عمل، وكلهم على هذه الطريقة منتعلين زحل، عددهم الف سقمان وستمائة من الفرسان، وهم تبع ايوب ابن تمر باشا» اه.
وهؤلاء فوق ما وصف البسام ... وأفعالهم مشهورة في كافة حروبهم ... ولم يكونوا تبعًا لقبيلة الملية الذين يرأسهم تمر باشا ولعل ذلك كان في وقت ...
وفي الحقيقة قبائل شمر عند الاطلاق يراد بهم مجموعة واحدة كما تقدم ولم يكن التقسيم بين شمر الجرباء وبين شمر الجبل إلا منذ ان نزحت قبائل الجرباء وتكونت بعدها رياسة آل الرشيد وإلا فالقبائل واحدة. والبحث عنها بصورة متفرقة يدعو لتكرار الموضوع والكلام عليه مرتين أو أكثر كما ان الاتصال كان ولا يزال بين هذه القبائل ولم يستقل الواحد بانفصاله عن الآخر من كل وجه وانما القرابة لا تزال معروفة والتعارف والتقارب دائم. لذا رأينا ان نتكلم على قبائل شمر الجرباء والجبل مرة واحدة ونشير الى ما يدعو الى من سكن الجبل في نجد ومن هو متوطن العراق ونذكر بعض القبائل التي تفرعت من شمر كشمر طوقة إلا أنها فقدت بعض مزايا البدو ولا تزال معروفة بحيالها ...
ولا يفوتنا ان قبائل شمر منها ما انفصل من اصله وسكن العراق مستقلًا باسمه من زمن بعيد وكاد ينسى الأصل الذي درج منه والقبيلة التي تفرع منها مثل المسعود وهذا سوف نتكلم عليه في مبحث خاص تحت عنوان (قبائل شمرية أخرى) يكون خاتمة القول عن تفرع قبائل شمر ...
ومنها تظهر درجة انتشار هذه القبائل وتوغلها في العراق بصورة متوالية حتى كادت تحتله جميعه وتضع يدها على كافة مراعيه ووديانه. خصوصًا بعد انقراض آل الرشيد. وما ذلك إلا لوجود الصلة بين قبائله وعدم نسيانها بتاتًا. فلا ترى نفرة، ولا وحشة بين القبائل القديمة والحديثة.
وهذا التقرب وتلك الصلة كانت ولا تزال دواعيهما كثيرة، والأوضاع السياسية، وسنوح الفرص، وما ماثل من الأمور مما سهل أو عجل بالهجرة والاختلاط. وجامع ذلك الوحدة والتعاون بل التكاتف والقربى..
ذلك ما دعا ان رجحنا الكلام عليها مجموعة لتتوضح الصلة بذكر اساسها وتفرعاتها، ولأنها لا تزال بدوية ولم تقطع مرحلة ما من مراحل التطور فبقيت على حالتها الأولى التي كانت عليها قديمًا بوجه التقريب وهي التي نعبر عنها ب (قبائل شمر) وهذا اجمع للقول ...
* * * - ٥ -
قبائل شمر الطائية
١ - القبائل الطائية والقبائل القحطانية
قبائل شمر سواء كانت طائية أو قحطانية في الأصل بدو رحالة، مالت جماعات منها الى الأرياف واتخذت الزراعة مهمتها، ولكن لا يزال القسم الأكبر - موضوع بحثنا - على حالته الأولى ... ولكل قبيلة من قبائلها رئيس لا يتجاوز نفوذه نطاقها، ويحتفظ ببيت الرياسة، وله مكانته المحترمة وسلطته القاهرة. والرياسة العامة لآل محمد كما تقدم.
جاء هؤلاء العراق بصورة متأخرة، ومتوالية، وكانت حالتهم ابان ورودهم العراق على اتفاق مع فريق من القبائل وحرب مع آخر استفادة من الأوضاع والحالات الراهنة، وهكذا ما يقع بين الفروع من إلفة أو عداء. وكان قد تم نزوح قسم من القبائل ايام مجيء آل محمد، وقسم آخر كان قد سبقهم في سكنى العراق، وهكذا حتى كادت تتكامل جموعهم ...
وكانت قد أثرت عليهم قبائل عنزة كثيرًا، مالت هذه الأخيرة الى أرياف العراق، وصادف مجيئها في هذا الزمن، وصارت في نزاع وقراع بينها وبين القبائل العراقية من جهة، وبينها وبين قبائل عنزة الكبرى التي ركنت الى العراق وسورية من أخرى، فكان لهذا الوضع حكمه.
٢ - القبائل الطائية
والقبائل الطائية من شمر ترجع في الأصل الى قبيلة طيء واتصالها بعيد جدًا ومنها ما تمت رأسًا الى شمر ومنها الى الطائية، وقد أوضحنا العلاقة فيما سبق ولكن كل قبيلة منها احتفظت بأسماء وانفصلت بهذه التسمية الخاصة عما تمت اليه. والمعروف ان الكثير من هذه الطوائف والفروع أو الأفخاذ الجديدة اشتهرت بأسماء جديدة إلا أن القسم الآخر حافظ على التسمية الأولى.
١ - قبيلة الخرصة
هذه من قبائل شمر الشهيرة، وهي عضد آل محمد (أمراء شمر) ولا يفرقون هذه القبيلة من انفسهم، ولا يتهاونون في شأنها، بل يناضلون عنها كنضالهم عن أنفسهم، وهي أيضًا تستميت في سبيل نصرتهم. والمعروف أنهم يتصلون بها في جد واحد، والكل من قبيلة طيء.
والخرصة قسم منها في سورية، ويرأسه الشيخ دهام الهادي من آل الجرباء ويسكنون الخابور، ونخوة القبيلة (سيافة) والمحفوظ أنهم (بنو ياس) ونظرًا لتقادم العهد لا تعرف مكانة ياس من عمود نسبهم ولا يعدون من الصايح وإنما هم من عيال زوبع) ويقال لهم (سود الروس) ومما يدل على تداخل القبائل أن الخرصة والصبحى والعامود يقال لهم ضنا زائدة أي أنهم أولاد زائدة والحال انهم متباعدون ولكنهم في عين الوقت متداخلون مما يشير إلى أنه قد حصل تداخل في الأفخاذ ... وتاريخ دخولهم يبتدئ بدخول آل الجرباء العراق ...
وفرقهم:
١ - الغشم ورئيسهم حاجم بن غشم ولد حصيني، والأدهم، وأفخاذهم
الغشم. رئيسهم حاجم بن غشم.
الصبحة: رئيسهم الفند الملحان: رئيسهم ابن سليم
٢ - الهضبة رئيسهم بردان بن جليدان، وابن فلاج
٣ - آل عليان رئيسهم ابن دايس. وهؤلاء يتفرعون الى
حثاربة. رئيسهم علي بن جناع العصواد آل سبيه. رئيسهم حواس بن سبيه آل دايس. فخذ الرؤساء آل عكاب. رئيسهم محمد بن عكاب الشحاذة. رئيسهم ابن شحاذة المعزي. رئيسهم ابن معزي الطرابلة
٤ - البريج رئيسهم الكعيط وهؤلاء وان كانوا يعدون الآن من الخرصة إلا أنهم في الحقيقة من آل محمد، ويتصلون معهم بجد قريب وفروعهم
(١) البهيمان. رئيسهم بهيمان وابن غراب. وكل منهما صار يسمى فخذه باسمه واستقل به.
(٢) الحصنة. رئيسهم الكعيط وابن سعدي العارفة المشهور وهؤلاء منهم: (أ) الجداية ورئيسهم سلطان بن فلاح وغثيث بن جدعان (ب) آل سويحان (٣) السعدي (٤) الغوارب (٥) الماجد (٦) الولفة
٥ - العامود. رئيسهم حسن بن عامود. وهو عارفة مشهورة ونخوتهم (عصلان) أو (أهل العصلة) ويحكى عن سبب هذه النخوة أنه وقعت لهم حرب مع بعض أعداءهم وكان لامرأة ناقة (عصلاء) وهي التي لا ذنب لها فأكثر القوم النضال عنها لاستخلاصها من أيدي عدوهم وكانت صيحتهم عليها (عصلة) فكرروها ومن ثم صارت لقبًا لهم. منهم في العراق ومنهم في نجد والذين في نجد يرأسهم ابن فنيدي
وهذه حالة مألوفة من قديم الزمان وأساسها التنابز بالألقاب وهكذا يكون منشأ الألقاب أو التسميات في غالب أهل البادية ... وقد يترك الاسم الأصلي ويتمسك بهذه الألقاب وحدها لكثرة ما تتردد على الألسن.
وأفخاذ هذه الفرقة: التجاغفة. رئيسهم جاجان بن مصيول آل غضا. رئيسهم حسن بن محيسن آل خلف. رئيسهم حسن بن عامود. وهو رئيس كل الفرقة وعارفتها خلفًا عن سلف
٦ - الصبحة وهؤلاء لم يكونوا من الخرصة كما هو المحفوظ والمنقول وإنما هم من الفضول من بني لام أو من طيء. وكذا الغزي من الفضول ... ومنهم من يعدهم من الغشوم كما تقدم. والقربى ظاهرة سواء كانوا من طيء رأسًا أو بالواسطة والاختلاف كثير من جهة الحافظة واستمرارها فانها لا تتمكن من ضبط الاتصال وهناك الاختلاف.
ومن عوارف الخرصة: ١ - متيوت بن صحن بن سعدي بن البريج وهو عارفة العموم ٢ - مسلط من العامود وقد توفي والآن حسن العامود ... ومن أقوالهم الشعرية مما يؤيد أن أصلهم من بني ياس
السربة الحرشة عليها بني ياس ... واستلغفوا بعكاب (١) راسك معه راس
أظن أن هذا البيت تغنوا به فحسبوه يخصهم أو أنه جد ليس بالبعيد وإلا فقبيلة (بني ياس) ذكر عنها صاحب (عشائر العرب) انها تبع القواسم من قبائل عمان وقال عنها: «قبيلة قوية، ذات طعن وحمية، وهؤلاء شعارهم الركاب العمانيات والضرب باليمانيات، والطعن بالردينيات، ولم يستعملوا ركوب الخيل، ولا يعرفون إلا مناجاة حريبهم في الليل، وعدد سقمانهم خمسة آلاف راكب امضى في المهمات من حدرد القواضب.» اه (١) وقد يجوز ان تكون التسمية متماثلة ولكن العلاقة في القربى لا وجود لها ... وان جد الخرصة أو احد رؤسائهم كان يقال له «سيف» فتنخوا به وصاروا يقولون «سيافة» كما أن أحد أجدادهم «ياس» واحتفظوا باسمه ...
ملحوظة: ١ - الخرصة يقال لهم (غلبه) فهي تعمهم جميعًا. وما عدا الثابت ٢ - والثابت يرجعون الى زايدة فيقال لهم ضنا زائدة والخرصة ٣ - والفداغة والعامود والحريرة يقال لهم (بني ياس ومن ثم ٤ - والعامود ترى درجة القربى ومكانة بعضها من البعض.
٥ - والصبحى وهي من مؤيدات ما قلناه اعلاه.
لذا قيل:
لو اهني من حطهم بس عامه
من حطهم ما بين تيمه والسياح
جسابة العيدان ريش النعامة
غلبه وعنهم تكع الاسلاف تنزاح
٢ - قبيلة سنجارة
وهذه القبيلة تشترك وقبيلة زوبع وهما من نجار واحد، وكانت تسكن نجدًا والآن قسم منها في نجد والقسم الآخر في العراق، جاؤا اليه بعد الاحتلال فرارًا من الاخوان. ونخوتهم العامة (زوبع) والخاصة (جدعة) أو (خيال الجدعة ذريبي) ويقال ان اصل تسميتهم هو ان جدهم الأول قد ربته امة يقال لها (سنجارة) فسموا باسمها للسبب المذكور في نخوة العامود والتنابز بالالقاب عادة الجاهلية لا تزال آثارها معروفة. ورئيسهم متعب الاحدب واصلهم زوبع من طيء من فرقة الحريث وينتمون الى محمد الحريث من طيء هكذا يحفظون نسبهم. ولعل طارقة دعت الى اتفاقهم مع سائر شمر الطائية وكلهم يمتون الى القحطانية وفرقها: ١ - الثابت: وهذه فرقة كبير من سنجارة وتتفرع الى: (١) آل زرعه: رئيسهم متعب الاحدب وفروعها: أ. آل عكبه ومنهم من يتلفظها بكعة: رئيسهم الاوضيح وظاهر الرويس: (١) الجودان (٢) الروسان (٣) الوضحان (٤) آل شرارة ب. آل جاسم: (١) الحدبان. رؤسائهم رؤساء الثابت (٢) آل وسيد.
ج. الحذانا.
(٢) آل نجم: رئيسهم بن محيثل.
أ. آل متيتة: رئيسهم ابن رطني ب. آل دجارة. رئيسهم ابن جديان وابن عزام (٣) آل عمار. رئيسهم ابن محيثل: العجارشه. رئيسهم العجرش (مطلك) ب. الذياب. رئيسهم ابن محيثل. وكان رئيس كل الثابت فترك
(٤) آل تومان. وقد يعدون فرقة برأسها. ورئيسهم نواف بن بندر التمياط ومشل بن برغش التمياط ونخوتهم (المساعيد) أي أن جدهم مسعود وهناك فرقة تدعى المسعود سيأتي الكلام عليها.
أ. الأوضاح. رئيسهم نواف التمياط ب. الهدبة. رئيسهم مطلك بن عايش ج. الربعة. رئيسهم سعد بن سطام الربع.
وغالب هؤلاء في الموصل.
٢ - الفداغة: فرقة من سنجارة. ويعدون من زوبع. وأساسًا الكل من زوبع ويعدون منهم أيضًا لما بينهم من اتصال قريب مع زوبع الموجودين. ونخوتهم (بلهه فديغي) أو (خيال البلهه فديغي)، (كلايع زوبع) . ورئيسهم الأصلي هجر بن وتيد والآن قسم كبير منهم في أراضي اليوسفية ورئيسهم سهيل المهاوش ورعد المهاوش ويعدون من أقسام زوبع وسيجيء الكلام عليهم هناك.
وأفخاذهم: الزملات. رئيسهم غديف أبو الوأ (بالوأ) (الجيس) .
الحمير.
آل غريب. رئيسهم هجر بن وتيد.
المطعاي (المطعات) . رئيسهم خليف اللكلكك الرثعة. رئيسهم حيزان آل سيد. رئيسهم سليمان بن جابر ٣) الطيور. رئيسهم ابن كدور آل كدور آل نابت، أو النوابت ٤) آل سويد رئيسهم الحمزي. ويعد كل الفداغة من آل سويد وفي الحقيقة أن آل سويد فرقة مهمة فيهم. ولكن الذين يأتون من نجد الى سنجارة في العراق يقال لهم (آل كدور) ويتسمون بهذا الاسم. ويدخل ضمنها (آل غريب) والمطعاي (والطيور) ..الخ وجاء في قلب الجزيرة أن فروعهم: الفضلي الكريشة الحرابدة ٥) الدغيم. رئيسهم ابن عبد العزيز.
وغالب الفداغة في قضاء المحمودية في نهر السوسفية وقسم منهم مع سنجارة والآخر في نجد.
وفي قلب الجزيرة ان الفداغة: الرعجان الزملات ٣ - الغفيلة. رئيسهم غضبان بن رمال الرمال. رئيسهم غضبان بن رمال الجرذان. رئيسهم العيبان المايج (دمنان بن مزيريج) ١. المياكك (آل مايج) ٢. الحيكان. رئيسهم ابن مزيريج وابن فروة.
آل كني. رئيسهم ابن مسطح المزيريب وبين هؤلاء من هم مع الصائح وفي قلب جزيرة العرب سماهم (الحفيل) وليس بصواب وعدد من أفخاذهم ما يلي: آل جارد آل حازم آل سليق آل كلاب العمور آل زبيد آل بو علي آل رحام قال: «ومنازلهم أجا، وبيضا نثيل، وسلمى».
٤ - الزميل. رئيسهم بابج بن ثنيان وزوبع من هؤلاء أو تصل معهم الى جد واحد فهم أقرب اليهم من غيرهم.... وأفخاذهم: الشلكان النمصان آلابي سعد (آل ابي سعد) الشيحه الرخيص. رئيسهم عيادة بن رخيص.
الثنيان. رئيسهم بابج بن ثنيان السلمان. رئيسهم ابن سمير النبهان. رئيسهم جاسم بن رخيص العفاريت: الضفير. منهم محمد الضفيري (١٠) آل الضو. رئيسهم حسبان الضوي.
(١١) الخمسان. رئيسهم حواس ابن خمسان (١٢) اللواحق. رئيسهم اللاحقة.
(١٣) الذرفان. رئيسهم الذرفي ومن هؤلاء من هم مع الصايح.
وفي قلب الجزيرة قسم الزميل الى: أ. آل سهيل وهذه افخاذهم: آل سلمان آل شيحا الابي سعد الضرفان النمسان المغافل الربظان السلقان ب. النبهان وهذه فروعهم: الشمروخ الخمسان الوضنان آل كويس آل ضو ٥ - التومان. رئيسهم نواف بن بندر التمياط ومثل ابن برغش التمياط.
وهؤلاء يعدون من الصايح. لأنهم تابعوا الصديد حينما تنافر مع الجرباء. وقد مر الكلام عليهم عند ذكر سنجارة ...
اعتبر صاحب قلب الجزيرة التومان قبيلة قائمة برأسها من بين قبائل شمر وقال مجموع قبائل شمر سنجارة والتومان وأسلم وعبده ولم يعين الصلة بين هذه القبائل. والمحفوظ عنها ما ذكرت وهم في العراق. وعدد الحيدري في كتابه (عنوان المجد في تاريخ البصرة وبغداد ونجد) الفروع والقبائل جميعًا ولم يفرق بين الأصل والفرع، ومثله فعل الآلوسي.
٣ - قبيلة زوبع
قال الشاعر:
اليا لفونا زوبع من فوك ضمر ... كبّ يطيرن العجاج اليجادر
ثم انه توسط له الشريف مرة ثانية في الدخول فوافق السلطان. ولكنه حينما جاء الى الصدر الاعظم صار يوصيه بمراعاة المراسم اللائقة وان لا يرفع بصره ولا يلتفت الى جهاته ... فقال لا ادخل، ولا فائدة لي من ذلك الدخول وحينئذ ارجح البقاء لأني سوف أذهب الى قبائلي واحدثهم اني رأيت السلطان وشاهدت بلاطه وما فيه من كذا وكذا ... ولو قلت لهم اني خرجت كما دخلت فلم أنظر شيئًا فحينئذ لا يصدقونني بل يكذبونني وقالوا لا نصدق انك دخلت..
فاوصل خبر ذلك الى السلطان فاستانس بما قصه. وسمح له ان يدخل واذن السلطان له بمشاهدته وان يتفرج على الأماكن الأخرى والنظارات (الوزارات) وكل المباني البديعة، والقصور الفخمة والآثار.. (١) عفا عنه السلطان، واختبر هو الوضع من جهة، ومن أخرى ان قبيلته معتادة الغزو والنهب ولا يمكن تعيين أي السببين قد دعا لقيامه على الحكومة مرة أخرى زمن الوالي نجيب باشا. (٢) ويقال في هذه المرة لم تعلن الحكومة مطاردته وانما اتخذت طريق المسالمة والحيلة للقبض عليه وأرسلت اليه رؤساء القبائل المشهورين لتقريبه من الصلح والانقياد والطاعة، فجاءوا به كمطيع، مسالم لها ومنقاد. فلما وصل الى هور عقرقوف وقارب بغداد سلّ محمد بك سيفه عليه وضربه فقتله غدرًا وعلى غفلة منه ...
وجاء في تاريخ لطفي: محمود بك والصحيح محمد بك ابن محمد بك. مات ابوه وهو في بطن أمه فسمي باسمه، وانه من آل سيد بطال المشهور عند الترك وبيد ابنه حسين فرمان ينطق بذلك فقد كان اولًا باشبوغ في ايام الهايتة، وانه عين الى العونية برتبة ميرالاي عند تأليف العساكر النظامية، وان ختمه كان (بنده صمد السيد محمد) . توفي حوالي سنة ١٣٠٦هـ - ١٨٨٩م ودفن في الشيخ معروف وأولاده احمد توفي صغيرًا، وعلي توفي بلا عقب، وحسين ولد سنة ١٢٩٨هـ - ١٨٨١م تقريبًا ولا يزال حيًا ومنه علمت بعض الايضاح عن والده بالوجه المذكور ...
وكان محمد بك شابًا حين الوقيعة ومن ثم سمي ب (كنج أغا) لاكتسابه هذا المنصب شابًا.
وكان الشيخ صفوق قد قضى أكثر ايامه بالحروب فهو متمرن عليها، ولا يستريح بدونها. وقصصه أشبه بقصص الابطال القدماء وحروبهم، ومجالس شمر لا تخلو في وقت من ذكريات بسالته، والتغني بمآثره ومناقب شجاعته..
واليوم بيت الرياسة العامة على شمر في (آل صفوق) .
قيل كان قتل صفوق على يد الأتراك بالوجه المذكور سنة ١٨٤٠ - ١٨٤١م كما جاء في كتاب عشائر سورية وفيه نظر. لأن وقائعه مع علي رضا باشا بعد هذا التاريخ ... كما رأيت ... ومن أولاده: فرحان، وعبد الكريم، وعبد الرزاق وفارس (والد مشعل باشا) .
وممن رثاه ردهان بن عنكة قال:
ونيت وانا من غفيله ... ونة عجوز وكفت بالمتاريس
لكت ولدها غادي مع حليله ... وعكب الطرب بدلت بالهداريس
واويل كيل صفوك واطول ويله ... ويل يموّس بسرة الكلب تمويس
من غبت عنا يا ابن اخي سبيله ... غاب السعد عن نزلنا والنواميس
ونجفل جفيل الصيد ونرتع رتيعه ... وصرنا مثل فرج المواعز بلا تيس
أنت وانا من غفيلة أنة عجوز وقفت بالمتاريس وقد وجدت ابنها قد ذهب وحليلته معه فابدلوا الطرب بالهلاك. ويلى على قالة صفوق ويا طول ويلي عليه، فاجد سرة قلبي تتقطع تقطيعًا حزنًا عليه، وألمًا لمصابه ... ولما غبت عنا يا ابن اخي سبيلة ذهب السعد عن ديارنا والذكريات المشرفة، وصرنا نجفل جفلة الصيد ونرتع رتيعه خائفين وجلين، ونحن كقطيع المعز لا رئيس لنا ...
ولم نتمكن من ايراد جميع ما قيل فيه من المدح في حياته. فان ذلك يحتاج الى سعة زائدة والى طول اقامة في البادية. وقد كتبنا ما حضرنا من محفوظات البدو وغاية ما يقال فيه انه خلد صيتًا مقرونًا بالكرم والشجاعة والعز، واعاد للعرب مجد شجعانهم الأقدمين وطيب اخبارهم.
١٧ - فرحان باشا
هذا ابن صفوق. وكانت وجاهته عند الحكومة رفيعة. ولم يقع له من الحوادث ما يكدر صفو الأمن ولا عرفت منه معارضة للحكومة. وان الحكومة العثمانية انعمت عليه برتبة باشا وكان قد ذهب مع ابيه صفوق مبعدًا الى الأستانة كما ذكر. والمعروف عند البدو انه صاحب بخت (حظ) . ويدعو البدو دائمًا ببخته فيقال (يا بخت فرحان) .
وكانت مشيخته وعلاقته ببغداد. وله راتب منها وهو في خدمتها للأمور المدلهمة ...
نعم انه سالم الحكومة. ولذا راعت جانبه ورضيت عنه. وكان يساعد الحكومة اذا كان قريبًا منها أو أخوه عبد الكريم اذا كان الحادث قريبًا من ارفه ...
وقد ترك فرحان باشا اولادًا كثيرين وقد بينّاهم عند ذكر سلسلة بيتهم.
١٨ - عبد الكريم
وهذا ابن الشيخ صفوق. اشتهر اسمه ونال مكانة معروفة وكانت مشيخته في ارفة وله راتب. وهو أخو فرحان باشا. ويعرف (بالشيخ) فالقبيلة تعرف هذا شيخها فسمي أولاده (بالشيوخ) وقد شنق سنة ١٨٦٨م بعد ان احاق بالموصل خطرًا ... وقد اتخذت الحكومة التدابير للوقيعة به بعين ما قامت به في حادث صفوق او قريب منه ...
وهذا ترك محمدًا، وعبد المحسن، وصفوقًا ولهؤلاء أولاد.
ومما قيل في عبد الكريم:
عبد الكريم اليارجب يعبوبه ... ليجن رجله عند الكفا عايبه
جده من امه من موارث حاتم ... وابوه شيال الحمول النوايبه
حامي الرمك معطي الرمك ... له هدة تكثر بها الجنايبه
لو يكضب الياكوت ما عيابه ... تلكى الندى بين الحاجبين رايبه
يقول: كأن عبد الكريم قد عيبت رجله حينما نراه راكبًا جواده، وجده لامه من ذرية حاتم وابوه القائم بالاعباء الثقيلة، حامي الخيل، ومعطي الصواهل، وان هدّته (صولته) تكثر فيها الجنائب (الغنائم)، ولو امسك على الياقوت لما حرص عليه، وتجد الكرم معتاده ...
ومما قاله فجمان الفراوي من المطير في عبد الكريم:
نبي ناخذ على الهجن سجه ... من بين ابو بندر وبين الامام
ونبي ناخذ على الهجن هجه ... لديار سمحين الوجيه الاكرام
ترى الكرم ما به عجه ولجه ... ولا احد يغالطهم جنوب وشامي
مكابل الجربان فرض وحجه ... هل السيوف اللي تكص العظام
قال نريد نأخذ شوطًا على الهجن (الابل) بين ابي بندر وبين ابن سعود الامام، ونبغي نمضي بهن غارة ملحاحة الى ديار سمحي الوجوه الكرماء. اعلم ان ملاقاة الجربان (آل محمد) فرض وحجة، وهم اصحاب السيوف التي تقطع العظم..
وان ولده فارسًا عاش أيضًا مسالمًا للحكومة ومراعيًا جانبها وهو شيخ شمر في انحاء سورية، صاحب مقام رفيع هناك. وممن جمع صفات الرجولة والدهاء وحفظ الوقائع الماضية وعلاقة القبائل الأخرى بهم ولكنه دائمًا يود ان يظهر علو قبيلته على سائر القبائل ...
؟ ١٩ - فارس
هو ابن صفوق (١) ووالد مشعل باشا. كان قد جاء عالي بك والي طربزون السابق ومدير الديون العمومية بسياحة رسمية الى بغداد دوّنها في كتابه المسمى (سياحت زورنالي) (٢) المحرر باللغة التركية والمطبوع عام ١٣١٤هـ - ١٨٩٧م كان قد كتبه كرحلة عن سنة ١٣٠٠هـ - ١٨٨٣م الى سنة ١٣٠٤هـ - ١٨٨٧م مبينًا ما رآه في طريقه من الأستانة الى بغداد فالهند (٣) . قال:
«قد ذهبت لمواجهة الشيخ فارس الجرباء - بعد مروره من ماردين - فاستقبلنا ابنه محمد (ومحمد هذا ليس ابنه وانما هو ابن اخيه عبد الكريم) وادخلنا خيمته. وهي من شعر وطولها من ٦٠ الى ٧٠ ذراعًا وعرضها من ٢٥ الى ٣٠ ولها عمد كثيرة وهي جسيمة جدًا. (وقد وصف بيوتهم وطعامهم وقهوتهم (٤) ومجلسهم ولكنه لم يعرف العربية أو أن المجلس كانت فيه الرسمية غالبة لم يتحدث القوم في مطالب لينبه عليها الا انه قال): وفي مجلس الشيخ فارس نحو ٦٠ من الرؤساء وقال: لم يكن عند العرب هناك ما يدعو للتكريم والمراسم للقيام والقعود. فلا نشاهد قيامًا لديهم (والظاهر ان السياح الموما اليه لم يعلم ان الجالس معه لا يوجد اكبر منه ليقوم له. وطبعًا تستولي الحشمة على مجلسه خصوصًا انهم رأوا غريبًا عند شيخهم او بالتعبير الصحيح اميرهم) وقال: كان بعضهم يتعاطى شرب النارجيلة، والأصوات بينهم تعلو ويتكلمون جميعهم معًا فيكثر اللغط في معاشرتهم (لم يعرف الحرية عند البدو ولا قدر سلطة الرؤساء وانها محدودة إلا بحق) ثم تغدى ووصف المنسف المقدّم له وان الشيخ كان يدعو جماعات بعد اخرى للأكل الى ان بقي منه القليل فدعا الصبيان. وهؤلاء دخلوا نفس المنسف وأكلوا فيه لأن أيديهم لا تصله نظرًا لعظمه. ولما رأى المنسف وعظمه وانه مملوء ارزًا ولحمًا اخذته الحيرة وصار ينظر في وجه صاحبه كأنه يشير الى عظمته. وقال: ان الشيخ فارسًا كنا قد ألححنا عليه فأبى أن يأكل معنا وقال هكذا اعتدنا حتى انه مما دعا لحيرتهم انه بقي واقفًا طول جلوسهم للأكل وبقي في خدمتهم بنفسه شأن العرب مع الضيف العزيز. ولكن لما رأى الاصرار الواقع منه دعا من يأكل معه من الحاضرين نحو ٧أو ٨ قال أكلوا معنا بالخمس.! ثم يقول وبعد ان ودعنا ومضينا راجعين من عنده لمسافة جاءنا ابنه (ابن اخيه) محمد وقدم لنا حصانًا. وكنا قدمنا له بندقية ... ولما كنا اكرمناه البندقية قبلنا هديته هذه بشكر».اه ملخصًا.
وهذا هو والد الشيخ مشعل باشا. ومن قول هذا السياح التركي وما رآه من الحاج الشيخ فارس وتقديم الطعام له واكرامه بفرس عربي ووصف مقامه تعرف مكانة سائر شيوخ شمر.
وللشيخ فارس هذا - عدا مشعل باشا - من الأولاد ملحم، ومسلط والحميدي.
٢٠ - فيصل بن فرحان باشا
قد شاهدته مرارًا ولا يزال قويًا بالرغم من أنه طاعن بالسن. وهذا لم اتمكن ان اعرف منه أكثر من حوادث الغزو. فاذا تجاوزت ذلك يقول لي اسأل عجيلًا (الشيخ عجيل الياور ابن اخيه) وكانت حكاياته عن الغزو لاذة ومنعشة. وكان يقول شيخ الربيعين في العراق (مبرد بن سوكي) عن فيصل انه فوق ما يحدّث. وأغرب ما سمعته منه قصة الخنزير الذي اراد ان يقتل اخاه عبد العزيز (والد الشيخ عجيل) وكانا صغيرين فذهب لمعاونته وتخليصه ولكنه وقع معه في مأزق فلم يستطع الخلاص منه ولم يجرأ اخوه ان يساعده.. وذلك انه قبض على ذنبه من جانب فلم يستطع ان يفلته خوفًا منه وصار يدور معه فلم يقدر على النجاة. ثم تمكن عبد العزيز من هذا الخنزير فضربه بطلقة بشتاوه (يقال لها عندنا فرد وهي من نوع بندقية البارود الا انه صغير كالمسدس ولا يحوي الا طلقة واحدة في الأغلب. ويوضع في حزام المرء او في بيت خاص كبيت المسدس بلا فرق) .
أما غزواته وأخباره في حروبه فهذه كثيرة جدًا. وأهم ما فيها ما ناله منها عناء وجروح وأسر أو هزيمة.
ولسان حاله ينشد:
فأبت الى فهم ولم أك آيبًا ... وكم مثلها فارقتها وهي تصفر
ولا يسع المقام الإطالة في هذه. وإلا فانها تشكل سمرًا. وكل حكايات شجعان البدو من هذا القبيل ولا تخلو من غرابة ودقة..
وللشيخ المشار اليه اولاد ملؤهم الذكاء والشجاعة والروح العالية منهم مشعان.
٢١ - الحميدي
وهذا ابن فرحان باشا. كان قد درس في مدرسة العشائر في الأستانة. وهو اليوم يتجاوز الخمسين من عمره، مشهور بالصلاح، سلفي العقيدة، ملازم قراءة القرآن الكريم، وصحيح النجاري وكتب الحديث المعتبرة ... فهو من الأخيار الطيبين.
وفي سنة ١٣٥٣هـ - ١٩٣٥م صار نائبًا. وقد شاهدت له ابنًا صغيرًا وقد حادثته وسألته عن الأمسح فكان يفسره لي فاستأذنت لشرحه ... وفيه روح بدوية، ويؤمل فيه كل خير ...
والحميدي ينهزم من ذكر عنعنات القبائل، وتقاليدهم لاعتقاده انها مخالفة للشرع الشريف. ولا يحب الفخر بالأجداد. وكلما حاولت استطلاع رأيه في بعض الأمور كان جوابه مختصرًا وبقدر الحاجة ...
٢٢ - زيد
شاهدته مرارًا. وله اختلاط وألفة مع العشائر المجاورة ومعرفة بأفرادهم وهو يحفظ بعض القصائد. وله خبرة نوعًا بأحوال شمر ...
٢٣ - أحمد
شاهدته. وكان اجتماعي به قليلًا جدًا فلم أتمكن من محادثته لأزن مقدرته وهو اشبه باخيه زيد.
٢٤ - العاصي
من مشاهير أولاد فرحان والمحفوظ عنه ما قاله في ابنه الهادي والد دهام المعروف اليوم:
يا صكرة ربيتها من عكب اخو شاهه (١) فساد ... بوه الحميدي والدويش واعضيب خال امه وكاد
يقول ان الصقر الذي ربيته بعد اخي شاهه (الهادي) فساد فلا يصلح. لعدم وجود مثيل للهادي يصطاد به ... وهو يمت الى الحميدي، والدويش وان عضيبًا هو خال أمه بتأكيد ويريد انه من جهة أبيه وأمه وأخواله وأخوال أبيه رئيس وابن رؤساء فهو عريق في الشرف ...
٢٥ - عجيل الياور
هو اليوم شيخ مشايخ شمر في العراق، وابن عبد العزيز بن فرحان باشا وأكثر معلوماتي عن قبائل شمر اقتبستها منه رأسًا أو بالواسطة ومن مبرد بن سوكي وبعض شيوخ شمر المشاهير ممن يعتمد عليهم. شاهدته امرءًا منطقيًا، عاقلًا، كاملًا، حسن المعاشرة من كل وجه، وقد اتصلت به كثيرًا، فلم أعثر على ما يمل منه وانما هناك لين الجانب، ودماثة الأخلاق، وحسن المنطق، وقوة البيان، وصدق اللهجة، وان القلم ليعجز ان يذكر كافة مزاياه. ومجمل ما يسعني ان أقوله أنه جامع لصفات العرب النبيلة.
ولا أنسى محادثاته عن القبائل وعن عرفها وتوجيهه لبعض الوقائع والأحكام البدوية مما لم أجده عند غيره، ولا يعثر عليه لدى أكثر العوارف الذين شاهدتهم ...
أولاد صفوق الآخرون: لم نعثر على وقائع مهمة عن أولاده الآخرين سوى ان عبد الرزاق وقعت له معركة مع الأتراك. وأما فرحان وفارس فقد كانت علائقهما مع الحكومة العثمانية حسنة جدًا، وحصلا على رتبة (باشا)، وتمكنًا ما ناله أجدادهما من السلطة والنفوذ على قبائلهم فغطت شهرتها على الباقين من سائر رؤساء شمر. فلا نطيل القول بذكر تفرعاتهم.
٤ - الرياسة الحاضرة في شمر
كانت قبائل شمر تتجول في جزيرة العرب وما بين النهرين بلا معارض ولا منازع سوى ما يحدث من جراء اختلاف القبائل بعضها مع بعض أو مع الحكومة أحيانًا ...
وبعد احتلال العراق من الجيش البريطاني (سنة١٩١٧م) وسورية من الجيش الافرنسي استقل كل فريق من شمر في جهته وعهدت الرياسة الى عراقي في المملكة العراقية والى سوري في المملكة السورية.
وهذه الرياسة لم يكن هذا سببها الوحيد وهناك رياسة من كل من آل محمد على ناحية أو قبيلة أو عدة قبائل. فالسلطة منقسمة بتكاثر آل محمد وتعددهم وفي زمن الحكومة العثمانية يعرف واحد منهم. واذا كان غير صالح لإدارة القبائل فالعشائر تميل الى من تهواه من آل محمد ويبقى الرئيس واسطة التفاهم ... أما اليوم فكل واحد عرف رئيسًا في جهته.
ان رياسة شمر في العراق قررت الى الشيخ عجيل الياور، فهو اليوم شيخ مشايخهم لا يزاحمه فيها مزاحم، وقد خلف دهامًا آل الهادي الذي ذهب الى سورية. والآن هو في الحدود ويقود (شمر الحدود) كما سمتهم السلطة الفرنسوية.
وان مشعل باشا صار شيخًا على شمر الزور (كذا سمتهم حكومة سورية) وهم شمر الذين يسكنون دير الزور.
وهناك شمر آخرون يقودهم مثكل العجي (كذا في عشائر سورية) وتسميهم الحكومة الفرنسوية (شمر دميرقبو) .
وهنا يلاحظ ان الرقابة موجودة بين عجيل الياور وبين دهام الهادي ابن عمه ولكن لم يقع بين هذين الرئيسين ما كانت تتوقعه السلطات الفرنسية من جراء العداء أو تتنبأ به من حدوث ما يثير كامن الحقد والضغينة وانهم سوف يبقون اعداء طول حياتهم استنتاجًا من حوادث الصلح الظاهرية التي وقعت خلال عام ١٩٢٦م في عانة وعام ١٩٢٩م في حسيجة ... (١)
ولا يعدو هذا عن امور حدسية يظن تحققها أو أن تتوتر شقة الخلاف بين أقسام قبيلة قوية يخشى بطشها وسلطانها فيما اذا اتفقت وتوحدت كلمتها نظرًا لخصومة آنية وقعت بين قريبين لا تؤدي الى أكثر من ان تكون عداءًا شخصيًا فلا يدع مجالًا لأن تتقاتل شمر بعضها مع بعضها ...
وعلى كل - كما قلنا سابقًا ونقول - ان اختيار الرياسة في البدو انما يكون لمواهب يرونها من افراد بيت الرياسة.
٥ - فروع آل محمد الأخرى
ان الذين عددناهم كانت تنتقل اليهم الامارة. وهناك من آل محمد غير هؤلاء وهم:
١ - آل عمرَو. وهؤلاء في سورية وقد اشير الى القول عنهم. وثلة منهم عند الأتراك.
قال البسام في (عشائر العرب): بعد أن ذكر شمر بالوجه المنقول عنه في صحيفة ١٢٨. «وشيخ هؤلاء المشهورين سلمًا وحربًا، يقال له عمر الجرباء..» اه (١) وقد سهوت عن ذكره فجاء تمام العبارة هنا كاملًا فاقتضى التنبيه والظاهر من نطقهم عمرًا بفتح العين انه عمرو لا عمر.
٢ - آل زيدان. منهم في سورية وفي العراق مع الخرصة ورئيسهم اسعد ابن سميري بن نجم بن مجرن بن زيدان.
ويقال لهؤلاء (الزيادين) ايضًا. ومن رؤسائهم اسعد المذكور وهو القائل القصيدة التي مطلعها:
عبعوب غطي مهرتي بيجلاله ... واحلب لهادر من ذواد مغاتير
* * * ومنها:
يصفوك آتيك بالويلات رمل الهلالي ... رخم الجموع مغترّين المداوير
يصفوك عدنا للسيافه رجال ... خيل وتتلى خيل كلها مشاهيرد
هنا ينعت الشاعر مهرته (فرسه) ويقول غطي يا عبعوب مهرتي يحلها، واحلب لها الحليب من اذواد مغاتير (وصف للأبل) ... ثم يهدد صفوقًا بانه سيأتيه بالويلات من رجال كعديد الرمل الهلالي وبفرسان تتلوها فرسان وترى جموعهم مغترين المداوير (ملثمين) ... واننا يا صفوق عندنا رجال لمن عندك من السيافة (١) وخيولهم كلها مشهورة وتتلوها خيول وهكذا..
وبهذه الأبيات يعد نفسه كفوًا له وانه قادر على ان يقابل جموعه السيافة برجال مشاهير ولا يبالون بهم ...
٣ - آل فهد. منهم في سورية وفي العراق.
٤ - آل مشحن. وهؤلاء مع الخرصة.
٥ - آل صديد. وهم رؤساء قبائل الصائح. ويجتمعون مع شمر الجرباء (بياس) ولم يعرف طريق اتصاله اليوم.
٦ - آل فارس. وهم متفرعون من ابن فارس وهو محمد الفارس فسموا باسم جدهم خاصة دون سائر أولاده وهم في العراق.
٧ - آل صفوق. مر البحث عنهم.
ومن الجرباء الوطيفي مشهور والآن لم يبق من نسله سوى النساء ... والحشاش يسكن مع الخرصة وكذا ابن مشحن، وابن ضُمن وابن صلال.. والعتوية. ويعرفون بآل عبد الرحمن. والخرصة في الجزيرة. والظاهر ان اتصالهم بعيد إلا انهم يقطعون به. والبدوي أينما حل وحيثما سكن لا يضيع أصله ...
ملحوظة: أوصاف القبائل البدوية تكاد تكون مشتركة، وهذه تصلح للكل، ومن نال مكانة هؤلاء أبرز عين المقدرة، أو أظهر ما لا يخطر ببال ... وهي فيهم أجمع تقريبًا ...
٦ - خلاصة القول في آل محمد
ما اقول فيهم إلا ما قال ابن عثيمر من التومان:
اليغالطهم جذوب مماري ... تسري وتلكى على اثرهم رواميس
بطعون مثل شل الغزالي (١) ... ورخص الطعام لياغداله (٢) حراريس
يريد ان هؤلاء لا يغالطهم الا كذوب، ممار، فقد تذهب، وتسري الى انحاء مختلفة فتجد علائم مجدهم وآثاره بارزة، وأخبارهم في الطعن كشل القرب ذائعة، مشهورة، ومثلها رخص الطعام للضيوف بتقديمه لهم، وانه لا قيمة له عندهم في الوقت الذي يعتز به غيرهم ويحتفظ به فترى عليه الحراس ...
وقال آخر في قصيدة يمدح بها فارس بن عبد الكريم:
وعيال المحمد مثل فروخ الذيابه ... والا الجواهر غاليات بالأثمان
أي ان آل محمد في الشجاعة كالذئاب او كالجواهر الثمينة قيمة.
هذا ويطول بنا إيراد كل ما مدحوا به، ويخرج بنا عن موضوعنا. ومهما امكن حذفنا الكثير، واقتصرنا على القليل خشية ان يظن بنا ظان اننا اخترنا المدح والاطراء، أو التفضيل على الغير ... ونحن بعيدون عن هذا ولا نرى فضلًا لقبيلة على أخرى إلا بصالح الأعمال وقبائل اليوم لا هم لهم إلا الافتخار بما ذكروا به ... وهذه قامت بأعمال مرغوبة عند العرب من شجاعة وكرم، ولم تجلب سبة ... واني اعد من الحيف لن اخفي محامدها الذائعة، او اقلل من شأنها. والحق يقضي بان لا اعدل عما وقع ولا اميل الى الاجحاف او كتمان ما هو واجب الذكر، فنوعت المراجع، ليعلم القارئ انني راعيت الاختصار كثيرًا وهو فوق ما كتبت ...
- ٤ -
تقسيمات قبائل شمر
وتفريعاتها
١ - اصول قبائل شمر
تبين من نصوص تاريخية عديدة ان قبائل شمر قسم منهم يرجعون الى طييء وهم من اصل (بطن شمر)، وآخرون الى القبائل القحطانية. وهذه القبائل وان كانت تتفق في النسبة الأصلية إلا أنها تبتعد من حيث النسبة القريبة. ومفاخرات العشائر الكثيرة وملاحظة القرب بينها انما تستخدم لأغراضهم السياسية والحربية ...
ويجمعها في وحدتها:
١ - ضياغم. وهو مستفاد من قول باذراع من الضفير الذي ذكر القبائل التي تمت الى اصل واحد
ان سلت عنا يا سويطي كحاطين
حنا وعبده والهيازع بجدين
ضياغم والحذانا لفايج
يقول ان قومه (قوم باذراع) وعبدة من شمر والهيازع من عنزة كلهم من القحطانيين.. وان عبدة من الضياغم وهم يجتمعون بجدين مع شمر، واما الآخرون الذين يحاذونهم (يريد خصومه من آل سويط) فهم ملفقون..
٢ - السناعيس. اصحاب هذه النخوة.
٣ - اهل الحيسة. يسمون بهذا الاسم لانهم كرماء اجواد.
٤ - أولاد علي. بطن من الجعفر من عبدة.
وهذه القبائل الثلاثة هي المقصودة. قال عواد الوبيري من العفاريت (١) لمتعب من آل الرشيد والد عبد العزيز الرشيد يذكره بمفاخر قومه وان ينظر اليهم بعين العطف والرأفة حينما كان قد غضب عليهم لخلاف وقع فاسترضاه بهذه القصيدة التي يسلم بها رأسًا:
الله يعينك يا موالف عطية ... وجيف انت ياشيخ جسبت النواميس
ويا شيخ ترها عزوة الشمرية ... ويا شيخ ترهم زوبع والسناعيس
وهل الحيسة ان جانها بالحمية ... وأولاد علي مخضبين المتاريس
ليضكهم مضنك خطاة الشكية (٢) ... مسكفات الرماح المناسيس
وبيدك شامان مثل الحنية ... وحلو اصطفاكك بيوجيه الملابيس
وبهذه الأبيات عرف مجموع قبائل شمر وعددها جميعها وهم:
١ - زوبع.
٢ - السناعيس.
٣ - أهل الحيسة.
٤ - أولاد علي.
والكلام على ما يدخل من القبائل ضمن كل واحدة من هذه القبائل الكبرى يأتي في محله ...
هذا. ولا محل لتفصيل كل قسم من هذه الأقسام الأربعة الآن وكل ما نعلمه أن قبائل شمر متنوعة ومتفرقة جدًا. ولا يكاد المرء يحيط بها لكثرتها. ولكنها ترجع الى الأصول المذكورة أعلاه ولا تعرف قبائل الآن بتلك الأسماء الأربعة المارة. والذي يقطع به انها ترجع الى هذه الأقسام باعتبار (نخوتها) ويوم الحرب ومراعاة الصلة النسبية والقرابة القومية.
والقبائل المذكورة اختلطت فروعها بعضها ببعض. ولما كانت الصلة القبائلية لا تزال معروفة ومرعية لوجود دواعيها حافظوا عليها وفاخروا بها واستمروا على مراعاتها.
٢ - مجموعات من القبائل الشمرية
قبائل شمر قد تعتبر مجموعات كبرى بالنظر لأعظم وصف عرفت به من جراء حوادث الهجرة والنزوح من مكان الى مكان أو الاحتفاظ بموطنها وذلك:
١ - شمر الجبل
وهم الذين كانوا تحت امارة آل الرشيد. وسموا بهذا الاسم لاقامتهم في الجبال المعروفة في نجد بأجأ وسلمى وإلا فان القبائل البدوية متجولة فلا تستقر في موطن وفي نظرها كل جزيرة العرب ميدان لها ولا يصدها عن التجول إلا الحرب والغزو ممن لا طاقة لها به لقوته او لبعده. وهذه القبائل لا تفترق عن قبائل شمر الأخرى إلا في المواطن التي هي مركز امارتها وإلا فالاقسام الموجودة فيها من القبائل معروفة بعينها وتنطوي على ما انطوت عليه. ولكن للتفريق فيما بينها وبين غيرها قيل لها شمر الجبل، أو قبائل ابن رشيد وهذه التسمية الأخيرة حادثة.
٢ - شمر الجرباء
وهؤلاء هم القبائل التي انضوت تحت لواء آل الجرباء وانفصلت قبل ان تكوّن آل الرشيد وسائر شمر الجبل وان لم تنقطع الصلة النسبية. وكل هذه القبائل لا تفترق عن سابقاتها وانما تفيد انخزال قسم من تلك القبائل وتجد أسماء القبائل وبعض افخاذها مشتركة في نجد وفي العراق على حد سواء. وهذا ما يدعنا نعتقد ان هؤلاء لا تنقطع هجرتهم بل يتوالى مجيئهم الى هذه الأنحاء ...
وقد سبق الكلام على اقسامهم في العراق وفي سورية وفي الجمهورية التركية.
٣ - شمر طوقة
وهؤلاء قبائل أو أفخاذ قبائل شمرية اصابتها جائحة، أو نالها ما تكره من ارضها أو رؤسائها، أو عزمت على الهجرة لأسباب أخرى.
وتنسب قبائلها الموجودة الى قبائل شمر المعروفة ونرى كل عشيرة او فرع من فروعهم ناجمًا من قبيلة شمرية لا تزال معروفة وكثيرون منهم يعدون سلسلة نسبهم ويصلون الى جد يقولون هذا الذي جاء الى العراق.
وكان نزوحهم الى العراق في عهد المماليك ولم نجد لهم ذكرًا قبله ...
٤ - الصايح
وهؤلاء كشمر طوقة بلا فرق. فانهم فرق مختلفة من قبائل شمر المعلومة اليوم. فلا يقال انهم خارجون عن الأقسام الأصلية بوجه ولكن أستقل هؤلاء بالتسمية المذكورة كما انفرد شمر طوقة بلقبهم ذلك.
وهؤلاء كانوا في العراق قبل أن تتكون حكومة المماليك من ايام الوزير حسن باشا وقبله..
وقد نعتهم البسام بقوله: «وما أشبه آخر هؤلاء بأولهم وفي الحقيقة هم في السبق لاستدراك الجميل افضلهم، كرام بأموالهم، اسود عند أشبالهم، يقتحمون الدواهي، ويجتنبون النواهي، ولم يخب لمؤملهم أمل، ولم يبطلوا لعاملهم عمل، وكلهم على هذه الطريقة منتعلين زحل، عددهم الف سقمان وستمائة من الفرسان، وهم تبع ايوب ابن تمر باشا» اه.
وهؤلاء فوق ما وصف البسام ... وأفعالهم مشهورة في كافة حروبهم ... ولم يكونوا تبعًا لقبيلة الملية الذين يرأسهم تمر باشا ولعل ذلك كان في وقت ...
وفي الحقيقة قبائل شمر عند الاطلاق يراد بهم مجموعة واحدة كما تقدم ولم يكن التقسيم بين شمر الجرباء وبين شمر الجبل إلا منذ ان نزحت قبائل الجرباء وتكونت بعدها رياسة آل الرشيد وإلا فالقبائل واحدة. والبحث عنها بصورة متفرقة يدعو لتكرار الموضوع والكلام عليه مرتين أو أكثر كما ان الاتصال كان ولا يزال بين هذه القبائل ولم يستقل الواحد بانفصاله عن الآخر من كل وجه وانما القرابة لا تزال معروفة والتعارف والتقارب دائم. لذا رأينا ان نتكلم على قبائل شمر الجرباء والجبل مرة واحدة ونشير الى ما يدعو الى من سكن الجبل في نجد ومن هو متوطن العراق ونذكر بعض القبائل التي تفرعت من شمر كشمر طوقة إلا أنها فقدت بعض مزايا البدو ولا تزال معروفة بحيالها ...
ولا يفوتنا ان قبائل شمر منها ما انفصل من اصله وسكن العراق مستقلًا باسمه من زمن بعيد وكاد ينسى الأصل الذي درج منه والقبيلة التي تفرع منها مثل المسعود وهذا سوف نتكلم عليه في مبحث خاص تحت عنوان (قبائل شمرية أخرى) يكون خاتمة القول عن تفرع قبائل شمر ...
ومنها تظهر درجة انتشار هذه القبائل وتوغلها في العراق بصورة متوالية حتى كادت تحتله جميعه وتضع يدها على كافة مراعيه ووديانه. خصوصًا بعد انقراض آل الرشيد. وما ذلك إلا لوجود الصلة بين قبائله وعدم نسيانها بتاتًا. فلا ترى نفرة، ولا وحشة بين القبائل القديمة والحديثة.
وهذا التقرب وتلك الصلة كانت ولا تزال دواعيهما كثيرة، والأوضاع السياسية، وسنوح الفرص، وما ماثل من الأمور مما سهل أو عجل بالهجرة والاختلاط. وجامع ذلك الوحدة والتعاون بل التكاتف والقربى..
ذلك ما دعا ان رجحنا الكلام عليها مجموعة لتتوضح الصلة بذكر اساسها وتفرعاتها، ولأنها لا تزال بدوية ولم تقطع مرحلة ما من مراحل التطور فبقيت على حالتها الأولى التي كانت عليها قديمًا بوجه التقريب وهي التي نعبر عنها ب (قبائل شمر) وهذا اجمع للقول ...
* * * - ٥ -
قبائل شمر الطائية
١ - القبائل الطائية والقبائل القحطانية
قبائل شمر سواء كانت طائية أو قحطانية في الأصل بدو رحالة، مالت جماعات منها الى الأرياف واتخذت الزراعة مهمتها، ولكن لا يزال القسم الأكبر - موضوع بحثنا - على حالته الأولى ... ولكل قبيلة من قبائلها رئيس لا يتجاوز نفوذه نطاقها، ويحتفظ ببيت الرياسة، وله مكانته المحترمة وسلطته القاهرة. والرياسة العامة لآل محمد كما تقدم.
جاء هؤلاء العراق بصورة متأخرة، ومتوالية، وكانت حالتهم ابان ورودهم العراق على اتفاق مع فريق من القبائل وحرب مع آخر استفادة من الأوضاع والحالات الراهنة، وهكذا ما يقع بين الفروع من إلفة أو عداء. وكان قد تم نزوح قسم من القبائل ايام مجيء آل محمد، وقسم آخر كان قد سبقهم في سكنى العراق، وهكذا حتى كادت تتكامل جموعهم ...
وكانت قد أثرت عليهم قبائل عنزة كثيرًا، مالت هذه الأخيرة الى أرياف العراق، وصادف مجيئها في هذا الزمن، وصارت في نزاع وقراع بينها وبين القبائل العراقية من جهة، وبينها وبين قبائل عنزة الكبرى التي ركنت الى العراق وسورية من أخرى، فكان لهذا الوضع حكمه.
٢ - القبائل الطائية
والقبائل الطائية من شمر ترجع في الأصل الى قبيلة طيء واتصالها بعيد جدًا ومنها ما تمت رأسًا الى شمر ومنها الى الطائية، وقد أوضحنا العلاقة فيما سبق ولكن كل قبيلة منها احتفظت بأسماء وانفصلت بهذه التسمية الخاصة عما تمت اليه. والمعروف ان الكثير من هذه الطوائف والفروع أو الأفخاذ الجديدة اشتهرت بأسماء جديدة إلا أن القسم الآخر حافظ على التسمية الأولى.
١ - قبيلة الخرصة
هذه من قبائل شمر الشهيرة، وهي عضد آل محمد (أمراء شمر) ولا يفرقون هذه القبيلة من انفسهم، ولا يتهاونون في شأنها، بل يناضلون عنها كنضالهم عن أنفسهم، وهي أيضًا تستميت في سبيل نصرتهم. والمعروف أنهم يتصلون بها في جد واحد، والكل من قبيلة طيء.
والخرصة قسم منها في سورية، ويرأسه الشيخ دهام الهادي من آل الجرباء ويسكنون الخابور، ونخوة القبيلة (سيافة) والمحفوظ أنهم (بنو ياس) ونظرًا لتقادم العهد لا تعرف مكانة ياس من عمود نسبهم ولا يعدون من الصايح وإنما هم من عيال زوبع) ويقال لهم (سود الروس) ومما يدل على تداخل القبائل أن الخرصة والصبحى والعامود يقال لهم ضنا زائدة أي أنهم أولاد زائدة والحال انهم متباعدون ولكنهم في عين الوقت متداخلون مما يشير إلى أنه قد حصل تداخل في الأفخاذ ... وتاريخ دخولهم يبتدئ بدخول آل الجرباء العراق ...
وفرقهم:
١ - الغشم ورئيسهم حاجم بن غشم ولد حصيني، والأدهم، وأفخاذهم
الغشم. رئيسهم حاجم بن غشم.
الصبحة: رئيسهم الفند الملحان: رئيسهم ابن سليم
٢ - الهضبة رئيسهم بردان بن جليدان، وابن فلاج
٣ - آل عليان رئيسهم ابن دايس. وهؤلاء يتفرعون الى
حثاربة. رئيسهم علي بن جناع العصواد آل سبيه. رئيسهم حواس بن سبيه آل دايس. فخذ الرؤساء آل عكاب. رئيسهم محمد بن عكاب الشحاذة. رئيسهم ابن شحاذة المعزي. رئيسهم ابن معزي الطرابلة
٤ - البريج رئيسهم الكعيط وهؤلاء وان كانوا يعدون الآن من الخرصة إلا أنهم في الحقيقة من آل محمد، ويتصلون معهم بجد قريب وفروعهم
(١) البهيمان. رئيسهم بهيمان وابن غراب. وكل منهما صار يسمى فخذه باسمه واستقل به.
(٢) الحصنة. رئيسهم الكعيط وابن سعدي العارفة المشهور وهؤلاء منهم: (أ) الجداية ورئيسهم سلطان بن فلاح وغثيث بن جدعان (ب) آل سويحان (٣) السعدي (٤) الغوارب (٥) الماجد (٦) الولفة
٥ - العامود. رئيسهم حسن بن عامود. وهو عارفة مشهورة ونخوتهم (عصلان) أو (أهل العصلة) ويحكى عن سبب هذه النخوة أنه وقعت لهم حرب مع بعض أعداءهم وكان لامرأة ناقة (عصلاء) وهي التي لا ذنب لها فأكثر القوم النضال عنها لاستخلاصها من أيدي عدوهم وكانت صيحتهم عليها (عصلة) فكرروها ومن ثم صارت لقبًا لهم. منهم في العراق ومنهم في نجد والذين في نجد يرأسهم ابن فنيدي
وهذه حالة مألوفة من قديم الزمان وأساسها التنابز بالألقاب وهكذا يكون منشأ الألقاب أو التسميات في غالب أهل البادية ... وقد يترك الاسم الأصلي ويتمسك بهذه الألقاب وحدها لكثرة ما تتردد على الألسن.
وأفخاذ هذه الفرقة: التجاغفة. رئيسهم جاجان بن مصيول آل غضا. رئيسهم حسن بن محيسن آل خلف. رئيسهم حسن بن عامود. وهو رئيس كل الفرقة وعارفتها خلفًا عن سلف
٦ - الصبحة وهؤلاء لم يكونوا من الخرصة كما هو المحفوظ والمنقول وإنما هم من الفضول من بني لام أو من طيء. وكذا الغزي من الفضول ... ومنهم من يعدهم من الغشوم كما تقدم. والقربى ظاهرة سواء كانوا من طيء رأسًا أو بالواسطة والاختلاف كثير من جهة الحافظة واستمرارها فانها لا تتمكن من ضبط الاتصال وهناك الاختلاف.
ومن عوارف الخرصة: ١ - متيوت بن صحن بن سعدي بن البريج وهو عارفة العموم ٢ - مسلط من العامود وقد توفي والآن حسن العامود ... ومن أقوالهم الشعرية مما يؤيد أن أصلهم من بني ياس
السربة الحرشة عليها بني ياس ... واستلغفوا بعكاب (١) راسك معه راس
أظن أن هذا البيت تغنوا به فحسبوه يخصهم أو أنه جد ليس بالبعيد وإلا فقبيلة (بني ياس) ذكر عنها صاحب (عشائر العرب) انها تبع القواسم من قبائل عمان وقال عنها: «قبيلة قوية، ذات طعن وحمية، وهؤلاء شعارهم الركاب العمانيات والضرب باليمانيات، والطعن بالردينيات، ولم يستعملوا ركوب الخيل، ولا يعرفون إلا مناجاة حريبهم في الليل، وعدد سقمانهم خمسة آلاف راكب امضى في المهمات من حدرد القواضب.» اه (١) وقد يجوز ان تكون التسمية متماثلة ولكن العلاقة في القربى لا وجود لها ... وان جد الخرصة أو احد رؤسائهم كان يقال له «سيف» فتنخوا به وصاروا يقولون «سيافة» كما أن أحد أجدادهم «ياس» واحتفظوا باسمه ...
ملحوظة: ١ - الخرصة يقال لهم (غلبه) فهي تعمهم جميعًا. وما عدا الثابت ٢ - والثابت يرجعون الى زايدة فيقال لهم ضنا زائدة والخرصة ٣ - والفداغة والعامود والحريرة يقال لهم (بني ياس ومن ثم ٤ - والعامود ترى درجة القربى ومكانة بعضها من البعض.
٥ - والصبحى وهي من مؤيدات ما قلناه اعلاه.
لذا قيل:
لو اهني من حطهم بس عامه
من حطهم ما بين تيمه والسياح
جسابة العيدان ريش النعامة
غلبه وعنهم تكع الاسلاف تنزاح
٢ - قبيلة سنجارة
وهذه القبيلة تشترك وقبيلة زوبع وهما من نجار واحد، وكانت تسكن نجدًا والآن قسم منها في نجد والقسم الآخر في العراق، جاؤا اليه بعد الاحتلال فرارًا من الاخوان. ونخوتهم العامة (زوبع) والخاصة (جدعة) أو (خيال الجدعة ذريبي) ويقال ان اصل تسميتهم هو ان جدهم الأول قد ربته امة يقال لها (سنجارة) فسموا باسمها للسبب المذكور في نخوة العامود والتنابز بالالقاب عادة الجاهلية لا تزال آثارها معروفة. ورئيسهم متعب الاحدب واصلهم زوبع من طيء من فرقة الحريث وينتمون الى محمد الحريث من طيء هكذا يحفظون نسبهم. ولعل طارقة دعت الى اتفاقهم مع سائر شمر الطائية وكلهم يمتون الى القحطانية وفرقها: ١ - الثابت: وهذه فرقة كبير من سنجارة وتتفرع الى: (١) آل زرعه: رئيسهم متعب الاحدب وفروعها: أ. آل عكبه ومنهم من يتلفظها بكعة: رئيسهم الاوضيح وظاهر الرويس: (١) الجودان (٢) الروسان (٣) الوضحان (٤) آل شرارة ب. آل جاسم: (١) الحدبان. رؤسائهم رؤساء الثابت (٢) آل وسيد.
ج. الحذانا.
(٢) آل نجم: رئيسهم بن محيثل.
أ. آل متيتة: رئيسهم ابن رطني ب. آل دجارة. رئيسهم ابن جديان وابن عزام (٣) آل عمار. رئيسهم ابن محيثل: العجارشه. رئيسهم العجرش (مطلك) ب. الذياب. رئيسهم ابن محيثل. وكان رئيس كل الثابت فترك
(٤) آل تومان. وقد يعدون فرقة برأسها. ورئيسهم نواف بن بندر التمياط ومشل بن برغش التمياط ونخوتهم (المساعيد) أي أن جدهم مسعود وهناك فرقة تدعى المسعود سيأتي الكلام عليها.
أ. الأوضاح. رئيسهم نواف التمياط ب. الهدبة. رئيسهم مطلك بن عايش ج. الربعة. رئيسهم سعد بن سطام الربع.
وغالب هؤلاء في الموصل.
٢ - الفداغة: فرقة من سنجارة. ويعدون من زوبع. وأساسًا الكل من زوبع ويعدون منهم أيضًا لما بينهم من اتصال قريب مع زوبع الموجودين. ونخوتهم (بلهه فديغي) أو (خيال البلهه فديغي)، (كلايع زوبع) . ورئيسهم الأصلي هجر بن وتيد والآن قسم كبير منهم في أراضي اليوسفية ورئيسهم سهيل المهاوش ورعد المهاوش ويعدون من أقسام زوبع وسيجيء الكلام عليهم هناك.
وأفخاذهم: الزملات. رئيسهم غديف أبو الوأ (بالوأ) (الجيس) .
الحمير.
آل غريب. رئيسهم هجر بن وتيد.
المطعاي (المطعات) . رئيسهم خليف اللكلكك الرثعة. رئيسهم حيزان آل سيد. رئيسهم سليمان بن جابر ٣) الطيور. رئيسهم ابن كدور آل كدور آل نابت، أو النوابت ٤) آل سويد رئيسهم الحمزي. ويعد كل الفداغة من آل سويد وفي الحقيقة أن آل سويد فرقة مهمة فيهم. ولكن الذين يأتون من نجد الى سنجارة في العراق يقال لهم (آل كدور) ويتسمون بهذا الاسم. ويدخل ضمنها (آل غريب) والمطعاي (والطيور) ..الخ وجاء في قلب الجزيرة أن فروعهم: الفضلي الكريشة الحرابدة ٥) الدغيم. رئيسهم ابن عبد العزيز.
وغالب الفداغة في قضاء المحمودية في نهر السوسفية وقسم منهم مع سنجارة والآخر في نجد.
وفي قلب الجزيرة ان الفداغة: الرعجان الزملات ٣ - الغفيلة. رئيسهم غضبان بن رمال الرمال. رئيسهم غضبان بن رمال الجرذان. رئيسهم العيبان المايج (دمنان بن مزيريج) ١. المياكك (آل مايج) ٢. الحيكان. رئيسهم ابن مزيريج وابن فروة.
آل كني. رئيسهم ابن مسطح المزيريب وبين هؤلاء من هم مع الصائح وفي قلب جزيرة العرب سماهم (الحفيل) وليس بصواب وعدد من أفخاذهم ما يلي: آل جارد آل حازم آل سليق آل كلاب العمور آل زبيد آل بو علي آل رحام قال: «ومنازلهم أجا، وبيضا نثيل، وسلمى».
٤ - الزميل. رئيسهم بابج بن ثنيان وزوبع من هؤلاء أو تصل معهم الى جد واحد فهم أقرب اليهم من غيرهم.... وأفخاذهم: الشلكان النمصان آلابي سعد (آل ابي سعد) الشيحه الرخيص. رئيسهم عيادة بن رخيص.
الثنيان. رئيسهم بابج بن ثنيان السلمان. رئيسهم ابن سمير النبهان. رئيسهم جاسم بن رخيص العفاريت: الضفير. منهم محمد الضفيري (١٠) آل الضو. رئيسهم حسبان الضوي.
(١١) الخمسان. رئيسهم حواس ابن خمسان (١٢) اللواحق. رئيسهم اللاحقة.
(١٣) الذرفان. رئيسهم الذرفي ومن هؤلاء من هم مع الصايح.
وفي قلب الجزيرة قسم الزميل الى: أ. آل سهيل وهذه افخاذهم: آل سلمان آل شيحا الابي سعد الضرفان النمسان المغافل الربظان السلقان ب. النبهان وهذه فروعهم: الشمروخ الخمسان الوضنان آل كويس آل ضو ٥ - التومان. رئيسهم نواف بن بندر التمياط ومثل ابن برغش التمياط.
وهؤلاء يعدون من الصايح. لأنهم تابعوا الصديد حينما تنافر مع الجرباء. وقد مر الكلام عليهم عند ذكر سنجارة ...
اعتبر صاحب قلب الجزيرة التومان قبيلة قائمة برأسها من بين قبائل شمر وقال مجموع قبائل شمر سنجارة والتومان وأسلم وعبده ولم يعين الصلة بين هذه القبائل. والمحفوظ عنها ما ذكرت وهم في العراق. وعدد الحيدري في كتابه (عنوان المجد في تاريخ البصرة وبغداد ونجد) الفروع والقبائل جميعًا ولم يفرق بين الأصل والفرع، ومثله فعل الآلوسي.
٣ - قبيلة زوبع
قال الشاعر:
اليا لفونا زوبع من فوك ضمر ... كبّ يطيرن العجاج اليجادر
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
وهذه القبيلة تعد نفسها من سنجارة أو أنها وقبيلة سنجارة من جذم واحد والحقيقة أن بعض الفرق تحافظ على الاسم القديم وبقية اقسامها تسمى باسماء جديدة وان كان الفرع كبيرًا بالنسبة لمن حافظ على أصل التسمية وزوبع من هذا القبيل والمحفوظ ان زوبع هو اسم جد بهذا الاسم ابن محمد الحريث، قبيلة معروفة من طيء. وهو جد سنجارة أيضًا ويقول لي الطاعنون في السن ان زوبع من الزميل على ان زوبع جميعها من الحريث كما تقدم.. وكانت نخوتهم (معن) . وهذا هو المنقول عن الشيخ ظاهر المحمود حكاه لي أحفاده.. ولا صحة لما اورده الشيخ علي الشرقي في مجلة الاعتدال من انهم من ربيعة العدنانية وتغلب البداوة على هذه القبيلة وان كانت تقربت من المدن واتخذت الزراعة مهنة لها. فلا تزال الروح البدوية غالبة عليها. ورئيسها الشيخ ضاري بن ظاهر المحمود مات بعد قتلته للجمن. ووقعته معه مشهورة. والرئيس الآن خميس بن ضاري الظاهر المحمود.
قال صاحب (عشائر العرب): «ومنهم زوبع المعروفين والكرام المألوفين، السالكين مسالك الحمد. والمالكين أزمة المجد، ذوي العفو عند المقدرة، والسخاء بلا معذرة..» اه ص٤٧ وكانوا قبل هذا التاريخ ورد ذكرهم في وقائع العراق سنة ١١٦٩هـ - ١٧٥٦م ورئيسهم آنئذ بكر الحمام. والآن فرقة من الحمام تعرف به. (١) ولكل فرقة من فرق هذه القبيلة نخوة خاصة وان كانت نخوتهم العامة محفوظة أيضًا. وتشترك هذه مع سنجارة في كثير من أفخاذها وقد سبقت سنجارة في مجيئها الى العراق. والمحفوظ أنهم جاءوا الى هذه الأنحاء أيام حمام جد فرقة الرؤساء منهم ...
والحريث من طيء وهي منتشرة في الأنحاء العراقية وسنتناول موضوعها عند الكلام على قبائل طيء الحاضرة وزوبع هم المقصودين بقول أحد الدغير لعبد الله آل رشيد أمير شمر حينما رآه صادًا عنهم وملتزمًا جانب مطير وعتيبة:
يامير ترهم زوبع والسناعيس وهل الحيسه ان جانها بالحمية
ويسكنون في أراضي أبي غريب وفي اليوسفية وقسم منهم في البادية ولا يزال الباقون مع سنجارة ويعيشون في البداوة وسكنى الصحاري البعيدة ...
وفرقهم الأساسية: ١ - الحيوات ٢ - الجدادة ٣ - الفداغة وهؤلاء يعدون (عيال زميل) . وهم أو رؤساؤهم في الأصل من الحريث جذم من طيء. وهذا عندهم مقطوع به، ومنقول عن أجدادهم وعن ظاهر المحمود، وانهم أيام محمود كانت نخوتهم (معنًا)، وأكدوا أكثر حينما ذهب ظاهر اليهم فارًا، والتحق بالترك.
١ - الحيوات
وهؤلاء يتفرعون الى فروع عديدة وهي: الحمام، والسعدان، والشيتي والكروشيين.
الحمام: وهؤلاء يتشعبون من أولاد حمام وهم بكر وظاهر وعودة وعساف وتتألف منهم فروع الحمام. وهذه تفصيلاتهم: ١) الظاهر. ورئيسهم درع بن محمود بن ظاهر بن حمام بن سليمان وفروعهم: (١) المحمود. وهم الرؤساء (٢) الحميدي (٣) الحامد (٤) الجعدان (٥) الجنديل (٦) المحمد (٧) الفارس (٨) الحماد (٩) العواد وهؤلاء أولاد ظاهر بن حمام بن سليمان المذكور وصار كل واحد منهم رأس الفخذ الذي تولد منه وسمي باسمه. ونكتفي هنا ببيان فرع الرؤساء وهو أولاد ظاهر ابن محمود بن ظاهر بن حمام.
٢) - العودة. رئيسهم مطلك المحيميد. وفروعهم: (١) السعد (٢) العكيدي ٣) العساف. ورئيسهم حسين المخلف.
٤) - البكر. رئيسهم صالح بن عواد بن سليم بن بكر الحمام. ومن هذا الرئيس علمت الشيء الكثير عنهم. ومن الوقائع المدونة لبكر الحمام هذا الذي تسمى به الفخذ الوقعة المؤرخة سنة ١١٦٩هـ - ١٧٥٦م وهي حادثة غزو ابل انتهبها من قرب الست زبيدة في بغداد.
وفروعهم: (١) السليم. والرئيس منهم.
(٢) الطرفة. رئيسهم عباس اليوسف (٣) الحماد. رئيسهم فرحان العباس ب. السعدان: وهؤلاء يتصلون والحمام بجد واحد وذلك أن حمام هو ابن سليمان بن حماد وان جد السعدان هو حمود اخو حماد المذكور وان ولده سعدان رأس الفرع المتسمى باسمه الذي هو جد السعدان. ورؤساؤهم يوسف العرسان وشكر المحمود.
وفروعهم: (١) الخضير (٢) الخضر (٣) العابد (٤) الفرهود (٥) اليونس (٦) العبيد ويلحق بهم: ١) الزوينات. وهم من الجبور ٢) العناز. من عنزة من الفدعان ٣) الخوابرة. من اهل الخابور.
ج. الشيتي:
وهؤلاء رئيسهم محمد العيد ويتصلون والحمام في جد واحد.
وفروعهم: ١) الشيتي.
٢) - الحليفات.
هـ. الكروشيين: رئيسهم فزع الشنيتر ونخوتهم (ضواري)، يرجعون الى الحيوات. وهم اولاد راشد العبد الله. يسكنون في محيريجة، والربع الخالي، والسلطانيات وام عزب، وهوير معلى، وكنيسة، والعكروشيات، والعجيلية، والزبدية، وغبينه وعكروكية، وهوير الباشه في ابي غريب، والسديره، والشطافيه؛ والسهيلية في الرضوانية.
وفرقهم: ١ - الزامل: الرفوش. رئيسهم ويس الخضر الحطحوط. رئيسهم عثمان الشحل. رئيسهم خليف الزكم العزبة. رئيسهم فزع الشنيتر ٢ - الفليح. رئيسهم ناصر العلي ومحسن الخليل الدندن. هم الرؤساء الطهماز. حسن بن شحاذة وحميد بن شحاذة اللوابدة. فليج المحمود الزوابعة. عبد العايد المنيصير. حسن المحسن، وشلال الحسين الصناحي الكرير نفس المنيصير الكطوم. حسين العنيد اللافي. حسين السالم ٣ - الشنادخة. رئيسهم عبطان واغوان اولاد حمود.
الدلي. رئيسهم علوان الحسين المصري. مغيض بن دنبوس العديد. فياض العديد نفس الشندوخ. عبطان واغوان.
٤ - الحناظلة. رئيسهم كاطع الموسى: ولد سلمان ولد كاطع ولد محمد الفرحان ٥ - الخماس. رئيسهم طفش الكاظم، ويقال لهم البادوش وهم البواديش من الهداب: البادوش.
الدغش.
المحمد.
الدهش.
٦ - الهداب. رئيسهم فضل الفهد: الكطيمي المحمد سعيد المحسن الجساب
٢ - قبائل وفروع أخرى (ملحقة بالحيوات)
وهناك قبائل وفروع كانوا قد سكنوا قبل ورود زوبع، أو جاءوا أيام سكناهم فصاروا يعدون منهم، وهم حلف لهم، أو اندغموا فيهم. وهؤلاء كثيرون نذكر اشهرهم: أ. الغريباويون، ويقال لهم (الجلابيون) وهم (الكلابيون) . وهؤلاء يرجعون الى (التويم) من الجلابيين، وبينهم من (المسعود) ويقال لهم (السعد) أيضًا. والمعروف أنهم من الكلابيين. وفروعهم: ١) - البو عيسى ٢) - البو راشد ٣) - البو وليد ٤) - التويم ٥) - البو ناجي ب. الشورتان. وهم من الموالي ويسكنون في الهويرات من الكرمة وفروعهم: (١) - البو فرج (٢) - البو ناصر ج. الصبيحات. وهؤلاء من الموالي أيضًا.
د. الحرصة. من الرمال وهم من غفيلة (سنجارة) وهم من قوم ابن رمال.
هـ. النمور. وهؤلاء من الجدادة. ومنهم من يعدهم من الجبور ويقال انهم من النمر القبيلة القديمة المعروفة.
و. الهليل. وهم من المجمع ز. القراغول وسيأتي الكلام عليهم في حينه.
ح. اللهيب. وهم من البو عطية من الجبور ويسكنون الهويرات في الكرمة بجوار الشورتان وفروعهم: ١) - درافلة ٢) - دوايخ ط. الخوالد. يقال انهم من بني خالد ي. الفياض من بني تميم.
ك. العبد الله. من العبد الله من عنزة.
ل. الهيتاويون. يسكنون أراضي النعيمية من الرضوانية واراضي البداعي من أبي غريب ونخوتهم (أخوة عوفة) رئيسهم شبل بن كاظم المسلط. ويحفظون انهم يرجعون الى العبد الله من زبيد. وأفخاذهم: ١) - الخان. رئيسهم محيميد الخضير ٢) - المسلط. هم الرؤساء ٣) - الزايد. رئيسهم صعيجر بن مطرب ٤) - العواد. رئيسهم سعود الغزال ٥) - الحسين. رئيسهم حافظ الهجيج ٦) - الحماد. رئيسهم عبد بن حسين ٧) - السليمان. ومنهم جسام المحمد ولم يبق منهم الا القليل ٨) - العابر. رئيسهم محمود الحنش.
ويجاورهم الجميلة، والفياض من بني تميم، والزرفات من البو سودة من زبيد والشيتي والسعدان.
م. الجناعرة. وهؤلاء من الجنابيين، تبع الكروشيين العاشور المجبل الخواف ن. التكارتة. ويقال لهم الفلوجيون، وأصلهم من تكريت. رئيسهم يعقوب اليوسف: السماعيل المردي الخضير س. اللكاكدة. رئيسهم محسن العلي. ويرجعون سلالمة من المسعود ع. الفريجات. رئيسهم حسين الفياض. ويرجعون الى البو هيازع من قبيلة العبيد.
ق. الشعار: وهؤلاء يرجعون في الأصل الى الجبور، ونخوتهم (عيال العود) إلا أن اختلاطهم بزوبع قديم جدًا ويعدون منهم فلا يفترقون عنهم، ويسكنون في ابي غريب من قنطرة رحيم الى البيوضات.
وفرقهم: ١ - السويلم. رئيسهم خليف السلطان السويلمات.
الحاجم الخماس الحميزة العكيدي الخليفات ويلحق بهؤلاء (الحلاف) ى وهم من المنتفق.
٢ - الغضيان. رئيسهم جياد الدغش. وفروعهم: الموسى المهنا جفال العتيج. وهؤلاء من بني صخر الجلب علي.
الرشيد ويتبعهم (الخلف) . وهؤلاء من البو هيازع من العبيد.
٣ - الجدادة: رئيسهم صلال المزعل. ونخوتهم (حميدي) أو (حميد) وينتسبون الى حميد بن مكدود. ويسكنون اليوسفية، والدويليبي والمعروف عنهم انهم يرجعون الى سنجارة. وأفخاذهم: (١) الزبار. رئيسهم نجم العبد الله وهم في الرضوانية وهؤلاء يتفرعون الى: ١ - آل مغامس ٢ - الدخبن ٢) البرغوث. فرقة الرؤساء. رئيسهم صلال بن مزعل وفروعهم: ١ - العيال ٢ - المحمد ٣) الخماس. رئيسهم عباس العايد ويسكنون اليوسفية ومكيطيمة. وبدايدهم: الغليون الفياض الفدعوس العلي البلاسم ٤) الحميد. رئيسهم صايل بن عداي آل بصل. والآن عايد بن عداي هو الرئيس. وكانت القضوة فيهم ولا تزال. فهم عوارف وفروعهم: الظاهر الكاظم ٥) السهيل. رئيسهم حسين المدلول وفروعهم: العميرة الحسين الطرفة ٦) الجهيم. ورئيسهم صبح بن هذال الساير: الحني نفس الجهيم ٧) الكمزان. ومنهم من يعد الكمزان فخذًا برأسه. رئيسهم راشد ابن حنفوش ٨) العزم. رئيسهم نايف العاتي ومنه ومن غيره تحققت أحوالهم..
٩) - الربعية. رئيسهم الهزاع ١٠) الذوالفة. رئيسهم دعيس بن ميلان.
١١) - الرموث.
١٢) - الراضي. من الصايح.
١٣) - البرطلية. رئيسهم عبد الدعفوس. وهم من عباده.
ومن العشائر النازلة معهم: العزة. رئيسهم مهاوش الجاسم العفنه. من الجانبيين الكوام الكراد. عشيرة بهذا الاسم.
٤ - الفداغة
رئيسهم عراك السعود ورعد المهاوش. وهؤلاء اصلهم من سنجارة وقد مضى الكلام على فرقهم وهذا الجذم يعد الآن من قبيلة زوبع. واساسًا القربى بينهم موجودة.. نخوتهم (غريب)، والعامة (زوبع)، يسكنون في أراضي اليوسفية، في اراضي ابي حصوة قرب القصر الأوسط.
أفخاذهم: ١ - النابت. رئيسهم محمد السرحان. ويقال لهم النوايت أيضًا. وهؤلاء من الطيور من فداغة المذكورين في سنجارة.
٢ - الدغيم. رئيسهم عراك السعود وعبيد الشبيب.
٣ - النصار. رئيسهم مطر المهاوش.
٤ - الزيود. رئيسهم جميل المخلف.
٥ - الحرابة.
زوبع في طريق الزراعة
ان حياة هذه القبيلة في العراق كان في بادئ الأمر لا يختلف عن سائر قبائل البدو من اعتياد الغزو، ولا نلبث ان نرى تداخل افخاذهم، واختلاط فروعهم التي مر بيانها ويرجع سبب ذلك الى ركونهم الى الزراعة، ففي حالة بداوتهم، وسيطرتهم استخدموا فلاحين، ثم طالت العيشة، وذاقوا حلاوة الراحة فامتزجوا وصاروا يعدون منهم بحيث عاد لا يفرق بسهولة بين زوبع الأصليين، وقطان الأراضي القدماء، أو الملتفين حول هذه القبيلة والملتحقين بها.
ألفت الزراعة حتى نسيت حياة الغزو، وسهل ذلك اختلاطهم بمن اتصل بهم ممن اعتاد الزراعة فمكنهم في اراضي خاصة، وكانوا يتجولون بين ماردين، وبغداد لا يصدهم صاد ... ومن ثم رغبوا عن حياة التنقل، وصاروا لا يودون مفارقة اماكنهم ولا يزالون محافظين على لغتهم البدوية والكثير من عاداتهم..
وفي هذه الأيام حذت حذوهم قبائل بدوية اخرى، وهذه قبائل شمر الجرباء صارت تميل الى الزراعة، وتراعي حياة الراحة والطمأنينة من جراء اهمال الغزو، او تركه لمدة مما دعا ان يميلوا الى الأرياف، وفي مقدمة هؤلاء شيخ شيوخ شمر عجيل الياور وأقاربه الأدنون..
ملحوظة
القبائل الطائية من شمر المذكورين يقال لهم (القبائل الزوبعية) والمعروف انهم ينتمون الى جد واحد، والقربى بينهم قوية..
٤ - قبائل الصالح قال شاعرهم:
صوايح والخيل عزم ... وليالكدنا ما نشوف
عاداتنا رمي المحزم ... لعيون كل غر وهنوف
وهذه القبائل لم يكن اسمها هذا هو الذي يجمعها، وإنما هي في الحقيقة تسمية حادثة اطلقت على مجموع من قبائل شمر كانت قد تابعت الصديد لما ان حارب الجرباء او نازعها. فمن صار في جهة الصديد، او تبعه واجاب نداءه اطلق عليه الصائح، ومن مال الى الجرباء وتابع رؤساءها عدّ من الجرباء.
وكانت بينهم الخصومات مشتعلة فلا يريدون ان يرضخوا لمطالب الجرباء وأساسًا الصديد منهم. ومما قيل في ذلك:
لو جيت ابو فرحان كله عبرنا جزاعة ما ندعي العرض ينداس
ولو ترجب الروام كله باثرنا لا بد لنا يصفوك من هزة الراس
وحنا على حرابة جدودك صبرنا ... ما هي منك وجاي يا ذيب المراس
كبل الجزيرة يوم نجد ديرنا ... وامواتنا فيها تطارد على فراس
يصفوك والله ما نخلي سكرنا ... كود الجزيرة خالية ما بها اوناس
ان جان المحزم شبر وحنا ذرعنا ... رمي المدرع من كديم لنا ساس
ومن الأشعار المقولة في الحداء:
يطارش من عندنا ... سلم على عم العبيد
من دور فارس ضدكم ... تبيد الدنيا ولا نبيد
ومن ذلك قولهم:
رمحه فتلنا عكالها ... ودلو الدنيا يستدير
يطارش لابو نواف (١) ... فنه علينا ما يصير
حنا على خطو المرام ... نضرب على الدرب العسير
ويجمع هذه القبائل: الأسلم.
الصبحى.
الزميل من سنجارة.
التومان من سنجارة.
والكلام عليها بالنظر لترتيب قبائلها.
١ - قبيلة الأسلم
تعرف ب (ضنا كدير) و(أهل الحيسة) نوّه عنهم الشاعر فيما سلف، المحفوظ انهم لا يتصلون اتصالًا قريبًا، ولا يمتون الى جد ادنى بل هم يجتمعون ب (كدير) المذكور وهو - كما يقولون - (عيال وهب) . والبعير، والجحيش، وانبيجان منهم ينتمون الى خالد. وهم مشهورون بالكرم ولهذا نعتوا ب (أهل الحيسة)، ومنهم من يعد الأسلم وعبدة (عيال رضا) . ومن نخواتهم (ستر سلمى) أي انهم حماته وعزه، وهو جبل معروف.
والأسلم ذكرها السويدي في حديقة الوزراء في حوادث سنة ١١٥٢هـ - ١٧٤٠م وفي حادث (يوم السبيخة) سنة ١٢٣٩هـ - ١٧٦٧م جرت لهم حرب مع قبيلة عنزة كانوا قد غلبوا فيها وقتل من شجعانهم مطرب بن حمد الأسلمي، وكانوا في (يوم بصالة) قد انتصروا على عنزة سنة ١٢٣٨هـ - ١٧٢٦م والتفصيل في مطالع السعود. واقدم ذكر لهم كان لغانم ابن حسان احد رؤسائهم ورد في قويم الفرج بعد الشدة للمولوي في حوادث سنة ١١١٨هـ - وكان في اوائل القرن الثاني عشر وتفصيل وقائعهم في (تاريخ سبعة وزراء)، وفي (تاريخ المماليك) من تواريخ العراق بين احتلالين.
وقد وصفهم البسام فقال: «هم الطاعنون العدا، والواجدون الندى، ذوو الفهم الدقيق الذاكي، والحلم المنيع الزاكي، يقر لهم اضدادهم، وتشهد لهم جيادهم، بأنهم ساق الحرب، وكماة الطعن والضرب اندى في الجود، واعرف بمسالك الجود.» اه (١) . وهم كما وصف وفوق ذلك.
وفرقهم: أ. انبيجان. ورئيسها ذياب ابن احسان، واخوته سطام وفاضل ابناء جزاع بن مانع بن حمد بن خطاب بن دندن بن غانم بن حسان. وهذا الأخير (حسان) اصل اسم اسرتهم، ومنشأ الشهرة. وغانم هو الذي عرف في تاريخ العراق وهو اول من ورد ذكره في وقائع الوزير حسن باشا فاتح همذان ومنه يعلم انهم كانوا قد جاءوا العراق قبل هذا التاريخ.
وهذه الفرقة تتفرع كما يلي: ١ - اللحالحة ٢ - الهدر ٣ - الجباريين. أو الجبارية ٤ - اللهيب. اصلهم جبور ولحقوا بشمر من زمن بعيد: الزعتمان.
المشهد.
العمران.
الدويزات.
الشواذب.
الدوايخ.
٥ - الجذله.
٦ - السلمه.
ب. البعير: رئيسهم حواس بن ثامر بن مطني السراي وكان عمه الرئيس مذري السراي وقد توفي. وافخاذهم: ١ - السلمان.
٢ - الطريف.
٣ - الهمزان.
٤ - الزبيدات واصلهم من زبيد.
ج. الجحيش: رئيسهم خلف بن دليان والشريطي. اصلهم من نجد جاءوا من زمن قديم. وهم غير الجحيش من زبيد..
الشوادحه الجنيفه. اصلهم من نجد نفس الجحيش ومن هؤلاء العيادة ورئيسهم ابن عيادة وهو خلف الدليان.
د. الوهب: رئيسهم محمد بن ضاري بن طوالة. ومنهم من يعدهم من البعير.
هـ. المنيع: رئيسهم محمد بن ضاري بن طواله وهو رئيس الاسلم في نجد.
وفروعهم: الجامل.
الغرير. رئيسهم عليّج الهيرار.
المناصير. رئيسهم ابن شكر المسعود. رئيسهم بنيه المذعور. ومن هذه قسم كبير في انحاء كربلاء ولهم الأكثرية هناك.
المذعور الوجعان اللعنيصم الزماي العديم الفضاله الصلته.
النفكان.
آل غشام الفايد. رئيسهم محمد الوجعان الكتفه وعد في قلب الجزيرة منهم: الفرده آل شحيم
السكوت (الظاهر السكوك) الهيض السليط فمن هؤلاء الوهب والبعير والجحيش وانبيجان يرجعون الى خالد. ولا يعرف من هو خالد فلم يتمكنوا من تعيينه. والطوالة من المنيع بل المنيع جميعهم يقولون انهم اشراف (من الشرفاء) وهكذا نجد دعوى المناصير من شمر طوكه (طوقه) .
ومن عوارف الصايح: راكان بن عكيد من الصبحي عارفة جميع الصايح. وقد يرجعون عند النزاع الى عوارف عبده. وهؤلاء سكناهم في العراق قديمة قبل الجرباء بأكثر من مائة سنة وقد نقلنا حوادثهم في (تاريخ سبعة وزراء) .
٢ - الصبحى
وهذه القبيلة نخوتها (صبحي) ويقولون (صبحاي) ورئيسها جنعان ابن صديد. وعارفتها المشهور خابور بن عجيل. ويلاحظ هنا ان النخوة تشتهر لكل قبيلة بصورة ولكن في ايام الأمور المدلهمة، أو ما يسمى (باليوم الكبير) المعروف عند البدو (يوم قسمة الرضمة) نخوة تشمل الكل أي ينتخي بها العموم.. ومنهم من يعد الصبحي مع العمود والخرصة (ضنا زايده) والتداخل في الفرق كبير وهذا هو منشأ الخلاف.
وفرقهم:
١ - الحريره
رئيسهم بشير الزعيلي. ومن رؤسائهم السابقين ابن عجاج من الحريرة القائل في قتلة بنية من قبل المنتفق: خذلت شيخًا دومًا يخذلك الخ.
وافخاذ الحريرة: أ. - آل زعيل. ورئيسهم الزعيلي ويتفرعون الى: آل غانم آل حسين آل سالم ب. - آل صكر. رئيسهم مسلط بن شريعيب ج. - الخليف.
د. - الشريان.
هـ. - الكويمه: رئيسهم صعصع بن عكيدي.
آل عكيدي آل سميحه الخولان و. - البدن.
ز. - آل موعد: آل عبيد التوام آل مريبد الغمالسة ٢ - الصديد. وهؤلاء فرق عديدة وهم من الجرباء. وهذه اشهرها: أ. الميامين: السنيان الوشاشه الفرحه المناثره ب. الخماس. رئيسهم سيد الراوي: الخاشوكه آل مسلم آل هليل ج. الوحدان: آل مشوح آل غويتم آل جرذي آل فلوان د. الشبيش. وهم: الهيشان المثلوثة الخماس هـ. الصيداد: آل صالح العبلان آل خويطر الكطيفان الدبيان الشواريج ٤ - الزميل: وهذه القبيلة مرّ ذكرها.
٥ - التومان: مر ذكرهم أيضًا وصاروا يعدون من الصائح لمتابعتهم الصديد وهم في الأصل من الثابت ومن فروعهم: أ. الاوضاح.
وفرقهم: المصارع آل محجم آل رويان آل وكيع الخلوف ب. الهدبة. وشعبهم: آل فواز التويله آل كريفان آل حزمي السعيد ج. النجبان وهم فروع: آل فنيسان المهصان آل حويمل د. الصدكه وفروعهم: آل حميضان آل عويصي آل هزيمي هـ. الصخيل.
و. الربعة.
- ٦ -
قبائل شمر القحطانية
او السنعوسية هذه القبائل مشهورة بنخوتها (سناعيس) وهي قبائل كثيرة، كلها من شمر القحطانية والقبائل المذكورة سابقًا من خرصة وصايح وزوبع ترجع الى طيء. فشمر جمعت القبائل المتخالفة والمتفرقة. ولذا يقال انها لم تكن جدًا أي جدًا جامعًا يجمع الكل في الاتصال. وقد تبين ان شمر جد تنتمي اليه فرقة الرؤساء وسائر الفرق والطوائف الطائية. ويقال ان اصل (سناعيس) (سنا العيس) أي سوقها بالحاح وشدة. ونظرًا لصفتهم هذه عرفوا بها.
وقال الأب الاستاذ انستاس ماري الكرملي: «أصلها (قناعيس) ومفردها قنعاس وهو الرجل الشديد وان القاف يبدل بالسين في بعض اللهجات مثل ساحة، و(قاحة) . وملس الأرض وملقها، وقبه وسبه بمعنى قطعة، ومر مسندلا ومقندلا أي مسترخيًا في مشيته.» اه (١) وهو الأشبه الأقرب للصحة. وقبائلهم عديدة وكلها يجمعها قبيلة عبدة.
- ٧ -
قبيلة عبدة
من أشهر قبائل شمر وأكبرها ذكرًا واتصالًا بالقرابة مع عشائر العراق الكثيرة، منها في نجد ومنها في العراق ونخوتهم (سناعيس) كما تقدم وهم من قحطان ويتفرعون الى عدة فروع: ١ - اليحيا: رئيسهم شيخ عكاب بن عجل وهو عارفة الكل ومسلط بن شريم (١) أ. الفضيل. رئيسهم شيخ عكاب وهو رئيس الكل: آل سنان. رئيسهم ابن عجل المناصير. رئيسهم نايف بن داود أبو الميخ الحيساج. رئيسهم هايل بن صياف ب. المفضل. ورئيسهم برجس بن جبرين ج. الجنده. رئيسهم ابن دهام د. آلجري. رئيسهم حمدان الفديد هـ. الشميلة. رئيسهم المشوي و. آل هامل. رئيسهم صيلح بن مثيجل ز. السليط.
٢ - الدغيرات:
رئيسهم حواس بن هثمي وهؤلاء يعدون من اليحيى: آل عليان. رئيسهم عسوك بن غازي الحسين. رئيسهم كريدي بن سعدي. ويعدون تبع اليحيى: آل حتمور. فلاح الدوح الحضر البدو الغيثه.
آل شريهه. رئيسهم التبيناوي التريبان. رئيسهم مطلك بن دليهان الغازي.
ملحوظة: الدغيرات من اليحيى وكلهم ينتسبون الى جد واحد والباقون يعدون من الربيعية..
٣ - الربيعية: هؤلاء والغرير والحمدانيون يرجعون الى اصل واحد كما هو المنقول عنهم وعن الغرير، منهم في نجد، ومنهم في العراق. وهؤلاء فرق عديدة.
أ. الجعفر: رئيسهم عباس بن علي. وهم في نجد ومنهم في العراق متفرقين في مواطن عديدة وبصورة مبعثرة ...
١ - العلي. رئيسهم عباس بن علي: (وهو عارفة) والآن هايس العباس ومنهم (العدلان) امارة آل علي: وكانت امارة جبل شمر فيهم قبل أن تتكون امارة الرشيد، وعرف منهم محمد بن عبد المحسن بن علي في وقعة له سنة ١٢٠٨هـ - ١٧٩٤م ثم خلفه اخوه صالح. وهذا عزل سنة ١٢٥١هـ - ١٨٣٦م وقتل في السنة المذكورة هو ومن معه من آل علي. وحاول عيسى ابن علي استعادة الامارة الا انه لم يدم له الامر، وقد توفي في آخر سنة ١٢٥٦هـ - ١٨٤١م. (١) ٢ - آل خليل. منهم (امارة الرشيد) . رئيسهم عويد بن سحيمان امارة الرشيد: وهذه خلفت امارة آل علي في جبل شمر ولي امارتها عبد الله بن علي ابن رشيد سنة ١٢١٥ هـ - ١٨٣٦م وهؤلاء امارتهم عشائرية كسابقتها، وكانوا في طاعة آل السعود مرة، وجموح عليهم اخرى، وهم بين قوة وضعف.. إلا أنهم اعتزوا بالحكومة العثمانية وحصلوا على ابهة ومكانة. توفي عبد الله في جمادى الأولى سنة ١٢٦٣هـ - ١٨٤٧م فخلفه ولده طلال، وتوفي في صفر سنة ١٢٨٣هـ وقيل في ذي القعدة سنة ١٢٨٤هـ - ١١ آذار سنة ١٨٦٨م.
وخلف طلالا أخوه متعب. وهذا قتله ولدا أخيه بندر وبدر في ٢ ربيع الثاني سنة ١٢٨٥ (٢٣ تموز سنة ١٨٦٨م) وقيل في ٢٠ رمضان سنة ١٢٨٥ (٤ كانون الثاني سنة ١٨٦٩) .
في ٢٠ رمضان سنة ١٢٨٦ (١٨٧٥م) ثار محمد بن عبد الله الرشيد على بندر ابن اخيه فقتله والحق به اخوته وابناء اخوته كافة، وانفرد بالامارة، وامتد حكمه الى اطراف العراق والى مشارف الشام وغلب على نجد كلها، وادخل ابن سعود في طاعته. وكان صارمًا في حكومته، عدلًا في ادارته..
مات في سنة ١٣١٥هـ (كانون الأول سنة ١٨٩٧م) ولم يعقب ولدًا، فخلفه ابن اخيه عبد العزيز بن متعب وكان سفاكًا للدماء، سيء الادارة قتل في ١٤ صفر سنة ١٣٢٤ (١٩٠٦م) فخلفه ولده متعب ولم يطل أمره أكثر من سنة فقتله سلطان بن حمود بن عبيد بن علي الرشيد في ذي القعدة سنة ١٣٢٤ (١٩٠٧م) وقيل في شعبان تلك السنة وصار اميرًا مكانه ولم يطل أمره، وبعد أشهر قلائل طرد من الامارة وقام مقامه اخوه سعود بن حمود، ثم ثار حمود بن سبهان على هذا وجاء بسعود بن عبد العزيز وكان قاصرًا فلما بلغ الرشد اجلسه على كرسي الامارة سنة ١٣٢٦هـ (١٩٠٨م) وبقي اميرًا الى الحرب العامة، ثم قتله أحد أخواله سعود السبهان في ربيع عام ١٣٣٢هـ (١٩١٤م) وضم ابن سعود حائل وتوابعها الى ملكه واعتقل من بقي من آل الرشيد، وطوى بساطهم. نعم قام بعضهم ولكن لم تكن لهم منم المكانة ما تستحق الذكر. وآخرهم محمد بن طلال (١) وهذا على يده انقرضت الامارة تمامًا واستولى عليها آل سعود في ٢٩ صفر سنة ١٣٤١ (سنة ١٩٢٢م) فانتهى حكم آل الرشيد. (٢) وهذه الامارات لا همّ لها سوى السلب والنهب، أو قل ان المحاربات فيما بينها اشبه بحروب العصابات وكانت عديدة، وهي عشائرية في غالب حياتها. ولم تر المملكة راحة حتى فيض الله للجزيرة آل سعود فانقذ الناس مما هم فيه من الخطر على المال والحياة، وسنتعرض لهم عند ذكر قبيلة عنزة..
ولنرجع الى باقي فروع الجعفر: ٣ - الجشاعمه. رئيسهم آل عبيد ٤ - آل احيمر. رئيسهم عبد الله ٥ - آل ريه ٦ - العطوان (آل عطا) ٧ - العبيدات.
وقبائل الجعفر منتشرة في العراق بصورة متفرقة في انحاءه.. وسنفصل الكلام عليهم عند ذكر (شمر طوقه) .
ب. العفاريت: رئيسهم تركي بن مبرد بن مناور بن سوكي. ولهم رؤساء آخرون: المفاضلة. فرقة الرؤساء الكعود. رئيسهم حسين بن علي الحريز آل ساعد. رئيسهم عفين بن مجيحيم المجادعه. رئيسهم بصيلان بن رحيمان المطران. رئيسهم سيف المطيري
السرحان. رئيسهم برغش الثوير المراوبة. رئيسهم سعيد المرّوب الصويان. رئيسهم نده بن نهيرّ والآن حلو بن نهير (اخوه) الوبير. رئيسهم فهد الاوبير ١٠) الهرشان. رئيسهم هباس بن هباس ج. الجدي: رئيسهم ظاهر العفين.
آل غنيمان. رئيسهم ظاهر العفين المراحلة. رئيسهم جزاع بن عنيزان آل خنيفس. رئيسهم كورز بن مشجي العكيدات. رئيسهم ابن محمود التومة. رئيسهم نهار بن شايع العنيزان فرقة الرؤساء والعارفة منهم د. المردان: رئيسهم نهار الحربي (من الاخوان) البرك. محيميد بن برك آل تبلس. محمد الظاهر الحروب آل عطا السليم هـ. المحيسن. رئيسهم كنيفد الجربة. ويقال انهم من العفاريت آل شعيب و. الزكاريط: رئيسهم عراك بن سيف بن طلال بن مهنا ابن مغامس. نخوتهم (السناعيس) أيضًا.
وقد جاء عنهم في عشائر العرب: «الزكاريك بالقرب من سيدنا الحسين، وهؤلاء أظرف الفرسان مجاوله، وامنعهم محاولة، واكرم الحواضر والبوادي، وانطق لسانًا في اجتماع النادي، واقدم في عزائمهم، واصدم لمقاومتهم..» اه (١) ١) النصر الله: رئيسهم عراك المذكور ويتفرعون كما يلي: ١. المحمد: ويتفرعون الى: ١ - آل يوسف: واقسامهم: ١) آل مغامس: آل مشعل آل سلطان آل مهنا آل مسربت آل محمد منهم الرؤساء عراك وسائر اقاربه وموازي بن حميدان بن حاجم بن سلطان المغامس. ويلحق بهم: ١. الرحبه من اليحيى ٢. المزازره أو المزار. من الجنابيين ٢) آل فاضل: رئيسهم بندر الفرحان: آل يعكوب آل نصار ٣) آل رميزان. هذال آل بطين آل حشيش ٤) آل فارس. شعلان بن حمور ٢ - آل غراب: آل مشاري آل صكر آل شمران ٣ - آل ذياب ٤ - آل جمال ٥ - كنامه ج. آل طلاع: رئيسهم صخيل بن خميس. وهم ثاني فخذ من آل نصر الله: آل محيسن آل سهيل آل غبو د. الشوردي: ومنهم العوارف وهم فرقة. وهم فخذ ثالث من آل نصر الله: آلساير. الرؤساء (عوارف) آل بطوش. الرؤساء (عوارف) ٢) آل علي: ثاني فخذ اخوة نصر الله وكلهم اولاد صبيح رئيسهم عجيل بن تركي وسالم بن هويت بن علي. وهم عوارف الزكاريط ايضًا.
التركي. رئيسهم عجيل الحسين. رئيسهم سالم بن هويت ومنهم السميط آل حماد العتيج ٣) ال عكاب: رئيسهم زيدان بن كفش بن عواد وهؤلاء ثالث فخذ من أخوة نصر الله: الخنين.
ال خان. رئيسهم مشعان بن دبيسان الفوّاز.
٤) - أهل الحجلة: رئيسهم حمود المعافي. وهؤلاء رابع فخذ من اخوة نصر الله: ١ - الجفيل: العودة. فرقة الرؤساء ال معافي فخذ واحد يسمى العويد والمعلج ٢ - العويد المعلج منهم الرميض ٣ - الغضيان ٤ - ال شدوخ ٥ - ال زنوح. تبع من الشميله من اليحيى.
٦ - ال جنهاب ٧ - ال جيناب ٨ - الزريف. محمد ال زريف. اصلهم جنابيون.
٩ - الرماة. لحق ثم هناك افخاذ اخرى ملحقة بهم ولكنهم متصلون بهم ويعدون من فروعهم ...
٥) - المغره: رئيسهم علي بن هوير أ. المسيعيد الرميح رئيسهم وارش ال زياره مصارع ابن بدعي ال شتيوي ال وادي. عبيد الحطاب ب. المهايره: ال شليت. جبر ابو كطينة ال ماضي. حمدان ال حبل ال نكيط. جداح الجياميز. سلمان الظاهر ج. الشريفات: ١ - البطنين: السعدون ال سعد المساعده الجبران ٢ - آل لهيمص: العذية.
الحمران ال غرداش الخليفات العجاج المعيجل المغاليث المشعان الحنيان د. خسرج: رئيسهم مخيمر بن فهيد وشاهر بن دهش الرحاحله الدولاب الصفيرات ال عفر ال خضر هـ. التمايم محمد الشماص من (بني تميم الملالطة المويمن و. الحباب: البكاط السرحان الزبيدات.
عوارف عبده: مسلط بن شريم من اليحيى من الفضيل جزاع بن عنيزان من الجدى عارفة الربيعية في نجد. وكذا اخوه زغير بن عنيزان.
عباس ووادي ابنا علي من الجعفر. في جهة السماوة والديوانية. من ال علي.
ظاهر العفين ابن جدي رئيس ال جدي.
حالة عبدة اليوم:
الكثيرون من عبدة ركنوا الى الزراعة ونوعا مالوا عن البداوة الى الحياة الريفية وان كانت لا تزال عاداتها مألوفة لهم ولا يودون أن يتركوا منها شيئا. وللمحيط تأثيره الخاص، في نسيان الغزو والحروب ولا ينكره أثره على سجاياهم وأخلاقهم وروحيتهم..!! أوصاف شمر: يصفهم قومهم والمجاورون باوصاف عديدة اشهرها: الطنايا.
زينو المحازم.
طيار الشاف.
عيون الحصن.
عقبان ديم.
خلاصة تاريخية
في قبائل شمر عرفنا مما مر اصل قبائل شمر، وتفرعاتها، والاندغام فيما بين الأفخاذ وبين المجاورين والسكان الأصليين.. وهذا هو تاريخها الحقيقي، وبيان وضعها الواقعي، وهكذا يقال عن تاريخ تجولها وورودها العراق.. ومثل هذا آدابها وعاداتها وسائر تقاليدها وأحوالها الأخرى، وفي ذلك تاريخ للقبيلة وهو سيرتها الناطقة..
وبتثبيت هذه الجهات نكون قد علمنا تطوراتها وتاريخها ... وأما تدوين وقائعها التاريخية بالنظر للحكومة، أو للقبائل الأخرى فالقسم الأكبر منه يعود لتاريخ العراق ويطول بنا التعرض لهذه والتبسط فيها هنا، وبذكرها يحصل تكرار لمواضيع التاريخ ...
ذلك ما دعا ان نترك هذه لتاريخ العراق والاشارة احيانًا الى بعض الحوادث، وان اهمالها، او الاشارة اليها لا يعني إلا ارجاء البحث الى التاريخ وان الضرورة ماسة الى بيان العلاقات العشائرية مجموعة ودرجة اتصالها بالشعب والحكومة معًا.
واعتقد ان هذا كاف لمعرفة تاريخ القبيلة.. وفي ضمن ذلك تدخل العادات والآداب والأحوال الروحية مما يجب ان يخص القبيلة أو القبائل التي تشترك في صفات واحدة أو متماثلة وسيجيء بحثه.
والملحوظ أن شمر جاءت وقائعها التاريخية في أوائل القرن الثاني عشر، فان غانم ابن حسان منهم، ورد ذكره في حوادث سنة ١١١٨هـ - ١٧٠٧م وحوادث الأسلم جاءت سنة ١١٥٢هـ - ١٧٤٠م وزوبع عرفت وقائها سنة ١١٦٩هـ - ١٧٥٦م ورئيسهم كان بكر الحمام. والغرير كانوا معروفين في القرن الحادي عشر. وكل هؤلاء سبقوا شمر الجرباء. ومثلهم شمر طوقة..
جاء شمر آل محمد (الجرباء) على اثر تسلط آل سعود على الجزيرة وكان ذلك في اوائل القرن الثالث عشر الهجري والخرصة معهم، وفي هذا التاريخ كان ورود الضفير، وعنزة.. وان تحقق تيار الهجرة لبعض قبائلهم والفروع التي تمت اليهم حصل قبل هذا الزمن بكثير..
وهكذا تواتر سيل هذه القبائل فكان آخرهم ورودًا قبيلة سنجارة وميل هذه الى العراق حصل بتواريخ متوالية تبتدئ من اوائل القرن الثاني عشر للهجرة او قبله، وكادوا يستكملون الهجرة والنزوح الى هذه الأنحاء، ووجدوا من يرحب بمجيئهم ويرغب في تكامل جموعهم للتناصر بهم وللقرابة النسبية، كما ان آخرين عارضوا وقاوموا حتى حصل الاستقرار. والرغبة مصروفة الى ان ميل الأقسام الأخرى من هذه القبائل كان يجري لأدنى فرجة يرونها في صفوف العشائر بركون جماعات منها الى الزراعة او الى القرى والمدن فتخلو البادية لهم دون مناع، او بمقاومات قلت أو كثرت.. ولولا بعض الأحوال غير الاعتيادية لرغب البعض في المجيء الى العراق لما تقدم، ولآمال اخرى غير هذه..
والأسباب الداعية للهجرة لا تقف عند المحل والغلاء الذي يحدث أحيانًا، ولا العداء القبائلي، وانما هناك تدافع على السلطات وامارات القبائل، أو السيطرة على الجزيرة كما وقع لابن سعود. او ان فروع القبائل مالت الى ارياف العراق وارادت ان تقوى وتعتز باقاربها ومن لها علاقة نسبية وصلة بها فحسنت الأمر، وصارت ترحب بالنازحين افرادًا أو جماعات فلا تمضي مدة حتى يستكمل الفخذ عدده، أو القبيلة رجالها وهكذا..
وأمراء قبائل شمر كان من اسباب هجرتها ان رأى امرائها من آل سعود ما لا يحبونه، وشاهدوا ما لا يرضونه، أو بالتعبير الأصح لم تقو هذه القبائل على حب النظام المطلوب، وارادت ان تكون سلطتها لنفسها دون ان تصير تابعة ... فمالت الى العراق، ووجدت مناصرة من الحكومة من جراء عدائها لابن سعود آنئذ من جهة، ولكسر شوكة قبيلة العبيد من جهة أخرى..
والحاصل ان الهجرة دعت اليها حاجة المعيشة فمال ابن حسان بقومه وزوبع بجملتهم وشمر طوقة بمختلف جماعاتهم.. والثانية ضرورة مناصبة العداء لآل السعود والميل الى الحكومة العثمانية وكانت اكبر عدو لهم بأمل أن يعتزوا بها وهكذا تخللت حوادث هجرة بين هاتين الهجرتين وما تلاهما.. ومن الجانب الآخر ان الحكومة رحبت بهم للأسباب المارة وغيرها..
ووقائعهم مدونة في تاريخ العراق، وغالبها غزو ونهب، ولم تساعد بوقائعها الحكومة إلا في قضايا خاصة، او حوادث ضرورية.. ولكن ميلهم للزراعة وأخذهم بنصيب منها كل هذا بأمل أن ينالوا حظهم من منافع البلاد وخيراتها من طريقها المشروع! وأن يتقربوا من الحضارة، ويتقدموا اليها خطوة ...
ملحوظة: يتفرع من قبائل شمر قبائل كثيرة تفاوت تاريخ مجيئها الى العراق فنالت اسماء جديدة كما تقدم أو عرفت باسم قبائلها الأولى وسكنت في هذه الديار ويتكون منها مجموعات تحتاج الى مباحث طويلة. واسعة الأكناف تكاد تزيد على اصلها وتفوقه في الكثرة الا انهم لا يكادون يشبهون اصلهم اليوم فاكتسبوا عوائد جديدة اقتبسوها من محيطهم وبيئتهم ونالوا عرفًا لم يعهدوه فيما سبق.
ولما كان اصلها واصل (شمر البدو) واحد رجحنا البحث عن المشهور منها تسلسلًا لمعرفة اصل القبائل ووحدتها وعلاقاتها من حيث النسب والأرومة ولم نفردها بحيالها بل ذكرناها بعد الكلام على هذه القبائل..
- ٧ -
شمر طوقة
هؤلاء من شمر الأصليين، نزحوا الى انحاء العراق من مدة طويلة فاذا كانوا الصائح سموا بهذا الاسم فلسبب آخر سميت هذه بطوقة. ويقال - كما هو شائع - أنهم حينما عبروا دجلة الى الجانب الأيسر من مواطنهم الآن كانت امرأة تنادي كلبتها وتدعوها بقولها (طوقة) وكررت ذلك مرات عديدة الى ان ازعجت الناس هناك بكثرة صياحها ومن ثم اطلق عليهم (شمر طوقة) فاتخذ نبزا لهذه القيبلة أو القبائل المتجمعة.. ولا يحفظون سبباُ آخر لتسميتهم بهذا..
وما جاء في دائرة المعارف للبستاني من ان (شمر طوقاء) منازلهم في ارض نجد وباديتها وشيخهم محمد الرشيد.. فغير صحيح قطعًا. وإنما هم من سكان العراق في الجانب الشرقي من دجلة بين نهر ديالى والكوت، وان هذا الوصف لحقهم عند عبورهم دجلة بالوجه المذكور.. (١) وان شمر الجرباء يعترفون لهم، وانهم انفصلوا عنهم ولكنهم تركوا البداوة فهم معيبون لديهم من هذه الناحية وعلى هذا يوجهون اللوم عليهم. أما نسابة شمر فانها تحفظ لهم انسابهم وتعترف بانهم من قبائلها ومن طالع افخاذ شمر وفرقهم الأصلية يقطع بانهم منهم. وكذا النخوات العامة مؤيدات. وما اورده الحيدري من ان (شمر الجرباء) ينكرون نسبهم فغير صحيح فان الانفصال من الاصل كان قد تباعد وكاد ينسى. وهذا لا يخول الطعن بوجه ... ولكنهم تجمعوا من فرق مختلفة وافخاذ متباعدة القربى كما سترى عند الكلام على كل فرع من فروعهم.
قال صاحب (عشائر العرب): «ومنهم شمر الجانب الشرقي من دجلة.. كبيرهم حمد البردي، ومشكور الزوين وهؤلاء لم يجد اللوم عليهم مدخل، ولم يذكر في احدهم قول انه جبان او بخيل، بخيلين الا في النوال، وحيبن الا في النزال، سادتهم أحلامهم فاعلت اعلامهم، وتشابهت لياليهم بأيامهم، كلهم طالب فخرا، أو مذخره ذخرا» اه ص٤٨ وهؤلاء يرجعون في الأصل الى: غرير صلته صدعان وهذه الأقسام كلها في الحقيقة من شمر. والكل يقيمون بين مصب نهر ديالى والكوت الى قرب (شادي) المقاطعة المشهورة. وفي لواء ديالى منهم مقدار ليس بالقليل يرأسهم سعيد العدوان. وفي لواء الكوت الرياسة للشيخ حميد السيد الصفوك بن محمد بن بردي وينازعه جلوب الطرفه.
١ - الصلة: ونخوتهم (صليتى) ورئيسهم حميد السيد المذكور. وهذه النخوة دليل على انهم من شمر..
وفرقهم: أ. المجابلة. رئيسهم جلوب الطرفه بن صبر بن مالح بن جليب بن بشارة بن جليب بن طرفة ابن ربيع. من بيت مالح الكليب. وهم في الأصل من الأسلم ونخوتهم (يمغ) وكلهم يرجعون جتفه (كتفه) من الأسلم: ١) الحميان: رئيسهم علي البطيخ
وهؤلاء كان قد استعان بهم شاطي الخالد رئيس النفافشة على قبيلة الجعفر وكانوا اهل الرياسة على شطر كبير منهم فتمكن من ازاحتهم وتامين الرياسة على قسم كبير من شمر طوقة حتى خلصت الرياسة للنفافشة على شمر طوقة، ورئيس الحميان آنئذ رايط بن دهلة بن ادريس بن غانم ابن رديني (ويسمى الفخذ باسمه) بن تهام.
ورايط هذا ترك: راشدًا ومن اولاده يوسف وعبد الله وجبارة. ولهذا الأخير ابن اسمه منشد.
ناهض وهذا خلفه من الأولاد: عنكود. ولهذا ولد اسمه عبد عون.
دبشي. وله ابن اسمه دنبوس ترك ضمدا، وفجاجًا، وعداي، وطوفان.
بطيخ. وله من الأولاد الشيخ علي وهو الرئيس وسلمان وحمد وسويلم وعقال وفهد وكامل وثامر.
عودة. وله من الأولاد منحي وحسين ومحمد.
وفروع الحميان: الرديني. منهم الرؤساء الرواضي. هزاع العلي السلامة. رئيسهم ايدام المنصور الخليفة. حمزة النهير المساعد. رئيسهم حسن النايف ٢) البنوه: رئيسهم مزعل الحسين. ونخوتهم (حمده) وفروعهم: الخضر. رئيسهم عجه المغير.
بيت مسعود. رئيسهم شغيدل الصالح. والآن ابنه عاصي.
بيت حسين الفاضل. رئيسهم مزعل الحسين بيت العجه (العيه) (١) . رئيسهم هندي العبيد بيت حنظل. رئيسهم جاسم الحسين ٣) الهذيل. رئيسهم عبد الحسن بن خلف المتيني. ونخوتهم (ناهيه) و(صليتي): بيت مرعي. الرؤساء.
بيت حيدر.
السماح.
بيت عرنوس.
ويلحق بهم: الخوالد.
النداوات. وهؤلاء لم يكونوا من شمر.
٤) - الدسوم. رئيسهم جبجاب المحمد.
٥) - الكتافه. فرقة الرؤساء او الجتفه ومنهم الطرفة. ورئيسهم الشيخ جلوب.
ب. الدلابحه وهم من (المعاضيد) ونخوتهم (اجمرات) ويلفظ (ايمرات) . رئيسهم رغيف الداود: الرويح. ومنهم الرؤساء الكويطع. رئيسهم عباس البريسم الوحيش. رئيسهم محمد الشديد الزبيدي. رئيسهم جاسم المحمد الهداب. خربوط الغضبان.
العراجله. وهؤلاء في الأصل من بني تميم. ويعدون من الدلابحه ج. داور.
رئيسهم مطلك المحمد العبد العالي بن صبيح ونخوتهم (أولاد حسن) وصليتي وسناعيس يسكنون زوية الزرع وهمينية (١) في انحاء العزيزية وقسم في الجانب الغربي من أراضي الزبيدية في مقاطعة الرجيبية والطويل. والمشهور انهم دغيرات من عبده. ولا يزالون يحفظون انسابهم ولا يلتفت الى قول الآلوسي انهم مجهولو النسب. فانهم من الدغيرات من عبده.
بيت زريف. رئيسهم سعيد الخميس ومنهم بيت منصور في اراضي همينية.
بيت صينخ. رئيسهم محمد الحمدي.
بيت حمور. رئيسهم شيخ مطلك المحمد في زوية الزرع. فرقة الرؤساء وهؤلاء من بيت صينخ.
الدواورة. رئيسهم جعاطه الحنظل. متجولون.
بيت وادي. رئيسهم شنو الخلاف في الرداد.
بيت خالد. رئيسهم حمد الحواس. في اراضي عتبة قرب العزيزة من جهة بغداد ويعدون فخذًا واحدًا مع بيت زريف.
بيت دبش. رئيسهم عويد اللهواك. في اراضي الرجيبية شعبة الزبيدية.
بيت خماس.
بيت طرفه.
هؤلاء في الجانب الشرقي من دجلة. ويجاورهم المجابلة، والدلابحه، والقراغول، والبنوة، والهذيل.
وأما الذين في الجانب الغربي فيجاورهم العاصم من الدليم، والجعفر (ورئيس الجعفر ورور اخو سالم)، والغوافله من الدليم والبو عامر من زبيد والغبيشات من الدليم، والصباح من الدليم.
د. عتبه. رئيسهم صحن العاصي وعلي المشعل ونخوتهم (شيابين) . والمشهور انهم من ربيعة: المعين. رئيسهم علي المشعل: بيت سلطان بيت دلي بيت خويلد البو خريف بيت سحاب بيت اسماعيل البو عليوي الغنيمة المحاسنة. رئيسهم سالم المشعل.
هـ. الخوالد. رئيسهم مطلق الراشد والآن عليوي العبد الله نخوتهم (هبوس) أو (أولاد هباس) ويقال انهم من بني خالد. ومنهم البو مطير والبو وحيد وبيت عباده والسلمات والسحاب والعبابسة يسكنون اراضي الدبوني والياقوت في اراضي القطنية: بيت وحيد. رئيسهم علوان الشايش بيت صليبي. رئيسهم صخي الحسون الغشام. رئيسهم كنيهر بن ظاهر (تبع) البو مطير. رئيسهم محيسن الحسن بيت عباده. رئيسهم عليوي العبد الله السلمات. رئيسهم شلال الجويعد العبابسه. رئيسهم خضير الحسن البو محيسن. رئيسهم عباس العنفوص الرمح. رئيسهم محمد الرمح السحاب. رئيسهم لفته الراشد
قال صاحب (عشائر العرب): «ومنهم زوبع المعروفين والكرام المألوفين، السالكين مسالك الحمد. والمالكين أزمة المجد، ذوي العفو عند المقدرة، والسخاء بلا معذرة..» اه ص٤٧ وكانوا قبل هذا التاريخ ورد ذكرهم في وقائع العراق سنة ١١٦٩هـ - ١٧٥٦م ورئيسهم آنئذ بكر الحمام. والآن فرقة من الحمام تعرف به. (١) ولكل فرقة من فرق هذه القبيلة نخوة خاصة وان كانت نخوتهم العامة محفوظة أيضًا. وتشترك هذه مع سنجارة في كثير من أفخاذها وقد سبقت سنجارة في مجيئها الى العراق. والمحفوظ أنهم جاءوا الى هذه الأنحاء أيام حمام جد فرقة الرؤساء منهم ...
والحريث من طيء وهي منتشرة في الأنحاء العراقية وسنتناول موضوعها عند الكلام على قبائل طيء الحاضرة وزوبع هم المقصودين بقول أحد الدغير لعبد الله آل رشيد أمير شمر حينما رآه صادًا عنهم وملتزمًا جانب مطير وعتيبة:
يامير ترهم زوبع والسناعيس وهل الحيسه ان جانها بالحمية
ويسكنون في أراضي أبي غريب وفي اليوسفية وقسم منهم في البادية ولا يزال الباقون مع سنجارة ويعيشون في البداوة وسكنى الصحاري البعيدة ...
وفرقهم الأساسية: ١ - الحيوات ٢ - الجدادة ٣ - الفداغة وهؤلاء يعدون (عيال زميل) . وهم أو رؤساؤهم في الأصل من الحريث جذم من طيء. وهذا عندهم مقطوع به، ومنقول عن أجدادهم وعن ظاهر المحمود، وانهم أيام محمود كانت نخوتهم (معنًا)، وأكدوا أكثر حينما ذهب ظاهر اليهم فارًا، والتحق بالترك.
١ - الحيوات
وهؤلاء يتفرعون الى فروع عديدة وهي: الحمام، والسعدان، والشيتي والكروشيين.
الحمام: وهؤلاء يتشعبون من أولاد حمام وهم بكر وظاهر وعودة وعساف وتتألف منهم فروع الحمام. وهذه تفصيلاتهم: ١) الظاهر. ورئيسهم درع بن محمود بن ظاهر بن حمام بن سليمان وفروعهم: (١) المحمود. وهم الرؤساء (٢) الحميدي (٣) الحامد (٤) الجعدان (٥) الجنديل (٦) المحمد (٧) الفارس (٨) الحماد (٩) العواد وهؤلاء أولاد ظاهر بن حمام بن سليمان المذكور وصار كل واحد منهم رأس الفخذ الذي تولد منه وسمي باسمه. ونكتفي هنا ببيان فرع الرؤساء وهو أولاد ظاهر ابن محمود بن ظاهر بن حمام.
٢) - العودة. رئيسهم مطلك المحيميد. وفروعهم: (١) السعد (٢) العكيدي ٣) العساف. ورئيسهم حسين المخلف.
٤) - البكر. رئيسهم صالح بن عواد بن سليم بن بكر الحمام. ومن هذا الرئيس علمت الشيء الكثير عنهم. ومن الوقائع المدونة لبكر الحمام هذا الذي تسمى به الفخذ الوقعة المؤرخة سنة ١١٦٩هـ - ١٧٥٦م وهي حادثة غزو ابل انتهبها من قرب الست زبيدة في بغداد.
وفروعهم: (١) السليم. والرئيس منهم.
(٢) الطرفة. رئيسهم عباس اليوسف (٣) الحماد. رئيسهم فرحان العباس ب. السعدان: وهؤلاء يتصلون والحمام بجد واحد وذلك أن حمام هو ابن سليمان بن حماد وان جد السعدان هو حمود اخو حماد المذكور وان ولده سعدان رأس الفرع المتسمى باسمه الذي هو جد السعدان. ورؤساؤهم يوسف العرسان وشكر المحمود.
وفروعهم: (١) الخضير (٢) الخضر (٣) العابد (٤) الفرهود (٥) اليونس (٦) العبيد ويلحق بهم: ١) الزوينات. وهم من الجبور ٢) العناز. من عنزة من الفدعان ٣) الخوابرة. من اهل الخابور.
ج. الشيتي:
وهؤلاء رئيسهم محمد العيد ويتصلون والحمام في جد واحد.
وفروعهم: ١) الشيتي.
٢) - الحليفات.
هـ. الكروشيين: رئيسهم فزع الشنيتر ونخوتهم (ضواري)، يرجعون الى الحيوات. وهم اولاد راشد العبد الله. يسكنون في محيريجة، والربع الخالي، والسلطانيات وام عزب، وهوير معلى، وكنيسة، والعكروشيات، والعجيلية، والزبدية، وغبينه وعكروكية، وهوير الباشه في ابي غريب، والسديره، والشطافيه؛ والسهيلية في الرضوانية.
وفرقهم: ١ - الزامل: الرفوش. رئيسهم ويس الخضر الحطحوط. رئيسهم عثمان الشحل. رئيسهم خليف الزكم العزبة. رئيسهم فزع الشنيتر ٢ - الفليح. رئيسهم ناصر العلي ومحسن الخليل الدندن. هم الرؤساء الطهماز. حسن بن شحاذة وحميد بن شحاذة اللوابدة. فليج المحمود الزوابعة. عبد العايد المنيصير. حسن المحسن، وشلال الحسين الصناحي الكرير نفس المنيصير الكطوم. حسين العنيد اللافي. حسين السالم ٣ - الشنادخة. رئيسهم عبطان واغوان اولاد حمود.
الدلي. رئيسهم علوان الحسين المصري. مغيض بن دنبوس العديد. فياض العديد نفس الشندوخ. عبطان واغوان.
٤ - الحناظلة. رئيسهم كاطع الموسى: ولد سلمان ولد كاطع ولد محمد الفرحان ٥ - الخماس. رئيسهم طفش الكاظم، ويقال لهم البادوش وهم البواديش من الهداب: البادوش.
الدغش.
المحمد.
الدهش.
٦ - الهداب. رئيسهم فضل الفهد: الكطيمي المحمد سعيد المحسن الجساب
٢ - قبائل وفروع أخرى (ملحقة بالحيوات)
وهناك قبائل وفروع كانوا قد سكنوا قبل ورود زوبع، أو جاءوا أيام سكناهم فصاروا يعدون منهم، وهم حلف لهم، أو اندغموا فيهم. وهؤلاء كثيرون نذكر اشهرهم: أ. الغريباويون، ويقال لهم (الجلابيون) وهم (الكلابيون) . وهؤلاء يرجعون الى (التويم) من الجلابيين، وبينهم من (المسعود) ويقال لهم (السعد) أيضًا. والمعروف أنهم من الكلابيين. وفروعهم: ١) - البو عيسى ٢) - البو راشد ٣) - البو وليد ٤) - التويم ٥) - البو ناجي ب. الشورتان. وهم من الموالي ويسكنون في الهويرات من الكرمة وفروعهم: (١) - البو فرج (٢) - البو ناصر ج. الصبيحات. وهؤلاء من الموالي أيضًا.
د. الحرصة. من الرمال وهم من غفيلة (سنجارة) وهم من قوم ابن رمال.
هـ. النمور. وهؤلاء من الجدادة. ومنهم من يعدهم من الجبور ويقال انهم من النمر القبيلة القديمة المعروفة.
و. الهليل. وهم من المجمع ز. القراغول وسيأتي الكلام عليهم في حينه.
ح. اللهيب. وهم من البو عطية من الجبور ويسكنون الهويرات في الكرمة بجوار الشورتان وفروعهم: ١) - درافلة ٢) - دوايخ ط. الخوالد. يقال انهم من بني خالد ي. الفياض من بني تميم.
ك. العبد الله. من العبد الله من عنزة.
ل. الهيتاويون. يسكنون أراضي النعيمية من الرضوانية واراضي البداعي من أبي غريب ونخوتهم (أخوة عوفة) رئيسهم شبل بن كاظم المسلط. ويحفظون انهم يرجعون الى العبد الله من زبيد. وأفخاذهم: ١) - الخان. رئيسهم محيميد الخضير ٢) - المسلط. هم الرؤساء ٣) - الزايد. رئيسهم صعيجر بن مطرب ٤) - العواد. رئيسهم سعود الغزال ٥) - الحسين. رئيسهم حافظ الهجيج ٦) - الحماد. رئيسهم عبد بن حسين ٧) - السليمان. ومنهم جسام المحمد ولم يبق منهم الا القليل ٨) - العابر. رئيسهم محمود الحنش.
ويجاورهم الجميلة، والفياض من بني تميم، والزرفات من البو سودة من زبيد والشيتي والسعدان.
م. الجناعرة. وهؤلاء من الجنابيين، تبع الكروشيين العاشور المجبل الخواف ن. التكارتة. ويقال لهم الفلوجيون، وأصلهم من تكريت. رئيسهم يعقوب اليوسف: السماعيل المردي الخضير س. اللكاكدة. رئيسهم محسن العلي. ويرجعون سلالمة من المسعود ع. الفريجات. رئيسهم حسين الفياض. ويرجعون الى البو هيازع من قبيلة العبيد.
ق. الشعار: وهؤلاء يرجعون في الأصل الى الجبور، ونخوتهم (عيال العود) إلا أن اختلاطهم بزوبع قديم جدًا ويعدون منهم فلا يفترقون عنهم، ويسكنون في ابي غريب من قنطرة رحيم الى البيوضات.
وفرقهم: ١ - السويلم. رئيسهم خليف السلطان السويلمات.
الحاجم الخماس الحميزة العكيدي الخليفات ويلحق بهؤلاء (الحلاف) ى وهم من المنتفق.
٢ - الغضيان. رئيسهم جياد الدغش. وفروعهم: الموسى المهنا جفال العتيج. وهؤلاء من بني صخر الجلب علي.
الرشيد ويتبعهم (الخلف) . وهؤلاء من البو هيازع من العبيد.
٣ - الجدادة: رئيسهم صلال المزعل. ونخوتهم (حميدي) أو (حميد) وينتسبون الى حميد بن مكدود. ويسكنون اليوسفية، والدويليبي والمعروف عنهم انهم يرجعون الى سنجارة. وأفخاذهم: (١) الزبار. رئيسهم نجم العبد الله وهم في الرضوانية وهؤلاء يتفرعون الى: ١ - آل مغامس ٢ - الدخبن ٢) البرغوث. فرقة الرؤساء. رئيسهم صلال بن مزعل وفروعهم: ١ - العيال ٢ - المحمد ٣) الخماس. رئيسهم عباس العايد ويسكنون اليوسفية ومكيطيمة. وبدايدهم: الغليون الفياض الفدعوس العلي البلاسم ٤) الحميد. رئيسهم صايل بن عداي آل بصل. والآن عايد بن عداي هو الرئيس. وكانت القضوة فيهم ولا تزال. فهم عوارف وفروعهم: الظاهر الكاظم ٥) السهيل. رئيسهم حسين المدلول وفروعهم: العميرة الحسين الطرفة ٦) الجهيم. ورئيسهم صبح بن هذال الساير: الحني نفس الجهيم ٧) الكمزان. ومنهم من يعد الكمزان فخذًا برأسه. رئيسهم راشد ابن حنفوش ٨) العزم. رئيسهم نايف العاتي ومنه ومن غيره تحققت أحوالهم..
٩) - الربعية. رئيسهم الهزاع ١٠) الذوالفة. رئيسهم دعيس بن ميلان.
١١) - الرموث.
١٢) - الراضي. من الصايح.
١٣) - البرطلية. رئيسهم عبد الدعفوس. وهم من عباده.
ومن العشائر النازلة معهم: العزة. رئيسهم مهاوش الجاسم العفنه. من الجانبيين الكوام الكراد. عشيرة بهذا الاسم.
٤ - الفداغة
رئيسهم عراك السعود ورعد المهاوش. وهؤلاء اصلهم من سنجارة وقد مضى الكلام على فرقهم وهذا الجذم يعد الآن من قبيلة زوبع. واساسًا القربى بينهم موجودة.. نخوتهم (غريب)، والعامة (زوبع)، يسكنون في أراضي اليوسفية، في اراضي ابي حصوة قرب القصر الأوسط.
أفخاذهم: ١ - النابت. رئيسهم محمد السرحان. ويقال لهم النوايت أيضًا. وهؤلاء من الطيور من فداغة المذكورين في سنجارة.
٢ - الدغيم. رئيسهم عراك السعود وعبيد الشبيب.
٣ - النصار. رئيسهم مطر المهاوش.
٤ - الزيود. رئيسهم جميل المخلف.
٥ - الحرابة.
زوبع في طريق الزراعة
ان حياة هذه القبيلة في العراق كان في بادئ الأمر لا يختلف عن سائر قبائل البدو من اعتياد الغزو، ولا نلبث ان نرى تداخل افخاذهم، واختلاط فروعهم التي مر بيانها ويرجع سبب ذلك الى ركونهم الى الزراعة، ففي حالة بداوتهم، وسيطرتهم استخدموا فلاحين، ثم طالت العيشة، وذاقوا حلاوة الراحة فامتزجوا وصاروا يعدون منهم بحيث عاد لا يفرق بسهولة بين زوبع الأصليين، وقطان الأراضي القدماء، أو الملتفين حول هذه القبيلة والملتحقين بها.
ألفت الزراعة حتى نسيت حياة الغزو، وسهل ذلك اختلاطهم بمن اتصل بهم ممن اعتاد الزراعة فمكنهم في اراضي خاصة، وكانوا يتجولون بين ماردين، وبغداد لا يصدهم صاد ... ومن ثم رغبوا عن حياة التنقل، وصاروا لا يودون مفارقة اماكنهم ولا يزالون محافظين على لغتهم البدوية والكثير من عاداتهم..
وفي هذه الأيام حذت حذوهم قبائل بدوية اخرى، وهذه قبائل شمر الجرباء صارت تميل الى الزراعة، وتراعي حياة الراحة والطمأنينة من جراء اهمال الغزو، او تركه لمدة مما دعا ان يميلوا الى الأرياف، وفي مقدمة هؤلاء شيخ شيوخ شمر عجيل الياور وأقاربه الأدنون..
ملحوظة
القبائل الطائية من شمر المذكورين يقال لهم (القبائل الزوبعية) والمعروف انهم ينتمون الى جد واحد، والقربى بينهم قوية..
٤ - قبائل الصالح قال شاعرهم:
صوايح والخيل عزم ... وليالكدنا ما نشوف
عاداتنا رمي المحزم ... لعيون كل غر وهنوف
وهذه القبائل لم يكن اسمها هذا هو الذي يجمعها، وإنما هي في الحقيقة تسمية حادثة اطلقت على مجموع من قبائل شمر كانت قد تابعت الصديد لما ان حارب الجرباء او نازعها. فمن صار في جهة الصديد، او تبعه واجاب نداءه اطلق عليه الصائح، ومن مال الى الجرباء وتابع رؤساءها عدّ من الجرباء.
وكانت بينهم الخصومات مشتعلة فلا يريدون ان يرضخوا لمطالب الجرباء وأساسًا الصديد منهم. ومما قيل في ذلك:
لو جيت ابو فرحان كله عبرنا جزاعة ما ندعي العرض ينداس
ولو ترجب الروام كله باثرنا لا بد لنا يصفوك من هزة الراس
وحنا على حرابة جدودك صبرنا ... ما هي منك وجاي يا ذيب المراس
كبل الجزيرة يوم نجد ديرنا ... وامواتنا فيها تطارد على فراس
يصفوك والله ما نخلي سكرنا ... كود الجزيرة خالية ما بها اوناس
ان جان المحزم شبر وحنا ذرعنا ... رمي المدرع من كديم لنا ساس
ومن الأشعار المقولة في الحداء:
يطارش من عندنا ... سلم على عم العبيد
من دور فارس ضدكم ... تبيد الدنيا ولا نبيد
ومن ذلك قولهم:
رمحه فتلنا عكالها ... ودلو الدنيا يستدير
يطارش لابو نواف (١) ... فنه علينا ما يصير
حنا على خطو المرام ... نضرب على الدرب العسير
ويجمع هذه القبائل: الأسلم.
الصبحى.
الزميل من سنجارة.
التومان من سنجارة.
والكلام عليها بالنظر لترتيب قبائلها.
١ - قبيلة الأسلم
تعرف ب (ضنا كدير) و(أهل الحيسة) نوّه عنهم الشاعر فيما سلف، المحفوظ انهم لا يتصلون اتصالًا قريبًا، ولا يمتون الى جد ادنى بل هم يجتمعون ب (كدير) المذكور وهو - كما يقولون - (عيال وهب) . والبعير، والجحيش، وانبيجان منهم ينتمون الى خالد. وهم مشهورون بالكرم ولهذا نعتوا ب (أهل الحيسة)، ومنهم من يعد الأسلم وعبدة (عيال رضا) . ومن نخواتهم (ستر سلمى) أي انهم حماته وعزه، وهو جبل معروف.
والأسلم ذكرها السويدي في حديقة الوزراء في حوادث سنة ١١٥٢هـ - ١٧٤٠م وفي حادث (يوم السبيخة) سنة ١٢٣٩هـ - ١٧٦٧م جرت لهم حرب مع قبيلة عنزة كانوا قد غلبوا فيها وقتل من شجعانهم مطرب بن حمد الأسلمي، وكانوا في (يوم بصالة) قد انتصروا على عنزة سنة ١٢٣٨هـ - ١٧٢٦م والتفصيل في مطالع السعود. واقدم ذكر لهم كان لغانم ابن حسان احد رؤسائهم ورد في قويم الفرج بعد الشدة للمولوي في حوادث سنة ١١١٨هـ - وكان في اوائل القرن الثاني عشر وتفصيل وقائعهم في (تاريخ سبعة وزراء)، وفي (تاريخ المماليك) من تواريخ العراق بين احتلالين.
وقد وصفهم البسام فقال: «هم الطاعنون العدا، والواجدون الندى، ذوو الفهم الدقيق الذاكي، والحلم المنيع الزاكي، يقر لهم اضدادهم، وتشهد لهم جيادهم، بأنهم ساق الحرب، وكماة الطعن والضرب اندى في الجود، واعرف بمسالك الجود.» اه (١) . وهم كما وصف وفوق ذلك.
وفرقهم: أ. انبيجان. ورئيسها ذياب ابن احسان، واخوته سطام وفاضل ابناء جزاع بن مانع بن حمد بن خطاب بن دندن بن غانم بن حسان. وهذا الأخير (حسان) اصل اسم اسرتهم، ومنشأ الشهرة. وغانم هو الذي عرف في تاريخ العراق وهو اول من ورد ذكره في وقائع الوزير حسن باشا فاتح همذان ومنه يعلم انهم كانوا قد جاءوا العراق قبل هذا التاريخ.
وهذه الفرقة تتفرع كما يلي: ١ - اللحالحة ٢ - الهدر ٣ - الجباريين. أو الجبارية ٤ - اللهيب. اصلهم جبور ولحقوا بشمر من زمن بعيد: الزعتمان.
المشهد.
العمران.
الدويزات.
الشواذب.
الدوايخ.
٥ - الجذله.
٦ - السلمه.
ب. البعير: رئيسهم حواس بن ثامر بن مطني السراي وكان عمه الرئيس مذري السراي وقد توفي. وافخاذهم: ١ - السلمان.
٢ - الطريف.
٣ - الهمزان.
٤ - الزبيدات واصلهم من زبيد.
ج. الجحيش: رئيسهم خلف بن دليان والشريطي. اصلهم من نجد جاءوا من زمن قديم. وهم غير الجحيش من زبيد..
الشوادحه الجنيفه. اصلهم من نجد نفس الجحيش ومن هؤلاء العيادة ورئيسهم ابن عيادة وهو خلف الدليان.
د. الوهب: رئيسهم محمد بن ضاري بن طوالة. ومنهم من يعدهم من البعير.
هـ. المنيع: رئيسهم محمد بن ضاري بن طواله وهو رئيس الاسلم في نجد.
وفروعهم: الجامل.
الغرير. رئيسهم عليّج الهيرار.
المناصير. رئيسهم ابن شكر المسعود. رئيسهم بنيه المذعور. ومن هذه قسم كبير في انحاء كربلاء ولهم الأكثرية هناك.
المذعور الوجعان اللعنيصم الزماي العديم الفضاله الصلته.
النفكان.
آل غشام الفايد. رئيسهم محمد الوجعان الكتفه وعد في قلب الجزيرة منهم: الفرده آل شحيم
السكوت (الظاهر السكوك) الهيض السليط فمن هؤلاء الوهب والبعير والجحيش وانبيجان يرجعون الى خالد. ولا يعرف من هو خالد فلم يتمكنوا من تعيينه. والطوالة من المنيع بل المنيع جميعهم يقولون انهم اشراف (من الشرفاء) وهكذا نجد دعوى المناصير من شمر طوكه (طوقه) .
ومن عوارف الصايح: راكان بن عكيد من الصبحي عارفة جميع الصايح. وقد يرجعون عند النزاع الى عوارف عبده. وهؤلاء سكناهم في العراق قديمة قبل الجرباء بأكثر من مائة سنة وقد نقلنا حوادثهم في (تاريخ سبعة وزراء) .
٢ - الصبحى
وهذه القبيلة نخوتها (صبحي) ويقولون (صبحاي) ورئيسها جنعان ابن صديد. وعارفتها المشهور خابور بن عجيل. ويلاحظ هنا ان النخوة تشتهر لكل قبيلة بصورة ولكن في ايام الأمور المدلهمة، أو ما يسمى (باليوم الكبير) المعروف عند البدو (يوم قسمة الرضمة) نخوة تشمل الكل أي ينتخي بها العموم.. ومنهم من يعد الصبحي مع العمود والخرصة (ضنا زايده) والتداخل في الفرق كبير وهذا هو منشأ الخلاف.
وفرقهم:
١ - الحريره
رئيسهم بشير الزعيلي. ومن رؤسائهم السابقين ابن عجاج من الحريرة القائل في قتلة بنية من قبل المنتفق: خذلت شيخًا دومًا يخذلك الخ.
وافخاذ الحريرة: أ. - آل زعيل. ورئيسهم الزعيلي ويتفرعون الى: آل غانم آل حسين آل سالم ب. - آل صكر. رئيسهم مسلط بن شريعيب ج. - الخليف.
د. - الشريان.
هـ. - الكويمه: رئيسهم صعصع بن عكيدي.
آل عكيدي آل سميحه الخولان و. - البدن.
ز. - آل موعد: آل عبيد التوام آل مريبد الغمالسة ٢ - الصديد. وهؤلاء فرق عديدة وهم من الجرباء. وهذه اشهرها: أ. الميامين: السنيان الوشاشه الفرحه المناثره ب. الخماس. رئيسهم سيد الراوي: الخاشوكه آل مسلم آل هليل ج. الوحدان: آل مشوح آل غويتم آل جرذي آل فلوان د. الشبيش. وهم: الهيشان المثلوثة الخماس هـ. الصيداد: آل صالح العبلان آل خويطر الكطيفان الدبيان الشواريج ٤ - الزميل: وهذه القبيلة مرّ ذكرها.
٥ - التومان: مر ذكرهم أيضًا وصاروا يعدون من الصائح لمتابعتهم الصديد وهم في الأصل من الثابت ومن فروعهم: أ. الاوضاح.
وفرقهم: المصارع آل محجم آل رويان آل وكيع الخلوف ب. الهدبة. وشعبهم: آل فواز التويله آل كريفان آل حزمي السعيد ج. النجبان وهم فروع: آل فنيسان المهصان آل حويمل د. الصدكه وفروعهم: آل حميضان آل عويصي آل هزيمي هـ. الصخيل.
و. الربعة.
- ٦ -
قبائل شمر القحطانية
او السنعوسية هذه القبائل مشهورة بنخوتها (سناعيس) وهي قبائل كثيرة، كلها من شمر القحطانية والقبائل المذكورة سابقًا من خرصة وصايح وزوبع ترجع الى طيء. فشمر جمعت القبائل المتخالفة والمتفرقة. ولذا يقال انها لم تكن جدًا أي جدًا جامعًا يجمع الكل في الاتصال. وقد تبين ان شمر جد تنتمي اليه فرقة الرؤساء وسائر الفرق والطوائف الطائية. ويقال ان اصل (سناعيس) (سنا العيس) أي سوقها بالحاح وشدة. ونظرًا لصفتهم هذه عرفوا بها.
وقال الأب الاستاذ انستاس ماري الكرملي: «أصلها (قناعيس) ومفردها قنعاس وهو الرجل الشديد وان القاف يبدل بالسين في بعض اللهجات مثل ساحة، و(قاحة) . وملس الأرض وملقها، وقبه وسبه بمعنى قطعة، ومر مسندلا ومقندلا أي مسترخيًا في مشيته.» اه (١) وهو الأشبه الأقرب للصحة. وقبائلهم عديدة وكلها يجمعها قبيلة عبدة.
- ٧ -
قبيلة عبدة
من أشهر قبائل شمر وأكبرها ذكرًا واتصالًا بالقرابة مع عشائر العراق الكثيرة، منها في نجد ومنها في العراق ونخوتهم (سناعيس) كما تقدم وهم من قحطان ويتفرعون الى عدة فروع: ١ - اليحيا: رئيسهم شيخ عكاب بن عجل وهو عارفة الكل ومسلط بن شريم (١) أ. الفضيل. رئيسهم شيخ عكاب وهو رئيس الكل: آل سنان. رئيسهم ابن عجل المناصير. رئيسهم نايف بن داود أبو الميخ الحيساج. رئيسهم هايل بن صياف ب. المفضل. ورئيسهم برجس بن جبرين ج. الجنده. رئيسهم ابن دهام د. آلجري. رئيسهم حمدان الفديد هـ. الشميلة. رئيسهم المشوي و. آل هامل. رئيسهم صيلح بن مثيجل ز. السليط.
٢ - الدغيرات:
رئيسهم حواس بن هثمي وهؤلاء يعدون من اليحيى: آل عليان. رئيسهم عسوك بن غازي الحسين. رئيسهم كريدي بن سعدي. ويعدون تبع اليحيى: آل حتمور. فلاح الدوح الحضر البدو الغيثه.
آل شريهه. رئيسهم التبيناوي التريبان. رئيسهم مطلك بن دليهان الغازي.
ملحوظة: الدغيرات من اليحيى وكلهم ينتسبون الى جد واحد والباقون يعدون من الربيعية..
٣ - الربيعية: هؤلاء والغرير والحمدانيون يرجعون الى اصل واحد كما هو المنقول عنهم وعن الغرير، منهم في نجد، ومنهم في العراق. وهؤلاء فرق عديدة.
أ. الجعفر: رئيسهم عباس بن علي. وهم في نجد ومنهم في العراق متفرقين في مواطن عديدة وبصورة مبعثرة ...
١ - العلي. رئيسهم عباس بن علي: (وهو عارفة) والآن هايس العباس ومنهم (العدلان) امارة آل علي: وكانت امارة جبل شمر فيهم قبل أن تتكون امارة الرشيد، وعرف منهم محمد بن عبد المحسن بن علي في وقعة له سنة ١٢٠٨هـ - ١٧٩٤م ثم خلفه اخوه صالح. وهذا عزل سنة ١٢٥١هـ - ١٨٣٦م وقتل في السنة المذكورة هو ومن معه من آل علي. وحاول عيسى ابن علي استعادة الامارة الا انه لم يدم له الامر، وقد توفي في آخر سنة ١٢٥٦هـ - ١٨٤١م. (١) ٢ - آل خليل. منهم (امارة الرشيد) . رئيسهم عويد بن سحيمان امارة الرشيد: وهذه خلفت امارة آل علي في جبل شمر ولي امارتها عبد الله بن علي ابن رشيد سنة ١٢١٥ هـ - ١٨٣٦م وهؤلاء امارتهم عشائرية كسابقتها، وكانوا في طاعة آل السعود مرة، وجموح عليهم اخرى، وهم بين قوة وضعف.. إلا أنهم اعتزوا بالحكومة العثمانية وحصلوا على ابهة ومكانة. توفي عبد الله في جمادى الأولى سنة ١٢٦٣هـ - ١٨٤٧م فخلفه ولده طلال، وتوفي في صفر سنة ١٢٨٣هـ وقيل في ذي القعدة سنة ١٢٨٤هـ - ١١ آذار سنة ١٨٦٨م.
وخلف طلالا أخوه متعب. وهذا قتله ولدا أخيه بندر وبدر في ٢ ربيع الثاني سنة ١٢٨٥ (٢٣ تموز سنة ١٨٦٨م) وقيل في ٢٠ رمضان سنة ١٢٨٥ (٤ كانون الثاني سنة ١٨٦٩) .
في ٢٠ رمضان سنة ١٢٨٦ (١٨٧٥م) ثار محمد بن عبد الله الرشيد على بندر ابن اخيه فقتله والحق به اخوته وابناء اخوته كافة، وانفرد بالامارة، وامتد حكمه الى اطراف العراق والى مشارف الشام وغلب على نجد كلها، وادخل ابن سعود في طاعته. وكان صارمًا في حكومته، عدلًا في ادارته..
مات في سنة ١٣١٥هـ (كانون الأول سنة ١٨٩٧م) ولم يعقب ولدًا، فخلفه ابن اخيه عبد العزيز بن متعب وكان سفاكًا للدماء، سيء الادارة قتل في ١٤ صفر سنة ١٣٢٤ (١٩٠٦م) فخلفه ولده متعب ولم يطل أمره أكثر من سنة فقتله سلطان بن حمود بن عبيد بن علي الرشيد في ذي القعدة سنة ١٣٢٤ (١٩٠٧م) وقيل في شعبان تلك السنة وصار اميرًا مكانه ولم يطل أمره، وبعد أشهر قلائل طرد من الامارة وقام مقامه اخوه سعود بن حمود، ثم ثار حمود بن سبهان على هذا وجاء بسعود بن عبد العزيز وكان قاصرًا فلما بلغ الرشد اجلسه على كرسي الامارة سنة ١٣٢٦هـ (١٩٠٨م) وبقي اميرًا الى الحرب العامة، ثم قتله أحد أخواله سعود السبهان في ربيع عام ١٣٣٢هـ (١٩١٤م) وضم ابن سعود حائل وتوابعها الى ملكه واعتقل من بقي من آل الرشيد، وطوى بساطهم. نعم قام بعضهم ولكن لم تكن لهم منم المكانة ما تستحق الذكر. وآخرهم محمد بن طلال (١) وهذا على يده انقرضت الامارة تمامًا واستولى عليها آل سعود في ٢٩ صفر سنة ١٣٤١ (سنة ١٩٢٢م) فانتهى حكم آل الرشيد. (٢) وهذه الامارات لا همّ لها سوى السلب والنهب، أو قل ان المحاربات فيما بينها اشبه بحروب العصابات وكانت عديدة، وهي عشائرية في غالب حياتها. ولم تر المملكة راحة حتى فيض الله للجزيرة آل سعود فانقذ الناس مما هم فيه من الخطر على المال والحياة، وسنتعرض لهم عند ذكر قبيلة عنزة..
ولنرجع الى باقي فروع الجعفر: ٣ - الجشاعمه. رئيسهم آل عبيد ٤ - آل احيمر. رئيسهم عبد الله ٥ - آل ريه ٦ - العطوان (آل عطا) ٧ - العبيدات.
وقبائل الجعفر منتشرة في العراق بصورة متفرقة في انحاءه.. وسنفصل الكلام عليهم عند ذكر (شمر طوقه) .
ب. العفاريت: رئيسهم تركي بن مبرد بن مناور بن سوكي. ولهم رؤساء آخرون: المفاضلة. فرقة الرؤساء الكعود. رئيسهم حسين بن علي الحريز آل ساعد. رئيسهم عفين بن مجيحيم المجادعه. رئيسهم بصيلان بن رحيمان المطران. رئيسهم سيف المطيري
السرحان. رئيسهم برغش الثوير المراوبة. رئيسهم سعيد المرّوب الصويان. رئيسهم نده بن نهيرّ والآن حلو بن نهير (اخوه) الوبير. رئيسهم فهد الاوبير ١٠) الهرشان. رئيسهم هباس بن هباس ج. الجدي: رئيسهم ظاهر العفين.
آل غنيمان. رئيسهم ظاهر العفين المراحلة. رئيسهم جزاع بن عنيزان آل خنيفس. رئيسهم كورز بن مشجي العكيدات. رئيسهم ابن محمود التومة. رئيسهم نهار بن شايع العنيزان فرقة الرؤساء والعارفة منهم د. المردان: رئيسهم نهار الحربي (من الاخوان) البرك. محيميد بن برك آل تبلس. محمد الظاهر الحروب آل عطا السليم هـ. المحيسن. رئيسهم كنيفد الجربة. ويقال انهم من العفاريت آل شعيب و. الزكاريط: رئيسهم عراك بن سيف بن طلال بن مهنا ابن مغامس. نخوتهم (السناعيس) أيضًا.
وقد جاء عنهم في عشائر العرب: «الزكاريك بالقرب من سيدنا الحسين، وهؤلاء أظرف الفرسان مجاوله، وامنعهم محاولة، واكرم الحواضر والبوادي، وانطق لسانًا في اجتماع النادي، واقدم في عزائمهم، واصدم لمقاومتهم..» اه (١) ١) النصر الله: رئيسهم عراك المذكور ويتفرعون كما يلي: ١. المحمد: ويتفرعون الى: ١ - آل يوسف: واقسامهم: ١) آل مغامس: آل مشعل آل سلطان آل مهنا آل مسربت آل محمد منهم الرؤساء عراك وسائر اقاربه وموازي بن حميدان بن حاجم بن سلطان المغامس. ويلحق بهم: ١. الرحبه من اليحيى ٢. المزازره أو المزار. من الجنابيين ٢) آل فاضل: رئيسهم بندر الفرحان: آل يعكوب آل نصار ٣) آل رميزان. هذال آل بطين آل حشيش ٤) آل فارس. شعلان بن حمور ٢ - آل غراب: آل مشاري آل صكر آل شمران ٣ - آل ذياب ٤ - آل جمال ٥ - كنامه ج. آل طلاع: رئيسهم صخيل بن خميس. وهم ثاني فخذ من آل نصر الله: آل محيسن آل سهيل آل غبو د. الشوردي: ومنهم العوارف وهم فرقة. وهم فخذ ثالث من آل نصر الله: آلساير. الرؤساء (عوارف) آل بطوش. الرؤساء (عوارف) ٢) آل علي: ثاني فخذ اخوة نصر الله وكلهم اولاد صبيح رئيسهم عجيل بن تركي وسالم بن هويت بن علي. وهم عوارف الزكاريط ايضًا.
التركي. رئيسهم عجيل الحسين. رئيسهم سالم بن هويت ومنهم السميط آل حماد العتيج ٣) ال عكاب: رئيسهم زيدان بن كفش بن عواد وهؤلاء ثالث فخذ من أخوة نصر الله: الخنين.
ال خان. رئيسهم مشعان بن دبيسان الفوّاز.
٤) - أهل الحجلة: رئيسهم حمود المعافي. وهؤلاء رابع فخذ من اخوة نصر الله: ١ - الجفيل: العودة. فرقة الرؤساء ال معافي فخذ واحد يسمى العويد والمعلج ٢ - العويد المعلج منهم الرميض ٣ - الغضيان ٤ - ال شدوخ ٥ - ال زنوح. تبع من الشميله من اليحيى.
٦ - ال جنهاب ٧ - ال جيناب ٨ - الزريف. محمد ال زريف. اصلهم جنابيون.
٩ - الرماة. لحق ثم هناك افخاذ اخرى ملحقة بهم ولكنهم متصلون بهم ويعدون من فروعهم ...
٥) - المغره: رئيسهم علي بن هوير أ. المسيعيد الرميح رئيسهم وارش ال زياره مصارع ابن بدعي ال شتيوي ال وادي. عبيد الحطاب ب. المهايره: ال شليت. جبر ابو كطينة ال ماضي. حمدان ال حبل ال نكيط. جداح الجياميز. سلمان الظاهر ج. الشريفات: ١ - البطنين: السعدون ال سعد المساعده الجبران ٢ - آل لهيمص: العذية.
الحمران ال غرداش الخليفات العجاج المعيجل المغاليث المشعان الحنيان د. خسرج: رئيسهم مخيمر بن فهيد وشاهر بن دهش الرحاحله الدولاب الصفيرات ال عفر ال خضر هـ. التمايم محمد الشماص من (بني تميم الملالطة المويمن و. الحباب: البكاط السرحان الزبيدات.
عوارف عبده: مسلط بن شريم من اليحيى من الفضيل جزاع بن عنيزان من الجدى عارفة الربيعية في نجد. وكذا اخوه زغير بن عنيزان.
عباس ووادي ابنا علي من الجعفر. في جهة السماوة والديوانية. من ال علي.
ظاهر العفين ابن جدي رئيس ال جدي.
حالة عبدة اليوم:
الكثيرون من عبدة ركنوا الى الزراعة ونوعا مالوا عن البداوة الى الحياة الريفية وان كانت لا تزال عاداتها مألوفة لهم ولا يودون أن يتركوا منها شيئا. وللمحيط تأثيره الخاص، في نسيان الغزو والحروب ولا ينكره أثره على سجاياهم وأخلاقهم وروحيتهم..!! أوصاف شمر: يصفهم قومهم والمجاورون باوصاف عديدة اشهرها: الطنايا.
زينو المحازم.
طيار الشاف.
عيون الحصن.
عقبان ديم.
خلاصة تاريخية
في قبائل شمر عرفنا مما مر اصل قبائل شمر، وتفرعاتها، والاندغام فيما بين الأفخاذ وبين المجاورين والسكان الأصليين.. وهذا هو تاريخها الحقيقي، وبيان وضعها الواقعي، وهكذا يقال عن تاريخ تجولها وورودها العراق.. ومثل هذا آدابها وعاداتها وسائر تقاليدها وأحوالها الأخرى، وفي ذلك تاريخ للقبيلة وهو سيرتها الناطقة..
وبتثبيت هذه الجهات نكون قد علمنا تطوراتها وتاريخها ... وأما تدوين وقائعها التاريخية بالنظر للحكومة، أو للقبائل الأخرى فالقسم الأكبر منه يعود لتاريخ العراق ويطول بنا التعرض لهذه والتبسط فيها هنا، وبذكرها يحصل تكرار لمواضيع التاريخ ...
ذلك ما دعا ان نترك هذه لتاريخ العراق والاشارة احيانًا الى بعض الحوادث، وان اهمالها، او الاشارة اليها لا يعني إلا ارجاء البحث الى التاريخ وان الضرورة ماسة الى بيان العلاقات العشائرية مجموعة ودرجة اتصالها بالشعب والحكومة معًا.
واعتقد ان هذا كاف لمعرفة تاريخ القبيلة.. وفي ضمن ذلك تدخل العادات والآداب والأحوال الروحية مما يجب ان يخص القبيلة أو القبائل التي تشترك في صفات واحدة أو متماثلة وسيجيء بحثه.
والملحوظ أن شمر جاءت وقائعها التاريخية في أوائل القرن الثاني عشر، فان غانم ابن حسان منهم، ورد ذكره في حوادث سنة ١١١٨هـ - ١٧٠٧م وحوادث الأسلم جاءت سنة ١١٥٢هـ - ١٧٤٠م وزوبع عرفت وقائها سنة ١١٦٩هـ - ١٧٥٦م ورئيسهم كان بكر الحمام. والغرير كانوا معروفين في القرن الحادي عشر. وكل هؤلاء سبقوا شمر الجرباء. ومثلهم شمر طوقة..
جاء شمر آل محمد (الجرباء) على اثر تسلط آل سعود على الجزيرة وكان ذلك في اوائل القرن الثالث عشر الهجري والخرصة معهم، وفي هذا التاريخ كان ورود الضفير، وعنزة.. وان تحقق تيار الهجرة لبعض قبائلهم والفروع التي تمت اليهم حصل قبل هذا الزمن بكثير..
وهكذا تواتر سيل هذه القبائل فكان آخرهم ورودًا قبيلة سنجارة وميل هذه الى العراق حصل بتواريخ متوالية تبتدئ من اوائل القرن الثاني عشر للهجرة او قبله، وكادوا يستكملون الهجرة والنزوح الى هذه الأنحاء، ووجدوا من يرحب بمجيئهم ويرغب في تكامل جموعهم للتناصر بهم وللقرابة النسبية، كما ان آخرين عارضوا وقاوموا حتى حصل الاستقرار. والرغبة مصروفة الى ان ميل الأقسام الأخرى من هذه القبائل كان يجري لأدنى فرجة يرونها في صفوف العشائر بركون جماعات منها الى الزراعة او الى القرى والمدن فتخلو البادية لهم دون مناع، او بمقاومات قلت أو كثرت.. ولولا بعض الأحوال غير الاعتيادية لرغب البعض في المجيء الى العراق لما تقدم، ولآمال اخرى غير هذه..
والأسباب الداعية للهجرة لا تقف عند المحل والغلاء الذي يحدث أحيانًا، ولا العداء القبائلي، وانما هناك تدافع على السلطات وامارات القبائل، أو السيطرة على الجزيرة كما وقع لابن سعود. او ان فروع القبائل مالت الى ارياف العراق وارادت ان تقوى وتعتز باقاربها ومن لها علاقة نسبية وصلة بها فحسنت الأمر، وصارت ترحب بالنازحين افرادًا أو جماعات فلا تمضي مدة حتى يستكمل الفخذ عدده، أو القبيلة رجالها وهكذا..
وأمراء قبائل شمر كان من اسباب هجرتها ان رأى امرائها من آل سعود ما لا يحبونه، وشاهدوا ما لا يرضونه، أو بالتعبير الأصح لم تقو هذه القبائل على حب النظام المطلوب، وارادت ان تكون سلطتها لنفسها دون ان تصير تابعة ... فمالت الى العراق، ووجدت مناصرة من الحكومة من جراء عدائها لابن سعود آنئذ من جهة، ولكسر شوكة قبيلة العبيد من جهة أخرى..
والحاصل ان الهجرة دعت اليها حاجة المعيشة فمال ابن حسان بقومه وزوبع بجملتهم وشمر طوقة بمختلف جماعاتهم.. والثانية ضرورة مناصبة العداء لآل السعود والميل الى الحكومة العثمانية وكانت اكبر عدو لهم بأمل أن يعتزوا بها وهكذا تخللت حوادث هجرة بين هاتين الهجرتين وما تلاهما.. ومن الجانب الآخر ان الحكومة رحبت بهم للأسباب المارة وغيرها..
ووقائعهم مدونة في تاريخ العراق، وغالبها غزو ونهب، ولم تساعد بوقائعها الحكومة إلا في قضايا خاصة، او حوادث ضرورية.. ولكن ميلهم للزراعة وأخذهم بنصيب منها كل هذا بأمل أن ينالوا حظهم من منافع البلاد وخيراتها من طريقها المشروع! وأن يتقربوا من الحضارة، ويتقدموا اليها خطوة ...
ملحوظة: يتفرع من قبائل شمر قبائل كثيرة تفاوت تاريخ مجيئها الى العراق فنالت اسماء جديدة كما تقدم أو عرفت باسم قبائلها الأولى وسكنت في هذه الديار ويتكون منها مجموعات تحتاج الى مباحث طويلة. واسعة الأكناف تكاد تزيد على اصلها وتفوقه في الكثرة الا انهم لا يكادون يشبهون اصلهم اليوم فاكتسبوا عوائد جديدة اقتبسوها من محيطهم وبيئتهم ونالوا عرفًا لم يعهدوه فيما سبق.
ولما كان اصلها واصل (شمر البدو) واحد رجحنا البحث عن المشهور منها تسلسلًا لمعرفة اصل القبائل ووحدتها وعلاقاتها من حيث النسب والأرومة ولم نفردها بحيالها بل ذكرناها بعد الكلام على هذه القبائل..
- ٧ -
شمر طوقة
هؤلاء من شمر الأصليين، نزحوا الى انحاء العراق من مدة طويلة فاذا كانوا الصائح سموا بهذا الاسم فلسبب آخر سميت هذه بطوقة. ويقال - كما هو شائع - أنهم حينما عبروا دجلة الى الجانب الأيسر من مواطنهم الآن كانت امرأة تنادي كلبتها وتدعوها بقولها (طوقة) وكررت ذلك مرات عديدة الى ان ازعجت الناس هناك بكثرة صياحها ومن ثم اطلق عليهم (شمر طوقة) فاتخذ نبزا لهذه القيبلة أو القبائل المتجمعة.. ولا يحفظون سبباُ آخر لتسميتهم بهذا..
وما جاء في دائرة المعارف للبستاني من ان (شمر طوقاء) منازلهم في ارض نجد وباديتها وشيخهم محمد الرشيد.. فغير صحيح قطعًا. وإنما هم من سكان العراق في الجانب الشرقي من دجلة بين نهر ديالى والكوت، وان هذا الوصف لحقهم عند عبورهم دجلة بالوجه المذكور.. (١) وان شمر الجرباء يعترفون لهم، وانهم انفصلوا عنهم ولكنهم تركوا البداوة فهم معيبون لديهم من هذه الناحية وعلى هذا يوجهون اللوم عليهم. أما نسابة شمر فانها تحفظ لهم انسابهم وتعترف بانهم من قبائلها ومن طالع افخاذ شمر وفرقهم الأصلية يقطع بانهم منهم. وكذا النخوات العامة مؤيدات. وما اورده الحيدري من ان (شمر الجرباء) ينكرون نسبهم فغير صحيح فان الانفصال من الاصل كان قد تباعد وكاد ينسى. وهذا لا يخول الطعن بوجه ... ولكنهم تجمعوا من فرق مختلفة وافخاذ متباعدة القربى كما سترى عند الكلام على كل فرع من فروعهم.
قال صاحب (عشائر العرب): «ومنهم شمر الجانب الشرقي من دجلة.. كبيرهم حمد البردي، ومشكور الزوين وهؤلاء لم يجد اللوم عليهم مدخل، ولم يذكر في احدهم قول انه جبان او بخيل، بخيلين الا في النوال، وحيبن الا في النزال، سادتهم أحلامهم فاعلت اعلامهم، وتشابهت لياليهم بأيامهم، كلهم طالب فخرا، أو مذخره ذخرا» اه ص٤٨ وهؤلاء يرجعون في الأصل الى: غرير صلته صدعان وهذه الأقسام كلها في الحقيقة من شمر. والكل يقيمون بين مصب نهر ديالى والكوت الى قرب (شادي) المقاطعة المشهورة. وفي لواء ديالى منهم مقدار ليس بالقليل يرأسهم سعيد العدوان. وفي لواء الكوت الرياسة للشيخ حميد السيد الصفوك بن محمد بن بردي وينازعه جلوب الطرفه.
١ - الصلة: ونخوتهم (صليتى) ورئيسهم حميد السيد المذكور. وهذه النخوة دليل على انهم من شمر..
وفرقهم: أ. المجابلة. رئيسهم جلوب الطرفه بن صبر بن مالح بن جليب بن بشارة بن جليب بن طرفة ابن ربيع. من بيت مالح الكليب. وهم في الأصل من الأسلم ونخوتهم (يمغ) وكلهم يرجعون جتفه (كتفه) من الأسلم: ١) الحميان: رئيسهم علي البطيخ
وهؤلاء كان قد استعان بهم شاطي الخالد رئيس النفافشة على قبيلة الجعفر وكانوا اهل الرياسة على شطر كبير منهم فتمكن من ازاحتهم وتامين الرياسة على قسم كبير من شمر طوقة حتى خلصت الرياسة للنفافشة على شمر طوقة، ورئيس الحميان آنئذ رايط بن دهلة بن ادريس بن غانم ابن رديني (ويسمى الفخذ باسمه) بن تهام.
ورايط هذا ترك: راشدًا ومن اولاده يوسف وعبد الله وجبارة. ولهذا الأخير ابن اسمه منشد.
ناهض وهذا خلفه من الأولاد: عنكود. ولهذا ولد اسمه عبد عون.
دبشي. وله ابن اسمه دنبوس ترك ضمدا، وفجاجًا، وعداي، وطوفان.
بطيخ. وله من الأولاد الشيخ علي وهو الرئيس وسلمان وحمد وسويلم وعقال وفهد وكامل وثامر.
عودة. وله من الأولاد منحي وحسين ومحمد.
وفروع الحميان: الرديني. منهم الرؤساء الرواضي. هزاع العلي السلامة. رئيسهم ايدام المنصور الخليفة. حمزة النهير المساعد. رئيسهم حسن النايف ٢) البنوه: رئيسهم مزعل الحسين. ونخوتهم (حمده) وفروعهم: الخضر. رئيسهم عجه المغير.
بيت مسعود. رئيسهم شغيدل الصالح. والآن ابنه عاصي.
بيت حسين الفاضل. رئيسهم مزعل الحسين بيت العجه (العيه) (١) . رئيسهم هندي العبيد بيت حنظل. رئيسهم جاسم الحسين ٣) الهذيل. رئيسهم عبد الحسن بن خلف المتيني. ونخوتهم (ناهيه) و(صليتي): بيت مرعي. الرؤساء.
بيت حيدر.
السماح.
بيت عرنوس.
ويلحق بهم: الخوالد.
النداوات. وهؤلاء لم يكونوا من شمر.
٤) - الدسوم. رئيسهم جبجاب المحمد.
٥) - الكتافه. فرقة الرؤساء او الجتفه ومنهم الطرفة. ورئيسهم الشيخ جلوب.
ب. الدلابحه وهم من (المعاضيد) ونخوتهم (اجمرات) ويلفظ (ايمرات) . رئيسهم رغيف الداود: الرويح. ومنهم الرؤساء الكويطع. رئيسهم عباس البريسم الوحيش. رئيسهم محمد الشديد الزبيدي. رئيسهم جاسم المحمد الهداب. خربوط الغضبان.
العراجله. وهؤلاء في الأصل من بني تميم. ويعدون من الدلابحه ج. داور.
رئيسهم مطلك المحمد العبد العالي بن صبيح ونخوتهم (أولاد حسن) وصليتي وسناعيس يسكنون زوية الزرع وهمينية (١) في انحاء العزيزية وقسم في الجانب الغربي من أراضي الزبيدية في مقاطعة الرجيبية والطويل. والمشهور انهم دغيرات من عبده. ولا يزالون يحفظون انسابهم ولا يلتفت الى قول الآلوسي انهم مجهولو النسب. فانهم من الدغيرات من عبده.
بيت زريف. رئيسهم سعيد الخميس ومنهم بيت منصور في اراضي همينية.
بيت صينخ. رئيسهم محمد الحمدي.
بيت حمور. رئيسهم شيخ مطلك المحمد في زوية الزرع. فرقة الرؤساء وهؤلاء من بيت صينخ.
الدواورة. رئيسهم جعاطه الحنظل. متجولون.
بيت وادي. رئيسهم شنو الخلاف في الرداد.
بيت خالد. رئيسهم حمد الحواس. في اراضي عتبة قرب العزيزة من جهة بغداد ويعدون فخذًا واحدًا مع بيت زريف.
بيت دبش. رئيسهم عويد اللهواك. في اراضي الرجيبية شعبة الزبيدية.
بيت خماس.
بيت طرفه.
هؤلاء في الجانب الشرقي من دجلة. ويجاورهم المجابلة، والدلابحه، والقراغول، والبنوة، والهذيل.
وأما الذين في الجانب الغربي فيجاورهم العاصم من الدليم، والجعفر (ورئيس الجعفر ورور اخو سالم)، والغوافله من الدليم والبو عامر من زبيد والغبيشات من الدليم، والصباح من الدليم.
د. عتبه. رئيسهم صحن العاصي وعلي المشعل ونخوتهم (شيابين) . والمشهور انهم من ربيعة: المعين. رئيسهم علي المشعل: بيت سلطان بيت دلي بيت خويلد البو خريف بيت سحاب بيت اسماعيل البو عليوي الغنيمة المحاسنة. رئيسهم سالم المشعل.
هـ. الخوالد. رئيسهم مطلق الراشد والآن عليوي العبد الله نخوتهم (هبوس) أو (أولاد هباس) ويقال انهم من بني خالد. ومنهم البو مطير والبو وحيد وبيت عباده والسلمات والسحاب والعبابسة يسكنون اراضي الدبوني والياقوت في اراضي القطنية: بيت وحيد. رئيسهم علوان الشايش بيت صليبي. رئيسهم صخي الحسون الغشام. رئيسهم كنيهر بن ظاهر (تبع) البو مطير. رئيسهم محيسن الحسن بيت عباده. رئيسهم عليوي العبد الله السلمات. رئيسهم شلال الجويعد العبابسه. رئيسهم خضير الحسن البو محيسن. رئيسهم عباس العنفوص الرمح. رئيسهم محمد الرمح السحاب. رئيسهم لفته الراشد
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
و. القراغول. رئيسهم عيال بن حزام ونخوتهم (باشه) او (اولاد باش) . وهم من القبائل الملحقة: الحمد الله. رئيسهم هادي العبطان: النعيمات البو هلال الجمعة البو عبد عون. رئيسهم زيدان الخلف وعيال الحزام: الحبيب الشبيب البو سهيل. رئيسهم مصطاف المحيسن: بيت كاظم بيت حسن بيت نوار بيت نده البو كناص. رئيسهم صالح المهيدي: البو سلامة بيت خلاوي وللقراغول بحث خاص في عشائر العراق في قسم الريفيين..
ملحوظة
منهم من يعد الشجيرية أيضًا فرقة من القراغول.
والقراغول في الغراف منهم: الجنعان، والسهيل، ونخوتهم في جهة الغراف (دعاج) ومنهم من ينتخى (باش) وهناك هوسات معروفة، تنقل كنبز والظاهر انها لا صحة لها:
كبل البسم الله يمد ايده
ربيتك حايج لهدومي
مكتوب اسم الله بمنكوكه
ز. المسعود. نخوتهم (الحصاة)، و(بسعد): الهرير. رئيسهم صالح العبد علي.
الاخيدم. ومنهم المشلح. رئيسهم عمير بن مسلم.
الغربان. رئيسهم فريح اللطيف.
الشاكر. رئيسهم سلمان الشده.
الطويلع.
وهؤلاء من المسعود الذين في انحاء كربلاء جاؤا مؤخرًا. وسنفرد لهم الكلام. وهؤلاء الذين مع شمر طوقه هم اهل بعير وتجول ومنهم اهل فلاحة.
٢ - الغرير
لانكاد نجد قبيلة لم تكن متداخلة مع اخرى بحيث يستحيل تمييزها لمن لم يخالط القبيلة ويستنطق الكثيرين. وهؤلاء قد اختلطوا بالصلته واتصلوا بها اتصالًا قويًا ولا يفرقون من سائر شمر طوقه إلا بأوصاف خاصة من نخوات، أو حفظ انساب وما ماثل، وهم من الربيعيين ويرجع اصلهم اليهم كما اني علمت ان الصلته يرجعون ايضًا الى الغرير ولكنهم استقلوا بوضعهم. ومن راجع قبائل شمر الأصلية يجد طريق الاتصال. ونخوتهم (غريري) ولم يكن رئيسهم مستقلًا وانما لكل طائفة منهم رئيس على حدة. وسيأتي الكلام على الغرير القبيلة المشهورة وهناك يعرف اتصالهما في الربيعيين. وهؤلاء الغرير مع الصلته يتناخون في اليوم الكبير (سناعيس) .
وفرقهم: أ. المناصير: رئيسهم كشمور العلي. وشوكان بن حمود ونخوتهم (اولاد منصور) . ويقال انهم يرجعون الى شرفاء مكة والأكثر يعدونهم انهم من المجابله. وفي عمان المناصير قبيلة مشهورة ولا يعرف فيما اذا كانت لها صلة بهؤلاء، أو أن الاسم وافق اللفظ.. (راجع عنهم عشائر العرب للبسام ص٤٠ - ٢) الحمران ومنهم كشمور. ويقال ان هؤلاء الحمران من الصلته.
العساف. رئيسهم كشمور.
العويضه. رئيسهم تميم بن مغيتر.
المحيسن.
الغانم.
العياف. شوكان بن حمود.
الزوابعه. ناصر الحسين.
كفيفان. رئيسهم عبود النذير. وهذا هو عبود بن نذير بن عباس بن سيد بن فراس بن محمد بن يوسف بن زعيري بن كفيفان. ويقال ان جدهم غليس وهو جد كفيفان كان في نجد ويتصلون بالنفافشة. ومن رؤسائهم حبيتر الخسباك نخوتهم حشيش. وبعضهم يقول نخوتهم (دشر) و(صليتي): الفراس. رئيسهم عبود النذير وهؤلاء يقتنون الجاموس.
العرب: رئيسهم ابن خسباك (أخوة جمله) بقوا على بداوتهم ولذا يقال لهم العرب: العوض. حبيتر الخسباك.
البو مطر. رئيسهم مطلك الحسين.
بيت سيف. كاظم السرحان.
البو خليف. كنان الفرحان بيت ابو خيوط.
ج. شويفي. رئيسهم سلمان الضيدان ومخليف السيد ونخوتهم (غرير) ويسكنون القطنية: البو خزام. رئيسهم مخيلف السيد.
حرادنه (الحردان) . مرزوك الساحل.
الحمود والسعد فرقة منهم. رئيسهم عباس الحمادي.
د. هيرار. رئيسهم كاظم العباس. نخوتهم (كحيلي): الرباع. رئيسهم كاظم العباس.
السجله (السيله) . رئيسهم جبر المحمد.
المعن. رئيسهم ايدام الهربوت.
خريف. رئيسهم مكطوف الدنين.
هـ. نفافشه. رئيسهم حميد بن سيد بن صفوك بن محمد البردي بن خالد بن محمد بن حمد بن خالد بن ناصر بن عبيد بن جراح بن دواس وهذا الاخير يرجع الى البعير من الاسلم، ولكنهم ترأسوا الغرير وصاروا يعدون منهم، وان تداخل الافخاذ في شمر طوقه كبير جدًا وفيهم من كل افخاذ شمر المعروفة تقريبًا وعلى كل حال لا يعرفون انفسهم الاغريرية. ونخوتهم (حردة غريري) وهم اصل الغرير:
١ - البردي. حميد السيد وسعيد العدوان بن مروح ابن شاطي بن خالد و(البردي) فخذ الرؤساء وبردي هذا له أخ اسمه شاطي كانت له الرياسة وهو الذي انتصر على الجعفر وصار يرأس قسمًا من شمر، وما زالوا في تقوية حتى ازاحوا الجعفر، وانتزعوا الرياسة من ايديهم. وقد ترك شاطي (مروحا) وابنه عدوان، وسعيد بن عدوان الآن في لواء ديالى وهو رئيس على قسم من شمر طوقه.
أما بردي فله: ١.حمد. ووقائعه ايام داود باشا معروفة. ولحمد هذا ابن اسمه سعود ترك ولدين أحدهما سلمان وله ابن اسمه داود، وثانيهما مهجهج وله ابن اسمه علي.
٢. - محمد وهذا ترك صفوقا، وحسينا. اما صفوق فقد ترك (سيدًا) وهذا له من الأولاد حميد (وهو الرئيس) ومحمود وحمدان واحمد، وحميد السيد المذكور هو الرئيس العام. واما حسين فله معيدي وزبيدي ونداوي.
٣. - جاعد. وهذا له ثلاثة ابناء احدهم وشل وهذا ترك ابنًا اسمه رشيد ولرشيد هذا ولد اسمه محمود، وثاني اولاد جاعد شطب، ترك سعدونًا. ولهذا ابن اسمه دوجل. والثالث من اولاد جاعد مشل وله ابن اسمه ظاهر.
ومن وقائعهم المحفوظة ان الحكومة العثمانية قتلت شاطي الخالد جد سعيد العدوان وراشد الرايط جد علي البطيخ، ومصارع جد جرك العنان شيخ الصدعان. وكان في هذه الأثناء جاعد البردي صغيرًا وهو أخو حمد البردي المعروف في التاريخ. وهذا قد علم ان ما جرى كان بتحريك من عبد الحسن الكيطوف فسطا عليه فقتله، وعبد الحسن هذا كان من أقارب مشكور الزوين من الجعفر وتعين هذه الوقعة ان الحكومة كانت تتوصل الى سحق بعضهم ببعض لتأمن غوائلهم ولكن الجعفر تقلصوا وزالت رياستهم العامة بصورة تدريجية، فلم يكن الآن لهم شأن كبير نظرًا لقلة سلطتهم..
٢) - الزبن. صلبي المطرب.
٣) - البو ناصر. عيد الوشل.
٤) - الحمود. تمن الخليف.
٥) - المرزه. منهم السباهي. جليب العضيب.
٦) - العيد. رمح الطرفة (تبع) .
ملحوظة
الباوية يعدون من شمر طوكة. وفي الاصل هم من ربيعة من قبيلة الشحمان كذا ذكر اهل هذه الطائفة والآن يعدون من النفافشة..
و. السكوك (الزكوك) . رئيسهم عبد الله بن حسوني المحمد. ونخوتهم (هموش): المكحول. رئيسهم سعد الحسين.
الختيت. رئيسهم سعيد الرويزي.
الفلاح. رئيسهم عبد الحسوني.
السواك. رئيسهم خلف الحسين.
ز. الجعافرة (الجعفر) . رئيسهم علي بن دنبوس بن جباره بن مشكور بن زوين ومشكور الزوين مرالنقل فيما يخصه عن عشائر شمر طوقة من كتاب (عشائر العرب) للبسام. ونخوتهم (سناعيس) وهؤلاء من الجعفر من عبده وهم منتشرون في لواء ديالى ايضًا ولكن بصورة قليلة وكانت الرياسة منهم في الهلال، ومواطنهم في نهر الهلالية شرقي الدرعية في انحاء سلمان الفارسي (رض) ولم يبق من هؤلاء الا علي الدنبوس ويقال لهم الهلال و(الزوين) . والآن يسكنون في مهروت في نهر الرهبي غربي السكوك لما تولد بينهم وبين النفافشة من عداء بالوجه المذكور ...
وهم بعض بيوت، محافظون على انسابهم: عوادل: البو عاشج.
البورمح.
الزوين.
العلي.
وهم أصل الجعفر. رئيسهم علي الدنبوس. وهؤلاء فقدوا رياسة شمر من ايام عبد المحسن الكيطوف من اقارب مشكور الزوين وصارت الرياسة للنفافشة قوم حمد البردي المعروف في تاريخ العراق، وفي عشائر البسام.. وجاءت حادثة شيخ شمر مشكور الزوين في حوادث سنة ١٢٣٣هـ - ١٨١٨م..
المعيان. رئيسهم عبد النايف وفيهم الجعافرة وهم من الجعفر ورئيسهم مهيدي الصالح. ويسكن المعيان في القطنية، وفي شويفي غربيها.
ح. المردان. رئيسهم مغير البديوي. وليس لهم افخاذ كبيرة لقلتهم. ونخوتهم (مرادين) وسناعيس (اصلهم من عبده): بيت بستان.
بيت خلف الجلو.
بيت حاجم.
بيت غيمه.
البو هله.
الدويج. ويجاورهم الزكيطات والنفافشه..
ط. الشهيلات. رئيسهم محمد العطروز نخوتهم (اخوة هكشة) اصلهم عساجره من ربيعة..
البو طعيمه: عساجره. ومنهم المهاوش وهم الرؤساء: المهاوش.
خماس.
ي. الباوية. رئيسهم محمود المسلم. نخوتهم عمور واصلهم من ربيعة.
ك. الزكيطات. اصلهم جبور: بيت صينخ خشف.
بيت خضير ل. الوشيلات. في الزمر رئيسهم محمد العطروز.
٣ - الصدعان
هؤلاء يرجعون الى منيع رئيسهم مسرهد المناحي والآن ابنه محمود ابن مسرهد بن مناحي بن حمد بن رحمه بن شاهي وفيهم المثل المعروف (ما من ورا الصدعان فود) ومنهم من يحفظه في غيرهم فيقولون (ما من ورا الفدعان فود) وهم من شمر ومعهم من قبيلة الوهب وهم الثوابت والطليحة وهم: أ. اصل الصدعان. رئيسهم محمود بن مسرهد ونخوتهم (أولاد حسن): الفارس. فرقة الرؤساء: الشاهين.
بيت رحمه.
الهويمل. وهم من عبده من اليحيى.
الجليب. رئيسهم هزاع الشلش.
الشهاب. رئيسهم شاطي بن بريج.
ب. الثوابت. رئيسهم خلف الثويني. نخوتهم (أولاد وهب) . وهم من سنجاره.
ج. دعجه (وتلفظ دعيه) . رئيسهم جليب المحمد. نخوتهم أولاد حسن.
الشويخات. رئيسهم حسين الكاسر.
المطار. رئيسهم كاظم الردّام.
الشديد. رئيسهم غلام الهايس.
الصلخة. رئيسهم كاظم العامود.
السالم. فرقة الرؤساء.
الزور. رئيسهم هندال بن جوير.
الشيخ راشد. رئيسهم شاهين الصكر.
العميره. رئيسهم هندال الجوير.
الرميح. رئيسهم حواس الحمود.
د. الطليحه. رئيسهم محل الذياب العلو وهم من وهب ونخواتهم (أولاد وهب) .
هـ. الدلفية: وهؤلاء من عبده، ونخوتهم (سناعيس) . ورئيسهم دعدوش بن فرحان السالم ومنسي الحسين، ويقال لهم (صبيان الابريسم)، يسكنون اراضي الفتاح بقرب عقروب الافتاح من حدود القطنية. وافخاذهم: ربيعان. ومنهم الرؤساء.
الجويمل.
السحيب.
المطاردة.
الحالوبة.
الجورانية. وهؤلاء حلفهم.
ويعدون من الصدعان وفي الحقيقة هم من عبده.
نظرة في شمر طوقة: من هذه الفرق وتداخلها بعضها ببعض يظهر ان المكان والتوطن أثر كثيرًا فحصل الاختلاط الذي لم يعد يحصل معه التمييز بين الفرق الا بصعوبة بسبب الدوام على الالفة والجوار الطويل بحيث جعلهم بمثابة فرقة واحدة فأدى ذلك الى ان تكون صحبتهم واحدة والا فهم كما رأيت من بدايد مختلفة. ومع هذا كله نرى الاختلاط في الغالب مبنيًا على القرابة البعيدة. فان غالب من اختلط مع الغرير يمت اليهم او يرجع واياهم الى نجار واحد مثل الجعفر فانهم لا يبعدون عنهم وكذا كل من ينتخي بالسنعوسية مما أدى الى اتصالهم وتقاربهم في المنزل وفي الصيحة. فالدلابحة في الأصل غرير ومما يتمثلون به «راعي الشعبتين غريري» ولكنهم يعدون من الصلته وهكذا يقال عن المناصير والنفكان.
عوارف شمر طوقة: طرفه الصير بن جتفه من المجابلة وهو والد الشيخ جلوب وقد توفي سنة ١٣٥٣هـ - ١٩٣٦م أخو سالمه من الجعفر.
شاهين بن صكر من الدعجه.
شوكان بن حمود شيخ المناصير.
- ٨ -
المسعود
من قبائل شمر، والآن لا يشبهون شمر في حياتهم المعايشية، ولا يأتلفون غالبًا معهم في آدابهم وعوائدهم وسائر أحوالهم وسكناهم، فهم من القبائل الريفية، ولم يكونوا بعيدي العهد في الانفصال ولكنهم مالوا الى الأرياف وألفوها فصاروا من أهليها بلا فرق.. وغالبهم في كربلاء وفي المسيب، ولا يزال بعض أفخاذهم المعروفين بهذا الاسم مع شمر طوكه كما أشرنا الى ذلك، ورئيسهم في الشامية عبد المحسن ابن الحاج سعود الحاج هتيمي، ومن رؤسائهم فوّاز، ونخوتهم (عليه) وفي الأيام المعضلة (بسعد) وهذه نخوة بني سعد والظاهر انهم مالوا اليهم واختلطوا بهم بحيث صاروا يعدّون أنفسهم منهم، ويسكنون في أطراف نهر الحسينية في كربلاء وأفخاذهم متداخلة ومختلطة ببعضها ولا يظهرون بكيان مجتمع، وكتلة واحدة في الحقيقة وانما هم متفرقون في البساتين والمزارع والمجموع منهم قليل جدًا.
وهذه أشهر أفخاذهم: الغرير، رئيسهم نعمه بن فوّاز، وهذه فرقة الرؤساء.
الامارة، رئيسهم علوان بن مزعل، وهؤلاء من الغرير أيضًا.
الغيلان، رئيسهم حوار الكعيد، من الغرير.
الهنداس، رئيسهم مركب بن عمد، من الغرير.
الفرحان، رئيسهم عبد المحسن بن الحاج سعود من الغرير.
الكوام، رئيسهم علو بن مزعل بن علاوي الدربين وشعلان العيفان.
الحيف، رئيسهم محمد بن سلمان، وهؤلاء من الكوام أيضًا.
السمير، رئيسهم نايف العلي، من الكوام.
البو غانم، ويعدون معدانًا وهم من الكوام.
العوّاد، رئيسهم سلمان بن ردام.
الهرير، دهش السلمان.
البو مصري، وهؤلاء يعدون من المعادي. وأصلهم غرير أو ملحقون بهم.
العكابات، رئيسهم عمران الهدهود وعبد العافص في المسيب.
الزميلات، رئيسهم نايف العلي الزمبلي، في المسيب.
الهوابر، رئيسهم رئيسهم مغير بن فرحان الجسام، في المسيب.
الصعيبيين، رئيسهم عبد العزيز، في المسيب.
المناجعة، رئيسهم عسل بن ساحل.
المحازمة، رئيسهم علي بن فرحان الفياض الحمزة.
بني سعد، رئيسهم كاظم المحيسن الأحمر، وهؤلاء ليسوا منهم وان كانوا على اتفاق، وكثرة المسعود في كربلاء وفي المسيب وهم أسلم ولكنهم تخالطهم أفخاذ أخرى من قبائل شمر الأخرى كما يلاحظ من مقارنة الفروع بالاصل.. ويجاورهم أو يساكنهم بنو حسن، والجنابيون، واليسار، وبني سعد والنصاروه.
- ٩ -
قبيلة الغرير
هذه القبيلة كانت مشهورة بوقائعها في أوائل القرن الثاني عشر الهجري أيام الوزير حسن باشا والي بغداد وقد اشتهرت باسم (غرير وشهوان) وهي من قبائل شمر التي وردت العراق قبل غيرها.. وقد جاءت حوادثها سنة ١١١٦هـ - ١٧٠٥م في (تاريخ سبعة وزراء)؛ ونخوتها (سناعيس) وعمور والمحفوظ انها تتصل مع الربيعيين من شمر عبدة وأنهم وآل شهوان أخوة، ومن المعروف لديهم انهم من الحمدانيين ويرجعون اليهم ولم يدعم هذا سند ما سوى المحفوظ المنقول. وفي الحيدري من أجل العشائر، من حمير وقبائلهم آل شهوان وآل بكر. ويسكنون في هذه الأيام في قضاء المحمودية وشيشبار ورؤساؤهم علي ابن دليمي وعبود العبهول ويجاورهم الجبور وزوبع الجحيش والبو محيي من البو عامر، والجنابيون.
وفرقهم: أ. الخليفة. رئيسهم عبود الخليل: الطلاع. رئيسهم ربيع العلي.
البو حمود. رئيسهم حسن العلي.
البو عبد الله. رئيسهم عبود الخليل.
البو جمعه. رئيسهم ابراهيم العلي.
ب. العمران، رئيسهم حرج الراشد: البو دنانه. رئيسهم حرج العاشم.
البو حربي. معافي بن بديوي.
البو حسين. محمد العنيزان.
ج. العبابده. فرقة الرؤساء رئيسهم عبود بن عبهول ومحمد الدليمي، ويقال ان هؤلاء من اولاد حمدان، وفروعهم: البو منصور. رئيسهم الحاج عبود العبهول.
البو ناصر ويقال لهم العكل رئيسهم محمد بن دليمي.
البو غانم. رئيسهم ابراهيم السلمان.
الكنابره. رئيسهم علي السلطان.
البو عشيش. رئيسهم عباس العزيز.
نفس البو عشيش.
البو جوعي.
د. الغويثات. رئيسهم راشد العبد الله والآن ابنه صالح وهؤلاء من الطرشان من البو حسين.
هـ. الجواسمه. رئيسهم راشد العوده.
و. البو جناد. رئيسهم حسين العبد الله: البو سيد. راشد الروط.
المراشدة. محمد الحسون البو حسين الراشد. فخذ الرؤساء.
ز. السعيدات رئيسهم احمد السعيد. وهم في الاصل من قبيلة السعيد من قبائل زبيد: البو جمعه. رئيسهم احمد السعيد المذكور.
الحميدات. رئيسهم عود الجواد.
البو شلش. رئيسهم حمد المرموص.
ح. السفافحه. رئيسهم عبد الله الجواد.
البو عبود. رئيسهم حران الحسين.
البو غلام. رئيسهم عبد الجواد.
ط. البو حسين: البو حسن. رئيسهم عبد.
المظالمة. رئيسهم محان.
البو عياده. رئيسهم شنيج العجه.
نفس البو حسين. رئيسهم عباس الكريدي.
ي. الشريفات. رئيسهم علوان الراشد: وهؤلاء كلهم والبوحسين الذين في انحاء الموصل، وكذا الذين في جهات كركوك غالب فروعهم مشتركة ولا يزالون في اتصال معهم، وكثيرًا ما تجيء بعض البيوت من هناك فتنزل مع هؤلاء وفرقهم عند الغرير ممن جاء من انحاء الموصل: البو حسين. رئيسهم دحام بن محمد الظاهر وهو رئيس الكل. وان غالب فرق الغرير ترجع الى هؤلاء.
البو دوله.
البو اسماك.
البو حمدان.
البو صباح. في كركوك.
البو شرف. في انحاء كركوك في القنطرة.
شاهدت شيخ العبابدة محمد الدليمي مرارًا فاقتبست منه هذه المعلومات ومن شيخهم الآخر الحاج عبود العبهول وقد تكررت المواجهات معهما بكثرة.
هذا والشهوان في الزاب. وهم منهم والكل من الجعفر من عبدة كما هو محفوظهم أو يتصلون معهم بجد واحد..
وعلى كل حال ان هؤلاء عادوا عشائر ريفية، يتعاطون الزراعة ولم يبق لديهم من حالات البدو سوى نخوتهم فلا تزال محافظًا عليها..
ومن الغرير: أ. الزابية. وهؤلاء في الهندية، ليس لهم رئيس عام؛ ويعدون من الفتله بسبب اختلاطهم بهم ونخوتهم (عامر)، وقد اكد لي شيخ الغرير انهم منهم، وهذه فروعهم: الملحان.
البو كمر.
البو ضمانه.
الحمران.
البو مكصود.
وبعضهم في المشخاب مع آل علي. هذا ما علمته من هادي آل عباس من البو كمر، ومن شيخ الغرير.
ب. المعاضيد. يعدونهم منهم.
ج. العبابدة. وهؤلاء مع السعيد.
د. البوبنية. وهم مع بني حسن.
- ١٠ -
قبائل عنزة
من قبائل العرب الكبرى، منتشرة في العراق، وسورية، ونجد، والحجاز، وآل سعود ملوك نجد والحجاز اليوم منها، وكذا آل صباح، وآل خليفة. ولا يزال امراؤها محافظين على سيادتهم ولم يقلل من قيمتها تفرق قبائلها فانها كثيرة العدد والعدد. وكانوا في قلة. قال ابو عبيدة معمر ابن المثنى: «وعدد العنزيين في الارض قليل» اه. جاء في كتب التاريخ ذكر قبائل كثيرة مسماة بهذا الاسم ولكن لم يشتهر منها الآن سوى هذه القبيلة فهي اشهر من نار على علم. والمعروف انها من أولاد (عنز) ابن وائل اخو بكر بن وائل وأخوهما تغلب.
قال السمعاني: «عنزة حي من ربيعة وهذه عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد ابن عدنان. قال له ابن حبيب واحمد بن الحباب الحميري، وقال ابن حبيب في الازد عنزة. وفي خزاعة عنزة. والعنزي بفتح العين المهملة وسكون النون وكسر الزاي هذه النسبة الى عنز وهو عنز بن وائل اخو بكر بن وائل وأخوهما تغلب.» اه (١) وعدد رجالًا اشتهروا بالنسبة الى هذه القبائل اما عنزة اليوم فانها تحفظ انها من وائل وان جدها عناز والتقارب في اللفظ ظاهر بين عنز وعناز. والمحفوظ المنقول يؤيد المدون تاريخيًا من انهم من ولد وائل. فهم اصل عنزة. قال الحيدري «وهم من ربيعة وائل من عدنان.» اه مع ان ربيعة اخوتهم وقد اشتبه الأمر عليه، وعلى آخرين فعدوهم من عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار ابن معد بن عدنان. والظاهر ان القربية في الانتساب الى العدنانية، والاخوة لربيعة مما ساق الى هذا الوهم المخالف للمحفوظ والقبيلة أعرف بنسبها وهو غير مطعون به ولا مشتبه فيه.
ومن مؤيدات هذا ما جاء في أنساب الحواني - المنقول عن نهاية الارب - قال: «وأما وائل بن قاسط ابن هنب فأعقب من اربع أبطن: تغلب ابن وائل، وبكر بن وائل، وعنز بن وائل ساكنة النون، وعمرو بن وائل. فمن عنز بن وائل بن قاسط فخذان وهما رفيدة بن عنز، وأراشه بن عنز وفيها عدة أفخاذ وعشائر.» اه (١) ولعل الحي المنوه عنه عنزة بن اسد بن ربيعة اندمج في تلك القبيلة الكبرى، أو درج. وفي كتاب غاية المراد في الخليل الجياد للسيد رشيد السعدي: «عنزة من ربيعة من الاشراف وعددهم لا يحصى كثرة وشجاعتهم معروفة ولهم من الشيم ومكارم الاخلاق العربية وصدق اللهجة، والغيرة، والجود، والبأس مالو حرّر لبيض وجوه القراطيس. وغالبهم في نواحي العراق في الشامية.» اه (٢) . عدهم من ربيعة وليس بصواب كما تقدم.
وأصل موطن هذه القبيلة الحجاز في انحاء المدينة المنورة ولم تأت الى العراق الا من زمن قريب جدًا ويصادف ذلك زمن مجيء شمر الجرباء الى هذه الأنحاء تقريبًا. ولكن لم ينقطع مجيء بعض القبائل منها قبل ذلك التاريخ بكثير وتمت الى العنزية الا انها لم تعرف الا باسم قبيلتها الخاص كما سيسجيء الكلام عليها. ولكنها مضت الى سورية قبل ان تجيء الى العراق وازاحت بعض قبائلها وكوّنت مجموعة كبرى هناك.
ووقائع هذه القبائل مذكورة في التاريخ ونشير هنا الى بعض وقائعها التاريخية ففي سنة ١٢١٤هـ - ١٨٠٠ جاء ذكر وقعة لهم في انحاء بغداد، ورئيسهم فاضل وهذا هو فاضل بن ملحم من الحسنة من ضنا مسلم. وفي سنة ١٢٣١هـ - ١٨١٦م كان رئيسهم يسمى الدريعي وهو من الرولة وكانت الرياسة فيهم. حارب شمر، وللصقور (الصكور) منهم وقعة في سنة ١٢٣٣هـ - ١٨١٨م وكانت لهم وقعة يوم بصاله مع شمر سنة ١٢٣٨هـ - ١٨٢٣م انتصر عليهم شمر وفي سنة ١٢٣٩هـ - ١٨٢٤م انتصروا عليهم في يوم سبيخة وكان رئيسهم ابن هذال.
وهكذا مضت وقائعهم، ولا مجال للتبسط (١) سوى اننا نقول ان المحفوظ المعروف عند القبيلة اول من جاء الى العراق اميرهم الحميدي من الهذال وهو والد عبد المحسن المشهور بين قبائله واما الشيخ فهد الهذال ابن عبد المحسن فكان له الشأن في ايامه، وعمر طويلا، واشتهر في الغالب بموالاته الحكومة ويعد من افذاذ الرجال وهو والد شيخ مشايخ عنزة في العراق اليوم محروت الهذال.
وهنا نقول ان بعض القبائل دخلها بعض الفروع من القبائل الأخرى المجاورة ولا يزال معروفًا مثل الاهيازع كما اشير الى ذلك اثناء البحث عن قبائل شمر.
وكذا (بنو وهب) فانهم من شمر وسكنوا مع عنزة. (٢) ولا تختلف قبائل عنزة عن قبائل شمر في الكثير من اعتياداتها وكافة احوالها الا قليلًا وكانتا خرجتا الى العراق وسورية في حين واحد تحملان عين التقاليد والعوائد وتوطنتا متقاربتين القبيلة تغزو الأخرى أو تتصالح معها أحيانا. وللآداب اشتراك تام وللقصيدة من كل شاعر بدوي شهير لها تأثيرها على القومين على حد سواء..
والآن بين قبائل شمر وعنزة صفاء تقريبًا. وقد شاهدت بين الشيخ عجيل الياور شيخ مشايخ شمر، وبين الشيخ محروت الهذال شيخ مشايخ عنزة مودة وألفة فلا أثر للتنافر. هذا وان والدة محروت بنت النمياط احد رؤساء التومان من شمر، والصهرية بين امثال هذه القبائل لها حسن اثر في الألفة بين القبائل سوى ان هكذا مسائل اجتماعية يكون الغالب فيها العداء الموروث والرؤساء لا يخرجون عن نهج قومهم ورغبتهم كما ثبت في وقائع كثيرة، والرئيس يكون مضطرًا لموافقة قبيلته فلا يخرج عن ارادتها ولا يرضى أن يتجاوز أحد عليها أو تنالها اهانة، أو كسرة..
فلا يدع مجالًا لقبول مثل هذه ولا تؤثر الصهرية على حد قول القائل:
وهل أنا الا من غزية ان غوت ... غويت وان ترشد غزية ارشد
ولنترك الآن الأبحاث العامة ولنرجع الى القبائل وبيان فروعها أو بالتعبير الأصح نعين درجة اتصالها بعضها ببعض. ونعيد القول هنا عمن كتب عن القبائل مثل الحيدري والآلوسي فانهم لم يراعوا التفخيذ وطريقه وانما لاحظوا تعداد القبائل فلم يتبعوا الطريق العلمي مقرونًا بالمحفوظ بقدر الامكان..
وهنا قبل ان اتكلم عن قبيلة عنزة لزم ان اشير الى ان قبائل كثيرة من عنزة قد مالت الى العراق وسكنته برمتها دون ان تبقي لها أثرًا في نجد أو في الحجاز مع عنزة التي هي اصل القبيلة وامثال هذه لا نتعرض لها هنا وانما نجدها الآن ريفية، ومستقلة باسمها الخاص.. والمشتقات من عنزة كثيرة جدًا لذا أرجئنا البحث عنها الى موطنها من عشائر الريف.. وفي كثرة هذه القبيلة حاضرًا ما يغنينا عن بيان مشتقاتها من القبائل الريفية ولكن نعين انتسابها عند الكلام عليها في حينه.
ان قبائل عنزة ينتمون جميعهم الى جد واحد هو عنزة بن وائل وهم يقولون انهم اولاد قشير بن عنز بن وائل وهذا لم يعثر عليه في كتب الأنساب ولا ذكر في سلسلة (عنز) المعروف. ولعل الغلط في المحفوظ تطرق بنسيان الجد الأعلى واتصاله بالأشخاص التاريخية. والظاهر ان احد رؤسائهم كان يسمى قشيرًا ونسوا اتصاله لأنه جد أعلى.
وهم كثيرون لا يكادون يحصون بل أن كل فرع يماثل في عدده أكبر القبائل. وهذه الوفرة لم تكن قريبة العهد، ولذا يقال في المثل الشايع (عنزة دود الفرث) مبالغه في زيادة العدد.
والمعروف اليوم انهم ينقسمون الى جذمين كبيرين (بشر) و(مسلم) ومن هذين تفرعت كافة قبائلهم.
١
- قبائل بشر
فمن بشر تكونت قبائل عديدة يجمعها: أ. ضنا عبيد. وهو ابن بشر وقبائله: الأسبعه.
الفدعان.
ب. (العمارات) من عماره: الجبل.
الدهامشه. (عيال دهمش) . وجبل ودهمش اخوان.
١ - ضنا عبيد ١ - السبعة: (الاسبعة) وهؤلاء رئيسهم راكان ابن مرشد من الكمصة وصالح ابن هديب. وهم مع الفدعان من ضنا عبيد. وهؤلاء مع العمارات يقال لهم (بشر) و(الأسبعة) قبيلة كبيرة من قبائل عنزة. ونخوتها (عرفة سبيعي) . ويسكنون اليوم سورية وفي الشتاء يميلون الى العراق في أراضي (لاهه) والكعرة في العراق، ويجاورهم الفدعان، والرولة، ويعدون من حيث المجموع ثمن عنزة.
قال في عشائر العرب: «ومنهم السبعة المشهورون، والكماة المدخرون النازلون المخوف، والمقرون الضيوف، ذوو الأكف الوطف والرماح الرهف، والمارقون من الذم مروق السهم من الصف أولئك هم خيرة البرية.» اه ص٥٧ - ١ وفرقهم: الاعبده. رئيسهم برجس بن هديب، ويتجولون في وادي المياه الى المناظر حتى حمص. وفروعهم: الموايجه. فخذ الرؤساء.
الامسكة. رئيسهم ابن جلادان وابن هدلان.
الدوام. رئيسهم هزاع الفككي.
البيايعه. رئيسهم سلمان بن موينع.
الأعرفه. رئيسهم ظاهر بن فاعور.
الرماح. رئيسهم جدعان بن وايل.
العبادات. رئيسهم احمد بن كردوش.
الوثره. رئيسهم دليّ بن دعيبل.
البطينات. رئيسهم راكان بن مرشد. ومنه تحققت تفرعات هذه القبيلة بمساعدة من الشيخ محروت الهذال وفروعها: الكمصة. فخذ الرؤساء: العميره. رئيسهم راكان السحيم. رئيسهم عزيز بن شتيوي.
المواهيب. رئيسهم ابن غشم.
المصاربه. رئيسهم رشيد المصرب.
الخمسان.
الرحمه.
الدريب.
٢) - الرسالين. رئيسهم ابن عيده.
العجلان.
الجاسم. رئيسهم محمد الدحو.
الهويشان.
الشفيع.
٢ - الفدعان
وهؤلاء يرأسهم مجحم ابن مهيد. وهم ثمن عنزة، ومواطنهم قرب حلب بين الخابور والفرات ونهر البليخ والخابور حتى حلب. وهذه هي القبيلة الثانية من ضنا عبيد. وجاء عنها في عشائر العرب: «ومنهم - قبائل حلب - الفدعان من عنزة، ذوي الوعود المنجزة، والهبات المبرزة، وهم اربع عشائر منهم آل غبين، والخرصة، والوالد، وآل مهين (لعلها المهيد)، وكل قبيلة من هؤلاء الف سقماني والف خيال.» اه (١) وهذا التفريع للقبيلة غير صحيح منه، ولعله نظرًا للبعد لم يتمكن من التحقيق ولا تزال مواطنهم في انحاء حلب كما جاء في النص المذكور اعلاه.
وأقسامهم: الولد. رئيسهم مجحم ابن مهيد. وهؤلاء يتفرعون الى: أ. ضنا منيع: المهيد.
الروس.
الشميلات.
ب. العجاجره. رئيسهم ابن حريمس.
ج. الساري. رئيسهم جريس بن ساعد.
ضنا ماجد. رئيسهم مذود بن كعيشيش. والآن ابنه عبد العزيز وفروعهم: أ. خرصة: ضنا عربان.
ضنا الحيده: جفل.
ملحود.
ب. ضنا كحيل: الغبين. رئيسهم عبيد ابن غبين.
ولد سليمان. وهؤلاء قسم منهم في سورية والقسم الأكبر في خيبر الى بيضاء نثيل وهم اهل بادية يتبعون المراتع والكلأ ويتجولون الى قرب حايل ورئيسهم العواجي ويتفرعون الى: الجعافره. فرقة الرؤساء.
المطاردة. رئيسهم ابن سويلم.
الغضاورة. رئيسهم المرتعد.
المغرة. رئيسهم ابن مخيليل.
السلمات. رئيسهم الشفاوي.
الخمشه. رئيسهم ابو زهره.
الايمنه.
الفضيل.
٣) - الاجدعه. رئيسهم جاعد بن عرنان.
٤) - العواد.
٢ - العمارات وهؤلاء صنفان: الجبل. جبل ودهمش اخوان.
الدهامشة.
١ - الجبل
رئيسهم الشيخ محروت ابن هذال وهم ثمن عنزة ونخوتهم (اخوة بتله) ومن الأقوال الشائعة (أخوة انسب الحمايل) .
قال في عشائر العرب: «منهم ابن هذال ومن تبعه من الكماة والأبطال (الجبل) التي لا يدرك فخرها، ولا يسر في الظلمات بدرها، الذين هم جذوة المقتدي، ونجدة المجتدي، ومآل الآمل، وكمال الفضائل، بدور السعود ونجاز الوعود، ورياض المفاخر، الذي نشرها أولًا ولآخر، تقصر الألسن عن مدحهم، وتضيء الدياجي بقدحهم، خير القبائل في الندى، وأبعدهم عن مشائيم الردى. عددهم ثلاثة آلاف سقماني، وفرسانهم ألف فارس.» اه (١) والحق أنهم كما وصف، وفوق ذلك. وهم: أ. الحبلان. ومنهم ابن هذال.
آل هذال. فرقة الرؤساء ونخوتهم (أخوة بتله) .
آل عبد المحسن. فرقة الرؤساء.
الدغيم.
الثامر.
المنديل.
العبد الله.
الفواز.
٢) - الجعيثن: الرويان.
المكاحطه.
الصوينع.
٣) - السحيم: المويهي.
المديلع.
التومه.
٤) - الحسن: المطيره.
المتين.
الشحوم.
الكهموس.
آل هشال.
المحوص.
٥) - آل حسين رئيسهم عوض السهيم.
الغشوم.
نفس الحسين.
٦) - الدشاش.
٧) - الهيازع: رئيسهم مناجد وهو عارفة. ويقال رئيسهم مناكد بن هيازع وأصلهم من خيبر أو أن موطنهم هناك. ومعه بعض العشائر من زبيد. وقد تحققت من الشيخ محروت الهذال بان هؤلاء منا ولا نعدهم من غيرنا لا علاقة لهم بهيازع العبيد ولا هناك أفخاذ متشابهة معهم واذا كان هناك قربىفالظاهر ان الذين مع العبيد من هؤلاء ولما قلت له المسموع ان اصلهم قحطانيون كما يقال:
حنا وعبده والهيازع بجدين
قال: وانا اسمع هذا. والظاهر انهم قحاطين. ولكن سكناهم معنا وقدم اختلاطهم بنا لا يخرجهم منا بوجه.! ونخوتهم (خيال الروده هيزعي) قال وهم عندنا قليلون ولا يتذكر افخاذهم. وإنما لهم رؤساء معلومون. وليس بينهم من افخاذ البو هيازع أحد. هذا وان نخوة البو هيازع من العبيد (طريف) فلا تقارب بينهما.
ولكن المحفوظ يعين أنهم قحطانيون والتسمية المتشابهة لا يعول عليها مالم يعضدها أمر آخر من نخوة أو غيرها.
٨) - الختارشة. رئيسهم العفين البصر.
٩) - الغشوم. رئيسهم محده بن جروان.
١٠) - البسيسات. رئيسهم ضحوي المغرنج.
١١) - المداميغ. رئيسهم مرضي بن رفيد المديميغ.
١٢) - الذيبه. رئيسهم سلمان العماري.
١٣) - العيير. رئيسهم عسكر البكان.
ب. الصكور (الصقور) نخوتهم. (خيال البويضه جلوي): الجلال: رئيسهم دريبي بن موجف.
آل داغر.
المجيتل.
الغدفان.
المجول.
٢ - الدهمان: رئيسهم حويكم بن صلعان.
المريبد.
الشعاره.
الجداعه.
المسعود.
الترشان.
الشرمان.
الوضاحين.
٣ - المصاعب: رئيسهم عناد الزوين.
العتيج.
النمره.
الكحطه.
الشبول.
الدغالبه.
٤ - الدلمه: رئيسهم مناع الجاسب.
٥ - الثويبت: رئيسهم برغوث بن جلوي.
٦ - العطيفات: رئيسهم صالح ابو الروس.
ج. السلكه. رئيسهم مرضي الرفدي وهم جمعان. والحبلان جمع واحد والصكور جمع واحد ويسكنون الشامية مع ابن هذال.
الشملان. رئيسهم مرضي الرفدي منهم في نجد ومنهم في العراق.
البشير.
الكاوح.
المراجله.
الجبور أو الزيود.
٢ - المضيان. رئيسهم ظاهر بن دخيل نخوتهم خيال الصبحة مضياني.
الحمايره. الرؤساء منهم المريحب وابن حامد.
الثعيل.
الساعد.
الخنفه. وهم الرؤساء.
السنيد. رئيسهم عياد بن سحلان.
الزريعه.
٣ - الأحسني. رئيسهم فهد بن شمران وخشم بن تمران. وأمير البحرين ابن خليفة منهم.
العويضات.
النجاده.
العزيز.
العطاعطه.
٢) - الهوامل.
الرباع.
السويلم.
الكماجمه.
٤ - المطارفة: رئيسهم جاسب السحالي وهو عارفة نخوتهم خيال العشوه مطرفي: الفكعه.
النصره. فرقة الرؤساء: السحاليه.
الذهاهبه.
النبيجات.
٢ - الدهامشة: نخوتهم (أولاد علي غريب الدار) . رئيسهم جزاع بن مجلاد. وهؤلاء يتفرعون الى: أ. العلي. وهؤلاء ينقسمون الى: الزينة. ورئيسهم جزاع بن راكان ومحمد التركي: الجميشات: (ويعدون عشيرة مستقلة عن الزبنه): العتيج. محمد العجرفي.
الاغره. رئيسهم عدافه بن عاصم.
الصكار. رئيسهم خضير بن صكار.
الابلّه. رئيسهم حباب بن غلاب.
الزناتيه. رئيسهم دبوسي الزناتي.
الصعول. رئيسهم فضل الصعل.
الفلايجه. رئيسهم خلف بن فلج.
العرضان. رئيسهم شلاش العريض هو الرئيس.
الملعب. رئيسهم مطر بن ملعب.
الكهاده. دعلوج الكهيدي.
٢) - السبابيح. محيه بن جريبيع.
٣) - الجعبان. حجاج الحبيب.
٤) - الصرمة. رئيسهم سهيل الصرم.
٥) - الركعان. رئيسهم صحن الفايد الركع.
٦) - الجواسم. رئيسهم عبيد بن جاسم.
٧) - الفويزه. رئيسهم دليم بن مثيب.
٨) - المجلاد. وهم رؤساء الزبنه.
٩) - الخزام. رئيسهم معزي بن نجب.
١٠) - العرايف. رئيسهم هديان العرافه.
١١) - زينين العيون. رئيسهم محمد زين العين.
١٢) - الخدران.
٢ - المحلف. رئيسهم ضاري بن ضبيان. والآن نده بن ذعار بن ضاري وفروعهم: العياش: الضبيان. رئيسهم نده المذكور.
البلاليز. رئيسهم سلامه بن غريب البلاز.
الغرير. رئيسهم مشعان بن فنتوخ.
المعجل. رئيسهم زيد بن وادي.
اللمعان. رئيسهم غانم اللميع.
٢) - الذوايده. رئيسهم محمد بن سلطان: المزيد. رئيسهم بدر بن البير.
السلطان. رئيسهم محمد بن سلطان الجديع. رئيسهم مطلك بن جديع.
المنور. رئيسهم نايف بن منور.
الكعود. رئيسهم مصارع بن كعود.
٣) - المحينات. رئيسهم ناصر ابو الروس: الروسان. رئيسهم ناصر المذكور.
الموزم. رئيسهم زيد بن مربذه.
النمور. رئيسهم مرجي بن وطيان.
العقيلات. رئيسهم دغيم بن ضويحي.
٤) - الشلخان. رئيسهم فلجي بن عيفان.
العيفة. فخذ الرؤساء.
الشلخه. رئيسهم جالي الشليخي.
٥) - المتاريك. رئيسهم ابن حويكم.
والأكثر يعدون المحلف شعبتين العياش والمذاوده، وباقي الفروع انما تتفرع منها.
ب. الجلاعيد. رئيسهم بنيدر بن جلعود: نفس الجلاعيد. فرقة الرؤساء.
السليمة. رئيسهم سليمان الروغى.
السليم. رئيسهم عايد بن مسلم.
الزعير. رئيسهم فياض.
ج. السويلمات. رئيسهم عايد بن بكر والآن مناحي بن بكر: المحيسن. رئيسهم عايد بن بكر.
الهمل. وهؤلاء يتفرعون الى: الطننه. رئيسهم مسعود بن جليدان.
النواحله. رئيسهم زميلان النويحل.
الزنفه. رئيسهم شنان الموط.
٣) - العتكان. رئيسهم معطش بن فجري.
٤) - الوطبه. رئيسهم هجرس الديدب. ومن هؤلاء: ١. المناهره. رئيسهم عايد المنيهري.
٥) - الحماطره. رئيسهم طخطيخ الغرو.
د. السلاطين. رئيسهم سمير بن كنفد الآن ابنه خضير.
المحاور. رئيسهم جضيع ابو الكاح.
الجراده.
القنفذ. رئيسهم حامد بن كنفد.
الشحوم. رئيسهم محمد الشحمي.
القضاة. رئيسهم مجول القاضي.
من هؤلاء: المجلاد، والزبنه، والجميشات والسلاطين، والجلاعيد، والمحينات والشلخان، والذوايده غادروا العراق الى سورية سنة ١٣٣٨هـ - ١٩٢٠م وبقوا خمس سنوات ثم عادوا الى العراق سنة ١٣٤٣هـ - ١٩٢٥م واستقاموا نحو خمسة اشهر ثم ساروا الى نجد وذهبت معهم جميع عشيرة الدهامشة وبقوا مترددين بين العراق ونجد يتبعون الكلأ والآن منهم جماعة مع الشيخ محمد التركي ومناحي بن بكر وباقي قبائل الدهامشة الآن في نجد مع رئيسهم العام جزاع بن مجلاد.
٢
- قبائل مسلم
ويقال لهم (ضنا مسلم) ولا تعرف جهة اتصال بشر بمسلم ويقولون انهما اخوان ولم يظهر دليل سوى المحفوظ ولا عثر على شعر يؤيد ذلك. وعلى كل حال نحتفظ بالمسموع حتى نعثر على ما يؤيده..
وهؤلاء جميعًا يرجعون الى: جلاس.
وهب.
والفريق الأول (الجلاس) يتفرع الى روله، ومحلف والفريق الثاني (الوهب) الى قبائل وهب.
١ - الرولة: رئيسهم النوري ابن شعلان وقد علمت فروع هذه القبيلة من فرحان ابن مشهور حينما ورد العراق ومن غيره.
وقد وافت الأخبار ان الشيخ فواز الشعلان قتله في سنة ١٣٥٣هـ - ١٩٣٥م وهؤلاء كثيرون جدًا فكان قسم منهم مع النوري والآخر في نجد. وقال عنهم في عشائر العرب: «ومنهم الرولة شيخهم الدريعي المشهور، وهذه القبيلة اطول باعًا في الكرم، ورعي الذمم، والمواساة للعائل، والارتكاب للفضائل، والطعن في المضايق، والضرب في المفارق، اولئك المجد عليهم اجمل، واخبارهم في المكرمات اعرض واطول. وكل هؤلاء من بصرى الى الشام.» اه (١) وهذه فرقهم بل عشائرهم: أ. جمعان: وهؤلاء يتفرعون الى: المرعض. وهم: الشعلان. طائفة الرؤساء. وفرقها: آل هزاع.
آل مشهور. كان رئيسهم فرحان بن فهد بن برجس بن مشهور.
آل زيد.
آل مجول.
آل مبهل.
الصبيح.
آل بنّيه.
آل روضان.
٢) - آل نصير. رئيسها صليبي بن نصير وجلعود ابن عشيران: العشيران.
قوم ابن زاهي.
٣) - النواصره. رئيسها عياط المجارمي. وفرقها: المجارمي. فرقة الرؤساء.
آل غمر.
الروابعه.
البشمه.
الكواطع.
الكطاعه.
٤) - الموسرين. ورئيس هذه العشيرة بشيتان بن بنيه.
٥) - السبته.
٦) - النصير. رئيسهم كريص بن نصير.
٧) - العلمه: الراشدي.
آل حمد.
آل مدحم.
آل دويج.
٤) - الدغمان: مقيمون في الجوف رئيسهم درزي ابن دغمي. وفرقهم: الدغمي. فرقة الرؤساء.
آل هكشه.
آل حسن.
البرابره.
٣ - الدرعان: رئيسهم الجنيفي.
الجنفان. رؤساؤهم.
البطنان.
٤ - الصوالحه: رئيسهم نحيطر بن ماهل.
٥ - آل مهنا: رئيسهم كميان بن مهنا.
ب. الكواجبه: ورئيسهم مدبغ الكويجب: الوكلان.
الخمسي.
العرضان.
الختام.
الوهيب.
الكويجب.
آل شكير.
المدلوشه.
المزاهيه.
الشريفات.
ج. الكعاجعة: رئيسهم المنفي بن حنيان.
الربشان: العوينان.
آل جرذي.
العجيل.
٢) - آل مانع.
٣) - الغشوم.
٤) - المصطفجه.
د. الفرجة: رئيسهم عويضه الاخضع: الخضعان.
الفلته.
آل مشيط.
السمران.
آل سباح.
آل رماح.
الهطلان.
٢ - المحلف: (من ضنا مسلم) وهؤلاء هم الجذم الثاني من قبائل الجلاس وقد مر بنا الكلام عن الجذم الأول وهم الرولة. والمحلف تعود الى سورية وتتردد بين الجوف والشام. وفرق المحلف هم:
١ - الاشاجعة
وردوا في عشائر العرب بلفظ اشايعة «من عنزة كبيرهم ابن معجل، ذو حمية زائدة وهمم متزايدة. فاقوا من قبلهم، واكتسب المتأسي بهم من فضلهم وهم ستمائة فارس والف سقماني» اه (١) المعجل. رئيسهم فرحان بن معجل وهو رئيس الكل.
البلاعيس. رئيسهم كضكاض البلعاسي.
المهيوب. رئيسهم فهد الحمادي.
البدور. رئيسهم هلال الكوسان.
٢ - العبد الله
رئيسهم عافت بن مجيد. وهؤلاء جاء عنهم في عشائر العرب: «ومنهم عبد الله بالتخفيف عددهم ثلاثمائة خيال وخمسمائة سقماني، وفيهم الشجاعة ما لم يدرك مقابلته بتع ولا بضع الاستطاعة» اه (٢)
٣ - السوالمة.
رئيسهم عافت بن جندل. وفي عشائر العرب: «من عنزة من قبيلة الدريعي المشهور وهم خمسمائة خيال والف سقماني» اه (٣)
الوهب
وهذه قبيلة كبرى من ضنا مسلم وتسمى بهذا الاسم، وتعرف الآن بولد علي فاشتهرت بأحد فروعها ويقال ان الوهب من الأسلم من شمر وهم الفريق الثاني من ضنا مسلم ولعل نسبهم الى شمر نبز والا فعند التفريع قد تعين مكانهم بين قبائل عنزة املاكهم وبساتينهم في خيبر يضعون فيها عبيدهم وفلاحيهم وهم أهل بادية يتبعون المراعي والكلأ وسكناهم من الحجر الى تيماء ومن خيبر الى اطراف حايل وهم بين الجوف والشام ويكتالون من بلد (الوجه) ومن الملحوظ ان نسيان الصلة ساق الى القول بهذا.
وجاء في عشائر العرب ما يميط اللثام عن هذه التطولات قال: «ومنهم آل فاضل، ذوو البراز والتناضل وهؤلاء هم حكان عنزة سابقًا ويعرفون ب (الحسنه)، القول فيهم انهم الحق اذا حصحص، والبرق اذا بصبص والأساة للمضيوم، والمواساة للمظلوم، وعدهم صادق، وسهمهم راشق، تنوب قلوبهم عن الدروع، اذا لبسوها بيوم مروع، وأما فيض أياديهم ببواديهم فلا تقاومه الجون الغوادي، ولا يدرك حصره حاضر ولا بادي، قد شمل الا كم، والعرب والعجم.» اه (١) وكفاهم فخرًا ان ابن سعود ملك نجد والحجاز منهم.
وفروع الوهب: ١ - المنابهة: رؤساؤهم طراد ابن ملحم وابن يعيش وسلطان الفجير وهم: الحسنة. رئيسهم طراد بن ملحم، ومن رؤساؤهم عبد الله بن فاضل ابن ملحم ومن هؤلاء فاضل ورد ذكره في وقائع العراق كما تقدم.
المصاليخ. رئيسهم ابن يعيش والمعروف ان ابن سعود منهم وبعض النسابة يعدون المصاليخ من الحسنة. وهذا يدل على ان الفرع استقل بتسميته الخاصة ويقيمون اليوم في الجوف.
آل سعود
كانت نجد قبائل متفرقة، وامارات صغيرة نستطيع ان نقول كل بلدة مستقلة بادارتها وامارتها كما ان كل عشيرة منفصلة عن غيرها، ولا تكاد توجد امارة عشائرية متكونة من قبائل عديدة تستطيع أن تؤسس امارة ذات شأن وسيادة على جزيرة العرب.. ومن ثم نرى الفوضى ضاربة أطنابها الامن مفقود، والسلب والنهب من أعظم وسائل ارتزاق الأهلين ومدار عيشتهم حتى قيض الله لنجد ان تكون ادارتها موحدة، وسلطتها تابعة لتلك الادارة، وأساسها التوفيق بين المطالب السياسية، والأغراض الدينية الصحيحة فكانت نتيجة هذه الألفة ان سادت الطمأنينة، وصادفت ما وافق هوى في النفوس، بل رغبة أكيدة، وميلًا تامًا واذعانًا من الجميع.
دعوة قوية من عالم مجاهد، وفاضل حريص على التمسك بالشرع هو محمد ابن عبد الوهاب، ومناصرة من حاكم قرية ضعيفة، وبلدة مستكينة. ومن جراء هذه المناصرة، وتلك الدعوة إن ذاعت في الأطراف وانتشرت إنتشارًا هائلًا حتى قبضت على السلطة، توسع النطاق، ونجحت الدعوة فتكونت قوة هائلة لم تلبث أن سيطرت على انحاء عديدة. وفي كل أدوارها حافظت على هذا الاتصال بين الحكومة في عدلها، والدين في بث تعاليمه وتربيته الصحيحة فكان له شأنه، وذاع صيته في الخافقين.
دعوة بسيطة، محكمة تلخص في اذاعة أساسات الدين الإسلامي وعقائده القويمة وإن يلتزم القوم (التوحيد، والسمع والطاعة) وركنها بعد اتباع العقيدة التوحيدية آية «... واسمعوا وأطيعوا» ادارتها صارمة في أحكام الشريعة لا تقبل تهاونًا في حسن ادارة الشريعة في امة أمية لا تستطيع أن تعلم إلا مطالب محدودة وسهلة ومتينة.
ملحوظة
منهم من يعد الشجيرية أيضًا فرقة من القراغول.
والقراغول في الغراف منهم: الجنعان، والسهيل، ونخوتهم في جهة الغراف (دعاج) ومنهم من ينتخى (باش) وهناك هوسات معروفة، تنقل كنبز والظاهر انها لا صحة لها:
كبل البسم الله يمد ايده
ربيتك حايج لهدومي
مكتوب اسم الله بمنكوكه
ز. المسعود. نخوتهم (الحصاة)، و(بسعد): الهرير. رئيسهم صالح العبد علي.
الاخيدم. ومنهم المشلح. رئيسهم عمير بن مسلم.
الغربان. رئيسهم فريح اللطيف.
الشاكر. رئيسهم سلمان الشده.
الطويلع.
وهؤلاء من المسعود الذين في انحاء كربلاء جاؤا مؤخرًا. وسنفرد لهم الكلام. وهؤلاء الذين مع شمر طوقه هم اهل بعير وتجول ومنهم اهل فلاحة.
٢ - الغرير
لانكاد نجد قبيلة لم تكن متداخلة مع اخرى بحيث يستحيل تمييزها لمن لم يخالط القبيلة ويستنطق الكثيرين. وهؤلاء قد اختلطوا بالصلته واتصلوا بها اتصالًا قويًا ولا يفرقون من سائر شمر طوقه إلا بأوصاف خاصة من نخوات، أو حفظ انساب وما ماثل، وهم من الربيعيين ويرجع اصلهم اليهم كما اني علمت ان الصلته يرجعون ايضًا الى الغرير ولكنهم استقلوا بوضعهم. ومن راجع قبائل شمر الأصلية يجد طريق الاتصال. ونخوتهم (غريري) ولم يكن رئيسهم مستقلًا وانما لكل طائفة منهم رئيس على حدة. وسيأتي الكلام على الغرير القبيلة المشهورة وهناك يعرف اتصالهما في الربيعيين. وهؤلاء الغرير مع الصلته يتناخون في اليوم الكبير (سناعيس) .
وفرقهم: أ. المناصير: رئيسهم كشمور العلي. وشوكان بن حمود ونخوتهم (اولاد منصور) . ويقال انهم يرجعون الى شرفاء مكة والأكثر يعدونهم انهم من المجابله. وفي عمان المناصير قبيلة مشهورة ولا يعرف فيما اذا كانت لها صلة بهؤلاء، أو أن الاسم وافق اللفظ.. (راجع عنهم عشائر العرب للبسام ص٤٠ - ٢) الحمران ومنهم كشمور. ويقال ان هؤلاء الحمران من الصلته.
العساف. رئيسهم كشمور.
العويضه. رئيسهم تميم بن مغيتر.
المحيسن.
الغانم.
العياف. شوكان بن حمود.
الزوابعه. ناصر الحسين.
كفيفان. رئيسهم عبود النذير. وهذا هو عبود بن نذير بن عباس بن سيد بن فراس بن محمد بن يوسف بن زعيري بن كفيفان. ويقال ان جدهم غليس وهو جد كفيفان كان في نجد ويتصلون بالنفافشة. ومن رؤسائهم حبيتر الخسباك نخوتهم حشيش. وبعضهم يقول نخوتهم (دشر) و(صليتي): الفراس. رئيسهم عبود النذير وهؤلاء يقتنون الجاموس.
العرب: رئيسهم ابن خسباك (أخوة جمله) بقوا على بداوتهم ولذا يقال لهم العرب: العوض. حبيتر الخسباك.
البو مطر. رئيسهم مطلك الحسين.
بيت سيف. كاظم السرحان.
البو خليف. كنان الفرحان بيت ابو خيوط.
ج. شويفي. رئيسهم سلمان الضيدان ومخليف السيد ونخوتهم (غرير) ويسكنون القطنية: البو خزام. رئيسهم مخيلف السيد.
حرادنه (الحردان) . مرزوك الساحل.
الحمود والسعد فرقة منهم. رئيسهم عباس الحمادي.
د. هيرار. رئيسهم كاظم العباس. نخوتهم (كحيلي): الرباع. رئيسهم كاظم العباس.
السجله (السيله) . رئيسهم جبر المحمد.
المعن. رئيسهم ايدام الهربوت.
خريف. رئيسهم مكطوف الدنين.
هـ. نفافشه. رئيسهم حميد بن سيد بن صفوك بن محمد البردي بن خالد بن محمد بن حمد بن خالد بن ناصر بن عبيد بن جراح بن دواس وهذا الاخير يرجع الى البعير من الاسلم، ولكنهم ترأسوا الغرير وصاروا يعدون منهم، وان تداخل الافخاذ في شمر طوقه كبير جدًا وفيهم من كل افخاذ شمر المعروفة تقريبًا وعلى كل حال لا يعرفون انفسهم الاغريرية. ونخوتهم (حردة غريري) وهم اصل الغرير:
١ - البردي. حميد السيد وسعيد العدوان بن مروح ابن شاطي بن خالد و(البردي) فخذ الرؤساء وبردي هذا له أخ اسمه شاطي كانت له الرياسة وهو الذي انتصر على الجعفر وصار يرأس قسمًا من شمر، وما زالوا في تقوية حتى ازاحوا الجعفر، وانتزعوا الرياسة من ايديهم. وقد ترك شاطي (مروحا) وابنه عدوان، وسعيد بن عدوان الآن في لواء ديالى وهو رئيس على قسم من شمر طوقه.
أما بردي فله: ١.حمد. ووقائعه ايام داود باشا معروفة. ولحمد هذا ابن اسمه سعود ترك ولدين أحدهما سلمان وله ابن اسمه داود، وثانيهما مهجهج وله ابن اسمه علي.
٢. - محمد وهذا ترك صفوقا، وحسينا. اما صفوق فقد ترك (سيدًا) وهذا له من الأولاد حميد (وهو الرئيس) ومحمود وحمدان واحمد، وحميد السيد المذكور هو الرئيس العام. واما حسين فله معيدي وزبيدي ونداوي.
٣. - جاعد. وهذا له ثلاثة ابناء احدهم وشل وهذا ترك ابنًا اسمه رشيد ولرشيد هذا ولد اسمه محمود، وثاني اولاد جاعد شطب، ترك سعدونًا. ولهذا ابن اسمه دوجل. والثالث من اولاد جاعد مشل وله ابن اسمه ظاهر.
ومن وقائعهم المحفوظة ان الحكومة العثمانية قتلت شاطي الخالد جد سعيد العدوان وراشد الرايط جد علي البطيخ، ومصارع جد جرك العنان شيخ الصدعان. وكان في هذه الأثناء جاعد البردي صغيرًا وهو أخو حمد البردي المعروف في التاريخ. وهذا قد علم ان ما جرى كان بتحريك من عبد الحسن الكيطوف فسطا عليه فقتله، وعبد الحسن هذا كان من أقارب مشكور الزوين من الجعفر وتعين هذه الوقعة ان الحكومة كانت تتوصل الى سحق بعضهم ببعض لتأمن غوائلهم ولكن الجعفر تقلصوا وزالت رياستهم العامة بصورة تدريجية، فلم يكن الآن لهم شأن كبير نظرًا لقلة سلطتهم..
٢) - الزبن. صلبي المطرب.
٣) - البو ناصر. عيد الوشل.
٤) - الحمود. تمن الخليف.
٥) - المرزه. منهم السباهي. جليب العضيب.
٦) - العيد. رمح الطرفة (تبع) .
ملحوظة
الباوية يعدون من شمر طوكة. وفي الاصل هم من ربيعة من قبيلة الشحمان كذا ذكر اهل هذه الطائفة والآن يعدون من النفافشة..
و. السكوك (الزكوك) . رئيسهم عبد الله بن حسوني المحمد. ونخوتهم (هموش): المكحول. رئيسهم سعد الحسين.
الختيت. رئيسهم سعيد الرويزي.
الفلاح. رئيسهم عبد الحسوني.
السواك. رئيسهم خلف الحسين.
ز. الجعافرة (الجعفر) . رئيسهم علي بن دنبوس بن جباره بن مشكور بن زوين ومشكور الزوين مرالنقل فيما يخصه عن عشائر شمر طوقة من كتاب (عشائر العرب) للبسام. ونخوتهم (سناعيس) وهؤلاء من الجعفر من عبده وهم منتشرون في لواء ديالى ايضًا ولكن بصورة قليلة وكانت الرياسة منهم في الهلال، ومواطنهم في نهر الهلالية شرقي الدرعية في انحاء سلمان الفارسي (رض) ولم يبق من هؤلاء الا علي الدنبوس ويقال لهم الهلال و(الزوين) . والآن يسكنون في مهروت في نهر الرهبي غربي السكوك لما تولد بينهم وبين النفافشة من عداء بالوجه المذكور ...
وهم بعض بيوت، محافظون على انسابهم: عوادل: البو عاشج.
البورمح.
الزوين.
العلي.
وهم أصل الجعفر. رئيسهم علي الدنبوس. وهؤلاء فقدوا رياسة شمر من ايام عبد المحسن الكيطوف من اقارب مشكور الزوين وصارت الرياسة للنفافشة قوم حمد البردي المعروف في تاريخ العراق، وفي عشائر البسام.. وجاءت حادثة شيخ شمر مشكور الزوين في حوادث سنة ١٢٣٣هـ - ١٨١٨م..
المعيان. رئيسهم عبد النايف وفيهم الجعافرة وهم من الجعفر ورئيسهم مهيدي الصالح. ويسكن المعيان في القطنية، وفي شويفي غربيها.
ح. المردان. رئيسهم مغير البديوي. وليس لهم افخاذ كبيرة لقلتهم. ونخوتهم (مرادين) وسناعيس (اصلهم من عبده): بيت بستان.
بيت خلف الجلو.
بيت حاجم.
بيت غيمه.
البو هله.
الدويج. ويجاورهم الزكيطات والنفافشه..
ط. الشهيلات. رئيسهم محمد العطروز نخوتهم (اخوة هكشة) اصلهم عساجره من ربيعة..
البو طعيمه: عساجره. ومنهم المهاوش وهم الرؤساء: المهاوش.
خماس.
ي. الباوية. رئيسهم محمود المسلم. نخوتهم عمور واصلهم من ربيعة.
ك. الزكيطات. اصلهم جبور: بيت صينخ خشف.
بيت خضير ل. الوشيلات. في الزمر رئيسهم محمد العطروز.
٣ - الصدعان
هؤلاء يرجعون الى منيع رئيسهم مسرهد المناحي والآن ابنه محمود ابن مسرهد بن مناحي بن حمد بن رحمه بن شاهي وفيهم المثل المعروف (ما من ورا الصدعان فود) ومنهم من يحفظه في غيرهم فيقولون (ما من ورا الفدعان فود) وهم من شمر ومعهم من قبيلة الوهب وهم الثوابت والطليحة وهم: أ. اصل الصدعان. رئيسهم محمود بن مسرهد ونخوتهم (أولاد حسن): الفارس. فرقة الرؤساء: الشاهين.
بيت رحمه.
الهويمل. وهم من عبده من اليحيى.
الجليب. رئيسهم هزاع الشلش.
الشهاب. رئيسهم شاطي بن بريج.
ب. الثوابت. رئيسهم خلف الثويني. نخوتهم (أولاد وهب) . وهم من سنجاره.
ج. دعجه (وتلفظ دعيه) . رئيسهم جليب المحمد. نخوتهم أولاد حسن.
الشويخات. رئيسهم حسين الكاسر.
المطار. رئيسهم كاظم الردّام.
الشديد. رئيسهم غلام الهايس.
الصلخة. رئيسهم كاظم العامود.
السالم. فرقة الرؤساء.
الزور. رئيسهم هندال بن جوير.
الشيخ راشد. رئيسهم شاهين الصكر.
العميره. رئيسهم هندال الجوير.
الرميح. رئيسهم حواس الحمود.
د. الطليحه. رئيسهم محل الذياب العلو وهم من وهب ونخواتهم (أولاد وهب) .
هـ. الدلفية: وهؤلاء من عبده، ونخوتهم (سناعيس) . ورئيسهم دعدوش بن فرحان السالم ومنسي الحسين، ويقال لهم (صبيان الابريسم)، يسكنون اراضي الفتاح بقرب عقروب الافتاح من حدود القطنية. وافخاذهم: ربيعان. ومنهم الرؤساء.
الجويمل.
السحيب.
المطاردة.
الحالوبة.
الجورانية. وهؤلاء حلفهم.
ويعدون من الصدعان وفي الحقيقة هم من عبده.
نظرة في شمر طوقة: من هذه الفرق وتداخلها بعضها ببعض يظهر ان المكان والتوطن أثر كثيرًا فحصل الاختلاط الذي لم يعد يحصل معه التمييز بين الفرق الا بصعوبة بسبب الدوام على الالفة والجوار الطويل بحيث جعلهم بمثابة فرقة واحدة فأدى ذلك الى ان تكون صحبتهم واحدة والا فهم كما رأيت من بدايد مختلفة. ومع هذا كله نرى الاختلاط في الغالب مبنيًا على القرابة البعيدة. فان غالب من اختلط مع الغرير يمت اليهم او يرجع واياهم الى نجار واحد مثل الجعفر فانهم لا يبعدون عنهم وكذا كل من ينتخي بالسنعوسية مما أدى الى اتصالهم وتقاربهم في المنزل وفي الصيحة. فالدلابحة في الأصل غرير ومما يتمثلون به «راعي الشعبتين غريري» ولكنهم يعدون من الصلته وهكذا يقال عن المناصير والنفكان.
عوارف شمر طوقة: طرفه الصير بن جتفه من المجابلة وهو والد الشيخ جلوب وقد توفي سنة ١٣٥٣هـ - ١٩٣٦م أخو سالمه من الجعفر.
شاهين بن صكر من الدعجه.
شوكان بن حمود شيخ المناصير.
- ٨ -
المسعود
من قبائل شمر، والآن لا يشبهون شمر في حياتهم المعايشية، ولا يأتلفون غالبًا معهم في آدابهم وعوائدهم وسائر أحوالهم وسكناهم، فهم من القبائل الريفية، ولم يكونوا بعيدي العهد في الانفصال ولكنهم مالوا الى الأرياف وألفوها فصاروا من أهليها بلا فرق.. وغالبهم في كربلاء وفي المسيب، ولا يزال بعض أفخاذهم المعروفين بهذا الاسم مع شمر طوكه كما أشرنا الى ذلك، ورئيسهم في الشامية عبد المحسن ابن الحاج سعود الحاج هتيمي، ومن رؤسائهم فوّاز، ونخوتهم (عليه) وفي الأيام المعضلة (بسعد) وهذه نخوة بني سعد والظاهر انهم مالوا اليهم واختلطوا بهم بحيث صاروا يعدّون أنفسهم منهم، ويسكنون في أطراف نهر الحسينية في كربلاء وأفخاذهم متداخلة ومختلطة ببعضها ولا يظهرون بكيان مجتمع، وكتلة واحدة في الحقيقة وانما هم متفرقون في البساتين والمزارع والمجموع منهم قليل جدًا.
وهذه أشهر أفخاذهم: الغرير، رئيسهم نعمه بن فوّاز، وهذه فرقة الرؤساء.
الامارة، رئيسهم علوان بن مزعل، وهؤلاء من الغرير أيضًا.
الغيلان، رئيسهم حوار الكعيد، من الغرير.
الهنداس، رئيسهم مركب بن عمد، من الغرير.
الفرحان، رئيسهم عبد المحسن بن الحاج سعود من الغرير.
الكوام، رئيسهم علو بن مزعل بن علاوي الدربين وشعلان العيفان.
الحيف، رئيسهم محمد بن سلمان، وهؤلاء من الكوام أيضًا.
السمير، رئيسهم نايف العلي، من الكوام.
البو غانم، ويعدون معدانًا وهم من الكوام.
العوّاد، رئيسهم سلمان بن ردام.
الهرير، دهش السلمان.
البو مصري، وهؤلاء يعدون من المعادي. وأصلهم غرير أو ملحقون بهم.
العكابات، رئيسهم عمران الهدهود وعبد العافص في المسيب.
الزميلات، رئيسهم نايف العلي الزمبلي، في المسيب.
الهوابر، رئيسهم رئيسهم مغير بن فرحان الجسام، في المسيب.
الصعيبيين، رئيسهم عبد العزيز، في المسيب.
المناجعة، رئيسهم عسل بن ساحل.
المحازمة، رئيسهم علي بن فرحان الفياض الحمزة.
بني سعد، رئيسهم كاظم المحيسن الأحمر، وهؤلاء ليسوا منهم وان كانوا على اتفاق، وكثرة المسعود في كربلاء وفي المسيب وهم أسلم ولكنهم تخالطهم أفخاذ أخرى من قبائل شمر الأخرى كما يلاحظ من مقارنة الفروع بالاصل.. ويجاورهم أو يساكنهم بنو حسن، والجنابيون، واليسار، وبني سعد والنصاروه.
- ٩ -
قبيلة الغرير
هذه القبيلة كانت مشهورة بوقائعها في أوائل القرن الثاني عشر الهجري أيام الوزير حسن باشا والي بغداد وقد اشتهرت باسم (غرير وشهوان) وهي من قبائل شمر التي وردت العراق قبل غيرها.. وقد جاءت حوادثها سنة ١١١٦هـ - ١٧٠٥م في (تاريخ سبعة وزراء)؛ ونخوتها (سناعيس) وعمور والمحفوظ انها تتصل مع الربيعيين من شمر عبدة وأنهم وآل شهوان أخوة، ومن المعروف لديهم انهم من الحمدانيين ويرجعون اليهم ولم يدعم هذا سند ما سوى المحفوظ المنقول. وفي الحيدري من أجل العشائر، من حمير وقبائلهم آل شهوان وآل بكر. ويسكنون في هذه الأيام في قضاء المحمودية وشيشبار ورؤساؤهم علي ابن دليمي وعبود العبهول ويجاورهم الجبور وزوبع الجحيش والبو محيي من البو عامر، والجنابيون.
وفرقهم: أ. الخليفة. رئيسهم عبود الخليل: الطلاع. رئيسهم ربيع العلي.
البو حمود. رئيسهم حسن العلي.
البو عبد الله. رئيسهم عبود الخليل.
البو جمعه. رئيسهم ابراهيم العلي.
ب. العمران، رئيسهم حرج الراشد: البو دنانه. رئيسهم حرج العاشم.
البو حربي. معافي بن بديوي.
البو حسين. محمد العنيزان.
ج. العبابده. فرقة الرؤساء رئيسهم عبود بن عبهول ومحمد الدليمي، ويقال ان هؤلاء من اولاد حمدان، وفروعهم: البو منصور. رئيسهم الحاج عبود العبهول.
البو ناصر ويقال لهم العكل رئيسهم محمد بن دليمي.
البو غانم. رئيسهم ابراهيم السلمان.
الكنابره. رئيسهم علي السلطان.
البو عشيش. رئيسهم عباس العزيز.
نفس البو عشيش.
البو جوعي.
د. الغويثات. رئيسهم راشد العبد الله والآن ابنه صالح وهؤلاء من الطرشان من البو حسين.
هـ. الجواسمه. رئيسهم راشد العوده.
و. البو جناد. رئيسهم حسين العبد الله: البو سيد. راشد الروط.
المراشدة. محمد الحسون البو حسين الراشد. فخذ الرؤساء.
ز. السعيدات رئيسهم احمد السعيد. وهم في الاصل من قبيلة السعيد من قبائل زبيد: البو جمعه. رئيسهم احمد السعيد المذكور.
الحميدات. رئيسهم عود الجواد.
البو شلش. رئيسهم حمد المرموص.
ح. السفافحه. رئيسهم عبد الله الجواد.
البو عبود. رئيسهم حران الحسين.
البو غلام. رئيسهم عبد الجواد.
ط. البو حسين: البو حسن. رئيسهم عبد.
المظالمة. رئيسهم محان.
البو عياده. رئيسهم شنيج العجه.
نفس البو حسين. رئيسهم عباس الكريدي.
ي. الشريفات. رئيسهم علوان الراشد: وهؤلاء كلهم والبوحسين الذين في انحاء الموصل، وكذا الذين في جهات كركوك غالب فروعهم مشتركة ولا يزالون في اتصال معهم، وكثيرًا ما تجيء بعض البيوت من هناك فتنزل مع هؤلاء وفرقهم عند الغرير ممن جاء من انحاء الموصل: البو حسين. رئيسهم دحام بن محمد الظاهر وهو رئيس الكل. وان غالب فرق الغرير ترجع الى هؤلاء.
البو دوله.
البو اسماك.
البو حمدان.
البو صباح. في كركوك.
البو شرف. في انحاء كركوك في القنطرة.
شاهدت شيخ العبابدة محمد الدليمي مرارًا فاقتبست منه هذه المعلومات ومن شيخهم الآخر الحاج عبود العبهول وقد تكررت المواجهات معهما بكثرة.
هذا والشهوان في الزاب. وهم منهم والكل من الجعفر من عبدة كما هو محفوظهم أو يتصلون معهم بجد واحد..
وعلى كل حال ان هؤلاء عادوا عشائر ريفية، يتعاطون الزراعة ولم يبق لديهم من حالات البدو سوى نخوتهم فلا تزال محافظًا عليها..
ومن الغرير: أ. الزابية. وهؤلاء في الهندية، ليس لهم رئيس عام؛ ويعدون من الفتله بسبب اختلاطهم بهم ونخوتهم (عامر)، وقد اكد لي شيخ الغرير انهم منهم، وهذه فروعهم: الملحان.
البو كمر.
البو ضمانه.
الحمران.
البو مكصود.
وبعضهم في المشخاب مع آل علي. هذا ما علمته من هادي آل عباس من البو كمر، ومن شيخ الغرير.
ب. المعاضيد. يعدونهم منهم.
ج. العبابدة. وهؤلاء مع السعيد.
د. البوبنية. وهم مع بني حسن.
- ١٠ -
قبائل عنزة
من قبائل العرب الكبرى، منتشرة في العراق، وسورية، ونجد، والحجاز، وآل سعود ملوك نجد والحجاز اليوم منها، وكذا آل صباح، وآل خليفة. ولا يزال امراؤها محافظين على سيادتهم ولم يقلل من قيمتها تفرق قبائلها فانها كثيرة العدد والعدد. وكانوا في قلة. قال ابو عبيدة معمر ابن المثنى: «وعدد العنزيين في الارض قليل» اه. جاء في كتب التاريخ ذكر قبائل كثيرة مسماة بهذا الاسم ولكن لم يشتهر منها الآن سوى هذه القبيلة فهي اشهر من نار على علم. والمعروف انها من أولاد (عنز) ابن وائل اخو بكر بن وائل وأخوهما تغلب.
قال السمعاني: «عنزة حي من ربيعة وهذه عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد ابن عدنان. قال له ابن حبيب واحمد بن الحباب الحميري، وقال ابن حبيب في الازد عنزة. وفي خزاعة عنزة. والعنزي بفتح العين المهملة وسكون النون وكسر الزاي هذه النسبة الى عنز وهو عنز بن وائل اخو بكر بن وائل وأخوهما تغلب.» اه (١) وعدد رجالًا اشتهروا بالنسبة الى هذه القبائل اما عنزة اليوم فانها تحفظ انها من وائل وان جدها عناز والتقارب في اللفظ ظاهر بين عنز وعناز. والمحفوظ المنقول يؤيد المدون تاريخيًا من انهم من ولد وائل. فهم اصل عنزة. قال الحيدري «وهم من ربيعة وائل من عدنان.» اه مع ان ربيعة اخوتهم وقد اشتبه الأمر عليه، وعلى آخرين فعدوهم من عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار ابن معد بن عدنان. والظاهر ان القربية في الانتساب الى العدنانية، والاخوة لربيعة مما ساق الى هذا الوهم المخالف للمحفوظ والقبيلة أعرف بنسبها وهو غير مطعون به ولا مشتبه فيه.
ومن مؤيدات هذا ما جاء في أنساب الحواني - المنقول عن نهاية الارب - قال: «وأما وائل بن قاسط ابن هنب فأعقب من اربع أبطن: تغلب ابن وائل، وبكر بن وائل، وعنز بن وائل ساكنة النون، وعمرو بن وائل. فمن عنز بن وائل بن قاسط فخذان وهما رفيدة بن عنز، وأراشه بن عنز وفيها عدة أفخاذ وعشائر.» اه (١) ولعل الحي المنوه عنه عنزة بن اسد بن ربيعة اندمج في تلك القبيلة الكبرى، أو درج. وفي كتاب غاية المراد في الخليل الجياد للسيد رشيد السعدي: «عنزة من ربيعة من الاشراف وعددهم لا يحصى كثرة وشجاعتهم معروفة ولهم من الشيم ومكارم الاخلاق العربية وصدق اللهجة، والغيرة، والجود، والبأس مالو حرّر لبيض وجوه القراطيس. وغالبهم في نواحي العراق في الشامية.» اه (٢) . عدهم من ربيعة وليس بصواب كما تقدم.
وأصل موطن هذه القبيلة الحجاز في انحاء المدينة المنورة ولم تأت الى العراق الا من زمن قريب جدًا ويصادف ذلك زمن مجيء شمر الجرباء الى هذه الأنحاء تقريبًا. ولكن لم ينقطع مجيء بعض القبائل منها قبل ذلك التاريخ بكثير وتمت الى العنزية الا انها لم تعرف الا باسم قبيلتها الخاص كما سيسجيء الكلام عليها. ولكنها مضت الى سورية قبل ان تجيء الى العراق وازاحت بعض قبائلها وكوّنت مجموعة كبرى هناك.
ووقائع هذه القبائل مذكورة في التاريخ ونشير هنا الى بعض وقائعها التاريخية ففي سنة ١٢١٤هـ - ١٨٠٠ جاء ذكر وقعة لهم في انحاء بغداد، ورئيسهم فاضل وهذا هو فاضل بن ملحم من الحسنة من ضنا مسلم. وفي سنة ١٢٣١هـ - ١٨١٦م كان رئيسهم يسمى الدريعي وهو من الرولة وكانت الرياسة فيهم. حارب شمر، وللصقور (الصكور) منهم وقعة في سنة ١٢٣٣هـ - ١٨١٨م وكانت لهم وقعة يوم بصاله مع شمر سنة ١٢٣٨هـ - ١٨٢٣م انتصر عليهم شمر وفي سنة ١٢٣٩هـ - ١٨٢٤م انتصروا عليهم في يوم سبيخة وكان رئيسهم ابن هذال.
وهكذا مضت وقائعهم، ولا مجال للتبسط (١) سوى اننا نقول ان المحفوظ المعروف عند القبيلة اول من جاء الى العراق اميرهم الحميدي من الهذال وهو والد عبد المحسن المشهور بين قبائله واما الشيخ فهد الهذال ابن عبد المحسن فكان له الشأن في ايامه، وعمر طويلا، واشتهر في الغالب بموالاته الحكومة ويعد من افذاذ الرجال وهو والد شيخ مشايخ عنزة في العراق اليوم محروت الهذال.
وهنا نقول ان بعض القبائل دخلها بعض الفروع من القبائل الأخرى المجاورة ولا يزال معروفًا مثل الاهيازع كما اشير الى ذلك اثناء البحث عن قبائل شمر.
وكذا (بنو وهب) فانهم من شمر وسكنوا مع عنزة. (٢) ولا تختلف قبائل عنزة عن قبائل شمر في الكثير من اعتياداتها وكافة احوالها الا قليلًا وكانتا خرجتا الى العراق وسورية في حين واحد تحملان عين التقاليد والعوائد وتوطنتا متقاربتين القبيلة تغزو الأخرى أو تتصالح معها أحيانا. وللآداب اشتراك تام وللقصيدة من كل شاعر بدوي شهير لها تأثيرها على القومين على حد سواء..
والآن بين قبائل شمر وعنزة صفاء تقريبًا. وقد شاهدت بين الشيخ عجيل الياور شيخ مشايخ شمر، وبين الشيخ محروت الهذال شيخ مشايخ عنزة مودة وألفة فلا أثر للتنافر. هذا وان والدة محروت بنت النمياط احد رؤساء التومان من شمر، والصهرية بين امثال هذه القبائل لها حسن اثر في الألفة بين القبائل سوى ان هكذا مسائل اجتماعية يكون الغالب فيها العداء الموروث والرؤساء لا يخرجون عن نهج قومهم ورغبتهم كما ثبت في وقائع كثيرة، والرئيس يكون مضطرًا لموافقة قبيلته فلا يخرج عن ارادتها ولا يرضى أن يتجاوز أحد عليها أو تنالها اهانة، أو كسرة..
فلا يدع مجالًا لقبول مثل هذه ولا تؤثر الصهرية على حد قول القائل:
وهل أنا الا من غزية ان غوت ... غويت وان ترشد غزية ارشد
ولنترك الآن الأبحاث العامة ولنرجع الى القبائل وبيان فروعها أو بالتعبير الأصح نعين درجة اتصالها بعضها ببعض. ونعيد القول هنا عمن كتب عن القبائل مثل الحيدري والآلوسي فانهم لم يراعوا التفخيذ وطريقه وانما لاحظوا تعداد القبائل فلم يتبعوا الطريق العلمي مقرونًا بالمحفوظ بقدر الامكان..
وهنا قبل ان اتكلم عن قبيلة عنزة لزم ان اشير الى ان قبائل كثيرة من عنزة قد مالت الى العراق وسكنته برمتها دون ان تبقي لها أثرًا في نجد أو في الحجاز مع عنزة التي هي اصل القبيلة وامثال هذه لا نتعرض لها هنا وانما نجدها الآن ريفية، ومستقلة باسمها الخاص.. والمشتقات من عنزة كثيرة جدًا لذا أرجئنا البحث عنها الى موطنها من عشائر الريف.. وفي كثرة هذه القبيلة حاضرًا ما يغنينا عن بيان مشتقاتها من القبائل الريفية ولكن نعين انتسابها عند الكلام عليها في حينه.
ان قبائل عنزة ينتمون جميعهم الى جد واحد هو عنزة بن وائل وهم يقولون انهم اولاد قشير بن عنز بن وائل وهذا لم يعثر عليه في كتب الأنساب ولا ذكر في سلسلة (عنز) المعروف. ولعل الغلط في المحفوظ تطرق بنسيان الجد الأعلى واتصاله بالأشخاص التاريخية. والظاهر ان احد رؤسائهم كان يسمى قشيرًا ونسوا اتصاله لأنه جد أعلى.
وهم كثيرون لا يكادون يحصون بل أن كل فرع يماثل في عدده أكبر القبائل. وهذه الوفرة لم تكن قريبة العهد، ولذا يقال في المثل الشايع (عنزة دود الفرث) مبالغه في زيادة العدد.
والمعروف اليوم انهم ينقسمون الى جذمين كبيرين (بشر) و(مسلم) ومن هذين تفرعت كافة قبائلهم.
١
- قبائل بشر
فمن بشر تكونت قبائل عديدة يجمعها: أ. ضنا عبيد. وهو ابن بشر وقبائله: الأسبعه.
الفدعان.
ب. (العمارات) من عماره: الجبل.
الدهامشه. (عيال دهمش) . وجبل ودهمش اخوان.
١ - ضنا عبيد ١ - السبعة: (الاسبعة) وهؤلاء رئيسهم راكان ابن مرشد من الكمصة وصالح ابن هديب. وهم مع الفدعان من ضنا عبيد. وهؤلاء مع العمارات يقال لهم (بشر) و(الأسبعة) قبيلة كبيرة من قبائل عنزة. ونخوتها (عرفة سبيعي) . ويسكنون اليوم سورية وفي الشتاء يميلون الى العراق في أراضي (لاهه) والكعرة في العراق، ويجاورهم الفدعان، والرولة، ويعدون من حيث المجموع ثمن عنزة.
قال في عشائر العرب: «ومنهم السبعة المشهورون، والكماة المدخرون النازلون المخوف، والمقرون الضيوف، ذوو الأكف الوطف والرماح الرهف، والمارقون من الذم مروق السهم من الصف أولئك هم خيرة البرية.» اه ص٥٧ - ١ وفرقهم: الاعبده. رئيسهم برجس بن هديب، ويتجولون في وادي المياه الى المناظر حتى حمص. وفروعهم: الموايجه. فخذ الرؤساء.
الامسكة. رئيسهم ابن جلادان وابن هدلان.
الدوام. رئيسهم هزاع الفككي.
البيايعه. رئيسهم سلمان بن موينع.
الأعرفه. رئيسهم ظاهر بن فاعور.
الرماح. رئيسهم جدعان بن وايل.
العبادات. رئيسهم احمد بن كردوش.
الوثره. رئيسهم دليّ بن دعيبل.
البطينات. رئيسهم راكان بن مرشد. ومنه تحققت تفرعات هذه القبيلة بمساعدة من الشيخ محروت الهذال وفروعها: الكمصة. فخذ الرؤساء: العميره. رئيسهم راكان السحيم. رئيسهم عزيز بن شتيوي.
المواهيب. رئيسهم ابن غشم.
المصاربه. رئيسهم رشيد المصرب.
الخمسان.
الرحمه.
الدريب.
٢) - الرسالين. رئيسهم ابن عيده.
العجلان.
الجاسم. رئيسهم محمد الدحو.
الهويشان.
الشفيع.
٢ - الفدعان
وهؤلاء يرأسهم مجحم ابن مهيد. وهم ثمن عنزة، ومواطنهم قرب حلب بين الخابور والفرات ونهر البليخ والخابور حتى حلب. وهذه هي القبيلة الثانية من ضنا عبيد. وجاء عنها في عشائر العرب: «ومنهم - قبائل حلب - الفدعان من عنزة، ذوي الوعود المنجزة، والهبات المبرزة، وهم اربع عشائر منهم آل غبين، والخرصة، والوالد، وآل مهين (لعلها المهيد)، وكل قبيلة من هؤلاء الف سقماني والف خيال.» اه (١) وهذا التفريع للقبيلة غير صحيح منه، ولعله نظرًا للبعد لم يتمكن من التحقيق ولا تزال مواطنهم في انحاء حلب كما جاء في النص المذكور اعلاه.
وأقسامهم: الولد. رئيسهم مجحم ابن مهيد. وهؤلاء يتفرعون الى: أ. ضنا منيع: المهيد.
الروس.
الشميلات.
ب. العجاجره. رئيسهم ابن حريمس.
ج. الساري. رئيسهم جريس بن ساعد.
ضنا ماجد. رئيسهم مذود بن كعيشيش. والآن ابنه عبد العزيز وفروعهم: أ. خرصة: ضنا عربان.
ضنا الحيده: جفل.
ملحود.
ب. ضنا كحيل: الغبين. رئيسهم عبيد ابن غبين.
ولد سليمان. وهؤلاء قسم منهم في سورية والقسم الأكبر في خيبر الى بيضاء نثيل وهم اهل بادية يتبعون المراتع والكلأ ويتجولون الى قرب حايل ورئيسهم العواجي ويتفرعون الى: الجعافره. فرقة الرؤساء.
المطاردة. رئيسهم ابن سويلم.
الغضاورة. رئيسهم المرتعد.
المغرة. رئيسهم ابن مخيليل.
السلمات. رئيسهم الشفاوي.
الخمشه. رئيسهم ابو زهره.
الايمنه.
الفضيل.
٣) - الاجدعه. رئيسهم جاعد بن عرنان.
٤) - العواد.
٢ - العمارات وهؤلاء صنفان: الجبل. جبل ودهمش اخوان.
الدهامشة.
١ - الجبل
رئيسهم الشيخ محروت ابن هذال وهم ثمن عنزة ونخوتهم (اخوة بتله) ومن الأقوال الشائعة (أخوة انسب الحمايل) .
قال في عشائر العرب: «منهم ابن هذال ومن تبعه من الكماة والأبطال (الجبل) التي لا يدرك فخرها، ولا يسر في الظلمات بدرها، الذين هم جذوة المقتدي، ونجدة المجتدي، ومآل الآمل، وكمال الفضائل، بدور السعود ونجاز الوعود، ورياض المفاخر، الذي نشرها أولًا ولآخر، تقصر الألسن عن مدحهم، وتضيء الدياجي بقدحهم، خير القبائل في الندى، وأبعدهم عن مشائيم الردى. عددهم ثلاثة آلاف سقماني، وفرسانهم ألف فارس.» اه (١) والحق أنهم كما وصف، وفوق ذلك. وهم: أ. الحبلان. ومنهم ابن هذال.
آل هذال. فرقة الرؤساء ونخوتهم (أخوة بتله) .
آل عبد المحسن. فرقة الرؤساء.
الدغيم.
الثامر.
المنديل.
العبد الله.
الفواز.
٢) - الجعيثن: الرويان.
المكاحطه.
الصوينع.
٣) - السحيم: المويهي.
المديلع.
التومه.
٤) - الحسن: المطيره.
المتين.
الشحوم.
الكهموس.
آل هشال.
المحوص.
٥) - آل حسين رئيسهم عوض السهيم.
الغشوم.
نفس الحسين.
٦) - الدشاش.
٧) - الهيازع: رئيسهم مناجد وهو عارفة. ويقال رئيسهم مناكد بن هيازع وأصلهم من خيبر أو أن موطنهم هناك. ومعه بعض العشائر من زبيد. وقد تحققت من الشيخ محروت الهذال بان هؤلاء منا ولا نعدهم من غيرنا لا علاقة لهم بهيازع العبيد ولا هناك أفخاذ متشابهة معهم واذا كان هناك قربىفالظاهر ان الذين مع العبيد من هؤلاء ولما قلت له المسموع ان اصلهم قحطانيون كما يقال:
حنا وعبده والهيازع بجدين
قال: وانا اسمع هذا. والظاهر انهم قحاطين. ولكن سكناهم معنا وقدم اختلاطهم بنا لا يخرجهم منا بوجه.! ونخوتهم (خيال الروده هيزعي) قال وهم عندنا قليلون ولا يتذكر افخاذهم. وإنما لهم رؤساء معلومون. وليس بينهم من افخاذ البو هيازع أحد. هذا وان نخوة البو هيازع من العبيد (طريف) فلا تقارب بينهما.
ولكن المحفوظ يعين أنهم قحطانيون والتسمية المتشابهة لا يعول عليها مالم يعضدها أمر آخر من نخوة أو غيرها.
٨) - الختارشة. رئيسهم العفين البصر.
٩) - الغشوم. رئيسهم محده بن جروان.
١٠) - البسيسات. رئيسهم ضحوي المغرنج.
١١) - المداميغ. رئيسهم مرضي بن رفيد المديميغ.
١٢) - الذيبه. رئيسهم سلمان العماري.
١٣) - العيير. رئيسهم عسكر البكان.
ب. الصكور (الصقور) نخوتهم. (خيال البويضه جلوي): الجلال: رئيسهم دريبي بن موجف.
آل داغر.
المجيتل.
الغدفان.
المجول.
٢ - الدهمان: رئيسهم حويكم بن صلعان.
المريبد.
الشعاره.
الجداعه.
المسعود.
الترشان.
الشرمان.
الوضاحين.
٣ - المصاعب: رئيسهم عناد الزوين.
العتيج.
النمره.
الكحطه.
الشبول.
الدغالبه.
٤ - الدلمه: رئيسهم مناع الجاسب.
٥ - الثويبت: رئيسهم برغوث بن جلوي.
٦ - العطيفات: رئيسهم صالح ابو الروس.
ج. السلكه. رئيسهم مرضي الرفدي وهم جمعان. والحبلان جمع واحد والصكور جمع واحد ويسكنون الشامية مع ابن هذال.
الشملان. رئيسهم مرضي الرفدي منهم في نجد ومنهم في العراق.
البشير.
الكاوح.
المراجله.
الجبور أو الزيود.
٢ - المضيان. رئيسهم ظاهر بن دخيل نخوتهم خيال الصبحة مضياني.
الحمايره. الرؤساء منهم المريحب وابن حامد.
الثعيل.
الساعد.
الخنفه. وهم الرؤساء.
السنيد. رئيسهم عياد بن سحلان.
الزريعه.
٣ - الأحسني. رئيسهم فهد بن شمران وخشم بن تمران. وأمير البحرين ابن خليفة منهم.
العويضات.
النجاده.
العزيز.
العطاعطه.
٢) - الهوامل.
الرباع.
السويلم.
الكماجمه.
٤ - المطارفة: رئيسهم جاسب السحالي وهو عارفة نخوتهم خيال العشوه مطرفي: الفكعه.
النصره. فرقة الرؤساء: السحاليه.
الذهاهبه.
النبيجات.
٢ - الدهامشة: نخوتهم (أولاد علي غريب الدار) . رئيسهم جزاع بن مجلاد. وهؤلاء يتفرعون الى: أ. العلي. وهؤلاء ينقسمون الى: الزينة. ورئيسهم جزاع بن راكان ومحمد التركي: الجميشات: (ويعدون عشيرة مستقلة عن الزبنه): العتيج. محمد العجرفي.
الاغره. رئيسهم عدافه بن عاصم.
الصكار. رئيسهم خضير بن صكار.
الابلّه. رئيسهم حباب بن غلاب.
الزناتيه. رئيسهم دبوسي الزناتي.
الصعول. رئيسهم فضل الصعل.
الفلايجه. رئيسهم خلف بن فلج.
العرضان. رئيسهم شلاش العريض هو الرئيس.
الملعب. رئيسهم مطر بن ملعب.
الكهاده. دعلوج الكهيدي.
٢) - السبابيح. محيه بن جريبيع.
٣) - الجعبان. حجاج الحبيب.
٤) - الصرمة. رئيسهم سهيل الصرم.
٥) - الركعان. رئيسهم صحن الفايد الركع.
٦) - الجواسم. رئيسهم عبيد بن جاسم.
٧) - الفويزه. رئيسهم دليم بن مثيب.
٨) - المجلاد. وهم رؤساء الزبنه.
٩) - الخزام. رئيسهم معزي بن نجب.
١٠) - العرايف. رئيسهم هديان العرافه.
١١) - زينين العيون. رئيسهم محمد زين العين.
١٢) - الخدران.
٢ - المحلف. رئيسهم ضاري بن ضبيان. والآن نده بن ذعار بن ضاري وفروعهم: العياش: الضبيان. رئيسهم نده المذكور.
البلاليز. رئيسهم سلامه بن غريب البلاز.
الغرير. رئيسهم مشعان بن فنتوخ.
المعجل. رئيسهم زيد بن وادي.
اللمعان. رئيسهم غانم اللميع.
٢) - الذوايده. رئيسهم محمد بن سلطان: المزيد. رئيسهم بدر بن البير.
السلطان. رئيسهم محمد بن سلطان الجديع. رئيسهم مطلك بن جديع.
المنور. رئيسهم نايف بن منور.
الكعود. رئيسهم مصارع بن كعود.
٣) - المحينات. رئيسهم ناصر ابو الروس: الروسان. رئيسهم ناصر المذكور.
الموزم. رئيسهم زيد بن مربذه.
النمور. رئيسهم مرجي بن وطيان.
العقيلات. رئيسهم دغيم بن ضويحي.
٤) - الشلخان. رئيسهم فلجي بن عيفان.
العيفة. فخذ الرؤساء.
الشلخه. رئيسهم جالي الشليخي.
٥) - المتاريك. رئيسهم ابن حويكم.
والأكثر يعدون المحلف شعبتين العياش والمذاوده، وباقي الفروع انما تتفرع منها.
ب. الجلاعيد. رئيسهم بنيدر بن جلعود: نفس الجلاعيد. فرقة الرؤساء.
السليمة. رئيسهم سليمان الروغى.
السليم. رئيسهم عايد بن مسلم.
الزعير. رئيسهم فياض.
ج. السويلمات. رئيسهم عايد بن بكر والآن مناحي بن بكر: المحيسن. رئيسهم عايد بن بكر.
الهمل. وهؤلاء يتفرعون الى: الطننه. رئيسهم مسعود بن جليدان.
النواحله. رئيسهم زميلان النويحل.
الزنفه. رئيسهم شنان الموط.
٣) - العتكان. رئيسهم معطش بن فجري.
٤) - الوطبه. رئيسهم هجرس الديدب. ومن هؤلاء: ١. المناهره. رئيسهم عايد المنيهري.
٥) - الحماطره. رئيسهم طخطيخ الغرو.
د. السلاطين. رئيسهم سمير بن كنفد الآن ابنه خضير.
المحاور. رئيسهم جضيع ابو الكاح.
الجراده.
القنفذ. رئيسهم حامد بن كنفد.
الشحوم. رئيسهم محمد الشحمي.
القضاة. رئيسهم مجول القاضي.
من هؤلاء: المجلاد، والزبنه، والجميشات والسلاطين، والجلاعيد، والمحينات والشلخان، والذوايده غادروا العراق الى سورية سنة ١٣٣٨هـ - ١٩٢٠م وبقوا خمس سنوات ثم عادوا الى العراق سنة ١٣٤٣هـ - ١٩٢٥م واستقاموا نحو خمسة اشهر ثم ساروا الى نجد وذهبت معهم جميع عشيرة الدهامشة وبقوا مترددين بين العراق ونجد يتبعون الكلأ والآن منهم جماعة مع الشيخ محمد التركي ومناحي بن بكر وباقي قبائل الدهامشة الآن في نجد مع رئيسهم العام جزاع بن مجلاد.
٢
- قبائل مسلم
ويقال لهم (ضنا مسلم) ولا تعرف جهة اتصال بشر بمسلم ويقولون انهما اخوان ولم يظهر دليل سوى المحفوظ ولا عثر على شعر يؤيد ذلك. وعلى كل حال نحتفظ بالمسموع حتى نعثر على ما يؤيده..
وهؤلاء جميعًا يرجعون الى: جلاس.
وهب.
والفريق الأول (الجلاس) يتفرع الى روله، ومحلف والفريق الثاني (الوهب) الى قبائل وهب.
١ - الرولة: رئيسهم النوري ابن شعلان وقد علمت فروع هذه القبيلة من فرحان ابن مشهور حينما ورد العراق ومن غيره.
وقد وافت الأخبار ان الشيخ فواز الشعلان قتله في سنة ١٣٥٣هـ - ١٩٣٥م وهؤلاء كثيرون جدًا فكان قسم منهم مع النوري والآخر في نجد. وقال عنهم في عشائر العرب: «ومنهم الرولة شيخهم الدريعي المشهور، وهذه القبيلة اطول باعًا في الكرم، ورعي الذمم، والمواساة للعائل، والارتكاب للفضائل، والطعن في المضايق، والضرب في المفارق، اولئك المجد عليهم اجمل، واخبارهم في المكرمات اعرض واطول. وكل هؤلاء من بصرى الى الشام.» اه (١) وهذه فرقهم بل عشائرهم: أ. جمعان: وهؤلاء يتفرعون الى: المرعض. وهم: الشعلان. طائفة الرؤساء. وفرقها: آل هزاع.
آل مشهور. كان رئيسهم فرحان بن فهد بن برجس بن مشهور.
آل زيد.
آل مجول.
آل مبهل.
الصبيح.
آل بنّيه.
آل روضان.
٢) - آل نصير. رئيسها صليبي بن نصير وجلعود ابن عشيران: العشيران.
قوم ابن زاهي.
٣) - النواصره. رئيسها عياط المجارمي. وفرقها: المجارمي. فرقة الرؤساء.
آل غمر.
الروابعه.
البشمه.
الكواطع.
الكطاعه.
٤) - الموسرين. ورئيس هذه العشيرة بشيتان بن بنيه.
٥) - السبته.
٦) - النصير. رئيسهم كريص بن نصير.
٧) - العلمه: الراشدي.
آل حمد.
آل مدحم.
آل دويج.
٤) - الدغمان: مقيمون في الجوف رئيسهم درزي ابن دغمي. وفرقهم: الدغمي. فرقة الرؤساء.
آل هكشه.
آل حسن.
البرابره.
٣ - الدرعان: رئيسهم الجنيفي.
الجنفان. رؤساؤهم.
البطنان.
٤ - الصوالحه: رئيسهم نحيطر بن ماهل.
٥ - آل مهنا: رئيسهم كميان بن مهنا.
ب. الكواجبه: ورئيسهم مدبغ الكويجب: الوكلان.
الخمسي.
العرضان.
الختام.
الوهيب.
الكويجب.
آل شكير.
المدلوشه.
المزاهيه.
الشريفات.
ج. الكعاجعة: رئيسهم المنفي بن حنيان.
الربشان: العوينان.
آل جرذي.
العجيل.
٢) - آل مانع.
٣) - الغشوم.
٤) - المصطفجه.
د. الفرجة: رئيسهم عويضه الاخضع: الخضعان.
الفلته.
آل مشيط.
السمران.
آل سباح.
آل رماح.
الهطلان.
٢ - المحلف: (من ضنا مسلم) وهؤلاء هم الجذم الثاني من قبائل الجلاس وقد مر بنا الكلام عن الجذم الأول وهم الرولة. والمحلف تعود الى سورية وتتردد بين الجوف والشام. وفرق المحلف هم:
١ - الاشاجعة
وردوا في عشائر العرب بلفظ اشايعة «من عنزة كبيرهم ابن معجل، ذو حمية زائدة وهمم متزايدة. فاقوا من قبلهم، واكتسب المتأسي بهم من فضلهم وهم ستمائة فارس والف سقماني» اه (١) المعجل. رئيسهم فرحان بن معجل وهو رئيس الكل.
البلاعيس. رئيسهم كضكاض البلعاسي.
المهيوب. رئيسهم فهد الحمادي.
البدور. رئيسهم هلال الكوسان.
٢ - العبد الله
رئيسهم عافت بن مجيد. وهؤلاء جاء عنهم في عشائر العرب: «ومنهم عبد الله بالتخفيف عددهم ثلاثمائة خيال وخمسمائة سقماني، وفيهم الشجاعة ما لم يدرك مقابلته بتع ولا بضع الاستطاعة» اه (٢)
٣ - السوالمة.
رئيسهم عافت بن جندل. وفي عشائر العرب: «من عنزة من قبيلة الدريعي المشهور وهم خمسمائة خيال والف سقماني» اه (٣)
الوهب
وهذه قبيلة كبرى من ضنا مسلم وتسمى بهذا الاسم، وتعرف الآن بولد علي فاشتهرت بأحد فروعها ويقال ان الوهب من الأسلم من شمر وهم الفريق الثاني من ضنا مسلم ولعل نسبهم الى شمر نبز والا فعند التفريع قد تعين مكانهم بين قبائل عنزة املاكهم وبساتينهم في خيبر يضعون فيها عبيدهم وفلاحيهم وهم أهل بادية يتبعون المراعي والكلأ وسكناهم من الحجر الى تيماء ومن خيبر الى اطراف حايل وهم بين الجوف والشام ويكتالون من بلد (الوجه) ومن الملحوظ ان نسيان الصلة ساق الى القول بهذا.
وجاء في عشائر العرب ما يميط اللثام عن هذه التطولات قال: «ومنهم آل فاضل، ذوو البراز والتناضل وهؤلاء هم حكان عنزة سابقًا ويعرفون ب (الحسنه)، القول فيهم انهم الحق اذا حصحص، والبرق اذا بصبص والأساة للمضيوم، والمواساة للمظلوم، وعدهم صادق، وسهمهم راشق، تنوب قلوبهم عن الدروع، اذا لبسوها بيوم مروع، وأما فيض أياديهم ببواديهم فلا تقاومه الجون الغوادي، ولا يدرك حصره حاضر ولا بادي، قد شمل الا كم، والعرب والعجم.» اه (١) وكفاهم فخرًا ان ابن سعود ملك نجد والحجاز منهم.
وفروع الوهب: ١ - المنابهة: رؤساؤهم طراد ابن ملحم وابن يعيش وسلطان الفجير وهم: الحسنة. رئيسهم طراد بن ملحم، ومن رؤساؤهم عبد الله بن فاضل ابن ملحم ومن هؤلاء فاضل ورد ذكره في وقائع العراق كما تقدم.
المصاليخ. رئيسهم ابن يعيش والمعروف ان ابن سعود منهم وبعض النسابة يعدون المصاليخ من الحسنة. وهذا يدل على ان الفرع استقل بتسميته الخاصة ويقيمون اليوم في الجوف.
آل سعود
كانت نجد قبائل متفرقة، وامارات صغيرة نستطيع ان نقول كل بلدة مستقلة بادارتها وامارتها كما ان كل عشيرة منفصلة عن غيرها، ولا تكاد توجد امارة عشائرية متكونة من قبائل عديدة تستطيع أن تؤسس امارة ذات شأن وسيادة على جزيرة العرب.. ومن ثم نرى الفوضى ضاربة أطنابها الامن مفقود، والسلب والنهب من أعظم وسائل ارتزاق الأهلين ومدار عيشتهم حتى قيض الله لنجد ان تكون ادارتها موحدة، وسلطتها تابعة لتلك الادارة، وأساسها التوفيق بين المطالب السياسية، والأغراض الدينية الصحيحة فكانت نتيجة هذه الألفة ان سادت الطمأنينة، وصادفت ما وافق هوى في النفوس، بل رغبة أكيدة، وميلًا تامًا واذعانًا من الجميع.
دعوة قوية من عالم مجاهد، وفاضل حريص على التمسك بالشرع هو محمد ابن عبد الوهاب، ومناصرة من حاكم قرية ضعيفة، وبلدة مستكينة. ومن جراء هذه المناصرة، وتلك الدعوة إن ذاعت في الأطراف وانتشرت إنتشارًا هائلًا حتى قبضت على السلطة، توسع النطاق، ونجحت الدعوة فتكونت قوة هائلة لم تلبث أن سيطرت على انحاء عديدة. وفي كل أدوارها حافظت على هذا الاتصال بين الحكومة في عدلها، والدين في بث تعاليمه وتربيته الصحيحة فكان له شأنه، وذاع صيته في الخافقين.
دعوة بسيطة، محكمة تلخص في اذاعة أساسات الدين الإسلامي وعقائده القويمة وإن يلتزم القوم (التوحيد، والسمع والطاعة) وركنها بعد اتباع العقيدة التوحيدية آية «... واسمعوا وأطيعوا» ادارتها صارمة في أحكام الشريعة لا تقبل تهاونًا في حسن ادارة الشريعة في امة أمية لا تستطيع أن تعلم إلا مطالب محدودة وسهلة ومتينة.
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
قام آل سعود بهذه الإدارة وهم من قبيلة المساليخ، وتلفظ المصاليخ من ولد علي، أو بالتعبير الصحيح ان (ولد علي) قبيلة من قبائل وهب وشاع اطلاقها على الكل بما فيهم المنابهة وولد علي ومنهم المساليخ ووقائع آل سعود في العراق كثيرة ولها مكانتها من التدقيق والتثبيت لا مجال لبسطها هنا وانما نكتفي ببيان قبيلتهم وطريق انتسابهم الى قبائل عنزة المشهورة لتعيين الصلة وكان خروجهم من الوضع العشائري بعيد العهد وامارتهم مدنية تبتدئ من أوائل القرن الثاني عشر، ولم تنل سعتها وكمالها إلا في أواخره وأوائل القرن الثالث عشر وقد رأوا شدة ورخاء، ولا زالوا مثابرين على خطتهم الأولى خصوصًا وقد رأوا فيها النجاح كله، وعلموا أن الخذلان في التهاون بهذا المبدأ القويم المبدأ الإسلامي الصحيح ذلك ما مكنهم في الأرض وجعلهم الوارثين.. وكانت قد حدثت معارضات شديدة من الحكومة العثمانية، ومن آل رشيد ومن غيرهم من الامارات العشائرية التي لا تصلح للحكم فلم تنجح هذه كلها بل كان حظها الخذلان، والغرض نجاح الجزيرة وسيادتها وقد تم لهذه الامارة الحكم على تمام نجد والحجاز وعسير. والموضوع عشائري لا يحتمل التفصيل. (١) هذا وقبائل عنزة لا تقف عند حالاتها العشائرية وانما حصلت على امارات في الحقيقة أقوى مما نالته الامارات الأخرى. ولنرجع الى باقي فروع المنابهة.
الفكره (الفقره) . رئيسهم سلطان الفجير.
الخماعله. رئيسهم خميس الخمعلي. تبع الفكير.
الصكره.
حجاج. رئيسهم ابن رويق.
٢ - ولد علي
رؤساؤهم عناد بن سمير ومحمد الايده وسلطان الطيار. وجاء في عشائر العرب عنهم ما نصه: «شيخهم دوخي السمير.. وهؤلاء يحملون الحاج، ولهم صرّ من الدولة العليه معينًا كل سنة.» اه (١) العويفات. رئيسهم عناد بن سمير.
الطلوح. رئيسهم هويدي بن خليل.
الرهوب. رئيسهم ابن سعده ومنهم من لا يعدهم أفخاذ مستقلة وانما يجعلهم من الطلوح وأصلهم منهم وموجودون في حرب مع انهم من هذه القبيلة.
الدمجان. رئيسهم الكعيط بن حييف.
الحماميد. رئيسهم ابن دويهيس.
الجذالمه. رئيسهم أبو خشبة.
المشاذجه. رئيسهم سلطان الطيار والمريخي.
جباره. رئيسهم ابن ضويحي.
الطوالعه. رئيسهم الطويلعي.
٣ - الايده
وهؤلاء قرب المدينة المنورة. رئيسهم محمد بن فرحان الايده وهو الرئيس العام: الشملان.
الجريده.
العبادله.
قال في عشائر العرب: «الايدى ومنهم الشملان الجميع اربعة آلاف سقماني وسبعمائة خيال.» (١)
عوارف قبائل عنزة
أ. في قبائل بشر: ابن زرعه من المهيد.
ابن هيازع من الحبلان؛ ويرى كافة الدعاوي ما عدا حقوق النساء، وقضايا الخيل. ويقال لهذه المكلدات (المقلدات) .
ابن جلعود من الجلاعيد (الدهامشة) .
السحالي من المطارفة من السلكه (السلقة) . وهذا يرى المقلدات.
ابن عيده من الرسالين من السبعة.
الجعيب. من الزبنة.
ب. في قبائل مسلم: الطيار. جندل من السوالمة.
ابن معجل. عسكر ابن كويجب (كويكب) من الكواجبه (الكواكبه) .
كميان ابن دغمي. رئيس المهنا.
موينع. رئيس النصير.
بشيتان بن بنيه.
عويضة الاخضع. رئيس الفرجة.
ليلى المجارمي.
الكعكاع (القعقاع) من الرولة. والآن مونس وشاجي من رؤساؤهم.
ملحوظات: ليس لقبائل عنزة نخوة عامة وانما هم متفرقون في المنازل لكثرتهم ومتباعدون الا اذا مست الحاجة.
الجمع عندهم الف محارب. ولا تزال تعد بعض قبائل او تعتبر جموعًا وعلى هذا جرى تقسيمهم الى جموع اشبه بالجيوش وقوادها فكل جمع له قائد يسمى (العقيد)، أو كما يقولون (عجيد) ويجب ان يقود الالف ايام الحروب بينهم.. ولا فرق بين الف فارس أو محارب.
من اختبارات كثيرة نتيقن ان التفريعات صحيحة اجمالًا والتدخلات بين الفروع قليلة. أما الأنساب للأشخاص وتسلسلها فلا يعول علي المحفوظات فيها وانما نرى الحافظة تقدم أو تؤخر أو تنسى مما جعلنا بعد امتحانات عديدة واختبارات كثيرة لا نقطع فيها من ناحية تعداد الأسماء وغالبها مبني على اعتبار كل فرع جدا وكل عدة فروع اولاد لمن هو أعلى وهكذا مع اننا نعلم انه لا يشترط ان يكون الفرع مشتقًا من أصله رأسًا أو لوسائط كثيرة. ومن تعداد الجدود المحفوظين نرى قلة في الأجداد مع طول الزمان.. وعلى كل حال ان هذه الفروع أسماء لمن اشتهر من جذم سابق وأصلهم أشخاص فصاروا أسماء فروع..
محروت الهذال شيخ مشايخ عنزة في العراق هو ابن فهد بن عبد المحسن بن الحميدي بن عبد الله بن هذال بن عدينان بن جعيثين بن جمعه بن حبلان وهذا هو الذي ينتسب اليه جمع الحبلان من جمعه من الجبل من العمارات. وقد ذكرنا في أصل التاريخ وقائعهم في العراق. والمحفوظ عنهم انهم جاؤا الى العراق في زمن الحميدي وأقاربه من آل هذال وقبلهم كان قد ذهب الى سورية عبد الله من ابناء عمهم ويجتمع معهم في عبد الله الآخر ويقال لفخذه آل عبد الله (وهو الأول) ومن ثم تمكنوا في سورية والعراق وهم حديثو عهد بالنزوح الى العراق والآن يعزون السبب في نزوحهم الى ابن مسعود وخلافهم معه.. ولا محل هنا لاستقصاء اخبارهم..
هذه لوحة في عمود آل هذال والفروع المتصلة بهم.
الضفير
من أشهر قبائل نجد والعراق، والقسم الكبير منها يتجول في الجانب الغربي من الفرات بين الزبير وانحاء السماوة، ولها مكانتها المعروفة، ومضى لها دور لا يستهان به أيام ورودها العراق في أول القرن الثالث عشر الهجري، جاءت من نجد الى العراق، يشملها هذا الاسم مع تباين في النسب والجد، وهم في الأصل على كيانها، والتزام الوفاق بما يعود لها من بسط سطوتها بحيث صارت قوة كبيرة يخشى صولتها. ومثلها عندنا (قبيلة المجمع)، متألفة من عدة قبائل، أو فروع من قبائل متعددة. واليوم لا تزال الضفير تعد من القبائل البدوية المعروفة وان كان قد مال بعض منها الى الأرياف..
كتب صاحب عنوان المجد الضفير بالظاء. ولما كان لفظه عاميًا فلا يعول على تلفظه في ضبط الكلمة دون تنبيه ونرى في هذه الأيام ان قد جاء ذكرها في كتب حديثة أخرى بالظاء أيضًا متابعة في عنوان المجد والتضافر والتساند المعروف عنهم يؤيد كتابة القبيلة بالضاد.
وجاء في القلقشندي عن هذه القبيلة انها تحت أمرة آل فضل من طيء، وعدهم الحمداني من عرب برية الحجاز من أحلاف آل فضل والمعنى واحد ولا يعرف بالتحقيق تاريخ هذا التضافر والتساند، وان المدونات التاريخية لم تعين ذلك ولم تكشف ما يرفع اللبس عنه. وعلى كل الألفة الطويلة والتماسك القديم أدى الى أن يكونوا قبيلة واحدة. ومن المقطوع به ان كل قسم من قبائلها يرجع الى اصله المنسوب اليه والمحفوظ عنده وكذا المعروف عند المجاورين.. وان تشتت الآراء في اصل نسبهم ناجم من اختلاف فروعهم وعدم التمكن من ارجاعها الى اصل واحد من جهة انهم متألفون من قبائل متعددة، وكان الأولى ان يعين كل فرع وما يمت اليه من قبيلة معروفة..
وقد ذكرهم مؤرخون عديدون وجاء عنهم في عشائر العرب للبسام ما نصه: «ومنهم - من عشائر نجد - الضفير المشهورون، والكماة المذكورون ذوو التقلب كتقلب الفلك، والتنقل من ملك الى ملك، يحمون نزيلهم، ويضفون جميلهم، حمدهم سائر، وفخرهم شاهر، وفضائلهم لا تحصى، ومحامدهم لا تستقصى..» اه ولم تكن علاقة سابقة بالعراق، ولا جرى لهم ذكر في تواريخنا الى ظهور (آل سعود) وحينئذ عرفوا بمناصبتهم العداء لهم، ووقوع الحروب الدموية حتى مالوا الى العراق بعد ان رأوا التنكيل المرّ، والتدمير القاهر..
وقال في مطالع السعود: «وسمعت ممن أثق به انهم من بني سليم. فان صح ما ذكره كانوا عرانين، اباة الضيم، فقد كان يقال اذا كنت من تميم ففاخر بحنظلة، وكاثر بسعد، وحارب بعمرو، واذا كنت من قيس ففاخر بغطفان، وكاثر بهوازن وحارب بسليم» اه (١) وقال الحيدري: «من أعظم عشائر العراق وهم قبائل كثيرة يبلغون ثلاثين ألفًا فأكثر ومنهم بنو حسين من الأشراف ومنزلهم في منازل المنتفك بين نجد والبصرة» اه.
ومن هذا نعلم درجة قربى بعض اقسامهم الى عدوان التي تدعى انها من الضفير وهي قبيلة معروفة ذكرها صاحب (شرقي الأردن) وعدد فروعها (١) . ولا يبعد ان يتجول هؤلاء الضفير في طول الجزيرة وعرضها، وان يتركوا قسمًا منهم في مواطن نائية، والظاهر ان بعض فروع عدوان عاشت مع الضفير. وعدوان هذه من القبائل القيسية ذكرها في كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد (٢) .
وحياتهم غالبها في تجول وتنقل مستمرين فقد نراهم في انحاء البصرة مرة، كما نشاهدهم في أطراف سنجار أخرى، وهكذا في شرقي الأردن وفي الحجاز ونجد ...
ولا مجال هنا لذكر وقائعهم قبل ورودهم العراق وعلاقاتهم وحوادثهم بالشرفاء في الحجاز وبابن سعود، أو ما جرى من حروب مع أمراء آل حميد من بني خالد في أنحاء الاحساء - فهذا يطول بنا كثيرًا، ووقائعها عديدة.
كانت لهم واقعة مع الفضول في سنة ١١٠٨هـ - ١٦٩٧م وكان رئيسهم آنئذ سلامة ابن مرشد بن سويط وهكذا لم يخلوا في وقت من غزو وحرب وكل وقائعهم قبائلية ذكر غالبها صاحب (عنوان المجد في تاريخ نجد) وكلها متماثلة تقريبًا في وضعها وشكلها ...
وتفصيل وقائعهم في العراق من حين ورودهم اليه كان له قيمة خاصة ... وهو مذكور في تاريخ العراق ويهمنا ان نقول هنا ان نزوحهم كان بسبب وقائعهم مع آل سعود كما مرت الاشارة. وذلك انه كانت قبائل الضفير كسائر القبائل مستقلة بنفسها تغزو من ارادت، وتحالف، وتتجول.. ولما تأسست حكومة آل سعود في نجد انقادت لها ولم تقدر على مقاومتها فاذعنت بالطاعة ... وكان سعود امير نجد قد قصد الشمال في ذي القعدة لسنة ١٢١٩هـ - ١٨٠٥م.
وكان قبيل ذلك قد حدث بين قبيلة مطير والضفير بعض القتال فقتل من مطير احد رؤساؤها من الدوشان، وقتل من الضفير مسلط بن الشابوش بن عفنان (ومن فروعهم العفنان فخذ يسمى باسمه) فارسل اليهم سعود وهو في الدرعية فاصلح بينهم وكف بعضهم عن بعض وتوعد من اعتدى منهم على الآخر. فلما سار سعود في هذه الغزوة اجتاز بقبائل الضفير وهم في الدهنا، من جهة (لينه) الماء المعروف فامرهم ان ينفروا معه غزاة فنفر معه شرذمة رئيسهم الشابوش ابن عفنان. فاستقل سعود غزوهم فانتهر الشابوش وغضب عليه. فقال انهم عصوني وهم يريدون المسير لقتال مطير. وكان سعود شرب من لينة ومال منها يريدالعراق فحرف الجيوش اليهم وشن عليهم الغارة وأمر فيهم بالقتل والنهب، ثم بعد ذلك اعتق غالبهم من القتل وقتل من عامة الضفير قتلى كثيرة من كل قبيلة واخذ جميع اموالهم من الابل والخيل والغنم والسلاح والحلل والامتاع والازواد. ولم ينج منهم الا الشريد من اقاصيهم وتفرقوا ... فمنهم من هرب الى المنتفق، ومنهم من فرّ الى جزيرة بين النهرين، وبعضهم هلكوا في نجد.
هذا وكان قد حدث من عربان الضفير حوادث أخرى عديدة علمها الأمير سعود منهم تضييع بعض فرائض الدين، وايواء المحدثين وتوهيلهم واضافتهم واتاهم غزو من قبائل الشمال فأغاروا على نجد واجتازوا بالضفير فاضافوهم، وذكر لسعود ان ناسًا منهم يغزون مع أعدائه على قبائلهم ...
كل هذا كان منهم وعلمه سعود، وان الحادث الأخير قوّى الشيهة فيهم، وجعله يقطع في صحة ما نسب اليهم فكان ما كان ... وهذا سبب نزوحهم الى العراق في هذه السنة وهي سنة ١٢١٩هـ. (١) وبعد أن جاءوا الى العراق ضبطت وقائعهم، وعرفت حوادثهم مع الحكومة..
ومن وقائعهم في العراق انهم في سنة (١٢٢٠هـ - ١٨٠٦م) كان غزو منهم برياسة روخي بن خلاف السعدي الضفيري، وراشد بن فهد بن عبد الله السليمان ابن سويط، ومناع الضويحي رؤساء الضفير. وأكثر هذا الغزو منهم ومن رؤساؤهم وهم في الموضع المعروف ب (فليج) في الباطن قرب الحفر فصادفتهم سرية من جيش سعود فاستأصلتهم تقريبًا ولم يسلم منهم الا الشريد ... (٢) وفي هذه الحادثة وبعدها لم يبق أمل لهذه القبيلة في مقارعة آل سعود ... وتعدّ خاتمة الوقائع في الانتقام منهم، والحكومة العثمانية بطولها وعرضها، وقوة جيشها وجمهرة قبائلها ... لم تتمكن من آل سعود فكيف بالقبيلة الواحدة وعلى كل حال هذه حاسمة الوقائع بينهم وبين آل سعود.
وفي سنة ١٢٢٤هـ - ١٨١٠م حدثت للضفير وعنزة حادثة مع شمر وأمدّ الوزير سليمان باشا قبيلة شمر ولكن انتصر الضفير وعنزة على شمر وعلى الجيوش ...
وقال المؤرخ الشهير سليمان فائق ابن الحاج طالب كهية في تاريخ المماليك عن هذه القبيلة بعد ورودها العراق ما نصه: «هذه القبيلة من القبائل النجدية العظمى، أرادت ألا تنقاد الى آل سعود بأداء الزكاة عن أنعامها، وألا يسيطر عليها أحد فيما ترتكبه من الجرائر والمفاسد ففروا من سلطة الوهابيين وجاءوا الى الخطة العراقية ...
وقد شوقهم على المجيء أمراء المنتفق كسائر من تمكنوا من جلبه لجانبهم بقصد التقليل من سورة الوهابيين وتقوية جهتهم واعزازها بأمثال هؤلاء مبدين لولاة بغداد صلاح ذلك وأنهم قاموا بخدمة مهمة في تزييد قوتهم ومكنتهم واعتزاز عشائرهم ...
أظهروا ذلك وحسّنوه للوزراء والحال ان هؤلاء انما رحبوا بهم وقبلوا دخالتهم لأغراض أخرى غير هذه وذلك أنهم أضمروا أيضًا أن يستخدموهم على حكومة بغداد فأمّنوا صولة الوهابيين في الظاهر وعادية الوزراء في الباطن إلا أن الوزراء لم يطلعوا على هذه الجهة فعدّوا ذلك منهم مفخرة، وخدمة جلى.. ولذا نالوا كل اعزاز وتكريم لما قاموا به ... ! وبذلك فتحوا بابًا جديدًا من الغوائل وهي غائلة الضفير.
كانت هذه القبيلة قد مضت الى أورفة، وان الوزير سليمان باشا عزم على التنكيل بها ولكنه عاد بالخيبة ولم ينل مطلوبه بل ان هذه الحركة منه بفيلق عظيم وتجاوزه حدود إيالة بغداد وتدخله في شؤون إيالة أخرى دون استيذان من حكومته مما أسخط عليه رجال الدولة ...» اه (١) وعلى كل حال ان تاريخ نزوح هذه القبيلة الى العراق قد عرف بالوجه المشروح وتعين بصورة واضحة، ولا يخلو من بعض المقدمات. إلا أن مؤرخها سليمان فائق تحامل على أوضاع هذه القبيلة، واتصالها بأمراء المنتفق من جهة أطراد الوقائع، ومن حدوث وقائع مستقلة قد فسرها تفسيرًا لا يحلم به البدوي، والحالة الراهنة هي التي تدعو، والتفسير حدث بعد الوقوع لا بالوجة المنوي أو المتفق عليه ...
وقائعهم معروفة، ومدونة في تاريخ العراق، والملحوظ ان هذه القبيلة لا ترغب أن تحافظ على نظام بل من مصلحتها أن تشوش كما يفهم من تاريخها الى عهد آل سعود، ولما قضى هؤلاء على عوائد كثيرة كلها حرب وغزو مالوا الى العراق..
وهذه القبيلة تتألف من فروع كل منها ينتسب الى قبيلة ذلك ما دعا أن تضطرب كلمة النسابة فيهم.. والصواب أن نسب كل فرق معروف ومعترف به والنبز لا يعول عليه، وإنما يذكر كحادث أدبي كما ينقل عن جرير وغيره في مهاجاتهم ...
وفرقهم: ١ - البطون. وهؤلاء يعدّون فروعًا كثيرة وكل منها ينتسب الى قبيلة والتسمية بالبطون توضح هذه الفكرة وأشهرها: البويت. وهذا تنقاد له عشائر الجزيرة عند الخلاف في قضاء، وهو المعروف ب (المنهى)، وهو بمقام (محكمة التمييز) عندنا، وقوله الفصل، ولا يرد له قضاء.
بنو حسين. رئيسهم مسعود بن مرشد.
وهؤلاء مع البطن السابق يدعون أنهم من الشرفاء، وعلاقاتهم التاريخية تؤيد دعواهم، وفي النص المنقول عن الحيدري ما يحقق هذه. وهم أعرف بنسبهم ونخوتهم (أولاد حسن) .
آل سعيد. ومن رؤساؤهم ابن خلاف من فرقة الضفير القائل:
ان سلت عنا يا سويطي كحاطين ... حنا وعبده والهيازع بجدين
وكان رؤساؤهم حماد المديهم ومحسن بن خلاف وثوات بن خلاف: الخضور. رئيسهم عبد الرزاق بن خلاف.
العجالين. رئيسهم اللحيس.
بنو خالد.
آل كثير (آل جثير) . رئيسهم ابن جريد.
الطلوح. يدعون انهم من عنزة.
السويط. الرياسة كانت من القديم فيهم وهم من آل ضويحي ...
ومن رؤسائهم المعروفين قديمًا فيصل بن سهيل السويط، وسلامة، ومسلط ابن الشابوش بن عفنان وآخرون ذكرهم صاحب عنوان المجد في تاريخ نجد بلفظ (صويط) صحيحه سويط ورئيسهم اليوم جدعان السويطي وعجمي الحمود السويط ونخوتهم (خيال الكروه سويطي) . ولا صحة للنبز القائل بأنهم من الصلبة.
السلطان.
آل مذعر.
الحولة.
البطاح.
العفنان.
الضويحي. وهؤلاء كانت الرياسة فيهم، ومنهم آل سويط.
الرسمي. يدعون أنهم من شمر.
عدوان. وهؤلاء من القبائل القيسية.
٢ - الصمدة. وهؤلاء قديمون جدًا ونخوتهم أخوة سلمة ووقائعهم مع عنزة كثيرة. ومنها أيام دجيني بن سعدون با ذراع. ورئيسهم لزام بن ظاهر با ذراع وفروعهم: آل عريف. يدعون انهم من قحطان. رئيسهم نحيطر العصاب.
الجواسم. يدعون انهم من سبيع. رئيسهم محمد بن عفيصان. ونخوتهم (خيال الصبحه طماح) .
النفيسان.
آل معلم. يدعون انهم من تميم، ويقال لهم المعاليم. رئيسهم طميش البريكي.
المسامير. يدعون انهم من عنزة. رئيسهم محمد بن عفيصان أيضًا.
العسكر. رئيسهم منوخ بن كحيصان.
العلجانات. رئيسهم محمد الهكيش.
الذرعان (١) . يدعون أنهم من قحطان، نخوتهم (أخوة سلمه) كنخوة سائر الصمدة ويتصلون بشمر. وهم رؤساء الصمدة (آل با ذراع) . ورئيسهم لزام بن ظاهر با ذراع ولا صحة للقول بأنهم من العبيد الزنوج، وإنما ذلك ناشئ عن غضاضة ونبز بين القبائل فلا يعول عليه وبا ذراع هو القائل:
عاشت يمينك يولد ... شوايعك جتنا من بعيد
هذي مراكيل الولد ... ما يضرب الا بالوريد
يابا الخلا ذرب جوابك ... يا شين محنا عبيد
حنا دراكم من شمال ... يوم انت بالركعي تصيد (٢)
قال ذلك لما أن سمع السويطي يتهمه بأنه عبد، ومن هذا ما يقال ان السويطي سأل با ذراع من أين مهب الريح يعرض بأن أصله صلبي فأجابه: من مسكت ... ! وقال با ذراع
ابو عجاجه وش بلاك
صارت براسك رابعه
ست أكوان مطبكات
وبعد عليك السابعه
ومن راجع تاريخ هذه القبيلة ووقائعها مع الحكومة ومع القبائل الأخرى علم درجة نشاطها وقوة تجولها، وهي في أوضاعها القبائلية من أذكى العرب وأنشطهم ... كابدت وجالدت لتعيش عيشة راضية فلم تفلح، ولا تزال في عناء وضعف ... لم يطب لها القرار في موطن، ولا تزال على بداوتها إلا قليلًا وشهرتها في الكرم والشجاعة والإباء معروفة.
- ١٢ -
قبيلة حرب
هذه القبيلة أصل مواطنها الحجاز ونجد، وفي الأيام الأخيرة بسبب واقعة آل سعود في الحجاز مال قسم منها الى العراق؛ وصارت تسكن الشامية قرب الاخيضر بين الأبيّض في انحاء الحجرة وبين عين التمر، وغالب الفرق متوزعة في القسمين كما أن الرؤساء منهم في العراق، ومنهم في الحجاز ولكن هذه لم تتمكن في العراق، رأيت رئيسها مرتين وجرت محادثات معه كثيرة حول قبيلتهم وهو الذي بين لي فروعها، وكنت سألته عن بعض عوائد القبيلة، وكان صريحًا في لهجته كسائر البدو، ولما قلت له عن الحشم من جراء انتهاك حرمة امرأة قال ليس لدينا سوى القتل للاثنين، ولم يستطع أن يعلل قتل المرأة المعتدى على عفافها وذكر انه لم يقع شيء ولم ير حادثًا من هذا النوع ... ولم يكن طاعنًا في السن، وروح البداوة ظاهر فيه، والخشونة غالبة شأن من لم يألف المدن ورقة أهليها، أو مراعاة آداب معاشرتها ... ! قضت هذه القبيلة بضع سنوات وقد سمعت في هذه الأيام عودتها الى مواطنها الأصلية في الحجاز وسكناها هناك فلم يطب لها المقام في العراق، ولم أقف على الأسباب التي دعت الى العودة مع حسن الريف وكثرة النعيم، فلا لوم عليهم، والبدو عندنا لم يألفوا حياة الريف، وما يتعلق بها من زراعة ... دون غزو ونهب ... ! وأصل هذه القبيلة على ما علمته من رئيسهم من القبائل العدنانية أخت عنز ابن وائل، وتقول ان جدها معاز بن وائل ومنه تكوّنت. وهذا لم يعرف في كتب الأنساب، وفي كتاب قلب الجزيرة ان اكثرها من العدنانية وهي مجموعة أحلاف يدخل فيها كثير من العناصر المتباعدة في النسب. وفي تاج العروس «قبيلة في الحجاز» ولم يزد علي ذلك. وكل هذا لا يبرد غلة إلا أن حفظ القبيلة يؤيده ما جاء في القلقشندي في أنسابه من أن «بني حرب من بكر ابن وائل من العدنانية» (١) ولكن لم يعرف اسم (معاز) الجد الذي يدعون الانتساب اليه.
وفرقها: ١ - بنو علي. والرؤساء منهم، رئيسهم بندر بن سلطان الفرم، ورئيسهم في الحجاز محسن الفرم.
وهؤلاء يتفرعون الى: الجبور. ومنهم الفرم وولد مرير: الكراشيف.
اللهامق.
الدواغره.
المشارطة.
الكلخه.
الكتمد.
الفقوع.
ولد مرير. وينقسمون الى: ١) آل دهيم. وهؤلاء رئيسهم نايف بن مبارك.
٢) - الطرفا.
٣) - العبدة.
وعوارف بني علي: نامي بن طريف.
مجول بن دهيم.
مطلك بن غنام.
صحن بن خربوش.
هايف بن جبر.
٢ - بنو عمرو: ورئيسهم هندي بن ناهس الذويبي. وهو عارفة أيضًا. وهؤلاء يتفرعون الى الفروع التالية: العطور: الذوية.
الربعة.
الطرمسان.
الحوامضة.
المواعزة.
ب. الشعب.
ج. البيضان.
د. الفيادين.
هـ. البدارين.
وعوارفهم: مبارك بن مسلط.
ناصر بن حمدان.
مسلط بن متروك.
٣ - بنو سالم: رئيسهم حجاب بخيت. وهو عارفة أيضًا. ومن عوارفهم برك بن هادي ويتفرعون الى: مزينة. رئيسهم سلطان بن هادي.
آل مسعود.
آل عريمان.
الحضنان.
المشارية.
الهواملة.
ب. ولد علا: الجملا.
الغربان.
الحنانية.
ج. ولد محمد: الأحامده.
الزغيبات.
د. ولد سليم.
٤ - الفرده: رئيسهم دعار بن حماد ويسمى الحماد. وهو عارفة أيضًا. وفروعهم: الحماد.
الهضان.
الفريد.
النومان.
الدواميك.
الخليفة.
ومن عوارفهم: مخلف بن هديب.
مطلك بن رشيدان.
عجب أبو العشائر.
٥ - مخلف: رئيسهم ابن مطلح.
٦ - عوف: رئيسهم سعيد الذجري. وهو من العوارف: سويد.
السهليه.
اللهابه.
الصفران.
الكنادرة.
٧ - البدرين: رئيسهم وعارفتهم رباح بن غليفيس.
٨ - الوهوب: رئيسهم وعارفتهم دعار بن سعده، ومن عوارفهم ماجد: المضيخ.
العويض.
الخلصه.
الشراذين.
المضحان.
هذا ما علمناه من الرئيس وأضفنا إليه بعض التفريعات التي في قلب جزيرة العرب. وهم الآن عادوا الى مواطنهم ولم يكن في الامكان التحقيق منهم رأسًا عما جاء في نقول قلب الجزيرة، أو التوسع في موضوعها وقد أثبت ما علمته من الرئيس. وسوف أوضح عرفهم كما علمته منه في موطنه ...
- ١٣ -
صليب
أو
الصلبة
هذه القبائل نستطيع ان نعدها من (القبائل المتحيرة)، والمشهود أنها من (آل) أي القحطانية وتلفظ (صليب) . وهم بدو يترددون الى انحاء العراق في كل سنة ولا يفترقون عن سائر البدو الا من جهة انهم يتعاطون امورًا في نظر العرب خسيسة كبيع ادوية نباتية يصنعونها، ونساؤهم يطرقن بالحصا ويقال له عندهم (الطشة) . فيرتزقون منها في المدن ولا يأتيهم مريض إلا ويقولون له عندنا الشفاء وانه يكون بكذا وكذا بصورة مقطوع بها لا يتردد الواحد منهم. ولا يحملون السلاح للحرب والمناجزة أو الغزو والنهب.. وهم منتشرون في انحاء مختلفة فلا يستطيعون أن يعيشوا كتلة كبيرة.
وأصلهم بدو قد قضت عليهم الحروب في أبعد الأزمان فانقرضوا وبقوا متفرقين فهم بقاياهم المنتشرة. وهم أعرف بالقيعان وأدرى بمواطن الماء (الآبار) والمياه الأخرى. فكم أنقذوا من الهلاك تائهًا كاد يقضي عليه العطش والجوع في صحراء بعيدة المدى، لا يدرك لها ساحل ولا يعرف لها نهاية طبعًا بالنظر لوسائط النقل المعروفة ...
ونرى العرب يعدون من أظلم الظلم التجاوز عليهم ولا يتصور أن يغدروا بتائه ضل الطريق. والعرب لا تعترف بسمو نسبهم. ولكنهم أنفسهم يعتقدون أنهم (صبه، صليبه) أي من العريقين في النسب ولكنهم نسي أصلهم أو أخفوه لأمر سياسي أو حربي لحقهم وكتموا نسبهم حتى عن أولادهم فبقي مجهولًا ...
وما قاله بعض الكتاب من أنهم من الصليبيين فهذا من أبعد الأمور وأغربها ... فلا علاقة لهم بالصليبيين ولا باليونان، أو الرومان ... فهم منقطعون عن الأمم الأخرى ولا نجد في لغتهم ما يؤيد فكرة الصليبيين. ومعرفتهم بالحيوانات الوحشية والنباتات للأدوية ما يمنع عدهم من الصليبيين ...
وإذا كانوا اقتبسوا بعض الألفاظ من أهل المدن مع أننا لا نرى منها شيئًا بسبب المراجعة فهذا لا يدل على صلة سابقة أو قرابة بعيدة ... والصحيح أنهم أنفسهم لا يعرفون أصلهم فقد نسي بادئ بدء وأخفي عن الأولاد وعاشوا بمعزل عن العشائر ضاربين في البراري ... وكل فرع من فروعها ينتسب الى قبيلة معروفة وهذا يؤول في أنهم تحت رعايتهم وحمايتهم في ترددهم الى موطن ما.
وقد جاء ذكرهم في دائرة المعارف للبستاني في مادة (صليبية)، وفي المقتطف في المجلد الثاني عشر وفي مجلة المشرق ج١ ص٦٧٥ وفيها بيان لبعض أوصافهم إلا أن الجميع لم يعينوا أصلهم بوجه الصحة وغاية ما ضربوا عليه وتر الصليب ووجود علاقة بينه وبينهم ولم يدعموا ذلك بأي دليل سوى مشابهة اللفظ وموافقة حروفه لا غير ...
والإستدلال بأنهم ليسوا من العرب باستنطاق ملامحهم وبعض خصائصهم البدنية ونحافة جسمهم مما لا يدعمه برهان ولا يؤيده أثر خارجي ... في حين إنني رأيت نظمهم بدوية لا تفترق عن عوائد البدو من شمر وعنزة وسائر عشائر الشامية، ومن عوائدهم المخالفة ما يعين أنها ناشئة من عدم اتصالهم بالعشائر الأخرى إلا نعاشرة طفيفة ومؤقتة. ومثل هؤلاء ما ينقل عن سكان جبل عكاد الذين لا يختلطون بقوم كما نقل العرب عنهم في بداية تدوين اللغة ونقل كلام العرب من نفس المتكلمين باللغة العربية.
وأما ما يقال من أن العرب يعتبرونهم غير عرب فهذا غير صحيح. وإنما يقولون أنهم يتعاطون أخس الأمور ولم يناوؤا قبيلة ولا يغفرون ذمة لضعفهم، ومن جهة أنهم ليس لهم نسب معروف ... وان لاختيار النسب علاقة في نبذهم كما نبذ العرب باهلة لصفات اختصوا بها. ومنهم من يعدهم من باهلة. والظاهر ان هذا ليس بصواب.
أما ديانتهم فلا يسع المرء انكار انهم مسلمون. وان التقولات عن أصلهم عبارة عن اذاعات من النصارى وفي طبعهم ألفة لكل أحد فلم ينفروا من أحد ولم يخالفوا امرءًا ولكنهم على وضعهم البدوي. وهنا أمر جدير بالانتباه وهو أنهم لم يقوموا بالوجائب الدينية والمراسم والتقاليد الشرعية تمامًا فهذا غالب في أكثر البدو مما عدا اتباع ابن سعود.
وعلى كل حال هم بدو ولكن عيشتهم أخس عيشة فلا يزاحمهم فيها أحد. يطاردون الغزلان والحيوانات الوحشية ومن جلودها يتخذون لباسهم وبيوتهم ويقتنون الحمر الوحشية وسائر الحمر التي لا يقتنيها البدو ... وأكلهم بسيط جدًا فهم قنوعون أكثر من كل العرب.
ولا صحة للقول بأنهم يتخذون المكيار. ولكنهم يتخذون البارودات في أقدم أشكالها مثل تفكه شيشخان والكرطة وهي معروفة. واليوم أسلحتهم لا تفترق عن سائر البدو.
وهم أعرف بمواقع الأمطار ومن أخلاقهم ألا يسرقوا ولا يخادعوا ولا يمكروا، يؤدون الدين. ولكن الكدية غالبة في طباعهم. لا يحرم في نظرهم طعام إلا المحرمات الشرعية المعروفة. العفة والطهارة غالبان فيهم.
وللزوجة علاقة واتصال بزوجها تسير معه حيثما سار، وتعينه في مشاق حياته.
ويسكنون خيام الجلد - جلد الغزال - ولا يستقرون في مكان يرتادون الكلأ البعيد عن ممر الطريق أو ملاجئ العشائر، فلا يزاحمون أحدًا ...
وليس فيهم خلاعة ولا سوء أخلاق ولا ما يجلب الأنظار أو يخل بالآداب. وطبّهم نباتي صرف أي أدوية معمولة من النباتات. ولهم حذاقة في صنعها وتكاد تمثل أقدم أزمان الطب عند الأمم العريقة في البداوة. ويقولون (هذا دواء الكهر) أي دواء القهر أي المياسير. ويقومون بأنواع الكيّ. وهذه صنائع قديمة محفوظة لهم ولسائر العرب والناس يركنون اليهم في اكثر الأحيان مع وجود أطباء العرب وأطباء المدن ...
فكم رأينا من أهل المدن والبادية عندنا من يميلون الى تجاربهم في الطب ويرجحونها على الطب الحديث ويعتقدون ان مبناها التجارب ويرون ان فيها فائدة.
ومن أدوية صليب: الفتيل وأدوية أخرى للدود ...
ولا يختلفون عن سائر البدو في الأمور الأخرى. والمهم ملاحظته ان الباحثين لم ينظروا الى قبائلهم، وفروعهم، ولا الى جماعاتهم مما يعين لدراستهم من جهاتهم البدوية ولا الاطلاع على حالاتهم الروحية، ولا أوردوا اشعارهم، ولا عينوا آدابهم ودرجة علاقتها بآداب البدو ...
ولا نرى اتصالًا بين هذه القبائل لنعد التفريع حقيقيًا فنرجع فيه كل فريق الى من يمت اليه وفي الغالب نجد نخوتهم (أولاد صلبي) أو (أولاد غانم) الا أنهم يعدّون من (آل) فهم ينغون الى القحطانية أو ما ماثلها، وهي على كل حال تعتبر من (القبائل المتحيرة) التي نسي ماضيها.... ولا تزال قبائل قد جهلت ماضيها فلا تحفظ أنها قحطانية أو عدنانية على ان هذا لا يخرجها عن عروبتها ... وقد تحققت من الكثيرين منهم انهم لا يقطعون في معرفة جذمهم وفي الغالب يرجعون الى فروع من قبائل أخرى ... والملحوظ أن بعضهم شتيت من قبائل منقرضة، ومن قبائل لا تزال باقية والحوادث دعت بعض أفرادها فعاشوا معهم وصاروا منهم ...
وهذه أشهر فروعهم أو مجموعاتهم: ١ - نفس صليب: وهؤلاء نخوتهم (عيال الصليبي) ورئيسهم ابن حليس. وهم لبة الصلبة كما يقولون. يتفرعون الى فروع منها:
١ - الجميل. وهؤلاء في الشامية غالبهم مع ابن سعود. ورئيسهم غنيم ابن سريعة ونخوتهم (أخوة سلمة) . ويقولون ترجع الى الجميل من بني حسن ومن جراء الاشتراك في النخوة صار يطعن القوم وينبزون الصمدة من الضفير في حين ان الاشتراك في النخوة لا يعني دائمًا القربى. وهناك نخوات كثيرة تتشابه وبين قبائلها تباعد كبير. وهم: مضيان. يدعون انهم من السلقة من عنزة.
جميل. نخوتهم اخوة سلمة.
٢. - آل ماجد في العراق وفي أنحاء الكويت. ورئيسهم حمود الشنوف ونخوتهم عيال غانم ويرجعون الى غانم بن صليب. وفروعهم: الغوازي. قوم الغوزي. في انحاء سنجار. رئيسهم عابد الغوزي ومطير أخوه.
الحريج. رئيسهم ابن خلده.
الغنمي. نخوتهم أولاد غانم.
الضبيب. ويدعون انهم من الجواسم من الضفير.
الكبان.
الرويعي. نملان بن حمود العضب.
٣. - البذاذلة. قوم سعران بن حاني ونخوتهم (الهديب) . يسكنون في انحاء الجرباء في سنجار. وفروعهم: الهديب. سعران بن حاني.
المضحى.
الهرشان.
٤. - الهزيم. رئيسهم فرج الفريخات وكانوص بن هذال. وهم خلفة بلادان ومن اولاده كودر بن بلادان وهؤلاء يجمعون الكل. وهم في أنحاء شفائه (عين التمر) في محل أبعد. وفروعهم: البيّات.
الهزيم. منهم من أولاد غانم.
٥. - آل مسيلم. ونخوتهم (عيال مسلم)، يرجعون الى رشايده من ذوي رشيد. ومنهم من يقول يرجعون الى هتيم. ورئيسهم مطلك بن طمهور والآن أخوه علي بن طمهور وهلال بن كطن والآن أخوه هيجل بن حمدان بن كطن. في الطكطكانه والحدود من أنحاء كربلاء والنجف الأشرف. وفروعهم: العويويد. رئيسهم مطير السعود. ومنازلهم حول الرحبة، واللصفه، والشبجه ...
الكطن. رئيسهم هيجل بن حمدان.
العليان. رئيسهم رواك بن رجعان: الهويمل.
الصغير.
نفس العليان.
الجمعه (عيال جمعه) . رئيسهم حبيّب بن عمر: الصبيخان. رئيسهم ماجد بن محسن.
الدهام. رئيسهم عايد بن روضان.
الحديب. هم الرؤساء.
الوعلان.
٦. - العناترة. رئيسهم خليف الخليوي (بتفخيم اللام)، في أنحاء السماوة نخوتهم (أولاد عنتر) ودياحين على نخوة بعض فرق مطير. وفروعهم: المخاشبه. رئيسهم سعدون بن ناصر.
الخليوي. فرقة الرؤساء.
المحارفة. بريم بن بريّم.
العسابلة.
الصبح.
٧. - البناك. يرجعون الى أولاد غانم وهؤلاء اقرب الى الجوف في حدود لواء كربلاء. ورئيسهم فرحان بن كرموش ويتصلون مع الماجد بغانم. وفروعهم: الكرموش.
الحصاة.
الفرحان.
٨. - السعد. نخوتهم اخوة سلمة. ويقال انهم أصل كل الصلبة وينتسبون الى سعد العشيرة من قحطان، ويقال لهم السعدات، وهم خلفة غانم عيال صليب. وفروعهم: السيالان. في أنحاء قضاء سامراء وسنجار. رئيسهم ضبيعان الحنيان.
الحماد. رئيسهم مطر الصايد.
المعيبي. في نجد.
العرمان. في نجد.
النويشي. في نجد.
الطرفه.
العراكيه.
الحسن. في الجزيرة. رئيسهم ابن جراد.
الهدلان. خلفة جاسم.
٩. - الخصيلات: وهؤلاء يرجعون الى العجمان الى الجبعر. يتفرعون الى: المزايدة. ونخوتهم عيال مزيد: الكنيصات.
المبارك.
البريجات. رئيسهم عبود الخصيلي ويعرف في العراق باسم سليمان.
السميان.
الننه.
الظهران.
٢) - السليمان. ونخوتهم أولاد سليمان وأصلهم والمزايدة أولاد جد واحد: الفرح.
الحبّور.
الخميس.
١٠. - الصبيحات.
١١. - المالج.
١٢. - الهريريات.
١٣. - الصريرات.
٣ - هتيم: قبيلة أخرى من الصلبه وكثير من قبائلهم ترجع اليها. وقد أورد في قلب جزيرة العرب بطونهم، وهي: الذيبة.
الجلدة.
آل براك.
الدوامش.
الفجاوين.
والمعروف منهم عندنا: الشرارات. وهم (عيال العود) . ولهؤلاء فروع عديدة أشهرها: الحلسة.
الفليحان.
العزام.
ولكل من هذه فروع ...
٢) - الحازم. رئيسهم معيذف بن خلف. وهم عشائر عديدة: آل عيسى.
آل موسى.
٣) - العوازم. وهؤلاء يراجعون الكويت.
٣ - السبوت. الآن قليلون.
٤ - الهليّل. رئيسهم سارع بن المريخي.
٥ - الشيخات. ذكرهم في قلب جزيرة العرب.
٦ - آل رويعي. (ورد في قلب جزيرة العرب آل رويع) . وهؤلاء تبع الماجد. وهم يرجعون الى عبس.
٧ - الصليلات. هذه من القبائل المتحيرة وتعد من الصلبة وتعزى الى عبس ونخوتها (أولاد عبس) . ومواطنها في أنحاء الكويت والزبير وجهات نجد، ولما كانت بعيدة عن العراق لم نتمكن من تحقيق صحة عزوتها وانتسابها.
وهذه أفخاذها: الغافل. رئيسهم علي بن غافل.
الشعبان. رئيسهم معتك بن شعبان.
الهنادسة. رئيسهم الهنيدسي.
الرضيلات. رئيسهم عبدي الرضيلة.
الكواميخ. رئيسهم حمود الكاموخه.
المعيتك. رئيسهم حنيد المعيتك.
المغامس. رئيسهم جويعد.
الطواثيب. رئيسهم عبد الله.
وعلى كل حال ان الصليب معروفون بمخايلة البرق، وفي التطبيب باستخدام بعض العقاقير النباتية، وعيشتهم بسيطة جدًا، ولم يتطلبوا ما هو معروف عند البدو من الغزو والنهب والمفاخرة نظرًا لضعف حالهم وقوة عصبيتهم. والآن اعتزوا في نجد بقبولهم مذهب السلف وصاروا قوة لا يستهان بها. وقد عدد صاحب قلب الجزيرة والرؤساء الذين قبلوا العقيدة السلفية. وهم الوحيدون الذين يعيشون على البداوة الأولى، ويتمكنون أن يحصلوا على رزقهم منها ... ويستغنون بها.
ولا يختلفون في الغالب عن سائر البدو إلا في بعض الخصال التي يأنف منها العربي ... ويقال لهم (ولد الخلا) ...
وعندهم لا تكره المرأة على الزواج، وإنما يؤخذ رضاها. والمهر عندهم تابع للرضا وهو متفاوت جدًا. وعند المسيلم منهم المهر بعيران أحدهما يقال له (هفيان) وهو الذي يأخذه أهل الزوجة، والآخر يسمى (نميان) وهو الذي تأخذه وينمو لها. وإذ تفاتحوا (تطالقوا) كان ذلك بناء على موافقة. أما إذا تزوجها غريب وعلم بذلك ابن عمها ونهى لزمه ان يؤدي ما صرف ولو دخل بها.. وبهذا لا يختلفون عن كثير من القبائل.
وممن اشتهر من نسائهم: دكيس. وهي مزيدية من الخصيلات. قالت قصيدة في ماجد الدويش كان قد تزوجها، ويحفظها كثيرون. وهذه بعض أبياتها:
يا الله يا عايد على كل ديره يرب يا منشيب مزن مصادير
يا الله ما تكره النفس خيره يا والي الدنيا عليك التدابر
وجدي على اللي جدم (١) بيته حجيره
اللي تمناه العجاف المعايير (٢)
وليه يماجد تبتن بجبيره وزود على تلطيخكم بالمعايير
صلبية يا شيخ ماني نحيره وانتم ذبايحكم ركاب المناعير (٣)
وماجد ليارجب الجواد الظهيره تكطعت حيرانها والمخاليل
خيال مال يردد نشيره وغاد على روس النوازي (٤) دعاثير
زبن الحصان اللي كطاته جبيره
وفكاك بالضيجات زمل الغنادير (٥)
وعلى هذه القصيدة أمر أن لا يؤلمها أحد بقول وأسكنها ...
ولهذا كانت تتغزل به:
برك مجنب عنك لو كان له نور
لا تستخيله ولو ربيعة شفاكه
ومن لا يشورك لا تراجيه بالشور
ومن لا يودك نور عينك فراكه
انا بشفى واحد من هل الكور (٦)
وهو عشكني من ناجلين التفاكه
لعب بكلبي لعبة الغوش (١) بالكور
واوما بي أوماي العصا بالعلاكه
هو صار لي عوك وانا صرت عوك
والكل منا صار شوفه شفاكه
عوك الظليم الياتحدر مع الخور
مخ الكرى يدرج على عظم ساكه
خليتني لحدي ولبدي ولا ثور
جني خلويّ عاجلينه وساكه وهذه قصيدة طويلة لم أتمكن من تدوينها كلها ... وهذه تعدّ من أديبات البادية، شعرها رقيق، وشعورها حي ...
كان لها ابن عم طلب أن يتزوجها ودعا الحليس ابو رثيعة رئيس الطرفة من السعد في قصيدة ليتدخل في أمره ويسعى في زواجها قال:
يا حليس ياللي للطراريش تومي ... يا حاط فوك العصيب (٢) الادامي
يفدونك اللي ما بهم غير زومي ... تخدمت وجيهًا بالأخدامي
أبيك تكصر لي عنان العزومي ... تاخذ بنا يحليس اجر وثامي
خلاف ذا يا راجب فوك كومي (٣)
وملكطات من روك الجهامي (٤)
دافي الحشا ودّك براسه تعومي ... وعكب العشا ودّك بحضنه تنامي
وبريم (٥) يذبح ببطن هضومي ... ومشرع فوك الثنايا الزمام
البارحة جني على الداب (١) نومي ... وأجالب الجنبين مدري علامي
من واحد حكمه جما حكم رومي ... حكمه وزير ووالي له نظامي
من واحد يبجي وانا له ملوم
ومن جادل (٢) تسوى ثلاث الهجامي (٣)
يحليس ما بي وارمات الجضومي (٤)
كبار العتارى (٥) وافيات الخصامي (٦)
ومن جامع تجمع عليّ الهموم ... ومهي لمثلي يا عشيرك ولامي
وليندهته بالغرض ما تكومي ... وما تنتهض لو تضربه بالمكامي
٢ - ربده. وهذه أيضًا جمعت لجمالها أدبًا غزيرًا ...
ومما قاله فدغم في ربده الصلبية:
وشيب عيني جان صليب حوال (٧)
اكفوا بربده سيد كل البنات
شدوا لها شهرية (٨) بنت هروال (٩)
مضراب كينة بالدعث بينات
والله لولا لابه تلحجن عار
لا لبس جديد الفرو وارمي العباة ويطول بنا ذكر ما قيل والغرض الفات النطر والا فلا حد للاستقصاء..
٣ - منحه. وهذه من جميلات صليب.
قال رميح (١) الخمشي من الدهامشة فيها:
يا ليت ابوي ابن عم هلال ... من شان منحه واحيرّها
وانزل برس شعيبه سال ... من مزنة تو ما طرها
واشد شدادي على الهروال ... واخذ حميري ودشرها
٤ - اللبيبة.
٥ - فتيخة.
وهاتان من العناترة ومما قيل فيهن:
عانكتني فتيخة واللبيبة ... حصتين على كل المعاني
واللبيبة جما بكره حبيبه ... وزامين شطها على الرجاب
ومما قيل في صليب:
يابا الخلا يا با الزنانيح ... حطيت بالكلب ونّه
يا من حريمه بالكرايا مشاويح ... يا من حميره مركب عالي ركنه
تنبيه: الخصيلات قبيلة مستقلة، وكذا السليمان ومن هذه الأخيرة يتفرع المزايدة. وسائر الفروع فليصحح.
- ١٤ -
استعراض
من مجرى المباحث والحوادث المارة أن البدو في تنقل، وعداء أو صلح مع المجاورين، أو الحكومة وأساس هذا مراعاة المصالح، وما يرافق الحالة الراهنة. وهذه العلاقات يتكوّن منها حقوق ضافية ... والبدوي لا يقف عند حالة أو وضع، ولكنه يراعي الوفاء بالعهد ولا يخرق الذمام ... لايطيق الذل أو الضعف، وإنما يميل الى الأنفع، فلا يرضخ لقوة، ولا يستكين ...
وأقرب طريق لإدراك أوضاعهم إنما يكون بالرجوع الى وقائعهم المدونة، وأن نلاحظ مغازيها، فهي تميل تارة لواحدة أو تقارع أخرى في أوقات مختلفة؛ وعند حدوث حالات متجددة ... وفي كل هذه ليس للبدوي منهج معين، أو خطة ثابتة، فإذا كانت قبائل شمر مالت الى الحكومة العثمانية لغرض تقوية نفوذها فقد ثبتت وضعها، وكذا الحكومة كانت راغبة في كسر قوة العبيد واستخدام شمر علي ابن السعود وهذا كان لمنافع متقابلة. ومثله يقال في الضفير، وفي عنزة، وآل الرشيد وبني خالد.. وهكذا ما كان يجري بينهم ...
وفي التاريخ أمثلة كثيرة هي خير وسيلة للمعرفة. وفيها كفاية للاطلاع مجملا على سير القبائل بالاستفادة من الحالات الواقعية ... وللقربى دخل في تقوية أواصر الضعيف واعتزازه، وللقوي سلطة زائدة ...
- ١٥ -
عرف البدو
١
- الزواج - النسب
١ - الحالة العامة
مرّ البحث عن تكون القبائل وتفرعها، وحوادث انتشارها، والاشارة الى بعض وقائعها، وهناك تنقل مستمر، وتحول دائم وراء الغزو، أو رعي الابل.. ولا نريد أن نتبسط في هذه الحياة، وإنما نحاول هنا أن ندوّن بعض الظواهر، والأمثلة الواقعة نشرح بها علاقاتها الاجتماعية المألوفة.. وهذه لا يتذوق بها إلا من عرف أهليها، وشاركهم في أوضاعهم لتظهر الخفايا بجلاء، لا تشوبها الرسميات ولا تدخلها الحالات المصطنعة ...
يستغرب الحضري، ويعجب كل العجب من عيشة البدوي، ووضعه ومحيطه وأغرب ما يدعو لانتباهه أن يراه يقطع البيد، ويجتاز الفيافي، يشاهد مقتنياته مثله، موافقة لحاجته، ولا تختلف عن حياته، أقوى منه وأصبر على المشاق، وهكذا ابنه وعشيره، وتأخذه الدهشة حينما يرى الخريت لا يضل في أرض منقطعة، وبعيدة عن المياه يقدر مسافاتها، ويعين درجة تحمل مشاقها لحد في العطش، ويعلم مواطن مياهها وآبارها، والطاقة والصبر لها مدى..
الفكره (الفقره) . رئيسهم سلطان الفجير.
الخماعله. رئيسهم خميس الخمعلي. تبع الفكير.
الصكره.
حجاج. رئيسهم ابن رويق.
٢ - ولد علي
رؤساؤهم عناد بن سمير ومحمد الايده وسلطان الطيار. وجاء في عشائر العرب عنهم ما نصه: «شيخهم دوخي السمير.. وهؤلاء يحملون الحاج، ولهم صرّ من الدولة العليه معينًا كل سنة.» اه (١) العويفات. رئيسهم عناد بن سمير.
الطلوح. رئيسهم هويدي بن خليل.
الرهوب. رئيسهم ابن سعده ومنهم من لا يعدهم أفخاذ مستقلة وانما يجعلهم من الطلوح وأصلهم منهم وموجودون في حرب مع انهم من هذه القبيلة.
الدمجان. رئيسهم الكعيط بن حييف.
الحماميد. رئيسهم ابن دويهيس.
الجذالمه. رئيسهم أبو خشبة.
المشاذجه. رئيسهم سلطان الطيار والمريخي.
جباره. رئيسهم ابن ضويحي.
الطوالعه. رئيسهم الطويلعي.
٣ - الايده
وهؤلاء قرب المدينة المنورة. رئيسهم محمد بن فرحان الايده وهو الرئيس العام: الشملان.
الجريده.
العبادله.
قال في عشائر العرب: «الايدى ومنهم الشملان الجميع اربعة آلاف سقماني وسبعمائة خيال.» (١)
عوارف قبائل عنزة
أ. في قبائل بشر: ابن زرعه من المهيد.
ابن هيازع من الحبلان؛ ويرى كافة الدعاوي ما عدا حقوق النساء، وقضايا الخيل. ويقال لهذه المكلدات (المقلدات) .
ابن جلعود من الجلاعيد (الدهامشة) .
السحالي من المطارفة من السلكه (السلقة) . وهذا يرى المقلدات.
ابن عيده من الرسالين من السبعة.
الجعيب. من الزبنة.
ب. في قبائل مسلم: الطيار. جندل من السوالمة.
ابن معجل. عسكر ابن كويجب (كويكب) من الكواجبه (الكواكبه) .
كميان ابن دغمي. رئيس المهنا.
موينع. رئيس النصير.
بشيتان بن بنيه.
عويضة الاخضع. رئيس الفرجة.
ليلى المجارمي.
الكعكاع (القعقاع) من الرولة. والآن مونس وشاجي من رؤساؤهم.
ملحوظات: ليس لقبائل عنزة نخوة عامة وانما هم متفرقون في المنازل لكثرتهم ومتباعدون الا اذا مست الحاجة.
الجمع عندهم الف محارب. ولا تزال تعد بعض قبائل او تعتبر جموعًا وعلى هذا جرى تقسيمهم الى جموع اشبه بالجيوش وقوادها فكل جمع له قائد يسمى (العقيد)، أو كما يقولون (عجيد) ويجب ان يقود الالف ايام الحروب بينهم.. ولا فرق بين الف فارس أو محارب.
من اختبارات كثيرة نتيقن ان التفريعات صحيحة اجمالًا والتدخلات بين الفروع قليلة. أما الأنساب للأشخاص وتسلسلها فلا يعول علي المحفوظات فيها وانما نرى الحافظة تقدم أو تؤخر أو تنسى مما جعلنا بعد امتحانات عديدة واختبارات كثيرة لا نقطع فيها من ناحية تعداد الأسماء وغالبها مبني على اعتبار كل فرع جدا وكل عدة فروع اولاد لمن هو أعلى وهكذا مع اننا نعلم انه لا يشترط ان يكون الفرع مشتقًا من أصله رأسًا أو لوسائط كثيرة. ومن تعداد الجدود المحفوظين نرى قلة في الأجداد مع طول الزمان.. وعلى كل حال ان هذه الفروع أسماء لمن اشتهر من جذم سابق وأصلهم أشخاص فصاروا أسماء فروع..
محروت الهذال شيخ مشايخ عنزة في العراق هو ابن فهد بن عبد المحسن بن الحميدي بن عبد الله بن هذال بن عدينان بن جعيثين بن جمعه بن حبلان وهذا هو الذي ينتسب اليه جمع الحبلان من جمعه من الجبل من العمارات. وقد ذكرنا في أصل التاريخ وقائعهم في العراق. والمحفوظ عنهم انهم جاؤا الى العراق في زمن الحميدي وأقاربه من آل هذال وقبلهم كان قد ذهب الى سورية عبد الله من ابناء عمهم ويجتمع معهم في عبد الله الآخر ويقال لفخذه آل عبد الله (وهو الأول) ومن ثم تمكنوا في سورية والعراق وهم حديثو عهد بالنزوح الى العراق والآن يعزون السبب في نزوحهم الى ابن مسعود وخلافهم معه.. ولا محل هنا لاستقصاء اخبارهم..
هذه لوحة في عمود آل هذال والفروع المتصلة بهم.
الضفير
من أشهر قبائل نجد والعراق، والقسم الكبير منها يتجول في الجانب الغربي من الفرات بين الزبير وانحاء السماوة، ولها مكانتها المعروفة، ومضى لها دور لا يستهان به أيام ورودها العراق في أول القرن الثالث عشر الهجري، جاءت من نجد الى العراق، يشملها هذا الاسم مع تباين في النسب والجد، وهم في الأصل على كيانها، والتزام الوفاق بما يعود لها من بسط سطوتها بحيث صارت قوة كبيرة يخشى صولتها. ومثلها عندنا (قبيلة المجمع)، متألفة من عدة قبائل، أو فروع من قبائل متعددة. واليوم لا تزال الضفير تعد من القبائل البدوية المعروفة وان كان قد مال بعض منها الى الأرياف..
كتب صاحب عنوان المجد الضفير بالظاء. ولما كان لفظه عاميًا فلا يعول على تلفظه في ضبط الكلمة دون تنبيه ونرى في هذه الأيام ان قد جاء ذكرها في كتب حديثة أخرى بالظاء أيضًا متابعة في عنوان المجد والتضافر والتساند المعروف عنهم يؤيد كتابة القبيلة بالضاد.
وجاء في القلقشندي عن هذه القبيلة انها تحت أمرة آل فضل من طيء، وعدهم الحمداني من عرب برية الحجاز من أحلاف آل فضل والمعنى واحد ولا يعرف بالتحقيق تاريخ هذا التضافر والتساند، وان المدونات التاريخية لم تعين ذلك ولم تكشف ما يرفع اللبس عنه. وعلى كل الألفة الطويلة والتماسك القديم أدى الى أن يكونوا قبيلة واحدة. ومن المقطوع به ان كل قسم من قبائلها يرجع الى اصله المنسوب اليه والمحفوظ عنده وكذا المعروف عند المجاورين.. وان تشتت الآراء في اصل نسبهم ناجم من اختلاف فروعهم وعدم التمكن من ارجاعها الى اصل واحد من جهة انهم متألفون من قبائل متعددة، وكان الأولى ان يعين كل فرع وما يمت اليه من قبيلة معروفة..
وقد ذكرهم مؤرخون عديدون وجاء عنهم في عشائر العرب للبسام ما نصه: «ومنهم - من عشائر نجد - الضفير المشهورون، والكماة المذكورون ذوو التقلب كتقلب الفلك، والتنقل من ملك الى ملك، يحمون نزيلهم، ويضفون جميلهم، حمدهم سائر، وفخرهم شاهر، وفضائلهم لا تحصى، ومحامدهم لا تستقصى..» اه ولم تكن علاقة سابقة بالعراق، ولا جرى لهم ذكر في تواريخنا الى ظهور (آل سعود) وحينئذ عرفوا بمناصبتهم العداء لهم، ووقوع الحروب الدموية حتى مالوا الى العراق بعد ان رأوا التنكيل المرّ، والتدمير القاهر..
وقال في مطالع السعود: «وسمعت ممن أثق به انهم من بني سليم. فان صح ما ذكره كانوا عرانين، اباة الضيم، فقد كان يقال اذا كنت من تميم ففاخر بحنظلة، وكاثر بسعد، وحارب بعمرو، واذا كنت من قيس ففاخر بغطفان، وكاثر بهوازن وحارب بسليم» اه (١) وقال الحيدري: «من أعظم عشائر العراق وهم قبائل كثيرة يبلغون ثلاثين ألفًا فأكثر ومنهم بنو حسين من الأشراف ومنزلهم في منازل المنتفك بين نجد والبصرة» اه.
ومن هذا نعلم درجة قربى بعض اقسامهم الى عدوان التي تدعى انها من الضفير وهي قبيلة معروفة ذكرها صاحب (شرقي الأردن) وعدد فروعها (١) . ولا يبعد ان يتجول هؤلاء الضفير في طول الجزيرة وعرضها، وان يتركوا قسمًا منهم في مواطن نائية، والظاهر ان بعض فروع عدوان عاشت مع الضفير. وعدوان هذه من القبائل القيسية ذكرها في كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد (٢) .
وحياتهم غالبها في تجول وتنقل مستمرين فقد نراهم في انحاء البصرة مرة، كما نشاهدهم في أطراف سنجار أخرى، وهكذا في شرقي الأردن وفي الحجاز ونجد ...
ولا مجال هنا لذكر وقائعهم قبل ورودهم العراق وعلاقاتهم وحوادثهم بالشرفاء في الحجاز وبابن سعود، أو ما جرى من حروب مع أمراء آل حميد من بني خالد في أنحاء الاحساء - فهذا يطول بنا كثيرًا، ووقائعها عديدة.
كانت لهم واقعة مع الفضول في سنة ١١٠٨هـ - ١٦٩٧م وكان رئيسهم آنئذ سلامة ابن مرشد بن سويط وهكذا لم يخلوا في وقت من غزو وحرب وكل وقائعهم قبائلية ذكر غالبها صاحب (عنوان المجد في تاريخ نجد) وكلها متماثلة تقريبًا في وضعها وشكلها ...
وتفصيل وقائعهم في العراق من حين ورودهم اليه كان له قيمة خاصة ... وهو مذكور في تاريخ العراق ويهمنا ان نقول هنا ان نزوحهم كان بسبب وقائعهم مع آل سعود كما مرت الاشارة. وذلك انه كانت قبائل الضفير كسائر القبائل مستقلة بنفسها تغزو من ارادت، وتحالف، وتتجول.. ولما تأسست حكومة آل سعود في نجد انقادت لها ولم تقدر على مقاومتها فاذعنت بالطاعة ... وكان سعود امير نجد قد قصد الشمال في ذي القعدة لسنة ١٢١٩هـ - ١٨٠٥م.
وكان قبيل ذلك قد حدث بين قبيلة مطير والضفير بعض القتال فقتل من مطير احد رؤساؤها من الدوشان، وقتل من الضفير مسلط بن الشابوش بن عفنان (ومن فروعهم العفنان فخذ يسمى باسمه) فارسل اليهم سعود وهو في الدرعية فاصلح بينهم وكف بعضهم عن بعض وتوعد من اعتدى منهم على الآخر. فلما سار سعود في هذه الغزوة اجتاز بقبائل الضفير وهم في الدهنا، من جهة (لينه) الماء المعروف فامرهم ان ينفروا معه غزاة فنفر معه شرذمة رئيسهم الشابوش ابن عفنان. فاستقل سعود غزوهم فانتهر الشابوش وغضب عليه. فقال انهم عصوني وهم يريدون المسير لقتال مطير. وكان سعود شرب من لينة ومال منها يريدالعراق فحرف الجيوش اليهم وشن عليهم الغارة وأمر فيهم بالقتل والنهب، ثم بعد ذلك اعتق غالبهم من القتل وقتل من عامة الضفير قتلى كثيرة من كل قبيلة واخذ جميع اموالهم من الابل والخيل والغنم والسلاح والحلل والامتاع والازواد. ولم ينج منهم الا الشريد من اقاصيهم وتفرقوا ... فمنهم من هرب الى المنتفق، ومنهم من فرّ الى جزيرة بين النهرين، وبعضهم هلكوا في نجد.
هذا وكان قد حدث من عربان الضفير حوادث أخرى عديدة علمها الأمير سعود منهم تضييع بعض فرائض الدين، وايواء المحدثين وتوهيلهم واضافتهم واتاهم غزو من قبائل الشمال فأغاروا على نجد واجتازوا بالضفير فاضافوهم، وذكر لسعود ان ناسًا منهم يغزون مع أعدائه على قبائلهم ...
كل هذا كان منهم وعلمه سعود، وان الحادث الأخير قوّى الشيهة فيهم، وجعله يقطع في صحة ما نسب اليهم فكان ما كان ... وهذا سبب نزوحهم الى العراق في هذه السنة وهي سنة ١٢١٩هـ. (١) وبعد أن جاءوا الى العراق ضبطت وقائعهم، وعرفت حوادثهم مع الحكومة..
ومن وقائعهم في العراق انهم في سنة (١٢٢٠هـ - ١٨٠٦م) كان غزو منهم برياسة روخي بن خلاف السعدي الضفيري، وراشد بن فهد بن عبد الله السليمان ابن سويط، ومناع الضويحي رؤساء الضفير. وأكثر هذا الغزو منهم ومن رؤساؤهم وهم في الموضع المعروف ب (فليج) في الباطن قرب الحفر فصادفتهم سرية من جيش سعود فاستأصلتهم تقريبًا ولم يسلم منهم الا الشريد ... (٢) وفي هذه الحادثة وبعدها لم يبق أمل لهذه القبيلة في مقارعة آل سعود ... وتعدّ خاتمة الوقائع في الانتقام منهم، والحكومة العثمانية بطولها وعرضها، وقوة جيشها وجمهرة قبائلها ... لم تتمكن من آل سعود فكيف بالقبيلة الواحدة وعلى كل حال هذه حاسمة الوقائع بينهم وبين آل سعود.
وفي سنة ١٢٢٤هـ - ١٨١٠م حدثت للضفير وعنزة حادثة مع شمر وأمدّ الوزير سليمان باشا قبيلة شمر ولكن انتصر الضفير وعنزة على شمر وعلى الجيوش ...
وقال المؤرخ الشهير سليمان فائق ابن الحاج طالب كهية في تاريخ المماليك عن هذه القبيلة بعد ورودها العراق ما نصه: «هذه القبيلة من القبائل النجدية العظمى، أرادت ألا تنقاد الى آل سعود بأداء الزكاة عن أنعامها، وألا يسيطر عليها أحد فيما ترتكبه من الجرائر والمفاسد ففروا من سلطة الوهابيين وجاءوا الى الخطة العراقية ...
وقد شوقهم على المجيء أمراء المنتفق كسائر من تمكنوا من جلبه لجانبهم بقصد التقليل من سورة الوهابيين وتقوية جهتهم واعزازها بأمثال هؤلاء مبدين لولاة بغداد صلاح ذلك وأنهم قاموا بخدمة مهمة في تزييد قوتهم ومكنتهم واعتزاز عشائرهم ...
أظهروا ذلك وحسّنوه للوزراء والحال ان هؤلاء انما رحبوا بهم وقبلوا دخالتهم لأغراض أخرى غير هذه وذلك أنهم أضمروا أيضًا أن يستخدموهم على حكومة بغداد فأمّنوا صولة الوهابيين في الظاهر وعادية الوزراء في الباطن إلا أن الوزراء لم يطلعوا على هذه الجهة فعدّوا ذلك منهم مفخرة، وخدمة جلى.. ولذا نالوا كل اعزاز وتكريم لما قاموا به ... ! وبذلك فتحوا بابًا جديدًا من الغوائل وهي غائلة الضفير.
كانت هذه القبيلة قد مضت الى أورفة، وان الوزير سليمان باشا عزم على التنكيل بها ولكنه عاد بالخيبة ولم ينل مطلوبه بل ان هذه الحركة منه بفيلق عظيم وتجاوزه حدود إيالة بغداد وتدخله في شؤون إيالة أخرى دون استيذان من حكومته مما أسخط عليه رجال الدولة ...» اه (١) وعلى كل حال ان تاريخ نزوح هذه القبيلة الى العراق قد عرف بالوجه المشروح وتعين بصورة واضحة، ولا يخلو من بعض المقدمات. إلا أن مؤرخها سليمان فائق تحامل على أوضاع هذه القبيلة، واتصالها بأمراء المنتفق من جهة أطراد الوقائع، ومن حدوث وقائع مستقلة قد فسرها تفسيرًا لا يحلم به البدوي، والحالة الراهنة هي التي تدعو، والتفسير حدث بعد الوقوع لا بالوجة المنوي أو المتفق عليه ...
وقائعهم معروفة، ومدونة في تاريخ العراق، والملحوظ ان هذه القبيلة لا ترغب أن تحافظ على نظام بل من مصلحتها أن تشوش كما يفهم من تاريخها الى عهد آل سعود، ولما قضى هؤلاء على عوائد كثيرة كلها حرب وغزو مالوا الى العراق..
وهذه القبيلة تتألف من فروع كل منها ينتسب الى قبيلة ذلك ما دعا أن تضطرب كلمة النسابة فيهم.. والصواب أن نسب كل فرق معروف ومعترف به والنبز لا يعول عليه، وإنما يذكر كحادث أدبي كما ينقل عن جرير وغيره في مهاجاتهم ...
وفرقهم: ١ - البطون. وهؤلاء يعدّون فروعًا كثيرة وكل منها ينتسب الى قبيلة والتسمية بالبطون توضح هذه الفكرة وأشهرها: البويت. وهذا تنقاد له عشائر الجزيرة عند الخلاف في قضاء، وهو المعروف ب (المنهى)، وهو بمقام (محكمة التمييز) عندنا، وقوله الفصل، ولا يرد له قضاء.
بنو حسين. رئيسهم مسعود بن مرشد.
وهؤلاء مع البطن السابق يدعون أنهم من الشرفاء، وعلاقاتهم التاريخية تؤيد دعواهم، وفي النص المنقول عن الحيدري ما يحقق هذه. وهم أعرف بنسبهم ونخوتهم (أولاد حسن) .
آل سعيد. ومن رؤساؤهم ابن خلاف من فرقة الضفير القائل:
ان سلت عنا يا سويطي كحاطين ... حنا وعبده والهيازع بجدين
وكان رؤساؤهم حماد المديهم ومحسن بن خلاف وثوات بن خلاف: الخضور. رئيسهم عبد الرزاق بن خلاف.
العجالين. رئيسهم اللحيس.
بنو خالد.
آل كثير (آل جثير) . رئيسهم ابن جريد.
الطلوح. يدعون انهم من عنزة.
السويط. الرياسة كانت من القديم فيهم وهم من آل ضويحي ...
ومن رؤسائهم المعروفين قديمًا فيصل بن سهيل السويط، وسلامة، ومسلط ابن الشابوش بن عفنان وآخرون ذكرهم صاحب عنوان المجد في تاريخ نجد بلفظ (صويط) صحيحه سويط ورئيسهم اليوم جدعان السويطي وعجمي الحمود السويط ونخوتهم (خيال الكروه سويطي) . ولا صحة للنبز القائل بأنهم من الصلبة.
السلطان.
آل مذعر.
الحولة.
البطاح.
العفنان.
الضويحي. وهؤلاء كانت الرياسة فيهم، ومنهم آل سويط.
الرسمي. يدعون أنهم من شمر.
عدوان. وهؤلاء من القبائل القيسية.
٢ - الصمدة. وهؤلاء قديمون جدًا ونخوتهم أخوة سلمة ووقائعهم مع عنزة كثيرة. ومنها أيام دجيني بن سعدون با ذراع. ورئيسهم لزام بن ظاهر با ذراع وفروعهم: آل عريف. يدعون انهم من قحطان. رئيسهم نحيطر العصاب.
الجواسم. يدعون انهم من سبيع. رئيسهم محمد بن عفيصان. ونخوتهم (خيال الصبحه طماح) .
النفيسان.
آل معلم. يدعون انهم من تميم، ويقال لهم المعاليم. رئيسهم طميش البريكي.
المسامير. يدعون انهم من عنزة. رئيسهم محمد بن عفيصان أيضًا.
العسكر. رئيسهم منوخ بن كحيصان.
العلجانات. رئيسهم محمد الهكيش.
الذرعان (١) . يدعون أنهم من قحطان، نخوتهم (أخوة سلمه) كنخوة سائر الصمدة ويتصلون بشمر. وهم رؤساء الصمدة (آل با ذراع) . ورئيسهم لزام بن ظاهر با ذراع ولا صحة للقول بأنهم من العبيد الزنوج، وإنما ذلك ناشئ عن غضاضة ونبز بين القبائل فلا يعول عليه وبا ذراع هو القائل:
عاشت يمينك يولد ... شوايعك جتنا من بعيد
هذي مراكيل الولد ... ما يضرب الا بالوريد
يابا الخلا ذرب جوابك ... يا شين محنا عبيد
حنا دراكم من شمال ... يوم انت بالركعي تصيد (٢)
قال ذلك لما أن سمع السويطي يتهمه بأنه عبد، ومن هذا ما يقال ان السويطي سأل با ذراع من أين مهب الريح يعرض بأن أصله صلبي فأجابه: من مسكت ... ! وقال با ذراع
ابو عجاجه وش بلاك
صارت براسك رابعه
ست أكوان مطبكات
وبعد عليك السابعه
ومن راجع تاريخ هذه القبيلة ووقائعها مع الحكومة ومع القبائل الأخرى علم درجة نشاطها وقوة تجولها، وهي في أوضاعها القبائلية من أذكى العرب وأنشطهم ... كابدت وجالدت لتعيش عيشة راضية فلم تفلح، ولا تزال في عناء وضعف ... لم يطب لها القرار في موطن، ولا تزال على بداوتها إلا قليلًا وشهرتها في الكرم والشجاعة والإباء معروفة.
- ١٢ -
قبيلة حرب
هذه القبيلة أصل مواطنها الحجاز ونجد، وفي الأيام الأخيرة بسبب واقعة آل سعود في الحجاز مال قسم منها الى العراق؛ وصارت تسكن الشامية قرب الاخيضر بين الأبيّض في انحاء الحجرة وبين عين التمر، وغالب الفرق متوزعة في القسمين كما أن الرؤساء منهم في العراق، ومنهم في الحجاز ولكن هذه لم تتمكن في العراق، رأيت رئيسها مرتين وجرت محادثات معه كثيرة حول قبيلتهم وهو الذي بين لي فروعها، وكنت سألته عن بعض عوائد القبيلة، وكان صريحًا في لهجته كسائر البدو، ولما قلت له عن الحشم من جراء انتهاك حرمة امرأة قال ليس لدينا سوى القتل للاثنين، ولم يستطع أن يعلل قتل المرأة المعتدى على عفافها وذكر انه لم يقع شيء ولم ير حادثًا من هذا النوع ... ولم يكن طاعنًا في السن، وروح البداوة ظاهر فيه، والخشونة غالبة شأن من لم يألف المدن ورقة أهليها، أو مراعاة آداب معاشرتها ... ! قضت هذه القبيلة بضع سنوات وقد سمعت في هذه الأيام عودتها الى مواطنها الأصلية في الحجاز وسكناها هناك فلم يطب لها المقام في العراق، ولم أقف على الأسباب التي دعت الى العودة مع حسن الريف وكثرة النعيم، فلا لوم عليهم، والبدو عندنا لم يألفوا حياة الريف، وما يتعلق بها من زراعة ... دون غزو ونهب ... ! وأصل هذه القبيلة على ما علمته من رئيسهم من القبائل العدنانية أخت عنز ابن وائل، وتقول ان جدها معاز بن وائل ومنه تكوّنت. وهذا لم يعرف في كتب الأنساب، وفي كتاب قلب الجزيرة ان اكثرها من العدنانية وهي مجموعة أحلاف يدخل فيها كثير من العناصر المتباعدة في النسب. وفي تاج العروس «قبيلة في الحجاز» ولم يزد علي ذلك. وكل هذا لا يبرد غلة إلا أن حفظ القبيلة يؤيده ما جاء في القلقشندي في أنسابه من أن «بني حرب من بكر ابن وائل من العدنانية» (١) ولكن لم يعرف اسم (معاز) الجد الذي يدعون الانتساب اليه.
وفرقها: ١ - بنو علي. والرؤساء منهم، رئيسهم بندر بن سلطان الفرم، ورئيسهم في الحجاز محسن الفرم.
وهؤلاء يتفرعون الى: الجبور. ومنهم الفرم وولد مرير: الكراشيف.
اللهامق.
الدواغره.
المشارطة.
الكلخه.
الكتمد.
الفقوع.
ولد مرير. وينقسمون الى: ١) آل دهيم. وهؤلاء رئيسهم نايف بن مبارك.
٢) - الطرفا.
٣) - العبدة.
وعوارف بني علي: نامي بن طريف.
مجول بن دهيم.
مطلك بن غنام.
صحن بن خربوش.
هايف بن جبر.
٢ - بنو عمرو: ورئيسهم هندي بن ناهس الذويبي. وهو عارفة أيضًا. وهؤلاء يتفرعون الى الفروع التالية: العطور: الذوية.
الربعة.
الطرمسان.
الحوامضة.
المواعزة.
ب. الشعب.
ج. البيضان.
د. الفيادين.
هـ. البدارين.
وعوارفهم: مبارك بن مسلط.
ناصر بن حمدان.
مسلط بن متروك.
٣ - بنو سالم: رئيسهم حجاب بخيت. وهو عارفة أيضًا. ومن عوارفهم برك بن هادي ويتفرعون الى: مزينة. رئيسهم سلطان بن هادي.
آل مسعود.
آل عريمان.
الحضنان.
المشارية.
الهواملة.
ب. ولد علا: الجملا.
الغربان.
الحنانية.
ج. ولد محمد: الأحامده.
الزغيبات.
د. ولد سليم.
٤ - الفرده: رئيسهم دعار بن حماد ويسمى الحماد. وهو عارفة أيضًا. وفروعهم: الحماد.
الهضان.
الفريد.
النومان.
الدواميك.
الخليفة.
ومن عوارفهم: مخلف بن هديب.
مطلك بن رشيدان.
عجب أبو العشائر.
٥ - مخلف: رئيسهم ابن مطلح.
٦ - عوف: رئيسهم سعيد الذجري. وهو من العوارف: سويد.
السهليه.
اللهابه.
الصفران.
الكنادرة.
٧ - البدرين: رئيسهم وعارفتهم رباح بن غليفيس.
٨ - الوهوب: رئيسهم وعارفتهم دعار بن سعده، ومن عوارفهم ماجد: المضيخ.
العويض.
الخلصه.
الشراذين.
المضحان.
هذا ما علمناه من الرئيس وأضفنا إليه بعض التفريعات التي في قلب جزيرة العرب. وهم الآن عادوا الى مواطنهم ولم يكن في الامكان التحقيق منهم رأسًا عما جاء في نقول قلب الجزيرة، أو التوسع في موضوعها وقد أثبت ما علمته من الرئيس. وسوف أوضح عرفهم كما علمته منه في موطنه ...
- ١٣ -
صليب
أو
الصلبة
هذه القبائل نستطيع ان نعدها من (القبائل المتحيرة)، والمشهود أنها من (آل) أي القحطانية وتلفظ (صليب) . وهم بدو يترددون الى انحاء العراق في كل سنة ولا يفترقون عن سائر البدو الا من جهة انهم يتعاطون امورًا في نظر العرب خسيسة كبيع ادوية نباتية يصنعونها، ونساؤهم يطرقن بالحصا ويقال له عندهم (الطشة) . فيرتزقون منها في المدن ولا يأتيهم مريض إلا ويقولون له عندنا الشفاء وانه يكون بكذا وكذا بصورة مقطوع بها لا يتردد الواحد منهم. ولا يحملون السلاح للحرب والمناجزة أو الغزو والنهب.. وهم منتشرون في انحاء مختلفة فلا يستطيعون أن يعيشوا كتلة كبيرة.
وأصلهم بدو قد قضت عليهم الحروب في أبعد الأزمان فانقرضوا وبقوا متفرقين فهم بقاياهم المنتشرة. وهم أعرف بالقيعان وأدرى بمواطن الماء (الآبار) والمياه الأخرى. فكم أنقذوا من الهلاك تائهًا كاد يقضي عليه العطش والجوع في صحراء بعيدة المدى، لا يدرك لها ساحل ولا يعرف لها نهاية طبعًا بالنظر لوسائط النقل المعروفة ...
ونرى العرب يعدون من أظلم الظلم التجاوز عليهم ولا يتصور أن يغدروا بتائه ضل الطريق. والعرب لا تعترف بسمو نسبهم. ولكنهم أنفسهم يعتقدون أنهم (صبه، صليبه) أي من العريقين في النسب ولكنهم نسي أصلهم أو أخفوه لأمر سياسي أو حربي لحقهم وكتموا نسبهم حتى عن أولادهم فبقي مجهولًا ...
وما قاله بعض الكتاب من أنهم من الصليبيين فهذا من أبعد الأمور وأغربها ... فلا علاقة لهم بالصليبيين ولا باليونان، أو الرومان ... فهم منقطعون عن الأمم الأخرى ولا نجد في لغتهم ما يؤيد فكرة الصليبيين. ومعرفتهم بالحيوانات الوحشية والنباتات للأدوية ما يمنع عدهم من الصليبيين ...
وإذا كانوا اقتبسوا بعض الألفاظ من أهل المدن مع أننا لا نرى منها شيئًا بسبب المراجعة فهذا لا يدل على صلة سابقة أو قرابة بعيدة ... والصحيح أنهم أنفسهم لا يعرفون أصلهم فقد نسي بادئ بدء وأخفي عن الأولاد وعاشوا بمعزل عن العشائر ضاربين في البراري ... وكل فرع من فروعها ينتسب الى قبيلة معروفة وهذا يؤول في أنهم تحت رعايتهم وحمايتهم في ترددهم الى موطن ما.
وقد جاء ذكرهم في دائرة المعارف للبستاني في مادة (صليبية)، وفي المقتطف في المجلد الثاني عشر وفي مجلة المشرق ج١ ص٦٧٥ وفيها بيان لبعض أوصافهم إلا أن الجميع لم يعينوا أصلهم بوجه الصحة وغاية ما ضربوا عليه وتر الصليب ووجود علاقة بينه وبينهم ولم يدعموا ذلك بأي دليل سوى مشابهة اللفظ وموافقة حروفه لا غير ...
والإستدلال بأنهم ليسوا من العرب باستنطاق ملامحهم وبعض خصائصهم البدنية ونحافة جسمهم مما لا يدعمه برهان ولا يؤيده أثر خارجي ... في حين إنني رأيت نظمهم بدوية لا تفترق عن عوائد البدو من شمر وعنزة وسائر عشائر الشامية، ومن عوائدهم المخالفة ما يعين أنها ناشئة من عدم اتصالهم بالعشائر الأخرى إلا نعاشرة طفيفة ومؤقتة. ومثل هؤلاء ما ينقل عن سكان جبل عكاد الذين لا يختلطون بقوم كما نقل العرب عنهم في بداية تدوين اللغة ونقل كلام العرب من نفس المتكلمين باللغة العربية.
وأما ما يقال من أن العرب يعتبرونهم غير عرب فهذا غير صحيح. وإنما يقولون أنهم يتعاطون أخس الأمور ولم يناوؤا قبيلة ولا يغفرون ذمة لضعفهم، ومن جهة أنهم ليس لهم نسب معروف ... وان لاختيار النسب علاقة في نبذهم كما نبذ العرب باهلة لصفات اختصوا بها. ومنهم من يعدهم من باهلة. والظاهر ان هذا ليس بصواب.
أما ديانتهم فلا يسع المرء انكار انهم مسلمون. وان التقولات عن أصلهم عبارة عن اذاعات من النصارى وفي طبعهم ألفة لكل أحد فلم ينفروا من أحد ولم يخالفوا امرءًا ولكنهم على وضعهم البدوي. وهنا أمر جدير بالانتباه وهو أنهم لم يقوموا بالوجائب الدينية والمراسم والتقاليد الشرعية تمامًا فهذا غالب في أكثر البدو مما عدا اتباع ابن سعود.
وعلى كل حال هم بدو ولكن عيشتهم أخس عيشة فلا يزاحمهم فيها أحد. يطاردون الغزلان والحيوانات الوحشية ومن جلودها يتخذون لباسهم وبيوتهم ويقتنون الحمر الوحشية وسائر الحمر التي لا يقتنيها البدو ... وأكلهم بسيط جدًا فهم قنوعون أكثر من كل العرب.
ولا صحة للقول بأنهم يتخذون المكيار. ولكنهم يتخذون البارودات في أقدم أشكالها مثل تفكه شيشخان والكرطة وهي معروفة. واليوم أسلحتهم لا تفترق عن سائر البدو.
وهم أعرف بمواقع الأمطار ومن أخلاقهم ألا يسرقوا ولا يخادعوا ولا يمكروا، يؤدون الدين. ولكن الكدية غالبة في طباعهم. لا يحرم في نظرهم طعام إلا المحرمات الشرعية المعروفة. العفة والطهارة غالبان فيهم.
وللزوجة علاقة واتصال بزوجها تسير معه حيثما سار، وتعينه في مشاق حياته.
ويسكنون خيام الجلد - جلد الغزال - ولا يستقرون في مكان يرتادون الكلأ البعيد عن ممر الطريق أو ملاجئ العشائر، فلا يزاحمون أحدًا ...
وليس فيهم خلاعة ولا سوء أخلاق ولا ما يجلب الأنظار أو يخل بالآداب. وطبّهم نباتي صرف أي أدوية معمولة من النباتات. ولهم حذاقة في صنعها وتكاد تمثل أقدم أزمان الطب عند الأمم العريقة في البداوة. ويقولون (هذا دواء الكهر) أي دواء القهر أي المياسير. ويقومون بأنواع الكيّ. وهذه صنائع قديمة محفوظة لهم ولسائر العرب والناس يركنون اليهم في اكثر الأحيان مع وجود أطباء العرب وأطباء المدن ...
فكم رأينا من أهل المدن والبادية عندنا من يميلون الى تجاربهم في الطب ويرجحونها على الطب الحديث ويعتقدون ان مبناها التجارب ويرون ان فيها فائدة.
ومن أدوية صليب: الفتيل وأدوية أخرى للدود ...
ولا يختلفون عن سائر البدو في الأمور الأخرى. والمهم ملاحظته ان الباحثين لم ينظروا الى قبائلهم، وفروعهم، ولا الى جماعاتهم مما يعين لدراستهم من جهاتهم البدوية ولا الاطلاع على حالاتهم الروحية، ولا أوردوا اشعارهم، ولا عينوا آدابهم ودرجة علاقتها بآداب البدو ...
ولا نرى اتصالًا بين هذه القبائل لنعد التفريع حقيقيًا فنرجع فيه كل فريق الى من يمت اليه وفي الغالب نجد نخوتهم (أولاد صلبي) أو (أولاد غانم) الا أنهم يعدّون من (آل) فهم ينغون الى القحطانية أو ما ماثلها، وهي على كل حال تعتبر من (القبائل المتحيرة) التي نسي ماضيها.... ولا تزال قبائل قد جهلت ماضيها فلا تحفظ أنها قحطانية أو عدنانية على ان هذا لا يخرجها عن عروبتها ... وقد تحققت من الكثيرين منهم انهم لا يقطعون في معرفة جذمهم وفي الغالب يرجعون الى فروع من قبائل أخرى ... والملحوظ أن بعضهم شتيت من قبائل منقرضة، ومن قبائل لا تزال باقية والحوادث دعت بعض أفرادها فعاشوا معهم وصاروا منهم ...
وهذه أشهر فروعهم أو مجموعاتهم: ١ - نفس صليب: وهؤلاء نخوتهم (عيال الصليبي) ورئيسهم ابن حليس. وهم لبة الصلبة كما يقولون. يتفرعون الى فروع منها:
١ - الجميل. وهؤلاء في الشامية غالبهم مع ابن سعود. ورئيسهم غنيم ابن سريعة ونخوتهم (أخوة سلمة) . ويقولون ترجع الى الجميل من بني حسن ومن جراء الاشتراك في النخوة صار يطعن القوم وينبزون الصمدة من الضفير في حين ان الاشتراك في النخوة لا يعني دائمًا القربى. وهناك نخوات كثيرة تتشابه وبين قبائلها تباعد كبير. وهم: مضيان. يدعون انهم من السلقة من عنزة.
جميل. نخوتهم اخوة سلمة.
٢. - آل ماجد في العراق وفي أنحاء الكويت. ورئيسهم حمود الشنوف ونخوتهم عيال غانم ويرجعون الى غانم بن صليب. وفروعهم: الغوازي. قوم الغوزي. في انحاء سنجار. رئيسهم عابد الغوزي ومطير أخوه.
الحريج. رئيسهم ابن خلده.
الغنمي. نخوتهم أولاد غانم.
الضبيب. ويدعون انهم من الجواسم من الضفير.
الكبان.
الرويعي. نملان بن حمود العضب.
٣. - البذاذلة. قوم سعران بن حاني ونخوتهم (الهديب) . يسكنون في انحاء الجرباء في سنجار. وفروعهم: الهديب. سعران بن حاني.
المضحى.
الهرشان.
٤. - الهزيم. رئيسهم فرج الفريخات وكانوص بن هذال. وهم خلفة بلادان ومن اولاده كودر بن بلادان وهؤلاء يجمعون الكل. وهم في أنحاء شفائه (عين التمر) في محل أبعد. وفروعهم: البيّات.
الهزيم. منهم من أولاد غانم.
٥. - آل مسيلم. ونخوتهم (عيال مسلم)، يرجعون الى رشايده من ذوي رشيد. ومنهم من يقول يرجعون الى هتيم. ورئيسهم مطلك بن طمهور والآن أخوه علي بن طمهور وهلال بن كطن والآن أخوه هيجل بن حمدان بن كطن. في الطكطكانه والحدود من أنحاء كربلاء والنجف الأشرف. وفروعهم: العويويد. رئيسهم مطير السعود. ومنازلهم حول الرحبة، واللصفه، والشبجه ...
الكطن. رئيسهم هيجل بن حمدان.
العليان. رئيسهم رواك بن رجعان: الهويمل.
الصغير.
نفس العليان.
الجمعه (عيال جمعه) . رئيسهم حبيّب بن عمر: الصبيخان. رئيسهم ماجد بن محسن.
الدهام. رئيسهم عايد بن روضان.
الحديب. هم الرؤساء.
الوعلان.
٦. - العناترة. رئيسهم خليف الخليوي (بتفخيم اللام)، في أنحاء السماوة نخوتهم (أولاد عنتر) ودياحين على نخوة بعض فرق مطير. وفروعهم: المخاشبه. رئيسهم سعدون بن ناصر.
الخليوي. فرقة الرؤساء.
المحارفة. بريم بن بريّم.
العسابلة.
الصبح.
٧. - البناك. يرجعون الى أولاد غانم وهؤلاء اقرب الى الجوف في حدود لواء كربلاء. ورئيسهم فرحان بن كرموش ويتصلون مع الماجد بغانم. وفروعهم: الكرموش.
الحصاة.
الفرحان.
٨. - السعد. نخوتهم اخوة سلمة. ويقال انهم أصل كل الصلبة وينتسبون الى سعد العشيرة من قحطان، ويقال لهم السعدات، وهم خلفة غانم عيال صليب. وفروعهم: السيالان. في أنحاء قضاء سامراء وسنجار. رئيسهم ضبيعان الحنيان.
الحماد. رئيسهم مطر الصايد.
المعيبي. في نجد.
العرمان. في نجد.
النويشي. في نجد.
الطرفه.
العراكيه.
الحسن. في الجزيرة. رئيسهم ابن جراد.
الهدلان. خلفة جاسم.
٩. - الخصيلات: وهؤلاء يرجعون الى العجمان الى الجبعر. يتفرعون الى: المزايدة. ونخوتهم عيال مزيد: الكنيصات.
المبارك.
البريجات. رئيسهم عبود الخصيلي ويعرف في العراق باسم سليمان.
السميان.
الننه.
الظهران.
٢) - السليمان. ونخوتهم أولاد سليمان وأصلهم والمزايدة أولاد جد واحد: الفرح.
الحبّور.
الخميس.
١٠. - الصبيحات.
١١. - المالج.
١٢. - الهريريات.
١٣. - الصريرات.
٣ - هتيم: قبيلة أخرى من الصلبه وكثير من قبائلهم ترجع اليها. وقد أورد في قلب جزيرة العرب بطونهم، وهي: الذيبة.
الجلدة.
آل براك.
الدوامش.
الفجاوين.
والمعروف منهم عندنا: الشرارات. وهم (عيال العود) . ولهؤلاء فروع عديدة أشهرها: الحلسة.
الفليحان.
العزام.
ولكل من هذه فروع ...
٢) - الحازم. رئيسهم معيذف بن خلف. وهم عشائر عديدة: آل عيسى.
آل موسى.
٣) - العوازم. وهؤلاء يراجعون الكويت.
٣ - السبوت. الآن قليلون.
٤ - الهليّل. رئيسهم سارع بن المريخي.
٥ - الشيخات. ذكرهم في قلب جزيرة العرب.
٦ - آل رويعي. (ورد في قلب جزيرة العرب آل رويع) . وهؤلاء تبع الماجد. وهم يرجعون الى عبس.
٧ - الصليلات. هذه من القبائل المتحيرة وتعد من الصلبة وتعزى الى عبس ونخوتها (أولاد عبس) . ومواطنها في أنحاء الكويت والزبير وجهات نجد، ولما كانت بعيدة عن العراق لم نتمكن من تحقيق صحة عزوتها وانتسابها.
وهذه أفخاذها: الغافل. رئيسهم علي بن غافل.
الشعبان. رئيسهم معتك بن شعبان.
الهنادسة. رئيسهم الهنيدسي.
الرضيلات. رئيسهم عبدي الرضيلة.
الكواميخ. رئيسهم حمود الكاموخه.
المعيتك. رئيسهم حنيد المعيتك.
المغامس. رئيسهم جويعد.
الطواثيب. رئيسهم عبد الله.
وعلى كل حال ان الصليب معروفون بمخايلة البرق، وفي التطبيب باستخدام بعض العقاقير النباتية، وعيشتهم بسيطة جدًا، ولم يتطلبوا ما هو معروف عند البدو من الغزو والنهب والمفاخرة نظرًا لضعف حالهم وقوة عصبيتهم. والآن اعتزوا في نجد بقبولهم مذهب السلف وصاروا قوة لا يستهان بها. وقد عدد صاحب قلب الجزيرة والرؤساء الذين قبلوا العقيدة السلفية. وهم الوحيدون الذين يعيشون على البداوة الأولى، ويتمكنون أن يحصلوا على رزقهم منها ... ويستغنون بها.
ولا يختلفون في الغالب عن سائر البدو إلا في بعض الخصال التي يأنف منها العربي ... ويقال لهم (ولد الخلا) ...
وعندهم لا تكره المرأة على الزواج، وإنما يؤخذ رضاها. والمهر عندهم تابع للرضا وهو متفاوت جدًا. وعند المسيلم منهم المهر بعيران أحدهما يقال له (هفيان) وهو الذي يأخذه أهل الزوجة، والآخر يسمى (نميان) وهو الذي تأخذه وينمو لها. وإذ تفاتحوا (تطالقوا) كان ذلك بناء على موافقة. أما إذا تزوجها غريب وعلم بذلك ابن عمها ونهى لزمه ان يؤدي ما صرف ولو دخل بها.. وبهذا لا يختلفون عن كثير من القبائل.
وممن اشتهر من نسائهم: دكيس. وهي مزيدية من الخصيلات. قالت قصيدة في ماجد الدويش كان قد تزوجها، ويحفظها كثيرون. وهذه بعض أبياتها:
يا الله يا عايد على كل ديره يرب يا منشيب مزن مصادير
يا الله ما تكره النفس خيره يا والي الدنيا عليك التدابر
وجدي على اللي جدم (١) بيته حجيره
اللي تمناه العجاف المعايير (٢)
وليه يماجد تبتن بجبيره وزود على تلطيخكم بالمعايير
صلبية يا شيخ ماني نحيره وانتم ذبايحكم ركاب المناعير (٣)
وماجد ليارجب الجواد الظهيره تكطعت حيرانها والمخاليل
خيال مال يردد نشيره وغاد على روس النوازي (٤) دعاثير
زبن الحصان اللي كطاته جبيره
وفكاك بالضيجات زمل الغنادير (٥)
وعلى هذه القصيدة أمر أن لا يؤلمها أحد بقول وأسكنها ...
ولهذا كانت تتغزل به:
برك مجنب عنك لو كان له نور
لا تستخيله ولو ربيعة شفاكه
ومن لا يشورك لا تراجيه بالشور
ومن لا يودك نور عينك فراكه
انا بشفى واحد من هل الكور (٦)
وهو عشكني من ناجلين التفاكه
لعب بكلبي لعبة الغوش (١) بالكور
واوما بي أوماي العصا بالعلاكه
هو صار لي عوك وانا صرت عوك
والكل منا صار شوفه شفاكه
عوك الظليم الياتحدر مع الخور
مخ الكرى يدرج على عظم ساكه
خليتني لحدي ولبدي ولا ثور
جني خلويّ عاجلينه وساكه وهذه قصيدة طويلة لم أتمكن من تدوينها كلها ... وهذه تعدّ من أديبات البادية، شعرها رقيق، وشعورها حي ...
كان لها ابن عم طلب أن يتزوجها ودعا الحليس ابو رثيعة رئيس الطرفة من السعد في قصيدة ليتدخل في أمره ويسعى في زواجها قال:
يا حليس ياللي للطراريش تومي ... يا حاط فوك العصيب (٢) الادامي
يفدونك اللي ما بهم غير زومي ... تخدمت وجيهًا بالأخدامي
أبيك تكصر لي عنان العزومي ... تاخذ بنا يحليس اجر وثامي
خلاف ذا يا راجب فوك كومي (٣)
وملكطات من روك الجهامي (٤)
دافي الحشا ودّك براسه تعومي ... وعكب العشا ودّك بحضنه تنامي
وبريم (٥) يذبح ببطن هضومي ... ومشرع فوك الثنايا الزمام
البارحة جني على الداب (١) نومي ... وأجالب الجنبين مدري علامي
من واحد حكمه جما حكم رومي ... حكمه وزير ووالي له نظامي
من واحد يبجي وانا له ملوم
ومن جادل (٢) تسوى ثلاث الهجامي (٣)
يحليس ما بي وارمات الجضومي (٤)
كبار العتارى (٥) وافيات الخصامي (٦)
ومن جامع تجمع عليّ الهموم ... ومهي لمثلي يا عشيرك ولامي
وليندهته بالغرض ما تكومي ... وما تنتهض لو تضربه بالمكامي
٢ - ربده. وهذه أيضًا جمعت لجمالها أدبًا غزيرًا ...
ومما قاله فدغم في ربده الصلبية:
وشيب عيني جان صليب حوال (٧)
اكفوا بربده سيد كل البنات
شدوا لها شهرية (٨) بنت هروال (٩)
مضراب كينة بالدعث بينات
والله لولا لابه تلحجن عار
لا لبس جديد الفرو وارمي العباة ويطول بنا ذكر ما قيل والغرض الفات النطر والا فلا حد للاستقصاء..
٣ - منحه. وهذه من جميلات صليب.
قال رميح (١) الخمشي من الدهامشة فيها:
يا ليت ابوي ابن عم هلال ... من شان منحه واحيرّها
وانزل برس شعيبه سال ... من مزنة تو ما طرها
واشد شدادي على الهروال ... واخذ حميري ودشرها
٤ - اللبيبة.
٥ - فتيخة.
وهاتان من العناترة ومما قيل فيهن:
عانكتني فتيخة واللبيبة ... حصتين على كل المعاني
واللبيبة جما بكره حبيبه ... وزامين شطها على الرجاب
ومما قيل في صليب:
يابا الخلا يا با الزنانيح ... حطيت بالكلب ونّه
يا من حريمه بالكرايا مشاويح ... يا من حميره مركب عالي ركنه
تنبيه: الخصيلات قبيلة مستقلة، وكذا السليمان ومن هذه الأخيرة يتفرع المزايدة. وسائر الفروع فليصحح.
- ١٤ -
استعراض
من مجرى المباحث والحوادث المارة أن البدو في تنقل، وعداء أو صلح مع المجاورين، أو الحكومة وأساس هذا مراعاة المصالح، وما يرافق الحالة الراهنة. وهذه العلاقات يتكوّن منها حقوق ضافية ... والبدوي لا يقف عند حالة أو وضع، ولكنه يراعي الوفاء بالعهد ولا يخرق الذمام ... لايطيق الذل أو الضعف، وإنما يميل الى الأنفع، فلا يرضخ لقوة، ولا يستكين ...
وأقرب طريق لإدراك أوضاعهم إنما يكون بالرجوع الى وقائعهم المدونة، وأن نلاحظ مغازيها، فهي تميل تارة لواحدة أو تقارع أخرى في أوقات مختلفة؛ وعند حدوث حالات متجددة ... وفي كل هذه ليس للبدوي منهج معين، أو خطة ثابتة، فإذا كانت قبائل شمر مالت الى الحكومة العثمانية لغرض تقوية نفوذها فقد ثبتت وضعها، وكذا الحكومة كانت راغبة في كسر قوة العبيد واستخدام شمر علي ابن السعود وهذا كان لمنافع متقابلة. ومثله يقال في الضفير، وفي عنزة، وآل الرشيد وبني خالد.. وهكذا ما كان يجري بينهم ...
وفي التاريخ أمثلة كثيرة هي خير وسيلة للمعرفة. وفيها كفاية للاطلاع مجملا على سير القبائل بالاستفادة من الحالات الواقعية ... وللقربى دخل في تقوية أواصر الضعيف واعتزازه، وللقوي سلطة زائدة ...
- ١٥ -
عرف البدو
١
- الزواج - النسب
١ - الحالة العامة
مرّ البحث عن تكون القبائل وتفرعها، وحوادث انتشارها، والاشارة الى بعض وقائعها، وهناك تنقل مستمر، وتحول دائم وراء الغزو، أو رعي الابل.. ولا نريد أن نتبسط في هذه الحياة، وإنما نحاول هنا أن ندوّن بعض الظواهر، والأمثلة الواقعة نشرح بها علاقاتها الاجتماعية المألوفة.. وهذه لا يتذوق بها إلا من عرف أهليها، وشاركهم في أوضاعهم لتظهر الخفايا بجلاء، لا تشوبها الرسميات ولا تدخلها الحالات المصطنعة ...
يستغرب الحضري، ويعجب كل العجب من عيشة البدوي، ووضعه ومحيطه وأغرب ما يدعو لانتباهه أن يراه يقطع البيد، ويجتاز الفيافي، يشاهد مقتنياته مثله، موافقة لحاجته، ولا تختلف عن حياته، أقوى منه وأصبر على المشاق، وهكذا ابنه وعشيره، وتأخذه الدهشة حينما يرى الخريت لا يضل في أرض منقطعة، وبعيدة عن المياه يقدر مسافاتها، ويعين درجة تحمل مشاقها لحد في العطش، ويعلم مواطن مياهها وآبارها، والطاقة والصبر لها مدى..
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
الحياة البدوية خشنة جافة، ما أصعبها وأقواها، وأقسى مصابها، وأسوأ حالتها، وأنكى آلامها حينما تنقطع السبل في البدوي، حياة شظف، وعيشة عناء ومخاطر..! وهذه لم تكن كذلك دائمًا، وإنما هناك أيام الربيع، وأيام الراحة، والطرب، ومجالس الأنس، وأوقات الغنائم ... يتجول البدوي بين خمائل الأزهار، ويتحول من نفح وطيب، الى تضوع وروائح ... ويتمنى أن لو دام، وبقي هو وعشيره يرعيان البهم يردد معنى ما يقوله الشاعر:
فيا ليت كل اثنين بينهما هوى ... من الناس والأنعام يلتقيان
فيقضي حبيب من حبيب لبانة ... ويرعاهما ربي فلا يريان
ربيع جميل، وخير متدفق، زائد عن الحاجة، ورخاء ونعيم، لا يعوزه الا الدوام، والغنى الوافر، والأمن الدائب، والقوة المنيعة ... وهناك الحياة الطيبة، والعيشة الراضية، والأمل الكبير، والعمر الطويل ...
وكذا الحضري لو رآها تمنى أن يبعد عن غوغاء الحضارة؛ وضوضاء المدن، وعفونة الهواء، وضيق العطن، والانهماك في ملاذ لا حد وراءها، نغص في العيش، وسهر دائم، وعلل متوالية، وأمراض فتاكة، وإذا أضيف إليها قسوة المجتمع وظلمه، فهناك الويل والثبور ... ورغب في هذه الحياة الهادئة المطمئنة ... ! والحياة لا تبقى على حالة، وهذا النعيم لا يطول، قصير عمره، مستأهل تخليده، لو أن حيًا خالد ... مشوبة بغزو وقتل، ونهب وسلب، ومنغصات كثيرة، ومزعجات عديدة ...
هذه البادية في أقاصي المعمورة، وأبعد المنقطعات لا يرغب فيها المتنعمون، ولا أهل الثراء، منغصة دائمًا، ومكدرة دومًا، ما أحلاها أيام الربيع وأصعب مركبها، وما ألطفها في سني الخير وألذ حياتها لولا ما فيها من تلك المنغصات.. مشوبة أفراحها باتراح وصحتها بعلل، وشبابها بشيخوخة، فإذا قال الأول:
لا طيب للعيش ما دامت منغصة ... لذاته بادكار الموت والهرم
فكيف اذا كانت الحياة في بيداء جرداء، وعادية عوادي، وهجوم ضواري وحرارة قيظ، وبرد وقر.. لا يهدأ البدوي من قلق وتوقع اخطار ... فهو دائمًا في بصيرة نافذة، والتفاتات جميلة، ودقة فكرة ... يصدق عليه انه «ثعلب البادية» او «جن الارض»، ومضرب المثل في الذكاء (العربان غربان): علمته البادية ما نحن بحاجة الى الاخذ ببعضه، ومدرسته الصحراء، وكتبه الحوادث، وعلمه حب الحياة، بل هو (شيطان الفلاة)، او (عفريت الموامي) .
يهزأ من علمنا، ويسخر من فكرنا، بل يقطع في جهلنا، ويرى ان حياتنا مطردة وعلمنا مكررًا، ومثله عملنا هو كل يوم على رزق جديد، وفي ابتكار عميق، ودقة فائقة، ولا تخلو حياته من افراح، ومن مجالس أنس، وطيب عيشة، ويرى ان مزعجاته قليلة، ويعد عناءه راحة، ولا يشعر بخطر ... اعتاد هذه الحياة، والف الحالات المفاجئة، بل قد يخطر باختياره، ويناضل برغبته ...
وكل ما نقوله عنه انه:
ينام باحدى مقلتيه ويتقي ... باخرى المنايا فهو يقظان هاجع
حياة رياضية بطبيعتها، في سباقها وصيدها، وفي غزوها وافراحها والعابها، حياة النضال، والجيش المدرب المعود، يقومون بهذه لا للتمرن وحده، بل للاستفادة.
وفي بيان بعض عوائدهم منتزعة من امور واقعية تبصرة لما هم فيه، وهي ذات مساس بالآداب او لا تنفك عنها ... ولا تقتصر على فصل القضايا المصطلح عليها بالعرف القبائلي، وانما هي بعض هذه المطالب، نريد بها ان نعين الحالة التي هم عليها موضحة بامثلة ترغيبًا في تتبع زائد، واتصال مكين، وتدوين صحيح ...
٢ - الزواج - النسب
من سمر البادية، ومن اكثرما يلهج به البدوي اختيار الزوجة، ومراعاة آصلها، وطيب نجارها، وعراقة نسبها، وهي عونه في حياته، أو شقاؤه ومذلته، ويلهج العربي بقوله (العرق دساس)، و(ثلثا الولد لخاله)، و(دور علي المنسب ترى الخال جرارّ)، و(بنت الذلول ذلول) ... وكلها تدعو الى لزوم التحري عن الزوجة اللائقة ... وأساسًا ان الزوجة ليست بضاعة تشترى أو تباع، وتتداولها الايدي ... والقوم اذا راوا أدنى عيب في القبيلة يتوقون من الاتصال بها، ويتباعدون خشية ان يدس العرق، واذا كان المخول رديئًا نراهم يتباعدون حذر ان يتورث عرق الخؤولة ... وهكذا الوراثة مرعية عندهم في الخيل والابل ...
وفي الوقت نفسه يحضون على اخذ النساء والاكثار منهن ليكون للمرء اولاد يكيد بهم اعداءه، ويقهر منافسيه ... فيقولون: خوذ من النسا وجيد العدا (خذ من النساء وكد الاعداء) ... ولا يحصى القول في هذا الموضوع. واني ذاكر بعض الحكايات في النسب، واختيار الزوجة، ولا يختلف فيها البدو والمثال لا يقتصر على من قيل فيهم ... وانما الامر مشترك في الكل، ومعتبر بين الجميع ... ولا يستثنى الا الصلبة فانهم يعدون غير اكفاء لسائر العرب في الاختيار ...
٣ - بنت رغيلان - ام شهلبة
يحكون ان احد رجال شمر المعروفين، فهيد ابن الغواري من العمود دعا ابنه ان يتزوج ابنة صالح ابن رغيلان من قبيلة اليحيا من شمر وهم اخوال صفوك وفارس آل محمد. ولما كانت هذه الأسرة معتبرة عند البدو حض ابنه أن يتزوج ببنت صالح، وهو يعلم ان والد البنت لا يمنعها لما لعشيرته وأبيه من المنزلة النبيلة والمكانة المعتبرة عندهم ...
ذهب الولد فرحب به والد البنت، وبعد المفاوضة طلب مهرًا (سياقا) عشرة من النوق الغتر (لبيض) فلم يبد الابن موافقة واستكثر الطلب، وان يدفع لبنت هذا القدر من المال، وعنده أن كل ناقة تساوي امرأة، أو عشرة من النساء.! رجع الولد دون ان يظهر غرضه.. وسأله ابوه فكان جوابه ان اباها لم يوافق على اعطائها له، فاستنكر والده ذلك، وغضب على ابنه وقال له: طلب منك ما استكثرته، ولامه على فعلته، ثم حثه على العودة مرة اخرى، وفي السنة التالية بين انه يقدم العشرة المطلوبة، فاجابه ابو البنت انها ليست بضاعة يساوم عليها فأن شئت ان تعطي عشرين ناقة من الغتر تقدم، فلا اوافق على امل..! وفي هذه المرة استعظم المقدار، وعزم ان لا يتزوجها وعاد بصفقة المغبون فلقي من والده لائمة اكبر، وأمره ان يأخذها بما كلفه الامر، وان يقدم له ما يطلب منه وان لا يتردد في القبول، أو يتأخر في أنهاء القضية ذاكرًا أنه إذا حصل منها ولد فأنه النعمة التي لا يعد لها ثمن، ولا يقدر بابل وشاء وان اباها لا يردك أن رأى منك رغبة صادقة مراعاة لجاه ابيك..! وفي هذه المرة نزل ضيفًا عند الاب، وكان قد خرج الى البر لقضاء حاجته، فوجد بنتًا جميلة جدًا خرجت من البيت ذاهبة للاحتطاب فاعجبته فسألها عن البنت المطلوبة فمدحتها واثنت على جميل خصالها، وقالت: انا لست بشيء بالنظر اليها، ولامته بل عنفته على تأخره عن الاخذ، وان والدها ليس له امل في اخذ المال ... ! طلب الاب منه هذه المرة ثلاثين ناقة، وابدى أنه لا يعدل عن واحدة فلم يتردد الولد وأعطى المطلوب. اما الاب فانه اثر ذلك وبعد تمام العقد اعاد الابل جميعها واعطى ناقة للبنت من ماله واخرى لخادمتها، وسيّرها بالوجه اللائق والاتم.. وبيّن انه اراد ان يبرهن للولد بان البنت عزيزة عنده ولم تكن ذليلة، ولا غرضه ان يساوم، أو يربح ربحًا منها.! وبعد ثلاث سنوات ولدت له ابنًا ثم آخر ... ! مضت مدة على زواجه، وفي يوم من الايام صادف ليلًا نارًا موقدة في بيت من بيوت البدو فوجد عندها بنتًا تصطلي على النار (تتشلهب)، فاعجبه بياض ساقيها، ونعومة بشرتها وفي تلك الليلة طلبها من ابيها فتزوجها، وعلقت منه وصار له منها ولد.
كبر الاولاد، وكانوا قد بلغوا مبلغ الرجال، ويؤمل منهم ما يؤمل من امثالهم للحروب والغزو، أو حفظ المال والاهل والنضال عنهما عند الملمات ... !! وكانت قد حصلت منافرة في هذه الايام بينهم وبين قبيلة عنزة المشهورة، فمال عليهم بعض غزاتها فنهبوا ابلهم، وكان من رأي ابن (أم شلهبة) ان لا قدرة لهم على الحرب، والاولى ان يعودوا ويفروا بانفسهم فاعترضه ابنا (بنت رغيلان) بانهما كيف وباي وجه يرجعان الى جدهما وقد اخذت ابلهم ونهبت من بين ايديهم فاجاب ابن ام شلهبة نعوض له ابلا اخرى تعود لنا ... فلم يوافقوا على هذا، ولم يرجعوا وانما تحاربوا مع العدو وانتزعوا الابل المنهوبة ومعها بعض (الكلايع) (١) ورجعوا غانمين، ظافرين ... وكان قد سبقهم ابن ام شلهبة فاخبر جده بما خاطر به الاولاد الآخرون، وما جازفوا، فبقي صامتًا ساكتًا، لا ينبس ببنت شفة وآثار التألم بادية عليه، ولا طريق له في هذا الليل ان يعمل عملا ما وصار لا يهجع وكان يعبث بالنار، في عصا بيده ويزيد في الوقود.. وهو مضطرب..
وعلى كل كان احر من الجمر، وبينما هو كذلك جاء احد الولدين وكان قد سبق صاحبه راكبًا فرسه ليبشر جده، وبقي الآخر مع الابل يمشي على مهل ... فبشره بالنجاح واستعادة الابل، وما جرى من انتصار، وانه سارع لاخباره.. ففرح الجد، ولقب الفارّ بابن (ام شلهبة) وبقي هذا النبز ملازمًا له وخاطب المنتصر قائلًا:
ان جدت انا جاذبك من مجاذبك ... وان برت هو اولاد الصكور تبور
وهكذا يقصون الحكايات الكثيرة من هذا الموضوع وكلها لا تخلو من دقة وعناية ادبية ... وعندنا ايضًا (العرق دساس)، و(اياكم وخضراء الدمن) والاشعار في هذا الباب كثيرة ... ! والبدو يتلاعبون في البيان ويراعون كل وضع ادبي، تصدر هذه ممن يعرف كيف يستهويهم بلفظه، واشاراته، وتزويق رأيه مما يزيد في الحكايات رشاقة، وفي الكلمات رقة وحلاوة، وفي السبك طلاوة ...
ولا يتيسر هذا لكل بدوي فما كل من نطق خطيب، ولا كل من كتب بليغ، ولا من زاول النظم شاعر ... وانما هناك مواهب قرنت بممارسة وتمرين. وكل فتور، أو ظهور حوادث جديدة يتخذونها موضوعًا لتقوية فكرتهم المعتادة من لزوم اختيار الزوجة من نسب عريق، وأخلاقهم العامة تأبى أن يتناولوا كل مأكل ... وهم كما قيل:
ولو كتموا أنسابهم لعزتهم ... وجوه وفعل شاهد كل مشهد
أو نراهم يقولون:
خواله ما هم من عمامه
دور الاصل والمغني الله
ابن ابنك ابنك وابن بنتك لا
ولا يراعون دائمًا الحب والعشق او الحسن في الدرجة الأولى، وانما يلتزمون الأصل الصريح ... ويقولون (مضرّبًا) لمن أخواله ليس من اعمامه، أو من أصل رديء وهو المعروف ب (الهجين) ... وهكذا الأمر معتبر عند العرب القدماء، وفي كتب الأدب مباحث خاصة في الخؤولة عند العرب. (١)
٤ - اختيار النسب - الحب
عوائد القوم في الزواج مقرونة بتقاليد لم يكن اساسها الجمال وحده كما أن الاختلاط واتصال الجنسين معروف في البدو، ويراعى اختيار الوالدين في انتخاب الزوجة ... وللتودد دخل، وأصله الرغبة الخالصة ومثل هذا ليس بالقليل، وقد يجتمع الأمران ...
إن الضرورة أو الحاجة تدعو الى الاتصال الدائم والاختلاط المستمر سواء في حلهم وترحالهم ... وفي الأفراح والأعراس يختلط القوم ويشتركون جميعًا وهم في هذه الحالة بمنزلة عائلة واحدة ... وكذا الأمور التي تجلب السخط، والزرايا العامة، والمصائب الطارئة ... اثناء الغزو وهجوم الأعداء، أو موت عزيز أو قتله ...
ومن ثم نرى التكاتف، والتأثر بما يحدث مما يؤدي الى هذا الاختلاط نوعًا ومثله الجيرة، والقربى، والمجالس المعروفة بالدواوين، بل وسكنى الخيام ...
كل هذه من دواعي التحابب والتقرب في الزواج، ولكن ذلك كله محاط بسياجات قوية من عفاف، وخوف هما نتيجة تقاليد موروثة مثل النهوة من الأقارب مما لم يبق أملًا في العشق والحب أو الرغبة وإلا عرض المرء نفسه لأخطار قد تشترك فيها جميع افراد القبيلة بالتناطح والتطاحن وتحول دون الرغبة في الزواج. وفي هذا يراعى رغبة الزوجة فاذا قالت انا باغيته، أو أنا ما باغيته فلا يخالفون ذلك، وغالبًا ما تلاحظ الزوجة الشجاعة وحسن السمعة والكرم وسائر الصفات المرغوب فيها ...
كل هذا لا يمنع أن ينتقى النسب الصالح ويغالى فيه والتحوطات لها مكانتها مما تجب مراعاته في الغالب؛ والمرأة إذا لم تقبل بواحد ورفضته فلا يتقدم عليها أو يأنف قربها بعد أن تعلن أنها راغبة عنه ... وكذلك هو لا يتصل بها وان ملكت جمال العالم وكان نسبها خلل، أو في أصلها عذروبة (علة) كما يقولون ...
٥ - بنت الذلول ذلول
هذا المثل يعين ناحية مهمة في اختيار الأصل والنسب المقبول بطريقة ان من لم يراع حكم هذا المثل يناله ما نال الرجل الذي كان مضرب هذا المثل فيقع بما لا يرضى ولا يحمد ... وذلك أنهم يحكون أن رجلًا أحب امرأة، وأراد أن يشاور آخر في أمر زواجها، وكان يأمل أن يشاركه في التشجيع على الأخذ في حين انه يعرف أن أصلها رديء، وكانت أمها مشتبهًا في عفافها..
نهاه صاحبه أن يتصل بها نظرًا لسوء جرثومتها، وان لا يختار هذا المركب فلم يوافق على رأي المستشار وقال له ليس من المعلوم أن تتابع أمها، بل تتجنب ذلك السلوك الرديء ولا تعلم عنه ... ولما كان عازمًا على التزوج نهاه صاحبه ولامه من جراء استشارته فقال مضطرًا على مراعاة فكرتك..!! انتهى الحديث بينه وبين رفيقه وتزوجها ... وفي أحد الأيام أراد أن يعبر من مكان فيه نهر وقد امتنعت عليه الابل من العبور، وتعسر عليه ذلك استطلع رأي زوجته في الأمر فقالت له: - عندنا بكرة أمها ذلول، وهذه تعبر، وتتبعها الابل. فقال لها انها ليست ذلولًا ولم تركب بعد. فقالت له: ضع زمام امها في رأسها وهي تعبر فاعترضها فقالت: انها - (بنت ذلول) على كل تكون ذلولًا. وحينئذ وضع الزمام في رأسها فانقادت وعبرت الابل.! - ومن ثم تيقن الرجل صحة قول رفيقه من ان (بنت الذلول ذلول) وقطع في هذه التجربة التي أجراها على يد زوجته، وعلى هذا اخبر زوجته بانه سوف لا يرضاها، وأنه يخشى أن تكون ذلولًا كأمها فطلقها، ولم يسمع منها دليلًا أو كلامًا آخر بعد أن وضح لها الأمر عيانًا في المثال المضروب ...
ثم تبين للزوج انها كانت قد خانته ولكنه لم يستطع ان يعلم ذلك وانما عرف الحقيقة بعد أن تزوجت بآخر فظهر عليها ما كانت تكتمه خفية..
وهكذا تضرب الأمثال في رداءة النسب وما يجرّ إليه، وصلاح النسب وقيمته الأدبية..! وفي الخؤولة لا تراعى القاعدة دائمًا، وانما يتزوجون من القبائل الأخرى المماثلة ومن أكفاء القبائل، ولا يشترط ان يكون من نفس القبيلة، وانما يقصدون بالمخول المخول الرديء ... وقد مرّ ان بعض القبائل تزوجت رؤساؤها بنساء من قبائل أخرى لا تمت اليها بصلة..
٦ - المهر - الحداد
يلاحظ في الزواج انه تابع للرضى، ومقدار المهر مختلف جدًا، والزوجة لها مهر يقال له (هفيان)، أو (الهافي) وهذا تستحقه بالزواج، ومهر آخر يقال له (النميان) وهذا عند النزاع والتفاخت (الطلاق) يعاد الى الزوج وأكثر ما يتوضح في قضايا صليب ...
وهناك شيء شبيه بالنهوة وهو أن الزوجة إذا لم تأتلف مع زوجها، ناصرها أقاربها في تقوية هذا الخلاف وتفاختوا (تطالقوا)، ولكنه في الأثناء قد يشعر الزوج بان في ذلك تدخلًا، وان هناك من يرغب في التزوج بها بعد طلاقها ... وحينئذ يستعمل الزوج حق (الحداد) . وهذا الحق هو أن ينهى الزوج أولئك المشتبه بهم فيهم في التزوج بها بعده، ينذر أولياء الزوجة فينهاهم بمحضر شهود وينهي المشتبه فيهم، ومن ثم تكون له المطالبة بهذا الحق عند حصول الزواج بعد الفراق وهذا محدد في التزوج بمن عينهم خاصة ...
٧ - جمال البادية
وصف الشعراء في الجاهلية المتجردة وغيرها فأبدعوا، والمتنبي (ظباء الفلاة) ورجحهن على الحضريات فاجاد كل الاجادة ... ولكن لا يقل عنه في الابداع والاجادة ما نسمعه من شعراء البدو من نعوت بنات اليوم، وقد يزيدون في كثير من الخصال والجمال الطبيعي ... فاذا تعشق البدوي ينطق ويستنطق، وليس هناك ريبة، ولا ارتياب، بل قد يكون واسطة تحريك النفوس، ولا يتجاوزون في الوصف الا اذا كان بطريق التعمية دون ذكر الاسم، أو بيان ما يدفع الشبهة كأن يقول حبيبته في موطن بعيد يصعب الوصول اليه، ويبدي حيرته في عظم الشقة.. ليبعد سامعيه عن مراميه ...
يحكون أشبه ما هو معروف بالروايات، وتصوير حوادث أشبه بحادث المتجردة، أو يصف ما جرى بينه وبين محبوبته كأنه واقعي، وهناك الاستجواب والحوار ولا يستطيع أحد أن يصرح باسم وانما يعد هذا عيبًا كبيرًا ويؤدي الى نتائج وخيمة ... فهذا سالم بن عبد الرشيد يصف وصفًا لا يقل عن شعر عمر ابن ابي ربيعة قال:
البارحة (١) يوم الكبابيل نعوسي ... وخليف ساهر والمخاليج غافين
لكيت غرو (٢) دالع باللبوسي ... كالت لغيري، كلت انتي تسدين
كالت اصيحن كلت منتي عروسي ... والله لصيحن لو بغيتي تصيحين
كالت يجونك كلت ماني نسوسي (١)
أله يحكم ابليس وانتي تشوفين
كالت تعلمّ كلت ماني بلوسي (٢) ... وعلى العلم يا بنت ما حدني شين
ومثل هذا حكاية أخرى لشمري يصف بها امرأة، ولا تعدو التصوير قال:
غاب الحليل وشفت بالترف ميلاح ... وجيت اتخطى جن أهلها نسابه
كالت تهلع لارهج النزل بصياح ... ماني من اللي بالردى ينهكى به (٣)
كمت اتبطح له واديره بالمزاح ... لان الحبيب وكام يضحك بنابه
ثار الحبيب وطبك البيب بسياح ... وكشفت عن نابي الردايف ثيابه
غطيت بالثوب الحمر زين الملاح ... لمّا (٤) شعاع الصبح بيّن سرابه
كالت تنكل هذا الصبح باح ... ووداعتك عرضنا، والحزابه (٥)
كلت ماني ولد عفن على السر بياح
اللي ليا كفّى رفيجه حجابه (٦)
وأراد أن يبعد المرمى، ويزيل الشبهة فقال:
علمي بهم بغنيم يوم المطر طاح ... واليوم مدري وين ربي دوابه (٧)
مدري مع اللي سندوا يم السياح ... والا وياللي فيضوا يم طابه (٨)
وهكذا يقول آخر:
يضحك لي بحجاج العين كله رضى لي
مخفى كلامه، خايف من دناياه
والعارض المنكاد من دون خلي ... والوشم وسدير مع جملة كراياه
ما ياصل المجمول كود فاطرلي ... متكمت المرباع والصيف ترعاه
يريد ان عشيقته تضحك له بحجاج عينها، ولم تطق أن تظهر نفسها، ولا تبدي كلامها خوفًا من أقاربها الأدنون.. ولما رأى أن قد أو جسوا منه، وشعروا أنه وهو لا يستطيع الوصول اليها، فشوش الغرض، وغير القصد، وأعلن حبه كما يريد وأبلغها ذلك..!! ولابن رشيد:
يحمود انا عارضي شابي ... وطرد الهوى جزت انامنّه
كود وضّاح الانياب ... هذاك مني وانا منّه
الزين لو هو ورا الباب ... لزم عيوني يراعنّه
نبنوبة حشو الثياب ... ونهود للثوب زمنّه
ويا محلا جدع الاثياب ... واركاي سني على سنّه
فاجابه حمود: - وصلت خيرًا يا محفوظ! ويطول بنا ايراد ما هنالك مما يصور نفسياتهم المختلفة من حب وخلاعة واعلان أغراض متنوعة ... ! ولهم في الوصف وابداء الحب تلاعب وتنوع، كل يحكي نفسيته وينطق بما خالج ضميره، وهم اقدر على البيان، وأسرع في ادراك الدقة والملاحظة وما تأثر به من الجمال وهذا كثير لا يحصى حتى أن بعضهم قال لي لو اردت أن تكتب حمل بعير كتبت ... وقد يتهالك القوم، ويقع التزاحم على المورد العذب، فيكون ذلك من اسباب اهمالهن أو تأخرهن مدة خوف الفتنة، ومن جراء كثرة الرغبات. وقد تطالب المرأة بشعر وتبدي رغبتها من جراء ما ترى من تزاحم وان لا يتمكن الواحد من الاقدام عليها ...
وهذه البدوية وهي مويضي المطيرية تقول:
يا عم جيتك باتشكي ... دوك الركايب بروكي
يالعن ابو عمر ما تزكى ... تر زكاة العمر هزّ الوروكي
وأحيانًا تؤدي المنازعات الى قتال عنيف ...
وبعض جميلات البادية طلبهن رؤساء كثيرون فلم يوافقن الا على من كان شهيرًا في عراقة نسبه، وله الذكر الجميل في الشجاعة والحرب. ويطول بنا ذكر من اشتهر بالجمال..
والحاصل بعض عوائد القوم في الزواج مقبولة، وبعضها مثل (النهوة) مدخولة، ولا تلاحظ فيها الكفاءة وحدها وانما هناك المنع عن التزوج بمن تحبه لمجرد ان الناهي ابن عم، أو ما ماثل. والزواج عندهم جار على قانون الشرع، وعلى العقد الصحيح، بل اختيار النسب هو المقبول المعتبر ... وكل هذا لا يجعل ريبًا في ان الامومة لا أصل لها، وأصول الزواج قديمة جدًا، لا تفترق في أحكامها اليوم عن تلك ...
٢
- الأفراح والأعياد
البدو يظهرون أفراحهم في أيام الاعياد والاعراس، واوقات الختان، وفي مواسم الربيع، وحينما يعود رجالهم من الغزو ظافرين ... واني ذاكر بعض ما يقومون به لاظهار شعورهم ...
١ - الدحة
ليس للبدوي من الوسائل والوسائط التي يستخدمها الحضري لاظهار سروره وابداء فرحه ... وإنما عند الألعاب كثيرة، والسباق معروف، والنشيد او القصيد في الأحوال الداعية للفرح والسرور مما هو متداول ومشتهر ويتغنى به، ومثله في الاكدار وبيان الأحزان ... وكل ما يعبرون به في اوضاع وحالات خاصة لا يكاد يحصر أو يحد، وكله يشير الى اظهار الشعور والاحساس مهما كان ...
ومن أشهر ما يجريه البدو في أفراحهم، وفي الختان خاصة (الدحّة) المعروفة، ولا تقتصر على الختان وان كانت خاصة به، وانما تراعى في الزواج، وفي ايام الربيع واوقات الراحة ... وهذه رقص بأوضاع خاصة، وأصول مألوفة تقوم بها بنات القبيلة، تتقدم الواحدة تلو الأخرى، وتلعب دورها، فتمسك سيفًا في الغالب، والمتفرجون في الجانبين ... ويقال لهذه اللاعبة (الحاشي)، وتوصف بأوصاف جميلة، فتتقدم، وهناك يجري اللعب بكل سكينة وهدوء ...
يجتمع القوم كحلقة طولانية، وتكون هي في الوسط ... وهناك كصاد (قصاد)، ودحاحة ... وقبل ان تشرع اللاعبة، أو تعرف من هي التي تدخل الدحة ياقل في معرض التشويق والترغيب ما نصه:
يا نعمًا لك بالطيب.
ان جبت الحاشي تكوده.
يجاب من آخرين:
قول وفعل يا ولد!
تستاهل حب النشمية!
يا هلابه يا هلابه! (اهلا به) .
وقد تردد باشكال اخرى مثل:
يا من عين لي (فلان) .
صلاة محمد مثنيه.
يسمع حسك يولد.
تستاهل حب النشمية.
ومثله:
اطلع (يفلان) اطلب راسك الكصاد.
ابشر بالحاشي.
ابشر بالحاشي!
العب والعب!
ابشر بالخير ابشر!
دحيّ، دحيّ!
فاذا جاءت البنت ودخلت الدحه، قابلها الكصاد موجهًا كلامه نحو الدحاحين ونادى قائلًا:
يا حاشينا يا بو بشيت!
على صيتك تعنيت!
فك روحك يا بالحوش!
اكلوا بالحويش اكلوه!
ويخاطبها:
كومي العبي لي والعب لج!
وكلب الجاهل يطرب لج!
العبي لي يا زينه ...
ويقول أحيانًا:
كوم العب لي يا بالحوش!
وحبك بالبراطم نوش!
وهكذا يمضي في أقواله، ومن ثم يحاول الدحاح الواحد، أو الدحاحة الكثيرون أن يختلس الفرصة للتقرب، أو لمس ناحية منها وهم على تباعد، وبيدها السيف تهارفهم، وتبدي انها عازمة على الضرب به فهي في حالة الرقص واتقانه والحذر أن تدع فرصة للدحاحة ... ولكنها قد تتهاون نوعًا مع من تحب، وتغفر له خصوصًا اذا كان خطيبها.! وفي هذه الحالة لا يقدر بوجه أن يقوم أحد بما يخالف الآداب، ولا تتردد هي أن تضرب؛ ويباح لها اثناء اللعب ... واقارب البنت بالمرصاد، والخلاعة لا محل لها، ولا تسمع هناك كلمات بذيئة، او اقوال رديئة..! ويقال للدحه هذه (سامري) أيضًا، ويقصدون فيها قصيدًا يرددونه، والدحاح غير القوال او الكصاد (القصاد) ...
لا نرى في هذه اللعب الا مراعاة الأوضاع المألوفة، ولا نجد خلاعة، او ما هو معروف في دور الرقص ... بل نرى انه لا تدخله ريبة، وانما هناك الحب الحقيقي، ومعرض الجمال واللعب القومي، وغالب ما ينتهي الرقص البدوي غالبًا بزواج، وليس فيه ألاعيب وتوصلات دنيئة مما يفعله بعض السفلة لقضاء شهوة ووطر لمدة قصيرة ... وبنات القبيلة لا يفرق بينهن في اللعب، وليس هناك لاعبات يزاولن هذا الرقص، وهي عامة في كافة البدو، وآل محمد لا تدخل نساؤهم الدحة ...
والملحوظ ان هذا يجري بين افراد اسرة، أو مجاوريها مما بينهم الفة، أو أفراد عشيرة، أو قبيلة واحدة ...
والمرأة في وضعها هذا اذا كانت حاشيًا تتعب كثيرًا، وينالها عناء كبير، فهي في احتراس دائم، وحذر من ان يتمكن احد من لمس شيء منها ...
ولا تفترق في الاحساس عما يسمى ب (الجوبي) الا ان هذا تقوم به واحدة ثم تتلوها أخرى وهكذا. وليس فيه ما هو معروف عند أهل المدن والقرى من وسائل مساعدة كالدفوف والطبول، ولكنه لا يخلو من غناء وتغني بالقصيد بنغمة خاصة وحالة معتادة من التغني ببعض المقطوعات. وتغلب فيه ذكر (دح، دح ...) من الدحاحة وتتكرر مرارًا، ومن ثم سميت بالدحة اظهارًا للوضع وحكاية للصوت الجاري الغالب تكرره فيها..
ولكل قوم وسائل لاظهار الفرح والسرور، وأوقات طرب وانس..!
٢ - العراضة
وهذه تجري ايام الأفراح الأخرى، والأعراس، أو الحروب والنفير الذي يحدث أحيانًا ... والعراضة ان تجتمع الخيل مستعرضة تلعب، ونساء القبيلة امامهن ... وفي هذه يكثر القصيد حسب الموضوع الذي لأجله احتفلوا ... واذا كانت لفرح كثر فيها القصيد الذي فيه تشويق للشبان على الزواج، ونعتوت البنات الجميلات ...
والعراضة وان كانت اجتماعًا عامًا إلا أنها ليس فيها أوضاع الدحة ... وإنما تكون النساء بجانب، والخيول مستعرضة، والغناء، أو القصيد يجري بالوجه المرغوب فيه ...
٣ - العاب واحتفالات اخرى
وهناك ألعاب أخرى منها ما يجري بين صبيان القبيلة مثل (الزاب) المعروف عندنا ب (الحاح) أو (البلبل)، وكذا (عظيم ضاح)، و(كبة)، و(كورة) و(ربعه) ويقال لها (البية)، أو مجالس الفرح وفيها يغني ب (الربابة) . وكلها ملاهي يتعاطاها الصغار، أو الكبار في أوقات الفراغ والراحة وليست عامة في الكل وإنما يقوم بها سائر الناس دون أهل الوجاهة والمكانة..
ويلاحظ انه في أوقات الحزن والألم لا نرى مراسم تجري، ولا مهرجانات ولا ما هو معروف عندنا ب (المعادة، والعياط)، وإنما يغلب ان يكتفى بالبكاء البسيط، وذكر (واويلي، واويلي) أو ما شابه مما يردده الرجال والنساء ولا يشكل وضعًا خاصًا، أو مراسم معينة ...
(
٣
- الغزو
١ - اسبابه - حكايته
أصل الغزو تابع للأخذ بالثأر، والحرب المتقابل وهو الشغل البدوي الشاغل بل هو أكبر مشغلة له وأعظم مورد من موارد رزقه ... لا يقف عند العداء، وقد يكون سببه وأكثر آدابهم المنقولة ووقائعهم المعروفة إنما تتعلق بذكرياته ... قال الأول:
ولو ان قومًا غزوني غزوتهم ... فهل انا في ذا يا لهمدان ظالم
متى تصحب القلب الذكي وصارما ... وانفًا حميًا تجتنبك المظالم
وهناك حالات أخرى تدعو للغزو كعداء فجائي، وتجاوز آني، أو أن يكون على قوم ليس بينهم عهد؛ أو على الكلأ والمراعي، أو الآبار ... والأساس ان تعتبر الحالة حربية بين القبائل، والغزو دائب ... وأسباب العداء كثيرة، وفي الغالب تحترم العهود والوقائع السابقة، أو تكون العامل في اثارة البغضاء.. والقصص التي ينقلونها لا تكاد تحصى، والقصائد المهمة كثيرة ...
ومن البواعث عندهم ما لا علاقة له بأحد المتخاصمين كأن يقوم بالحرب والغزو ارضاء لزوجته التي تنفر ممن لا تشيع اخباره في الشجاعة والكرم ... كما ينقل عن أحد رؤساء بني لام الذي كانت له زوجة وتوفي عنها فتزوجها أخوه، وكان يضارعه في رسومه وأشكاله، إلا أنه بعيد عن الحروب والغزو على خلاف ما كان عليه زوجها الأول، فلم يرق لها الزوج الجديد، وقالت قصيدة. منها:
الزول زوله والحلايا حلاياه ... والفعل ما هو فعل ضافي الخصائل
تريد انه كزوجها الأول في شكله وحلاياه ولكنه لم يكن ضافي الخصائل مثله ... علم الخبر، واطلع على مكنون سرها، ومن ثم هاجت همته، وزاد حنقه، وعد ذلك اهانة منها له ... فعزم أن يظهر بما ترضاه، ويقوم بما كانت تأمله فذهب للغزو وصار الى محل ابعد، فغنم غنائم وافرة، وقام بأعمال جليلة بغرض أن تكون له مكانة مرغوبة عندها، ويعمر ما قامت به من اهانة ... ! عاد من غزوته ظافرًا، فاستقبلته بقصيد مدحته بها ليرضى عنها، ففتر غيضه، وزال غضبه، وعفا عنها، وعرفت له منزلته، وذهبت منها الفكرة الأولى ... ! والبدوي لا يغزو قريبه، أو يسرقه ... الا أن يكون قد حصل عداء بين الفرق أو القبائل التي بينها قربى والا يجل، ويضاعف عليه بدل المسروق غالبًا وكذا لا يسوغ له أن يمد يده على الجار أو الحليف، والغزو انما يكون على العدو او من جوز القوم نهب امواله، او اعتباره محاربًا..
واذا قبل هذا الأساس نجد الاتفاقات تجري بين الأفراد، أو العشائر، أو أصحاب الغزو للوقيعة بالعدو، والحرب معه، أو بقصد الحصول على غنائم ... وهذه الاتفاقات قد تعود بالويل والخيبة، (الف تعبة على البدوي بلاش) ... ! أو يكون العكس بان يغنم الهاجم، ويربح الغازي ... ومن ثم يقابل بالفرح والابتهاج ويرحب به الترحيب الزائد ...
٢ - الصلح والحرب
إن الصلح والحرب من أعظم المسائل الاجتماعية عند البدو، ولهم حلول قد تخفى على الكثيرين، أو أن ادراكها بعيد عمن لم يكن ملتفتًا الى حقيقة ما عندهم ...
وإذا أردنا أن نتوغل في هذه الناحية وجب علينا ان ننظرها كحالات دولية، أو مناسبات سياسية، تابعة الى حقوق واسعة النطاق، وبعيدة الغور في دقتها وأصلها ولكن بصورة مصغرة ...
وهذه الحقوق متعامل عليها، ومعروفة من قديم الزمان، ومضى القوم عليها وان لم تدون، أو تسجل في شريعة، أو قانون ... والإسلام في اوائل ظهوره دوّن بعض الوقائع المخالفة، وسجل العلماء الشائع ... وهكذا استمر، بل ان الإسلام تأسست فيه الحقوق الصحيحة، والوقائع المتعارفة ... وقد قبل ما يصلح ان يكون تشريعًا عامًا ... ولم توافق الشريعة الغراء على الحرب والغزو بلا سبب صحيح، أو اعتداء ظاهر ...
وفي سعة هذه العلاقات وكثرة وقائعها لا نستغني عنها اليوم لمعرفة الحقوق القديمة عندنا، وخاصة في جزيرة العرب، وفيها ما لم ينتبه الى صور حله، وطريق حسمه، ولا يقلل من قيمة هذه الحقوق انها غير مكتوبة ... ولكننا نقول ان العربي احفظ لعهوده، واقرب لسياسته الحقة والصريحة، لا ينكث عهده الا ان يرى من مقابله ما يدل على العداء او التحرش او الاجحاف.. وهذا لا يقع دومًا، وإنما هو قليل جدًا ...
وفي الوقت نفسه نرى البدوي يثأر فلا ينسى ما أصابه من حيف، أو ناله من ظلم ... ولهم أشعار كثيرة في الثأر والترة، مدوّنة في غالب كتب الأدب مثل ديوان الحماسة لأبي تمام، وللبحتري وسائر الكتب الأدبية ... وهذه حالتهم حتى اليوم. وعندهم المحالف، أو الجار لا تنتهك حقوقه بوجه وانما هو محل رعاية، وكذا النزيل فان رعايته اكبر، واحترامه أزيد.
وهم في كافة أحوالهم يتجنبون الحرب ووقائعه المؤلمة بكل ما يستطيعون من قدرة وقوة، وعقلاء القوم دائمًا يكبحون شرة المتهورين الجامحين، ويحذرون الفتن ... ومع هذا اذا وقع العداء وتمكن لا تكون الحرب حاسمة، يتفقون مع المجاورين، ومن لهم صلة قربى ... بل يجري الغزو بين آونة وأخرى، وينتهب الواحد ما تصل اليه يده ... وفي الغالب لا هاجمون على وجه نهار، ولا دون مبالاة، وانما يأتون على حين غرة وبنتيجة حساب للأمر وافتكار فيه؛ والغالب ان القتل في الغزو غير مقصود، وانما المقصود المال، وقد يكتفون بالتهويل ... وهكذا ... ! وفي هذه الأيام مات الغزو تقريبًا. والفضل في منعه راجع الى وسائط النقل الحاضرة، وسهولة استخدامها، وتكاتف الحكومات المجاورة لقطع دابره، وتفوق الأسلحة والعدد التي لا تستطيع القبائل مقاومتها كالمدرعات والرشاشات ...
والملحوظ ان الغزو اذا قام من البين، وان (البدو) حرموا منه، ومنعوا وجب ان نساعدهم في مراعيهم، وفي تجولاتهم، وتسهيل مهمتهم ليكونوا مثمرين لا أن يكونوا عاطلين..! وهذا كل ما يتطلبه البدوي، يريد ان يسير على البسيطة بسكينة وينتفع من المراعي ... وفي هذا ترفيه لحالته وتحسين لها ... وهو أول عمل يجب مراعاته وتقديمه على كل عمل، ثم تراعى طرق اصلاحه الأخرى ...
٣ - وقائع الغزو المشهورة
مرّ بنا ذكر بعض الحوادث، ولكن هذه كثيرة لا تحصى، ولها شواهد وقصائد مقولة ومحفوظة ليست بالقليلة.. وهذه في العراق غالبًا. ولا يعوزنا تدوينها الا أن الصعوبة كل الصعوبة في معرفة تاريخ حدوثها. ولا تعد الوقائع مدونة فيما بين نفس قبائل شمر بعضها مع بعض، أو بين عنزة، أو ما يقوم بها بعض هذه القبائل نحو الأخرى ... ومنها يتكوّن سمر القوم، وحديث مجالسهم ... ومحفوظ كل قبيلة لا يعتبر عامًا، وان كان يلهج به القوم، ويتناقلونه ... الا انه لا تعطف له أهمية عظيمة، ولا تكاد تعد وقائع مثل هذه، وما يتحدث به القوم من حوادث شجاعة، وما يتغنى به القوم ... وللصائح ولزوبع وللسبعة ولغيرها وقائع كثيرة وقد تكون فيها من الغرابة ما لا يوجد في الوقائع المهمة بين القبائل العظيمة واني اشير الى بعض الحوادث التي نالت شهرة وصارت حديث المجالس ...
٤ - لعيون حصة ما تمصه
حصة هذه بنت الحميدي وأخت عبد المحسن جد الشيخ محروت، وهذه شاع فيها المثل (لعيون حصة ما تمصه) . وتفصيل الواقعة ان قوم ابن هذال من عنزة اصابتهم سنة فامحلت ارضهم، فاقتضى ان يعبروا الى الجزيرة، وكان يسكنها قبائل شمر. وكان الذي عبر هو الحميدي ابن هذال، وعبرت عنزة معه، وهذه لا تفكر الا في قبائل شمر وتعدها عدوها، أو ضدها. ومن مألوف البدو أن يبعثوا ركبًا يدعون الضديد (الضد) الى المسالمة. ويطلبون أن يقضوا سنتهم ... والى مثل هذه يميل الضعيف ويطلب ما يطلب من المهادنة ...
ولكن القوي لا يمنعه مانع، ولا يركن الى هذا النوع بل يعده ذلًا، واعترافًا بالضعف، وعنزة لم ترضخ لشمر في وقت، ولم تبد اذعانًا، أو ما ماثل. وان كانت الحروب بينهم سجالًا إذا غلبت قبيلة مرة، استعادت قوتها وأخذت بحيفها مرة أخرى ... ! عبروا ولم يبالوا، ومضوا لسبيلهم. وأما شمر فقد اتخذت هذه فرصة سانحة عرضت، ومن ثم تناوخوا، والكل متأهب لقتال صاحبه، وطال المناخ لمدة شهرين ولم تكن النتيجة لصالح عنزة، وانما انتصرت شمر انتصارًا باهرًا ...
وفي هذه الوقعة كانت حصة بنت الحميدي بين من أسر واستولوا عليه من نساء عنزة، والعادة ان لا يتعرض القوم للنساء، ولا يمسهن احد بسوء، ولكن هذه المرة رأت حصة اهانة من بعض افراد شمر عرف انها بنت الحميدي فتطاول عليها وطعنها.. ومن ثم صاحت حصة «الدريعي يا رجالي»! وصل خبر هذه الصيحة الى الدريعي، وكان من رؤساء عنزة المعروفين آنئذ وعادت عنزة في هذه الحرب مخذولة. أما الدريعي فانه لم ينم على هذه الندبة من حصة وأمر قبائله في سورية أن تتأهب للحرب المقبلة، وإن من كان عنده فرس ذبح مهرها لئلا تذهب قوتهامن الرضاع ... تأهبوا لأخذ الثار ونفروا للحرب، وصاروا يخاطبون أمهارهم بقولهم: «لعيون حصة ما تمصّه» أي أن أخذ ثأر حصة دعا أن حرمناك من الرضاع من ثدي امك. والبدوي متأهب بطبعه للغزو، ولكن الاهتمام في هذه الوقعة زاد، والتأهب والعناية بلغا حدهما ...
ومن نتائج هذه ان تحالف الهذال والشعلان على ان يصدقوا الحرب، وان يكون المتقدم للحرب الهذال بقبائلهم، وطلبوا الى الشعلان أن ينهبوا ويقتلوا من يتخلف عن الحرب من قبائل الهذال، وشاع أمر ذلك، ليكون القوم على يقين من القتل والنهب فيما إذا لم يتفادوا، ويحاربوا عدوهم، وهو قوي مثلهم، لا يقعقع له بالشنان.
وفي هذه الحرب في السنة التالية لتلك الواقعة طال المناخ ثلاثة أشهر، ولم يظهر الغالب؛ و(الحمل وزان) كما يقول المثل وكان يقتل بعض الفرسان من الطرفين، وضاق الأمر بآل هذال من عنزة، وكادوا يفشلون في هذه الحرب لولا أن علم آل الشعلان بأن التناوخ دام، وطال، وعلموا أن سرح شمر كان يجري على مرادهم ولم يكن عليه خطر، بخلاف ابل عنزة فإنها لا تستطيع أن تخرج فتسرح وتمرح ... فعلم آل الشعلان أن الأمر ضاق بآل هذال، ونفروا بعضهم لمناصرة عشائر الهذال وانقاذهم مما أصابهم من ورطة ...
ومن ثم مضوا اليهم، وأرسلوا من يخبرهم بالقصة، وأعلموهم أنه في يوم كذا سوف يهاجمون السرح لقبائل شمر، ويضعضعون أوضاعهم، ويهاجمهم آل هذال من أمامهم تأمينًا للإنتصار ففعلوا ...
وفي هذه المرة، وبهذه الطريقة تمكنوا من شمر، وانتصروا عليهم، وفي هذا أظهر ابن جندل من رؤساء الجلاس تدبيره في لزوم المساعدة السريعة، مضوا اليهم بلا ضعون ولا اثقال، واختاروا من يعولون عليه، وتمكنوا بسرعة من اللحاق والانتصار ... بل وأخذ الانتقام بطعن بنت الجرباء بالصورة التي رأتها حصة ... ! وفي هذه نشاهد التدابير الحربية، وطرق الغزو للوقيعة، والشجاعة، وحسن الإدارة وما ماثل مما يتخلل الوقعة، وقد يصعب بيان قيمة بعض الأشخاص وما قاموا به، أو زاولوه من أعمال ...
ويتكون من هذه مجموع سمر قد يغني عن مطالعة الكتب، وإنما هو التحدث بالمجد، وأشخاص الوقائع لا يزالون في قيد الحياة، أو يحدث عنهم أبناؤهم، وتظهر مفاخرهم ... وهناك القصائد، وذكر المخاطر، والسمر اللذيذ ... نرى البدوي يهول في مواطن الهول، ويظهر المهارة والقدرة في موطنها، والعزة القومية. وصفحات بيانه تكتسب أوضاعها، ويكاد المرء يشعر أن الوقعة أمامه ويشاهد مخاطرها ... !
وعلى كل حال ان العداء والمنازلة، والانتصارات والمغلوبيات، كل هذه تجري مع الأسف لما يفيد اذلال بعضنا البعض والافتخار في التغلب عليه، وتهييج العداء الكامن ... والوجهة ان نربح من هذه الأوضاع ونستخدمها لصالح الأمة وعزتها القومية، وأبهتها بين الشعوب، وفخرها على غيرها، ويعز علينا أن نجد صناديدنا وشجعاننا يذهبون ضحية وقائع أمثال هذه، ونخرب بيوتنا بأيدينا.! ولو كانت نشوة الانتصار هذه على عدو حقيقة ممن لم يكن من قومنا لشكل فخرًا كبيرًا، أما هذا فهو في الحقيقة ضياع لأكابر الرجال.. وكل واحد من هؤلاء يصلح أن يكون قائدًا لجيش عرمرم..
وملحوظتنا أن هذه الوقعة كانت بين شمر وعنزة، ولم تكن للحكومة علاقة بها مما دعا إن لم تدوّن ... وأعتقد أنها وقعة يوم بصالة، وتاليتها يوم سبيخة..
وكل حوادث البدو متقاربة، وتلخص بغزو بعضها بعضًا ... والمهارة المعروفة وقدرة القواد تبز بأوضاعها، وأحوالها الكثير من وقائع التاريخ مما لا يسع المقام تفصيله ...
٥ - المهاجم من عدوّه
والطرف المقابل الذي قد هوجم يتهالك في الدفاع، ويستميت عند ماله وحريمه، ويناضل نضال الأبطال، وهناك يشتهر بالشجاعة من يشتهر، وكم صدوا العدو واعادوه على أعقابه خائبًا، أو مغلوبًا بصورة فاحشة خصوصًا إذا علم القوم وأخبرهم (السبر) بنوايا عدوّهم، أو بتوجه الغزو الى ناحيتهم وما أصدق قول المتنبي على الكثير من قبائل البدو:
ولو غير الأمير غزا كلابا ... ثناه عن شمو سهم ضباب
ولاقى دون ثايهم طعانًا ... يلاقى عنده الذئب الغراب
وخيلا تغتدي ريح الموامي ... ويكفيها من الماء السراب
ويتحاشى البدو كثيرًا من الحرب عند الضعون، أو الهجوم على العدو عند البيوت ... وفي هذه الحالة تكون له (غوارات) وهي الخيول التي تهاجم، و(ملزمه) وهم الذين يكمنون ويحافظون خط الرجعة ولذا يقول المثل (غوارات وملزمة) ...
٦ - العمارية - العطفة
العمارية بنت يعدّ لها قتب في (هودج)، يقال له (العُطفة)، وهو حصار يزين لها بأنواع الزينة، والبنت في الغالب تكون من أعز بنات القبيلة، بنت الشيخ، أو العقيد، ومن جميلات البنات الأبكار، وفيها همة ونشاط، تحث القوم وتحرضهم على القتال، وإذل رأت منهزمًا عنفته، وطلبت اليه أن يعود لنصرة اخوانه وان لا تذل النساء بيد الأعداء و(العادة)، أو (العودة) الى القتال كثيرًا ما تؤدي الى انتصار المغلوبين بسبب ما يبدونه من استماتة، وشمر أهل العادة، ولهم الشهرة فيها ...
وهذه البنت تفرع (تكشف رأسها)، وتتدلع، وتنخى القوم وتشوقهم على القتال، وتكون من العارفات برجال الحي وأوصافهم المقبولة، ومزايا كل؛ تمدح في مواطن المدح، وتحض على الحرب ... ! ولما ان ترى رجوعًا في الرجال، وغلبة طرأت، أو كسرة عرضت تستحثهم على العودة، فلا يطيقون الصبر على لائمتها وعتابها، أو تقريعها، تشجع وتعيد المنهزم، تستعيده فيستميت القوم في القتال ... ! وكثيرًا ما يناضل الأبطال عنها وهي تقصد العدو، وتتقدم اليه، ليكون الحرب أشد وأقوى ... ! وبسبب هذا التشجيع والتثريب لمن ترى منه ضعفًا يعود القوم الكرة ... ولهذا نرى بني لام يسمونها (العيادة) باعتبار انها تدعوهم الى العودة وتعتلي بيتًا أو محلًا بارزًا، وتصرخ بهم قائلة: العودة! العودة! أو العادة، العادة! عليهم! عليهم! وعلى كل حال تعرف ب (العمارية) أيضًا، تسوق ناقتها الى الأمام بأمل أن ينقذوها، وأن يتقدموا نحو أعدائهم، ويتفادوا في سبيل خلاصها ... ! ومثل هذه تكون صاحبة جنان قوي لا تهاب الموت، وكثيرًا ما تصاب قبل كل أحد، ويقصدها العدو خشية أن تشجع القوم، وتجعلهم في حالة استماتة وتفاد عظيم في الدفاع ... ! وهذه عادة قديمة في البدو، ولم تكن من عوائد هذه الأيام، ولا دخيلة في العرب، وإنما هي موجودة من زمن الجاهلية:
يقدن جيادنا ويقلن لستم ... بعولتنا اذا لم تمنعونا
وغاية ما ينتفع من هذه العمارية، أو العماريات حينما يشعر القوم بضعف، أو قلة في العدد، وخور في العزائم، فيركن النساء الى ما يشجع ويقوي العزائم..
فيا ليت كل اثنين بينهما هوى ... من الناس والأنعام يلتقيان
فيقضي حبيب من حبيب لبانة ... ويرعاهما ربي فلا يريان
ربيع جميل، وخير متدفق، زائد عن الحاجة، ورخاء ونعيم، لا يعوزه الا الدوام، والغنى الوافر، والأمن الدائب، والقوة المنيعة ... وهناك الحياة الطيبة، والعيشة الراضية، والأمل الكبير، والعمر الطويل ...
وكذا الحضري لو رآها تمنى أن يبعد عن غوغاء الحضارة؛ وضوضاء المدن، وعفونة الهواء، وضيق العطن، والانهماك في ملاذ لا حد وراءها، نغص في العيش، وسهر دائم، وعلل متوالية، وأمراض فتاكة، وإذا أضيف إليها قسوة المجتمع وظلمه، فهناك الويل والثبور ... ورغب في هذه الحياة الهادئة المطمئنة ... ! والحياة لا تبقى على حالة، وهذا النعيم لا يطول، قصير عمره، مستأهل تخليده، لو أن حيًا خالد ... مشوبة بغزو وقتل، ونهب وسلب، ومنغصات كثيرة، ومزعجات عديدة ...
هذه البادية في أقاصي المعمورة، وأبعد المنقطعات لا يرغب فيها المتنعمون، ولا أهل الثراء، منغصة دائمًا، ومكدرة دومًا، ما أحلاها أيام الربيع وأصعب مركبها، وما ألطفها في سني الخير وألذ حياتها لولا ما فيها من تلك المنغصات.. مشوبة أفراحها باتراح وصحتها بعلل، وشبابها بشيخوخة، فإذا قال الأول:
لا طيب للعيش ما دامت منغصة ... لذاته بادكار الموت والهرم
فكيف اذا كانت الحياة في بيداء جرداء، وعادية عوادي، وهجوم ضواري وحرارة قيظ، وبرد وقر.. لا يهدأ البدوي من قلق وتوقع اخطار ... فهو دائمًا في بصيرة نافذة، والتفاتات جميلة، ودقة فكرة ... يصدق عليه انه «ثعلب البادية» او «جن الارض»، ومضرب المثل في الذكاء (العربان غربان): علمته البادية ما نحن بحاجة الى الاخذ ببعضه، ومدرسته الصحراء، وكتبه الحوادث، وعلمه حب الحياة، بل هو (شيطان الفلاة)، او (عفريت الموامي) .
يهزأ من علمنا، ويسخر من فكرنا، بل يقطع في جهلنا، ويرى ان حياتنا مطردة وعلمنا مكررًا، ومثله عملنا هو كل يوم على رزق جديد، وفي ابتكار عميق، ودقة فائقة، ولا تخلو حياته من افراح، ومن مجالس أنس، وطيب عيشة، ويرى ان مزعجاته قليلة، ويعد عناءه راحة، ولا يشعر بخطر ... اعتاد هذه الحياة، والف الحالات المفاجئة، بل قد يخطر باختياره، ويناضل برغبته ...
وكل ما نقوله عنه انه:
ينام باحدى مقلتيه ويتقي ... باخرى المنايا فهو يقظان هاجع
حياة رياضية بطبيعتها، في سباقها وصيدها، وفي غزوها وافراحها والعابها، حياة النضال، والجيش المدرب المعود، يقومون بهذه لا للتمرن وحده، بل للاستفادة.
وفي بيان بعض عوائدهم منتزعة من امور واقعية تبصرة لما هم فيه، وهي ذات مساس بالآداب او لا تنفك عنها ... ولا تقتصر على فصل القضايا المصطلح عليها بالعرف القبائلي، وانما هي بعض هذه المطالب، نريد بها ان نعين الحالة التي هم عليها موضحة بامثلة ترغيبًا في تتبع زائد، واتصال مكين، وتدوين صحيح ...
٢ - الزواج - النسب
من سمر البادية، ومن اكثرما يلهج به البدوي اختيار الزوجة، ومراعاة آصلها، وطيب نجارها، وعراقة نسبها، وهي عونه في حياته، أو شقاؤه ومذلته، ويلهج العربي بقوله (العرق دساس)، و(ثلثا الولد لخاله)، و(دور علي المنسب ترى الخال جرارّ)، و(بنت الذلول ذلول) ... وكلها تدعو الى لزوم التحري عن الزوجة اللائقة ... وأساسًا ان الزوجة ليست بضاعة تشترى أو تباع، وتتداولها الايدي ... والقوم اذا راوا أدنى عيب في القبيلة يتوقون من الاتصال بها، ويتباعدون خشية ان يدس العرق، واذا كان المخول رديئًا نراهم يتباعدون حذر ان يتورث عرق الخؤولة ... وهكذا الوراثة مرعية عندهم في الخيل والابل ...
وفي الوقت نفسه يحضون على اخذ النساء والاكثار منهن ليكون للمرء اولاد يكيد بهم اعداءه، ويقهر منافسيه ... فيقولون: خوذ من النسا وجيد العدا (خذ من النساء وكد الاعداء) ... ولا يحصى القول في هذا الموضوع. واني ذاكر بعض الحكايات في النسب، واختيار الزوجة، ولا يختلف فيها البدو والمثال لا يقتصر على من قيل فيهم ... وانما الامر مشترك في الكل، ومعتبر بين الجميع ... ولا يستثنى الا الصلبة فانهم يعدون غير اكفاء لسائر العرب في الاختيار ...
٣ - بنت رغيلان - ام شهلبة
يحكون ان احد رجال شمر المعروفين، فهيد ابن الغواري من العمود دعا ابنه ان يتزوج ابنة صالح ابن رغيلان من قبيلة اليحيا من شمر وهم اخوال صفوك وفارس آل محمد. ولما كانت هذه الأسرة معتبرة عند البدو حض ابنه أن يتزوج ببنت صالح، وهو يعلم ان والد البنت لا يمنعها لما لعشيرته وأبيه من المنزلة النبيلة والمكانة المعتبرة عندهم ...
ذهب الولد فرحب به والد البنت، وبعد المفاوضة طلب مهرًا (سياقا) عشرة من النوق الغتر (لبيض) فلم يبد الابن موافقة واستكثر الطلب، وان يدفع لبنت هذا القدر من المال، وعنده أن كل ناقة تساوي امرأة، أو عشرة من النساء.! رجع الولد دون ان يظهر غرضه.. وسأله ابوه فكان جوابه ان اباها لم يوافق على اعطائها له، فاستنكر والده ذلك، وغضب على ابنه وقال له: طلب منك ما استكثرته، ولامه على فعلته، ثم حثه على العودة مرة اخرى، وفي السنة التالية بين انه يقدم العشرة المطلوبة، فاجابه ابو البنت انها ليست بضاعة يساوم عليها فأن شئت ان تعطي عشرين ناقة من الغتر تقدم، فلا اوافق على امل..! وفي هذه المرة استعظم المقدار، وعزم ان لا يتزوجها وعاد بصفقة المغبون فلقي من والده لائمة اكبر، وأمره ان يأخذها بما كلفه الامر، وان يقدم له ما يطلب منه وان لا يتردد في القبول، أو يتأخر في أنهاء القضية ذاكرًا أنه إذا حصل منها ولد فأنه النعمة التي لا يعد لها ثمن، ولا يقدر بابل وشاء وان اباها لا يردك أن رأى منك رغبة صادقة مراعاة لجاه ابيك..! وفي هذه المرة نزل ضيفًا عند الاب، وكان قد خرج الى البر لقضاء حاجته، فوجد بنتًا جميلة جدًا خرجت من البيت ذاهبة للاحتطاب فاعجبته فسألها عن البنت المطلوبة فمدحتها واثنت على جميل خصالها، وقالت: انا لست بشيء بالنظر اليها، ولامته بل عنفته على تأخره عن الاخذ، وان والدها ليس له امل في اخذ المال ... ! طلب الاب منه هذه المرة ثلاثين ناقة، وابدى أنه لا يعدل عن واحدة فلم يتردد الولد وأعطى المطلوب. اما الاب فانه اثر ذلك وبعد تمام العقد اعاد الابل جميعها واعطى ناقة للبنت من ماله واخرى لخادمتها، وسيّرها بالوجه اللائق والاتم.. وبيّن انه اراد ان يبرهن للولد بان البنت عزيزة عنده ولم تكن ذليلة، ولا غرضه ان يساوم، أو يربح ربحًا منها.! وبعد ثلاث سنوات ولدت له ابنًا ثم آخر ... ! مضت مدة على زواجه، وفي يوم من الايام صادف ليلًا نارًا موقدة في بيت من بيوت البدو فوجد عندها بنتًا تصطلي على النار (تتشلهب)، فاعجبه بياض ساقيها، ونعومة بشرتها وفي تلك الليلة طلبها من ابيها فتزوجها، وعلقت منه وصار له منها ولد.
كبر الاولاد، وكانوا قد بلغوا مبلغ الرجال، ويؤمل منهم ما يؤمل من امثالهم للحروب والغزو، أو حفظ المال والاهل والنضال عنهما عند الملمات ... !! وكانت قد حصلت منافرة في هذه الايام بينهم وبين قبيلة عنزة المشهورة، فمال عليهم بعض غزاتها فنهبوا ابلهم، وكان من رأي ابن (أم شلهبة) ان لا قدرة لهم على الحرب، والاولى ان يعودوا ويفروا بانفسهم فاعترضه ابنا (بنت رغيلان) بانهما كيف وباي وجه يرجعان الى جدهما وقد اخذت ابلهم ونهبت من بين ايديهم فاجاب ابن ام شلهبة نعوض له ابلا اخرى تعود لنا ... فلم يوافقوا على هذا، ولم يرجعوا وانما تحاربوا مع العدو وانتزعوا الابل المنهوبة ومعها بعض (الكلايع) (١) ورجعوا غانمين، ظافرين ... وكان قد سبقهم ابن ام شلهبة فاخبر جده بما خاطر به الاولاد الآخرون، وما جازفوا، فبقي صامتًا ساكتًا، لا ينبس ببنت شفة وآثار التألم بادية عليه، ولا طريق له في هذا الليل ان يعمل عملا ما وصار لا يهجع وكان يعبث بالنار، في عصا بيده ويزيد في الوقود.. وهو مضطرب..
وعلى كل كان احر من الجمر، وبينما هو كذلك جاء احد الولدين وكان قد سبق صاحبه راكبًا فرسه ليبشر جده، وبقي الآخر مع الابل يمشي على مهل ... فبشره بالنجاح واستعادة الابل، وما جرى من انتصار، وانه سارع لاخباره.. ففرح الجد، ولقب الفارّ بابن (ام شلهبة) وبقي هذا النبز ملازمًا له وخاطب المنتصر قائلًا:
ان جدت انا جاذبك من مجاذبك ... وان برت هو اولاد الصكور تبور
وهكذا يقصون الحكايات الكثيرة من هذا الموضوع وكلها لا تخلو من دقة وعناية ادبية ... وعندنا ايضًا (العرق دساس)، و(اياكم وخضراء الدمن) والاشعار في هذا الباب كثيرة ... ! والبدو يتلاعبون في البيان ويراعون كل وضع ادبي، تصدر هذه ممن يعرف كيف يستهويهم بلفظه، واشاراته، وتزويق رأيه مما يزيد في الحكايات رشاقة، وفي الكلمات رقة وحلاوة، وفي السبك طلاوة ...
ولا يتيسر هذا لكل بدوي فما كل من نطق خطيب، ولا كل من كتب بليغ، ولا من زاول النظم شاعر ... وانما هناك مواهب قرنت بممارسة وتمرين. وكل فتور، أو ظهور حوادث جديدة يتخذونها موضوعًا لتقوية فكرتهم المعتادة من لزوم اختيار الزوجة من نسب عريق، وأخلاقهم العامة تأبى أن يتناولوا كل مأكل ... وهم كما قيل:
ولو كتموا أنسابهم لعزتهم ... وجوه وفعل شاهد كل مشهد
أو نراهم يقولون:
خواله ما هم من عمامه
دور الاصل والمغني الله
ابن ابنك ابنك وابن بنتك لا
ولا يراعون دائمًا الحب والعشق او الحسن في الدرجة الأولى، وانما يلتزمون الأصل الصريح ... ويقولون (مضرّبًا) لمن أخواله ليس من اعمامه، أو من أصل رديء وهو المعروف ب (الهجين) ... وهكذا الأمر معتبر عند العرب القدماء، وفي كتب الأدب مباحث خاصة في الخؤولة عند العرب. (١)
٤ - اختيار النسب - الحب
عوائد القوم في الزواج مقرونة بتقاليد لم يكن اساسها الجمال وحده كما أن الاختلاط واتصال الجنسين معروف في البدو، ويراعى اختيار الوالدين في انتخاب الزوجة ... وللتودد دخل، وأصله الرغبة الخالصة ومثل هذا ليس بالقليل، وقد يجتمع الأمران ...
إن الضرورة أو الحاجة تدعو الى الاتصال الدائم والاختلاط المستمر سواء في حلهم وترحالهم ... وفي الأفراح والأعراس يختلط القوم ويشتركون جميعًا وهم في هذه الحالة بمنزلة عائلة واحدة ... وكذا الأمور التي تجلب السخط، والزرايا العامة، والمصائب الطارئة ... اثناء الغزو وهجوم الأعداء، أو موت عزيز أو قتله ...
ومن ثم نرى التكاتف، والتأثر بما يحدث مما يؤدي الى هذا الاختلاط نوعًا ومثله الجيرة، والقربى، والمجالس المعروفة بالدواوين، بل وسكنى الخيام ...
كل هذه من دواعي التحابب والتقرب في الزواج، ولكن ذلك كله محاط بسياجات قوية من عفاف، وخوف هما نتيجة تقاليد موروثة مثل النهوة من الأقارب مما لم يبق أملًا في العشق والحب أو الرغبة وإلا عرض المرء نفسه لأخطار قد تشترك فيها جميع افراد القبيلة بالتناطح والتطاحن وتحول دون الرغبة في الزواج. وفي هذا يراعى رغبة الزوجة فاذا قالت انا باغيته، أو أنا ما باغيته فلا يخالفون ذلك، وغالبًا ما تلاحظ الزوجة الشجاعة وحسن السمعة والكرم وسائر الصفات المرغوب فيها ...
كل هذا لا يمنع أن ينتقى النسب الصالح ويغالى فيه والتحوطات لها مكانتها مما تجب مراعاته في الغالب؛ والمرأة إذا لم تقبل بواحد ورفضته فلا يتقدم عليها أو يأنف قربها بعد أن تعلن أنها راغبة عنه ... وكذلك هو لا يتصل بها وان ملكت جمال العالم وكان نسبها خلل، أو في أصلها عذروبة (علة) كما يقولون ...
٥ - بنت الذلول ذلول
هذا المثل يعين ناحية مهمة في اختيار الأصل والنسب المقبول بطريقة ان من لم يراع حكم هذا المثل يناله ما نال الرجل الذي كان مضرب هذا المثل فيقع بما لا يرضى ولا يحمد ... وذلك أنهم يحكون أن رجلًا أحب امرأة، وأراد أن يشاور آخر في أمر زواجها، وكان يأمل أن يشاركه في التشجيع على الأخذ في حين انه يعرف أن أصلها رديء، وكانت أمها مشتبهًا في عفافها..
نهاه صاحبه أن يتصل بها نظرًا لسوء جرثومتها، وان لا يختار هذا المركب فلم يوافق على رأي المستشار وقال له ليس من المعلوم أن تتابع أمها، بل تتجنب ذلك السلوك الرديء ولا تعلم عنه ... ولما كان عازمًا على التزوج نهاه صاحبه ولامه من جراء استشارته فقال مضطرًا على مراعاة فكرتك..!! انتهى الحديث بينه وبين رفيقه وتزوجها ... وفي أحد الأيام أراد أن يعبر من مكان فيه نهر وقد امتنعت عليه الابل من العبور، وتعسر عليه ذلك استطلع رأي زوجته في الأمر فقالت له: - عندنا بكرة أمها ذلول، وهذه تعبر، وتتبعها الابل. فقال لها انها ليست ذلولًا ولم تركب بعد. فقالت له: ضع زمام امها في رأسها وهي تعبر فاعترضها فقالت: انها - (بنت ذلول) على كل تكون ذلولًا. وحينئذ وضع الزمام في رأسها فانقادت وعبرت الابل.! - ومن ثم تيقن الرجل صحة قول رفيقه من ان (بنت الذلول ذلول) وقطع في هذه التجربة التي أجراها على يد زوجته، وعلى هذا اخبر زوجته بانه سوف لا يرضاها، وأنه يخشى أن تكون ذلولًا كأمها فطلقها، ولم يسمع منها دليلًا أو كلامًا آخر بعد أن وضح لها الأمر عيانًا في المثال المضروب ...
ثم تبين للزوج انها كانت قد خانته ولكنه لم يستطع ان يعلم ذلك وانما عرف الحقيقة بعد أن تزوجت بآخر فظهر عليها ما كانت تكتمه خفية..
وهكذا تضرب الأمثال في رداءة النسب وما يجرّ إليه، وصلاح النسب وقيمته الأدبية..! وفي الخؤولة لا تراعى القاعدة دائمًا، وانما يتزوجون من القبائل الأخرى المماثلة ومن أكفاء القبائل، ولا يشترط ان يكون من نفس القبيلة، وانما يقصدون بالمخول المخول الرديء ... وقد مرّ ان بعض القبائل تزوجت رؤساؤها بنساء من قبائل أخرى لا تمت اليها بصلة..
٦ - المهر - الحداد
يلاحظ في الزواج انه تابع للرضى، ومقدار المهر مختلف جدًا، والزوجة لها مهر يقال له (هفيان)، أو (الهافي) وهذا تستحقه بالزواج، ومهر آخر يقال له (النميان) وهذا عند النزاع والتفاخت (الطلاق) يعاد الى الزوج وأكثر ما يتوضح في قضايا صليب ...
وهناك شيء شبيه بالنهوة وهو أن الزوجة إذا لم تأتلف مع زوجها، ناصرها أقاربها في تقوية هذا الخلاف وتفاختوا (تطالقوا)، ولكنه في الأثناء قد يشعر الزوج بان في ذلك تدخلًا، وان هناك من يرغب في التزوج بها بعد طلاقها ... وحينئذ يستعمل الزوج حق (الحداد) . وهذا الحق هو أن ينهى الزوج أولئك المشتبه بهم فيهم في التزوج بها بعده، ينذر أولياء الزوجة فينهاهم بمحضر شهود وينهي المشتبه فيهم، ومن ثم تكون له المطالبة بهذا الحق عند حصول الزواج بعد الفراق وهذا محدد في التزوج بمن عينهم خاصة ...
٧ - جمال البادية
وصف الشعراء في الجاهلية المتجردة وغيرها فأبدعوا، والمتنبي (ظباء الفلاة) ورجحهن على الحضريات فاجاد كل الاجادة ... ولكن لا يقل عنه في الابداع والاجادة ما نسمعه من شعراء البدو من نعوت بنات اليوم، وقد يزيدون في كثير من الخصال والجمال الطبيعي ... فاذا تعشق البدوي ينطق ويستنطق، وليس هناك ريبة، ولا ارتياب، بل قد يكون واسطة تحريك النفوس، ولا يتجاوزون في الوصف الا اذا كان بطريق التعمية دون ذكر الاسم، أو بيان ما يدفع الشبهة كأن يقول حبيبته في موطن بعيد يصعب الوصول اليه، ويبدي حيرته في عظم الشقة.. ليبعد سامعيه عن مراميه ...
يحكون أشبه ما هو معروف بالروايات، وتصوير حوادث أشبه بحادث المتجردة، أو يصف ما جرى بينه وبين محبوبته كأنه واقعي، وهناك الاستجواب والحوار ولا يستطيع أحد أن يصرح باسم وانما يعد هذا عيبًا كبيرًا ويؤدي الى نتائج وخيمة ... فهذا سالم بن عبد الرشيد يصف وصفًا لا يقل عن شعر عمر ابن ابي ربيعة قال:
البارحة (١) يوم الكبابيل نعوسي ... وخليف ساهر والمخاليج غافين
لكيت غرو (٢) دالع باللبوسي ... كالت لغيري، كلت انتي تسدين
كالت اصيحن كلت منتي عروسي ... والله لصيحن لو بغيتي تصيحين
كالت يجونك كلت ماني نسوسي (١)
أله يحكم ابليس وانتي تشوفين
كالت تعلمّ كلت ماني بلوسي (٢) ... وعلى العلم يا بنت ما حدني شين
ومثل هذا حكاية أخرى لشمري يصف بها امرأة، ولا تعدو التصوير قال:
غاب الحليل وشفت بالترف ميلاح ... وجيت اتخطى جن أهلها نسابه
كالت تهلع لارهج النزل بصياح ... ماني من اللي بالردى ينهكى به (٣)
كمت اتبطح له واديره بالمزاح ... لان الحبيب وكام يضحك بنابه
ثار الحبيب وطبك البيب بسياح ... وكشفت عن نابي الردايف ثيابه
غطيت بالثوب الحمر زين الملاح ... لمّا (٤) شعاع الصبح بيّن سرابه
كالت تنكل هذا الصبح باح ... ووداعتك عرضنا، والحزابه (٥)
كلت ماني ولد عفن على السر بياح
اللي ليا كفّى رفيجه حجابه (٦)
وأراد أن يبعد المرمى، ويزيل الشبهة فقال:
علمي بهم بغنيم يوم المطر طاح ... واليوم مدري وين ربي دوابه (٧)
مدري مع اللي سندوا يم السياح ... والا وياللي فيضوا يم طابه (٨)
وهكذا يقول آخر:
يضحك لي بحجاج العين كله رضى لي
مخفى كلامه، خايف من دناياه
والعارض المنكاد من دون خلي ... والوشم وسدير مع جملة كراياه
ما ياصل المجمول كود فاطرلي ... متكمت المرباع والصيف ترعاه
يريد ان عشيقته تضحك له بحجاج عينها، ولم تطق أن تظهر نفسها، ولا تبدي كلامها خوفًا من أقاربها الأدنون.. ولما رأى أن قد أو جسوا منه، وشعروا أنه وهو لا يستطيع الوصول اليها، فشوش الغرض، وغير القصد، وأعلن حبه كما يريد وأبلغها ذلك..!! ولابن رشيد:
يحمود انا عارضي شابي ... وطرد الهوى جزت انامنّه
كود وضّاح الانياب ... هذاك مني وانا منّه
الزين لو هو ورا الباب ... لزم عيوني يراعنّه
نبنوبة حشو الثياب ... ونهود للثوب زمنّه
ويا محلا جدع الاثياب ... واركاي سني على سنّه
فاجابه حمود: - وصلت خيرًا يا محفوظ! ويطول بنا ايراد ما هنالك مما يصور نفسياتهم المختلفة من حب وخلاعة واعلان أغراض متنوعة ... ! ولهم في الوصف وابداء الحب تلاعب وتنوع، كل يحكي نفسيته وينطق بما خالج ضميره، وهم اقدر على البيان، وأسرع في ادراك الدقة والملاحظة وما تأثر به من الجمال وهذا كثير لا يحصى حتى أن بعضهم قال لي لو اردت أن تكتب حمل بعير كتبت ... وقد يتهالك القوم، ويقع التزاحم على المورد العذب، فيكون ذلك من اسباب اهمالهن أو تأخرهن مدة خوف الفتنة، ومن جراء كثرة الرغبات. وقد تطالب المرأة بشعر وتبدي رغبتها من جراء ما ترى من تزاحم وان لا يتمكن الواحد من الاقدام عليها ...
وهذه البدوية وهي مويضي المطيرية تقول:
يا عم جيتك باتشكي ... دوك الركايب بروكي
يالعن ابو عمر ما تزكى ... تر زكاة العمر هزّ الوروكي
وأحيانًا تؤدي المنازعات الى قتال عنيف ...
وبعض جميلات البادية طلبهن رؤساء كثيرون فلم يوافقن الا على من كان شهيرًا في عراقة نسبه، وله الذكر الجميل في الشجاعة والحرب. ويطول بنا ذكر من اشتهر بالجمال..
والحاصل بعض عوائد القوم في الزواج مقبولة، وبعضها مثل (النهوة) مدخولة، ولا تلاحظ فيها الكفاءة وحدها وانما هناك المنع عن التزوج بمن تحبه لمجرد ان الناهي ابن عم، أو ما ماثل. والزواج عندهم جار على قانون الشرع، وعلى العقد الصحيح، بل اختيار النسب هو المقبول المعتبر ... وكل هذا لا يجعل ريبًا في ان الامومة لا أصل لها، وأصول الزواج قديمة جدًا، لا تفترق في أحكامها اليوم عن تلك ...
٢
- الأفراح والأعياد
البدو يظهرون أفراحهم في أيام الاعياد والاعراس، واوقات الختان، وفي مواسم الربيع، وحينما يعود رجالهم من الغزو ظافرين ... واني ذاكر بعض ما يقومون به لاظهار شعورهم ...
١ - الدحة
ليس للبدوي من الوسائل والوسائط التي يستخدمها الحضري لاظهار سروره وابداء فرحه ... وإنما عند الألعاب كثيرة، والسباق معروف، والنشيد او القصيد في الأحوال الداعية للفرح والسرور مما هو متداول ومشتهر ويتغنى به، ومثله في الاكدار وبيان الأحزان ... وكل ما يعبرون به في اوضاع وحالات خاصة لا يكاد يحصر أو يحد، وكله يشير الى اظهار الشعور والاحساس مهما كان ...
ومن أشهر ما يجريه البدو في أفراحهم، وفي الختان خاصة (الدحّة) المعروفة، ولا تقتصر على الختان وان كانت خاصة به، وانما تراعى في الزواج، وفي ايام الربيع واوقات الراحة ... وهذه رقص بأوضاع خاصة، وأصول مألوفة تقوم بها بنات القبيلة، تتقدم الواحدة تلو الأخرى، وتلعب دورها، فتمسك سيفًا في الغالب، والمتفرجون في الجانبين ... ويقال لهذه اللاعبة (الحاشي)، وتوصف بأوصاف جميلة، فتتقدم، وهناك يجري اللعب بكل سكينة وهدوء ...
يجتمع القوم كحلقة طولانية، وتكون هي في الوسط ... وهناك كصاد (قصاد)، ودحاحة ... وقبل ان تشرع اللاعبة، أو تعرف من هي التي تدخل الدحة ياقل في معرض التشويق والترغيب ما نصه:
يا نعمًا لك بالطيب.
ان جبت الحاشي تكوده.
يجاب من آخرين:
قول وفعل يا ولد!
تستاهل حب النشمية!
يا هلابه يا هلابه! (اهلا به) .
وقد تردد باشكال اخرى مثل:
يا من عين لي (فلان) .
صلاة محمد مثنيه.
يسمع حسك يولد.
تستاهل حب النشمية.
ومثله:
اطلع (يفلان) اطلب راسك الكصاد.
ابشر بالحاشي.
ابشر بالحاشي!
العب والعب!
ابشر بالخير ابشر!
دحيّ، دحيّ!
فاذا جاءت البنت ودخلت الدحه، قابلها الكصاد موجهًا كلامه نحو الدحاحين ونادى قائلًا:
يا حاشينا يا بو بشيت!
على صيتك تعنيت!
فك روحك يا بالحوش!
اكلوا بالحويش اكلوه!
ويخاطبها:
كومي العبي لي والعب لج!
وكلب الجاهل يطرب لج!
العبي لي يا زينه ...
ويقول أحيانًا:
كوم العب لي يا بالحوش!
وحبك بالبراطم نوش!
وهكذا يمضي في أقواله، ومن ثم يحاول الدحاح الواحد، أو الدحاحة الكثيرون أن يختلس الفرصة للتقرب، أو لمس ناحية منها وهم على تباعد، وبيدها السيف تهارفهم، وتبدي انها عازمة على الضرب به فهي في حالة الرقص واتقانه والحذر أن تدع فرصة للدحاحة ... ولكنها قد تتهاون نوعًا مع من تحب، وتغفر له خصوصًا اذا كان خطيبها.! وفي هذه الحالة لا يقدر بوجه أن يقوم أحد بما يخالف الآداب، ولا تتردد هي أن تضرب؛ ويباح لها اثناء اللعب ... واقارب البنت بالمرصاد، والخلاعة لا محل لها، ولا تسمع هناك كلمات بذيئة، او اقوال رديئة..! ويقال للدحه هذه (سامري) أيضًا، ويقصدون فيها قصيدًا يرددونه، والدحاح غير القوال او الكصاد (القصاد) ...
لا نرى في هذه اللعب الا مراعاة الأوضاع المألوفة، ولا نجد خلاعة، او ما هو معروف في دور الرقص ... بل نرى انه لا تدخله ريبة، وانما هناك الحب الحقيقي، ومعرض الجمال واللعب القومي، وغالب ما ينتهي الرقص البدوي غالبًا بزواج، وليس فيه ألاعيب وتوصلات دنيئة مما يفعله بعض السفلة لقضاء شهوة ووطر لمدة قصيرة ... وبنات القبيلة لا يفرق بينهن في اللعب، وليس هناك لاعبات يزاولن هذا الرقص، وهي عامة في كافة البدو، وآل محمد لا تدخل نساؤهم الدحة ...
والملحوظ ان هذا يجري بين افراد اسرة، أو مجاوريها مما بينهم الفة، أو أفراد عشيرة، أو قبيلة واحدة ...
والمرأة في وضعها هذا اذا كانت حاشيًا تتعب كثيرًا، وينالها عناء كبير، فهي في احتراس دائم، وحذر من ان يتمكن احد من لمس شيء منها ...
ولا تفترق في الاحساس عما يسمى ب (الجوبي) الا ان هذا تقوم به واحدة ثم تتلوها أخرى وهكذا. وليس فيه ما هو معروف عند أهل المدن والقرى من وسائل مساعدة كالدفوف والطبول، ولكنه لا يخلو من غناء وتغني بالقصيد بنغمة خاصة وحالة معتادة من التغني ببعض المقطوعات. وتغلب فيه ذكر (دح، دح ...) من الدحاحة وتتكرر مرارًا، ومن ثم سميت بالدحة اظهارًا للوضع وحكاية للصوت الجاري الغالب تكرره فيها..
ولكل قوم وسائل لاظهار الفرح والسرور، وأوقات طرب وانس..!
٢ - العراضة
وهذه تجري ايام الأفراح الأخرى، والأعراس، أو الحروب والنفير الذي يحدث أحيانًا ... والعراضة ان تجتمع الخيل مستعرضة تلعب، ونساء القبيلة امامهن ... وفي هذه يكثر القصيد حسب الموضوع الذي لأجله احتفلوا ... واذا كانت لفرح كثر فيها القصيد الذي فيه تشويق للشبان على الزواج، ونعتوت البنات الجميلات ...
والعراضة وان كانت اجتماعًا عامًا إلا أنها ليس فيها أوضاع الدحة ... وإنما تكون النساء بجانب، والخيول مستعرضة، والغناء، أو القصيد يجري بالوجه المرغوب فيه ...
٣ - العاب واحتفالات اخرى
وهناك ألعاب أخرى منها ما يجري بين صبيان القبيلة مثل (الزاب) المعروف عندنا ب (الحاح) أو (البلبل)، وكذا (عظيم ضاح)، و(كبة)، و(كورة) و(ربعه) ويقال لها (البية)، أو مجالس الفرح وفيها يغني ب (الربابة) . وكلها ملاهي يتعاطاها الصغار، أو الكبار في أوقات الفراغ والراحة وليست عامة في الكل وإنما يقوم بها سائر الناس دون أهل الوجاهة والمكانة..
ويلاحظ انه في أوقات الحزن والألم لا نرى مراسم تجري، ولا مهرجانات ولا ما هو معروف عندنا ب (المعادة، والعياط)، وإنما يغلب ان يكتفى بالبكاء البسيط، وذكر (واويلي، واويلي) أو ما شابه مما يردده الرجال والنساء ولا يشكل وضعًا خاصًا، أو مراسم معينة ...
(
٣
- الغزو
١ - اسبابه - حكايته
أصل الغزو تابع للأخذ بالثأر، والحرب المتقابل وهو الشغل البدوي الشاغل بل هو أكبر مشغلة له وأعظم مورد من موارد رزقه ... لا يقف عند العداء، وقد يكون سببه وأكثر آدابهم المنقولة ووقائعهم المعروفة إنما تتعلق بذكرياته ... قال الأول:
ولو ان قومًا غزوني غزوتهم ... فهل انا في ذا يا لهمدان ظالم
متى تصحب القلب الذكي وصارما ... وانفًا حميًا تجتنبك المظالم
وهناك حالات أخرى تدعو للغزو كعداء فجائي، وتجاوز آني، أو أن يكون على قوم ليس بينهم عهد؛ أو على الكلأ والمراعي، أو الآبار ... والأساس ان تعتبر الحالة حربية بين القبائل، والغزو دائب ... وأسباب العداء كثيرة، وفي الغالب تحترم العهود والوقائع السابقة، أو تكون العامل في اثارة البغضاء.. والقصص التي ينقلونها لا تكاد تحصى، والقصائد المهمة كثيرة ...
ومن البواعث عندهم ما لا علاقة له بأحد المتخاصمين كأن يقوم بالحرب والغزو ارضاء لزوجته التي تنفر ممن لا تشيع اخباره في الشجاعة والكرم ... كما ينقل عن أحد رؤساء بني لام الذي كانت له زوجة وتوفي عنها فتزوجها أخوه، وكان يضارعه في رسومه وأشكاله، إلا أنه بعيد عن الحروب والغزو على خلاف ما كان عليه زوجها الأول، فلم يرق لها الزوج الجديد، وقالت قصيدة. منها:
الزول زوله والحلايا حلاياه ... والفعل ما هو فعل ضافي الخصائل
تريد انه كزوجها الأول في شكله وحلاياه ولكنه لم يكن ضافي الخصائل مثله ... علم الخبر، واطلع على مكنون سرها، ومن ثم هاجت همته، وزاد حنقه، وعد ذلك اهانة منها له ... فعزم أن يظهر بما ترضاه، ويقوم بما كانت تأمله فذهب للغزو وصار الى محل ابعد، فغنم غنائم وافرة، وقام بأعمال جليلة بغرض أن تكون له مكانة مرغوبة عندها، ويعمر ما قامت به من اهانة ... ! عاد من غزوته ظافرًا، فاستقبلته بقصيد مدحته بها ليرضى عنها، ففتر غيضه، وزال غضبه، وعفا عنها، وعرفت له منزلته، وذهبت منها الفكرة الأولى ... ! والبدوي لا يغزو قريبه، أو يسرقه ... الا أن يكون قد حصل عداء بين الفرق أو القبائل التي بينها قربى والا يجل، ويضاعف عليه بدل المسروق غالبًا وكذا لا يسوغ له أن يمد يده على الجار أو الحليف، والغزو انما يكون على العدو او من جوز القوم نهب امواله، او اعتباره محاربًا..
واذا قبل هذا الأساس نجد الاتفاقات تجري بين الأفراد، أو العشائر، أو أصحاب الغزو للوقيعة بالعدو، والحرب معه، أو بقصد الحصول على غنائم ... وهذه الاتفاقات قد تعود بالويل والخيبة، (الف تعبة على البدوي بلاش) ... ! أو يكون العكس بان يغنم الهاجم، ويربح الغازي ... ومن ثم يقابل بالفرح والابتهاج ويرحب به الترحيب الزائد ...
٢ - الصلح والحرب
إن الصلح والحرب من أعظم المسائل الاجتماعية عند البدو، ولهم حلول قد تخفى على الكثيرين، أو أن ادراكها بعيد عمن لم يكن ملتفتًا الى حقيقة ما عندهم ...
وإذا أردنا أن نتوغل في هذه الناحية وجب علينا ان ننظرها كحالات دولية، أو مناسبات سياسية، تابعة الى حقوق واسعة النطاق، وبعيدة الغور في دقتها وأصلها ولكن بصورة مصغرة ...
وهذه الحقوق متعامل عليها، ومعروفة من قديم الزمان، ومضى القوم عليها وان لم تدون، أو تسجل في شريعة، أو قانون ... والإسلام في اوائل ظهوره دوّن بعض الوقائع المخالفة، وسجل العلماء الشائع ... وهكذا استمر، بل ان الإسلام تأسست فيه الحقوق الصحيحة، والوقائع المتعارفة ... وقد قبل ما يصلح ان يكون تشريعًا عامًا ... ولم توافق الشريعة الغراء على الحرب والغزو بلا سبب صحيح، أو اعتداء ظاهر ...
وفي سعة هذه العلاقات وكثرة وقائعها لا نستغني عنها اليوم لمعرفة الحقوق القديمة عندنا، وخاصة في جزيرة العرب، وفيها ما لم ينتبه الى صور حله، وطريق حسمه، ولا يقلل من قيمة هذه الحقوق انها غير مكتوبة ... ولكننا نقول ان العربي احفظ لعهوده، واقرب لسياسته الحقة والصريحة، لا ينكث عهده الا ان يرى من مقابله ما يدل على العداء او التحرش او الاجحاف.. وهذا لا يقع دومًا، وإنما هو قليل جدًا ...
وفي الوقت نفسه نرى البدوي يثأر فلا ينسى ما أصابه من حيف، أو ناله من ظلم ... ولهم أشعار كثيرة في الثأر والترة، مدوّنة في غالب كتب الأدب مثل ديوان الحماسة لأبي تمام، وللبحتري وسائر الكتب الأدبية ... وهذه حالتهم حتى اليوم. وعندهم المحالف، أو الجار لا تنتهك حقوقه بوجه وانما هو محل رعاية، وكذا النزيل فان رعايته اكبر، واحترامه أزيد.
وهم في كافة أحوالهم يتجنبون الحرب ووقائعه المؤلمة بكل ما يستطيعون من قدرة وقوة، وعقلاء القوم دائمًا يكبحون شرة المتهورين الجامحين، ويحذرون الفتن ... ومع هذا اذا وقع العداء وتمكن لا تكون الحرب حاسمة، يتفقون مع المجاورين، ومن لهم صلة قربى ... بل يجري الغزو بين آونة وأخرى، وينتهب الواحد ما تصل اليه يده ... وفي الغالب لا هاجمون على وجه نهار، ولا دون مبالاة، وانما يأتون على حين غرة وبنتيجة حساب للأمر وافتكار فيه؛ والغالب ان القتل في الغزو غير مقصود، وانما المقصود المال، وقد يكتفون بالتهويل ... وهكذا ... ! وفي هذه الأيام مات الغزو تقريبًا. والفضل في منعه راجع الى وسائط النقل الحاضرة، وسهولة استخدامها، وتكاتف الحكومات المجاورة لقطع دابره، وتفوق الأسلحة والعدد التي لا تستطيع القبائل مقاومتها كالمدرعات والرشاشات ...
والملحوظ ان الغزو اذا قام من البين، وان (البدو) حرموا منه، ومنعوا وجب ان نساعدهم في مراعيهم، وفي تجولاتهم، وتسهيل مهمتهم ليكونوا مثمرين لا أن يكونوا عاطلين..! وهذا كل ما يتطلبه البدوي، يريد ان يسير على البسيطة بسكينة وينتفع من المراعي ... وفي هذا ترفيه لحالته وتحسين لها ... وهو أول عمل يجب مراعاته وتقديمه على كل عمل، ثم تراعى طرق اصلاحه الأخرى ...
٣ - وقائع الغزو المشهورة
مرّ بنا ذكر بعض الحوادث، ولكن هذه كثيرة لا تحصى، ولها شواهد وقصائد مقولة ومحفوظة ليست بالقليلة.. وهذه في العراق غالبًا. ولا يعوزنا تدوينها الا أن الصعوبة كل الصعوبة في معرفة تاريخ حدوثها. ولا تعد الوقائع مدونة فيما بين نفس قبائل شمر بعضها مع بعض، أو بين عنزة، أو ما يقوم بها بعض هذه القبائل نحو الأخرى ... ومنها يتكوّن سمر القوم، وحديث مجالسهم ... ومحفوظ كل قبيلة لا يعتبر عامًا، وان كان يلهج به القوم، ويتناقلونه ... الا انه لا تعطف له أهمية عظيمة، ولا تكاد تعد وقائع مثل هذه، وما يتحدث به القوم من حوادث شجاعة، وما يتغنى به القوم ... وللصائح ولزوبع وللسبعة ولغيرها وقائع كثيرة وقد تكون فيها من الغرابة ما لا يوجد في الوقائع المهمة بين القبائل العظيمة واني اشير الى بعض الحوادث التي نالت شهرة وصارت حديث المجالس ...
٤ - لعيون حصة ما تمصه
حصة هذه بنت الحميدي وأخت عبد المحسن جد الشيخ محروت، وهذه شاع فيها المثل (لعيون حصة ما تمصه) . وتفصيل الواقعة ان قوم ابن هذال من عنزة اصابتهم سنة فامحلت ارضهم، فاقتضى ان يعبروا الى الجزيرة، وكان يسكنها قبائل شمر. وكان الذي عبر هو الحميدي ابن هذال، وعبرت عنزة معه، وهذه لا تفكر الا في قبائل شمر وتعدها عدوها، أو ضدها. ومن مألوف البدو أن يبعثوا ركبًا يدعون الضديد (الضد) الى المسالمة. ويطلبون أن يقضوا سنتهم ... والى مثل هذه يميل الضعيف ويطلب ما يطلب من المهادنة ...
ولكن القوي لا يمنعه مانع، ولا يركن الى هذا النوع بل يعده ذلًا، واعترافًا بالضعف، وعنزة لم ترضخ لشمر في وقت، ولم تبد اذعانًا، أو ما ماثل. وان كانت الحروب بينهم سجالًا إذا غلبت قبيلة مرة، استعادت قوتها وأخذت بحيفها مرة أخرى ... ! عبروا ولم يبالوا، ومضوا لسبيلهم. وأما شمر فقد اتخذت هذه فرصة سانحة عرضت، ومن ثم تناوخوا، والكل متأهب لقتال صاحبه، وطال المناخ لمدة شهرين ولم تكن النتيجة لصالح عنزة، وانما انتصرت شمر انتصارًا باهرًا ...
وفي هذه الوقعة كانت حصة بنت الحميدي بين من أسر واستولوا عليه من نساء عنزة، والعادة ان لا يتعرض القوم للنساء، ولا يمسهن احد بسوء، ولكن هذه المرة رأت حصة اهانة من بعض افراد شمر عرف انها بنت الحميدي فتطاول عليها وطعنها.. ومن ثم صاحت حصة «الدريعي يا رجالي»! وصل خبر هذه الصيحة الى الدريعي، وكان من رؤساء عنزة المعروفين آنئذ وعادت عنزة في هذه الحرب مخذولة. أما الدريعي فانه لم ينم على هذه الندبة من حصة وأمر قبائله في سورية أن تتأهب للحرب المقبلة، وإن من كان عنده فرس ذبح مهرها لئلا تذهب قوتهامن الرضاع ... تأهبوا لأخذ الثار ونفروا للحرب، وصاروا يخاطبون أمهارهم بقولهم: «لعيون حصة ما تمصّه» أي أن أخذ ثأر حصة دعا أن حرمناك من الرضاع من ثدي امك. والبدوي متأهب بطبعه للغزو، ولكن الاهتمام في هذه الوقعة زاد، والتأهب والعناية بلغا حدهما ...
ومن نتائج هذه ان تحالف الهذال والشعلان على ان يصدقوا الحرب، وان يكون المتقدم للحرب الهذال بقبائلهم، وطلبوا الى الشعلان أن ينهبوا ويقتلوا من يتخلف عن الحرب من قبائل الهذال، وشاع أمر ذلك، ليكون القوم على يقين من القتل والنهب فيما إذا لم يتفادوا، ويحاربوا عدوهم، وهو قوي مثلهم، لا يقعقع له بالشنان.
وفي هذه الحرب في السنة التالية لتلك الواقعة طال المناخ ثلاثة أشهر، ولم يظهر الغالب؛ و(الحمل وزان) كما يقول المثل وكان يقتل بعض الفرسان من الطرفين، وضاق الأمر بآل هذال من عنزة، وكادوا يفشلون في هذه الحرب لولا أن علم آل الشعلان بأن التناوخ دام، وطال، وعلموا أن سرح شمر كان يجري على مرادهم ولم يكن عليه خطر، بخلاف ابل عنزة فإنها لا تستطيع أن تخرج فتسرح وتمرح ... فعلم آل الشعلان أن الأمر ضاق بآل هذال، ونفروا بعضهم لمناصرة عشائر الهذال وانقاذهم مما أصابهم من ورطة ...
ومن ثم مضوا اليهم، وأرسلوا من يخبرهم بالقصة، وأعلموهم أنه في يوم كذا سوف يهاجمون السرح لقبائل شمر، ويضعضعون أوضاعهم، ويهاجمهم آل هذال من أمامهم تأمينًا للإنتصار ففعلوا ...
وفي هذه المرة، وبهذه الطريقة تمكنوا من شمر، وانتصروا عليهم، وفي هذا أظهر ابن جندل من رؤساء الجلاس تدبيره في لزوم المساعدة السريعة، مضوا اليهم بلا ضعون ولا اثقال، واختاروا من يعولون عليه، وتمكنوا بسرعة من اللحاق والانتصار ... بل وأخذ الانتقام بطعن بنت الجرباء بالصورة التي رأتها حصة ... ! وفي هذه نشاهد التدابير الحربية، وطرق الغزو للوقيعة، والشجاعة، وحسن الإدارة وما ماثل مما يتخلل الوقعة، وقد يصعب بيان قيمة بعض الأشخاص وما قاموا به، أو زاولوه من أعمال ...
ويتكون من هذه مجموع سمر قد يغني عن مطالعة الكتب، وإنما هو التحدث بالمجد، وأشخاص الوقائع لا يزالون في قيد الحياة، أو يحدث عنهم أبناؤهم، وتظهر مفاخرهم ... وهناك القصائد، وذكر المخاطر، والسمر اللذيذ ... نرى البدوي يهول في مواطن الهول، ويظهر المهارة والقدرة في موطنها، والعزة القومية. وصفحات بيانه تكتسب أوضاعها، ويكاد المرء يشعر أن الوقعة أمامه ويشاهد مخاطرها ... !
وعلى كل حال ان العداء والمنازلة، والانتصارات والمغلوبيات، كل هذه تجري مع الأسف لما يفيد اذلال بعضنا البعض والافتخار في التغلب عليه، وتهييج العداء الكامن ... والوجهة ان نربح من هذه الأوضاع ونستخدمها لصالح الأمة وعزتها القومية، وأبهتها بين الشعوب، وفخرها على غيرها، ويعز علينا أن نجد صناديدنا وشجعاننا يذهبون ضحية وقائع أمثال هذه، ونخرب بيوتنا بأيدينا.! ولو كانت نشوة الانتصار هذه على عدو حقيقة ممن لم يكن من قومنا لشكل فخرًا كبيرًا، أما هذا فهو في الحقيقة ضياع لأكابر الرجال.. وكل واحد من هؤلاء يصلح أن يكون قائدًا لجيش عرمرم..
وملحوظتنا أن هذه الوقعة كانت بين شمر وعنزة، ولم تكن للحكومة علاقة بها مما دعا إن لم تدوّن ... وأعتقد أنها وقعة يوم بصالة، وتاليتها يوم سبيخة..
وكل حوادث البدو متقاربة، وتلخص بغزو بعضها بعضًا ... والمهارة المعروفة وقدرة القواد تبز بأوضاعها، وأحوالها الكثير من وقائع التاريخ مما لا يسع المقام تفصيله ...
٥ - المهاجم من عدوّه
والطرف المقابل الذي قد هوجم يتهالك في الدفاع، ويستميت عند ماله وحريمه، ويناضل نضال الأبطال، وهناك يشتهر بالشجاعة من يشتهر، وكم صدوا العدو واعادوه على أعقابه خائبًا، أو مغلوبًا بصورة فاحشة خصوصًا إذا علم القوم وأخبرهم (السبر) بنوايا عدوّهم، أو بتوجه الغزو الى ناحيتهم وما أصدق قول المتنبي على الكثير من قبائل البدو:
ولو غير الأمير غزا كلابا ... ثناه عن شمو سهم ضباب
ولاقى دون ثايهم طعانًا ... يلاقى عنده الذئب الغراب
وخيلا تغتدي ريح الموامي ... ويكفيها من الماء السراب
ويتحاشى البدو كثيرًا من الحرب عند الضعون، أو الهجوم على العدو عند البيوت ... وفي هذه الحالة تكون له (غوارات) وهي الخيول التي تهاجم، و(ملزمه) وهم الذين يكمنون ويحافظون خط الرجعة ولذا يقول المثل (غوارات وملزمة) ...
٦ - العمارية - العطفة
العمارية بنت يعدّ لها قتب في (هودج)، يقال له (العُطفة)، وهو حصار يزين لها بأنواع الزينة، والبنت في الغالب تكون من أعز بنات القبيلة، بنت الشيخ، أو العقيد، ومن جميلات البنات الأبكار، وفيها همة ونشاط، تحث القوم وتحرضهم على القتال، وإذل رأت منهزمًا عنفته، وطلبت اليه أن يعود لنصرة اخوانه وان لا تذل النساء بيد الأعداء و(العادة)، أو (العودة) الى القتال كثيرًا ما تؤدي الى انتصار المغلوبين بسبب ما يبدونه من استماتة، وشمر أهل العادة، ولهم الشهرة فيها ...
وهذه البنت تفرع (تكشف رأسها)، وتتدلع، وتنخى القوم وتشوقهم على القتال، وتكون من العارفات برجال الحي وأوصافهم المقبولة، ومزايا كل؛ تمدح في مواطن المدح، وتحض على الحرب ... ! ولما ان ترى رجوعًا في الرجال، وغلبة طرأت، أو كسرة عرضت تستحثهم على العودة، فلا يطيقون الصبر على لائمتها وعتابها، أو تقريعها، تشجع وتعيد المنهزم، تستعيده فيستميت القوم في القتال ... ! وكثيرًا ما يناضل الأبطال عنها وهي تقصد العدو، وتتقدم اليه، ليكون الحرب أشد وأقوى ... ! وبسبب هذا التشجيع والتثريب لمن ترى منه ضعفًا يعود القوم الكرة ... ولهذا نرى بني لام يسمونها (العيادة) باعتبار انها تدعوهم الى العودة وتعتلي بيتًا أو محلًا بارزًا، وتصرخ بهم قائلة: العودة! العودة! أو العادة، العادة! عليهم! عليهم! وعلى كل حال تعرف ب (العمارية) أيضًا، تسوق ناقتها الى الأمام بأمل أن ينقذوها، وأن يتقدموا نحو أعدائهم، ويتفادوا في سبيل خلاصها ... ! ومثل هذه تكون صاحبة جنان قوي لا تهاب الموت، وكثيرًا ما تصاب قبل كل أحد، ويقصدها العدو خشية أن تشجع القوم، وتجعلهم في حالة استماتة وتفاد عظيم في الدفاع ... ! وهذه عادة قديمة في البدو، ولم تكن من عوائد هذه الأيام، ولا دخيلة في العرب، وإنما هي موجودة من زمن الجاهلية:
يقدن جيادنا ويقلن لستم ... بعولتنا اذا لم تمنعونا
وغاية ما ينتفع من هذه العمارية، أو العماريات حينما يشعر القوم بضعف، أو قلة في العدد، وخور في العزائم، فيركن النساء الى ما يشجع ويقوي العزائم..
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
والأمم لا تزال تستخدم أنواع الأساليب لإثارة الهمم، وتقوية العزم وتوليد العقيدة الراسخة للاستماتة، كاستعمال خطابات، واذاعة نشرات، وركون الى تهييج عداء سابق وتذكير به، ونظم أشعار حماسية ... وإلا فالقوة والعدد الكاملة ليس فيها ما يكفل النجاح، وإنما يجب أن تقوى الروح في التفادي والتهالك في سبيل الدفاع الوطني ...
وهذه الحالة النفسية لا يجرد منها البدوي كما لا يجرد المدني ... !! والنزاع لا يقتصر على الكلأ والمراعي، ولا لسوء معاملة من المجاور، ولا من جراء انتهاك حرمة دخيل، فقد يكون من جرائم قتل، أو من تعرض لعفاف ... مما لا يحصى ... ! والغزو من أشهر أسباب حروبهم ...
والعمارية تتخذ لها (عطفة) كما مر وهو هودج خاص، ويعمل من خشب، ويغطى بريش النعام، وله شكل معروف عندهم. والآن ليس له وجود في القبائل إلا عند ابن شعلان ...
والمعتاد عند القبائل ان من تذهب عطفته في حرب كأن استولى عليه العدو لا يستطيع أن يأخذ عطفة غيرها ... وذلك ما دعا أن تنعدم من جميع البدو، ولا تستعاد إلا أن تكون القبيلة أخذت عطفة عدوها وغنمتها، فيحق لها أن تتخذ عطفة جديدة ...
وقد انعدمت العطفة من اكثر القبائل، بل كلها. فاعتاضوا عنها ب (العمارية) في سائر القبائل ما عدا الشعلان..
وتعد العمارية من أكبر الوسائل لاستنهاض الهمم، وتويتها بعد الفتور والضعف وخور العزم ...
وهوادج النساء غير العطفة: الحصار.
ظُلة.
كن. وهو نوع هودج، أو هو مرادف له، ويسميه الزراع (باصور)
٧ - الغنائم
في المثل البدوي (من طوّل الغيبات جاب الغنائم) فإذا تم الحرب أو الغزو بالربح والغنيمة فكيف تقسم الغنائم وتوزع بين الغانمين؟ يكون هذا تابعًا لما اتفق عليه القوم أو جروا عليه. والرئيس، أو العقيد إذا كان شجاعًا وبصيرًا بأمر الحروب أخذ المرباع المعروف قديمًا، أو حسب ما اتفق عليه مع الذين غزوا معه ... وهؤلاء لا يشترط أن يكونوا من فخذ واحد، أو من قبيلة، بل قد يتجمع اليه أناس مختلفون لا يجمع بينهم إلا قرابة بعيدة، أو مجاورة، وقرابة قريبة ... والكل على الغريب والبعيد الذي ليس بينهم وبينه عهد ... وهكذا.. ولكن في حالة العداء والمنافرة بين قبيلة وأخرى، أو قبائل مع معاديتها كانت الجموع تابعة للقدرة، وقد مرّ بنا ما تعتبره عنزة، وتسمي كل الف أو ما قاربه (جمعًا)، وكان له قاعدة أو زعيمة ...
والغنائم تابعة في قسمتها الى احكام عديدة، ومختلفة تبعًا للمقاولات، أو المعتاد في امثالها والكل تابعون للعقيد المسمى (منوخًا) وهذا العقيد من حين سلموا اليه القيادة صار يتحكم بنفوسهم وأرواحهم فهو مطاع، بل مفترض الطاعة، لا يعصى له قول ... ! وهو الذي عناه شاعرهم:
وقلدوا أمركم لله دركم ... عبل الذراع بأمر الحرب مضطلعا
نعم ان امره حاسم، لا يقبل ترددًا، وهو في الوقت نفسه يشاور اصحابه الذين يجد في آرائهم فائدة فيمضي دون تردد، ويقطع فيما يرون القطع فيه ...
وغالب المنازعات، والأثرة نراها تظهر عند تقسيم الغنائم، والاختلافات تؤدي الى مراجعة العارفة، والحلول قطعية اذا كانت من (منها)، أو تقبل عادة النظر اذا كانت صحيحة وطريقها معتاد ... والعارفة في امثال هذه ربحه وافر، وغنيمته انما تكون وافرة عند حدوث النزاع على الغنيمة ... وهكذا. والغنائم في الغزو غيرها في الحروب الحاسمة كما مر في قصة (حصة) ...
٧ - قسمة الغنائم
وهذه نوضح فيها بعض المصطلحات ثم نصير الى طريق قسمتها ...
- جماعات الغزو: وهذه متفاوتة جدًا بالنظر لمقدار الغزاة وهم: الركب. ويقال للعشرين فما دون.
الجمعه. جيش على ذلول وهم من مائة الى ألفين.
السربه. مثل الركب إلا أن أصحابها فوارس يركبون الخيل دون الابل.
اللواء. ويقال له (البيرك) . وهذا للرؤساء يقودون الالوف.
الراكضة. وهي في مقام الجمعه من الخيالة من مائة الى ألفين.
ويسمى بالجمع ما كان (ألفًا) أو نحوه، وفي المثل (يامحورب حورب) قال: (تلاقت الجموع) .
- العقيد: ويسمى المنوخ اذا كان عقيد الجمعة، وهذا يتولى قيادة الجمع أو أقسامه المذكورة أعلاه، ونصيبه متفاوت على ما سيجيء.
- الخشر: وذلك بأن يتفق الغزو على ان تكون الغنائم لجميع الغزاة ... ولقسمتها قواعد تابعة لنوع الغزو وماهية الغنائم ...
- كل مغيرة وفالها: ومن هذه يتفق الغزاة على ان تكون الغنيمة لغانمها ولا يشاركه فيها أحد إلا أن نصيب المنّوخ أو العقيد محفوظ ومعترف به ...
- العقادة ونصيب الغانمين: وهذه تابعة لنوع الأغراض التي غزا القوم من أجلها وشروط العقد الجاري. وغالب ما هناك أن نصيب العقيد مختلف. ففي (الركب) يأخذ العقيد النصف اذا كان الكسب من (المرحول)، أو يكون نصيبه (المرحول) وحده اذا كانت الغنائم مختلطة ...
وعادة الركب في الغالب أن تكون الغنائم بينهم (خشرًا)، ولا يدخل الخشر ما استولى عليه الغازي بصورة (القلاعة) وهي ان يجندل محاربه ويستولي على فرسه. وهذه تسمى (قلاعه) . ومن يتناول الغنائم قبل كل احد فيربح نصيبًا وتكون له (طلاعة) وهي ناقة أو ناقتان الى ثلاثة وتسمى (حوايه) . وسربة الخيل لا تختلف عن الركب في حكم الغنائم. وغالب الجمعه أن تتفق على أن تكون (كل مغيرة وفالها) أي أن يكون الكسب لمكتسبه.. وفي هذه يؤخذ العقيد الخزيزة وتسمى ناقة الشداد يختارها من كل الغنيمة ... ثم يأخذ العوايد وهي ما يسمى ب (أبكع ظهر) ويقال له المرحول ويراعى الطيب مع من يوده فيبره ببعض العطايا أو يمنح من ظهرت له قدرة ومهارة ... والباقي في حالة الخشر يوزع بين الغانمين.
وفي البيرك (البيرق) أو (اللواء) يأخذ الشيخ وهو العقيد ما يختاره مما يمرّ من أمامه، ويسمونه (مسربًا)، ولا يأخذ من المعروفين من العشيرة ممن هم لزمته (أقاربه الأدنون)، وكذا لا يأخذ من الفارس الطيب وهو الذي يتفادى في حروبه، ولا من المحترمين ... وبعض الأحيان لا يأخذ الرئيس إلا أنه إذا أخذ يوزع القسم الأكبر منه ...
وعلى كل حال لقسمة الغنائم طرق متبعة، والاختلاف فيها كبير، ومن جراء هذا يرجعون الى العوارف ...
٨ - العكلة - الحذية
قد يرجع الى الغزاة الغانمين بعض من نهبت أمواله، ويطلب منهم أن يعيدوا له قسمًا منها فيقول (الحذية) ويقال له (ابشر بالعطيه) . وهذا يرى ان سوف لا يتمكن أن يعيش بعد أن ذهب كل ما عنده، يلتمس ويطلب أن يعطوه، ولم يكن من المحتم أن يبذلوا له، فقد يمنعونه ويحرمونه، إلا أن العطاء يدل على نبل وكرم في النفس، والمنع يدل على لؤم وخسة في الطبع ... ولا يقع في الأغلب، وقد تكون نفس من نهبت أمواله أبية لا ترضى أن يطلب العون والمساعدة من عدوّه، وإذا كانت الغضاضة قوية وفيها قتل وإيلام فلا يعطى طالب العكلة والمنع نادر جدًا ... والعكلة هي المال الذي يعطى للمنهوب منه ويسمى (حذية) . والحذية أيضًا ما يمنح به المتخلف عن الغزو لسبب، أو يكون الطالب فقيرًا، وفيه من الضعف ما لم يستطع به أن يقدر على الغزو ... فتكون له شرهه على اقاربه الغانمين.
وكل ما نقوله في العكلة أو الحذية أن البدوي كبير النفس، نراه يعفو في أشد ساعات الحرج، وفي النجاح وأوقات الربح يمنح، ويعد عندهم العفوعند المقدرة من كريم الخصال؛ ونرى القوم يفتخرون دائمًا بما عفوا به، او منحوه لطالب العكلة ... وكأن طالب العكلة يريد ما يتقوت به كما أن العكلة واسطة نجاة الحياة ...
ملحوظة
يقال للآبار ثبرة وجمعها (ثبار) في البادية وتسقى منها الابل ويقال لها (عكلة) أيضًا. وغالب الحروب بين البدو على العكلة هذه، وقد يتقاسمون الوقت بينهم، بسبب تدخل العاذلين خصوصًا إذا كانوا أقارب.. ولكل عكلة اسم خاص بها مثل (الحزل) .
ومن آبارهم المعروفة: البريت، والمجمي، واللصف، والمعنيّه، والنصاب، والحمّام، والعاشورية، واللعاعه، والشبرم، وواقصه، والشبجه، والصيكال، والصميت، والامكور وهي عكل كثيرة ...
وبين هذه الآبار المطوي، والعكلة ... والوقائع عليها كثيرة لا تحصى ... للمؤرخين تدوينات في آبار العرب ...
٩ - ما قيل في غزاة البدو
اشتهر كثيرون بالشجاعة والحروب. ويطول بنا ذكر من اشتهر، أو كل من قيل فيه شعر لما برز من شجاعة، وابدى من تفادي..
ومما قيل في عبد المحسن والد فهد وعجيل آل هذال:
يا مزنة غرّه تمطر شمالي ... ترمي على روس المعالي جلاميد
زبيديها (١) يفهيد روس الرجالي ... وعشبها كرون (٢) منيهبن الأواليد
يتلون ابو عجيل ماضي الفعالي ... ماص الحديد (٣) الي يكص البواليد
ومما قيل فيه في وقعة عبد الكريم قالها شارع ابن اخيه:
يا عم يا مسجي الكبايل هدب شيح ... يا حامي الوندات (٤) يوم الزحامي
جيف الفرس تركض على الكاع وتميح ... يا عاد ما يجعد صفاها (٥) اللجامي
جيف الفرايش (٦) تنهزع للمفاتيح ... ليا صار ما يركى عليها الابهامي
وهذا عبد الله بن تركي من آل سعود يخاطب آخر ويفتخر بحروبه ويلوم صاحبه قال:
وشعاد لو لبسك حرير تجره ... وانت مملوك الى حمر العتاري
الزاد سوالك سنام وسرّه ... من الذل شبعان من العز عاري
يوم كل من خويه تبرّه ... أنالي الأجرب (٧) خوي مباري
نعم الصديج ولو سطا ثم جره ... يدعي مناعير النشامى حباري
من طول المسره سرى واستسره ... ويمدح مصابيح السرى كل ساري
قال محمد من الصكور:
يمزنه غره من الوسم مبدار ... بركج جذبني من بعيد رفيفه
كطعانّا ما يكبلن دمنة الدار ... يرعن صحاصيح الفياض النظيفة
وترعى بها كطعانّا غر وجهار ... وتربع بها العر النشاش الضعيفه
يبني عليها بنيه اللبن بجدار ... وعكب الضعف راحت ردوم منيفه
وترعى بذر الله ومتعب (١) ومشعان (٢)
ومغيزل (٣) يروي حدود الرهيفه
وحنه ترى هذا لك الله لنا كار ... وعن جارنا ما عاد نخفي الطريفه
واحد على جاره بخترى ونوار ... واحد على جاره صفات محيفه
وخطو الولد مثل النداوي لياطار ... وصيده جليل ولا يصيد الضعيفة
وخطو الولد مثل البليهي (٤) لياثار ... وزود على حمله نكل حمل اليفه
وخطو الولد يبنش على موتة النار ... وعود على صفر تضبه جتيفه
والجار ليبده مجفي عن الجار ... وكل على جاره يعد الوصيفه
نرفي خماله رفيه العيش بالغار ... وندعي له النفس الجوية ضعيفه
من القصائد المقولة نعلم أوضاع البدو، وروحياتهم في حروبهم، وشعورهم مما تعين آدابهم في الغزو وهي غزيرة وفياضة جدًا ... وهم عند الغلبة قد يلجأون الى ما يسمى ب (المنع) . وهذا يعني ان المنهزم أو المنهزمين قد يجدون أنفسهم في خطر فيكونون في (منع) أحد وجهاء الغانمين، ويتمكن هذا من اعطاء حق المنع لواحد فأكثر الى مائة ... ويدفع عنهم القتل إلا أنه تباح له خاصة أموالهم، ولا يستطيع أن يتعرض لهم أحد لمجرد أنهم دخلوا في منعه..وفي بعض الأحوال لا تقبل الدخالة، ولا يجري (المنع) اذا كان بين المتحربين تأثرات ووقائع مؤلمة أدت الى قاعدة (الطريح لا يطيح) فيقتل كل من استولوا عليه ... وهذا يجري حكمه في الحقوق المتقابلة وانتهاك حرمتها بين المتقاتلين ... و(المنع) في الغزو غير (الوجه) المعروف بين القبائل ...
٤
- الصيد والقنص
البدوي اذا جاع افترس، واذا شبع لعب، واذا اصابه ضيم سهر، وعلى كل حال لا يهجع على حالة، ولا يستقر على رأي، ولا ينام على مكروه ... يترقب الأوضاع تارة، ويثير العداء تارة أخرى، ويغزو آونة ... فاذا قل عمله حارب الوحش، واتخذ الصيد، وطارد القنص ... وكأن حياته مشوبة بشغب، أو أنه خلق من زعازع ... لا يهدأ، ولا يطمئن بل الهدوء والطمأنينة خلاف طبعه وضد ما يلائمه ... ولهم في الحيوانات المفترسة وطريق قتلها والانتصار عليها حكايات لا تحصى ...
لا يستعصى عليه الصيد، وهو أسهل عليه، وأقرب الى متناوله ... وهو في حياته يكافح الصناديد فلا يبالي ان يدرك قنصه. والغالب أنه في غنى عنه، لا يقنص إلا ما هو مهم:
وشر ما قنصته راحتي قنص ... شهب البزاة سواء فيه والرخم
والبدو لا يميلون كثيرًا للصيد العادي، ولا يقنصون إلا في أيام الربيع بقصد اللعب والأنس ... إلا أن صليب يغلب عليهم تعاطي الصيد اعتياديًا، ويتخذون الوسائل الغريبة للحصول عليه، وتراهم يطاردون الظباء، والنعام، والوعول، وحمار الوحش وسائر القنص الذي يستفيدون منه لحاجياتهم، تلحهم الضرورة اليها في الغالب.
وطيور الصيد لا يتعاطى البدو جميع أنواعها دائمًا. والمعروف منها:
المانعيات وهذه في الشامية. رقبتها طويلة أطول من الصقر. وهي من نوع الحر.
البدريات. طيور حرة في البحر.
الكبيدي. يصاد بين النخيل يأتي من البحر.
الوجري (الوكري) الوجاري. وهذا في جبل حمرين، وجبل مكحول، وغيرهما.
الفارسي. طير حر في البحر.
الباز. وهو البازي، في حدود إيران. وهو يصيد الدراج، والحبارى، والأوز ... والباقيات للصيد كله.
الحر الكطامي. وهو مقبول.
ويستعان في الصيد بالكلاب السلوقية ويطاردونها على ظهور الخيل، وغالب صيدهم الغزال، وباقي الصيود لا قيمة لها.
وهناك من الطيور ما يصيد لنفسه مثل (ابو حكب)، و(الحدأة)، و(الشاهينة) و(النسر)، و(الباشق) .
وصليب في كل موسم لهم صيد، ومن صيدهم الغزال، والوضيحي، والوعل والنعام، ومن صيدهم الوبر وهو أشبه بالأرنب ويسمى (جليب الدو) وسائر الطيور والحيوانات الوحشية.. ويستعملون في الصيد (الزنانيح) و(الفخ) ...
٥
- العرب البدو
١
- الخيل
قال المتنبي:
وما الخيل الا كالصديق قليلة ... وان كثرت في عين من لا يجرب
اذا لم تشاهد غير حسن شياتها ... واعضائها فالحسن عنك مغيب
١ - الخيل
كان العرب ولا يزالون في حب شديد لخيولهم، وتعد من أنفس ثرواتهم، يتغالون بها ويعنون بأنسابها وأرسانها، ويلحظون شياتها وعيوبها، وما يجب أن يراعى في تربيتها، واستيلادها، وذكر الوقائع العظيمة التي جرت على يدها، وهي عندهم كالأهل والولد، وربما كانت أعز، وأحق بالعناية والرعاية، عليها المعول في حياة المرء، وغنمه وربحه، وعزه ومكانته، أو تكون سبب هلاكه، أو خسرانه، والعربي القديم لا يفترق عن ابن اليوم وان كانت السيارات قد صارت تطاردها، وتسابقها في طريق نجاتها، ولكنها لم تقلل من قيمتها ...
واذا كان البدوي ممن يتعاطى الغزو والحروب، وله أمل في النجاة، والخلاص من المخاطر، فإنه يراعي حسن اختيار فرسه، ورسنها المعتبر ... وله حكايات كثيرة يتكون منها آداب سمرهم ومحادثاتهم، وهي صفحات مهمة ولاذة، يصفون نجابتها، وأشكالها وعدوها، وفعالها في الحرب، ويتشائمون من بعض شياتها ...
ومواضيع الخيل يتكون منها آداب قد تعجز الافلام عن الاحاطة بها او استيعابها، وكتب الخيل القديمة والحديثة لم تف بالبيان، ولم تتمكن من الاحاطة بكل المباحث، ووجهات الأنظار متفاوتة. والاستقصاء يطول.
يتردد على الألسن دائمًا (الخيل معقود في نواصيها الخير)، و(نواصي واعتاب) ومن الخذلان على الأمة ان تكون قد تركت شأن خيولها، واهملت الركوب والطراد على ظهورها، ولكن لا بطريق السباق المعروف اليوم. فالسباق المرغوب فيه اختبار قدرة الفرس بامتحان ركوبها، والفارس وتجربته، وتعوده بتقوية عضلاته، وممارسته على المشاق ... وفي ذلك ما يجلب الانتباه الى حالة الفرس وأوصافها البدنية، ومعرفة صحة أصلها ونجابة نجارها ...
ومن لم يزاول الغزو ير في ركوب الخيل، ومطاردة الصيد، والتعود على الرياضة والخشونة أكبر فائدة وأعظم نفع ... بل ان الحضارة تتطلب الحصول على خشونة البداوة بمزاولة هذه الرياضة، وهي خير من الرياضة الصناعية، فيها حركات في الركوب والغارة، وقطع الفيافي، والاستفادة من القوة، وتنشق النسيم الطلق، وامتحان البصر، ومراقبة الصيد وترصده، ومطاردة الوحوش ... وكلها من خير وسائل الصحة والتمرن على الفروسية ...
أنسابها (أرسانها)
عرفت خيول كثيرة قديمًا وحديثًا، ونجحت في حروب عديدة، وصارت عزيزة ومعتبرة عند أصحابها ... وهذه هي السبب في تكون الرسن، فهي الصديق الذي ينقذ صاحبه من مهلكة، أو ورطة عظيمة، ووقعة خطرة ... والبدوي يحفظ لها هذا، ووفاؤه يمنع أن يبذلها، أو يتهاون في شأنها.. ويتحدث دائمًا عن الوقائع التي أدت الى نجاته بسببها.. ولابن الكلبي كتاب (نسب الخيل في الجاهلية والإسلام) . وفيه عدد المشهور من خيل العرب ... ولأبي عبد الله محمد ابن الاعرابي (كتاب اسماء خيل العرب وفرسانها) (١)
والعراق مشتهر بخيله الأصيلة، ذاع صيتها، وصارت تطلب من انحاء العالم خصوصًا في السباقات الدولية، وقد يقتنيها الملوك للركوب والزينة.. ولكن البدوي لا يلتفت الى كل هذا ولا يبالي بتجارتها، ولا شهرتها ... وإنما تعرف عنده بما تقوم به من جولات حربية، وحوادث مهمة، فتنال شهرة بعدوها، وبراكبها وشجاعته في حومات الوغى وحسن تدبيره لها ... هذا وتوالي الوقائع مما أكد له عراقة نسبها وكون لها رسنًا مقبولًا عنده ...
يا بني الصيداء ردوا فرسي ... انما يفعل هذا بالذليل
عودوه مثل ما عودته ... دلج الليل وايطاء القتيل
وعلى كل يحافظ على الرسن كثيرًا، والحصان الصالح يستولد منه، ولهم العناية الزائدة ويتقاضون أجرًا على هذا فيقولون (حصان شبوة) ...
وكان يراعى في أنساب الخيل أن بعض هذه تقع حادثة، فينجو بها صاحبها وتكون سبب حياته فيسميها باسم يلازمها دائمًا، واذا تكررت الحوادث منها أو من نسلها فهناك يتكون الرسن ولا تنسى، وفي هذا اعتزاز بسلسلتها، ووفاء لما قامت به ... وقد يلازم الرسن البيت مدة فيسمى به.
والملحوظ هنا أن الاحتفاظ بالرسن دون مراعاة الاعتبارات الأخرى قد أدى الى انعدام الخيل الأخرى مما لم يشتهر لها رسن، أو أن يقل الاهتمام بها، ولا يكثر رسنها ... وهذا نقص اويشير الى عدم التغالي فيها ... وفيه وقوف عند الجنس الرديء وإن كان أصله مقبولا. وحرصوا حرصًا زائدًا وقالوا (الأصل يجود) ترقيعًا لما رأوا من عثرات لمرار عديدة، فتصلبوا في المحافظة، وتعصبوا تعصبًا لا يكادون يسمعون خلافه ... على ان ايام الطراد، والرهان قد عينت خيولًا مقبولات، وصار يحتفظ بهن.
ومن أشهر أرسان الخيل: الجدرانية. وهذه عند حسن العامود من شمر، وصلت اليه من الفرجة من عنزة، واسم صاحبها الأول جدران فسميت باسمه، ووبير ان اخوه، واليه تنسب (الوبيرانية) .
العبية. عند ابن عليان من السبعة، وعند الشيخ عجيل الياور، وعند المرحوم السيد محمود النقيب والآن لا أعرف اين صارت؟ ومنها (السحيلية) عند السحيلي من فداغه، و(ام جريس) عند مدحي بن زهيان البريجي، و(الشراكية) عند نوري الشعلان، ويقال لها الشراكية الاخدلية، والاخدلي من الفدعان من ضنا ماجد ومنها (الهونية) .
المعنكية. وهذه منها: الحدرجية.
السبيلية. وهذه من الحدرجية وهي عند ابن سبيل من الرسالين وعند ابن غراب من شمر.
٤) - الكحيلة. وهذه يضرب المثل بعراقة أصلها؛ فاذا وصفت امرأة بنجابتها قيل (كحيلة)، منها: كحيلة العجوز. وهي كثيرة ومنها الاخدلية عن الاخدلي من الخرصة وجبيحة للصائح والآن عند شيخ محروت الهذال.
كحيلة الأخرس. عند الاسبعة.
كحيلة كروش. عند (العلي) من المنتفق. وعند الدويش في نجد.
وهذه على ترتيبها ارجح الخيول المعروفة عند البدو كما هو المنقول عن الشيخ فهد الهذال.
٥) - حمدانية سمري. وتسمى (العفرية) عند العفارة فخذ من السلكه وعند ابن غراب من شمر، وعند داود آل محمد باشا.
٦) - الصقلاوية. منها الدغيم من الهذال، وعند زبينة من الفدعان وعند ابن عامود، وعند الاوضيح من الثابت، والاجويدي من الثابت.
ومنها: الجدرانية.
الوبيرية.
النجيمة.
٧) - النواكيات. عند الدويش من آل محمد، والنواك أصلًا عند الجاسم من الاسبعة.
٨) - الوذنه. في نجد، وعند المريجب من المضيان (السلكة) في العراق.
٩) - الربده. عند لابد الرزني من عبدة.
١٠) - ريشه. عند ابن عيده من الرسالين «سبعة» وعند ابن هتمي «من عبدة».
١١) - شويهة ام عركوب. عند الرولة.
١٢) - الدهمة. من خيل ابن هيازع. وصلت من امام اليمن الى آل سعود ومنهم صارت الى ابن يعيش «من ضنا مسلم» خال فهد الهذال ومنه تفرقت وتكاثرت. والآن قليلة. وقد يقال «دهمة عامر».
ويظهر من هذه التسميات، والمعروف من أصولها انها سميت باسم اول من اقتناها فاشتهرت عنده أو بصفة خاصة بها أو ما ماثل ...
قال البدوي:
الخيل عز للرجال وهيبة ... والخيل تشريها الرجال بمالها
وعارضه آخر:
العز بوروك النسا ... واللي عريب ساسها (١)
تطلع منه كطم الاخشوم عنابر ... عنابر تسجي العدوّ امرارها
هذا وتعد من نوع اهانة الفرس وانتهاك حرمة رسنها أن يحرث عليها، أو يجعلها دابة حمل ونقل أثقال ... وعلى هذا يترتب (الحشم) عندهم، اعتزازًا بأصلها، وزيادة اهتمام به.
٣ - شياتها وأسنانها
في البدو أرباب معرفة في أوصاف الخيل وبيان جمالها وحسن شكلها وتناسب أعضائها ومنها المقبولة، والمشئومة. فإذا كانت فيها سيالة (غرة في جبينها)، ومثلها محجلة الرجلين، وتسمى (المرسولة)، واذا كانت فيها غرة فهي مبروكة. وكذا يقال في محجلة اليسرى، وتسمى (المرجبة)، وهناك (المخوضة) وهي التي كل ايديها وارجلها بيضاء، واذا كانت اليد اليسرى والرجل اليسرى مخوضة، أو محجلة قيل لها (الزنية) وصاحبها يركب على بياض، وينزل على بياض ...
وهذه كلها مقبولة.
ومما يتشائمون به من الخيول وتظهر المقدرة في تعيينها (الشعرة) تكون في الجبهة، أو في الصدر، أو في الرقبة، أو البطن ... ومن ثم يدركون بركتها أو شؤمها وعندهم تجارب عديدة، ومعارف موروثة.. وغالبها ملازمة لما يفسرون به فالذي يسقط من فرسه فيموت، أو يدخل الغزو فيصاب، أو يكون تكلع أو ما ماثل يقولون انه ما ناله ما ناله لشؤم في فرسه، ولا يرغبون ان ينفروا من حرب ... ولعل هذا هو السبب في توليد هذه الخرافة ...
وعندهم محجلة الايدي رزقها محدود، والشؤم عندهم في محجلة اليد اليسرى ويقال لها (كفن) فكأنها بمثابة كفن لراكبها.. وهكذا الشقراء الخالصة مشؤمة ...
والفرس اذا ذرعنا مؤخرها من الحافر الى القطاة وكان أطول مما بين حافر اليد الى الحارك تكون سريعة الجري، واذا كانت صدور الخيل عريضة، ومناخرها واسعة، وعيونها كبيرة، وجبهتها مربعة فهي مرغوب فيها ...
وقد نعت بدوي فرسه فقال: فيها من صفات الأرنب: نومه، وسرع كومه.
ومن صفات الظبي: فزه، وكبر وزه (١) .
ومن الثور: كصر جين (٢)، ووسع عين.
ومن الجاموسة: وسع حجب (٣)، وقوة عصب.
ومن البعير: وسع جوف، وبعد شوف.
وفي (كتاب الخيل) للأصمعي بيان عن أوصاف الخيل وتفصيل اعضائها، والاستشهاد بأبيات قديمة لشعراء كثيرين. وعندي نسخة مخطوطة منه، ورسالة مخطوطة في (فضائل الخيل) لم أقف على اسم مؤلفها تبين جياد الخيل، وترتيب سبقها ... ورسالة أخرى منسوبة لامرء القيس في الفراسة ومعرفة الخيل، والعلامات الحسنة وغيرها، و(اسبال الذيل في ذكر جياد الخيل)، لنجم الدين بن خير الدين الرملي ...
وأسنان الخيل أو أعمارها في الحاضر: الطريح. اذا كان قد سقط لمدة ستة أشهر الحولي. اذا ولد لمدة سنة واحدة الجذعة. التي تبلغ من العمر سنتين. وتشبى في هذا السن.
الثنية. لها من العمر ثلاث سنوات.
الرباع لها من العمر اربع سنوات الخماس. لها من العمر خمس سنوات وتسمى كرحة (قرحاء) .
٤ - التجفيل - التجبيش: (السباق) تعويد الفرس، وتنفيرها باجراء تمارين وممارسات عديدة لها يعرف ب (التجفيل) أو (التجبيش) ... وهذا من خير الطرق لنجاح الفرس في السباق أو في الغزو أو الحرب ... ولتربيتها أصول، وطرق اعتناء، ومراعاة الحالة التي يجب ان يجريها، والعناية ضرورية، ونعلم ان البدوي يهتم بفرسه، ويلاحظها اكثر من نفسه، ولكن السباق يحتاج الى وصايا صحية، وأوضاع خاصة في أكلها وشربها ... وركضها وتمرينها ولا يقوم بهذا عندهم سوى مالكها.
والبدوي على حالة غير حالة الريفي فانه يجفل فرسه دائمًا، ويطارد عليها فنكون في وضع تأهب على الغارة، وتابعة لأدنى اشارة.. بخلاف الريفي فانه لا يراعي هذه إلا في اوقات خاصة ولا مجال له ان يطارد في اراض محدودة، فالخيل لا ترى ميدانًا فسيحًا، وتحتاج الى تمرين لتنال مكانة في الركض، وغالب الخيل القوة النشيطة هي التي تعيش في مكان عذي (هواؤه عذب ونشيط) ومن ثم يكون النجاح كفيلها ... والألعاب، والسباق على ظهور الخيل من ألذّ ما يجري بين العربان في أيام افراحهم، أو ابان التمرن على الحروب ... والتأهب للغزو.
وهنا يظهر المجلى من الخيول، وهذه تابعة لتقدير قوة الأعصاب للعدو ... ونفس الركض وميدانه حتى ان بعض الخيل قد لا تسبق اذا لم يطل ميدانها، وتنال السبق على الكل اذا طال المدى ... فاذا لم تقدر هذه النواحي وأمثالها فلا أمل في نجاح غيرها، ويضرب العرب الأمثال في المدى وطوله ... وعلى كل حال هناك أمور يجب الانتباه اليها وتحتاج الى خبرة وفكرة قويمة، وغالب من يقوم بهذه المهمة متمرن عارف ...
وفي هذه الأيام راج سوق الخيل في السباق، وتولدت بينهم مصطلحات كثيرة لما رأينا من عناية الأجانب بها، واستفادتهم منها، وتعيين درجات السبق، والرهان عليه ... ومن ثم رجحت من نالت السبق لمرات، وصاروا يتغالون في أثمانهابالنظر لما تربحه، واشتهرت كثيرات قد لا تكون علاقة للرسن بهن، وانما انحصر ذلك في خيل معينة، وبهذا حصل انتقاء في السوابق، وطوي ذكر الخيل الأخرى، وان كن من الخيل العراب ... وفي المثل (عند الرهان تعرف السوابق) .
وهذا من ضروب المقامرة بل من اعظم المقامرات، ومن أشد الاضرار على الخيل والاجحاف بحقوقها بل التجاوز عليها، ويجب ان لا يشيع بكثرة وانهماك في أمة حريصة على اوضاعها الحربية، والانتفاع من نشاط خيلها، وقيمتها الحربية ... وقد مر الكلام على السباق المرغوب فيه ... ومن المؤسف أن يروج سوق الخيل من طريق سباق المقامرة، وتزيد العناية بها من أجله ...
٥ - أسماء الخيل
وأسماء الخيل المعروفة قديمًا وحديثًا كثيرة عندنا، ولها في هذه الأيام اسماء جديدة، واشتهر من الخيل القسم الكبير لما كان لها من مواقف بارزة في الحروب كما اشتهر شجعانها فحافظت من جراء ذلك على أرسانها، واليوم يعوزنا احصاء اسماء الخيول المعروفة ... وتعداد كل ما عرف واشتهر في السباق وغيره يطول كثيرًا. وهذه بعض المشهورات: عسيلة.
تاج عطية.
ردحة.
حمية.
فضيلة الهوى.
هذا ويضيق المقام عن التعداد. وللأسف كل هذه الخيول العراقية لم تشتهر بوقائعها وانما عرفت بسباقها ... !!
٦ - سرقة الخيول
من ابدع ما يجلب الاسماع، ويدعو للانتباه واللذة معًا ما يورده البدو عن سرقة الخيول من اناس تعودوا على ذلك وتمرنوا.. وكل ما يوردونه من حكايات وقصص يدل على عزة الخيل ومنزلتها عندهم؛ فهي من أعز ما عندهم، ولذا يبالغون في اطرائها، يذكرون شطارة السراق وحسن مهارتهم، وما يقدم لهم من فداء أملا في استعادة الفرس المسروقة، والتهالك وبذل الجهود في استعادتها، وما عاناه صاحبها، أو ذكر خيبته ... والسراق منهم (الحايف) وهو الذي يسرق ليلًا وخلسة، و(البطاح) هو الذي يركب الفرس ويفر بها على مرأى منهم ...
و(ربيط البدو) في الغالب من كان متعودًا على سرقة الخيول وهو الذي يبطح على الفرس. وهذا يحبس ويحدد بحديد الفرس، ويبقى حتى يسلم المسروق أو يفك نفسه بمبلغ يتقاضونه منه أو من كفيله والربيط قد يكون مطلوبًا سابقًا بأموال أخرى أو (وسكة)، ويحتاج الى أن يفك نفسه.
٧ - شركة الخيل - بيوعاتها
يعتز البدوي بفرسه كثيرًا، ولا يهون عليه ان يعطيها، أو يملكها لغيره ببيع وسائر التمليكات الا لضرورة، او لحاجة تعرض له ... وقد يكتفي ببيع حصة شائعة كأن يبيع (عدالة)، أو نصفًا شائعًا، أو رجلًا، أو نصف رجل. وهذه شاع البيع بها حتى عند غير البدو، وحافظوا على ارسانها، والبيع في مثل هذه الحالة لا تظهر غرابته في بيع الكل وقطع العلاقة كما هو المعتاد في سائر البيوعات والامتعة وتداولها.. وكل الخيل ليست كرائم، وانما هناك خيول تباع وتشترى على المعتاد كالضأن والبقر ... الا ان البدوي في الخيل خاصة لا يريد ان يقطع علاقته بفرسه. وهذه أشهر بيوعاتهم: بيع مثانى. وذلك بأن تكون أول بطن للبائع، وبعدها للمشتري والثالثة للبائع، ومن ثم تنقطع العلاقة بها ... واذا كان المولود (فلوًا) فلا عبرة به، وتجري القسمة على ما عداه ...
بيع النصف. وفي هذا تكون القسمة على البائع، والخيار للمشتري لأنه هو الجاني (المربي) للفرس. وقد تبقى الشركة لمدة طويلة..
بيع العدالة. وفي هذا يكون البطن الأول اذا كان انثى للبائع وتفك على ان يكون للمشتري منها البطن الأول أيضًا وتنقطع العلاقة.
بيع الرجل. وهي الربع على الشيوع.
ومن هذه كلها اذا كانت الخيل مشتركة قسم الشريك وكان الخيار لصاحب الرسن وهو القائم بتربية الخيل، وينقطع الخيار لمرتين وفي الثالثة ليس له ان يرجع عن اختياره وذلك انه يختار فاذا وافق الطرف الآخر فله ان ينكل عن الخيار، ثم يقسم الشريك مرة أخرى وله أيضًا ان ينكل، وفي الاثلثة ليس له ان يرجع عما اختاره، ويكون هذا قطعيًا ...
٢
- الابل
اذا كانت الخيل وسائط نجاة مهمة لحياة البدوي فلا شك ان الأبل قوام هذه الحياة ووسيلة بقائها وطريقة سد حاجياتها.. فمنها لبنه، ومنها وبره ومنها لحمه، وجلدها نافع له ... وهي واسطة نقله من مكان الى آخر، وحمل اثقاله فهي في نظره (سفن البر) ... ولولاها لكانت حياته منغصة، وعيشته مرة، وآماله ضيقة ... وهذه فيها غناؤه وثراؤه بل من اعظم ثروة له، ومن أهم تجارته، وأكبر واسطة لنماء أمواله ...
لا تعيش للبدوي أنعام وهو في حالة غزو، وتنقل سريع من مكان الى مكان الا اذا كانت كهذه الابل تتحمل المشاق، وتتكبد الصعوبات والاراضي الوعرة، والفيافي البعيدة عن العمران ... فهي بحق تعدّ أعظم نعمة ناسبت اوضاعه فكأنها خلقت لأجله، وقدرت له في أصل الخلقة ...
وفي آية «أفلا ينظرون الى الأبل كيف خلقت» دليل الامتنان بهذه النعمة، ولولا الابل لما تمكن البدوي ان يبلغ المكان الذي يريده الا بشق الانفس وصعوبتها، وهكذا المشاهد والمنتفع به أكبر دليل وأعظم نعمة ...
والعرب في آثارهم الكثيرة من كتب الأدب واللغة تعرضوا للكلام عليها، واوسعوا المباحث ومن اقدم من كتب، وخص الأبل بمباحث خاصة الأصمعي فقد نشرت له في الأيام الأخيرة رسالتان في الأبل وردتا في (الكنز اللغوي) للدكتور أوغست هفنر استاذ اللغات السامية في كلية فينا. طبعت هذه المجموعة في بيروت سنة ١٩٠٣ والرسالتان احداهما جاءت في صحيفة ٦٦ والأخرى في صحيفة ١٣٧.
وعلى كل حال يهمنا ان ننظر الى ثروة البدوي، ونقدر قيمتها ومكانتها ونعين طريق معيشته من وراء هذه الثروات لنتخذ له التدابير الملائمة للانتاج، والطرق الصالحة للتكثير، ومخارج للبيع والصرف في المواطن الأخرى للاستفادة من نواح عديدة منها.، فنكون قد ساعدناه وجعلنا حالته في رفاه وربحنا منه في تجارتنا، وضرائبنا، وسهلنا له مهماته ...
والابل في العراق كثيرة، وكانت لها فائدتها قبل شيوع السيارات؛ فهي من أرخص وسائط النقل، وإن كانت بطيئة ... اهمال هذه الثروة دون عناية في امرها غير صحيح، ومن اهم ما يعرض للبدوي قلة المراعي لها، ومن الوسائل الفعالة افساح المجال له للسرح في مواطن لا يستفيد منها سواه، وفي هذا تخيف لويلاته ومصائبه مما قد يؤدي الى ضياع كافة ابله ...
والابل انواع كثيرة، وبينها ما هو معروف قديمًا، ويعد من نجائب الابل لما فيه من المزايا المختارة من سرعة، وتحمل مشاق، أو ما ماثل ...
أنواع الابل: وأشهر المعروف منها مما ينتفع به للحليب والحمل: ويسمى (البعير) ويقال له (الرحول): ١ - الخواوير. وواحدها خوار، وهي اباعر عنزة وشمر وغالب البدو بصورة عامة، وهذه ابل بادية الشام، تصبر على العطش، وتستخدم للغزو، تعيش خارج المياه في البادية الجرداء. وهذه لا تعيش في العراق في الأرياف من جهة القارص (الزريجي) والمعروف منها (بنات وضيحان)، و(بنات عبجلي)، و(النجبانيات)، و(الشراريات) .
٢ - الجوادة. واحدها الجودي وهذه في الغالب عند المنتفق وغزية والصمدة من الضفير وسائر القبائل الريفية كالزكاريط (الزقاريط) وغيرها. ولا تصبر هذه على الضمأ، ولا تتحمل المشاق التي تصيب البدو ... وابل شمر طوقه كلها (جواده) .
وهناك قسم آخر يستفاد منه للركوب غالبًا ويقال له (الذلول) ومن أنواعه: التيهية. وهذه صغيرة، ولها رسن، تفيد للسرعة وللمغازي، وتقطع مسافات بعيدة. وهي عند الشرارات من الصلبة، والحويطات منهم. وهذه تطرح النعام، والغزال، وهي للركوب خاصة، ويقال ان اضلاعها سبعة في كل جانب.
الحُرّه. تعيش في البادية، وتصبر على الماء، وهي عند شمر وعنزة، وعند الشرارات. وبها يتمكون من اللحاق بالخيول ...
العمانية. من نوع الجودي، وهي جميلة ووافية، وغالب ما تكون عند المنتفق ويحتفظون بها، وقليلة في سائر الأنحاء، ومواطنها على ساحل خليج فارس.
الباطنية. وهذه قليلة في العراق.
قال صلبي يخاطب عشيقته: (للسيلان منهم)
يا نديبي شد لي كور مهذالي ... من ضراب التيه وامه شرارية
لشنطته بالرسل صابه حفالي ... مثل دانوك حدته الشماليه
نحره يم الغضى طيب الغالي ... عين خشف مرتعه له بوسميه
الوانها: الوضحة. بيضاء الصفرة. دبسة، غامقة.
شعلة. أقل انكشافًا، والجواده القسم الأعظم منها هذا لونه.
الملحة. سوداء.
الزركه. عشمه.
الشكحة. بين البيضاء والشعلة.
وهذه كلها في الخواوير.
حمرة. على احمرار وفيها غمق.
والبيض منها كلها تدعى (المغاتير)، وما كان فيه سواد، أو ملح يقال لها (السحمية)، أو (السحمة) .
ومن أوصافها: (الصجرية)، و(ابكع ظهر) ...
شواذيب وعذاريب
من العيوب في الأبل ما يسمى الشاذب، أو الشاذوب والضبطه فيقال ليس فيه (ضبطه وشاذب)، والعذوربه أو العذاريب وقد يطلق الواحد على الآخر كلفظ مترادف ويقال (سالم العذاريب) . وهذه أشهر ما هو معروف: الطير. سكتة دماغية الخراش. نوع جنون الضلع.
الجرب.
الجدري. وهذا يكون في صغره الورك. مرض في الابط.
وأصل الشاذب عظم زائد في صفحة زور البعير. وهناك عيوب لا عن مرض وانما هي عيوب في الخلقة، أو نقص في الأعضاء: الجدعه. مقطوعة الاذن.
العصلة. مقطوعة الذنب الحرده. تضرب بيدها على الأرض؛ وهو نوع فالج.
الخطلة. مرتخية أعصاب الرجل عكس الحرده.
جنفه. فيها لحمة كبيرة تحت أبطها النجبه. مخلوعة الزند (مفسوخته) .
أسنان الأبل
المخلول. عمره سنة١ المفرود. عمره سنة٢ اللجي. عمره سنة٣ الجذع. عمره سنة ٤ وهذه يبتدئ فيها اللقاح وهو الضراب.
الثني. عمره سنة٥ الرباع. عمره سنة٦ الخماس. عمره سنة٧ الجالس. عمره سنة٨ ومدة الحمل ١٢ شهرًا ومن النوادر أن يكون ١٣ أو ١٤ شهرًا.
الوسم والشاهد
وللأبل عند كل قبيلة، أو فرع من فروعها علامة يسمونها بها لتعرف وهذه تختلف اشكالها بالنظر لما تتخذه القبائل ولا نجد تقاربًا في الوسم الا قليلًا، وكذا يقال للشاهد وهو نوع الوسم الا انه لا يعول عليه في التفريق، وإنما هو أشبه بالاشارة الخاصة ...
والوسم يكون على اليمين أو على اليسار، أو على الرقبة ... والشاهد يكون على يمين الوسم، أو يساره، وقد يكون الوسم على اليد اليمنى، أو اليسرى ... والشاهد على الرقبة، أو يكون قريب الخشم ويصير محاذيًا للعين، أو نازلًا الى الفك وعلى كل لا يعول على الشاهد.
وسم شمر طوقة كاشارة على يمين الناقة، والصلتة منهم يجعلون الشاهد قدامه، والغرير منهم في يساره، والزقاريط عندهم الوسم اشبه بحرف T اللاتينية ويكون في اليسرى وشاهدهم في الوجه على الجانب الأيسر في منحدر الرسن والنصر الله (فرقة منهم) على الفك ... ولا يكاد يحصى الوسم لكل قبيلة وشاهده، ولقبائل عنزة لكل منها وسم خاص، كما لقبائل شمر كذلك ...
شركة الابل
وشركة الابل للانتفاع منها تكون بأمور عديدة ولكن هذه لا تظهر إلا في القضايا الجزئية والمطالب الصغيرة مما يجرى بين الطبقة الضعيفة، أو بين ضعيف وغني ... ومن هذه: شركة عظم. وذلك أن يشتري الموسر الابل، ويشغلهن عند آخر حتى تفك اثمانهن من النماء والربح، وحينئذ يشترك معه مناصفة ... ولكن هذه الشركة يصح ان تفك عند الطلب، ولا تكون مقيدة بشرط، ومع هذا اذا وجد شرط لزم مراعاته ... وفي هذه الحالة اذا طلبها صاحبها قبل ان تفك فحينئذ تباع وما زاد عن قيمتها يقسم بينهما ... فالتعب الذي بذله العامل لا يهمل بوجه، ولا يضيع ...
شركة العدالة وتكون في الغالب في الغنم، وتقل في الابل وذلك بأن تعطى الشياه او الابل الى آخر ويشارك في النماء، ولا يكون شريكا في العظم الأصلي بل في الصوف والدهن ...
ان تودع الابل على ان تكون الاجرة مثالثة، ثلث للجاني وهو الذي قام باعارتها ... ويتسلمها المكاري كاملة الحدايج والثاية ... واذا كانت كثيرة فيصح ان يشترط على صاحب الابل اكثر، وان يستخدم معه آخر فيكون نصيبه النصف ...
ويطول بنا تعداد كل ما هو معروف، وانما الغرض الفات الأنظار الى هذه النواحي، وعند الاختلاف يرجعون الى العارفة، والضعيف يلجأ وان كانت القضايا تافهة.
بيوعات
في الابل قد يكون البيع صفقة واحدة وتنقطع العلاقة وقد لا يكون كذلك وتبقى العلاقة لمدة بأن يشتري المخلول والغركان، والمخلول منهما تراه، ويكون مولودًا، ويؤخذ وقت طلوع سهيل، أو أن يسلم صيفًا ... وإن المشتري في هذه الحالة يسمى (شراي حبل) والمفرود ويقال له الغرقان، كأن يشترى في بطن أمه ثم يأخذه المشتري بعد أن يفطم من أمه وذلك بأن يحول عليه الحول أو أزيد واذا مات المبيع في هذه الحالة فهو مضمون.. ويسمى (المجفوت) .
هذا ما يعين البيوعات عندهم، وان الضمان يترتب لأنه لم يسلم الى المشتري في الوقت المضروب، وغالب هذه يجريها الضعفاء والفقراء فيما بينهم، وهي التي توضح بقايا بيوعهم.. والغرض من هذه البيوعات الشراء سلفًا، وان يكون تحت ادارة البائع لمدة ...
الرعى
اذا أراد أن يسرح في الابل يعطى مخلولا ومبلغًا معينًا يقدر بدينار أو أكثر، أو مفرده وحده، أو مبلغ وحده وذلك حسب قلة الابل وكثرتها ...
الدخيل
تعطى الابل الى آخر فيذهب بها الى نجد أو الى مكان آخر، وذلك الراعي أو آخذ الابل ضامن ويجعل الابل مرخوصًا من قبله يقال له (الدخيل) والوصي وهذا هو الذي وكله ... فاذا رفض وكالته فحينئذ يصرح بذلك ويشهد ثم يخلط الأموال (الابل) بما عنده، ولا يضمن المقدرات أي لا يتوجه عليه ضمان الدرك، فاذا مات بعير يثبت الشهود على موته وحينئذ لا يبقى حق. اما لو طالب المالك ببعيره فامتنع من اعطائه الى الوصي ضمن أي انقلبت يده الى يد ضمان.
وداعة البدو للبدو
وهذه امانة لا تفرق عن سائر الامانات الا انه يتصرف بها وينميها، أو يبقيها امانة على حالتها دون تصرف ... والبدوي في أحوال عديدة يريد أن يسير الى أهله، وليس في امكانه الا ان يكون مجردًا، وتكون هذه محترمة ومحتفظ بها للأمرين المذكورين، وللأمين الحق في اختيار احداهما، ولا يفترق المودع بين ان يكون بدويًا أو غير بدوي، ولكن يصرح غير البدوي بغرضه فيقول هذه (وداعة البدو للبدو) أي أنها الوديعة المصطلح عليها عندهم. وللامين الحق في حفظ عينها، او التصرف بها. فاذا كانت الوديعة شاة مثلًا تكاثرت عنده، أو حوارًا، أو بعيرًا كان الأمر كذلك، واذا باعها اشترى بثمنها ما ينمو، كأن كانت بعيرًا فحلا كرى عليه ما عنده ونمّى الحاصل، أو باع البعير واشترى به ناقة، فاستولدها ...
والحاصل لا يسوغ له بوجه ان يخون هذه الأمانة، وإنما يستثمرها لصالح المودع، واذا كانت مبالغ اشترى بها ما فيه فائدة الى آخر ما هنالك، وقد يعين المالك الذي ائتمنه ان يتقاضى أجرًا عوض العناية، وهذا غير ما يعطى للراعي أجرة رعيه وسرحه ...
٣
- اموال اخرى
لا تعتبر الأموال الأخرى في الحقيقة من أموال البدو المهمة، وإنما الأموال الحقيقية هي التي تلائم أوضاعهم الحياتية ... فاذا تقربوا من الأرياف صاروا يقتنون الغنم، ويلاحظون أمر رعيها وتكثيرها ... واذا وجدت أموال أخرى فهذه لا تعد من أموالهم الأساسية. والغرض بيان ما يعوّل عليه البدوي من الأموال في بداوته، ومن أشهر أموالهم الأخرى الغنم ...
- ٦ -
الشيم والأخلاق
ضيق المعيشة، وضنك الرزق، وقلة الموارد قد تجعل المرء في لبس من تصديق ان البدوي لا يكذب، وانه صريح القول، ينفذ ما عزم على فعله وما قطع في امره ... وهو في هذه الحالة لا يشهد كذبًا، ولا يحابي ... وفيه من الشمم والأباء والعفة بمعناها الصحيح، واكرام الضيف، وحمى الجار والنزيل ما لا يوصف.
شاهدنا وقائع اعترف فيها البدوي انه قتل، أو أنكر القتل فلم يحلف، ولم يخن أمانة، ووفى بعهده وهكذا.. وكم أخذتنا الحيرة في وقت لا نراه يقدم على الكذب وهو في أشد المواطن خطرًا، وأعظمها حرجًا ...
نرى أوصافًا كثيرة عند البدو ولا نجدها عند غالب اخوانهم من الحضر فكأن البداوة ملازمة للصدق، والانفة من الخديعة والكذب، وكأن الحضر غير منفكين من الأوصاف الرديئة الا من عصم الله تعالى ... ذلك ما دعا ان يأمن الحضري معاملته مع البدو، ويتخوف البدوي من أهل المدن وحيلهم والطرق التي يتخذونها لسلب ما عنده، فهو في حذر وخوف حتى انه اذا اشترى بضاعة يشترط أن تكون (سالمة، مسلمة للمناخ) وهكذا ...
وهذه الحالة النفسية لا يجرد منها البدوي كما لا يجرد المدني ... !! والنزاع لا يقتصر على الكلأ والمراعي، ولا لسوء معاملة من المجاور، ولا من جراء انتهاك حرمة دخيل، فقد يكون من جرائم قتل، أو من تعرض لعفاف ... مما لا يحصى ... ! والغزو من أشهر أسباب حروبهم ...
والعمارية تتخذ لها (عطفة) كما مر وهو هودج خاص، ويعمل من خشب، ويغطى بريش النعام، وله شكل معروف عندهم. والآن ليس له وجود في القبائل إلا عند ابن شعلان ...
والمعتاد عند القبائل ان من تذهب عطفته في حرب كأن استولى عليه العدو لا يستطيع أن يأخذ عطفة غيرها ... وذلك ما دعا أن تنعدم من جميع البدو، ولا تستعاد إلا أن تكون القبيلة أخذت عطفة عدوها وغنمتها، فيحق لها أن تتخذ عطفة جديدة ...
وقد انعدمت العطفة من اكثر القبائل، بل كلها. فاعتاضوا عنها ب (العمارية) في سائر القبائل ما عدا الشعلان..
وتعد العمارية من أكبر الوسائل لاستنهاض الهمم، وتويتها بعد الفتور والضعف وخور العزم ...
وهوادج النساء غير العطفة: الحصار.
ظُلة.
كن. وهو نوع هودج، أو هو مرادف له، ويسميه الزراع (باصور)
٧ - الغنائم
في المثل البدوي (من طوّل الغيبات جاب الغنائم) فإذا تم الحرب أو الغزو بالربح والغنيمة فكيف تقسم الغنائم وتوزع بين الغانمين؟ يكون هذا تابعًا لما اتفق عليه القوم أو جروا عليه. والرئيس، أو العقيد إذا كان شجاعًا وبصيرًا بأمر الحروب أخذ المرباع المعروف قديمًا، أو حسب ما اتفق عليه مع الذين غزوا معه ... وهؤلاء لا يشترط أن يكونوا من فخذ واحد، أو من قبيلة، بل قد يتجمع اليه أناس مختلفون لا يجمع بينهم إلا قرابة بعيدة، أو مجاورة، وقرابة قريبة ... والكل على الغريب والبعيد الذي ليس بينهم وبينه عهد ... وهكذا.. ولكن في حالة العداء والمنافرة بين قبيلة وأخرى، أو قبائل مع معاديتها كانت الجموع تابعة للقدرة، وقد مرّ بنا ما تعتبره عنزة، وتسمي كل الف أو ما قاربه (جمعًا)، وكان له قاعدة أو زعيمة ...
والغنائم تابعة في قسمتها الى احكام عديدة، ومختلفة تبعًا للمقاولات، أو المعتاد في امثالها والكل تابعون للعقيد المسمى (منوخًا) وهذا العقيد من حين سلموا اليه القيادة صار يتحكم بنفوسهم وأرواحهم فهو مطاع، بل مفترض الطاعة، لا يعصى له قول ... ! وهو الذي عناه شاعرهم:
وقلدوا أمركم لله دركم ... عبل الذراع بأمر الحرب مضطلعا
نعم ان امره حاسم، لا يقبل ترددًا، وهو في الوقت نفسه يشاور اصحابه الذين يجد في آرائهم فائدة فيمضي دون تردد، ويقطع فيما يرون القطع فيه ...
وغالب المنازعات، والأثرة نراها تظهر عند تقسيم الغنائم، والاختلافات تؤدي الى مراجعة العارفة، والحلول قطعية اذا كانت من (منها)، أو تقبل عادة النظر اذا كانت صحيحة وطريقها معتاد ... والعارفة في امثال هذه ربحه وافر، وغنيمته انما تكون وافرة عند حدوث النزاع على الغنيمة ... وهكذا. والغنائم في الغزو غيرها في الحروب الحاسمة كما مر في قصة (حصة) ...
٧ - قسمة الغنائم
وهذه نوضح فيها بعض المصطلحات ثم نصير الى طريق قسمتها ...
- جماعات الغزو: وهذه متفاوتة جدًا بالنظر لمقدار الغزاة وهم: الركب. ويقال للعشرين فما دون.
الجمعه. جيش على ذلول وهم من مائة الى ألفين.
السربه. مثل الركب إلا أن أصحابها فوارس يركبون الخيل دون الابل.
اللواء. ويقال له (البيرك) . وهذا للرؤساء يقودون الالوف.
الراكضة. وهي في مقام الجمعه من الخيالة من مائة الى ألفين.
ويسمى بالجمع ما كان (ألفًا) أو نحوه، وفي المثل (يامحورب حورب) قال: (تلاقت الجموع) .
- العقيد: ويسمى المنوخ اذا كان عقيد الجمعة، وهذا يتولى قيادة الجمع أو أقسامه المذكورة أعلاه، ونصيبه متفاوت على ما سيجيء.
- الخشر: وذلك بأن يتفق الغزو على ان تكون الغنائم لجميع الغزاة ... ولقسمتها قواعد تابعة لنوع الغزو وماهية الغنائم ...
- كل مغيرة وفالها: ومن هذه يتفق الغزاة على ان تكون الغنيمة لغانمها ولا يشاركه فيها أحد إلا أن نصيب المنّوخ أو العقيد محفوظ ومعترف به ...
- العقادة ونصيب الغانمين: وهذه تابعة لنوع الأغراض التي غزا القوم من أجلها وشروط العقد الجاري. وغالب ما هناك أن نصيب العقيد مختلف. ففي (الركب) يأخذ العقيد النصف اذا كان الكسب من (المرحول)، أو يكون نصيبه (المرحول) وحده اذا كانت الغنائم مختلطة ...
وعادة الركب في الغالب أن تكون الغنائم بينهم (خشرًا)، ولا يدخل الخشر ما استولى عليه الغازي بصورة (القلاعة) وهي ان يجندل محاربه ويستولي على فرسه. وهذه تسمى (قلاعه) . ومن يتناول الغنائم قبل كل احد فيربح نصيبًا وتكون له (طلاعة) وهي ناقة أو ناقتان الى ثلاثة وتسمى (حوايه) . وسربة الخيل لا تختلف عن الركب في حكم الغنائم. وغالب الجمعه أن تتفق على أن تكون (كل مغيرة وفالها) أي أن يكون الكسب لمكتسبه.. وفي هذه يؤخذ العقيد الخزيزة وتسمى ناقة الشداد يختارها من كل الغنيمة ... ثم يأخذ العوايد وهي ما يسمى ب (أبكع ظهر) ويقال له المرحول ويراعى الطيب مع من يوده فيبره ببعض العطايا أو يمنح من ظهرت له قدرة ومهارة ... والباقي في حالة الخشر يوزع بين الغانمين.
وفي البيرك (البيرق) أو (اللواء) يأخذ الشيخ وهو العقيد ما يختاره مما يمرّ من أمامه، ويسمونه (مسربًا)، ولا يأخذ من المعروفين من العشيرة ممن هم لزمته (أقاربه الأدنون)، وكذا لا يأخذ من الفارس الطيب وهو الذي يتفادى في حروبه، ولا من المحترمين ... وبعض الأحيان لا يأخذ الرئيس إلا أنه إذا أخذ يوزع القسم الأكبر منه ...
وعلى كل حال لقسمة الغنائم طرق متبعة، والاختلاف فيها كبير، ومن جراء هذا يرجعون الى العوارف ...
٨ - العكلة - الحذية
قد يرجع الى الغزاة الغانمين بعض من نهبت أمواله، ويطلب منهم أن يعيدوا له قسمًا منها فيقول (الحذية) ويقال له (ابشر بالعطيه) . وهذا يرى ان سوف لا يتمكن أن يعيش بعد أن ذهب كل ما عنده، يلتمس ويطلب أن يعطوه، ولم يكن من المحتم أن يبذلوا له، فقد يمنعونه ويحرمونه، إلا أن العطاء يدل على نبل وكرم في النفس، والمنع يدل على لؤم وخسة في الطبع ... ولا يقع في الأغلب، وقد تكون نفس من نهبت أمواله أبية لا ترضى أن يطلب العون والمساعدة من عدوّه، وإذا كانت الغضاضة قوية وفيها قتل وإيلام فلا يعطى طالب العكلة والمنع نادر جدًا ... والعكلة هي المال الذي يعطى للمنهوب منه ويسمى (حذية) . والحذية أيضًا ما يمنح به المتخلف عن الغزو لسبب، أو يكون الطالب فقيرًا، وفيه من الضعف ما لم يستطع به أن يقدر على الغزو ... فتكون له شرهه على اقاربه الغانمين.
وكل ما نقوله في العكلة أو الحذية أن البدوي كبير النفس، نراه يعفو في أشد ساعات الحرج، وفي النجاح وأوقات الربح يمنح، ويعد عندهم العفوعند المقدرة من كريم الخصال؛ ونرى القوم يفتخرون دائمًا بما عفوا به، او منحوه لطالب العكلة ... وكأن طالب العكلة يريد ما يتقوت به كما أن العكلة واسطة نجاة الحياة ...
ملحوظة
يقال للآبار ثبرة وجمعها (ثبار) في البادية وتسقى منها الابل ويقال لها (عكلة) أيضًا. وغالب الحروب بين البدو على العكلة هذه، وقد يتقاسمون الوقت بينهم، بسبب تدخل العاذلين خصوصًا إذا كانوا أقارب.. ولكل عكلة اسم خاص بها مثل (الحزل) .
ومن آبارهم المعروفة: البريت، والمجمي، واللصف، والمعنيّه، والنصاب، والحمّام، والعاشورية، واللعاعه، والشبرم، وواقصه، والشبجه، والصيكال، والصميت، والامكور وهي عكل كثيرة ...
وبين هذه الآبار المطوي، والعكلة ... والوقائع عليها كثيرة لا تحصى ... للمؤرخين تدوينات في آبار العرب ...
٩ - ما قيل في غزاة البدو
اشتهر كثيرون بالشجاعة والحروب. ويطول بنا ذكر من اشتهر، أو كل من قيل فيه شعر لما برز من شجاعة، وابدى من تفادي..
ومما قيل في عبد المحسن والد فهد وعجيل آل هذال:
يا مزنة غرّه تمطر شمالي ... ترمي على روس المعالي جلاميد
زبيديها (١) يفهيد روس الرجالي ... وعشبها كرون (٢) منيهبن الأواليد
يتلون ابو عجيل ماضي الفعالي ... ماص الحديد (٣) الي يكص البواليد
ومما قيل فيه في وقعة عبد الكريم قالها شارع ابن اخيه:
يا عم يا مسجي الكبايل هدب شيح ... يا حامي الوندات (٤) يوم الزحامي
جيف الفرس تركض على الكاع وتميح ... يا عاد ما يجعد صفاها (٥) اللجامي
جيف الفرايش (٦) تنهزع للمفاتيح ... ليا صار ما يركى عليها الابهامي
وهذا عبد الله بن تركي من آل سعود يخاطب آخر ويفتخر بحروبه ويلوم صاحبه قال:
وشعاد لو لبسك حرير تجره ... وانت مملوك الى حمر العتاري
الزاد سوالك سنام وسرّه ... من الذل شبعان من العز عاري
يوم كل من خويه تبرّه ... أنالي الأجرب (٧) خوي مباري
نعم الصديج ولو سطا ثم جره ... يدعي مناعير النشامى حباري
من طول المسره سرى واستسره ... ويمدح مصابيح السرى كل ساري
قال محمد من الصكور:
يمزنه غره من الوسم مبدار ... بركج جذبني من بعيد رفيفه
كطعانّا ما يكبلن دمنة الدار ... يرعن صحاصيح الفياض النظيفة
وترعى بها كطعانّا غر وجهار ... وتربع بها العر النشاش الضعيفه
يبني عليها بنيه اللبن بجدار ... وعكب الضعف راحت ردوم منيفه
وترعى بذر الله ومتعب (١) ومشعان (٢)
ومغيزل (٣) يروي حدود الرهيفه
وحنه ترى هذا لك الله لنا كار ... وعن جارنا ما عاد نخفي الطريفه
واحد على جاره بخترى ونوار ... واحد على جاره صفات محيفه
وخطو الولد مثل النداوي لياطار ... وصيده جليل ولا يصيد الضعيفة
وخطو الولد مثل البليهي (٤) لياثار ... وزود على حمله نكل حمل اليفه
وخطو الولد يبنش على موتة النار ... وعود على صفر تضبه جتيفه
والجار ليبده مجفي عن الجار ... وكل على جاره يعد الوصيفه
نرفي خماله رفيه العيش بالغار ... وندعي له النفس الجوية ضعيفه
من القصائد المقولة نعلم أوضاع البدو، وروحياتهم في حروبهم، وشعورهم مما تعين آدابهم في الغزو وهي غزيرة وفياضة جدًا ... وهم عند الغلبة قد يلجأون الى ما يسمى ب (المنع) . وهذا يعني ان المنهزم أو المنهزمين قد يجدون أنفسهم في خطر فيكونون في (منع) أحد وجهاء الغانمين، ويتمكن هذا من اعطاء حق المنع لواحد فأكثر الى مائة ... ويدفع عنهم القتل إلا أنه تباح له خاصة أموالهم، ولا يستطيع أن يتعرض لهم أحد لمجرد أنهم دخلوا في منعه..وفي بعض الأحوال لا تقبل الدخالة، ولا يجري (المنع) اذا كان بين المتحربين تأثرات ووقائع مؤلمة أدت الى قاعدة (الطريح لا يطيح) فيقتل كل من استولوا عليه ... وهذا يجري حكمه في الحقوق المتقابلة وانتهاك حرمتها بين المتقاتلين ... و(المنع) في الغزو غير (الوجه) المعروف بين القبائل ...
٤
- الصيد والقنص
البدوي اذا جاع افترس، واذا شبع لعب، واذا اصابه ضيم سهر، وعلى كل حال لا يهجع على حالة، ولا يستقر على رأي، ولا ينام على مكروه ... يترقب الأوضاع تارة، ويثير العداء تارة أخرى، ويغزو آونة ... فاذا قل عمله حارب الوحش، واتخذ الصيد، وطارد القنص ... وكأن حياته مشوبة بشغب، أو أنه خلق من زعازع ... لا يهدأ، ولا يطمئن بل الهدوء والطمأنينة خلاف طبعه وضد ما يلائمه ... ولهم في الحيوانات المفترسة وطريق قتلها والانتصار عليها حكايات لا تحصى ...
لا يستعصى عليه الصيد، وهو أسهل عليه، وأقرب الى متناوله ... وهو في حياته يكافح الصناديد فلا يبالي ان يدرك قنصه. والغالب أنه في غنى عنه، لا يقنص إلا ما هو مهم:
وشر ما قنصته راحتي قنص ... شهب البزاة سواء فيه والرخم
والبدو لا يميلون كثيرًا للصيد العادي، ولا يقنصون إلا في أيام الربيع بقصد اللعب والأنس ... إلا أن صليب يغلب عليهم تعاطي الصيد اعتياديًا، ويتخذون الوسائل الغريبة للحصول عليه، وتراهم يطاردون الظباء، والنعام، والوعول، وحمار الوحش وسائر القنص الذي يستفيدون منه لحاجياتهم، تلحهم الضرورة اليها في الغالب.
وطيور الصيد لا يتعاطى البدو جميع أنواعها دائمًا. والمعروف منها:
المانعيات وهذه في الشامية. رقبتها طويلة أطول من الصقر. وهي من نوع الحر.
البدريات. طيور حرة في البحر.
الكبيدي. يصاد بين النخيل يأتي من البحر.
الوجري (الوكري) الوجاري. وهذا في جبل حمرين، وجبل مكحول، وغيرهما.
الفارسي. طير حر في البحر.
الباز. وهو البازي، في حدود إيران. وهو يصيد الدراج، والحبارى، والأوز ... والباقيات للصيد كله.
الحر الكطامي. وهو مقبول.
ويستعان في الصيد بالكلاب السلوقية ويطاردونها على ظهور الخيل، وغالب صيدهم الغزال، وباقي الصيود لا قيمة لها.
وهناك من الطيور ما يصيد لنفسه مثل (ابو حكب)، و(الحدأة)، و(الشاهينة) و(النسر)، و(الباشق) .
وصليب في كل موسم لهم صيد، ومن صيدهم الغزال، والوضيحي، والوعل والنعام، ومن صيدهم الوبر وهو أشبه بالأرنب ويسمى (جليب الدو) وسائر الطيور والحيوانات الوحشية.. ويستعملون في الصيد (الزنانيح) و(الفخ) ...
٥
- العرب البدو
١
- الخيل
قال المتنبي:
وما الخيل الا كالصديق قليلة ... وان كثرت في عين من لا يجرب
اذا لم تشاهد غير حسن شياتها ... واعضائها فالحسن عنك مغيب
١ - الخيل
كان العرب ولا يزالون في حب شديد لخيولهم، وتعد من أنفس ثرواتهم، يتغالون بها ويعنون بأنسابها وأرسانها، ويلحظون شياتها وعيوبها، وما يجب أن يراعى في تربيتها، واستيلادها، وذكر الوقائع العظيمة التي جرت على يدها، وهي عندهم كالأهل والولد، وربما كانت أعز، وأحق بالعناية والرعاية، عليها المعول في حياة المرء، وغنمه وربحه، وعزه ومكانته، أو تكون سبب هلاكه، أو خسرانه، والعربي القديم لا يفترق عن ابن اليوم وان كانت السيارات قد صارت تطاردها، وتسابقها في طريق نجاتها، ولكنها لم تقلل من قيمتها ...
واذا كان البدوي ممن يتعاطى الغزو والحروب، وله أمل في النجاة، والخلاص من المخاطر، فإنه يراعي حسن اختيار فرسه، ورسنها المعتبر ... وله حكايات كثيرة يتكون منها آداب سمرهم ومحادثاتهم، وهي صفحات مهمة ولاذة، يصفون نجابتها، وأشكالها وعدوها، وفعالها في الحرب، ويتشائمون من بعض شياتها ...
ومواضيع الخيل يتكون منها آداب قد تعجز الافلام عن الاحاطة بها او استيعابها، وكتب الخيل القديمة والحديثة لم تف بالبيان، ولم تتمكن من الاحاطة بكل المباحث، ووجهات الأنظار متفاوتة. والاستقصاء يطول.
يتردد على الألسن دائمًا (الخيل معقود في نواصيها الخير)، و(نواصي واعتاب) ومن الخذلان على الأمة ان تكون قد تركت شأن خيولها، واهملت الركوب والطراد على ظهورها، ولكن لا بطريق السباق المعروف اليوم. فالسباق المرغوب فيه اختبار قدرة الفرس بامتحان ركوبها، والفارس وتجربته، وتعوده بتقوية عضلاته، وممارسته على المشاق ... وفي ذلك ما يجلب الانتباه الى حالة الفرس وأوصافها البدنية، ومعرفة صحة أصلها ونجابة نجارها ...
ومن لم يزاول الغزو ير في ركوب الخيل، ومطاردة الصيد، والتعود على الرياضة والخشونة أكبر فائدة وأعظم نفع ... بل ان الحضارة تتطلب الحصول على خشونة البداوة بمزاولة هذه الرياضة، وهي خير من الرياضة الصناعية، فيها حركات في الركوب والغارة، وقطع الفيافي، والاستفادة من القوة، وتنشق النسيم الطلق، وامتحان البصر، ومراقبة الصيد وترصده، ومطاردة الوحوش ... وكلها من خير وسائل الصحة والتمرن على الفروسية ...
أنسابها (أرسانها)
عرفت خيول كثيرة قديمًا وحديثًا، ونجحت في حروب عديدة، وصارت عزيزة ومعتبرة عند أصحابها ... وهذه هي السبب في تكون الرسن، فهي الصديق الذي ينقذ صاحبه من مهلكة، أو ورطة عظيمة، ووقعة خطرة ... والبدوي يحفظ لها هذا، ووفاؤه يمنع أن يبذلها، أو يتهاون في شأنها.. ويتحدث دائمًا عن الوقائع التي أدت الى نجاته بسببها.. ولابن الكلبي كتاب (نسب الخيل في الجاهلية والإسلام) . وفيه عدد المشهور من خيل العرب ... ولأبي عبد الله محمد ابن الاعرابي (كتاب اسماء خيل العرب وفرسانها) (١)
والعراق مشتهر بخيله الأصيلة، ذاع صيتها، وصارت تطلب من انحاء العالم خصوصًا في السباقات الدولية، وقد يقتنيها الملوك للركوب والزينة.. ولكن البدوي لا يلتفت الى كل هذا ولا يبالي بتجارتها، ولا شهرتها ... وإنما تعرف عنده بما تقوم به من جولات حربية، وحوادث مهمة، فتنال شهرة بعدوها، وبراكبها وشجاعته في حومات الوغى وحسن تدبيره لها ... هذا وتوالي الوقائع مما أكد له عراقة نسبها وكون لها رسنًا مقبولًا عنده ...
يا بني الصيداء ردوا فرسي ... انما يفعل هذا بالذليل
عودوه مثل ما عودته ... دلج الليل وايطاء القتيل
وعلى كل يحافظ على الرسن كثيرًا، والحصان الصالح يستولد منه، ولهم العناية الزائدة ويتقاضون أجرًا على هذا فيقولون (حصان شبوة) ...
وكان يراعى في أنساب الخيل أن بعض هذه تقع حادثة، فينجو بها صاحبها وتكون سبب حياته فيسميها باسم يلازمها دائمًا، واذا تكررت الحوادث منها أو من نسلها فهناك يتكون الرسن ولا تنسى، وفي هذا اعتزاز بسلسلتها، ووفاء لما قامت به ... وقد يلازم الرسن البيت مدة فيسمى به.
والملحوظ هنا أن الاحتفاظ بالرسن دون مراعاة الاعتبارات الأخرى قد أدى الى انعدام الخيل الأخرى مما لم يشتهر لها رسن، أو أن يقل الاهتمام بها، ولا يكثر رسنها ... وهذا نقص اويشير الى عدم التغالي فيها ... وفيه وقوف عند الجنس الرديء وإن كان أصله مقبولا. وحرصوا حرصًا زائدًا وقالوا (الأصل يجود) ترقيعًا لما رأوا من عثرات لمرار عديدة، فتصلبوا في المحافظة، وتعصبوا تعصبًا لا يكادون يسمعون خلافه ... على ان ايام الطراد، والرهان قد عينت خيولًا مقبولات، وصار يحتفظ بهن.
ومن أشهر أرسان الخيل: الجدرانية. وهذه عند حسن العامود من شمر، وصلت اليه من الفرجة من عنزة، واسم صاحبها الأول جدران فسميت باسمه، ووبير ان اخوه، واليه تنسب (الوبيرانية) .
العبية. عند ابن عليان من السبعة، وعند الشيخ عجيل الياور، وعند المرحوم السيد محمود النقيب والآن لا أعرف اين صارت؟ ومنها (السحيلية) عند السحيلي من فداغه، و(ام جريس) عند مدحي بن زهيان البريجي، و(الشراكية) عند نوري الشعلان، ويقال لها الشراكية الاخدلية، والاخدلي من الفدعان من ضنا ماجد ومنها (الهونية) .
المعنكية. وهذه منها: الحدرجية.
السبيلية. وهذه من الحدرجية وهي عند ابن سبيل من الرسالين وعند ابن غراب من شمر.
٤) - الكحيلة. وهذه يضرب المثل بعراقة أصلها؛ فاذا وصفت امرأة بنجابتها قيل (كحيلة)، منها: كحيلة العجوز. وهي كثيرة ومنها الاخدلية عن الاخدلي من الخرصة وجبيحة للصائح والآن عند شيخ محروت الهذال.
كحيلة الأخرس. عند الاسبعة.
كحيلة كروش. عند (العلي) من المنتفق. وعند الدويش في نجد.
وهذه على ترتيبها ارجح الخيول المعروفة عند البدو كما هو المنقول عن الشيخ فهد الهذال.
٥) - حمدانية سمري. وتسمى (العفرية) عند العفارة فخذ من السلكه وعند ابن غراب من شمر، وعند داود آل محمد باشا.
٦) - الصقلاوية. منها الدغيم من الهذال، وعند زبينة من الفدعان وعند ابن عامود، وعند الاوضيح من الثابت، والاجويدي من الثابت.
ومنها: الجدرانية.
الوبيرية.
النجيمة.
٧) - النواكيات. عند الدويش من آل محمد، والنواك أصلًا عند الجاسم من الاسبعة.
٨) - الوذنه. في نجد، وعند المريجب من المضيان (السلكة) في العراق.
٩) - الربده. عند لابد الرزني من عبدة.
١٠) - ريشه. عند ابن عيده من الرسالين «سبعة» وعند ابن هتمي «من عبدة».
١١) - شويهة ام عركوب. عند الرولة.
١٢) - الدهمة. من خيل ابن هيازع. وصلت من امام اليمن الى آل سعود ومنهم صارت الى ابن يعيش «من ضنا مسلم» خال فهد الهذال ومنه تفرقت وتكاثرت. والآن قليلة. وقد يقال «دهمة عامر».
ويظهر من هذه التسميات، والمعروف من أصولها انها سميت باسم اول من اقتناها فاشتهرت عنده أو بصفة خاصة بها أو ما ماثل ...
قال البدوي:
الخيل عز للرجال وهيبة ... والخيل تشريها الرجال بمالها
وعارضه آخر:
العز بوروك النسا ... واللي عريب ساسها (١)
تطلع منه كطم الاخشوم عنابر ... عنابر تسجي العدوّ امرارها
هذا وتعد من نوع اهانة الفرس وانتهاك حرمة رسنها أن يحرث عليها، أو يجعلها دابة حمل ونقل أثقال ... وعلى هذا يترتب (الحشم) عندهم، اعتزازًا بأصلها، وزيادة اهتمام به.
٣ - شياتها وأسنانها
في البدو أرباب معرفة في أوصاف الخيل وبيان جمالها وحسن شكلها وتناسب أعضائها ومنها المقبولة، والمشئومة. فإذا كانت فيها سيالة (غرة في جبينها)، ومثلها محجلة الرجلين، وتسمى (المرسولة)، واذا كانت فيها غرة فهي مبروكة. وكذا يقال في محجلة اليسرى، وتسمى (المرجبة)، وهناك (المخوضة) وهي التي كل ايديها وارجلها بيضاء، واذا كانت اليد اليسرى والرجل اليسرى مخوضة، أو محجلة قيل لها (الزنية) وصاحبها يركب على بياض، وينزل على بياض ...
وهذه كلها مقبولة.
ومما يتشائمون به من الخيول وتظهر المقدرة في تعيينها (الشعرة) تكون في الجبهة، أو في الصدر، أو في الرقبة، أو البطن ... ومن ثم يدركون بركتها أو شؤمها وعندهم تجارب عديدة، ومعارف موروثة.. وغالبها ملازمة لما يفسرون به فالذي يسقط من فرسه فيموت، أو يدخل الغزو فيصاب، أو يكون تكلع أو ما ماثل يقولون انه ما ناله ما ناله لشؤم في فرسه، ولا يرغبون ان ينفروا من حرب ... ولعل هذا هو السبب في توليد هذه الخرافة ...
وعندهم محجلة الايدي رزقها محدود، والشؤم عندهم في محجلة اليد اليسرى ويقال لها (كفن) فكأنها بمثابة كفن لراكبها.. وهكذا الشقراء الخالصة مشؤمة ...
والفرس اذا ذرعنا مؤخرها من الحافر الى القطاة وكان أطول مما بين حافر اليد الى الحارك تكون سريعة الجري، واذا كانت صدور الخيل عريضة، ومناخرها واسعة، وعيونها كبيرة، وجبهتها مربعة فهي مرغوب فيها ...
وقد نعت بدوي فرسه فقال: فيها من صفات الأرنب: نومه، وسرع كومه.
ومن صفات الظبي: فزه، وكبر وزه (١) .
ومن الثور: كصر جين (٢)، ووسع عين.
ومن الجاموسة: وسع حجب (٣)، وقوة عصب.
ومن البعير: وسع جوف، وبعد شوف.
وفي (كتاب الخيل) للأصمعي بيان عن أوصاف الخيل وتفصيل اعضائها، والاستشهاد بأبيات قديمة لشعراء كثيرين. وعندي نسخة مخطوطة منه، ورسالة مخطوطة في (فضائل الخيل) لم أقف على اسم مؤلفها تبين جياد الخيل، وترتيب سبقها ... ورسالة أخرى منسوبة لامرء القيس في الفراسة ومعرفة الخيل، والعلامات الحسنة وغيرها، و(اسبال الذيل في ذكر جياد الخيل)، لنجم الدين بن خير الدين الرملي ...
وأسنان الخيل أو أعمارها في الحاضر: الطريح. اذا كان قد سقط لمدة ستة أشهر الحولي. اذا ولد لمدة سنة واحدة الجذعة. التي تبلغ من العمر سنتين. وتشبى في هذا السن.
الثنية. لها من العمر ثلاث سنوات.
الرباع لها من العمر اربع سنوات الخماس. لها من العمر خمس سنوات وتسمى كرحة (قرحاء) .
٤ - التجفيل - التجبيش: (السباق) تعويد الفرس، وتنفيرها باجراء تمارين وممارسات عديدة لها يعرف ب (التجفيل) أو (التجبيش) ... وهذا من خير الطرق لنجاح الفرس في السباق أو في الغزو أو الحرب ... ولتربيتها أصول، وطرق اعتناء، ومراعاة الحالة التي يجب ان يجريها، والعناية ضرورية، ونعلم ان البدوي يهتم بفرسه، ويلاحظها اكثر من نفسه، ولكن السباق يحتاج الى وصايا صحية، وأوضاع خاصة في أكلها وشربها ... وركضها وتمرينها ولا يقوم بهذا عندهم سوى مالكها.
والبدوي على حالة غير حالة الريفي فانه يجفل فرسه دائمًا، ويطارد عليها فنكون في وضع تأهب على الغارة، وتابعة لأدنى اشارة.. بخلاف الريفي فانه لا يراعي هذه إلا في اوقات خاصة ولا مجال له ان يطارد في اراض محدودة، فالخيل لا ترى ميدانًا فسيحًا، وتحتاج الى تمرين لتنال مكانة في الركض، وغالب الخيل القوة النشيطة هي التي تعيش في مكان عذي (هواؤه عذب ونشيط) ومن ثم يكون النجاح كفيلها ... والألعاب، والسباق على ظهور الخيل من ألذّ ما يجري بين العربان في أيام افراحهم، أو ابان التمرن على الحروب ... والتأهب للغزو.
وهنا يظهر المجلى من الخيول، وهذه تابعة لتقدير قوة الأعصاب للعدو ... ونفس الركض وميدانه حتى ان بعض الخيل قد لا تسبق اذا لم يطل ميدانها، وتنال السبق على الكل اذا طال المدى ... فاذا لم تقدر هذه النواحي وأمثالها فلا أمل في نجاح غيرها، ويضرب العرب الأمثال في المدى وطوله ... وعلى كل حال هناك أمور يجب الانتباه اليها وتحتاج الى خبرة وفكرة قويمة، وغالب من يقوم بهذه المهمة متمرن عارف ...
وفي هذه الأيام راج سوق الخيل في السباق، وتولدت بينهم مصطلحات كثيرة لما رأينا من عناية الأجانب بها، واستفادتهم منها، وتعيين درجات السبق، والرهان عليه ... ومن ثم رجحت من نالت السبق لمرات، وصاروا يتغالون في أثمانهابالنظر لما تربحه، واشتهرت كثيرات قد لا تكون علاقة للرسن بهن، وانما انحصر ذلك في خيل معينة، وبهذا حصل انتقاء في السوابق، وطوي ذكر الخيل الأخرى، وان كن من الخيل العراب ... وفي المثل (عند الرهان تعرف السوابق) .
وهذا من ضروب المقامرة بل من اعظم المقامرات، ومن أشد الاضرار على الخيل والاجحاف بحقوقها بل التجاوز عليها، ويجب ان لا يشيع بكثرة وانهماك في أمة حريصة على اوضاعها الحربية، والانتفاع من نشاط خيلها، وقيمتها الحربية ... وقد مر الكلام على السباق المرغوب فيه ... ومن المؤسف أن يروج سوق الخيل من طريق سباق المقامرة، وتزيد العناية بها من أجله ...
٥ - أسماء الخيل
وأسماء الخيل المعروفة قديمًا وحديثًا كثيرة عندنا، ولها في هذه الأيام اسماء جديدة، واشتهر من الخيل القسم الكبير لما كان لها من مواقف بارزة في الحروب كما اشتهر شجعانها فحافظت من جراء ذلك على أرسانها، واليوم يعوزنا احصاء اسماء الخيول المعروفة ... وتعداد كل ما عرف واشتهر في السباق وغيره يطول كثيرًا. وهذه بعض المشهورات: عسيلة.
تاج عطية.
ردحة.
حمية.
فضيلة الهوى.
هذا ويضيق المقام عن التعداد. وللأسف كل هذه الخيول العراقية لم تشتهر بوقائعها وانما عرفت بسباقها ... !!
٦ - سرقة الخيول
من ابدع ما يجلب الاسماع، ويدعو للانتباه واللذة معًا ما يورده البدو عن سرقة الخيول من اناس تعودوا على ذلك وتمرنوا.. وكل ما يوردونه من حكايات وقصص يدل على عزة الخيل ومنزلتها عندهم؛ فهي من أعز ما عندهم، ولذا يبالغون في اطرائها، يذكرون شطارة السراق وحسن مهارتهم، وما يقدم لهم من فداء أملا في استعادة الفرس المسروقة، والتهالك وبذل الجهود في استعادتها، وما عاناه صاحبها، أو ذكر خيبته ... والسراق منهم (الحايف) وهو الذي يسرق ليلًا وخلسة، و(البطاح) هو الذي يركب الفرس ويفر بها على مرأى منهم ...
و(ربيط البدو) في الغالب من كان متعودًا على سرقة الخيول وهو الذي يبطح على الفرس. وهذا يحبس ويحدد بحديد الفرس، ويبقى حتى يسلم المسروق أو يفك نفسه بمبلغ يتقاضونه منه أو من كفيله والربيط قد يكون مطلوبًا سابقًا بأموال أخرى أو (وسكة)، ويحتاج الى أن يفك نفسه.
٧ - شركة الخيل - بيوعاتها
يعتز البدوي بفرسه كثيرًا، ولا يهون عليه ان يعطيها، أو يملكها لغيره ببيع وسائر التمليكات الا لضرورة، او لحاجة تعرض له ... وقد يكتفي ببيع حصة شائعة كأن يبيع (عدالة)، أو نصفًا شائعًا، أو رجلًا، أو نصف رجل. وهذه شاع البيع بها حتى عند غير البدو، وحافظوا على ارسانها، والبيع في مثل هذه الحالة لا تظهر غرابته في بيع الكل وقطع العلاقة كما هو المعتاد في سائر البيوعات والامتعة وتداولها.. وكل الخيل ليست كرائم، وانما هناك خيول تباع وتشترى على المعتاد كالضأن والبقر ... الا ان البدوي في الخيل خاصة لا يريد ان يقطع علاقته بفرسه. وهذه أشهر بيوعاتهم: بيع مثانى. وذلك بأن تكون أول بطن للبائع، وبعدها للمشتري والثالثة للبائع، ومن ثم تنقطع العلاقة بها ... واذا كان المولود (فلوًا) فلا عبرة به، وتجري القسمة على ما عداه ...
بيع النصف. وفي هذا تكون القسمة على البائع، والخيار للمشتري لأنه هو الجاني (المربي) للفرس. وقد تبقى الشركة لمدة طويلة..
بيع العدالة. وفي هذا يكون البطن الأول اذا كان انثى للبائع وتفك على ان يكون للمشتري منها البطن الأول أيضًا وتنقطع العلاقة.
بيع الرجل. وهي الربع على الشيوع.
ومن هذه كلها اذا كانت الخيل مشتركة قسم الشريك وكان الخيار لصاحب الرسن وهو القائم بتربية الخيل، وينقطع الخيار لمرتين وفي الثالثة ليس له ان يرجع عن اختياره وذلك انه يختار فاذا وافق الطرف الآخر فله ان ينكل عن الخيار، ثم يقسم الشريك مرة أخرى وله أيضًا ان ينكل، وفي الاثلثة ليس له ان يرجع عما اختاره، ويكون هذا قطعيًا ...
٢
- الابل
اذا كانت الخيل وسائط نجاة مهمة لحياة البدوي فلا شك ان الأبل قوام هذه الحياة ووسيلة بقائها وطريقة سد حاجياتها.. فمنها لبنه، ومنها وبره ومنها لحمه، وجلدها نافع له ... وهي واسطة نقله من مكان الى آخر، وحمل اثقاله فهي في نظره (سفن البر) ... ولولاها لكانت حياته منغصة، وعيشته مرة، وآماله ضيقة ... وهذه فيها غناؤه وثراؤه بل من اعظم ثروة له، ومن أهم تجارته، وأكبر واسطة لنماء أمواله ...
لا تعيش للبدوي أنعام وهو في حالة غزو، وتنقل سريع من مكان الى مكان الا اذا كانت كهذه الابل تتحمل المشاق، وتتكبد الصعوبات والاراضي الوعرة، والفيافي البعيدة عن العمران ... فهي بحق تعدّ أعظم نعمة ناسبت اوضاعه فكأنها خلقت لأجله، وقدرت له في أصل الخلقة ...
وفي آية «أفلا ينظرون الى الأبل كيف خلقت» دليل الامتنان بهذه النعمة، ولولا الابل لما تمكن البدوي ان يبلغ المكان الذي يريده الا بشق الانفس وصعوبتها، وهكذا المشاهد والمنتفع به أكبر دليل وأعظم نعمة ...
والعرب في آثارهم الكثيرة من كتب الأدب واللغة تعرضوا للكلام عليها، واوسعوا المباحث ومن اقدم من كتب، وخص الأبل بمباحث خاصة الأصمعي فقد نشرت له في الأيام الأخيرة رسالتان في الأبل وردتا في (الكنز اللغوي) للدكتور أوغست هفنر استاذ اللغات السامية في كلية فينا. طبعت هذه المجموعة في بيروت سنة ١٩٠٣ والرسالتان احداهما جاءت في صحيفة ٦٦ والأخرى في صحيفة ١٣٧.
وعلى كل حال يهمنا ان ننظر الى ثروة البدوي، ونقدر قيمتها ومكانتها ونعين طريق معيشته من وراء هذه الثروات لنتخذ له التدابير الملائمة للانتاج، والطرق الصالحة للتكثير، ومخارج للبيع والصرف في المواطن الأخرى للاستفادة من نواح عديدة منها.، فنكون قد ساعدناه وجعلنا حالته في رفاه وربحنا منه في تجارتنا، وضرائبنا، وسهلنا له مهماته ...
والابل في العراق كثيرة، وكانت لها فائدتها قبل شيوع السيارات؛ فهي من أرخص وسائط النقل، وإن كانت بطيئة ... اهمال هذه الثروة دون عناية في امرها غير صحيح، ومن اهم ما يعرض للبدوي قلة المراعي لها، ومن الوسائل الفعالة افساح المجال له للسرح في مواطن لا يستفيد منها سواه، وفي هذا تخيف لويلاته ومصائبه مما قد يؤدي الى ضياع كافة ابله ...
والابل انواع كثيرة، وبينها ما هو معروف قديمًا، ويعد من نجائب الابل لما فيه من المزايا المختارة من سرعة، وتحمل مشاق، أو ما ماثل ...
أنواع الابل: وأشهر المعروف منها مما ينتفع به للحليب والحمل: ويسمى (البعير) ويقال له (الرحول): ١ - الخواوير. وواحدها خوار، وهي اباعر عنزة وشمر وغالب البدو بصورة عامة، وهذه ابل بادية الشام، تصبر على العطش، وتستخدم للغزو، تعيش خارج المياه في البادية الجرداء. وهذه لا تعيش في العراق في الأرياف من جهة القارص (الزريجي) والمعروف منها (بنات وضيحان)، و(بنات عبجلي)، و(النجبانيات)، و(الشراريات) .
٢ - الجوادة. واحدها الجودي وهذه في الغالب عند المنتفق وغزية والصمدة من الضفير وسائر القبائل الريفية كالزكاريط (الزقاريط) وغيرها. ولا تصبر هذه على الضمأ، ولا تتحمل المشاق التي تصيب البدو ... وابل شمر طوقه كلها (جواده) .
وهناك قسم آخر يستفاد منه للركوب غالبًا ويقال له (الذلول) ومن أنواعه: التيهية. وهذه صغيرة، ولها رسن، تفيد للسرعة وللمغازي، وتقطع مسافات بعيدة. وهي عند الشرارات من الصلبة، والحويطات منهم. وهذه تطرح النعام، والغزال، وهي للركوب خاصة، ويقال ان اضلاعها سبعة في كل جانب.
الحُرّه. تعيش في البادية، وتصبر على الماء، وهي عند شمر وعنزة، وعند الشرارات. وبها يتمكون من اللحاق بالخيول ...
العمانية. من نوع الجودي، وهي جميلة ووافية، وغالب ما تكون عند المنتفق ويحتفظون بها، وقليلة في سائر الأنحاء، ومواطنها على ساحل خليج فارس.
الباطنية. وهذه قليلة في العراق.
قال صلبي يخاطب عشيقته: (للسيلان منهم)
يا نديبي شد لي كور مهذالي ... من ضراب التيه وامه شرارية
لشنطته بالرسل صابه حفالي ... مثل دانوك حدته الشماليه
نحره يم الغضى طيب الغالي ... عين خشف مرتعه له بوسميه
الوانها: الوضحة. بيضاء الصفرة. دبسة، غامقة.
شعلة. أقل انكشافًا، والجواده القسم الأعظم منها هذا لونه.
الملحة. سوداء.
الزركه. عشمه.
الشكحة. بين البيضاء والشعلة.
وهذه كلها في الخواوير.
حمرة. على احمرار وفيها غمق.
والبيض منها كلها تدعى (المغاتير)، وما كان فيه سواد، أو ملح يقال لها (السحمية)، أو (السحمة) .
ومن أوصافها: (الصجرية)، و(ابكع ظهر) ...
شواذيب وعذاريب
من العيوب في الأبل ما يسمى الشاذب، أو الشاذوب والضبطه فيقال ليس فيه (ضبطه وشاذب)، والعذوربه أو العذاريب وقد يطلق الواحد على الآخر كلفظ مترادف ويقال (سالم العذاريب) . وهذه أشهر ما هو معروف: الطير. سكتة دماغية الخراش. نوع جنون الضلع.
الجرب.
الجدري. وهذا يكون في صغره الورك. مرض في الابط.
وأصل الشاذب عظم زائد في صفحة زور البعير. وهناك عيوب لا عن مرض وانما هي عيوب في الخلقة، أو نقص في الأعضاء: الجدعه. مقطوعة الاذن.
العصلة. مقطوعة الذنب الحرده. تضرب بيدها على الأرض؛ وهو نوع فالج.
الخطلة. مرتخية أعصاب الرجل عكس الحرده.
جنفه. فيها لحمة كبيرة تحت أبطها النجبه. مخلوعة الزند (مفسوخته) .
أسنان الأبل
المخلول. عمره سنة١ المفرود. عمره سنة٢ اللجي. عمره سنة٣ الجذع. عمره سنة ٤ وهذه يبتدئ فيها اللقاح وهو الضراب.
الثني. عمره سنة٥ الرباع. عمره سنة٦ الخماس. عمره سنة٧ الجالس. عمره سنة٨ ومدة الحمل ١٢ شهرًا ومن النوادر أن يكون ١٣ أو ١٤ شهرًا.
الوسم والشاهد
وللأبل عند كل قبيلة، أو فرع من فروعها علامة يسمونها بها لتعرف وهذه تختلف اشكالها بالنظر لما تتخذه القبائل ولا نجد تقاربًا في الوسم الا قليلًا، وكذا يقال للشاهد وهو نوع الوسم الا انه لا يعول عليه في التفريق، وإنما هو أشبه بالاشارة الخاصة ...
والوسم يكون على اليمين أو على اليسار، أو على الرقبة ... والشاهد يكون على يمين الوسم، أو يساره، وقد يكون الوسم على اليد اليمنى، أو اليسرى ... والشاهد على الرقبة، أو يكون قريب الخشم ويصير محاذيًا للعين، أو نازلًا الى الفك وعلى كل لا يعول على الشاهد.
وسم شمر طوقة كاشارة على يمين الناقة، والصلتة منهم يجعلون الشاهد قدامه، والغرير منهم في يساره، والزقاريط عندهم الوسم اشبه بحرف T اللاتينية ويكون في اليسرى وشاهدهم في الوجه على الجانب الأيسر في منحدر الرسن والنصر الله (فرقة منهم) على الفك ... ولا يكاد يحصى الوسم لكل قبيلة وشاهده، ولقبائل عنزة لكل منها وسم خاص، كما لقبائل شمر كذلك ...
شركة الابل
وشركة الابل للانتفاع منها تكون بأمور عديدة ولكن هذه لا تظهر إلا في القضايا الجزئية والمطالب الصغيرة مما يجرى بين الطبقة الضعيفة، أو بين ضعيف وغني ... ومن هذه: شركة عظم. وذلك أن يشتري الموسر الابل، ويشغلهن عند آخر حتى تفك اثمانهن من النماء والربح، وحينئذ يشترك معه مناصفة ... ولكن هذه الشركة يصح ان تفك عند الطلب، ولا تكون مقيدة بشرط، ومع هذا اذا وجد شرط لزم مراعاته ... وفي هذه الحالة اذا طلبها صاحبها قبل ان تفك فحينئذ تباع وما زاد عن قيمتها يقسم بينهما ... فالتعب الذي بذله العامل لا يهمل بوجه، ولا يضيع ...
شركة العدالة وتكون في الغالب في الغنم، وتقل في الابل وذلك بأن تعطى الشياه او الابل الى آخر ويشارك في النماء، ولا يكون شريكا في العظم الأصلي بل في الصوف والدهن ...
ان تودع الابل على ان تكون الاجرة مثالثة، ثلث للجاني وهو الذي قام باعارتها ... ويتسلمها المكاري كاملة الحدايج والثاية ... واذا كانت كثيرة فيصح ان يشترط على صاحب الابل اكثر، وان يستخدم معه آخر فيكون نصيبه النصف ...
ويطول بنا تعداد كل ما هو معروف، وانما الغرض الفات الأنظار الى هذه النواحي، وعند الاختلاف يرجعون الى العارفة، والضعيف يلجأ وان كانت القضايا تافهة.
بيوعات
في الابل قد يكون البيع صفقة واحدة وتنقطع العلاقة وقد لا يكون كذلك وتبقى العلاقة لمدة بأن يشتري المخلول والغركان، والمخلول منهما تراه، ويكون مولودًا، ويؤخذ وقت طلوع سهيل، أو أن يسلم صيفًا ... وإن المشتري في هذه الحالة يسمى (شراي حبل) والمفرود ويقال له الغرقان، كأن يشترى في بطن أمه ثم يأخذه المشتري بعد أن يفطم من أمه وذلك بأن يحول عليه الحول أو أزيد واذا مات المبيع في هذه الحالة فهو مضمون.. ويسمى (المجفوت) .
هذا ما يعين البيوعات عندهم، وان الضمان يترتب لأنه لم يسلم الى المشتري في الوقت المضروب، وغالب هذه يجريها الضعفاء والفقراء فيما بينهم، وهي التي توضح بقايا بيوعهم.. والغرض من هذه البيوعات الشراء سلفًا، وان يكون تحت ادارة البائع لمدة ...
الرعى
اذا أراد أن يسرح في الابل يعطى مخلولا ومبلغًا معينًا يقدر بدينار أو أكثر، أو مفرده وحده، أو مبلغ وحده وذلك حسب قلة الابل وكثرتها ...
الدخيل
تعطى الابل الى آخر فيذهب بها الى نجد أو الى مكان آخر، وذلك الراعي أو آخذ الابل ضامن ويجعل الابل مرخوصًا من قبله يقال له (الدخيل) والوصي وهذا هو الذي وكله ... فاذا رفض وكالته فحينئذ يصرح بذلك ويشهد ثم يخلط الأموال (الابل) بما عنده، ولا يضمن المقدرات أي لا يتوجه عليه ضمان الدرك، فاذا مات بعير يثبت الشهود على موته وحينئذ لا يبقى حق. اما لو طالب المالك ببعيره فامتنع من اعطائه الى الوصي ضمن أي انقلبت يده الى يد ضمان.
وداعة البدو للبدو
وهذه امانة لا تفرق عن سائر الامانات الا انه يتصرف بها وينميها، أو يبقيها امانة على حالتها دون تصرف ... والبدوي في أحوال عديدة يريد أن يسير الى أهله، وليس في امكانه الا ان يكون مجردًا، وتكون هذه محترمة ومحتفظ بها للأمرين المذكورين، وللأمين الحق في اختيار احداهما، ولا يفترق المودع بين ان يكون بدويًا أو غير بدوي، ولكن يصرح غير البدوي بغرضه فيقول هذه (وداعة البدو للبدو) أي أنها الوديعة المصطلح عليها عندهم. وللامين الحق في حفظ عينها، او التصرف بها. فاذا كانت الوديعة شاة مثلًا تكاثرت عنده، أو حوارًا، أو بعيرًا كان الأمر كذلك، واذا باعها اشترى بثمنها ما ينمو، كأن كانت بعيرًا فحلا كرى عليه ما عنده ونمّى الحاصل، أو باع البعير واشترى به ناقة، فاستولدها ...
والحاصل لا يسوغ له بوجه ان يخون هذه الأمانة، وإنما يستثمرها لصالح المودع، واذا كانت مبالغ اشترى بها ما فيه فائدة الى آخر ما هنالك، وقد يعين المالك الذي ائتمنه ان يتقاضى أجرًا عوض العناية، وهذا غير ما يعطى للراعي أجرة رعيه وسرحه ...
٣
- اموال اخرى
لا تعتبر الأموال الأخرى في الحقيقة من أموال البدو المهمة، وإنما الأموال الحقيقية هي التي تلائم أوضاعهم الحياتية ... فاذا تقربوا من الأرياف صاروا يقتنون الغنم، ويلاحظون أمر رعيها وتكثيرها ... واذا وجدت أموال أخرى فهذه لا تعد من أموالهم الأساسية. والغرض بيان ما يعوّل عليه البدوي من الأموال في بداوته، ومن أشهر أموالهم الأخرى الغنم ...
- ٦ -
الشيم والأخلاق
ضيق المعيشة، وضنك الرزق، وقلة الموارد قد تجعل المرء في لبس من تصديق ان البدوي لا يكذب، وانه صريح القول، ينفذ ما عزم على فعله وما قطع في امره ... وهو في هذه الحالة لا يشهد كذبًا، ولا يحابي ... وفيه من الشمم والأباء والعفة بمعناها الصحيح، واكرام الضيف، وحمى الجار والنزيل ما لا يوصف.
شاهدنا وقائع اعترف فيها البدوي انه قتل، أو أنكر القتل فلم يحلف، ولم يخن أمانة، ووفى بعهده وهكذا.. وكم أخذتنا الحيرة في وقت لا نراه يقدم على الكذب وهو في أشد المواطن خطرًا، وأعظمها حرجًا ...
نرى أوصافًا كثيرة عند البدو ولا نجدها عند غالب اخوانهم من الحضر فكأن البداوة ملازمة للصدق، والانفة من الخديعة والكذب، وكأن الحضر غير منفكين من الأوصاف الرديئة الا من عصم الله تعالى ... ذلك ما دعا ان يأمن الحضري معاملته مع البدو، ويتخوف البدوي من أهل المدن وحيلهم والطرق التي يتخذونها لسلب ما عنده، فهو في حذر وخوف حتى انه اذا اشترى بضاعة يشترط أن تكون (سالمة، مسلمة للمناخ) وهكذا ...
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
ونخشى في هذه الحالة أن تتطرق اليهم بعض صفات أهل المدن الرديئة، وتنتقل عدواها وان القائمين بأمر اصلاح المجتمع يحتم عليهم الواجب ان يلاحظوا هذه المهمة، وان يتذرعوا بوسائل مانعة من التسرب الى هؤلاء، وأن يسيروا بهم الى التربية الحقة ... ! مرت أمثلة كثيرة تبين صراحة البدوي وصدق لهجته، وصفاء سريرته ... ونحن في حاجة كبرى الى أن نتعلم منه المهم من الأخلاق الفاضلة، والسجايا النبيلة ... وان لا نتهاون في أمرها، لا أن نفسده وهو سهل الخديعة، فيتذرع بالوسائل الرذيلة ... ونتمنى ان لا يدخله الاصلاح قبل ان ننال قسطًا منه والا سقناه الى ما نحن فيه، وبهذا انتهكنا حرمة أخلاقه وعلوها وسمّو سجاياه وفضائلها ... وهل من الصلاح ان نتولى امر الاصلاح ونحن لم نتسلح بما عنده من سجايا، ونتطلب منه ما هو مفقود وقد قيل (فاقد الشيء لا يعطيه) ..
جلّ آمالنا ان يحتفظ هذا البدوي بحسن سلوكه، وطيب اخلاقه، وصفاء نيته الى ان تتبدل حالة التربية العامة بخير منها، وتكون اولى مما هي فيه ...
- نعم قد تكون في البدوي بعض الصفات التي اكتسبها من حاجته ومحيطه، ويهزأ بمن يذمها، أو يلومه من أجلها أمثال الغزو ... ولكن هذه بالنظر الى منع حوادث الغزو، والاتفاق والتكاتف بين الدول المجاورة على منعه تغيرت هذه الحالة، وماتت من نفسها، وصار يشعر بأن ماله ما اقتناه من طريق مشروع ... وستقوى هذه الخصيصة ويتعود مغزاها في حين انه قبل هذا اذا قيل له: - الله يحرمك من غارة الضحى! كان يجيب: - وهل (١) وجه، وهل وجه ... ! يريد بل أنت تحرم منها!! وكانوا يؤدون من غارة الضحى بعض الصدقات عن موتاهم..!! وغرضهم من غارة الضحى أنها على وجه نهار، ولم تكن خفية، أو خلسة ... ! ومهما كان الأمر فالبدوي يغزو وينهب، ويقتل ولكنه لا يكذب، ولا يخدع، ولا يخون الامانة، ولا يقبل بذل، ولا يرضخ لقوة..!! يعيش بعزّ، ولا يرضى ان يهان، حر الضمير، صريح القول، وعفيف الذيل في غالب أحواله.. وهو أيضًا كريم بطبيعته، شريف في نفسه، أبي، لا يتردد عن معونة، ولا يحجم عن مساعدة ... والقلم ليعجز ان يجري في بيان كل خصاله الحميدة المقبولة ... والمرء ينجذب بل يكون مغرمًا بأوصافه هذه وأتمنى أن تكون هذه بصورة عامة عندنا ... وأن نمضي على كثير منها ...
سجايا قوية، عالية، لا تفترق بوجه عن أوصاف العرب القدماء؛ ولا تقل عنها، ويعوزها ما أعوز تلك من اصلاح حقيقي، وتهذيب اجتماعي، لا يشبه ما نحن عليه اليوم، ولا يأتلف وما نحن فيه ... ولم أكن في قولي هذا ساخطًا على المجتمع أو غاضبًا عليه الا أني أرغب أن يتحلى بأكمل صفات الرجولة، وأن ينال حظه من الحضارة مقرونة بتلك السجايا الفاضلة ...
وهم كما نعتوا انفسهم:
حنّا جما صافي الذهب ... وانظف من الخام الجديد
ولا نريد أن يزيف هذا الذهب، أو تنال ذلك الخام نكتة تكدر لونه او تودي بصفائه وجميل رونقه ... فاذا كان:
حسن الحضارة مجلوب بتطرية ... وفي البداوة حسن غير مجلوب
فالأخلاق فاضلة، وعزيزة، لم تدخلها التطرية، حسنها طبيعي، وسالم من العذاريب الكثيرة كما يصطلحون عليها ...
وهنا نذكر بعض أوصافهم العامة:
١ - النخوة
وهذه من أكبر وسائل التكاتف، ويقال لها (العزوة) أيضًا، وفيها تتشارك القبائل التي تمت الى نجار واحد، وغالب القبائل تعرف القربى بينها بسبب هذه النخوة ... وقد مرّ بنا ما ينتخى به القوم، وهي دليل الأخوة، وشارة التكاتف والظاهر ان اصلها (انااخوة) ومنه اشتقت (النخوة) ومثلها العزوة ويراد بها الانتساب الى نجار واحد ...
قال الشاعر:
لا يسألون أخاهم حين يندبهم ... في النائبات على ما قال برهانا
وهذه هي النخوة، والندبة مثلها ... واذا صرفت النخوة الى ناحية التكاتف على اتباع الحق، ونصرة المظلوم، ومقاومة الشر فما أحلاها. والتلقين الى هذه الناحية قد يؤدي الى نتائج مرضية ...
٢ - الدخيل، الدخالة
في القتل يدفع عن القاتل لمدة ثلاثة أيام على ان لا يسارى ولا يبارى ... وفي المطالب الأخرى غير قتل النفس يكون الوجه لمدة سنة، فلا يتعرض له أحد. الا أن (فورة الدم) لا يصد احد فيها، والوجه لا يمنع غالبًا الا أن يكون قويًا ويتمكن من زبن الهاجمين ...
٣ - الوداعة
وهم أحفظ للأمانة، وأحرص على الوديعة، وقد مرّ بيان بعض حوادثها الخاصة، ويتفادى البدوي في صيانة الوديعة ...
وعلى كل حال تظهر أوضاعهم العامة وأخلاقهم الاجتماعية، وكذا الفردية من طريق تثبيت الوقائع الاعتيادية، وفي مواطن الحروب واوقات الغزو وقد اشير الى ذلك فيما مرّ، وسيأتي من الأمثلة في خصوماتهم مما يعين أخلاقهم في بعض الأوصاف والأقوال التي يعابون من أجلها، ويحق لهم أن يطالبوا بالحشم، أو يعقروا من جراء ما نالهم من اهانة، أو يلتمس منهم العفو أو التعويض ... وليس لهم حكومة يلجأون إليها، وإنما يستعينون بقوتهم.
ولا مجال لحصر المقبول من فضائلهم، والأخلاق المعتبرة فيهم ... وتتجلى اكثرها في حالاتهم الشاذة، وخصوماتهم، ومنازعاتهم.. ولو استثنينا الغزو والوسكة وما ماثل لقلنا هناك الانسانية الكاملة ... ولكن للضرورات، وللمحيط حكمهما، وطبعهما ... والتربية الصحيحة تعدل في الأوضاع المدخولة، وتؤدي الى الاصلاح الكبير وللتعديل القليل حكمه وأثره في الحياة الفردية والاجتماعية ...
هذا ولا تفيد التعديلات المادية، وإنما الأثر النافع للمبادئ القومية، والتربية الفاضلة، والعوامل النفسية، فهي شديدة الأثر، وكبيرة الفائدة ... والأخلاق تحتاج الى حسن ادارة وخبرة تامة، وعلاقة قوية بالعقيدة..!!
- ٧ -
العقائد والعبادات
العقيدة عند البدو قليلة الكلفة، بسيطة، وأساسها قبول ما كان قريبًا من أذهانهم، وأحق بالأخذ ... ومن حين دخلهم الإسلام زالت منهم عبادة الأشخاص والأصنام، وحل التوحيد، فلا يميلون الى الرسوم، والأوضاع الزائدة ...
ومما يحكى عن الشيخ صفوق انه كان في مجلس ببغداد، فرأى ان قد جاء شيخ، ونال احترامًا من أهل المجلس فقالوا له هذا الشيخ فلان! قال هو شيخ أي قبيلة فأجيب بأنه شيخ الطريقة النقشبندية، وهي طريقة دينية ... فكان جوابه ان الدين ليس له نقوش ... !! ومن المعلوم ان الإسلام أعلن عقائده بأوجز عبارة، وهي ايمان وعمل صالح، او استقامة ... مع قبول الارشاد لتعيين هذا المطلب، والبدوي لا يريد أن يعرف غير ذلك ولا يشغل ذهنه بأكثر ...
وفي هذه الحالة يجب ان لا نخرج به في تهذيبه الديني عن هذا، وبعض الايضاح المتعلق به والا كان نصيبنا الخذلان في نهجنا ... ومن طبع البدوي ان لا يميل الى زيارة المراقد، ولا يهتمون بها، وهم أقرب الى التوحيد الخالص، وتراهم في نفرة من مراقد الصلحاء.. وغالبهم على مذهب السلف بسبب المجاورة لنجد، أو هم قريبون منهم ...
رأيت فرحانًا ابن مشهور حين وروده العراق في ديوان المرحوم السيد محمود الكيلاني النقيب السابق، وكنت حاضر المباحثة معه في بعض اوضاعنا الدينية، وكان ابن مشهور ينقدها، ويورد الآيات وبعض الأحاديث تقوية لحجته، وان سماحة النقيب يوضح له، ويوجه أغراض اهل بغداد، ويعتذر له من أخرى ويقول: هؤلاء صلحاء لا أكثر، ولا نعتقد فيهم غير ذلك! اما ابن مشهور فانه استمر في بيان تلك الأوضاع حتى قال: ما هذه اذن؟ (واشار الى قبة الشيخ عبد القادرالكيلاني) ألم تكن طاغوتًا ألم يقدم لها الاحترام!! وهكذا نسمع الشمري يقول وكان قد رأى ما يخالف عقيدته:
يا عون من طالعك برزان ... ونام بشناكك هني
ويا عون من فاركك البرغوث ... وفراك عبادة علي
وبرزان قصر ابن رشيد في نجد، واراد بعبادة علي الشيعة في حين انهم لا يعبدون الامام عليًا (رض) وانما يعتقدون فيه الامامة، وهؤلاء البدو لا يفرقون، ويرون مجرد الانقياد الى الشخص عبادة ...
ومن حاول اصلاح هؤلاء وجب عليه ان يلقنهم العقيدة من ناحية تفكيرهم دون أن يدخل فيها ما لا تقبله افهامهم ... بأن تلخص له أساسات العقيدة بلا توغل في تفرعات زائدة، وان لا يعرف بالمذاهب الا انهم علماء معروفون لا اكثر ... وأرى أن يكثر له من تدريس القرآن الكريم، وأن لا يعدل عنه، وان يسترشد بأحكامه ... وفي هذا اصلاح لأخلاقه وعقيدته معًا، وفيه أبعاد عن كل نعرة طائفية، واستهواآت حزبية ... فيكون مصروفًا الى ادلته الحقة، وأن نقربها لفهمه.. وهم في الغالب مالكية، أو حنابلة ويجب أن يلقنوا العبادات على مذاهبهم بما لا تصح بدونها، وان يلاحظ تقليل التكليفات قدر الامكان، والدين يسر ...
وعلى كل حال رغبة الاصلاح تستدعي التفكير الطويل، واستطلاع الآراء حتى تظهر الفكرة القوية الصالحة ... وأرى من الضروري تدريسهم مجمل التاريخ الإسلامي، وذكر الغزوات والملاحم الإسلامية بحيث يتجلى لهم النشاط، وصفاء الأخلاق، والتفادي في سبيل هذا المبدأ الجليل، وان لا تنسى العلاقة، وان يحتل هذا التاريخ محل القصص الخرافية، والحكايات التي لا يؤمل منها نفع تهذيبي ...
- ٨ -
الخصومات - الدعاوي يقولون:
المرجله ما بين حيل وحيله ... والحك يبري للي سيوفه كواطع
أو:
ما ينفعك زاد كليته ليافات ... «ولا ينفع المفلوج عوج الطلايب»
١ - العرف القبائلي
ان القدرة، والشجاعة من اكبر الوسائل لحفظ الحقوق، وأعظم الحواجز دون انتهاك الحرمات، ويردد البدو «الحك بالسيف والعاجز يريد شهود» وفي هذا لا يقصد غالبًا الا حماية الحق؛ والبدو من خير مزاياهم ان لا يكذبوا، ولا يتخذوا الوسائل لابطال الحقوق وقد قالوا «ولا ينفع المفلوج عوج الطلايب»، ولا يخلو المرء من لدود وخصام، وهم اصحاب حجة، ومنطق عذب، وفكرة قويمة في الغالب والنزاع في الأكثر بين المتكافئين، والحكم بينهم يجب ان يكون ذا قدرة على حل القضايا والا فلا يتنافرون اليه، وإنما يميلون الى صاحب مواهب كافية لادراك ماهية هذه الخصومات والوقوف على جهات التلاعب في ادلاء الحجج ... وهؤلاء لم يكونوا ملائكة، وانما هناك بواعث مهمة تثير الخلاف وغالبها يقع على المنهوبات (الغنائم)، أو على (حقوق النساء)، أو على (البيوعات) و(الامانات) وهكذا مما لا حد له لتعيين قضاياهم وهذه لا تخرج عن مادة الفقه. وأصل مواضيعه ... وتسمى في مصطلح اليوم ب (العرف القبائلي) من دون سائر العوائد ...
ولا نريد في عجالة كهذه ان نتوسع في حقوق القبائل البدوية (عرفها)، وفصل خصوماتها، وطريق حلها ... وكفانا أن ندّون بعض القضايا الواقعية، ونشرح بعض الأمثلة، ونراعي صور الحسم من محادثات مع بعض العوارف، ومناقشات في خصوماتهم، ومباحثة معهم ومعارضة لأفكارهم بقصد أن نتبين حقيقتها، ونعلم ماهيتها ... واقتصرنا على ما يكفي للمعرفة والامام وإلاّ طال الأمر، وصعب كثيرًا، وتشبعت أطرافه.. وعلى كل حال النظر يقتصر على ما يدعو للخصام ومراجعة العارفة ... هذا وأحكام عرفهم متقاربة، وليس فيها تفاوت كبير والتغلب والاثرة أبقيا أثرًا محسوسًا فيها من مخالفات وأوضاع تعاملية منها ما لا يأتلف والشريعة الغراء..
٢ - العارفة والعوارف
لا يقصد البدوي من الالتجاء الى العارفة سوى حلّ قضيته حلًا مرضيًا يقطع النزاع، والا فالتحكم، والاجبار على صورة حل ترضي جانبًا وتغضب الآخر وتضطره أن يقبل بقوة وقسر مما لا يميت الحقوق، وليس الغرض مجرد الحسم ... ويصدق على مثل هذا قول (حكمت ولا أبالي) ... ولعل التجارب العديدة بصرت بمراعاة (فصل الخصومات) من طريق (العوارف) ... والملحوظ أن الناس كانوا يلجأون الى الأقوى لحسم النزاع دون ان تلاحظ الصحة استنادًا الى هذه القوة أو أن يميل القوم الى الطاعن في السن ويطلب حله ... ثم قطع البدو مراحل حتى وصلوا الى طريق القضاء بواسطة من أهّب نفسه، وأعدها لفصل الخصومات وكانت له بصيرة. وقديمًا يقال له (الحكم) ... ويقول أمراء شمر نحن الذين نصبنا عوارفنا واخترناهم من جهة اننا نظرًا لمشغولياتنا لا نقدر أن نرى الخصومات بأنفسنا، فأودعناها الى من اعتمدناه، وبمرور الأيام صارت موروثة فيهم، ولا يعتبر عارفة الا من كان ابوه عارفة ...
وهذه الفكرة اقرب للصواب في تعليل موضوع العوارف، ولكنها قديمة جدًا، وحكام العرب في الجاهلية لم ينالوا منصب القضاء، ولم يشتهروا الا لما فيهم من المواهب، وان كان هناك آخرون لم يلجأ اليهم أحد، والعارفة القدير يميل الناس اليه ولا يعدلون عنه كما انهم لا يجبرون على احد بعينه ...
٣ - محادثة مع عارفة
قد جرت بيني وبين حسن ابن عامود من شمر المحادثة التالية: - هل تقرأ وتكتب؟ - لا! كيف تقضي بين الناس؟ كان آبائي وأجدادي عوارف ... وكنت أشاهد قضاياهم، وأسمع ما حكموا به، وتناقلوه ... وأنا أنظر في القضية، وعندي قلب واع ... فماذا تريد وراء هذا؟
وكأنه يقول عرفت تاريخ الخصومات والعرف ممن سبقني، وأدقق المسألة الموضوعة البحث، ولي بصيرة وادراك ... وهذه من وسائل معرفة المحق من المبطل، وهي من دواعي الحكم ... هذا مع العلم بأن هذا العارفة ليس هو من أكبر العوارف وأعظمهم. (لم يكن منهى) .
ولا أظن الحقوقي يحتاج الى اكثر من معرفة تاريخ الحقوق، والنظر في الموضوع، واستعمال عقله فيه ... وبحق قال الزمخشري (العربان غربان) ... ولم يراع هؤلاء أصول مرافعات، ولا قانونًا يرجع اليه سوى المعهود من تعاملاتهم إلا أن القضايا السابقة التي كان قد حلها عارفة آخر قبلا تعتبر أساسًا وليس للمتأخر أن يتعداها، أو يتجاوزها في حكمه.. وكأن هذه المعلومية تكسبها قوة ويمهل المتضرر أن يأتي بدليل على هذا الحكم السابق. وهي بمثابة رجوع الى فتاوى، أو الى مقررات محكمة التمييز ... والآن في حكومة ابن سعود يسمون العوارف ب (الطواغيت) . لأن حكمهم لم يبن على أحكام الشرع وإنما هو على تعامل قديم، ووقائع سابقة ولا يرجع فيها الى الأحكام الشرعية وهذه قد تكون موافقة، أو مخالفة، ولكن الشرع وموافقته غير مقصودين ...
٤ - المنهى (محكمة تمييز البدو)
وهناك من لا يرضى بحكم العارفة ولا يقبل بطريقة حسمه، وحينئذ له أن يعارض حكمه ويطلب ان يرجع الى (المنهى) وهو آخر محكمة بل آخر حاكم يلجأ اليه في نظر البدوي فيأذن له. وهؤلاء المناهي قليلون، لا يختلفون عن العوارف إلا في القدرة المسلمة لهم لا بانتخاب رئيس ولكن بحكم الشيوع والشهرة ... وقد يعارض الحكم بما قضى به من سبقه، ويشترط أن يقدم شهادة من عارفة آخر كان قد حكم بما خالفه ...
وعلى كل حال سواء العارفة، أو المنهن لا يجوز مخالفة أحكامهم، أو مراجعة غيرهم وإلا أدى أن يطالب العارفة بالحشم، ويعد تحقيرًا له إذا راجع أحد غيره كما أن غيره إذا عرف لا يقضي ولكن يجري ذلك تحت تحوطات خاصة، فإذا أودعت قضية الى عارفة فليس لآخر التعرض لها، أو التدخل فيها فإن فعل أخذ منه الحشم. وعند قبيلة حرب إذا عرض قضية الى عارفة وكان قد عرضها لآخر قبله أخذ منه الحشم.
ومن هذا يعرف ان حكم العرافة قطعي، وحسمه لا يقبل النظر مرة اخرى إلا بالتحوطات المارة أو ما ماثلها ولذا نجد العربي القديم يفتخر بقوله: أنا الذي لا يعاب لي قول، ولا يرد لي قضاء.
أو كما قيل:
ومنهم حكم يقضي ... فلا ينقض ما يقضي
والمشهور ان القدماء من العرب وضعوا قاعدة (البينة على من ادعى واليمين على من انكر) ومثله قولهم في الخنثى (اتبعه مباله) وبعضهم حكم فقبل الإسلام قضاءه ... مما لا حد لاستقصاءه..
وللتحري عن حكم معارض كان قد سبق أن حكم به يمهل في ايام القيظ ثلاث ليال وفي الشتاء سبع ليال للتحري عن نص الحكم. ويقال له: «ردك الله للسوالف انها قبل ماضية ...»
٥ - امرأتان تتنازعان ابنًا
يحكى أن رجلًا تزوج امرأتين فولدتا في يوم واحد، وكانت القابلة أم أحدهما، أولدتها فاعطت بنتها ابن الأخرى وهذه اخذت بنتها دون ان تعلم ... مضت بضعة أيام، والأخرى تميل الى الابن ولا رغبة لها بالبنت، وأخيرًا قالت ان الابن هو ولدي فحصل نزاع ادى أن تثور الفتنة بين القبيلة ...
تحاكموا الى العارفة فكانت نتيجة تدقيقاته ان وزن حليب ام البنت، وحليب ام الولد كما أنه أخذ الحليب من حيوانات أخرى فوزن حليب الذكر وحليب الأنثى فوجد حليب الابن اثقل فحكم بان المدعية لها الحق في المطالبة بابنها ...
٦ - لو بطني فرّ فريت
كانت الجموع من شمر متقابلة، والحرب مشتعلة بين الفريقين فكان أحد رجال شمر وهو مذود الزعيلي قد هوى على عدوه وهو من الفر من العامود بضربه سيف فسقط قتيلا، وذلك بمشاهدة هذه الجموع. أما القاتل فقد هرب الى عنزة وبقي مدة حتى مرض وأراد أن يموت بين أقاربه وقومه وأن لا تتوجه المطالبة عليهم مع أنه لم يكن القاتل في الحقيقة ... فعاد ودخل على رئيس شمر وطلب منه الحق فيما وجه اليه من قتل الرجل من ال (فر)، فقام المجلس في وجهه وقالوا له قتلته بمرأى من الجموع والآن تطلب الحق فأجابهم:
- «لو ببطني فر فريت»! يريد أنه لم يقتل أحدًا من فر ولو كان قتله لفر منهم وهرب فصارت مثلا!! فتحاكموا الى العارفة بأمر من الرئيس فكان العارفة قد سمع بينه مذود المذكور وهو المهتم بالقتل في انه كان قد هوى على الفري بالسيف الا أن قطعة الرمح من آخر هي التي أزالت أم رأسه وقتلته. ومن ثم توجهت الخصومة على من شهد عليه الشهود.
٧ - البدوي لا يورد عليه شاهد
من أغرب ما اعتاده البدو انهم لا يبرهنون على دعاويهم الجزائية ببينة أو شاهد ... وإنما يطلبون اليمين رأسا وهذا عام فيهم وذلك فيما عدا توجيه المطالبة فانها تسمع فيها الشهود ... وقد رأيت بعضهم لم يحلف لأنه كان قاتلا واعترف وآخر طلب أن لا تسمع بينة عليه فلم يلتفت الحاكم وانتهره قائلا هل انتم أولياء ولا يقبل شاهد عليكم؟ فكان جوابه اننا كلنا خصوم، جمعان تقاتلنا فلا يصح أن يشهد بعض أعداءنا علينا.
فلم يجد منه إذنا صاغية! فطلب ان يحيل القضية الى العارفة ومن ثم يرى رأيه فيما يطلب ... ! فوافق، وكان العرافة لم يطلب سوى اليمين.
ومن الأدلة على ان البدوي لا يورد عليه شاهد قصة (لو ببطني فر فريت) المارة. ورأيت مبرد بن سوكي رئيس الربيعيين من شمر قد عين السبب في ان الدعاوي بأوضاعها تجعل كل واحد يتحرى عن الشهود، وتسوق الى الكذب، وأساسًا لا يلزم القاتل وحده فلا يحلف كذبًا قطعًا فلا محل للركون الى الشهادة ... !
٨ - الفصل
طريقة حسم النزاع كما في الأمثلة المارة يقال لها الفصل. وهذه الطريقة يجبر عليها البدوي من جانب الرئيس، أو يلجأ إليها أحيانًا دون الاستعانة بقوته خشية الفتنة، والخوف من وقوع حوادث قد تجر الى ما لا تحمد عقباه بين القبائل أو بين القبيلة الواحدة ... على ما قيل:
وجرم جره سفهاء قوم ... فحل بغير جارمه العقاب
وهذا لا يسير على قاعدة معينة؛ وإنما يختلف بالنظر لعرف كل قبيلة والقبائل المجاورة لها ... والعارفة لا يمضي على قانون أو قاعدة مطردة، وإنما يجب أن يكون ملما بما هنالك من سنن ومن خلاف بين عرف كل ...
إننا نرى وحده في ماهية الوقائع. وتقاربًا في صور الحل، ولا يكون مشتركا من كل وجه، وإنما فيه خلاف، والملحوظ أن هذا الخلاف أما أن تكون ولدته القوة، والضعف وتحكم المجاورين، أو تباعد العرف بسبب أن كل قبيلة عاشت في موطن غير موطن الأخرى ... وهناك جهات مشتركة هي التي نتناول موضوعها ولكننا سوف لا نهمل خصوصيات بعض القبائل، وما يجري بينها من قواعد الحل ... إلا أننا هنا نشير الى معتاد القبائل بصورة عامة كما ذكرنا ذلك سابقًا ... وغالب ما يعد جريرة في قبيلة فهو جريرة في أخرى وإن تفاوتت العقوبة أو اختلف مقتدار الضمان ...
٩ - الحوادث التي تستدعي الفصل
الجرائر أو الجرائم معتبرة نوعًا عند الكل، ولا يفرق بين قبيلة وأخرى إلا في بعض الأحوال وهذه أشهر الحوادث التي تستدعي الفصل: القتل.
السرقة والنطل.
الجروح والشجاج.
الحشم.
العقود.
النهوة.
الوسكة الى آخر ما هنالك.
وهذه في غير الغزو، وفي الغزو يستحكم العداء وذلك أن الأرض وإن كانت مباحة إلا أن كل قبيلة لها مواطن رعي وكلأ، وحما ... وكل هذه لا يجتازها كل واحد ولا يمر منه بل دون ذلك خرط القتاد ... إلا أن يتدخل المصلحون، ويجري على يد الرؤساء والعوارف في صور الحل بعد الاتفاق على الاساس ... وفي المثل (هفا من وفى) . وأما قسمة الغنائم فقد اشير اليها فيما سبق وهذه تستدعي الرجوع الى العارفة ويحدث من جرائها اختلافات كبيرة. لأن الغانمين بعد أن يستولوا على المال تتعلق به حقوق هي في الحقيقة أشبه بالمحرزات من صيد وغيره وتتنازعها أيدي الغانمين في بعض الأحوال. وأما في الشريعة الغراء فالغزو المعروف غير مقبول بوجه بل هو نهب صريح وغارة ... على اموال الغير ... والحكم به مما ينافي الشرع الذي يحث على حفظ الحقوق وإيصالها الى اهلها ومراعاة العدل في حسم القضايا المتعلقة بها وامحاء الاجحاف والغصب وتعويض ما يصيبه التلف من الأموال ... ذلك ما دعا ان يندد الشارع بالعرف من هذا القبيل في آية «أفحكم الجاهلية يبغون».
والفصل يكون في المطالب الآتية: الدية، أو الودي.
التعويضات والحقوق.
وقد يقال الفصل للحكم بالدية عن القتل تغليبًا من جهة انه من أوضحها ... والقوي لا يعتدي أحد عليه، وإذا حصل اعتداء فمن الممكن أخذ الحيف، واستيفاء الحق ...
١٠ - القتل - الدية
القاتل لا يقبل منه غير القتل وقاعدة (القتل انفى للقتل) جاهلية، والقاتل مهدد دائمًا وكثيرًا ما رأينا في شمر من لم يقبل الفصل وأبى أن يدخل في الصلح وإنما قال: أقتل ثم ادخل الفصل وامتنع بصورة باتة من قبول الدية وأن يأخذ بدلا عن قتيله ... ولكن القربى، والجوار وتوسط المصلحين قد يؤدي الى مراجعة العارفة وحل القضية صلحا. والدية معروفة قديمًا، وأول من سن الدية مائة من الابل أبو سيارة العدواني، ويقال ان عبد المطلب اول من سنها فأخذ بها قريش والعرب وأقرها الإسلام ... وهو أو ل من قطع في السرقة في الجاهلية ... (١) والحالات الاجتماعية، والأوضاع الخاصة تستدعي لزوم الحل صلحا، وحسم النزاع خشية أن يتطاير شرره ... وحق التأثر للقبيلة كلها ويعد المقتول ابنها ولا تقتصر المطالبة على الأب أو على أقرب المقتول الأدنين ... وبعد تسليم الدية وقبول الصلح تدفن الضغائن، ويزول الحقد والحنق واذا اثيرت الغضاضة فهذا معيب جدًا ... ولكن وقع أن أصرت الحكومة والرؤساء على بعض عشائر شمر في قبول الصلح ومراعاة الفصل فلم يوافقوا مدعين ان الحق في جانب واحد وهو الذي يحق له المطالبة واذا كان لا يرغب في الصلح فلا يجبر عليه، ولا يتدخل في فصل ... ! وهذا غير قبول الصلح ثم انتهاك حرمته ...
١١ - مقدار الدية وتوزيعها
وهذا مختلف جدًا بين القبائل، ويتفاوت مقداره بين افراد القبيلة والقبائل المجاورة ... وإذا كانت القتلى من كل جهة كثيرين تراعى قاعدة (هفا من وفى) أي يتساقط القتلى ويودى ما يبقى ... وهو المعروف عندنا بقولهم (دمدوم، وجرف مهدوم) ويريدون به دفن المطالبات ...
ومقدار الدية يختلف بين ان يكون المتقاتلان من قبيلة واحدة، او من فخذ واحد، او من قبائل اجنبية ... وفي حالة كون القاتل من الأقارب لحد خمسة أظهر فانه يسقط من ديته مقدار ما يصيبه لو كان القاتل أجنبيًا، والباقي يوديه ... والدية بين هؤلاء الذين هم من قبيلة واحدة ٥٠ بعيرًا، وفرس واحدة، والاسلم بينهم خاصة ٢٥ بعيرًا، وكذا عبدة واما الصبحي والاخرصة فيما بينهم ٥٠ بعيرًا وهو الغالب في سائر البدو، والجار مثل القريب، وبينهم وبين الأجانب وهم الريفيون ٧ من الابل.
وهنا يختلف التوزيع بين القبائل الريفية والبدوية وذلك ان الثلثين وفرس الكبل تعطى لأهل المقتول (ورثته) والباقي يوزع بين الأقارب الى الظهر الخامس، ولا يأخذ الظهر الخامس اكثر من بعير واحد ثم يتضاعف للتالين في الدرجة. وهكذا يقال في الأخذ منهم وان فرس الكبل تؤخذ من القاتل خاصة ... وهذا عند زوبع وعبده وسائر شمر ...
وعلى كل حال المسؤولية القبائلية محدودة بدرجة القربى فلا تتجاوز الخمسة الا ان يكون المقتول لم يعرف قاتله فتسأل القبيلة حينئذ. وفي هذه الحالة يكون الوضع كالقسامة في الشريعة الغراء ...
والدية في القبائل الأخرى لا تتفاوت كثيرًا ... ففي صليب بينهم الدية ٧٥ دينارًا، وللمرأة نصف دية، ومثلها تعطيل عضو. وتسلم نصفها نقودًا والباقي سوام ... وبين الأقارب ١٥٠ دينار والمرأة نصفها وكذا تعطيل العضو.
وعند القبائل في الغالب تعطى للوارثين، وعند بعضهم لا تعطى للزوجة ولا للبنات وعند حرب تعطى لأهل المقتول، وعندهم ان الابناء يشتركون فيها الا ان الابن الاكبر يعطى حصة يقال لها (الكبرة) وهي نصيب زائد يستحقه ...
والملحوظ ان البدو ليس لهم حق عام الا ان هناك ما هو شبيه به وهو التكاتف والتضامن، والالصق هم المطالبون (بكسر اللام) والمطالبون (بفتح اللام) وفي هذه الحالة لو لم يطالب القريب، أو كان غير قادر على المطالبة فان أهل القبيلة يطالبون فالمقتول عندهم ابن القبيلة ... ومما يجب ملاحظته ان التفاوت في الدية غير صحيح، وكان حكم الرسول «ص» (القتلى بواء)، وفي القرآن الكريم (النفس بالنفس) والدية عوض فيجب ان يكون متساويًا في الكل ليتجلى العدل ...
١٢ - السرقة والنطل
في هذه تظهر أحكام الوسكة، ويلاحظ فيها اعادة المسروق والتعويض المرتب على هذه السرقة اذا كان المسروق منه من الأقارب، أو من النزيل ... ويضاف المسروق في مراعاة أربعة أضعافه اذا كان من الحيوانات على عدد قوائمه، أو يراعى فيها ذلك بالقياس عليها..
ومن حكم العوارف في هذا الباب ما فيه غرابة ودقة وذلك أن رجلا أكل زاد مضيفه؛ ثم سرق منه فكان الواجب عليه أن يحكم بما شاء حتى يعفو عنه وإلا ترفع عليه الجناة (عصى معروفة) في العربان ويشهر حاله، وحينئذ يهدر ماله لكل أحد ... ولكنه قضى بخلاف ذلك من جراء أن الموجهة عليه التهمة بيّن أنه نهب الفرس من سارقها الذي كانت بيده ولم يعلم أنها تعود لمضيفه، وعلى هذا لم يحكم عليه ... هذا ما حكاه لي المرحوم السيد محيي الدين الكيلاني. والظاهر من مجرى الوقعة أنه لم يتبين دليل على السرقة، وغاية ما هنالك حيازة لا غير والمعاقبة عليها غير معروفة في وقعة مسموعة وذلك أن النهب والغارة مباحة لهم، ولم تتحقق السرقة في هذه الحادثة ...
١٣ - الوسكة (الوسقة)
ويراد بها الطريقة للوصول الى المال المغصوب او المسروق، ولكن لا من الطريق القانوني، وليس البدوي كالحضري يراجع المحاكم، ويستعين بقوة الحكومة، خصوصًا إذا كان الناهب أو السارق من قبيلة أخرى في منعة وقوة لا يستطيع أن يصل إليها دون مخاطرة كبرى وهكذا ... فيتوصل صاحب الحق أن يغرم أقارب الناهب، أو ما يسمى ب (لزمته) ... وهذا لا يقبله الشرع بوجه، واعلن بأن (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، وإنما يراعى الأولى والأقرب لاستيفاء الحق، وإن العقل والشرع لا يقبلان أن يلزم غير المعتدي، وأن يؤاخذ غير الجارم.
ولكن القبيلة أو الفخذ، أو الأقارب لم يكونوا بمعزل عن قربهم، وإنما هم بمنزلة اسرة واحدة بينهم تكاتف، وإذا لم يشتركوا في هذه الجريرة فهم متضامنون في السراء والضراء، يلبون عند الدعوة، ويجيبون النداء.
يغضبون لغضب قريبهم دون أن يعلموا السبب.. وفي الأمور المالية يلاحظ هذا بدرجة محدودة عند البدو وإن قالوا (حلاهم دناهم) أي أحلى ما يتوصل به الى الحق هو الأقرب تناولا أو كما يقال (أقرب شاة للذبح) ويقال (الوسكة قربة للحق) ... وذلك أن الوسقة يطالب بها لحد خمسة أظهر ويعللون ذلك بأن السيف إنما يقبض عليه بالأصابع الخمسة فإذا سقطت سقط السيف، ولا يبقى محل آنئذ للمؤاخذة ولذا يقولون (احلال بخمسة) .... فلا يؤاخذ من هو أعلى من الخمسة أظهر.. وكأنه يقل التكاتف والتضامن الى هذا الحد ...
وفي هذه الحالة اذا ظفر صاحب الحق بشيء ولم يتمكن من استخلاصه لضعف فيه، أو لبعد أهله وعدم قدرته على الطلب ... أو ما ماثل، فإنه يأخذ ما يصلح لاستيفاء الحق ممن تمكن سواء من السارق أو من غيره من أقاربه ويودعه حالًا عند أحد أفراد قبيلته ممن هو فوق الخامس، ويدعوه الى ايصاله اليه، وانه كفيل، وحينئذ يكون ملزما بإيصاله بأي واسطة وحسب قدرته، وأن لا يثلم وجهه بذلك ... ! وفيها كما يقول مثلهم قربى للحق، ودعوة للصلح، وتحريض من الأقارب على الفصل ...
وهذه الحالة شاملة للمسؤليات الأخرى في القتل وفي غيره من سائر الضمانات القبائلية مما مرّ بيانه ...
١٤ - النهوة
وهذه لا يرضاها الشرع بوجه وإنما يشترط الكفاءة، وإذن الولي عند بعض المذاهب والتحجير على حرية الشخص وتقييدها أمر غير مرضي، والتحوط ضروري، ومن كانت له علاقة تربية، وقربى قريبة يؤخذ رأيه، وتراعى رغبته ... وغير هذه تعدّ من الأمور الممقوتة شرعًا ... وامحاء الاجحاف بالحقوق، وصيانتها من الأمور الملتزمة ولكن هذه الاعتيادات قد يكون منشأوها ضعف الحالة، وقلة النساء، وما شابه ... ومع هذا نرى البدوية لا تزوج قسرا، كما أنها لا تتزوج بدون رضا أوليائها ... والحالة مبناها الرعاية لحقوقها، والعناية في الانتقاء والاختيار ... وملاحظة حقوق الأقارب في الترجيح ولكن تمكن هذا الحق وصار يسمى ب (التحجير) وإنذار الأقارب من طالب الزواج (نهوة) . ومن تزوج بعد أن نهي أو أنذر عرض نفسه للخطر، وفي هذه الحالة يرجع الى العارفة فيقضي بما هو الأصلح إماتة للفتنة، وقلعًا للفساد المتوقع ... !
١٥ - الحشم - القعر
إن المرء قد يتعدى عليه بالكلام، أو تصيبه إهانة من قذف أو ما ماثل مما يدعو أن يكون ذليلا عند قومه، أو أن يحقر دخيله، أو نزيله، أو ينال جسرة أو يرمى بسرقة أو أن يسرقه جاره أو أن يكون قد نهى عن امرأة يريد التزوج بها من أقاربه فلم يلتفت الى نهيه ... وعلى هذا يطلب من خصمه حق هذا التعدي، وأن يصير معه الى العارفة ليتحاكم معه وهذا الحق هو الحشم المعروف، واذاترتب على المعتدي وجب فصله والا عرض نفسه لخطر (العقر) .
وهذا هو المعروف عندنا بدعوى (الشرف) ... فإذا لم يرضه المعتدي فله حق التعويض بنفسه، وأن يركن الى قوته ... وهنالك العقر أو (التعجير) . أو التطبير وفي الغالب لا يجري إلا بقتل دواب لمعتدي، واتلاف أمواله وهكذا ... في تاج العروس «أصل العقر ضرب قوائم البعير، أو الشاة بالسيف وهو قائم والعقر بالضم دية الفرج المخصوب. أو ثواب تثابه المرأة من نكاحها، أو هو صداق المرأة. وقال الجرهري هو مهر المرأة إن وطئت على شبهة ...» ونرى اليوم معناه واضحًا في انه اذا اعتدى أحد على عفاف امرأة أو أهين بما يستدعي الحشم أو قتل منه أحد أقاربه وكان في حالة (فورة الدم) فمن حقه أن يعقر ... وأهم خصيصة فيه أن تقتل الحيوانات قتلا، أو تقطع قوائمها، كما تقطع قوائم البيت، وهو تعويض عن انتهاك حرمة عفاف أو ما يتعلق به وفي الأخريات تبعًا لا أصلًا ...
والحشم لا ينتهي إلا بثلاث هويات أي ثلاث هجومات على أموال عدوه هذا على حين غرة أو يخرب بيته ... (وفي شمر طوقة له سبع هويات، ثم يفصل بامرأة ...) فإذا تمت فليس له بعدها أن يتطاول على مال غيره وذلك إذا لم ينته الفصل بصورة الحل من طريق العارفة بصورة حاسمة، وفي فورة الدم فيها العقر، ويسوغ حتى القتل، فإن العقر يراعى في ذلك. والحشم ورد ذكره في أمالي القالي (١) . وجاء في القرآن الكريم (فلما آسفونا انتقمنا منهم) .
ويراد به كل ما يغضب المرء ولكنه اختص في الأمور المذكورة أعلاه وهو انتقام عن اهانة ... وتبريد غلة من تجاوز واقع ... والتعويض عنها؛ وذلك يعدّ بمقام استعادة مكانته وحشمته، أو إزالة ما دعا أن يغضب له بترضيته ... وحل مطالب مثل هذه يلاحظ فيه قطع النزاع وأن لا يتطاير الشرر، ويزيد المكروه:
قد يبعث الأمر العظيم صغيره ... حتى تظل له الدماء تصبب
وفي الآية الكريمة (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) . والعارفة يأخذ أحيانًا ستة من الابل قضوة له ...
١٦ - الجروح والشجاج
وهذه عليها عتبة أي أنه إذا ظفر به يأخذ منه حقه، وأما إذا كانت الشجة مشوهة، أو معطلة لعضو فيؤخذ نصف الدية فما دون، وقد يؤخذ، لكل خطوة نعجة حتى يعود الشج لا يشخص ... وفي بعض السقط الحاصل يكون التعويض تقديريًا أو تابعًا لدرجة تدخل المصلحين والارضاء ...
١٧ - الدخالة
والقاتل قد لا ينجو في هربه، وإنما يعقب من أقارب المقتول، ويتبع فلا يعطى له مجال للهزيمة في غالب الأحيان. وإذا علم بأن سوف يدرك ولا يتمكن من النجاة مال الى الرئيس أو من هو في قدرة على حمايته فيطلب منه المناصرة لدفع الطالبين فقط، وأن يمنعهم عنه فإذا قال أنا دخيلك نجا الى مدة ثلاثة أيام بلياليهن حتى يبلغ مأمنه وهذه يقال لها (استجارة) ووردت في القرآن الكريم وليس لأحد أن يتعرض بالمستجير الى ان يتمكن من وصول محل منعته ... وهكذا يتحول من قبيلة الى أخرى فاذا وصل الدغيرات من عبدة أمن وهذه تحميه وتقتل من يمسه بسوء ما دام نازلا عندها ...
وللقبائل موطن حماية يقال له المجلى على ما سيجيء ... وعند حرب خاصة إن القاتل يستطيع أن يدخل على الرئيس ويأخذ منه وجها الى أن يصل الى المجلى أو المحل الذي يرغب أن يستوطنه؛ وإن إهانة الدخيل أو التجاوز عليه يخول حق الحشم والمطالبة به ولكن مدته عند حرب خاصة شهران وعشرة أيام، وفي هذه الحالة تسوغ حرب قتل من ينتهك حرمة الحشم ...
١٨ - المجلى والجلاء
فإذا وصل القاتل مأمنه عدّ ذلك المجلى، والدغيرات من شمر المجلى الوحيد، ثم صارت عبده كلها مجلى، ولا يكفي أن يركن وحده، وإنما أقربه الى ثلاثة أظهر مطالبون بالدم ويضطرون أن يلجأوا الى الدغيرات، وأما الظهر الرابع والخامس فإنهما بوسعهما أن يخلصا أنفسهما بما يقدمونه فالخامس يعطي ناقة والرابع أربعًا، والأكثر على اعتبار ان الخامس يقدم ويسلم من المطالبة.
وولي المقتول وأقاربه الأدنون لا يتركون المطالبة، فإذا ظفروا بالقاتل قتلوه وحينئذ يحق للدغيرات أو لعبدة مطاردته وقتله من يوم قتل أو ليلته الى وقت الظهر، وفي هذه الحالة لو تمكنت منه وقبضت عليه قتلته وصار دمه هدرًا. ولكنها ليس لها حق تعقيب أثره لأكثر من هذه المدة، ولا يحق لها المطالبة بالحشم عن انتهاك حرمة مجلاها، كما أن أقارب المجني عليه وأوليائه لو عقروا الابل، أو الخيل، أو الدواب الأخرى دون أن تتمكن القبيلة المجلى فيها من قتله أو الظفر به سقط حقها، ولا يتوجه الفصل عليه، ويهدر الدم من المطالبة به ... وقبل أن يتمكن المرء من الدخالة، أو الوصول الى المجلى يحق لأهل القاتل وأقاربه قتله، أو عقر دوابه وإهانة أقاربه بما لا يتسر ... وهذه تسمى (فورة الدم) ولا يختلف فيها البدوي عن غيره ...
ويلاحظ هنا ان المرء قد يقتل جاره، أو قريبه ويتدخل القوم في الصلح لقطع دابر الفتنة وحرب البسوس مشهورة ويتشائم القوم منها ومن حدوث وقائع أمثالها ... فلا يكفي الصلح لإزالة الأحقاد وتحريك الضغائن لأدنى سبب، وتجارب عديدة برهنت على ان الغضاضة لا تنطفي ولا يزول أثرها الى مدة ...
ومن ثم يختارون (الجلاء) على القاتل جزاء ما ارتكبه ليبعد عن النظر حتى تنسى الواقعة. وهذا تختلف مدته بالنظر لفظاعة الجريمة، او لوجود القريبة لمن ارتكبت ضده، ووجود من هم عصبة يخشى أن يبطشوا به وهكذا ... وكل هذا يلجأ اليه تسكينًا لثائرة الغضب وتأمينًا لنسيان الجريمة وتقليل شأنها بتقادم عهدها ...
١٩ - التحالف - الوجه
قد يحتاج بعض القبائل ان يركن الى أخرى ويعتز بها، وتكون هي أيضًا قوة وذلك لما يرون من غارات خارجية، أو تهديد، أو مجرد حذر ... ومن ثم يتحالفون على أمر. وهذا معتبر دائمًا إلا أن ينقضه أحد الطرفين ... وقد يكون الحلف للهجوم على عدو ومفاجأته بقوة على حين غرة ...
أو تطلب بعض القبائل الوجه للاجتياز، أو للمرعى، أو ما مثل ... وهذا يجري من القبائل الضعيفة تجاه القوية.. فتنال حقًا بهذه الموافقة ...
وهناك أمر آخر وهو أن يكون البيت المنفرد قد جنى جناية، أو ناله ما يكره من أقاربه فرحل عنهم مغاضبًا، ومال الى قبيلة قريبة اليه او بعيدة فيكون نزيلها ... وهذا له حقوق كثيرة، وليس عليه التكاليف التي تلتزمها القبيلة، بل هو محترم، مرعي الجانب، عزيز المكانة ... والحشم يترتب عند اهانته من آخر ... وقد تتقاتل القبيلة فيما بينها من جراء ما يصيبه من ضيم او تعد ...
وهذه خصائص معروفة للعرب من قديم الزمان، ولا تزال الى اليوم، والإسلام زادها قوة وتمكينا بحثه على مراعاة العهود ... إلا أنه وجهها للصلاح ...
٢٠ - البينة
يقال في المثل (البينات يطردن الذمايم)، ويقولون (الشاهد ماله حتن) أي مدة، وتقبل الشهادة الخطية، ويقبل الشاهد واليمين وهذا في الغالب لا يكون إلا في المسائل المدنية أو الشخصية ... وأما القتل وما ماثل فهذا له أحكام خاصة وذلك في حالة النسف وهو دفع الخصومة وتوجيهها الى آخر وفي هذه الحالة لا يسمح الا شاهدان. وتقبل الشهادة من اثنين على شهادة الميت؛ والمرأة لا تقبل مفردة.
٢١ - النسف
وهذا أغرب من سابقه. نرى البدوي لا يوجه عليه إلا اليمين، وإن المطالبة تتوجه عليه حتى يفصل النزاع بواسطة العارفة ... فإذا طلب القاتل الرجوع الى العارفة وقال لا اريد إلا الحق ووافق الطرف المخاصم حينئذ وقبل توجيه اليمين قد ينسف المطالب بالدية. وذلك أنه يقول ان الضارب فلان وشهودي فلان وفلان ... ! فإذا قدم الشهود صرفت المقابلة عنه وتوجهت الى من شهد الشهود عليه. وهذا لا يثبت عليه الحكم بمجرد هذه الشهادة فهي لا تفيد أكثر من توجيه المطالبة الى آخر ... ! والبدوي في الغالب يأنف من هذا التوجيه ويدفعه بما أمكنه، وقد يقدم على الحلف ولا يوجه المطالبة على غيره..
هذا. وعند عدم القدرة على تقديم الشهود يصار الى (البلعة) وهي المسماة (لقمة الزقوم) والآن في الغالب لا يصار اليها ... ومثلها (البشعة) .
٢٢ - اليمين
وهذا يسمى الدين وعندهم الشاهد واليمين وهو من الأحكام الشرعية ... والعاجز ليس له سوى تحليف صاحبه في الأمور المدنية، وأما في القتل فلا يعتبر الشاهد إلا في النسف ... ومن توجهت عليه اليمين عين العارفة شكلها بالنظر للموضوع ومن الأيمان المعروفة غالبًا: ١) . «الدين ورب العالمين، لا شكيت (١) جلد، ولا يتمت ولد، لا بخمسي ولا بخامس خمسي» اه. وفي هذه الحالة يحلف عنه وعن اقاربه بالواسطة.
٢) -. «العود، ورب المعبود، وسليمان بن داود. لا شكيت جلد الخ» ٣) . «ومن خضر العود ويبس العود، والرب المعبود لا شكيت جلد الخ» ٤) . أو يقول عوض لا بخمسي.. «لا بيدي، ولا بحديدي» وعند التحليف تختط له خطة بسيف أو بعصى فيدخلها والسيف بيده ويحلف ... وفي الغالب لا يحلف إذا كان قاتلا. وهذه الأيمان في دعاوي القتل. فإذا حلف لا تتوجه عليه مطالبة ويبرأ من الدية....
٢٣ - القضوة: في المثل (عارفة الغزو أميرها)، إلا إذا رخص الأمير. وإذا صار المتخاصمان الى العارفة أخذ منهم أجرة على القضاء يقال لها (قضوة) و(رزقه) وفي الغالب تكون: عن الفرس ٨ دنانير تقريبًا.
عن البعير ٤٠٠ فلس.
عن الدية (الودي) ١٠ دنانير عن الحشم ستة من الابل.
والمقياس أن يأخذ العشر في الأكثر. وباقي القضايا تافهة. والربح له في قضايا قسمة الغنائم عند الاختلاف عليها كما تقدم ... والغالب في العوارف أن لا يقبلوا القضوة، ولا يأخذوا أجرة على الفصل الذي يجري على يدهم فإنها تعدّ في نظرهم مكروهة ويتعففون من أخذها، أو يترفعون ... والسبب في أخذ هذا المقدار من الابل عن الحشم لأنه في هذه لا يراعى المقدار وكثرته، وإنما يعتبر فيه اماتة الشر وقطع الفتنة ...
٢٤ - خلاصة
جل غرضنا تثبيت الجهات المشتركة بين القبائل في مخاصماتها، ودعاويها، ومن مجراها ظهر انها تتشابه في جميع احكام عرفا، ولا تختلف إلا من حيث الكم ومقدار التعويض ... فإذا وحدنا الكل في مقدار معين صار قانونًا عامًا وصلح أن يكون نظامًا ثابتًا للكل ... والتفاوت طفيف، يظهر من مقابلة عرف كل قبيلة بآخر ... وهذا لا يعني الغاءه، وإنما يراد به توحيده، ولا تتضرر منه قبيلة بل فيه قطع للتفاوت، وتأييد العرف المشترك اذا كان الرأي مصروفًا على الدوام عليه ... وفي هذا خطوة للتقدم الى القانون العام ومراعاة أحكامه ... وأهم اصلاح يجب أن يراعى فيه هو أن لا يسأل غير الجارم، ولا يعاقب إلا الفاعل فتلغى الوسكة والأخذ بالثار القبائلي الذي يسأل أفراد القبيلة ... فإذا كان قد ألغي الغزو بالقوة فيجب أن يكون المال محترمًا، والنفس كذلك محترمة وفي ضمان الأمة وقوة الحكومة، وأن لا يسأل غير القاتل، وغير الناهب أو الغاصب وهكذا يجب أن يكون التضامن بين القبيلة مصروفًا الى المناصرة، ومساعدة الضعيف ... وقد اعتاد القوم احكام الشرع في المواطن الأخرى من جزيرة العرب فيجب أن يراعى القانون في الكل فلا يفرق بين مدني وبدوي أو ريفي ... وفي هذا خطوة كبيرة لتقدمهم، وقبولهم الحضارة ... وسلطة الحكومة تسوق الناس قسرًا الى الحق والعدل ...
والمهم من الاصلاح بصورة عاجلة في امر الخصومات أن توحد الدية، وتمنع النهوة، والوسكة، والحشم مما يؤثر على الغير منها، أو يؤدي الى اتلاف الأموال في التطبير (التعقير) وأن يكتفي في قضايا الحشم بمراعاة طريق التحكيم ومراجعة العوارف على يد المحكمة وأن لا يتجاوز الجاني، وأن تحدد القضايا في وقائع خاصة
جلّ آمالنا ان يحتفظ هذا البدوي بحسن سلوكه، وطيب اخلاقه، وصفاء نيته الى ان تتبدل حالة التربية العامة بخير منها، وتكون اولى مما هي فيه ...
- نعم قد تكون في البدوي بعض الصفات التي اكتسبها من حاجته ومحيطه، ويهزأ بمن يذمها، أو يلومه من أجلها أمثال الغزو ... ولكن هذه بالنظر الى منع حوادث الغزو، والاتفاق والتكاتف بين الدول المجاورة على منعه تغيرت هذه الحالة، وماتت من نفسها، وصار يشعر بأن ماله ما اقتناه من طريق مشروع ... وستقوى هذه الخصيصة ويتعود مغزاها في حين انه قبل هذا اذا قيل له: - الله يحرمك من غارة الضحى! كان يجيب: - وهل (١) وجه، وهل وجه ... ! يريد بل أنت تحرم منها!! وكانوا يؤدون من غارة الضحى بعض الصدقات عن موتاهم..!! وغرضهم من غارة الضحى أنها على وجه نهار، ولم تكن خفية، أو خلسة ... ! ومهما كان الأمر فالبدوي يغزو وينهب، ويقتل ولكنه لا يكذب، ولا يخدع، ولا يخون الامانة، ولا يقبل بذل، ولا يرضخ لقوة..!! يعيش بعزّ، ولا يرضى ان يهان، حر الضمير، صريح القول، وعفيف الذيل في غالب أحواله.. وهو أيضًا كريم بطبيعته، شريف في نفسه، أبي، لا يتردد عن معونة، ولا يحجم عن مساعدة ... والقلم ليعجز ان يجري في بيان كل خصاله الحميدة المقبولة ... والمرء ينجذب بل يكون مغرمًا بأوصافه هذه وأتمنى أن تكون هذه بصورة عامة عندنا ... وأن نمضي على كثير منها ...
سجايا قوية، عالية، لا تفترق بوجه عن أوصاف العرب القدماء؛ ولا تقل عنها، ويعوزها ما أعوز تلك من اصلاح حقيقي، وتهذيب اجتماعي، لا يشبه ما نحن عليه اليوم، ولا يأتلف وما نحن فيه ... ولم أكن في قولي هذا ساخطًا على المجتمع أو غاضبًا عليه الا أني أرغب أن يتحلى بأكمل صفات الرجولة، وأن ينال حظه من الحضارة مقرونة بتلك السجايا الفاضلة ...
وهم كما نعتوا انفسهم:
حنّا جما صافي الذهب ... وانظف من الخام الجديد
ولا نريد أن يزيف هذا الذهب، أو تنال ذلك الخام نكتة تكدر لونه او تودي بصفائه وجميل رونقه ... فاذا كان:
حسن الحضارة مجلوب بتطرية ... وفي البداوة حسن غير مجلوب
فالأخلاق فاضلة، وعزيزة، لم تدخلها التطرية، حسنها طبيعي، وسالم من العذاريب الكثيرة كما يصطلحون عليها ...
وهنا نذكر بعض أوصافهم العامة:
١ - النخوة
وهذه من أكبر وسائل التكاتف، ويقال لها (العزوة) أيضًا، وفيها تتشارك القبائل التي تمت الى نجار واحد، وغالب القبائل تعرف القربى بينها بسبب هذه النخوة ... وقد مرّ بنا ما ينتخى به القوم، وهي دليل الأخوة، وشارة التكاتف والظاهر ان اصلها (انااخوة) ومنه اشتقت (النخوة) ومثلها العزوة ويراد بها الانتساب الى نجار واحد ...
قال الشاعر:
لا يسألون أخاهم حين يندبهم ... في النائبات على ما قال برهانا
وهذه هي النخوة، والندبة مثلها ... واذا صرفت النخوة الى ناحية التكاتف على اتباع الحق، ونصرة المظلوم، ومقاومة الشر فما أحلاها. والتلقين الى هذه الناحية قد يؤدي الى نتائج مرضية ...
٢ - الدخيل، الدخالة
في القتل يدفع عن القاتل لمدة ثلاثة أيام على ان لا يسارى ولا يبارى ... وفي المطالب الأخرى غير قتل النفس يكون الوجه لمدة سنة، فلا يتعرض له أحد. الا أن (فورة الدم) لا يصد احد فيها، والوجه لا يمنع غالبًا الا أن يكون قويًا ويتمكن من زبن الهاجمين ...
٣ - الوداعة
وهم أحفظ للأمانة، وأحرص على الوديعة، وقد مرّ بيان بعض حوادثها الخاصة، ويتفادى البدوي في صيانة الوديعة ...
وعلى كل حال تظهر أوضاعهم العامة وأخلاقهم الاجتماعية، وكذا الفردية من طريق تثبيت الوقائع الاعتيادية، وفي مواطن الحروب واوقات الغزو وقد اشير الى ذلك فيما مرّ، وسيأتي من الأمثلة في خصوماتهم مما يعين أخلاقهم في بعض الأوصاف والأقوال التي يعابون من أجلها، ويحق لهم أن يطالبوا بالحشم، أو يعقروا من جراء ما نالهم من اهانة، أو يلتمس منهم العفو أو التعويض ... وليس لهم حكومة يلجأون إليها، وإنما يستعينون بقوتهم.
ولا مجال لحصر المقبول من فضائلهم، والأخلاق المعتبرة فيهم ... وتتجلى اكثرها في حالاتهم الشاذة، وخصوماتهم، ومنازعاتهم.. ولو استثنينا الغزو والوسكة وما ماثل لقلنا هناك الانسانية الكاملة ... ولكن للضرورات، وللمحيط حكمهما، وطبعهما ... والتربية الصحيحة تعدل في الأوضاع المدخولة، وتؤدي الى الاصلاح الكبير وللتعديل القليل حكمه وأثره في الحياة الفردية والاجتماعية ...
هذا ولا تفيد التعديلات المادية، وإنما الأثر النافع للمبادئ القومية، والتربية الفاضلة، والعوامل النفسية، فهي شديدة الأثر، وكبيرة الفائدة ... والأخلاق تحتاج الى حسن ادارة وخبرة تامة، وعلاقة قوية بالعقيدة..!!
- ٧ -
العقائد والعبادات
العقيدة عند البدو قليلة الكلفة، بسيطة، وأساسها قبول ما كان قريبًا من أذهانهم، وأحق بالأخذ ... ومن حين دخلهم الإسلام زالت منهم عبادة الأشخاص والأصنام، وحل التوحيد، فلا يميلون الى الرسوم، والأوضاع الزائدة ...
ومما يحكى عن الشيخ صفوق انه كان في مجلس ببغداد، فرأى ان قد جاء شيخ، ونال احترامًا من أهل المجلس فقالوا له هذا الشيخ فلان! قال هو شيخ أي قبيلة فأجيب بأنه شيخ الطريقة النقشبندية، وهي طريقة دينية ... فكان جوابه ان الدين ليس له نقوش ... !! ومن المعلوم ان الإسلام أعلن عقائده بأوجز عبارة، وهي ايمان وعمل صالح، او استقامة ... مع قبول الارشاد لتعيين هذا المطلب، والبدوي لا يريد أن يعرف غير ذلك ولا يشغل ذهنه بأكثر ...
وفي هذه الحالة يجب ان لا نخرج به في تهذيبه الديني عن هذا، وبعض الايضاح المتعلق به والا كان نصيبنا الخذلان في نهجنا ... ومن طبع البدوي ان لا يميل الى زيارة المراقد، ولا يهتمون بها، وهم أقرب الى التوحيد الخالص، وتراهم في نفرة من مراقد الصلحاء.. وغالبهم على مذهب السلف بسبب المجاورة لنجد، أو هم قريبون منهم ...
رأيت فرحانًا ابن مشهور حين وروده العراق في ديوان المرحوم السيد محمود الكيلاني النقيب السابق، وكنت حاضر المباحثة معه في بعض اوضاعنا الدينية، وكان ابن مشهور ينقدها، ويورد الآيات وبعض الأحاديث تقوية لحجته، وان سماحة النقيب يوضح له، ويوجه أغراض اهل بغداد، ويعتذر له من أخرى ويقول: هؤلاء صلحاء لا أكثر، ولا نعتقد فيهم غير ذلك! اما ابن مشهور فانه استمر في بيان تلك الأوضاع حتى قال: ما هذه اذن؟ (واشار الى قبة الشيخ عبد القادرالكيلاني) ألم تكن طاغوتًا ألم يقدم لها الاحترام!! وهكذا نسمع الشمري يقول وكان قد رأى ما يخالف عقيدته:
يا عون من طالعك برزان ... ونام بشناكك هني
ويا عون من فاركك البرغوث ... وفراك عبادة علي
وبرزان قصر ابن رشيد في نجد، واراد بعبادة علي الشيعة في حين انهم لا يعبدون الامام عليًا (رض) وانما يعتقدون فيه الامامة، وهؤلاء البدو لا يفرقون، ويرون مجرد الانقياد الى الشخص عبادة ...
ومن حاول اصلاح هؤلاء وجب عليه ان يلقنهم العقيدة من ناحية تفكيرهم دون أن يدخل فيها ما لا تقبله افهامهم ... بأن تلخص له أساسات العقيدة بلا توغل في تفرعات زائدة، وان لا يعرف بالمذاهب الا انهم علماء معروفون لا اكثر ... وأرى أن يكثر له من تدريس القرآن الكريم، وأن لا يعدل عنه، وان يسترشد بأحكامه ... وفي هذا اصلاح لأخلاقه وعقيدته معًا، وفيه أبعاد عن كل نعرة طائفية، واستهواآت حزبية ... فيكون مصروفًا الى ادلته الحقة، وأن نقربها لفهمه.. وهم في الغالب مالكية، أو حنابلة ويجب أن يلقنوا العبادات على مذاهبهم بما لا تصح بدونها، وان يلاحظ تقليل التكليفات قدر الامكان، والدين يسر ...
وعلى كل حال رغبة الاصلاح تستدعي التفكير الطويل، واستطلاع الآراء حتى تظهر الفكرة القوية الصالحة ... وأرى من الضروري تدريسهم مجمل التاريخ الإسلامي، وذكر الغزوات والملاحم الإسلامية بحيث يتجلى لهم النشاط، وصفاء الأخلاق، والتفادي في سبيل هذا المبدأ الجليل، وان لا تنسى العلاقة، وان يحتل هذا التاريخ محل القصص الخرافية، والحكايات التي لا يؤمل منها نفع تهذيبي ...
- ٨ -
الخصومات - الدعاوي يقولون:
المرجله ما بين حيل وحيله ... والحك يبري للي سيوفه كواطع
أو:
ما ينفعك زاد كليته ليافات ... «ولا ينفع المفلوج عوج الطلايب»
١ - العرف القبائلي
ان القدرة، والشجاعة من اكبر الوسائل لحفظ الحقوق، وأعظم الحواجز دون انتهاك الحرمات، ويردد البدو «الحك بالسيف والعاجز يريد شهود» وفي هذا لا يقصد غالبًا الا حماية الحق؛ والبدو من خير مزاياهم ان لا يكذبوا، ولا يتخذوا الوسائل لابطال الحقوق وقد قالوا «ولا ينفع المفلوج عوج الطلايب»، ولا يخلو المرء من لدود وخصام، وهم اصحاب حجة، ومنطق عذب، وفكرة قويمة في الغالب والنزاع في الأكثر بين المتكافئين، والحكم بينهم يجب ان يكون ذا قدرة على حل القضايا والا فلا يتنافرون اليه، وإنما يميلون الى صاحب مواهب كافية لادراك ماهية هذه الخصومات والوقوف على جهات التلاعب في ادلاء الحجج ... وهؤلاء لم يكونوا ملائكة، وانما هناك بواعث مهمة تثير الخلاف وغالبها يقع على المنهوبات (الغنائم)، أو على (حقوق النساء)، أو على (البيوعات) و(الامانات) وهكذا مما لا حد له لتعيين قضاياهم وهذه لا تخرج عن مادة الفقه. وأصل مواضيعه ... وتسمى في مصطلح اليوم ب (العرف القبائلي) من دون سائر العوائد ...
ولا نريد في عجالة كهذه ان نتوسع في حقوق القبائل البدوية (عرفها)، وفصل خصوماتها، وطريق حلها ... وكفانا أن ندّون بعض القضايا الواقعية، ونشرح بعض الأمثلة، ونراعي صور الحسم من محادثات مع بعض العوارف، ومناقشات في خصوماتهم، ومباحثة معهم ومعارضة لأفكارهم بقصد أن نتبين حقيقتها، ونعلم ماهيتها ... واقتصرنا على ما يكفي للمعرفة والامام وإلاّ طال الأمر، وصعب كثيرًا، وتشبعت أطرافه.. وعلى كل حال النظر يقتصر على ما يدعو للخصام ومراجعة العارفة ... هذا وأحكام عرفهم متقاربة، وليس فيها تفاوت كبير والتغلب والاثرة أبقيا أثرًا محسوسًا فيها من مخالفات وأوضاع تعاملية منها ما لا يأتلف والشريعة الغراء..
٢ - العارفة والعوارف
لا يقصد البدوي من الالتجاء الى العارفة سوى حلّ قضيته حلًا مرضيًا يقطع النزاع، والا فالتحكم، والاجبار على صورة حل ترضي جانبًا وتغضب الآخر وتضطره أن يقبل بقوة وقسر مما لا يميت الحقوق، وليس الغرض مجرد الحسم ... ويصدق على مثل هذا قول (حكمت ولا أبالي) ... ولعل التجارب العديدة بصرت بمراعاة (فصل الخصومات) من طريق (العوارف) ... والملحوظ أن الناس كانوا يلجأون الى الأقوى لحسم النزاع دون ان تلاحظ الصحة استنادًا الى هذه القوة أو أن يميل القوم الى الطاعن في السن ويطلب حله ... ثم قطع البدو مراحل حتى وصلوا الى طريق القضاء بواسطة من أهّب نفسه، وأعدها لفصل الخصومات وكانت له بصيرة. وقديمًا يقال له (الحكم) ... ويقول أمراء شمر نحن الذين نصبنا عوارفنا واخترناهم من جهة اننا نظرًا لمشغولياتنا لا نقدر أن نرى الخصومات بأنفسنا، فأودعناها الى من اعتمدناه، وبمرور الأيام صارت موروثة فيهم، ولا يعتبر عارفة الا من كان ابوه عارفة ...
وهذه الفكرة اقرب للصواب في تعليل موضوع العوارف، ولكنها قديمة جدًا، وحكام العرب في الجاهلية لم ينالوا منصب القضاء، ولم يشتهروا الا لما فيهم من المواهب، وان كان هناك آخرون لم يلجأ اليهم أحد، والعارفة القدير يميل الناس اليه ولا يعدلون عنه كما انهم لا يجبرون على احد بعينه ...
٣ - محادثة مع عارفة
قد جرت بيني وبين حسن ابن عامود من شمر المحادثة التالية: - هل تقرأ وتكتب؟ - لا! كيف تقضي بين الناس؟ كان آبائي وأجدادي عوارف ... وكنت أشاهد قضاياهم، وأسمع ما حكموا به، وتناقلوه ... وأنا أنظر في القضية، وعندي قلب واع ... فماذا تريد وراء هذا؟
وكأنه يقول عرفت تاريخ الخصومات والعرف ممن سبقني، وأدقق المسألة الموضوعة البحث، ولي بصيرة وادراك ... وهذه من وسائل معرفة المحق من المبطل، وهي من دواعي الحكم ... هذا مع العلم بأن هذا العارفة ليس هو من أكبر العوارف وأعظمهم. (لم يكن منهى) .
ولا أظن الحقوقي يحتاج الى اكثر من معرفة تاريخ الحقوق، والنظر في الموضوع، واستعمال عقله فيه ... وبحق قال الزمخشري (العربان غربان) ... ولم يراع هؤلاء أصول مرافعات، ولا قانونًا يرجع اليه سوى المعهود من تعاملاتهم إلا أن القضايا السابقة التي كان قد حلها عارفة آخر قبلا تعتبر أساسًا وليس للمتأخر أن يتعداها، أو يتجاوزها في حكمه.. وكأن هذه المعلومية تكسبها قوة ويمهل المتضرر أن يأتي بدليل على هذا الحكم السابق. وهي بمثابة رجوع الى فتاوى، أو الى مقررات محكمة التمييز ... والآن في حكومة ابن سعود يسمون العوارف ب (الطواغيت) . لأن حكمهم لم يبن على أحكام الشرع وإنما هو على تعامل قديم، ووقائع سابقة ولا يرجع فيها الى الأحكام الشرعية وهذه قد تكون موافقة، أو مخالفة، ولكن الشرع وموافقته غير مقصودين ...
٤ - المنهى (محكمة تمييز البدو)
وهناك من لا يرضى بحكم العارفة ولا يقبل بطريقة حسمه، وحينئذ له أن يعارض حكمه ويطلب ان يرجع الى (المنهى) وهو آخر محكمة بل آخر حاكم يلجأ اليه في نظر البدوي فيأذن له. وهؤلاء المناهي قليلون، لا يختلفون عن العوارف إلا في القدرة المسلمة لهم لا بانتخاب رئيس ولكن بحكم الشيوع والشهرة ... وقد يعارض الحكم بما قضى به من سبقه، ويشترط أن يقدم شهادة من عارفة آخر كان قد حكم بما خالفه ...
وعلى كل حال سواء العارفة، أو المنهن لا يجوز مخالفة أحكامهم، أو مراجعة غيرهم وإلا أدى أن يطالب العارفة بالحشم، ويعد تحقيرًا له إذا راجع أحد غيره كما أن غيره إذا عرف لا يقضي ولكن يجري ذلك تحت تحوطات خاصة، فإذا أودعت قضية الى عارفة فليس لآخر التعرض لها، أو التدخل فيها فإن فعل أخذ منه الحشم. وعند قبيلة حرب إذا عرض قضية الى عارفة وكان قد عرضها لآخر قبله أخذ منه الحشم.
ومن هذا يعرف ان حكم العرافة قطعي، وحسمه لا يقبل النظر مرة اخرى إلا بالتحوطات المارة أو ما ماثلها ولذا نجد العربي القديم يفتخر بقوله: أنا الذي لا يعاب لي قول، ولا يرد لي قضاء.
أو كما قيل:
ومنهم حكم يقضي ... فلا ينقض ما يقضي
والمشهور ان القدماء من العرب وضعوا قاعدة (البينة على من ادعى واليمين على من انكر) ومثله قولهم في الخنثى (اتبعه مباله) وبعضهم حكم فقبل الإسلام قضاءه ... مما لا حد لاستقصاءه..
وللتحري عن حكم معارض كان قد سبق أن حكم به يمهل في ايام القيظ ثلاث ليال وفي الشتاء سبع ليال للتحري عن نص الحكم. ويقال له: «ردك الله للسوالف انها قبل ماضية ...»
٥ - امرأتان تتنازعان ابنًا
يحكى أن رجلًا تزوج امرأتين فولدتا في يوم واحد، وكانت القابلة أم أحدهما، أولدتها فاعطت بنتها ابن الأخرى وهذه اخذت بنتها دون ان تعلم ... مضت بضعة أيام، والأخرى تميل الى الابن ولا رغبة لها بالبنت، وأخيرًا قالت ان الابن هو ولدي فحصل نزاع ادى أن تثور الفتنة بين القبيلة ...
تحاكموا الى العارفة فكانت نتيجة تدقيقاته ان وزن حليب ام البنت، وحليب ام الولد كما أنه أخذ الحليب من حيوانات أخرى فوزن حليب الذكر وحليب الأنثى فوجد حليب الابن اثقل فحكم بان المدعية لها الحق في المطالبة بابنها ...
٦ - لو بطني فرّ فريت
كانت الجموع من شمر متقابلة، والحرب مشتعلة بين الفريقين فكان أحد رجال شمر وهو مذود الزعيلي قد هوى على عدوه وهو من الفر من العامود بضربه سيف فسقط قتيلا، وذلك بمشاهدة هذه الجموع. أما القاتل فقد هرب الى عنزة وبقي مدة حتى مرض وأراد أن يموت بين أقاربه وقومه وأن لا تتوجه المطالبة عليهم مع أنه لم يكن القاتل في الحقيقة ... فعاد ودخل على رئيس شمر وطلب منه الحق فيما وجه اليه من قتل الرجل من ال (فر)، فقام المجلس في وجهه وقالوا له قتلته بمرأى من الجموع والآن تطلب الحق فأجابهم:
- «لو ببطني فر فريت»! يريد أنه لم يقتل أحدًا من فر ولو كان قتله لفر منهم وهرب فصارت مثلا!! فتحاكموا الى العارفة بأمر من الرئيس فكان العارفة قد سمع بينه مذود المذكور وهو المهتم بالقتل في انه كان قد هوى على الفري بالسيف الا أن قطعة الرمح من آخر هي التي أزالت أم رأسه وقتلته. ومن ثم توجهت الخصومة على من شهد عليه الشهود.
٧ - البدوي لا يورد عليه شاهد
من أغرب ما اعتاده البدو انهم لا يبرهنون على دعاويهم الجزائية ببينة أو شاهد ... وإنما يطلبون اليمين رأسا وهذا عام فيهم وذلك فيما عدا توجيه المطالبة فانها تسمع فيها الشهود ... وقد رأيت بعضهم لم يحلف لأنه كان قاتلا واعترف وآخر طلب أن لا تسمع بينة عليه فلم يلتفت الحاكم وانتهره قائلا هل انتم أولياء ولا يقبل شاهد عليكم؟ فكان جوابه اننا كلنا خصوم، جمعان تقاتلنا فلا يصح أن يشهد بعض أعداءنا علينا.
فلم يجد منه إذنا صاغية! فطلب ان يحيل القضية الى العارفة ومن ثم يرى رأيه فيما يطلب ... ! فوافق، وكان العرافة لم يطلب سوى اليمين.
ومن الأدلة على ان البدوي لا يورد عليه شاهد قصة (لو ببطني فر فريت) المارة. ورأيت مبرد بن سوكي رئيس الربيعيين من شمر قد عين السبب في ان الدعاوي بأوضاعها تجعل كل واحد يتحرى عن الشهود، وتسوق الى الكذب، وأساسًا لا يلزم القاتل وحده فلا يحلف كذبًا قطعًا فلا محل للركون الى الشهادة ... !
٨ - الفصل
طريقة حسم النزاع كما في الأمثلة المارة يقال لها الفصل. وهذه الطريقة يجبر عليها البدوي من جانب الرئيس، أو يلجأ إليها أحيانًا دون الاستعانة بقوته خشية الفتنة، والخوف من وقوع حوادث قد تجر الى ما لا تحمد عقباه بين القبائل أو بين القبيلة الواحدة ... على ما قيل:
وجرم جره سفهاء قوم ... فحل بغير جارمه العقاب
وهذا لا يسير على قاعدة معينة؛ وإنما يختلف بالنظر لعرف كل قبيلة والقبائل المجاورة لها ... والعارفة لا يمضي على قانون أو قاعدة مطردة، وإنما يجب أن يكون ملما بما هنالك من سنن ومن خلاف بين عرف كل ...
إننا نرى وحده في ماهية الوقائع. وتقاربًا في صور الحل، ولا يكون مشتركا من كل وجه، وإنما فيه خلاف، والملحوظ أن هذا الخلاف أما أن تكون ولدته القوة، والضعف وتحكم المجاورين، أو تباعد العرف بسبب أن كل قبيلة عاشت في موطن غير موطن الأخرى ... وهناك جهات مشتركة هي التي نتناول موضوعها ولكننا سوف لا نهمل خصوصيات بعض القبائل، وما يجري بينها من قواعد الحل ... إلا أننا هنا نشير الى معتاد القبائل بصورة عامة كما ذكرنا ذلك سابقًا ... وغالب ما يعد جريرة في قبيلة فهو جريرة في أخرى وإن تفاوتت العقوبة أو اختلف مقتدار الضمان ...
٩ - الحوادث التي تستدعي الفصل
الجرائر أو الجرائم معتبرة نوعًا عند الكل، ولا يفرق بين قبيلة وأخرى إلا في بعض الأحوال وهذه أشهر الحوادث التي تستدعي الفصل: القتل.
السرقة والنطل.
الجروح والشجاج.
الحشم.
العقود.
النهوة.
الوسكة الى آخر ما هنالك.
وهذه في غير الغزو، وفي الغزو يستحكم العداء وذلك أن الأرض وإن كانت مباحة إلا أن كل قبيلة لها مواطن رعي وكلأ، وحما ... وكل هذه لا يجتازها كل واحد ولا يمر منه بل دون ذلك خرط القتاد ... إلا أن يتدخل المصلحون، ويجري على يد الرؤساء والعوارف في صور الحل بعد الاتفاق على الاساس ... وفي المثل (هفا من وفى) . وأما قسمة الغنائم فقد اشير اليها فيما سبق وهذه تستدعي الرجوع الى العارفة ويحدث من جرائها اختلافات كبيرة. لأن الغانمين بعد أن يستولوا على المال تتعلق به حقوق هي في الحقيقة أشبه بالمحرزات من صيد وغيره وتتنازعها أيدي الغانمين في بعض الأحوال. وأما في الشريعة الغراء فالغزو المعروف غير مقبول بوجه بل هو نهب صريح وغارة ... على اموال الغير ... والحكم به مما ينافي الشرع الذي يحث على حفظ الحقوق وإيصالها الى اهلها ومراعاة العدل في حسم القضايا المتعلقة بها وامحاء الاجحاف والغصب وتعويض ما يصيبه التلف من الأموال ... ذلك ما دعا ان يندد الشارع بالعرف من هذا القبيل في آية «أفحكم الجاهلية يبغون».
والفصل يكون في المطالب الآتية: الدية، أو الودي.
التعويضات والحقوق.
وقد يقال الفصل للحكم بالدية عن القتل تغليبًا من جهة انه من أوضحها ... والقوي لا يعتدي أحد عليه، وإذا حصل اعتداء فمن الممكن أخذ الحيف، واستيفاء الحق ...
١٠ - القتل - الدية
القاتل لا يقبل منه غير القتل وقاعدة (القتل انفى للقتل) جاهلية، والقاتل مهدد دائمًا وكثيرًا ما رأينا في شمر من لم يقبل الفصل وأبى أن يدخل في الصلح وإنما قال: أقتل ثم ادخل الفصل وامتنع بصورة باتة من قبول الدية وأن يأخذ بدلا عن قتيله ... ولكن القربى، والجوار وتوسط المصلحين قد يؤدي الى مراجعة العارفة وحل القضية صلحا. والدية معروفة قديمًا، وأول من سن الدية مائة من الابل أبو سيارة العدواني، ويقال ان عبد المطلب اول من سنها فأخذ بها قريش والعرب وأقرها الإسلام ... وهو أو ل من قطع في السرقة في الجاهلية ... (١) والحالات الاجتماعية، والأوضاع الخاصة تستدعي لزوم الحل صلحا، وحسم النزاع خشية أن يتطاير شرره ... وحق التأثر للقبيلة كلها ويعد المقتول ابنها ولا تقتصر المطالبة على الأب أو على أقرب المقتول الأدنين ... وبعد تسليم الدية وقبول الصلح تدفن الضغائن، ويزول الحقد والحنق واذا اثيرت الغضاضة فهذا معيب جدًا ... ولكن وقع أن أصرت الحكومة والرؤساء على بعض عشائر شمر في قبول الصلح ومراعاة الفصل فلم يوافقوا مدعين ان الحق في جانب واحد وهو الذي يحق له المطالبة واذا كان لا يرغب في الصلح فلا يجبر عليه، ولا يتدخل في فصل ... ! وهذا غير قبول الصلح ثم انتهاك حرمته ...
١١ - مقدار الدية وتوزيعها
وهذا مختلف جدًا بين القبائل، ويتفاوت مقداره بين افراد القبيلة والقبائل المجاورة ... وإذا كانت القتلى من كل جهة كثيرين تراعى قاعدة (هفا من وفى) أي يتساقط القتلى ويودى ما يبقى ... وهو المعروف عندنا بقولهم (دمدوم، وجرف مهدوم) ويريدون به دفن المطالبات ...
ومقدار الدية يختلف بين ان يكون المتقاتلان من قبيلة واحدة، او من فخذ واحد، او من قبائل اجنبية ... وفي حالة كون القاتل من الأقارب لحد خمسة أظهر فانه يسقط من ديته مقدار ما يصيبه لو كان القاتل أجنبيًا، والباقي يوديه ... والدية بين هؤلاء الذين هم من قبيلة واحدة ٥٠ بعيرًا، وفرس واحدة، والاسلم بينهم خاصة ٢٥ بعيرًا، وكذا عبدة واما الصبحي والاخرصة فيما بينهم ٥٠ بعيرًا وهو الغالب في سائر البدو، والجار مثل القريب، وبينهم وبين الأجانب وهم الريفيون ٧ من الابل.
وهنا يختلف التوزيع بين القبائل الريفية والبدوية وذلك ان الثلثين وفرس الكبل تعطى لأهل المقتول (ورثته) والباقي يوزع بين الأقارب الى الظهر الخامس، ولا يأخذ الظهر الخامس اكثر من بعير واحد ثم يتضاعف للتالين في الدرجة. وهكذا يقال في الأخذ منهم وان فرس الكبل تؤخذ من القاتل خاصة ... وهذا عند زوبع وعبده وسائر شمر ...
وعلى كل حال المسؤولية القبائلية محدودة بدرجة القربى فلا تتجاوز الخمسة الا ان يكون المقتول لم يعرف قاتله فتسأل القبيلة حينئذ. وفي هذه الحالة يكون الوضع كالقسامة في الشريعة الغراء ...
والدية في القبائل الأخرى لا تتفاوت كثيرًا ... ففي صليب بينهم الدية ٧٥ دينارًا، وللمرأة نصف دية، ومثلها تعطيل عضو. وتسلم نصفها نقودًا والباقي سوام ... وبين الأقارب ١٥٠ دينار والمرأة نصفها وكذا تعطيل العضو.
وعند القبائل في الغالب تعطى للوارثين، وعند بعضهم لا تعطى للزوجة ولا للبنات وعند حرب تعطى لأهل المقتول، وعندهم ان الابناء يشتركون فيها الا ان الابن الاكبر يعطى حصة يقال لها (الكبرة) وهي نصيب زائد يستحقه ...
والملحوظ ان البدو ليس لهم حق عام الا ان هناك ما هو شبيه به وهو التكاتف والتضامن، والالصق هم المطالبون (بكسر اللام) والمطالبون (بفتح اللام) وفي هذه الحالة لو لم يطالب القريب، أو كان غير قادر على المطالبة فان أهل القبيلة يطالبون فالمقتول عندهم ابن القبيلة ... ومما يجب ملاحظته ان التفاوت في الدية غير صحيح، وكان حكم الرسول «ص» (القتلى بواء)، وفي القرآن الكريم (النفس بالنفس) والدية عوض فيجب ان يكون متساويًا في الكل ليتجلى العدل ...
١٢ - السرقة والنطل
في هذه تظهر أحكام الوسكة، ويلاحظ فيها اعادة المسروق والتعويض المرتب على هذه السرقة اذا كان المسروق منه من الأقارب، أو من النزيل ... ويضاف المسروق في مراعاة أربعة أضعافه اذا كان من الحيوانات على عدد قوائمه، أو يراعى فيها ذلك بالقياس عليها..
ومن حكم العوارف في هذا الباب ما فيه غرابة ودقة وذلك أن رجلا أكل زاد مضيفه؛ ثم سرق منه فكان الواجب عليه أن يحكم بما شاء حتى يعفو عنه وإلا ترفع عليه الجناة (عصى معروفة) في العربان ويشهر حاله، وحينئذ يهدر ماله لكل أحد ... ولكنه قضى بخلاف ذلك من جراء أن الموجهة عليه التهمة بيّن أنه نهب الفرس من سارقها الذي كانت بيده ولم يعلم أنها تعود لمضيفه، وعلى هذا لم يحكم عليه ... هذا ما حكاه لي المرحوم السيد محيي الدين الكيلاني. والظاهر من مجرى الوقعة أنه لم يتبين دليل على السرقة، وغاية ما هنالك حيازة لا غير والمعاقبة عليها غير معروفة في وقعة مسموعة وذلك أن النهب والغارة مباحة لهم، ولم تتحقق السرقة في هذه الحادثة ...
١٣ - الوسكة (الوسقة)
ويراد بها الطريقة للوصول الى المال المغصوب او المسروق، ولكن لا من الطريق القانوني، وليس البدوي كالحضري يراجع المحاكم، ويستعين بقوة الحكومة، خصوصًا إذا كان الناهب أو السارق من قبيلة أخرى في منعة وقوة لا يستطيع أن يصل إليها دون مخاطرة كبرى وهكذا ... فيتوصل صاحب الحق أن يغرم أقارب الناهب، أو ما يسمى ب (لزمته) ... وهذا لا يقبله الشرع بوجه، واعلن بأن (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، وإنما يراعى الأولى والأقرب لاستيفاء الحق، وإن العقل والشرع لا يقبلان أن يلزم غير المعتدي، وأن يؤاخذ غير الجارم.
ولكن القبيلة أو الفخذ، أو الأقارب لم يكونوا بمعزل عن قربهم، وإنما هم بمنزلة اسرة واحدة بينهم تكاتف، وإذا لم يشتركوا في هذه الجريرة فهم متضامنون في السراء والضراء، يلبون عند الدعوة، ويجيبون النداء.
يغضبون لغضب قريبهم دون أن يعلموا السبب.. وفي الأمور المالية يلاحظ هذا بدرجة محدودة عند البدو وإن قالوا (حلاهم دناهم) أي أحلى ما يتوصل به الى الحق هو الأقرب تناولا أو كما يقال (أقرب شاة للذبح) ويقال (الوسكة قربة للحق) ... وذلك أن الوسقة يطالب بها لحد خمسة أظهر ويعللون ذلك بأن السيف إنما يقبض عليه بالأصابع الخمسة فإذا سقطت سقط السيف، ولا يبقى محل آنئذ للمؤاخذة ولذا يقولون (احلال بخمسة) .... فلا يؤاخذ من هو أعلى من الخمسة أظهر.. وكأنه يقل التكاتف والتضامن الى هذا الحد ...
وفي هذه الحالة اذا ظفر صاحب الحق بشيء ولم يتمكن من استخلاصه لضعف فيه، أو لبعد أهله وعدم قدرته على الطلب ... أو ما ماثل، فإنه يأخذ ما يصلح لاستيفاء الحق ممن تمكن سواء من السارق أو من غيره من أقاربه ويودعه حالًا عند أحد أفراد قبيلته ممن هو فوق الخامس، ويدعوه الى ايصاله اليه، وانه كفيل، وحينئذ يكون ملزما بإيصاله بأي واسطة وحسب قدرته، وأن لا يثلم وجهه بذلك ... ! وفيها كما يقول مثلهم قربى للحق، ودعوة للصلح، وتحريض من الأقارب على الفصل ...
وهذه الحالة شاملة للمسؤليات الأخرى في القتل وفي غيره من سائر الضمانات القبائلية مما مرّ بيانه ...
١٤ - النهوة
وهذه لا يرضاها الشرع بوجه وإنما يشترط الكفاءة، وإذن الولي عند بعض المذاهب والتحجير على حرية الشخص وتقييدها أمر غير مرضي، والتحوط ضروري، ومن كانت له علاقة تربية، وقربى قريبة يؤخذ رأيه، وتراعى رغبته ... وغير هذه تعدّ من الأمور الممقوتة شرعًا ... وامحاء الاجحاف بالحقوق، وصيانتها من الأمور الملتزمة ولكن هذه الاعتيادات قد يكون منشأوها ضعف الحالة، وقلة النساء، وما شابه ... ومع هذا نرى البدوية لا تزوج قسرا، كما أنها لا تتزوج بدون رضا أوليائها ... والحالة مبناها الرعاية لحقوقها، والعناية في الانتقاء والاختيار ... وملاحظة حقوق الأقارب في الترجيح ولكن تمكن هذا الحق وصار يسمى ب (التحجير) وإنذار الأقارب من طالب الزواج (نهوة) . ومن تزوج بعد أن نهي أو أنذر عرض نفسه للخطر، وفي هذه الحالة يرجع الى العارفة فيقضي بما هو الأصلح إماتة للفتنة، وقلعًا للفساد المتوقع ... !
١٥ - الحشم - القعر
إن المرء قد يتعدى عليه بالكلام، أو تصيبه إهانة من قذف أو ما ماثل مما يدعو أن يكون ذليلا عند قومه، أو أن يحقر دخيله، أو نزيله، أو ينال جسرة أو يرمى بسرقة أو أن يسرقه جاره أو أن يكون قد نهى عن امرأة يريد التزوج بها من أقاربه فلم يلتفت الى نهيه ... وعلى هذا يطلب من خصمه حق هذا التعدي، وأن يصير معه الى العارفة ليتحاكم معه وهذا الحق هو الحشم المعروف، واذاترتب على المعتدي وجب فصله والا عرض نفسه لخطر (العقر) .
وهذا هو المعروف عندنا بدعوى (الشرف) ... فإذا لم يرضه المعتدي فله حق التعويض بنفسه، وأن يركن الى قوته ... وهنالك العقر أو (التعجير) . أو التطبير وفي الغالب لا يجري إلا بقتل دواب لمعتدي، واتلاف أمواله وهكذا ... في تاج العروس «أصل العقر ضرب قوائم البعير، أو الشاة بالسيف وهو قائم والعقر بالضم دية الفرج المخصوب. أو ثواب تثابه المرأة من نكاحها، أو هو صداق المرأة. وقال الجرهري هو مهر المرأة إن وطئت على شبهة ...» ونرى اليوم معناه واضحًا في انه اذا اعتدى أحد على عفاف امرأة أو أهين بما يستدعي الحشم أو قتل منه أحد أقاربه وكان في حالة (فورة الدم) فمن حقه أن يعقر ... وأهم خصيصة فيه أن تقتل الحيوانات قتلا، أو تقطع قوائمها، كما تقطع قوائم البيت، وهو تعويض عن انتهاك حرمة عفاف أو ما يتعلق به وفي الأخريات تبعًا لا أصلًا ...
والحشم لا ينتهي إلا بثلاث هويات أي ثلاث هجومات على أموال عدوه هذا على حين غرة أو يخرب بيته ... (وفي شمر طوقة له سبع هويات، ثم يفصل بامرأة ...) فإذا تمت فليس له بعدها أن يتطاول على مال غيره وذلك إذا لم ينته الفصل بصورة الحل من طريق العارفة بصورة حاسمة، وفي فورة الدم فيها العقر، ويسوغ حتى القتل، فإن العقر يراعى في ذلك. والحشم ورد ذكره في أمالي القالي (١) . وجاء في القرآن الكريم (فلما آسفونا انتقمنا منهم) .
ويراد به كل ما يغضب المرء ولكنه اختص في الأمور المذكورة أعلاه وهو انتقام عن اهانة ... وتبريد غلة من تجاوز واقع ... والتعويض عنها؛ وذلك يعدّ بمقام استعادة مكانته وحشمته، أو إزالة ما دعا أن يغضب له بترضيته ... وحل مطالب مثل هذه يلاحظ فيه قطع النزاع وأن لا يتطاير الشرر، ويزيد المكروه:
قد يبعث الأمر العظيم صغيره ... حتى تظل له الدماء تصبب
وفي الآية الكريمة (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) . والعارفة يأخذ أحيانًا ستة من الابل قضوة له ...
١٦ - الجروح والشجاج
وهذه عليها عتبة أي أنه إذا ظفر به يأخذ منه حقه، وأما إذا كانت الشجة مشوهة، أو معطلة لعضو فيؤخذ نصف الدية فما دون، وقد يؤخذ، لكل خطوة نعجة حتى يعود الشج لا يشخص ... وفي بعض السقط الحاصل يكون التعويض تقديريًا أو تابعًا لدرجة تدخل المصلحين والارضاء ...
١٧ - الدخالة
والقاتل قد لا ينجو في هربه، وإنما يعقب من أقارب المقتول، ويتبع فلا يعطى له مجال للهزيمة في غالب الأحيان. وإذا علم بأن سوف يدرك ولا يتمكن من النجاة مال الى الرئيس أو من هو في قدرة على حمايته فيطلب منه المناصرة لدفع الطالبين فقط، وأن يمنعهم عنه فإذا قال أنا دخيلك نجا الى مدة ثلاثة أيام بلياليهن حتى يبلغ مأمنه وهذه يقال لها (استجارة) ووردت في القرآن الكريم وليس لأحد أن يتعرض بالمستجير الى ان يتمكن من وصول محل منعته ... وهكذا يتحول من قبيلة الى أخرى فاذا وصل الدغيرات من عبدة أمن وهذه تحميه وتقتل من يمسه بسوء ما دام نازلا عندها ...
وللقبائل موطن حماية يقال له المجلى على ما سيجيء ... وعند حرب خاصة إن القاتل يستطيع أن يدخل على الرئيس ويأخذ منه وجها الى أن يصل الى المجلى أو المحل الذي يرغب أن يستوطنه؛ وإن إهانة الدخيل أو التجاوز عليه يخول حق الحشم والمطالبة به ولكن مدته عند حرب خاصة شهران وعشرة أيام، وفي هذه الحالة تسوغ حرب قتل من ينتهك حرمة الحشم ...
١٨ - المجلى والجلاء
فإذا وصل القاتل مأمنه عدّ ذلك المجلى، والدغيرات من شمر المجلى الوحيد، ثم صارت عبده كلها مجلى، ولا يكفي أن يركن وحده، وإنما أقربه الى ثلاثة أظهر مطالبون بالدم ويضطرون أن يلجأوا الى الدغيرات، وأما الظهر الرابع والخامس فإنهما بوسعهما أن يخلصا أنفسهما بما يقدمونه فالخامس يعطي ناقة والرابع أربعًا، والأكثر على اعتبار ان الخامس يقدم ويسلم من المطالبة.
وولي المقتول وأقاربه الأدنون لا يتركون المطالبة، فإذا ظفروا بالقاتل قتلوه وحينئذ يحق للدغيرات أو لعبدة مطاردته وقتله من يوم قتل أو ليلته الى وقت الظهر، وفي هذه الحالة لو تمكنت منه وقبضت عليه قتلته وصار دمه هدرًا. ولكنها ليس لها حق تعقيب أثره لأكثر من هذه المدة، ولا يحق لها المطالبة بالحشم عن انتهاك حرمة مجلاها، كما أن أقارب المجني عليه وأوليائه لو عقروا الابل، أو الخيل، أو الدواب الأخرى دون أن تتمكن القبيلة المجلى فيها من قتله أو الظفر به سقط حقها، ولا يتوجه الفصل عليه، ويهدر الدم من المطالبة به ... وقبل أن يتمكن المرء من الدخالة، أو الوصول الى المجلى يحق لأهل القاتل وأقاربه قتله، أو عقر دوابه وإهانة أقاربه بما لا يتسر ... وهذه تسمى (فورة الدم) ولا يختلف فيها البدوي عن غيره ...
ويلاحظ هنا ان المرء قد يقتل جاره، أو قريبه ويتدخل القوم في الصلح لقطع دابر الفتنة وحرب البسوس مشهورة ويتشائم القوم منها ومن حدوث وقائع أمثالها ... فلا يكفي الصلح لإزالة الأحقاد وتحريك الضغائن لأدنى سبب، وتجارب عديدة برهنت على ان الغضاضة لا تنطفي ولا يزول أثرها الى مدة ...
ومن ثم يختارون (الجلاء) على القاتل جزاء ما ارتكبه ليبعد عن النظر حتى تنسى الواقعة. وهذا تختلف مدته بالنظر لفظاعة الجريمة، او لوجود القريبة لمن ارتكبت ضده، ووجود من هم عصبة يخشى أن يبطشوا به وهكذا ... وكل هذا يلجأ اليه تسكينًا لثائرة الغضب وتأمينًا لنسيان الجريمة وتقليل شأنها بتقادم عهدها ...
١٩ - التحالف - الوجه
قد يحتاج بعض القبائل ان يركن الى أخرى ويعتز بها، وتكون هي أيضًا قوة وذلك لما يرون من غارات خارجية، أو تهديد، أو مجرد حذر ... ومن ثم يتحالفون على أمر. وهذا معتبر دائمًا إلا أن ينقضه أحد الطرفين ... وقد يكون الحلف للهجوم على عدو ومفاجأته بقوة على حين غرة ...
أو تطلب بعض القبائل الوجه للاجتياز، أو للمرعى، أو ما مثل ... وهذا يجري من القبائل الضعيفة تجاه القوية.. فتنال حقًا بهذه الموافقة ...
وهناك أمر آخر وهو أن يكون البيت المنفرد قد جنى جناية، أو ناله ما يكره من أقاربه فرحل عنهم مغاضبًا، ومال الى قبيلة قريبة اليه او بعيدة فيكون نزيلها ... وهذا له حقوق كثيرة، وليس عليه التكاليف التي تلتزمها القبيلة، بل هو محترم، مرعي الجانب، عزيز المكانة ... والحشم يترتب عند اهانته من آخر ... وقد تتقاتل القبيلة فيما بينها من جراء ما يصيبه من ضيم او تعد ...
وهذه خصائص معروفة للعرب من قديم الزمان، ولا تزال الى اليوم، والإسلام زادها قوة وتمكينا بحثه على مراعاة العهود ... إلا أنه وجهها للصلاح ...
٢٠ - البينة
يقال في المثل (البينات يطردن الذمايم)، ويقولون (الشاهد ماله حتن) أي مدة، وتقبل الشهادة الخطية، ويقبل الشاهد واليمين وهذا في الغالب لا يكون إلا في المسائل المدنية أو الشخصية ... وأما القتل وما ماثل فهذا له أحكام خاصة وذلك في حالة النسف وهو دفع الخصومة وتوجيهها الى آخر وفي هذه الحالة لا يسمح الا شاهدان. وتقبل الشهادة من اثنين على شهادة الميت؛ والمرأة لا تقبل مفردة.
٢١ - النسف
وهذا أغرب من سابقه. نرى البدوي لا يوجه عليه إلا اليمين، وإن المطالبة تتوجه عليه حتى يفصل النزاع بواسطة العارفة ... فإذا طلب القاتل الرجوع الى العارفة وقال لا اريد إلا الحق ووافق الطرف المخاصم حينئذ وقبل توجيه اليمين قد ينسف المطالب بالدية. وذلك أنه يقول ان الضارب فلان وشهودي فلان وفلان ... ! فإذا قدم الشهود صرفت المقابلة عنه وتوجهت الى من شهد الشهود عليه. وهذا لا يثبت عليه الحكم بمجرد هذه الشهادة فهي لا تفيد أكثر من توجيه المطالبة الى آخر ... ! والبدوي في الغالب يأنف من هذا التوجيه ويدفعه بما أمكنه، وقد يقدم على الحلف ولا يوجه المطالبة على غيره..
هذا. وعند عدم القدرة على تقديم الشهود يصار الى (البلعة) وهي المسماة (لقمة الزقوم) والآن في الغالب لا يصار اليها ... ومثلها (البشعة) .
٢٢ - اليمين
وهذا يسمى الدين وعندهم الشاهد واليمين وهو من الأحكام الشرعية ... والعاجز ليس له سوى تحليف صاحبه في الأمور المدنية، وأما في القتل فلا يعتبر الشاهد إلا في النسف ... ومن توجهت عليه اليمين عين العارفة شكلها بالنظر للموضوع ومن الأيمان المعروفة غالبًا: ١) . «الدين ورب العالمين، لا شكيت (١) جلد، ولا يتمت ولد، لا بخمسي ولا بخامس خمسي» اه. وفي هذه الحالة يحلف عنه وعن اقاربه بالواسطة.
٢) -. «العود، ورب المعبود، وسليمان بن داود. لا شكيت جلد الخ» ٣) . «ومن خضر العود ويبس العود، والرب المعبود لا شكيت جلد الخ» ٤) . أو يقول عوض لا بخمسي.. «لا بيدي، ولا بحديدي» وعند التحليف تختط له خطة بسيف أو بعصى فيدخلها والسيف بيده ويحلف ... وفي الغالب لا يحلف إذا كان قاتلا. وهذه الأيمان في دعاوي القتل. فإذا حلف لا تتوجه عليه مطالبة ويبرأ من الدية....
٢٣ - القضوة: في المثل (عارفة الغزو أميرها)، إلا إذا رخص الأمير. وإذا صار المتخاصمان الى العارفة أخذ منهم أجرة على القضاء يقال لها (قضوة) و(رزقه) وفي الغالب تكون: عن الفرس ٨ دنانير تقريبًا.
عن البعير ٤٠٠ فلس.
عن الدية (الودي) ١٠ دنانير عن الحشم ستة من الابل.
والمقياس أن يأخذ العشر في الأكثر. وباقي القضايا تافهة. والربح له في قضايا قسمة الغنائم عند الاختلاف عليها كما تقدم ... والغالب في العوارف أن لا يقبلوا القضوة، ولا يأخذوا أجرة على الفصل الذي يجري على يدهم فإنها تعدّ في نظرهم مكروهة ويتعففون من أخذها، أو يترفعون ... والسبب في أخذ هذا المقدار من الابل عن الحشم لأنه في هذه لا يراعى المقدار وكثرته، وإنما يعتبر فيه اماتة الشر وقطع الفتنة ...
٢٤ - خلاصة
جل غرضنا تثبيت الجهات المشتركة بين القبائل في مخاصماتها، ودعاويها، ومن مجراها ظهر انها تتشابه في جميع احكام عرفا، ولا تختلف إلا من حيث الكم ومقدار التعويض ... فإذا وحدنا الكل في مقدار معين صار قانونًا عامًا وصلح أن يكون نظامًا ثابتًا للكل ... والتفاوت طفيف، يظهر من مقابلة عرف كل قبيلة بآخر ... وهذا لا يعني الغاءه، وإنما يراد به توحيده، ولا تتضرر منه قبيلة بل فيه قطع للتفاوت، وتأييد العرف المشترك اذا كان الرأي مصروفًا على الدوام عليه ... وفي هذا خطوة للتقدم الى القانون العام ومراعاة أحكامه ... وأهم اصلاح يجب أن يراعى فيه هو أن لا يسأل غير الجارم، ولا يعاقب إلا الفاعل فتلغى الوسكة والأخذ بالثار القبائلي الذي يسأل أفراد القبيلة ... فإذا كان قد ألغي الغزو بالقوة فيجب أن يكون المال محترمًا، والنفس كذلك محترمة وفي ضمان الأمة وقوة الحكومة، وأن لا يسأل غير القاتل، وغير الناهب أو الغاصب وهكذا يجب أن يكون التضامن بين القبيلة مصروفًا الى المناصرة، ومساعدة الضعيف ... وقد اعتاد القوم احكام الشرع في المواطن الأخرى من جزيرة العرب فيجب أن يراعى القانون في الكل فلا يفرق بين مدني وبدوي أو ريفي ... وفي هذا خطوة كبيرة لتقدمهم، وقبولهم الحضارة ... وسلطة الحكومة تسوق الناس قسرًا الى الحق والعدل ...
والمهم من الاصلاح بصورة عاجلة في امر الخصومات أن توحد الدية، وتمنع النهوة، والوسكة، والحشم مما يؤثر على الغير منها، أو يؤدي الى اتلاف الأموال في التطبير (التعقير) وأن يكتفي في قضايا الحشم بمراعاة طريق التحكيم ومراجعة العوارف على يد المحكمة وأن لا يتجاوز الجاني، وأن تحدد القضايا في وقائع خاصة
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
هذا ولا يرى أثر للعقوبات الجزائية في العشائر كما هو معروف قديمًا في الجاهلية مثل (الصفد)، و(الغل)، و(التجريد)، و(المد)، و(السمل) وغير ذلك مما أبطله الإسلام ... فمن الأولى أن يزال أثر ما خالف الشرع، وأن تحدد قضايا الفصل والتحكيم في الأمور العامة بين قبيلة وأخرى مما تستدعى الخوف من خطر، وأن تودع القضايا للمحاكم وعلى كل نرى الأحكام ذات مساس كبير بالشريعة الإسلامية الغراء، والمخالفات قليلة ويراعى في قسم منها العوائد ... وكلها تستدعي النظر وسنتعرض لما يرد الكلام عليه في القبائل الريفية وعلاقاتها بالأحكام الجاهلية وبالشرع الشريف ...
والمهم أن نقول هنا لم تؤثر الأمم المجاورة على تقاليد العرب تأثيرًا كبيرًا ولا أثرت الإسلامية إلا بعض التأثير ولكنه أكثر من تأثير المجاورين خصوصًا في العبادات وبعض المعاملات وفي الأحوال الشخصيةفإن تأثيرها مشهود ... ولكن هؤلاء لم يتمكن المسلمون من اجتثاث بعض عوائدهم المدخولة تمامًا ... وسبب ذلك أن الإسلام أجرى تأثيره على البدو فعادوا متحضرين، وأن هؤلاء لم يتأثروا به بعد بحيث يتركون ما عندهم وينالون وضعًا مدنيًا ... فهؤلاء من بقايا البدو القدماء الذين لم ينالوا حظًا كبيرًا من التربية الإسلامية ليعودوا متمدنين وإنما حافظوا على وضعهم الاجتماعي نوعًا، ولم تدخل الشريعة في قلوبهم أو لم تنفذ فيهم تنفيذًا صحيحًا ... وليس من السهل تبديل ما عندهم، وإنما يحتاج الى رسوخ في العقيدة، والى تدرج الى الحضارة كالانتقال من البداوة الى الريفية، ومنها الى المدن ...
وعلى كل حال نرى الحالة البدوية الموجودة من ارقى الحالات البدوية وليست وحشية كما يتوهم وانما هي نتيجة تطورات وتكملات عديدة الى ان وصلت اليها الإسلامية بحيث قبلت الزواج، وراعت العقود، والتزمت العهود وقامت بفضائل أخلاقية كانت من طبعها؛ أو لاءمت غريزتها وحالاتها مدنية تقريبًا بالنظر لوضعها الاجتماعي على قلة في المقياس ومراعاة مطالب لا ترضاها الشريعة ولا الحضارة ...
هذا ونلاحظ في قضايا الفصل ان البدو اليوم ليس لديهم قود في القتل، وانما هناك ثأر، وفتك من جانب المتضرر، أو أقاربه عند الظفر بالقاتل والتمكن منه ... في حين اننا نعلم ان قد كان هناك قود. ومما قيل: خليلي هل ليلى مؤدية دمي اذا قتلتني أو أمير يقيدها وكيف تقاد النفس بالنفس لم تقل قتلت ولم يشهد عليها شهودها والمعروف ان الرؤساء يأمرون بمراجعة العارفة، ولا يتدخلون الا في الأمور العامة التي تهدد كيان القبيلة، وتجعلها في خطر ...
وعلى كل حال لما كانت السلطة للحكومة، ولم يكن للرؤساء الا الإدارة في امور محدودة، فمن واجب الحكومة ان تحدد مطالب (قانون العشائر)، وأن تجعل غالب القضايا المدنية، والقضايا الشخصية مما لا مساس له بالسياسة العشائرية في حسمها تابعة الى المحاكم، ومثلها القضايا الفردية بين افراد قبيلة مما لا يهدد السلامة العامة ... والا توالى الخطر، واشغلنا الدوائر الكثيرة، ووسعنا التشكيلات التي نحن في غنى عنها ...
- ٩ -
نظام دعاوي العشائر
من حين ظهر الإسلام أزال العرف القبائلي في القضايا العامة، وعاد لا يعرف غير الشرع، وصرح ان لا حكم إلا لله. وإن الحكم وفق العرف الجاهلي مخالف بصراحة آية (أفحكم الجاهلية يبغون)، وبقي الشرع الإسلامي معتبرًا، مرعيًا، ولكن في بعض الأوقات ضعفت سلطة الحكومة أو زالت فمال كل واحد الى ناحية التحكم أو الرضوخ، وأحيوا بعض العوائد الضارة، وتولد التكاتف على الحق والباطل معًا، وصار المجال واسعًا للتحزبات والعصبية القبائلية أمثال هذه فصارت القبائل في أوضاعها تضارع من نواح عديدة الجاهلية في نهجها، تذعن للشرع تارة؛ والى قدرتها أخرى، وتميل في الأكثر الى ما يكفل كيانها، ويؤدي الى وحدتها ...
وفي العهد العثماني نرى الجرائم الشخصية تابعة للقانون العام اى أن القضايا الكبرى بين القبائل كانت تتدخل الحكومة في أمرها إما بالاعتماد الى قدرتها، أو من طريق الصلح واحالة القضايا الى محكمين، وتنظر الى ما هو الأولى في سياستها والأحق بالقبول وذلك بصورة ادارية دون ارتباط بقانون ...
وبعد احتلال البصرة، من سنة ١٩١٥م أخذ يطبق على العشائر (بيان العشائر)، وألزم الحكام الانجليز بمراعاته، وبعد الاستيلاء على بغداد وزاد شموله وظهر بوضع أوسع وشكل واضح من سابقه، وذلك أنه صدر نظام دعاوي العشائر بتاريخ ٢٧ - ٧ - ١٩١٨م ثم نشر قانون في تعديل هذا النظام في ٢٨ - ٨ - ١٩٢٤، ولم يحصل فيه إلا تعديل طفيف في ١ - ٦ - ١٩٣٣ واستمر العمل بموجبه الى اليوم، فكان غير مرضي في وضعه، ومنفورًا في كثير من أحكامه ... وأكثر ما يؤخذ عليه النظر في احكام المواد الشخصية (الأحكام الشرعية المتعلقة بالأحوال الشخصية)، والحال ان هذه لم يدخلها العرف، وليس فيها ما يخالف الشرع، وقد اعتادت القبائل البدوية جمعاء ان تسير في المواد الشخصية وفق احكام الشرع، ولم تخالف ذلك في زمن من الأزمان، واعطاء السلطة في هذه الى مجالس التحكيم يقصد منه تبعيد البدو عما اعتادوه من مراعاة النظام الشرعي، وايجاد عرف جديد يبعدهم عما ألفوه من الأحكام الشرعية مع ان القصد تقريبهم تدريجيًا الى النظام والقانون والتدخل في أمرها ينافي المعتاد من زمن بعيد جدًا هذا فيما سوى النهوة وما ماثلها كالتعدي على العفاف ... وفي الوقائع الفردية بين رجال القبيلة الواحدة ... أو ما يتعلق بأمور تافهة لا تشترك فيها القبيلة، ولا تهدد سلامتها، ولا يحتاج فيها الى نظام العشائر.
هذا وكنت قد قلت كلمتي حول هذا النظام بما ملخصه: «لا تزال قضايا العشائر من كافة نواحيها معضلة كبرى، عويصة الحل، معقدة الموضوع ... تتعلق بأكثرية ساحقة من مجموع نفوس العراق، فلا يصح ان نتغافل عنها، أو نهمل الالتفات اليها دون ان نلاحظ شئونها، ونتبصر في سائر احوالها سواء في اجتماعياتها، او ادارتها وثقافتها، وتأمين تهذيبها، وملاحظة معايشها وراحتها، واقامة العدل بين مجموعاتها وافرادها في كافة ربوعها ... مما يجب الاهتمام به؛ واستطلاع آراء الخبراء من كل صوب في موضوعه حتى تستقر المعرفة، ويتبين وجه الاصلاح وطريق حسن الإدارة ... الا اننا للآن لم نظفر ببغية، ولا شاهدنا تقدمًا في الحالة، فالقوم لا يزالون على ما كانوا عليه..
وقضية حسم النزاع بين افراد القبائل موضوع صغير من تلك الأمور ولكنه له مكانته، وأثره في النفوس، لأن النزاع ظاهرة تلك المجتمعات، وعنوان روحيتها ومطالب خلاف أفرادها وجماعاتها ... التفتنا الى حل الخلاف ولم نبال باجتثاث اصله، والتدابير المانعة من وقوعه.! والموضوع نظام دعاوي العشائر وهل قام بالحاجة فسد ثلمة؟ أبدى كثيرون منا آراءهم حوله، ولا تزال تتكرر غالب هذه الملاحظات في الأندية والمجتمعات ونسمع التذمرات من كل صوب ... الا ان جل ما نسمعه كلمات مختصرة، وانتقادات موجزة، أو تعرض لوقائع جزئية ... ولم نشاهد من دوّن ملاحظاته في رسالة لتتوالى المباحث، وتمحص الأقوال وينضح الموضوع فتظهر خوافيه ... ومن ثم تبرز آراء المتتبعين، ويبين الصحيح المقبول....
هذا النظام يحتاج الى جمع آراء مختلفة فيه وتنسيقها وبيان القول الأخير فيها ... فهو غريب في وضعه، جديد في موضوعه، وشكله، لا يأتلف وحالة الأمة التي تتطلب النظام وحسن الإدارة، والسيرة الفاضلة في هذه الحياة ... أحيا في أصل وضعه سنة جاهلية، وإدارة خاصة، وتعاملًا محليًا ... فهو عودة الى ما قبل حمورابي في العراق وقبل ظهور الإسلامية في جزيرة العرب ...
كان العرب قبل إسلاميتهم قبائل مشتتة، وأصحاب عرف خاص، وعوائد موقعية بالنظر لكل قبيلة، أو إمارة ... ولما جاء الإسلام قضى على هذه التعاملات، ومحا من البين العوائد المرذولة وقرر أحكامًا عامة حازت قبولا شاملًا ... وهذه دعت قطعًا الى تحضر العرب المسلمين وسائر من انضم اليهم من الأمم، وانتزع الروح الجاهلي منهم، والسيطرة الشخصية، وساقهم الى نظام عام، واعلن» ولا تزر وازرة وزر أخرى «وآيات كثيرة، وفي الحديث» القتلى بواء " أي لا تفاضل بينهم ...
والآيات والأحاديث كثيرة مما ماثل هذه، وفيها امحاء للعرف الخاص الذي هو نتيجة اثرة، وتحكم، وقوة في جهة، وضعف، واستكانة، ورضوخ في اخرى ... وكانت الفكرة شديدة في التمسك بأحكام الكتاب، والكل مقتنع ان العادة محكمة فيما لم يرد به نص شرعي حاسم، ولا مجال لأحد في مخالفة النصوص القاطعة ... ومن حين قبلوا هذا المبدأ، وساروا بمقتضاه تحضروا، ونزعوا الفكرة الجاهلية، واستعاضوا عنها بالروحية الطيبة الصالحة ...
إن القانون العام فيه ما فيه من المحافظة على الوحدة، ونزوع الى التشريع العالمي ... ووحدة الأمة في ان تفكر في قانون واحد لا قوانين متعددة، وحكم الأمة بقانون واحد مما أرشدت اليه التجارب بعد حين بمرارتها القاسية ذلك ما دعا الى تيقن قيمة الشريعة الغراء، راعت ذلك قبل ان تتنبه الأمم الكثيرة بل فاقتها بمراعاة إدارة الأمم بقانون واحد مما لا تزال الى اليوم الحوائل والعوائق تعاكسه.. وكل الأمم في هذه الأيام سائرة الى وحدة القوانين العالمية، ومن ظواهرها قوانين العقوبات، وبعض التشريع في قوانين التجارة وفي حقوق الدول الخاصة، وتفاهم الأمم في نواحي تطبيق القوانين ...
ان تعدد قوانين الأمة، واضطرابها عادة تدل على سخف في تلك الأمة، ونقص كبير فيها لا يعوضه الا الرجوع الى تلك الوحدة ... ولم نجد اليوم في امة متحضرة قوانينى مقطعة الأوصال.
زال التعصب نوعًا، وهو سائر الى الزوال في ناحية التشريع خاصة، والآراء مصروفة الى ما قام عليه البرهان الصحيح، والسهولة والبساطة في القوانين، وصرنا نتوقع ان يكون اساس التشريع قواعد عامة تمشي الأمم بمقتضاها. لا ما نراه من التوغل والتدخل حتى في حركات الأشخاص وسيرهم بحالة يكادون يكونون فيها تبعًا لإدارة غيرهم وارادتهم بل اوامرهم العسكرية وايعازاتهم اليومية.. مما نشعر به في كل آن ...
والحاصل خزنوا ادمغتنا في مختلف الأيام بقوانين تافهة نحن اليوم في غنى عنها، أو في حاجة عظمى الى القضاء على الكثير منها ... وقد سمعنا التهديد الالهي، والتحذير الشرعي في آية «أفحكم الجاهلية يبغون» وكأننا في غفلة فلا نزال نحمي العرف الخاص بين القبائل، ونناصره ...
ومهما كان السبب الحقيقي في وضع هذا النظام - قبل أن يكون نظامًا - وبواعث العمل به، فانه سبق ان طبق عينًا أو ما هو قريب منه وضعًا في انحاء مصر قبل العراق، وتألموا منه كما تألمنا ... وقد قبلنا أحكامه، ولا حظناها ظهرًا لبطن فلم نتبين فوائده في حين انه تجلت لنا أضراره الكثيرة ...
أما أنه لو حدث أمر عظيم بين قبيلتين او قبائل فحينئذ يكون الحسم بالتفاهم، أو بايقاف المتجاوز عند حده. وذلك مما يتعلق بالسياسة العشائرية وهي فوق هذا النظام الذي تتعلق قضاياه بأمور شخصية جزائية أو مدنية ... ولكن السياسة العشائرية المذكورة تتطلب المصلحة العامة اكثر مما تهمها قضية شخص ونزاعه على شاة او بعير ... وقد رأينا في وقائع تاريخية عديدة لزوم ادارة العشائر بحكمة في اوضاعها المختلفة سواء في العلاقات الداخلية وتقوية روابطها والخارجية وحسن تمشيتها مما يصلح ان يكون مثالًا يحتذى بحيث تتوقف هذه الإدارة على صحة العمل وتعقل القائمين به ... وكم من قبيلة كبرى او امارة تحكمت في مقدرات العراق، وفي الحكومات المجاورة حتى دعا ذلك الى عقد معاهدات للتكاتف ضد صولة هؤلاء، والقضاء على نفوذهم والاستقلال في إدارة المملكة، وقد أوضحنا هذه الناحية بأمثلة كثيرة في (تاريخ العراق) ...
وكلمتي الأخيرة، ان بقاءه عودة بقبائلنا الى العصور الجاهلية الأولى ... وقد دلتنا التجارب الى ان التمسك به جرّ الى اختلاق عوائد، أو تقرير تقاليد اما انها لا اصل لها فاوجدت بتأثير، أو أنها مما لا يقرها عدل، ولا يقبلها قانون، أو أنها نتيجة اثرة وتحكم كما تقدم وبعضها فيها هدم للأحكام الشرعية فيما يتعلق بالمواد الشخصية المعتادة ... واذا كان لا بد من تطبيقه فيجب ان تحدد قضاياه من جهة، وان يكون قانون العقوبات اساسًا له، وان تحسم قضايا العشائر على يد الحكام القضائيين لا بيد الإداريين.
ان وزارة المالية الجليلة رفعت عنها غائلة كبرى بوضع الاستهلاك فقلت علاقتها مع العشائر، فلو ادعت قضايا العشائر المدنية العادية، والأحوال الشخصية الى المحاكم، ووعي في حسم قضاياهم الجزائية مادة (٤١) من قانون العقوبات بايداعها الى المحاكم قلت تدخلات الإدارة وزالت عن الإدارة غائلة اكبر، وتكون الأمور قد اودعت الى اهلها، وانقذ العشائر من اذى المراجعات الطويلة أشهرًا، وسنين ... وزالت الاعتراضات الموجهة ... وحينئذ تنصرف الإدارة الى الأمور الاصلاحية العامة وهي كثيرة وأولى بالتقدم على غيرها ... " اه. (١) نشرت هذا المقال في ٢١ ربيع الثاني سنة ١٣٥٤ و٢٢ تموز سنة ١٩٣٥ كمقدمة لكتاب (تعليقات على نظام دعاوي العشائر) ... والملحوظ أن الادارة في دعاوى العشائر كانت ولا تزال تراعي أكثريًا وسائل الاثبات، والتقارير الطبية فيما يجب مراعاته، وفي هذا تقريب من القانون العام، ولكن تقدير الأدلة في المحاكم أقوى، وأكثر عناية نظرًا للاختصاص الموجود ... ولا تخلو اوضاع من اعتبار تقرير مجالس التحكيم كأساس للأحكام التي تصدرها الإدارة وان انعدمت الأدلة، أو قررت الإدانة بلا دليل ...
والأصل الذي يدور حوله الاصرار على قبول نظام العشائر ان المسؤلية الجزائية، أو التعويض المالي لم يكن شخصيًا، وإنما ذلك عامًا شاملًا لجميع أفراد القبيلة، أو لقسم كبير منها ... وهذا أمر ظاهري، وإنما كان يقصد بمراعاته أيام الاحتلال ... ان يزيد الاتصال الدائم بالعشائر من جهة، واعتبارهم أصحاب وضع ممتاز من أخرى، او بالتعبير الأصح الفصل بينهم وبين أهل المدن ... ! لتسهل ادارة كل صنف على حدة، وينعزل الواحد عن الآخر لتبعيد بعضهم من بعض ... ومؤاخذة القبيلة، أو قسم منها بجريرة الجانى، واعتبارها مدانة بالدية او ما ماثل مما تاباه الأخلاق الفاضلة، وينفره السلوك الصحيح، وان تطبيق نظام أو قانون كهذا وصمة على الأمة ... في المسؤلية العامة لا على الجاني وحده ...
ومن اهم الاصلاح المنشود ان يكون تشريعنا تابعًا للتقدم العلمي والأدبي، لا أن يكون رجوعًا الى الوراء وعودة الى الجاهلية الأولى ... !! هذا ولعل في هذا البيان ما يبصر نفس القوم في ادراك ضرره، ودرجة اجحافه بالحقوق فيطلبوا الغاءه، ويعجلوا في امر اهماله بل نبذه نبذًا تامًا ... !!
- ١٠ -
آخر القول في العوائد
اذا كانت الأمم المتحضرة تقوي آدابها بطرق مختلفة، وتتخذ الوسائل الكثيرة لتمكينها سواء من ناحية التعليم، او الجرائد، والدواوين الشعرية، والمجامع العلمية؛ والمطبوعات المختلفة والنشريات المتوالية ... فالبدوي يلقن عوائده وآدابه، ويحببها بوسائل شبيهة بتلك أو قريبة منها، ومن أهمها، الأفراح، وأيام الأعياد، والدواوين وهي المجالس والمجتمعات وسائر الحفلات والاجتماعات ابان الحروب، وفي السباق نسمع حداءهم، وطواحهم، أو هجينهم، أو قصيدهم، وحكاياتهم، والهجاء والمدح ...
تقدمت أمثلة بعض ذلك، ومن أهم ما يراعيه البدوي لهذا التثبيت التكرار، وأكثر أوقات البدوي فراغ وراحة، فلا يخلو من تذكر الوقائع، وتكرار مباحثها، وتخطر الحوادث أو قصصها ... وأحرص ما يكون عليه ان يقص حوادث نفسه، أو الوقائع الكبرى لاسلافه يفتخر بها، ويعد المآثر، وبيان ما أصابهم من مصيبة، ثم الانتصار على العدو أو شرح طريق النجاة ... وفي الآداب ما يعين صفحة مهمة لتقوية العوائد، فترسخ، ولا يرى البدوي خلافها، ولا يقبل المناقشة فيها ... وللتلقين أثره في القوم ...
وكتب الأدب ودواوين الشعراء طافحة بما عند القبائل من عوائد قديمة، وفيها شرح نفسيات لا تختلف في الأكثر عن عوائد هذه الأيام ... وكلها تكاد تكون متماثلة في أوضاعها العامة، والمجتمع لا يرضى باهانة، ولا ينام على ضيم، ويكرم ضيفه، ويعزّ جاره، ويحتفظ بعهده. ولكنه لا يخلو في وقت من مراعاة بعض الحالات الداعية للتفاؤل أو التشاؤم كما مرّ في الخيل، وفي حالات أخرى كالتطير من (العرضة) وهي أن يعترضه آخر ويسأل عما هو ذاهب إليه أو ينهاه من الذهاب، أو يسمع صوت طاير، أو يمر به حيوان فيستاء أو يستبشر ... مما لا يستقصي تعداده ... وأهل المدن لا يخلون من أمثالها وللثقافة وتعميم التعليم أثرهما في ازالتها ...
وعلى كل حال ضاق المجال فلا يسع أكثر من هذا ... !!
- ١١
إصلاح العشائر البدوية
مضت حكومات، وعاشت أمم، وزالت أخرى، والبدو لا يزالون على حالاتهم، محافظين على أوضاعهم، لم تغيرهم العصور، ولم تبدلهم الدهور إلا انه كل ما حدث خلل في الأرياف مال قسم منهم وحل مكانه ... وهم مادة نفوس الأرياف، ولا يميلون الى المدن إلا آحادًا ...
ومن تجارب عديدة، ومناهج كثيرة ظهر جليًا أن إدارة العشائر البدوية ليست من الأمور السهلة، ولا نزال نرى الاهتمام بها كبيرًا، والنتائج المرضية قليلة ... ولا يهمنا سرد كل ما جرى، والموضوع أعضل أمره، والتنديد بما ارتآه كثيرون، أو ذاقوا مرارته ... ليس من شأننا كما أن المطالب الخاصة لكل قبيلة مما لا نتعرض له، وبحثنا يدور حول القبائل البدوية بصورة عامة ... والموضوع لا يزال يقبل الأخذ والرد، ومراعاة التجارب العديدة ...
والاصلاح المنشود لا يقف عند قطع المنازعات باصدار القرار الحاسم الذي مبناه التساهل في الحق مما يؤدي الى قطع الخصومة في الظاهر ولا ما ماثل ذلك وإنما نريد أن نوجه الأنظار الى بعض نقاط الاصلاح الأساسية، والمجموع القبائلي كبير يقدر بنحو ثلثمائة الف نفس من البدو خاصة فلا يهمل هؤلاء.
ومن أهم ما نتناوله: ١ - المراعي. هنا ناحية مهمة ولدتها الأوضاع الجديدة، وهي (منع الغزو)، وفي هذا من الصعوبة ما لا يوصف، يريد أن يعيش، فمنع من حياة اعتادها، فمن الضروري اتخاذ التسهيلات له في لوازم الحياة وما تقوم به من تربية مواشيه، والاحتفاظ بثروته وتكثيرها من طريق التعب الحلال ... فلا ندعه يترك بداوته رأسًا، أو يهرب منها الى حياة قد لا يعيش فيها ولا تلائم طبعه ... وإنما نريد أن يكون آلة صالحة للانتاج وهو في بداوته فإذا علم أن قد استفاد من الانتاج، وربح الشيء الكثير، رغب فيما يولد فائدة أكبر، أو أنه يؤسس ريفًا في المواطن القاحلة ... وأعظم خطر يعرض له المحل بأن تجدب السنة، ولا يجد ما يكفي لقوام ابله ومواشيه ... وفي هذه الحالة إذا لاحظنا التدبير له رفعنا عنه خطرًا عظيمًا ... وللبدو مواطن خاصة يتجولون بها، وآبار معينة، وفي الغالب نرى «المورد العذب كثير الزحام»، فإذا حصلت أمطار في جهة، وأربعت الأرض في ناحية دون النواحي الأخرى ففي هذه الحالة يلاحظ الخطر من التقرب والاختلاط خصوصًا اذا كان الموطن غير واف بالحاجة ... وهذا من لوازمه وقوع منازعات، ومن ثم يجب تحديد المناطق، وحسن ادارة الوضع ليستفيد الكل، وان يراعى المقدار ودرجة الزحام عليه، وتدبير هذه الأوضاع بعقل وحكمة ...
ولا تقف التدابير عند هذا، وإنما يجب أن يوزع البدو الى مواطن أخرى خصبة، ويعترضنا طريق سير القبيلة، وما تمر به من قبائل وتسهيل هذا التنقل أما بأخذ رأي الرؤساء، وأن تدفن الضغائن، ولا تولد وقائع جديدة، أو مراعاة المصلحة بصورة عامة لئلا تحدث عراقيل أكبر ووقائع مؤلمة ... ذلك كله نفعله الى أن تتوسع المشاريع الزراعية، أو تحفر الآبار الارتوازية وما ماثل ...
وهذا لا يبنى على قاعدة وإنما تراعى فيه الحالة بكل دقة واهتمام وحكمة ... ولا يغب عن أذهاننا أن الحكومات في كافة عهودها كانت ولا تزال الى ما يقرب منا تماشي العشائر في سيرتها، وتقدر الحساب لها، وتسترضيها، وتراعي جانبها الى آخر ما هنالك ... ولكن هذه لم تولد نتائج صالحة ومفيدة، وغاية ما فيها تسكين الحالة مؤقتًا. فلو عرفت العشائر أن الحق سيف قاطع؛ وانه لا يصح أن يتهاون به وقفت عند حد معين ولا تطمع في نوايا أخرى ... وإدراك الضرورات التي لا محيص عن ركوبها من أعظم الوجائب في إدارة هذه المجموعات..
٢ - الإسكان. وهو ميل البدو الى الأرياف، وقد يعدّ غير ضروري ولكنه لازم لتقدمهم نحو الحضارة، وترفيه عيشتهم من الكسب الحلال وكد اليمين ... وتحول دون تحقيق هذا الغرض عقبات منها ما يتعلق بنفسية البدو وذلك أن القبائل البدوية لا تنتقل بسهولة بل ترجح ان تعيش بشظف على ان تسلب حريتها، وان تحرم هوائها الطلق كأن تحدد أوضاعها في مناطق خاصة، لا تخلو من عفونة، ومنها أن يكون الفلاح تابعًا في حياته الريفية لأوامر عديدة وأعمال ميكانيكية ولا يستطيع البدوي القيام بها كالفلاح الريفي فإنها من الصعوبة بمكانة، وليس له من الصبر ما يقدر به على الدوام، وهكذا يقال عن الحياة الريفية المطردة، والنظام فالبدوي يتقلب مع الزمن، ويراقب الأوضاع بكل دقة، وقد يثيرها ويوجد حالات غير مألوفة، ومن ثم لا يتقيد بهذه القيود التي يلتزمها الفلاح، وقد بينت طريقة انتقال قبائل زوبع من البداوة إلى الريفية، وتدرجها إليها؛ فهو مثال محسوس..! ومن الضروري في مثل هذه الحالة تحديد أراضي كل قبيلة من قبائل البدو، وتعيين مواطن رعيها، وان لا تتجاوزه، ثم تتقدم رويدًا رويدًا لأدنى خلل يقع في أهل الريف، أو ينالوا نصيبًا من المشاريع ليكونوا بألفة تامة، واتصال مع بعضهم، وعدم نفرة مما هم فيه ... وفي مثل هذه الحالة قد يكون السابق ممن قبل الحياة الريفية كأساس لمن يحاول الدخول فيها..
ويهمنا في تقريب البدو الى الأرياف أن نخطو بأهل الأرياف إلى الحضارة، فإذا تم الكثير من هذا استفدنا من الإنتاج لتكثير النفوس في المدن ... وكم من صعوبة هناك، والباعث الأصلي الطبيعي فيه الظروف والأوضاع الخاصة، وتقوية المعارف في الأرياف ...
هذا ويجب أن لا نكتفي بملاحظة البادية وأهليها، والتألم لأوضاعهم، وما هم فيه وإنما الملحوظ أن نخطو خطوة صالحة فيهم، ولا نتأخر عند التمكن من تقريبهم ولو شبرًا واحدًا، ثم نفكر في الآخر ... وتقديمهم للزراعة ربح كبير في جعلهم من أهل الأرياف باتخاذ مقاييس زراعية، أو مراعي خصبة ليكونوا بمأمن من العوادي، وينالوا ثمن أتعابهم ...
وعلى كل حال رفاه حال الأرياف وتحسين أحوالهم وتقدمهم إلى المدن يؤدي الى الرغبة في ان نخطو من البداوة الى الريفية، وأن لا نهمل تحسين حالة البدو ... هذا وقد بينا رأينا فيما يجب في كل موضوع سلف من وسائل الإصلاح فلا نرى حاجة للتكرار وإعادة القول هنا ...
٣ - العدل. وهذا سهل على اللسان، وقد نلوكه وننطق به دائمًا ولكننا نجد الصعوبة في التطبيق، ويحتاج إلى رفع الحوائل مما سبق الكلام عليه وعلى غيره، وطريقته واضحة إلا أننا أحجمنا في مواطن عديدة عن القيام بأمره وليس الموضوع هنا القضايا الجزئية. وإنما أريد طرق الحل الإدارية في السياسة القبائلية العامة كأن يحمل الحّل إلا أنه يراد به التفرقة، وتقوية الخصومة ... ونتمنى أن لا تعود هكذا ذكريات أساسها الخور في العزيمة، والخوف من توقع الأخطار، وملاحظة قوة القبيلة، وتحكم الرؤساء من جهة وضعف المقابل، أو لزوم مناصرة الرئيس ... ولا محل لتعداد كل ما هنالك، ويجب أن يكون الحق صارمًا لا يقبل تساهلا، ولا أي أمر آخر يمنع من وصول الحق الى أهله ...
هذا. وأما قضية التعليم فقد أفردنا لها المقال التالي.
- ١٢ -
تعليم البدو
قضية من أمهات القضايا الاصلاحية، ومطلب من أعز المطالب ... عشائرنا أمية، وكدنا نقطع أن لا أمل في إصلاحها ... وللآن لم نتخذ تدبيرًا فعليًا، بل لا نزال في دور المذاكرة، أو المباحثة، وفي حيز الافتكار وأمل تعيين وجهة ...
الآراء متضاربة سواء في الأندية والمجالس، أو المباحثات والمحاورات، نسمع أن العشائر ما زالوا على وضعهم، فلا أمل في تهذيبهم، والمحافظة على الحالة من أسباب بقائهم على الجهل والأمية، وكأن القوم في استقرار على وضع لا يستطيعون الخروج منه، أو أنهم قوم لا يقبلون التعليم وجماعة لا يفيد معها التهذيب، و(من التعذيب تعليم الذيب)، فلا أمل من مزاولة تهذيبهم ... وآخرون يرون لزوم الانتقال بهم من حالة البداوة الى الحياة الريفية، وهؤلاء يريدون مطالب يرجون تحقيقها ... ثم مراعاة تثقيفهم ... ولعل هذا من نوع التعليق بالمحال، لأن الانتقال تابع لأحوال، وأوضاع طبيعية أو مشاريع قطعية ... ولم يكونوا في حالة يمكن إفراغها بالشكل الذي نبتغيه متى شئنا ... وإبقاء القوم في جهل يؤدي إلى قبول نتائجه الوخيمة والكثيرة طول هذه المدة ... وأرى أن هذا الرأي مدخول، لا يوزن بميزان صحيح ... ويكوّن عجزًا عن إيجاد طريقة لتعليم العشائر وهكذا يرى آخرون لزوم تعليق هذا الأمر الى ان يوجد مدرسون حائزون لأوصاف تلائم البادية، ورجال دينون مهذبون وان تتوازن القدرة بين المدرس والرجل الديني والا فأولى أن لا نعمل لإنجاز المشروع وحينئذ من السهل ان يحبط ويفرط التدبير ... وهل استعصى وجود مدرس حائز لهذه الأوصاف ... ! وهناك آراء كثيرة أمثال هذه ...
وإذا قبلنا أساس تعليمهم ولم نلتفت الى الأقوال المارة أو أمثالها أو نجهد لتحقيق بعضها.... فماذا نلاحظ؟ هل يصل أهل البادية إلى درجة مهمة من التعليم نظرًا للاهتمام الذي نراه بحيث يضارعون أهل المدن في علومهم، ويجارونهم في ثقافته فنجعل منهاجهم كسائر مناهج المعارف؟ وهل لهم قدرة وصبر على اجتياز العقبات في هذا السبيل حتى يتساوى الحضري والبدوي في التعليم.!؟ قبل كل شيء يجب أن نفكر في ادخال التعليم البسيط بين ربوعهم ونجرب بعض التجارب التي استقر عليها رأينا ... ثم نلاحظ تقويتها، وتوسيعها تدريجيًا..! والتمنيات لا حدّ لها، ولكن على كل حال يتحتم علينا أن نزاول الموضوع من وجهته العملية الممكنة.
وهنا يعترضنا عند الكلام على طريقة التعليم الوقوف على اثر التعليم في البدو الدرجة التي يستحقون ان تبلغ بهم ليكونوا أعضاء فعالة لخير الأمة، وينالوا النصيب التام منها كغيرهم من اهل المدن؟ - لا أتطلب أن تنقلب البادية الى مدار س راقية بحيث لا تفترق في تشكيلاتها عن المدن، ولا يخطر ذلك ببالي في وقت بل ينبغي ان لا نزاول هذه الأمور، وإنما نسعى أن نمكنهم من أن يكونوا متعلمين لدرجة وافية بحاجتهم على الأقل، ومؤدية ما يتطلبونه من اغراض أو بالتعبير الأولى أن يكونوا عارفين بما عندهم وزيادة قليلة ...
هؤلاء لم يشبعوا الخبز، فكيف نريد ان نوجد فيهم (تخمة) من العلوم وليس لهم مأوى ونحاول أن نعلمهم الكماليات وأصول ادارة المسكن وخدمه، والزوجة وحقوقها ... أو آداب المعاشرة، وهكذا نسير معهم بطرق معوجة، وغير مثمرة ... والأنكى من هذا أن ننزع الى لزوم تعليمهم بهارج الحضارة وزينة الملاهي، أو نزين لهم هذه الأمور ... ! وبهذا نكون قد قمنا بخدمة تدريبهم الى الخلاعة ...
وعلى كل حال يجب أن نراعي فيهم منهجًا خاصًا في الحياة البدوية، وطريقة مرضية في لوازمها من معرفة بسيطة وثقافة بقدر ما تقتضيه حاجتهم ... ليحافظوا على أوضاعهم ويقوموا بواجباتهم ... فيعلموا طريق الحياة، ووسائل الانتهاج، وأن يلقنوا عقائدهم، وأن يقتصر فيها على الفروض والواجبات، وأن يعلموا علاقتهم بالحكومة من ناحية الأمن والضرائب مما يتعلق بهم، ونعين أوضاعهم ... فلا نخرج عما يأتلف وهذه الأوضاع، وان يؤدي عملنا هذا الى ما يزيد في ثقافتهم العامة ويبين لهم فكرة عن الحضارة، ويكمل ما علموه من البداوة لحاجات رأوها ... !
نوضح هذا فنقول البدوي يفكر في طريق القنص، وفي اتخاذ التدابير للغزو، أو لمحافظة كيانه خشية أن يبتلعه الآخرون الكل قانص يطلب صيدًا وكذا يقال في ارتياد المراعي ... فيجب أن تربى هذه فيه، وان يراعي نواحي اصلاحها والتبصير بطرق ادارتها، فلا تترك الرجولية ولوازمها، ولا يصرف فكره عن الالتفات الى حاجياته ومنافعه، ولا نترك ناحية تسير بهم نحو ما يعلمون ويحاولون تقويته، أو ماله مساس في حياتهم الاجتماعية، وسمرهم وما يخدم ثقافتهم العامة ... وجل ما يجب أن نراعيه فيهم أن نجعل كل واحد منهم في مستوى أرقى رجل منهم في عقيدته، أو في آدابه، وفي مهمات حياته، وفي سائر أحواله ... واذا تمكنا أن نزيده بحيث نجعله بدويًا متبصرًا، ومتعلمًا فعلنا ... وأن لا نميل به الى أكثر ... واذا حاولنا تعليمه وجب ان يكون منهاجنا: تعليم القراءة والكتابة: بأبسط شكل، ونبذل له القرطاس بوفرة، ولي سله من النقد ما يقوم بحاجته ...
الحساب. الأعمال الأربعة فقط وقد لا يحتاج فيها الى أكثر من أعداد محدودة.
القرآن الكريم. القراءة، وتفهيم بعض الألفاظ الغريبة وبيان المعنى اللفظي للآية بصورة بسيطة ...
الفروض الدينية: لا نتجاوز بها الفروض ... والأمور الضرورية مجملا.
الشعر البدوي وبعض الفصيح: يختار ما هو انقى واصفى، وأخلاقي أكثر، وما له مساس بحياة البداوة، ينوب عن المحفوظات ويتخللها بعض الأشعار الفصيحة مما يقربه اليها.
الصيد. وتدريبه الى تربية المواشي، السباق. وبيان أمراضها، والوقاية منها ...
الألعاب البدوية وتنظيمها بصورة لائقة ...
حقوق البدوي وواجباته نحو الأمة والحكومة ...
إن هؤلاء يجب أن نكون في اتصال نعهم، ونؤدي الواجب فيما نعلمه عنهم، وهكذا نمضي معهم حتى يتيسر لنا معرفة أوضاعهم في حياتهم معرفة صحيحة، ونعلمهم من طريقها.. وهكذا نمحص الأقوال، ونعيد التجارب مرة بعد أخرى وكل نقص نشعر به يجب أن نسارع لتلافيه واصلاحه ... وهذه المهمة واجهتنا وصرنا نراعي وضعهافمن الأولى أن نخرج منها بنجاح، ونسلك فيها خير الطرق ... ولكن من ناحية معرفتهم وسبيل نهجهم ...
فإذا تكلمنا عن الابل جمعنا ما يعلمون وبصرناهم بجهات أخرى، واذا بحثنا عن الخيل جمعنا حكاياتهم ومعلوماتهم بصورة كاملة وزدنا اليها ما شئنا مما نعتقد في معرفته فائدة لهم ... وهكذا نمضي في الشعر والمجالس الأدبية، وفي الصيد والسباق وفي تربية المواشي وادارة المراعي وهكذا ... والأمل أن تتساوى المعرفة بصورة كاملة، وما يعلمه قسم يجب ان يعلمه الكل، وفي هذا تنبيه وإرشاد، بل توجيه لما فيه الصلاح، وتدريب للحياة العملية، ونقد للعوائد المرذولة بصورة خفيفة هذا ولا ننس أن نقدم بعض النابهين إلى المدن ليتعلموا، ويعلموا قومهم، أو أن نمضي بهم حتى يتمكنوا من التحصيل العالي ...
- ١٢ -
الإحصاء
كان في النية تقديم أرقام في إحصاء البدو، وبيوتهم ومقدار خيولهم وابلهم وسائر أموالهم، ولكن الأتعاب في هذا السبيل، والمحاولات ذهبت سدى لما رأيت من خلل ونقص في التقدير، وقلة إتقان في المدونات، فقد شاهدت في بعض المواطن البيوت أكثر عددًا من مقدار النفوس، فلم يطمئن القلب في تقدير، ولا تقريب ... فالمعذرة حتى نتيقن الصحة ونتأكد من تدوين الأرقام بصورة لا تقبل ارتيابًا ...
هذا وقد سبق ان قلت: لا تقف النفوس عند عدد ثابت، أو مقدار محدود؛ والبدو لا يبعد عليهم موطن لا في نجد، ولا في سورية، فإذا رأوا محلا وجدبا مالوا الى اماكن الخصب مما يمنع قبول احصاء صحيح، واذا كانت في خصب تراجعت وتجمعت وزاد عددها بمن مال اليها من الأنحاء القاصية ...
وهكذا يقال عن تكاثر النفوس، وقلتها من جهة الولادات والوفيات، ومثلها الخيول والمواشي، وكل هذا يفترق في حالة العداء واوان الراحة والطمأنينة ويتبدل بمقدار واسع في تكاثره وتناقصه ...
كلمة ختام
لا أرى ضرورة كبرى لتلخيص ما مرّ من المباحث، وكل ما أقوله أن الكاتب ضاق، وتشعب كثيرًا في مواضيعه، وكلما حاولت الاختصار والمشية السريعة زادت المطالب، و(أدب البادية) كان من جملتها فحال دون تدوينه السبب المذكور، والموضوع في حاجة إلى البسط، ذلك ما دعا أن أفرده في كتاب خاص ... والحاصل كان جل الغرض ألفات الأنظار وتوجيهها إلى نواح تكاد تكون مهملة ولكنها زادت، وحب الايضاح، أو الخوف من الإخلال دعا أن تتكاثر، ولعل فائدتها صارت أكبر ... وهذه التجربة الأولى من نوعها، وليعذر القارئ فيما خالف رغبته، ولينظر إلى الجهود المبذولة للتأليف بين جمع المادة، وتنسيق المشترك منها، والإشارة إلى الجهات المخالفة وذكر ما أمكن منها ...
والله ولي الأمر.
(١) العقد الفريد ج ٢ ص ٦٣ طبعة سنة ١٢٩٣ هـ ببولاق مصر.
(٢) كتاب ابن سعود لابي النصر.
(١) ابن بطوطة في طريق الحج.
(٢) تاريخ العراق بين احتلالين.
(١) راجع الصارم الحديد في عنق صاحب سلاسل الحديد رقم ٢٨٢٥ من مكتبة نعمان الآلوسي في دار كتب الأوقاف العامة ففي ظهر الكتاب بيان لوفاته.
(١) صوابه أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الله كما نبه على ذلك صاحب الضوء اللامع في ص٨ج٢ منه. وفي كشف الظنون ورد مرة بلفظ أحمد بن عبد الله ومرة أخرى بلفظ أحمد بن علي ذكرها في مادة (نهاية الارب، وصبح الأعشى) .
(٢) صبح الأعشى ج١ص٣٠٧ وما يليها.
(١) ترجمته في لغة العرب.
(١) عندي نسخة منه منقولة من الأصل.
(١) من علماء اللغة المشاهير وهو صاحب الجمهرة في اللغة.
(١) - ص٤٦.
(١) كشف الظنون.
(٢) نهاية الارب في فنون الأدب ج٢ص٢٧٦ وما يليها.
(١) تاريخ العرب قبل الاسلام ص٥.
(١) اشتقاق الأنساب ص٣٠٧ و٣١٧. والطبري ج١ ص١٠٣.
(١) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ص٦٦.
(٢) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ص١١٣.
(٣) شمس العلوم ص١٧.
(١) الأخبار الطوال ص٦ - ٧.
(٢) الأخبار الطوال ص٨.
(١) الانباه على قبائل الرواه ص٥٥ وما يليها.
(٢) الطبري ج١ص١٠٧.
(١) هم المناذرة وآباءهم ممن ملك العرب في العراق.
(٢) الطبري ج١ص١٦٢.
(٣) الأخبار الطوال ص٦٥.
(١) تاريخ اليعقوبي ص٢٣٩ وما يليها.
(١) العرب المستعربة تمت الى إبراهيم (ع) والد اسماعيل.
(٢) ص١١ من الأخبار الطوال. وص١٦١ ج١ من الطبري.
(٣) ورد في اشتقاق الأنساب بلفظ أسد «بفتح الهمزة وسكون السين» والمشهور الأزد كما ذكر ... ص٢٧٦.
(٤) اشتقاق الأنساب ص٢٧٦ وسيرة ابن هشام.
(١) المسعودي والطبري.
(٢) ابن عبد البر: الانباه على قبائل الرواه ص٤٦: ٥٠.
(١) المراد بالاشتقاق اصل الكلمة او اللفظة التي سمي بها المرء الذي هو جد القبيلة او القبيلة رأسًا ومعناها في اللغة وطريق اخذها.
(٢) ص ٣١٢.
(١) الانباه على قبائل الرواه ص٤٥.
(١) راجع أنكحة العرب في كتاب (النفحة الملوكية في أحوال الأمة العربية الجاهلية) للسيد عمر نور الدين القلوسني الأزهري ص١٨٠ وكثير من المؤلفات تتعرض لهذه.
(١) يريدون غصة قد تقابلها غصة مثلها ولكن معاوضة قصة أي ناصية «امرأة» بناصية اعظم بكثير ...؟؟؟؟؟؟!! (٢) ستأتي هذه القصة عند الكلام على الزواج عند البدو. (٣) وفي كتاب انساب العرب القدماء مطالب مهمة في الرد على هؤلاء ومن اراد التفصيل فليرجع اليه ... والطوتمية يراد بها ان الام اصل البيت وان المرأة لا تتقيد بزوج وان اولادها ينتسبون اليها رأسًا ...
(٣) وفي كتاب انساب العرب القدماء مطالب مهمة في الرد على هؤلاء ومن اراد التفصيل فليرجع اليه ... والطوتمية يراد بها ان الام اصل البيت وان المرأة لا تتقيد بزوج وان اولادها ينتسبون اليها رأسًا ...
(١) تفصيل غزو بختنصر العرب ص٩٢ ج١ من ابن الأثير.
(٢) طبري ج٤ ص٢٠ - ٢١.
(١) ج١ ص٢٩٣.
(١) ج٢ ص٣.
(١) ابن هشام ص٢٦ ج١.
(٢) تاريخ اليعقوبي ج١ ص٢٥٩.
(٣) ص٤ و١٧ من سيرته ج١. الا انه في صحيفة ٢٩ منه اورد ان اياد بن نزار. هكذا قال اليعقوبي ج١ ص٢٣٧.
(١) ص١٨٧ من التنبيه والاشراف.
(٢) القصد والامم ص٢٧.
(١) ج١ ص١٣٦ من ابن الاثير.
(٢) ص٢٠٥ - ٢٠٦ من التنبيه والاشراف.
(١) ج١ ص٢٣٧.
(٢) في ماده طحا ورد بلفظ (عمران) قال: «طاحية بن سود بن الحجر بن عمران ابو بطن من الاسد والنسبة اليه الطاحي والطحاوي. وطاحية محلة بالبصرة نزلها هذا البطن» اه. ج١ ص٢٢٣.
(١) ج٢ ص٢٩٣ تاج العروس.
(٢) ص٢٨٥ اشتقاق الانساب.
(٣) الانساب للسمعاني ص٥٤ - ١.
(٤) ص١٥٣ طبري ج٢.
(١) تاريخ دول العرب والاسلام ص٥٦ وغيره.
(٢) تاريخ اليعقوبي ج١ ص٢٥٨.
(١) الاشتقاق ص ٢٨٥ وتفصيلها في عقد الفريد ج١ ص١٣٣.
(٢) بلوغ الارب طبعة سنة ١٣٤٢هـ - ١٩٢٤م ج١ ص٨١ وص٣٣٩: ٣٤٢.
(١) ص٥٨٦ ج٣.
(٢) التنبيه والاشراف.
(٣) قصته في بلوغ الارب ج٣ ص٢٧٨ وكذا سطيح في ص٢٨١.
(٤) اشتقاق الانساب ص٣٠٢. والطبري ص٩٩ ج٢.
(٥) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ص١٠٥.
(١) ص٢٧ ج١ سيرة ابن هشام.
(٢) الاشتقاق ص٣٠٢: ٣٠٦.
(٣) تاريخ ابن خلدون ج٢ ص٤.
(١) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ص٨٧.
(٢) البلاذي ص٢٤٨. والأنساب للسمعاني. ونهاية الارب وخلاصة الكلام في تاريخ الجاهلية والإسلام ص٤٩٥.
(١) البلاذي ص١١٨ - ٢٤٧.
(٢) طبقات ابن سعد ج١ قسم٢ ص٦٦.
(٣) ابن الاثير ج١ ص١٧٩ وما يليها.
(١) اشتقاق الأنساب لابن دريد.
(٢) الأنساب للسمعاني في مادة قضاعة ...
(٣) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ص١٠.
(٤) ص٢٨٣ ج٢.
(٥) القصد والأمم ص٣٠.
(١) عريب بفتح العين كغريب.
(١) ابن خلدون ج٢.
(١) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (المنتخبات منه طبع ليدن سنة ١٩١٦م) ص٦٦ - ٦٧.
(١) في طبقات ابن سعد جاء بلفظ «مي».
(٢) عقد الفريد ج١.
(٣) ص٤٥ قبائل مصر.
(١) الاشتقاق ص٢٣٣.
(١) شمس العلوم ص٥٧.
(٣) راجع عن هذه القبيلة شمس العلوم ص٥٧، و٦٦ - ٦٧، ونسب عدنان وقحطان ص١٩، وانساب السمعاني ص٢٦٤ - ٢٦٥، وسبائك الذهب، وخلاصة الكلام في تاريخ الجاهلية والإسلام ص٥٤ - ٥٥، وابن خلدون، واليعقوبي ج١ ص٢٤٠.
(١) وتفصيل الخبر في الاغاني ج٢ ص٩٧ وما يليها.
(٢) اليعقوبي ج١ ص٢٤١.
(١) البلاذري ص٢٤٧.
(٢) ص٢٤٦ ج١.
(١) ص١٥٦ ج٢ طبري.
(٢) البلاذري ص٢٥٠.
(١) ناحية شفاثة تحولت الى «عين التمر» وصارت تسمى باسمها القديم. «جريدة البلاد عدد: ٢٤٧ و٢٢ رمضان سنة ١٣٥٥هـ - ٧ كانون الأول ١٩٣٦م».
(٢) الأخبار الطوال ص١١٢.
(٣) ص١١٤ ج٢ اغاني.
(٤) ص٢٥٠ بلاذري.
(١) تاريخ اليعقوبي ج١ ص٢٥٥ وما يليها.
(٢) تاريخ العرب قبل الإسلام: ج١ ص٢٢٧ وما يليها.
(٣) معجم المطبوعات. ومنه نسخة خطية في بغداد.
(٤) ص١١٢ الأخبار الطوال.
(٥) ص١١٤ الأخبار الطوال.
(١) الانساب ص١١٥ - ١.
(١) الطبري.
(١) راجع ملحق الجلد الأول من تاريخ العراق بين احتلالين.
(١) الطبري ج٢ ص٦٣.
(٢) ابن هشام ج١ ص٢٥، والأغاني ج٢ ص١٤٤، والأخبار الطوال ص٤٩.
(٣) بلوغ الارب ج٣ ص١١٩ وتتمة هذه الأبيات هناك وفي الأغاني.
(١) لا يلفظ ملك كما جاء في بعض الكتب لان القدماء كانوا لا يذكرون الالف للاختصار والمعلومية ...
(٢) واشتهر بالنسبة الى تنوخ كثيرون وابو العلاء المعري تنوخي - نهاية الارب في فنون الادب ج٢ ص٢٩٥.
(١) وهذا الكتاب للامام نور الدين عبد الله بن حميد السالمي. طبع في القاهرة سنة ١٣٥٠هـ.
(٢) صحيحها بالسين بمعنى قوي.
(٣) خلاصة الكلام ص٨٦.
(٤) ج٢ ص١٨١.
(١) ج١ ص٢٠٧ تاريخ اليعقوبي.
(٢) التنبيه والاشراف ص٨٧.
(٣) ج١ ص٢٤١ اليعقوبي.
(٤) التنبيه والاشراف ص١٨٧.
(١) ص ٦٥ - ٦٧.
(٢) ص١٨٧.
(١) تاريخ اليعقوبي ج١ ص٢٤٦ وما يليها.
(٢) ابن الأثير ج١ ص١٥٤.
(١) اليعقوبي ج١ ص٢٤٦ والطبري وابن الأثير وغيرهما ...
(١) الطبري ج٢ ص١٥٧.
(٢) تاريخ اليعقوبي ج١ ص٢٣٦ وما يليها.
(١) راجع كتاب (الملاحن) لابن دريد وفيه انذار قومه بما عزم عليه بنو بكر. ص٤ طبعة مصر القاهرة سنة ١٣٤٧هـ.
(١) أهلي.
(١) قبلك.
(٢) عكدة عقدة، وكناها قناها (قناتها) .
(١) ص١٥٨ من المطالع مخطوطتي.
(٢) لم يكن متخلصًا للقبائل الا أنه أفرد لها بحثًا خاصًا وفيه من الأغلاط ما سيوضح الكلام عليه في حينه. راجع ص١٦٣ من قلب جزيرة العرب.
(١) الزريقي ذبابة كبيرة تؤذي الابل بعضّها.
والمهم أن نقول هنا لم تؤثر الأمم المجاورة على تقاليد العرب تأثيرًا كبيرًا ولا أثرت الإسلامية إلا بعض التأثير ولكنه أكثر من تأثير المجاورين خصوصًا في العبادات وبعض المعاملات وفي الأحوال الشخصيةفإن تأثيرها مشهود ... ولكن هؤلاء لم يتمكن المسلمون من اجتثاث بعض عوائدهم المدخولة تمامًا ... وسبب ذلك أن الإسلام أجرى تأثيره على البدو فعادوا متحضرين، وأن هؤلاء لم يتأثروا به بعد بحيث يتركون ما عندهم وينالون وضعًا مدنيًا ... فهؤلاء من بقايا البدو القدماء الذين لم ينالوا حظًا كبيرًا من التربية الإسلامية ليعودوا متمدنين وإنما حافظوا على وضعهم الاجتماعي نوعًا، ولم تدخل الشريعة في قلوبهم أو لم تنفذ فيهم تنفيذًا صحيحًا ... وليس من السهل تبديل ما عندهم، وإنما يحتاج الى رسوخ في العقيدة، والى تدرج الى الحضارة كالانتقال من البداوة الى الريفية، ومنها الى المدن ...
وعلى كل حال نرى الحالة البدوية الموجودة من ارقى الحالات البدوية وليست وحشية كما يتوهم وانما هي نتيجة تطورات وتكملات عديدة الى ان وصلت اليها الإسلامية بحيث قبلت الزواج، وراعت العقود، والتزمت العهود وقامت بفضائل أخلاقية كانت من طبعها؛ أو لاءمت غريزتها وحالاتها مدنية تقريبًا بالنظر لوضعها الاجتماعي على قلة في المقياس ومراعاة مطالب لا ترضاها الشريعة ولا الحضارة ...
هذا ونلاحظ في قضايا الفصل ان البدو اليوم ليس لديهم قود في القتل، وانما هناك ثأر، وفتك من جانب المتضرر، أو أقاربه عند الظفر بالقاتل والتمكن منه ... في حين اننا نعلم ان قد كان هناك قود. ومما قيل: خليلي هل ليلى مؤدية دمي اذا قتلتني أو أمير يقيدها وكيف تقاد النفس بالنفس لم تقل قتلت ولم يشهد عليها شهودها والمعروف ان الرؤساء يأمرون بمراجعة العارفة، ولا يتدخلون الا في الأمور العامة التي تهدد كيان القبيلة، وتجعلها في خطر ...
وعلى كل حال لما كانت السلطة للحكومة، ولم يكن للرؤساء الا الإدارة في امور محدودة، فمن واجب الحكومة ان تحدد مطالب (قانون العشائر)، وأن تجعل غالب القضايا المدنية، والقضايا الشخصية مما لا مساس له بالسياسة العشائرية في حسمها تابعة الى المحاكم، ومثلها القضايا الفردية بين افراد قبيلة مما لا يهدد السلامة العامة ... والا توالى الخطر، واشغلنا الدوائر الكثيرة، ووسعنا التشكيلات التي نحن في غنى عنها ...
- ٩ -
نظام دعاوي العشائر
من حين ظهر الإسلام أزال العرف القبائلي في القضايا العامة، وعاد لا يعرف غير الشرع، وصرح ان لا حكم إلا لله. وإن الحكم وفق العرف الجاهلي مخالف بصراحة آية (أفحكم الجاهلية يبغون)، وبقي الشرع الإسلامي معتبرًا، مرعيًا، ولكن في بعض الأوقات ضعفت سلطة الحكومة أو زالت فمال كل واحد الى ناحية التحكم أو الرضوخ، وأحيوا بعض العوائد الضارة، وتولد التكاتف على الحق والباطل معًا، وصار المجال واسعًا للتحزبات والعصبية القبائلية أمثال هذه فصارت القبائل في أوضاعها تضارع من نواح عديدة الجاهلية في نهجها، تذعن للشرع تارة؛ والى قدرتها أخرى، وتميل في الأكثر الى ما يكفل كيانها، ويؤدي الى وحدتها ...
وفي العهد العثماني نرى الجرائم الشخصية تابعة للقانون العام اى أن القضايا الكبرى بين القبائل كانت تتدخل الحكومة في أمرها إما بالاعتماد الى قدرتها، أو من طريق الصلح واحالة القضايا الى محكمين، وتنظر الى ما هو الأولى في سياستها والأحق بالقبول وذلك بصورة ادارية دون ارتباط بقانون ...
وبعد احتلال البصرة، من سنة ١٩١٥م أخذ يطبق على العشائر (بيان العشائر)، وألزم الحكام الانجليز بمراعاته، وبعد الاستيلاء على بغداد وزاد شموله وظهر بوضع أوسع وشكل واضح من سابقه، وذلك أنه صدر نظام دعاوي العشائر بتاريخ ٢٧ - ٧ - ١٩١٨م ثم نشر قانون في تعديل هذا النظام في ٢٨ - ٨ - ١٩٢٤، ولم يحصل فيه إلا تعديل طفيف في ١ - ٦ - ١٩٣٣ واستمر العمل بموجبه الى اليوم، فكان غير مرضي في وضعه، ومنفورًا في كثير من أحكامه ... وأكثر ما يؤخذ عليه النظر في احكام المواد الشخصية (الأحكام الشرعية المتعلقة بالأحوال الشخصية)، والحال ان هذه لم يدخلها العرف، وليس فيها ما يخالف الشرع، وقد اعتادت القبائل البدوية جمعاء ان تسير في المواد الشخصية وفق احكام الشرع، ولم تخالف ذلك في زمن من الأزمان، واعطاء السلطة في هذه الى مجالس التحكيم يقصد منه تبعيد البدو عما اعتادوه من مراعاة النظام الشرعي، وايجاد عرف جديد يبعدهم عما ألفوه من الأحكام الشرعية مع ان القصد تقريبهم تدريجيًا الى النظام والقانون والتدخل في أمرها ينافي المعتاد من زمن بعيد جدًا هذا فيما سوى النهوة وما ماثلها كالتعدي على العفاف ... وفي الوقائع الفردية بين رجال القبيلة الواحدة ... أو ما يتعلق بأمور تافهة لا تشترك فيها القبيلة، ولا تهدد سلامتها، ولا يحتاج فيها الى نظام العشائر.
هذا وكنت قد قلت كلمتي حول هذا النظام بما ملخصه: «لا تزال قضايا العشائر من كافة نواحيها معضلة كبرى، عويصة الحل، معقدة الموضوع ... تتعلق بأكثرية ساحقة من مجموع نفوس العراق، فلا يصح ان نتغافل عنها، أو نهمل الالتفات اليها دون ان نلاحظ شئونها، ونتبصر في سائر احوالها سواء في اجتماعياتها، او ادارتها وثقافتها، وتأمين تهذيبها، وملاحظة معايشها وراحتها، واقامة العدل بين مجموعاتها وافرادها في كافة ربوعها ... مما يجب الاهتمام به؛ واستطلاع آراء الخبراء من كل صوب في موضوعه حتى تستقر المعرفة، ويتبين وجه الاصلاح وطريق حسن الإدارة ... الا اننا للآن لم نظفر ببغية، ولا شاهدنا تقدمًا في الحالة، فالقوم لا يزالون على ما كانوا عليه..
وقضية حسم النزاع بين افراد القبائل موضوع صغير من تلك الأمور ولكنه له مكانته، وأثره في النفوس، لأن النزاع ظاهرة تلك المجتمعات، وعنوان روحيتها ومطالب خلاف أفرادها وجماعاتها ... التفتنا الى حل الخلاف ولم نبال باجتثاث اصله، والتدابير المانعة من وقوعه.! والموضوع نظام دعاوي العشائر وهل قام بالحاجة فسد ثلمة؟ أبدى كثيرون منا آراءهم حوله، ولا تزال تتكرر غالب هذه الملاحظات في الأندية والمجتمعات ونسمع التذمرات من كل صوب ... الا ان جل ما نسمعه كلمات مختصرة، وانتقادات موجزة، أو تعرض لوقائع جزئية ... ولم نشاهد من دوّن ملاحظاته في رسالة لتتوالى المباحث، وتمحص الأقوال وينضح الموضوع فتظهر خوافيه ... ومن ثم تبرز آراء المتتبعين، ويبين الصحيح المقبول....
هذا النظام يحتاج الى جمع آراء مختلفة فيه وتنسيقها وبيان القول الأخير فيها ... فهو غريب في وضعه، جديد في موضوعه، وشكله، لا يأتلف وحالة الأمة التي تتطلب النظام وحسن الإدارة، والسيرة الفاضلة في هذه الحياة ... أحيا في أصل وضعه سنة جاهلية، وإدارة خاصة، وتعاملًا محليًا ... فهو عودة الى ما قبل حمورابي في العراق وقبل ظهور الإسلامية في جزيرة العرب ...
كان العرب قبل إسلاميتهم قبائل مشتتة، وأصحاب عرف خاص، وعوائد موقعية بالنظر لكل قبيلة، أو إمارة ... ولما جاء الإسلام قضى على هذه التعاملات، ومحا من البين العوائد المرذولة وقرر أحكامًا عامة حازت قبولا شاملًا ... وهذه دعت قطعًا الى تحضر العرب المسلمين وسائر من انضم اليهم من الأمم، وانتزع الروح الجاهلي منهم، والسيطرة الشخصية، وساقهم الى نظام عام، واعلن» ولا تزر وازرة وزر أخرى «وآيات كثيرة، وفي الحديث» القتلى بواء " أي لا تفاضل بينهم ...
والآيات والأحاديث كثيرة مما ماثل هذه، وفيها امحاء للعرف الخاص الذي هو نتيجة اثرة، وتحكم، وقوة في جهة، وضعف، واستكانة، ورضوخ في اخرى ... وكانت الفكرة شديدة في التمسك بأحكام الكتاب، والكل مقتنع ان العادة محكمة فيما لم يرد به نص شرعي حاسم، ولا مجال لأحد في مخالفة النصوص القاطعة ... ومن حين قبلوا هذا المبدأ، وساروا بمقتضاه تحضروا، ونزعوا الفكرة الجاهلية، واستعاضوا عنها بالروحية الطيبة الصالحة ...
إن القانون العام فيه ما فيه من المحافظة على الوحدة، ونزوع الى التشريع العالمي ... ووحدة الأمة في ان تفكر في قانون واحد لا قوانين متعددة، وحكم الأمة بقانون واحد مما أرشدت اليه التجارب بعد حين بمرارتها القاسية ذلك ما دعا الى تيقن قيمة الشريعة الغراء، راعت ذلك قبل ان تتنبه الأمم الكثيرة بل فاقتها بمراعاة إدارة الأمم بقانون واحد مما لا تزال الى اليوم الحوائل والعوائق تعاكسه.. وكل الأمم في هذه الأيام سائرة الى وحدة القوانين العالمية، ومن ظواهرها قوانين العقوبات، وبعض التشريع في قوانين التجارة وفي حقوق الدول الخاصة، وتفاهم الأمم في نواحي تطبيق القوانين ...
ان تعدد قوانين الأمة، واضطرابها عادة تدل على سخف في تلك الأمة، ونقص كبير فيها لا يعوضه الا الرجوع الى تلك الوحدة ... ولم نجد اليوم في امة متحضرة قوانينى مقطعة الأوصال.
زال التعصب نوعًا، وهو سائر الى الزوال في ناحية التشريع خاصة، والآراء مصروفة الى ما قام عليه البرهان الصحيح، والسهولة والبساطة في القوانين، وصرنا نتوقع ان يكون اساس التشريع قواعد عامة تمشي الأمم بمقتضاها. لا ما نراه من التوغل والتدخل حتى في حركات الأشخاص وسيرهم بحالة يكادون يكونون فيها تبعًا لإدارة غيرهم وارادتهم بل اوامرهم العسكرية وايعازاتهم اليومية.. مما نشعر به في كل آن ...
والحاصل خزنوا ادمغتنا في مختلف الأيام بقوانين تافهة نحن اليوم في غنى عنها، أو في حاجة عظمى الى القضاء على الكثير منها ... وقد سمعنا التهديد الالهي، والتحذير الشرعي في آية «أفحكم الجاهلية يبغون» وكأننا في غفلة فلا نزال نحمي العرف الخاص بين القبائل، ونناصره ...
ومهما كان السبب الحقيقي في وضع هذا النظام - قبل أن يكون نظامًا - وبواعث العمل به، فانه سبق ان طبق عينًا أو ما هو قريب منه وضعًا في انحاء مصر قبل العراق، وتألموا منه كما تألمنا ... وقد قبلنا أحكامه، ولا حظناها ظهرًا لبطن فلم نتبين فوائده في حين انه تجلت لنا أضراره الكثيرة ...
أما أنه لو حدث أمر عظيم بين قبيلتين او قبائل فحينئذ يكون الحسم بالتفاهم، أو بايقاف المتجاوز عند حده. وذلك مما يتعلق بالسياسة العشائرية وهي فوق هذا النظام الذي تتعلق قضاياه بأمور شخصية جزائية أو مدنية ... ولكن السياسة العشائرية المذكورة تتطلب المصلحة العامة اكثر مما تهمها قضية شخص ونزاعه على شاة او بعير ... وقد رأينا في وقائع تاريخية عديدة لزوم ادارة العشائر بحكمة في اوضاعها المختلفة سواء في العلاقات الداخلية وتقوية روابطها والخارجية وحسن تمشيتها مما يصلح ان يكون مثالًا يحتذى بحيث تتوقف هذه الإدارة على صحة العمل وتعقل القائمين به ... وكم من قبيلة كبرى او امارة تحكمت في مقدرات العراق، وفي الحكومات المجاورة حتى دعا ذلك الى عقد معاهدات للتكاتف ضد صولة هؤلاء، والقضاء على نفوذهم والاستقلال في إدارة المملكة، وقد أوضحنا هذه الناحية بأمثلة كثيرة في (تاريخ العراق) ...
وكلمتي الأخيرة، ان بقاءه عودة بقبائلنا الى العصور الجاهلية الأولى ... وقد دلتنا التجارب الى ان التمسك به جرّ الى اختلاق عوائد، أو تقرير تقاليد اما انها لا اصل لها فاوجدت بتأثير، أو أنها مما لا يقرها عدل، ولا يقبلها قانون، أو أنها نتيجة اثرة وتحكم كما تقدم وبعضها فيها هدم للأحكام الشرعية فيما يتعلق بالمواد الشخصية المعتادة ... واذا كان لا بد من تطبيقه فيجب ان تحدد قضاياه من جهة، وان يكون قانون العقوبات اساسًا له، وان تحسم قضايا العشائر على يد الحكام القضائيين لا بيد الإداريين.
ان وزارة المالية الجليلة رفعت عنها غائلة كبرى بوضع الاستهلاك فقلت علاقتها مع العشائر، فلو ادعت قضايا العشائر المدنية العادية، والأحوال الشخصية الى المحاكم، ووعي في حسم قضاياهم الجزائية مادة (٤١) من قانون العقوبات بايداعها الى المحاكم قلت تدخلات الإدارة وزالت عن الإدارة غائلة اكبر، وتكون الأمور قد اودعت الى اهلها، وانقذ العشائر من اذى المراجعات الطويلة أشهرًا، وسنين ... وزالت الاعتراضات الموجهة ... وحينئذ تنصرف الإدارة الى الأمور الاصلاحية العامة وهي كثيرة وأولى بالتقدم على غيرها ... " اه. (١) نشرت هذا المقال في ٢١ ربيع الثاني سنة ١٣٥٤ و٢٢ تموز سنة ١٩٣٥ كمقدمة لكتاب (تعليقات على نظام دعاوي العشائر) ... والملحوظ أن الادارة في دعاوى العشائر كانت ولا تزال تراعي أكثريًا وسائل الاثبات، والتقارير الطبية فيما يجب مراعاته، وفي هذا تقريب من القانون العام، ولكن تقدير الأدلة في المحاكم أقوى، وأكثر عناية نظرًا للاختصاص الموجود ... ولا تخلو اوضاع من اعتبار تقرير مجالس التحكيم كأساس للأحكام التي تصدرها الإدارة وان انعدمت الأدلة، أو قررت الإدانة بلا دليل ...
والأصل الذي يدور حوله الاصرار على قبول نظام العشائر ان المسؤلية الجزائية، أو التعويض المالي لم يكن شخصيًا، وإنما ذلك عامًا شاملًا لجميع أفراد القبيلة، أو لقسم كبير منها ... وهذا أمر ظاهري، وإنما كان يقصد بمراعاته أيام الاحتلال ... ان يزيد الاتصال الدائم بالعشائر من جهة، واعتبارهم أصحاب وضع ممتاز من أخرى، او بالتعبير الأصح الفصل بينهم وبين أهل المدن ... ! لتسهل ادارة كل صنف على حدة، وينعزل الواحد عن الآخر لتبعيد بعضهم من بعض ... ومؤاخذة القبيلة، أو قسم منها بجريرة الجانى، واعتبارها مدانة بالدية او ما ماثل مما تاباه الأخلاق الفاضلة، وينفره السلوك الصحيح، وان تطبيق نظام أو قانون كهذا وصمة على الأمة ... في المسؤلية العامة لا على الجاني وحده ...
ومن اهم الاصلاح المنشود ان يكون تشريعنا تابعًا للتقدم العلمي والأدبي، لا أن يكون رجوعًا الى الوراء وعودة الى الجاهلية الأولى ... !! هذا ولعل في هذا البيان ما يبصر نفس القوم في ادراك ضرره، ودرجة اجحافه بالحقوق فيطلبوا الغاءه، ويعجلوا في امر اهماله بل نبذه نبذًا تامًا ... !!
- ١٠ -
آخر القول في العوائد
اذا كانت الأمم المتحضرة تقوي آدابها بطرق مختلفة، وتتخذ الوسائل الكثيرة لتمكينها سواء من ناحية التعليم، او الجرائد، والدواوين الشعرية، والمجامع العلمية؛ والمطبوعات المختلفة والنشريات المتوالية ... فالبدوي يلقن عوائده وآدابه، ويحببها بوسائل شبيهة بتلك أو قريبة منها، ومن أهمها، الأفراح، وأيام الأعياد، والدواوين وهي المجالس والمجتمعات وسائر الحفلات والاجتماعات ابان الحروب، وفي السباق نسمع حداءهم، وطواحهم، أو هجينهم، أو قصيدهم، وحكاياتهم، والهجاء والمدح ...
تقدمت أمثلة بعض ذلك، ومن أهم ما يراعيه البدوي لهذا التثبيت التكرار، وأكثر أوقات البدوي فراغ وراحة، فلا يخلو من تذكر الوقائع، وتكرار مباحثها، وتخطر الحوادث أو قصصها ... وأحرص ما يكون عليه ان يقص حوادث نفسه، أو الوقائع الكبرى لاسلافه يفتخر بها، ويعد المآثر، وبيان ما أصابهم من مصيبة، ثم الانتصار على العدو أو شرح طريق النجاة ... وفي الآداب ما يعين صفحة مهمة لتقوية العوائد، فترسخ، ولا يرى البدوي خلافها، ولا يقبل المناقشة فيها ... وللتلقين أثره في القوم ...
وكتب الأدب ودواوين الشعراء طافحة بما عند القبائل من عوائد قديمة، وفيها شرح نفسيات لا تختلف في الأكثر عن عوائد هذه الأيام ... وكلها تكاد تكون متماثلة في أوضاعها العامة، والمجتمع لا يرضى باهانة، ولا ينام على ضيم، ويكرم ضيفه، ويعزّ جاره، ويحتفظ بعهده. ولكنه لا يخلو في وقت من مراعاة بعض الحالات الداعية للتفاؤل أو التشاؤم كما مرّ في الخيل، وفي حالات أخرى كالتطير من (العرضة) وهي أن يعترضه آخر ويسأل عما هو ذاهب إليه أو ينهاه من الذهاب، أو يسمع صوت طاير، أو يمر به حيوان فيستاء أو يستبشر ... مما لا يستقصي تعداده ... وأهل المدن لا يخلون من أمثالها وللثقافة وتعميم التعليم أثرهما في ازالتها ...
وعلى كل حال ضاق المجال فلا يسع أكثر من هذا ... !!
- ١١
إصلاح العشائر البدوية
مضت حكومات، وعاشت أمم، وزالت أخرى، والبدو لا يزالون على حالاتهم، محافظين على أوضاعهم، لم تغيرهم العصور، ولم تبدلهم الدهور إلا انه كل ما حدث خلل في الأرياف مال قسم منهم وحل مكانه ... وهم مادة نفوس الأرياف، ولا يميلون الى المدن إلا آحادًا ...
ومن تجارب عديدة، ومناهج كثيرة ظهر جليًا أن إدارة العشائر البدوية ليست من الأمور السهلة، ولا نزال نرى الاهتمام بها كبيرًا، والنتائج المرضية قليلة ... ولا يهمنا سرد كل ما جرى، والموضوع أعضل أمره، والتنديد بما ارتآه كثيرون، أو ذاقوا مرارته ... ليس من شأننا كما أن المطالب الخاصة لكل قبيلة مما لا نتعرض له، وبحثنا يدور حول القبائل البدوية بصورة عامة ... والموضوع لا يزال يقبل الأخذ والرد، ومراعاة التجارب العديدة ...
والاصلاح المنشود لا يقف عند قطع المنازعات باصدار القرار الحاسم الذي مبناه التساهل في الحق مما يؤدي الى قطع الخصومة في الظاهر ولا ما ماثل ذلك وإنما نريد أن نوجه الأنظار الى بعض نقاط الاصلاح الأساسية، والمجموع القبائلي كبير يقدر بنحو ثلثمائة الف نفس من البدو خاصة فلا يهمل هؤلاء.
ومن أهم ما نتناوله: ١ - المراعي. هنا ناحية مهمة ولدتها الأوضاع الجديدة، وهي (منع الغزو)، وفي هذا من الصعوبة ما لا يوصف، يريد أن يعيش، فمنع من حياة اعتادها، فمن الضروري اتخاذ التسهيلات له في لوازم الحياة وما تقوم به من تربية مواشيه، والاحتفاظ بثروته وتكثيرها من طريق التعب الحلال ... فلا ندعه يترك بداوته رأسًا، أو يهرب منها الى حياة قد لا يعيش فيها ولا تلائم طبعه ... وإنما نريد أن يكون آلة صالحة للانتاج وهو في بداوته فإذا علم أن قد استفاد من الانتاج، وربح الشيء الكثير، رغب فيما يولد فائدة أكبر، أو أنه يؤسس ريفًا في المواطن القاحلة ... وأعظم خطر يعرض له المحل بأن تجدب السنة، ولا يجد ما يكفي لقوام ابله ومواشيه ... وفي هذه الحالة إذا لاحظنا التدبير له رفعنا عنه خطرًا عظيمًا ... وللبدو مواطن خاصة يتجولون بها، وآبار معينة، وفي الغالب نرى «المورد العذب كثير الزحام»، فإذا حصلت أمطار في جهة، وأربعت الأرض في ناحية دون النواحي الأخرى ففي هذه الحالة يلاحظ الخطر من التقرب والاختلاط خصوصًا اذا كان الموطن غير واف بالحاجة ... وهذا من لوازمه وقوع منازعات، ومن ثم يجب تحديد المناطق، وحسن ادارة الوضع ليستفيد الكل، وان يراعى المقدار ودرجة الزحام عليه، وتدبير هذه الأوضاع بعقل وحكمة ...
ولا تقف التدابير عند هذا، وإنما يجب أن يوزع البدو الى مواطن أخرى خصبة، ويعترضنا طريق سير القبيلة، وما تمر به من قبائل وتسهيل هذا التنقل أما بأخذ رأي الرؤساء، وأن تدفن الضغائن، ولا تولد وقائع جديدة، أو مراعاة المصلحة بصورة عامة لئلا تحدث عراقيل أكبر ووقائع مؤلمة ... ذلك كله نفعله الى أن تتوسع المشاريع الزراعية، أو تحفر الآبار الارتوازية وما ماثل ...
وهذا لا يبنى على قاعدة وإنما تراعى فيه الحالة بكل دقة واهتمام وحكمة ... ولا يغب عن أذهاننا أن الحكومات في كافة عهودها كانت ولا تزال الى ما يقرب منا تماشي العشائر في سيرتها، وتقدر الحساب لها، وتسترضيها، وتراعي جانبها الى آخر ما هنالك ... ولكن هذه لم تولد نتائج صالحة ومفيدة، وغاية ما فيها تسكين الحالة مؤقتًا. فلو عرفت العشائر أن الحق سيف قاطع؛ وانه لا يصح أن يتهاون به وقفت عند حد معين ولا تطمع في نوايا أخرى ... وإدراك الضرورات التي لا محيص عن ركوبها من أعظم الوجائب في إدارة هذه المجموعات..
٢ - الإسكان. وهو ميل البدو الى الأرياف، وقد يعدّ غير ضروري ولكنه لازم لتقدمهم نحو الحضارة، وترفيه عيشتهم من الكسب الحلال وكد اليمين ... وتحول دون تحقيق هذا الغرض عقبات منها ما يتعلق بنفسية البدو وذلك أن القبائل البدوية لا تنتقل بسهولة بل ترجح ان تعيش بشظف على ان تسلب حريتها، وان تحرم هوائها الطلق كأن تحدد أوضاعها في مناطق خاصة، لا تخلو من عفونة، ومنها أن يكون الفلاح تابعًا في حياته الريفية لأوامر عديدة وأعمال ميكانيكية ولا يستطيع البدوي القيام بها كالفلاح الريفي فإنها من الصعوبة بمكانة، وليس له من الصبر ما يقدر به على الدوام، وهكذا يقال عن الحياة الريفية المطردة، والنظام فالبدوي يتقلب مع الزمن، ويراقب الأوضاع بكل دقة، وقد يثيرها ويوجد حالات غير مألوفة، ومن ثم لا يتقيد بهذه القيود التي يلتزمها الفلاح، وقد بينت طريقة انتقال قبائل زوبع من البداوة إلى الريفية، وتدرجها إليها؛ فهو مثال محسوس..! ومن الضروري في مثل هذه الحالة تحديد أراضي كل قبيلة من قبائل البدو، وتعيين مواطن رعيها، وان لا تتجاوزه، ثم تتقدم رويدًا رويدًا لأدنى خلل يقع في أهل الريف، أو ينالوا نصيبًا من المشاريع ليكونوا بألفة تامة، واتصال مع بعضهم، وعدم نفرة مما هم فيه ... وفي مثل هذه الحالة قد يكون السابق ممن قبل الحياة الريفية كأساس لمن يحاول الدخول فيها..
ويهمنا في تقريب البدو الى الأرياف أن نخطو بأهل الأرياف إلى الحضارة، فإذا تم الكثير من هذا استفدنا من الإنتاج لتكثير النفوس في المدن ... وكم من صعوبة هناك، والباعث الأصلي الطبيعي فيه الظروف والأوضاع الخاصة، وتقوية المعارف في الأرياف ...
هذا ويجب أن لا نكتفي بملاحظة البادية وأهليها، والتألم لأوضاعهم، وما هم فيه وإنما الملحوظ أن نخطو خطوة صالحة فيهم، ولا نتأخر عند التمكن من تقريبهم ولو شبرًا واحدًا، ثم نفكر في الآخر ... وتقديمهم للزراعة ربح كبير في جعلهم من أهل الأرياف باتخاذ مقاييس زراعية، أو مراعي خصبة ليكونوا بمأمن من العوادي، وينالوا ثمن أتعابهم ...
وعلى كل حال رفاه حال الأرياف وتحسين أحوالهم وتقدمهم إلى المدن يؤدي الى الرغبة في ان نخطو من البداوة الى الريفية، وأن لا نهمل تحسين حالة البدو ... هذا وقد بينا رأينا فيما يجب في كل موضوع سلف من وسائل الإصلاح فلا نرى حاجة للتكرار وإعادة القول هنا ...
٣ - العدل. وهذا سهل على اللسان، وقد نلوكه وننطق به دائمًا ولكننا نجد الصعوبة في التطبيق، ويحتاج إلى رفع الحوائل مما سبق الكلام عليه وعلى غيره، وطريقته واضحة إلا أننا أحجمنا في مواطن عديدة عن القيام بأمره وليس الموضوع هنا القضايا الجزئية. وإنما أريد طرق الحل الإدارية في السياسة القبائلية العامة كأن يحمل الحّل إلا أنه يراد به التفرقة، وتقوية الخصومة ... ونتمنى أن لا تعود هكذا ذكريات أساسها الخور في العزيمة، والخوف من توقع الأخطار، وملاحظة قوة القبيلة، وتحكم الرؤساء من جهة وضعف المقابل، أو لزوم مناصرة الرئيس ... ولا محل لتعداد كل ما هنالك، ويجب أن يكون الحق صارمًا لا يقبل تساهلا، ولا أي أمر آخر يمنع من وصول الحق الى أهله ...
هذا. وأما قضية التعليم فقد أفردنا لها المقال التالي.
- ١٢ -
تعليم البدو
قضية من أمهات القضايا الاصلاحية، ومطلب من أعز المطالب ... عشائرنا أمية، وكدنا نقطع أن لا أمل في إصلاحها ... وللآن لم نتخذ تدبيرًا فعليًا، بل لا نزال في دور المذاكرة، أو المباحثة، وفي حيز الافتكار وأمل تعيين وجهة ...
الآراء متضاربة سواء في الأندية والمجالس، أو المباحثات والمحاورات، نسمع أن العشائر ما زالوا على وضعهم، فلا أمل في تهذيبهم، والمحافظة على الحالة من أسباب بقائهم على الجهل والأمية، وكأن القوم في استقرار على وضع لا يستطيعون الخروج منه، أو أنهم قوم لا يقبلون التعليم وجماعة لا يفيد معها التهذيب، و(من التعذيب تعليم الذيب)، فلا أمل من مزاولة تهذيبهم ... وآخرون يرون لزوم الانتقال بهم من حالة البداوة الى الحياة الريفية، وهؤلاء يريدون مطالب يرجون تحقيقها ... ثم مراعاة تثقيفهم ... ولعل هذا من نوع التعليق بالمحال، لأن الانتقال تابع لأحوال، وأوضاع طبيعية أو مشاريع قطعية ... ولم يكونوا في حالة يمكن إفراغها بالشكل الذي نبتغيه متى شئنا ... وإبقاء القوم في جهل يؤدي إلى قبول نتائجه الوخيمة والكثيرة طول هذه المدة ... وأرى أن هذا الرأي مدخول، لا يوزن بميزان صحيح ... ويكوّن عجزًا عن إيجاد طريقة لتعليم العشائر وهكذا يرى آخرون لزوم تعليق هذا الأمر الى ان يوجد مدرسون حائزون لأوصاف تلائم البادية، ورجال دينون مهذبون وان تتوازن القدرة بين المدرس والرجل الديني والا فأولى أن لا نعمل لإنجاز المشروع وحينئذ من السهل ان يحبط ويفرط التدبير ... وهل استعصى وجود مدرس حائز لهذه الأوصاف ... ! وهناك آراء كثيرة أمثال هذه ...
وإذا قبلنا أساس تعليمهم ولم نلتفت الى الأقوال المارة أو أمثالها أو نجهد لتحقيق بعضها.... فماذا نلاحظ؟ هل يصل أهل البادية إلى درجة مهمة من التعليم نظرًا للاهتمام الذي نراه بحيث يضارعون أهل المدن في علومهم، ويجارونهم في ثقافته فنجعل منهاجهم كسائر مناهج المعارف؟ وهل لهم قدرة وصبر على اجتياز العقبات في هذا السبيل حتى يتساوى الحضري والبدوي في التعليم.!؟ قبل كل شيء يجب أن نفكر في ادخال التعليم البسيط بين ربوعهم ونجرب بعض التجارب التي استقر عليها رأينا ... ثم نلاحظ تقويتها، وتوسيعها تدريجيًا..! والتمنيات لا حدّ لها، ولكن على كل حال يتحتم علينا أن نزاول الموضوع من وجهته العملية الممكنة.
وهنا يعترضنا عند الكلام على طريقة التعليم الوقوف على اثر التعليم في البدو الدرجة التي يستحقون ان تبلغ بهم ليكونوا أعضاء فعالة لخير الأمة، وينالوا النصيب التام منها كغيرهم من اهل المدن؟ - لا أتطلب أن تنقلب البادية الى مدار س راقية بحيث لا تفترق في تشكيلاتها عن المدن، ولا يخطر ذلك ببالي في وقت بل ينبغي ان لا نزاول هذه الأمور، وإنما نسعى أن نمكنهم من أن يكونوا متعلمين لدرجة وافية بحاجتهم على الأقل، ومؤدية ما يتطلبونه من اغراض أو بالتعبير الأولى أن يكونوا عارفين بما عندهم وزيادة قليلة ...
هؤلاء لم يشبعوا الخبز، فكيف نريد ان نوجد فيهم (تخمة) من العلوم وليس لهم مأوى ونحاول أن نعلمهم الكماليات وأصول ادارة المسكن وخدمه، والزوجة وحقوقها ... أو آداب المعاشرة، وهكذا نسير معهم بطرق معوجة، وغير مثمرة ... والأنكى من هذا أن ننزع الى لزوم تعليمهم بهارج الحضارة وزينة الملاهي، أو نزين لهم هذه الأمور ... ! وبهذا نكون قد قمنا بخدمة تدريبهم الى الخلاعة ...
وعلى كل حال يجب أن نراعي فيهم منهجًا خاصًا في الحياة البدوية، وطريقة مرضية في لوازمها من معرفة بسيطة وثقافة بقدر ما تقتضيه حاجتهم ... ليحافظوا على أوضاعهم ويقوموا بواجباتهم ... فيعلموا طريق الحياة، ووسائل الانتهاج، وأن يلقنوا عقائدهم، وأن يقتصر فيها على الفروض والواجبات، وأن يعلموا علاقتهم بالحكومة من ناحية الأمن والضرائب مما يتعلق بهم، ونعين أوضاعهم ... فلا نخرج عما يأتلف وهذه الأوضاع، وان يؤدي عملنا هذا الى ما يزيد في ثقافتهم العامة ويبين لهم فكرة عن الحضارة، ويكمل ما علموه من البداوة لحاجات رأوها ... !
نوضح هذا فنقول البدوي يفكر في طريق القنص، وفي اتخاذ التدابير للغزو، أو لمحافظة كيانه خشية أن يبتلعه الآخرون الكل قانص يطلب صيدًا وكذا يقال في ارتياد المراعي ... فيجب أن تربى هذه فيه، وان يراعي نواحي اصلاحها والتبصير بطرق ادارتها، فلا تترك الرجولية ولوازمها، ولا يصرف فكره عن الالتفات الى حاجياته ومنافعه، ولا نترك ناحية تسير بهم نحو ما يعلمون ويحاولون تقويته، أو ماله مساس في حياتهم الاجتماعية، وسمرهم وما يخدم ثقافتهم العامة ... وجل ما يجب أن نراعيه فيهم أن نجعل كل واحد منهم في مستوى أرقى رجل منهم في عقيدته، أو في آدابه، وفي مهمات حياته، وفي سائر أحواله ... واذا تمكنا أن نزيده بحيث نجعله بدويًا متبصرًا، ومتعلمًا فعلنا ... وأن لا نميل به الى أكثر ... واذا حاولنا تعليمه وجب ان يكون منهاجنا: تعليم القراءة والكتابة: بأبسط شكل، ونبذل له القرطاس بوفرة، ولي سله من النقد ما يقوم بحاجته ...
الحساب. الأعمال الأربعة فقط وقد لا يحتاج فيها الى أكثر من أعداد محدودة.
القرآن الكريم. القراءة، وتفهيم بعض الألفاظ الغريبة وبيان المعنى اللفظي للآية بصورة بسيطة ...
الفروض الدينية: لا نتجاوز بها الفروض ... والأمور الضرورية مجملا.
الشعر البدوي وبعض الفصيح: يختار ما هو انقى واصفى، وأخلاقي أكثر، وما له مساس بحياة البداوة، ينوب عن المحفوظات ويتخللها بعض الأشعار الفصيحة مما يقربه اليها.
الصيد. وتدريبه الى تربية المواشي، السباق. وبيان أمراضها، والوقاية منها ...
الألعاب البدوية وتنظيمها بصورة لائقة ...
حقوق البدوي وواجباته نحو الأمة والحكومة ...
إن هؤلاء يجب أن نكون في اتصال نعهم، ونؤدي الواجب فيما نعلمه عنهم، وهكذا نمضي معهم حتى يتيسر لنا معرفة أوضاعهم في حياتهم معرفة صحيحة، ونعلمهم من طريقها.. وهكذا نمحص الأقوال، ونعيد التجارب مرة بعد أخرى وكل نقص نشعر به يجب أن نسارع لتلافيه واصلاحه ... وهذه المهمة واجهتنا وصرنا نراعي وضعهافمن الأولى أن نخرج منها بنجاح، ونسلك فيها خير الطرق ... ولكن من ناحية معرفتهم وسبيل نهجهم ...
فإذا تكلمنا عن الابل جمعنا ما يعلمون وبصرناهم بجهات أخرى، واذا بحثنا عن الخيل جمعنا حكاياتهم ومعلوماتهم بصورة كاملة وزدنا اليها ما شئنا مما نعتقد في معرفته فائدة لهم ... وهكذا نمضي في الشعر والمجالس الأدبية، وفي الصيد والسباق وفي تربية المواشي وادارة المراعي وهكذا ... والأمل أن تتساوى المعرفة بصورة كاملة، وما يعلمه قسم يجب ان يعلمه الكل، وفي هذا تنبيه وإرشاد، بل توجيه لما فيه الصلاح، وتدريب للحياة العملية، ونقد للعوائد المرذولة بصورة خفيفة هذا ولا ننس أن نقدم بعض النابهين إلى المدن ليتعلموا، ويعلموا قومهم، أو أن نمضي بهم حتى يتمكنوا من التحصيل العالي ...
- ١٢ -
الإحصاء
كان في النية تقديم أرقام في إحصاء البدو، وبيوتهم ومقدار خيولهم وابلهم وسائر أموالهم، ولكن الأتعاب في هذا السبيل، والمحاولات ذهبت سدى لما رأيت من خلل ونقص في التقدير، وقلة إتقان في المدونات، فقد شاهدت في بعض المواطن البيوت أكثر عددًا من مقدار النفوس، فلم يطمئن القلب في تقدير، ولا تقريب ... فالمعذرة حتى نتيقن الصحة ونتأكد من تدوين الأرقام بصورة لا تقبل ارتيابًا ...
هذا وقد سبق ان قلت: لا تقف النفوس عند عدد ثابت، أو مقدار محدود؛ والبدو لا يبعد عليهم موطن لا في نجد، ولا في سورية، فإذا رأوا محلا وجدبا مالوا الى اماكن الخصب مما يمنع قبول احصاء صحيح، واذا كانت في خصب تراجعت وتجمعت وزاد عددها بمن مال اليها من الأنحاء القاصية ...
وهكذا يقال عن تكاثر النفوس، وقلتها من جهة الولادات والوفيات، ومثلها الخيول والمواشي، وكل هذا يفترق في حالة العداء واوان الراحة والطمأنينة ويتبدل بمقدار واسع في تكاثره وتناقصه ...
كلمة ختام
لا أرى ضرورة كبرى لتلخيص ما مرّ من المباحث، وكل ما أقوله أن الكاتب ضاق، وتشعب كثيرًا في مواضيعه، وكلما حاولت الاختصار والمشية السريعة زادت المطالب، و(أدب البادية) كان من جملتها فحال دون تدوينه السبب المذكور، والموضوع في حاجة إلى البسط، ذلك ما دعا أن أفرده في كتاب خاص ... والحاصل كان جل الغرض ألفات الأنظار وتوجيهها إلى نواح تكاد تكون مهملة ولكنها زادت، وحب الايضاح، أو الخوف من الإخلال دعا أن تتكاثر، ولعل فائدتها صارت أكبر ... وهذه التجربة الأولى من نوعها، وليعذر القارئ فيما خالف رغبته، ولينظر إلى الجهود المبذولة للتأليف بين جمع المادة، وتنسيق المشترك منها، والإشارة إلى الجهات المخالفة وذكر ما أمكن منها ...
والله ولي الأمر.
(١) العقد الفريد ج ٢ ص ٦٣ طبعة سنة ١٢٩٣ هـ ببولاق مصر.
(٢) كتاب ابن سعود لابي النصر.
(١) ابن بطوطة في طريق الحج.
(٢) تاريخ العراق بين احتلالين.
(١) راجع الصارم الحديد في عنق صاحب سلاسل الحديد رقم ٢٨٢٥ من مكتبة نعمان الآلوسي في دار كتب الأوقاف العامة ففي ظهر الكتاب بيان لوفاته.
(١) صوابه أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الله كما نبه على ذلك صاحب الضوء اللامع في ص٨ج٢ منه. وفي كشف الظنون ورد مرة بلفظ أحمد بن عبد الله ومرة أخرى بلفظ أحمد بن علي ذكرها في مادة (نهاية الارب، وصبح الأعشى) .
(٢) صبح الأعشى ج١ص٣٠٧ وما يليها.
(١) ترجمته في لغة العرب.
(١) عندي نسخة منه منقولة من الأصل.
(١) من علماء اللغة المشاهير وهو صاحب الجمهرة في اللغة.
(١) - ص٤٦.
(١) كشف الظنون.
(٢) نهاية الارب في فنون الأدب ج٢ص٢٧٦ وما يليها.
(١) تاريخ العرب قبل الاسلام ص٥.
(١) اشتقاق الأنساب ص٣٠٧ و٣١٧. والطبري ج١ ص١٠٣.
(١) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ص٦٦.
(٢) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ص١١٣.
(٣) شمس العلوم ص١٧.
(١) الأخبار الطوال ص٦ - ٧.
(٢) الأخبار الطوال ص٨.
(١) الانباه على قبائل الرواه ص٥٥ وما يليها.
(٢) الطبري ج١ص١٠٧.
(١) هم المناذرة وآباءهم ممن ملك العرب في العراق.
(٢) الطبري ج١ص١٦٢.
(٣) الأخبار الطوال ص٦٥.
(١) تاريخ اليعقوبي ص٢٣٩ وما يليها.
(١) العرب المستعربة تمت الى إبراهيم (ع) والد اسماعيل.
(٢) ص١١ من الأخبار الطوال. وص١٦١ ج١ من الطبري.
(٣) ورد في اشتقاق الأنساب بلفظ أسد «بفتح الهمزة وسكون السين» والمشهور الأزد كما ذكر ... ص٢٧٦.
(٤) اشتقاق الأنساب ص٢٧٦ وسيرة ابن هشام.
(١) المسعودي والطبري.
(٢) ابن عبد البر: الانباه على قبائل الرواه ص٤٦: ٥٠.
(١) المراد بالاشتقاق اصل الكلمة او اللفظة التي سمي بها المرء الذي هو جد القبيلة او القبيلة رأسًا ومعناها في اللغة وطريق اخذها.
(٢) ص ٣١٢.
(١) الانباه على قبائل الرواه ص٤٥.
(١) راجع أنكحة العرب في كتاب (النفحة الملوكية في أحوال الأمة العربية الجاهلية) للسيد عمر نور الدين القلوسني الأزهري ص١٨٠ وكثير من المؤلفات تتعرض لهذه.
(١) يريدون غصة قد تقابلها غصة مثلها ولكن معاوضة قصة أي ناصية «امرأة» بناصية اعظم بكثير ...؟؟؟؟؟؟!! (٢) ستأتي هذه القصة عند الكلام على الزواج عند البدو. (٣) وفي كتاب انساب العرب القدماء مطالب مهمة في الرد على هؤلاء ومن اراد التفصيل فليرجع اليه ... والطوتمية يراد بها ان الام اصل البيت وان المرأة لا تتقيد بزوج وان اولادها ينتسبون اليها رأسًا ...
(٣) وفي كتاب انساب العرب القدماء مطالب مهمة في الرد على هؤلاء ومن اراد التفصيل فليرجع اليه ... والطوتمية يراد بها ان الام اصل البيت وان المرأة لا تتقيد بزوج وان اولادها ينتسبون اليها رأسًا ...
(١) تفصيل غزو بختنصر العرب ص٩٢ ج١ من ابن الأثير.
(٢) طبري ج٤ ص٢٠ - ٢١.
(١) ج١ ص٢٩٣.
(١) ج٢ ص٣.
(١) ابن هشام ص٢٦ ج١.
(٢) تاريخ اليعقوبي ج١ ص٢٥٩.
(٣) ص٤ و١٧ من سيرته ج١. الا انه في صحيفة ٢٩ منه اورد ان اياد بن نزار. هكذا قال اليعقوبي ج١ ص٢٣٧.
(١) ص١٨٧ من التنبيه والاشراف.
(٢) القصد والامم ص٢٧.
(١) ج١ ص١٣٦ من ابن الاثير.
(٢) ص٢٠٥ - ٢٠٦ من التنبيه والاشراف.
(١) ج١ ص٢٣٧.
(٢) في ماده طحا ورد بلفظ (عمران) قال: «طاحية بن سود بن الحجر بن عمران ابو بطن من الاسد والنسبة اليه الطاحي والطحاوي. وطاحية محلة بالبصرة نزلها هذا البطن» اه. ج١ ص٢٢٣.
(١) ج٢ ص٢٩٣ تاج العروس.
(٢) ص٢٨٥ اشتقاق الانساب.
(٣) الانساب للسمعاني ص٥٤ - ١.
(٤) ص١٥٣ طبري ج٢.
(١) تاريخ دول العرب والاسلام ص٥٦ وغيره.
(٢) تاريخ اليعقوبي ج١ ص٢٥٨.
(١) الاشتقاق ص ٢٨٥ وتفصيلها في عقد الفريد ج١ ص١٣٣.
(٢) بلوغ الارب طبعة سنة ١٣٤٢هـ - ١٩٢٤م ج١ ص٨١ وص٣٣٩: ٣٤٢.
(١) ص٥٨٦ ج٣.
(٢) التنبيه والاشراف.
(٣) قصته في بلوغ الارب ج٣ ص٢٧٨ وكذا سطيح في ص٢٨١.
(٤) اشتقاق الانساب ص٣٠٢. والطبري ص٩٩ ج٢.
(٥) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ص١٠٥.
(١) ص٢٧ ج١ سيرة ابن هشام.
(٢) الاشتقاق ص٣٠٢: ٣٠٦.
(٣) تاريخ ابن خلدون ج٢ ص٤.
(١) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ص٨٧.
(٢) البلاذي ص٢٤٨. والأنساب للسمعاني. ونهاية الارب وخلاصة الكلام في تاريخ الجاهلية والإسلام ص٤٩٥.
(١) البلاذي ص١١٨ - ٢٤٧.
(٢) طبقات ابن سعد ج١ قسم٢ ص٦٦.
(٣) ابن الاثير ج١ ص١٧٩ وما يليها.
(١) اشتقاق الأنساب لابن دريد.
(٢) الأنساب للسمعاني في مادة قضاعة ...
(٣) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ص١٠.
(٤) ص٢٨٣ ج٢.
(٥) القصد والأمم ص٣٠.
(١) عريب بفتح العين كغريب.
(١) ابن خلدون ج٢.
(١) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (المنتخبات منه طبع ليدن سنة ١٩١٦م) ص٦٦ - ٦٧.
(١) في طبقات ابن سعد جاء بلفظ «مي».
(٢) عقد الفريد ج١.
(٣) ص٤٥ قبائل مصر.
(١) الاشتقاق ص٢٣٣.
(١) شمس العلوم ص٥٧.
(٣) راجع عن هذه القبيلة شمس العلوم ص٥٧، و٦٦ - ٦٧، ونسب عدنان وقحطان ص١٩، وانساب السمعاني ص٢٦٤ - ٢٦٥، وسبائك الذهب، وخلاصة الكلام في تاريخ الجاهلية والإسلام ص٥٤ - ٥٥، وابن خلدون، واليعقوبي ج١ ص٢٤٠.
(١) وتفصيل الخبر في الاغاني ج٢ ص٩٧ وما يليها.
(٢) اليعقوبي ج١ ص٢٤١.
(١) البلاذري ص٢٤٧.
(٢) ص٢٤٦ ج١.
(١) ص١٥٦ ج٢ طبري.
(٢) البلاذري ص٢٥٠.
(١) ناحية شفاثة تحولت الى «عين التمر» وصارت تسمى باسمها القديم. «جريدة البلاد عدد: ٢٤٧ و٢٢ رمضان سنة ١٣٥٥هـ - ٧ كانون الأول ١٩٣٦م».
(٢) الأخبار الطوال ص١١٢.
(٣) ص١١٤ ج٢ اغاني.
(٤) ص٢٥٠ بلاذري.
(١) تاريخ اليعقوبي ج١ ص٢٥٥ وما يليها.
(٢) تاريخ العرب قبل الإسلام: ج١ ص٢٢٧ وما يليها.
(٣) معجم المطبوعات. ومنه نسخة خطية في بغداد.
(٤) ص١١٢ الأخبار الطوال.
(٥) ص١١٤ الأخبار الطوال.
(١) الانساب ص١١٥ - ١.
(١) الطبري.
(١) راجع ملحق الجلد الأول من تاريخ العراق بين احتلالين.
(١) الطبري ج٢ ص٦٣.
(٢) ابن هشام ج١ ص٢٥، والأغاني ج٢ ص١٤٤، والأخبار الطوال ص٤٩.
(٣) بلوغ الارب ج٣ ص١١٩ وتتمة هذه الأبيات هناك وفي الأغاني.
(١) لا يلفظ ملك كما جاء في بعض الكتب لان القدماء كانوا لا يذكرون الالف للاختصار والمعلومية ...
(٢) واشتهر بالنسبة الى تنوخ كثيرون وابو العلاء المعري تنوخي - نهاية الارب في فنون الادب ج٢ ص٢٩٥.
(١) وهذا الكتاب للامام نور الدين عبد الله بن حميد السالمي. طبع في القاهرة سنة ١٣٥٠هـ.
(٢) صحيحها بالسين بمعنى قوي.
(٣) خلاصة الكلام ص٨٦.
(٤) ج٢ ص١٨١.
(١) ج١ ص٢٠٧ تاريخ اليعقوبي.
(٢) التنبيه والاشراف ص٨٧.
(٣) ج١ ص٢٤١ اليعقوبي.
(٤) التنبيه والاشراف ص١٨٧.
(١) ص ٦٥ - ٦٧.
(٢) ص١٨٧.
(١) تاريخ اليعقوبي ج١ ص٢٤٦ وما يليها.
(٢) ابن الأثير ج١ ص١٥٤.
(١) اليعقوبي ج١ ص٢٤٦ والطبري وابن الأثير وغيرهما ...
(١) الطبري ج٢ ص١٥٧.
(٢) تاريخ اليعقوبي ج١ ص٢٣٦ وما يليها.
(١) راجع كتاب (الملاحن) لابن دريد وفيه انذار قومه بما عزم عليه بنو بكر. ص٤ طبعة مصر القاهرة سنة ١٣٤٧هـ.
(١) أهلي.
(١) قبلك.
(٢) عكدة عقدة، وكناها قناها (قناتها) .
(١) ص١٥٨ من المطالع مخطوطتي.
(٢) لم يكن متخلصًا للقبائل الا أنه أفرد لها بحثًا خاصًا وفيه من الأغلاط ما سيوضح الكلام عليه في حينه. راجع ص١٦٣ من قلب جزيرة العرب.
(١) الزريقي ذبابة كبيرة تؤذي الابل بعضّها.
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
(١) كان ولا يزال يسميه أهل نجد بالامام. ووقائع هذه الأيام مبسوطة في تاريخ العراق بين احتلالين وهناك وسمعنا البحث فيها عن تكون هذه الأسرة المالكة ونطاق نفوذها وعلاقاتها بوقائع العراق.
(١) هذا المؤرخ يتحامل على آل سعود ولا يهمنا إلا ما يوضح الوقائع العشائرية. فلا نشاركه في تحامله ونقل النص أمانة. وأشرنا بهذا هنا ليعلم القاريء ان ابن سند كتب ارضاء لولاة بغداد والحكومة العثمانية وكانوا اعداء ابن سعود إذ ذاك.
(٢) ان محمدًا هو الجد الأعلى ولكن البدو يسمون بأشهر أجدادهم المعروفين وإلا فان محمدًا لم يكن جده القريب ... وهذا أساس تكون الفخذ أو البيت كما مر.
(١) عنوان المجد في تاريخ نجد ص٨٧ ج١.
(٢) خرفان جمع نقد.
(٣) لم تكن خيانة وانما هناك قربى منعت من الحرب ... وسنوضح هذه القربى عند ذكر قبائل عنزة.
(٤) مطالع السعود ص١٤٩.
(١) من الجرباء مسلط آخر قتل سنة ١١٠٢هـ، أو ١١٠٣هـ. «عنوان المجد في تاريخ نجد ص١٠٧».
(١) هو مطلق.
(٢) المملة.
(٣) الجواليب.
(٤) نطعن، نفرح، نتنومس بها.
(٥) تسايس في الحل، تبصر.
(١) وذرية ابراهيم بك هذا لم تزل في الحلة ويقال لهم آل عبد الجليل ابن سلطان ويسمون الآن «آل محمد نوري باشا».
(٢) راجع ما كتبته عن آل الشاوي في لغة العرب.
(١) هذه القبيلة قحطانية في نجد والزعم بأنها مضرية غير صحيح ... وتتفرع إلى فروع عديدة. وجاء عنها في كتاب عشائر العرب للبسام ما نصه: «طائفة طافت أخبارها، ورويت آثارها، ملكت مقاليد المجد، وأدركته بالهزل والجد، يحمدهم الطارق، ويحذرهم السارق، أعلوا منار الفضل وشادوه، وأنصفوا الضعيف على القوي حتى أسادوه، أخلاقهم حميدة، وآراءهم سديدة ...». ص٣٧ وفروعها مذكورة في قلب جزيرة العرب.
(٢) مطالع السعود ص١١٩.
(١) المطالع ص١٥٧ وعلي باشا هو المعروف بالكتخدا.
(٢) ص ١٢٢ من المطالع.
(١) بنو ثعل من قبائل طييء.
(١) مطالع السعود ص١٥٧ - ١٥٨، وعمر رمضان في حوادث سنة ١٢٣١هـ.
(٢) مطالع السعود ص١٥٩.
(٣) عنوان المجد ج١ ص١٥٩.
(١) ضبطه ابن سند بفتح الصاد وهو في الأصل الممتنع من الجبال، واللينة من القسي، والصخرة الملساء المرتفعة ... فسمي به. (ص٢٦٤ مطالع السعود) .
(٢) عشائر سورية.
(١) ص٢١٢.
(٢) المطالع ص٢٦٦.
(١) التفصيل في تاريخ العراق.
(٢) تاريخ لطفي ج٤ ص١١٢.
(١) هذه الآثار والممتلكات والنفائس في قصر الملك وفي غيره قد نشرت الآن للعموم وصار يراها كل احد وفيها من العجائب والغرائب الشيء العظيم، شاهدتها سنة ١٣٥٣هـ - ١٩٣٤م في تموز وايلول منها وقد خلت الديار من مالكيها السابقين فلا نرى إلا آثارهم ...
(٢) مختصر عثمان بن سند - مخطوطة الآلوسي على الهامش.
(١) ورد في ص١٣٣ ان فارس بن محمد سهوًا. هو ابن صفوق.
(٢) وهذا من التواريخ المهمة كان قد قدمه تقريرًا لحكومته عن سياحته وهو في الحقيقة من الآثار المهمة لمعرفة العراق في هذه الأيام التي كتب عنها.
(٣) راجع ص٢٤.
(٤) قال: قدمت لي القهوة فصبوا فنجانًا ثم آخر وهكذا فظننت اني سوف اضطر ان اشرب ما في الدلة فالتفت الى الشيخ فارس فامره ان قد اكتفي ... !! ولم يعلم ان العرب يصبون لضيفهم القهوة حتى يقول «كفي» ...
(١) اخو شاهه هو الهادي.
(١) العشائر السورية.
(١) ص٥٢ - ٢.
(١) السيافة بطن من بطونهم.
(١) القربة، أو رواية الماء المعروفة.
(٢) لياغداله، لو يغدو له. وهنا تختزل اللفظة ويحذف منها بعض الحروف وهذا يكاد يكون مطردًا عندهم ومثله (اليارجب) لو يركب ...
(١) العفاريت بطن من شمر على ما سيذكر.
(٢) الوادي.
(١) عكاب وحيال الغواجي رؤساء ولد سليمان من الفدعان من عنزة.
(١) ص ٤٠ - ١ (١) التفصيل في تاريخ العراق قسم حكومة المماليك (١) ابو نواف محمد العبد الكريم من رؤساء آل محمد. يقول: ان الناقة المسماة رمحه قد فتلنا عقالها، ويا ايها النذير خبر محمد العبد الكريم بان الدنيا دلوها دائب في عمله ولكن (فنه) اوامره القاسية لا تمضي علينا، ونحن خطونا على ما هو المطلوب، نمضي على الطريق الصعب ولا نبالي.
(١) عشائر العرب ص ٣٩ - ١.
(١) جمهرة اللغات: مخطوط له.
(١) جاء في قلب جزيرة العرب بلفظ «الجحيا» بدل «اليحيى» وليس بصواب، لظنه ان كل ياء اصلها جيم في لغتهم.
(١) عنوان المجد في تاريخ نجد في سنين مختلفة. وحاضر العالم الاسلامي. وقلب الجزيرة.
(١) عنوان المجد وحاضر العالم الاسلامي ج٤ ص١٧٢.
(٢) قلب جزيرة العرب ص ٣٤٩.
(١) عشائر العرب ص ٤٧ - ١ (١) راجع مادة شمر من دائرة المعارف ج١٠ ص٥٧٣ (١) ينطقون بالجيم ياء. وهذا غالب في اكثر شمر.
(١) همينية مقاطعة معروفة في العزيزية.
(١) انساب السمعاني ص٤٠١ - ١ (١) نهاية الارب ج د ص٢٢٠.
(٢) ص٤١ غاية المراد في الخليل الجياد.
(١) راجع تاريخ العراق بين احتلالين.
(٢) عنوان المجد للحيدري.
(١) عشائر العرب ص ٥٦٠٢ (١) عشائر العرب ص٥٧ - ١.
(١) عشائر العرب ص٥٨ - ٢.
(١) عشائر العرب ص٥٨ - ١٠.
(٢) عشائر العرب ص٥٨ - ١.
(٣) عشائر العرب ص ٥٨ - ١.
(١) عشائر العرب ص٥٧ - ٢.
(١) في تاريخ العراق بيان الوقائع، وتعيين الصلة، وسلسلة الأمراء والملوك وأوضاع هذه الحكومة في ظهورها ونمرها وهبوطها، ثم استعادتها مكانتها، وسعة نطاقها. ومن المراجع «مثير الوجد في تاريخ نجد»، و «عنوان المجد في تاريخ نجد» لابن بشر، وعنوان المجد للسيد ابراهيم فصيح الحيدري، وكتب أخرى كثيرة جدًا مثل دوحة الوزراء وغيرها من مراجع تاريخ العراق.
(١) عشائر العرب ص٥٨ - ١.
(١) عشائر العرب ص٣٤ - ١. وضبط الايدي هكذا، (١) مطالع السعود ص١٣٦.
(١) شرقي الأردن ص١٦٦ و٢١٥ و٢٦٨.
(٢) عنوان المجد في تاريخ نجد ص٢٦١.
(١) عنوان المجد في تاريخ نجد.
(٢) عنوان المجد ص١٣٤ ج١.
(١) تاريخ الكولات ص١٥.
(١) بين في كتاب قلب الجزيرة أنهم (الظرعان) وهذا غير صحيح.
(٢) وفي رواية جاء عوض الشطر الأخير: ننحي العدو عنكم بعيد (١) نهاية الارب في أنساب العرب ص١٩٤.
(١) قدم الرجل.
(٢) الابل.
(٣) الشجعان.
(٤) الأماكن العالية.
(٥) البنات الحسان.
(٦) تلول.
(١) الأوطان.
(٢) الشحم.
(٣) الابل السمينة للركوب.
(٤) آصل الجلال والمال.
(٥) السبتة.
(١) الحية.
(٢) بنت جميلة مزيونة.
(٣) قطيع ابل.
(٤) الخدود.
(٥) سمينة.
(٦) ليس لها خصر.
(٧) ضعنوا، وقطعوا حوله وهي مرحلة بعبده.
(٨) شهرية هي الحمار الحساوي.
(٩) الهروال ما يسمى بالرهوان وهذه اللفظة فارسية أصلها رهروان وتعني الهرولة.
(١) شاعر بدوي مشهور.
(١) القلايع ما يغنمه الغزاة من خيل العدو بعد قتل فارسها ومفرده قلاعة (كلاعه) ...
(١) الخؤولة عند العرب - سمط اللئالي ج٢ ص ٧٩٤ - ٧٩٥.
(١) بتسكين تاء التانيث في غالب الاسماء.
(٢) كاعب حسناء.
(١) نسوسي خائف، وأله الا.ان (٢) بلوسي صاحب نميمة.
(٣) تكلع - ول، ارهج - اعيط، ينهكى - يؤمل.
(٤) لما ان.
(٥) احزب على نفسك، تأهب.
(٦) اللي - الذي، اليا - اذا.
(٧) دوا به - رمى به.
(٨) ويا - مع، يم - عند.
(١) الزبيدي الكماة.
(٢) كرون هي القرون ويراد بها خصلة الشعر.
(٣) الماص اقوى من الفولاذ.
(٤) الخيل.
(٥) رأسها.
(٦) سيفه.
(٧) الفراشه حديد الفرس.
(١) أخو محروت.
(٢) صجري.
(٣) من الصكور.
(٤) الزمل من الابل.
(١) طبعا معًا في مطبعة بريل لندن سنة ١٩٢٨م.
(١) اصلها.
(١) الوز القطاة من الظهر.
(٢) الجين الرسغ.
(٣) الحجب وسعة ما بين الفخذين.
(١) هل مخفف (هذا ال) يريد وهذا الوجه! (١) الاعلاق النفسية ص١٩١.
(١) أمالي القالي ج١ ص٦٤.
(١) شققت.
(١) كلمة للمؤلف كمقدمة لكتاب - تعليقات على نظام دعاوي العشائر - للفاضل السيد مكي آل جميل طبع ببغداد سنة ١٣٥٤هـ - ١٩٣٥م.
عشائر العراق ٢ الكردية
يبحث في أصل العشائر الكردية وتفرعاتها ومواطن سكناها
وما يتعلق بسائر أحوالها التاريخية والحاضرة
بِسْمِ اللهِ الرَحمن الرَحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلوة والسلام على الرسول الكريم محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد فأقدم للقراء الأفاضل كتابًا جديدًا من نوعه في عشائر العراق، لم يسبق أن كتب أحد كتابًا في موضوعه في اللغة العربية، أو زاول مباحثه بسعة فيها ولما كان أول تجربة فلا شك أنه لا يخلو من نقص مهما بالغت في الإتقان، وليس الأمر مما يتيسر القيام به لواحد، ولا يكفي فيه التتبع الفردي، والأمر الاجتماعي يحتاج الى تكاتف لتثبيته ومراعاته. والمرء لا يستطيع البت في كافة المطالب الاجتماعية، ولا يحيط بها، وانما الالتفات يتأتى بضم الجهود والمراجعات العميقة، والتعاون في العمل وأرجو أن يتم ذلك على يد أفاضل كثيرين، فلم أتردد في نشر ما علمت، وما لا يدرك كله لا يترك جله. فلا شك ان هذه البضاعة المزجاة لا تعدم فائدة. وآمل أن تنال القبول وتكون فاتحة خير لمباحث أخرى من نوعها. والله ولي التوفيق وبه الاستعانة.
المقَدّمَة
منذ أمد بعيد جدًا أحاول التدوين عن الشعوب العراقية، وما كان لها من أثر أو تأثير في العراق في مختلف أنحائه، وتاريخ هذه الشعوب واسع الأطراف، طويل الذيل، متشعب جدًا، لم يعهد أن عرفنا شعوبه معرفة صحيحة، لما ينتابها من الغموض، وما يتولاها من عماء وقلة نصوص. وهذه الشعوب لم تلاحظ منفردة، ولا بحث فيها العلماء بصورة منتظمة ومضطردة. والنتف القليلة، أو بعض الأوصاف لا تغني الباحث، ولا تروي غلته.. خصوصًا بينها ما يعد نبزًا.
والحالة العشائرية تبصر أكثر في الأسس الاجتماعية من جراء أنها تعد ابتدائية وبسيطة، فلا تدع مجالا للتشعب والانتشار، فهي أولى في البيان وأحق بالرعاية، ومنها يتعين أصل المباحث، ومهماتها.. لتكون الحالة أقرب الى بدء التكوين، ثم ما يتلوه يعين الأوضاع بصورة أكمل وهكذا حتى منتهى الثقافة.
والعراق في الحقيقة يستمد نفوسه من ناحيتين مهمتين إحداهما العرب، والأخرى الكرد، فمنهما يستقى غالب نفوسه، وبهما قوام حضارته، فيسد الخلل الناجم في النفوس من الأمراض والأوبئة أو الحوادث الأخرى فالجبل منبع كبير، وكذا جزيرة العرب، فكانا عماد المجتمع وركنه الركين. فلا نستطيع أن نغفل أمر واحد منهما، والاكتفاء بالآخر، فكل تناقص أو خلل يعوض بما هنالك، ويزيد في النشاط ويجدد الحياة والدم. وتاريخ الكرد، وعشائرهم في العراق قديم كقدم العرب فيه، فهما صنوان متكاتفان، الواحد متمم للآخر، أو عونه ومدار عزه ونصرته.
والعشائر الكردية موضوع بحثنا لها مزايا وأوصاف جليلة، تستحق كل إطراء، ولا تخلو أمة من معايب، في نظر غيرها وهذه لا تكون مدار الاقتداء ولا وسيلة المتابعة، وإنما يجب أن نحرص على المزايا الفاضلة عند الكل، واقتباس ما يصلح، وما يليق أن يكون قدوة.. والعرب والأقوام الآخرون بحثوا في سجايا الأقوام، ودونوا عنها، ولم يتركوا حتى الحيوان للانتفاع بخصاله وما الأمثال المضروبة، والحكايات المنقولة الا تدابير للاستسقاء من معينها وجعلها واسطة للانتباه.
وهذه الأمة مجاورة للعرب، ومساكنة للعراق وهي من أعظم الشعوب العراقية فالإنصاف يدعونا أن لا نهمل أمرها، ولا نتركها ظهريًا بلا علم ولا كتاب مبين، فنقف على حياتها ومعيشتها في رحلة الشتاء والصيف، فتكون المعرفة بها في متناول كل أحد بدراسة غير منقطعة، يكمل بعضها الآخر حتى تكون عميقة، وقد قيل قديمًا «العلم كله في العالم كله» فلا تستقر المعرفة، ولا تقتصر على عدد معدود. بل أقول أكثر ما علمته من أصل القوم، وحالاتهم الاجتماعية، وما شاهدته فتأثرت به من مشاهد ومطالب، كان أصل المادة، وأما ضم الجهود، ومراعاة الفكرات المختمرة بالرجوع الى التاريخ ونصوصه فهذه بذلت لها المستطاع، لتكون كاملة، أو بالتعبير الأولى أن تكون مقدمة التوسع والتكميل، والزيادة والتعديل والتصحيح.
جربت هذا الموضوع، وبحثت كثيرًا، وحررت المشاهدات، وأوردت النصوص المنقولة، والأمل أن يجد المرء ما يطمئن بعض رغبته.
الموضوع
في هذه المباحث لا يهمنا الا «عشائر العراق»، فلا نتجاوزها الى غيرها الا لعلاقة مشهودة، أو اتصال مكين. لا نهمل العلاقات بالمجاورين، لا سيما عشائر الحدود، ومكانتها من هذه الناحية. ولما كانت القبائل متفاوتة في المكانة، فالضرورة تدعونا أن نفصل بعض النواحي، ونجمل الأخرى.. وفي حالات التماثل لا نكرر الوصف ولا نعيده الا لسبب ولا نخرج عن ذلك الا لحاجة اقتضت..
وفي هذا سوف لا نفصل بين البدو، وأهل الأرياف كما في «العشائر العربية» لأن العشائر الكردية في الغالب من أهل الأرياف، وقد استقرت من زمن بعيد جدًا، ولم يبق منها على البداوة الا القليل، وهؤلاء في الحقيقة أقرب الى الحضارة، وسكنى القرى والمدن ومن هذه الجهة نرى الفروق بارزة، والأوصاف واضحة بينهم وبين العرب لما سنتناوله في محله سواء عند الكلام على القبيلة، أو أثناء ذكر القبائل بصورة عامة مما يصلح للاشتراك ويعم الجميع..
ومن ثم سوف نعين القبائل العراقية، وبعد ذلك نراعي الحالة العامة، ولا يهمنا سرد المطالب بمفرداتها.. الا أننا نقدم بعضها للدخول في مثل هذا الأمر لنجعله كتمهيد، ولا نتجاوز الحد المألوف في البسط والتوضيح.. وإنما نراعي الضروري لمعرفة الشعب، فنجعله الوسيلة للغرض الذي توخيناه.
وغالب القبائل متفرقة المواطن غير مجموعة فقد رأينا ان القبائل الكردية غير تابعة للواء بعينه أو مقصورة على مواطن بخصوصه، فذكرنا ما وصل إلينا خبره منها دون تقيد، وان عشائر كل لواء معروفة فلا يهمنا إلا أن نبسط القول في الواحدة تلو الأخرى مرجحين ترتيب الألوية بقدر الإمكان وان كان الاشتراك مشهود في بعضها.
وكنا نعتقد إن مجلدًا واحدًا يكفي لجميع هذه القبائل، فوجدنا فيها كثرة ورجحنا إن نجعل هذا القسم بين أيدي القراء، ثم نقدم ما يتلوه من عشائر القبلية، كما أننا فصلنا القول في عشائر اليزيدية في كتاب اليزيدية المعد للطبع ...
ولا أدل على هذه العشائر أكثر من الدخول في مباحثها..
المراجع
إن الكتب التاريخية بوجه عام لا تهمل أمر الكرد عند بيان الحوادث أو عروض المطالب، ونرى في هذه توسعًا أحيانًا، وضيقًا أحيانًا أخرى، ولا مجال لذكر كل كتاب تعرض للمطالب التي هي موضوع بحثنا، بل من المهم أن نتناول أكثر المؤلفات فائدة، وأجلها عائدة في مطالبها وأغراضها بحيث يصح أن تعد مرجعًا أصليًا. وإلا طال البحث واستغرق صفحات كثيرة وموضوعنا لم يكن مقصورًا على بيان المراجع ومصادر المطالب..
ومن أجل هذه المراجع: ١ - مسالك الأبصار، وهذا الكتاب رأيناه في خزانة كتب أيا صوفيا باستانبول سنة ١٩٣٤، و١٩٣٩م. وكان هذا التاريخ من أجل الآثار عول فيه على عراقيين أكابر، دونوا ما علموا عن الكرد في العراق وزادوا في الإيضاح لأيام المغول. والكتاب رأيت منه مجلدات كثيرة، وبعضها يختص بموضوع الكرد، ولم ينس أن يتناول مؤلفه مطالب عديدة عن العراق بل أن تدويناته عنه من أجل ما دون في ذلك العهد، وفي نظرنا من أعز ما هنالك أخذه عن عراقيين عديدين، ثم أنه قد اعتمده من جاء بعده مثل القلقشندي في صبح الأعشى، ومثل النويري في بلوغ الأدب، فهو أصل ومرجع من أعظم مراجع البحث ومن أجلها نفعًا..
٢ - تقرير درويش باشا: وهذا تقرير قدمه رئيس لجنة الحدود عن المنازع فيه بين الدولة العثمانية، والدولة الإيرانية، وكان تقديمه سنة ١٢٦٩هـ - ١٨٥٣م أوضح فيه الوثائق والمشاهدات في الحدود، وممر خطوطها، وبيان وجهات نظر الدولتين والمواضع المختلف فيها ووجود الخلاف وما يستند إليه، وكانت قد طالت هذه التحديدات لمدة ٤ سنوات، فكان هذا التقرير من أجل ما يعين مواطن الخلاف لما بين العراق وإيران ويبين القبائل الساكنة في الحدود، وأوضاعها المعروفة. ومن بين القبائل التي تعرض لذكرها «عشائر الكرد» لما بين العراق وإيران. فلا شك أنه من المراجع النافعة جدًا في التعرض لعشائر الحدود، ويستند الى وثائق لا يستهان بها بل يعد من أجلها لما قبل مائة سنة تقريبًا. ولا يستطيع سياح أن يدون بتحقيق ما دون بالاستناد إلى أناس عارفين والى وثائق مقطوع بها تاريخية وغيرها. طبع سنة ١٢٨٣هـ، وسنة ١٣٢١هـ في مطبعة احسان باستانبول.
٣ - سياحتنامهء حدود: وهذا من أجل ما كتب في العشائر الكردية جاء متممًا لسابقه ولمسالك الأبصار، ومؤلفه خورشيد باشا كان مكتوبيًا في نظارة الخارجية «وزارة الخارجية» فأوعز اليه الوزير أن يمضي مع «رئيس البعثة» أو «لجنة الحدود»، ويدون جميع ما يمر به من قرى وبلدان وعشائر، ومواقع، وأن يتوسع في مباحثه، فلا يترك صناعة أو صفة أو أثرًا، وأن ذلك مطلوب السلطان ورغبته الأكيدة في ذلك وأن يهتم للأمر ويعني به عناية زائدة. وبعد أن أتم مهمته ووفاها حقها قدم هذا الكتاب الى السلطان فقام بالمهمة خير قيام، وجاء مكملًا، أوسع في المطالب، وأطنب في كثير من الأغراض، وأجل ما فيه مشاهداته الخاصة بالبلدان وبالعشائر. ووثوقه مما استند اليه من خبراء ووثائق وحالة حاضرة ويعد من خير الآثار في موضوعه، كتبه في الوقت الذي قدم درويش باشا تقريره وفي هذا ما يعين حالة العشائر أوضح للمدة السابقة لما قبل مائة سنة، ولا شك أنه جاء بما يستفاد منه كثيرًا. ويعد من أعظم المؤلفات في موضوعه لاعتماده على أكابر رجال المعرفة، وأهل الخبرة، فلا يأخذ عن كل أحد وإنما كان يعول على من هو عمدة. ويظهر الخلاف والاختلاف أثناء المقابلة والفرق بينه وبين تقرير درويش باشا أن هذا رسمي، لا يتوسع فيما لا يهم الحدود وما لا يتعلق بها، فجاء هذا متممًا. عندي نسخة مخطوطة منه مذهبة، معتنى بها بالغة العناية في الاتقان، فهي من المقتنيات النفيسة لما فيها من صحة ودقة في النسخ وجودة في الخط، عدا التزويق، والتذهيب، وكل ما يقال في وصفها قليل. والمهم انها فوق كل سياحة، أو تدوين عابر، فلم يقع فيما وقع فيه كثير من أهل التتبع إلا أن معلوماته التاريخية ضيقة فلم يسعه المجال لأكثر مما كتب..
٤ - الشرفنامة: وهذه من الآثار الخاصة بالكرد، وقبائلهم ولا نرى قبيلة في أغلب الأحيان إلا ونشاهد لها أصلًا في هذا الكتاب. تصل حوادثه الى سنة ١٠٠٥هـ، ولم يوصل أحد هذه المباحث الا أن الوثائق بعده ليست بالقليلة، فيصح أن تطرد الى اليوم.. ولكننا لم نر من أكمل حوادثه، أو أتمه إلا ما رأينا في تقرير درويش باشا وفي سياحتنامهء حدود، وفي ياقوت وابن فضل الله العمري والمطبوع من الشرفنامة لم يحو الوقائع على السنين. وقد رأيت مخطوطًا من الشرفنامة يشتمل على المطبوع وعلى الحوادث من أيام المغول من سنة ٦٨٩هـ الى عهده بعد أن يدون مقدمة في آل عثمان وسلسلة نسبهم والكتاب مطبوع في مصر ولم يعين تاريخ طبعه وله مقدمة مهمة بقلم الأستاذ «محمد علي عوني» تصلح أن تكون من المراجع المعتد بها إلا أنه جاء ناقصًا عن النسخة المخطوطة المحتوية على ذكر الوقائع من أيام المغول الى أيام المؤلف وبالتعبير الأولى إلى سنة ١٠٠٦هـ.
ولا شك أن من يزاول أمر البحث في الكرد يضطر أن يرجع اليه وإن كان لا يصلح أن يعد مصدرًا وحيدًا.
٥ - تاريخ سليماني: لمعالي الأستاذ محمد أمين زكي، طبع باللغة الكردية في مطبعة النجاح سنة ١٣٥٨هـ - ١٩٣٩م. وقد استفدت منه بالاستعانة بمن يعرف الكردية، وعلاقته بموضوعنا مهمة جدًا إلا أنه لم يتعرض للقبائل إلا قليلًا، ولم يفصل عنها. ومؤلفه عالم فاضل.
٦ - تاريخ الكرد وكردستان: له أيضًا. وهذا قد جاء فيه قائمة بعشائر الكرد، وإن الكتاب نقل الى اللغة العربية وطبع سنة ١٩٣٩م ولا شك أنه من الكتب الأصلية المهمة.
٧ - كرد: كتب باللغة الإيرانية. من مؤلفات الأستاذ رشيد ياسمي من أساتذة جامعة طهران ولم يعين تاريخ طبعه إلا أنه من المطبوعات الجديدة في مجلد ضخم تعرض فيه للكرد قبل الإسلام وبعده، ونقل الآراء العربية، وغيرها فهو من المراجع النافعة المعتبرة الا أنه عام في مباحثه، فلم يتصل بالعشائر، ولا بالمواطن الجغرافية.
٨ - الأكراد: من فجر التاريخ الى سنة ١٩٢٠م محاضرة ظهرت في رسالة طبعت سنة ١٣٥٣هـ - ١٩٣٤م، من تأليف الأستاذ رفيق حلمي. نقل من مؤلفات غربية في أصل الكرد.
٩ - من عمان الى العمادية أو جولة في كردستان الجنوبية: هذا الكتاب ينم عن دراسة في تاريخ الكرد مزجها بمشاهدة وغالبها تستند الى السرفنامة، أو بالتعبير الأولى لتقوية المعلومات والتثبت منها بهذه الجولة أو الجمع بين التاريخ وهذه الجولة وكأنه يكتب عن اطلاع واسع، ولا شك أن هذا الأثر غالب معلوماته صحيحة، ولكنه يحاول مؤلفه أن يظهر ككردي متعصب أو معاد للدولة العربية في العراق، وبالتعبير الأولى كتابه لإرضاء طائفة بما تهوى فلم يكن علميًا. ومعلوماته الحاضرة بسيطة من الإداريين ومن الشرفنامة، وكان الأولى به أن لا يعادي بين الشعوب العراقية، ويقرب للألفة، ويدعو للأخوة إلا أنه خاب في ما طلبه وخذل في مسعاه وكانت جولته قد بدأت في ١١ تموز سنة ١٩٣١ وأنهاها في نحو ٤ آب سنة ١٩٣١.
١٠ - كردلر: منقول من اللغة الألمانية الى التركية. وهذا الكتاب يعين فيه مؤلفه اتجاهات مهمة ولا يخلو من أغلاط كثيرة لم يتثبت منها المؤلف، ومباحثه مقتضبة، وآراؤه فيها الحق والباطل، والصواب والغلط.. وكان من اللازم أن يحقق الموضوع، ويعين المطلب عند نقله الى التركية، فلم يراع ذلك مما يعد نقصًا، ومثل هذا النقل قد يوقع في مجموعة أخطاء، فيضر علميًا، طبع سنة ١٣٣٤ باستانبول في المطبعة الاورخانية نقل الى التركية وأصله للدكتور فريخ كان قد نشره المجمع الشرقي في برلين، والطبعة التركية من نشريات مديرية العشائر والمهاجرين.
أما تحامله على مؤرخي العرب، فهذا نتيجة فكرة خاصة للمؤلف في تبعيد العناصر وإلقاء بذور العداء بينها وهذه شنشنة متبعة عند كثيرين من الغربيين، فإذا كان قد عد الانفصال الإيراني عن العرب حادثًا مهمًا بدت آثاره في التشيع واتخاذه طريقًا لتقوية الخلاف والانفصال، فلا ريب أنه لم تركن الى ما يبرر اعتبار القومية الكردية وتوسلها في هذا الانفصال في حين أن العرب لم يشأ واحد منهم أن يجعل «أمة» مندمجة في أخرى، أو قريبة منها بأمل هذا الاندغام أو الاندماج، وإنما رعوا أمرًا أجل، وهو الأخوة الدينية، ولا تضرها اختلاف القوميات، واستقلال كل أمة بعوائدها، وآدابها ولغاتها. وآية «جعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا ...» مما قربت بين الأقوام وإيجاد العداء باعد بين الشعوب الغربية التي لم يستطع دين أن يقرب بينهم، أو أخلاق عامة تؤلف.!! الأمر الذي اضطرهم الى حروب طاحنة، ونزاع دائم لا يستطيعون أن يتوقعوا منه ضررهما ...
وهناك تواريخ تركية وفارسية عامة تتعرض لبعض الحوادث، وهي كثيرة، وربما نتعرض للنقل منها. ولعل في هذه المراجع ما يعين مكانة البحث، والاهتمام به من مؤلفين عديدين. وهناك مؤلفات إيرانية عديدة، ومباحث علمية تركية في كتب ورسائل ومجلات لا تنكر الاستفادة منها ولا من المؤلفات العربية العديدة. وأكبر من كل ذلك تعيين الصلة بقدر الامكان بين العشائر الحاضرة، وبين ماضيها. وقد بذلت الوسع للحصول على هذه المعرفة سواء بالرجوع الى هذه الآثار وأمثالها أو الى أصل القبائل واستنطاقها. وقد قضى ما عليه من بلغ الجهد ...
الاسرة
هذه أصل القبيلة، أو القرية، أو المدينة. ومن اللازم التعرض لها، والاتصال بمباحثها مباشرة. وتفترق هذه عما عند العرب من وجوه عديدة. فيصح أن يقال إنها كانت سائرة على خلاف ما عند العرب. فلا يحتفظ بها لأكثر من تكون البيت، ومن ثم تزول كل علاقة، وتنقطع كل صلة نوعًا.
وتوضيح هذا يستدعي تفصيلًا زائدًا، فالرجل مرتبط بزوجه وولده حتى يكبر ويتزوج. ومن ثم تضعف صلته، ويقل اتصاله. ومن الجهة الأخرى ان أصل أسرته لا يرتبط به كثيرًا، بل يحاول أن يقوم بنفسه فيجعل حبله على غاربه. ومعنى هذا ليس المقصود منه الانقطاع التام من كل وجه، وإنما يتعين في هذا تكاتف القبيلة أو القرية فيكون من أفرادها، فيراعى مقرراتها بصورة عامة، كأنه عاش في أسرته مدة ليكون ابن القرية أو القبيلة.
وكثيرًا ما سألت الكرد، وتحققت عن أنسابهم وأسماء أجدادهم فكان استغرابي عظيمًا جدًا لما أن أخفقت فرجعت بصفقة المغبون، فلا يتمكن الأكثر من الإجابة لأزيد من جدّ إلا القليل من الرؤساء، والعبرة للسواد الأعظم، لا يعرفون غير اسم الأب أو الجد، ثم القرية، واسم القبيلة، وما سوى ذلك لا يلتفتون اليه، ولا يبالون به مهما كان. والعرب في هذه الحالة يفترقون عنهم.
وكأن الرجل من هؤلاء ابن قريته، أو قبيلته التي عرفها باسمها العام الشامل. ولا نشاهد أسرة تعرف أكثر من أنها أسرة، ولا تعلم اتصالها بغيرها الا أن تكون من أسرة إمارة أو ما ماثل مما يدعو للاحتفاظ ... والرجل بعد أن يكبر، ويستطيع أن يعمل لنفسه لا يرون ضرورة للاحتفاظ به، أو الاتصال الأبدي ومن ثم ينفصل من أسرته، ولا يعرف غير نفسه وغير قريته أو قبيلته.
لا نرى للأسرة فروعًا تمت اليها. وبين أيدينا قبائل عديدة، ليس لها ما يؤيد تفريعها. وأسرة الأمراء مستثناة، تحفظ لنفسها بذلك، ولا تتجاوز الحالة غيرها.. والأمثلة كثيرة في قبائل عديدة، ويعرف ذلك من تفرعاتها، أو من البحث في القبائل ومن مجموعها لا نرى ارتباطًا في الأسرة، أو صلة دائمة مستمرة اللهم إلا أن تكون في القرية، أو في المحلة. والألفة المحلية بل المجتمع مدار التعارف. وهو أصل لا يهمل شأنه في التفسير ...
القبيلة
أو العشيرة من أغرب ما نرى في الكرد أنهم ليس لهم قبيلة أو عشيرة بالوجه المعروف عند العرب، إلا أن نريد بها «المجتمع الصغير»، فيصلح أن يقال هنا عن العشيرة أو القبيلة انها المجتمع الصغير. والملحوظ أنها من جملة أسر متماثلة، ويصح أن يقال عن بعضها أنها من أصل واحد أو من أسرة واحدة. وهذا لا نرى له اطرادًا في الكرد، ولا في إيران.
تحققنا كثيرًا، فلم نجد ما يعين أن القبيلة تنتسب الى جد واحد، بل في الغالب الى محل أو قرية وكأن هذه القرية هي جد وأصل. مما يدل على الارتباط المكين بين الكرد ومواطنهم على ما نرى في مباحث القبائل وتحقيق أسمائها. ولا مجال لقبول انها من جد واحد، بل كل من يساكنها يعد نفسه منها، وينسى أصل ما درج منه إلا أن تكون مجموعة عرفت قبل أن تتمكن وذلك من طريق الهجرة، أو النزوح أو الغوائل. وربما يكون من أصل أو جد إلا أن هذا غير مقصود، وإنما كان من مقتضيات طبيعتها.
والأمثلة «بلباس»، و «دزه يى»، و «طالباني» فهذه منسوبة الى مواطن على ما سيأتي توضيحه في محله، والأفخاذ غالبها قرى، أو أسماء رؤساء اشتهروا، فعرفت بهم، أو الذين حلوا بعض المواطن، وبنوا فيها فسميت بأسمائهم. ولا دليل لنا أكبر من الأمثلة المشاهدة والقريبة العهد في التكون. فإنها بأسماء الأشخاص أو المواطن، أو التلول التي بجانبها، أو الأنهار. وهكذا مما لا يحصى عده.. والآثار التاريخية تشير الى هذا. وكل عشيرة أو قبيلة نوضح بقدر الإمكان منشأ تسميتها. فلا نتوسع هنا في أمر تأتي أمثلته العديدة، والغرض إلفات الأنظار الى تكون العشيرة أو القبيلة بصورة عامة.
وعلى كل حال تتألف القبيلة من أسر مجموعة في موطن، ولا يشترط أن تمت كلها الى جد واحد، وقد تتصل بحيث تعد كلها متصلة بجد، ولكن هذا لم نتحققه في عشيرة بكل فروعها.. ولعل معنى العشيرة في العربية يصدق على هذه، فالألفة هي واسطة الاجتماع، والتكاتف للأسر أكبر دليل على أنها قبيلة لا غير..
وقد سألت بعضهم فبين أنه ساكن في هذه القرية، ولا يدري غير ذلك، وهكذا آخرون مما لا يدع ريبًا في أن القوم لا يعرفون سوى قراهم، وسوى رؤسائهم وأكابرهم. فهم الكل في الكل (١) . وتارة تسمى القرى باسم رئيسها العام المتسلط عليها، ويستمر اسمه الى أولاده فمن بعدهم إن دام حكمه، وبقي أمره نافذًا عليهم. ومثل هذه لا تعين الغرض المطلوب في القبائل العربية، ومن ثم نجد الاختلاف في بنية الجماعة وتشكيلاتها وارتباط بعضها ببعض.
هذا وللأمراء والرؤساء بحث خاص بهم، فلا نتوسع في سلطتهم وإدارتهم هنا حذر أن يتداخل موضوع في آخر مثله. وكل ما نقوله هنا أن الرؤساء والأمراء العامين ناظمو وحدتهم وعقد اتصالهم وواسطة توحيد مجتمعهم وكيانهم. وقد بسطنا في عشائر العراق الكلام على تكون الأسرة والقبيلة العربية ومنها يعرف الفرق (٢) .
الرؤساء والأمراء
كل قرية لها رئيس يقال له (كتخدا)، أو (تشمال)، أو (كوخه) بالنظر للمحال والمواطن ومصطلحاتها، وهؤلاء لهم كل السلطة على القبيلة، وحق إدارتها فلا يخرجون عليهم ولا يتجاوزون رغبتهم، ولا يخالفون أمرهم ...
وهؤلاء أشبه ب (السراكيل) عندنا، وتدخلاتهم محدودة، ويعدون رأس القرية وناظمها، وفي كل حالاتهم يقومون بالتفاهم مع الأمراء ومع الملاكين، فيتعهدون إشغال الزراعة أو الأمور الأخرى. فلا يصح التفاهم مع كل واحد، ولا يتيسر القيام بالأعمال المنفردة مع كل بحياله، وإنما الرؤساء يقومون بالمهمة، ويراعون أحكامها وهم (مختارو القرية) .
وطريق استفادتهم من أهمها الحصة من المزروعات يأخذونها رأسًا من الملاكين، أو يقومون بالزراعة باستيجار الأراضي منهم، وينالون حقوق الملاك والسركال.. ومثل ذلك التفاهم مع الأمراء، ومع الحكومة فهم واسطة التفاهم بين أهل القرية وبين الخارج ...
ولا يشترط أن يكونوا من نفس القبيلة أي من سلسلة رؤسائها. بل أن ذلك تابع للمواهب ولا يبالون ما إذا كان الرئيس حديث العهد أو قديمًا في القبيلة أو كما يقولون في القرية المسماة (دَي) (١) أو (ده) الفارسية.. والكلام على الرؤساء يتعلق بأحكام القرية وعلاقاتها بأمرائها وبحكومتها وبالمجاورين، وهي إدارة صغيرة بل أو ل إدارة بسيطة، وتشكيلاتها ابتدائية ثم تتوسع الإدارة وتتضخم..
والإمارة أقل تدخلًا، والعلاقة بها أقل، وهي عامة تشمل جملة قرى، وتتناول إدارة أكثر من قرية بإيجاد ناظم للقرى، ومدبر لها أو مدير يتعهد شؤونها وهذه تختلف في توسعها عن الإمارة العربية، فإن الإمارة العربية تنشأ من تضخم القبيلة بحيث يكون كل فرع قد نال شكل قبيلة. والرئيس العام لها يتولى إدارتها وهو بمنزلة رئيس القبيلة كما أنه منها، والقبائل التي تحت سلطته تكون بمنزلة الفروع بل هي الفروع. وفي القبائل الكردية هذه ليس بشرط (١) ولكن قد يتناول قبائله التي تضخمت بما تكاثر منها بمرور الأزمان، وما انضم اليها فصار يعد منها.. فالجاف إمارة لنفس القبيلة المتكاثرة مع ما انضم إليها من القبائل بحيث بقيت محافظة على وضعها الأصلي. وأما (إمارة بابان) فإنها تتناول قبائل مختلفة، وقرى متباينة فكانت هذه أشبه بالحكومة أو هي الإمارة بعينها.
ويوضح صلة الأمير أو الرئيس العام ما جاء عن إمارة الجاف في النصوص التاريخية التي نقدمها، وكذا يقال في غيرها، وذلك أن الدولة تفرض ضريبة على قبائل الجاف، ويتولى أمرها (أمير الجاف)، وله عائدات منها أو من غيرها بعد أن تكون بنجوة من الحكومة بما تدفعه إليها..
وفي كل الأحوال نرى القبائل أو القرى في طاعة تامة لرؤسائها وأمرائها لا تكاد تشبهها طاعة، ولا يوازيها إذعان في أكثر من عرفنا في أنحائنا.. بل لا يعرف هؤلاء إلا خالقهم وإلا رؤساءهم. تلك هي الإذعان التام.. ومن ملك إذعانهم وكان حسن التدبير، قويم الإدارة، نافذ النظر ملك بهم ما شاء، وسيرهم السيرة المرضية التي يبلغ بها حدًا لائقًا، ومبلغًا فائقًا ...
أصل الكرد
لا نمض الى عشائر الكرد دون أن نبدي كلمتنا في أصل الكرد. وقد جرت تحقيقات عديدة في أصلهم قديمًا وحديثًا، ومن المؤسف أن نرى معالي الأستاذ محمد أمين زكي يقول: «الآثار القديمة الخاصة بالشعب الكردي. المكتشفة حتى الآن لا تعطينا فكرة قاطعة عن أصل الكرد ومنشئهم. فلم يحن الوقت الذي يمكننا فيه أن نبدي رأيًا حاسمًا في مثل هذا الموضوع التاريخي.» اه (١) وفي هذا ما يشجع على البحث، وان الآراء يحتفظ بها، ولكل الحق في إيراد ما عنده. والمدونات العربية في الكرد وأصلهم بصورة عامة كثيرة جدًا، تعرضوا لها أثناء المباحث، أو عرضوها. والعرب لم يدعوا ناحية تتعلق بهؤلاء القوم الذين عاشوا معهم، أو جاوروهم إلا طرقوها، وتكلموا على قبائلها وأصولها فكانت مباحثهم جليلة على أن الكرد كانوا معروفين قبل الإسلام بعصور لا يدري أولها إلا أننا لا نجد المدونات عنهم وافية وصحيحة. أما القومية الكردية فلا شك أنها كانت موجودة، وأيدها العرب في تواريخهم، سوى أن الأمم لم تكن آنئذ موضوع المتتبعين والمؤرخين فلا يلتفتون الى الأقوام ونشوئها، بل الأمر يتناول الدول والملوك وأعمالهم لا غير.
والكرد من العناصر الفعالة في العراق أيام العهد الإسلامي، ولهم الأثر الجميل في كافة أنحاء المعرفة والإدارة والعمل للحضارة. وهم قوم قائم بحياله على الأرجح ولم يكن من بادية إيران كما توهم البعض بل يصح أن تكون إيران قد تولدت منه، وبنت ثقافتها على أساس البداوة الكردية، واستقت نفوسها - بلا ريب - من الكرد أو من بعض أقسامه القريبة منها. والأدلة كثيرة على قدم هؤلاء، ورسوخهم في الحضارة، فقد نزحوا الى المدن، وسكناها ومالوا اليها بألفة وقبول تامين، فلم يستنكروا ذلك، ولا عارضوا كما يشاهد في العناصر البدوية فإنهم مالوا خطوة إثر خطوة حتى وصلوا الى الزرع، ثم الى الغرس وتعهد المغروسات ثم تأسيس القرية وهكذا تدرجوا حتى فقهوا الحياة المدنية، ولكنهم لا يزالون حتى في أرقى المدن محافظين على بعض العوائد، والتقاليد القومية الموروثة، فلم يروا وسيلة لاهمالها، أو نسيانها فالكثير من الأمور لا يزال على حالته. والكرد أقرب الى تمثيل الحضارة، لم يمض أمد قليل حتى أصبحوا من أعضاء الحضارة النافعة.
والتاريخ في مجراه، وفي حوادثه العديدة برهن على أن هذا العنصر منذ دخل الإسلام صار من أهم أركانه، وأخلص لعقيدته، وتأثر بمبدئه السامي. ومن ثم نال نصيبًا وافرًا من الحضارة ومكانة مقبولة، مرضية. الأمر الذي دعا أن يكون من أهم أركان نهضته.. وعلماؤه، وأدباؤه ومؤرخوه، ورجال سياسته ومدنه وصناعاته. كل هذه أكبر دليل تاريخي، بل شاهد محسوس لما ناله من المنزلة السامية حتى أن زراعه في إنتاجهم، وعماله بأعمالهم لا يقلون عمن ذكر من خدام المدينة.
وهنا أستعرض بعض النصوص التاريخية فأقول: إن العرب بعد فتح البلاد المجاورة لهم صاروا يقيسون الأقوام والأمم من حيث النسب بمقياس أنسابهم وحاولوا أن يرجعوا الكرد كغيرهم الى قبائل، بل زادوا أن عدد الكرد من أصل عربي، وأيدوا عوامل المجاورة والاختلاط بعامل آخر، وهو العامل النسبي مراعاة لما كان يقول به رجال الكرد. على أن بعضهم رأى اللغة أقرب للفارسية، فاعتبروهم إيرانيين، أو أنهم أهل البداوة منهم. ولكن هذا كله لم يمنع أن يحتفظوا بقوميتهم وأنهم «كرد» لا «فرس»، ولا «عرب».
والآراء الواجبة التدقيق مما أشير اليه: ١ - أنهم من ولد كرد بن اسفند ياذبن منوشهر «منوجهر» من ولد ايرج بن فريدون المعروف، وهو أول الطبقة الثانية من ملوك الفرس، قاله في التنبيه والإشراف. ولعل هذا القول مبتن على وجود التشابه في اللغة، ولكن هذا غير قطعي فبعض لغات الكرد بعيدة كل البعد عن اللغة الفارسية.
٢ - انهم ممن أبقاهم وزير الضحاك في حادثة مرضه المعلومة (١) . وفي هذا ما يؤيد أنهم من الفرس عادوا الى البداوة، أو كما عبر عنهم ابن الشحنة بقوله «أعراب العجم» (٢) .
٣ - الادعاء بأنهم قوم من الجن كشف عنهم الغطاء لا يستحق الكلام، ودعوى أنهم أولاد العفريت تفصيل لهذه الشائعة المعطوفة الى النبز، فلا تستحق البحث.
٤ - قال المسعودي في التنبيه والإشراف أنه «قد ذهب قوم من متأخري الأكراد وذوي الدراية منهم ممن شاهدناهم الى أنهم من ولد كرد بن مرد ابن صعصعة بن حرب بن هوازن، وفي المروج أنهم انفردوا في قديم الزمان لوقائع ودماء كانت بينهم وبين غسان. ومنهم من يرى أنهم من ولد سبيع ابن هوازن. وقد علق المسعودي في التنبيه والاشراف على هذه الأقوال بقوله:»وحرب وسبيع عند نساب مضر درجا فلا عقب لهما. «فطعن بهذه الآراء، ولم يشأ أن ينسبهم إلى إحدى قبائل العرب. وقال: ومن الأكراد من يذهب الى أنهم من ربيعة بن نزار ابن بكر بن وائل، وقعوا في قديم الزمان لحرب كانت بينهم الى أرض الأعاجم، وتفرقوا فيهم، وحالت لغتهم وصاروا شعوبًا وقبائل. فكان سبب تبدل لسانهم وهكذا الأقوال من نوعها. وبعد الإسلام اختلط بهم العرب، ولا نزال نسمع من رؤسائهم خاصة أنهم يمتون الى نجار عربي. وكل ما أقوله هنا ان المسعودي وأمثاله كتبوا عنهم، وسجلوا ما سمعوه منهم، ولم تكن آنئذ فكرة قوميات وإنما يعتبرون الأخوة بين الأقوام معتبرة، وإن التعادي أوجده العصر الحاضر أو العصور المتأخرة فقام الناس بالدعوة المتطرفة وبما بثوه من نزعات. وعلى كل حال لم يقنع المسعودي بأقوالهم.. ولكن هذا لا يمنع أن يكون قد اختلط بالكرد عرب، وتولوا رياستهم قبل الإسلام كما حدث بعده. ولذا قال ابن الشحنة:»الكرد من العرب ثم تنبطوا «٥ - إن الكرد قوم قائم بنفسه لا ينتسب الى الأقوام الموجودة، وهو منفرد عن سائر الأمم وقرباها. قال أولياجلبي، وعدهم ممن دخل السفينة من المؤمنين وخرج منها مع نوح (ع) وأولاده، عاشوا منفردين عن غيرهم، وإن لغتهم لا تشبه الأقوام المعروفة، وحكمهم ملك يقال له (كردم) وعمر عمارات مهمة في جودي وسنجار، ومن ثم عرفوا به (١) .
ومثله ما جاء في مسالك الأبصار قال:»الأكراد جنس خاص، وهم ما قارب العراق وديار العرب دون من توغل في بلاد العجم. ومنهم طوائف بالشام واليمن، ومنهم فرق متفرقة في الأقطار. وحول العراق وديار العرب جمهرتهم فمنهم طوائف بجبال همذان وشهرزور وغيرها. «اه (٢) .
وفي التعريف بالمصلح الشريف:»ويقال في المسلمين الكرد، وفي الكفار الكرج وحينئذ يكون الكرد والكرج نسبًا واحدًا. «اه» صبح الاعشى ج١ ص٣٦٩ «وفي النويري:»كرد بن مرد بن يافث «وفي رأي أكثر النسابين ان الأكراد أولاد إيران ابن ارم بن سام، أو من هوازن كما تقدم. وفي ذلك خلاف، قاله النويري.» نهاية الأرب ج٢ ص٢٩٠ " مما يدل على انه ليس هناك رأي مقطوع به أو يصح التعويل عليه، والتوثق من صحته.
ونص المسالك يدل على انهم جنس خاص، فلم يعدّهم من الإيرانيين. ولا من باديتهم. ولا من العرب ونجارهم وهو الأقرب للصواب. ويهمنا أن لا نقف عند هذا مكتفين بالآراء القديمة المبينة أعلاه، والأخرى المتداولة في الوقت الحاضر التي لم نر حاجة في النقل منها، وجل ما توصل اليه الباحثون أنهم من العناصر الآرية، والكتب المدونة في الوقت الحاضر المؤيدة لهذا الرأي الشائع في أوربا كثيرة من أهمها: خلاصة تاريخ الكرد وكردستان لمعالي الأستاذ محمد أمين زكي، وكرد للأستاذ رشيد ياسمي، وكردلر باللغة التركية منقولًا من اللغة الألمانية، والأكراد من فجر التاريخ الى سنة ١٩٢٠م ومن عمان الى العمادية فكل هذه تعرضت لأصل الكرد، وبينت أنهم من الآريين، فمن أراد التوسع فليرجع اليها..
وهنا يسوقنا البحث الى معرفة الأقوال المتأخرة لعلمائنا، ولعل فيها ما يؤيد بعض الأقوال ويناصرها. أو على الأقل يعين اضطراب الآراء وتشتتها. لئلا يرمي العرب المحدثون في التعصب للعروبة بإدخالهم ضمن حضيرتهم من لم يكن منهم وإنما المنقول من الكرد أنفسهم قديمًا، ولم يكن ذلك ابن اليوم أو أمس القريب.
وفي كتاب شرح منظومة عمود النسب في أنساب العرب للأستاذ المرحوم السيد محمود شكري الآلوسي (١) .
(١) هذا المؤرخ يتحامل على آل سعود ولا يهمنا إلا ما يوضح الوقائع العشائرية. فلا نشاركه في تحامله ونقل النص أمانة. وأشرنا بهذا هنا ليعلم القاريء ان ابن سند كتب ارضاء لولاة بغداد والحكومة العثمانية وكانوا اعداء ابن سعود إذ ذاك.
(٢) ان محمدًا هو الجد الأعلى ولكن البدو يسمون بأشهر أجدادهم المعروفين وإلا فان محمدًا لم يكن جده القريب ... وهذا أساس تكون الفخذ أو البيت كما مر.
(١) عنوان المجد في تاريخ نجد ص٨٧ ج١.
(٢) خرفان جمع نقد.
(٣) لم تكن خيانة وانما هناك قربى منعت من الحرب ... وسنوضح هذه القربى عند ذكر قبائل عنزة.
(٤) مطالع السعود ص١٤٩.
(١) من الجرباء مسلط آخر قتل سنة ١١٠٢هـ، أو ١١٠٣هـ. «عنوان المجد في تاريخ نجد ص١٠٧».
(١) هو مطلق.
(٢) المملة.
(٣) الجواليب.
(٤) نطعن، نفرح، نتنومس بها.
(٥) تسايس في الحل، تبصر.
(١) وذرية ابراهيم بك هذا لم تزل في الحلة ويقال لهم آل عبد الجليل ابن سلطان ويسمون الآن «آل محمد نوري باشا».
(٢) راجع ما كتبته عن آل الشاوي في لغة العرب.
(١) هذه القبيلة قحطانية في نجد والزعم بأنها مضرية غير صحيح ... وتتفرع إلى فروع عديدة. وجاء عنها في كتاب عشائر العرب للبسام ما نصه: «طائفة طافت أخبارها، ورويت آثارها، ملكت مقاليد المجد، وأدركته بالهزل والجد، يحمدهم الطارق، ويحذرهم السارق، أعلوا منار الفضل وشادوه، وأنصفوا الضعيف على القوي حتى أسادوه، أخلاقهم حميدة، وآراءهم سديدة ...». ص٣٧ وفروعها مذكورة في قلب جزيرة العرب.
(٢) مطالع السعود ص١١٩.
(١) المطالع ص١٥٧ وعلي باشا هو المعروف بالكتخدا.
(٢) ص ١٢٢ من المطالع.
(١) بنو ثعل من قبائل طييء.
(١) مطالع السعود ص١٥٧ - ١٥٨، وعمر رمضان في حوادث سنة ١٢٣١هـ.
(٢) مطالع السعود ص١٥٩.
(٣) عنوان المجد ج١ ص١٥٩.
(١) ضبطه ابن سند بفتح الصاد وهو في الأصل الممتنع من الجبال، واللينة من القسي، والصخرة الملساء المرتفعة ... فسمي به. (ص٢٦٤ مطالع السعود) .
(٢) عشائر سورية.
(١) ص٢١٢.
(٢) المطالع ص٢٦٦.
(١) التفصيل في تاريخ العراق.
(٢) تاريخ لطفي ج٤ ص١١٢.
(١) هذه الآثار والممتلكات والنفائس في قصر الملك وفي غيره قد نشرت الآن للعموم وصار يراها كل احد وفيها من العجائب والغرائب الشيء العظيم، شاهدتها سنة ١٣٥٣هـ - ١٩٣٤م في تموز وايلول منها وقد خلت الديار من مالكيها السابقين فلا نرى إلا آثارهم ...
(٢) مختصر عثمان بن سند - مخطوطة الآلوسي على الهامش.
(١) ورد في ص١٣٣ ان فارس بن محمد سهوًا. هو ابن صفوق.
(٢) وهذا من التواريخ المهمة كان قد قدمه تقريرًا لحكومته عن سياحته وهو في الحقيقة من الآثار المهمة لمعرفة العراق في هذه الأيام التي كتب عنها.
(٣) راجع ص٢٤.
(٤) قال: قدمت لي القهوة فصبوا فنجانًا ثم آخر وهكذا فظننت اني سوف اضطر ان اشرب ما في الدلة فالتفت الى الشيخ فارس فامره ان قد اكتفي ... !! ولم يعلم ان العرب يصبون لضيفهم القهوة حتى يقول «كفي» ...
(١) اخو شاهه هو الهادي.
(١) العشائر السورية.
(١) ص٥٢ - ٢.
(١) السيافة بطن من بطونهم.
(١) القربة، أو رواية الماء المعروفة.
(٢) لياغداله، لو يغدو له. وهنا تختزل اللفظة ويحذف منها بعض الحروف وهذا يكاد يكون مطردًا عندهم ومثله (اليارجب) لو يركب ...
(١) العفاريت بطن من شمر على ما سيذكر.
(٢) الوادي.
(١) عكاب وحيال الغواجي رؤساء ولد سليمان من الفدعان من عنزة.
(١) ص ٤٠ - ١ (١) التفصيل في تاريخ العراق قسم حكومة المماليك (١) ابو نواف محمد العبد الكريم من رؤساء آل محمد. يقول: ان الناقة المسماة رمحه قد فتلنا عقالها، ويا ايها النذير خبر محمد العبد الكريم بان الدنيا دلوها دائب في عمله ولكن (فنه) اوامره القاسية لا تمضي علينا، ونحن خطونا على ما هو المطلوب، نمضي على الطريق الصعب ولا نبالي.
(١) عشائر العرب ص ٣٩ - ١.
(١) جمهرة اللغات: مخطوط له.
(١) جاء في قلب جزيرة العرب بلفظ «الجحيا» بدل «اليحيى» وليس بصواب، لظنه ان كل ياء اصلها جيم في لغتهم.
(١) عنوان المجد في تاريخ نجد في سنين مختلفة. وحاضر العالم الاسلامي. وقلب الجزيرة.
(١) عنوان المجد وحاضر العالم الاسلامي ج٤ ص١٧٢.
(٢) قلب جزيرة العرب ص ٣٤٩.
(١) عشائر العرب ص ٤٧ - ١ (١) راجع مادة شمر من دائرة المعارف ج١٠ ص٥٧٣ (١) ينطقون بالجيم ياء. وهذا غالب في اكثر شمر.
(١) همينية مقاطعة معروفة في العزيزية.
(١) انساب السمعاني ص٤٠١ - ١ (١) نهاية الارب ج د ص٢٢٠.
(٢) ص٤١ غاية المراد في الخليل الجياد.
(١) راجع تاريخ العراق بين احتلالين.
(٢) عنوان المجد للحيدري.
(١) عشائر العرب ص ٥٦٠٢ (١) عشائر العرب ص٥٧ - ١.
(١) عشائر العرب ص٥٨ - ٢.
(١) عشائر العرب ص٥٨ - ١٠.
(٢) عشائر العرب ص٥٨ - ١.
(٣) عشائر العرب ص ٥٨ - ١.
(١) عشائر العرب ص٥٧ - ٢.
(١) في تاريخ العراق بيان الوقائع، وتعيين الصلة، وسلسلة الأمراء والملوك وأوضاع هذه الحكومة في ظهورها ونمرها وهبوطها، ثم استعادتها مكانتها، وسعة نطاقها. ومن المراجع «مثير الوجد في تاريخ نجد»، و «عنوان المجد في تاريخ نجد» لابن بشر، وعنوان المجد للسيد ابراهيم فصيح الحيدري، وكتب أخرى كثيرة جدًا مثل دوحة الوزراء وغيرها من مراجع تاريخ العراق.
(١) عشائر العرب ص٥٨ - ١.
(١) عشائر العرب ص٣٤ - ١. وضبط الايدي هكذا، (١) مطالع السعود ص١٣٦.
(١) شرقي الأردن ص١٦٦ و٢١٥ و٢٦٨.
(٢) عنوان المجد في تاريخ نجد ص٢٦١.
(١) عنوان المجد في تاريخ نجد.
(٢) عنوان المجد ص١٣٤ ج١.
(١) تاريخ الكولات ص١٥.
(١) بين في كتاب قلب الجزيرة أنهم (الظرعان) وهذا غير صحيح.
(٢) وفي رواية جاء عوض الشطر الأخير: ننحي العدو عنكم بعيد (١) نهاية الارب في أنساب العرب ص١٩٤.
(١) قدم الرجل.
(٢) الابل.
(٣) الشجعان.
(٤) الأماكن العالية.
(٥) البنات الحسان.
(٦) تلول.
(١) الأوطان.
(٢) الشحم.
(٣) الابل السمينة للركوب.
(٤) آصل الجلال والمال.
(٥) السبتة.
(١) الحية.
(٢) بنت جميلة مزيونة.
(٣) قطيع ابل.
(٤) الخدود.
(٥) سمينة.
(٦) ليس لها خصر.
(٧) ضعنوا، وقطعوا حوله وهي مرحلة بعبده.
(٨) شهرية هي الحمار الحساوي.
(٩) الهروال ما يسمى بالرهوان وهذه اللفظة فارسية أصلها رهروان وتعني الهرولة.
(١) شاعر بدوي مشهور.
(١) القلايع ما يغنمه الغزاة من خيل العدو بعد قتل فارسها ومفرده قلاعة (كلاعه) ...
(١) الخؤولة عند العرب - سمط اللئالي ج٢ ص ٧٩٤ - ٧٩٥.
(١) بتسكين تاء التانيث في غالب الاسماء.
(٢) كاعب حسناء.
(١) نسوسي خائف، وأله الا.ان (٢) بلوسي صاحب نميمة.
(٣) تكلع - ول، ارهج - اعيط، ينهكى - يؤمل.
(٤) لما ان.
(٥) احزب على نفسك، تأهب.
(٦) اللي - الذي، اليا - اذا.
(٧) دوا به - رمى به.
(٨) ويا - مع، يم - عند.
(١) الزبيدي الكماة.
(٢) كرون هي القرون ويراد بها خصلة الشعر.
(٣) الماص اقوى من الفولاذ.
(٤) الخيل.
(٥) رأسها.
(٦) سيفه.
(٧) الفراشه حديد الفرس.
(١) أخو محروت.
(٢) صجري.
(٣) من الصكور.
(٤) الزمل من الابل.
(١) طبعا معًا في مطبعة بريل لندن سنة ١٩٢٨م.
(١) اصلها.
(١) الوز القطاة من الظهر.
(٢) الجين الرسغ.
(٣) الحجب وسعة ما بين الفخذين.
(١) هل مخفف (هذا ال) يريد وهذا الوجه! (١) الاعلاق النفسية ص١٩١.
(١) أمالي القالي ج١ ص٦٤.
(١) شققت.
(١) كلمة للمؤلف كمقدمة لكتاب - تعليقات على نظام دعاوي العشائر - للفاضل السيد مكي آل جميل طبع ببغداد سنة ١٣٥٤هـ - ١٩٣٥م.
عشائر العراق ٢ الكردية
يبحث في أصل العشائر الكردية وتفرعاتها ومواطن سكناها
وما يتعلق بسائر أحوالها التاريخية والحاضرة
بِسْمِ اللهِ الرَحمن الرَحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلوة والسلام على الرسول الكريم محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد فأقدم للقراء الأفاضل كتابًا جديدًا من نوعه في عشائر العراق، لم يسبق أن كتب أحد كتابًا في موضوعه في اللغة العربية، أو زاول مباحثه بسعة فيها ولما كان أول تجربة فلا شك أنه لا يخلو من نقص مهما بالغت في الإتقان، وليس الأمر مما يتيسر القيام به لواحد، ولا يكفي فيه التتبع الفردي، والأمر الاجتماعي يحتاج الى تكاتف لتثبيته ومراعاته. والمرء لا يستطيع البت في كافة المطالب الاجتماعية، ولا يحيط بها، وانما الالتفات يتأتى بضم الجهود والمراجعات العميقة، والتعاون في العمل وأرجو أن يتم ذلك على يد أفاضل كثيرين، فلم أتردد في نشر ما علمت، وما لا يدرك كله لا يترك جله. فلا شك ان هذه البضاعة المزجاة لا تعدم فائدة. وآمل أن تنال القبول وتكون فاتحة خير لمباحث أخرى من نوعها. والله ولي التوفيق وبه الاستعانة.
المقَدّمَة
منذ أمد بعيد جدًا أحاول التدوين عن الشعوب العراقية، وما كان لها من أثر أو تأثير في العراق في مختلف أنحائه، وتاريخ هذه الشعوب واسع الأطراف، طويل الذيل، متشعب جدًا، لم يعهد أن عرفنا شعوبه معرفة صحيحة، لما ينتابها من الغموض، وما يتولاها من عماء وقلة نصوص. وهذه الشعوب لم تلاحظ منفردة، ولا بحث فيها العلماء بصورة منتظمة ومضطردة. والنتف القليلة، أو بعض الأوصاف لا تغني الباحث، ولا تروي غلته.. خصوصًا بينها ما يعد نبزًا.
والحالة العشائرية تبصر أكثر في الأسس الاجتماعية من جراء أنها تعد ابتدائية وبسيطة، فلا تدع مجالا للتشعب والانتشار، فهي أولى في البيان وأحق بالرعاية، ومنها يتعين أصل المباحث، ومهماتها.. لتكون الحالة أقرب الى بدء التكوين، ثم ما يتلوه يعين الأوضاع بصورة أكمل وهكذا حتى منتهى الثقافة.
والعراق في الحقيقة يستمد نفوسه من ناحيتين مهمتين إحداهما العرب، والأخرى الكرد، فمنهما يستقى غالب نفوسه، وبهما قوام حضارته، فيسد الخلل الناجم في النفوس من الأمراض والأوبئة أو الحوادث الأخرى فالجبل منبع كبير، وكذا جزيرة العرب، فكانا عماد المجتمع وركنه الركين. فلا نستطيع أن نغفل أمر واحد منهما، والاكتفاء بالآخر، فكل تناقص أو خلل يعوض بما هنالك، ويزيد في النشاط ويجدد الحياة والدم. وتاريخ الكرد، وعشائرهم في العراق قديم كقدم العرب فيه، فهما صنوان متكاتفان، الواحد متمم للآخر، أو عونه ومدار عزه ونصرته.
والعشائر الكردية موضوع بحثنا لها مزايا وأوصاف جليلة، تستحق كل إطراء، ولا تخلو أمة من معايب، في نظر غيرها وهذه لا تكون مدار الاقتداء ولا وسيلة المتابعة، وإنما يجب أن نحرص على المزايا الفاضلة عند الكل، واقتباس ما يصلح، وما يليق أن يكون قدوة.. والعرب والأقوام الآخرون بحثوا في سجايا الأقوام، ودونوا عنها، ولم يتركوا حتى الحيوان للانتفاع بخصاله وما الأمثال المضروبة، والحكايات المنقولة الا تدابير للاستسقاء من معينها وجعلها واسطة للانتباه.
وهذه الأمة مجاورة للعرب، ومساكنة للعراق وهي من أعظم الشعوب العراقية فالإنصاف يدعونا أن لا نهمل أمرها، ولا نتركها ظهريًا بلا علم ولا كتاب مبين، فنقف على حياتها ومعيشتها في رحلة الشتاء والصيف، فتكون المعرفة بها في متناول كل أحد بدراسة غير منقطعة، يكمل بعضها الآخر حتى تكون عميقة، وقد قيل قديمًا «العلم كله في العالم كله» فلا تستقر المعرفة، ولا تقتصر على عدد معدود. بل أقول أكثر ما علمته من أصل القوم، وحالاتهم الاجتماعية، وما شاهدته فتأثرت به من مشاهد ومطالب، كان أصل المادة، وأما ضم الجهود، ومراعاة الفكرات المختمرة بالرجوع الى التاريخ ونصوصه فهذه بذلت لها المستطاع، لتكون كاملة، أو بالتعبير الأولى أن تكون مقدمة التوسع والتكميل، والزيادة والتعديل والتصحيح.
جربت هذا الموضوع، وبحثت كثيرًا، وحررت المشاهدات، وأوردت النصوص المنقولة، والأمل أن يجد المرء ما يطمئن بعض رغبته.
الموضوع
في هذه المباحث لا يهمنا الا «عشائر العراق»، فلا نتجاوزها الى غيرها الا لعلاقة مشهودة، أو اتصال مكين. لا نهمل العلاقات بالمجاورين، لا سيما عشائر الحدود، ومكانتها من هذه الناحية. ولما كانت القبائل متفاوتة في المكانة، فالضرورة تدعونا أن نفصل بعض النواحي، ونجمل الأخرى.. وفي حالات التماثل لا نكرر الوصف ولا نعيده الا لسبب ولا نخرج عن ذلك الا لحاجة اقتضت..
وفي هذا سوف لا نفصل بين البدو، وأهل الأرياف كما في «العشائر العربية» لأن العشائر الكردية في الغالب من أهل الأرياف، وقد استقرت من زمن بعيد جدًا، ولم يبق منها على البداوة الا القليل، وهؤلاء في الحقيقة أقرب الى الحضارة، وسكنى القرى والمدن ومن هذه الجهة نرى الفروق بارزة، والأوصاف واضحة بينهم وبين العرب لما سنتناوله في محله سواء عند الكلام على القبيلة، أو أثناء ذكر القبائل بصورة عامة مما يصلح للاشتراك ويعم الجميع..
ومن ثم سوف نعين القبائل العراقية، وبعد ذلك نراعي الحالة العامة، ولا يهمنا سرد المطالب بمفرداتها.. الا أننا نقدم بعضها للدخول في مثل هذا الأمر لنجعله كتمهيد، ولا نتجاوز الحد المألوف في البسط والتوضيح.. وإنما نراعي الضروري لمعرفة الشعب، فنجعله الوسيلة للغرض الذي توخيناه.
وغالب القبائل متفرقة المواطن غير مجموعة فقد رأينا ان القبائل الكردية غير تابعة للواء بعينه أو مقصورة على مواطن بخصوصه، فذكرنا ما وصل إلينا خبره منها دون تقيد، وان عشائر كل لواء معروفة فلا يهمنا إلا أن نبسط القول في الواحدة تلو الأخرى مرجحين ترتيب الألوية بقدر الإمكان وان كان الاشتراك مشهود في بعضها.
وكنا نعتقد إن مجلدًا واحدًا يكفي لجميع هذه القبائل، فوجدنا فيها كثرة ورجحنا إن نجعل هذا القسم بين أيدي القراء، ثم نقدم ما يتلوه من عشائر القبلية، كما أننا فصلنا القول في عشائر اليزيدية في كتاب اليزيدية المعد للطبع ...
ولا أدل على هذه العشائر أكثر من الدخول في مباحثها..
المراجع
إن الكتب التاريخية بوجه عام لا تهمل أمر الكرد عند بيان الحوادث أو عروض المطالب، ونرى في هذه توسعًا أحيانًا، وضيقًا أحيانًا أخرى، ولا مجال لذكر كل كتاب تعرض للمطالب التي هي موضوع بحثنا، بل من المهم أن نتناول أكثر المؤلفات فائدة، وأجلها عائدة في مطالبها وأغراضها بحيث يصح أن تعد مرجعًا أصليًا. وإلا طال البحث واستغرق صفحات كثيرة وموضوعنا لم يكن مقصورًا على بيان المراجع ومصادر المطالب..
ومن أجل هذه المراجع: ١ - مسالك الأبصار، وهذا الكتاب رأيناه في خزانة كتب أيا صوفيا باستانبول سنة ١٩٣٤، و١٩٣٩م. وكان هذا التاريخ من أجل الآثار عول فيه على عراقيين أكابر، دونوا ما علموا عن الكرد في العراق وزادوا في الإيضاح لأيام المغول. والكتاب رأيت منه مجلدات كثيرة، وبعضها يختص بموضوع الكرد، ولم ينس أن يتناول مؤلفه مطالب عديدة عن العراق بل أن تدويناته عنه من أجل ما دون في ذلك العهد، وفي نظرنا من أعز ما هنالك أخذه عن عراقيين عديدين، ثم أنه قد اعتمده من جاء بعده مثل القلقشندي في صبح الأعشى، ومثل النويري في بلوغ الأدب، فهو أصل ومرجع من أعظم مراجع البحث ومن أجلها نفعًا..
٢ - تقرير درويش باشا: وهذا تقرير قدمه رئيس لجنة الحدود عن المنازع فيه بين الدولة العثمانية، والدولة الإيرانية، وكان تقديمه سنة ١٢٦٩هـ - ١٨٥٣م أوضح فيه الوثائق والمشاهدات في الحدود، وممر خطوطها، وبيان وجهات نظر الدولتين والمواضع المختلف فيها ووجود الخلاف وما يستند إليه، وكانت قد طالت هذه التحديدات لمدة ٤ سنوات، فكان هذا التقرير من أجل ما يعين مواطن الخلاف لما بين العراق وإيران ويبين القبائل الساكنة في الحدود، وأوضاعها المعروفة. ومن بين القبائل التي تعرض لذكرها «عشائر الكرد» لما بين العراق وإيران. فلا شك أنه من المراجع النافعة جدًا في التعرض لعشائر الحدود، ويستند الى وثائق لا يستهان بها بل يعد من أجلها لما قبل مائة سنة تقريبًا. ولا يستطيع سياح أن يدون بتحقيق ما دون بالاستناد إلى أناس عارفين والى وثائق مقطوع بها تاريخية وغيرها. طبع سنة ١٢٨٣هـ، وسنة ١٣٢١هـ في مطبعة احسان باستانبول.
٣ - سياحتنامهء حدود: وهذا من أجل ما كتب في العشائر الكردية جاء متممًا لسابقه ولمسالك الأبصار، ومؤلفه خورشيد باشا كان مكتوبيًا في نظارة الخارجية «وزارة الخارجية» فأوعز اليه الوزير أن يمضي مع «رئيس البعثة» أو «لجنة الحدود»، ويدون جميع ما يمر به من قرى وبلدان وعشائر، ومواقع، وأن يتوسع في مباحثه، فلا يترك صناعة أو صفة أو أثرًا، وأن ذلك مطلوب السلطان ورغبته الأكيدة في ذلك وأن يهتم للأمر ويعني به عناية زائدة. وبعد أن أتم مهمته ووفاها حقها قدم هذا الكتاب الى السلطان فقام بالمهمة خير قيام، وجاء مكملًا، أوسع في المطالب، وأطنب في كثير من الأغراض، وأجل ما فيه مشاهداته الخاصة بالبلدان وبالعشائر. ووثوقه مما استند اليه من خبراء ووثائق وحالة حاضرة ويعد من خير الآثار في موضوعه، كتبه في الوقت الذي قدم درويش باشا تقريره وفي هذا ما يعين حالة العشائر أوضح للمدة السابقة لما قبل مائة سنة، ولا شك أنه جاء بما يستفاد منه كثيرًا. ويعد من أعظم المؤلفات في موضوعه لاعتماده على أكابر رجال المعرفة، وأهل الخبرة، فلا يأخذ عن كل أحد وإنما كان يعول على من هو عمدة. ويظهر الخلاف والاختلاف أثناء المقابلة والفرق بينه وبين تقرير درويش باشا أن هذا رسمي، لا يتوسع فيما لا يهم الحدود وما لا يتعلق بها، فجاء هذا متممًا. عندي نسخة مخطوطة منه مذهبة، معتنى بها بالغة العناية في الاتقان، فهي من المقتنيات النفيسة لما فيها من صحة ودقة في النسخ وجودة في الخط، عدا التزويق، والتذهيب، وكل ما يقال في وصفها قليل. والمهم انها فوق كل سياحة، أو تدوين عابر، فلم يقع فيما وقع فيه كثير من أهل التتبع إلا أن معلوماته التاريخية ضيقة فلم يسعه المجال لأكثر مما كتب..
٤ - الشرفنامة: وهذه من الآثار الخاصة بالكرد، وقبائلهم ولا نرى قبيلة في أغلب الأحيان إلا ونشاهد لها أصلًا في هذا الكتاب. تصل حوادثه الى سنة ١٠٠٥هـ، ولم يوصل أحد هذه المباحث الا أن الوثائق بعده ليست بالقليلة، فيصح أن تطرد الى اليوم.. ولكننا لم نر من أكمل حوادثه، أو أتمه إلا ما رأينا في تقرير درويش باشا وفي سياحتنامهء حدود، وفي ياقوت وابن فضل الله العمري والمطبوع من الشرفنامة لم يحو الوقائع على السنين. وقد رأيت مخطوطًا من الشرفنامة يشتمل على المطبوع وعلى الحوادث من أيام المغول من سنة ٦٨٩هـ الى عهده بعد أن يدون مقدمة في آل عثمان وسلسلة نسبهم والكتاب مطبوع في مصر ولم يعين تاريخ طبعه وله مقدمة مهمة بقلم الأستاذ «محمد علي عوني» تصلح أن تكون من المراجع المعتد بها إلا أنه جاء ناقصًا عن النسخة المخطوطة المحتوية على ذكر الوقائع من أيام المغول الى أيام المؤلف وبالتعبير الأولى إلى سنة ١٠٠٦هـ.
ولا شك أن من يزاول أمر البحث في الكرد يضطر أن يرجع اليه وإن كان لا يصلح أن يعد مصدرًا وحيدًا.
٥ - تاريخ سليماني: لمعالي الأستاذ محمد أمين زكي، طبع باللغة الكردية في مطبعة النجاح سنة ١٣٥٨هـ - ١٩٣٩م. وقد استفدت منه بالاستعانة بمن يعرف الكردية، وعلاقته بموضوعنا مهمة جدًا إلا أنه لم يتعرض للقبائل إلا قليلًا، ولم يفصل عنها. ومؤلفه عالم فاضل.
٦ - تاريخ الكرد وكردستان: له أيضًا. وهذا قد جاء فيه قائمة بعشائر الكرد، وإن الكتاب نقل الى اللغة العربية وطبع سنة ١٩٣٩م ولا شك أنه من الكتب الأصلية المهمة.
٧ - كرد: كتب باللغة الإيرانية. من مؤلفات الأستاذ رشيد ياسمي من أساتذة جامعة طهران ولم يعين تاريخ طبعه إلا أنه من المطبوعات الجديدة في مجلد ضخم تعرض فيه للكرد قبل الإسلام وبعده، ونقل الآراء العربية، وغيرها فهو من المراجع النافعة المعتبرة الا أنه عام في مباحثه، فلم يتصل بالعشائر، ولا بالمواطن الجغرافية.
٨ - الأكراد: من فجر التاريخ الى سنة ١٩٢٠م محاضرة ظهرت في رسالة طبعت سنة ١٣٥٣هـ - ١٩٣٤م، من تأليف الأستاذ رفيق حلمي. نقل من مؤلفات غربية في أصل الكرد.
٩ - من عمان الى العمادية أو جولة في كردستان الجنوبية: هذا الكتاب ينم عن دراسة في تاريخ الكرد مزجها بمشاهدة وغالبها تستند الى السرفنامة، أو بالتعبير الأولى لتقوية المعلومات والتثبت منها بهذه الجولة أو الجمع بين التاريخ وهذه الجولة وكأنه يكتب عن اطلاع واسع، ولا شك أن هذا الأثر غالب معلوماته صحيحة، ولكنه يحاول مؤلفه أن يظهر ككردي متعصب أو معاد للدولة العربية في العراق، وبالتعبير الأولى كتابه لإرضاء طائفة بما تهوى فلم يكن علميًا. ومعلوماته الحاضرة بسيطة من الإداريين ومن الشرفنامة، وكان الأولى به أن لا يعادي بين الشعوب العراقية، ويقرب للألفة، ويدعو للأخوة إلا أنه خاب في ما طلبه وخذل في مسعاه وكانت جولته قد بدأت في ١١ تموز سنة ١٩٣١ وأنهاها في نحو ٤ آب سنة ١٩٣١.
١٠ - كردلر: منقول من اللغة الألمانية الى التركية. وهذا الكتاب يعين فيه مؤلفه اتجاهات مهمة ولا يخلو من أغلاط كثيرة لم يتثبت منها المؤلف، ومباحثه مقتضبة، وآراؤه فيها الحق والباطل، والصواب والغلط.. وكان من اللازم أن يحقق الموضوع، ويعين المطلب عند نقله الى التركية، فلم يراع ذلك مما يعد نقصًا، ومثل هذا النقل قد يوقع في مجموعة أخطاء، فيضر علميًا، طبع سنة ١٣٣٤ باستانبول في المطبعة الاورخانية نقل الى التركية وأصله للدكتور فريخ كان قد نشره المجمع الشرقي في برلين، والطبعة التركية من نشريات مديرية العشائر والمهاجرين.
أما تحامله على مؤرخي العرب، فهذا نتيجة فكرة خاصة للمؤلف في تبعيد العناصر وإلقاء بذور العداء بينها وهذه شنشنة متبعة عند كثيرين من الغربيين، فإذا كان قد عد الانفصال الإيراني عن العرب حادثًا مهمًا بدت آثاره في التشيع واتخاذه طريقًا لتقوية الخلاف والانفصال، فلا ريب أنه لم تركن الى ما يبرر اعتبار القومية الكردية وتوسلها في هذا الانفصال في حين أن العرب لم يشأ واحد منهم أن يجعل «أمة» مندمجة في أخرى، أو قريبة منها بأمل هذا الاندغام أو الاندماج، وإنما رعوا أمرًا أجل، وهو الأخوة الدينية، ولا تضرها اختلاف القوميات، واستقلال كل أمة بعوائدها، وآدابها ولغاتها. وآية «جعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا ...» مما قربت بين الأقوام وإيجاد العداء باعد بين الشعوب الغربية التي لم يستطع دين أن يقرب بينهم، أو أخلاق عامة تؤلف.!! الأمر الذي اضطرهم الى حروب طاحنة، ونزاع دائم لا يستطيعون أن يتوقعوا منه ضررهما ...
وهناك تواريخ تركية وفارسية عامة تتعرض لبعض الحوادث، وهي كثيرة، وربما نتعرض للنقل منها. ولعل في هذه المراجع ما يعين مكانة البحث، والاهتمام به من مؤلفين عديدين. وهناك مؤلفات إيرانية عديدة، ومباحث علمية تركية في كتب ورسائل ومجلات لا تنكر الاستفادة منها ولا من المؤلفات العربية العديدة. وأكبر من كل ذلك تعيين الصلة بقدر الامكان بين العشائر الحاضرة، وبين ماضيها. وقد بذلت الوسع للحصول على هذه المعرفة سواء بالرجوع الى هذه الآثار وأمثالها أو الى أصل القبائل واستنطاقها. وقد قضى ما عليه من بلغ الجهد ...
الاسرة
هذه أصل القبيلة، أو القرية، أو المدينة. ومن اللازم التعرض لها، والاتصال بمباحثها مباشرة. وتفترق هذه عما عند العرب من وجوه عديدة. فيصح أن يقال إنها كانت سائرة على خلاف ما عند العرب. فلا يحتفظ بها لأكثر من تكون البيت، ومن ثم تزول كل علاقة، وتنقطع كل صلة نوعًا.
وتوضيح هذا يستدعي تفصيلًا زائدًا، فالرجل مرتبط بزوجه وولده حتى يكبر ويتزوج. ومن ثم تضعف صلته، ويقل اتصاله. ومن الجهة الأخرى ان أصل أسرته لا يرتبط به كثيرًا، بل يحاول أن يقوم بنفسه فيجعل حبله على غاربه. ومعنى هذا ليس المقصود منه الانقطاع التام من كل وجه، وإنما يتعين في هذا تكاتف القبيلة أو القرية فيكون من أفرادها، فيراعى مقرراتها بصورة عامة، كأنه عاش في أسرته مدة ليكون ابن القرية أو القبيلة.
وكثيرًا ما سألت الكرد، وتحققت عن أنسابهم وأسماء أجدادهم فكان استغرابي عظيمًا جدًا لما أن أخفقت فرجعت بصفقة المغبون، فلا يتمكن الأكثر من الإجابة لأزيد من جدّ إلا القليل من الرؤساء، والعبرة للسواد الأعظم، لا يعرفون غير اسم الأب أو الجد، ثم القرية، واسم القبيلة، وما سوى ذلك لا يلتفتون اليه، ولا يبالون به مهما كان. والعرب في هذه الحالة يفترقون عنهم.
وكأن الرجل من هؤلاء ابن قريته، أو قبيلته التي عرفها باسمها العام الشامل. ولا نشاهد أسرة تعرف أكثر من أنها أسرة، ولا تعلم اتصالها بغيرها الا أن تكون من أسرة إمارة أو ما ماثل مما يدعو للاحتفاظ ... والرجل بعد أن يكبر، ويستطيع أن يعمل لنفسه لا يرون ضرورة للاحتفاظ به، أو الاتصال الأبدي ومن ثم ينفصل من أسرته، ولا يعرف غير نفسه وغير قريته أو قبيلته.
لا نرى للأسرة فروعًا تمت اليها. وبين أيدينا قبائل عديدة، ليس لها ما يؤيد تفريعها. وأسرة الأمراء مستثناة، تحفظ لنفسها بذلك، ولا تتجاوز الحالة غيرها.. والأمثلة كثيرة في قبائل عديدة، ويعرف ذلك من تفرعاتها، أو من البحث في القبائل ومن مجموعها لا نرى ارتباطًا في الأسرة، أو صلة دائمة مستمرة اللهم إلا أن تكون في القرية، أو في المحلة. والألفة المحلية بل المجتمع مدار التعارف. وهو أصل لا يهمل شأنه في التفسير ...
القبيلة
أو العشيرة من أغرب ما نرى في الكرد أنهم ليس لهم قبيلة أو عشيرة بالوجه المعروف عند العرب، إلا أن نريد بها «المجتمع الصغير»، فيصلح أن يقال هنا عن العشيرة أو القبيلة انها المجتمع الصغير. والملحوظ أنها من جملة أسر متماثلة، ويصح أن يقال عن بعضها أنها من أصل واحد أو من أسرة واحدة. وهذا لا نرى له اطرادًا في الكرد، ولا في إيران.
تحققنا كثيرًا، فلم نجد ما يعين أن القبيلة تنتسب الى جد واحد، بل في الغالب الى محل أو قرية وكأن هذه القرية هي جد وأصل. مما يدل على الارتباط المكين بين الكرد ومواطنهم على ما نرى في مباحث القبائل وتحقيق أسمائها. ولا مجال لقبول انها من جد واحد، بل كل من يساكنها يعد نفسه منها، وينسى أصل ما درج منه إلا أن تكون مجموعة عرفت قبل أن تتمكن وذلك من طريق الهجرة، أو النزوح أو الغوائل. وربما يكون من أصل أو جد إلا أن هذا غير مقصود، وإنما كان من مقتضيات طبيعتها.
والأمثلة «بلباس»، و «دزه يى»، و «طالباني» فهذه منسوبة الى مواطن على ما سيأتي توضيحه في محله، والأفخاذ غالبها قرى، أو أسماء رؤساء اشتهروا، فعرفت بهم، أو الذين حلوا بعض المواطن، وبنوا فيها فسميت بأسمائهم. ولا دليل لنا أكبر من الأمثلة المشاهدة والقريبة العهد في التكون. فإنها بأسماء الأشخاص أو المواطن، أو التلول التي بجانبها، أو الأنهار. وهكذا مما لا يحصى عده.. والآثار التاريخية تشير الى هذا. وكل عشيرة أو قبيلة نوضح بقدر الإمكان منشأ تسميتها. فلا نتوسع هنا في أمر تأتي أمثلته العديدة، والغرض إلفات الأنظار الى تكون العشيرة أو القبيلة بصورة عامة.
وعلى كل حال تتألف القبيلة من أسر مجموعة في موطن، ولا يشترط أن تمت كلها الى جد واحد، وقد تتصل بحيث تعد كلها متصلة بجد، ولكن هذا لم نتحققه في عشيرة بكل فروعها.. ولعل معنى العشيرة في العربية يصدق على هذه، فالألفة هي واسطة الاجتماع، والتكاتف للأسر أكبر دليل على أنها قبيلة لا غير..
وقد سألت بعضهم فبين أنه ساكن في هذه القرية، ولا يدري غير ذلك، وهكذا آخرون مما لا يدع ريبًا في أن القوم لا يعرفون سوى قراهم، وسوى رؤسائهم وأكابرهم. فهم الكل في الكل (١) . وتارة تسمى القرى باسم رئيسها العام المتسلط عليها، ويستمر اسمه الى أولاده فمن بعدهم إن دام حكمه، وبقي أمره نافذًا عليهم. ومثل هذه لا تعين الغرض المطلوب في القبائل العربية، ومن ثم نجد الاختلاف في بنية الجماعة وتشكيلاتها وارتباط بعضها ببعض.
هذا وللأمراء والرؤساء بحث خاص بهم، فلا نتوسع في سلطتهم وإدارتهم هنا حذر أن يتداخل موضوع في آخر مثله. وكل ما نقوله هنا أن الرؤساء والأمراء العامين ناظمو وحدتهم وعقد اتصالهم وواسطة توحيد مجتمعهم وكيانهم. وقد بسطنا في عشائر العراق الكلام على تكون الأسرة والقبيلة العربية ومنها يعرف الفرق (٢) .
الرؤساء والأمراء
كل قرية لها رئيس يقال له (كتخدا)، أو (تشمال)، أو (كوخه) بالنظر للمحال والمواطن ومصطلحاتها، وهؤلاء لهم كل السلطة على القبيلة، وحق إدارتها فلا يخرجون عليهم ولا يتجاوزون رغبتهم، ولا يخالفون أمرهم ...
وهؤلاء أشبه ب (السراكيل) عندنا، وتدخلاتهم محدودة، ويعدون رأس القرية وناظمها، وفي كل حالاتهم يقومون بالتفاهم مع الأمراء ومع الملاكين، فيتعهدون إشغال الزراعة أو الأمور الأخرى. فلا يصح التفاهم مع كل واحد، ولا يتيسر القيام بالأعمال المنفردة مع كل بحياله، وإنما الرؤساء يقومون بالمهمة، ويراعون أحكامها وهم (مختارو القرية) .
وطريق استفادتهم من أهمها الحصة من المزروعات يأخذونها رأسًا من الملاكين، أو يقومون بالزراعة باستيجار الأراضي منهم، وينالون حقوق الملاك والسركال.. ومثل ذلك التفاهم مع الأمراء، ومع الحكومة فهم واسطة التفاهم بين أهل القرية وبين الخارج ...
ولا يشترط أن يكونوا من نفس القبيلة أي من سلسلة رؤسائها. بل أن ذلك تابع للمواهب ولا يبالون ما إذا كان الرئيس حديث العهد أو قديمًا في القبيلة أو كما يقولون في القرية المسماة (دَي) (١) أو (ده) الفارسية.. والكلام على الرؤساء يتعلق بأحكام القرية وعلاقاتها بأمرائها وبحكومتها وبالمجاورين، وهي إدارة صغيرة بل أو ل إدارة بسيطة، وتشكيلاتها ابتدائية ثم تتوسع الإدارة وتتضخم..
والإمارة أقل تدخلًا، والعلاقة بها أقل، وهي عامة تشمل جملة قرى، وتتناول إدارة أكثر من قرية بإيجاد ناظم للقرى، ومدبر لها أو مدير يتعهد شؤونها وهذه تختلف في توسعها عن الإمارة العربية، فإن الإمارة العربية تنشأ من تضخم القبيلة بحيث يكون كل فرع قد نال شكل قبيلة. والرئيس العام لها يتولى إدارتها وهو بمنزلة رئيس القبيلة كما أنه منها، والقبائل التي تحت سلطته تكون بمنزلة الفروع بل هي الفروع. وفي القبائل الكردية هذه ليس بشرط (١) ولكن قد يتناول قبائله التي تضخمت بما تكاثر منها بمرور الأزمان، وما انضم اليها فصار يعد منها.. فالجاف إمارة لنفس القبيلة المتكاثرة مع ما انضم إليها من القبائل بحيث بقيت محافظة على وضعها الأصلي. وأما (إمارة بابان) فإنها تتناول قبائل مختلفة، وقرى متباينة فكانت هذه أشبه بالحكومة أو هي الإمارة بعينها.
ويوضح صلة الأمير أو الرئيس العام ما جاء عن إمارة الجاف في النصوص التاريخية التي نقدمها، وكذا يقال في غيرها، وذلك أن الدولة تفرض ضريبة على قبائل الجاف، ويتولى أمرها (أمير الجاف)، وله عائدات منها أو من غيرها بعد أن تكون بنجوة من الحكومة بما تدفعه إليها..
وفي كل الأحوال نرى القبائل أو القرى في طاعة تامة لرؤسائها وأمرائها لا تكاد تشبهها طاعة، ولا يوازيها إذعان في أكثر من عرفنا في أنحائنا.. بل لا يعرف هؤلاء إلا خالقهم وإلا رؤساءهم. تلك هي الإذعان التام.. ومن ملك إذعانهم وكان حسن التدبير، قويم الإدارة، نافذ النظر ملك بهم ما شاء، وسيرهم السيرة المرضية التي يبلغ بها حدًا لائقًا، ومبلغًا فائقًا ...
أصل الكرد
لا نمض الى عشائر الكرد دون أن نبدي كلمتنا في أصل الكرد. وقد جرت تحقيقات عديدة في أصلهم قديمًا وحديثًا، ومن المؤسف أن نرى معالي الأستاذ محمد أمين زكي يقول: «الآثار القديمة الخاصة بالشعب الكردي. المكتشفة حتى الآن لا تعطينا فكرة قاطعة عن أصل الكرد ومنشئهم. فلم يحن الوقت الذي يمكننا فيه أن نبدي رأيًا حاسمًا في مثل هذا الموضوع التاريخي.» اه (١) وفي هذا ما يشجع على البحث، وان الآراء يحتفظ بها، ولكل الحق في إيراد ما عنده. والمدونات العربية في الكرد وأصلهم بصورة عامة كثيرة جدًا، تعرضوا لها أثناء المباحث، أو عرضوها. والعرب لم يدعوا ناحية تتعلق بهؤلاء القوم الذين عاشوا معهم، أو جاوروهم إلا طرقوها، وتكلموا على قبائلها وأصولها فكانت مباحثهم جليلة على أن الكرد كانوا معروفين قبل الإسلام بعصور لا يدري أولها إلا أننا لا نجد المدونات عنهم وافية وصحيحة. أما القومية الكردية فلا شك أنها كانت موجودة، وأيدها العرب في تواريخهم، سوى أن الأمم لم تكن آنئذ موضوع المتتبعين والمؤرخين فلا يلتفتون الى الأقوام ونشوئها، بل الأمر يتناول الدول والملوك وأعمالهم لا غير.
والكرد من العناصر الفعالة في العراق أيام العهد الإسلامي، ولهم الأثر الجميل في كافة أنحاء المعرفة والإدارة والعمل للحضارة. وهم قوم قائم بحياله على الأرجح ولم يكن من بادية إيران كما توهم البعض بل يصح أن تكون إيران قد تولدت منه، وبنت ثقافتها على أساس البداوة الكردية، واستقت نفوسها - بلا ريب - من الكرد أو من بعض أقسامه القريبة منها. والأدلة كثيرة على قدم هؤلاء، ورسوخهم في الحضارة، فقد نزحوا الى المدن، وسكناها ومالوا اليها بألفة وقبول تامين، فلم يستنكروا ذلك، ولا عارضوا كما يشاهد في العناصر البدوية فإنهم مالوا خطوة إثر خطوة حتى وصلوا الى الزرع، ثم الى الغرس وتعهد المغروسات ثم تأسيس القرية وهكذا تدرجوا حتى فقهوا الحياة المدنية، ولكنهم لا يزالون حتى في أرقى المدن محافظين على بعض العوائد، والتقاليد القومية الموروثة، فلم يروا وسيلة لاهمالها، أو نسيانها فالكثير من الأمور لا يزال على حالته. والكرد أقرب الى تمثيل الحضارة، لم يمض أمد قليل حتى أصبحوا من أعضاء الحضارة النافعة.
والتاريخ في مجراه، وفي حوادثه العديدة برهن على أن هذا العنصر منذ دخل الإسلام صار من أهم أركانه، وأخلص لعقيدته، وتأثر بمبدئه السامي. ومن ثم نال نصيبًا وافرًا من الحضارة ومكانة مقبولة، مرضية. الأمر الذي دعا أن يكون من أهم أركان نهضته.. وعلماؤه، وأدباؤه ومؤرخوه، ورجال سياسته ومدنه وصناعاته. كل هذه أكبر دليل تاريخي، بل شاهد محسوس لما ناله من المنزلة السامية حتى أن زراعه في إنتاجهم، وعماله بأعمالهم لا يقلون عمن ذكر من خدام المدينة.
وهنا أستعرض بعض النصوص التاريخية فأقول: إن العرب بعد فتح البلاد المجاورة لهم صاروا يقيسون الأقوام والأمم من حيث النسب بمقياس أنسابهم وحاولوا أن يرجعوا الكرد كغيرهم الى قبائل، بل زادوا أن عدد الكرد من أصل عربي، وأيدوا عوامل المجاورة والاختلاط بعامل آخر، وهو العامل النسبي مراعاة لما كان يقول به رجال الكرد. على أن بعضهم رأى اللغة أقرب للفارسية، فاعتبروهم إيرانيين، أو أنهم أهل البداوة منهم. ولكن هذا كله لم يمنع أن يحتفظوا بقوميتهم وأنهم «كرد» لا «فرس»، ولا «عرب».
والآراء الواجبة التدقيق مما أشير اليه: ١ - أنهم من ولد كرد بن اسفند ياذبن منوشهر «منوجهر» من ولد ايرج بن فريدون المعروف، وهو أول الطبقة الثانية من ملوك الفرس، قاله في التنبيه والإشراف. ولعل هذا القول مبتن على وجود التشابه في اللغة، ولكن هذا غير قطعي فبعض لغات الكرد بعيدة كل البعد عن اللغة الفارسية.
٢ - انهم ممن أبقاهم وزير الضحاك في حادثة مرضه المعلومة (١) . وفي هذا ما يؤيد أنهم من الفرس عادوا الى البداوة، أو كما عبر عنهم ابن الشحنة بقوله «أعراب العجم» (٢) .
٣ - الادعاء بأنهم قوم من الجن كشف عنهم الغطاء لا يستحق الكلام، ودعوى أنهم أولاد العفريت تفصيل لهذه الشائعة المعطوفة الى النبز، فلا تستحق البحث.
٤ - قال المسعودي في التنبيه والإشراف أنه «قد ذهب قوم من متأخري الأكراد وذوي الدراية منهم ممن شاهدناهم الى أنهم من ولد كرد بن مرد ابن صعصعة بن حرب بن هوازن، وفي المروج أنهم انفردوا في قديم الزمان لوقائع ودماء كانت بينهم وبين غسان. ومنهم من يرى أنهم من ولد سبيع ابن هوازن. وقد علق المسعودي في التنبيه والاشراف على هذه الأقوال بقوله:»وحرب وسبيع عند نساب مضر درجا فلا عقب لهما. «فطعن بهذه الآراء، ولم يشأ أن ينسبهم إلى إحدى قبائل العرب. وقال: ومن الأكراد من يذهب الى أنهم من ربيعة بن نزار ابن بكر بن وائل، وقعوا في قديم الزمان لحرب كانت بينهم الى أرض الأعاجم، وتفرقوا فيهم، وحالت لغتهم وصاروا شعوبًا وقبائل. فكان سبب تبدل لسانهم وهكذا الأقوال من نوعها. وبعد الإسلام اختلط بهم العرب، ولا نزال نسمع من رؤسائهم خاصة أنهم يمتون الى نجار عربي. وكل ما أقوله هنا ان المسعودي وأمثاله كتبوا عنهم، وسجلوا ما سمعوه منهم، ولم تكن آنئذ فكرة قوميات وإنما يعتبرون الأخوة بين الأقوام معتبرة، وإن التعادي أوجده العصر الحاضر أو العصور المتأخرة فقام الناس بالدعوة المتطرفة وبما بثوه من نزعات. وعلى كل حال لم يقنع المسعودي بأقوالهم.. ولكن هذا لا يمنع أن يكون قد اختلط بالكرد عرب، وتولوا رياستهم قبل الإسلام كما حدث بعده. ولذا قال ابن الشحنة:»الكرد من العرب ثم تنبطوا «٥ - إن الكرد قوم قائم بنفسه لا ينتسب الى الأقوام الموجودة، وهو منفرد عن سائر الأمم وقرباها. قال أولياجلبي، وعدهم ممن دخل السفينة من المؤمنين وخرج منها مع نوح (ع) وأولاده، عاشوا منفردين عن غيرهم، وإن لغتهم لا تشبه الأقوام المعروفة، وحكمهم ملك يقال له (كردم) وعمر عمارات مهمة في جودي وسنجار، ومن ثم عرفوا به (١) .
ومثله ما جاء في مسالك الأبصار قال:»الأكراد جنس خاص، وهم ما قارب العراق وديار العرب دون من توغل في بلاد العجم. ومنهم طوائف بالشام واليمن، ومنهم فرق متفرقة في الأقطار. وحول العراق وديار العرب جمهرتهم فمنهم طوائف بجبال همذان وشهرزور وغيرها. «اه (٢) .
وفي التعريف بالمصلح الشريف:»ويقال في المسلمين الكرد، وفي الكفار الكرج وحينئذ يكون الكرد والكرج نسبًا واحدًا. «اه» صبح الاعشى ج١ ص٣٦٩ «وفي النويري:»كرد بن مرد بن يافث «وفي رأي أكثر النسابين ان الأكراد أولاد إيران ابن ارم بن سام، أو من هوازن كما تقدم. وفي ذلك خلاف، قاله النويري.» نهاية الأرب ج٢ ص٢٩٠ " مما يدل على انه ليس هناك رأي مقطوع به أو يصح التعويل عليه، والتوثق من صحته.
ونص المسالك يدل على انهم جنس خاص، فلم يعدّهم من الإيرانيين. ولا من باديتهم. ولا من العرب ونجارهم وهو الأقرب للصواب. ويهمنا أن لا نقف عند هذا مكتفين بالآراء القديمة المبينة أعلاه، والأخرى المتداولة في الوقت الحاضر التي لم نر حاجة في النقل منها، وجل ما توصل اليه الباحثون أنهم من العناصر الآرية، والكتب المدونة في الوقت الحاضر المؤيدة لهذا الرأي الشائع في أوربا كثيرة من أهمها: خلاصة تاريخ الكرد وكردستان لمعالي الأستاذ محمد أمين زكي، وكرد للأستاذ رشيد ياسمي، وكردلر باللغة التركية منقولًا من اللغة الألمانية، والأكراد من فجر التاريخ الى سنة ١٩٢٠م ومن عمان الى العمادية فكل هذه تعرضت لأصل الكرد، وبينت أنهم من الآريين، فمن أراد التوسع فليرجع اليها..
وهنا يسوقنا البحث الى معرفة الأقوال المتأخرة لعلمائنا، ولعل فيها ما يؤيد بعض الأقوال ويناصرها. أو على الأقل يعين اضطراب الآراء وتشتتها. لئلا يرمي العرب المحدثون في التعصب للعروبة بإدخالهم ضمن حضيرتهم من لم يكن منهم وإنما المنقول من الكرد أنفسهم قديمًا، ولم يكن ذلك ابن اليوم أو أمس القريب.
وفي كتاب شرح منظومة عمود النسب في أنساب العرب للأستاذ المرحوم السيد محمود شكري الآلوسي (١) .
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
«الأكراد جيل معروف، وقبائل شتى، واختلف نسبهم» عدد الأقوال وقال: «وقد ألف في نسب الأكراد فاضل عصره محمد افندي الكلردي (٢)، وذكر فيهم أقوالًا مختلفة، بعضها صادم البعض. ورجع فيه أنهم أولاد كرد بن كنعان بن كوش بن حام بن نوح» ع «» وسرد النقول عن مؤرخين منهم صاحب كتاب مناهج الفكر ومباهج العبر وابن الجواني في آخر المقدمة الفاضلة وكتاب الجوهر المكنون في القبائل والبطون، وتاج العروس. «وفي تفسير روح المعاني عند الكلام على قوله تعالى» ستدعون الى قوم أولي بأس شديد. «يعني الأكراد كما في الدر المنشور، ورجح أنهم» جيل من الناس «، ونقل عن كتاب القصد والأمم وغيره اختلاف العلماء في كونهم في الأصل عربًا أو غيرهم. وقال: والذي يغلب على ظني أن هؤلاء الجيل لا يبعد أن يكون فيهم من هو من أولاد عمرو مزيقياء إلا أن الكثير منهم ليسوا من العرب أصلًا.
وقد انتظم في سلك هذا الجيل أناس يقال إنهم من ذرية خالد بن الوليد، وآخرون يقال انهم من ذرية معاذ بن جبل، وآخرون يقال انهم من ذرية العباس بن عبد المطلب. وآخرون يقال انهم من بني أمية، قال ولا يصح عندي من ذلك شيء وصحح نسب البرزنجة وأبدى أنهم سادة انتهى ما نقل عن التفسير باختصار.» اه هذا ما نقله الأستاذ الآلوسي المرحوم في كتابه «شرح المنظومة»، ولم يبد أي مطالعة حول أصلهم واكتفى بما أورد من النصوص وعلى كل انجلت ماهية الخلاف، وعرف تشعب الآراء والتعصب لبعضها.
ومن المتأخرين إبراهيم فصيح الحيدري قد تعقب ما جاء في تفسير الآلوسي فقال: «والأكراد كلهم على ما في القاموس من أولاد كرد بن عمرو مزيقيا. وذكر في مادة مزق ان مزيقيا، لقب عمرو ملك اليمن كان يلبس كل يوم حلتين ويمزقها بالعشى. فلذا لقب بمزيقيا. أقول» القول للحيدري «فعلى هذا تكون الأكراد من أشراف العرب وأكابرهم، وكرمهم وشجاعتهم وغيرتهم أعدل شهود على كونهم من أشراف العرب.
وأما ذكر بعضهم من أنهم ليسوا من العرب فهو من قبيل التعصب، وكفى صاحب القاموس تصحيحًا وشهادة، فهم على ما ذكره المجد صاحب القاموس من قحطان من العرب العاربة نسبًا. لأن مزيقيا على ما ذكره علماء النسب من بني قحطان. وتبدل لسانهم لقرب منازلهم من العجم، فلسان الكرد ممزق لسان الفرس.» اه «عنوان المجد ص١٦٦» وفي هذا رد ضمني لما أورده أو نقله الآلوسي في تفسيره.
ونحن لا نقول أكثر من أنهم شعب مستقل عن الشعوب الأخرى، متأثر بالمجاورين من عرب وإيرانيين. ولا ينكر أنهم اختلط بهم بعض العرب، وعاشوا معهم، وصاروا لا يفترقون عنهم بوجه وأنهم لا يزالون يحفظون أنسابهم فلا طريق للطعن كما أن كثيرين من الكرد عاشوا مع العرب والآن لا يخرجون عنهم ويهمنا الكلام على «العشائر في التاريخ» بنظرة سريعة للتوصل الى قبائل العصر الحاضر.
قبائل الكرد في العراق قديما
لا ندرك التقلبات العديدة في العصور المختلفة. ولكن الكثير من الأمثلة وما تعرض له المؤرخون في مباحث عديدة عرضًا أو قصدًا قد يكشف عن صفحة مهمة، تشير الى ما وراءها، وتستدعي النظر، ومنها نعلم قيمة العشائر في هذا القطر. ولا يهمنا في هذه العجالة التفصيل، بل نرجح أن يكون ذلك «بيان مجرى»، ويؤدي بنا حتمًا الى حقيقة ما هنالك على قاعدة «وليقس ما لم يقل».
أما فروعهم الكبرى فهي: كرمانج لر كلهر كوران وهناك فروع أخرى تدخل ضمن هذه الفروع. والآن لا تزال هذه القسمة القديمة معروفة مصادقًا عليها. ونصيب العراق من هذه الأقسام كبير، وإن كان لا يدعي حيازتها بحذافيرها بل لا تزال أقسام كبرى في إيران قد تفوق ما في العراق، وكذا في الجمهورية التركية مقدار مهم كما أن سورية تحوي جزءًا لا يستهان به.
وفي معجم البلدان (١) ذكر ممن في شهرزور من الطوائف: الجلالية. وهي الكلالية المعروفة.
الباسيان. يريد ما نسميه بازيان.
الحكمية. لا تعرف اليوم وتنسب الى مروان بن الحكم الأموي.
السولية. لا يزال الموطن معروفًا.
وكان من أقضية لواء السليمانية وينطق به «سيول» أيضًا واللفظ العربي صحيح والآن يحتوي على قرى كثيرة عد منها صاحب سياحتنامه حدور ٢٦ قرية. وجاء ذكر هذه القبيلة المعروفة بمكانها في مسالك الابصار بلفظ «السيولية» كما في السياحتنامه (١) . وتردد فيها معالي الأستاذ أمين زكي (٢) .
وعدد صاحب مسالك الأبصار من قبائلهم: الكورانية.
الكلالية.
اللورية. وهم اللرية ...
بابيرية.
الخونسة.
السورانية.
السيولية.
الفرياوية. أو الفرناوية.
الحسنانية. وكذلك جاءت في نسخ أخرى من مسالك الأبصار، أو خستانية.
اليافية. «غير منقوطة».
المازنجانية.
الحميدية.
الزرارية.
الجولمركية.
الهكارية.
بختية.
الداسنية.
الدنبلية.
وفي المسعودي ما يقاربها نوعًا. وغالب نسبة هؤلاء الى المواطن والبقاع لا الى القبيلة، والأمر شائع جدًا في هذه الأنحاء. وهذا يصح أن يعد الأصل في الانتساب. ويؤيد ما قررناه. وبين هذه القبائل ما هو غير معروف اليوم في الأنحاء العراقية، أو أنه يتعلق بمواطن مجاورة أو خارج العراق والبحث عن العشائر لا يقتصر على ما هو مألوف في عشائر العرب ...
وإن صاحب مسالك الأبصار تكلم عليهم بالاستناد الى علماء عراقيين مثل الحكيم الفاضل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن ساعد الأنصاري (١) فقد توضح «تاريخ العراق» في تلك الحقبة بأمثال هذا العالم الجليل المبرز في كل علم حتى التاريخ ونظام الدين الحكم وآخرين ... وإن القلقشندي والنويري اعتمدوه وأخذوه منه.
ومن ثم نرى صاحب الشرفنامة وهو متأخر من رجال القرن العاشر وأوائل الحادي عشر يتوسع أكثر. فكانت الحقبة الأخيرة بعد الشرفنامة أكثر غموضًا لقلة المؤلفات الخاصة التي نستفيد منها التطور والتحول والانتقال ... ولا نتعرض لما قبل ذلك من القبائل والعشائر فالعصور القريبة منا هي هذه ونضيف اليها التحولات وما وقع من انتقال وهجرة أو جلاء، وللتعبير الأصح ندون ما له علاقة أكيدة بالعشائر الحاضرة، أو كانت له مكانة أكيدة في تاريخ العراق لا يصح التهاون بها بوجه.
ولا ننس أن الداسنية والدنبلية، والهكارية يزيدية والبختية اليوم في العراق فانها كانت ولا تزال معروفة فيه وهي يزيدية أيضًا وأما الكلالية فإنها لا تزال موجودة في العراق. ومثلها الزرارية. وهكذا. والآن أبحث عن القبائل الحاضرة، ومن ثم أراعي الصلة بين القبائل الموجودة والقبائل القديمة بقدر الامكان وبما تسمح به الوثائق التي تيسر العثور عليها، أو تمكنت من الوقوف عليها ...
القبائل الحاضرة
تكلمنا على القبائل القديمة من الكرد بصورة موجزة، ويراد بها المجموعة التي تجمعها أرض واحدة، أو قرية بعينها. وتراعى فيه المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة. ويصح أن يقال أنها واسطة عقد تكون القرية ووسيلة تشكيلها. فإذا بحثنا عن القبيلة هنا كان موضوعنا يتعلق بالقرية وعلاقة الأشخاص بها، وإدارتها. فلا يفرق البحث عن هذه إلا من ناحية اتصال القبيلة بها، أو تعرف أوضاعها وحالاتها أو قل ان جماعة كردية «القبيلة» حيثما حلت كونت قرية باسمها. وهذه قد تتوسع. أو تنضم إليها غيرها وتصير إمارة ... ولا يختلف هذا بين القبائل الرحالة، والقبائل المتوطنة. إلا أن الرحالة منها أقرب الى العشائر العربية في مجموعاتها، وفي القربى بين أفرادها، ولكن لا تخرج عن أنها في الأصل «قرية»، تتجول في مواطن صيفية، وأخرى شتائية تتنقل إليها لضرورة اقتضت أو لازمت حياتها، وسميت بها أثناء تكونها، ويلازمها هذا الاسم.
وقد يطول بنا القول في ذلك، والأولى أن ندخل في مباحث القبائل الحاضرة مراعين عشائر كل لواء بقدر الامكان، ومن ثم نعين أوصافها، ولكننا نبدأ بمن اكتسبت صفة متنقلة «رحالة»، ثم نميل الى المتوطنة في قرى ولا نتحول منها إلا لأسباب اضطرارية، وأحوال قاهرة قاسرة. والقبائل الكردية كثيرة، وما وصل إلينا خبره يكون بلا ريب موضوع بحثنا.
لواء السليمانية
١
- قبائل الجاف
بصورة عامة
هذه القبيلة يبالغ في كثرتها، ولا يزال منها قسم على البداوة والتنقل، وقسم آخر أهل قرى يقطن في مكان واحد. وأول ما ورد ذكرها في معاهدة السلطان مراد الرابع المعقودة في ١١ المحرم سنة ١٠٤٩هـ، ولم يعرف عنها قبل ذلك، وكل ما ذكر عن فروعها ٤، ولعل هذه هي الفروع التي وقع عليها النزاع (١) ولم نجد تدوينات تشير الى ما كانت عليه. والآن أكثرها في «لواء السليمانية»، وقسم لا يستهان به في ناحية شيروانة التابعة لقضاء كفري من لواء كركوك، وفريق ثالث كبير جدًا في أنحاء إيران في «زهاب» والمواطن الأخرى حتى أردلان ونواحيها من إيران.
ولا نرى انتشارًا وكثرة في قبائل العراق الكردية مثل ما نراه في هذه القبيلة وفروعها إلا قليلا فقد زادت نفوسها، وتنقلت في مواطن عديدة بحيث صارت في كل موطن تعد بالألوف ولم يقع إحصاء يوثق به في بيان نفوسها أو يصح الاعتماد عليه لنرجع إليه. والنفوس متحولة في العشائر، غير مستقرة. وهذا لا يمنع أن تكون من العشائر ذات المكانة الكبيرة، والاهتمام الزائد من الحكومات المجاورة. لكثرتها وبداوتها وقوتها. ولوقوعها في الحدود، ولأنها تتردد بين إيران والعراق ففي رحلة الشتاء تميل الى السليمانية والأنحاء العراقية الأخرى وفي رحلة الصيف تذهب الى إيران. مما دعا أن يشار الى القبائل المنازع فيها في المعاهدة المذكورة.
وأكثر ما جاء عن هذه القبيلة من التدوينات نراه في تقرير «تحديد الحدود الإيرانية» المقدم من الفريق درويش باشا في سنة ١٢٦٩هـ والمطبوع سنة ١٢٨٣هـ وسنة ١٣٢١هـ، وفي كتاب خورشيد باشا مكتوبي وزارة الخارجية المسمى «سياحتنامهء حدود» وكان قد رافق درويش باشا فكتب ما علمه بأمر من السلطان وإيعاز من وزير الخارجية بصورة خاصة وكذا جاء عن هذه القبيلة في دوحة الوزراء، وفي «عنوان المجد في تاريخ بغداد والبصرة ونجد» للسيد إبراهيم فصيح الحيدري، وراجعت أيضًا نفس القبيلة وتحققت منها أشياء كثيرة لها قيمتها سواء من رؤسائها أو من أمرائها.
لم نجد من تعرض لوجه تسمية هذه القبائل ب «الجاف» وقد سألنا الكثيرين منهم فلم نظفر ببغية. كانوا في جوانرود، فجاءوا العراق، ولا يزال قسم منهم في «جوانرود». ولعل «الجاف» منحوت من «جوانرود» نطق به العرب، فعم وشاع ولعل في القراء من يدري سبب التسمية وتاريخه لما قبل المعاهدة الإيرانية - التركية أيام السلطان مراد الرابع فيفيدنا.
والظاهر ان القبيلة لم يكن لها من الشأن ما يستدعي التدوين عنها، وإنما عظم شأنها أيام النزاع بين إيران والعراق. ومن ثم شعروا بوجودهم للعلاقات الحربية بين الدولتين الإيرانية والعثمانية، فكانوا كما يظهر أعانوا الدولة العثمانية، فأدرجوا في المعاهدة تأييدًا لولائهم ولما قاموا به من خدمات، والفرق الأخرى جعلت لإيران من جراء عين السبب ... أو لتوطنها إيران وبعدها عن العلاقات السياسية.
ولما كانت الحكومة في العراق عاجزة عن تعقب أثرهم في استحصال البيتية وتسمى «الكودة» «الرسوم المعلومة» فقد اتفقت مع أمرائهم على مقطوع يستوفى بقسطين يؤدى الى لواء السليمانية في الربيع وفي الخريف، وكانت الأقسام الأخرى من هذه القبيلة قبل نحو ٣٠ أو ٣٥ سنة تؤدي ضرائب للحكومة الإيرانية إلا أنها امتنعت من إعطائها خلال المدة المذكورة، كما أن العشائر الإيرانية من الجاف حينما كانت ترد الى أنحاء خانقين ومندلي «بندنيجين» تقوم ببعض الأوضاع غير اللائقة، تعتدي على بعض المواطن فلا تخلو من إثارة زعازع وهكذا أعمال هذه العشائر حينما تذهب الى أنحاء «سنة» من المملكة الإيرانية لا يراعون الحالة الاعتيادية، وإنما يقومون ببعض الأضرار وإثارة الأذى بالرعاية.
وكذلك الأمر في عشائر الجاف القاطنين في لواء السليمانية يمضون الى «صغوق بولاق» المعروفة ب «صاوجبلاق» أيضًا كانت تأتي الى أنحاء إيران المذكورة وتؤدي رسوم المراعي «شاة مرتع» إلا أنها منذ ٣٥ سنة امتنعت عن التأدية، وأنها عدا ذلك لا تخلو من إيقاع اضطرابات، وإحداث غوائل بما يقومون به من حوادث (١) .
هذا. والملحوظ أن هؤلاء نظرًا لمنازعات الحدود صارت الحكومتان تخطبان ودهم وتراعيان جانبهم، الأمر الذي أدى أن تغمض العين عن هؤلاء في أمر المطالبة بالتكاليف الأميرية. فتمكنوا أن يعيشوا بنجوة من الرسوم. أو قلة التدخلات بحيث صاروا لا يتفاهمون إلا مع أمرائهم رأسًا.
أمراء الجاف
وهؤلاء إمارتهم عامة على كافة قبائل الجاف إلا أن الطوائف في إيران يحكمها أمراء آخرون من سلسلتهم وهم الآن منفصلون عنهم إلا أنهم يقطعون بالاشتقاق ويحفظون الصلة النسبية.
١ - سلسلة نسبهم: وهؤلاء سادة عرفوا بهذا النسب أبًا عن جد. ولا يزالون يقطعون في أنهم سادة.
راجعت شيوخهم، والعارفين منهم فتحصل لي أن سلسلتهم ترجع الى (بير خضر شاهو) وهو الجد الأعلى المحفوظ اسمه، و(شاهو) جبل في أنحاء إيران في جهات جوانرود ينتسب إليه جميع سادة الأكراد، ومنهم الجاف.
ومن هذا نعلم أن إمارتهم دينية في الأصل، تمسك بهم القوم لأنهم سادة ومن ثم قوى تسلطهم ونفوذهم على القبائل فانقلبت السيادة والمشيخة الدينية الى إمارة عشائرية، فاستقرت إدارتهم، ودامت أمدًا طويلًا، والى اليوم، ولا يحكم عليهم أمير بعينه، وإنما نرى في كل ناحية أميرًا من أمرائهم مطاعًا، يسلمون له بالإمارة. ويغلب على الأمراء اليوم أنهم ملاكون يتعيشون من أموالهم، ولم تكن لهم تلك السلطة المباشرة على القبائل كما كانت قديمًا ونراهم في هدوء وطمأنينة، لا يبتغون الفتنة والشر. ولهم الإحسان والإنعام في إعالة قبائلهم بأملاكهم، والحب بينهم حقيقي ومتبادل، ولم يكن نتيجة خوف وقوة إلا أن الإمارة ليس لها ما كان معروفًا من جباية، وعائدات وما أشبه.. بل الطاعة حقيقية.
وهذه سلسلة أمرائهم (١): ١ - ظاهر بك بن سيد احمد بن بير حمزة وظاهر ينطق به (زاير) جاء الى العراق وكان في جوانرود وهو أول من ورد العراق وكان مركز إمارتهم في إيران، ومن ظاهر هذا يمضي العمود الى بير خضر شاهو المذكور، ويقفون عند ذلك، ولا يستطيعون تعداد من بعده.
ومن هذا يجري التفرع كما يلي: زاير بك (ظاهر بك) قادر بك محمد بك، سليمان بك ٢ - إن قادر بك المذكور ترك ولدًا اسمه محمد بك، وهذا أعقب ولدًا اسمه (بهرام بك) وإن فرع البهرامية ينتسب الى بهرام بك بن محمد بك ابن قادر بك وتسمى بهرام بيكية. وسلسلتها كما يلي: بهر أم بيكية: محمد بك بن قادر بك بن سليمان بك المذكور بهرام بك، عزيز بك، قادر بك، أحمد بك عبد الله باشا رستم بك، قادر بك محمد صالح بك محمد بك مصطفى بك، محمد بك، علي بك أحمد بك، عزت بك أحمد أحمد حسن برويز كيخسرو حسين، محمد محمد رشيد جميل أمجد، ماجد، كمال محمد بك، توفيق بك، حسن بك امين بك، فتاح بك، أحمد محمد بك، كمال، صبري، يوسف مصطفى، أحمد محمد ميران بك قادر بك
الكيخسرو بيكية
رأس هذه الأسرة كيخسرو بك بن سليمان بن قادر بك بن ظاهر بك (زاير بك) المذكور سابقًا. وأولاده: قادر بك عبد الله بك وهؤلاء لم يعقبوا.
سليمان بك محمد باشا. وتفرعاته في المشجر رقم ١ عبد الرحمن بك. وتفرعاته في المشجر رقم ٢ المشجر رقم ١: محمد باشا بن كيخسرو حسن فتاح عثمان باشا محمود باشا سليمان محمد علي حسين عبد القادر، محمد كريم، رضا عبد الرحمن، محمد، أحمد داود محمد محمد، عبد الرحمن، علي جميل أحمد، عزة، محمد سعيد، طاهر، مجيد أنور، جمال حامد كيخسرو، علي، حسين، أحمد عبد الله (١) عثمان، محمود، عبد الله شوكة المشجر رقم ٢: عبد الرحمن بن كيخسرو محمد صالح، عزيز، احمد، نامق مصطفى، عبد الله، فائق، كريم
فريق
والملحوظ أن هؤلاء كل منهم ملقب ب (بك) ويقصد به (الأمير) . وهم بيت الإمارة، واللفظة تركية. وحبًا بالاختصار ذكرنا الأسماء مجردة عن الصفة فاقتضى التنبيه الا أن يكون المرء ملقبًا بلقب (باشا) فاننا ذكرناه كما في المشجر السابق. ولم نتعرض لذكر من انقرض ولم يعقب.
الولد بيكية في الجاف العراقية
ولد بيكي رستم، أحمد قادر محمد
حسن، كريم، محمد محمد سعيد، محمد عبد الرحمن احمد محمد علي، حسين الآن في حلبجه في سنة وهؤلاء الأمراء منهم في إيران ومنهم في العراق، ولا يتيسر الاطلاع على تفرعاتهم، وقد رأيت بعض رؤسائهم، وكتبت عن بعض ما يتعلق بقبائلهم، ولم يتيسر أن أعرف الباقين. والمعروف أن رئيس ولد بيكي اليوم في إيران هو يعقوب بك وأخوه صالح بك أولاد فتاح بك بن سعيد بك بن صوفي بك بن بهام بك بن سيد أحمد بك ابن ظاهر بك. كما علمت ذلك من رئيسهم صالح بك نفسه.
ومن هذه المشجرات نعلم أنهم يتفرعون الى: بهرام بيكية كيخسرو بيكية ولد بيكية ومن هؤلاء يشتق أمراؤهم الموجودون. وجاء في سياحتنامهء حدود سنة ١٢٦٨هـ وفي تقرير درويش باشا أيضًا أن الجاف قد توزع سلطتهم محمد بك كيخسرو بك «هو محمد باشا»، ومحمد بك بن قادر بك، ومحمد بك بن أحمد بك «من الولد بيكية»، وبين أن محمد بك كيخسرو سلطته أوسع من غيره، ومحمد بك قادر بك يتلوه قليلا، والثالث ليس له حكم إلا على القليل من الطوائف المبعثرة ولا يتصرف بأكثر من ١٥٠ بيتًا من الجاف الأصليين. وفي الحقيقة قد توزعت قبائل الجاف بين آل كيخسرو بك، وآل قادر بك. كما أن هذه العشائر كانت تؤدي للحكومة مقطوعًا يؤخذ من العشيرة على عدد بيوتها سوية يصيب كل بيت ٨٧.٥ قرشًا، فانهم يتقاضون عوائد هذه الرسوم من العشيرة سواء من جراء ما يحدث من جرائم، أو من غيرها لأسباب مختلفة.
فإذا عصت طائفة على أميرها استعان هذا الأمير بالقبائل الأخرى وتمكن منها، وحينئذ نهب أموالها، وفعل فيها ما شاء بلا سائل ولا معاتب (١) .
وتظهر مكانة الإمارة عند وقوع النزاع بين «إيران والعراق»، أو بين الحكومة العثمانية، وبين إمارة بابان ولكن هذه العلاقات أدركتها الحكومة مؤخرًا، أو أنها لم يكن في وسعها الالتفات اليها في أواسط القرن الثالث عشر الهجري أيام قضت على إمارة بابان.
وكل ما نقوله الآن أن الحكومة أدركت أمر الجاف مما دعا الى القضاء على إمارة بابان قبل تحديد الحدود، فتوضح لها عند تدقيق الحدود وأثناء الاتصال بهم أن البابان كانوا ناظم هذه القبائل، وكانت إمارة فوق تلك الإمارات، فاتصلت بالجاف، وتفاهمت مع الأمراء منهم، وأعطت محمد بك لقب (باشا)، ومن بعده منحت ابنه محمود بك (١) لقب باشا وهكذا ... فعلمت كيف تدبر الأمر ...
أمراء الجاف
والأوضاع السياسية بعد معاهدة السلطان مراد لم يعد للجاف ذكر في حوادث العراق إلا قليلًا. لأن أمراء «بابان» كانوا قد سيطروا بإمارة عامة على العشائر في لواء شهرزور ومن جملتهم الجاف وربما استعانوا بهم في القضاء على «إمارة بلباس»، وكانت لا تقل عن الجاف. فاستخدموها أثناء تنازع السلطة بينها وبين بلباس، كما أن البابانيين توسلوا بقوة الحكومة في أحيان عديدة لقهر بلباس بداعي أن هؤلاء البلباس مفسدون في الأرض بالنهب والسلب، وكذا كانوا يصاولونهم بالقبائل المجاورة، فمال البلباس الى إيران ولم يبق منهم في العراق إلا القليل بل تبعثر أمرهم، وتشتتوا.
أما الدولة فإنها في كل أحوالها تريد التدخل، وتحاول التسلط بوسائل مختلفة لتقف على الحالة وتنظر إلى ما وراء ذلك مما عزمت على إجرائه بأمل السيطرة على الامارتين معًا وهكذا يختلف الوضع بالنظر لآمال كل، ولكنها أضاعت الرشد في القضاء على البلباس فانفرد البابانيون في السلطة فكانوا في يقظة، فاستخدموا الجاف من جراء أن قسمًا منهم في إيران والآخر في العراق للمحاربة بهم والتشويش على الدولتين ليكونوا بنجوة من تسلط إحداهما. فإذا تضايق البابانيون من العراق، وشعروا بقوة الحكومة مالوا الى إيران، وهكذا إذا شعروا بقوة إيران مالوا عنها. واستخدموا الجاف على البلباس وعلى غيرها. وهكذا استخدموا قبائل أخرى لعين الغرض ولم يقصروا في تدبير.
مضت إمارة بابان مدة على هذه الوتيرة حتى أخذت الحكومة وضعها قبل أيام درويش باشا الفريق بقليل واستولت على ما كان بيدها، وراقبت الحالة بنظرات صادقة، واطلعت على إمارة البابان وأنها لا قدرة لها إلا في النفوذ على أكبر القبائل في اللواء وهم الجاف ومن على شاكلتهم فاشتغلت لتقريبهم، ومنحتهم الألقاب الفخمة، وجلبتهم لجانبها..
وهناك قد حصل التفاهم بين إيران وتركية على التعاون للقضاء على هذه الإمارة ليكونا بنجوة من الغوائل، فلم يستطع آل بابان أن يعودوا للتجربة السابقة بالميل إلى إيران إذ لم يجدوا مساعدة منها بل عزمت الدولتان على المناصرة في القضاء على الإمارة المذكورة، فكان ذلك قبل تحديد الحدود بمدة قليلة.
وإن الجاف لم يعودوا إلى الالتفات إلى أقوال أمراء البابان، وقد رأوا توجهًا من الدولة وحصلوا على مكانة مرضية.
شعر الجاف بقوة، ونظرت الدولة أمر إدارتهم بأنفسهم. فتفاهموا مع الدولة العثمانية، ولم يظهر منهم ما ينفر أو يدعو للقيام عليهم، فبقوا موالين للحكومة حتى أيامها الأخيرة.
ومن ثم قضت الحكومة على الأسرة البابانية، ونالت هذه مكانتها وزيادة. لأنها كانت في خشية من تلك، وأمن وطمأنينة من هذه، فقامت هذه في حراسة الحدود ومراعاة سياسة الحكومة. ولقبت الحكومة أميرها محمد بك كيخسرو بلقب «باشا» مما يعين هذا الاتصال بالدولة. على أن الدولة لم تأمن غوائل الحدود، ولزوم مراقبتها خشية إحداث أمثال ما وقع في بابان مما فصل «تاريخ العراق»، ولكن الحكومة أمينة منها أكثر، وهي «خير حارس للحدود».
كل هذه مما جعل الدولة تمشي بصورة معقولة. وتنهج سياسة قويمة، ومثلها إيران فإنها ملت الحروب، وصارت تودّ الطمأنينة بكل قواها، فلا إثارة فتن، ولا قيام زعازع أو حروب. والدولة العثمانية خاصة راعت العدل بين أمرائها ومجاوريهم، فلا تركن الى ما يشعرون بشدة وطأته، ولا الى ما يؤدي الى انتهاك الحرمات والحقوق لما هو مألوفهم ومعتادهم.
جروا على ذلك الى أواخر أيامهم، ومضوا على سياسة كأنها ملهمة، أو تابعة لطراز عملي، أو وجهة مبناها الاحتفاظ ب «تقرير ما كان على ما كان»، فلم يعهد لها الاحتفاظ بسياسة رشيدة أكبر من مراعاة هذه القبيلة، وملاحظة العنعنات القديمة بين رجالها.
وفي كل أحوالها كانت لها مخصصات التزام تأخذها منها مقررة لا تتجاوزها ولا تتدخل في أمرها، وإن الأمراء كان ربحهم في هذه المخصصات والاستفادة من عوائدها بصورة متعينة، فكانت العلاقة محدودة. الأمر الذي جعل قبائل الجاف تسرح وتمرح في هناء ونعيم، وبنجوة من الموظفين وتدخلاتهم بحيث صارت القبائل الأخرى من الجاف تتوارد بين حين وآخر لأدنى ما ترى من إيران من تضييق أو تشاهد من ضغط حتى تكون اليوم منها قبائل كثيرة مالت من هناك ولجأت الى العراق.
ومن جهة أخرى أن القبائل لا ترى من أمرائها ما هو مشهود في هذه فلا تجد الأمراء يأخذون «شاة مرتع»، أو تكاليف أخرى تزيد عن المقطوع، فالجاف كانت تؤدي المقطوع للحكومة، ولا تزيد الأمراء فيه مهما زادت قبائلها أو تكاثرت. فالأمر الذي جعل تلك القبائل في اتصال وثيق بالأمراء. يزرعون الأراضي العائدة لهم ويؤدون ما يؤديه سائر الزراع بكلفة أقل، ولا يرهقونهم أكثر مما يتحملون من العوائد. ولم يعرف في أمراء القبائل الأخرى أو رؤسائها ما كان مشهودًا منها من جراء الطمع، ومراعاة سلب القبيلة بقدر الامكان ولحد أقصى حتى لا يبقى مجال لما هو أكثر بقدر الطاقة. ولا حاكم في القبائل الأخرى سوى القوة بخلاف هؤلاء الأمراء فهم بمثابة رأس أسرة، وكبير عائلة يرأف ولا يقسر، ويقوي قبيلته ولا يضيق، وإذا أكل أكل بمعروف.
ذلك ما ولد التفادي، وهو قليل من كثير، وهو الذي قوى الألفة، وحافظ على المجموعة، فليس هناك آمر ومأمور، أو قاهر ومقهور، بل طاعة صادقة وخدمة حقيقية.
وكل ما أقوله أن القبيلة بسعادة وهناء من رؤسائها وفي وئام معهم في أغلب أحوالهم، ذلك ما دعا أن لا يردوا لهم قولًا، ولا يعدلوا عن أمر. ويعجبني أن رضا بك من أمراء الجاف قد أكد لي أن أكثر أوصاف العرب التي عرفها في التاريخ موجودة فيهم وهي تلك السجايا المرضية المرغوب فيها من كل قوم وأمة على وجه البسيطة، وتحلى بها العرب، وتحلت بها هذه القبيلة، بل قبائل أخرى أيضًا.
وكل ما عرفناه من سجايا هذه القبيلة وخصالها الحميدة دعانا الى بيانه، وهكذا قل عن خصال الأمراء، وعلو أخلاقهم، وحسن سلوكهم.. فهم أهل لأن يكونوا أمراء هذه القبيلة، وهم أحق بها وأهلها. واللسان ليعجز من إيراد كل ما يستحقونه من الثناء عليهم في صفوتهم، وصفاء سريرتهم، وحسن عقيدتهم، وادائهم للفرائض الدينية مما لا نعهده في الأمراء الذين أفسدتهم بهارج المدنية..
ولا يستغرب المرء مما أقول، ويرى أن هؤلاء ملائكة، ولكنني أؤكد أنني لم أكتب إلا ما شاهدات أو رأيت، أو علمت، ولم أغال في مدح، وهم فوق ما وصفت، وإنما كتبت مما اقتضاه واجب الذمة، ورأيته لازم الصدق فدونت ما علمت.
وأني في هذه الحالة أعد نفسي قد تجاوزت الوصف، ولا ألبث أن أحاسب نفسي مرة أخرى، فلم أر ما يستحق أن يطوى، أو يجب أن يخفف منه، أو يحور وإنما أنا معتقد بصحة كل ما قلته، ولا يهمني من في قلبه زيغ، أو يتصور أن الأخلاق الفاضلة مفقودة، أو أن السلوك المرضي غير مشهود.. فيستاء من كل شيء، ولا يرضى عن أحد، بل أن الدين متأصل في أكثر الأكراد، راسخ فيهم، وطاعتهم للعلماء عظيمة.
وما ذكرت إلا ما اعتقدت، وليكتب من شاء ما شاء من ملاحظة عيوب، أو التوسل ببيان الصفحة التي قد يراها في فرد أو أفراد لا يمثلون المجموع فلا نرى قيمة لأمثال هذه التي وجدت من حين وجد البشر والناس لا يخلون من صالح وطالح، والجماعة تعرف بالصلاح إذا كان غالبها على ذلك، وتكون طالحة بدرجة تغلب أهل الشر.. والمجتمع الفاضل هو الذي يتغلب على أهل الشر بما ملك من سجايا قوية، وما نال من مكافحة لهذه الفئة. وقدرة على المجاهرة بحربها، ومحاولة القضاء عليها، وليعش المجتمع الفاضل بسلوكه وأخلاقه، وسجاياه النبيلة.
وكل ما تحتاجه القبيلة أن يكون بين ظهرانيها علماء لهم المكانة المقبولة والمنزلة المرضية في تعليم العقيدة الحقة دون أن تشوبها شائبة.
تفصيل قبائل الجاف
هؤلاء مجموعة كبيرة، والآن قد استقل جملة أمراء كل واحد في قسم من أقسامها سواء في إيران أو في العراق في لواء السليمانية، أو في ناحية شيروانة التابعة لقضاء كفري. ولا يفرق بين قبائل الجاف إلا أن الأوضاع السياسية دعت أن تعتبر هذه القبائل مجموعتين: جاف العراق، ويقال لهم «جاف مرادي».
جاف إيران، ويدعون «جاف جوانرودي».
وفي العراق جاء ذكر قبيلتين من الجاف في معاهدة السلطان مراد: ضياء الديني. وهذه تفرقت شذر مذر، ولا يعرف عنها اليوم شيء. وكانت قبيلة كبيرة لها شأنها.
وكان قد جاء في سياحتنامهء حدود، وفي تقرير درويش باشا أنهم لا يتجاوزن الخمسين أو الستين بيتًا (١) .
هاروني. وهذه لا تزال معروفة ولها كيانها.
وفي إيران ورد ذكر قبيلتين من قبائل الجاف في المعاهدة المذكورة: بيره. وهذه لم يعرف لها ذكر. ولعل لفظها «ندره يى» فخفف الى نيره يى ودخله التصحيف. أو جاء محرفًا. فلم تعد تذكر. وقد حاولت أن أعرف قبيلة بهذا الاسم من نفس الجاف في إيران وفي العراق فلم أظفر بخبر.
زردويي. وكانت أيام تقرير الحدود الإيرانية من جانب السلطان مراد الرابع في إيران والآن موزعة في إيران والعراق. و «زردو» موقع عرفت به بين هاورامان وجوانرود، فصارت تسمى «زردويي» وهو من أنحاء جوانرود.
وللكلام على جاف إيران من جراء الصلة والقربى قد أفردنا بحثًا خاصًا في فروعها وأوضاعها حتى اليوم.
وهنا نقول أن القبائل المذكورة لا تدل على الحصر، وإنما هي القبائل التي وقع النزاع عليها بين إيران والعراق، وإلا فالجاف كثيرون، لا يحتمل أن يكونوا تفرعوا حديثًا، وإنما فروعهم تحتاج في تكونها الى زمن أكثر بكثير مما ورد في تاريخ المعاهدة «سنة ١٠٤٩هـ».
جاف العراق
أو جاف مرادي هؤلاء الجاف قديمو العهد في العراق. ويرجع تاريخهم الى ما قبل السلطان مراد، فإنه لا يدله في تكوينهم، وإنما كانوا موجودين، تدل على ذلك المعاهدة. أو الأصح أن نقول «جاف العراق» لا أن نقول «جاف مرادي» ونريد جاف السلطان مراد الرابع.
وليس لدينا من الوثائق ما يعين تكون فروعهم أو قبائلهم بصورة منتظمة، والأحوال الشعبية عندنا لم نر المدونات فيها إلا قليلة جدًا، وكفى أن ندون الحاضر، ونعين الفروع المعروفة اليوم، ونعلم حينئذ أنها نتيجة الماضي القريب والبعيد ... فهم خلاصة العصور ونتاجه. أما ما كان قد علم تاريخه فقد دوناه، وأشرنا الى ما قيل فيه. إلا أننا نقول أن بعض القبائل منها قسم في إيران، وقسم في العراق كما أن أجزاءها في العراق متفرقة في مختلف المواطن، ففي شيروانة بعض الفرق وأجزاؤها الأخرى في السليمانية وفي مواطن أخرى. فالفخذ الواحد نرى أقسامه في أماكن عديدة ...
وكذلك يهمنا أن نشير الى أن بعض الفروع أو الطوائف على ما يظهر خارجة عن القبيلة واختلطت بها بمرور وصارت تعد منها، ولا سبب لذلك إلا أنها جاءت مجموعة أو أفرادًا تكاثروا وعرف أنهم ليسوا منهم مدة ثم تنوسي الحال ...
وكل ما نريد أن نقوله في هذه القبيلة بل الإمارة أننا دونا ما رأيناه أو شاهدناه من أمرائهم وقبائلهم، أو علمناه منهم ومن غيرهم، وكذا ما قرأناه في مختلف الآثار وليس على المرء أكثر من أن يبذل قدرته. وقد جمعت - بقدر الإمكان - بين الأمرين المنقول والمشهود في الحال الحاضر. حذرًا من الاشتباه في الأعلام سواء في الأشخاص أو في المواطن مما قد يعرض له التحريف والتصحيف ...
ومهما توسعنا في تفصيل هذه القبيلة كان ذلك قليلًا، وهي إمارة قبائلية تتكون من فروع عديدة وطوائف كثيرة منها ما استقرت في ناحية، وكادت تستقل في فروعها عن غيرها، بل هي ماضية في هذا السبيل، وقد حلت محل الأصل ولا يدرك شأن هذه الفروع أو الطوائف إلا من عرفها وأدرك ما أصابها من التشتت او التوزع من جراء ضيق العطن. ومع كل هذا نراها وحدة عظيمة في اجزائها، ذات شأن مذكور في التاريخ. ويصح ان يقال ان اكبر عامل لانفراط العقد هدوء الحالة بين إيران والعراق، فليس هناك في العصر الأخير من الطوارئ ما يدعو للوحدة فتوزعت اذ لا يوجد ضرورة قاهرة، ولا حالات مجبرة. والحالة الاجتماعية تابعة لما تقتضيه أوضاعها وحاجاتها. او ما يهدد سلامتها، فكان لهذا الهدوء مكانته وأثره الكبير في خلود هذه القبائل إلى ما يخدم الحضارة، ويسهل اتصالاتها التجارية والاجتماعية ...
ومكانة قبائل الجاف والقبائل الأخرى في الحدود مهمة جدًا، وهي مكانة حراسة ومشارفة وقد أكدت العلاقات الجديدة بين إيران والعراق الهدوء اكثر بمراعاة حسن الجوار بين الطرفين، فكان له أثره في خلود العشائر للراحة والطمأنينة. خصوصًا نرى التعاون بين الدولتين بالغًا حده في التعاضد للقضاء على الغوائل الداخلية التي تثيرها قبائل الحدود. ومن أمثلة ذلك الفيلية، وكلهور وغيرهما مما حدث من قضاء على إماراتهم.
ولا يستغرب القارئ فالنصوص التاريخية في مختلف العصور والأيام تبرهن على ما يؤدي بنا حتمًا إلى لزوم المعرفة الصحيحة، وإدراك نفسيات القبائل..وما يقع في الحدود اعتياديًا، وما هو نتيجة إثارة وحركة غير اعتيادية. ودرجة الاهتمام، ومن ثم نتيقن المكانة ...
والملحوظ أن هذه القبائل يقطع أمراؤها، ورؤساؤها في أصلها وقد اجتمعت بالكثيرين منهم فقالوا متفقًا انهم من قبائل عنزة إلا ميكايلي فأنها أموية تمت بصلة الى عثمان بن عفان الخليفة «رض» وقد استثنى أيضًا كلالي وهؤلاء ليسوا منهم أو لبعد الاتصال عدت كذلك. وكذا الأمراء فإنهم سادة. ولكن هذا لا دليل يؤيده سوى المسموع. والظاهر أنه رياسة لا غير. والمنقول في أصل كل قبيلة منها سنتناوله بذكر ما جاء أو عرف، ولكن مما لاشك فيه أن القوم كرد، عاشوا كردًا، ويشعرون بما يشعر به هؤلاء من عوائد وأوصاف، وهم أقرب الى العرب في أوصافهم الفاضلة من إكرام ضيف وأخلاق مرضية.
وفي أيامنا كريم بك ابن فتاح بك أحد أمراء الجاف قد تكلم على قبائله خاصة في رسالة (١) تتضمن «تاريخ الجاف» وقد استفدنا منها كثيرًا فهي من خير المراجع للمعرفة الحاضرة كما أن النصوص الأخرى تعين الماضي ...
ولنمض الى تفصيل طوائفهم.
١ - ميكايلي
هذه الطائفة من أكبر فروع الجاف، وتنتسب الى الأموية، الى عثمان ابن عفان ﵁. وميكائيل جدها الأعلى الذي تسمت به هو صاحب الأصابع الست المشهور بين الأكراد ب «شش انكشت» ويتصل من جهة الأم ب «بير خضر» الفاطمي. ومن هذه القبيلة الشيخ خالد النقشبندي (٢) .
وفروع هذه الطائفة: ١ - رشوبوري. رئيسها حارث بن عزيز ومحمد خان بن سليمان وعدها معالي أمين زكي من أقسام الجاف رأسًا مع أنها فرع من فروعه أعني ميكايلي.
٢ - شوانكاره. الظاهر أنها من شبانكارة القبيلة المعروفة في إيران أو متسماة باسمها. ورؤساؤها رمضان وسعيد بخشا.
٣ - آلي بكي «علي بكي». ومنهم الشيخ خالد النقشبندي المشهور ورؤساؤهم خورشيد ومحمد طالب أولاد الحاج شاهسوار.
ومنهم خاصة نبغ الشاعر الكردي المشهور ب «نالي».
٤ - ميره يى. وهذا فرع كبير.
٥ - حمه ألي ويس «محمد علي ويس». رئيسهم رستم بن حسن، وعلي الحاج قادر.
٦ - رزده يى. رئيسهم أحمد فتاح.
٧ - كاكلي «بتفخيم اللام».
٨ - آخه سوري.
٩ - صوفياني.
ومن هذه الأفخاذ يتكون عدد كبير، ومجموع عظيم. إلا أن ميره يى، ورزده يى، وكاكلي يعدون من آلي بيكي، والآن مستقلون كفرقة. أو مندمجون في الفروع الأخرى. ولا يزال قسم منهم رحلًا، والقسم الآخر سكن القرى وأقام بها. واشتهر بعض هؤلاء الفروع بالغنى مثل آلي بكي، وكان يبالغ في ثرائهم، واليوم لم يكونوا بتلك الدرجة.
٢ - كمال يى
وتلفظ بتفخيم اللام. وهي من الطوائف المعروفة بين الجاف. ويقيمون في كوبان التابع لناحية شيروانة في كفري. رئيسهم محمود بن أمين وهؤلاء يعرفون بالصلاح والتقوى، وإن تارك الصلاة عندهم مقبوح جدًا. ينفرون منه نفرة لا مزيد عليها.
وفروعهم: ١ - شرواني. رئيسهم محمود المذكور.
٢ - سُوْسِكى (١) رئيسهم فتاح بن كريم.
٣ - كَجلي. رئيسهم حسين بن محمد عيسى.
٤ - محمود خاني. رئيسهم محمد بن حسن.
٥ - شاويسي. رئيسهم سمين.
ملحوظة
يعد منهم «دراجي»، وهم ليسو منهم، وإنما هم طائفة قائمة برأسها وعلى حدة.
وقبيلة كماله يى فيها رحل، ومتوطنون لا يفارقون أمكنتهم. مشهورة بالشجاعة فلا تلين لهم قناة. وهم بعيدون عن الحضارة، ولا يزالون في بداوتهم ولكنهم أكثر حرصًا على أداء الفرائض الدينية، وكذا الخرافات متأصلة فيهم، ومسيطرة عليهم.
ومن قراهم: كوبان.
كومه زرد كوبان دوميلان محمود حمه عيسى أحمد حسين
٣ - دراجي
وهذه طائفة صغيرة إلا أنها صارت تعد من كماله يى المذكورة. ورئيسها سمين بن شاويسي وهم اليوم في قلة.
٤ - روغزادي
وتلفظ روغزابي أيضًا. من قبائل الجاف الأصلية الكبرى ويصرحون كسائر الفرق الأخرى أنهم من عنزة. رئيسهم محمود بن رستم بن محمد بن محمود ابن رستم بن حمه جان بن علي بن روغزاد. وهم في مقاطعة سر قلعة، وسماق التابعة لناحية شيروانة.
وهذه فروعها: حمه جاني. رئيسهم محمود المذكور، وسليمان محمد جان، وأسعد ابن محمد محمود، ورستم حمه جان.
اسماعيلي. رئيسهم مدحت بن صالح، ورستم بن حمه فتاح، ومنهم من يقيم في ناحية قره طاغ، ومنهم في ناحية خورمال. وفيهم رحل يذهبون صيفًا الى إيران.
سرحد. رئيسهم خليفة بن يونس، قسم منهم في شيروانة وقسم في ناحية عرَبتْ من لواء السليمانية، وليس في هذه رحل.
شاويسي. رئيسهم شاهسوار بن عزيز في ناحية سنكاره التابعة للواء كركوك، وحسن كاكه أحمد.
نفس روغزاد. رئيسهم فتاح كامِرَن. وعثمان أمين. في شيروانة، وفي كُرده مير التابعة لشيروانة وفيهم رحل.
شيخ علي ويسي. رئيسهم محمد أمين قادر شيخ.
ومن هؤلاء «طرخاني»، وكانت منهم في الأصل، ثم تكاثرت طرخاني فاستقلت عنهم بتسميتها.
وفي قبيلة روغزادي رحل، وأهل قرى، وهؤلاء يقيمون في سر قلعة. وأما الرحل، فيذهبون إلى إيران صيفًا. هذا وأفراد هذه الطائفة لهم رغبة ملحة في الفلاحة والكسب من طريقه الشرعي.
ومن قراهم: سَرْكلْ «ثلاث قرى» زاله «ثلاث قرى» خلوْهَ كومَزَرْ كافحل بَلهْ وُشكْ تيه جرَمو واركه قوُلا كاكه برا سماق سه خِرّن كُلْه جو ناوَهْ يله وُش
٥ - طرخاني
وتلفظ «تُرخاني» أيضًا. ويراد بها المعفوة من التكاليف. كما هو المصطلح عند المغول. وهؤلاء من روغزادي لا تفرق عنها إلا أنها استقلت منها. وصارت فرعًا قائمًا برأسه، وتعد طائفة من طوائف الجاف، وهي كبيرة. ويقيمون في ناحية شيروانة في أراضي سر قلعة وسماق وفروعها: اَلِكْ (١) . رئيسهم محمد حسن «حمه حسن» ابن محمد بير ويسي، ومحمد شاهسوار «حمه ساهسوار».
باويسي. رئيسهم محمد بن حسن ميرويس.
فرقة حسن علي. رئيسهم محمد صالح بن رستم.
قرني الي جان (٢) . رئيسهم عبد القادر بن احمد الي جان.
هذا ومنهم في أنحاء قره داع، وجهات وارماوا. والرحل يذهبون الى أنحاء سَنكَاوْ، وسائر أنحاء إيران يتجولون في مراعيها الجبلية. ويقال في تسميتهم انهم خدموا محمد باشا أمير الجاف فأعفاهم من التكاليف، ومن ثم سموا «ترخاني» ولهم ثروة وغناء عظيم كما جاء في «تاريخ الجاف لكريم بك الجاف».
ومن قراهم: سيد جَزني. ومنهم دلوُ فتاح عمر زرد قاري محمود توران كوجك توران زرد محمد علي محمود زرد محمد محمود قوره جلاملا واركه بَرْزا تيمانه تيه سَوْز كاني ماران دوروزِنه «كبرى» دوروزِنه «صغرى» بيازه جار «البصل الجاث» قلاقوُ جالي زَرين منصور اَلكان
٦ - شاطرى
وتلفظ «شاتري» أيضًا. يقيمون في أراضي «زاله»، و «باوه نور» داخل ناحية شيروانة وهذه من القبائل الكبيرة بين قبائل الجاف. رئيسهم محمد ابن محمود، وقادر بن محمود بن محمد بن إبراهيم بن منصور ابن آخه. وهذا الأخير رأيته في موطنه في ناحية شيروانة، ومنهم في أنحاء حلبجه. رحل وأهل قرى والرحل يميلون صيفًا الى أنحاء إيران. ومنهم في قره تيه. وفروعها: إبراهيمي. رئيسهم محمد المذكور.
ميرويسي «آخه». رئيسهم أحمد بن محمد فرج آخه في كاني جقال.
وُرده شاطري في أراضي كاني جقل من ناحية شيروانة. وفروعهم: اَلكي. رئيسهم فرج بن محمد رسول.
شَمشيرْ كُلْ (١) «بتفخيم اللام». رئيسهم محمد ابن أمين شاويسي.
علي ميره. رئيسهم حسين بن حاجي محمد.
شاطر.
- يوسف جاني. وهؤلاء من شاطري إلا أنهم اليوم يعدون فرقة مستقلة ويسكنون في قضاء حلبجه في أراضي سَراوْ سبحان اغا. ويتفرعون الى: خلكي. رئيسهم محمد علي بن محمود بيرويسي وهو رئيس الكل.
جَرْمَلُ. رئيسهم أحمد بن قادر.
يوسف جاني. رئيسهم محمد علي المذكور.
باوه جاني. رئيسهم أحمد بن قادر المذكور.
ويتبع قبيلة شاطري: «وهم في قلة» وَلي «بتفخيم اللام». رئيسهم ملا عارف.
كزوه يى. يقال أنهم الكروية، أو أن الكروية منهم وهذا مستبعد. رئيسهم محمد قادر.
نزويني.
هان.
ويقال في سبب تسمية «شاطري» بهذا الاسم ان الشاه عباس الصفوي كان قد استخدمهم قصاد بريد، وعندهم «شاطر» بمعنى قاصد البريد. ومنهم من يقول أن اللفظة مأخوذة من «شاهترين» ومعنى ذلك أنهم أكابر الفرق ويتفوقون عليهم.
ومن قراهم: يوقا.
كواجَرمُك.
فقيه مصطفى.
كرده يعني سيد خليل.
قاسم اغا.
بَرلود.
تازه دي.
حسن محه.
زاله صفر.
بسم الله.
خالد بك.
كيوزوك.
توُهَ قت.
سارامردك.
٧ - عيسايى
وهؤلاء مشهورون في ايقاع الشرور يقيمون في كاني جقال، وباوه نورمن ناحية شيروانة، ويعدون في عداد شاطري الا ان الاكثر يعتبرونهم فرعًا مستقلًا. وفي الحقيقة هم فرع قائم برأسه. ورؤساؤهم عزيز بن علي ميرخان، وأحمد بيرام، وفرج ابن علي ميرخان وقد اشتهروا قديمًا بالسرقات، بل يهولون بهم في السابق، وقد تبعهم هذا النبز، ولا ادري ما إذا كان لها أثر اليوم أم لا؟ وفرقهم: ١ - اميرخاني. الرؤساء.
٢ - مرادويسي. رئيسهم يارويسي بن مراد ويسي.
هذا. والرحل فيهم قليلون جدًا.
٨ - هاروني
من قبائل الجاف. وهم نحو «٥٠٠» بيت، رئيسهم علي بن محمد أمين، ومحمود حاجي قادر، يقيمون في كرميان في «بي باز» ناحية تابعة لكركوك. وفي شهرزور في قده قري، وتوُهَقت، وجرَدْا سِنهْ، وبي سَامينْ، وريشهَ نْ، وكان في بردينه، وقاَلبزهْ، وتيه ريَزينه، وقهرمَاني، وخلامي، وكلكْ «بتفخيم اللام» وتيه كلاوي. وكل هذه تابعة قضاء حلبجه. وهذه القبيلة من قبائل الجاف القديمة المذكورة في معاهدة السلطان مراد الرابع بل أنها ذكرت في الشرفنامة (١) .
وقد انتظم في سلك هذا الجيل أناس يقال إنهم من ذرية خالد بن الوليد، وآخرون يقال انهم من ذرية معاذ بن جبل، وآخرون يقال انهم من ذرية العباس بن عبد المطلب. وآخرون يقال انهم من بني أمية، قال ولا يصح عندي من ذلك شيء وصحح نسب البرزنجة وأبدى أنهم سادة انتهى ما نقل عن التفسير باختصار.» اه هذا ما نقله الأستاذ الآلوسي المرحوم في كتابه «شرح المنظومة»، ولم يبد أي مطالعة حول أصلهم واكتفى بما أورد من النصوص وعلى كل انجلت ماهية الخلاف، وعرف تشعب الآراء والتعصب لبعضها.
ومن المتأخرين إبراهيم فصيح الحيدري قد تعقب ما جاء في تفسير الآلوسي فقال: «والأكراد كلهم على ما في القاموس من أولاد كرد بن عمرو مزيقيا. وذكر في مادة مزق ان مزيقيا، لقب عمرو ملك اليمن كان يلبس كل يوم حلتين ويمزقها بالعشى. فلذا لقب بمزيقيا. أقول» القول للحيدري «فعلى هذا تكون الأكراد من أشراف العرب وأكابرهم، وكرمهم وشجاعتهم وغيرتهم أعدل شهود على كونهم من أشراف العرب.
وأما ذكر بعضهم من أنهم ليسوا من العرب فهو من قبيل التعصب، وكفى صاحب القاموس تصحيحًا وشهادة، فهم على ما ذكره المجد صاحب القاموس من قحطان من العرب العاربة نسبًا. لأن مزيقيا على ما ذكره علماء النسب من بني قحطان. وتبدل لسانهم لقرب منازلهم من العجم، فلسان الكرد ممزق لسان الفرس.» اه «عنوان المجد ص١٦٦» وفي هذا رد ضمني لما أورده أو نقله الآلوسي في تفسيره.
ونحن لا نقول أكثر من أنهم شعب مستقل عن الشعوب الأخرى، متأثر بالمجاورين من عرب وإيرانيين. ولا ينكر أنهم اختلط بهم بعض العرب، وعاشوا معهم، وصاروا لا يفترقون عنهم بوجه وأنهم لا يزالون يحفظون أنسابهم فلا طريق للطعن كما أن كثيرين من الكرد عاشوا مع العرب والآن لا يخرجون عنهم ويهمنا الكلام على «العشائر في التاريخ» بنظرة سريعة للتوصل الى قبائل العصر الحاضر.
قبائل الكرد في العراق قديما
لا ندرك التقلبات العديدة في العصور المختلفة. ولكن الكثير من الأمثلة وما تعرض له المؤرخون في مباحث عديدة عرضًا أو قصدًا قد يكشف عن صفحة مهمة، تشير الى ما وراءها، وتستدعي النظر، ومنها نعلم قيمة العشائر في هذا القطر. ولا يهمنا في هذه العجالة التفصيل، بل نرجح أن يكون ذلك «بيان مجرى»، ويؤدي بنا حتمًا الى حقيقة ما هنالك على قاعدة «وليقس ما لم يقل».
أما فروعهم الكبرى فهي: كرمانج لر كلهر كوران وهناك فروع أخرى تدخل ضمن هذه الفروع. والآن لا تزال هذه القسمة القديمة معروفة مصادقًا عليها. ونصيب العراق من هذه الأقسام كبير، وإن كان لا يدعي حيازتها بحذافيرها بل لا تزال أقسام كبرى في إيران قد تفوق ما في العراق، وكذا في الجمهورية التركية مقدار مهم كما أن سورية تحوي جزءًا لا يستهان به.
وفي معجم البلدان (١) ذكر ممن في شهرزور من الطوائف: الجلالية. وهي الكلالية المعروفة.
الباسيان. يريد ما نسميه بازيان.
الحكمية. لا تعرف اليوم وتنسب الى مروان بن الحكم الأموي.
السولية. لا يزال الموطن معروفًا.
وكان من أقضية لواء السليمانية وينطق به «سيول» أيضًا واللفظ العربي صحيح والآن يحتوي على قرى كثيرة عد منها صاحب سياحتنامه حدور ٢٦ قرية. وجاء ذكر هذه القبيلة المعروفة بمكانها في مسالك الابصار بلفظ «السيولية» كما في السياحتنامه (١) . وتردد فيها معالي الأستاذ أمين زكي (٢) .
وعدد صاحب مسالك الأبصار من قبائلهم: الكورانية.
الكلالية.
اللورية. وهم اللرية ...
بابيرية.
الخونسة.
السورانية.
السيولية.
الفرياوية. أو الفرناوية.
الحسنانية. وكذلك جاءت في نسخ أخرى من مسالك الأبصار، أو خستانية.
اليافية. «غير منقوطة».
المازنجانية.
الحميدية.
الزرارية.
الجولمركية.
الهكارية.
بختية.
الداسنية.
الدنبلية.
وفي المسعودي ما يقاربها نوعًا. وغالب نسبة هؤلاء الى المواطن والبقاع لا الى القبيلة، والأمر شائع جدًا في هذه الأنحاء. وهذا يصح أن يعد الأصل في الانتساب. ويؤيد ما قررناه. وبين هذه القبائل ما هو غير معروف اليوم في الأنحاء العراقية، أو أنه يتعلق بمواطن مجاورة أو خارج العراق والبحث عن العشائر لا يقتصر على ما هو مألوف في عشائر العرب ...
وإن صاحب مسالك الأبصار تكلم عليهم بالاستناد الى علماء عراقيين مثل الحكيم الفاضل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن ساعد الأنصاري (١) فقد توضح «تاريخ العراق» في تلك الحقبة بأمثال هذا العالم الجليل المبرز في كل علم حتى التاريخ ونظام الدين الحكم وآخرين ... وإن القلقشندي والنويري اعتمدوه وأخذوه منه.
ومن ثم نرى صاحب الشرفنامة وهو متأخر من رجال القرن العاشر وأوائل الحادي عشر يتوسع أكثر. فكانت الحقبة الأخيرة بعد الشرفنامة أكثر غموضًا لقلة المؤلفات الخاصة التي نستفيد منها التطور والتحول والانتقال ... ولا نتعرض لما قبل ذلك من القبائل والعشائر فالعصور القريبة منا هي هذه ونضيف اليها التحولات وما وقع من انتقال وهجرة أو جلاء، وللتعبير الأصح ندون ما له علاقة أكيدة بالعشائر الحاضرة، أو كانت له مكانة أكيدة في تاريخ العراق لا يصح التهاون بها بوجه.
ولا ننس أن الداسنية والدنبلية، والهكارية يزيدية والبختية اليوم في العراق فانها كانت ولا تزال معروفة فيه وهي يزيدية أيضًا وأما الكلالية فإنها لا تزال موجودة في العراق. ومثلها الزرارية. وهكذا. والآن أبحث عن القبائل الحاضرة، ومن ثم أراعي الصلة بين القبائل الموجودة والقبائل القديمة بقدر الامكان وبما تسمح به الوثائق التي تيسر العثور عليها، أو تمكنت من الوقوف عليها ...
القبائل الحاضرة
تكلمنا على القبائل القديمة من الكرد بصورة موجزة، ويراد بها المجموعة التي تجمعها أرض واحدة، أو قرية بعينها. وتراعى فيه المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة. ويصح أن يقال أنها واسطة عقد تكون القرية ووسيلة تشكيلها. فإذا بحثنا عن القبيلة هنا كان موضوعنا يتعلق بالقرية وعلاقة الأشخاص بها، وإدارتها. فلا يفرق البحث عن هذه إلا من ناحية اتصال القبيلة بها، أو تعرف أوضاعها وحالاتها أو قل ان جماعة كردية «القبيلة» حيثما حلت كونت قرية باسمها. وهذه قد تتوسع. أو تنضم إليها غيرها وتصير إمارة ... ولا يختلف هذا بين القبائل الرحالة، والقبائل المتوطنة. إلا أن الرحالة منها أقرب الى العشائر العربية في مجموعاتها، وفي القربى بين أفرادها، ولكن لا تخرج عن أنها في الأصل «قرية»، تتجول في مواطن صيفية، وأخرى شتائية تتنقل إليها لضرورة اقتضت أو لازمت حياتها، وسميت بها أثناء تكونها، ويلازمها هذا الاسم.
وقد يطول بنا القول في ذلك، والأولى أن ندخل في مباحث القبائل الحاضرة مراعين عشائر كل لواء بقدر الامكان، ومن ثم نعين أوصافها، ولكننا نبدأ بمن اكتسبت صفة متنقلة «رحالة»، ثم نميل الى المتوطنة في قرى ولا نتحول منها إلا لأسباب اضطرارية، وأحوال قاهرة قاسرة. والقبائل الكردية كثيرة، وما وصل إلينا خبره يكون بلا ريب موضوع بحثنا.
لواء السليمانية
١
- قبائل الجاف
بصورة عامة
هذه القبيلة يبالغ في كثرتها، ولا يزال منها قسم على البداوة والتنقل، وقسم آخر أهل قرى يقطن في مكان واحد. وأول ما ورد ذكرها في معاهدة السلطان مراد الرابع المعقودة في ١١ المحرم سنة ١٠٤٩هـ، ولم يعرف عنها قبل ذلك، وكل ما ذكر عن فروعها ٤، ولعل هذه هي الفروع التي وقع عليها النزاع (١) ولم نجد تدوينات تشير الى ما كانت عليه. والآن أكثرها في «لواء السليمانية»، وقسم لا يستهان به في ناحية شيروانة التابعة لقضاء كفري من لواء كركوك، وفريق ثالث كبير جدًا في أنحاء إيران في «زهاب» والمواطن الأخرى حتى أردلان ونواحيها من إيران.
ولا نرى انتشارًا وكثرة في قبائل العراق الكردية مثل ما نراه في هذه القبيلة وفروعها إلا قليلا فقد زادت نفوسها، وتنقلت في مواطن عديدة بحيث صارت في كل موطن تعد بالألوف ولم يقع إحصاء يوثق به في بيان نفوسها أو يصح الاعتماد عليه لنرجع إليه. والنفوس متحولة في العشائر، غير مستقرة. وهذا لا يمنع أن تكون من العشائر ذات المكانة الكبيرة، والاهتمام الزائد من الحكومات المجاورة. لكثرتها وبداوتها وقوتها. ولوقوعها في الحدود، ولأنها تتردد بين إيران والعراق ففي رحلة الشتاء تميل الى السليمانية والأنحاء العراقية الأخرى وفي رحلة الصيف تذهب الى إيران. مما دعا أن يشار الى القبائل المنازع فيها في المعاهدة المذكورة.
وأكثر ما جاء عن هذه القبيلة من التدوينات نراه في تقرير «تحديد الحدود الإيرانية» المقدم من الفريق درويش باشا في سنة ١٢٦٩هـ والمطبوع سنة ١٢٨٣هـ وسنة ١٣٢١هـ، وفي كتاب خورشيد باشا مكتوبي وزارة الخارجية المسمى «سياحتنامهء حدود» وكان قد رافق درويش باشا فكتب ما علمه بأمر من السلطان وإيعاز من وزير الخارجية بصورة خاصة وكذا جاء عن هذه القبيلة في دوحة الوزراء، وفي «عنوان المجد في تاريخ بغداد والبصرة ونجد» للسيد إبراهيم فصيح الحيدري، وراجعت أيضًا نفس القبيلة وتحققت منها أشياء كثيرة لها قيمتها سواء من رؤسائها أو من أمرائها.
لم نجد من تعرض لوجه تسمية هذه القبائل ب «الجاف» وقد سألنا الكثيرين منهم فلم نظفر ببغية. كانوا في جوانرود، فجاءوا العراق، ولا يزال قسم منهم في «جوانرود». ولعل «الجاف» منحوت من «جوانرود» نطق به العرب، فعم وشاع ولعل في القراء من يدري سبب التسمية وتاريخه لما قبل المعاهدة الإيرانية - التركية أيام السلطان مراد الرابع فيفيدنا.
والظاهر ان القبيلة لم يكن لها من الشأن ما يستدعي التدوين عنها، وإنما عظم شأنها أيام النزاع بين إيران والعراق. ومن ثم شعروا بوجودهم للعلاقات الحربية بين الدولتين الإيرانية والعثمانية، فكانوا كما يظهر أعانوا الدولة العثمانية، فأدرجوا في المعاهدة تأييدًا لولائهم ولما قاموا به من خدمات، والفرق الأخرى جعلت لإيران من جراء عين السبب ... أو لتوطنها إيران وبعدها عن العلاقات السياسية.
ولما كانت الحكومة في العراق عاجزة عن تعقب أثرهم في استحصال البيتية وتسمى «الكودة» «الرسوم المعلومة» فقد اتفقت مع أمرائهم على مقطوع يستوفى بقسطين يؤدى الى لواء السليمانية في الربيع وفي الخريف، وكانت الأقسام الأخرى من هذه القبيلة قبل نحو ٣٠ أو ٣٥ سنة تؤدي ضرائب للحكومة الإيرانية إلا أنها امتنعت من إعطائها خلال المدة المذكورة، كما أن العشائر الإيرانية من الجاف حينما كانت ترد الى أنحاء خانقين ومندلي «بندنيجين» تقوم ببعض الأوضاع غير اللائقة، تعتدي على بعض المواطن فلا تخلو من إثارة زعازع وهكذا أعمال هذه العشائر حينما تذهب الى أنحاء «سنة» من المملكة الإيرانية لا يراعون الحالة الاعتيادية، وإنما يقومون ببعض الأضرار وإثارة الأذى بالرعاية.
وكذلك الأمر في عشائر الجاف القاطنين في لواء السليمانية يمضون الى «صغوق بولاق» المعروفة ب «صاوجبلاق» أيضًا كانت تأتي الى أنحاء إيران المذكورة وتؤدي رسوم المراعي «شاة مرتع» إلا أنها منذ ٣٥ سنة امتنعت عن التأدية، وأنها عدا ذلك لا تخلو من إيقاع اضطرابات، وإحداث غوائل بما يقومون به من حوادث (١) .
هذا. والملحوظ أن هؤلاء نظرًا لمنازعات الحدود صارت الحكومتان تخطبان ودهم وتراعيان جانبهم، الأمر الذي أدى أن تغمض العين عن هؤلاء في أمر المطالبة بالتكاليف الأميرية. فتمكنوا أن يعيشوا بنجوة من الرسوم. أو قلة التدخلات بحيث صاروا لا يتفاهمون إلا مع أمرائهم رأسًا.
أمراء الجاف
وهؤلاء إمارتهم عامة على كافة قبائل الجاف إلا أن الطوائف في إيران يحكمها أمراء آخرون من سلسلتهم وهم الآن منفصلون عنهم إلا أنهم يقطعون بالاشتقاق ويحفظون الصلة النسبية.
١ - سلسلة نسبهم: وهؤلاء سادة عرفوا بهذا النسب أبًا عن جد. ولا يزالون يقطعون في أنهم سادة.
راجعت شيوخهم، والعارفين منهم فتحصل لي أن سلسلتهم ترجع الى (بير خضر شاهو) وهو الجد الأعلى المحفوظ اسمه، و(شاهو) جبل في أنحاء إيران في جهات جوانرود ينتسب إليه جميع سادة الأكراد، ومنهم الجاف.
ومن هذا نعلم أن إمارتهم دينية في الأصل، تمسك بهم القوم لأنهم سادة ومن ثم قوى تسلطهم ونفوذهم على القبائل فانقلبت السيادة والمشيخة الدينية الى إمارة عشائرية، فاستقرت إدارتهم، ودامت أمدًا طويلًا، والى اليوم، ولا يحكم عليهم أمير بعينه، وإنما نرى في كل ناحية أميرًا من أمرائهم مطاعًا، يسلمون له بالإمارة. ويغلب على الأمراء اليوم أنهم ملاكون يتعيشون من أموالهم، ولم تكن لهم تلك السلطة المباشرة على القبائل كما كانت قديمًا ونراهم في هدوء وطمأنينة، لا يبتغون الفتنة والشر. ولهم الإحسان والإنعام في إعالة قبائلهم بأملاكهم، والحب بينهم حقيقي ومتبادل، ولم يكن نتيجة خوف وقوة إلا أن الإمارة ليس لها ما كان معروفًا من جباية، وعائدات وما أشبه.. بل الطاعة حقيقية.
وهذه سلسلة أمرائهم (١): ١ - ظاهر بك بن سيد احمد بن بير حمزة وظاهر ينطق به (زاير) جاء الى العراق وكان في جوانرود وهو أول من ورد العراق وكان مركز إمارتهم في إيران، ومن ظاهر هذا يمضي العمود الى بير خضر شاهو المذكور، ويقفون عند ذلك، ولا يستطيعون تعداد من بعده.
ومن هذا يجري التفرع كما يلي: زاير بك (ظاهر بك) قادر بك محمد بك، سليمان بك ٢ - إن قادر بك المذكور ترك ولدًا اسمه محمد بك، وهذا أعقب ولدًا اسمه (بهرام بك) وإن فرع البهرامية ينتسب الى بهرام بك بن محمد بك ابن قادر بك وتسمى بهرام بيكية. وسلسلتها كما يلي: بهر أم بيكية: محمد بك بن قادر بك بن سليمان بك المذكور بهرام بك، عزيز بك، قادر بك، أحمد بك عبد الله باشا رستم بك، قادر بك محمد صالح بك محمد بك مصطفى بك، محمد بك، علي بك أحمد بك، عزت بك أحمد أحمد حسن برويز كيخسرو حسين، محمد محمد رشيد جميل أمجد، ماجد، كمال محمد بك، توفيق بك، حسن بك امين بك، فتاح بك، أحمد محمد بك، كمال، صبري، يوسف مصطفى، أحمد محمد ميران بك قادر بك
الكيخسرو بيكية
رأس هذه الأسرة كيخسرو بك بن سليمان بن قادر بك بن ظاهر بك (زاير بك) المذكور سابقًا. وأولاده: قادر بك عبد الله بك وهؤلاء لم يعقبوا.
سليمان بك محمد باشا. وتفرعاته في المشجر رقم ١ عبد الرحمن بك. وتفرعاته في المشجر رقم ٢ المشجر رقم ١: محمد باشا بن كيخسرو حسن فتاح عثمان باشا محمود باشا سليمان محمد علي حسين عبد القادر، محمد كريم، رضا عبد الرحمن، محمد، أحمد داود محمد محمد، عبد الرحمن، علي جميل أحمد، عزة، محمد سعيد، طاهر، مجيد أنور، جمال حامد كيخسرو، علي، حسين، أحمد عبد الله (١) عثمان، محمود، عبد الله شوكة المشجر رقم ٢: عبد الرحمن بن كيخسرو محمد صالح، عزيز، احمد، نامق مصطفى، عبد الله، فائق، كريم
فريق
والملحوظ أن هؤلاء كل منهم ملقب ب (بك) ويقصد به (الأمير) . وهم بيت الإمارة، واللفظة تركية. وحبًا بالاختصار ذكرنا الأسماء مجردة عن الصفة فاقتضى التنبيه الا أن يكون المرء ملقبًا بلقب (باشا) فاننا ذكرناه كما في المشجر السابق. ولم نتعرض لذكر من انقرض ولم يعقب.
الولد بيكية في الجاف العراقية
ولد بيكي رستم، أحمد قادر محمد
حسن، كريم، محمد محمد سعيد، محمد عبد الرحمن احمد محمد علي، حسين الآن في حلبجه في سنة وهؤلاء الأمراء منهم في إيران ومنهم في العراق، ولا يتيسر الاطلاع على تفرعاتهم، وقد رأيت بعض رؤسائهم، وكتبت عن بعض ما يتعلق بقبائلهم، ولم يتيسر أن أعرف الباقين. والمعروف أن رئيس ولد بيكي اليوم في إيران هو يعقوب بك وأخوه صالح بك أولاد فتاح بك بن سعيد بك بن صوفي بك بن بهام بك بن سيد أحمد بك ابن ظاهر بك. كما علمت ذلك من رئيسهم صالح بك نفسه.
ومن هذه المشجرات نعلم أنهم يتفرعون الى: بهرام بيكية كيخسرو بيكية ولد بيكية ومن هؤلاء يشتق أمراؤهم الموجودون. وجاء في سياحتنامهء حدود سنة ١٢٦٨هـ وفي تقرير درويش باشا أيضًا أن الجاف قد توزع سلطتهم محمد بك كيخسرو بك «هو محمد باشا»، ومحمد بك بن قادر بك، ومحمد بك بن أحمد بك «من الولد بيكية»، وبين أن محمد بك كيخسرو سلطته أوسع من غيره، ومحمد بك قادر بك يتلوه قليلا، والثالث ليس له حكم إلا على القليل من الطوائف المبعثرة ولا يتصرف بأكثر من ١٥٠ بيتًا من الجاف الأصليين. وفي الحقيقة قد توزعت قبائل الجاف بين آل كيخسرو بك، وآل قادر بك. كما أن هذه العشائر كانت تؤدي للحكومة مقطوعًا يؤخذ من العشيرة على عدد بيوتها سوية يصيب كل بيت ٨٧.٥ قرشًا، فانهم يتقاضون عوائد هذه الرسوم من العشيرة سواء من جراء ما يحدث من جرائم، أو من غيرها لأسباب مختلفة.
فإذا عصت طائفة على أميرها استعان هذا الأمير بالقبائل الأخرى وتمكن منها، وحينئذ نهب أموالها، وفعل فيها ما شاء بلا سائل ولا معاتب (١) .
وتظهر مكانة الإمارة عند وقوع النزاع بين «إيران والعراق»، أو بين الحكومة العثمانية، وبين إمارة بابان ولكن هذه العلاقات أدركتها الحكومة مؤخرًا، أو أنها لم يكن في وسعها الالتفات اليها في أواسط القرن الثالث عشر الهجري أيام قضت على إمارة بابان.
وكل ما نقوله الآن أن الحكومة أدركت أمر الجاف مما دعا الى القضاء على إمارة بابان قبل تحديد الحدود، فتوضح لها عند تدقيق الحدود وأثناء الاتصال بهم أن البابان كانوا ناظم هذه القبائل، وكانت إمارة فوق تلك الإمارات، فاتصلت بالجاف، وتفاهمت مع الأمراء منهم، وأعطت محمد بك لقب (باشا)، ومن بعده منحت ابنه محمود بك (١) لقب باشا وهكذا ... فعلمت كيف تدبر الأمر ...
أمراء الجاف
والأوضاع السياسية بعد معاهدة السلطان مراد لم يعد للجاف ذكر في حوادث العراق إلا قليلًا. لأن أمراء «بابان» كانوا قد سيطروا بإمارة عامة على العشائر في لواء شهرزور ومن جملتهم الجاف وربما استعانوا بهم في القضاء على «إمارة بلباس»، وكانت لا تقل عن الجاف. فاستخدموها أثناء تنازع السلطة بينها وبين بلباس، كما أن البابانيين توسلوا بقوة الحكومة في أحيان عديدة لقهر بلباس بداعي أن هؤلاء البلباس مفسدون في الأرض بالنهب والسلب، وكذا كانوا يصاولونهم بالقبائل المجاورة، فمال البلباس الى إيران ولم يبق منهم في العراق إلا القليل بل تبعثر أمرهم، وتشتتوا.
أما الدولة فإنها في كل أحوالها تريد التدخل، وتحاول التسلط بوسائل مختلفة لتقف على الحالة وتنظر إلى ما وراء ذلك مما عزمت على إجرائه بأمل السيطرة على الامارتين معًا وهكذا يختلف الوضع بالنظر لآمال كل، ولكنها أضاعت الرشد في القضاء على البلباس فانفرد البابانيون في السلطة فكانوا في يقظة، فاستخدموا الجاف من جراء أن قسمًا منهم في إيران والآخر في العراق للمحاربة بهم والتشويش على الدولتين ليكونوا بنجوة من تسلط إحداهما. فإذا تضايق البابانيون من العراق، وشعروا بقوة الحكومة مالوا الى إيران، وهكذا إذا شعروا بقوة إيران مالوا عنها. واستخدموا الجاف على البلباس وعلى غيرها. وهكذا استخدموا قبائل أخرى لعين الغرض ولم يقصروا في تدبير.
مضت إمارة بابان مدة على هذه الوتيرة حتى أخذت الحكومة وضعها قبل أيام درويش باشا الفريق بقليل واستولت على ما كان بيدها، وراقبت الحالة بنظرات صادقة، واطلعت على إمارة البابان وأنها لا قدرة لها إلا في النفوذ على أكبر القبائل في اللواء وهم الجاف ومن على شاكلتهم فاشتغلت لتقريبهم، ومنحتهم الألقاب الفخمة، وجلبتهم لجانبها..
وهناك قد حصل التفاهم بين إيران وتركية على التعاون للقضاء على هذه الإمارة ليكونا بنجوة من الغوائل، فلم يستطع آل بابان أن يعودوا للتجربة السابقة بالميل إلى إيران إذ لم يجدوا مساعدة منها بل عزمت الدولتان على المناصرة في القضاء على الإمارة المذكورة، فكان ذلك قبل تحديد الحدود بمدة قليلة.
وإن الجاف لم يعودوا إلى الالتفات إلى أقوال أمراء البابان، وقد رأوا توجهًا من الدولة وحصلوا على مكانة مرضية.
شعر الجاف بقوة، ونظرت الدولة أمر إدارتهم بأنفسهم. فتفاهموا مع الدولة العثمانية، ولم يظهر منهم ما ينفر أو يدعو للقيام عليهم، فبقوا موالين للحكومة حتى أيامها الأخيرة.
ومن ثم قضت الحكومة على الأسرة البابانية، ونالت هذه مكانتها وزيادة. لأنها كانت في خشية من تلك، وأمن وطمأنينة من هذه، فقامت هذه في حراسة الحدود ومراعاة سياسة الحكومة. ولقبت الحكومة أميرها محمد بك كيخسرو بلقب «باشا» مما يعين هذا الاتصال بالدولة. على أن الدولة لم تأمن غوائل الحدود، ولزوم مراقبتها خشية إحداث أمثال ما وقع في بابان مما فصل «تاريخ العراق»، ولكن الحكومة أمينة منها أكثر، وهي «خير حارس للحدود».
كل هذه مما جعل الدولة تمشي بصورة معقولة. وتنهج سياسة قويمة، ومثلها إيران فإنها ملت الحروب، وصارت تودّ الطمأنينة بكل قواها، فلا إثارة فتن، ولا قيام زعازع أو حروب. والدولة العثمانية خاصة راعت العدل بين أمرائها ومجاوريهم، فلا تركن الى ما يشعرون بشدة وطأته، ولا الى ما يؤدي الى انتهاك الحرمات والحقوق لما هو مألوفهم ومعتادهم.
جروا على ذلك الى أواخر أيامهم، ومضوا على سياسة كأنها ملهمة، أو تابعة لطراز عملي، أو وجهة مبناها الاحتفاظ ب «تقرير ما كان على ما كان»، فلم يعهد لها الاحتفاظ بسياسة رشيدة أكبر من مراعاة هذه القبيلة، وملاحظة العنعنات القديمة بين رجالها.
وفي كل أحوالها كانت لها مخصصات التزام تأخذها منها مقررة لا تتجاوزها ولا تتدخل في أمرها، وإن الأمراء كان ربحهم في هذه المخصصات والاستفادة من عوائدها بصورة متعينة، فكانت العلاقة محدودة. الأمر الذي جعل قبائل الجاف تسرح وتمرح في هناء ونعيم، وبنجوة من الموظفين وتدخلاتهم بحيث صارت القبائل الأخرى من الجاف تتوارد بين حين وآخر لأدنى ما ترى من إيران من تضييق أو تشاهد من ضغط حتى تكون اليوم منها قبائل كثيرة مالت من هناك ولجأت الى العراق.
ومن جهة أخرى أن القبائل لا ترى من أمرائها ما هو مشهود في هذه فلا تجد الأمراء يأخذون «شاة مرتع»، أو تكاليف أخرى تزيد عن المقطوع، فالجاف كانت تؤدي المقطوع للحكومة، ولا تزيد الأمراء فيه مهما زادت قبائلها أو تكاثرت. فالأمر الذي جعل تلك القبائل في اتصال وثيق بالأمراء. يزرعون الأراضي العائدة لهم ويؤدون ما يؤديه سائر الزراع بكلفة أقل، ولا يرهقونهم أكثر مما يتحملون من العوائد. ولم يعرف في أمراء القبائل الأخرى أو رؤسائها ما كان مشهودًا منها من جراء الطمع، ومراعاة سلب القبيلة بقدر الامكان ولحد أقصى حتى لا يبقى مجال لما هو أكثر بقدر الطاقة. ولا حاكم في القبائل الأخرى سوى القوة بخلاف هؤلاء الأمراء فهم بمثابة رأس أسرة، وكبير عائلة يرأف ولا يقسر، ويقوي قبيلته ولا يضيق، وإذا أكل أكل بمعروف.
ذلك ما ولد التفادي، وهو قليل من كثير، وهو الذي قوى الألفة، وحافظ على المجموعة، فليس هناك آمر ومأمور، أو قاهر ومقهور، بل طاعة صادقة وخدمة حقيقية.
وكل ما أقوله أن القبيلة بسعادة وهناء من رؤسائها وفي وئام معهم في أغلب أحوالهم، ذلك ما دعا أن لا يردوا لهم قولًا، ولا يعدلوا عن أمر. ويعجبني أن رضا بك من أمراء الجاف قد أكد لي أن أكثر أوصاف العرب التي عرفها في التاريخ موجودة فيهم وهي تلك السجايا المرضية المرغوب فيها من كل قوم وأمة على وجه البسيطة، وتحلى بها العرب، وتحلت بها هذه القبيلة، بل قبائل أخرى أيضًا.
وكل ما عرفناه من سجايا هذه القبيلة وخصالها الحميدة دعانا الى بيانه، وهكذا قل عن خصال الأمراء، وعلو أخلاقهم، وحسن سلوكهم.. فهم أهل لأن يكونوا أمراء هذه القبيلة، وهم أحق بها وأهلها. واللسان ليعجز من إيراد كل ما يستحقونه من الثناء عليهم في صفوتهم، وصفاء سريرتهم، وحسن عقيدتهم، وادائهم للفرائض الدينية مما لا نعهده في الأمراء الذين أفسدتهم بهارج المدنية..
ولا يستغرب المرء مما أقول، ويرى أن هؤلاء ملائكة، ولكنني أؤكد أنني لم أكتب إلا ما شاهدات أو رأيت، أو علمت، ولم أغال في مدح، وهم فوق ما وصفت، وإنما كتبت مما اقتضاه واجب الذمة، ورأيته لازم الصدق فدونت ما علمت.
وأني في هذه الحالة أعد نفسي قد تجاوزت الوصف، ولا ألبث أن أحاسب نفسي مرة أخرى، فلم أر ما يستحق أن يطوى، أو يجب أن يخفف منه، أو يحور وإنما أنا معتقد بصحة كل ما قلته، ولا يهمني من في قلبه زيغ، أو يتصور أن الأخلاق الفاضلة مفقودة، أو أن السلوك المرضي غير مشهود.. فيستاء من كل شيء، ولا يرضى عن أحد، بل أن الدين متأصل في أكثر الأكراد، راسخ فيهم، وطاعتهم للعلماء عظيمة.
وما ذكرت إلا ما اعتقدت، وليكتب من شاء ما شاء من ملاحظة عيوب، أو التوسل ببيان الصفحة التي قد يراها في فرد أو أفراد لا يمثلون المجموع فلا نرى قيمة لأمثال هذه التي وجدت من حين وجد البشر والناس لا يخلون من صالح وطالح، والجماعة تعرف بالصلاح إذا كان غالبها على ذلك، وتكون طالحة بدرجة تغلب أهل الشر.. والمجتمع الفاضل هو الذي يتغلب على أهل الشر بما ملك من سجايا قوية، وما نال من مكافحة لهذه الفئة. وقدرة على المجاهرة بحربها، ومحاولة القضاء عليها، وليعش المجتمع الفاضل بسلوكه وأخلاقه، وسجاياه النبيلة.
وكل ما تحتاجه القبيلة أن يكون بين ظهرانيها علماء لهم المكانة المقبولة والمنزلة المرضية في تعليم العقيدة الحقة دون أن تشوبها شائبة.
تفصيل قبائل الجاف
هؤلاء مجموعة كبيرة، والآن قد استقل جملة أمراء كل واحد في قسم من أقسامها سواء في إيران أو في العراق في لواء السليمانية، أو في ناحية شيروانة التابعة لقضاء كفري. ولا يفرق بين قبائل الجاف إلا أن الأوضاع السياسية دعت أن تعتبر هذه القبائل مجموعتين: جاف العراق، ويقال لهم «جاف مرادي».
جاف إيران، ويدعون «جاف جوانرودي».
وفي العراق جاء ذكر قبيلتين من الجاف في معاهدة السلطان مراد: ضياء الديني. وهذه تفرقت شذر مذر، ولا يعرف عنها اليوم شيء. وكانت قبيلة كبيرة لها شأنها.
وكان قد جاء في سياحتنامهء حدود، وفي تقرير درويش باشا أنهم لا يتجاوزن الخمسين أو الستين بيتًا (١) .
هاروني. وهذه لا تزال معروفة ولها كيانها.
وفي إيران ورد ذكر قبيلتين من قبائل الجاف في المعاهدة المذكورة: بيره. وهذه لم يعرف لها ذكر. ولعل لفظها «ندره يى» فخفف الى نيره يى ودخله التصحيف. أو جاء محرفًا. فلم تعد تذكر. وقد حاولت أن أعرف قبيلة بهذا الاسم من نفس الجاف في إيران وفي العراق فلم أظفر بخبر.
زردويي. وكانت أيام تقرير الحدود الإيرانية من جانب السلطان مراد الرابع في إيران والآن موزعة في إيران والعراق. و «زردو» موقع عرفت به بين هاورامان وجوانرود، فصارت تسمى «زردويي» وهو من أنحاء جوانرود.
وللكلام على جاف إيران من جراء الصلة والقربى قد أفردنا بحثًا خاصًا في فروعها وأوضاعها حتى اليوم.
وهنا نقول أن القبائل المذكورة لا تدل على الحصر، وإنما هي القبائل التي وقع النزاع عليها بين إيران والعراق، وإلا فالجاف كثيرون، لا يحتمل أن يكونوا تفرعوا حديثًا، وإنما فروعهم تحتاج في تكونها الى زمن أكثر بكثير مما ورد في تاريخ المعاهدة «سنة ١٠٤٩هـ».
جاف العراق
أو جاف مرادي هؤلاء الجاف قديمو العهد في العراق. ويرجع تاريخهم الى ما قبل السلطان مراد، فإنه لا يدله في تكوينهم، وإنما كانوا موجودين، تدل على ذلك المعاهدة. أو الأصح أن نقول «جاف العراق» لا أن نقول «جاف مرادي» ونريد جاف السلطان مراد الرابع.
وليس لدينا من الوثائق ما يعين تكون فروعهم أو قبائلهم بصورة منتظمة، والأحوال الشعبية عندنا لم نر المدونات فيها إلا قليلة جدًا، وكفى أن ندون الحاضر، ونعين الفروع المعروفة اليوم، ونعلم حينئذ أنها نتيجة الماضي القريب والبعيد ... فهم خلاصة العصور ونتاجه. أما ما كان قد علم تاريخه فقد دوناه، وأشرنا الى ما قيل فيه. إلا أننا نقول أن بعض القبائل منها قسم في إيران، وقسم في العراق كما أن أجزاءها في العراق متفرقة في مختلف المواطن، ففي شيروانة بعض الفرق وأجزاؤها الأخرى في السليمانية وفي مواطن أخرى. فالفخذ الواحد نرى أقسامه في أماكن عديدة ...
وكذلك يهمنا أن نشير الى أن بعض الفروع أو الطوائف على ما يظهر خارجة عن القبيلة واختلطت بها بمرور وصارت تعد منها، ولا سبب لذلك إلا أنها جاءت مجموعة أو أفرادًا تكاثروا وعرف أنهم ليسوا منهم مدة ثم تنوسي الحال ...
وكل ما نريد أن نقوله في هذه القبيلة بل الإمارة أننا دونا ما رأيناه أو شاهدناه من أمرائهم وقبائلهم، أو علمناه منهم ومن غيرهم، وكذا ما قرأناه في مختلف الآثار وليس على المرء أكثر من أن يبذل قدرته. وقد جمعت - بقدر الإمكان - بين الأمرين المنقول والمشهود في الحال الحاضر. حذرًا من الاشتباه في الأعلام سواء في الأشخاص أو في المواطن مما قد يعرض له التحريف والتصحيف ...
ومهما توسعنا في تفصيل هذه القبيلة كان ذلك قليلًا، وهي إمارة قبائلية تتكون من فروع عديدة وطوائف كثيرة منها ما استقرت في ناحية، وكادت تستقل في فروعها عن غيرها، بل هي ماضية في هذا السبيل، وقد حلت محل الأصل ولا يدرك شأن هذه الفروع أو الطوائف إلا من عرفها وأدرك ما أصابها من التشتت او التوزع من جراء ضيق العطن. ومع كل هذا نراها وحدة عظيمة في اجزائها، ذات شأن مذكور في التاريخ. ويصح ان يقال ان اكبر عامل لانفراط العقد هدوء الحالة بين إيران والعراق، فليس هناك في العصر الأخير من الطوارئ ما يدعو للوحدة فتوزعت اذ لا يوجد ضرورة قاهرة، ولا حالات مجبرة. والحالة الاجتماعية تابعة لما تقتضيه أوضاعها وحاجاتها. او ما يهدد سلامتها، فكان لهذا الهدوء مكانته وأثره الكبير في خلود هذه القبائل إلى ما يخدم الحضارة، ويسهل اتصالاتها التجارية والاجتماعية ...
ومكانة قبائل الجاف والقبائل الأخرى في الحدود مهمة جدًا، وهي مكانة حراسة ومشارفة وقد أكدت العلاقات الجديدة بين إيران والعراق الهدوء اكثر بمراعاة حسن الجوار بين الطرفين، فكان له أثره في خلود العشائر للراحة والطمأنينة. خصوصًا نرى التعاون بين الدولتين بالغًا حده في التعاضد للقضاء على الغوائل الداخلية التي تثيرها قبائل الحدود. ومن أمثلة ذلك الفيلية، وكلهور وغيرهما مما حدث من قضاء على إماراتهم.
ولا يستغرب القارئ فالنصوص التاريخية في مختلف العصور والأيام تبرهن على ما يؤدي بنا حتمًا إلى لزوم المعرفة الصحيحة، وإدراك نفسيات القبائل..وما يقع في الحدود اعتياديًا، وما هو نتيجة إثارة وحركة غير اعتيادية. ودرجة الاهتمام، ومن ثم نتيقن المكانة ...
والملحوظ أن هذه القبائل يقطع أمراؤها، ورؤساؤها في أصلها وقد اجتمعت بالكثيرين منهم فقالوا متفقًا انهم من قبائل عنزة إلا ميكايلي فأنها أموية تمت بصلة الى عثمان بن عفان الخليفة «رض» وقد استثنى أيضًا كلالي وهؤلاء ليسوا منهم أو لبعد الاتصال عدت كذلك. وكذا الأمراء فإنهم سادة. ولكن هذا لا دليل يؤيده سوى المسموع. والظاهر أنه رياسة لا غير. والمنقول في أصل كل قبيلة منها سنتناوله بذكر ما جاء أو عرف، ولكن مما لاشك فيه أن القوم كرد، عاشوا كردًا، ويشعرون بما يشعر به هؤلاء من عوائد وأوصاف، وهم أقرب الى العرب في أوصافهم الفاضلة من إكرام ضيف وأخلاق مرضية.
وفي أيامنا كريم بك ابن فتاح بك أحد أمراء الجاف قد تكلم على قبائله خاصة في رسالة (١) تتضمن «تاريخ الجاف» وقد استفدنا منها كثيرًا فهي من خير المراجع للمعرفة الحاضرة كما أن النصوص الأخرى تعين الماضي ...
ولنمض الى تفصيل طوائفهم.
١ - ميكايلي
هذه الطائفة من أكبر فروع الجاف، وتنتسب الى الأموية، الى عثمان ابن عفان ﵁. وميكائيل جدها الأعلى الذي تسمت به هو صاحب الأصابع الست المشهور بين الأكراد ب «شش انكشت» ويتصل من جهة الأم ب «بير خضر» الفاطمي. ومن هذه القبيلة الشيخ خالد النقشبندي (٢) .
وفروع هذه الطائفة: ١ - رشوبوري. رئيسها حارث بن عزيز ومحمد خان بن سليمان وعدها معالي أمين زكي من أقسام الجاف رأسًا مع أنها فرع من فروعه أعني ميكايلي.
٢ - شوانكاره. الظاهر أنها من شبانكارة القبيلة المعروفة في إيران أو متسماة باسمها. ورؤساؤها رمضان وسعيد بخشا.
٣ - آلي بكي «علي بكي». ومنهم الشيخ خالد النقشبندي المشهور ورؤساؤهم خورشيد ومحمد طالب أولاد الحاج شاهسوار.
ومنهم خاصة نبغ الشاعر الكردي المشهور ب «نالي».
٤ - ميره يى. وهذا فرع كبير.
٥ - حمه ألي ويس «محمد علي ويس». رئيسهم رستم بن حسن، وعلي الحاج قادر.
٦ - رزده يى. رئيسهم أحمد فتاح.
٧ - كاكلي «بتفخيم اللام».
٨ - آخه سوري.
٩ - صوفياني.
ومن هذه الأفخاذ يتكون عدد كبير، ومجموع عظيم. إلا أن ميره يى، ورزده يى، وكاكلي يعدون من آلي بيكي، والآن مستقلون كفرقة. أو مندمجون في الفروع الأخرى. ولا يزال قسم منهم رحلًا، والقسم الآخر سكن القرى وأقام بها. واشتهر بعض هؤلاء الفروع بالغنى مثل آلي بكي، وكان يبالغ في ثرائهم، واليوم لم يكونوا بتلك الدرجة.
٢ - كمال يى
وتلفظ بتفخيم اللام. وهي من الطوائف المعروفة بين الجاف. ويقيمون في كوبان التابع لناحية شيروانة في كفري. رئيسهم محمود بن أمين وهؤلاء يعرفون بالصلاح والتقوى، وإن تارك الصلاة عندهم مقبوح جدًا. ينفرون منه نفرة لا مزيد عليها.
وفروعهم: ١ - شرواني. رئيسهم محمود المذكور.
٢ - سُوْسِكى (١) رئيسهم فتاح بن كريم.
٣ - كَجلي. رئيسهم حسين بن محمد عيسى.
٤ - محمود خاني. رئيسهم محمد بن حسن.
٥ - شاويسي. رئيسهم سمين.
ملحوظة
يعد منهم «دراجي»، وهم ليسو منهم، وإنما هم طائفة قائمة برأسها وعلى حدة.
وقبيلة كماله يى فيها رحل، ومتوطنون لا يفارقون أمكنتهم. مشهورة بالشجاعة فلا تلين لهم قناة. وهم بعيدون عن الحضارة، ولا يزالون في بداوتهم ولكنهم أكثر حرصًا على أداء الفرائض الدينية، وكذا الخرافات متأصلة فيهم، ومسيطرة عليهم.
ومن قراهم: كوبان.
كومه زرد كوبان دوميلان محمود حمه عيسى أحمد حسين
٣ - دراجي
وهذه طائفة صغيرة إلا أنها صارت تعد من كماله يى المذكورة. ورئيسها سمين بن شاويسي وهم اليوم في قلة.
٤ - روغزادي
وتلفظ روغزابي أيضًا. من قبائل الجاف الأصلية الكبرى ويصرحون كسائر الفرق الأخرى أنهم من عنزة. رئيسهم محمود بن رستم بن محمد بن محمود ابن رستم بن حمه جان بن علي بن روغزاد. وهم في مقاطعة سر قلعة، وسماق التابعة لناحية شيروانة.
وهذه فروعها: حمه جاني. رئيسهم محمود المذكور، وسليمان محمد جان، وأسعد ابن محمد محمود، ورستم حمه جان.
اسماعيلي. رئيسهم مدحت بن صالح، ورستم بن حمه فتاح، ومنهم من يقيم في ناحية قره طاغ، ومنهم في ناحية خورمال. وفيهم رحل يذهبون صيفًا الى إيران.
سرحد. رئيسهم خليفة بن يونس، قسم منهم في شيروانة وقسم في ناحية عرَبتْ من لواء السليمانية، وليس في هذه رحل.
شاويسي. رئيسهم شاهسوار بن عزيز في ناحية سنكاره التابعة للواء كركوك، وحسن كاكه أحمد.
نفس روغزاد. رئيسهم فتاح كامِرَن. وعثمان أمين. في شيروانة، وفي كُرده مير التابعة لشيروانة وفيهم رحل.
شيخ علي ويسي. رئيسهم محمد أمين قادر شيخ.
ومن هؤلاء «طرخاني»، وكانت منهم في الأصل، ثم تكاثرت طرخاني فاستقلت عنهم بتسميتها.
وفي قبيلة روغزادي رحل، وأهل قرى، وهؤلاء يقيمون في سر قلعة. وأما الرحل، فيذهبون إلى إيران صيفًا. هذا وأفراد هذه الطائفة لهم رغبة ملحة في الفلاحة والكسب من طريقه الشرعي.
ومن قراهم: سَرْكلْ «ثلاث قرى» زاله «ثلاث قرى» خلوْهَ كومَزَرْ كافحل بَلهْ وُشكْ تيه جرَمو واركه قوُلا كاكه برا سماق سه خِرّن كُلْه جو ناوَهْ يله وُش
٥ - طرخاني
وتلفظ «تُرخاني» أيضًا. ويراد بها المعفوة من التكاليف. كما هو المصطلح عند المغول. وهؤلاء من روغزادي لا تفرق عنها إلا أنها استقلت منها. وصارت فرعًا قائمًا برأسه، وتعد طائفة من طوائف الجاف، وهي كبيرة. ويقيمون في ناحية شيروانة في أراضي سر قلعة وسماق وفروعها: اَلِكْ (١) . رئيسهم محمد حسن «حمه حسن» ابن محمد بير ويسي، ومحمد شاهسوار «حمه ساهسوار».
باويسي. رئيسهم محمد بن حسن ميرويس.
فرقة حسن علي. رئيسهم محمد صالح بن رستم.
قرني الي جان (٢) . رئيسهم عبد القادر بن احمد الي جان.
هذا ومنهم في أنحاء قره داع، وجهات وارماوا. والرحل يذهبون الى أنحاء سَنكَاوْ، وسائر أنحاء إيران يتجولون في مراعيها الجبلية. ويقال في تسميتهم انهم خدموا محمد باشا أمير الجاف فأعفاهم من التكاليف، ومن ثم سموا «ترخاني» ولهم ثروة وغناء عظيم كما جاء في «تاريخ الجاف لكريم بك الجاف».
ومن قراهم: سيد جَزني. ومنهم دلوُ فتاح عمر زرد قاري محمود توران كوجك توران زرد محمد علي محمود زرد محمد محمود قوره جلاملا واركه بَرْزا تيمانه تيه سَوْز كاني ماران دوروزِنه «كبرى» دوروزِنه «صغرى» بيازه جار «البصل الجاث» قلاقوُ جالي زَرين منصور اَلكان
٦ - شاطرى
وتلفظ «شاتري» أيضًا. يقيمون في أراضي «زاله»، و «باوه نور» داخل ناحية شيروانة وهذه من القبائل الكبيرة بين قبائل الجاف. رئيسهم محمد ابن محمود، وقادر بن محمود بن محمد بن إبراهيم بن منصور ابن آخه. وهذا الأخير رأيته في موطنه في ناحية شيروانة، ومنهم في أنحاء حلبجه. رحل وأهل قرى والرحل يميلون صيفًا الى أنحاء إيران. ومنهم في قره تيه. وفروعها: إبراهيمي. رئيسهم محمد المذكور.
ميرويسي «آخه». رئيسهم أحمد بن محمد فرج آخه في كاني جقال.
وُرده شاطري في أراضي كاني جقل من ناحية شيروانة. وفروعهم: اَلكي. رئيسهم فرج بن محمد رسول.
شَمشيرْ كُلْ (١) «بتفخيم اللام». رئيسهم محمد ابن أمين شاويسي.
علي ميره. رئيسهم حسين بن حاجي محمد.
شاطر.
- يوسف جاني. وهؤلاء من شاطري إلا أنهم اليوم يعدون فرقة مستقلة ويسكنون في قضاء حلبجه في أراضي سَراوْ سبحان اغا. ويتفرعون الى: خلكي. رئيسهم محمد علي بن محمود بيرويسي وهو رئيس الكل.
جَرْمَلُ. رئيسهم أحمد بن قادر.
يوسف جاني. رئيسهم محمد علي المذكور.
باوه جاني. رئيسهم أحمد بن قادر المذكور.
ويتبع قبيلة شاطري: «وهم في قلة» وَلي «بتفخيم اللام». رئيسهم ملا عارف.
كزوه يى. يقال أنهم الكروية، أو أن الكروية منهم وهذا مستبعد. رئيسهم محمد قادر.
نزويني.
هان.
ويقال في سبب تسمية «شاطري» بهذا الاسم ان الشاه عباس الصفوي كان قد استخدمهم قصاد بريد، وعندهم «شاطر» بمعنى قاصد البريد. ومنهم من يقول أن اللفظة مأخوذة من «شاهترين» ومعنى ذلك أنهم أكابر الفرق ويتفوقون عليهم.
ومن قراهم: يوقا.
كواجَرمُك.
فقيه مصطفى.
كرده يعني سيد خليل.
قاسم اغا.
بَرلود.
تازه دي.
حسن محه.
زاله صفر.
بسم الله.
خالد بك.
كيوزوك.
توُهَ قت.
سارامردك.
٧ - عيسايى
وهؤلاء مشهورون في ايقاع الشرور يقيمون في كاني جقال، وباوه نورمن ناحية شيروانة، ويعدون في عداد شاطري الا ان الاكثر يعتبرونهم فرعًا مستقلًا. وفي الحقيقة هم فرع قائم برأسه. ورؤساؤهم عزيز بن علي ميرخان، وأحمد بيرام، وفرج ابن علي ميرخان وقد اشتهروا قديمًا بالسرقات، بل يهولون بهم في السابق، وقد تبعهم هذا النبز، ولا ادري ما إذا كان لها أثر اليوم أم لا؟ وفرقهم: ١ - اميرخاني. الرؤساء.
٢ - مرادويسي. رئيسهم يارويسي بن مراد ويسي.
هذا. والرحل فيهم قليلون جدًا.
٨ - هاروني
من قبائل الجاف. وهم نحو «٥٠٠» بيت، رئيسهم علي بن محمد أمين، ومحمود حاجي قادر، يقيمون في كرميان في «بي باز» ناحية تابعة لكركوك. وفي شهرزور في قده قري، وتوُهَقت، وجرَدْا سِنهْ، وبي سَامينْ، وريشهَ نْ، وكان في بردينه، وقاَلبزهْ، وتيه ريَزينه، وقهرمَاني، وخلامي، وكلكْ «بتفخيم اللام» وتيه كلاوي. وكل هذه تابعة قضاء حلبجه. وهذه القبيلة من قبائل الجاف القديمة المذكورة في معاهدة السلطان مراد الرابع بل أنها ذكرت في الشرفنامة (١) .
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
وجاء عنها في سياحتنامهء حدود أنها كانت تقيم بين زهاب وسربل. والآن منها في سنة، وفي كرمنشاه، وفي شهرزور. قال وأغلبهم في كرند التابعة لكرمنشاه، وفي ما هي دشت غير مجموعين وإنما هم متفرقون بين قبائل السنجابية ومن فرقهم: نفس هاروني. رئيسهم محمود حاجي قادر.
سليمي. رئيسهم علي بن محمد أمين.
نِدْرِشهي. رئيسهم احمد بن حسين، وبير ويس حاجي علي.
قده فري «غضنفري». رئيسهم عبد الكريم باويَس.
قهرماني. رئيسهم احمد بن مصطفى خاله وتلفظ القرية «قاراماني».
خلامي. رئيسهم محمود ابن أحمد.
زاله يى. رئيسهم محمد بن قادر علي مجموعهم ١٢٠٠ بيت ويزيدون.
كاكه يى. رئيسهم حاجي رستم من بهرام وهم «بهرام بَيزَنْ» ويقال لها كاكه يى، وهي من سليمي.
وهذه قبل مائة سنة كانت متفرقة، واليوم مجموعة، ولها مكانتها. جاء ذكرها في المعاهدة أيام السلطان مراد، وأيام درويش باشا الفريق، وذكرت هناك كما انها ورد ذكرها في سياحتنامهء حدود (١) . والآن سائرة في طريقها الى التوطن والإقامة في محل واحد، والرحل في قلة.
وكان العداء بينهم وبين المريوانيين كبيرًا جدًا، والحزازات متأصلة مما دعا أن يقتل من الطرفين مقدار كبير، ولا يزال العداء قائمًا.
٩ - صراني (٢)
أصلهم من «سهان» موقع قرب جوانرود ويقال لهم «صياني» أيضًا وكذا «سداني» كما في تقرير الحدود وكما يلفظونه أنفسهم. والآن أكثرهم في العراق يقيمون في ناحية قوره تو، والباقون في ناحية شيروانة في باوه نور، وقسم في قضاء حلبجه في ناحية خورمال، وعمومهم ١٢٠٠ بيت.
فرقهم: نفس صداني. رئيسهم عبد الله رستم.
سيد مرادي. رئيسهم خسرو مصطفى «خسرومجه» ناوْدَيري. رئيسهم عبد الله بن محمد جان، ومحمد علي بن فرج رستم وكان سابقًا والده فرج بن حسن شيخ آلي.
والرحل من هؤلاء قليلون جدًا. وكانوا كثيرين إلا أن رحلاتهم فقدت العدد الكبير منهم لميلهم للقرى وتوطنها منفردًا.
وقراهم: جقلاوه.
كلكني. وعدت فرقة مستقلة.
كيله ك.
شيره مَرْ.
شيخ موسيْ.
آمورُه.
ولك سَينانْ.
وهذا داخل ناحية خورمال قضاء حلبجه.
قره جم.
علي بَكان.
خُرخُر.
بانه بُور.
معروف خزان.
وهذه في ناحية قوره تو.
١٠ - بداخى
قسم منهم في قوره تو، وفي باوه نور من ناحية شيروانة، وقسم في حلبجه في خورمال وعمومهم نحو ٣٠٠ بيت.
فرقهم: بداخي. رئيسهم محمد علي مرادخان.
اِيرنَكَه يي. رئيسهم محمد علي مرادخان.
وهم رحل، وأهل قرى. وجاؤا بلفظ «باداغي (١» كما في خلاصة تاريخ الكرد.
ومن قراهم: مستكان. في خورمال في مقاطعة قره تيه «عليا وسفلى» دولاش. في خورمال.
قاجره. في خورمال.
حاجي عبد الله. في خورمال.
باوه نور. داخل ناحية شيروانة.
محمد علي مرادخان. داخل ناحية شيروانة.
١١ - صوفى ون
في شيروانه في مقاطعة كاني جقال وفي أراضي هردَي سيداره (١) نحو ٢٠٠ بيت. رئيسهم توفيق بن مصطفى قادر ومنهم قسم في أنحاء السليمانية في قرية «هوانه»، وقسم في البجه في قرية «مالى جو» وهؤلاء أصلهم من الهماوند الذين ذهبوا الى جمجمال وبقوا مع الجاف. والهماوند من الجاف كما قطع بذلك الأمير كريم الجاف. وذكرهم في تقرير الحدود بلفظ صوفيوند.
ومن قراهم: «داخل ناحية شيروانة» تال كَاوي.
زابت.
كوُسين.
زَندَكا.
وفي السليمانية.
هوُآنهْ.
قالي جوُ.
١٢ - تيدكو
رئيسهم محمد أمين بك بن أحمد بك بن محمد بك بن بكر بك تيله كو. وهم في أراضي سر قلعة وسماق من ناحية شيروانه، وجاء ذكر هؤلاء في تقرير الحدود للفريق درويش باشا ومثله في سياحتنامهء حدود (٢) . ومنهم من عدهم من قبائل بلباس. إن معالي الأستاذ أمين زكي ذكرهم بين عشائر اردلان كقبيلة من قبائل تلك المواطن، ولكن كريم بك الجاف، وتقرير درويش باشا، وصاحب سياحتنامهء حدود عدوهم من الجاف.
وفرقهم: البكزاده. رئيسهم محمد أمين بك المذكور.
حمه ويسي. ويقيمون في بوه بياو. رئيسهم صالح بن خسرو، وحاجي سمين بن حاجي علي.
ومن قراهم: ولي حيدر.
نا صالح.
تيله كو «ثلاث قرى».
١٣ - يزدان بخشى
يقيمون في شميران التابعة لحلبجه نحو ١٠٠٠ بيت وعدهم في سياحتنامهء حدود وفي تقرير الحدود من قبائل الجاف في العراق وفروعهم: نفس يزدان بخسي. رئيسهم محمد سلطان أحمد.
بكزاده نحو «٢٠٠ بيت». رئيسهم محمود بك ابن عبد الرحمن بك، وتوفيق فرج.
سلطان أحمد «سان أحمد». رئيسهم محمد بن سان أحمد نحو ٣٥٠ بيتًا.
مامه شه يى. رئيسهم عبد الكريم محمد ياوبس. نحو ٦٠٠ بيت.
وقراهم: «في قضاء حلبجه» كاني كوَهْ.
شميران.
توُلهَ ويْان.
دِلِفْ.
حَمه رش.
وُل وَر.
وُزمان.
زِمنا كوْ.
شَك ميدان.
كِوي كِنم.
بِشي بيرك.
١٤ - كوكوبى
رئيسهم أحمد بن حسين في حلبجه في الجبل هناك، وكثير منهم في جوانرود في إيران، وعددهم كبير في أنحاء هاورمان ...
ومن قراهم: نفس كوكويى. في حلبجه.
أحمد حسين. في حلبجه.
ولهم قرى كثيرة في إيران.
١٥ - زردويى
وهؤلاء في قلة وأكثرهم في إيران. رئيسهم في العراق أمين محمد في حلبجه، أصلهم في جوانرود ورئيسهم هناك عبد الرحمن بك في هاورمان وعدهم في تقرير الحدود من قبائل العراق وإيران.
ومن قراهم: باُموك.
دَلهَ مرك.
شِندِرْ وَه.
سازان.
وفي إيران قراهم كثيرة.
١٦ - تاو كوزى
وهؤلاء في إيران ومنهم قسم في العراق وهم قرب قلعة شميران. والشاعر «مولوي» منهم وهو عبد الرحيم وله شعر في اللغات التركية والعربية والفارسية وله كتاب في العقائد بالكردية والفارسية ... و «مولوي» الشاعر مريد الشيخ عثمان طويلة خليفة الشيخ خالد النقشبندي. وله منزلة في الشعر الكردي، ومثله نالي الشاعر المعروف خصوصًا في أنحاء السليمانية ...
ورئيسهم في إيران أحمد بن كل محمد، ويقيمون صيفًا في زمكان وماكوان وفي الشتاء يقطنون «دوآوان ليله» ويراد بها ليله كدر، و «شيخَ سيلهَ» و «تاريكه». وفي سياحتنامهء حدود، وفي تقرير الحدود جاء ذكرهم بين عشائر الجاف في إيران واليوم في الموطنين، وفي العراق قرب قلعة شميران (١) ... ومنهم من يقول «طاووق كوزي».
ومن قراهم: «قرى تاوكوزي» سيد كاكه أحمد.
سيد محمود.
سيد محمد.
سيد عبد الله.
وقرى أخرى تبلغ ١٢ قرية.
١٧ - ميراولى
رئيسهم فتاح بيرام. في حلبجه، وهم من فروع الجاف ...
وقراهم: ميراولي.
بَيله نكه.
١٨ - نجم الدينى
ذكرهم في تقرير الحدود وتلفظ «نَزويني»، وهم فرقة تابعة الى «شاطري».
من قراهم: ١ - رند علي خان. في شيروانة.
١٩ - براز
وهؤلاء وردوا بلفظ «برار» كما في تقرير درويش باشا، وفي سياحتنامهء حدود جاءت بلفظ «براز» وهو الصواب، وهي معروفة اليوم بهذا الاسم فالتصحيف ظاهر. وهي في ناحية خورمال، وقراها: قلخورد.
براز.
ومنهم في ماهي دشت ورئيسهم عزيز خان بن حيدر خان ...
٢٠ - كلكني
وهذه أيضًا جاء ذكرها في تقرير الحدود. تابعة سداني. في خورمال من قضاء حلبجه.
١ - كلكني راجع سداني مذكورة فيها (١) .
٢١ - مريد ناصرى
هذه جاء ذكرها في تقرير الحدود أيضًا. والآن أهلها جبارية، سادة ولا يعدون من الجاف بل ليسوا من الجاف. في ناحية قلخانو التابعة لقضاء ليلان من لواء كركوك.
٢٢ - شيخ اسماعيلى
هذه مذكورة في تحديد الحدود. ومنهم من يعدها من طوائف «ايل غواره» وهذا لا يمنع أن يكونوا من الجاف. رئيسهم في إيران أمين خان ابن مراد خان بن شامراد خان يقيمون صيفًا في «ميهم» و «يهج»، وفي الشتاء كيلان. وهم في إيران والعراق.
وفرقهم: بِنهَ جود. رئيسهم أحمد بن حسن.
شاندري. رئيسهم طالب بن صالح.
وقراهم: شاندري.
كجلي.
ماو.
قره يتاغ.
توت آغاج.
اوج قبه.
نادر بيجه.
تيله كوُوَه.
كِرَه زَه.
بنه جود.
موان.
٢٣ - جنكنى
مذكورة في سياحتنامهء حدود وفي تقرير تحديد الحدود أيضًا. جاف داخل روغزادي. وميكايلي، وشاطري متفرقون ليس لهم مجموعة. والقسم الأعظم داخل سوران.
٢٤ - قدافري
أصلها غضنفري. وهي معروفة اليوم ومذكورة في سياحتنامهء حدود وتقرير الفريق. وهؤلاء من هاروني. ولهم قرية «قدافري» في خورمال.
٢٥ - قبائل أخرى
وهناك قبائل عدها صاحب سياحتنامهء حدود من قبائل الجاف:
كلور «كلهر». وفي الجاف متفرقون ومن قراهم: كوَجِك تاش.
بلباس. رئيسهم محمد اغا ابن احمد اغا.
ومن قرى بلباس: قاي ينجه.
كاني بانكه.
لك. رئيسهم فرج كرم الله.
وقراهم: كلال كوَه.
شيخ طوبل.
سيد محمود.
في حين أن هذه القبائل مستقلة، وعلى كل حال هذه أشهر قبائل الجاف المعروفة في العراق، ولا ينكر أنها دخلتها عناصر أخرى عاشت معها، وامتزجت بها بحيث لا تعرف لها قبيلة غير الجاف، وذلك مثل شبانكاره، وكلالي ...
وعن قبيلة الجاف في العراق جاء في عنوان المجد للحيدري بما نصه: «الجاف في غاية الكثرة والشجاعة والاقدام، ونشأ منهم شيخنا حضرة مولانا ضياء الدين خالد العثماني النقشبندي ... ويكفيهم فخرًا نشوء هذا الإمام منهم.» اه (١) .
كل هذا مما يبين مكانة هذه القبيلة، وهي مشهودة عيانًا لا يخفى مقامها بين القبائل المجاورة سواء في السليمانية، أو كفرى وقزلرباط «لسعدية».
وجاء في سالنامة الموصل: «إن عشائر الجاف متفرقون، ومن فرقهم ميره يى وطرخاني وغيرهما ... ولكل طائفة رئيس، وإن رئيسهم العام عثمان باشا ابن محمد باشا وأخواه سليمان بك ومحمد علي بك ... وكلهم إسلام، شافعية، ولكنهم بدو أهل خشونة، وشجعان ... وأن أشجع هؤلاء روغزادي، ولغة الكل كردية، وفي ١ - ١٥٠ يقرأ ويكتب، وغالب ما يكتبون الفارسية ...» انتهى باختصار (١) وقد عددت بيوتهم، فأبلغتهم ٦٨٥ بيتًا ولا نعتقد صحة في هذا الإحصاء ولا في غيره من جراء أنه لم يقطع به، ولم يستند الى أصل.
ويجاور الجاف في حلهم وترحالهم: داوده.
طالباني.
جباري.
زند. رئيسهم غني.
بالاني.
زنكنه. رئيسهم خسرو بك.
دلوه.
شوان.
هماوند.
مَريون.
هاورمان.
سادات برزنجه. وهؤلاء سادة وقراهم كثيرة.
باجلان.
قلعه كاهي. سادة نعيم قليلون في كفري جمور.
تنبيه واعتذار
فاتنا سهوًا أن نذكر في المشجر الأول من صفحة: ١ - الحاج إبراهيم بك، وحسن بك، ومحمد رشيد بك أولاد سليمان بك ابن محمد باشا فمن هؤلاء الحاج إبراهيم بك وله من الأولاد محمد رشيد بك وعبد القادر بك وأعقب هذا محمد بك ومنهم «حسن بك» وله من الأولاد بهجت بك، وكريم بك، ومحمد رشيد بك ومحمد بك وأعقب محمد بك هذا محمود بك وأحمد بك. ومنهم محمود رشيد بك ابن سليمان بك أعقب علي بك.
٢ - حسن بك ابن علي بك ابن محمود باشا.
هذا ما يرجى إلحاقه بالمشجر وأما الأولاد المذكورون في المشجر فيطول تعدادهم.
جاف زهاب
أو جاف جوانرودي يقيم هؤلاء بين زهاب والسليمانية والأطراف المجاورة بصورة ممتدة، ويعدون من العشائر الإيرانية. ومواطنهم على امتداد يبلغ مسافة سبع ساعات في أنحاء زهاب من قرية سرزل التابعة لناحية «بُشت تنك» من الدربند هناك حتى «قلعة زنجير» التي كانت تذكر في المعاهدات القديمة حدًا فاصلًا بين إيران والعراق، وهؤلاء يقال لهم «جاف زهاب» أو «جاف جوانرودي» للتفريق بينهم وبين أقسامهم الأخرى في العراق.
هذه القبائل تتعاطى الزراعة والفلاحة وتربية المواشي، وفي موسم الشتاء تتجول بين خانقين وزهاب في الأراضي الجبلية المسماة «آق طاغ» إلا أنها لم تكن شاهقة وإنما هي تلول صغيرة يتنقلون بينها، وأما في الصيف فإن بعضهم يمضي الى بان دالهو أو الجبل المسمى دالهو في المراعي هناك.
ونفوس هذه القبيلة غير مقطوع بها، ويبالغ فيها. وكان يخمن قبل مائة سنة تقريبًا ب «ألف بيت» ولكنه يعد الآن أضعاف مضاعفة لهذا المقدار وهم أغنى القبائل، وأكثرها ثروة في تلك الأنحاء. وقد مر ذكر قبائلها القديمة وهي تابعة لإيران ولا تزال على مذهب أهل السنة وكلها شافعية.
والقبائل التي ترد لواء زهاب شتاء: جاف جوانرود.
طائفة ندَري.
طائفة زردويى.
باوه جاني «بابا جاني».
تاو كوزي.
وهذه الفرق كانت تسكن قديمًا «قلاي آلاني» ويسمى اليوم «جوانرود» وكلها يقال لها «جاف جوانرود». والآن منها بعض الأجزاء في إيران، والأخرى منها في العراق ... والتي في إيران تقيم في جوانرود صيفًا، وفي الشتاء تميل الى زهاب في الجانب الغربي والشرقي من جبل «بَموْ»، وطائفة ندري تقيم صيفًا في الجانب الشرقي من جبل ساراونَد، وشتاء في زهاب بناحية خانه شور. وزردويى تقيم في الصيف بأنحاء «جوانرود» وفي الشتاء في خانه شور أيضًا. وطائفة «باوه جاني» تقيم صيفًا في جبل ساراوند في الجانب الشرقي منه، وشتاء في خانه شور المذكور. وأما (طائفة تاوْ كوزي) فإنها صيفًا تقيم في جبل ساراوند، وفي الشتاء في جبل (بمو) في الجانب الشرقي منه في المحل المعروف ب «بشتكيف (١».
وقد عد صاحب سياحتنامهء حدود القبائل التي ترد شتاء الى زهاب (٢): كشكي. وهؤلاء من قبيلة الكلالية.
سورسوري. في إيران. رئيسهم رستم خان ابن عزيز سلطان في ترازوله وخامسان، وبير مغار وبين هذه ما يعد اليوم من قبائل الجاف ويعتبر منهم ولعل المؤلف لم يراع أصول هذه القبائل.
كوُركه يى. في إيران.
بربيشه.
منمى (١) .
شيخ اسماعيلي.
آخه سوري «لا توجد الآن في إيران بل في العراق».
براز مر ذكرها (٢) .
وجاف جوانرود، أو جاف زهاو كثيرون اليوم، يقدرون ب (٥٠٠٠) بيت يسكنون إيران والعراق، في الشتاء يميلون الى جهة خانقين، وأكثر أموالهم في زهاو المعروفة بزهاب أيضًا ومن فرقهم: بابا جاني رئيسهم محمد بك بن حبيب الله بك.
قبادي يناخي. أو ايناخي تحت استيلاء جعفر سلطان. ومنهم في لواء السليمانية.
ولد بيكي. رئيسهم بهرام بك ابن فتاح بك.
وربما يبالغ في عدد هؤلاء، والفرق المذكورة أعلاه تمثل فرق الأمراء دون الاتباع من الجاف..
رأيت منهم داراخان رئيس كشكي، وصالح بك رئيس ولد بكي، ومنهم أخذت المعلومات الوافية عن قبائلهم وفروعهم.. وليس لهم رئيس عمومي، وكل فرقة لها رئيس خاص، ومواطنها خاصة بها..
١ - ولد بيكي
رئيسهم محمد صالح بك، ويعقوب بك أولاد فتاح بك بن سعيد بك ابن صوفي بك بن بهرام بك بن احمد بن ولدبك ابن ظاهر بك (زاير بك)، ويقيمون في الشتاء في سر قلعة وجا كيران، وفي كره ودولت آباد، وسراويان، ومامنه وهؤلاء من الأمراء. وفي العراق رئيسهم علي بك بن احمد بك بن محمد بك من آل ولدبك.
وفرقهم: - دَرْوَيشي. رئيسهم كتخدا محمد بن شامراد.
- دَله هْ زه رِي. رئيسهم كاكه بن مير احمد.
- بكزادَه. وهم الرؤساء.
- كرك كش. في إيران.
ويتبعها: علي آخه يى. رئيسهم كتخدا كاكه بن حسين تسكن مع ولدبكي وتعدّ منها، وهم من الجاف. والظاهر ان هؤلاء عاشوا معهم في وقت متأخر.
دِرّوُيى. وهؤلاء أيضًا من الجاف فرقة مستقلة الاّ أنهم عاشوا معهم، وصاروا يعدون منهم. رئيسهم فرج الله بك بن خسرو بك يقيمون صيفًا في (شاهو)، وشتاء في (دربند هول) .
ولد بيكي في إيران سعيد بك فتاح بك، سعيد بك، محمد بك، سليم بك، محمود بك، علي بك جهان بخش كيخسرو، محمد أمين يعقوب، محمد صالح هذا. وليعقوب بك وصالح بك أخوة كثيرون لم نر مجالًا لذكر أسمائهم جميعًا.
٢ - كشكى
يأتي الكلام عليها.
٣ - باوه جانى
رئيسهم محمد بك ابن حبيب الله خان ابن محمد خان باشا ابن ظاهر بك، يقيمون صيفًا في جوانرود في نهراب، وميراباد، ولوشه، وزَلال، وبازان، بيله تاَوْ وفي الشتاء في هوله، وخانه شور، ودشت خرْ، وازكله وقيتول، وبانه دار، دارزنكه.
ورؤساؤهم من الأمراء. وباوه جان أراض معروفة ينتسبون إليها..
وفرقهم: بكزادة. محمد بك المذكور.
تاوكوزي. كتخدا يوسف.
محمه يى. رئيسهم محمود بن محمد.
مله لوكه يى. رئيسهم عبد القادر بن عزيز.
امامي. رئيسهم محمد طاهر بن علي، وعثمان بك ابن محمد بك وفي هاورمان وقد مرّ النقل عنها من سياحتنامهء حدود.
ايناخي. رئيسهم اغا بن احمد وحمه خان بك بن سليم بك. في هاورامان.
ميركي. رئيسهم مصطفى بن فرج.
قلاني. رئيسهم احمد بن مصطفى.
كوزه يي. كتخدا حسين علي بن حسن.
بازاني. رئيسهم عزيز فتاح.
وهؤلاء في الحقيقة ما عدا الأمراء (بكزاده) طوائف تابعة لهم.. ولم تكن من فروعهم.. الاّ أنهم جاف قطعًا، وقد حلوا أماكن تسموا بها أو بأشهر وصف لهم..
٤ - جوانرودي
رئيسهم عبد الرحمن بك ابن محمد بك ابن عبد الكريم بن أمير بك ابن رستم بك ابن زاير بك (ظاهر بك) ويقيمون في الصيف في قلعة جوانرود وليس فيهم سيار. وهذه إقامتها في جوانرود فاحتفظت بهذا الاسم.
٥ - تاييشه لي
رئيسهم علي سلطان بن معروف سلطان بن نظر سلطان، بن فقي مصطفى، وهؤلاء يقيمون صيفًا في داله هو، وفي الشتاء في زهاب وجه كيران.
٦ - قادر ميرويسي
رئيسهم كتخدا علي ابن كتخدا حسن ابن كتخدا علي ويقيمون في الصيف في داله هو، وفي الشتاء بسرقلعة وفي إيران في حدود العراق.
٧ - يوسف يار احمدى
رئيسهم كتخدا محمود ابن كتخدا علي محمد ابن كتخدا يوسف، ويقيمون في الصيف في داله هو، وفي الشتاء ب (دربندزرد) .
٨ - نيرزى
وهؤلاء قسم كبير من هاروني يقيمون في إيران في الصيف في داله هو، وسيهانه، وفي الشتاء في دسك وزهاب. وهم هارونية إيران. ورئيسهم رضا خان ابن يارويسي خان ابن صفر.
٩ - كويك
رئيسهم كتخدا أحمد ابن كتخدا محمد، ومواطنهم صيفًا داله هو، وفي الشتاء زهاب.
١٠ - بى ويانى
رئيسهم فيض الله خان ابن حميد خان، يقيمون صيفًا في داله هو، وفي الشتاء في زهاو. ويقال لهم (بيبياني) أيضًا. وفي أنحاء كركوك لهم جملة قرى.
١١ - كووكرى (١)
وكو تعني الإذن يقيمون في إيران خاصة. ورئيسهم كتخدا حاجي مراد ابن ويسي مراد. ومواطنهم صيفًا في داله هو، وفي الشتاء في زهاب.
١٢ - قبادى
ورئيسهم ورئيس باوه جاني واحد، وهو أحمد بك ابن مصطفى بن حبيب الله خان ابن محمد خان ابن قادر وإن مصطفى المذكور له أخ اسمه محمد بك. وهؤلاء يقيمون صيفًا في بازار، وزلان وسراب بندزنجي (وسراب يراد به العين)، وسراب روه، وسراب شيان.
وهم من الأمراء في إيران. ورياستهم على هؤلاء وعلى باوه جاني.
ومنهم الشاعر خانا قبادي، وله ديوان باللغة الكردية، وشعر فارسي، وبلاغته معروفة عندهم..
١٣ - شيخ سرخاوى
رئيسهم كتخدا أحمد ابن كتخدا محمد ابن كتخدا شيخ مراد، ويقيمون صيفًا في داله هو، وفي الشتاء في سر قلعة.
١٤ - ندرى
رئيسهم كتخدا عزيز بن سليمان، يقيمون في الصيف في (شاهو)، وفي الشتاء في (كوزه روت)، و(دريليه) .
١٥ - ترره يى
رئيسهم كتخدا سليمان بن عزيز. يقيمون صيفًا في جوانرود. وفي الشتاء في دربند ده هول. والظاهر ان هذه والتي قبلها قبيلة واحدة.
رستم بكى
رئيسهم فتح الله بك ابن رستم بك، ويقيمون صيفًا في جوانرود في زرنه وفي الشتاء في سر قلعة.
وهم من الأمراء.
١٧ - منوجرى
رئيسهم اغا بك. في هاورامان.
١ - ملحوظة
وهذه القبائل في الغالب لها فروع في العراق وفي إيران، وبعضها ليس له فروع في العراق كما أن العراق يحوي قبائل ليس لها تفرعات في إيران.
٢ - ملحوظة
ويواطن الجاف في إيران: قبائل السنجاوية «سنجابية».
قبائل الكورانيين وفروعهم: تفنكجي.
قلخاني.
ويجاورهم: كلهر.
كلواخي.
مَنمي.
هاورامان.
بلباس.
لك.
لرُ.
وغيرها ...
ومن هذه قبائل عاشت معهم، وصارت تعد منهم ...
٢
- قبيلة الهماوند من القبائل التي أحدثت ضجة في لواء السليمانية مدة ...
وهؤلاء يعدون في الأصل من الجاف على ما ذكر لي كريم بك الجاف، إلا أنهم يعدون اليوم قبيلة قائمة بنفسها ومنهم فرقة صوفيوند لا تزال مع الجاف (١) . واضطربت آراء الباحثين في أصلهم، فلا ينبغي أن يتخذ القول بأنهم من الجاف قطعيًا، وقال آخرون أنهم جاؤوا من إيران حوالي سنة ١١٨٠هـ أو سنة ١١٩٠ فسكنوا قضاء بازيان. قال ذلك صاحب سياحتنامهء حدود (٢)، وسماهم (أحمد وند)، فبين أنهم كانوا نحو سنة ١٢١٠هـ أو ما قارب ذلك يؤدون الضرائب إلا أنهم امتنعوا بعد ذلك، وصاروا يتخذون النهب والسلب والضرر بالمارة ديدنًا، فملأوا تلك الأنحاء بمظالمهم وتعدياتهم. قال وإن هذه الطائفة يقال لها (هماوند) أيضًا مما يدل على أن أصلها أحمد وند فتصرفوا باللفظ. وباقي ما ينسب لهم من وجوه في التسمية وأصلها لم نجد له ذكرًا في كتب التاريخ ولا يعول عليه بوجه.
كانت عاداتهم السلب والنهب. ومع هذا يزاولون تأدية الفرائض من صلوة، وصيام، ومما يحكى عنهم أنهم يقتلون المرء، وينهبون القوافل، وإذا حان وقت الصلوة قاموا لأدائها ولا يتركونها حتى ولو كانت القتلى قد طرحت أشلاؤها أمام أعينهم، أو أن الجرحى يئنون من جراء المصاب. وموطنهم حوالي جمجمال وبازيان ...
اشتهروا بالشجاعة والبسالة، ولم تؤثر قلتهم على التخفيف من وطأة الشجاعة، ونرى الأطراف تخافهم، وتخشى بطشهم، فإذا بطشوا بطشوا جبارين ولغتهم لا تختلف عن لغة الجاف، وتختلف عن لغة أهل السليمانية وأطرافها المعروفة بلغة «كرمانج» ...
وفرقهم: رشه وَن. رئيسهم كاك عبد الله أفندي «كاكا ولاي افندي»، وفقي محمد.
رمه وَن. رئيسهم أمين رشيد اغا. واصل جدهم رمه أي رمضان.
سيته بسر. ويتفرعون الى: كاوَيس.
صالح ريحان.
٤ - بكزاده. رئيسهم محمد أمين فقي خالد، وأصلهم من جلبي وهو الأخ الرابع.
٥ - خورده هماوند أو ورده هماوند.
ويقال لهم هموند، وهماوند جلبي. وإن عددًا كبيرًا منهم يعرف الفارسية الحديثة، ويقرأون ويكتبون، ويحفظون قسمًا من الشهنامة لهم ألفة مع قبيلة الشوان.
وكل ما عرف عنهم أن جدهم «خوا مراده شير»، جاء من ماهي دشت. وافترق من هذه القبيلة «هماوند بيتوني» وتقطن الآن بين قصر شيرين وكرمانشاه ولا تزال ذات شأن ومكانة في إيران. وكان لخوامراده شير أربعة أولاد: يادكار. «ومنه البكزاده» ويقال لهم «الجلبية».
صفر. «صفره ون».
رمضان. «رمَه وَن».
رشيد. «رَشه وَنْ» والأول تولد منه «البكزاده» وفروعهم: فرقة جوامير. والآن رئيسهم رشيد خسرو.
فرقة فقي قادر (١) . رئيسهم محمد أمين اغا.
فرقة كاكه. وهو كاكه عبد الله بن عزيزي خاله. رئيسهم عارف كاكه الله.
والثاني تولد منه «صفره وَن». ورئيسهم يونس محمود خضر.
والثالث رمضان، وفرقته «رَمَه وَنْ». ورئيسهم أمين رشيد اغا نائب كركوك سنة ١٩٤٠م و١٩٤٧م.
والرابع رشيد، ويقال لفرقته «رشهْ وَن» رئيسهم فقي محمدي ابن حاجي محمود ويقيمون في «مغان طاغ» حتى جبل «طاشلوجه» ويلفظ «طاسلوجه» وبين مغان ودربند بازيان التابعة الى كركوك، والمنطقة بين دربند بازيان وطاسلوجه تابعة للسليمانية.
وفرقهم: «سيته بسر». أصلها «سه تابسر». وهم من الفرق الكبيرة. رئيسهم «حمه زرد»، ونادري صالح ريحان.
«ورده هماوند». مخفف خورده هماوند وهؤلاء فروع كثيرة: قركه وَنْ. أمين حمه امام.
تيمه وَنْ. كاكه رش وصواب اسم هذه الفرقة ميته وند قاسمه وَنْ.
همايل. عزيز رحيم دوينه.
بابله ون.
والملحوظ أن هل الشقاء من المجاورين يميلون الى من يظهر ليعيشوا معه في الأمن، وكذلك يقومون على حسابهم أحيانًا بمثل ذلك استفادة من شهرة جوامير واضرابه، وهذا مشهود أمثاله كما حصل أيام عبدكه ومن على شاكلته، فصار كل حادث ينسب إليه ...
أما وقائعهم فإنها مذكورة في تاريخ العراق ومن أهمها واقعة السردار الأكرم عمر باشا، فإنها سببت عزله لأنه نكل بهم، وقتل منهم رؤساء كثيرين وهذا على خلاف رغبة دولته فإنها لا تريد أن تقسو بهم حذر أن يميلوا الى إيران، ويكون ضررهم كبير جدًا ...
ومن الوقائع المحفوظة للجاف أنهم تقاتلوا معهم في موقع بين السليمانية وجمجال يقال له «كرْدَه لرّ بوبه» فقتل ابن كيخسرو بك الجاف عم والد الحاج إبراهيم بك الجاف.
٣
- الكلالية
من عشائر العراق المعروفة في التاريخ ولا تزال كثيرة العدد، وتعد اليوم من فروع الجاف، وليس بصحيح كما يحفظه أهل هذه القبيلة ...
وهذه القبيلة كردية في الأصل، وهي من القبائل المهمة. وكل ما علمناه عنهم أنهم: «قوم لهم مقدار وكمية تعرف ب» جماعة سيف الدين صبور «، ومقامهم داشرك» كذا، ولعلها داترك «، ونهاوند إلى قرب شهرزور، وعدتهم ألف رجل مقاتلة، قوية، وأميرهم يحكم على من جاورهم من العصابة الكردية حكم الملك على جنده، ويقدر على جميع أصناف عشيرته ... ومنهم طائفة مقيمة بداقوق» دقوقا «وعددها ألف أو دونه، والأخرى باشنه من نواحي أذربيجان عدة رجالها مائتان، وكانوا أكثر من ذلك عددًا، وأوفر مددًا. ولما كان الملك شرف الدين بن سالار صاحب أربل من جهة التتر قتله رجل من الكفار، عصى قومه على الكفار، وهاجر بعضهم الى مصر والشام وبقى ولده الأمير حاكمًا على من بأشنه من قبيلته، وولده عثمان كان أميرًا لمن قام بوطنه من عشيرته فلما توفي ولده تولاهم سواهم.» اه (١) .
ومن هذا يعلم أن الكلالية كان لهم شأن يذكر، ثم صار عليهم ما صار على يد التتر، وذكر صاحب المسالك توالي أمرائهم، ثم انقراض الإمارة.. وفي هذا ما يعين مكانتهم القديمة.. واليوم يعدون بنحو ألف بيت، وعلى ما هو المسموع أن هؤلاء ما فيهم إلا القليل ممن لا يتعاطى السرقات، ويشبهون ب «بني ويس، وربيعة» في أنحاء قزلرباط قديمًا إلا أننا لا نعتقد بهذا، فإنه غير معقول أن يكون أكثرهم يميلون الى هذه الدرجة من السرقة.. وكل قبيلة لا تخلو من أخيار وأشرار..
والمحفوظ أنهم في الأصل كانوا في شهرزور بمحل يسمى «دول كلال» (١) أي وادي كلال، يسكنون فيه قبل أن يأتي الجاف الى العراق، وفي إيران كانوا في مكان يسمى «كليابي»، وهو فوق جوانرود بين كرمان شاهان «قرمسين» وسنة في مقاطعة ماي دشت.. ومن رؤسائهم توفيق اغا عاشوا مع الجاف مدة طويلة، وهم ليسوا منهم إلا أن طول الاقامة معهم جعلهم يعرفون أنفسهم من الجاف، وتسميتهم ناشئة من المكان الذي كانوا يقيمون فيه، وهو وادي كلال، ويصح أن يكون قد تسمى باسمهم لأنهم طال بقاؤهم فيه فعرف بهم. ولا أرى هذا راجحًا..
والكلالية فرق عديدة: «أغوات». ورئيسهم توفيق اغا ابن عباس اغا، ومحمد رضا اغا وهذا قد رأيته وبين لي عن القبيلة. ومن رؤسائهم مصطفى اغا أيضًا وهم في كثرة وغالبهم لا يزال من الرحل في إيران. اختاروا الاقامة هناك، وكانت لهم رهبة في نفوس الإيرانيين، لما يقومون به من صولات على المجاورين.
خضر ويسي «خدر ويسي». رئيسهم حاجي كريم ويسي.
بيشدري. رئيسهم إبراهيم بن كريم قباد. «ولعل هؤلاء من بيشدر فمالوا إليهم وعاشوا معهم».
بوره. رئيسهم محمود بن مراد خان.
كرم وني. رئيسهم محمد رحيم.
سركجْ. رئيسهم حسين بن حسن.
سيره. رئيسهم حاجي قادر نورس.
لوُته يى. رئيسهم كريم محمد.
ملحوظة: قبيلة كشكي مستقلة اليوم بنفسها وهي في الحقيقة من كلالي.
وليس لدينا ما يؤيد أنهم من الجلالية إلا أن اللفظ واحد، والظاهر أنهم عينهم مما لا يدع ريبًا في أصلهم ووحدته ...
ومن قراهم: باشه.
كرَمْ كه رَشْ.
ومن هذه القبيلة ظهر من العلماء: ١ - العلامة الزاهد الأستاذ الملة أحمد الكلالي. ذكره إبراهيم فصيح الحيدري إلا أنه لم يبين تاريخ وفاته وعده من العلماء الذين انتسبوا الى الطريقة النقشبندية الخالدية. (١)
٤
- قبيلة كشكي
وهؤلاء رئيسهم دارا خان ابن محمد خان ابن شاه مراد خان ابن فتح الله خان ابن شاه مارخان بن باجلان خان ابن ميرزا خان وكنت قد رأيته. ويقيمون في كامران صيفًا، وكج شامراد خان شتاء، ومواطنهم في إيران في شمال روانسر. وفي الحقيقة هؤلاء من قبيلة الكلالية إلا أنها معدودة بين قبائل الجاف. انفصلت عن «كلالي» من مدة، والآن مستقلة بنفسها ...
وفروعهم: شيخ حسني. الرؤساء.
زُوراب وني. رئيسهم كتخدا سادة خان بن كمَر.
قته وني. رئيسهم كتخدا احمد بن رحمة علي.
كلكهَ وندي. رئيسهم كتخدا محمد بن حسن.
ميرَهْ وندي. رئيسهم كتخدا محمد بن حيدر.
وهذه المعلومات مستقاة من نفس رئيسهم. ولم أجد لها ذكرًا في سياحتنامهء ولا في تحديد الحدود.
٥
- قبائل هاورامان
إن جبال هاورامان «آورامان» بين العراق وإيران، وإن الأنحاء المطلة منها على صحراء شهرزور، وناظرة الى قلعة «زلم» كانت بموجب المعاهدة الإيرانية - التركية أيام السلطان مراد تعود إلى العراق فما كان بسفح جبلها من الجانب الغربي في العراق والقسم الشرقي من الجبال المذكورة المطل على إيران يعود لها. وفي هذا القسم بلدة هاورامان. والقرى هناك لإيران، وإن الحدود الفاصلة منتصف ذروات الجبال.
والقرى في الجانب الغربي بمقتضى تلك المعاهدة تعود الى العراق إلا أن إيران قد تصرفت بقسم من هذه القرى، والقسم الآخر يعود للعراق. ويسكن هناك قبائل يقال لها قبائل «هاورامان»، منها ١٧ قرية تحت سلطة إيران، والقرى المتباقية تحت تصرف العراق.
وأهمية هذه المواطن في قبائلها. أما الحدود وتفصيل القول فيها، والجبال وأوضاعها الجغرافية، ونهر سيروان وسيره، وقلعة زلم والبحث في موضوعها ... كل هذه مما بسطنا القول فيها في «تاريخ العراق»، وفي «تاريخ شهرزور أو السليمانية» اللواء والمدينة. فلا طريق للبحث في ذلك الآن، ولا فيما يتجدد من آمال، أو ظهر منها في مختلف العصور. والملحوظ أن توزيع هاورامان بالنظر للسلطة والإدارة أمر سياسي لا غير.
راجعنا مراجع كثيرة لمعرفة هذه القبائل وماضيها التاريخي فكانت النصوص قليلة، كما أننا رأينا المحفوظات مرتبكة، والوقائع أساطيرية، أو متداخلة تتعلق بإمارتهم أو رياستهم القبائلية. ومن المشاهد أن هؤلاء يسكنون قرى عديدة في صافقي الجبل من شرقية وغربية، ومنتشرون هنا وهناك ونتولى أمرهم أو شؤونهم أمراء، وإن الحاكمية للقسم الإيراني، وللقسم العراقي تابعة للضرائب والأمور السياسية، واستيفاء المقرر المعتاد قديمًا وحديثًا فهي سلطة عامة في أمور معينة لا تتجاوزها، والسلطة في الحقيقة لأمرائهم.
ويرجع تاريخ هذه الإمارة الى زمن قديم، وعرض لها بعض الانحلال في أوائل القرن الحادي عشر من أيام الشاه حسين الصفوي، ثم عادت الحياة أيام هواس قلي خان في قصة، وتوالى أمراؤهم الواحد بعد الآخر، ومن آخرهم جعفر سلطان، وقد توفي، والآن ذريته معروفة والإمارة فيهم وقد بسطنا القول فيها في «تاريخ شهرزور».
أما القبائل فهي موضوع بحثنا. وأصحاب القرى في هاورامان من الرعايا أي ممن لم يكن من بيت الإمارة يدعون «كورانيين». ومعناها (المقيمون) كما أن الجاف يطلق على الرحل. ولعل الملازمة عينت ذلك. وبين قصر شيرين وبين كرمان شاهان «قرمسين» كورانيون أيضًا وكثرتهم هناك إلا أنهم على «عقيدة العلي اللهية»، كما أن قرية واحدة من قرى هاورامان على عقيدة الكاكائية وهي قرية «هاوار» يعتقدون في «سلطان اسحاق» بما هو أشبه بالعبادة وقبره في قرية «شيخا» قرب قرية «نوسود» التي كان يسكنها جعفر سلطان. وإن الكاكائية يزورون هذا المرقد سنويًا، وليس لهم يوم معين لزيارته، والأكثر يأنون في فصل الربيع (١) .
وباقي القرى مسلمة، شافعية المذهب، وطريقتهم نقشبندية، وقليل منهم «قادرية الطريقة» وقد توزعت هذه القبائل الى مجموعات كبيرة «قبائل» (٢) .
وهنا نذكر أقسامهم على الوجه التالي: ١ - هاورامان لهون. وهذه منها تابع للعراق، ومنها تابع لإيران. والعراقية منها داخل ناحية خورمال من قضاء حلبجه «اليجه». وهذه قراهم التابعة للعراق: طويله.
سوسه كان.
بلخه.
دركاش خان.
بالا نبا.
خار كيلان.
هوار.
دره نفى.
كريدانه.
بدين.
بياره.
نارنجله.
كلب.
بنجودره.
ناويره.
سركف.
هانه وند.
وزه مر.
وقرى هورامان لهون التابعة لإيران: نوسود.
طشار.
وزلي.
شره كان.
نروي.
نروشاه.
هجيج.
هجيجيا.
شوشمربرو.
زاور.
شوشمرخوارد.
شيخان.
هيروي.
بله بزان.
هانه كرمله.
كيمنه.
بدرواز.
داريان.
والملحوظ أن القرى كانت ١٧ قرية. ولعل اندثار بعض القرى وحياة أخرى أدى إلى أن تكون ١٨ قرية.
ومن قرى هاورامان لهون في جوانرود ويقال لهم «هاورامان جوانرود» وهم تابعون لإيران: باوا.
بندره.
دسره.
خلكا.
كلال.
دره ببان.
درمور.
نوسر.
قشلاق.
دينوى «ونيدى».
زيران.
دوريسان.
نورباو.
نجار.
كومه دره.
دري بر.
دوران.
وقسم منهم يقال له «هاورامان دزلي» وهؤلاء بعض قراهم في العراق والباقي في إيران (١) .
قبيلة «هاورامان تخت» تابعة لإيران إلا أن قراها قليلة.
هذا وإن إمارة العراقيين اليوم بيد أفراسيان بن رستم سلطان. وكانت الإمارة قبله بيد والده، فلما توفي صارت الإمارة الى عمه «جعفر سلطان بن محمد سعيد سلطان» فآلت الإمارة الى أفراسياب فهو أميرهم في العراق. وأما في إيران فإنها بيد كريم بك ابن جعفر سلطان. والكلام على إمارتهم فصلنا بحثه في «لواء السليمانية».
وهنا نشير الى أن لغة الكورانيين تختلف عن لغة أهل السليمانية إلا أنه من الممكن أن يتفاهموا فلا يعسر التخاطب، ومعرفة الغرض في التعبير. فمثلًا آوى يراد بها آب، آو بمعنى «ماء» وكذا «آير» بدل «آكر»، وآخكر أي جمرة الى آخر ما هنالك. ويقال ان لهم لغة خاصة بهم، ولهم كتاب مدون في تلك اللغة يحرصون عليه ولا يظهرونه لأحد إلا أننا لم نجد تدوينات عنه.
وجاء في تقرير الحدود أن القرى العراقية ١٧ قرية، وفصل أوضاع الحدود هناك كما أن صاحب سياحتنامهء حدود قد أوضح الجبال والطرق والأنهار إيضاحًا وافيًا مما لا محل لذكره هنا (١) وقد أوضحنا في تاريخ العراق بعض حوادث هاورامان إيران فنكتفي بالإشارة هنا. وكان ذلك أيام فرهاد ميرزا، وكان أميرهم حسن سلطان ...
ومن علمائهم المشاهير آنئذ الشيخ عمر الهورماني قد قام بإصلاح ذات البين، وسعى جهده أن يؤلف بين العشائر والدولة الإيرانية، ولهذا اقطعه الشاه مقاطعة مكافأة له فأجابه مخاطبًا البرق «التلغراف» مجيبًا له ومعتذرًا عن قبول هدية الشاه قال: ما آب روي فقر وقناعت نميبريم أي «تل» بكو بشاه كه روزي مقررست
٦
- قبائل ايل غواره
هذه القبائل تشبه العشائر العربية في طباعها وكثير من أعمالها لما فيهم من نخوة ... إلا أن الفقراء منهم ينالهم الحيف من الأقوياء. ولا توجد مشادة بينهم وبين أهل القرى، ولا مع بعضهم، وأما علاقاتهم بإيران فهي حسنة جدًا، ولهم ألفة مع الوجوه والأعيان هناك ... وايل غوارة سميت القبائل التي تحله باسمه.
يتعاطون الزراعة إلا أن هذه أقل مما يكفيهم، ويتعيشون في الأكثر من تربية المواشي، وما يتحصل منها من لبن وجبن وسمن وصوف وجلود يتاجرون بها وبمنتوجاتها، ويتعهدون الخيول إلا أنها لم تنل الرواج أو القيمة المشهودة في الخيول العربية. وينسجون أنواع البسط والسجاد فيبيعونها في الأطراف، ويصنعون من الشعر بيوتًا لاستعمالهم ...
وعلى كل لا يختلفون عن سائر القبائل الكردية هناك ... وتعد كافة القبائل التي تقيم فيه بهذا الاسم، واللفظ مغولية، وشاعت هناك ألفاظ مغولية كثيرة، فقد كان طريقهم الى هذه الأنحاء، ولذا نرى أكثر المواطن معروفة باسمها المغولي. وتخفف فيقال «قبائل غواره» ...
يتجولون في سورداش، وسرجنار صيفًا، وفي بازيان شتاء. ويجمعها عدة قبائل بينها ما هو من قبائل الجاف أو مستقل عنها، أو ما هو معدود منها. وهؤلاء في أنحاء لواء السليمانية، ويميلون في الربيع إلى إيران إلى صوغوق بولاق «صاو جبلاق».
وبين هذه ما يعد من القبائل الأخرى، وليس لها جامعة قرابة تجمعها، ولا ارتباطًا تتصل به سوى المكان. ومر ذكر بعضها فلا نرى محلًا لإعادة القول فيها، وإنما نذكر البواقي مما لم يسبق ذكره منها.
١ - اسماعيل عزيزي: كانت كثيرة العدد، والآن في قلة بالنظر لقبيلة الجاف ...
وهذه القبيلة في أنحاء السليمانية، وكانت مع الجاف، إلا أنها اليوم منفصلة عنها، وتعد من القبائل المعروفة ويصح أن تعد من نوع كلالي ساكنت الجاف وعاشت معها. والصعوبة كل الصعوبة في مثل هذه الحالة أن تعد القبيلة مشتقة من الأخرى ما لم تظهر لنا أدلة كافية على الاشتقاق، خصوصًا إن القبائل في مثل هذه الحالة قد تسمت بأسماء جديدة بالنظر للمواطن التي حلتها، فغلبت عليها أو الأشخاص الذين ظهروا فيها، واشتهروا كثيرًا بحيث عاد لا يعرف الاسم الأصلي، وهكذا ... بل عاد خارج الامكان أن نعتبر القبيلة مشتقة من الأخرى ما لم يكن ذلك محفوظًا عنها أو مسموعًا من رجال قبائلها العارفين بتاريخ قبيلتهم ... وفي سياحتنامهء حدود بين أنهم خمسمائة بيت.
وفرقهم: مير أغايي. رئيسهم رشيد حمه اسمر.
كومه يي. رئيسهم فقي حسن محمد أمين.
نفس اسماعيل عزيزي. رئيسهم محمد صالح بن محمد بك، ومجيد بك فيض الله بك.
قره ويسي. رئيسهم مُرزاي الغالي.
وتعد هذه القبيلة اليوم من القبائل المجاورة للجاف. وإن عشيرة «كرد» في لواء اربل من هذه القبيلة، تسكن في أنحاء كويسنجق عرفوا بهذا الاسم، وصاروا كأنهم قبيلة مستقلة. وأصلهم من هذه القبيلة. ويأتي الكلام عليهم.
٢ - منرمى: وهذه كانت تؤدي ضرائب نحو «٤٠» ألف قرش سنويًا لأمراء بابان، وفي أيام صاحب سياحتنامهء حدود تفرقوا شذر مذر وأقاموا في القرى والآن لم يكونوا في كثرة ... وليس لهم فروع مهمة ...
٣ - اغاسورى: رحل، مع الجاف صيفًا وشتاء، وينتسبون الى قبائل ايل غواره، أو يعدون منها.
٤ - كلوى أوكلو وكاوانى: وهذه من قبائل ايل غوارة، وتابعة رواندوز من اربل. رئيسهم عزيز ابن قلنج اغا. ومن قراهم: كوسكه.
سيوه كا.
سوكند.
زر جويس.
جمكا.
٥ - قبائل ايل غواره الأخرى: ومن قبائلها أيضًا ما هو في قلة. وهذه أشهرها: مَرْ زنك وكرزه يى.
جوجاني.
بيسرَي.
قاويله يى.
شيخ اسماعيلي.
ورمزيار.
صاتباري.
كافروشي.
هباسي.
مامه ليسي.
وكانت مواطن هذه القبائل تعتبر ناحية من نواحي السليمانية تعرف باسم ناحية «ايل غواره»، أو ناحية «غواره». وهم عشائر عديدة وكلهم شافعية، يذهبون صيفًا الى أنحاء صاوجبلاق «صوغوق بولاق»، وهي أنحاء إمارة مكري وقبائلها، وفي الخريف يعودون إلى أنحاء السليمانية الى سورداش وبازيان وقره داغ، وفي الشتاء يميلون الى عسكر، وقلعة سوكه، وسرجنار وكند اغاج وجوبق قلعه، وجمجمال، وبازيان وقد يمضون الى أنحاء كركوك الى مواطن الزند وزنكنه (١) .
وهذا مشهود إلا أن الصلة بإيران، والتجول في أنحائها أو الرحلة اليها قد انقطع في هذه الأيام نوعًا.
٧
- قبائل ييشدر
أو ييزدر في معجم البلدان «بشتير» قرية ينسب إليها الشيخ عبد القادر الكيلاني، وهذه القبيلة لا تعرف صلتها بتلك القرية، والمعروف أنها تعني ما وراء المضيق «الجبل» مما يلي العراق في المواطن التي تقيم بها، وتسمى باسم ذلك المكان ويلفظ «يزدر». وهذه القبيلة حديثة العهد في تكونها، فلم يعرف لها ذكر في كتب التاريخ بهذا الاسم وتعد اليوم من أقوى عشائر الكرد. ورئيسها عباس آغا ابن محمود آغا، وقد نبغ منها علماء كثيرون منهم حسين أفندي اليزدري المتوفى في ٣ شوال سنة ١٣٢٢هـ - ١٩٠٥م من مدرسي مدرسة الإمام الأعظم ببغداد.
وأعتقد أنهم يتفقون وبلباس في أصل واحد، اتصلوا بالموقع المعروف باسمهم، فتسموا بيشدر وغلب عليهم، وهكذا بابان من عين الأصل، والكل يقال لهم «خالدى» وينتسبون إلى بني خالد، أو خالد بن الوليد أو خالد آخر ومهما كان فالآن يعرفون باسم المكان. ومنهم أمراء بأنه «البكزاده» وكذا «فيض الله بكي» بين ساقزو صوغوق بولاق. يقال انهم كلهم أبناء جد واحد.
وتسكن مع بيشدر في المكان المعروف في أيام العثمانيين «بمعمورة الحميدية» وتمتد الى سردشت. وكان مركز قضائها قلعة «دِزَهْ» ولم يكن لهؤلاء مدن وإنما هم أهل قرى، ورحل، وفي أيام الترك كان القضاء «مركه» ثم صار المركز قلعة دزه والمنطقة «بيشدر» صارت تطلق على السكان.
وبيشدر من أقضية لواء السليمانية وقد جمعت قبائل عديدة وطفحت الى الأطراف، ومنها في إيران، ومنها في اربل.
ويجاورهم في إيران عشيرة كوَرك، ومنكور، وفي العراق قبائل آكو، وسن، ورمك، وبيران. ومن قبائلها: ١ - قبيلة نور الدينى: فرقة الرؤساء. وهذه في الحقيقة ينتسب آل بابان إليها، فهي أصل. وبعضهم يسميها «نور الدينى» رأسًا لا بيشدر فعرفت باسمها الأخير. وإلى نور الدينى ينتسب جد البابان. وإن فقي أحمد نشأ في قرية دار شمانه من قرى بيشدر في عشيرة نور الديني. ومنهم من يقول من «سكر» (١) .
وبيشدر خلف «دربند رانيه» وتقع وراء بيشكي دربند، والعشيرة تسمى «نور الديني»، والرؤساء من «مير آودلي» وهي من أكبر العشائر في أنحاء الكرد، ويرجعون كلهم الى محمد اغا. ورؤساؤهم: بابكر اغا ابن سليم اغا.
محمود اغا.
بكزاده.
احمد اغا.
عباس اغا ابن محمود اغا.
هومر اغا «عمر اغا».
علي اغا.
رسول اغا.
كانوا أخوة ينتسبون الى جدهم الأعلى محمد اغا وله «٢٥» ولدًا والفروع متشعبة منهم.
٢ - شيلانى:
سليمي. رئيسهم علي بن محمد أمين.
نِدْرِشهي. رئيسهم احمد بن حسين، وبير ويس حاجي علي.
قده فري «غضنفري». رئيسهم عبد الكريم باويَس.
قهرماني. رئيسهم احمد بن مصطفى خاله وتلفظ القرية «قاراماني».
خلامي. رئيسهم محمود ابن أحمد.
زاله يى. رئيسهم محمد بن قادر علي مجموعهم ١٢٠٠ بيت ويزيدون.
كاكه يى. رئيسهم حاجي رستم من بهرام وهم «بهرام بَيزَنْ» ويقال لها كاكه يى، وهي من سليمي.
وهذه قبل مائة سنة كانت متفرقة، واليوم مجموعة، ولها مكانتها. جاء ذكرها في المعاهدة أيام السلطان مراد، وأيام درويش باشا الفريق، وذكرت هناك كما انها ورد ذكرها في سياحتنامهء حدود (١) . والآن سائرة في طريقها الى التوطن والإقامة في محل واحد، والرحل في قلة.
وكان العداء بينهم وبين المريوانيين كبيرًا جدًا، والحزازات متأصلة مما دعا أن يقتل من الطرفين مقدار كبير، ولا يزال العداء قائمًا.
٩ - صراني (٢)
أصلهم من «سهان» موقع قرب جوانرود ويقال لهم «صياني» أيضًا وكذا «سداني» كما في تقرير الحدود وكما يلفظونه أنفسهم. والآن أكثرهم في العراق يقيمون في ناحية قوره تو، والباقون في ناحية شيروانة في باوه نور، وقسم في قضاء حلبجه في ناحية خورمال، وعمومهم ١٢٠٠ بيت.
فرقهم: نفس صداني. رئيسهم عبد الله رستم.
سيد مرادي. رئيسهم خسرو مصطفى «خسرومجه» ناوْدَيري. رئيسهم عبد الله بن محمد جان، ومحمد علي بن فرج رستم وكان سابقًا والده فرج بن حسن شيخ آلي.
والرحل من هؤلاء قليلون جدًا. وكانوا كثيرين إلا أن رحلاتهم فقدت العدد الكبير منهم لميلهم للقرى وتوطنها منفردًا.
وقراهم: جقلاوه.
كلكني. وعدت فرقة مستقلة.
كيله ك.
شيره مَرْ.
شيخ موسيْ.
آمورُه.
ولك سَينانْ.
وهذا داخل ناحية خورمال قضاء حلبجه.
قره جم.
علي بَكان.
خُرخُر.
بانه بُور.
معروف خزان.
وهذه في ناحية قوره تو.
١٠ - بداخى
قسم منهم في قوره تو، وفي باوه نور من ناحية شيروانة، وقسم في حلبجه في خورمال وعمومهم نحو ٣٠٠ بيت.
فرقهم: بداخي. رئيسهم محمد علي مرادخان.
اِيرنَكَه يي. رئيسهم محمد علي مرادخان.
وهم رحل، وأهل قرى. وجاؤا بلفظ «باداغي (١» كما في خلاصة تاريخ الكرد.
ومن قراهم: مستكان. في خورمال في مقاطعة قره تيه «عليا وسفلى» دولاش. في خورمال.
قاجره. في خورمال.
حاجي عبد الله. في خورمال.
باوه نور. داخل ناحية شيروانة.
محمد علي مرادخان. داخل ناحية شيروانة.
١١ - صوفى ون
في شيروانه في مقاطعة كاني جقال وفي أراضي هردَي سيداره (١) نحو ٢٠٠ بيت. رئيسهم توفيق بن مصطفى قادر ومنهم قسم في أنحاء السليمانية في قرية «هوانه»، وقسم في البجه في قرية «مالى جو» وهؤلاء أصلهم من الهماوند الذين ذهبوا الى جمجمال وبقوا مع الجاف. والهماوند من الجاف كما قطع بذلك الأمير كريم الجاف. وذكرهم في تقرير الحدود بلفظ صوفيوند.
ومن قراهم: «داخل ناحية شيروانة» تال كَاوي.
زابت.
كوُسين.
زَندَكا.
وفي السليمانية.
هوُآنهْ.
قالي جوُ.
١٢ - تيدكو
رئيسهم محمد أمين بك بن أحمد بك بن محمد بك بن بكر بك تيله كو. وهم في أراضي سر قلعة وسماق من ناحية شيروانه، وجاء ذكر هؤلاء في تقرير الحدود للفريق درويش باشا ومثله في سياحتنامهء حدود (٢) . ومنهم من عدهم من قبائل بلباس. إن معالي الأستاذ أمين زكي ذكرهم بين عشائر اردلان كقبيلة من قبائل تلك المواطن، ولكن كريم بك الجاف، وتقرير درويش باشا، وصاحب سياحتنامهء حدود عدوهم من الجاف.
وفرقهم: البكزاده. رئيسهم محمد أمين بك المذكور.
حمه ويسي. ويقيمون في بوه بياو. رئيسهم صالح بن خسرو، وحاجي سمين بن حاجي علي.
ومن قراهم: ولي حيدر.
نا صالح.
تيله كو «ثلاث قرى».
١٣ - يزدان بخشى
يقيمون في شميران التابعة لحلبجه نحو ١٠٠٠ بيت وعدهم في سياحتنامهء حدود وفي تقرير الحدود من قبائل الجاف في العراق وفروعهم: نفس يزدان بخسي. رئيسهم محمد سلطان أحمد.
بكزاده نحو «٢٠٠ بيت». رئيسهم محمود بك ابن عبد الرحمن بك، وتوفيق فرج.
سلطان أحمد «سان أحمد». رئيسهم محمد بن سان أحمد نحو ٣٥٠ بيتًا.
مامه شه يى. رئيسهم عبد الكريم محمد ياوبس. نحو ٦٠٠ بيت.
وقراهم: «في قضاء حلبجه» كاني كوَهْ.
شميران.
توُلهَ ويْان.
دِلِفْ.
حَمه رش.
وُل وَر.
وُزمان.
زِمنا كوْ.
شَك ميدان.
كِوي كِنم.
بِشي بيرك.
١٤ - كوكوبى
رئيسهم أحمد بن حسين في حلبجه في الجبل هناك، وكثير منهم في جوانرود في إيران، وعددهم كبير في أنحاء هاورمان ...
ومن قراهم: نفس كوكويى. في حلبجه.
أحمد حسين. في حلبجه.
ولهم قرى كثيرة في إيران.
١٥ - زردويى
وهؤلاء في قلة وأكثرهم في إيران. رئيسهم في العراق أمين محمد في حلبجه، أصلهم في جوانرود ورئيسهم هناك عبد الرحمن بك في هاورمان وعدهم في تقرير الحدود من قبائل العراق وإيران.
ومن قراهم: باُموك.
دَلهَ مرك.
شِندِرْ وَه.
سازان.
وفي إيران قراهم كثيرة.
١٦ - تاو كوزى
وهؤلاء في إيران ومنهم قسم في العراق وهم قرب قلعة شميران. والشاعر «مولوي» منهم وهو عبد الرحيم وله شعر في اللغات التركية والعربية والفارسية وله كتاب في العقائد بالكردية والفارسية ... و «مولوي» الشاعر مريد الشيخ عثمان طويلة خليفة الشيخ خالد النقشبندي. وله منزلة في الشعر الكردي، ومثله نالي الشاعر المعروف خصوصًا في أنحاء السليمانية ...
ورئيسهم في إيران أحمد بن كل محمد، ويقيمون صيفًا في زمكان وماكوان وفي الشتاء يقطنون «دوآوان ليله» ويراد بها ليله كدر، و «شيخَ سيلهَ» و «تاريكه». وفي سياحتنامهء حدود، وفي تقرير الحدود جاء ذكرهم بين عشائر الجاف في إيران واليوم في الموطنين، وفي العراق قرب قلعة شميران (١) ... ومنهم من يقول «طاووق كوزي».
ومن قراهم: «قرى تاوكوزي» سيد كاكه أحمد.
سيد محمود.
سيد محمد.
سيد عبد الله.
وقرى أخرى تبلغ ١٢ قرية.
١٧ - ميراولى
رئيسهم فتاح بيرام. في حلبجه، وهم من فروع الجاف ...
وقراهم: ميراولي.
بَيله نكه.
١٨ - نجم الدينى
ذكرهم في تقرير الحدود وتلفظ «نَزويني»، وهم فرقة تابعة الى «شاطري».
من قراهم: ١ - رند علي خان. في شيروانة.
١٩ - براز
وهؤلاء وردوا بلفظ «برار» كما في تقرير درويش باشا، وفي سياحتنامهء حدود جاءت بلفظ «براز» وهو الصواب، وهي معروفة اليوم بهذا الاسم فالتصحيف ظاهر. وهي في ناحية خورمال، وقراها: قلخورد.
براز.
ومنهم في ماهي دشت ورئيسهم عزيز خان بن حيدر خان ...
٢٠ - كلكني
وهذه أيضًا جاء ذكرها في تقرير الحدود. تابعة سداني. في خورمال من قضاء حلبجه.
١ - كلكني راجع سداني مذكورة فيها (١) .
٢١ - مريد ناصرى
هذه جاء ذكرها في تقرير الحدود أيضًا. والآن أهلها جبارية، سادة ولا يعدون من الجاف بل ليسوا من الجاف. في ناحية قلخانو التابعة لقضاء ليلان من لواء كركوك.
٢٢ - شيخ اسماعيلى
هذه مذكورة في تحديد الحدود. ومنهم من يعدها من طوائف «ايل غواره» وهذا لا يمنع أن يكونوا من الجاف. رئيسهم في إيران أمين خان ابن مراد خان بن شامراد خان يقيمون صيفًا في «ميهم» و «يهج»، وفي الشتاء كيلان. وهم في إيران والعراق.
وفرقهم: بِنهَ جود. رئيسهم أحمد بن حسن.
شاندري. رئيسهم طالب بن صالح.
وقراهم: شاندري.
كجلي.
ماو.
قره يتاغ.
توت آغاج.
اوج قبه.
نادر بيجه.
تيله كوُوَه.
كِرَه زَه.
بنه جود.
موان.
٢٣ - جنكنى
مذكورة في سياحتنامهء حدود وفي تقرير تحديد الحدود أيضًا. جاف داخل روغزادي. وميكايلي، وشاطري متفرقون ليس لهم مجموعة. والقسم الأعظم داخل سوران.
٢٤ - قدافري
أصلها غضنفري. وهي معروفة اليوم ومذكورة في سياحتنامهء حدود وتقرير الفريق. وهؤلاء من هاروني. ولهم قرية «قدافري» في خورمال.
٢٥ - قبائل أخرى
وهناك قبائل عدها صاحب سياحتنامهء حدود من قبائل الجاف:
كلور «كلهر». وفي الجاف متفرقون ومن قراهم: كوَجِك تاش.
بلباس. رئيسهم محمد اغا ابن احمد اغا.
ومن قرى بلباس: قاي ينجه.
كاني بانكه.
لك. رئيسهم فرج كرم الله.
وقراهم: كلال كوَه.
شيخ طوبل.
سيد محمود.
في حين أن هذه القبائل مستقلة، وعلى كل حال هذه أشهر قبائل الجاف المعروفة في العراق، ولا ينكر أنها دخلتها عناصر أخرى عاشت معها، وامتزجت بها بحيث لا تعرف لها قبيلة غير الجاف، وذلك مثل شبانكاره، وكلالي ...
وعن قبيلة الجاف في العراق جاء في عنوان المجد للحيدري بما نصه: «الجاف في غاية الكثرة والشجاعة والاقدام، ونشأ منهم شيخنا حضرة مولانا ضياء الدين خالد العثماني النقشبندي ... ويكفيهم فخرًا نشوء هذا الإمام منهم.» اه (١) .
كل هذا مما يبين مكانة هذه القبيلة، وهي مشهودة عيانًا لا يخفى مقامها بين القبائل المجاورة سواء في السليمانية، أو كفرى وقزلرباط «لسعدية».
وجاء في سالنامة الموصل: «إن عشائر الجاف متفرقون، ومن فرقهم ميره يى وطرخاني وغيرهما ... ولكل طائفة رئيس، وإن رئيسهم العام عثمان باشا ابن محمد باشا وأخواه سليمان بك ومحمد علي بك ... وكلهم إسلام، شافعية، ولكنهم بدو أهل خشونة، وشجعان ... وأن أشجع هؤلاء روغزادي، ولغة الكل كردية، وفي ١ - ١٥٠ يقرأ ويكتب، وغالب ما يكتبون الفارسية ...» انتهى باختصار (١) وقد عددت بيوتهم، فأبلغتهم ٦٨٥ بيتًا ولا نعتقد صحة في هذا الإحصاء ولا في غيره من جراء أنه لم يقطع به، ولم يستند الى أصل.
ويجاور الجاف في حلهم وترحالهم: داوده.
طالباني.
جباري.
زند. رئيسهم غني.
بالاني.
زنكنه. رئيسهم خسرو بك.
دلوه.
شوان.
هماوند.
مَريون.
هاورمان.
سادات برزنجه. وهؤلاء سادة وقراهم كثيرة.
باجلان.
قلعه كاهي. سادة نعيم قليلون في كفري جمور.
تنبيه واعتذار
فاتنا سهوًا أن نذكر في المشجر الأول من صفحة: ١ - الحاج إبراهيم بك، وحسن بك، ومحمد رشيد بك أولاد سليمان بك ابن محمد باشا فمن هؤلاء الحاج إبراهيم بك وله من الأولاد محمد رشيد بك وعبد القادر بك وأعقب هذا محمد بك ومنهم «حسن بك» وله من الأولاد بهجت بك، وكريم بك، ومحمد رشيد بك ومحمد بك وأعقب محمد بك هذا محمود بك وأحمد بك. ومنهم محمود رشيد بك ابن سليمان بك أعقب علي بك.
٢ - حسن بك ابن علي بك ابن محمود باشا.
هذا ما يرجى إلحاقه بالمشجر وأما الأولاد المذكورون في المشجر فيطول تعدادهم.
جاف زهاب
أو جاف جوانرودي يقيم هؤلاء بين زهاب والسليمانية والأطراف المجاورة بصورة ممتدة، ويعدون من العشائر الإيرانية. ومواطنهم على امتداد يبلغ مسافة سبع ساعات في أنحاء زهاب من قرية سرزل التابعة لناحية «بُشت تنك» من الدربند هناك حتى «قلعة زنجير» التي كانت تذكر في المعاهدات القديمة حدًا فاصلًا بين إيران والعراق، وهؤلاء يقال لهم «جاف زهاب» أو «جاف جوانرودي» للتفريق بينهم وبين أقسامهم الأخرى في العراق.
هذه القبائل تتعاطى الزراعة والفلاحة وتربية المواشي، وفي موسم الشتاء تتجول بين خانقين وزهاب في الأراضي الجبلية المسماة «آق طاغ» إلا أنها لم تكن شاهقة وإنما هي تلول صغيرة يتنقلون بينها، وأما في الصيف فإن بعضهم يمضي الى بان دالهو أو الجبل المسمى دالهو في المراعي هناك.
ونفوس هذه القبيلة غير مقطوع بها، ويبالغ فيها. وكان يخمن قبل مائة سنة تقريبًا ب «ألف بيت» ولكنه يعد الآن أضعاف مضاعفة لهذا المقدار وهم أغنى القبائل، وأكثرها ثروة في تلك الأنحاء. وقد مر ذكر قبائلها القديمة وهي تابعة لإيران ولا تزال على مذهب أهل السنة وكلها شافعية.
والقبائل التي ترد لواء زهاب شتاء: جاف جوانرود.
طائفة ندَري.
طائفة زردويى.
باوه جاني «بابا جاني».
تاو كوزي.
وهذه الفرق كانت تسكن قديمًا «قلاي آلاني» ويسمى اليوم «جوانرود» وكلها يقال لها «جاف جوانرود». والآن منها بعض الأجزاء في إيران، والأخرى منها في العراق ... والتي في إيران تقيم في جوانرود صيفًا، وفي الشتاء تميل الى زهاب في الجانب الغربي والشرقي من جبل «بَموْ»، وطائفة ندري تقيم صيفًا في الجانب الشرقي من جبل ساراونَد، وشتاء في زهاب بناحية خانه شور. وزردويى تقيم في الصيف بأنحاء «جوانرود» وفي الشتاء في خانه شور أيضًا. وطائفة «باوه جاني» تقيم صيفًا في جبل ساراوند في الجانب الشرقي منه، وشتاء في خانه شور المذكور. وأما (طائفة تاوْ كوزي) فإنها صيفًا تقيم في جبل ساراوند، وفي الشتاء في جبل (بمو) في الجانب الشرقي منه في المحل المعروف ب «بشتكيف (١».
وقد عد صاحب سياحتنامهء حدود القبائل التي ترد شتاء الى زهاب (٢): كشكي. وهؤلاء من قبيلة الكلالية.
سورسوري. في إيران. رئيسهم رستم خان ابن عزيز سلطان في ترازوله وخامسان، وبير مغار وبين هذه ما يعد اليوم من قبائل الجاف ويعتبر منهم ولعل المؤلف لم يراع أصول هذه القبائل.
كوُركه يى. في إيران.
بربيشه.
منمى (١) .
شيخ اسماعيلي.
آخه سوري «لا توجد الآن في إيران بل في العراق».
براز مر ذكرها (٢) .
وجاف جوانرود، أو جاف زهاو كثيرون اليوم، يقدرون ب (٥٠٠٠) بيت يسكنون إيران والعراق، في الشتاء يميلون الى جهة خانقين، وأكثر أموالهم في زهاو المعروفة بزهاب أيضًا ومن فرقهم: بابا جاني رئيسهم محمد بك بن حبيب الله بك.
قبادي يناخي. أو ايناخي تحت استيلاء جعفر سلطان. ومنهم في لواء السليمانية.
ولد بيكي. رئيسهم بهرام بك ابن فتاح بك.
وربما يبالغ في عدد هؤلاء، والفرق المذكورة أعلاه تمثل فرق الأمراء دون الاتباع من الجاف..
رأيت منهم داراخان رئيس كشكي، وصالح بك رئيس ولد بكي، ومنهم أخذت المعلومات الوافية عن قبائلهم وفروعهم.. وليس لهم رئيس عمومي، وكل فرقة لها رئيس خاص، ومواطنها خاصة بها..
١ - ولد بيكي
رئيسهم محمد صالح بك، ويعقوب بك أولاد فتاح بك بن سعيد بك ابن صوفي بك بن بهرام بك بن احمد بن ولدبك ابن ظاهر بك (زاير بك)، ويقيمون في الشتاء في سر قلعة وجا كيران، وفي كره ودولت آباد، وسراويان، ومامنه وهؤلاء من الأمراء. وفي العراق رئيسهم علي بك بن احمد بك بن محمد بك من آل ولدبك.
وفرقهم: - دَرْوَيشي. رئيسهم كتخدا محمد بن شامراد.
- دَله هْ زه رِي. رئيسهم كاكه بن مير احمد.
- بكزادَه. وهم الرؤساء.
- كرك كش. في إيران.
ويتبعها: علي آخه يى. رئيسهم كتخدا كاكه بن حسين تسكن مع ولدبكي وتعدّ منها، وهم من الجاف. والظاهر ان هؤلاء عاشوا معهم في وقت متأخر.
دِرّوُيى. وهؤلاء أيضًا من الجاف فرقة مستقلة الاّ أنهم عاشوا معهم، وصاروا يعدون منهم. رئيسهم فرج الله بك بن خسرو بك يقيمون صيفًا في (شاهو)، وشتاء في (دربند هول) .
ولد بيكي في إيران سعيد بك فتاح بك، سعيد بك، محمد بك، سليم بك، محمود بك، علي بك جهان بخش كيخسرو، محمد أمين يعقوب، محمد صالح هذا. وليعقوب بك وصالح بك أخوة كثيرون لم نر مجالًا لذكر أسمائهم جميعًا.
٢ - كشكى
يأتي الكلام عليها.
٣ - باوه جانى
رئيسهم محمد بك ابن حبيب الله خان ابن محمد خان باشا ابن ظاهر بك، يقيمون صيفًا في جوانرود في نهراب، وميراباد، ولوشه، وزَلال، وبازان، بيله تاَوْ وفي الشتاء في هوله، وخانه شور، ودشت خرْ، وازكله وقيتول، وبانه دار، دارزنكه.
ورؤساؤهم من الأمراء. وباوه جان أراض معروفة ينتسبون إليها..
وفرقهم: بكزادة. محمد بك المذكور.
تاوكوزي. كتخدا يوسف.
محمه يى. رئيسهم محمود بن محمد.
مله لوكه يى. رئيسهم عبد القادر بن عزيز.
امامي. رئيسهم محمد طاهر بن علي، وعثمان بك ابن محمد بك وفي هاورمان وقد مرّ النقل عنها من سياحتنامهء حدود.
ايناخي. رئيسهم اغا بن احمد وحمه خان بك بن سليم بك. في هاورامان.
ميركي. رئيسهم مصطفى بن فرج.
قلاني. رئيسهم احمد بن مصطفى.
كوزه يي. كتخدا حسين علي بن حسن.
بازاني. رئيسهم عزيز فتاح.
وهؤلاء في الحقيقة ما عدا الأمراء (بكزاده) طوائف تابعة لهم.. ولم تكن من فروعهم.. الاّ أنهم جاف قطعًا، وقد حلوا أماكن تسموا بها أو بأشهر وصف لهم..
٤ - جوانرودي
رئيسهم عبد الرحمن بك ابن محمد بك ابن عبد الكريم بن أمير بك ابن رستم بك ابن زاير بك (ظاهر بك) ويقيمون في الصيف في قلعة جوانرود وليس فيهم سيار. وهذه إقامتها في جوانرود فاحتفظت بهذا الاسم.
٥ - تاييشه لي
رئيسهم علي سلطان بن معروف سلطان بن نظر سلطان، بن فقي مصطفى، وهؤلاء يقيمون صيفًا في داله هو، وفي الشتاء في زهاب وجه كيران.
٦ - قادر ميرويسي
رئيسهم كتخدا علي ابن كتخدا حسن ابن كتخدا علي ويقيمون في الصيف في داله هو، وفي الشتاء بسرقلعة وفي إيران في حدود العراق.
٧ - يوسف يار احمدى
رئيسهم كتخدا محمود ابن كتخدا علي محمد ابن كتخدا يوسف، ويقيمون في الصيف في داله هو، وفي الشتاء ب (دربندزرد) .
٨ - نيرزى
وهؤلاء قسم كبير من هاروني يقيمون في إيران في الصيف في داله هو، وسيهانه، وفي الشتاء في دسك وزهاب. وهم هارونية إيران. ورئيسهم رضا خان ابن يارويسي خان ابن صفر.
٩ - كويك
رئيسهم كتخدا أحمد ابن كتخدا محمد، ومواطنهم صيفًا داله هو، وفي الشتاء زهاب.
١٠ - بى ويانى
رئيسهم فيض الله خان ابن حميد خان، يقيمون صيفًا في داله هو، وفي الشتاء في زهاو. ويقال لهم (بيبياني) أيضًا. وفي أنحاء كركوك لهم جملة قرى.
١١ - كووكرى (١)
وكو تعني الإذن يقيمون في إيران خاصة. ورئيسهم كتخدا حاجي مراد ابن ويسي مراد. ومواطنهم صيفًا في داله هو، وفي الشتاء في زهاب.
١٢ - قبادى
ورئيسهم ورئيس باوه جاني واحد، وهو أحمد بك ابن مصطفى بن حبيب الله خان ابن محمد خان ابن قادر وإن مصطفى المذكور له أخ اسمه محمد بك. وهؤلاء يقيمون صيفًا في بازار، وزلان وسراب بندزنجي (وسراب يراد به العين)، وسراب روه، وسراب شيان.
وهم من الأمراء في إيران. ورياستهم على هؤلاء وعلى باوه جاني.
ومنهم الشاعر خانا قبادي، وله ديوان باللغة الكردية، وشعر فارسي، وبلاغته معروفة عندهم..
١٣ - شيخ سرخاوى
رئيسهم كتخدا أحمد ابن كتخدا محمد ابن كتخدا شيخ مراد، ويقيمون صيفًا في داله هو، وفي الشتاء في سر قلعة.
١٤ - ندرى
رئيسهم كتخدا عزيز بن سليمان، يقيمون في الصيف في (شاهو)، وفي الشتاء في (كوزه روت)، و(دريليه) .
١٥ - ترره يى
رئيسهم كتخدا سليمان بن عزيز. يقيمون صيفًا في جوانرود. وفي الشتاء في دربند ده هول. والظاهر ان هذه والتي قبلها قبيلة واحدة.
رستم بكى
رئيسهم فتح الله بك ابن رستم بك، ويقيمون صيفًا في جوانرود في زرنه وفي الشتاء في سر قلعة.
وهم من الأمراء.
١٧ - منوجرى
رئيسهم اغا بك. في هاورامان.
١ - ملحوظة
وهذه القبائل في الغالب لها فروع في العراق وفي إيران، وبعضها ليس له فروع في العراق كما أن العراق يحوي قبائل ليس لها تفرعات في إيران.
٢ - ملحوظة
ويواطن الجاف في إيران: قبائل السنجاوية «سنجابية».
قبائل الكورانيين وفروعهم: تفنكجي.
قلخاني.
ويجاورهم: كلهر.
كلواخي.
مَنمي.
هاورامان.
بلباس.
لك.
لرُ.
وغيرها ...
ومن هذه قبائل عاشت معهم، وصارت تعد منهم ...
٢
- قبيلة الهماوند من القبائل التي أحدثت ضجة في لواء السليمانية مدة ...
وهؤلاء يعدون في الأصل من الجاف على ما ذكر لي كريم بك الجاف، إلا أنهم يعدون اليوم قبيلة قائمة بنفسها ومنهم فرقة صوفيوند لا تزال مع الجاف (١) . واضطربت آراء الباحثين في أصلهم، فلا ينبغي أن يتخذ القول بأنهم من الجاف قطعيًا، وقال آخرون أنهم جاؤوا من إيران حوالي سنة ١١٨٠هـ أو سنة ١١٩٠ فسكنوا قضاء بازيان. قال ذلك صاحب سياحتنامهء حدود (٢)، وسماهم (أحمد وند)، فبين أنهم كانوا نحو سنة ١٢١٠هـ أو ما قارب ذلك يؤدون الضرائب إلا أنهم امتنعوا بعد ذلك، وصاروا يتخذون النهب والسلب والضرر بالمارة ديدنًا، فملأوا تلك الأنحاء بمظالمهم وتعدياتهم. قال وإن هذه الطائفة يقال لها (هماوند) أيضًا مما يدل على أن أصلها أحمد وند فتصرفوا باللفظ. وباقي ما ينسب لهم من وجوه في التسمية وأصلها لم نجد له ذكرًا في كتب التاريخ ولا يعول عليه بوجه.
كانت عاداتهم السلب والنهب. ومع هذا يزاولون تأدية الفرائض من صلوة، وصيام، ومما يحكى عنهم أنهم يقتلون المرء، وينهبون القوافل، وإذا حان وقت الصلوة قاموا لأدائها ولا يتركونها حتى ولو كانت القتلى قد طرحت أشلاؤها أمام أعينهم، أو أن الجرحى يئنون من جراء المصاب. وموطنهم حوالي جمجمال وبازيان ...
اشتهروا بالشجاعة والبسالة، ولم تؤثر قلتهم على التخفيف من وطأة الشجاعة، ونرى الأطراف تخافهم، وتخشى بطشهم، فإذا بطشوا بطشوا جبارين ولغتهم لا تختلف عن لغة الجاف، وتختلف عن لغة أهل السليمانية وأطرافها المعروفة بلغة «كرمانج» ...
وفرقهم: رشه وَن. رئيسهم كاك عبد الله أفندي «كاكا ولاي افندي»، وفقي محمد.
رمه وَن. رئيسهم أمين رشيد اغا. واصل جدهم رمه أي رمضان.
سيته بسر. ويتفرعون الى: كاوَيس.
صالح ريحان.
٤ - بكزاده. رئيسهم محمد أمين فقي خالد، وأصلهم من جلبي وهو الأخ الرابع.
٥ - خورده هماوند أو ورده هماوند.
ويقال لهم هموند، وهماوند جلبي. وإن عددًا كبيرًا منهم يعرف الفارسية الحديثة، ويقرأون ويكتبون، ويحفظون قسمًا من الشهنامة لهم ألفة مع قبيلة الشوان.
وكل ما عرف عنهم أن جدهم «خوا مراده شير»، جاء من ماهي دشت. وافترق من هذه القبيلة «هماوند بيتوني» وتقطن الآن بين قصر شيرين وكرمانشاه ولا تزال ذات شأن ومكانة في إيران. وكان لخوامراده شير أربعة أولاد: يادكار. «ومنه البكزاده» ويقال لهم «الجلبية».
صفر. «صفره ون».
رمضان. «رمَه وَن».
رشيد. «رَشه وَنْ» والأول تولد منه «البكزاده» وفروعهم: فرقة جوامير. والآن رئيسهم رشيد خسرو.
فرقة فقي قادر (١) . رئيسهم محمد أمين اغا.
فرقة كاكه. وهو كاكه عبد الله بن عزيزي خاله. رئيسهم عارف كاكه الله.
والثاني تولد منه «صفره وَن». ورئيسهم يونس محمود خضر.
والثالث رمضان، وفرقته «رَمَه وَنْ». ورئيسهم أمين رشيد اغا نائب كركوك سنة ١٩٤٠م و١٩٤٧م.
والرابع رشيد، ويقال لفرقته «رشهْ وَن» رئيسهم فقي محمدي ابن حاجي محمود ويقيمون في «مغان طاغ» حتى جبل «طاشلوجه» ويلفظ «طاسلوجه» وبين مغان ودربند بازيان التابعة الى كركوك، والمنطقة بين دربند بازيان وطاسلوجه تابعة للسليمانية.
وفرقهم: «سيته بسر». أصلها «سه تابسر». وهم من الفرق الكبيرة. رئيسهم «حمه زرد»، ونادري صالح ريحان.
«ورده هماوند». مخفف خورده هماوند وهؤلاء فروع كثيرة: قركه وَنْ. أمين حمه امام.
تيمه وَنْ. كاكه رش وصواب اسم هذه الفرقة ميته وند قاسمه وَنْ.
همايل. عزيز رحيم دوينه.
بابله ون.
والملحوظ أن هل الشقاء من المجاورين يميلون الى من يظهر ليعيشوا معه في الأمن، وكذلك يقومون على حسابهم أحيانًا بمثل ذلك استفادة من شهرة جوامير واضرابه، وهذا مشهود أمثاله كما حصل أيام عبدكه ومن على شاكلته، فصار كل حادث ينسب إليه ...
أما وقائعهم فإنها مذكورة في تاريخ العراق ومن أهمها واقعة السردار الأكرم عمر باشا، فإنها سببت عزله لأنه نكل بهم، وقتل منهم رؤساء كثيرين وهذا على خلاف رغبة دولته فإنها لا تريد أن تقسو بهم حذر أن يميلوا الى إيران، ويكون ضررهم كبير جدًا ...
ومن الوقائع المحفوظة للجاف أنهم تقاتلوا معهم في موقع بين السليمانية وجمجال يقال له «كرْدَه لرّ بوبه» فقتل ابن كيخسرو بك الجاف عم والد الحاج إبراهيم بك الجاف.
٣
- الكلالية
من عشائر العراق المعروفة في التاريخ ولا تزال كثيرة العدد، وتعد اليوم من فروع الجاف، وليس بصحيح كما يحفظه أهل هذه القبيلة ...
وهذه القبيلة كردية في الأصل، وهي من القبائل المهمة. وكل ما علمناه عنهم أنهم: «قوم لهم مقدار وكمية تعرف ب» جماعة سيف الدين صبور «، ومقامهم داشرك» كذا، ولعلها داترك «، ونهاوند إلى قرب شهرزور، وعدتهم ألف رجل مقاتلة، قوية، وأميرهم يحكم على من جاورهم من العصابة الكردية حكم الملك على جنده، ويقدر على جميع أصناف عشيرته ... ومنهم طائفة مقيمة بداقوق» دقوقا «وعددها ألف أو دونه، والأخرى باشنه من نواحي أذربيجان عدة رجالها مائتان، وكانوا أكثر من ذلك عددًا، وأوفر مددًا. ولما كان الملك شرف الدين بن سالار صاحب أربل من جهة التتر قتله رجل من الكفار، عصى قومه على الكفار، وهاجر بعضهم الى مصر والشام وبقى ولده الأمير حاكمًا على من بأشنه من قبيلته، وولده عثمان كان أميرًا لمن قام بوطنه من عشيرته فلما توفي ولده تولاهم سواهم.» اه (١) .
ومن هذا يعلم أن الكلالية كان لهم شأن يذكر، ثم صار عليهم ما صار على يد التتر، وذكر صاحب المسالك توالي أمرائهم، ثم انقراض الإمارة.. وفي هذا ما يعين مكانتهم القديمة.. واليوم يعدون بنحو ألف بيت، وعلى ما هو المسموع أن هؤلاء ما فيهم إلا القليل ممن لا يتعاطى السرقات، ويشبهون ب «بني ويس، وربيعة» في أنحاء قزلرباط قديمًا إلا أننا لا نعتقد بهذا، فإنه غير معقول أن يكون أكثرهم يميلون الى هذه الدرجة من السرقة.. وكل قبيلة لا تخلو من أخيار وأشرار..
والمحفوظ أنهم في الأصل كانوا في شهرزور بمحل يسمى «دول كلال» (١) أي وادي كلال، يسكنون فيه قبل أن يأتي الجاف الى العراق، وفي إيران كانوا في مكان يسمى «كليابي»، وهو فوق جوانرود بين كرمان شاهان «قرمسين» وسنة في مقاطعة ماي دشت.. ومن رؤسائهم توفيق اغا عاشوا مع الجاف مدة طويلة، وهم ليسوا منهم إلا أن طول الاقامة معهم جعلهم يعرفون أنفسهم من الجاف، وتسميتهم ناشئة من المكان الذي كانوا يقيمون فيه، وهو وادي كلال، ويصح أن يكون قد تسمى باسمهم لأنهم طال بقاؤهم فيه فعرف بهم. ولا أرى هذا راجحًا..
والكلالية فرق عديدة: «أغوات». ورئيسهم توفيق اغا ابن عباس اغا، ومحمد رضا اغا وهذا قد رأيته وبين لي عن القبيلة. ومن رؤسائهم مصطفى اغا أيضًا وهم في كثرة وغالبهم لا يزال من الرحل في إيران. اختاروا الاقامة هناك، وكانت لهم رهبة في نفوس الإيرانيين، لما يقومون به من صولات على المجاورين.
خضر ويسي «خدر ويسي». رئيسهم حاجي كريم ويسي.
بيشدري. رئيسهم إبراهيم بن كريم قباد. «ولعل هؤلاء من بيشدر فمالوا إليهم وعاشوا معهم».
بوره. رئيسهم محمود بن مراد خان.
كرم وني. رئيسهم محمد رحيم.
سركجْ. رئيسهم حسين بن حسن.
سيره. رئيسهم حاجي قادر نورس.
لوُته يى. رئيسهم كريم محمد.
ملحوظة: قبيلة كشكي مستقلة اليوم بنفسها وهي في الحقيقة من كلالي.
وليس لدينا ما يؤيد أنهم من الجلالية إلا أن اللفظ واحد، والظاهر أنهم عينهم مما لا يدع ريبًا في أصلهم ووحدته ...
ومن قراهم: باشه.
كرَمْ كه رَشْ.
ومن هذه القبيلة ظهر من العلماء: ١ - العلامة الزاهد الأستاذ الملة أحمد الكلالي. ذكره إبراهيم فصيح الحيدري إلا أنه لم يبين تاريخ وفاته وعده من العلماء الذين انتسبوا الى الطريقة النقشبندية الخالدية. (١)
٤
- قبيلة كشكي
وهؤلاء رئيسهم دارا خان ابن محمد خان ابن شاه مراد خان ابن فتح الله خان ابن شاه مارخان بن باجلان خان ابن ميرزا خان وكنت قد رأيته. ويقيمون في كامران صيفًا، وكج شامراد خان شتاء، ومواطنهم في إيران في شمال روانسر. وفي الحقيقة هؤلاء من قبيلة الكلالية إلا أنها معدودة بين قبائل الجاف. انفصلت عن «كلالي» من مدة، والآن مستقلة بنفسها ...
وفروعهم: شيخ حسني. الرؤساء.
زُوراب وني. رئيسهم كتخدا سادة خان بن كمَر.
قته وني. رئيسهم كتخدا احمد بن رحمة علي.
كلكهَ وندي. رئيسهم كتخدا محمد بن حسن.
ميرَهْ وندي. رئيسهم كتخدا محمد بن حيدر.
وهذه المعلومات مستقاة من نفس رئيسهم. ولم أجد لها ذكرًا في سياحتنامهء ولا في تحديد الحدود.
٥
- قبائل هاورامان
إن جبال هاورامان «آورامان» بين العراق وإيران، وإن الأنحاء المطلة منها على صحراء شهرزور، وناظرة الى قلعة «زلم» كانت بموجب المعاهدة الإيرانية - التركية أيام السلطان مراد تعود إلى العراق فما كان بسفح جبلها من الجانب الغربي في العراق والقسم الشرقي من الجبال المذكورة المطل على إيران يعود لها. وفي هذا القسم بلدة هاورامان. والقرى هناك لإيران، وإن الحدود الفاصلة منتصف ذروات الجبال.
والقرى في الجانب الغربي بمقتضى تلك المعاهدة تعود الى العراق إلا أن إيران قد تصرفت بقسم من هذه القرى، والقسم الآخر يعود للعراق. ويسكن هناك قبائل يقال لها قبائل «هاورامان»، منها ١٧ قرية تحت سلطة إيران، والقرى المتباقية تحت تصرف العراق.
وأهمية هذه المواطن في قبائلها. أما الحدود وتفصيل القول فيها، والجبال وأوضاعها الجغرافية، ونهر سيروان وسيره، وقلعة زلم والبحث في موضوعها ... كل هذه مما بسطنا القول فيها في «تاريخ العراق»، وفي «تاريخ شهرزور أو السليمانية» اللواء والمدينة. فلا طريق للبحث في ذلك الآن، ولا فيما يتجدد من آمال، أو ظهر منها في مختلف العصور. والملحوظ أن توزيع هاورامان بالنظر للسلطة والإدارة أمر سياسي لا غير.
راجعنا مراجع كثيرة لمعرفة هذه القبائل وماضيها التاريخي فكانت النصوص قليلة، كما أننا رأينا المحفوظات مرتبكة، والوقائع أساطيرية، أو متداخلة تتعلق بإمارتهم أو رياستهم القبائلية. ومن المشاهد أن هؤلاء يسكنون قرى عديدة في صافقي الجبل من شرقية وغربية، ومنتشرون هنا وهناك ونتولى أمرهم أو شؤونهم أمراء، وإن الحاكمية للقسم الإيراني، وللقسم العراقي تابعة للضرائب والأمور السياسية، واستيفاء المقرر المعتاد قديمًا وحديثًا فهي سلطة عامة في أمور معينة لا تتجاوزها، والسلطة في الحقيقة لأمرائهم.
ويرجع تاريخ هذه الإمارة الى زمن قديم، وعرض لها بعض الانحلال في أوائل القرن الحادي عشر من أيام الشاه حسين الصفوي، ثم عادت الحياة أيام هواس قلي خان في قصة، وتوالى أمراؤهم الواحد بعد الآخر، ومن آخرهم جعفر سلطان، وقد توفي، والآن ذريته معروفة والإمارة فيهم وقد بسطنا القول فيها في «تاريخ شهرزور».
أما القبائل فهي موضوع بحثنا. وأصحاب القرى في هاورامان من الرعايا أي ممن لم يكن من بيت الإمارة يدعون «كورانيين». ومعناها (المقيمون) كما أن الجاف يطلق على الرحل. ولعل الملازمة عينت ذلك. وبين قصر شيرين وبين كرمان شاهان «قرمسين» كورانيون أيضًا وكثرتهم هناك إلا أنهم على «عقيدة العلي اللهية»، كما أن قرية واحدة من قرى هاورامان على عقيدة الكاكائية وهي قرية «هاوار» يعتقدون في «سلطان اسحاق» بما هو أشبه بالعبادة وقبره في قرية «شيخا» قرب قرية «نوسود» التي كان يسكنها جعفر سلطان. وإن الكاكائية يزورون هذا المرقد سنويًا، وليس لهم يوم معين لزيارته، والأكثر يأنون في فصل الربيع (١) .
وباقي القرى مسلمة، شافعية المذهب، وطريقتهم نقشبندية، وقليل منهم «قادرية الطريقة» وقد توزعت هذه القبائل الى مجموعات كبيرة «قبائل» (٢) .
وهنا نذكر أقسامهم على الوجه التالي: ١ - هاورامان لهون. وهذه منها تابع للعراق، ومنها تابع لإيران. والعراقية منها داخل ناحية خورمال من قضاء حلبجه «اليجه». وهذه قراهم التابعة للعراق: طويله.
سوسه كان.
بلخه.
دركاش خان.
بالا نبا.
خار كيلان.
هوار.
دره نفى.
كريدانه.
بدين.
بياره.
نارنجله.
كلب.
بنجودره.
ناويره.
سركف.
هانه وند.
وزه مر.
وقرى هورامان لهون التابعة لإيران: نوسود.
طشار.
وزلي.
شره كان.
نروي.
نروشاه.
هجيج.
هجيجيا.
شوشمربرو.
زاور.
شوشمرخوارد.
شيخان.
هيروي.
بله بزان.
هانه كرمله.
كيمنه.
بدرواز.
داريان.
والملحوظ أن القرى كانت ١٧ قرية. ولعل اندثار بعض القرى وحياة أخرى أدى إلى أن تكون ١٨ قرية.
ومن قرى هاورامان لهون في جوانرود ويقال لهم «هاورامان جوانرود» وهم تابعون لإيران: باوا.
بندره.
دسره.
خلكا.
كلال.
دره ببان.
درمور.
نوسر.
قشلاق.
دينوى «ونيدى».
زيران.
دوريسان.
نورباو.
نجار.
كومه دره.
دري بر.
دوران.
وقسم منهم يقال له «هاورامان دزلي» وهؤلاء بعض قراهم في العراق والباقي في إيران (١) .
قبيلة «هاورامان تخت» تابعة لإيران إلا أن قراها قليلة.
هذا وإن إمارة العراقيين اليوم بيد أفراسيان بن رستم سلطان. وكانت الإمارة قبله بيد والده، فلما توفي صارت الإمارة الى عمه «جعفر سلطان بن محمد سعيد سلطان» فآلت الإمارة الى أفراسياب فهو أميرهم في العراق. وأما في إيران فإنها بيد كريم بك ابن جعفر سلطان. والكلام على إمارتهم فصلنا بحثه في «لواء السليمانية».
وهنا نشير الى أن لغة الكورانيين تختلف عن لغة أهل السليمانية إلا أنه من الممكن أن يتفاهموا فلا يعسر التخاطب، ومعرفة الغرض في التعبير. فمثلًا آوى يراد بها آب، آو بمعنى «ماء» وكذا «آير» بدل «آكر»، وآخكر أي جمرة الى آخر ما هنالك. ويقال ان لهم لغة خاصة بهم، ولهم كتاب مدون في تلك اللغة يحرصون عليه ولا يظهرونه لأحد إلا أننا لم نجد تدوينات عنه.
وجاء في تقرير الحدود أن القرى العراقية ١٧ قرية، وفصل أوضاع الحدود هناك كما أن صاحب سياحتنامهء حدود قد أوضح الجبال والطرق والأنهار إيضاحًا وافيًا مما لا محل لذكره هنا (١) وقد أوضحنا في تاريخ العراق بعض حوادث هاورامان إيران فنكتفي بالإشارة هنا. وكان ذلك أيام فرهاد ميرزا، وكان أميرهم حسن سلطان ...
ومن علمائهم المشاهير آنئذ الشيخ عمر الهورماني قد قام بإصلاح ذات البين، وسعى جهده أن يؤلف بين العشائر والدولة الإيرانية، ولهذا اقطعه الشاه مقاطعة مكافأة له فأجابه مخاطبًا البرق «التلغراف» مجيبًا له ومعتذرًا عن قبول هدية الشاه قال: ما آب روي فقر وقناعت نميبريم أي «تل» بكو بشاه كه روزي مقررست
٦
- قبائل ايل غواره
هذه القبائل تشبه العشائر العربية في طباعها وكثير من أعمالها لما فيهم من نخوة ... إلا أن الفقراء منهم ينالهم الحيف من الأقوياء. ولا توجد مشادة بينهم وبين أهل القرى، ولا مع بعضهم، وأما علاقاتهم بإيران فهي حسنة جدًا، ولهم ألفة مع الوجوه والأعيان هناك ... وايل غوارة سميت القبائل التي تحله باسمه.
يتعاطون الزراعة إلا أن هذه أقل مما يكفيهم، ويتعيشون في الأكثر من تربية المواشي، وما يتحصل منها من لبن وجبن وسمن وصوف وجلود يتاجرون بها وبمنتوجاتها، ويتعهدون الخيول إلا أنها لم تنل الرواج أو القيمة المشهودة في الخيول العربية. وينسجون أنواع البسط والسجاد فيبيعونها في الأطراف، ويصنعون من الشعر بيوتًا لاستعمالهم ...
وعلى كل لا يختلفون عن سائر القبائل الكردية هناك ... وتعد كافة القبائل التي تقيم فيه بهذا الاسم، واللفظ مغولية، وشاعت هناك ألفاظ مغولية كثيرة، فقد كان طريقهم الى هذه الأنحاء، ولذا نرى أكثر المواطن معروفة باسمها المغولي. وتخفف فيقال «قبائل غواره» ...
يتجولون في سورداش، وسرجنار صيفًا، وفي بازيان شتاء. ويجمعها عدة قبائل بينها ما هو من قبائل الجاف أو مستقل عنها، أو ما هو معدود منها. وهؤلاء في أنحاء لواء السليمانية، ويميلون في الربيع إلى إيران إلى صوغوق بولاق «صاو جبلاق».
وبين هذه ما يعد من القبائل الأخرى، وليس لها جامعة قرابة تجمعها، ولا ارتباطًا تتصل به سوى المكان. ومر ذكر بعضها فلا نرى محلًا لإعادة القول فيها، وإنما نذكر البواقي مما لم يسبق ذكره منها.
١ - اسماعيل عزيزي: كانت كثيرة العدد، والآن في قلة بالنظر لقبيلة الجاف ...
وهذه القبيلة في أنحاء السليمانية، وكانت مع الجاف، إلا أنها اليوم منفصلة عنها، وتعد من القبائل المعروفة ويصح أن تعد من نوع كلالي ساكنت الجاف وعاشت معها. والصعوبة كل الصعوبة في مثل هذه الحالة أن تعد القبيلة مشتقة من الأخرى ما لم تظهر لنا أدلة كافية على الاشتقاق، خصوصًا إن القبائل في مثل هذه الحالة قد تسمت بأسماء جديدة بالنظر للمواطن التي حلتها، فغلبت عليها أو الأشخاص الذين ظهروا فيها، واشتهروا كثيرًا بحيث عاد لا يعرف الاسم الأصلي، وهكذا ... بل عاد خارج الامكان أن نعتبر القبيلة مشتقة من الأخرى ما لم يكن ذلك محفوظًا عنها أو مسموعًا من رجال قبائلها العارفين بتاريخ قبيلتهم ... وفي سياحتنامهء حدود بين أنهم خمسمائة بيت.
وفرقهم: مير أغايي. رئيسهم رشيد حمه اسمر.
كومه يي. رئيسهم فقي حسن محمد أمين.
نفس اسماعيل عزيزي. رئيسهم محمد صالح بن محمد بك، ومجيد بك فيض الله بك.
قره ويسي. رئيسهم مُرزاي الغالي.
وتعد هذه القبيلة اليوم من القبائل المجاورة للجاف. وإن عشيرة «كرد» في لواء اربل من هذه القبيلة، تسكن في أنحاء كويسنجق عرفوا بهذا الاسم، وصاروا كأنهم قبيلة مستقلة. وأصلهم من هذه القبيلة. ويأتي الكلام عليهم.
٢ - منرمى: وهذه كانت تؤدي ضرائب نحو «٤٠» ألف قرش سنويًا لأمراء بابان، وفي أيام صاحب سياحتنامهء حدود تفرقوا شذر مذر وأقاموا في القرى والآن لم يكونوا في كثرة ... وليس لهم فروع مهمة ...
٣ - اغاسورى: رحل، مع الجاف صيفًا وشتاء، وينتسبون الى قبائل ايل غواره، أو يعدون منها.
٤ - كلوى أوكلو وكاوانى: وهذه من قبائل ايل غوارة، وتابعة رواندوز من اربل. رئيسهم عزيز ابن قلنج اغا. ومن قراهم: كوسكه.
سيوه كا.
سوكند.
زر جويس.
جمكا.
٥ - قبائل ايل غواره الأخرى: ومن قبائلها أيضًا ما هو في قلة. وهذه أشهرها: مَرْ زنك وكرزه يى.
جوجاني.
بيسرَي.
قاويله يى.
شيخ اسماعيلي.
ورمزيار.
صاتباري.
كافروشي.
هباسي.
مامه ليسي.
وكانت مواطن هذه القبائل تعتبر ناحية من نواحي السليمانية تعرف باسم ناحية «ايل غواره»، أو ناحية «غواره». وهم عشائر عديدة وكلهم شافعية، يذهبون صيفًا الى أنحاء صاوجبلاق «صوغوق بولاق»، وهي أنحاء إمارة مكري وقبائلها، وفي الخريف يعودون إلى أنحاء السليمانية الى سورداش وبازيان وقره داغ، وفي الشتاء يميلون الى عسكر، وقلعة سوكه، وسرجنار وكند اغاج وجوبق قلعه، وجمجمال، وبازيان وقد يمضون الى أنحاء كركوك الى مواطن الزند وزنكنه (١) .
وهذا مشهود إلا أن الصلة بإيران، والتجول في أنحائها أو الرحلة اليها قد انقطع في هذه الأيام نوعًا.
٧
- قبائل ييشدر
أو ييزدر في معجم البلدان «بشتير» قرية ينسب إليها الشيخ عبد القادر الكيلاني، وهذه القبيلة لا تعرف صلتها بتلك القرية، والمعروف أنها تعني ما وراء المضيق «الجبل» مما يلي العراق في المواطن التي تقيم بها، وتسمى باسم ذلك المكان ويلفظ «يزدر». وهذه القبيلة حديثة العهد في تكونها، فلم يعرف لها ذكر في كتب التاريخ بهذا الاسم وتعد اليوم من أقوى عشائر الكرد. ورئيسها عباس آغا ابن محمود آغا، وقد نبغ منها علماء كثيرون منهم حسين أفندي اليزدري المتوفى في ٣ شوال سنة ١٣٢٢هـ - ١٩٠٥م من مدرسي مدرسة الإمام الأعظم ببغداد.
وأعتقد أنهم يتفقون وبلباس في أصل واحد، اتصلوا بالموقع المعروف باسمهم، فتسموا بيشدر وغلب عليهم، وهكذا بابان من عين الأصل، والكل يقال لهم «خالدى» وينتسبون إلى بني خالد، أو خالد بن الوليد أو خالد آخر ومهما كان فالآن يعرفون باسم المكان. ومنهم أمراء بأنه «البكزاده» وكذا «فيض الله بكي» بين ساقزو صوغوق بولاق. يقال انهم كلهم أبناء جد واحد.
وتسكن مع بيشدر في المكان المعروف في أيام العثمانيين «بمعمورة الحميدية» وتمتد الى سردشت. وكان مركز قضائها قلعة «دِزَهْ» ولم يكن لهؤلاء مدن وإنما هم أهل قرى، ورحل، وفي أيام الترك كان القضاء «مركه» ثم صار المركز قلعة دزه والمنطقة «بيشدر» صارت تطلق على السكان.
وبيشدر من أقضية لواء السليمانية وقد جمعت قبائل عديدة وطفحت الى الأطراف، ومنها في إيران، ومنها في اربل.
ويجاورهم في إيران عشيرة كوَرك، ومنكور، وفي العراق قبائل آكو، وسن، ورمك، وبيران. ومن قبائلها: ١ - قبيلة نور الدينى: فرقة الرؤساء. وهذه في الحقيقة ينتسب آل بابان إليها، فهي أصل. وبعضهم يسميها «نور الدينى» رأسًا لا بيشدر فعرفت باسمها الأخير. وإلى نور الدينى ينتسب جد البابان. وإن فقي أحمد نشأ في قرية دار شمانه من قرى بيشدر في عشيرة نور الديني. ومنهم من يقول من «سكر» (١) .
وبيشدر خلف «دربند رانيه» وتقع وراء بيشكي دربند، والعشيرة تسمى «نور الديني»، والرؤساء من «مير آودلي» وهي من أكبر العشائر في أنحاء الكرد، ويرجعون كلهم الى محمد اغا. ورؤساؤهم: بابكر اغا ابن سليم اغا.
محمود اغا.
بكزاده.
احمد اغا.
عباس اغا ابن محمود اغا.
هومر اغا «عمر اغا».
علي اغا.
رسول اغا.
كانوا أخوة ينتسبون الى جدهم الأعلى محمد اغا وله «٢٥» ولدًا والفروع متشعبة منهم.
٢ - شيلانى:
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
وهذه القبيلة في أطراف مركه. وهم تابعون لنور الديني. ورئيسهم عباس سليم اغا. ولم يكونوا من نفس نور الديني. وإنما هي قبيلة على حدة.
٣ - سوسني: ومنهم من يقول «سوسلي». وهؤلاء رعايا. ويعدون من نور الديني. ورئيسهم عبد الله بابز اغا. الآن داخل حدود الإيرانيين. وتعد اليوم عشيرة على حدة.
٤ - ميراودلى: رؤساء هذه القبيلة رؤساء قبائل «بيشدر». ورئيسهم بابكر اغا في نفس بيشدر. ورئيسهم عباس اغا ابن محمود اغا في شهر بازار.
وهؤلاء أصلهم خالدي كما مر، وكذا أهل دار شمانه، وأمراء بانة وفيض الله بكي ... كلهم يعدون أبناء جد واحد.
ولغة بيشدر تختلف عن لغة السليمانية، وعن لغة الجاف. ومن بيشدر من هم في مركه. ورئيسهم بايير اغا وأصلها أخوان أحدهما ميراودل «مير عبد الله»، ومنه تكون ميراودلي. والآخر فقي أحمد ومنه تكون آل بابان فجاؤوا الى دار شمانه ثم الى قره جوالان وهما قريتان.
٥ - جاف ياخيان: «جافتي بيشدر» ضمن عشيرة بيشدر. ويقال لهم «جافه رشكه». و «جاف تلان» بين بيشدر والسليمانية، فوق «سوردار».
وهؤلاء تبع بيشدر وليسوا منهم وإنما هم جاف كما هو معلوم من نفس القبائل ومن التسمية.
إمارة آل بابان
من أمد بعيد حكمت شهرزور والأنحاء المجاورة لها. عدّ صاحب الشرفنامة من رجالها «بير بوداق بن مير أبدال» وهو أول من عرف منهم، وتوسع نطاق حكمه الى مكري وبانه، وتقدم نحو سهران، وبعد وفاته خلفه ابن أخيه «بوداق ابن رستم»، فلم يطل حكمه، فانقرضت هذه الإمارة، إمارة بابان ولم يبق الا اسمها ...
ثم انتقلت هذه الإمارة الى أعوان الأمير بوداق ولكنها حافظت على اسمها السابق، ومن هؤلاء نظر بن بيرام قد تغلب على هذه الإمارة، وامتدت سطوته الى كفري. وكان حسن التصرف وبوفاته صارت هذه الإمارة الى اثنين من أمراء «بير بوداق»، توزعوها، واقتسموا حكمها وهما إبراهيم وسليمان، ثم استأثر سليمان بالحكم، وقتل نده إبراهيم، واستقل بإمارة بابان.
وبعد وفاته طال النزاع بين أولاد الأمير إبراهيم، وأولاد الأمير سليمان، فلم يستقر حكم لواحد، ثم آلت الى الدولة العثمانية، ولم يبق من يحكم البلاد، وإنما كان يتولى كل صقع رجاله المميزون من رؤساء القبائل وأعيان القرى، وبقيت كذلك من أيام السلطان مراد الثالث حتى سنة ١٠٠٥هـ وينتهي بها ما قصه صاحب الشرفنامة (١) .
ومن تواريخ عديدة يفهم أنه ظهر رجل يدعى «فقيه أحمد»، أو «فقي أحمد» كان من قبائل بيشدر «يزدر»، وصار عماد هذا البيت، وكان له ابن اسمه «ماودو» قد استولى على الأنحاء المجاورة من شهر بازار وأطرافها، فأعقب ابنًا اسمه «ببه سليمان». وهذا ضبط «قره جوالان» سنة ١٠٨٠هـ، فكان حاكمها وخلفه ابنه «بكر بك»، فلم يتمكن من الاحتفاظ بما كان بيد والده، بل انتزعت منه مواطن عديدة انتزعتها منه إمارة «الزنكنة».
وهكذا توالوا، فصارت «إمارة بابان» في حوزتهم. وبدت مواهب الكثيرين من أمرائهم، ومن أشهرهم سليمان باشا، وخالد باشا، وعثمان باشا، وعبد الرحمن باشا. وإبراهيم باشا، وآخرون عديدون. فمن هؤلاء إبراهيم باشا قد بنى مدينة السليمانية، وعلاقاتهم بقبائل بلباس، وسهران، وغيرها مشهودة في وقائع عديدة كما أن الصلات بإيران، وبالدولة العثمانية كثيرة جدًا ... وقد توسع حكمهم، وضاق تبعًا لمواهب أمرائهم ...
ولا محل للإطالة في تاريخهم فقد بسطنا القول في «تاريخ العراق بين احتلالين» وفي «تاريخ شهرزور - السليمانية» اللواء والمدنية، وكل ما نقوله ان اضطراب الحالة بين إيران والدولة العثمانية مما سبب ظهورهم واستقرارهم. قال الأستاذ حمدي بك بابان:
«بابان اسم عائلة كردية حكمت بين بغداد والموصل ... ابتداؤهم مجهول، ونهايتهم في سنة ١٢٦٥هـ.» وقال «: تاريخهم مضبوط من سنة ٩٠٠هـ الى سنة انقراضهم ببعض فواصل في أوائلها، كانوا مستقلين، وفي الأواخر صاروا تحت نفوذ إيران مرة، والعثمانيين أخرى ... وتوسع نفوذهم مرة، وقصر أخرى ... وهكذا استولوا مرة على بغداد سنة ١٢٢٥هـ. وبابان بمعنى آل بابا» وأنهى البحث بقوله «: ومحرر هذه السطور أحمد حمدي بابان ابن محمد رشيد باشا ابن سليمان باشا الذي ضبط بغداد ابن محمد باشا ابن خالد باشا ابن سليمان بك المسمى بابا سليمان ابن سليمان بن مير محمد بن سليمان بن أحمد بن حسين بن عثمان بن مصطفى ابن حسين بن عمر بن إبراهيم بن محمود بن عيسى بن خضر بن مير أحمد أخي ضياء الدين بن مير عز الدين بن عبد الله.» اه وكل ما نقوله هنا انه لم تكن قبيلة باسم بابان بل باسم بيشدر وأما بابان فانها «إمارة»، وقد حكمت لواء السليمانية، فهي في الأصل «إدارة عشائرية»، فتوسعت ودخلت في حوزتها كويسنجق واربل ... ولم نجد من النصوص التاريخية لما قبل بيه سليمان ما يعين الصلة بإمارة من الإمارات السابقة في بابان، وأيامهم الأخيرة واضحة، ومعروفة بجلاء (١) وأصلهم من بني خالد كما نطق به كثيرون، ويشتركون بهذه النسبة مع بيشدر وبلباس إلا أن الآلوسي قال لم تثبت هذه النسبة، وآخرون قالوا لفظ خالدي يرجع إلى أصل قديم، وللتفصيل محل آخر ...
لواء اربل
١
- قبائل بلباس
من القبائل الكبيرة في العراق في لواء السليمانية، وفي لواء اربل، وفي إيران، تقع على الحدود، وقد تفرعت كثيرًا حتى صار يعد كل فرع من فروعها قبيلة مستقلة عن غيرها، وهي في الأصل قبيلة واحدة، مال قسم منها الى إيران، الى أنحاء لاهيجان وكانوا في لوائي شهرزور واربل الا أن الحوادث دفعت فريقًا منهم الى هناك، لما وقع بينها وبين البابان من حوادث، ومن ثم أزاحت طائفة «مير باسكان»، أو مير باساك التي كانت في تلك الأنحاء، وهذه الطائفة فرع من قبيلة «مكري»، أقطعت لها أراضيها بإحسان سلطاني فدفعتها قبائل بلباس.
وتاريخ هذه القبيلة حافل بالوقائع، وكل ما نعلمه عنها أنها عظمت ونالت مكانتها، فصار يخشى بطشها المجاورون وهم أمراء بابان فاستعانوا بقوة الحكومة وكانت الدولة العثمانية ترغب في التدخل من هذه الطريق، فنكلت بها ... بأمل أن تقوي سلطتها، فلم تر بدًا من التحول إلى إيران، فمضى قسم كبير منها إلى هناك. ولا يزال القسم الآخر في العراق.
ويرجع عهدهم في العراق إلى أمد بعيد، كانوا من قبائل العراق، فرأوا شدة وتضييقًا كبيرًا من جانب العثمانيين والبابانيين معًا والإمارات إذا كانت متعادلة، أو بعضها مرجوح، ولم يستطع الضعيف أن يسيطر. ركن الى الاستعانة بقوة الحكومة.
وهذه القبيلة لا تختلف عن القبائل الكردية الأخرى تمت الى «قبيلة خالدي» ويعزى انتسابها الى خالد بن الوليد أو قبيلة «بني خالد» المعروفة في العراق ونجد والشام. ولعل الموافقة بالاسم والمقاربة باللفظ دعا الى الانتساب الى خالد بن الوليد «رض»، أو الى قبيلة بني خالد والمشهور في تتبع المعاصرين هذه الأيام ان خالدًا الذي ينتسب إليه هذه القبيلة غيرهما، وان المقاربة في الاسم دعا أن يقال ذلك.
ولا يؤمل إرجاع قبيلة من قبائل الكرد إلى أصلها المتفرعة منه، أو بالتعبير الأصح مراعاة أنسابها إلا من طريق التاريخ أو المحفوظ عن القبيلة نفسها ولم نجد من قطع في ذلك وإنما هناك روايات متداولة، والتاريخية أشبه بهذه تمامًا لا تختلف عنها إلا في تقدم التدوين. فلا سند قطعيًا يعول عليه. فكل من هذين المرجعين لا يؤدي إلى القطع. ولا يعرف هؤلاء الا بالمحل الذي سكنوه وتطاول عهد سكناهم به فلحقتهم التسمية بسببه، أو أن المحل بسبب تمكنهم فيه تسمى باسمهم كما هو مشاهد في حوادث كثيرة. وفي الأصل تعتبر هذه من قبائل روزكي (١) . وكل ما عرفناه أن قبيلة روزكي المذكورة كانت ٢٤ قبيلة كردية جمعتها الحوادث فاتفقت في موقع يقال له «طاب» من ناحية خويت، وصار يطلق على ١٢ منها «بلباسي»، وعلى القبائل الأخرى وهي ١٢ «قواليسي». وبلبيس، وقواليس قريتان من قرى ولاية حكاري. وعلى رواية ان هاتين العشيرتين من طوائف «بابان». اجتمعت هذه القبائل في طاب، واقتسمت الأراضي هناك فيما بينها، وكانوا وحدة كاملة، وعلى قلب واحد لم يحدث بينهم شقاق أو خلاف، فنصبوا عليهم حاكمًا، واستولوا على المدينة. ثم وسعوا حكمهم، وقووا سلطتهم على الأطراف. ولم يؤيد هذا سند تاريخي.
وكانت هذه القبائل المسماة «روزكي» تنعت بالكرم والسخاء والشجاعة والغيرة والصدق والدين والأمانة، وتعرف بالمكانة. وفي أيام السلطان سليمان القانوني حدثت غوائل في تلك الأنحاء أدت إلى أن يميلوا إلى إيران، ويقضوا مدة الغربة والمحنة، وأصابتهم مشاق لا يستطيع الصبر عليها غيرهم. صاروا في أنحاء سيستان، وحاربوا البلوج مدة، فانتصروا عليهم. وهكذا تقلبت بهم الأحوال حتى سكنوا العراق. ويصلح أن تعد أيام السلطان سليمان تاريخ هجرتهم من مواطنهم الأصلية إلى العراق. وبالأخص «البلباس».
قال صاحب الشرفنامة يتفرع هؤلاء «روزكي» الى ٢٤ فرقة منها خمس فرق وهي: قيساني.
بايكي.
موركي.
ذو قيسي.
زيداني.
وهذه تعد قبائل بدليس القديمة. وأما الباقون فهم: بلباس.
قواليسي.
والبلباس منها تتفرع الى: كله جيري.
خربيلي.
بالكي. الآن قبيلة في العراق قائمة بنفسها.
خيارطي.
كوري.
بريشي.
سكري. ويقال ان بابان منها.
كارسي.
بيدوري.
بلاكردي.
وأما قواليسي فهي: زردوزي.
انداكي.
برتاقي.
كردي كي.
سهرودي.
كاشاغي.
خالدي.
استودكي.
عزيزان.
هذا ما كان قد بينه صاحب الشرفنامة (١) عن ماضي هذه القبيلة، ومنه علمنا مكانة بلباس وان الاستيلاء العثماني على أنحاء الكرد دفعهم الى مواطن غير التي كانوا فيها، فمالت هذه الى العراق، ومن ثم عرفنا مجمل تاريخها الى سنة ١٠٠٥هـ، وحينئذ تبدأ وقائعها في العراق. وقد أورد صاحب تاريخ «قويم الفرج بعد الشدة» (٢) بعض أحوال هذه القبيلة مما يؤكد ما جاء من الأوصاف التي بينها صاحب الشرفنامة إلا أن السياسة أظهرتهم بوضع سيء ... ونقدهم صاحب قويم نقدًا مرًا. قال ما ترجمته: «إن الوزير - حسن باشا - زحف على الكرد عام ١١٢٣هـ، وهذه الواقعة أنست الحوادث العربية، وهؤلاء الأكراد يقال لهم» كرد بلباسي "، فإذا نظرنا الى ظاهرهم وجدناهم شافعية، وأكثرهم فقهاء، رحل، أينما حلوا اتخذوا لهم مسجدًا، وإذا جرى البحث عن الزهد والتقوى رأيتهم لا يرضون بالأكابر، وعدوا أنفسهم من خير الزهاد. ومن مظاهر ذلك نشاهد بيد كل منهم سبحة، وفي رأسه سواك، ولكنه في الطرق المعبدة من أشطر السراق، يصلي النوافل إلا أنه لا يعرف حقوق الله، وكل منهم قارئ، وهو أيضًا ماهر في الرمي ومع هذا لا يراعون أمر الشرع ... فلا يبالون من إراقة الدماء البريئة ... فلم يعلموا بما يرضي الله تعالى. وهل يفيد المرء أن ينطق بالشهادة ولا يراعي شعائر الإسلام وأحكامه ...؟ فلو قتل الواحد الآخر قتلوا القاتل، وهكذا يتوالى القتل حتى يتكون الحرب بين القبيلتين، فلا يتم النزاع بأقل من مائة أو مائتين. ولم يمض يوم أو أسبوع بينهم إلا وترى الخصام مشتدًا. هذه الحروب بينهم في حين انهم أخوة دين ... يفني الواحد الآخر ... ويعصون أولي الأمر، ويخالفون أوامرهم. وعلى كل لم تكن الدماء بينهم محترمة، وإن قتل الواحد عندهم كشربة ماء لا يتكلفون من ذلك.
إن هؤلاء لا يقاسون بالعشائر العربية. فالعرب يسلبون ولا يقتلون. فتجهز الببه «بابان» عليهم بسبب ما حدث بين الطرفين من فتنة، فاستضعفت كل الآخر واستفحل الأمر، فكان هؤلاء البلباس لا يعدون غيرهم شيئًا، فأحدثوا اضطرابًا.
وكثيرًا ما أزعجوا شاهات العجم، وجعلوهم في لبس من أمرهم، ونالهم منهم غم وكدر لحد أن شاه إيران قدم للحكومة العثمانية شكوى في أحوالهم، ثم أنهم أصلحوا شأنهم مدة، وفي واقعة البصرة أعانوا الحكومة خير إعانة، وحاربوا محاربات مهمة، وفادوا مفاداة تذكر وإن الوزير لم يبخسهم حقهم من المدح والثناء، وعرض خدماتهم كلها الى حكومته.
وفي هذه الأيام تجاوزت العشيرتان الواحدة على الأخرى، فأدت الى خلل في الإدارة والنظام، واعتل جسم المملكة، وكادت تزهق في البين نفوس كثيرة، فلما علمت الحكومة بالخبر سارع الوزير لتسكين هذه الغائلة فجهز جيشًا، وتقدم فوصل طاووق «دقوقا»، ومنها توجه بالعساكر، وجعل القائد عليها «باش اغا»، ليطفئ نيران الفتنة في بلباس، ثم أن الوزير عقب أثره، فوافى كركوك، فلم يجد واليها، وإنما رأى المتسلم فاستقبله أعيان البلد وخواصه. وهناك استطلع الوزير أحوال الببه «بابان» والبلباس، وتحقق ماهية الحادث وسأل على المعتدي من الفريقين. فأبدوا أن البلباس لو تركوا وشأنهم لما استطاع أحد المعيشة معهم، أو إذا لم تبذل همة لمنعهم وجبت الهجرة وبقي حبل الأمن مضطربًا. وليس فيهم رجل رشيد يصح التفاهم معه.
أما أحوال الببه فهي معلومة، وإن هؤلاء مظلومون. وفي هذه الأثناء جاء رجالهم وطلبوا من الوالي النجدة، وأن ينقذهم من شرة أولئك.! ومن ثم هاجم الوزير عشيرة بلباس، ودمر جموعها، ونكل بها شر تنكيل، فتركوا أموالهم وما يملكون وفروا هاربين وإن الببه نالوا توجهًا من الوزير فلم يصبهم ضرر. ولما وصل الوزير ألبجه «حلبجه» جاءته البشائر بانتصار الجيش. ووافاه رئيسهم بمائة وخمسين رأسًا من القتلى، أعني «مير بكر» (١) الشاب البطل ومعه عشائر شهرزور ... فعرف كل حده، وأسكن كلًا في مكانه ونظم الأمور هناك وأكرم المير المذكور، وخلع عليه بالخلع الفاخرة، وأنعم إنعامًا كبيرًا، وجعل سائر الأكراد والمطيعين من البلباس في وفاق ووئام ...
وبعد ذلك كله عاد الوزير إلى بغداد قرير العين، فرحًا بالنصر. «اه (٢) وفي حديقة الزوراء ذكر هذه الواقعة سنة ١١٢٤هـ، وفي كلشن خلفاء كانت سنة ١١٢٦هـ ولكن قويم الفرج أقدم المصادر، وأوسعها، فرجحنا النقل منه ... هذا ولا يهمنا أن نتعقب كافة الحوادث، فقد ذكرت ذلك في التاريخ إلا أننا اكتفينا بهذه الواقعة، فإنها تعين وضع البابان، وسياسة الحكومة في السيطرة، ولهجتها في تبرير العمل الذي قامت به وكذا أعيان كركوك والتزامهم جهة البابان ... كما أن هذا النص يعين حالتهم، وشكوى الإيرانيين منهم مما يعين أنهم من عشائر العراق ... فكان درويش باشا الفريق لم يؤيد قوله بنصوص أقدم مما ذكره في أيام نادر شاه والقجارية ...
وتاريخ الواقعة يعين تكون إمارة بابان، وظهورها موالية للحكومة، بحيث ناصرتها، وأمالتها الى جهتها. ولكن بلباس لم تنقطع علاقتها من العراق إلا أنها لم تكن صاحبة الحول والقول ... وفي تاريخ العراق بيان وقائعهم، وجاء في تاريخ» جها نكشاي نادري «عن بلباس أنها طائفة كبيرة، كثيرة العدد، وأنها من عشائر بلاد الروم» المملكة العثمانية «وقد جهزوا جيشًا عليها، ونكلوا بها. فهي الى هذا الحين» أيام نادر شاه " كانت معدودة من قبائل العراق، فيرى امتداد الزمن من عهد حسن باشا الوزير. حتى هذه الأيام. وفي تاريخ القجار في حوادث سنة ١٢٢٦هـ إن هذه القبيلة أضرت كثيرًا بناحية سلدوز، وسببت خسارًا، فجهزت الحكومة عليها جيشًا للقضاء على غائلتها، فكان القائد أحمد خان من شيوخ أذر بيجان، وعسكر خان الافشاري، هاجموها بأمر من عباس ميرزا، فانتهبوا ما عندها ...
وعلى كل نرى النصوص المذكورة تشير إلى أن هذه القبيلة رأت إيران منحلة، وشاهدت ضعفها فتمكنت فيها، فأظهرت قوة ونفوذًا، الأمر الذي دعا أن تتوطن إيران ... وكل ما مر يؤيد أنها كانت تابعة للعراق من أيام السلطان سليمان حتى أوائل القرن الحادي عشر، وأنها تميل الى إيران أيام انحلالها وانشغال بالها بالحوادث والظاهر أن هؤلاء أيام القجارية في أوائلهم كانوا يؤدبونهم كأنهم من عشائرهم ... ولكن درويش باشا الفريق يعين بالاستدلال في التواريخ المذكورة أنها من عشائر العراق، ويدعو حكومته للتوسل بما يستدعي جلبهم للاستفادة من مكانتهم لتأمين السلطة على المواطن المنازع فيها (١) ... ومثله في سياحتنامهء حدود ... ولكن الإيرانيين سبقوا العثمانيين، وقربوهم لجهتهم ... وصاروا يعدون إيرانيين مع العلم بأن أقسامهم الأخرى لا تزال في العراق وهي ليست بالقليلة ... وأما المواطن المنازع فيها فقد أشغلتها إيران، ولا تزال في تصرفها ...
ومن أهم ما يجب التعرض له أن محمد باشا الراوندوزي كان قد ضيق أكثر على قبيلة بلباس، فمالت الى إيران. كان محمد باشا قد هاجم طائفة مامش، فقتل رئيسها حمزة اغا، وولديه، واثنين من إخوانه، وأربعة من أقاربه مما سهل أن تقيم القبيلة في الشتاء والصيف خارج حدود العراق، في سلدوز وبسوه حتى سنة ١٢٥٠هـ، ومن ثم تابعت إيران، فقطع الراوندوزي علاقتها بالعراق، ورحلها، فاختارت لاهيجان وطنًا دائميًا، فتمكنت هناك. وفي سنة ١٢٥٣، أو ١٢٥٤هـ قد أعطيت بالالتزام أنحاء بسوه من منطقة لاهيجان وكان رئيس هذه القبيلة «طائفة مامش» بيروت اغا أخذها بمبلغ سنوي قدره «٥٠» ألف قرش «ألف تومان» (١) بصورة «مقطوع»، فأحيلت عليه، وخصص له من هذا المبلغ مائتا تومان باسم مواجب، والباقي صار يؤخذ منه في كل سنة.
ولما ضبط الراوندوزي كويسنجق لم يرتض نجيب باشا والي بغداد عمله هذا، ولم يوافق على كل ما كان قد قبل به رضا باشا والي بغداد الأسبق، فأمر أن يقوم متصرف لواء السليمانية «سليمان باشا» بتنكيله، فجهز عليه وحاربه إلا أنه لم يتمكن منه، فاضطر أن يستمد بإيران، فقام السرتيب محمد خان من تبريز في جيش عظيم، فحارب الراوندوزي في القلعة التي بناها في بتوين وهي قلعة الدربند فوقعت حرب قوية ومعركة دامية، وقع فيها قتلى كثيرون من الجانبين ... فطلب الراوندوزي الصلح، فوافق المتصرف بواسطة السرتيب محمد خان أن يترك للواء السليمانية ما كان في يد الراوندوزي ثماني نواح وطائفة منكور. وهذه النواحي هي: عسكر.
اغجه لر.
كيوه جرمله.
جياسوْز.
سرجنار وكنداغاج.
قصروك وكرد خيز.
جبوق قلعه.
شوان.
هذه عادت الى لواء السليمانية من ذلك الحين على ما ذكر في تقرير الحدود، وفي سياحتنامهء حدود، وكذا دخلت طائفة منكور في عداد طوائف السليمانية ...
ومن ثم صارت طائفة منكور تابعة للسليمانية، تؤدي لها الرسوم الأميرية بمقتضى الصلح المذكور ... وإن إيران كانت تقهرها مرة، وترغبها أخرى لتكون في حوزتها، فامتلكت جملة أراض وقرى في صاوجبلاق «صفوق بولاق».
هذا. وإن محمد باشا الراوندوزي ابن مصطفى بك ابن أحمد بك ابن اغوز بك ابن أحمد الثاني ابن مصطفى بك ابن علي بك ابن سليمان بك ابن الشاه قولي بك مؤسس «شقلاوة» قال ذلك الأستاذ حزني، وذكر لي أن أسعد بك الخيلاني وهو من العلماء كتب تاريخ راوندوز بالغة الكردية وتوفى سنة ١٩٢٨م كما أن ميرزا محمد كتب منظومة تاريخية باسم مير محمد «محمد باشا» وكان كاتبه وأكد لي الأستاذ حزني (١) أنها عنده في راوندوز. ووقائعه مشهورة في تاريخ العراق. ولعل في الكتب المذكورة ما يكشف عن إمارة سهران وعلاقة محمد باشا بها.
ومن جملة الوقائع المهمة هناك أن حاكم صوغوق بولاق قد قتل ابن رئيس هذه القبيلة بابيراغا. وهذا لم يهدأ لما ناله، وصار يهاجم بقبيلته هذه الإمارة للانتقام منها، فعلم الحاكم ان سوف تقع أضرار جسيمة إذا لم يؤد الدية عن المقتول، ويرضي القبيلة. وعلى هذا أعطيت الى بابيراغا قرية لوجين المحتوية على مائتي بيت، التابعة «صوغوق بولاق» فتمكن هناك. هذا مع العلم بأن فرقة كادرويشي قد انفكت من طائفة منكور، ولم تتصل بها بل قطعت علاقتها منها، فصارت تعد من قبائل العراق، وكان لها قطعة أراض في لاهيجان يقال لها «نلين» حاول الإيرانيون أن يتخذوها وسيلة للتسلط عليهم ... ولم تنقطع علاقة بلباس من إيران، ولا من العراق ... وكان النزاع لا يزال إلى أيام درويش باشا الفريق ...
وكانت الدولة العثمانية تبذل جهودها في جلب قبائل بلباس لجانبها، وأن الفريق المشار إليه قدم تقريره لوالي بغداد المشير نامق باشا يوصيه بلزوم جلبها وتأليفها. ولا يعلم ما جرى بعد ذلك من وسائل تقريب هذه القبائل ... وبالتعبير الأولى لم تظهر نتيجة ما ...
وهكذا يقال في طائفة بيران من قبائل بلباس، فقد كان رئيسها قرني اغا قد راجع مدير ناحية كويسنجق لما ناله من الحيف، فلم يسعف مطلوبه، وإن إيران بعثت إليه قوة، وحاولت القضاء عليه إلا أنه قد تفاهم معها ... وأخذت منه رسومًا أميرية ... والوقائع مع العشائر المذكورة لا تزال دائبة الى أيام المماليك، وإلى أيام الفريق درويش باشا وهي ذات علاقة قوية بين إيران والعراق والمنازعات قائمة (١) . ففي سنة ١٢١٧هـ أيضًا حصلت شكوى من بلباس وما أوقعوه من أضرار بإيران كما ينطق بذلك تاريخ «دوحة الوزراء».
وعلى كل حال بقيت المسألة بين اليأس والرجاء حتى قبيل الحرب العالمية الأولى، ولا تزال قضايا الحدود موضوع الحل، وتعينت لجنة للقيام بهذه المهمة، وهي جادة في عملها، وسائرة في تثبيت الحدود بين إيران والعراق إلا أن الحرب العالمية الأخيرة وقفتها. وسنتعرض بسعة للحدود، وما كان يجري عليها من نزاع في «تاريخ العلاقات بين إيران والعراق».
هذا ومهما بحثنا في هذه القبيلة فهو قليل من كثير لما لها من العلاقة بالحدود، وبإمارة بابان، وبفروعها الموجودة في العراق. فلا نتعرض لأكثر من ذلك إلا أننا نؤكد أن القبائل التي على الحدود هي منشأ النزاع، ومثلهم مثل أراضي الطابو المجاورة للأراضي الأميرية الصرفة في توليد النزاع ... بأمل أن يكون أصحابها بنجوة من كل تبعة، ومن الرسوم الأميرية فيحدثون الغوائل.
وجاء في عنوان المجد ما نصه: «عشيرة البلباس في غاية الكثرة والشجاعة ونشأ فيهم علماء أعلام منهم شيخي العلامة المدقق إبراهيم الرمكي.» اه (١) طوائف بلباس: هذه عدها درويش باشا في تقريره خمس طوائف ولم يزد على ذلك وهكذا المعلوم اليوم وهي منكور، ومامش، وبيران، وسن، ورمك. أما هولمزبار فإنها معدودة من رمك. وهو جدير بالأخذ ومنهم من عدها قبيلة مستقلة من قبائل بلباس.
١ - منكور: وهؤلاء يعدون قبيلة قائمة برأسها نظرًا لكثرتها وتوسعها ... تميل في الصيف الى صفوق بولاق في المواطن المعروفة ب (نلين منلر)، وفي الشتاء يصيرون الى بيشدر التابعة للواء السليمانية فيشتون هناك.
يمتدون من دربند رانية الى بسوه حتى أطراف لا هيجان، وكانت بسوة للعراق والآن بيد إيران، والحد اليوم جبل «قنديل»، فالجانب الذي في جهتنا منه يقال له «جبل وزنه» من العراق وفي تصرفه، تابع قضاء راوندوز في بالك. ولما دخلت بسوة في تصرف إيران دخلت ١٥ قرية في إدارتها، وصارت معدودة من قطعة لاهيجان، وكان انفصالها في سنة ١٢٦٧هـ ودخلت تحت إمارة «عزيزه سوره» من أقارب بيروت اغا والجانب الآخر من الجبل في تصرف إيران، وليس للعراق سابق علاقة به إلا علاقة رحلة الشتاء والصيف ... ومن القرى العراقية التي دخلت في تصرف إيران: سلوى.
كرده سور.
بولكا.
كرده كاولان.
شيخان نوك.
وهذه القرى كانت في يد قبيلة بيران ...
ويقيم هؤلاء في: أ - منكور كوستان. وهم منكور الجبل، وإن كوستان هو كوهستان بعينه. وهذه الفرقة الآن في إيران وسميت بهذا الاسم لأن مواطنها جبلية.
ب - منكور كرمين. وتلفظ باشباع الياء فيقال كرميان. وهذه تعود الى منطقة بيشدر من العراق، وقسم منهم في إيران وطوائفهم سواء في إيران والعراق هي: اوجاغ «وجاغ» يصطافون ضمن الأراضي الإيرانية، ورؤساؤها اغوات. رئيسهم حمد اغا في إيران، وفقي حسن في العراق، نصفهم في العراق والباقي في إيران، ولا يزال فيهم بعض الملالي. وأما الاغوات فإنهم لم يبقوا على وضعهم القديم بعد أن كانوا متدينين.
كادَرْوَيشي. هم منكور كوستان وهو اسمهم الأصلي ورؤساؤهم كثيرون. منهم عبد الرحمن اغا. وهذه أيضًا نصفها في إيران والباقي في العراق وتذهب صيفًا الى نلين منلر التابعة الى صوغوق بولاق، وشتاء تأتي الى بيشدر من ملحقات السليمانية.
ومن فروع كادرويشي: أ. المزيامرا.
ب. مرنكته.
ج. باب رسوا.
د. كلهر. وهؤلاء في الحقيقة ليسوا منهم.
هـ. شنلانا.
و. حضراجيا.
ز. اومربل.
وقراهم في نَلينْ منكور: بازركان.
مام هيبه.
شختان.
سلوس.
هنكاوا.
كرْد نلين.
شالو.
كاكش.
بامر.
كرْمندار.
سر بيز.
كده.
خره غالان.
قاواوا.
لوُسه.
رّنا.
بدرآوا.
كوُلك.
سوستان.
كيدَيج.
وفي صغوق بولاق قراهم: سياقول بالا.
سياقول زير.
داغا.
كوتِر.
صر مساغلو.
باكردان.
حسن جب.
زيَوْه.
خانكه.
لِمونُجْ.
بي آنكوين.
دوله سير.
خوله بول.
آفان.
آميد.
رُوسيد.
نانج بولاخ.
خانون آستي.
حاجي ماميان.
غُوليار.
بيتاس بالا.
توُتلوُ.
جوآله رشان.
لاجين.
بيتاس زير.
كهنه سيكا.
قاشقنه.
زودي منكور كرمين وهو اسمهم الأصلي. ويجب أن يكون من كادرويشي إلا أن الحالة تطورت وتقيم في العراق في بيشدر. وكان رئيسهم بايس باشا (١) والآن رئيسهم حسن اغا ابن بايس باشا. ولهذا اخوة من ابناء بايس باشا ترحل صيفًا الى نلين منلر وتعود شتاءًا الى بيشدر. وهذه الفرقة مشهورة أيضًا بشجاعتها واقدامها وكان رئيسها قبل ستين سنة حمزة اغا وهو زعيم شهير، وتقطن هذه في أنحاء أذربيجان، وقسم منها في بتوين ...
وفروعها: زرَكه يى.
خضر مامه سا.
يوسف كاسكي.
اجي مامي.
وقراهم: آوخوُارده.
بيقوس.
خره جوندره.
٢ - مامشى: يقيمون شتاء في لا هيجان من مضانات صفوق بولاق في أنحائها الشرقية أي فيما وراء جبل قنديل وفي بعض السنين يميلون الى لواء السليمانية الى بيشدر، وبتوين وكويسنجق (١) . والآن جميعهم في إيران، فكان للتضييق أثره في بقائهم هناك. ورئيسهم الآن في إيران الحاج قرني باشا ويقيم في مقاطعة بسوه ...
ويقيم هؤلاء في: كرمين. وهم تبعة العراق.
كستان. تبعة إيران وتساكنهم قبيلة «زرزا» ومنهم في التون كوبري وأصلهم من كرمين، والآن هم كستان ورئيسهم حمزة اغا. وفروعهم: حمزة آغايى.
مرَبوُ كر.
مربا بكَره.
فقي وتمانه.
جماله.
كاسوري.
جوخور.
بيلوَندْ.
دمبوُر.
كراودله.
به يي.
وقراهم: سنكان.
أمير آباد «ميرادا».
نلي وان.
شاوانه.
كرد كاشه.
بيزآوا.
كرك اوا.
آل اوا.
قروش اوا.
نرزيوا.
بوش آوا.
كاني سورك.
خرشت.
بيم زُرتا.
هيهه.
بيتريان.
شيوه سماك.
دراوا.
زما.
وهؤلاء كانت لهم الوقائع المعروفة، ورئيسهم أيام الفريق درويش باشا يسمى بيروت اغا، وكان عم أبيه إبراهيم سلطان قد ضبط سلدوز وحكمها لمدة أربع سنوات أو خمس سنوات، وبعدها انتزع منها الحكم اسميًا، وبقيت متسلطة على تلك الأنحاء، ولها النفوذ الكبير في إيران ...
٣ - بيران: وهذه قبيلة كبيرة ومهمة من قبائل بلباس رئيسها في إيران محمد أمين اغا، ولا يزال قسم منها في كويسنجق، وفي أراضي بيتوين، وفي قره جوغ، وأربل وماوا لاها. وفي الصيف يميلون الى لاهيجان. وفي بيتوين رئيسها سوار اغا ابن محمد اغا «حمه اغا» وهذه القبيلة كان لها رئيس يسمى قرني اغا، وله جد بهذا الاسم، ذكر الفريق درويش باشا انه تجاوز على بلد خوي فضبطه ... ولهم وقائع مشهورة ...
وعد بعضهم من فروعها كردي، وآكو، وهذا غير صحيح.
وإنما فروعهم: مورك. كان رئيسهم رستم اغا.
برجم. ويدعون الانتساب الى ابي بكر الصديق «رض».
احمد آلكه.
هُولَه مِلهَ.
حسن آغايي.
مخانه.
سه بريمه.
فقي خاليا «فقي خليا». ومنهم من يعدهم فرقة برأسها ورئيسها كوخه موسى.
وسطا بيرا.
ييوا.
هرزن سما.
هون هل كرينا.
وهذه كلها بينها العرافون وصاحب سياحتنامهء حدود.
ومن مواطنهم في لاهيجان القرى التالية: كلكين.
زركه.
قلات.
قرني اغا.
كرده سور.
خانه.
كهنه لاهجان.
تركسرو.
دلاوان.
درمكه دريقه.
ديلزه.
باديناوا.
٤ - سن: وهذه القبيلة نابعة للعراق، وتعد من بيران. والآن هي قائمة بنفسها ... تشتي في بتوين، وتصيف في أنحاء سردشت وما يجاورها مثل نلين، وفقيه عيسى، ودشت وزنه.
٥ - رمك: وهذه من القبائل الكبيرة من بلباس، وهي من أهم قبائل بتوين تقيم بها صيفًا وشتاءًا، ولا ترحل الى إيران ولكنهم في موسم الصيف يبعثون برعاتهم ومواشيهم الى أنحاء لاهيجان بالاعتماد الى بعض وكلائهم ... ويعدها بعضهم فرعًا من قبيلة بيران والأكثر على أنها قبيلة قائمة برأسها من بلباس. ورئيسها كاكه أمين اغا.
ويتفرعون الى: رمك فقيه ويسي.
رمك فقيه عبد الله اغا.
٦ - هولمزيار: ومنهم من ينطق بها هومزيار وهو الصواب في صحة التلفظ وتعد من رمك، وآخرون يعتبرونها فرقة مستقلة والصحيح انها من رمك. رئيسها أحمد ابن حاجي اسماعيل. ومنهم من يسكن قرشاغلو. وهم متفرقون ...
والحاصل لا نرى تشعبًا في قبيلة كما في قبيلة بلباس، فإنها عظمت وكانت لها المكانة في العراق من عصور عديدة، ونالت الآن بعض فروعها المنزلة الكبيرة، وصارت تعد قبائل لا قبيلة واحدة، وتاريخها حافل بالوقائع، ومعروفة بالفقه والدين ... وتوسع نفوذها في العراق وإيران، وإن البابان صارت السبب في تدافعها وتفرقها، كما أن الدولة العثمانية كانت تخشى من غوائلها، فساعدت على ذلك، وقواه أكثر ما قام به محمد باشا الراوندوزي من وقائع حربية معهم.
وهذه القبائل من قبائل الحدود، ولا يصح اهمالها أو التهاون بها كما أدى قديمًا الى انتزاع قطع من المملكة العراقية، والحكومات القديمة كانت تتحاشى من حدوث الغوائل والأجانب بالمرصاد، والعثمانيون من الضعف بمكانة ... وعلى كل لم تنقطع هذه الغوائل.
وتحتاج إدارة الحدود الى حكمة إلا أننا نراها أكثريًا إدارة خرقاء، وسياسة على عكس ما يؤمل، ولم تتحرك بصورة معقولة من جراء الجهل بالأوضاع مراعاة للوضع الراهن وأن لا تمس حقوق الجوار، أو ما يسمى بالسلامة الدولية ولو أدى إلى فصل أجزاء المملكة وأضر بها ... فالسكوت والمداراة قد تجاوزا الحدود، وطمع الجار، وصار بين حين وآخر يتخذ الوسائل لربح قسم.
وهذه القبيلة من أعظم قبائل العراق في لواء أربل وفي لواء السليمانية إلا أنها في السليمانية اليوم قليلة جدًا. ومن قراها في لواء السليمانية: قايناجه. رئيسهم ياره أحمد بن سبحان.
مشتكان.
قولخورد.
والباقون في أنحاء رانية.
والملحوظ أن هذه القبائل من بلباس ليس لها رئيس عام. وإنما لكل طائفة أو فرع من فروعها أو قسم من أقسامها في إيران والعراق رئيس. ولعل في هذه أيضًا ما يعين ان السياسة في الحدود اليوم ومن أمد أدت الى التزام هذه الحالة في القبيلة بحيث لا يعرف الفرع سوى نفسه ...
ويجاور هذه القبيلة: خوشناو.
بيشدر.
قبائل هاورامان.
قبائل الجاف.
وقبائل أخرى كثيرة.
٢
- قبيلة كردى
هذه قبيلة كبيرة جدًا، وعلى ما حكى لي رئيسها جميل اغا انها قبيلة مستقلة بل المعروف انها من بلباس، أو تعد منها ... قال في عنوان المجد للحيدري: «عشيرة الكردية بفتح الكاف، وهم كثيرون، واهل اقدام وشجاعة، ونشأ فيهم علماء أعلام». اه (١)
وكلهم سكان قرى، وليس فيهم متجولون، ولا من يرحل من مكان الى مكان ... ولعل بعد الاتصال ساق الى هذا القول بأنها تتصل ونور الديني في جد واحد، فهم وبيشدر أخوة. قال رئيسهم وأصلها خالدي، ولم يزد على ذلك إلا أنه من المعلوم تاريخيًا ان بلباس من خالدي، وكذا بابان، ونور الديني على ما نقله كثيرون ولعله يقصد أن هذه القبيلة لا تتدخل بها بلباس وهذا صحيح لا ريب فيه. وقراهم تبلغ نحو ٨٠ قرية، والرؤساء في قرية بحركه من لواء اربل، تابعون ناحية المركز ومنها نحو ١٥ قرية تابعة قضاء راوندوز، و١٥ أخرى في كويسنجق، ورئيس الكل جميل اغا ابن كاكل اغا ابن شيخ محمد اغا ابن عباس اغا ابن حسن اغا ابن مولود اغا ابن عباس اغا ابن ميرزين الدين. وهذا الأخير ابن اخي ميراودل البيشدري، فهم يتصلون ب «نور الديني»، وكلهم أولاد نور الدين الذي ينتسبون اليه ...
وفروعهم: زيد بكي.
هناري.
ميره بكي. رئيسهم محمد بك ويقيمون في كولك، وشاوس ميرزين الديني. وهم الرؤساء. وفروعهم: آل شيخ محمد اشكف سقه «قرية في كويسنجق» رئيسهم مامند اغا ابن شيخ محمد.
آل كاكل اغا. رئيسهم جميل اغا ابن كاكل اغا. وأخوه مجيد اغا.
ومن رؤسائهم ميران بكي وعلي خورشيد.
وقراهم التابعة لناحية أربل «المركز»: بحركه أو بهركه.
بولاغ.
شَوَكْ.
ملا عمر.
زَمرَمي.
بيررش.
كسَ نَزان.
شره بوُر.
كس نزان الأخرى.
كاني كري.
بيوُوكا.
شاوه س.
بيكوُت.
بيرزي.
كرًكْ.
كرد جوتيار.
شيخ اَشرَه، أو شيخ آشيل.
كلكان.
قله مورتِك.
شوزار.
جج نيكا.
جج نيكا افندي.
كرْدَ عرَقْ.
آشوكان.
كرده جال.
كرَاَنهْ.
سه بيران صغير.
سه بيران كبير.
قله كه.
خرابه دراوْ.
كزه ده شه.
قَلة جوغا.
جديده.
طوبزاوه.
جاروك.
جاروك أخرى.
كلك.
شيوه رش.
كوره كوسِك. تعني الخزف حيث كان يعمل هناك.
كاينج.
سيدان.
بَرْد حوُشتر.
قفار.
مموندان.
شاخوره.
كرد كاكل.
ومن كردي كثيرون في كويسنجق ورؤساؤهم مامند اغا ابن شيخ محمد اغا، وأحمد بن مولود اغا، وخضر بن مصطفى اغا. وعد في سياحتنامهء حدود قراهم ١٦ قرية.
وقراهم اليوم: اشكف سقه «اشكو سقه».
باقلين.
آليان.
كركينه.
ديكله.
آخوره.
بَلوْار.
رسول بسكول.
حاجي أوُسو.
يَلكه رَش.
كاني كوا.
دربند.
بيناوي.
هناره.
ومن كردي في راوندوز رئيسهم مجيد اغا ابن كاكل اغا في قرية ديره حرير.
ديره حرير.
سروكاني.
شيخان.
هرَشم.
بربِيان.
طوبزاوه.
درسك.
بربيتال.
دربند.
ميراخور.
سرسور.
سورش.
كاوالى.
ديوين «ولد فيها صلاح الدين الأيوبي ونشأ منها».
ومن كردي جماعة يقيمون في ملاطية وشمدينان في الجمهورية التركية.
هذا. ولا عبرة لما يقال من أنهم من شمر. قال الرئيس جميل اغا أنهم جاؤوا ونور الديني من محل يسمى «كردي بالا» فوق عقره. وكان رئيسها في لواء أربل قرني اغا، ثم خلفه شيخ محمد اغا، والآن أحمد اغا ... ومنهم الرؤساء في قرية بحركة، ومنهم نحو ألفي بيت في قضاء مخمور.
ويجاورهم: زراري خوشناو ديزه يي في أربل وكويسنجق وراوندوز.
سورجي
٣
- قبيلة آكو
المنقول أن هذه القبيلة أصلها من «بلباس»، انفصلت منها من أمد بعيد بعضهم يعدها قبيلة قائمة برأسها، وهو الصواب، فقد جاء ذكرها في الشرفنامة على أنها قبيلة منفردة عن غيرها (١) وذكر صاحب سياحتنامهء حدود انها تحتوي على ٤٣ قرية، وبين أن نفوسها تبلغ ستة آلاف من الذكور (٢) . وهؤلاء في قضاء رانية من لواء أربل ومنهم من يقيم في «ناودشت» قرب بيشدر ورئيسها غفور خان ابن عم الأستاذ صديق مظهر، ومواطنهم بالقرب من جبل قنديل، ويعرفون بهذا الاسم «ناودشت».
ومن فرقهم: ١ - منده مرا. رئيسهم كابني اغا ابن بالو اغا يقيم في ناودشت وقراهم هناك نحو ٣٠ قرية والرئيس يقيم في قرية دكوما، ويجاورهم نور الديني، ومنكور ...
٢ - باش أغايي. رئيسهم مامند اغا. وهذا توفي سنة ١٩٣١م والآن ابه إبراهيم اغا هو الرئيس وبينهم وبين رؤساء مامش وبيران صهرية، ومن رؤسائهم بهلول اغا في شمال بتوين وهم قرب رانية في قرية كرم كندال، وقراهم كثيرة. ويجاورهم بيران. وهم على حدود إيران.
ومنهم من يعد الموطن اسمًا لمن يقطنه وهو «ناودشت» وليس بصواب.
ومن فروعهم: رزي كري تقطن في عقرة في ناحية العشائر السبعة.
جرك ومحك.
بردر.
ولا مجال لذكر جميع فروعهم وتعداد قراهم لكثرتها، وفي الشرفنامة ان أمراء آكو من الكورانيين. قال وأصح الروايات أنهم من الحسنوية (١) .
٤
- خوشناو
قبيلة كبيرة جدًا، وتسكن قسمًا في قضاء رانية، وقسمًا في كويسنجق، ومنهم من يقطن في أنحاء شقلاوة. والرؤساء جاؤوا من سننذج، وحلوا في هذه المواطن، والباقون متوطنون قديمًا ويعدون رعايا ويقال لهم كرمانج وهو اسمهم القديم المعروفون به ... والمشايخ منسوبون الى جدهم الأكبر الشيخ سليمان ... وأما الرؤساء فيقولون انهم من ذرية خالد بن الوليد، وأنهم توزعوا قبيلة خوشناو فصار كل منها يسمى باسم الرئيس الذي تولى زعامته. ويقولون ان جدهم انبيز، ومنه تفرعوا ... ويجاورهم بلباس، وآكو، وسورجي. وجاء عنهم في عنوان المجد: «عشيرة كثيرة، أهل شجاعة وإقدام، قتل النفس عندهم بمنزلة شرب الماء، ولم يزل القتال بينهم، ونشأ منهم علماء فحول منهم النحرير محمد الخطي (١»«.
ومحمد الخطي صوابه» الختي «كان عالمًا في تلك الأنحاء، والمعروف أنه هو الذي أفتى كورباشا الراوندوزي بقتل اليزيدية، ولهذا ابن اسمه عبد الحكيم، وهو والد الأستاذ خورشيد الحاكم سابقًا. ومحمد الختي له مؤلفات: حواش علي البيضاوي.
حاشية على جمع الجوامع.
حاشية على تحفة ابن حجر.
رسالة في علم الكلام. كتبها برغبة الوالي داود باشا. وختي قرية من قرى شقلاوة عرف بالانتساب اليها هذا العالم تخرج علي عبد الرحمن الروز بهاني، وذكره الحيدري في عنوان المجد ...
منهم من ينسب الى الطريقة القادرية ومنهم الى الطريقة النقشبندية وهذه الأخيرة هي الغالبة فيهم ...
وفرقهم: بشتْ كلي» ظهر الوادي «، ويدعون أن جدهم آنكور. رئيسهم رشيد بك ابن احمد بك. في رانية في قرية» بيت واته«.
ومن قراهم» تابع قضاء رانية «: بيت واته.
هرتل. وإليها ينسب العالم المشهور ملا عيسى الهرتلي.
زيوه.
هرمك.
وَرَه.
نواوه.
شكارته.
نيوا.
سردُول.
كونه فلوسه. والى هذه القرية ينسب الحاج ملا احمد أمين البيت واتي كان عالمًا من أكابر مدرسي اربل.
جيشكا. ويقال» كيشكا«.
سارتكا.
جيوه عليا وسفلى.
مير يوسفي. ويدعون أن جدهم انبيز، بل يعدونه جد الكل رئيسهم خضر بك ابن احمد بك وصالح بك خوران. وهذا توفي، الآن نافذ بك ابن صالح بك هو الرئيس. يقيمون في باليسان التابعة لكويسنجق.
وقراهم في» كويسنجق «: باليسان. وهذه يفصل وسطها نهر صغير، فيجعل قسمًا تابعًا الى مير محملي، والقسم الآخر الى مير يوسفي.
بيلاوا. أو بيراوه.
شيخ وسان.
شيره.
دراش.
خوران.
طوبزاده.
علياوه.
سكتان.
٣) - مير محملي. جدهم محمل. رئيسهم قادر بك وأخوة رشيد بك ابن مصطفى بك والآن صديق بن قادر بك في شقلاوة.
قراهم:»بلواء أربل «شقلاوة. مقام الرئيس.
سبيكله.
إيران.
توتمه.
ختي.
قلعة سنج عليا وسفلى، وينطق بها قلا سنج ...
زيارت.
دربند.
سلاوك.
بيروكان.
فريز.
سيساوه.
كاواني.
حجران.
تاو سكا.
وقرى أخرى.
إن خوشناو من أكبر القبائل، ولها المكانة المعروفة في أربل، ورجال هذه القبيلة موصوفون بالعقل والحكمة، وحسن الإدارة لقبيلتهم بفروعها، وليس لهم رئيس عام نافذ القول على الكل. وما ذلك إلا لتوسع القبيلة بحيث عد كل فرع من فروعها من أكبر القبائل.
وإن من أجداد هذه القبيلة عثمان بك كان في أيام محمد باشا الراوندوزي، وينقلون أنه قتله وترك ابنًا اسمه محمود بك مال للدولة العثمانية ومناصرتها لما رأى والده من كور باشا المذكور ومن ذلك الحين بقيت قبيلته مخلصة للدولة العثمانية حتى آخر أيامها ...
وكل ما يقال عن هذه القبيلة أنها من القبائل المهمة في لواء أربل، ولا يحصى القول فيها فاكتفى بما ذكر.
قال في سياحتنامهء حدود:»هؤلاء لا يتجولون صيفًا ولا شتاء، وإنما هم متوطنون من القديم في قراهم وإن آكو معهم وهم يكونون كثرة، وقراهم معلومة ولا يتجاوزون مراعي هواره، ولم يكونوا كبلباس في تجول من مكان الى آخر وهم أهل عرض، ومطيعون ... " اه (١)
٣ - سوسني: ومنهم من يقول «سوسلي». وهؤلاء رعايا. ويعدون من نور الديني. ورئيسهم عبد الله بابز اغا. الآن داخل حدود الإيرانيين. وتعد اليوم عشيرة على حدة.
٤ - ميراودلى: رؤساء هذه القبيلة رؤساء قبائل «بيشدر». ورئيسهم بابكر اغا في نفس بيشدر. ورئيسهم عباس اغا ابن محمود اغا في شهر بازار.
وهؤلاء أصلهم خالدي كما مر، وكذا أهل دار شمانه، وأمراء بانة وفيض الله بكي ... كلهم يعدون أبناء جد واحد.
ولغة بيشدر تختلف عن لغة السليمانية، وعن لغة الجاف. ومن بيشدر من هم في مركه. ورئيسهم بايير اغا وأصلها أخوان أحدهما ميراودل «مير عبد الله»، ومنه تكون ميراودلي. والآخر فقي أحمد ومنه تكون آل بابان فجاؤوا الى دار شمانه ثم الى قره جوالان وهما قريتان.
٥ - جاف ياخيان: «جافتي بيشدر» ضمن عشيرة بيشدر. ويقال لهم «جافه رشكه». و «جاف تلان» بين بيشدر والسليمانية، فوق «سوردار».
وهؤلاء تبع بيشدر وليسوا منهم وإنما هم جاف كما هو معلوم من نفس القبائل ومن التسمية.
إمارة آل بابان
من أمد بعيد حكمت شهرزور والأنحاء المجاورة لها. عدّ صاحب الشرفنامة من رجالها «بير بوداق بن مير أبدال» وهو أول من عرف منهم، وتوسع نطاق حكمه الى مكري وبانه، وتقدم نحو سهران، وبعد وفاته خلفه ابن أخيه «بوداق ابن رستم»، فلم يطل حكمه، فانقرضت هذه الإمارة، إمارة بابان ولم يبق الا اسمها ...
ثم انتقلت هذه الإمارة الى أعوان الأمير بوداق ولكنها حافظت على اسمها السابق، ومن هؤلاء نظر بن بيرام قد تغلب على هذه الإمارة، وامتدت سطوته الى كفري. وكان حسن التصرف وبوفاته صارت هذه الإمارة الى اثنين من أمراء «بير بوداق»، توزعوها، واقتسموا حكمها وهما إبراهيم وسليمان، ثم استأثر سليمان بالحكم، وقتل نده إبراهيم، واستقل بإمارة بابان.
وبعد وفاته طال النزاع بين أولاد الأمير إبراهيم، وأولاد الأمير سليمان، فلم يستقر حكم لواحد، ثم آلت الى الدولة العثمانية، ولم يبق من يحكم البلاد، وإنما كان يتولى كل صقع رجاله المميزون من رؤساء القبائل وأعيان القرى، وبقيت كذلك من أيام السلطان مراد الثالث حتى سنة ١٠٠٥هـ وينتهي بها ما قصه صاحب الشرفنامة (١) .
ومن تواريخ عديدة يفهم أنه ظهر رجل يدعى «فقيه أحمد»، أو «فقي أحمد» كان من قبائل بيشدر «يزدر»، وصار عماد هذا البيت، وكان له ابن اسمه «ماودو» قد استولى على الأنحاء المجاورة من شهر بازار وأطرافها، فأعقب ابنًا اسمه «ببه سليمان». وهذا ضبط «قره جوالان» سنة ١٠٨٠هـ، فكان حاكمها وخلفه ابنه «بكر بك»، فلم يتمكن من الاحتفاظ بما كان بيد والده، بل انتزعت منه مواطن عديدة انتزعتها منه إمارة «الزنكنة».
وهكذا توالوا، فصارت «إمارة بابان» في حوزتهم. وبدت مواهب الكثيرين من أمرائهم، ومن أشهرهم سليمان باشا، وخالد باشا، وعثمان باشا، وعبد الرحمن باشا. وإبراهيم باشا، وآخرون عديدون. فمن هؤلاء إبراهيم باشا قد بنى مدينة السليمانية، وعلاقاتهم بقبائل بلباس، وسهران، وغيرها مشهودة في وقائع عديدة كما أن الصلات بإيران، وبالدولة العثمانية كثيرة جدًا ... وقد توسع حكمهم، وضاق تبعًا لمواهب أمرائهم ...
ولا محل للإطالة في تاريخهم فقد بسطنا القول في «تاريخ العراق بين احتلالين» وفي «تاريخ شهرزور - السليمانية» اللواء والمدنية، وكل ما نقوله ان اضطراب الحالة بين إيران والدولة العثمانية مما سبب ظهورهم واستقرارهم. قال الأستاذ حمدي بك بابان:
«بابان اسم عائلة كردية حكمت بين بغداد والموصل ... ابتداؤهم مجهول، ونهايتهم في سنة ١٢٦٥هـ.» وقال «: تاريخهم مضبوط من سنة ٩٠٠هـ الى سنة انقراضهم ببعض فواصل في أوائلها، كانوا مستقلين، وفي الأواخر صاروا تحت نفوذ إيران مرة، والعثمانيين أخرى ... وتوسع نفوذهم مرة، وقصر أخرى ... وهكذا استولوا مرة على بغداد سنة ١٢٢٥هـ. وبابان بمعنى آل بابا» وأنهى البحث بقوله «: ومحرر هذه السطور أحمد حمدي بابان ابن محمد رشيد باشا ابن سليمان باشا الذي ضبط بغداد ابن محمد باشا ابن خالد باشا ابن سليمان بك المسمى بابا سليمان ابن سليمان بن مير محمد بن سليمان بن أحمد بن حسين بن عثمان بن مصطفى ابن حسين بن عمر بن إبراهيم بن محمود بن عيسى بن خضر بن مير أحمد أخي ضياء الدين بن مير عز الدين بن عبد الله.» اه وكل ما نقوله هنا انه لم تكن قبيلة باسم بابان بل باسم بيشدر وأما بابان فانها «إمارة»، وقد حكمت لواء السليمانية، فهي في الأصل «إدارة عشائرية»، فتوسعت ودخلت في حوزتها كويسنجق واربل ... ولم نجد من النصوص التاريخية لما قبل بيه سليمان ما يعين الصلة بإمارة من الإمارات السابقة في بابان، وأيامهم الأخيرة واضحة، ومعروفة بجلاء (١) وأصلهم من بني خالد كما نطق به كثيرون، ويشتركون بهذه النسبة مع بيشدر وبلباس إلا أن الآلوسي قال لم تثبت هذه النسبة، وآخرون قالوا لفظ خالدي يرجع إلى أصل قديم، وللتفصيل محل آخر ...
لواء اربل
١
- قبائل بلباس
من القبائل الكبيرة في العراق في لواء السليمانية، وفي لواء اربل، وفي إيران، تقع على الحدود، وقد تفرعت كثيرًا حتى صار يعد كل فرع من فروعها قبيلة مستقلة عن غيرها، وهي في الأصل قبيلة واحدة، مال قسم منها الى إيران، الى أنحاء لاهيجان وكانوا في لوائي شهرزور واربل الا أن الحوادث دفعت فريقًا منهم الى هناك، لما وقع بينها وبين البابان من حوادث، ومن ثم أزاحت طائفة «مير باسكان»، أو مير باساك التي كانت في تلك الأنحاء، وهذه الطائفة فرع من قبيلة «مكري»، أقطعت لها أراضيها بإحسان سلطاني فدفعتها قبائل بلباس.
وتاريخ هذه القبيلة حافل بالوقائع، وكل ما نعلمه عنها أنها عظمت ونالت مكانتها، فصار يخشى بطشها المجاورون وهم أمراء بابان فاستعانوا بقوة الحكومة وكانت الدولة العثمانية ترغب في التدخل من هذه الطريق، فنكلت بها ... بأمل أن تقوي سلطتها، فلم تر بدًا من التحول إلى إيران، فمضى قسم كبير منها إلى هناك. ولا يزال القسم الآخر في العراق.
ويرجع عهدهم في العراق إلى أمد بعيد، كانوا من قبائل العراق، فرأوا شدة وتضييقًا كبيرًا من جانب العثمانيين والبابانيين معًا والإمارات إذا كانت متعادلة، أو بعضها مرجوح، ولم يستطع الضعيف أن يسيطر. ركن الى الاستعانة بقوة الحكومة.
وهذه القبيلة لا تختلف عن القبائل الكردية الأخرى تمت الى «قبيلة خالدي» ويعزى انتسابها الى خالد بن الوليد أو قبيلة «بني خالد» المعروفة في العراق ونجد والشام. ولعل الموافقة بالاسم والمقاربة باللفظ دعا الى الانتساب الى خالد بن الوليد «رض»، أو الى قبيلة بني خالد والمشهور في تتبع المعاصرين هذه الأيام ان خالدًا الذي ينتسب إليه هذه القبيلة غيرهما، وان المقاربة في الاسم دعا أن يقال ذلك.
ولا يؤمل إرجاع قبيلة من قبائل الكرد إلى أصلها المتفرعة منه، أو بالتعبير الأصح مراعاة أنسابها إلا من طريق التاريخ أو المحفوظ عن القبيلة نفسها ولم نجد من قطع في ذلك وإنما هناك روايات متداولة، والتاريخية أشبه بهذه تمامًا لا تختلف عنها إلا في تقدم التدوين. فلا سند قطعيًا يعول عليه. فكل من هذين المرجعين لا يؤدي إلى القطع. ولا يعرف هؤلاء الا بالمحل الذي سكنوه وتطاول عهد سكناهم به فلحقتهم التسمية بسببه، أو أن المحل بسبب تمكنهم فيه تسمى باسمهم كما هو مشاهد في حوادث كثيرة. وفي الأصل تعتبر هذه من قبائل روزكي (١) . وكل ما عرفناه أن قبيلة روزكي المذكورة كانت ٢٤ قبيلة كردية جمعتها الحوادث فاتفقت في موقع يقال له «طاب» من ناحية خويت، وصار يطلق على ١٢ منها «بلباسي»، وعلى القبائل الأخرى وهي ١٢ «قواليسي». وبلبيس، وقواليس قريتان من قرى ولاية حكاري. وعلى رواية ان هاتين العشيرتين من طوائف «بابان». اجتمعت هذه القبائل في طاب، واقتسمت الأراضي هناك فيما بينها، وكانوا وحدة كاملة، وعلى قلب واحد لم يحدث بينهم شقاق أو خلاف، فنصبوا عليهم حاكمًا، واستولوا على المدينة. ثم وسعوا حكمهم، وقووا سلطتهم على الأطراف. ولم يؤيد هذا سند تاريخي.
وكانت هذه القبائل المسماة «روزكي» تنعت بالكرم والسخاء والشجاعة والغيرة والصدق والدين والأمانة، وتعرف بالمكانة. وفي أيام السلطان سليمان القانوني حدثت غوائل في تلك الأنحاء أدت إلى أن يميلوا إلى إيران، ويقضوا مدة الغربة والمحنة، وأصابتهم مشاق لا يستطيع الصبر عليها غيرهم. صاروا في أنحاء سيستان، وحاربوا البلوج مدة، فانتصروا عليهم. وهكذا تقلبت بهم الأحوال حتى سكنوا العراق. ويصلح أن تعد أيام السلطان سليمان تاريخ هجرتهم من مواطنهم الأصلية إلى العراق. وبالأخص «البلباس».
قال صاحب الشرفنامة يتفرع هؤلاء «روزكي» الى ٢٤ فرقة منها خمس فرق وهي: قيساني.
بايكي.
موركي.
ذو قيسي.
زيداني.
وهذه تعد قبائل بدليس القديمة. وأما الباقون فهم: بلباس.
قواليسي.
والبلباس منها تتفرع الى: كله جيري.
خربيلي.
بالكي. الآن قبيلة في العراق قائمة بنفسها.
خيارطي.
كوري.
بريشي.
سكري. ويقال ان بابان منها.
كارسي.
بيدوري.
بلاكردي.
وأما قواليسي فهي: زردوزي.
انداكي.
برتاقي.
كردي كي.
سهرودي.
كاشاغي.
خالدي.
استودكي.
عزيزان.
هذا ما كان قد بينه صاحب الشرفنامة (١) عن ماضي هذه القبيلة، ومنه علمنا مكانة بلباس وان الاستيلاء العثماني على أنحاء الكرد دفعهم الى مواطن غير التي كانوا فيها، فمالت هذه الى العراق، ومن ثم عرفنا مجمل تاريخها الى سنة ١٠٠٥هـ، وحينئذ تبدأ وقائعها في العراق. وقد أورد صاحب تاريخ «قويم الفرج بعد الشدة» (٢) بعض أحوال هذه القبيلة مما يؤكد ما جاء من الأوصاف التي بينها صاحب الشرفنامة إلا أن السياسة أظهرتهم بوضع سيء ... ونقدهم صاحب قويم نقدًا مرًا. قال ما ترجمته: «إن الوزير - حسن باشا - زحف على الكرد عام ١١٢٣هـ، وهذه الواقعة أنست الحوادث العربية، وهؤلاء الأكراد يقال لهم» كرد بلباسي "، فإذا نظرنا الى ظاهرهم وجدناهم شافعية، وأكثرهم فقهاء، رحل، أينما حلوا اتخذوا لهم مسجدًا، وإذا جرى البحث عن الزهد والتقوى رأيتهم لا يرضون بالأكابر، وعدوا أنفسهم من خير الزهاد. ومن مظاهر ذلك نشاهد بيد كل منهم سبحة، وفي رأسه سواك، ولكنه في الطرق المعبدة من أشطر السراق، يصلي النوافل إلا أنه لا يعرف حقوق الله، وكل منهم قارئ، وهو أيضًا ماهر في الرمي ومع هذا لا يراعون أمر الشرع ... فلا يبالون من إراقة الدماء البريئة ... فلم يعلموا بما يرضي الله تعالى. وهل يفيد المرء أن ينطق بالشهادة ولا يراعي شعائر الإسلام وأحكامه ...؟ فلو قتل الواحد الآخر قتلوا القاتل، وهكذا يتوالى القتل حتى يتكون الحرب بين القبيلتين، فلا يتم النزاع بأقل من مائة أو مائتين. ولم يمض يوم أو أسبوع بينهم إلا وترى الخصام مشتدًا. هذه الحروب بينهم في حين انهم أخوة دين ... يفني الواحد الآخر ... ويعصون أولي الأمر، ويخالفون أوامرهم. وعلى كل لم تكن الدماء بينهم محترمة، وإن قتل الواحد عندهم كشربة ماء لا يتكلفون من ذلك.
إن هؤلاء لا يقاسون بالعشائر العربية. فالعرب يسلبون ولا يقتلون. فتجهز الببه «بابان» عليهم بسبب ما حدث بين الطرفين من فتنة، فاستضعفت كل الآخر واستفحل الأمر، فكان هؤلاء البلباس لا يعدون غيرهم شيئًا، فأحدثوا اضطرابًا.
وكثيرًا ما أزعجوا شاهات العجم، وجعلوهم في لبس من أمرهم، ونالهم منهم غم وكدر لحد أن شاه إيران قدم للحكومة العثمانية شكوى في أحوالهم، ثم أنهم أصلحوا شأنهم مدة، وفي واقعة البصرة أعانوا الحكومة خير إعانة، وحاربوا محاربات مهمة، وفادوا مفاداة تذكر وإن الوزير لم يبخسهم حقهم من المدح والثناء، وعرض خدماتهم كلها الى حكومته.
وفي هذه الأيام تجاوزت العشيرتان الواحدة على الأخرى، فأدت الى خلل في الإدارة والنظام، واعتل جسم المملكة، وكادت تزهق في البين نفوس كثيرة، فلما علمت الحكومة بالخبر سارع الوزير لتسكين هذه الغائلة فجهز جيشًا، وتقدم فوصل طاووق «دقوقا»، ومنها توجه بالعساكر، وجعل القائد عليها «باش اغا»، ليطفئ نيران الفتنة في بلباس، ثم أن الوزير عقب أثره، فوافى كركوك، فلم يجد واليها، وإنما رأى المتسلم فاستقبله أعيان البلد وخواصه. وهناك استطلع الوزير أحوال الببه «بابان» والبلباس، وتحقق ماهية الحادث وسأل على المعتدي من الفريقين. فأبدوا أن البلباس لو تركوا وشأنهم لما استطاع أحد المعيشة معهم، أو إذا لم تبذل همة لمنعهم وجبت الهجرة وبقي حبل الأمن مضطربًا. وليس فيهم رجل رشيد يصح التفاهم معه.
أما أحوال الببه فهي معلومة، وإن هؤلاء مظلومون. وفي هذه الأثناء جاء رجالهم وطلبوا من الوالي النجدة، وأن ينقذهم من شرة أولئك.! ومن ثم هاجم الوزير عشيرة بلباس، ودمر جموعها، ونكل بها شر تنكيل، فتركوا أموالهم وما يملكون وفروا هاربين وإن الببه نالوا توجهًا من الوزير فلم يصبهم ضرر. ولما وصل الوزير ألبجه «حلبجه» جاءته البشائر بانتصار الجيش. ووافاه رئيسهم بمائة وخمسين رأسًا من القتلى، أعني «مير بكر» (١) الشاب البطل ومعه عشائر شهرزور ... فعرف كل حده، وأسكن كلًا في مكانه ونظم الأمور هناك وأكرم المير المذكور، وخلع عليه بالخلع الفاخرة، وأنعم إنعامًا كبيرًا، وجعل سائر الأكراد والمطيعين من البلباس في وفاق ووئام ...
وبعد ذلك كله عاد الوزير إلى بغداد قرير العين، فرحًا بالنصر. «اه (٢) وفي حديقة الزوراء ذكر هذه الواقعة سنة ١١٢٤هـ، وفي كلشن خلفاء كانت سنة ١١٢٦هـ ولكن قويم الفرج أقدم المصادر، وأوسعها، فرجحنا النقل منه ... هذا ولا يهمنا أن نتعقب كافة الحوادث، فقد ذكرت ذلك في التاريخ إلا أننا اكتفينا بهذه الواقعة، فإنها تعين وضع البابان، وسياسة الحكومة في السيطرة، ولهجتها في تبرير العمل الذي قامت به وكذا أعيان كركوك والتزامهم جهة البابان ... كما أن هذا النص يعين حالتهم، وشكوى الإيرانيين منهم مما يعين أنهم من عشائر العراق ... فكان درويش باشا الفريق لم يؤيد قوله بنصوص أقدم مما ذكره في أيام نادر شاه والقجارية ...
وتاريخ الواقعة يعين تكون إمارة بابان، وظهورها موالية للحكومة، بحيث ناصرتها، وأمالتها الى جهتها. ولكن بلباس لم تنقطع علاقتها من العراق إلا أنها لم تكن صاحبة الحول والقول ... وفي تاريخ العراق بيان وقائعهم، وجاء في تاريخ» جها نكشاي نادري «عن بلباس أنها طائفة كبيرة، كثيرة العدد، وأنها من عشائر بلاد الروم» المملكة العثمانية «وقد جهزوا جيشًا عليها، ونكلوا بها. فهي الى هذا الحين» أيام نادر شاه " كانت معدودة من قبائل العراق، فيرى امتداد الزمن من عهد حسن باشا الوزير. حتى هذه الأيام. وفي تاريخ القجار في حوادث سنة ١٢٢٦هـ إن هذه القبيلة أضرت كثيرًا بناحية سلدوز، وسببت خسارًا، فجهزت الحكومة عليها جيشًا للقضاء على غائلتها، فكان القائد أحمد خان من شيوخ أذر بيجان، وعسكر خان الافشاري، هاجموها بأمر من عباس ميرزا، فانتهبوا ما عندها ...
وعلى كل نرى النصوص المذكورة تشير إلى أن هذه القبيلة رأت إيران منحلة، وشاهدت ضعفها فتمكنت فيها، فأظهرت قوة ونفوذًا، الأمر الذي دعا أن تتوطن إيران ... وكل ما مر يؤيد أنها كانت تابعة للعراق من أيام السلطان سليمان حتى أوائل القرن الحادي عشر، وأنها تميل الى إيران أيام انحلالها وانشغال بالها بالحوادث والظاهر أن هؤلاء أيام القجارية في أوائلهم كانوا يؤدبونهم كأنهم من عشائرهم ... ولكن درويش باشا الفريق يعين بالاستدلال في التواريخ المذكورة أنها من عشائر العراق، ويدعو حكومته للتوسل بما يستدعي جلبهم للاستفادة من مكانتهم لتأمين السلطة على المواطن المنازع فيها (١) ... ومثله في سياحتنامهء حدود ... ولكن الإيرانيين سبقوا العثمانيين، وقربوهم لجهتهم ... وصاروا يعدون إيرانيين مع العلم بأن أقسامهم الأخرى لا تزال في العراق وهي ليست بالقليلة ... وأما المواطن المنازع فيها فقد أشغلتها إيران، ولا تزال في تصرفها ...
ومن أهم ما يجب التعرض له أن محمد باشا الراوندوزي كان قد ضيق أكثر على قبيلة بلباس، فمالت الى إيران. كان محمد باشا قد هاجم طائفة مامش، فقتل رئيسها حمزة اغا، وولديه، واثنين من إخوانه، وأربعة من أقاربه مما سهل أن تقيم القبيلة في الشتاء والصيف خارج حدود العراق، في سلدوز وبسوه حتى سنة ١٢٥٠هـ، ومن ثم تابعت إيران، فقطع الراوندوزي علاقتها بالعراق، ورحلها، فاختارت لاهيجان وطنًا دائميًا، فتمكنت هناك. وفي سنة ١٢٥٣، أو ١٢٥٤هـ قد أعطيت بالالتزام أنحاء بسوه من منطقة لاهيجان وكان رئيس هذه القبيلة «طائفة مامش» بيروت اغا أخذها بمبلغ سنوي قدره «٥٠» ألف قرش «ألف تومان» (١) بصورة «مقطوع»، فأحيلت عليه، وخصص له من هذا المبلغ مائتا تومان باسم مواجب، والباقي صار يؤخذ منه في كل سنة.
ولما ضبط الراوندوزي كويسنجق لم يرتض نجيب باشا والي بغداد عمله هذا، ولم يوافق على كل ما كان قد قبل به رضا باشا والي بغداد الأسبق، فأمر أن يقوم متصرف لواء السليمانية «سليمان باشا» بتنكيله، فجهز عليه وحاربه إلا أنه لم يتمكن منه، فاضطر أن يستمد بإيران، فقام السرتيب محمد خان من تبريز في جيش عظيم، فحارب الراوندوزي في القلعة التي بناها في بتوين وهي قلعة الدربند فوقعت حرب قوية ومعركة دامية، وقع فيها قتلى كثيرون من الجانبين ... فطلب الراوندوزي الصلح، فوافق المتصرف بواسطة السرتيب محمد خان أن يترك للواء السليمانية ما كان في يد الراوندوزي ثماني نواح وطائفة منكور. وهذه النواحي هي: عسكر.
اغجه لر.
كيوه جرمله.
جياسوْز.
سرجنار وكنداغاج.
قصروك وكرد خيز.
جبوق قلعه.
شوان.
هذه عادت الى لواء السليمانية من ذلك الحين على ما ذكر في تقرير الحدود، وفي سياحتنامهء حدود، وكذا دخلت طائفة منكور في عداد طوائف السليمانية ...
ومن ثم صارت طائفة منكور تابعة للسليمانية، تؤدي لها الرسوم الأميرية بمقتضى الصلح المذكور ... وإن إيران كانت تقهرها مرة، وترغبها أخرى لتكون في حوزتها، فامتلكت جملة أراض وقرى في صاوجبلاق «صفوق بولاق».
هذا. وإن محمد باشا الراوندوزي ابن مصطفى بك ابن أحمد بك ابن اغوز بك ابن أحمد الثاني ابن مصطفى بك ابن علي بك ابن سليمان بك ابن الشاه قولي بك مؤسس «شقلاوة» قال ذلك الأستاذ حزني، وذكر لي أن أسعد بك الخيلاني وهو من العلماء كتب تاريخ راوندوز بالغة الكردية وتوفى سنة ١٩٢٨م كما أن ميرزا محمد كتب منظومة تاريخية باسم مير محمد «محمد باشا» وكان كاتبه وأكد لي الأستاذ حزني (١) أنها عنده في راوندوز. ووقائعه مشهورة في تاريخ العراق. ولعل في الكتب المذكورة ما يكشف عن إمارة سهران وعلاقة محمد باشا بها.
ومن جملة الوقائع المهمة هناك أن حاكم صوغوق بولاق قد قتل ابن رئيس هذه القبيلة بابيراغا. وهذا لم يهدأ لما ناله، وصار يهاجم بقبيلته هذه الإمارة للانتقام منها، فعلم الحاكم ان سوف تقع أضرار جسيمة إذا لم يؤد الدية عن المقتول، ويرضي القبيلة. وعلى هذا أعطيت الى بابيراغا قرية لوجين المحتوية على مائتي بيت، التابعة «صوغوق بولاق» فتمكن هناك. هذا مع العلم بأن فرقة كادرويشي قد انفكت من طائفة منكور، ولم تتصل بها بل قطعت علاقتها منها، فصارت تعد من قبائل العراق، وكان لها قطعة أراض في لاهيجان يقال لها «نلين» حاول الإيرانيون أن يتخذوها وسيلة للتسلط عليهم ... ولم تنقطع علاقة بلباس من إيران، ولا من العراق ... وكان النزاع لا يزال إلى أيام درويش باشا الفريق ...
وكانت الدولة العثمانية تبذل جهودها في جلب قبائل بلباس لجانبها، وأن الفريق المشار إليه قدم تقريره لوالي بغداد المشير نامق باشا يوصيه بلزوم جلبها وتأليفها. ولا يعلم ما جرى بعد ذلك من وسائل تقريب هذه القبائل ... وبالتعبير الأولى لم تظهر نتيجة ما ...
وهكذا يقال في طائفة بيران من قبائل بلباس، فقد كان رئيسها قرني اغا قد راجع مدير ناحية كويسنجق لما ناله من الحيف، فلم يسعف مطلوبه، وإن إيران بعثت إليه قوة، وحاولت القضاء عليه إلا أنه قد تفاهم معها ... وأخذت منه رسومًا أميرية ... والوقائع مع العشائر المذكورة لا تزال دائبة الى أيام المماليك، وإلى أيام الفريق درويش باشا وهي ذات علاقة قوية بين إيران والعراق والمنازعات قائمة (١) . ففي سنة ١٢١٧هـ أيضًا حصلت شكوى من بلباس وما أوقعوه من أضرار بإيران كما ينطق بذلك تاريخ «دوحة الوزراء».
وعلى كل حال بقيت المسألة بين اليأس والرجاء حتى قبيل الحرب العالمية الأولى، ولا تزال قضايا الحدود موضوع الحل، وتعينت لجنة للقيام بهذه المهمة، وهي جادة في عملها، وسائرة في تثبيت الحدود بين إيران والعراق إلا أن الحرب العالمية الأخيرة وقفتها. وسنتعرض بسعة للحدود، وما كان يجري عليها من نزاع في «تاريخ العلاقات بين إيران والعراق».
هذا ومهما بحثنا في هذه القبيلة فهو قليل من كثير لما لها من العلاقة بالحدود، وبإمارة بابان، وبفروعها الموجودة في العراق. فلا نتعرض لأكثر من ذلك إلا أننا نؤكد أن القبائل التي على الحدود هي منشأ النزاع، ومثلهم مثل أراضي الطابو المجاورة للأراضي الأميرية الصرفة في توليد النزاع ... بأمل أن يكون أصحابها بنجوة من كل تبعة، ومن الرسوم الأميرية فيحدثون الغوائل.
وجاء في عنوان المجد ما نصه: «عشيرة البلباس في غاية الكثرة والشجاعة ونشأ فيهم علماء أعلام منهم شيخي العلامة المدقق إبراهيم الرمكي.» اه (١) طوائف بلباس: هذه عدها درويش باشا في تقريره خمس طوائف ولم يزد على ذلك وهكذا المعلوم اليوم وهي منكور، ومامش، وبيران، وسن، ورمك. أما هولمزبار فإنها معدودة من رمك. وهو جدير بالأخذ ومنهم من عدها قبيلة مستقلة من قبائل بلباس.
١ - منكور: وهؤلاء يعدون قبيلة قائمة برأسها نظرًا لكثرتها وتوسعها ... تميل في الصيف الى صفوق بولاق في المواطن المعروفة ب (نلين منلر)، وفي الشتاء يصيرون الى بيشدر التابعة للواء السليمانية فيشتون هناك.
يمتدون من دربند رانية الى بسوه حتى أطراف لا هيجان، وكانت بسوة للعراق والآن بيد إيران، والحد اليوم جبل «قنديل»، فالجانب الذي في جهتنا منه يقال له «جبل وزنه» من العراق وفي تصرفه، تابع قضاء راوندوز في بالك. ولما دخلت بسوة في تصرف إيران دخلت ١٥ قرية في إدارتها، وصارت معدودة من قطعة لاهيجان، وكان انفصالها في سنة ١٢٦٧هـ ودخلت تحت إمارة «عزيزه سوره» من أقارب بيروت اغا والجانب الآخر من الجبل في تصرف إيران، وليس للعراق سابق علاقة به إلا علاقة رحلة الشتاء والصيف ... ومن القرى العراقية التي دخلت في تصرف إيران: سلوى.
كرده سور.
بولكا.
كرده كاولان.
شيخان نوك.
وهذه القرى كانت في يد قبيلة بيران ...
ويقيم هؤلاء في: أ - منكور كوستان. وهم منكور الجبل، وإن كوستان هو كوهستان بعينه. وهذه الفرقة الآن في إيران وسميت بهذا الاسم لأن مواطنها جبلية.
ب - منكور كرمين. وتلفظ باشباع الياء فيقال كرميان. وهذه تعود الى منطقة بيشدر من العراق، وقسم منهم في إيران وطوائفهم سواء في إيران والعراق هي: اوجاغ «وجاغ» يصطافون ضمن الأراضي الإيرانية، ورؤساؤها اغوات. رئيسهم حمد اغا في إيران، وفقي حسن في العراق، نصفهم في العراق والباقي في إيران، ولا يزال فيهم بعض الملالي. وأما الاغوات فإنهم لم يبقوا على وضعهم القديم بعد أن كانوا متدينين.
كادَرْوَيشي. هم منكور كوستان وهو اسمهم الأصلي ورؤساؤهم كثيرون. منهم عبد الرحمن اغا. وهذه أيضًا نصفها في إيران والباقي في العراق وتذهب صيفًا الى نلين منلر التابعة الى صوغوق بولاق، وشتاء تأتي الى بيشدر من ملحقات السليمانية.
ومن فروع كادرويشي: أ. المزيامرا.
ب. مرنكته.
ج. باب رسوا.
د. كلهر. وهؤلاء في الحقيقة ليسوا منهم.
هـ. شنلانا.
و. حضراجيا.
ز. اومربل.
وقراهم في نَلينْ منكور: بازركان.
مام هيبه.
شختان.
سلوس.
هنكاوا.
كرْد نلين.
شالو.
كاكش.
بامر.
كرْمندار.
سر بيز.
كده.
خره غالان.
قاواوا.
لوُسه.
رّنا.
بدرآوا.
كوُلك.
سوستان.
كيدَيج.
وفي صغوق بولاق قراهم: سياقول بالا.
سياقول زير.
داغا.
كوتِر.
صر مساغلو.
باكردان.
حسن جب.
زيَوْه.
خانكه.
لِمونُجْ.
بي آنكوين.
دوله سير.
خوله بول.
آفان.
آميد.
رُوسيد.
نانج بولاخ.
خانون آستي.
حاجي ماميان.
غُوليار.
بيتاس بالا.
توُتلوُ.
جوآله رشان.
لاجين.
بيتاس زير.
كهنه سيكا.
قاشقنه.
زودي منكور كرمين وهو اسمهم الأصلي. ويجب أن يكون من كادرويشي إلا أن الحالة تطورت وتقيم في العراق في بيشدر. وكان رئيسهم بايس باشا (١) والآن رئيسهم حسن اغا ابن بايس باشا. ولهذا اخوة من ابناء بايس باشا ترحل صيفًا الى نلين منلر وتعود شتاءًا الى بيشدر. وهذه الفرقة مشهورة أيضًا بشجاعتها واقدامها وكان رئيسها قبل ستين سنة حمزة اغا وهو زعيم شهير، وتقطن هذه في أنحاء أذربيجان، وقسم منها في بتوين ...
وفروعها: زرَكه يى.
خضر مامه سا.
يوسف كاسكي.
اجي مامي.
وقراهم: آوخوُارده.
بيقوس.
خره جوندره.
٢ - مامشى: يقيمون شتاء في لا هيجان من مضانات صفوق بولاق في أنحائها الشرقية أي فيما وراء جبل قنديل وفي بعض السنين يميلون الى لواء السليمانية الى بيشدر، وبتوين وكويسنجق (١) . والآن جميعهم في إيران، فكان للتضييق أثره في بقائهم هناك. ورئيسهم الآن في إيران الحاج قرني باشا ويقيم في مقاطعة بسوه ...
ويقيم هؤلاء في: كرمين. وهم تبعة العراق.
كستان. تبعة إيران وتساكنهم قبيلة «زرزا» ومنهم في التون كوبري وأصلهم من كرمين، والآن هم كستان ورئيسهم حمزة اغا. وفروعهم: حمزة آغايى.
مرَبوُ كر.
مربا بكَره.
فقي وتمانه.
جماله.
كاسوري.
جوخور.
بيلوَندْ.
دمبوُر.
كراودله.
به يي.
وقراهم: سنكان.
أمير آباد «ميرادا».
نلي وان.
شاوانه.
كرد كاشه.
بيزآوا.
كرك اوا.
آل اوا.
قروش اوا.
نرزيوا.
بوش آوا.
كاني سورك.
خرشت.
بيم زُرتا.
هيهه.
بيتريان.
شيوه سماك.
دراوا.
زما.
وهؤلاء كانت لهم الوقائع المعروفة، ورئيسهم أيام الفريق درويش باشا يسمى بيروت اغا، وكان عم أبيه إبراهيم سلطان قد ضبط سلدوز وحكمها لمدة أربع سنوات أو خمس سنوات، وبعدها انتزع منها الحكم اسميًا، وبقيت متسلطة على تلك الأنحاء، ولها النفوذ الكبير في إيران ...
٣ - بيران: وهذه قبيلة كبيرة ومهمة من قبائل بلباس رئيسها في إيران محمد أمين اغا، ولا يزال قسم منها في كويسنجق، وفي أراضي بيتوين، وفي قره جوغ، وأربل وماوا لاها. وفي الصيف يميلون الى لاهيجان. وفي بيتوين رئيسها سوار اغا ابن محمد اغا «حمه اغا» وهذه القبيلة كان لها رئيس يسمى قرني اغا، وله جد بهذا الاسم، ذكر الفريق درويش باشا انه تجاوز على بلد خوي فضبطه ... ولهم وقائع مشهورة ...
وعد بعضهم من فروعها كردي، وآكو، وهذا غير صحيح.
وإنما فروعهم: مورك. كان رئيسهم رستم اغا.
برجم. ويدعون الانتساب الى ابي بكر الصديق «رض».
احمد آلكه.
هُولَه مِلهَ.
حسن آغايي.
مخانه.
سه بريمه.
فقي خاليا «فقي خليا». ومنهم من يعدهم فرقة برأسها ورئيسها كوخه موسى.
وسطا بيرا.
ييوا.
هرزن سما.
هون هل كرينا.
وهذه كلها بينها العرافون وصاحب سياحتنامهء حدود.
ومن مواطنهم في لاهيجان القرى التالية: كلكين.
زركه.
قلات.
قرني اغا.
كرده سور.
خانه.
كهنه لاهجان.
تركسرو.
دلاوان.
درمكه دريقه.
ديلزه.
باديناوا.
٤ - سن: وهذه القبيلة نابعة للعراق، وتعد من بيران. والآن هي قائمة بنفسها ... تشتي في بتوين، وتصيف في أنحاء سردشت وما يجاورها مثل نلين، وفقيه عيسى، ودشت وزنه.
٥ - رمك: وهذه من القبائل الكبيرة من بلباس، وهي من أهم قبائل بتوين تقيم بها صيفًا وشتاءًا، ولا ترحل الى إيران ولكنهم في موسم الصيف يبعثون برعاتهم ومواشيهم الى أنحاء لاهيجان بالاعتماد الى بعض وكلائهم ... ويعدها بعضهم فرعًا من قبيلة بيران والأكثر على أنها قبيلة قائمة برأسها من بلباس. ورئيسها كاكه أمين اغا.
ويتفرعون الى: رمك فقيه ويسي.
رمك فقيه عبد الله اغا.
٦ - هولمزيار: ومنهم من ينطق بها هومزيار وهو الصواب في صحة التلفظ وتعد من رمك، وآخرون يعتبرونها فرقة مستقلة والصحيح انها من رمك. رئيسها أحمد ابن حاجي اسماعيل. ومنهم من يسكن قرشاغلو. وهم متفرقون ...
والحاصل لا نرى تشعبًا في قبيلة كما في قبيلة بلباس، فإنها عظمت وكانت لها المكانة في العراق من عصور عديدة، ونالت الآن بعض فروعها المنزلة الكبيرة، وصارت تعد قبائل لا قبيلة واحدة، وتاريخها حافل بالوقائع، ومعروفة بالفقه والدين ... وتوسع نفوذها في العراق وإيران، وإن البابان صارت السبب في تدافعها وتفرقها، كما أن الدولة العثمانية كانت تخشى من غوائلها، فساعدت على ذلك، وقواه أكثر ما قام به محمد باشا الراوندوزي من وقائع حربية معهم.
وهذه القبائل من قبائل الحدود، ولا يصح اهمالها أو التهاون بها كما أدى قديمًا الى انتزاع قطع من المملكة العراقية، والحكومات القديمة كانت تتحاشى من حدوث الغوائل والأجانب بالمرصاد، والعثمانيون من الضعف بمكانة ... وعلى كل لم تنقطع هذه الغوائل.
وتحتاج إدارة الحدود الى حكمة إلا أننا نراها أكثريًا إدارة خرقاء، وسياسة على عكس ما يؤمل، ولم تتحرك بصورة معقولة من جراء الجهل بالأوضاع مراعاة للوضع الراهن وأن لا تمس حقوق الجوار، أو ما يسمى بالسلامة الدولية ولو أدى إلى فصل أجزاء المملكة وأضر بها ... فالسكوت والمداراة قد تجاوزا الحدود، وطمع الجار، وصار بين حين وآخر يتخذ الوسائل لربح قسم.
وهذه القبيلة من أعظم قبائل العراق في لواء أربل وفي لواء السليمانية إلا أنها في السليمانية اليوم قليلة جدًا. ومن قراها في لواء السليمانية: قايناجه. رئيسهم ياره أحمد بن سبحان.
مشتكان.
قولخورد.
والباقون في أنحاء رانية.
والملحوظ أن هذه القبائل من بلباس ليس لها رئيس عام. وإنما لكل طائفة أو فرع من فروعها أو قسم من أقسامها في إيران والعراق رئيس. ولعل في هذه أيضًا ما يعين ان السياسة في الحدود اليوم ومن أمد أدت الى التزام هذه الحالة في القبيلة بحيث لا يعرف الفرع سوى نفسه ...
ويجاور هذه القبيلة: خوشناو.
بيشدر.
قبائل هاورامان.
قبائل الجاف.
وقبائل أخرى كثيرة.
٢
- قبيلة كردى
هذه قبيلة كبيرة جدًا، وعلى ما حكى لي رئيسها جميل اغا انها قبيلة مستقلة بل المعروف انها من بلباس، أو تعد منها ... قال في عنوان المجد للحيدري: «عشيرة الكردية بفتح الكاف، وهم كثيرون، واهل اقدام وشجاعة، ونشأ فيهم علماء أعلام». اه (١)
وكلهم سكان قرى، وليس فيهم متجولون، ولا من يرحل من مكان الى مكان ... ولعل بعد الاتصال ساق الى هذا القول بأنها تتصل ونور الديني في جد واحد، فهم وبيشدر أخوة. قال رئيسهم وأصلها خالدي، ولم يزد على ذلك إلا أنه من المعلوم تاريخيًا ان بلباس من خالدي، وكذا بابان، ونور الديني على ما نقله كثيرون ولعله يقصد أن هذه القبيلة لا تتدخل بها بلباس وهذا صحيح لا ريب فيه. وقراهم تبلغ نحو ٨٠ قرية، والرؤساء في قرية بحركه من لواء اربل، تابعون ناحية المركز ومنها نحو ١٥ قرية تابعة قضاء راوندوز، و١٥ أخرى في كويسنجق، ورئيس الكل جميل اغا ابن كاكل اغا ابن شيخ محمد اغا ابن عباس اغا ابن حسن اغا ابن مولود اغا ابن عباس اغا ابن ميرزين الدين. وهذا الأخير ابن اخي ميراودل البيشدري، فهم يتصلون ب «نور الديني»، وكلهم أولاد نور الدين الذي ينتسبون اليه ...
وفروعهم: زيد بكي.
هناري.
ميره بكي. رئيسهم محمد بك ويقيمون في كولك، وشاوس ميرزين الديني. وهم الرؤساء. وفروعهم: آل شيخ محمد اشكف سقه «قرية في كويسنجق» رئيسهم مامند اغا ابن شيخ محمد.
آل كاكل اغا. رئيسهم جميل اغا ابن كاكل اغا. وأخوه مجيد اغا.
ومن رؤسائهم ميران بكي وعلي خورشيد.
وقراهم التابعة لناحية أربل «المركز»: بحركه أو بهركه.
بولاغ.
شَوَكْ.
ملا عمر.
زَمرَمي.
بيررش.
كسَ نَزان.
شره بوُر.
كس نزان الأخرى.
كاني كري.
بيوُوكا.
شاوه س.
بيكوُت.
بيرزي.
كرًكْ.
كرد جوتيار.
شيخ اَشرَه، أو شيخ آشيل.
كلكان.
قله مورتِك.
شوزار.
جج نيكا.
جج نيكا افندي.
كرْدَ عرَقْ.
آشوكان.
كرده جال.
كرَاَنهْ.
سه بيران صغير.
سه بيران كبير.
قله كه.
خرابه دراوْ.
كزه ده شه.
قَلة جوغا.
جديده.
طوبزاوه.
جاروك.
جاروك أخرى.
كلك.
شيوه رش.
كوره كوسِك. تعني الخزف حيث كان يعمل هناك.
كاينج.
سيدان.
بَرْد حوُشتر.
قفار.
مموندان.
شاخوره.
كرد كاكل.
ومن كردي كثيرون في كويسنجق ورؤساؤهم مامند اغا ابن شيخ محمد اغا، وأحمد بن مولود اغا، وخضر بن مصطفى اغا. وعد في سياحتنامهء حدود قراهم ١٦ قرية.
وقراهم اليوم: اشكف سقه «اشكو سقه».
باقلين.
آليان.
كركينه.
ديكله.
آخوره.
بَلوْار.
رسول بسكول.
حاجي أوُسو.
يَلكه رَش.
كاني كوا.
دربند.
بيناوي.
هناره.
ومن كردي في راوندوز رئيسهم مجيد اغا ابن كاكل اغا في قرية ديره حرير.
ديره حرير.
سروكاني.
شيخان.
هرَشم.
بربِيان.
طوبزاوه.
درسك.
بربيتال.
دربند.
ميراخور.
سرسور.
سورش.
كاوالى.
ديوين «ولد فيها صلاح الدين الأيوبي ونشأ منها».
ومن كردي جماعة يقيمون في ملاطية وشمدينان في الجمهورية التركية.
هذا. ولا عبرة لما يقال من أنهم من شمر. قال الرئيس جميل اغا أنهم جاؤوا ونور الديني من محل يسمى «كردي بالا» فوق عقره. وكان رئيسها في لواء أربل قرني اغا، ثم خلفه شيخ محمد اغا، والآن أحمد اغا ... ومنهم الرؤساء في قرية بحركة، ومنهم نحو ألفي بيت في قضاء مخمور.
ويجاورهم: زراري خوشناو ديزه يي في أربل وكويسنجق وراوندوز.
سورجي
٣
- قبيلة آكو
المنقول أن هذه القبيلة أصلها من «بلباس»، انفصلت منها من أمد بعيد بعضهم يعدها قبيلة قائمة برأسها، وهو الصواب، فقد جاء ذكرها في الشرفنامة على أنها قبيلة منفردة عن غيرها (١) وذكر صاحب سياحتنامهء حدود انها تحتوي على ٤٣ قرية، وبين أن نفوسها تبلغ ستة آلاف من الذكور (٢) . وهؤلاء في قضاء رانية من لواء أربل ومنهم من يقيم في «ناودشت» قرب بيشدر ورئيسها غفور خان ابن عم الأستاذ صديق مظهر، ومواطنهم بالقرب من جبل قنديل، ويعرفون بهذا الاسم «ناودشت».
ومن فرقهم: ١ - منده مرا. رئيسهم كابني اغا ابن بالو اغا يقيم في ناودشت وقراهم هناك نحو ٣٠ قرية والرئيس يقيم في قرية دكوما، ويجاورهم نور الديني، ومنكور ...
٢ - باش أغايي. رئيسهم مامند اغا. وهذا توفي سنة ١٩٣١م والآن ابه إبراهيم اغا هو الرئيس وبينهم وبين رؤساء مامش وبيران صهرية، ومن رؤسائهم بهلول اغا في شمال بتوين وهم قرب رانية في قرية كرم كندال، وقراهم كثيرة. ويجاورهم بيران. وهم على حدود إيران.
ومنهم من يعد الموطن اسمًا لمن يقطنه وهو «ناودشت» وليس بصواب.
ومن فروعهم: رزي كري تقطن في عقرة في ناحية العشائر السبعة.
جرك ومحك.
بردر.
ولا مجال لذكر جميع فروعهم وتعداد قراهم لكثرتها، وفي الشرفنامة ان أمراء آكو من الكورانيين. قال وأصح الروايات أنهم من الحسنوية (١) .
٤
- خوشناو
قبيلة كبيرة جدًا، وتسكن قسمًا في قضاء رانية، وقسمًا في كويسنجق، ومنهم من يقطن في أنحاء شقلاوة. والرؤساء جاؤوا من سننذج، وحلوا في هذه المواطن، والباقون متوطنون قديمًا ويعدون رعايا ويقال لهم كرمانج وهو اسمهم القديم المعروفون به ... والمشايخ منسوبون الى جدهم الأكبر الشيخ سليمان ... وأما الرؤساء فيقولون انهم من ذرية خالد بن الوليد، وأنهم توزعوا قبيلة خوشناو فصار كل منها يسمى باسم الرئيس الذي تولى زعامته. ويقولون ان جدهم انبيز، ومنه تفرعوا ... ويجاورهم بلباس، وآكو، وسورجي. وجاء عنهم في عنوان المجد: «عشيرة كثيرة، أهل شجاعة وإقدام، قتل النفس عندهم بمنزلة شرب الماء، ولم يزل القتال بينهم، ونشأ منهم علماء فحول منهم النحرير محمد الخطي (١»«.
ومحمد الخطي صوابه» الختي «كان عالمًا في تلك الأنحاء، والمعروف أنه هو الذي أفتى كورباشا الراوندوزي بقتل اليزيدية، ولهذا ابن اسمه عبد الحكيم، وهو والد الأستاذ خورشيد الحاكم سابقًا. ومحمد الختي له مؤلفات: حواش علي البيضاوي.
حاشية على جمع الجوامع.
حاشية على تحفة ابن حجر.
رسالة في علم الكلام. كتبها برغبة الوالي داود باشا. وختي قرية من قرى شقلاوة عرف بالانتساب اليها هذا العالم تخرج علي عبد الرحمن الروز بهاني، وذكره الحيدري في عنوان المجد ...
منهم من ينسب الى الطريقة القادرية ومنهم الى الطريقة النقشبندية وهذه الأخيرة هي الغالبة فيهم ...
وفرقهم: بشتْ كلي» ظهر الوادي «، ويدعون أن جدهم آنكور. رئيسهم رشيد بك ابن احمد بك. في رانية في قرية» بيت واته«.
ومن قراهم» تابع قضاء رانية «: بيت واته.
هرتل. وإليها ينسب العالم المشهور ملا عيسى الهرتلي.
زيوه.
هرمك.
وَرَه.
نواوه.
شكارته.
نيوا.
سردُول.
كونه فلوسه. والى هذه القرية ينسب الحاج ملا احمد أمين البيت واتي كان عالمًا من أكابر مدرسي اربل.
جيشكا. ويقال» كيشكا«.
سارتكا.
جيوه عليا وسفلى.
مير يوسفي. ويدعون أن جدهم انبيز، بل يعدونه جد الكل رئيسهم خضر بك ابن احمد بك وصالح بك خوران. وهذا توفي، الآن نافذ بك ابن صالح بك هو الرئيس. يقيمون في باليسان التابعة لكويسنجق.
وقراهم في» كويسنجق «: باليسان. وهذه يفصل وسطها نهر صغير، فيجعل قسمًا تابعًا الى مير محملي، والقسم الآخر الى مير يوسفي.
بيلاوا. أو بيراوه.
شيخ وسان.
شيره.
دراش.
خوران.
طوبزاده.
علياوه.
سكتان.
٣) - مير محملي. جدهم محمل. رئيسهم قادر بك وأخوة رشيد بك ابن مصطفى بك والآن صديق بن قادر بك في شقلاوة.
قراهم:»بلواء أربل «شقلاوة. مقام الرئيس.
سبيكله.
إيران.
توتمه.
ختي.
قلعة سنج عليا وسفلى، وينطق بها قلا سنج ...
زيارت.
دربند.
سلاوك.
بيروكان.
فريز.
سيساوه.
كاواني.
حجران.
تاو سكا.
وقرى أخرى.
إن خوشناو من أكبر القبائل، ولها المكانة المعروفة في أربل، ورجال هذه القبيلة موصوفون بالعقل والحكمة، وحسن الإدارة لقبيلتهم بفروعها، وليس لهم رئيس عام نافذ القول على الكل. وما ذلك إلا لتوسع القبيلة بحيث عد كل فرع من فروعها من أكبر القبائل.
وإن من أجداد هذه القبيلة عثمان بك كان في أيام محمد باشا الراوندوزي، وينقلون أنه قتله وترك ابنًا اسمه محمود بك مال للدولة العثمانية ومناصرتها لما رأى والده من كور باشا المذكور ومن ذلك الحين بقيت قبيلته مخلصة للدولة العثمانية حتى آخر أيامها ...
وكل ما يقال عن هذه القبيلة أنها من القبائل المهمة في لواء أربل، ولا يحصى القول فيها فاكتفى بما ذكر.
قال في سياحتنامهء حدود:»هؤلاء لا يتجولون صيفًا ولا شتاء، وإنما هم متوطنون من القديم في قراهم وإن آكو معهم وهم يكونون كثرة، وقراهم معلومة ولا يتجاوزون مراعي هواره، ولم يكونوا كبلباس في تجول من مكان الى آخر وهم أهل عرض، ومطيعون ... " اه (١)
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
ولا يزالون معروفين بالديانة، وبالكسب الحلال من طريقه، وأهل ثروة، وفي غالب قراهم مدارس دينية ... وغالب ما يزرعون التبغ، وإلا فلا يفترقون عن سائر الكرد ...
٥
- قبيلة هركى
هذه القبيلة من القبائل الكردية المعروفة في أربل، وفي إيران، ولكن كثرتها في غير العراق واشتهرت بالشجاعة، ولا شك أن ذلك ناشئ من تجولاتها وتنقلها وللاتصال أثره وتأثيره، فهي من القبائل الرحل. وفي العراق تسكن ميرا خور، ودربند سيد في رواندوز، وفي إيران يقيمون في مقاطعة «دَشتهْ بَيلْ»، وتتكون من قرى تبلغ عشرين قرية ...
وهذه فرقهم: ماندان. رئيسهم سيده خان ابن حاجي اغا.
سيدان. رئيسهم محمد أمين بن درويش اغا.
سراتى. وينطق بها «سرهاتى». رئيسهم فتاح اغا ابن صادق اغا.
بنه جي. يسكنون في قرية بستون في العراق، ومنهم في تركية.
وهذه أشهر قراهم: كاينسبي.
قرية ملا عيسى.
شبوه بيرون.
ترسا بلاغ.
سه كانيان.
كرُده كوُر.
سنكره.
سياوان.
رزكوُنده.
لوُلكان «بتفخيم اللام» كلاس.
إن هذه القبيلة تذهب صيفًا إلى إيران الى «دشته بيل» (١)، وفي الشتاء تميل الى ميراخور في قضاء رواندوز ويجاورها عشيرة سورجي، ومنهم من يقيم في إيران مستمرًا، فإن سراتي في دشته بيل وكلاس، وسيدان في مقاطعة مركور، وماندان في مقاطعة ترَكوَه ر، وإن طه اغا ابن طاهر من سراتي يقيم في إيران وكذا محمد حسين بن كريم من سيدان، ورشيد بك ابن حاجي اغا من ماندان، ورؤساؤهم كثيرون نظرًا لكثرة فرقهم وقراهم، ومهمتهم تربية الأغنام والزراعة ...
ويجاور فرقهم في إيران: مندان يجاورها: «شقاق» أو «شكاك». ودري من زرزا.
سراتي يقرب منها زرزا، ومامش.
سيدان تتصل بالجمهورية التركية ومنداني وسراتي من هركي.
بنه جي تقيم بجانب عشيرة ريكاني في العراق وشمدينان في تركية وبنه جي يراد بها المقيمون ... ومنهم في تركية، وفي العراق، ومن قراهم في العراق «هركاك»، وينسبون اليها في أصل القبيلة، ويقال «أركية» أيضًا ومنهم منتشرون في لواء ديالى، ويعرفون بالأركية. والقول بأنهم من شمر ليس له أصل يعول عليه ...
والرحل منهم ٢٠٠٠ بيت وفي إيران ٢٠٠٠ بيت، وفي العراق نحو ١٠٠٠ بيت. ولها مكانتها في العراق وإيران، وتتردد بين المملكتين، فهي من عشائر الحدود ...
رأيت فتاح اغا رئيس فرقة سراتي في ١٨٤١٩٤٢م فعلمت منه عن هذه القبيلة ما تمكنت من تدوينه، وهو نشيط يفهم ما يطلب منه، ولا يتردد في الاجابة، أو يضطرب في الافادة، فشكرته على ما تلطف ببيانه ...
وغالب ربحهم بيع الأغنام ومنتوجاتها كالجبن والدهن والصوف، فإنه يكون مجموعة كبيرة، وكذا يتعاطون الزراعة، وهم أهل القرى منهم. أما الرحل فيغلب عليهم تربية الغنم، فينتفعون منها من طريق الرعي، والتجول في المواطن الخصبة وتكاد تكون حياتهم مطردة، وعلى وتيرة واحدة، وقد أكد لي رئيسهم الموما إليه أنهم في الأصل من «القبائل الملية» (١)، فهم من فروعهم. ولا عبرة بالأقوال الأخرى وإن فتاح اغا له ابن أخ غاب عني اسمه..
وجاء ذكر هذه القبيلة في «سياحتنامهء حدود». وقال في عنوان المجد: «عشيرة الهركى - وهي كثيرة - ذات اقدام.» اه (٢)
٦
- عشيرة سورجى
هذه القبيلة من القبائل المهمة جدًا، قسم كبير منها في إيران، والآخر في العراق في رواندوز. والرؤساء يدعون أنهم من ذرية الصديق «رض». ويجاورهم في رواندوز عشيرة هركى. وقسم كبير منهم في عقرة، وهؤلاء من قبائل سوران إلا أنها استقلت بتسميتها «سورجي» ...
قال في عنوان المجد: «عشيرة السورجية كثيرة جدًا، ونشأ منها علماء أعلام.» اه (١) وعد في تقرير درويش باشا من فرقهم «باومر» أو «باب عمر» (٢) . ومنهم في عقرة، وعد من فرقهم هناك «مام كردان»، و «مام ساكبان»، و «مام سيد» وإن التقرير المذكور عد سورجي سوران في لواء اربل، وسورجي بادينان من عقرة تبعًا للأماكن التي يسكنونها، ولم تكن لتعرف بالأصل.
٧
- قبيلة هروتى
وهذه القبيلة تسكن في رواندوز، وورد ذكرها بين قبائل القضاء في سياحتنامهء حدود (١) إلا أنه لم يتوسع في البيان عنها ...
ومن قراها: اشكفته. اشتهر بالانتساب اليها العالم المعروف ب «الاشكفتي».
ساردكا. ومنها العالم ملا ابو بكر الساردوكي. وهو معروف بمؤلفاته.
هروته كوَ.
شارْسينا.
بيناوي.
هذا. ولم يتبين لنا أصلها من رجالها العارفين، فنكتفي بهذا، ولعل الأيام تكشف عنها أكثر ...
٨
- عشيرة بالك
وهذه التسمية جاءت من المنطقة التي يسكنونها، فعرفوا بها، وهي ممتدة من رواندوز الى ناحية رايت، وهم نحو ٤٠ قرية في حدود العجم، ويعدون تابعين ناحية كلالة. والآن بالك ناحية.
وقد ورد ذكرهم في مسالك الأبصار، وهو من أقدم المراجع في تعيين انهم ينسبون في الأصل الى قرية «بالكان»، وكانوا في قلة وقد انضموا الى قبيلة زراري المقيمة في تلك الأنحاء ...
وفرقهم: ١ - ملا شرفي. هي فرقة الرؤساء. وملا شرفي تنسب الى ملا شرف وكان خليفة الشيخ محمد بالك صاحب الطريقة السهرورية. وكانت منتشرة في تلك الأنحاء فتغلبت عليها الطريقة النقشبندية. ومن قراهم: وولاش. رئيسهم الشيخ محمد اغا وولاش صار نائبًا سنة ١٩٣٨م وهي محل اقامته ...
ميركه. أصل موطن ملا شرفي.
كرُوني.
ماكوسه.
قسرى.
وَلراي.
ناوكردان.
جومسك.
ماونا.
قلات.
بستي.
خزنه.
بورا.
ديلمان.
كويلي.
٢ - شيوه زوري. رئيسهم علي اغا. ويقيمون في قرية دربند، وفي رايت وقرية ورده، وديل زه.
ومن قراهم: مَمي خَلهْ.
رايت.
آلانه.
كونده زوري «القرية الفوقانية».
شوره.
دوله بون.
ناوندا.
دربند.
الى آخر ما هنالك من قرى كثيرة تبلغ نحو ٦٠ قرية. وقد مر بنا ذكر علاقتهم بالبلباس وقال في عنوان المجد: «عشيرة البالكية، كثيرة، ونشأ منها علماء أعلام صلحاء، منهم شيخي العلامة الفهامة الولي أحمد الكلالي ...» اه (١) ومن هذه العشيرة احمد بن ادم وله تآليف عديدة ومنهم من يسكن في إيران وبين درويش باشا في تقريره أنهم كانوا يسكنون في قرى «زوكه» و «ماشكان» من قرى عشيرة سكر أو سكري، وهم جميعهم من قبيلة بالك. (١) وهذه القبيلة قديمة وفي سياحتنامهء حدود ذكر قراها ٤٤ قرية، وبين ان بعضهم يذهب للمراعي الصيفية.
٩
- عشيرة بالكى
يقال ان هذه العشيرة كانت مع عشيرة بالك أولاد عم ولم يتعين لنا وجه الاتصال وإن كانت القربى أكيدة وإن عشيرة بالكي عشيرة كبيرة، وموطنها الأصلي كان بقرب ملاطية ممتدة الى لواء بوتان في الجمهورية التركية، وبناء على وقوع نزاع ارتحل قسم منهم وجاء الى انحاء رواندوز وسكن في أطراف «كلي علي بك» أي مضيق علي بك هناك. يرحل أصحاب المواشي منهم صيفًا الى المراعي العائدة لهم في الجبال الإيرانية. وإذا كان أصل بالك قديم كما مر فلا شك إن هؤلاء مثلهم في القدم، وفي سكنى العراق، والنجار، والصلة متعينة.
ومن قراهم: سركلي.
هوديان. موطن الرئيس ملا يوسف وهو رئيس الكل.
بادليان.
سريشمه. رئيسهم كوخه عباس وفي هذه القرية أربع أسرات مالاموس، ومالاباس، مام لاسه، ومالاجياووك والي هذه الأسرة الأخيرة ينتسب الأستاذ الفاضل معروف جياووك. (١) دربندوك.
بالكي بارزان.
بالكيان.
دياوزه.
وهناك أقسام متفرقة في أنحاء أخرى وقرى عديدة منها: برحشترُ. في أربل داره تو. في أربل داره بند. في أربل وأصل هذه القبيلة من بلباس كما مر ذكر ذلك سابقًا نقلًا من الشرفنامة، وأقدم من ذلك ما جاء في مسالك الأبصار ... (٢) وقد ذكر لي الأستاذ معروف جياووك إن هذه القبيلة مستقلة بنفسها وليس لها علاقة بالبلباس كما استقيت المعلومات الحاضرة عن هذه القبيلة منه.
١٠
- عشيرة كرد
أصل هذه العشيرة من «اسماعيل عزيري»، سكنت أطراف كويسنجق. وعرفوا بهذا الاسم، وصاروا كأنهم عشيرة مستقلة. وأصلهم في «لواء السليمانية». وقد أوضحنا عن اسماعيل عزيري القول عند ذكر «قبائل ايل غواره» ...
١١
- عشيرة الخيلانية
يدعون أنهم سادة. ويقيمون في لواء اربل في باتاس. رئيسهم أسعد اغا وقد ورد ذكرهم في سياحتنامهء حدود. وهم رحل. وبينهم من هو منتشر في ألوية أخرى ولكن بقلة.
١٢
- ديزه يى
وقبائلها
وهذه في الحقيقة إمارة وتلفظ «ديزه يى»، وعرفت في التاريخ ب «دزدي» ويقال أصلها دزدطي فتحرفت منها، وليس بصواب، وإنما هو نبز لا يعلق عليه كبير أهمية، وهي من الامارات المهمة في لواء اربل، وأصلها من قرية «دزه» أو أراض معروفة بهذا الاسم في إيران كما هو محفوظ القبيلة، وكانت تسكن الخيام، وفي أيام تقي الدين باشا صارت لهم المكانة، وحصل رئيسهم على لقب «باشا». سكنوا أولًا «كردمَلا» القرية التابعة ناحية «قوش تبه» ثم توسعوا الى قوش تبه نفسها، وأقاموا فيها، وكانوا قد جاؤوا من كستان، ورؤساؤهم من قبيلة «قرني اغا».
ومنهم تكونت إمارة لها مكانتها المعلومة بين امارات اربل، وقبائلها الكثيرة تشتغل بالزراعة وتربية المواشي. وبين لغتهم ولغة السليمانية بعض الفروق وإن لغتهم لغة سوران. وقد اكتسبت هذه القبيلة سعة كبيرة وتسكن بين الزابين.
وتفرعت إمارتهم الى الفروع التالية: حسن اغايى. منهم في قضاء مخمور.
احمد باشا من آل حسين اغا. رئيسهم خضر بك.
بايز اغا «بايس». رئيسهم حسين مله.
٢ - محمود اغايى: فارس اغا. رئيسهم معروف اغا.
كاكه خان. رئيسهم علي اغا.
٣) - مام زين الديني. رئيسهم محمود بابه بن عمر قادر اغا.
٤) - إبراهيم اغايى. رئيسهم الحاج عثمان بن حمد كامله.
هذا. وكانت قبيلة طيء هي صاحبة الكلمة في لواء اربل إلا أن قوة هذه الإمارة وانضمام قبائل عديدة اليها ... جعل سلطتها تمتد الى الأطراف، ولا زالت في تقدم حتى زاحمت قبيلة طيء، فأزاحتها، وتسلطت على مواطنها، ومن ثم قويت وصارت تعد اليوم من أكبر قبائل اللواء وأمنعها ...
قال في عنوان المجد: «هي كثيرة جدًا، ذات اقدام، ولهم المخالطة التامة مع طيء، يتكلمون بالعربية، لا يفرقهم السامع من طيء، لسانًا وهيئة.» اه (١) وهذه الإمارة تسمت باسم رؤساؤها، وهم لم يكونوا من الكثرة بحيث تكون القبيلة متصلة بهم، وإنما القبائل الموجودة تابعة لهم، وتحت سلطتهم ... وليس لها علاقة بالرؤساء، وإنما هي رياسة مجردة أو إمارة، وإلا فكل واحدة تمت الى أصلها، فلا جامعة بينها وبين ديزه يى إلا جامعة المكان ...
وهذه قرى قوش تبه وأغلبها تابع لرؤساء ديزه يى: قوش تبه الكبيرة.
قوش تبه الصغيرة.
برايم لك.
كوسُكَه.
بلنكه نادر.
ميرغوُزار.
بير داود.
دوسره فتاح.
دوسره جبار.
سوربش كاكا الله.
سوربش خضر.
سوربش حويز.
سوريجه.
دُوغان.
كرد عازبان.
علياوه.
هيلاوه.
آودَلوُك.
جديده.
يدي قزلر.
كسنزان.
مناره.
باقرطه.
تربه سبيان.
دوكر كان.
دوكله.
قورشا قلو.
قاضيخانه.
باش تبه.
كرده شينه.
كرد لانكلاي مجيد.
كرد لانكلاي سعيد.
شيخان.
مخشومه.
ملحوالي.
خسرو وتسمى بركاني.
أوجر مامكه.
تاتاراوه.
دوله سزه.
بيره عاربان.
قولتبه رشيد.
قولتبه يابه.
سه بيران.
جيله بشه.
بالاني.
كرزور.
برايم اودلان.
مورتكه الكبيرة.
مورتكه الصغيرة.
قره جناغه.
آلاجه الكبيرة.
كرديش.
همزه بك.
بونكينه «بونجينه».
سرمزره.
دوشيوان.
ميره كاني الكبيرة.
لوركه.
كاني بزره.
يوريجه.
ايلنجاغ.
همزه كور.
دوله بكره.
سيناله.
امراوه.
كردسور.
آزيانه.
قشقه.
قورخور.
بلكانه.
سيقو جان.
صاري جم الكبيرة.
صاري جم الصغيرة.
طوبزاوه.
كره شيخان.
اومره سور.
ميره كاني الصغيرة.
شيراوه.
صوفي بيرايم.
حسن مطرب.
بستانه الكبيرة.
بستانه الصغيرة.
بيره جينه.
النجه الصغيرة.
ميرزا اغا.
كومه كرو.
كردمك.
وهذه القرى منها ما يعود الى عشيرة «سورجي»، و «اللك»، أو هي من ممتلكات بعض الملاكين في أربل.
ومن قرى ديزه يى في مخمور: عاله كوجيلان.
ديمه كار.
جالتوك.
قبائل ديزه يى
هذه القبائل تجمعها الرياسة العامة، أو الإمارة لرؤساء ديزه يى. وهذه أشهر القبائل المعروفة: ١ - سيان:
وهذه القبيلة تسكن كرده سور أصلها من قبائل بشتكوه. رئيسهم علي اغا ابن اسماعيل اغا. وفروعها كثيرة كما أن قراها عديدة ... بل داخلتها بعض العشائر، فتكونت من اختلاط الطوائف. ولا يكاد يفرق بين هذه القبائل أو الفروع، وارجاعها الى أصولها، وبعضها لا تزال تسميته تنطق بأصله. وهذه منتشرة في قوش تبه، وفي ديبه جه التابعة لمخمور.
وهذه أشهر فروعها: وَتكْ. وفرقهم: أ. رسول أغايى.
ب. حاجي تاج ديني.
ج. برَي روته.
د. سالم مي.
هـ. كرباريك.
و. أسدي كري «ثقيل السمع».
شمزيني. وأصلها في عقرة، ويأتي الكلام عليها في حينها. ومن فروعها: أ. سوره مو.
ب. كاجي.
ج. بيره سني.
وفرق أخرى ...
دم سوري.
٢ - مامه سيني: رئيسهم إبراهيم احمد اغا. يقيمون في سركران وفروعهم: فقيه اسماعيلي.
بامند. مصطفى زاير اغا.
٣ - آلي كوجي: أو آلي كوتكي رئيسهم اسماعيل اغا ابن حسن اغا. وهم في كندال ...
٤ - فقي ملكي: أو فقي ملجي رئيسهم عمر اغا ابن رضا وكوخه كريم ابن كوخه رضا. يسكنون كامش تبه «قامش تبه» ...
٥ - شيرواني مزن: رئيسهم طاهر بن كوخه سليم في دارا خورما. «تابع لواء الموصل».
٦ - مرزان: رئيسهم خضر احمد. وهم في قرية يدي قزلر ...
٧ - بوكه سري: «بلكه سري».
٨ - ممان: ومنهم قلاني.
٩ - كودوان: «كوردوان».
١٠ - كاكه سيني: وهؤلاء في عوُينه.
١١ - مموُند: اسماعيل ملحم في شمامك.
١٢ - سنجاوي: يقيمون في كِرْد كرايْ.
١٣ - رُوز بياني.
١٤ - عمر بل: في مواطن متفرقة.
١٥ - كارشي «كارش».
١٦ - لَك.
١٧ - نانه كلي.
١٨ - كروار «كروُرْ».
١٩ - بامن.
٢٠ - بيله بابي.
٢١ - كوران: في تندوره.
٢٢ - بنديان: رئيسهم صادق من قرية هرموطة، كانوا نصارى فأسلموا قبل بضعة أظهر. يسكنون في جيغلوك، وخضر ججه.
٢٣ - كنتوُله «بنتوله»: وهؤلاء من بلباس ...
٢٤ - رزي كري.
٢٥ - هولمزيار: في قور شاغلو، والآن متفرقون. وأصلهم من بلباس.
٢٦ - كلالي: قد مر ذكرهم.
٢٧ - سال مَمي.
٢٨ - كرّاني: في سوريش.
٢٩ - مع بايزه: في شيراوه.
ومن هذه القائمة يعرف تداخل القبائل، واختلاطها، وكلها أو أكثرها لا علاقة لها ب «ديزه يي»، ولكن هذه القبائل تجمعت منذ أمد بعيد جدًا وتولى أمراء ديزه يي رياستها العامة ... وهي خليط قبائل عديدة ...
١٣
- قبيلة زراري
يدعون أنهم في الأصل من العرب من بني ضرار الصحابي المعروف بأخي خولة ... وهم كرد تابعون لناحية باتاس على طريق رواندوز. رئيسهم أسعد اغا ابن شيخ حسن اغا وقد توفي، وعلاء الدين بن احمد بك ومن رؤسائهم فرحان اغا ابن كريم بك ...
وفرقهم: رشاغه (رش اغا) . رئيسهم علاء الدين بن أحمد بك.
بيربال. رئيسهم ميرزا.
باس. رئيسهم أسعد اغا ابن الشيخ حسين بن حسن اغا.
ويجاورهم عشيرة كردي، وسورجي، وميران بكي، وخوشناو.
ومن قراهم: خالوان.
بستوُرا.
رشوان.
مام خالان.
قبا كيان.
منداوه.
اُسومليان.
كردماوان.
قلاته جِنْ.
وقرى أخرى عديدة لا محل لاستقصائها ...
وهذه القبيلة من أقدم القبائل المعروفة ورد ذكر في مسالك الأبصار بسعة. وكانت إمارة قوية، والآن في قلة بالنظر لمكانتها الأولى ...
قال في مسالك الأبصار: «الزرارية لفظة أعجمية معناها ولد الذئب. ويقال انهم ممن تكرد من العجم المنسوبين الى ملوكهم، ولهم عدد جم ... مساكنهم من مرت الى جبل جنجرين المشرف على أشنة من ذات اليمين وهو جبل عال مشرف بمكانه على جميع الجبال ... وهم يأخذون الخفارة تحته ... وبيد الزرارية أيضًا ملاز كرد والرستاق بقلاعها ومزارعها وضياعها، ولا يحملون لأخذ شيء من ارتفاعها» ضرائبها«. وكان لهم أمير جامع لكلمتهم يسمى نجم الدين باساك، وتولاهم بعده ولده المسمى» جيده "، ثم تولاهم ولده عبد الله وكان لهم أمير شجاع عفيف له رأي وتدبير، يقال له الحسام شير الصغير، حوله من عشيرته عصبة تسير بسيرته. وكذلك كان لهم أمير آخر جيد السير يسمى باساك بن الحسام شير الكبير ...
وآخر من له بأس قوي يدعى بهاء الدين بن جمال الدين ابي علي، وأمراء غير هؤلاء ممن ينطوي في طاعتهم ...» اه. وقال في المسالك ومنهم فقهاء يعتمد في الفتوى عليهم، وينضم اليهم شرذمة قليلة العدد تسمى باسم قريتها «بالكان» (١) والتفصيل في تاريخ اربل. وعلى كل كانت لهذه القبيلة المكانة العظيمة في السعة والقدرة والقوة والفقه والزهد ... هذا ما علمناه من ماضيها.
ولا شك أن قبيلة ميرباساك تعد من أمراء هذه القبيلة للعلاقة المذكورة أعلاه.
١٤
- إمارة صوران
أو عشيرة ميران بكي إن صوران في الأصل بقعة خاصة في لواء اربل، فتوسعت، وأطلقت على ما بين الزابين ولفظها محور من «سرخ» بمعنى أحمر لحمرة في صخورها. فينطق به في لهجة الكرد ب «صهر» أو «سهر» أو «صور». وجاء ذكرها في نصوص تاريخية قديمة أقدم بكثير مما بينه صاحب الشرفنامة، فقد ورد في الكتب العربية «سحر»، والقوم السحرة كما في المسعودي ...
وأقدم نص عثرنا عليه قد توسع في ذكرها ما جاء في مسالك الأبصار قال: «ويلي يسار وأعمالها وتل حنتون وبلادها» بلاد السهرية «المشهورين باللصوصية وهي من بلاد شقلاباد (١) والدربند الكبير. وهم قوم لا يبلغ عددهم ألفًا، وجبالهم عاصية، ودربندهم بين جبلين شاهقين يشقها الزاب الكبير ... وهم أهل غدر وخديعة، وقبائل شنيعة، ولا يستطيع المسافر مدافعتهم فيه ... أميرهم الحسام ابن عم قميان. ويجاورهم الزرارية ...» اه (١) .
ومن هنا نعلم أن إمارتهم هذه لم يتعرض لها صاحب الشرفنامة، وتوضح أن التسمية بصهران قديمة أقدم مما ذكر، وإن البقعة الخاصة لم تكن تطلق على ما بين الزابين. وقد بين صاحب الشرفنامة تحليل لفظها وقال: إن أحد أبناء العرب في بغداد وهو كلوس كان قد سكن قرية هوديان من نواحي أوان من أعمال سهران. وكان مصطلح اولئك القوم أن من سقطت أسنانه الأمامية «ثناياه ورباعياته أو احداهما» يقال له «كلوس» وقد استخدم راعيًا. وكان من أولاده «عيسى» قد تبعه جماعة من الأوباش لما رأوا فيه من سخاء، وميل الى الإمارة، وبسبب عدائه لأمير تلك الأنحاء، قد اتفقوا على أن يكون أميرهم فاجتمع حوله كثيرون، فتوجه نحو «بالكان»، فقبلوا امارته. وكانت في أنحائها الصخور حمراء وصاروا يلقبونهم ب «سنك سرخي». ومن كثرة الاستعمال بلهجة الأكراد ان سرخ يقال له «سهر»، واشتهروا ب «السهرانيين»، داخل هذا اللفظ التحوير على مرور الأيام فقيل «سوران»، أو «صوران»، و «سهران» أو «صهران» ...
ومن هناك تولدت الامارة وعلا سعدها. ولا شك ان صاحب الشرفنامة يقصد الإمارة التالية لسابقتها، وتوالى منها أمراء منهم شاه علي بك، وبعده ببربوداق ابنه، ثم سيف الدين قد قام مقام والده، ثم وليها أخوة «مير حسين». وهذا توسع حكمه. وكان قد خلفه عز الدين شير، فتصرف باربل، وكان أميرها أيام السلطان سليمان القانوني، فأمر بقتله لما رأى أن قد بدر منه بعض الأوضاع التي لم يرتضها وأنعم السلطان باربل على حسين بك الداسني أمير اليزيدية.
ومن ذلك التاريخ أي من سنة ٩٤١هـ اختلت أمور الصهرانيين إلا أنهم لم يخلوا من جدال ومن استعادة لملكهم أو بعض أجزائه، وقد أوضح صاحب الشرفنامة أحوالهم الى سنة ١٠٠٥هـ، وعين ما حصل من مقارعات بينهم وبين اليزيدية، وعد من آخر أمرائهم في أيامه علي بك ابن سليمان بك (١) . وهكذا لم ينقطع حكمهم إلا أنه كان في نطاق ضيق لا سيما البابانيين ثم ظهر محمد باشا الراوندوزي ببسالة لا يزال الكرد يتغنون بها، وإن الأديب الفاضل المرحوم السيد حزني كان يقول بالعلاقة والصلة لهذا الأمير بالصهرانيين السابقين، ولم أجد ما يعين ذلك من نصوص، وقد أبدى أنه كان لديه بعض الوثائق الموصلة كما أشرنا الى ذلك، وله كتاب في إمارة الصهرانيين قد طبع، والمهم أن نجد وثائق منصوصًا عليها. وتعرض في كتاب التعريف بمساجد السليمانية لذكر الراوندوزي (٢) .
وكل ما نقوله اننا في «تاريخ اربل» قد ذكرنا ما تيسر لنا بيانه من أمراء، وقد تمكنت الدولة العثمانية من القضاء على الرواندوزي كما قضت على أمراء العمادية، وأمراء بابان. ولا تزال بقايا هذه الإمارة ولكنها الآن في قلة وبوضع عشيرة صغيرة، أو أسرة ورئيسهم اليوم علي بك ابن خورشيد بك، وتجاورهم قبيلة «زراري»، ويسكنون في ناحية باتاس. وتعد من بقايا «إمارة سوران» الأخيرة. وقراهم «كرْدْ مامك»، و «افراز» وغيرهما. وتقع على الضفة اليسرى من الزاب الأعلى. وأصل مواطنهم في كويسنجق. وإن قوج باشا يعد من أجداد إبراهيم فصيح الحيدري لامه وهو الذي حارب نادر شاه، وإن انقراضها كان بسبب آل بابان وزيادة نفوذهم وتوسع سلطتهم، وظهور محمد باشا الرواندوزي من الجهة الأخرى.
وقد ذكر السيد إبراهيم فصيح الحيدري «قبيلة سوران» في كتابه «عنوان المجد في تاريخ بغداد والبصرة ونجد» بما نصه: «عشيرة الصهران: هي في الأصل أميرة جميع الأكراد، والصهران من طيء نسبًا، ومنهم حكام كويسنجق أولاد عثمان باشا. وقد انقرض هؤلاء الحكام، وبقي منهم بعض الضعفاء بعد أن كانوا ملوك الأكراد. والأكراد يعترفون بذلك، وحق هذه الطائفة التقدم إلا أن القلم زل بتأخيرها كما جرت المقادير بزوال ملكها.» اه (١) هذا. وتسمى اليوم «عشيرة ميران بكي».
لواء كركوك
١
- قبيلة صالحي
أو ساله يى يقولون أنهم أولاد صالح بن جميل الذي تنتسب اليه القبيلة المعروفة «بنو جميل»، وهؤلاء نسبوا الى صالح المذكور فقيل «صالحي»، ونطقوا به ساله يى، وفي الكتب تسمى صالحي أو صالحية، وقراهم نحو خمسين قرية منها في لواء أربل، ومنها في لواء كركوك. رئيسهم ظاهر ابن شيخ سعيد. وهذه القبيلة كبيرة جدًا، من القبائل المشهورة في لواء كركوك. وهي كسائر قبائل الكرد متدينة، وعقيدتها جيدة، ومن السهل أن يتولاها رجال الدين، أو أصحاب الطرق لإدارة شئونها كما وقع فعلًا، فقد ولي رياستها أناس اشتهروا بالتصوف وذلك أن رؤساء هذه القبيلة أصلهم من الهند، جاؤا منذ مائة وخمسين سنة، وأول من جاء هندي اسمه الشيخ أسعد، مدفون في عقرة، جاء الى ناحية «التون كوبري»، وعمل له تكية صومعة أو مكان عبادة في انحاء قرية «قرادره» الواقعة على وادي قرادره وإن هذه الصومعة كهف يسمى الآن «تكية» بدأ فيها بالزهد والتقوى، وتسلط على روحية هذه العشيرة ...
ولما مات خلفه ابنه الشيخ سعد الدين فولي المشيخة مكانه. وله أولاد آخرون هم الشيخ محمد، والشيخ عبد الكريم، وآخر. والآن صار الشيخ طاهر ابن الشيخ سعد الدين زعيم الكل، وللشيخ محمد ابن اسمه صدر الدين ...
ولا تعرف هذه القبيلة اللغة العربية اليوم مما يشير الى أصلها. والمشهور أنهم صوالح فرعًا من بني جميل ولم نعثر على ما يؤيدها ... (١) وقراهم: سربير. قرية رئيسهم عبد الكريم يسكن فيها. والآن ابنه نجم الدين موجود ...
قرادره. قرية رئيسهم الآخر الشيخ طاهر المذكور.
كوك تبه.
عمر مندان. المحفوظ ان هذه القرية مدفون بها عمرو بن معدي كرب ولا يزال من مزارات كركوك يذهبون لزيارته، وهو قرب طقطق، والتاريخ يذكر انه توفي في نهاوند ...
دوبز.
خزرج.
كتكه.
دبس.
وفرقهم: البيكات. الرؤساء توصلوا الى الرياسة من المشيخة. ورئيسهم توفيق بك ابن محمود بك ويسكنون في كركوك.
شيخه يى. وهؤلاء كانوا رؤساء في الأصل، فانتزعت منهم الرياسة.
كلاوكوه. وتعني «الطاقة الزرقاء».
بيبكي.
بان شاخ، تعني «فوق الجبل».
كواسوز. «تعني الزبون الأخضر، أو الصاية الخضراء».
ومن قراهم في اربل: ملاقرا ماجد في مخمور رئيسهم كوخه عبد الرحمن.
وقراهم الأخرى في التون كوبري: كه لوزي.
قره بك.
روز بياني.
قادر باغر.
كه وه ني.
بني باوه.
كرزُه بي.
كِد كهْ.
قره جم.
دبس.
مير اصفهان كبير.
وهناك من هم مختلطون مع أرياب القرى الأخرى، ولهجتهم خاصة لا يشاركهم في لغتهم غيرهم، ومن الضروري معرفة ما يوافقها من اللهجات ليعلم محلها، فيعين تاريخ هجرتها. فإن لغتهم لا تفهم بسهولة ...
٢
- عشيرة شيخ بزيني
هذه القبيلة لم أجد لها ذكرًا قديمًا، ولم أر من تعرض لذكرها إلا أن صاحب الشرفنامة (١) قد ذكر عشيرة شيخ بنزي وعدها من عشائر الجزيرة ولا يبعد أن تكون قد مالت الى مواطنها في كركوك، وأربل لأمور اقتضت ذلك، وضرورات قاهرة، ولها نظائر كثيرة ... وتعد أكبر من قبيلة ساله يى. ولا شك إن في هذا مبالغة ظاهرة ومواطنها في ناحية شوان وهي ١٣٠ قرية. ورئيسهم في أنحاء كركوك كريم اغا ابن عمر اغا، وعلي بن توفيق اغا ومنهم من يعد اللك منهم وليس بصواب. ورئيسهم في أطراف كويسنجق شريف اغا وقسم منهم تابع لجمجمال في طقطق من كركوك.
وتتفرع الى: حاجي حمزى.
ملا عباسي.
والظاهر انها حديثة التكون أو الورود الى هذا اللواء ولم نقطع فيما ترجع اليه من القبائل الكبرى.
والمسموع أن قبيلة اللك تتفرع الى: روز بهاني.
شيخ بزيني.
ولهذا تكون من قبائل اللك، وهو الأقرب، وإن نسبتهم الى الجزيرة بعيدة وإن كانت غير مستحيلة.
ومن قراهم داخل لواء كركوك ولواء اربل: سارتكْ.
شيطان.
آومال.
قرا سالم.
كاولاساوار.
شوجر «ليل ثقيل».
سيكاني.
سه كرد كان «التلول الثلاثة».
اومر كنبد.
كاني لَله.
قنبر.
نيره كين.
بانه مرد.
ميركا.
بله بان.
سماقه.
طقطق.
ايلنجاغ.
ايلنجاغ الصغير.
ناكبان الصغير.
شيخان.
روخان.
لك.
ومن هنا يلاحظ أن القبائل مختلطة لا في هذه القبيلة وحدها، وإن اللك دخلوا بينهم، وليسوا منهم، وربما كان قد اختلط بهم آخرون. وقد سبق أن ذكرنا أن القرية هي المجتمع الصغير، ومن مجموع قرى تكونت القبيلة، فالإمارة، فلا ينبغي أن نفكر في الأصول والفروع كثيرًا.
٣
- قبيلة شوان
وهذه قبيلة كبيرة من القبائل الكردية، ويقال أن أصلهم قبيلة «شهوان» العربية، ومنهم من يقول «شوان» بمعنى الراعي، واللفظة مأخوذة منه. وكلهم اليوم كرد. وتتكون هذه القبيلة من ٧٢ قرية، وتسمى الناحية باسمها «شوان» وهي تابعة لمركز قضاء كركوك. ومركز الناحية «ريدار»، وتقع على طريق كركوك - كويسنجق، وهي أقرب الى كركوك.
وتتفرع الى: شوان كوشك. وينطق بها «كيشك» رئيسهم رجب بن رمضان وتتفرع هذه الفرقة الى: جليلي.
اسماعيلي ويقال نجه خاني.
إبراهيم اغايي.
٢ - شوان سر خاصه. وهذه تتفرع الى: إبراهيم آغايي.
جليلي.
هذا. وإن غالب فرقة كيشك تنتسب الى الطريقة النقشبندية من أتباع الشيخ عبد الكريم شوده له وكانوا على الطريقة القادرية. وغالب معيشتهاعلى تربية المواشي والزراعة ...
٤
- قبيلة جباري
ساده، كرد. رئيسهم سيد محمد والآن ابنه يسكنون في كِل (١)، في قرية هناك، وهؤلاء وإن كانوا سادة لا يعرفون من لغتهم العربية شيئًا، وقد هجاهم الشيخ رضا الطالباني من جراء العداء الذي كان بينهم وبين الطالبانية ...
وهؤلاء في أنحاء كركوك، وهم من العشائر المعروفة ... ولهم المكانة في اللواء، ولا يختلفون عن سائر القبائل. والأستاذ معروف الرصافي الشاعر أصله من هذه القبيلة ...
٥
- قبائل داوده
ويقال داوودي. وهؤلاء من عشائر العراق، وقراهم عديدة ومجموعتهم كبيرة جدًا، يسكنون في لواء كركوك قسم منهم في أنحاء طاووق «دقوقا»، وآخرون في طوز خورماتو. وهذه القبيلة تكاد تعادل أصلها وهي من قبائل «كلهر» (١)، ورؤساؤها وردوا العراق من نحو مائة وخمسين سنة لما حدث بين أمرائهم من حالات نفرة وعداء، فتولوا رياسة قراهم العديدة التي كانت متوطنة العراق.
وأول من جاء حقي بك وهو من الأمراء ومنه تفرع الرؤساء. وهذه سلسلة نسبهم: حقي مصطفى، محمد عبد الرحمن اغا إسماعيل علي اغا، إبراهيم، محمد باقر، رفعة ناصر اغا محمد بك اسماعيل محمد خورشيد عيسى اغا دارا بك رفعة محمد أمين عزيز اغا وهؤلاء توزعوا في قرى كلهور المعروفين ب «داوده». وهذه فرقهم: فرقة علي اغا. رئيسها دارا بك ابن محمد اغا وهو الرئيس العام.
فرقة إبراهيم بك. رئيسها رفعت بك ابن إسماعيل بك.
فرقة باقراغا. رئيسها محمد أمين بن محمد خورشيد اغا ابن باقر اغا ابن اسماعيل بك.
فرقة ناصر اغا. رئيسها عزيز اغا ابن عباس اغا.
ولكل رئيس من هؤلاء قرى تحت سلطته. وليس للآخر رياسة عليه، والرئيس العام اسمي، فلم يكن له من النفوذ ما يجعل له حكمًا على الفرق الاخرى فلا يتعدى الواحد نطاق سلطته فقد توزعوا الرياسة ... وصاروا يحكمون على قرى الداووده. ومن حيث العموم يقسمون الى: داووده كردستان. رئيسهم عزيز اغا المذكور وهم في انحاء كفري.
داووده كرميان. رئيسهم دارا بك.
ومن الفرق المذكورة أعلاه نعلم ان القرى تتوزع بالنظر لرياستهم المذكورة وهذه توزيعات قراهم تبعًا لرياستهم: فرقة علي اغا. وهذه في قضاء طاووق، تابعة لنفس القضاء وقراها: افتخار. قرية دارا بك الرئيس، وهي على طريق القطار المار منها الى كركوك.
زند ملا يوسف.
زند ابن عز.
البو نجم.
البو سراج.
تل البصل.
سماقه.
قراتامور.
كلي تبه.
جكركه.
شوُ راو.
سنكر.
لك.
شيخ هوازي «قوُ بنلك».
٢ - فرقة ابراهيم بك. رئيسهم رفعة بك ابن اسماعيل بن ابراهيم ابن اسماعيل بن محمد بك.
واشهر القرى العائدة له وتحت رياسته وهي تابعة لناحية طوزخورماتو قضاء دقوقا «طاووق»: البو صباح.
شاه صيوان.
خضر ولي.
آغجه مشهد.
صاري جم.
ينكيجه.
قوش لان.
تبه جرمك عليا «كرِمك».
تبه جرمك سفلى.
باره باره.
٣ - فرقة باقر اغا. رئيسهم محمد امين بن محمد خورشيد بن محمد باقر ابن اسماعيل.
وهذه قراه التابعة لناحية طوزخورماتو، في قضاء طاووق «دقوقا»: دراجي.
غرَه.
قِري باي.
قلعه.
صالحي «ساله يي».
امام محمد.
صفر بيات.
باش تبهء سفلى.
كومه ته بور.
بلكانه.
٤ - فرقة ناصر اغا. رئيسهم عزيز بن عباس اغا ابن ناصر اغا ابن عبد الرحمن بن مصطفى بك «أمه شاه خاتون اخت مير اسماعيل زنكنه» وقراهم: زندانه.
جوري.
وراني عليا.
وراني سفلى.
كوشك كبير.
عرب اغا.
باش تبه عليا.
عمر صوفي. وهذه تحوي قريتين: عمر صوفي.
ملا زاده.
٩) - حيدر سور.
١٠) - نوجول.
١١) - تالاو.
١٢) - كومه يي.
١٣) - قلخانو.
١٤) - بيوك قلخانو.
١٥) - كوله كاني.
١٦) - توكون «توكن».
١٧) - عزيز قادر.
١٨) - بيره موندي.
١٩) - شاه نظر.
٢٠) - قلعة جرمله.
٢١) - قوالي.
وهذه القرى من الصعب جدًا أن نعين سكان كل منها وان كان غالبها أو كلها من كلهر ... وهم جميعًا شافعية المذهب، قادرية الطريقة وغالب شيوخهم من البرزنجة شيخهم حسن قره جيوار وقد توفي والآن ابن اخيه الشيخ عبد الكريم برزنجه.
والرئيس العام دارا بك ابن محمد بك ابن علي بك ابن اسماعيل بن محمد بن حقي بك.
وهؤلاء لا نقطع في اتصال داووده بفرع من فروع كلهر فلم يعد يعرف هذا الاتصال ولعل هناك من يعرف هذه الجهة فينبه عليها.
والملحوظ ان القبائل الكردية متقاربة في أوضاعها ولم تختلف في عاداتها الا قليلًا، ومن رأى وضعًا من أوضاعها، علم بمشابهة الآخر له.
والكل ينزعون الى الاقامة والتوطن في أرض، وهو مرجح عندهم على التجول والانتقال، والقبائل المتجولة قليلة، وهذه سائرة الى ماساروا اليه ... والرحل قبائلهم معروفة ... وفي الغالب لا يعرفون أفخاذهم، وكفاهم ان يعلموا قبيلتهم وقريتهم.
ونشاهد أمثال هذا في كثير من البلدان والقرى العربية، فتنعدم خاصة التزام الفروع، وانما يمتون الى القبيلة، ويقولون اننا من القبيلة الفلانية، ولا يتمكنون من معرفة الاتصال الفرعي، بل ينعدم في الغالب، ولا يكاد يعرف بعد أجيال.
وعلى كل حال هذه القبيلة لها المكانة اللائقة وقراها كثيرة وقد مر قسم كبير منها، ورئيسها دارا بك من أهل النعيم والمكانة المقبولة، وهو مسموع الكلمة بين قومه، وله رأفة بهم مما دعا أن يحبوه، ويتفادوا في سبيله، فلا يعصى له قول، وهو محترم جدًا. والقبيلة توسعت كثيرًا، والتحقت به قبائل صغيرة عديدة ... وصار من الصعب جدًا تعيين كل فرقة والحاقها بما نجمت منه.
هذا. وقد علمت تفرعاتها وقراهم من رئيسهم العام «دارا بك» وذلك في ٢٧ تموز سنة ١٩٣٩ رأيته في كركوك ودونت عنه اتصال الفروع، وتقاربها. وهي في الاصل اسرة واحدة أعني أسرة الامارة فتوزع رياستها أبناء الاسرة، وصارت سلطتهم على القرى، وبقيت الرياسة العامة في دارا بك ولا يقل الآخرون مكانة عنه في قرباهم، ولا في سلطتهم على المناطق التي يتولون رياستها ويرعون ادارتها ولكن للرياسة العامة موقعها، وهي منشأ الوحدة، وأصل التماسك بين القبيلة ... ومهما قلنا فلا نفي حق دارا بك في علو مكانته ومنزلته من نفوس قومه ...
٦
- عشيرة الدلو
يسكنون في أنحاء كفري، وفي أنحاء خانقين، وأصل رئيسهم في خانقين في مقاطعة الكهريز. ومنهم بيت البير قدار، كان يحمل بيرق «علم» البابان والآن هذا البيت يقيم في أنحاء الصلاحية «كفري». وهم كرد رئيسهم محمود بك، وكان رئيسهم قبله ويسي بك. وهذا توفي والآن ابنه علي بك وهم شافعية المذهب، وعددهم نحو خمسمائة بيت. يسكنون في قرية «آوه سبي».
ومنهم الشقي المشهور كمرخان عاث بالأمن مدة، وهؤلاء جميعًا أهل قرى ...
وفرقهم: جامويسي ورؤساؤهم «البكزاده» رئيسهم محمود بك.
كجي. رئيسهم حسن بن أحمد بكر. وهم أصحاب الجص.
تلكه وني. رئيسهم خسرو بن حسن نادر.
لوُتي.
كاخوُر.
وهذه أشهر قراهم في كفري: كهريز.
كنكربان.
كلابه «بتفخيم اللام» أو كلاباد.
تبه جرَمك «التل الأبيض».
سر قلعه.
سيد ججني «جزني».
ولي حيدر.
حيدره كل.
كفري القديمة «اسكي كفري».
فتاح عمر.
عين شكر.
كوخه مدحت.
جباره.
حمزه كبند.
بكره ش.
كوبان.
عين فارس.
وقراهم في خانقين: ١) كاني بز.
٧
- قبيلة الزند
هؤلاء في العراق. ورئيسهم كوخه غني ابن ملا درويش، وهم سنة في حين أن الإيرانيين منهم غلاة على مذهب «الغرابيه»، وقبيلتهم كردية منتشرة كثيرًا، ومنها كريم خان الزند المتسلط على إيران، وكان قد استولى على البصرة ويقيمون في العراق في مقاطعة زنكاباد، وكانت هذه المقاطعة تعد لواء أيام السلطان سليمان القانوني، وفيها «حق القرار» معتبر في أراضيها الأميرية، وهي على شاطئ ديالى.
ومما يحكى أن أحمد باشا البابان كان قد مر بهم ومضى الى بغداد ففقد خرجه المسمى ب «سيسه خانه»، فدعا ٦٠٠ خيال من جيشه في السليمانية، وعدهم أن يحضروا في اليوم المعين، فمحا زنكاباد، وفر ثيرانهم الى تل هناك ويراد به شجعانهم ومن ثم سمي «كلان» (١)، ولم يبق من زنكاباد أثرًا.
وقراهم: قله جو. النهر الصغير.
سه تبان.
لَلبنْ.
قيجي. فريق «مكسور الرجل»، ومنهم من يلفظها «قرجي فريق».
قُبهْ.
بان سنوق «فوق الصندوق».
حاجيلر.
كوكز.
هوده لي.
خِرْسِجله.
تبه علي.
هذا. وكثرتهم في إيران، وسنتعرض في تاريخ العراق الى قبائلهم وأوضاعهم في إيران عند الكلام على كريم خان الزند ...
ومن علمائهم المشهورين في بغداد أحمد الزند، وابنه محمد أمين الزند مفتي بغداد. وكان هو ووالده مدرسين، ثم صار أمين مفتيًا بدل أبي الثناء الآلوسي وبعد ذلك صار كهية، وعضوًا في مجلس الشورى باستانبول وتوفي هناك في ١٣ صفر سنة ١٢٨٥ - ١٨٦٨م، وجامع الكهية من تأسيس كامل بك واخوته ويسمى باسم والدهم جامع الكهية، وخزانة كتبه وقفت أيضًا وضمتها مديرية الأوقاف العامة الى خزانة كتبها وهي من أنفس الخزائن عندنا (١) .
٨
- قبيلة زنكنه
كان رئيسهم عبد الكريم اغا ابن محمد اغا، وجلال ابن عبد الكريم بن وادي، وغفور اغا ابن جاسم اغا، ويسكنون بين كفري والسليمانية، ويتبعون «كل»، أو «كيل»، وتسمى أراضيهم خان إبراهيم خانجي في منطقة آوه سبي «الماء الأبيض»، وكلهم لا ينطقون بغير اللغة الكردية إلا ما كان بسبب المجاورة.
وفي مجلة يادكار لسنة ١٩٤٧م جاء ذكر هذه القبيلة، وبيان مكانتها في إيران مع ذكر فروعها ومواطن سكناها، وتفرقها وانتشارها ... فموضوع بحثنا عشائر العراق وهذه القبيلة سكنت من أمد بعيد جدًا.
وجاء ذكرها في الشرفنامة (١) ولم يفصل أحوالها كما فصلته يادكار المذكورة ولم يتعرض لأصلهم ... وفي عنوان المجد اكتفى بقوله كثيرة ولم يزد على ذلك (٢) .
ويقال أن أصلهم من بني أسد، ويعدون من أغنيائهم ولهذا عرفوا بهذا الاسم ولم نجد ما يؤيد هذا القول. فهم اليوم لا يفترقون عن سائر الأكراد سواء في لهجاتهم، أو في أوضاعهم وطباعهم ... ولا أثر للعربية فيهم ... وهم على المذهب السني. وكان لهم أثر كبير، ومكانة ممتازة بين القبائل.
وقراهم: ملاهومر.
كراوي.
شاهنظر.
علياوه.
كاني عبيد.
توكين.
كويان أبو عامر.
اون ايكي امام. بجوار قره بولاق.
قره بولاق الصغير.
حمه صالح فتاح.
شبتلر.
قلجان أمين قهرمان.
قلجان سرحد.
سررش.
رحيم ورقه.
تبه علي.
خضران.
قبه.
شيخ لنكر.
هذه القرى المعروفة المشهورة من قرى الزنكنه في قضاء كفري منها في ناحية بيباز ومنها في شيروانه، ومنها في قره تبه في ناحية قادر كرم.
٩
- عشيرة كيج
ويقال لهم «كيز» أيضًا وهو موطن حلوه فعرفوا به. ويسكنون يالغوزاغاج في قره تبه «في مقاطعة نارين». وهم في قلة، إلا أنهم كرد لا شائبة فيهم. وجاء ذكرهم في الشرفنامة وأنهم من عشائر إيران (١) .
والمؤسف أننا لم نتمكن من معرفة الصلة بين هؤلاء وأصولهم أو ما تفرعوا عنه من قبائل الكرد الأصلية لما حدث من تبدل أو تحول في تلك الأنحاء من تيارات الهجرة المختلفة كما هو ثابت بوقائع كثيرة دعت الى الانتقال والاقامة في مواطن نائية. ورئيسهم جاسم بن حسن بن سعيد ومن رؤسائهم كاكي ...
وهم: بكزاده.
كيج.
وقراهم: سرهنك.
صرجان.
ولي حيدر. ويسكنها غيرهم.
كيز.
عمر اغا خان.
يالغوزاغاج.
١٠
- بالاني
وهؤلاء في «محنة اباد» التابعة لكفري «الصلاحية»، ومواطنهم بين الكروية والزند، على كتف ديالى، ورئيسهم رستم اغا ابن عبد الرحمن اغا، ويقيم في قرية «شيخ بابا»، وهناك مزار معروف بهذا الاسم، وفيه غابة وعين ماء، وأكثر مزروعاتهم الأرز، ومذهبهم سني.
ومن قراهم في قره تبه: علوش.
أمين حبيب.
شيخ بابا.
فدعم معروف.
كنه سور.
تبه جرميك.
ييانلو.
بنبه.
١١
- الطاطران
هذه من قبائل التتر والآن قريبة من الكردية أو سائرة الى أن تتغلب عليها الكردية. رئيسهم رشيد بك ابن عباس بك، يسكنون في «كوكه جان» في سياح جبل حمرين من جهة العظيم، وقسم منهم في أنحاء «قره تبه» لا يزيدون على ٨٠ بيتًا.
نخوتهم «حجلة»، ويقيمون في ناحية قره تبه في قرية «علي سراي»، وعين ليله، وكوكه جان. لغتهم تركية وعربية، والغالب عليهم اللسان التركي، وليس لهم فرق متعددة، وينطقون بالكردية أيضًا من جراء المجاورة.
وكانوا منذ سنة ١٩٣٦ يسكنون علي سراي العليا وعلي سراي السفلى، والآن هم في جبل حمرين في قرية كوكه جان نحو ٦٠ بيتًا. وكان رئيسهم عباس بك والآن من رؤسائهم مصطفى بك.
وهؤلاء نظرًا لقلتهم ليس لهم فروع، وإنما يعرفون بهذا الاسم، فهم من المغول ... ولم يكونوا يتعهدون البريد، وفي بغداد محلة تعرف بهم وهي محلة الطاطران.
١٢
- قبائل الكاكائيه
لا تفترق عن سائر القبائل الكردية، وغالبها يسمى باسم المكان الذي حله، منتشرة في العراق وفي إيران. وقد أوضحنا عنهم في كتاب «الكاكائية ومعتقداتها» (١) . وغالبهم في «لواء كركوك» ولم يكونوا قبائل معروفة بهذا الاسم، وإنما كان هؤلاء نحله فصاروا يعرفون بهذا الاسم العام الذي يجمعها.
ومن هذه النحله: لك.
هفته غازي.
قره حسني.
جولمكي.
سيد كاكي.
مام.
باوه.
وهؤلاء في أنحاء دقوقا، وفي علي سراي وقرى عديدة ومنهم في خانقين يسكنون «أراضي حاجي قره» برياسة باشا حمود، وعباس عزيز، وفي الزاوية قرب ناحية السعدية «قزلرباط»، ومن رؤسائهم هناك علي كيّم، وعياش ...
ورياستهم في كركوك وسائر القبائل المنتمية إليهم بيد «السيد عبد الفتاح»، وكان والده السيد خليل رئيسهم لا في العراق وحده، بل في الأنحاء الأخرى أيضًا. وأصل الرؤساء من سادة بزرنجه. ومن الكاكائية في هاورامان في قرية «هاوار»، ومنهم في أنحاء السليمانية في قرية «خويله»، ومنهم قبائل السنجارية و «كوران»، و «تفنكجي»، و «قلخاني»، خارج العراق، وكثرتهم في «كرند».
وفي العراق «صاره لو» وهم ترك وكذا «ماولو»، و «دوشيخ»، و «قلم حاج» وفي قرى عديدة متفرقة هنا وهناك. ولا محل لاستقصاء من كان على هذه النحلة. وقد عد فخامة الأستاذ طه الهاشمي الكاكائية قبيلة في كتابه «مفصل جغرافية العراق» قال: «هي خاضعة لنفوذ السادة البزرنجيه تسكن الساحة الواسعة بين جبل برادان وخاصه جاي، وتعيش على الزراعة، عدد بيوتها يبلغ زهاء» ١٥٠٠ «بيت ...» اه (١)
لواء ديالى
١
- قبيلة قره أولوس
هذه القبيلة من القبائل التركية المغولية إلا أنها معدودة الآن من الكرد، قد فقدت لغتها. من جراء طول مساكنتها للأكراد في أنحاء مندلي فعادت لا تعرف من لغتها السابقة شيئًا ذلك ما دعا أن نذكرها هنا مع أنها من عشائر التركمان ... وأول ما عرفنا عنها أنه صدر فرمان في مقدار الضرائب التي تجبى منهم مع قبيلتي كلهور ولك بالوجه المبين هناك وذلك سنة ١١٢٠هـ. وكان رئيسهم أثناء تحديد الحدود عزيز بك ابن فتاح بك. وقبله كان والده خانه بك، ابن سياد بك «زياد بك» (١) .
والملحوظ أنها ضيعت لغتها الأصلية من أمد بعيد ولا يعرف بالتحقيق تاريخ نسيانهم لغتهم التركية، وقد رأيت بعض رجالها لا يعرفون غير الكردية، ويعلمون اجمالًا أنهم ترك وهم شيعة ...
وفروعها: قايتول. أو قايتولى.
كجيني. «كجينه يى». وأصل كج الجص، والنسبة اليه كجينه يى.
نفتجي.
جرموند. وأصلها جرَم بمعنى جلد، والنسبة إليه «جرَموَندْ».
كاوسواري. وتعني ركابة البقر.
كاكه وند.
وهؤلاء لم يكونوا من اللر، ولا من الكرد. وكان رئيسهم حيدر باشا برتبة ملكية وله ابن اسمه بكر بك كان رئيس كتاب محكمة مندلي في العهد العثماني، وأما أنهم من الترك فهذا لا اشتباه فيه أصلا ...
٢
- باجلان
الأصل في إيران وهم في كثرة هناك، وهم ترك واللفظة «باجناق» وتعني من يأخذ الباج «باج الآن» ونؤدي باجناق أيضًا هذا المعنى، وفي العراق يقيمون في بنكدره في ناحية قوره تو. وقبيلتهم اليوم تعد كردية إذ ليس فيها من يعرف التركية ... ورئيسهم عبد الله اغا ابن عزيز اغا ابن عمر اغا ابن جليل اغا. ومواطنهم على نهر ديالى التابعة لخانقين ... وقد حاولت الدولة العثمانية تقريبهم، والاستيلاء على مواطنهم في أنحاء زهاب، كما كانوا تابعين لها قديمًا ولكن إيران استفادت من أوضاع عديدة فتمكنت من الاستيلاء عليهم.
وفرقهم: قازانلو، الرؤساء منهم. كان رئيسهم ولي اغا في دار اخورما في بينكدره وتوفي بعد الاحتلال والآن عبد الله اغا ابن عزيز اغا أخو ولي اغا بن عمر اغا ابن جليل اغا. ومنهم رشيد بن إسماعيل ابن عزيز اغا المذكور.
جوار كلاو.
قريبه وَنْ. الآن منتشرون. وكانوا يقيمون في قرية باسمهم تقع قرب شيره وند.
فله وَن.
شيره وند. فرقة الرؤساء، ورئيس الكل عبد الله اغا ابن عزيز اغا.
خدره وند «خضر وند».
زوزه وند. يسكنون في قرى متعددة في مقاطعة بينكدرة.
قصره وَندْ.
حاجيلر. في موطنهم المعروف باسمهم.
سيكه وند. في قلة.
ساروجه. قليلون، وهم متفرقون.
جُبورُلي.
هيوانلي.
قراوند.
جوكرلو. في مقاطعة علياوة.
والمحفوظ أنهم جاؤوا من الخابور، وقد حكى لي بعض العارفين منهم أنهم مغول جاؤوا من جبال أورال، ومالوا تدريجيًا حتى وصلوا الى هذه الأنحاء، ولا تزال في جهات الموصل هذه الفرق أيضًا، فهم منتشرون، وهناك من كل فخذ ويقال لهم «باجوان» وكلهم سنة شافعية وكان رئيسهم مصطفى باشا ابن عثمان باشا. ثم تولى بعده عبد الله بك أخوه، وقد توفى وابنه شوكت بك ولكن رياسته كانت اسمية، والصحيح ليس برئيس، وانقطعت الرياسة من وفاة مصطفى باشا والآن الرياسة الفعلية لعبد الله اغا ابن عزيز اغا المذكور. وكان منهم فتاح باشا وغيره من المشاهير ... وقال في عنوان المجد: «بعضهم حنفية وبعضهم شافعية.» اه وتعيش هذه القبيلة على الزراعة، وتربية المواشي الأهلية، وسكناها القرى، وهي بيوت من طين.
هذا. وإن الألفاظ بعضها تركية، وإذا صح أن «باجناق»، و «باجلان» بمعنى آخذ الباج، فيتأيد أن الأصل تركي خصوصًا أن بعض الفرق لا تزال عليها السمة التركية مثل قازانلو، وحاجيلر، وجبورلو، وهيوانلي وغيرها. وبهذا الاعتبار تكون تركية فاستكردت.
من قراهم: قرية ولي اغا.
٥
- قبيلة هركى
هذه القبيلة من القبائل الكردية المعروفة في أربل، وفي إيران، ولكن كثرتها في غير العراق واشتهرت بالشجاعة، ولا شك أن ذلك ناشئ من تجولاتها وتنقلها وللاتصال أثره وتأثيره، فهي من القبائل الرحل. وفي العراق تسكن ميرا خور، ودربند سيد في رواندوز، وفي إيران يقيمون في مقاطعة «دَشتهْ بَيلْ»، وتتكون من قرى تبلغ عشرين قرية ...
وهذه فرقهم: ماندان. رئيسهم سيده خان ابن حاجي اغا.
سيدان. رئيسهم محمد أمين بن درويش اغا.
سراتى. وينطق بها «سرهاتى». رئيسهم فتاح اغا ابن صادق اغا.
بنه جي. يسكنون في قرية بستون في العراق، ومنهم في تركية.
وهذه أشهر قراهم: كاينسبي.
قرية ملا عيسى.
شبوه بيرون.
ترسا بلاغ.
سه كانيان.
كرُده كوُر.
سنكره.
سياوان.
رزكوُنده.
لوُلكان «بتفخيم اللام» كلاس.
إن هذه القبيلة تذهب صيفًا إلى إيران الى «دشته بيل» (١)، وفي الشتاء تميل الى ميراخور في قضاء رواندوز ويجاورها عشيرة سورجي، ومنهم من يقيم في إيران مستمرًا، فإن سراتي في دشته بيل وكلاس، وسيدان في مقاطعة مركور، وماندان في مقاطعة ترَكوَه ر، وإن طه اغا ابن طاهر من سراتي يقيم في إيران وكذا محمد حسين بن كريم من سيدان، ورشيد بك ابن حاجي اغا من ماندان، ورؤساؤهم كثيرون نظرًا لكثرة فرقهم وقراهم، ومهمتهم تربية الأغنام والزراعة ...
ويجاور فرقهم في إيران: مندان يجاورها: «شقاق» أو «شكاك». ودري من زرزا.
سراتي يقرب منها زرزا، ومامش.
سيدان تتصل بالجمهورية التركية ومنداني وسراتي من هركي.
بنه جي تقيم بجانب عشيرة ريكاني في العراق وشمدينان في تركية وبنه جي يراد بها المقيمون ... ومنهم في تركية، وفي العراق، ومن قراهم في العراق «هركاك»، وينسبون اليها في أصل القبيلة، ويقال «أركية» أيضًا ومنهم منتشرون في لواء ديالى، ويعرفون بالأركية. والقول بأنهم من شمر ليس له أصل يعول عليه ...
والرحل منهم ٢٠٠٠ بيت وفي إيران ٢٠٠٠ بيت، وفي العراق نحو ١٠٠٠ بيت. ولها مكانتها في العراق وإيران، وتتردد بين المملكتين، فهي من عشائر الحدود ...
رأيت فتاح اغا رئيس فرقة سراتي في ١٨٤١٩٤٢م فعلمت منه عن هذه القبيلة ما تمكنت من تدوينه، وهو نشيط يفهم ما يطلب منه، ولا يتردد في الاجابة، أو يضطرب في الافادة، فشكرته على ما تلطف ببيانه ...
وغالب ربحهم بيع الأغنام ومنتوجاتها كالجبن والدهن والصوف، فإنه يكون مجموعة كبيرة، وكذا يتعاطون الزراعة، وهم أهل القرى منهم. أما الرحل فيغلب عليهم تربية الغنم، فينتفعون منها من طريق الرعي، والتجول في المواطن الخصبة وتكاد تكون حياتهم مطردة، وعلى وتيرة واحدة، وقد أكد لي رئيسهم الموما إليه أنهم في الأصل من «القبائل الملية» (١)، فهم من فروعهم. ولا عبرة بالأقوال الأخرى وإن فتاح اغا له ابن أخ غاب عني اسمه..
وجاء ذكر هذه القبيلة في «سياحتنامهء حدود». وقال في عنوان المجد: «عشيرة الهركى - وهي كثيرة - ذات اقدام.» اه (٢)
٦
- عشيرة سورجى
هذه القبيلة من القبائل المهمة جدًا، قسم كبير منها في إيران، والآخر في العراق في رواندوز. والرؤساء يدعون أنهم من ذرية الصديق «رض». ويجاورهم في رواندوز عشيرة هركى. وقسم كبير منهم في عقرة، وهؤلاء من قبائل سوران إلا أنها استقلت بتسميتها «سورجي» ...
قال في عنوان المجد: «عشيرة السورجية كثيرة جدًا، ونشأ منها علماء أعلام.» اه (١) وعد في تقرير درويش باشا من فرقهم «باومر» أو «باب عمر» (٢) . ومنهم في عقرة، وعد من فرقهم هناك «مام كردان»، و «مام ساكبان»، و «مام سيد» وإن التقرير المذكور عد سورجي سوران في لواء اربل، وسورجي بادينان من عقرة تبعًا للأماكن التي يسكنونها، ولم تكن لتعرف بالأصل.
٧
- قبيلة هروتى
وهذه القبيلة تسكن في رواندوز، وورد ذكرها بين قبائل القضاء في سياحتنامهء حدود (١) إلا أنه لم يتوسع في البيان عنها ...
ومن قراها: اشكفته. اشتهر بالانتساب اليها العالم المعروف ب «الاشكفتي».
ساردكا. ومنها العالم ملا ابو بكر الساردوكي. وهو معروف بمؤلفاته.
هروته كوَ.
شارْسينا.
بيناوي.
هذا. ولم يتبين لنا أصلها من رجالها العارفين، فنكتفي بهذا، ولعل الأيام تكشف عنها أكثر ...
٨
- عشيرة بالك
وهذه التسمية جاءت من المنطقة التي يسكنونها، فعرفوا بها، وهي ممتدة من رواندوز الى ناحية رايت، وهم نحو ٤٠ قرية في حدود العجم، ويعدون تابعين ناحية كلالة. والآن بالك ناحية.
وقد ورد ذكرهم في مسالك الأبصار، وهو من أقدم المراجع في تعيين انهم ينسبون في الأصل الى قرية «بالكان»، وكانوا في قلة وقد انضموا الى قبيلة زراري المقيمة في تلك الأنحاء ...
وفرقهم: ١ - ملا شرفي. هي فرقة الرؤساء. وملا شرفي تنسب الى ملا شرف وكان خليفة الشيخ محمد بالك صاحب الطريقة السهرورية. وكانت منتشرة في تلك الأنحاء فتغلبت عليها الطريقة النقشبندية. ومن قراهم: وولاش. رئيسهم الشيخ محمد اغا وولاش صار نائبًا سنة ١٩٣٨م وهي محل اقامته ...
ميركه. أصل موطن ملا شرفي.
كرُوني.
ماكوسه.
قسرى.
وَلراي.
ناوكردان.
جومسك.
ماونا.
قلات.
بستي.
خزنه.
بورا.
ديلمان.
كويلي.
٢ - شيوه زوري. رئيسهم علي اغا. ويقيمون في قرية دربند، وفي رايت وقرية ورده، وديل زه.
ومن قراهم: مَمي خَلهْ.
رايت.
آلانه.
كونده زوري «القرية الفوقانية».
شوره.
دوله بون.
ناوندا.
دربند.
الى آخر ما هنالك من قرى كثيرة تبلغ نحو ٦٠ قرية. وقد مر بنا ذكر علاقتهم بالبلباس وقال في عنوان المجد: «عشيرة البالكية، كثيرة، ونشأ منها علماء أعلام صلحاء، منهم شيخي العلامة الفهامة الولي أحمد الكلالي ...» اه (١) ومن هذه العشيرة احمد بن ادم وله تآليف عديدة ومنهم من يسكن في إيران وبين درويش باشا في تقريره أنهم كانوا يسكنون في قرى «زوكه» و «ماشكان» من قرى عشيرة سكر أو سكري، وهم جميعهم من قبيلة بالك. (١) وهذه القبيلة قديمة وفي سياحتنامهء حدود ذكر قراها ٤٤ قرية، وبين ان بعضهم يذهب للمراعي الصيفية.
٩
- عشيرة بالكى
يقال ان هذه العشيرة كانت مع عشيرة بالك أولاد عم ولم يتعين لنا وجه الاتصال وإن كانت القربى أكيدة وإن عشيرة بالكي عشيرة كبيرة، وموطنها الأصلي كان بقرب ملاطية ممتدة الى لواء بوتان في الجمهورية التركية، وبناء على وقوع نزاع ارتحل قسم منهم وجاء الى انحاء رواندوز وسكن في أطراف «كلي علي بك» أي مضيق علي بك هناك. يرحل أصحاب المواشي منهم صيفًا الى المراعي العائدة لهم في الجبال الإيرانية. وإذا كان أصل بالك قديم كما مر فلا شك إن هؤلاء مثلهم في القدم، وفي سكنى العراق، والنجار، والصلة متعينة.
ومن قراهم: سركلي.
هوديان. موطن الرئيس ملا يوسف وهو رئيس الكل.
بادليان.
سريشمه. رئيسهم كوخه عباس وفي هذه القرية أربع أسرات مالاموس، ومالاباس، مام لاسه، ومالاجياووك والي هذه الأسرة الأخيرة ينتسب الأستاذ الفاضل معروف جياووك. (١) دربندوك.
بالكي بارزان.
بالكيان.
دياوزه.
وهناك أقسام متفرقة في أنحاء أخرى وقرى عديدة منها: برحشترُ. في أربل داره تو. في أربل داره بند. في أربل وأصل هذه القبيلة من بلباس كما مر ذكر ذلك سابقًا نقلًا من الشرفنامة، وأقدم من ذلك ما جاء في مسالك الأبصار ... (٢) وقد ذكر لي الأستاذ معروف جياووك إن هذه القبيلة مستقلة بنفسها وليس لها علاقة بالبلباس كما استقيت المعلومات الحاضرة عن هذه القبيلة منه.
١٠
- عشيرة كرد
أصل هذه العشيرة من «اسماعيل عزيري»، سكنت أطراف كويسنجق. وعرفوا بهذا الاسم، وصاروا كأنهم عشيرة مستقلة. وأصلهم في «لواء السليمانية». وقد أوضحنا عن اسماعيل عزيري القول عند ذكر «قبائل ايل غواره» ...
١١
- عشيرة الخيلانية
يدعون أنهم سادة. ويقيمون في لواء اربل في باتاس. رئيسهم أسعد اغا وقد ورد ذكرهم في سياحتنامهء حدود. وهم رحل. وبينهم من هو منتشر في ألوية أخرى ولكن بقلة.
١٢
- ديزه يى
وقبائلها
وهذه في الحقيقة إمارة وتلفظ «ديزه يى»، وعرفت في التاريخ ب «دزدي» ويقال أصلها دزدطي فتحرفت منها، وليس بصواب، وإنما هو نبز لا يعلق عليه كبير أهمية، وهي من الامارات المهمة في لواء اربل، وأصلها من قرية «دزه» أو أراض معروفة بهذا الاسم في إيران كما هو محفوظ القبيلة، وكانت تسكن الخيام، وفي أيام تقي الدين باشا صارت لهم المكانة، وحصل رئيسهم على لقب «باشا». سكنوا أولًا «كردمَلا» القرية التابعة ناحية «قوش تبه» ثم توسعوا الى قوش تبه نفسها، وأقاموا فيها، وكانوا قد جاؤوا من كستان، ورؤساؤهم من قبيلة «قرني اغا».
ومنهم تكونت إمارة لها مكانتها المعلومة بين امارات اربل، وقبائلها الكثيرة تشتغل بالزراعة وتربية المواشي. وبين لغتهم ولغة السليمانية بعض الفروق وإن لغتهم لغة سوران. وقد اكتسبت هذه القبيلة سعة كبيرة وتسكن بين الزابين.
وتفرعت إمارتهم الى الفروع التالية: حسن اغايى. منهم في قضاء مخمور.
احمد باشا من آل حسين اغا. رئيسهم خضر بك.
بايز اغا «بايس». رئيسهم حسين مله.
٢ - محمود اغايى: فارس اغا. رئيسهم معروف اغا.
كاكه خان. رئيسهم علي اغا.
٣) - مام زين الديني. رئيسهم محمود بابه بن عمر قادر اغا.
٤) - إبراهيم اغايى. رئيسهم الحاج عثمان بن حمد كامله.
هذا. وكانت قبيلة طيء هي صاحبة الكلمة في لواء اربل إلا أن قوة هذه الإمارة وانضمام قبائل عديدة اليها ... جعل سلطتها تمتد الى الأطراف، ولا زالت في تقدم حتى زاحمت قبيلة طيء، فأزاحتها، وتسلطت على مواطنها، ومن ثم قويت وصارت تعد اليوم من أكبر قبائل اللواء وأمنعها ...
قال في عنوان المجد: «هي كثيرة جدًا، ذات اقدام، ولهم المخالطة التامة مع طيء، يتكلمون بالعربية، لا يفرقهم السامع من طيء، لسانًا وهيئة.» اه (١) وهذه الإمارة تسمت باسم رؤساؤها، وهم لم يكونوا من الكثرة بحيث تكون القبيلة متصلة بهم، وإنما القبائل الموجودة تابعة لهم، وتحت سلطتهم ... وليس لها علاقة بالرؤساء، وإنما هي رياسة مجردة أو إمارة، وإلا فكل واحدة تمت الى أصلها، فلا جامعة بينها وبين ديزه يى إلا جامعة المكان ...
وهذه قرى قوش تبه وأغلبها تابع لرؤساء ديزه يى: قوش تبه الكبيرة.
قوش تبه الصغيرة.
برايم لك.
كوسُكَه.
بلنكه نادر.
ميرغوُزار.
بير داود.
دوسره فتاح.
دوسره جبار.
سوربش كاكا الله.
سوربش خضر.
سوربش حويز.
سوريجه.
دُوغان.
كرد عازبان.
علياوه.
هيلاوه.
آودَلوُك.
جديده.
يدي قزلر.
كسنزان.
مناره.
باقرطه.
تربه سبيان.
دوكر كان.
دوكله.
قورشا قلو.
قاضيخانه.
باش تبه.
كرده شينه.
كرد لانكلاي مجيد.
كرد لانكلاي سعيد.
شيخان.
مخشومه.
ملحوالي.
خسرو وتسمى بركاني.
أوجر مامكه.
تاتاراوه.
دوله سزه.
بيره عاربان.
قولتبه رشيد.
قولتبه يابه.
سه بيران.
جيله بشه.
بالاني.
كرزور.
برايم اودلان.
مورتكه الكبيرة.
مورتكه الصغيرة.
قره جناغه.
آلاجه الكبيرة.
كرديش.
همزه بك.
بونكينه «بونجينه».
سرمزره.
دوشيوان.
ميره كاني الكبيرة.
لوركه.
كاني بزره.
يوريجه.
ايلنجاغ.
همزه كور.
دوله بكره.
سيناله.
امراوه.
كردسور.
آزيانه.
قشقه.
قورخور.
بلكانه.
سيقو جان.
صاري جم الكبيرة.
صاري جم الصغيرة.
طوبزاوه.
كره شيخان.
اومره سور.
ميره كاني الصغيرة.
شيراوه.
صوفي بيرايم.
حسن مطرب.
بستانه الكبيرة.
بستانه الصغيرة.
بيره جينه.
النجه الصغيرة.
ميرزا اغا.
كومه كرو.
كردمك.
وهذه القرى منها ما يعود الى عشيرة «سورجي»، و «اللك»، أو هي من ممتلكات بعض الملاكين في أربل.
ومن قرى ديزه يى في مخمور: عاله كوجيلان.
ديمه كار.
جالتوك.
قبائل ديزه يى
هذه القبائل تجمعها الرياسة العامة، أو الإمارة لرؤساء ديزه يى. وهذه أشهر القبائل المعروفة: ١ - سيان:
وهذه القبيلة تسكن كرده سور أصلها من قبائل بشتكوه. رئيسهم علي اغا ابن اسماعيل اغا. وفروعها كثيرة كما أن قراها عديدة ... بل داخلتها بعض العشائر، فتكونت من اختلاط الطوائف. ولا يكاد يفرق بين هذه القبائل أو الفروع، وارجاعها الى أصولها، وبعضها لا تزال تسميته تنطق بأصله. وهذه منتشرة في قوش تبه، وفي ديبه جه التابعة لمخمور.
وهذه أشهر فروعها: وَتكْ. وفرقهم: أ. رسول أغايى.
ب. حاجي تاج ديني.
ج. برَي روته.
د. سالم مي.
هـ. كرباريك.
و. أسدي كري «ثقيل السمع».
شمزيني. وأصلها في عقرة، ويأتي الكلام عليها في حينها. ومن فروعها: أ. سوره مو.
ب. كاجي.
ج. بيره سني.
وفرق أخرى ...
دم سوري.
٢ - مامه سيني: رئيسهم إبراهيم احمد اغا. يقيمون في سركران وفروعهم: فقيه اسماعيلي.
بامند. مصطفى زاير اغا.
٣ - آلي كوجي: أو آلي كوتكي رئيسهم اسماعيل اغا ابن حسن اغا. وهم في كندال ...
٤ - فقي ملكي: أو فقي ملجي رئيسهم عمر اغا ابن رضا وكوخه كريم ابن كوخه رضا. يسكنون كامش تبه «قامش تبه» ...
٥ - شيرواني مزن: رئيسهم طاهر بن كوخه سليم في دارا خورما. «تابع لواء الموصل».
٦ - مرزان: رئيسهم خضر احمد. وهم في قرية يدي قزلر ...
٧ - بوكه سري: «بلكه سري».
٨ - ممان: ومنهم قلاني.
٩ - كودوان: «كوردوان».
١٠ - كاكه سيني: وهؤلاء في عوُينه.
١١ - مموُند: اسماعيل ملحم في شمامك.
١٢ - سنجاوي: يقيمون في كِرْد كرايْ.
١٣ - رُوز بياني.
١٤ - عمر بل: في مواطن متفرقة.
١٥ - كارشي «كارش».
١٦ - لَك.
١٧ - نانه كلي.
١٨ - كروار «كروُرْ».
١٩ - بامن.
٢٠ - بيله بابي.
٢١ - كوران: في تندوره.
٢٢ - بنديان: رئيسهم صادق من قرية هرموطة، كانوا نصارى فأسلموا قبل بضعة أظهر. يسكنون في جيغلوك، وخضر ججه.
٢٣ - كنتوُله «بنتوله»: وهؤلاء من بلباس ...
٢٤ - رزي كري.
٢٥ - هولمزيار: في قور شاغلو، والآن متفرقون. وأصلهم من بلباس.
٢٦ - كلالي: قد مر ذكرهم.
٢٧ - سال مَمي.
٢٨ - كرّاني: في سوريش.
٢٩ - مع بايزه: في شيراوه.
ومن هذه القائمة يعرف تداخل القبائل، واختلاطها، وكلها أو أكثرها لا علاقة لها ب «ديزه يي»، ولكن هذه القبائل تجمعت منذ أمد بعيد جدًا وتولى أمراء ديزه يي رياستها العامة ... وهي خليط قبائل عديدة ...
١٣
- قبيلة زراري
يدعون أنهم في الأصل من العرب من بني ضرار الصحابي المعروف بأخي خولة ... وهم كرد تابعون لناحية باتاس على طريق رواندوز. رئيسهم أسعد اغا ابن شيخ حسن اغا وقد توفي، وعلاء الدين بن احمد بك ومن رؤسائهم فرحان اغا ابن كريم بك ...
وفرقهم: رشاغه (رش اغا) . رئيسهم علاء الدين بن أحمد بك.
بيربال. رئيسهم ميرزا.
باس. رئيسهم أسعد اغا ابن الشيخ حسين بن حسن اغا.
ويجاورهم عشيرة كردي، وسورجي، وميران بكي، وخوشناو.
ومن قراهم: خالوان.
بستوُرا.
رشوان.
مام خالان.
قبا كيان.
منداوه.
اُسومليان.
كردماوان.
قلاته جِنْ.
وقرى أخرى عديدة لا محل لاستقصائها ...
وهذه القبيلة من أقدم القبائل المعروفة ورد ذكر في مسالك الأبصار بسعة. وكانت إمارة قوية، والآن في قلة بالنظر لمكانتها الأولى ...
قال في مسالك الأبصار: «الزرارية لفظة أعجمية معناها ولد الذئب. ويقال انهم ممن تكرد من العجم المنسوبين الى ملوكهم، ولهم عدد جم ... مساكنهم من مرت الى جبل جنجرين المشرف على أشنة من ذات اليمين وهو جبل عال مشرف بمكانه على جميع الجبال ... وهم يأخذون الخفارة تحته ... وبيد الزرارية أيضًا ملاز كرد والرستاق بقلاعها ومزارعها وضياعها، ولا يحملون لأخذ شيء من ارتفاعها» ضرائبها«. وكان لهم أمير جامع لكلمتهم يسمى نجم الدين باساك، وتولاهم بعده ولده المسمى» جيده "، ثم تولاهم ولده عبد الله وكان لهم أمير شجاع عفيف له رأي وتدبير، يقال له الحسام شير الصغير، حوله من عشيرته عصبة تسير بسيرته. وكذلك كان لهم أمير آخر جيد السير يسمى باساك بن الحسام شير الكبير ...
وآخر من له بأس قوي يدعى بهاء الدين بن جمال الدين ابي علي، وأمراء غير هؤلاء ممن ينطوي في طاعتهم ...» اه. وقال في المسالك ومنهم فقهاء يعتمد في الفتوى عليهم، وينضم اليهم شرذمة قليلة العدد تسمى باسم قريتها «بالكان» (١) والتفصيل في تاريخ اربل. وعلى كل كانت لهذه القبيلة المكانة العظيمة في السعة والقدرة والقوة والفقه والزهد ... هذا ما علمناه من ماضيها.
ولا شك أن قبيلة ميرباساك تعد من أمراء هذه القبيلة للعلاقة المذكورة أعلاه.
١٤
- إمارة صوران
أو عشيرة ميران بكي إن صوران في الأصل بقعة خاصة في لواء اربل، فتوسعت، وأطلقت على ما بين الزابين ولفظها محور من «سرخ» بمعنى أحمر لحمرة في صخورها. فينطق به في لهجة الكرد ب «صهر» أو «سهر» أو «صور». وجاء ذكرها في نصوص تاريخية قديمة أقدم بكثير مما بينه صاحب الشرفنامة، فقد ورد في الكتب العربية «سحر»، والقوم السحرة كما في المسعودي ...
وأقدم نص عثرنا عليه قد توسع في ذكرها ما جاء في مسالك الأبصار قال: «ويلي يسار وأعمالها وتل حنتون وبلادها» بلاد السهرية «المشهورين باللصوصية وهي من بلاد شقلاباد (١) والدربند الكبير. وهم قوم لا يبلغ عددهم ألفًا، وجبالهم عاصية، ودربندهم بين جبلين شاهقين يشقها الزاب الكبير ... وهم أهل غدر وخديعة، وقبائل شنيعة، ولا يستطيع المسافر مدافعتهم فيه ... أميرهم الحسام ابن عم قميان. ويجاورهم الزرارية ...» اه (١) .
ومن هنا نعلم أن إمارتهم هذه لم يتعرض لها صاحب الشرفنامة، وتوضح أن التسمية بصهران قديمة أقدم مما ذكر، وإن البقعة الخاصة لم تكن تطلق على ما بين الزابين. وقد بين صاحب الشرفنامة تحليل لفظها وقال: إن أحد أبناء العرب في بغداد وهو كلوس كان قد سكن قرية هوديان من نواحي أوان من أعمال سهران. وكان مصطلح اولئك القوم أن من سقطت أسنانه الأمامية «ثناياه ورباعياته أو احداهما» يقال له «كلوس» وقد استخدم راعيًا. وكان من أولاده «عيسى» قد تبعه جماعة من الأوباش لما رأوا فيه من سخاء، وميل الى الإمارة، وبسبب عدائه لأمير تلك الأنحاء، قد اتفقوا على أن يكون أميرهم فاجتمع حوله كثيرون، فتوجه نحو «بالكان»، فقبلوا امارته. وكانت في أنحائها الصخور حمراء وصاروا يلقبونهم ب «سنك سرخي». ومن كثرة الاستعمال بلهجة الأكراد ان سرخ يقال له «سهر»، واشتهروا ب «السهرانيين»، داخل هذا اللفظ التحوير على مرور الأيام فقيل «سوران»، أو «صوران»، و «سهران» أو «صهران» ...
ومن هناك تولدت الامارة وعلا سعدها. ولا شك ان صاحب الشرفنامة يقصد الإمارة التالية لسابقتها، وتوالى منها أمراء منهم شاه علي بك، وبعده ببربوداق ابنه، ثم سيف الدين قد قام مقام والده، ثم وليها أخوة «مير حسين». وهذا توسع حكمه. وكان قد خلفه عز الدين شير، فتصرف باربل، وكان أميرها أيام السلطان سليمان القانوني، فأمر بقتله لما رأى أن قد بدر منه بعض الأوضاع التي لم يرتضها وأنعم السلطان باربل على حسين بك الداسني أمير اليزيدية.
ومن ذلك التاريخ أي من سنة ٩٤١هـ اختلت أمور الصهرانيين إلا أنهم لم يخلوا من جدال ومن استعادة لملكهم أو بعض أجزائه، وقد أوضح صاحب الشرفنامة أحوالهم الى سنة ١٠٠٥هـ، وعين ما حصل من مقارعات بينهم وبين اليزيدية، وعد من آخر أمرائهم في أيامه علي بك ابن سليمان بك (١) . وهكذا لم ينقطع حكمهم إلا أنه كان في نطاق ضيق لا سيما البابانيين ثم ظهر محمد باشا الراوندوزي ببسالة لا يزال الكرد يتغنون بها، وإن الأديب الفاضل المرحوم السيد حزني كان يقول بالعلاقة والصلة لهذا الأمير بالصهرانيين السابقين، ولم أجد ما يعين ذلك من نصوص، وقد أبدى أنه كان لديه بعض الوثائق الموصلة كما أشرنا الى ذلك، وله كتاب في إمارة الصهرانيين قد طبع، والمهم أن نجد وثائق منصوصًا عليها. وتعرض في كتاب التعريف بمساجد السليمانية لذكر الراوندوزي (٢) .
وكل ما نقوله اننا في «تاريخ اربل» قد ذكرنا ما تيسر لنا بيانه من أمراء، وقد تمكنت الدولة العثمانية من القضاء على الرواندوزي كما قضت على أمراء العمادية، وأمراء بابان. ولا تزال بقايا هذه الإمارة ولكنها الآن في قلة وبوضع عشيرة صغيرة، أو أسرة ورئيسهم اليوم علي بك ابن خورشيد بك، وتجاورهم قبيلة «زراري»، ويسكنون في ناحية باتاس. وتعد من بقايا «إمارة سوران» الأخيرة. وقراهم «كرْدْ مامك»، و «افراز» وغيرهما. وتقع على الضفة اليسرى من الزاب الأعلى. وأصل مواطنهم في كويسنجق. وإن قوج باشا يعد من أجداد إبراهيم فصيح الحيدري لامه وهو الذي حارب نادر شاه، وإن انقراضها كان بسبب آل بابان وزيادة نفوذهم وتوسع سلطتهم، وظهور محمد باشا الرواندوزي من الجهة الأخرى.
وقد ذكر السيد إبراهيم فصيح الحيدري «قبيلة سوران» في كتابه «عنوان المجد في تاريخ بغداد والبصرة ونجد» بما نصه: «عشيرة الصهران: هي في الأصل أميرة جميع الأكراد، والصهران من طيء نسبًا، ومنهم حكام كويسنجق أولاد عثمان باشا. وقد انقرض هؤلاء الحكام، وبقي منهم بعض الضعفاء بعد أن كانوا ملوك الأكراد. والأكراد يعترفون بذلك، وحق هذه الطائفة التقدم إلا أن القلم زل بتأخيرها كما جرت المقادير بزوال ملكها.» اه (١) هذا. وتسمى اليوم «عشيرة ميران بكي».
لواء كركوك
١
- قبيلة صالحي
أو ساله يى يقولون أنهم أولاد صالح بن جميل الذي تنتسب اليه القبيلة المعروفة «بنو جميل»، وهؤلاء نسبوا الى صالح المذكور فقيل «صالحي»، ونطقوا به ساله يى، وفي الكتب تسمى صالحي أو صالحية، وقراهم نحو خمسين قرية منها في لواء أربل، ومنها في لواء كركوك. رئيسهم ظاهر ابن شيخ سعيد. وهذه القبيلة كبيرة جدًا، من القبائل المشهورة في لواء كركوك. وهي كسائر قبائل الكرد متدينة، وعقيدتها جيدة، ومن السهل أن يتولاها رجال الدين، أو أصحاب الطرق لإدارة شئونها كما وقع فعلًا، فقد ولي رياستها أناس اشتهروا بالتصوف وذلك أن رؤساء هذه القبيلة أصلهم من الهند، جاؤا منذ مائة وخمسين سنة، وأول من جاء هندي اسمه الشيخ أسعد، مدفون في عقرة، جاء الى ناحية «التون كوبري»، وعمل له تكية صومعة أو مكان عبادة في انحاء قرية «قرادره» الواقعة على وادي قرادره وإن هذه الصومعة كهف يسمى الآن «تكية» بدأ فيها بالزهد والتقوى، وتسلط على روحية هذه العشيرة ...
ولما مات خلفه ابنه الشيخ سعد الدين فولي المشيخة مكانه. وله أولاد آخرون هم الشيخ محمد، والشيخ عبد الكريم، وآخر. والآن صار الشيخ طاهر ابن الشيخ سعد الدين زعيم الكل، وللشيخ محمد ابن اسمه صدر الدين ...
ولا تعرف هذه القبيلة اللغة العربية اليوم مما يشير الى أصلها. والمشهور أنهم صوالح فرعًا من بني جميل ولم نعثر على ما يؤيدها ... (١) وقراهم: سربير. قرية رئيسهم عبد الكريم يسكن فيها. والآن ابنه نجم الدين موجود ...
قرادره. قرية رئيسهم الآخر الشيخ طاهر المذكور.
كوك تبه.
عمر مندان. المحفوظ ان هذه القرية مدفون بها عمرو بن معدي كرب ولا يزال من مزارات كركوك يذهبون لزيارته، وهو قرب طقطق، والتاريخ يذكر انه توفي في نهاوند ...
دوبز.
خزرج.
كتكه.
دبس.
وفرقهم: البيكات. الرؤساء توصلوا الى الرياسة من المشيخة. ورئيسهم توفيق بك ابن محمود بك ويسكنون في كركوك.
شيخه يى. وهؤلاء كانوا رؤساء في الأصل، فانتزعت منهم الرياسة.
كلاوكوه. وتعني «الطاقة الزرقاء».
بيبكي.
بان شاخ، تعني «فوق الجبل».
كواسوز. «تعني الزبون الأخضر، أو الصاية الخضراء».
ومن قراهم في اربل: ملاقرا ماجد في مخمور رئيسهم كوخه عبد الرحمن.
وقراهم الأخرى في التون كوبري: كه لوزي.
قره بك.
روز بياني.
قادر باغر.
كه وه ني.
بني باوه.
كرزُه بي.
كِد كهْ.
قره جم.
دبس.
مير اصفهان كبير.
وهناك من هم مختلطون مع أرياب القرى الأخرى، ولهجتهم خاصة لا يشاركهم في لغتهم غيرهم، ومن الضروري معرفة ما يوافقها من اللهجات ليعلم محلها، فيعين تاريخ هجرتها. فإن لغتهم لا تفهم بسهولة ...
٢
- عشيرة شيخ بزيني
هذه القبيلة لم أجد لها ذكرًا قديمًا، ولم أر من تعرض لذكرها إلا أن صاحب الشرفنامة (١) قد ذكر عشيرة شيخ بنزي وعدها من عشائر الجزيرة ولا يبعد أن تكون قد مالت الى مواطنها في كركوك، وأربل لأمور اقتضت ذلك، وضرورات قاهرة، ولها نظائر كثيرة ... وتعد أكبر من قبيلة ساله يى. ولا شك إن في هذا مبالغة ظاهرة ومواطنها في ناحية شوان وهي ١٣٠ قرية. ورئيسهم في أنحاء كركوك كريم اغا ابن عمر اغا، وعلي بن توفيق اغا ومنهم من يعد اللك منهم وليس بصواب. ورئيسهم في أطراف كويسنجق شريف اغا وقسم منهم تابع لجمجمال في طقطق من كركوك.
وتتفرع الى: حاجي حمزى.
ملا عباسي.
والظاهر انها حديثة التكون أو الورود الى هذا اللواء ولم نقطع فيما ترجع اليه من القبائل الكبرى.
والمسموع أن قبيلة اللك تتفرع الى: روز بهاني.
شيخ بزيني.
ولهذا تكون من قبائل اللك، وهو الأقرب، وإن نسبتهم الى الجزيرة بعيدة وإن كانت غير مستحيلة.
ومن قراهم داخل لواء كركوك ولواء اربل: سارتكْ.
شيطان.
آومال.
قرا سالم.
كاولاساوار.
شوجر «ليل ثقيل».
سيكاني.
سه كرد كان «التلول الثلاثة».
اومر كنبد.
كاني لَله.
قنبر.
نيره كين.
بانه مرد.
ميركا.
بله بان.
سماقه.
طقطق.
ايلنجاغ.
ايلنجاغ الصغير.
ناكبان الصغير.
شيخان.
روخان.
لك.
ومن هنا يلاحظ أن القبائل مختلطة لا في هذه القبيلة وحدها، وإن اللك دخلوا بينهم، وليسوا منهم، وربما كان قد اختلط بهم آخرون. وقد سبق أن ذكرنا أن القرية هي المجتمع الصغير، ومن مجموع قرى تكونت القبيلة، فالإمارة، فلا ينبغي أن نفكر في الأصول والفروع كثيرًا.
٣
- قبيلة شوان
وهذه قبيلة كبيرة من القبائل الكردية، ويقال أن أصلهم قبيلة «شهوان» العربية، ومنهم من يقول «شوان» بمعنى الراعي، واللفظة مأخوذة منه. وكلهم اليوم كرد. وتتكون هذه القبيلة من ٧٢ قرية، وتسمى الناحية باسمها «شوان» وهي تابعة لمركز قضاء كركوك. ومركز الناحية «ريدار»، وتقع على طريق كركوك - كويسنجق، وهي أقرب الى كركوك.
وتتفرع الى: شوان كوشك. وينطق بها «كيشك» رئيسهم رجب بن رمضان وتتفرع هذه الفرقة الى: جليلي.
اسماعيلي ويقال نجه خاني.
إبراهيم اغايي.
٢ - شوان سر خاصه. وهذه تتفرع الى: إبراهيم آغايي.
جليلي.
هذا. وإن غالب فرقة كيشك تنتسب الى الطريقة النقشبندية من أتباع الشيخ عبد الكريم شوده له وكانوا على الطريقة القادرية. وغالب معيشتهاعلى تربية المواشي والزراعة ...
٤
- قبيلة جباري
ساده، كرد. رئيسهم سيد محمد والآن ابنه يسكنون في كِل (١)، في قرية هناك، وهؤلاء وإن كانوا سادة لا يعرفون من لغتهم العربية شيئًا، وقد هجاهم الشيخ رضا الطالباني من جراء العداء الذي كان بينهم وبين الطالبانية ...
وهؤلاء في أنحاء كركوك، وهم من العشائر المعروفة ... ولهم المكانة في اللواء، ولا يختلفون عن سائر القبائل. والأستاذ معروف الرصافي الشاعر أصله من هذه القبيلة ...
٥
- قبائل داوده
ويقال داوودي. وهؤلاء من عشائر العراق، وقراهم عديدة ومجموعتهم كبيرة جدًا، يسكنون في لواء كركوك قسم منهم في أنحاء طاووق «دقوقا»، وآخرون في طوز خورماتو. وهذه القبيلة تكاد تعادل أصلها وهي من قبائل «كلهر» (١)، ورؤساؤها وردوا العراق من نحو مائة وخمسين سنة لما حدث بين أمرائهم من حالات نفرة وعداء، فتولوا رياسة قراهم العديدة التي كانت متوطنة العراق.
وأول من جاء حقي بك وهو من الأمراء ومنه تفرع الرؤساء. وهذه سلسلة نسبهم: حقي مصطفى، محمد عبد الرحمن اغا إسماعيل علي اغا، إبراهيم، محمد باقر، رفعة ناصر اغا محمد بك اسماعيل محمد خورشيد عيسى اغا دارا بك رفعة محمد أمين عزيز اغا وهؤلاء توزعوا في قرى كلهور المعروفين ب «داوده». وهذه فرقهم: فرقة علي اغا. رئيسها دارا بك ابن محمد اغا وهو الرئيس العام.
فرقة إبراهيم بك. رئيسها رفعت بك ابن إسماعيل بك.
فرقة باقراغا. رئيسها محمد أمين بن محمد خورشيد اغا ابن باقر اغا ابن اسماعيل بك.
فرقة ناصر اغا. رئيسها عزيز اغا ابن عباس اغا.
ولكل رئيس من هؤلاء قرى تحت سلطته. وليس للآخر رياسة عليه، والرئيس العام اسمي، فلم يكن له من النفوذ ما يجعل له حكمًا على الفرق الاخرى فلا يتعدى الواحد نطاق سلطته فقد توزعوا الرياسة ... وصاروا يحكمون على قرى الداووده. ومن حيث العموم يقسمون الى: داووده كردستان. رئيسهم عزيز اغا المذكور وهم في انحاء كفري.
داووده كرميان. رئيسهم دارا بك.
ومن الفرق المذكورة أعلاه نعلم ان القرى تتوزع بالنظر لرياستهم المذكورة وهذه توزيعات قراهم تبعًا لرياستهم: فرقة علي اغا. وهذه في قضاء طاووق، تابعة لنفس القضاء وقراها: افتخار. قرية دارا بك الرئيس، وهي على طريق القطار المار منها الى كركوك.
زند ملا يوسف.
زند ابن عز.
البو نجم.
البو سراج.
تل البصل.
سماقه.
قراتامور.
كلي تبه.
جكركه.
شوُ راو.
سنكر.
لك.
شيخ هوازي «قوُ بنلك».
٢ - فرقة ابراهيم بك. رئيسهم رفعة بك ابن اسماعيل بن ابراهيم ابن اسماعيل بن محمد بك.
واشهر القرى العائدة له وتحت رياسته وهي تابعة لناحية طوزخورماتو قضاء دقوقا «طاووق»: البو صباح.
شاه صيوان.
خضر ولي.
آغجه مشهد.
صاري جم.
ينكيجه.
قوش لان.
تبه جرمك عليا «كرِمك».
تبه جرمك سفلى.
باره باره.
٣ - فرقة باقر اغا. رئيسهم محمد امين بن محمد خورشيد بن محمد باقر ابن اسماعيل.
وهذه قراه التابعة لناحية طوزخورماتو، في قضاء طاووق «دقوقا»: دراجي.
غرَه.
قِري باي.
قلعه.
صالحي «ساله يي».
امام محمد.
صفر بيات.
باش تبهء سفلى.
كومه ته بور.
بلكانه.
٤ - فرقة ناصر اغا. رئيسهم عزيز بن عباس اغا ابن ناصر اغا ابن عبد الرحمن بن مصطفى بك «أمه شاه خاتون اخت مير اسماعيل زنكنه» وقراهم: زندانه.
جوري.
وراني عليا.
وراني سفلى.
كوشك كبير.
عرب اغا.
باش تبه عليا.
عمر صوفي. وهذه تحوي قريتين: عمر صوفي.
ملا زاده.
٩) - حيدر سور.
١٠) - نوجول.
١١) - تالاو.
١٢) - كومه يي.
١٣) - قلخانو.
١٤) - بيوك قلخانو.
١٥) - كوله كاني.
١٦) - توكون «توكن».
١٧) - عزيز قادر.
١٨) - بيره موندي.
١٩) - شاه نظر.
٢٠) - قلعة جرمله.
٢١) - قوالي.
وهذه القرى من الصعب جدًا أن نعين سكان كل منها وان كان غالبها أو كلها من كلهر ... وهم جميعًا شافعية المذهب، قادرية الطريقة وغالب شيوخهم من البرزنجة شيخهم حسن قره جيوار وقد توفي والآن ابن اخيه الشيخ عبد الكريم برزنجه.
والرئيس العام دارا بك ابن محمد بك ابن علي بك ابن اسماعيل بن محمد بن حقي بك.
وهؤلاء لا نقطع في اتصال داووده بفرع من فروع كلهر فلم يعد يعرف هذا الاتصال ولعل هناك من يعرف هذه الجهة فينبه عليها.
والملحوظ ان القبائل الكردية متقاربة في أوضاعها ولم تختلف في عاداتها الا قليلًا، ومن رأى وضعًا من أوضاعها، علم بمشابهة الآخر له.
والكل ينزعون الى الاقامة والتوطن في أرض، وهو مرجح عندهم على التجول والانتقال، والقبائل المتجولة قليلة، وهذه سائرة الى ماساروا اليه ... والرحل قبائلهم معروفة ... وفي الغالب لا يعرفون أفخاذهم، وكفاهم ان يعلموا قبيلتهم وقريتهم.
ونشاهد أمثال هذا في كثير من البلدان والقرى العربية، فتنعدم خاصة التزام الفروع، وانما يمتون الى القبيلة، ويقولون اننا من القبيلة الفلانية، ولا يتمكنون من معرفة الاتصال الفرعي، بل ينعدم في الغالب، ولا يكاد يعرف بعد أجيال.
وعلى كل حال هذه القبيلة لها المكانة اللائقة وقراها كثيرة وقد مر قسم كبير منها، ورئيسها دارا بك من أهل النعيم والمكانة المقبولة، وهو مسموع الكلمة بين قومه، وله رأفة بهم مما دعا أن يحبوه، ويتفادوا في سبيله، فلا يعصى له قول، وهو محترم جدًا. والقبيلة توسعت كثيرًا، والتحقت به قبائل صغيرة عديدة ... وصار من الصعب جدًا تعيين كل فرقة والحاقها بما نجمت منه.
هذا. وقد علمت تفرعاتها وقراهم من رئيسهم العام «دارا بك» وذلك في ٢٧ تموز سنة ١٩٣٩ رأيته في كركوك ودونت عنه اتصال الفروع، وتقاربها. وهي في الاصل اسرة واحدة أعني أسرة الامارة فتوزع رياستها أبناء الاسرة، وصارت سلطتهم على القرى، وبقيت الرياسة العامة في دارا بك ولا يقل الآخرون مكانة عنه في قرباهم، ولا في سلطتهم على المناطق التي يتولون رياستها ويرعون ادارتها ولكن للرياسة العامة موقعها، وهي منشأ الوحدة، وأصل التماسك بين القبيلة ... ومهما قلنا فلا نفي حق دارا بك في علو مكانته ومنزلته من نفوس قومه ...
٦
- عشيرة الدلو
يسكنون في أنحاء كفري، وفي أنحاء خانقين، وأصل رئيسهم في خانقين في مقاطعة الكهريز. ومنهم بيت البير قدار، كان يحمل بيرق «علم» البابان والآن هذا البيت يقيم في أنحاء الصلاحية «كفري». وهم كرد رئيسهم محمود بك، وكان رئيسهم قبله ويسي بك. وهذا توفي والآن ابنه علي بك وهم شافعية المذهب، وعددهم نحو خمسمائة بيت. يسكنون في قرية «آوه سبي».
ومنهم الشقي المشهور كمرخان عاث بالأمن مدة، وهؤلاء جميعًا أهل قرى ...
وفرقهم: جامويسي ورؤساؤهم «البكزاده» رئيسهم محمود بك.
كجي. رئيسهم حسن بن أحمد بكر. وهم أصحاب الجص.
تلكه وني. رئيسهم خسرو بن حسن نادر.
لوُتي.
كاخوُر.
وهذه أشهر قراهم في كفري: كهريز.
كنكربان.
كلابه «بتفخيم اللام» أو كلاباد.
تبه جرَمك «التل الأبيض».
سر قلعه.
سيد ججني «جزني».
ولي حيدر.
حيدره كل.
كفري القديمة «اسكي كفري».
فتاح عمر.
عين شكر.
كوخه مدحت.
جباره.
حمزه كبند.
بكره ش.
كوبان.
عين فارس.
وقراهم في خانقين: ١) كاني بز.
٧
- قبيلة الزند
هؤلاء في العراق. ورئيسهم كوخه غني ابن ملا درويش، وهم سنة في حين أن الإيرانيين منهم غلاة على مذهب «الغرابيه»، وقبيلتهم كردية منتشرة كثيرًا، ومنها كريم خان الزند المتسلط على إيران، وكان قد استولى على البصرة ويقيمون في العراق في مقاطعة زنكاباد، وكانت هذه المقاطعة تعد لواء أيام السلطان سليمان القانوني، وفيها «حق القرار» معتبر في أراضيها الأميرية، وهي على شاطئ ديالى.
ومما يحكى أن أحمد باشا البابان كان قد مر بهم ومضى الى بغداد ففقد خرجه المسمى ب «سيسه خانه»، فدعا ٦٠٠ خيال من جيشه في السليمانية، وعدهم أن يحضروا في اليوم المعين، فمحا زنكاباد، وفر ثيرانهم الى تل هناك ويراد به شجعانهم ومن ثم سمي «كلان» (١)، ولم يبق من زنكاباد أثرًا.
وقراهم: قله جو. النهر الصغير.
سه تبان.
لَلبنْ.
قيجي. فريق «مكسور الرجل»، ومنهم من يلفظها «قرجي فريق».
قُبهْ.
بان سنوق «فوق الصندوق».
حاجيلر.
كوكز.
هوده لي.
خِرْسِجله.
تبه علي.
هذا. وكثرتهم في إيران، وسنتعرض في تاريخ العراق الى قبائلهم وأوضاعهم في إيران عند الكلام على كريم خان الزند ...
ومن علمائهم المشهورين في بغداد أحمد الزند، وابنه محمد أمين الزند مفتي بغداد. وكان هو ووالده مدرسين، ثم صار أمين مفتيًا بدل أبي الثناء الآلوسي وبعد ذلك صار كهية، وعضوًا في مجلس الشورى باستانبول وتوفي هناك في ١٣ صفر سنة ١٢٨٥ - ١٨٦٨م، وجامع الكهية من تأسيس كامل بك واخوته ويسمى باسم والدهم جامع الكهية، وخزانة كتبه وقفت أيضًا وضمتها مديرية الأوقاف العامة الى خزانة كتبها وهي من أنفس الخزائن عندنا (١) .
٨
- قبيلة زنكنه
كان رئيسهم عبد الكريم اغا ابن محمد اغا، وجلال ابن عبد الكريم بن وادي، وغفور اغا ابن جاسم اغا، ويسكنون بين كفري والسليمانية، ويتبعون «كل»، أو «كيل»، وتسمى أراضيهم خان إبراهيم خانجي في منطقة آوه سبي «الماء الأبيض»، وكلهم لا ينطقون بغير اللغة الكردية إلا ما كان بسبب المجاورة.
وفي مجلة يادكار لسنة ١٩٤٧م جاء ذكر هذه القبيلة، وبيان مكانتها في إيران مع ذكر فروعها ومواطن سكناها، وتفرقها وانتشارها ... فموضوع بحثنا عشائر العراق وهذه القبيلة سكنت من أمد بعيد جدًا.
وجاء ذكرها في الشرفنامة (١) ولم يفصل أحوالها كما فصلته يادكار المذكورة ولم يتعرض لأصلهم ... وفي عنوان المجد اكتفى بقوله كثيرة ولم يزد على ذلك (٢) .
ويقال أن أصلهم من بني أسد، ويعدون من أغنيائهم ولهذا عرفوا بهذا الاسم ولم نجد ما يؤيد هذا القول. فهم اليوم لا يفترقون عن سائر الأكراد سواء في لهجاتهم، أو في أوضاعهم وطباعهم ... ولا أثر للعربية فيهم ... وهم على المذهب السني. وكان لهم أثر كبير، ومكانة ممتازة بين القبائل.
وقراهم: ملاهومر.
كراوي.
شاهنظر.
علياوه.
كاني عبيد.
توكين.
كويان أبو عامر.
اون ايكي امام. بجوار قره بولاق.
قره بولاق الصغير.
حمه صالح فتاح.
شبتلر.
قلجان أمين قهرمان.
قلجان سرحد.
سررش.
رحيم ورقه.
تبه علي.
خضران.
قبه.
شيخ لنكر.
هذه القرى المعروفة المشهورة من قرى الزنكنه في قضاء كفري منها في ناحية بيباز ومنها في شيروانه، ومنها في قره تبه في ناحية قادر كرم.
٩
- عشيرة كيج
ويقال لهم «كيز» أيضًا وهو موطن حلوه فعرفوا به. ويسكنون يالغوزاغاج في قره تبه «في مقاطعة نارين». وهم في قلة، إلا أنهم كرد لا شائبة فيهم. وجاء ذكرهم في الشرفنامة وأنهم من عشائر إيران (١) .
والمؤسف أننا لم نتمكن من معرفة الصلة بين هؤلاء وأصولهم أو ما تفرعوا عنه من قبائل الكرد الأصلية لما حدث من تبدل أو تحول في تلك الأنحاء من تيارات الهجرة المختلفة كما هو ثابت بوقائع كثيرة دعت الى الانتقال والاقامة في مواطن نائية. ورئيسهم جاسم بن حسن بن سعيد ومن رؤسائهم كاكي ...
وهم: بكزاده.
كيج.
وقراهم: سرهنك.
صرجان.
ولي حيدر. ويسكنها غيرهم.
كيز.
عمر اغا خان.
يالغوزاغاج.
١٠
- بالاني
وهؤلاء في «محنة اباد» التابعة لكفري «الصلاحية»، ومواطنهم بين الكروية والزند، على كتف ديالى، ورئيسهم رستم اغا ابن عبد الرحمن اغا، ويقيم في قرية «شيخ بابا»، وهناك مزار معروف بهذا الاسم، وفيه غابة وعين ماء، وأكثر مزروعاتهم الأرز، ومذهبهم سني.
ومن قراهم في قره تبه: علوش.
أمين حبيب.
شيخ بابا.
فدعم معروف.
كنه سور.
تبه جرميك.
ييانلو.
بنبه.
١١
- الطاطران
هذه من قبائل التتر والآن قريبة من الكردية أو سائرة الى أن تتغلب عليها الكردية. رئيسهم رشيد بك ابن عباس بك، يسكنون في «كوكه جان» في سياح جبل حمرين من جهة العظيم، وقسم منهم في أنحاء «قره تبه» لا يزيدون على ٨٠ بيتًا.
نخوتهم «حجلة»، ويقيمون في ناحية قره تبه في قرية «علي سراي»، وعين ليله، وكوكه جان. لغتهم تركية وعربية، والغالب عليهم اللسان التركي، وليس لهم فرق متعددة، وينطقون بالكردية أيضًا من جراء المجاورة.
وكانوا منذ سنة ١٩٣٦ يسكنون علي سراي العليا وعلي سراي السفلى، والآن هم في جبل حمرين في قرية كوكه جان نحو ٦٠ بيتًا. وكان رئيسهم عباس بك والآن من رؤسائهم مصطفى بك.
وهؤلاء نظرًا لقلتهم ليس لهم فروع، وإنما يعرفون بهذا الاسم، فهم من المغول ... ولم يكونوا يتعهدون البريد، وفي بغداد محلة تعرف بهم وهي محلة الطاطران.
١٢
- قبائل الكاكائيه
لا تفترق عن سائر القبائل الكردية، وغالبها يسمى باسم المكان الذي حله، منتشرة في العراق وفي إيران. وقد أوضحنا عنهم في كتاب «الكاكائية ومعتقداتها» (١) . وغالبهم في «لواء كركوك» ولم يكونوا قبائل معروفة بهذا الاسم، وإنما كان هؤلاء نحله فصاروا يعرفون بهذا الاسم العام الذي يجمعها.
ومن هذه النحله: لك.
هفته غازي.
قره حسني.
جولمكي.
سيد كاكي.
مام.
باوه.
وهؤلاء في أنحاء دقوقا، وفي علي سراي وقرى عديدة ومنهم في خانقين يسكنون «أراضي حاجي قره» برياسة باشا حمود، وعباس عزيز، وفي الزاوية قرب ناحية السعدية «قزلرباط»، ومن رؤسائهم هناك علي كيّم، وعياش ...
ورياستهم في كركوك وسائر القبائل المنتمية إليهم بيد «السيد عبد الفتاح»، وكان والده السيد خليل رئيسهم لا في العراق وحده، بل في الأنحاء الأخرى أيضًا. وأصل الرؤساء من سادة بزرنجه. ومن الكاكائية في هاورامان في قرية «هاوار»، ومنهم في أنحاء السليمانية في قرية «خويله»، ومنهم قبائل السنجارية و «كوران»، و «تفنكجي»، و «قلخاني»، خارج العراق، وكثرتهم في «كرند».
وفي العراق «صاره لو» وهم ترك وكذا «ماولو»، و «دوشيخ»، و «قلم حاج» وفي قرى عديدة متفرقة هنا وهناك. ولا محل لاستقصاء من كان على هذه النحلة. وقد عد فخامة الأستاذ طه الهاشمي الكاكائية قبيلة في كتابه «مفصل جغرافية العراق» قال: «هي خاضعة لنفوذ السادة البزرنجيه تسكن الساحة الواسعة بين جبل برادان وخاصه جاي، وتعيش على الزراعة، عدد بيوتها يبلغ زهاء» ١٥٠٠ «بيت ...» اه (١)
لواء ديالى
١
- قبيلة قره أولوس
هذه القبيلة من القبائل التركية المغولية إلا أنها معدودة الآن من الكرد، قد فقدت لغتها. من جراء طول مساكنتها للأكراد في أنحاء مندلي فعادت لا تعرف من لغتها السابقة شيئًا ذلك ما دعا أن نذكرها هنا مع أنها من عشائر التركمان ... وأول ما عرفنا عنها أنه صدر فرمان في مقدار الضرائب التي تجبى منهم مع قبيلتي كلهور ولك بالوجه المبين هناك وذلك سنة ١١٢٠هـ. وكان رئيسهم أثناء تحديد الحدود عزيز بك ابن فتاح بك. وقبله كان والده خانه بك، ابن سياد بك «زياد بك» (١) .
والملحوظ أنها ضيعت لغتها الأصلية من أمد بعيد ولا يعرف بالتحقيق تاريخ نسيانهم لغتهم التركية، وقد رأيت بعض رجالها لا يعرفون غير الكردية، ويعلمون اجمالًا أنهم ترك وهم شيعة ...
وفروعها: قايتول. أو قايتولى.
كجيني. «كجينه يى». وأصل كج الجص، والنسبة اليه كجينه يى.
نفتجي.
جرموند. وأصلها جرَم بمعنى جلد، والنسبة إليه «جرَموَندْ».
كاوسواري. وتعني ركابة البقر.
كاكه وند.
وهؤلاء لم يكونوا من اللر، ولا من الكرد. وكان رئيسهم حيدر باشا برتبة ملكية وله ابن اسمه بكر بك كان رئيس كتاب محكمة مندلي في العهد العثماني، وأما أنهم من الترك فهذا لا اشتباه فيه أصلا ...
٢
- باجلان
الأصل في إيران وهم في كثرة هناك، وهم ترك واللفظة «باجناق» وتعني من يأخذ الباج «باج الآن» ونؤدي باجناق أيضًا هذا المعنى، وفي العراق يقيمون في بنكدره في ناحية قوره تو. وقبيلتهم اليوم تعد كردية إذ ليس فيها من يعرف التركية ... ورئيسهم عبد الله اغا ابن عزيز اغا ابن عمر اغا ابن جليل اغا. ومواطنهم على نهر ديالى التابعة لخانقين ... وقد حاولت الدولة العثمانية تقريبهم، والاستيلاء على مواطنهم في أنحاء زهاب، كما كانوا تابعين لها قديمًا ولكن إيران استفادت من أوضاع عديدة فتمكنت من الاستيلاء عليهم.
وفرقهم: قازانلو، الرؤساء منهم. كان رئيسهم ولي اغا في دار اخورما في بينكدره وتوفي بعد الاحتلال والآن عبد الله اغا ابن عزيز اغا أخو ولي اغا بن عمر اغا ابن جليل اغا. ومنهم رشيد بن إسماعيل ابن عزيز اغا المذكور.
جوار كلاو.
قريبه وَنْ. الآن منتشرون. وكانوا يقيمون في قرية باسمهم تقع قرب شيره وند.
فله وَن.
شيره وند. فرقة الرؤساء، ورئيس الكل عبد الله اغا ابن عزيز اغا.
خدره وند «خضر وند».
زوزه وند. يسكنون في قرى متعددة في مقاطعة بينكدرة.
قصره وَندْ.
حاجيلر. في موطنهم المعروف باسمهم.
سيكه وند. في قلة.
ساروجه. قليلون، وهم متفرقون.
جُبورُلي.
هيوانلي.
قراوند.
جوكرلو. في مقاطعة علياوة.
والمحفوظ أنهم جاؤوا من الخابور، وقد حكى لي بعض العارفين منهم أنهم مغول جاؤوا من جبال أورال، ومالوا تدريجيًا حتى وصلوا الى هذه الأنحاء، ولا تزال في جهات الموصل هذه الفرق أيضًا، فهم منتشرون، وهناك من كل فخذ ويقال لهم «باجوان» وكلهم سنة شافعية وكان رئيسهم مصطفى باشا ابن عثمان باشا. ثم تولى بعده عبد الله بك أخوه، وقد توفى وابنه شوكت بك ولكن رياسته كانت اسمية، والصحيح ليس برئيس، وانقطعت الرياسة من وفاة مصطفى باشا والآن الرياسة الفعلية لعبد الله اغا ابن عزيز اغا المذكور. وكان منهم فتاح باشا وغيره من المشاهير ... وقال في عنوان المجد: «بعضهم حنفية وبعضهم شافعية.» اه وتعيش هذه القبيلة على الزراعة، وتربية المواشي الأهلية، وسكناها القرى، وهي بيوت من طين.
هذا. وإن الألفاظ بعضها تركية، وإذا صح أن «باجناق»، و «باجلان» بمعنى آخذ الباج، فيتأيد أن الأصل تركي خصوصًا أن بعض الفرق لا تزال عليها السمة التركية مثل قازانلو، وحاجيلر، وجبورلو، وهيوانلي وغيرها. وبهذا الاعتبار تكون تركية فاستكردت.
من قراهم: قرية ولي اغا.
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
شيره ون الكبيرة والصغيرة.
تازه شاهي.
حسن اغا.
سوزبولاق.
سرحان بالاني.
حاجيلر.
كاني ماسي.
كل هذه في ناحية قوراتو.
بابا بلاوي.
٣
- الفيلية
إن قبائل الفيلية وفروعها منتشرة في مختلف الأنحاء العراقية في ألوية ديالى وبغداد والكوت والعمارة والبصرة إلا أنها لم تكن بوضع قبائل متشخصة، وإنما مالت الى المدن والقرى أفرادًا، وفي بعض المواطن تكونت منها كثرة، ولم تكن بوضع قبائلي.
أفردنا لهذه القبائل ولإمارتها موضعًا خاصًا، سميناه كتاب «اللر - الفيلية» الإمارة والقبائل، فلا نرى هنا ذكرهم.
لواء الديوانية
١
- الكرد
أصلهم من الكرد يرجعون الى شيخ بزيني، والى الهماوند، والى ديزه يى. فلم يكونوا من قبيلة واحدة. ونخوتهم «عجم» ويبلغون نحو ١٠٠٠ بيت. رئيسهم الحاج مشعان آل الحاج مغير ومنه تحققت أحوال هذه القبيلة، ويسكنون في مقاطعة «العكر» في ناحية الصلاحية والخزعلي تابع جليحة من لواء الديوانية والمحاجير من أبي صخير، وأراضي الزرفيه في قضاء الهاشمية، ويتفقون مع الجبور في النخوة، والظاهر أنهم أخذوها منهم. ويجاورهم الفِتله والخزاعل والعوابد. والكرد بكسر الكاف وسكون الراء.
وفرقهم: البو شهيب. فرقة الرؤساء. وهذه من شيخ بزيني الكردية: آل عمران.
العرجان.
البو دريعي.
البو مونس.
المطخ. ومنهم الصلخة قرب الطهمازية.
البو تالو.
٢ - الجريبة. رئيسهم لكن آل فرج «منهم مع الجليحه» وأصلهم هماوند: البو عنكود.
البوصفر.
البو هندول.
آل بشير.
البو هجول.
البو موسي.
٣ - البو خيري. رئيسهم كاظم آل أحمد آل عبادة. وأصلهم من ديزه يى: البو عبيد.
البو عودة.
البو حاجي هادي.
البو عباده.
البو عبد السيد.
البو حاجي حسين.
البو مهيدي.
٤ - البو خنياب. رئيسهم حسن آل عباس آل حيدر.
البو شاوي.
نفس البو خنياب.
ملحوظة:
تحققت ذلك في الشامية في ٢٦٢١٩٣٤ ثم رأيت الرئيس ومعه جماعة وعلمت منهم ما ذكرت عن هذه القبيلة.
ليس في هذه القبيلة من يعرف اللغة الكردية، ولا من يتكلم بغير اللغة العربية، وما قيل أو عرف من المجاورين عن أصلهم لا صحة له بعد أن علمت ما علمت من الرؤساء.
لواء الموصل
أو قبائل الكرد الشمالية يصعب احصاء القبائل الكردية الشمالية القديمة منها والحاضرة، ولا ينكر اتصالها بقبائل اربل والسليمانية والقبائل الأخرى المجاورة للعراق وإيران وتركية، وإن الكتب التاريخية طافحة بمباحثها الوافرة. وإن الجلاء، أو الهجرة قد غيرت في الأسماء، وكذا الإمارة، أو الرياسة.
والضرورة تدعو الى استنطاق تواريخ عديدة للمعرفة الحقة، فإذا كانت إمارة بهدينان قد تركت أثرها في إطلاق اسمها على العشائر التي تحت سلطتها، فإن القبائل العديدة بسبب التنقل وتغير المواطن قد اكتسبت اسم ما حلته.
وعشائر الشمال جاء ذكر الكثير منها في مسالك الأبصار كالزيبار، وفي الشرفنامة وكتب عديدة يهمنا منها ما لا يزال باقيًا، أو ما هو معروف في هذه الأيام، ولم يرد له ذكر ... والكل أو الغالب يطلق عليه «قبائل بهدينان» والعلاقة بإمارة العمادية ظاهرة، والتسمية ببهدينان ناجمة من هذه الإمارة، وإن التقسيم الإداري الحاضر قد فرقها الى مناطق أو وحدات إدارية كل منها عرفت باسها، سواء في أيام العثمانيين، أو بعدهم.
١
- قبائل العمادية
وهذه أصل قبائل «بهدينان» وهي مجموعات قرى كل مجموعة عرفت بمواطنها، وتولى رياستها أمير من أمرائها يقوم بإدارة قبائله. وهذه أشهر مجموعاتهم: برواري زير. في العمادية وأنحائها.
سبنه. في واد معروف بهذا الاسم بين «سر عمادية»، و «كاني ماسي» مركز ناحية برواري بالا. وعملهم الزراعة.
بري كارا. يقيمون في جبل كارا. ومن رؤسائهم محمد اغا براش.
برواري زور، أو برواري بالا. وهذه القبائل منها ٦١ قرية كردية. ورئيسهم حاجي تاتار. وتتكون منها ناحية من نواحي العمادية.
نيروا - ريكان. وهذه برياسة كلحي اغا، وكان قد حصل على وسام الرافدين من الدرجة الثانية. وتتكون منها ناحية من نواحي العمادية وفيها ٧٩ قرية. ومن قبائلهم: مزوري زور. وهذه من مزوري.
ريكان. وجاء في الشرفنامة أنها «رادكان» وينطق بها الأكراد ريكان.
نيروا. والظاهر أن هذا اسم موطن عرفت به قبائله.
والأخيرتان قد تكونت منهما مجموعة تدعى «نيروا - ريكان». ومنها الناحية بهذا الاسم. ومركزها قرية «بيبو».
وقبائل بهدينان هذه توزعت الى مواطنها، وعرفت بها، وغالب عملها الزرع والضرع، ومواطنها خصبة، ومياهها غزيرة، وفيها شجر الجوز، والصفصاف «اسبندار»، «الدلب» ويسمى «جنار» ويعرب الى «صنار».
٢
- إمارة العمادية
وهذه الإمارة معروفة، وغالب حكمها على العشائر ولكنها أقرب للحضارة. ظهر فيها علماء أفاضل، وتكونت فيها مساجد ومدارس. والإمارة قديمة، ويرجع تاريخ تجديد المدينة الى عماد الدين زنكي سنة ٥٣٧هـ، فعرفت ب «العمادية» وكانت قبل هذا تدعى آشيب وإن لغتهم مختلطة بالعربية والكردية والظاهر أن إمارتهم تكونت في أواخر عهد المغول. وذكر في الشرفنامة أن أمراءها جاؤوا من «طارون» من أعمال شمس الدين «شمدينان» وهي منطقة واسعة في الجمهورية التركية وأول من عرف من أمراء العمادية «بهاء الدين» فقيل لهم «بهدينان»، ولم يعين أحد بالضبط تاريخ توصلهم الى الإمارة، ولا سبب ظهورهم.
ومن مراجعة نصوص عديدة قد تلخص لنا أن صاحب مسالك الأبصار قد تكلم في «الجولمركية»، وهم قوم ينسبون الى الوطن (١) لا الى النفر، بل هم طائفة من بني أمية يقال لهم «الحكمية» اعتصموا بالجبال واستغنوا بمنعتها طلبًا للسلامة من أعدائهم، وذكر أنهم الآن في أيامه يزيدون عن ثلاثة آلاف، وكان ملكهم عماد الدين بن الأسد منكلان، ثم خلفه الملك أسد الدين. ووصف مناعة جبلهم ثم قال: «والملك عليهم» يريد في أيامه «بهاء الدين بن قطب الدين، وولده في الملك يجري مجراه. وكان له ابن عم آخر يدعى» شمس الدين داود «...» اه وسياق عبارته يدل على أن هؤلاء ملكوا عليهم في أيامه فقد ولي أمرهم هؤلاء، ولم يعين نسبهم، وإنما عين قبائلهم، وهم الجولمركية. فلا شك أن هؤلاء منهم تكونت «إمارة بهدينان» في العمادية. وتنسب الى بهاء الدين هذا، ومواطنهم كانت تلي بلاد العمادية، والنصوص المسموعة والمنقولة تؤيد ذلك، وأما شمس الدين داود فقد ولي إمارتهم الأصلية، وتوافق الرواية المسموعة. قال في المسالك: «ويلي الجولمركية وجه عقر شوش، وبلاد العمادية، وبلاد زيبار، وبلاد الهكار».اه ولا يمنع ان هؤلاء الأمراء كانوا في ايام صاحب المسالك، وأنه كان بدء تكون إمارتهم، وأصل تفرعها وأنهم من أصل عباسي كما يحفظه أمراؤهم. واشتهروا بذلك ذكر ذلك وضعف صاحب الشرفنامة الأقوال الاخرى. وفي سياحتنامهء حدود أيد هذه الشهرة المعروفة. والإمارة قد تكون من اصل غير أصل القبيلة وتابعة للمواهب، والأسماء متفقة وتقرب مما ذكره صاحبى الشرفنامة من أجدادهم، بل ليس لدينا ما نعول عليه اقوى سندًا من ذلك.
وأمل المصادر التاريخية الأخرى تظهر طريق توصل هؤلاء للإمارة، وتوسعها فينجلي المبهم. وما ذكرته من هذه النصوص لم يدع شكًا في تكون شمدينان، وبهدينان موافقًا للمسموع والمنقول معًا. والروايات الأخرى في أصلهم ضعفها صاحب الشرفنامة. تولدت إمارة بهينان على العمادية والأنحاء المجاورة لها من زاخو، ودهوك والعقر «عقرة»، وتوالى أمراؤهم، وان السلطان حسين منهم كان في ايام السلطان سليمان القانوني، وتوالوا بعده، فدامت إمارتهم الى أواخر أيام علي رضا باشا اللازر، وقد بحثت في ذلك مفصلًا في تاريخ العراق بين احتلالين.
ثم جاء السردار الاكرم رشيد باشا فأباد هذه الإمارة وإمارات أخرى كإمارة محمد باشا الرواندوزي، وإمارة آل بابان.
وبعد أن قضي على «إمارة العمادية» ألحقت هي وعقرة بالموصل مدة، ثم إن العمادية فصلت، وصارت تابعة لحكاري سنة ١٢٦٥هـ، وبقيت عقرة تابعة للموصل. ثم تقلبت بها الأحوال، وقد بسطنا ذلك في تاريخ العراق.
وفي أيام امارتها تبعت ولاية بغداد مدة. وفي زمن إمارتها كانت محترمة من الكرد في تلك الأنحاء. وفي أيامنا توزعت الى أقضية، فصارت قضاء وكذا زاخو، ودهوك، والعقر «عقرة» الى آخر ما هنالك. ولا شك قبائلها صارت تابعة لما انفصل منها.
٣
- قبائل زاخو
وهذه من قبائل بهدينان إلا أنها لا تمت الى جد، وإنما جعلتها السلطة كذلك ولا تفترق عن عشائر الكرد الأخرى وجاء ذكرها في مسالك الأبصار، وفي الشرفنامة وقبائلها المعروفة: سليفاني. وأصلها سليماني كما جاء في الشرفنامة ومن تفرعاتها: سينا. رئيسهم حاجي رمضان بن حسن.
دود بادا. رئيسهم رشيد اغا.
٢ - سندي. وهذه وردت في مسالك الأبصار وفي الشرفنامة تتوزع الى: شيف. رئيسهم حاجي بدري. سمعت أنه قتل سنة ١٩٤٦م نفس سندي. رئيسهم صالح اغا ابن عبدي اغا.
كللي. رئيسهم حاجي صادق اغا برو. وهو قاتل الحاج بدري.
وهذه العشائر نواحيها بأسمائها، وفيها قرى كثيرة جدًا. وفي نفس زاخو «أسرة شمدينان» أصلها من شمال العمادية في الجمهورية التركية، وقد عرف اتصالها ببهدينان. وقال في الشرفنامة أن أكثر علماء الأكراد وفضلائهم من هذه الأنحاء ومن رؤسائها يوسف باشا، وابنه حازم بك وهو الآن عين، وحاجي اغا وهو الآن عضو في المجلس النيابي.
٤
- قبائل عقرة
وهذه قبائلها كثيرة، منها هركي وسورجي قد ذكرتا. وناحية السورجية معروفة باسم قبيلة سورجي. وكذا «قبيلة شمزيني» أو شمزينان. قد مضى بحثها بين قبائل ديزه يى، فاعتبرت فرعًا من قبيلة سيان (١)، وقد ذكرنا من فروعها «سوره مو»، و «كاجي»، و «بيره سني». ولها فروع أخرى وفي العقر مجموعات قرى كما أنه يروى أن اهل مركور، وبرده سور، وتركور من الكرد المسلمين يمتون الى شمزينان بقربى، وإنهم من قبيلتهم جاء ذلك في سياحتنامهء حدود، وعدها من ملحقات عقره، أو في الأصل من شمزينان من قبائلها. ولها جبال منيعة (٢) وهذا ما يؤيد الاتصال المنقول من مسالك الأبصار.
ومن أوضح ما في هذا القضاء «العشائر السبع». وكانت عرفت بهذا الاسم من أمد طويل، وتتكون منها ناحية باسمها. وقراهم كثيرة مجاورة لقرى «نافكر»، وتقع على طريق عقرة، وتبدأ من «جسر مندان» على نهر الخازر.
وهذه العشائر السبع: كبره.
وزركي.
شايلو.
شيخ بزيني.
لوما.
خنت بري.
شارك.
وكل هذه العشائر من قبائل بهدينان. وبالتعبير الأولى داخل إمارة بهدينان القديمة إلا قبيلة «شمزينان» فإنها من «شمس الدينان».
٥
- قبائل زيبار
هذه التسمية جاء ذكرها في مسالك الأبصار، وفي الشرفنامة، وقد بين صاحب الشرفنامة إن لفظها متكون من «زي» اسم نهر ويقال له «نهر الجنون» و «بار» بمعنى الضفة. فصار يطلق على من حل هناك بهذا الاسم «زيباري». ومواطنها بين عقرة والزاب الكبير وعد قلعة باريزان، وقلاده وقلعة شوش، وقلعة عمراني منها وانها في تصرف الزيباريين والعمرانية بلدة قديمة في أنحاء الموصل ذكرها السمعاني وابن الأثير وتزرع الرزم والكروم. ورئيسها محمود اغا الزيباري. والآن هو عضو في المجلس النيابي. (١) ومن قبائل زيبار: زيبار.
برروز.
مزوري.
شيروان.
برادوست. وقد عقد صاحب الشرفنامة فصلًا في إمارتهم.
كردي.
هركي.
ومن هذه القبائل كردي، وهركي موزعة في اربل وفي عقرة كما تقدم. وأما القبائل الأخرى «مزوري» قد تكونت منها ناحية في دهوك وشيروان وبرادوست صارتا تابعتين لقضاء بيشدر.
٦
- قبائل بارزان
هذه من قبائل «زيبار»، وأصلها قرية «باريزان»، فتوسعوا قال في مفصل جغرافية العراق أنها تسكن في شمال الزاب الأعلى، وتخضع للشيخ أحمد كل الخضوع باعتباره شيخ الطريقة النقشبندية. والقبيلة متحضرة تزرع الحبوب والرز والتبغ والكروم. ومواطنهم: بيره كبره. كانت مركز الناحية. والآن تابعة لقضاء عقره.
بلي. مركز القضاء فنقل الى اربل.
بارزان. مركز الناحية، والحق باربل.
ومن ثم صارت ناحية تابعة للواء اربل. ووقائعهم مذكورة في تاريخ العراق. وأصل هذه الإمارة أو الرياسة القبائلية تولدت من الطريق النقشبندية. فتمكن هؤلاء الشيوخ من التسلط على القرى، فانقادت لهم انقيادًا تامًا، وصارت أشبه بالإمارة، ويوضح أمرهم تاريخ ظهور الطريقة المذكورة فيهم، ثم تطور الفكرة.
ومن قبائلهم: بروش. رئيسهم محمود اغا.
نزار. رئيسهم الشيخ أحمد أخو ملا مصطفى.
٧
- قبائل دهوك
١ - قبائل مزوري:
تعد من أقدم القبائل الكردية. والآن تعد ناحية معروفة بهذا الاسم من قضاء دهوك والشائع أن أصلها «مضرية»، فغيرتها اللهجة، ونطقوا بها «مزوري»، وقد وردت في الشرفنامة، وبين أنها من عمدة عشائر العمادية. (١) ولم يتوضح أصلها. وجاء في عنوان المجد ما نصه: «كثيرة العدد، نشأ منها علماء أعلام فحول، منهم العلامة التحرير، جامع المنقول والمعقول، حاوي الفروع والأصول، الولي الحافظ، شيخي وسندي، وشيخ مشايخ العراق بالاتفاق، الشيخ يحيى الزوري العمادي العمري النسب. وله حاشية على تحفة العلامة ابن حجر الهيثمي المكي طاب ثراهما.» اه (٢) وقال معالي الأستاذ أمين زكي: «المزورية مستقلون، يشغلون ناحية بأكملها بقضاء دهوك، ويقومون بالزراعة وغرز الكروم.» اه (٣) .
ومن قبائل مزوري في العمادية، وفي الجمهورية التركية، فهي منتشرة. وفي العراق: ١ - ارتوش. وهذه قبيلة كبيرة، وقراها عديدة، وجاء في خلاصة تاريخ الكرد وكردستان أن فروعها: عز الدينان.
مرزكي.
مامه رش.
مامه ند. «يزيدية».
بروز.
جيريكي.
شيدان.
ما مخور.
خاويستان.
مامه دان.
كلودان.
زيوه ك.
زفكي.
هافيجان. (١) وقال في مفصل جغرافية العراق ان هذه القبيلة من القبائل الكردية الكبيرة، وكانت تتجول سابقًا في بقاع معلومة، فحدث بينها وبين قبيلة دوسكي قتال شديد، وإن قسمًا كبيرًا منها بقي في الجمهورية التركية، وبقي الآخرون في دهوك. (١) ٢ - الشرفان: وهذه من القبائل المتجولة، وقراها عديدة منها مجموعة قرى «نافكر» أي الأرض ذات الأوحال. وفي هذه الأيام قل تجولها. والمتحضرون منهم يسكنون بمقربة من قضاء شيخان. والرحل يسكنون «وادي سليفاني» ودهوك. ومن رؤسائهم عبد الله الشرفاني في قرية «مريبة» في الشيخان المجاورلقضاء دهوك. ومن رؤسائهم اسماعيل الشرفاني في قرية «روفي» في أنحاء عقرة.
٣ - قبيلة دوسكي: من قبائل دهوك، وتتكون منها ناحية معروفة باسمها، وتتصل بالعمادية، وقراها كثيرة جدًا. قال في سالنامة الموصل بعض أقسامها في العمادية، موزعة في القضائين. وكان رئيسها سعيد اغا نائب الموصل في سنة ١٩٤٧م، قتله سليم بيسفكي غيلة كما أخبرت الجرائد في ٢٤٩١٩٤٧ وكان بينهما نزاع.
وسعيد اغا يسكن في قرية كرماوه «ذات المياه الحارة المعدنية»، وإن سليما البيسفكي يسكن في قرية «بيسفكي» التابعة لناحية دوسكي.
وهذه القبيلة مشهورة بالشجاعة. وغالب أهليها مهمتهم الزراعة وتربية المواشي وعمل الفحم.
٤ - كوفه يي.
٥ - شمكان.
ذكرتهما سالنامة الموصل، ولم نتبين عنهما من الوثائق. ولعل في القراء من يوضح حالتهما.
٨
- قبائل ميران
هذه من القبائل المتجولة بين العراق والجمهورية التركية. قال فخامة الأستاذ الهاشمي: «تدخل في الشتاء الأراضي العراقية، وفي الصيف الأراضي التركية» اه (١) وهذه متكونة من قبائل عديدة قد تجمعت.
٩
- قبائل اليزيدية
من أهم قبائل الشمال، كانوا يدعون ب «الهكارية». والآن يتناولون شيخان وسنجار ومنهم في دهوك وبعشيقة، وفي سورية وفي قفقاسيه. وفي «تاريخ اليزيدية» (٢) تفصيل زائد عنهم. وغالب هذه القبائل كرد، وبينهم بعض القبائل العربية، وصارت كردية. وقبائل اليزيدية لا يختلفون عن سائر قبائل الكرد فهم أهل قرى أكثر منهم قبائل إلا أن طول الزمن وتوسع الرياسة على القرية أدى إلى أن يكونوا مجموعات عرفت باسم «قبائل» كما هو الشأن في «قبائل العرب».
وأما تسميتهم باليزيدية فلا يزال بعض الكتاب يعتقدون فيهم أنهم يمتون الى أصل قديم أما مجاراة للأجانب، أو سياسة يأملون بها أن يبعدوهم عن الأموية والعلاقة بها ولعل أكبر سائق الى مثل هذه الأقوال أن لا يكلفوا أنفسهم مهمة التحقيق، ومراعاة النصوص التاريخية. وكأن النصوص التاريخية في نظر هؤلاء لا قيمة لها. والمرء من واجب ذمته أن يقف عند الواقع. ولا يهمنا أن لا يتورع هؤلاء عما وقعوا به. ولا يرجعوا الى الصواب والتاريخ شاهد عدل ولا شك أنه يقضي على مثل هذه الآراء.
وهذه التسمية «باليزيدية» أصلها الاعتقاد بيزيد بن معاوية، وإن إمامته صحيحة، فهي عقيدة ويجب أن لا تكون لها علاقة بالقبائل إلا أنهم أشبه بالكاكائية في هذه التسمية من جراء أن منشأها عقيدة، وقد تغلبت عليهم مقرونة بتصوف غال، وربما سمي قسم منهم بأسماء العقيدة مثل «كوجك»، و «قوال»، و «شيخ»، و «فقراء» ...
ومن قبائلهم أو مجموعاتهم في أنحاء الموصل: بكران.
بردحلي.
بلسين.
بيت خالتي، أو خالتي.
بابيري.
بيره يى.
تازي أو التازية. وهؤلاء أصلهم من العرب.
ترك. نزحوا من الترك.
جالكا. ويقال لهم جوانا.
جحيش.
جفرية.
جهباني.
حباب، أو هبابات.
حليقي.
ختاري، أو حتاري.
خورسكان.
خيسك، أو خسيكي.
دخيه.
داسني.
دملي.
دنادية.
دنبلان، دنبلي، دملي.
رشكان.
روبنشتي.
زيلكا.
سموّقه.
سيفانية.
شهوان.
شيخان.
صوعان.
عبيدي.
عزوي.
فقرا.
قائديه.
قيجكا.
قيران.
كوركوركه.
كيباريه.
ماموسي.
مسقوره.
مندكان.
موسسان.
مهركان.
هركي.
هسكان.
هكاري.
هوبرية.
وقراهم كثيرة في قضاء دهوك، وفي شيخان، وفي سنجار وفي تاريخ اليزيدية توسعنا في ذكرها، فاكتفى بأسماء القبائل ومن أراد التفصيل عن كل قبيلة فليرجع الى تاريخ اليزيدية المذكور.
وقبائلهم في قفقاسية كثيرة وهؤلاء يرجعون الى «قبائل سبيكي» أو «سبيكانلو». ومنها: ميقانللي.
عيسى دانلو.
بوتيا نلي.
شمسكي.
كليري.
جيلانلي.
مانكا نلي.
مامه زيدي.
بيره خال.
دره جكي.
حسيني.
ميرانكي.
ستوركي.
بُرخالو.
ولا نتوسع هنا بأكثر من هذا.
١٠
- إمارة اليزيدية
أمراء اليزيدية مقطوع بنسبهم من الأمويين كما تنطق بذلك وثائق عديدة، وتواريخ لا تحصى، وإن إمارتهم قبائلية أقرب الى البداوة، والتبعيد عن أصلهم سياسة مشهودة لا ينطلي أمرها وإن كان قد حدث في الأيام الأخيرة والوقائع المزعجة ما أنساهم اطراد السلسلة. واليزيدية أكثر اتصالًا بأمرائهم، وطاعتهم لهم كبيرة جدًا. وقد أوضحت في تاريخ اليزيدية عن امارتهم وقبائلهم فلا مجال لأكثر من هذا.
وكل ما نقوله أن قبائل الموصل أو قبائل الكرد الشمالية كثيرة، لا مجال لاستيعابها، ويطول بنا ذكر قرى كل قبيلة منها، وإلا كونت وحدها كتابًا ضخمًا، ومع هذا فصلنا في تاريخ العراق ما تيسر عند عروض الحوادث والاتصال بها.
قبائل الحدود
ما جاور العراق من قبائل الكرد لا يحصى عدًا، والتوسع خارج عن البحث، فمن الضروري الاجمال وإلا فالموضوع واسع جدًا، وقد بسطنا القول فيه «تاريخ العلاقات بين إيران والعراق» وفي الدرجة الأولى تهمنا «عشائر إيران»، فلن نر من كتب في موضوعها وإن الأدباء المؤرخين من الإيرانيين تعرضوا لذكر بعضها (١) .
وفي تركية ظهرت كتب عديدة فيها بيان عن القبائل هناك إلا أن هذه المباحث لم تكن موسعة ولا ذات اتصال بنفس القبائل وتاريخها، وفي بلاد الشام عقد الأستاذ الصديق أحمد وصفي زكريا فصولًا عنها في كتابه «عشائر الشام» (٢)، فالمهم ذكر عشائر إيران وبعض العشائر الكردية المهمة في تركية ولا تتجاوز ذلك.
١
- قبائل كلهر
هذه القبائل يقال لها «كلهور»، وكلور وهي متفرقة في أنحاء عديدة من الوبة السليمانية وكركوك، وديالى، ومجاورة في الأصل لقضاء مندلي ومواطنها الاصلية هناك في «الايوان» وما جاوره ... وتقع على الحدود، تقيم في ايران مما يجاور العراق.
وفي الشرفنامة أن قبائلهم يقال لها «كوران». وأما الأمراء فيدعون أنهم يتصلون بنسب كودرز بن كيو في أيام الكيانيين وهو الذي سماه المؤرخون «بخت نصر»، بقي الحكم بيد أولاده مدة وهذه الامارة تقسم الى ثلاث شعب: «١» حكام بلنكان و «٢» أمراء درتنك «حلوان» و «٣» أمراء ماهي دشت.
وهذه القبائل في الحاضر متولدة من أخوين: منصور. ومنه حصل فرع «منصوري».
شهباز. ومنه تشعب فرع «شهبازي».
١ - قبيلة منصوري: وهذه توطنت «الأيوان» المجاور لمندلي «بندنيجين» وهي طوائف عديدة: بان سيري. ومن هؤلاء من يعيش بصورة مبعثرة.
كاوْ سوار. وبين فروع قره أولوس من تسمى بهذا الاسم.
جُولَكْ.
هَلشي.
نرْكِسي. تسكن في أنحاء كرمانشاه، ومنهم من يعيش مع السنجاوية.
بَهلوُ خوُر.
سرتنكي.
زَرَنهْ يي.
كوُ تكتي.
كلهرها. ومن هؤلاء من يقيم في جرداول. والأغلب في الإيوان.
كوُلهْ سوند. في آسمان آباد من الايوان.
سليم. تقيم في هرسم.
ومن هؤلاء في أطراف خانقين وبينكدره، وآخرون في كرند وزهاو.
٢ - قبيلة شهبازي: وهذه في أطراف كرمانشاه وهم: عمربُلْ.
كاربندي.
سياه بيدي.
شياني.
بداغ بكي.
شله.
كبنك شري.
نوَرِي.
جيفا كبودي.
وَلوُ.
حزكاه.
دولة شوني.
وهؤلاء تابعون ماهي دشت.
بياني.
باقر أبادي. وهؤلاء تابعون زويري من كرمانشاه.
جوَلكْ.
باسكلي.
خالدي.
وهؤلاء تبع كوُاوُر في شرقي جبل قلاّجه.
منيشي في كفر آور.
شهرك. في ديرَهْ.
كيلاني. في كيلان.
جله يي. في جله.
كمره يى. في مواطن متفرقة.
شاهيني. في مواطن متفرقة.
شوهان. منهم في العراق وهم كثيرون، منتشرون في مختلف مواطنه.
قلعة شاهيني.
ملهْ سري. في روان، رحالة.
كله با. في روان.
قوجمي. في روان، رحالة أيضًا.
سياسيا. في روان، رحالة أيضًا.
كله جويى. في روان، رحالة أيضًا.
ده رويكه. تسكن القرى.
بدره يى. تسكن القرى.
هارون آبادي. تسكن القرى.
برف آبادي. تسكن القرى.
كوركه يى. تسكن القرى.
وهذه العشائر من القبائل الكردية الأصلية، وهي تابعة لكرمانشاه، انتشر الكثير منها في أنحاء عديدة من العراق. وطوائف منصوري منها ممتدة على الحدود، ويبدأون من حيث انتهى الفيلية وتقيم كلهر في الايوان المجاور «ده بالا» من أراضي الفيلية وتتصل بقضاء مندلي ولا يخلون من زعازع وفتن على الحدود خصوصًا أيام قلة المياه، ويتعرضون لنهر «سومار» وهذه الفرقة أكثر تعرضًا. وغالب المنازعات متأتية منها، فتشغل العراق وإيران معًا.
ومنذ نحو مائتي سنة أو أكثر كان الايوان خاليًا، وإن قبائل منصوري جاؤوا من فارس الى هنا، تابعوا أميرًا يسمى «منصور خان»، وفي أيام كريم خان الزند كان أميرهم علي خان وهو والد شير خان وكانت له أخت يقال لها «شاه بسند» جميلة فزوجها الى كريم خان. ومن ثم وجه هذا إمارة ذلك المكان إليه، ثم خلفه ابنه شيرخان.
وأما قبيلة شهبازي فإنها تابعة لحكومة كرمانشاه قسم في الإيوان وزهاب، وقسم على الحدود. وآخرون في أنحاء كرمانشاه في الحدود. يتجولون صيفًا وشتاء في أنحاء سرميل، وبندنيجين وزهاب في صحاري «كواور»، و «كفراور»، و «كيلان»، و «ديره»، و «قلعة شاهين» وغيرها من المواطن والصحاري القريبة منها، يصيفون ويشتون فيها وذلك أن طوائف «خالدي»، وكله با من قبائل شهباز، يقيمون في الصحراء بين شوراب وهو نهر صغير في الحد الشمالي من صحراء «سومار»، وبين «كلال دام» وهو نهر صغير معروف أيضًا يقيمون في يساره، وكذا طوائف أخرى تقيم فيه، وتؤدي البيتية «الكودة» الى قضاء مندلي، رأسًا واحدًا عن كل قطيع من الغنم ربيعًا وفي الشتاء عن كل قطيع عشرة قرانات «٥٠ قرشًا» (١) وفي أحوالهم كلها لا يخلون من تعرض بالمارة من نهب وسلب ... وإن هذه الرسوم تؤخذ من الشهبازيين والسنجابيين على السواء، كما هو معتاد أخذها منهم دائمًا. وفي الغالب لا يؤدون للدولة العثمانية رسومًا من حين أن استولت إيران على لواء زهاب.
وعلى كل حال هذه القبائل لا تفترق عن سائر الأكراد، توطنوا هذه الأماكن من أمد بعيد لا في الوقت الذي بينه صاحب سياحتنامهء حدود، وإنما كانت سكناهم من أزمان متباعدة إلا أنهم لم يكن لهم ذكر الا أيام كريم خان الزند، فالطوائف ظهرت قوتها في عهود انحلال إيران واضطراب أمور العراق، والملحوظ أنهم سكنوا الإيوان في عهد المغول وربما كانوا سكانه الأصليين.
وهؤلاء لا يختلفون عن البدو في الغزو ... إلا أنهم لم تتفش بينهم الأمية وإنما يقرأون بفخر وحماس «فرهاد وشيرين»، و «رستم زال وبهرام كور» وأمثال ذلك من القصص ... يتسلون بها أيام راحتهم.
قص ذلك صاحب السياحة بسبب أنهم كانوا على الحدود بين إيران والعراق، في أنحاء مندلي فعلمنا هذا كله منه، والكتب الإيرانية أيضًا تتعرض لإمارة هؤلاء، وتتكلم عليها بسعة في مختلف الآثار. إلا أن القبائل التي ذكرناها هي قرى ائتلفت فكونت مجموعة نالت هذا الاسم أما تبعًا للمكان الذي اقامت فيه مدة، أو الى الرئيس الذي حكمها في وقت واشتهر اسمه ولكن الرياسة قسمت بالوجه المشروح، ولا تمثل أصل قبائلهم، ولا تشير الى اسم الفرع الذي التحق بالأمير. فكانوا قد توزعوها من قديم الزمان ولا يشترط أن يكونوا أجداد هذه القبائل، وإنما هم رؤساؤها وحكامها أو المتحكمون بها. بل جاء في الشرفنامة أنها كانت تابعة للدولة العثمانية، وإن الأمير منصور قتل أخاه شهباز في سنة ١٠٠٢هـ وإن الضريبة التي كانت تأخذها الدولة العثمانية منها في كل سنة أربعون ألف رأس من الغنم فلا شك أنها قديمة السكنى في مواطنها. (١) وإن أصل تكون الرياسة قد تعين، فاستولى هؤلاء على قبائل كلهر.
ومن أهم فروع هذه القبيلة «الداوده» وقد سبق ذكرها. ومن كلهور فروع عديدة توطنت العراق، وماعت بين أفرادها، فلا تعرف لها مجموعة كبيرة وإن كان لا يزال بعض الأفراد يحفظون انهم من هذه القبيلة. وحالة الأفراد مما لا يقام له وزن. والمطلوب بيان المجموعات. والتعريف بها في مختلف عصورها المعروفة.
ونعلم يقينًا أن «الإيوان» كان يحوي قديمًا قبائل تركمانية، ورياستها كانت لابن برجم ولهم الإمارة على هذه القبائل والمنازعات بين المغول والتركمان دفعتهم الى نواح أخرى أو مالو الى المدن والقرى بل الملحوظ أن إمارة آل برجم كانت إمارة على الكرد. ولا يبعد أن يكون معه ترك وهذا هو الذي أرجحه فلما ذهبت هذه الإمارة ظهرت إمارة حلت محلها على قبائل كلهر وآخر من وليهم منصوري وشهبازي. بل إننا لم نستطع أن نعين إمارتهم بعد سليمان شاه الإيواني.
ومن الضروري أن نتحرى النصوص الموضحة لما كان خلال المدة بين قتلة سليمان شاه وظهور إمارة منصور وحدوثهم في هذه الأنحاء وسكناهم هذه المقاطعات لم يكن كما بين صاحب سياحتنامهء حدود بل أقدم بكثير.
وكل ما نقول هنا أن المسعودي، وإبن الأثير، والسمعاني والبدليسي قد عرفونا ببعض القبائل القديمة، ومن بينها «قبيلة كلهر» أو كلهور، فهي قديمة إلا أن سكناها في هذه الأنحاء القريبة من مندلي تدعو للالتفات، فهي محل نظر. ويفسر بأنهم مجاورون فتجاوزوا.
وكان صاحب نزهة الجليس قد مر بهم من العراق مجتازًا الى تلك الأنحاء وصل الى بلاد الروز «بلد روز المعروفة قديمًا براز الروز»، ثم رحل منها الى بندر علي وكل هذه كانت من أنحاء بغداد، ثم جاء الى قرية سومار، ويسكنها أكراد كلهور وهي أو ل حد العجم يسكنها الأكراد ثم رحل الى قرية جمنسورت ويسكنها كلهور أيضًا: «أقمنا بها باعزاز وإكرام ثلاثة أيام في بيت حاكم الأكراد الأمير محمد علي خان، وفي كل يوم يخرج بنا بين تلك المياه والزهور والآكام والربا لصيد الأرانب والظبي ... وأسلوب هؤلاء الأكراد كالعرب البواد، تراهم في كل جبل وواد، متفرقين كالجراد» الى أن قال «ثم رحلنا من حمنسورت فأتينا قرية كيلانك. ثم رحلنا فأتينا الى قرية تسمى جشمه قنبر. ورحلنا، فأتينا» هارون آباد «، وهي قرية لطيفة. ورجعنا فأتيناالى ماهي دشت وكل هذه القرى عامرة. ورحلنا فأتينا مدينة كرمان شاه انتهى». (١) وهذه القرى كلها - ماعدا كرمان شاه - من قرى كلهور ...
ومن أهم مواطنهم «الإيوان»، وهذا يقع في شمال «ده بالا» وشمالها الغربي وإن مياهه تروي قضاء مندلي، وتدخل حدود العراق. وتقرير الحدود لا يختلف في بيانه عن سياحتنامهء حدود. وهذه المياه أي مياه سومار وما يتصل بها وهو كنكر كانت تأتي من الأراضي بين الإيوان، وده بالا من مانشت الجبل المعروف من أقصى نقطة منهم، وهو من سلسة شيره زول، فتسقي مندلي وما يتصل به كقرية «دوشيخ»، و «قزانية» ... فإذا قطع حرمت مندلي وقراها من المياه، وتهددت حياة بساتينهم الأمر الذي يؤدي الى توتر العلاقات دائمًا، ولا سبب لذلك سوى هذه القبيلة ... مما أدى الى النزاع على هذه الأراضي، وتجديد فتنها في كل سنة.
هذا مع العلم بأن زراع هذه الأنحاء من كلهور أيضًا، ولكن هذا لا يمنع من إيجاد النزاع. وقد يضطر أحيانًا أن يؤدي أرباب المزارع العقر لأمراء كلهور بلا وجه حق ... سواء كانوا منهم، أو من قبيلة قره أولوس ممن يزرع تلك الأراضي. وأمراؤهم آنئذ شيرخان، والفت خان ...
وقد وجد فرمان لدى متصرف زهاب مؤرخ في سنة ١١٢٠هـ يعين مقدار ما يؤديه أمراء قره أولوس، واللك، وكلهور ... مما يعين وجودهم في التاريخ المذكور في تلك المواطن (١) ... وكل ما علمناه أن الإيوان كان بيد أمراء التركمان أيام الخلافة العباسية وهم آل برجم وقد قضى هولاكو على أميرهم سليمان شاه بن برجم الايواني، وقد أوضحنا ذلك في تاريخ العراق إلا أننا هنا نقطع في صحة النسبة الى هذا الإيوان، وأن الموما إليه كان من التركمان الإيوانية أمراء تلك الأنحاء، وقد اضطربت النصوص في تحقيقها، فظهر الصواب بصورة لا تقبل الارتياب. (٢) وبعد كل ذلك خمل ذكر قبائل كلهر وإمارتهم، ولم يتعين لنا أمراؤهم إلا في الشرفنامة وهم متأخرون. ولا يعرفون ما جرى خلال المدة بين سليمان شاه وبين الأمراء منصور وشهباز.
وهؤلاء كلهم شيعة في إيران، وسنة في العراق.
٢
- قبيلة اللك
من قبائل إيران التي توسعت وانتشرت في العراق شمالًا وجنوبًا. مالت الى العراق وتغلغلت بين قبائله. وهذه مما يجاور كلهور. وكانت تابعة قبيلة قره أولوس في أنحاء مندلي كما ذكر في تقرير الحدود (١) وفروعها: زركوش. في العراق، وفي إيران بين خرم آباد ووركوه أو بيشكوه حتى صيمرة، والأكثر منها اليوم في العراق، ومع الفيلية في بشتكوه. ويعدون اليوم من قبائلهم، وهم ليسوا منهم، وإنما هم من اللك.
سوره مري. مع الفيلية، وفي أنحاء خانقين، وبنكدره وشهربان «المقدادية» وأماكن أخرى متفرقون أفرادًا وجماعات ...
روزبهان.
شيخ بزيني.
وقد أكد كثيرون أن شيخ بزيني منهم. (٢) وفرقهم الأخرى بين خرم آباد وشيراز في الممالك الإيرانية، وفيما يجاور الفيلية. ويغلب عليهم الغلو، وكثير منهم اليوم «عليّ اللهية». ومنهم الذين نزحوا الى أنحاء العراق في هذه الأيام. وأما الذين جاؤوا العراق من أمد بعيد فلا يعرفون هذه العقيدة، فقد رأيت في أنحاء أربل جماعة باسم (لكْ)، وهم منهم، ولكنهم توطنوا في أنحاء أربل من أمد بعيد ... ومن غريب ما صادفته أنني سألت أحدهم هل أنتم علي اللهية فأجاب استغفر الله أنا مسلم ... ! ومن قراهم هناك: قاشقا.
خرُخرُ.
درمان آوه العليا.
درمان آوه السفلى.
كاني سليمان كا «أي عين سليمان».
برَدَ سبي «الحجر الأبيض».
بنكانه «ورق الشجر».
مِنارا.
جديده.
بنجينه.
ولهم عدة قرى في قضاء كفري مسماة بأسماء بعض رؤسائهم ...
هذا. وفي نفس بغداد عدد كبير من اللك، وهم لا يزالون على الغلو.
٣
- قبيلة زرزا
من عشائر الحدود في اشنة، تساكن قبيلة بلباس في إيران، وأصلها من عشائر «كيلي» من قبائل بهدينان، انفصلت من هناك ومالت الى حكاري وفي اشنة منها ما يسمى ب «عمر شابي». وكانت رياسة هذه القبيلة موزعة بين أربعة أخوة في حكاري وكان أحدهم «دري اغا»، أقام بفرعه في محل «كور» ولا يزال يعرف هذا الفرع ب «دري».
والأخ الثاني «زرين اغا»، ذهب الى شمدينان، وكان حاكمها شمس الدين. فسكن بفرعه في تلك الأنحاء، ويقال لهم «زر زاد» والثالث من الأخوة «شاب اغا» قد انحاز بقسمه الى «اشنة» (١) . وكان مير سيد بك أمير قبيلة «مير باساك» هناك، فنزل بجواره.
والرابع منهم سكن «التون كوبري» فاتخذها دار اقامته.
ولا تزال فروع هذه القبيلة في تلك المواطن، وكانت العلاقات بينهم مشهودة إلا أن قبيلة «مير باساك» قد شوشت ما بينهم، فتباعدوا وانقطعت الصلة، فدخل بعضهم في إمارة مكري وآخرون تبعوا الأفشارية في أورمية. أما زرزا شاب اغا فقد اتفق رئيسهم شاب اغا مع حاكم حرير «حاكم سوران»، فترك لهم «اشنة»، وبعد وفاته تملكها ابنه «مير عمر». وهذا توفي فخلفه ابنه «مير حاجي شيخ بك»، ثم صار ابنه «اغا بك»، فولي بعده ابنه «ذو الفقار بك».
وفي أيام هذا الأخير خذلت عشائر الحدود بخذلان «أمراء سوران» من البلباس، فتفرقوا وصارت لاهيجان في تسلطهم، وإن أولاد شاب اغا قد بقوا في اشنة، فانقادوا للدولة العثمانية، فتوفي ذو الفقار بك فصار مكانه ابنه ابو القاسم بك. وكان هذا في أيام نادر شاه. وفي أيامه مال ابنه جعفر بك ابن ابي القاسم بك الى نادر شاه ولما قتل نادر شاه عاد جعفر خان الى اصل عشيرته.
ولما ولي الأفغان إيران لم يتعرضوا باشنة لانحرافها وبعدها، فبقيت بنجوة حتى ملك كريم خان الزند فلم يتسلط على اشنة أيضًا. وفي سنة ١١٩٥هـ أو سنة ١١٩٦هـ توفي جعفر خان فخلفه ابنه افرا سياب، وكانت له شوكة هناك، فخلفه أخوه محمد سليم بك. وهذا مدة إمارته لم يتصل بإيران، فآلت الإمارة الى افرا سياب بن قاسم بك.
ثم أن جعفر بك ابن محمد سليم بك أحدث زعازع، فانتصر على سابقه وصار يسمى جعفر سلطان، وبعده ولي ابنه صمد خان فصار حاكمًا وكانوا يؤدون الخراج لإيران من أيام جعفر سلطان لمدة ٥٠ سنة كما عرف من استشهاد قدم الى الفريق درويش باشا سنة ١٢٦٨هـ.
هذا ما أمكن تلخيصه من تقرير الحدود عن «قبيلة زرزا» وطريق انتشارها، وأوضاعها منذ مائة سنة وقد مر الكلام في بلباس وهناك علاقات بها، كما أن سوران ذات علاقة بها (١) ... ولم يصرح في معاهدة السلطان مراد بشيء عن هذه القبيلة ولكننا عرفنا علاقتها بقبائل بلباس ومير باساك. وجاء ذكرها في الشرفنامة ولم يتعرض للتفصيل عنها بل أن الفصل الخاص بها مفقود (٢) ولم يسبق للمؤرخين أن بحثوا فيها إلا أننا رأينا النقل من صبح الأعشى عنها في حين إني رأيت في كتاب المسالك الذي يعتمده صبح الأعشى قد ذكر أنها زراري، وأن النسخة قديمة، وأعتقد أنها نسخة المؤلف. ولعل النسخ الأخرى جاءت مغلوطة دخلها غلط النسخ ولا شك أن المسالك هو المرجع الوحيد، فمن الضروري تحقيق نسخة، ومراعاة الصواب فيها، وهاتان القبيلتان متقاربتان في الاسم وفي السكنى ولاتزالان. والأمل أن يحقق هذا الأمر فيرفع اللبس عن طريق تحري النسخ، ثم ما يدعمها من تحليل ألفاظ اللغة الكردية وما هو أصل اسم الذئب أو ابن الذئب عندهم؟ هذا. واعتقد أن نسخة أياصوفيا هي الأصلية. لأن المؤلف يذكر أن أحد الخطاطين هو الذي كتب له عناوين الكتاب، والحق أن خط العنوان يشعر بأنه خط خطاط بارع، ولعله الذي كتب لنفس المؤلف. ولا شك أن البحث يجلو العلماء، ويعين الخطأ في أي النسخ، ونشير هنا الى أن قبيلة زرزا قديمة أقدم مما ذكره صاحب تقرير الحدود وصاحب المسالك، فقد جاء ذكر الزرزائية في المسعودي على ما نقل العلامة محمد أفندي الكردي، قاله في تاج العروس. (١) والأمل أن تظهر الوثائق فتجلو المبهم عن المقصود من نص المسالك.
كيله شين - أثر تاريخي ومما يتصل بقبيلة زراري أو زرزا بالنظر لاختلاف النسخ وهما متقاربان في المكان الأثر المعروف اليوم ب «كيلهْ شين» وهذا على جبل معروف بهذا الاسم، أول من عرفه من الغربيين، فكتب عنه «الميجر رولينسون» العالم الإنكليزي في رحلته. وهذا الجبل يفصل بين اوشنة والعراق، وله فروع.
قال صاحب مسالك الأبصار: «والزرارية مسكنهم من مرت الى جبل جنجرين» جبل كيله شين «المشرف على اشنة من ذات اليمين، وهو جبل عال، مشرف بمكانه على جميع الجبال، كان بهواه الزمهرير، وكأنه للسحب مغناطيس يجذبها لخاصه، وقد نصب عليه للتحذير ثلاثة أحجار طول كل حجر عشرة أمتار، وعرضه ربع هذا المقدار، ثخانته نحو ثلثي ذراع، منحوت من جميع الأضلاع، مركب في حجر مربع ثخانته تزيد على ذراع في التقدير، على كل من الثلاثة كتابة قديمة لم يبق منها سوى المعالم وهي من الحجر الانع الأخضر، الذي لا يغيره البرد ولا الحر، ولا تتأثر إلا بألوف السنين، تأثيرًا لا يكاد يبين، فالوسط منها على بسطة رأس الجبل، والآخران في ثلث عقبته لمن صعد أو نزل يقال انها نصبت لمعنى الانذار، وإن المكتوب عليها أخبار من اهلكه البرد والثلج في الصيف، وهم يأخذون الخفارة تحته، ويدركون أو يوارون من هلك ببرده.» اه.
وهذا الأثر التاريخي المعروف اليوم بكيله شين يعد حدًا فاصلًا بين إيران والعراق كما كان كذلك من أيام صاحب سياحتنامهء حدود.
٤
- قبيلة شقاقي
من قبائل الحدود في تركية، وفي إيران. وهي كبيرة، ومنتشرة في الأنحاء العراقية، متفرقة أفرادًا، وجماعات صغيرة، وتجاور القبائل العراقية، واتصالها بقبيلة هركي. ورئيسها اسماعيل سيمكو. وفي تركية في أنحاء حكاري على ما جاء في سياحتنامهء حدود.
وفروعها كثيرة: عودويي، أو عبدويي. ورئيسهم في إيران عيسى خان.
هناره يي. رئيسهم حسن اغا.
كاردار. رئيسهم في إيران سرتيب خان.
شرا، أو شرراه. ومنهم في إيران.
بوتا، أو بوتي. مشتركة في إيران والجمهورية التركية.
كركي.
كاوانا.
فنكا. رئيسهم عباس خان.
دلان. رئيسهم عمر خان.
عماني. رئيسهم في إيران محي الدين خان.
مامدي. منهم في إيران ورئيسهم قرطاس خان.
يسكنون القرى شتاء في صوما وبرادوست وجاري من إيران وصيفًا زوزان من إيران. ولم يكن لهذه القبيلة موطن في العراق. ويعرفون من أمد بعيد عندنا ب «الشقاقية». هذا ما علمته من العارفين بهم (١) . وذكر أوليا جلبي هذه القبيلة في مبحث اليزيدية.
٥
- قبائل أخرى
ومن القبائل الكردية في الحدود مريوان، ومكري، ومير باساك، وحيدرانلو وسبيكي أو سبيكانلو، وزبلانلو، وجلالي ... ولكل من هذه فروع كثيرة، وبين بعضها يزيدية. والمشترك بين العراق والأقطار المجاورة كثير. والتفصيل في «تاريخ العراق»، وفي «تاريخ العلاقات بين العراق وإيران». فاكتفى بالاشارة.
الأوضاع الاجتماعية
١
- العقائد
لا يؤمل من هؤلاء باعتبارهم قبائل إلا البساطة في العقيدة، والإسلام لا يحتاج في التعريف بعقيدته الى جهود عظيمة، أو مطالب كبيرة وإنما هو توحيد خالص وإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر. وهم إسلام ثم داخلهم التصوف، وصار للشخصيات أثر كبير في التوجيه، بحيث عادوا لا يعرفون من أمور دينهم إلا حب الشيخ، وامتثال أمره ومراعاة توجيهه ولا نأمن في هذه الحالة أن تدخلهم «عبادة الأشخاص»، وأن يذعن لهم القوم باستهوائهم، وأن يميلوا ميلًا زائدًا في الحب لهم. ومن ثم يحدث ما يتجاوز حدود الحب.
وأثر العقائد الإسلامية ظاهر بما يقومون به من الأعمال الدينية كالصلاة والصوم وسائر الفروض الدينية. ومعرفة أوليات العقيدة وأركانها مما يتكرر في كل صلاة. وعند أداء الفرائض المطلوبة.
وهؤلاء لا يكادون يفهمون من الدين إلا الأعمال مجردة دون تفهم الاعتقاد أو بالتعبير الأصح انصرفوا للعمل دون فهم المقصود فبقيت العبادة تجري على الاطراد المعتاد ... وأمور العبادة ظاهرة فيهم وأركان الإسلام مرعية إلا أن اتصال العلماء في بعض قبائلهم قليل.
وهناك عقائد أخرى شائعة في بعض القبائل. ومن أشهرها: الكاكائية.
العلي اللهية.
اليزيدية.
وقد فصلنا البحث في هذه العقائد في كتب أخرى.
٢
-
تازه شاهي.
حسن اغا.
سوزبولاق.
سرحان بالاني.
حاجيلر.
كاني ماسي.
كل هذه في ناحية قوراتو.
بابا بلاوي.
٣
- الفيلية
إن قبائل الفيلية وفروعها منتشرة في مختلف الأنحاء العراقية في ألوية ديالى وبغداد والكوت والعمارة والبصرة إلا أنها لم تكن بوضع قبائل متشخصة، وإنما مالت الى المدن والقرى أفرادًا، وفي بعض المواطن تكونت منها كثرة، ولم تكن بوضع قبائلي.
أفردنا لهذه القبائل ولإمارتها موضعًا خاصًا، سميناه كتاب «اللر - الفيلية» الإمارة والقبائل، فلا نرى هنا ذكرهم.
لواء الديوانية
١
- الكرد
أصلهم من الكرد يرجعون الى شيخ بزيني، والى الهماوند، والى ديزه يى. فلم يكونوا من قبيلة واحدة. ونخوتهم «عجم» ويبلغون نحو ١٠٠٠ بيت. رئيسهم الحاج مشعان آل الحاج مغير ومنه تحققت أحوال هذه القبيلة، ويسكنون في مقاطعة «العكر» في ناحية الصلاحية والخزعلي تابع جليحة من لواء الديوانية والمحاجير من أبي صخير، وأراضي الزرفيه في قضاء الهاشمية، ويتفقون مع الجبور في النخوة، والظاهر أنهم أخذوها منهم. ويجاورهم الفِتله والخزاعل والعوابد. والكرد بكسر الكاف وسكون الراء.
وفرقهم: البو شهيب. فرقة الرؤساء. وهذه من شيخ بزيني الكردية: آل عمران.
العرجان.
البو دريعي.
البو مونس.
المطخ. ومنهم الصلخة قرب الطهمازية.
البو تالو.
٢ - الجريبة. رئيسهم لكن آل فرج «منهم مع الجليحه» وأصلهم هماوند: البو عنكود.
البوصفر.
البو هندول.
آل بشير.
البو هجول.
البو موسي.
٣ - البو خيري. رئيسهم كاظم آل أحمد آل عبادة. وأصلهم من ديزه يى: البو عبيد.
البو عودة.
البو حاجي هادي.
البو عباده.
البو عبد السيد.
البو حاجي حسين.
البو مهيدي.
٤ - البو خنياب. رئيسهم حسن آل عباس آل حيدر.
البو شاوي.
نفس البو خنياب.
ملحوظة:
تحققت ذلك في الشامية في ٢٦٢١٩٣٤ ثم رأيت الرئيس ومعه جماعة وعلمت منهم ما ذكرت عن هذه القبيلة.
ليس في هذه القبيلة من يعرف اللغة الكردية، ولا من يتكلم بغير اللغة العربية، وما قيل أو عرف من المجاورين عن أصلهم لا صحة له بعد أن علمت ما علمت من الرؤساء.
لواء الموصل
أو قبائل الكرد الشمالية يصعب احصاء القبائل الكردية الشمالية القديمة منها والحاضرة، ولا ينكر اتصالها بقبائل اربل والسليمانية والقبائل الأخرى المجاورة للعراق وإيران وتركية، وإن الكتب التاريخية طافحة بمباحثها الوافرة. وإن الجلاء، أو الهجرة قد غيرت في الأسماء، وكذا الإمارة، أو الرياسة.
والضرورة تدعو الى استنطاق تواريخ عديدة للمعرفة الحقة، فإذا كانت إمارة بهدينان قد تركت أثرها في إطلاق اسمها على العشائر التي تحت سلطتها، فإن القبائل العديدة بسبب التنقل وتغير المواطن قد اكتسبت اسم ما حلته.
وعشائر الشمال جاء ذكر الكثير منها في مسالك الأبصار كالزيبار، وفي الشرفنامة وكتب عديدة يهمنا منها ما لا يزال باقيًا، أو ما هو معروف في هذه الأيام، ولم يرد له ذكر ... والكل أو الغالب يطلق عليه «قبائل بهدينان» والعلاقة بإمارة العمادية ظاهرة، والتسمية ببهدينان ناجمة من هذه الإمارة، وإن التقسيم الإداري الحاضر قد فرقها الى مناطق أو وحدات إدارية كل منها عرفت باسها، سواء في أيام العثمانيين، أو بعدهم.
١
- قبائل العمادية
وهذه أصل قبائل «بهدينان» وهي مجموعات قرى كل مجموعة عرفت بمواطنها، وتولى رياستها أمير من أمرائها يقوم بإدارة قبائله. وهذه أشهر مجموعاتهم: برواري زير. في العمادية وأنحائها.
سبنه. في واد معروف بهذا الاسم بين «سر عمادية»، و «كاني ماسي» مركز ناحية برواري بالا. وعملهم الزراعة.
بري كارا. يقيمون في جبل كارا. ومن رؤسائهم محمد اغا براش.
برواري زور، أو برواري بالا. وهذه القبائل منها ٦١ قرية كردية. ورئيسهم حاجي تاتار. وتتكون منها ناحية من نواحي العمادية.
نيروا - ريكان. وهذه برياسة كلحي اغا، وكان قد حصل على وسام الرافدين من الدرجة الثانية. وتتكون منها ناحية من نواحي العمادية وفيها ٧٩ قرية. ومن قبائلهم: مزوري زور. وهذه من مزوري.
ريكان. وجاء في الشرفنامة أنها «رادكان» وينطق بها الأكراد ريكان.
نيروا. والظاهر أن هذا اسم موطن عرفت به قبائله.
والأخيرتان قد تكونت منهما مجموعة تدعى «نيروا - ريكان». ومنها الناحية بهذا الاسم. ومركزها قرية «بيبو».
وقبائل بهدينان هذه توزعت الى مواطنها، وعرفت بها، وغالب عملها الزرع والضرع، ومواطنها خصبة، ومياهها غزيرة، وفيها شجر الجوز، والصفصاف «اسبندار»، «الدلب» ويسمى «جنار» ويعرب الى «صنار».
٢
- إمارة العمادية
وهذه الإمارة معروفة، وغالب حكمها على العشائر ولكنها أقرب للحضارة. ظهر فيها علماء أفاضل، وتكونت فيها مساجد ومدارس. والإمارة قديمة، ويرجع تاريخ تجديد المدينة الى عماد الدين زنكي سنة ٥٣٧هـ، فعرفت ب «العمادية» وكانت قبل هذا تدعى آشيب وإن لغتهم مختلطة بالعربية والكردية والظاهر أن إمارتهم تكونت في أواخر عهد المغول. وذكر في الشرفنامة أن أمراءها جاؤوا من «طارون» من أعمال شمس الدين «شمدينان» وهي منطقة واسعة في الجمهورية التركية وأول من عرف من أمراء العمادية «بهاء الدين» فقيل لهم «بهدينان»، ولم يعين أحد بالضبط تاريخ توصلهم الى الإمارة، ولا سبب ظهورهم.
ومن مراجعة نصوص عديدة قد تلخص لنا أن صاحب مسالك الأبصار قد تكلم في «الجولمركية»، وهم قوم ينسبون الى الوطن (١) لا الى النفر، بل هم طائفة من بني أمية يقال لهم «الحكمية» اعتصموا بالجبال واستغنوا بمنعتها طلبًا للسلامة من أعدائهم، وذكر أنهم الآن في أيامه يزيدون عن ثلاثة آلاف، وكان ملكهم عماد الدين بن الأسد منكلان، ثم خلفه الملك أسد الدين. ووصف مناعة جبلهم ثم قال: «والملك عليهم» يريد في أيامه «بهاء الدين بن قطب الدين، وولده في الملك يجري مجراه. وكان له ابن عم آخر يدعى» شمس الدين داود «...» اه وسياق عبارته يدل على أن هؤلاء ملكوا عليهم في أيامه فقد ولي أمرهم هؤلاء، ولم يعين نسبهم، وإنما عين قبائلهم، وهم الجولمركية. فلا شك أن هؤلاء منهم تكونت «إمارة بهدينان» في العمادية. وتنسب الى بهاء الدين هذا، ومواطنهم كانت تلي بلاد العمادية، والنصوص المسموعة والمنقولة تؤيد ذلك، وأما شمس الدين داود فقد ولي إمارتهم الأصلية، وتوافق الرواية المسموعة. قال في المسالك: «ويلي الجولمركية وجه عقر شوش، وبلاد العمادية، وبلاد زيبار، وبلاد الهكار».اه ولا يمنع ان هؤلاء الأمراء كانوا في ايام صاحب المسالك، وأنه كان بدء تكون إمارتهم، وأصل تفرعها وأنهم من أصل عباسي كما يحفظه أمراؤهم. واشتهروا بذلك ذكر ذلك وضعف صاحب الشرفنامة الأقوال الاخرى. وفي سياحتنامهء حدود أيد هذه الشهرة المعروفة. والإمارة قد تكون من اصل غير أصل القبيلة وتابعة للمواهب، والأسماء متفقة وتقرب مما ذكره صاحبى الشرفنامة من أجدادهم، بل ليس لدينا ما نعول عليه اقوى سندًا من ذلك.
وأمل المصادر التاريخية الأخرى تظهر طريق توصل هؤلاء للإمارة، وتوسعها فينجلي المبهم. وما ذكرته من هذه النصوص لم يدع شكًا في تكون شمدينان، وبهدينان موافقًا للمسموع والمنقول معًا. والروايات الأخرى في أصلهم ضعفها صاحب الشرفنامة. تولدت إمارة بهينان على العمادية والأنحاء المجاورة لها من زاخو، ودهوك والعقر «عقرة»، وتوالى أمراؤهم، وان السلطان حسين منهم كان في ايام السلطان سليمان القانوني، وتوالوا بعده، فدامت إمارتهم الى أواخر أيام علي رضا باشا اللازر، وقد بحثت في ذلك مفصلًا في تاريخ العراق بين احتلالين.
ثم جاء السردار الاكرم رشيد باشا فأباد هذه الإمارة وإمارات أخرى كإمارة محمد باشا الرواندوزي، وإمارة آل بابان.
وبعد أن قضي على «إمارة العمادية» ألحقت هي وعقرة بالموصل مدة، ثم إن العمادية فصلت، وصارت تابعة لحكاري سنة ١٢٦٥هـ، وبقيت عقرة تابعة للموصل. ثم تقلبت بها الأحوال، وقد بسطنا ذلك في تاريخ العراق.
وفي أيام امارتها تبعت ولاية بغداد مدة. وفي زمن إمارتها كانت محترمة من الكرد في تلك الأنحاء. وفي أيامنا توزعت الى أقضية، فصارت قضاء وكذا زاخو، ودهوك، والعقر «عقرة» الى آخر ما هنالك. ولا شك قبائلها صارت تابعة لما انفصل منها.
٣
- قبائل زاخو
وهذه من قبائل بهدينان إلا أنها لا تمت الى جد، وإنما جعلتها السلطة كذلك ولا تفترق عن عشائر الكرد الأخرى وجاء ذكرها في مسالك الأبصار، وفي الشرفنامة وقبائلها المعروفة: سليفاني. وأصلها سليماني كما جاء في الشرفنامة ومن تفرعاتها: سينا. رئيسهم حاجي رمضان بن حسن.
دود بادا. رئيسهم رشيد اغا.
٢ - سندي. وهذه وردت في مسالك الأبصار وفي الشرفنامة تتوزع الى: شيف. رئيسهم حاجي بدري. سمعت أنه قتل سنة ١٩٤٦م نفس سندي. رئيسهم صالح اغا ابن عبدي اغا.
كللي. رئيسهم حاجي صادق اغا برو. وهو قاتل الحاج بدري.
وهذه العشائر نواحيها بأسمائها، وفيها قرى كثيرة جدًا. وفي نفس زاخو «أسرة شمدينان» أصلها من شمال العمادية في الجمهورية التركية، وقد عرف اتصالها ببهدينان. وقال في الشرفنامة أن أكثر علماء الأكراد وفضلائهم من هذه الأنحاء ومن رؤسائها يوسف باشا، وابنه حازم بك وهو الآن عين، وحاجي اغا وهو الآن عضو في المجلس النيابي.
٤
- قبائل عقرة
وهذه قبائلها كثيرة، منها هركي وسورجي قد ذكرتا. وناحية السورجية معروفة باسم قبيلة سورجي. وكذا «قبيلة شمزيني» أو شمزينان. قد مضى بحثها بين قبائل ديزه يى، فاعتبرت فرعًا من قبيلة سيان (١)، وقد ذكرنا من فروعها «سوره مو»، و «كاجي»، و «بيره سني». ولها فروع أخرى وفي العقر مجموعات قرى كما أنه يروى أن اهل مركور، وبرده سور، وتركور من الكرد المسلمين يمتون الى شمزينان بقربى، وإنهم من قبيلتهم جاء ذلك في سياحتنامهء حدود، وعدها من ملحقات عقره، أو في الأصل من شمزينان من قبائلها. ولها جبال منيعة (٢) وهذا ما يؤيد الاتصال المنقول من مسالك الأبصار.
ومن أوضح ما في هذا القضاء «العشائر السبع». وكانت عرفت بهذا الاسم من أمد طويل، وتتكون منها ناحية باسمها. وقراهم كثيرة مجاورة لقرى «نافكر»، وتقع على طريق عقرة، وتبدأ من «جسر مندان» على نهر الخازر.
وهذه العشائر السبع: كبره.
وزركي.
شايلو.
شيخ بزيني.
لوما.
خنت بري.
شارك.
وكل هذه العشائر من قبائل بهدينان. وبالتعبير الأولى داخل إمارة بهدينان القديمة إلا قبيلة «شمزينان» فإنها من «شمس الدينان».
٥
- قبائل زيبار
هذه التسمية جاء ذكرها في مسالك الأبصار، وفي الشرفنامة، وقد بين صاحب الشرفنامة إن لفظها متكون من «زي» اسم نهر ويقال له «نهر الجنون» و «بار» بمعنى الضفة. فصار يطلق على من حل هناك بهذا الاسم «زيباري». ومواطنها بين عقرة والزاب الكبير وعد قلعة باريزان، وقلاده وقلعة شوش، وقلعة عمراني منها وانها في تصرف الزيباريين والعمرانية بلدة قديمة في أنحاء الموصل ذكرها السمعاني وابن الأثير وتزرع الرزم والكروم. ورئيسها محمود اغا الزيباري. والآن هو عضو في المجلس النيابي. (١) ومن قبائل زيبار: زيبار.
برروز.
مزوري.
شيروان.
برادوست. وقد عقد صاحب الشرفنامة فصلًا في إمارتهم.
كردي.
هركي.
ومن هذه القبائل كردي، وهركي موزعة في اربل وفي عقرة كما تقدم. وأما القبائل الأخرى «مزوري» قد تكونت منها ناحية في دهوك وشيروان وبرادوست صارتا تابعتين لقضاء بيشدر.
٦
- قبائل بارزان
هذه من قبائل «زيبار»، وأصلها قرية «باريزان»، فتوسعوا قال في مفصل جغرافية العراق أنها تسكن في شمال الزاب الأعلى، وتخضع للشيخ أحمد كل الخضوع باعتباره شيخ الطريقة النقشبندية. والقبيلة متحضرة تزرع الحبوب والرز والتبغ والكروم. ومواطنهم: بيره كبره. كانت مركز الناحية. والآن تابعة لقضاء عقره.
بلي. مركز القضاء فنقل الى اربل.
بارزان. مركز الناحية، والحق باربل.
ومن ثم صارت ناحية تابعة للواء اربل. ووقائعهم مذكورة في تاريخ العراق. وأصل هذه الإمارة أو الرياسة القبائلية تولدت من الطريق النقشبندية. فتمكن هؤلاء الشيوخ من التسلط على القرى، فانقادت لهم انقيادًا تامًا، وصارت أشبه بالإمارة، ويوضح أمرهم تاريخ ظهور الطريقة المذكورة فيهم، ثم تطور الفكرة.
ومن قبائلهم: بروش. رئيسهم محمود اغا.
نزار. رئيسهم الشيخ أحمد أخو ملا مصطفى.
٧
- قبائل دهوك
١ - قبائل مزوري:
تعد من أقدم القبائل الكردية. والآن تعد ناحية معروفة بهذا الاسم من قضاء دهوك والشائع أن أصلها «مضرية»، فغيرتها اللهجة، ونطقوا بها «مزوري»، وقد وردت في الشرفنامة، وبين أنها من عمدة عشائر العمادية. (١) ولم يتوضح أصلها. وجاء في عنوان المجد ما نصه: «كثيرة العدد، نشأ منها علماء أعلام فحول، منهم العلامة التحرير، جامع المنقول والمعقول، حاوي الفروع والأصول، الولي الحافظ، شيخي وسندي، وشيخ مشايخ العراق بالاتفاق، الشيخ يحيى الزوري العمادي العمري النسب. وله حاشية على تحفة العلامة ابن حجر الهيثمي المكي طاب ثراهما.» اه (٢) وقال معالي الأستاذ أمين زكي: «المزورية مستقلون، يشغلون ناحية بأكملها بقضاء دهوك، ويقومون بالزراعة وغرز الكروم.» اه (٣) .
ومن قبائل مزوري في العمادية، وفي الجمهورية التركية، فهي منتشرة. وفي العراق: ١ - ارتوش. وهذه قبيلة كبيرة، وقراها عديدة، وجاء في خلاصة تاريخ الكرد وكردستان أن فروعها: عز الدينان.
مرزكي.
مامه رش.
مامه ند. «يزيدية».
بروز.
جيريكي.
شيدان.
ما مخور.
خاويستان.
مامه دان.
كلودان.
زيوه ك.
زفكي.
هافيجان. (١) وقال في مفصل جغرافية العراق ان هذه القبيلة من القبائل الكردية الكبيرة، وكانت تتجول سابقًا في بقاع معلومة، فحدث بينها وبين قبيلة دوسكي قتال شديد، وإن قسمًا كبيرًا منها بقي في الجمهورية التركية، وبقي الآخرون في دهوك. (١) ٢ - الشرفان: وهذه من القبائل المتجولة، وقراها عديدة منها مجموعة قرى «نافكر» أي الأرض ذات الأوحال. وفي هذه الأيام قل تجولها. والمتحضرون منهم يسكنون بمقربة من قضاء شيخان. والرحل يسكنون «وادي سليفاني» ودهوك. ومن رؤسائهم عبد الله الشرفاني في قرية «مريبة» في الشيخان المجاورلقضاء دهوك. ومن رؤسائهم اسماعيل الشرفاني في قرية «روفي» في أنحاء عقرة.
٣ - قبيلة دوسكي: من قبائل دهوك، وتتكون منها ناحية معروفة باسمها، وتتصل بالعمادية، وقراها كثيرة جدًا. قال في سالنامة الموصل بعض أقسامها في العمادية، موزعة في القضائين. وكان رئيسها سعيد اغا نائب الموصل في سنة ١٩٤٧م، قتله سليم بيسفكي غيلة كما أخبرت الجرائد في ٢٤٩١٩٤٧ وكان بينهما نزاع.
وسعيد اغا يسكن في قرية كرماوه «ذات المياه الحارة المعدنية»، وإن سليما البيسفكي يسكن في قرية «بيسفكي» التابعة لناحية دوسكي.
وهذه القبيلة مشهورة بالشجاعة. وغالب أهليها مهمتهم الزراعة وتربية المواشي وعمل الفحم.
٤ - كوفه يي.
٥ - شمكان.
ذكرتهما سالنامة الموصل، ولم نتبين عنهما من الوثائق. ولعل في القراء من يوضح حالتهما.
٨
- قبائل ميران
هذه من القبائل المتجولة بين العراق والجمهورية التركية. قال فخامة الأستاذ الهاشمي: «تدخل في الشتاء الأراضي العراقية، وفي الصيف الأراضي التركية» اه (١) وهذه متكونة من قبائل عديدة قد تجمعت.
٩
- قبائل اليزيدية
من أهم قبائل الشمال، كانوا يدعون ب «الهكارية». والآن يتناولون شيخان وسنجار ومنهم في دهوك وبعشيقة، وفي سورية وفي قفقاسيه. وفي «تاريخ اليزيدية» (٢) تفصيل زائد عنهم. وغالب هذه القبائل كرد، وبينهم بعض القبائل العربية، وصارت كردية. وقبائل اليزيدية لا يختلفون عن سائر قبائل الكرد فهم أهل قرى أكثر منهم قبائل إلا أن طول الزمن وتوسع الرياسة على القرية أدى إلى أن يكونوا مجموعات عرفت باسم «قبائل» كما هو الشأن في «قبائل العرب».
وأما تسميتهم باليزيدية فلا يزال بعض الكتاب يعتقدون فيهم أنهم يمتون الى أصل قديم أما مجاراة للأجانب، أو سياسة يأملون بها أن يبعدوهم عن الأموية والعلاقة بها ولعل أكبر سائق الى مثل هذه الأقوال أن لا يكلفوا أنفسهم مهمة التحقيق، ومراعاة النصوص التاريخية. وكأن النصوص التاريخية في نظر هؤلاء لا قيمة لها. والمرء من واجب ذمته أن يقف عند الواقع. ولا يهمنا أن لا يتورع هؤلاء عما وقعوا به. ولا يرجعوا الى الصواب والتاريخ شاهد عدل ولا شك أنه يقضي على مثل هذه الآراء.
وهذه التسمية «باليزيدية» أصلها الاعتقاد بيزيد بن معاوية، وإن إمامته صحيحة، فهي عقيدة ويجب أن لا تكون لها علاقة بالقبائل إلا أنهم أشبه بالكاكائية في هذه التسمية من جراء أن منشأها عقيدة، وقد تغلبت عليهم مقرونة بتصوف غال، وربما سمي قسم منهم بأسماء العقيدة مثل «كوجك»، و «قوال»، و «شيخ»، و «فقراء» ...
ومن قبائلهم أو مجموعاتهم في أنحاء الموصل: بكران.
بردحلي.
بلسين.
بيت خالتي، أو خالتي.
بابيري.
بيره يى.
تازي أو التازية. وهؤلاء أصلهم من العرب.
ترك. نزحوا من الترك.
جالكا. ويقال لهم جوانا.
جحيش.
جفرية.
جهباني.
حباب، أو هبابات.
حليقي.
ختاري، أو حتاري.
خورسكان.
خيسك، أو خسيكي.
دخيه.
داسني.
دملي.
دنادية.
دنبلان، دنبلي، دملي.
رشكان.
روبنشتي.
زيلكا.
سموّقه.
سيفانية.
شهوان.
شيخان.
صوعان.
عبيدي.
عزوي.
فقرا.
قائديه.
قيجكا.
قيران.
كوركوركه.
كيباريه.
ماموسي.
مسقوره.
مندكان.
موسسان.
مهركان.
هركي.
هسكان.
هكاري.
هوبرية.
وقراهم كثيرة في قضاء دهوك، وفي شيخان، وفي سنجار وفي تاريخ اليزيدية توسعنا في ذكرها، فاكتفى بأسماء القبائل ومن أراد التفصيل عن كل قبيلة فليرجع الى تاريخ اليزيدية المذكور.
وقبائلهم في قفقاسية كثيرة وهؤلاء يرجعون الى «قبائل سبيكي» أو «سبيكانلو». ومنها: ميقانللي.
عيسى دانلو.
بوتيا نلي.
شمسكي.
كليري.
جيلانلي.
مانكا نلي.
مامه زيدي.
بيره خال.
دره جكي.
حسيني.
ميرانكي.
ستوركي.
بُرخالو.
ولا نتوسع هنا بأكثر من هذا.
١٠
- إمارة اليزيدية
أمراء اليزيدية مقطوع بنسبهم من الأمويين كما تنطق بذلك وثائق عديدة، وتواريخ لا تحصى، وإن إمارتهم قبائلية أقرب الى البداوة، والتبعيد عن أصلهم سياسة مشهودة لا ينطلي أمرها وإن كان قد حدث في الأيام الأخيرة والوقائع المزعجة ما أنساهم اطراد السلسلة. واليزيدية أكثر اتصالًا بأمرائهم، وطاعتهم لهم كبيرة جدًا. وقد أوضحت في تاريخ اليزيدية عن امارتهم وقبائلهم فلا مجال لأكثر من هذا.
وكل ما نقوله أن قبائل الموصل أو قبائل الكرد الشمالية كثيرة، لا مجال لاستيعابها، ويطول بنا ذكر قرى كل قبيلة منها، وإلا كونت وحدها كتابًا ضخمًا، ومع هذا فصلنا في تاريخ العراق ما تيسر عند عروض الحوادث والاتصال بها.
قبائل الحدود
ما جاور العراق من قبائل الكرد لا يحصى عدًا، والتوسع خارج عن البحث، فمن الضروري الاجمال وإلا فالموضوع واسع جدًا، وقد بسطنا القول فيه «تاريخ العلاقات بين إيران والعراق» وفي الدرجة الأولى تهمنا «عشائر إيران»، فلن نر من كتب في موضوعها وإن الأدباء المؤرخين من الإيرانيين تعرضوا لذكر بعضها (١) .
وفي تركية ظهرت كتب عديدة فيها بيان عن القبائل هناك إلا أن هذه المباحث لم تكن موسعة ولا ذات اتصال بنفس القبائل وتاريخها، وفي بلاد الشام عقد الأستاذ الصديق أحمد وصفي زكريا فصولًا عنها في كتابه «عشائر الشام» (٢)، فالمهم ذكر عشائر إيران وبعض العشائر الكردية المهمة في تركية ولا تتجاوز ذلك.
١
- قبائل كلهر
هذه القبائل يقال لها «كلهور»، وكلور وهي متفرقة في أنحاء عديدة من الوبة السليمانية وكركوك، وديالى، ومجاورة في الأصل لقضاء مندلي ومواطنها الاصلية هناك في «الايوان» وما جاوره ... وتقع على الحدود، تقيم في ايران مما يجاور العراق.
وفي الشرفنامة أن قبائلهم يقال لها «كوران». وأما الأمراء فيدعون أنهم يتصلون بنسب كودرز بن كيو في أيام الكيانيين وهو الذي سماه المؤرخون «بخت نصر»، بقي الحكم بيد أولاده مدة وهذه الامارة تقسم الى ثلاث شعب: «١» حكام بلنكان و «٢» أمراء درتنك «حلوان» و «٣» أمراء ماهي دشت.
وهذه القبائل في الحاضر متولدة من أخوين: منصور. ومنه حصل فرع «منصوري».
شهباز. ومنه تشعب فرع «شهبازي».
١ - قبيلة منصوري: وهذه توطنت «الأيوان» المجاور لمندلي «بندنيجين» وهي طوائف عديدة: بان سيري. ومن هؤلاء من يعيش بصورة مبعثرة.
كاوْ سوار. وبين فروع قره أولوس من تسمى بهذا الاسم.
جُولَكْ.
هَلشي.
نرْكِسي. تسكن في أنحاء كرمانشاه، ومنهم من يعيش مع السنجاوية.
بَهلوُ خوُر.
سرتنكي.
زَرَنهْ يي.
كوُ تكتي.
كلهرها. ومن هؤلاء من يقيم في جرداول. والأغلب في الإيوان.
كوُلهْ سوند. في آسمان آباد من الايوان.
سليم. تقيم في هرسم.
ومن هؤلاء في أطراف خانقين وبينكدره، وآخرون في كرند وزهاو.
٢ - قبيلة شهبازي: وهذه في أطراف كرمانشاه وهم: عمربُلْ.
كاربندي.
سياه بيدي.
شياني.
بداغ بكي.
شله.
كبنك شري.
نوَرِي.
جيفا كبودي.
وَلوُ.
حزكاه.
دولة شوني.
وهؤلاء تابعون ماهي دشت.
بياني.
باقر أبادي. وهؤلاء تابعون زويري من كرمانشاه.
جوَلكْ.
باسكلي.
خالدي.
وهؤلاء تبع كوُاوُر في شرقي جبل قلاّجه.
منيشي في كفر آور.
شهرك. في ديرَهْ.
كيلاني. في كيلان.
جله يي. في جله.
كمره يى. في مواطن متفرقة.
شاهيني. في مواطن متفرقة.
شوهان. منهم في العراق وهم كثيرون، منتشرون في مختلف مواطنه.
قلعة شاهيني.
ملهْ سري. في روان، رحالة.
كله با. في روان.
قوجمي. في روان، رحالة أيضًا.
سياسيا. في روان، رحالة أيضًا.
كله جويى. في روان، رحالة أيضًا.
ده رويكه. تسكن القرى.
بدره يى. تسكن القرى.
هارون آبادي. تسكن القرى.
برف آبادي. تسكن القرى.
كوركه يى. تسكن القرى.
وهذه العشائر من القبائل الكردية الأصلية، وهي تابعة لكرمانشاه، انتشر الكثير منها في أنحاء عديدة من العراق. وطوائف منصوري منها ممتدة على الحدود، ويبدأون من حيث انتهى الفيلية وتقيم كلهر في الايوان المجاور «ده بالا» من أراضي الفيلية وتتصل بقضاء مندلي ولا يخلون من زعازع وفتن على الحدود خصوصًا أيام قلة المياه، ويتعرضون لنهر «سومار» وهذه الفرقة أكثر تعرضًا. وغالب المنازعات متأتية منها، فتشغل العراق وإيران معًا.
ومنذ نحو مائتي سنة أو أكثر كان الايوان خاليًا، وإن قبائل منصوري جاؤوا من فارس الى هنا، تابعوا أميرًا يسمى «منصور خان»، وفي أيام كريم خان الزند كان أميرهم علي خان وهو والد شير خان وكانت له أخت يقال لها «شاه بسند» جميلة فزوجها الى كريم خان. ومن ثم وجه هذا إمارة ذلك المكان إليه، ثم خلفه ابنه شيرخان.
وأما قبيلة شهبازي فإنها تابعة لحكومة كرمانشاه قسم في الإيوان وزهاب، وقسم على الحدود. وآخرون في أنحاء كرمانشاه في الحدود. يتجولون صيفًا وشتاء في أنحاء سرميل، وبندنيجين وزهاب في صحاري «كواور»، و «كفراور»، و «كيلان»، و «ديره»، و «قلعة شاهين» وغيرها من المواطن والصحاري القريبة منها، يصيفون ويشتون فيها وذلك أن طوائف «خالدي»، وكله با من قبائل شهباز، يقيمون في الصحراء بين شوراب وهو نهر صغير في الحد الشمالي من صحراء «سومار»، وبين «كلال دام» وهو نهر صغير معروف أيضًا يقيمون في يساره، وكذا طوائف أخرى تقيم فيه، وتؤدي البيتية «الكودة» الى قضاء مندلي، رأسًا واحدًا عن كل قطيع من الغنم ربيعًا وفي الشتاء عن كل قطيع عشرة قرانات «٥٠ قرشًا» (١) وفي أحوالهم كلها لا يخلون من تعرض بالمارة من نهب وسلب ... وإن هذه الرسوم تؤخذ من الشهبازيين والسنجابيين على السواء، كما هو معتاد أخذها منهم دائمًا. وفي الغالب لا يؤدون للدولة العثمانية رسومًا من حين أن استولت إيران على لواء زهاب.
وعلى كل حال هذه القبائل لا تفترق عن سائر الأكراد، توطنوا هذه الأماكن من أمد بعيد لا في الوقت الذي بينه صاحب سياحتنامهء حدود، وإنما كانت سكناهم من أزمان متباعدة إلا أنهم لم يكن لهم ذكر الا أيام كريم خان الزند، فالطوائف ظهرت قوتها في عهود انحلال إيران واضطراب أمور العراق، والملحوظ أنهم سكنوا الإيوان في عهد المغول وربما كانوا سكانه الأصليين.
وهؤلاء لا يختلفون عن البدو في الغزو ... إلا أنهم لم تتفش بينهم الأمية وإنما يقرأون بفخر وحماس «فرهاد وشيرين»، و «رستم زال وبهرام كور» وأمثال ذلك من القصص ... يتسلون بها أيام راحتهم.
قص ذلك صاحب السياحة بسبب أنهم كانوا على الحدود بين إيران والعراق، في أنحاء مندلي فعلمنا هذا كله منه، والكتب الإيرانية أيضًا تتعرض لإمارة هؤلاء، وتتكلم عليها بسعة في مختلف الآثار. إلا أن القبائل التي ذكرناها هي قرى ائتلفت فكونت مجموعة نالت هذا الاسم أما تبعًا للمكان الذي اقامت فيه مدة، أو الى الرئيس الذي حكمها في وقت واشتهر اسمه ولكن الرياسة قسمت بالوجه المشروح، ولا تمثل أصل قبائلهم، ولا تشير الى اسم الفرع الذي التحق بالأمير. فكانوا قد توزعوها من قديم الزمان ولا يشترط أن يكونوا أجداد هذه القبائل، وإنما هم رؤساؤها وحكامها أو المتحكمون بها. بل جاء في الشرفنامة أنها كانت تابعة للدولة العثمانية، وإن الأمير منصور قتل أخاه شهباز في سنة ١٠٠٢هـ وإن الضريبة التي كانت تأخذها الدولة العثمانية منها في كل سنة أربعون ألف رأس من الغنم فلا شك أنها قديمة السكنى في مواطنها. (١) وإن أصل تكون الرياسة قد تعين، فاستولى هؤلاء على قبائل كلهر.
ومن أهم فروع هذه القبيلة «الداوده» وقد سبق ذكرها. ومن كلهور فروع عديدة توطنت العراق، وماعت بين أفرادها، فلا تعرف لها مجموعة كبيرة وإن كان لا يزال بعض الأفراد يحفظون انهم من هذه القبيلة. وحالة الأفراد مما لا يقام له وزن. والمطلوب بيان المجموعات. والتعريف بها في مختلف عصورها المعروفة.
ونعلم يقينًا أن «الإيوان» كان يحوي قديمًا قبائل تركمانية، ورياستها كانت لابن برجم ولهم الإمارة على هذه القبائل والمنازعات بين المغول والتركمان دفعتهم الى نواح أخرى أو مالو الى المدن والقرى بل الملحوظ أن إمارة آل برجم كانت إمارة على الكرد. ولا يبعد أن يكون معه ترك وهذا هو الذي أرجحه فلما ذهبت هذه الإمارة ظهرت إمارة حلت محلها على قبائل كلهر وآخر من وليهم منصوري وشهبازي. بل إننا لم نستطع أن نعين إمارتهم بعد سليمان شاه الإيواني.
ومن الضروري أن نتحرى النصوص الموضحة لما كان خلال المدة بين قتلة سليمان شاه وظهور إمارة منصور وحدوثهم في هذه الأنحاء وسكناهم هذه المقاطعات لم يكن كما بين صاحب سياحتنامهء حدود بل أقدم بكثير.
وكل ما نقول هنا أن المسعودي، وإبن الأثير، والسمعاني والبدليسي قد عرفونا ببعض القبائل القديمة، ومن بينها «قبيلة كلهر» أو كلهور، فهي قديمة إلا أن سكناها في هذه الأنحاء القريبة من مندلي تدعو للالتفات، فهي محل نظر. ويفسر بأنهم مجاورون فتجاوزوا.
وكان صاحب نزهة الجليس قد مر بهم من العراق مجتازًا الى تلك الأنحاء وصل الى بلاد الروز «بلد روز المعروفة قديمًا براز الروز»، ثم رحل منها الى بندر علي وكل هذه كانت من أنحاء بغداد، ثم جاء الى قرية سومار، ويسكنها أكراد كلهور وهي أو ل حد العجم يسكنها الأكراد ثم رحل الى قرية جمنسورت ويسكنها كلهور أيضًا: «أقمنا بها باعزاز وإكرام ثلاثة أيام في بيت حاكم الأكراد الأمير محمد علي خان، وفي كل يوم يخرج بنا بين تلك المياه والزهور والآكام والربا لصيد الأرانب والظبي ... وأسلوب هؤلاء الأكراد كالعرب البواد، تراهم في كل جبل وواد، متفرقين كالجراد» الى أن قال «ثم رحلنا من حمنسورت فأتينا قرية كيلانك. ثم رحلنا فأتينا الى قرية تسمى جشمه قنبر. ورحلنا، فأتينا» هارون آباد «، وهي قرية لطيفة. ورجعنا فأتيناالى ماهي دشت وكل هذه القرى عامرة. ورحلنا فأتينا مدينة كرمان شاه انتهى». (١) وهذه القرى كلها - ماعدا كرمان شاه - من قرى كلهور ...
ومن أهم مواطنهم «الإيوان»، وهذا يقع في شمال «ده بالا» وشمالها الغربي وإن مياهه تروي قضاء مندلي، وتدخل حدود العراق. وتقرير الحدود لا يختلف في بيانه عن سياحتنامهء حدود. وهذه المياه أي مياه سومار وما يتصل بها وهو كنكر كانت تأتي من الأراضي بين الإيوان، وده بالا من مانشت الجبل المعروف من أقصى نقطة منهم، وهو من سلسة شيره زول، فتسقي مندلي وما يتصل به كقرية «دوشيخ»، و «قزانية» ... فإذا قطع حرمت مندلي وقراها من المياه، وتهددت حياة بساتينهم الأمر الذي يؤدي الى توتر العلاقات دائمًا، ولا سبب لذلك سوى هذه القبيلة ... مما أدى الى النزاع على هذه الأراضي، وتجديد فتنها في كل سنة.
هذا مع العلم بأن زراع هذه الأنحاء من كلهور أيضًا، ولكن هذا لا يمنع من إيجاد النزاع. وقد يضطر أحيانًا أن يؤدي أرباب المزارع العقر لأمراء كلهور بلا وجه حق ... سواء كانوا منهم، أو من قبيلة قره أولوس ممن يزرع تلك الأراضي. وأمراؤهم آنئذ شيرخان، والفت خان ...
وقد وجد فرمان لدى متصرف زهاب مؤرخ في سنة ١١٢٠هـ يعين مقدار ما يؤديه أمراء قره أولوس، واللك، وكلهور ... مما يعين وجودهم في التاريخ المذكور في تلك المواطن (١) ... وكل ما علمناه أن الإيوان كان بيد أمراء التركمان أيام الخلافة العباسية وهم آل برجم وقد قضى هولاكو على أميرهم سليمان شاه بن برجم الايواني، وقد أوضحنا ذلك في تاريخ العراق إلا أننا هنا نقطع في صحة النسبة الى هذا الإيوان، وأن الموما إليه كان من التركمان الإيوانية أمراء تلك الأنحاء، وقد اضطربت النصوص في تحقيقها، فظهر الصواب بصورة لا تقبل الارتياب. (٢) وبعد كل ذلك خمل ذكر قبائل كلهر وإمارتهم، ولم يتعين لنا أمراؤهم إلا في الشرفنامة وهم متأخرون. ولا يعرفون ما جرى خلال المدة بين سليمان شاه وبين الأمراء منصور وشهباز.
وهؤلاء كلهم شيعة في إيران، وسنة في العراق.
٢
- قبيلة اللك
من قبائل إيران التي توسعت وانتشرت في العراق شمالًا وجنوبًا. مالت الى العراق وتغلغلت بين قبائله. وهذه مما يجاور كلهور. وكانت تابعة قبيلة قره أولوس في أنحاء مندلي كما ذكر في تقرير الحدود (١) وفروعها: زركوش. في العراق، وفي إيران بين خرم آباد ووركوه أو بيشكوه حتى صيمرة، والأكثر منها اليوم في العراق، ومع الفيلية في بشتكوه. ويعدون اليوم من قبائلهم، وهم ليسوا منهم، وإنما هم من اللك.
سوره مري. مع الفيلية، وفي أنحاء خانقين، وبنكدره وشهربان «المقدادية» وأماكن أخرى متفرقون أفرادًا وجماعات ...
روزبهان.
شيخ بزيني.
وقد أكد كثيرون أن شيخ بزيني منهم. (٢) وفرقهم الأخرى بين خرم آباد وشيراز في الممالك الإيرانية، وفيما يجاور الفيلية. ويغلب عليهم الغلو، وكثير منهم اليوم «عليّ اللهية». ومنهم الذين نزحوا الى أنحاء العراق في هذه الأيام. وأما الذين جاؤوا العراق من أمد بعيد فلا يعرفون هذه العقيدة، فقد رأيت في أنحاء أربل جماعة باسم (لكْ)، وهم منهم، ولكنهم توطنوا في أنحاء أربل من أمد بعيد ... ومن غريب ما صادفته أنني سألت أحدهم هل أنتم علي اللهية فأجاب استغفر الله أنا مسلم ... ! ومن قراهم هناك: قاشقا.
خرُخرُ.
درمان آوه العليا.
درمان آوه السفلى.
كاني سليمان كا «أي عين سليمان».
برَدَ سبي «الحجر الأبيض».
بنكانه «ورق الشجر».
مِنارا.
جديده.
بنجينه.
ولهم عدة قرى في قضاء كفري مسماة بأسماء بعض رؤسائهم ...
هذا. وفي نفس بغداد عدد كبير من اللك، وهم لا يزالون على الغلو.
٣
- قبيلة زرزا
من عشائر الحدود في اشنة، تساكن قبيلة بلباس في إيران، وأصلها من عشائر «كيلي» من قبائل بهدينان، انفصلت من هناك ومالت الى حكاري وفي اشنة منها ما يسمى ب «عمر شابي». وكانت رياسة هذه القبيلة موزعة بين أربعة أخوة في حكاري وكان أحدهم «دري اغا»، أقام بفرعه في محل «كور» ولا يزال يعرف هذا الفرع ب «دري».
والأخ الثاني «زرين اغا»، ذهب الى شمدينان، وكان حاكمها شمس الدين. فسكن بفرعه في تلك الأنحاء، ويقال لهم «زر زاد» والثالث من الأخوة «شاب اغا» قد انحاز بقسمه الى «اشنة» (١) . وكان مير سيد بك أمير قبيلة «مير باساك» هناك، فنزل بجواره.
والرابع منهم سكن «التون كوبري» فاتخذها دار اقامته.
ولا تزال فروع هذه القبيلة في تلك المواطن، وكانت العلاقات بينهم مشهودة إلا أن قبيلة «مير باساك» قد شوشت ما بينهم، فتباعدوا وانقطعت الصلة، فدخل بعضهم في إمارة مكري وآخرون تبعوا الأفشارية في أورمية. أما زرزا شاب اغا فقد اتفق رئيسهم شاب اغا مع حاكم حرير «حاكم سوران»، فترك لهم «اشنة»، وبعد وفاته تملكها ابنه «مير عمر». وهذا توفي فخلفه ابنه «مير حاجي شيخ بك»، ثم صار ابنه «اغا بك»، فولي بعده ابنه «ذو الفقار بك».
وفي أيام هذا الأخير خذلت عشائر الحدود بخذلان «أمراء سوران» من البلباس، فتفرقوا وصارت لاهيجان في تسلطهم، وإن أولاد شاب اغا قد بقوا في اشنة، فانقادوا للدولة العثمانية، فتوفي ذو الفقار بك فصار مكانه ابنه ابو القاسم بك. وكان هذا في أيام نادر شاه. وفي أيامه مال ابنه جعفر بك ابن ابي القاسم بك الى نادر شاه ولما قتل نادر شاه عاد جعفر خان الى اصل عشيرته.
ولما ولي الأفغان إيران لم يتعرضوا باشنة لانحرافها وبعدها، فبقيت بنجوة حتى ملك كريم خان الزند فلم يتسلط على اشنة أيضًا. وفي سنة ١١٩٥هـ أو سنة ١١٩٦هـ توفي جعفر خان فخلفه ابنه افرا سياب، وكانت له شوكة هناك، فخلفه أخوه محمد سليم بك. وهذا مدة إمارته لم يتصل بإيران، فآلت الإمارة الى افرا سياب بن قاسم بك.
ثم أن جعفر بك ابن محمد سليم بك أحدث زعازع، فانتصر على سابقه وصار يسمى جعفر سلطان، وبعده ولي ابنه صمد خان فصار حاكمًا وكانوا يؤدون الخراج لإيران من أيام جعفر سلطان لمدة ٥٠ سنة كما عرف من استشهاد قدم الى الفريق درويش باشا سنة ١٢٦٨هـ.
هذا ما أمكن تلخيصه من تقرير الحدود عن «قبيلة زرزا» وطريق انتشارها، وأوضاعها منذ مائة سنة وقد مر الكلام في بلباس وهناك علاقات بها، كما أن سوران ذات علاقة بها (١) ... ولم يصرح في معاهدة السلطان مراد بشيء عن هذه القبيلة ولكننا عرفنا علاقتها بقبائل بلباس ومير باساك. وجاء ذكرها في الشرفنامة ولم يتعرض للتفصيل عنها بل أن الفصل الخاص بها مفقود (٢) ولم يسبق للمؤرخين أن بحثوا فيها إلا أننا رأينا النقل من صبح الأعشى عنها في حين إني رأيت في كتاب المسالك الذي يعتمده صبح الأعشى قد ذكر أنها زراري، وأن النسخة قديمة، وأعتقد أنها نسخة المؤلف. ولعل النسخ الأخرى جاءت مغلوطة دخلها غلط النسخ ولا شك أن المسالك هو المرجع الوحيد، فمن الضروري تحقيق نسخة، ومراعاة الصواب فيها، وهاتان القبيلتان متقاربتان في الاسم وفي السكنى ولاتزالان. والأمل أن يحقق هذا الأمر فيرفع اللبس عن طريق تحري النسخ، ثم ما يدعمها من تحليل ألفاظ اللغة الكردية وما هو أصل اسم الذئب أو ابن الذئب عندهم؟ هذا. واعتقد أن نسخة أياصوفيا هي الأصلية. لأن المؤلف يذكر أن أحد الخطاطين هو الذي كتب له عناوين الكتاب، والحق أن خط العنوان يشعر بأنه خط خطاط بارع، ولعله الذي كتب لنفس المؤلف. ولا شك أن البحث يجلو العلماء، ويعين الخطأ في أي النسخ، ونشير هنا الى أن قبيلة زرزا قديمة أقدم مما ذكره صاحب تقرير الحدود وصاحب المسالك، فقد جاء ذكر الزرزائية في المسعودي على ما نقل العلامة محمد أفندي الكردي، قاله في تاج العروس. (١) والأمل أن تظهر الوثائق فتجلو المبهم عن المقصود من نص المسالك.
كيله شين - أثر تاريخي ومما يتصل بقبيلة زراري أو زرزا بالنظر لاختلاف النسخ وهما متقاربان في المكان الأثر المعروف اليوم ب «كيلهْ شين» وهذا على جبل معروف بهذا الاسم، أول من عرفه من الغربيين، فكتب عنه «الميجر رولينسون» العالم الإنكليزي في رحلته. وهذا الجبل يفصل بين اوشنة والعراق، وله فروع.
قال صاحب مسالك الأبصار: «والزرارية مسكنهم من مرت الى جبل جنجرين» جبل كيله شين «المشرف على اشنة من ذات اليمين، وهو جبل عال، مشرف بمكانه على جميع الجبال، كان بهواه الزمهرير، وكأنه للسحب مغناطيس يجذبها لخاصه، وقد نصب عليه للتحذير ثلاثة أحجار طول كل حجر عشرة أمتار، وعرضه ربع هذا المقدار، ثخانته نحو ثلثي ذراع، منحوت من جميع الأضلاع، مركب في حجر مربع ثخانته تزيد على ذراع في التقدير، على كل من الثلاثة كتابة قديمة لم يبق منها سوى المعالم وهي من الحجر الانع الأخضر، الذي لا يغيره البرد ولا الحر، ولا تتأثر إلا بألوف السنين، تأثيرًا لا يكاد يبين، فالوسط منها على بسطة رأس الجبل، والآخران في ثلث عقبته لمن صعد أو نزل يقال انها نصبت لمعنى الانذار، وإن المكتوب عليها أخبار من اهلكه البرد والثلج في الصيف، وهم يأخذون الخفارة تحته، ويدركون أو يوارون من هلك ببرده.» اه.
وهذا الأثر التاريخي المعروف اليوم بكيله شين يعد حدًا فاصلًا بين إيران والعراق كما كان كذلك من أيام صاحب سياحتنامهء حدود.
٤
- قبيلة شقاقي
من قبائل الحدود في تركية، وفي إيران. وهي كبيرة، ومنتشرة في الأنحاء العراقية، متفرقة أفرادًا، وجماعات صغيرة، وتجاور القبائل العراقية، واتصالها بقبيلة هركي. ورئيسها اسماعيل سيمكو. وفي تركية في أنحاء حكاري على ما جاء في سياحتنامهء حدود.
وفروعها كثيرة: عودويي، أو عبدويي. ورئيسهم في إيران عيسى خان.
هناره يي. رئيسهم حسن اغا.
كاردار. رئيسهم في إيران سرتيب خان.
شرا، أو شرراه. ومنهم في إيران.
بوتا، أو بوتي. مشتركة في إيران والجمهورية التركية.
كركي.
كاوانا.
فنكا. رئيسهم عباس خان.
دلان. رئيسهم عمر خان.
عماني. رئيسهم في إيران محي الدين خان.
مامدي. منهم في إيران ورئيسهم قرطاس خان.
يسكنون القرى شتاء في صوما وبرادوست وجاري من إيران وصيفًا زوزان من إيران. ولم يكن لهذه القبيلة موطن في العراق. ويعرفون من أمد بعيد عندنا ب «الشقاقية». هذا ما علمته من العارفين بهم (١) . وذكر أوليا جلبي هذه القبيلة في مبحث اليزيدية.
٥
- قبائل أخرى
ومن القبائل الكردية في الحدود مريوان، ومكري، ومير باساك، وحيدرانلو وسبيكي أو سبيكانلو، وزبلانلو، وجلالي ... ولكل من هذه فروع كثيرة، وبين بعضها يزيدية. والمشترك بين العراق والأقطار المجاورة كثير. والتفصيل في «تاريخ العراق»، وفي «تاريخ العلاقات بين العراق وإيران». فاكتفى بالاشارة.
الأوضاع الاجتماعية
١
- العقائد
لا يؤمل من هؤلاء باعتبارهم قبائل إلا البساطة في العقيدة، والإسلام لا يحتاج في التعريف بعقيدته الى جهود عظيمة، أو مطالب كبيرة وإنما هو توحيد خالص وإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر. وهم إسلام ثم داخلهم التصوف، وصار للشخصيات أثر كبير في التوجيه، بحيث عادوا لا يعرفون من أمور دينهم إلا حب الشيخ، وامتثال أمره ومراعاة توجيهه ولا نأمن في هذه الحالة أن تدخلهم «عبادة الأشخاص»، وأن يذعن لهم القوم باستهوائهم، وأن يميلوا ميلًا زائدًا في الحب لهم. ومن ثم يحدث ما يتجاوز حدود الحب.
وأثر العقائد الإسلامية ظاهر بما يقومون به من الأعمال الدينية كالصلاة والصوم وسائر الفروض الدينية. ومعرفة أوليات العقيدة وأركانها مما يتكرر في كل صلاة. وعند أداء الفرائض المطلوبة.
وهؤلاء لا يكادون يفهمون من الدين إلا الأعمال مجردة دون تفهم الاعتقاد أو بالتعبير الأصح انصرفوا للعمل دون فهم المقصود فبقيت العبادة تجري على الاطراد المعتاد ... وأمور العبادة ظاهرة فيهم وأركان الإسلام مرعية إلا أن اتصال العلماء في بعض قبائلهم قليل.
وهناك عقائد أخرى شائعة في بعض القبائل. ومن أشهرها: الكاكائية.
العلي اللهية.
اليزيدية.
وقد فصلنا البحث في هذه العقائد في كتب أخرى.
٢
-
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
والطرق المعروفة كان تأثيرها على القبائل كبيرًا، ثم استخدمت في السياسة، وربما انقلبت المشيخة الى إمارة، فاستغل هؤلاء الطاعة والاذعان. وربما كان أصل أرباب الطريقة بعيدين عن ذلك، ولكن شعر أخلافهم بما شعروا به، أو مالوا بهم الى الغلو.
كانت «الطريقة السهرورية» شائعة بين قبائل الكرد، واكتسبت مكانة عظيمة، والنصوص التاريخية تعين ذلك، وموطن ذكرها «تاريخ العراق»، وإنما تدعو الحاجة لذكر الطرق المعروفة اليوم بين القبائل ١ - الطريقة القادرية: كانت هذه الطريقة متمكنة في الكرد، ولها مكانتها إلا أنها في هذه الأيام قل تأثيرها على الكرد، ولا يزال الميل الى النقشبندية في ازدياد، وسائرًا بانتظام.. وكانت مكانتها أكبر من غيرها خالية من الغلو ... لما كان الشيخ عبد القادر الكيلاني متصفًا به من صلاح وتقوى، وصار مقتدى الكل. ولا شك أن للقائمين من رجال الطرق المكانة اللائقة ... ولكن نشاط النقشبندية كان أقوى من غيره، بل تغلب.
وهنا شيوخ الطريقة سائرون تبعًا لما هناك من مؤلفات في الطريقة، وليس فيها خفاء، وكل ما يقال عنها أنها مقبولة في أساساتها، وليس فيها ما يشم منه رائحة الوحدة، أو الاتحاد، أو الحلول ... فهي طريقة زهد إلا أنها اليوم تابعة لرسوم تكاد تشغل المرء عن الفرائض الدينية، وفيها تكلفات لا تطلق. والأمر الذي يؤسف له أن هذه الطرق كونت ما هو أشق من الرسوم الدينية من التقاليد، وأضيفت الى ما في الدين فكأننا قد جمعنا بين الاثنين مما ساق الى الكسل والعطالة ... ولم يلتفت القوم الى أن أداء الفرائض الدينية هي المطلوبة شرعًا، وأن أمور الطريقة غالبها النوافل فليست من ضروريات الدين، أو الأمور الأخرى التي لا أصل لها إلا أن المرء كلف نفسه بما لم يكلفه الشرع، والتزم الشقه.
والمعروف من هذه الطريقة ان المربد حاول تقليد شيخه في حركاته وسكناته في حين أن القرآن الكريم قد صرح في الآية: (اتقوا الله ما استطعتم) وهذه لا حدود لها إلا الاستطاعة ولم تكن تابعة لشخص أو أشخاص بعينهم، في حركاتهم وسكناتهم وفي عبادتهم، وإنما ذلك تابع لقدرة المرء، ودرجة التزامه لما التزمه من النوافل، أو ذكر الله، بل المطلوب في الدرجة الأولى العمل الصالح والاستقامة.
وكان رؤساء هذه الطريقة: ١ - الشمولية: وهؤلاء ينتسبون الى «شمولة» قرية، يرجع اليها الشمولية وهم سادة، وجدهم الأعلى «بير خضر»، ومن شيوخهم «الشيخ محمود الشمولي» ومن أولاده «قادري» ومرقده قرب سردشت، و «نور بخش الدين». وهذا ترك «الشيخ شمس الدين» المدفون في سردشت أيضًا. وابنه شيخ عمر كذلك دفن هناك، ولهذا ابن اسمه شيخ عمر أيضًا، وابنه الشيخ شمس الدين مدفون في «كس نزان في إيران» ثم الشيخ عبد الله بن شمس الدين ودفن في «هرشل» وهي قرية تابعة ناحية شيخان في خانقين، ثم شيخ سعيد ابنه. وهذا له أخ اسمه شيخ سعيد كان مرشدًا ثم ابنه محمود، ثم شيخ أحمد ابن شيخ محمود.
وفي أيام هؤلاء كانت الطريقة شائعة ومعروفة.
ثم أنهم في أيام الشيخ فضل الله ابن الشيخ أحمد صاروا نقشبندية وبعده شيخ شمس الدين بن فضل الله ثم شيخ نجم الدين ابنه.
والقرى هناك: هرشل.
زاله.
باني بي.
سراو.
دره قلم.
شمشير كل.
كرمك.
ميدان.
قسلان عليا.
قسلان سفلى.
كوته ميدان.
٢ - البرزنجية: وهؤلاء شيوخ القادرية، من أيام جدهم الشيخ معروف وهم: الشيخ معروف وهذا من العلماء الصلحاء ومؤلفاته عديدة، وله معارضة قوية للشيخ خالد النقشبندي، ورد عليه رجال الطريقة النقشبندية ردًا عنيفًا «١» ولا محل لاستقصاء أحواله فقد بسطنا ذلك في تاريخ «شهرزور».
كاكه احمد «ابنه».
شيخ حسن ابن عم كاكه احمد.
شيخ محي الدين أخو شيخ حسن.
شيخ عبد الكريم شيخ حسن «ابن اخي شيخ حسن».
وهؤلاء سادة، وقد قطع الآلوسي في تفسيره بصحة نسبهم، وشجرة هؤلاء معروفة، والمهم أنهم قاموا بخدمات إصلاحية، فكانوا خير قدوة في العلوم وفي السلوك. وفي الأيام الأخيرة اشتغل رجالها بغير الإرشاد، فمالوا الى السياسة وحاولوا النجاح من طريقها، فانقلبت الى إمارة. والآن الشيخ محمود فاضل من كل وجه، نافذ الكلمة مسموع القول بل لا يرد له قول، والاذعان له والطاعة لا حدود لهما. وإن معالي الأستاذ الفاضل بابا علي ابن الشيخ محمود.
وعلى كل حال سارت الطريقة القادرية الى الاندثار وهكذا شأنها في الشمال من الأنحاء الكردية، بحيث كادت تضمحل، فإن أرباب الطريقة قد خمل أمرهم ولم يعد يعرف إلا القليل منهم.
٣ - الطالبانية: وهؤلاء من شيوخ الطريقة القادرية، وإن الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ محمود كان من أشهر شيوخها، وله مكانة معروفة. وتكاياهم عديدة في بغداد منها «تكية الطالبانية»، وهي معروفة (١)، و «تكية كركوك». وهذه مشهورة أكثر في تأثيرها على المدينة وعلى القبائل، وأهل القرى أكثر من غيرها.
وأول من أتى منهم سكن قرية طالبان من جمجمال فنسبوا اليها، ودعوا بالطالبانية، وهم من الزنكنة كما أكد لي كثيرون من رؤسائهم. ومنهم شيخ وهاب ابن شيخ حميد يسكن في بينكدره صار عضوًا في المجلس النيابي مرات. ومن رؤسائهم الشيخ حبيب ابن الشيخ علي الطالباني وهو رئيس الكل، ورئيس البلدية في كركوك.
ولهم قرى عديدة لا يمت أهلوها الى قبيلة بعينها، ورجال الطالبانية معدودون. وهناك من يقول إنهم جاؤوا من أنحاء سورداش وأصلهم كاكه سور ومير سور أولاد الشيخ موسى والشيخ عيسى، وعلى هذا لم يكونوا من الزنكنة.
وإن جدهم الأعلى الشيخ أحمد ابن الشيخ محمود ترك أولادًا كثيرين كل واحد منهم ذهب الى جهة، وتولى المشيخة فيها ... وصاروا يملكون قرى عديدة ومزارع كبيرة ... في لواء كركوك وجمجمال وكفري ...
ومن أولاده: الشيخ عارف. ذريته في أنحاء خانقين. وله أولاد وأحفاد منهم الشيخ وهاب ابن الشيخ حميد.
الشيخ عزيز.
الشيخ عبد الرحمن.
الشيخ محي الدين.
الشيخ عبد الكريم.
الشيخ غفور.
الشيخ قادر.
الشيخ عبد الفتاح.
الشيخ صالح.
ومن هؤلاء: ١ - الشيخ عبد الرحمن. كان شاعرًا مشهورًا كما أنه كان شيخًا فاضلًا، ورئيس طريقة معروف في كركوك ويعد من مشاهير الشعراء في أيامه. وله ديوان فارسي وتركي. طبع على الحجر في ذي الحجة سنة ١٢٨٤هـ. وغالب ما تكلم فيه عن شرح المتنوي، وفي مدح الشيخ عبد القادر الكيلاني، وفي التصوف، له غزل على لسان المتصوفة. طبعه رشدي بك ابن رشيد بك الكوزلكلي والي بغداد الأسبق في مطبعة رضا باستانبول وإن لقب الشيخ عبد الرحمن «خالص» كما يفهم من الديوان. وكان له تأثير كبير على العشائر الكردية، وعلى أرباب الطريقة.
٢ - الشيخ رضا ابن الشيخ عبد الرحمن وهو شاعرهم الأكبر بل هو شاعر في اللغات التركية والعربية والكردية والفارسية وديوانه طبع مرتين. ويقال انه لم يستوف شعر الشيخ رضا في طبعتيه وإن الطبعة الأخيرة كانت سنة ١٩٤٦م ببغداد وهي أكمل من سابقتها. وفيه هجاء مقذع، ونقد مر. وقد فصلنا أحواله في «التاريخ الأدبي» في العراق.
٣ - الشيخ عبد القادر ابن الشيخ عبد الرحمن أخو الشيخ رضا. ومخلصه «فائز» وله شعر كثير، وله قصيدة تسمى «ساقي نامه» ...
٤ - الشيخ علي. درويش تكية بغداد وشيخها.
٥ - الشيخ محمد خالص. كان قائمقامًا في عقرة أيام الترك. وله شعر، وسنتعرض لشعر هؤلاء في موطن غير هذا ...
٦ - الأستاذ الشيخ حسن. الآن متصرف لواء السليمانية، وهو من أصدقائنا الذين نحتفظ بصداقتهم.
هذا. ولا يهمنا تعداد كل أولاد الشيخ أحمد. عرفوا بالطريقة القادرية، ومشيختها وكان لهم الصوت الأعلى إلا أن طريقة الشيخ خالد تغلبت عليهم وكادت تزول الطريقة القادرية من البين. وهؤلاء اشتهروا أكثر من غيرهم وعرفوا بالشعر أو المشيخة، أو الإدارة، أو الجيش. فتنوعت المواهب.
هذا ولا تزال الطريقة القادرية معروفة ولها مكانتها في الكرد وفي غيرهم، بل هي شائعة في مختلف الأقطار الإسلامية. وفي الشمال من أرباب طريقتها آل البريفكاني ولا يزالون على الطريقة، ولا محل للتوسع.
٢ - الطريقة النقشبندية: كانت هذه الطريقة معروفة في العراق قبل الشيخ خالد إلا أن الشيخ أكسبها نشاطًا ومكانة من جراء أنه كان من العلماء، وأنه سلك بالقوم طريق العبادة والديانة، ولم يفصل بينهما وبين طريق التصوف الأمر الذي تمكن به أن يجعل الطريقة زاهدًا خالصًا، وعبادة لله وطاعة لرسوله ... مع علم وثقافة دينية. ولذا نجد غالب الآخذين عنه من العلماء المعروفين. ولم يقل أحد منهم بإبطال المفروضات.
وللأسف لم تمض على ما كان عليه الشيخ خالد. ولا أخلافه من العلماء أهل طريقته ... فدخلها أمور لا علاقة لها بالدين، وكل ما فيها اعتبار الشيخ الكل في الكل من جهة الطريقة وغيرها في حين أنه إذا كان الأخذ عن الشيخ ضروريًا في الطريقة فلا ضرورة تدعو لاعتباره أصلًا في الأمور الدينية التي أخذناها عن الرسول «ص» المرشد الهادي الأعظم ...
وقد فصلنا ترجمة الشيخ خالد وأخلافه في «تاريخ العراق» إلا أننا هنا لا نمضي حتى نشير الى نبذة من ترجمته، ونذكر بعض الآخذين عنه في أنحاء الكرد من ألوية العراق ...
الشيخ خالد النقشبندي: من قبيلة ميكايلي من قبائل الجاف من فرع آلي بكي «علي بكي». وهذه الفرقة تنتسب الى عثمان بن عفان «رض»، فهي أموية. وميكائيل هذا هو بير ميكائيل صاحب الأصابع الست المعروف ب «شش انكشت»، والشيخ خالد هو ابن احمد بن حسين من هذه الطائفة، وكان ممن درس العلوم. ولد سنة ١١٩هـ تقريبًا، وتوفي ليلة الجمعة ١٣ ذي القعدة سنة ١٢٤٢هـ - ١٨١٧م في دمشق في الطاعون ودفن في الصالحية (١) وله ديوان مطبوع، ومكتوبات أي رسائل وهذه مطبوعة أيضًا في سورية سنة ١٢٨٩هـ. وغالب كتب الطريقة مطبوعة.
وقد أخذ عنه كثيرون في بغداد وغيرها ويهمنا من كان له تأثير على القبائل من رجال الطريقة: ١ - الشيخ عثمان الطويلة. وهذا من خلفاء الشيخ خالد في أنحاء الكرد في السليمانية وأربل وكركوك من الألوية العراقية، وغالب الكرد أخذوا عنه وعن أخلافه ... وطويلة في هاورامان في حدود إيران تابعة للسليمانية من تلك الأنحاء وبقيت المشيخة متسلسلة فيهم. ومن أولاد عثمان اليوم الشيخ علاء الدين ابن الشيخ محمد بهاء الدين ابن الشيخ عمر ابن الشيخ عثمان المذكور، وللشيخ عمر ابن اسمه علي حسام الدين ابن الشيخ عمر المذكور كان منزويًا في أنحاء بيارة قرية على حدود حلبجه في هاورامان. وتوفي في سنة ١٣٦٦هـ (١٩٤٧م) وقد فصلنا أحوالهم في محل غير هذا.
٢ - قره حسن جيوان من خلفاء الشيخ خالد، وجيوان قرية في برزنجه.
٣ - الشيخ إسماعيل البرزنجي. وهذا كان معروفًا.
٤ - الملا عبد الغفور الكردي الكركوكي. وجاء ذكره في المجد التالد.
ولا يهمنا التفصيل عن هذه الطريقة، وموضوعها تاريخ العراق، وإنما نقول هنا إن العشائر تأثروا بها كثيرًا، وعادوا لا يعرفون غيرها تقريبًا ... والحق أن الشيخ خالد كان من أهل الصلاح والتقوى، ومن أرباب العلم في الدين. حاول أن يصرف الناس الى العبادة والعلم. وكان الكرد في وضع مؤسف من النهب والشقاء. وارتكاب الشرور، وبين لهم أن أداء المفروضات لا تكفي حتى يتصف بالسلوك المرضي، وكاد ينجح في مهمته لولا أن القوم صاروا يتخذون حركاته وسكناته عقيدة أو طريقة فتكوّن بلاء آخر، وكان الناس لا يعرفون سوى التقليد بالحركات والسكنات المادية والاعتقاد بان ذلك موصل ...
وأكثر انتشارًا في لواء السليمانية وأنحاء عديدة سلسلة الشيخ عثمان طويلة وهذه هي: شيخ عثمان.
شيخ بهاء الدين.
شيخ عمر ضياء الدين.
شيخ نجم الدين. توفي.
شيخ علاء الدين. الآن موجود.
والآن كما بينت سارت على نهج منتقد من أمور: ختم الخواجكان.
التوجه.
وفي هذه إهمال للشرع، وتوجه أشبه بالوثنية ... بل اقرب الى عبادة الأشخاص.
٣ - الطريقة النقشبندية في كرد الشمال: وهذه انتشرت على يد خلفاء الشيخ خالد، وعمدتها: ١ - في العمادية والأنحاء المجاورة قد نال طه الخلافة في هذه الطريقة، والمعروف أنه من أولاد عبد العزيز ابن الشيخ عبد القادر الكيلاني، فاشتهر بهذه الطريقة، واكتسب مكانة، وذاع صيته في الأنحاء الكردية المجاورة وفي الموصل أيضًا. وأخذ الطريقة منه جماعة في أنحاء الموصل، كما أن الشيخ عبد الرحمن الطالباني اكتسب شهرة في الطريقة القادرية بأنحاء كركوك وكان يعد في حينه أنه في الدرجة الثانية من شهرة الطالباني.
إن السيد طه يقيم في ناحية كور للإرشاد. وهي تابعة للعمادية، وله خانقاه في قرية برده سور، وإن أخاه الشيخ السيد صالح له تكية في ناحية كوَرَ. ولهم قرى في إيران منحتها الحكومة الإيرانية للشيخ طه. وأتباعه هناك كثيرون، ومنهم في أورمية، وقد نال هذا الشيخ أعني السيد طه الكيلاني صيتًا كبيرًا، وله أتباع عديدون في الموصل وعقرة والعمادية وسائر الأكراد في الشمال.
إن مكانة هذا الشيخ كبيرة جدًا، وأن الأكراد أذعنوا له بالطاعة التامة، وكانت مشيخته هناك بنطاق واسع. وكان أخوه السيد صالح من الشيوخ المعروفين فيها، قد جعله أخوه الشيخ السيد طه خليفته ولما توفي خلفه الشيخ عبد الله ابن الشيخ طه وأشتهر كثيرًا ...
وكان له ولدان: محمد صديق. وترك السيد رشيد، فمات بلا عقب، والسيد طه الثاني. وهذا أعقب أولادًا كثيرين منهم السيد محمد صديق صار نائبًا.
السيد عبد القادر. وأعقب «السيد محمد» وله أولاد. وأما ابنه الآخر وهو «عبد الله» فهو الآن في إيران في ناحية «أشنه» وله ابن اسمه سيد عزيز ...
وكادت تنقلب الرياسة الدينية، أو رياسة الطريقة ومشيختها الى إمارة، فدخلت ميدان السياسة، وغالب ما علمناه منقول من سياحتنامهء حدود، وتاريخ العراق. (١) ٢ - الشيخ محمد البارزاني: وهذا انتشرت الطريقة على يده في أنحاء زيبار وبارزان أخذ الطريقة من السيد طه الكيلاني وأعقب ابنًا اسمه «الشيخ سلام» وهو شيخ النقشبندية بعد والده. ثم أعقبه ابنه «الشيخ محمد» وهذا من أولاده الشيخ أحمد، والشيخ ملا مصطفى وآخرون.
الشيخ أحمد.
ملا مصطفى.
الشيخ محمد صديق.
الشيخ سلام قتله الأتراك في الحرب العالمية الأولى.
وهؤلاء يعدون من أكبر شيوخ الطريقة في تلك الأنحاء التي هي تحت سلطتهم، ولا يزالون. حاولوا قلب الطريقة ومشيختها الى «إمارة» بل قاموا فعلًا بذلك، فاستغلوا طاعة الأكراد لهم، فوجهوهم نحو الإمارة أو الرياسة القبائلية فانحرف هؤلاء بقدر ما كان قد أصلح أجدادهم.
٤ - تكايا أخرى: لا يهمنا ما كان في الموصل، ولا ما كان في البلدان المهمة، وإنما الذي تدعو الحاجة لذكره الطريقة التي تتأثر بها أهل البداوة، وهم أهل القرى، أو الرحل، ومن ذلك التكية المعروفة في قرية «بأمرني» فإنها كان يتولى مشيختها الشيخ بهاء الدين فقد ذاعت شهرته في تلك الأنحاء، وتبعته قبائل عديدة في هذه الطريقة وهي نقشبندية.
والحاصل أن تعلق الكرد بالدين، وبأهل الصلاح والتقوى كبير جدًا، وإن استغلال الأخلاف من أهل الطرائق للإمارة وللسياسة تضييع لمكانة الإرشاد، فاستفادت من تلك الطاعة.
والآن كثيرون من شيوخ الطريقة قد تمكنوا من استخدام مريديهم في أمور غير المشيخة، فلم يتأخروا عن تنفيذ ما أرادوا. والمطلوب التوجيه الصحيح مهما كان موضوعه ...
ولا ينكر أن بعضهم كانت غاياتهم شريفة، وأوضاعهم لمصلحة الدين أو الوطن والبعض الآخر يحاولون أن يكونوا بنجوة من كل كلفة. أو أنهم يريدون التخلي من كل قيد.
٣
- الحياة المعايشية
١ - تريبة المواشي «الرعي»: لكل عشيرة، أو قبيلة اتجاه في حياتها المعايشية، وطريق في انتاجها ... فالجاف مثلًا مشهورون في تربية المواشي، وأكثرها الأغنام، ولعلها السبب في تحولها للحصول على مراع، لإعاشة ما لديها من مواش، ومن قديم الزمان اقتسموا المواطن وتعين لكل طائفة أماكن خاصة بها، فلا تتجاوز مواطن رعيها في الجبال المباحة والمراعي الخصبة بين إيران والعراق صيفًا وشتاء، وهكذا القبائل الرحل الأخرى لكل منها موطن رعي وغالب الوقائع، والحوادث تجري ابان المرور فتتنازع بينها، ومع العشائر الأخرى، أو مع رجال الدولة الإيرانية. وهذا في السنين الممحلة، أو قلة الخصب، أو كثرة ما لدى العشيرة من حيوان فتمد يدها مما يؤدي الى وقائع.
أما إثارة الزعازع أيام توتر العلاقات بين إيران والعراق فهذا قليل، والقبائل الكردية أهل مصالح مع الدولتين، لا يحاولون التشويش بينهما. ولذا ورد في سياحتنامهء حدود وفي تقرير الحدود أن هؤلاء يميلون الى إيران أكثر، ومن ثم نعلم المغزى في أن القوم ذوو علاقة واتصال لا يريدون ضياع مواطن رعيهم، فلا يسارعون في المناضلة، أو إبداء العداء ... وشأن الرعي يستدعي ذلك، ولكن في الوقائع الأخرى في الغالب مبناها شخصية، أو أثناء المرور لما يرون من معارضة أو تعديات من الموظفين في سيرهم، أو من القبائل في طريقهم.
وإحصاء ما عند القبائل من الغنم أو الدواب والمواشي أمر لا يصح بوجه، وما كتبه الأجانب لا يعدو التخمين، ولا يعول عليه ... ولكن الأمر المهم أن هؤلاء على كثرتهم يعيشون على الرعي، وهو من لوازم تجولاتهم وتنقلاتهم، وإن أكثر ربحهم منه ... ويتولد لهم ثراء كبير، ويعدون من أغنى القبائل من جرائه ... وفي الوقت نفسه يقدمون لأهل المدن ما يحتاجونه من مادة. وفي كل سنة يقدمون للبيع مقدارًا وافرًا، لا يوازيه ما يستفاد من الزراعة سواء من الغنم للذبح، أو السمن، والجبن وما شابه ... كالصوف والجلود ... ولكل قيمته وفائدته. والقبائل المستقرة لا تخلو من مواطن للرعي، أو تنقل مهما كان نوعه.
هذا. وليس لنا من الاحصاء ما يؤيد الغرض المطلوب ... إلا أنه يصح أن يقال بطريق القطع أن مهمتهم كبيرة جدًا، لا تقل عن أهمية الزراعة، بل هما لازمتان للحياة الاجتماعية.
٢ - الزراعة: هذه لا يقوم بها كل القبائل، والرحل منهم لا يتعاطون الزراعة إلا قليلًا، وإنما يتعاطون الرعي، وأما الذين يتعاطون الزراعة، فهم سكان القرى في الأغلب، ولكنهم لم ينقطعوا تمامًا اليها، وإنما يتعهدون تربية المواشي في كثير من الأحيان ... ويستفيدون من الناحيتين، ويقومون بالمهمتين ... والملحوظ أنهم في زراعتهم لا يقدمون إنتاجًا زائدًا بحيث يعرض للأسواق، فيكاد زرعهم لا يكفي إلا لسد حاجاتهم ...
والأراضي كثير منها مفوضة في الطابو، وإن امراءها ورؤساءها يملكون القسم الكبير منها، وللمتفوض العشر في الديم «المطري»، أو الخمس في السيح «المائي» ... وأما الشلب فيؤخذ فيه النصف. وهذا هو العام أو الأغلب هناك ولكنه يختلف كثيرًا في بعض المواطن فلا يستقر على قاعدة، ففي «قضاء كفري» الأمر متفاوت جدًا.
وكذا في أربل، وفي أنحاء عديدة. ويغلب على المراعي أن تكون مباحة، وبعض القرى أميرية غير مفوضة، ولكل واحدة حكمها. وأني أضرب مثلًا في الجاف، فإنهم في أراضي السيح خاصة يعطى «حق المختار» أو «السركلة» خمس الخمس المذكور، وفي الديم يأخذ المختار حقه من الفدان الواحد من «حق الطابو» فلا يعطيه للملاك «المتفوض» أي أنه معفو من حق الطابو، وإذا كانت قرية المختار معمورة، فلا يؤخذ منه حق الطابو عن فدانين اثنين، وفي هذا تشويق له، فكان هذا شكارة «منحة» فلا يكون تابعًا لحق الطابو، ويؤخذ من الآخرين ...
وعلى كل حال نرى صاحب الطابو يأخذ حقه فيما إذا كان الزارع يملك فدانًا، ويقوم بإدارة زرعه بنفسه دون استعانة بأحد، ويتولى أمره مستقلًا، أما إذا كان الزارع لا يملك فدانًا فحينئذ: ١ - يأخذ عن الكراب أجرة باستخدامه كعامل مقدار «دينارين» وربع الدينار في الفدان البغلي، ويبذر هذا الفدان ٣٠ وزنة حنطة، أو شعيرًا إلا أن هذه يختلف وزنها، وتساوي عندهم «٣٥ وزنة» بحسابهم ونظرًا لأوزانهم، وقد يكون الفدان نصفه حنطة والآخر شعير كما هو الغالب. وللكاروب «الفلاح» هذا «شكارة» ستة أمنان حنطة، وثلاثة أمنان من الشعير، وأحيانًا يكون العمال قليلين فيسمح أن تكون ستة أمنان للفلاح ويسمونها «شكارة». يضاف الى ذلك أن صاحب الفدان يقوم بخبزه وأكله ويعطى له جبنة، وكالة «حذاء».
٢ - وفي «الفدان البقري» يأخذ دينارًا واحدًا وثلاثة أرباع «٧٥١ »، ويقدر بنصف الفدان البغلي تقريبًا ...
٣ - لا يختلف الحكم بين أن يقوم الملاك بهذه العملية، أو أن يقوم بها غيره من ذوي اليسار منهم ... ولا يتباين الأمر باختلافهما ...
٤ - في الحصاد نرى كل فدان بغل يحتاج الى ٣ أشخاص وهؤلاء يتعهد بهم صاحب الفدان، يحصدون ويدوسون، ويذرون، وينقلون التبن الى المحل المطلوب ... فيأخذون حينئذ ٧١ من الحاصلات في الحنطة، و٦١ من حاصلات الشعير ... وكل مصرف يعود الى صاحب الفدان ...
وهذا يختلف في الموطن الأخرى بالنظر لقرب المحل وبعده عن مكان البيع أو الصرف، أو القضاء أو ما ماثل من محال الاستهلاك في الألوية أو المدن الكبيرة ... فتكون المقاولة تابعة للرضا بين الطرفين من الفلاحين والملاكين، وأصحاب الفدن والفلاحين إلا المطرد الأغلبي الذي رأيناه عند الجاف وهو هذا وفيه تشويق من أمراء الجاف لقبائلهم، فلا يرى في غيرهم هذا التساهل في المقدار المأخوذ ... في حين أن غيرهم يأخذ اكثر من الخمس والعشر في المزارع والحاصلات لحصة الطابو ...
وقد بسطنا الكلام في كتابنا لواء اربل ما يجري هناك، فلا نتوسع بذكر كل جهة، وما فيها من تعامل.
٣ - الشاة مرتع: الجاف لا يأخذون شاة مرتع، وأما غيرهم من الرؤساء فيأخذون، وبعضهم يأخذ حتى من الجبال المباحة ... وفي هذا مراعاة من أمراء الجاف لأعوانهم، وفي اربل الأمر على خلاف ذلك، فإنهم يأخذون شيئًا كثيرًا عنه ... ولعلنا نبحث عن الشاة مرتع.. في موطن غير هذا.
وقد مر بنا ذكر بعض ما تأخذه إيران من الرسوم الأميرية عرضًا. والدولة العثمانية قد عينت المقرر لها في قوانينها ولكنها تتساهل مع العشائر في قوتها، وتأخذ من العشائر الضعيفة ...
٤ - الغراس: من أشهر الأعمال الزراعية في ألوية الكرد. يقومون بغرس أشجار فواكه وأحطاب وخشب. وكل هذه لا تأتي لهم بفائدة كبيرة من جراء صعوبة المواصلات. وقد مر بنا ذكر بعض ما يستحصل من الأشجار مثل الفحم والكروم وسائر المغروسات. والبحث في هذا مما يتعلق بكل لواء على حدة.
٤
- عرف القبائل
هذه أشبه بالقبائل العربية في عرفها، ولم يقع الا اختلاف قليل في الكم لا في الكيف أي في مقدار التعويض عن الجرائم. وقانون العشائر يسري مفعوله على هؤلاء أيضًا مما يتعلق بالقضايا الجزائية في الأكثر ... ويهمنا أن نقول انهم يشتركون والعرب في سائر أحوالهم وأوصاف القبائل وأحوالها لا تختلف كثيرًا ومما هو مشهود في القبائل الرحالة أنهم كسائر البدو من العرب يتقوتون بالتمر ... ويكتالون الكثير منه، ويعدونه من أقواتهم المهمة ... وإكرام الضيف شأنه كبير عندهم وكذا الشمم وعزة النفس الأمر الذي دعا أن لا تتدخل الحكومة في شئونهم بتوغل وكانت تكتفي من الرحل منهم بالمقطوع ... فلا يرضون بتدخلات الموظفين من رجال الدولة العثمانية، والآن قد تغلب الاستقرار والمستقرون منهم لا يختلفون كثيرًا عن أهل المدن.
وهنا نعين بعض قواعد العرف القبائلي في الخصومات، وكل ما يقال فيه أنه يعود أمرها للرؤساء، أو لأمراء القبائل، ولا يتدخل غيرهم. وهذه أهم المطالب التي يتناولها القوم: ١ - الدية. ويقال لها «خوين» أي «الدم» وتسميتها تشير الى أن الأصل عشائري في الكل. وهو واحد ... ويتفاوت مقدار الفصل في دعاوي القتل فأقله بين الفقراء «٢٠» دينارًا، وتؤخذ امرأة وفرس لإماتة الضغائن والقضاء على الفتن، وأن لا يثيرها أحد بعد هذا التقرب والمصاهرة.
وقتل الأمير عقوبته كبيرة، ففي مرة قتلت قبيلة «شاطري» محمد باشا الجاف في محل يقال له «جمنهْ»، فكانت العقوبة قاسية، فنكل الأمراء بالفخذ وهو «كرم ويسي»، فانقرض من جراء القتل الذريع فيه، وقد شمل حتى النساء والأطفال، ومبناه الغيض والحنق. والأمثلة الأخرى لا حدود لها.
ويؤخذ الفصل في القتل الاعتيادي من القاتل أولًا. فإن عجز أخذ من اقربيه، ثم من فخذه، وهكذا وأما إذا كان بين قبيلة وأخرى، فتحسب القتلى، وتؤخذ الدية من القبيلة ... فالشخصي يعتبر الأصل فيه أن لا يشترك معه الآخرون ويقرب من هذا ما عند البدو فلا يسألون أكثر من الظهر الخامس ... ومن ثم نرى التماثل في العرف، ونشاهد سيرته جارية على التضامن فيه ودرجته، وكأنه موكول بدرجة التضامن بين القرية أو الأقارب الأدنون ...
٢ - الدخالة. ويقال لها «بنا»، وأصلها «بناه» وهو الملجأ. وهذا يحافظ عليه، ويذب عنه حتى يفصل بتدخل المصلحين ... وإذا تجاوز أقارب المقتول بعد التجائه لمن قبل الدخالة أن يدمر ما يراه من أموال، ويقتل من شاء تجاه تلك الفعلة المنكرة التي أجراها أهل المقتول، وعندهم أمر هذه كبير ... وهذا يولد «الحشم» المطالب به والمعروف بين قبائل العرب.
٣ - الوسكة. ويقال لها «بارْمتهْ». وهذه لا تختلف عما عند العرب، فلم تجد فروقًا مهمة تستحق التدوين.
٤ - الحشم. ويسمى عندهم «وُشِرْ» وهذا يأخذه الرئيس ما عدا الدية، وهو تعويض جزاء كسر الدخالة، وقد تكون المعاقبة شديدة، ولهذا لا يقدمون على انتهاك حرمتها. والتعديات ضد الأخلاق لا وجود لها عند بعض القبائل، أو أغلبها وأنها لا تقع في الغالب، ويفخر الجاف في أنهم ليس لديهم فساد أخلاق. وهذا ما يقربهم من العوائد العربية الخالصة التي لم تؤثر عليها الحضارة.
ومن المهم أن تدون الوقائع ويعرف ما هنالك من عرف قبائلي الا أني أقول هنا أن الكرد تغلب عليهم سكنى القرى فيجب أن يكون الحاكم هو القانون وأن لا يلجأ الى العرف القبائلي.
وقد سبق أن ذكرت في الجلد الأول بحثًا موسعًا في العرف القبائلي و «قانون العشائر» ويكاد يكون مشتركًا. وأقول هنا ما كنت قد قلت هناك.
٥
- الأدب الكردي
لا تخلو أمة من آداب وإن كانت عريقة في البداوة، وإن الأمة الكردية ترجع آدابها الى تاريخ أصلها وهو قديم. ومن الغريب أننا لم نعثر على آداب معروفة. ولعل السبب أن الأدب الفارسي، قد أثر عليها وكذا الآداب الأخرى من جراء ان لسان الإدارة والعلم والأدب والدين كان في تلك اللغات، ومنها اللغة العربية.
- نعم لم نجد لغة كردية قديمة، وأعتقد أن الفارسية أثرت عليها كثيرًا بحيث أنستها أصل لغتها، وربما كانت تشبه بعض لهجاتها القديمة، واستبعد أن تكون الكردية الحاضرة على اختلاف لهجات أهليها اللغة الأصلية، وربما انقرضت لغتها، فصارت تعد فرعًا من الآداب الفارسية.
ورغبتنا شديدة في أن نقف على لغة الكرد القديمة، أو على بعض نصوصها وأما اللغة الحاضرة فإنها ذات علاقة بالآداب الفارسية، وموزعة الى لهجات متنوعة، وبعضها متباعدة. وهذه قديمة أيضًا ولكنها متصلة باللغة الفارسية، وربما كانت الفارسية أثرت عليها مع هذا لم تدون الى وقت قريب منا، أو أن المدونات قليلة لا تصلح للبحث.
وفي أيامنا معالي الأستاذ توفيق وهبي ممن تخلصوا للبحث اللغوي، والمقابلات اللغوية، ويعد من أركان المعرفة في هذه المطالب المهمة، ومن المؤسف أنه لم يجد المادة جاهزة، وإنما تحتاج الى بذل جهود، والى تعاون تام لتظهر بمظهرها اللائق. وبعد ادراك ذلك كله وكذا النواحي الأدبية من منظوم ومنثور وما نحتاج اليه منها ... تكون المعذرة واضحة في أن الأدب القبائلي لم تنشر فيه مؤلفات تصلح للبحث، ولا في الاستطاعة الوقوف على العلاقة بين أدب البادية، وأدب أهل المدن ...
وفي هذه الحالة لا نقول بفقدان الأدب القبائلي ولكن المدونات فيه قليلة لا طريق للبحث فيها، بل لم تخل القبائل من أدب، وغالب الرؤساء يقرأون ويكتبون، وأكثرهم غير خال من الأدب الفارسي، أو العربي. ولا شك أن ذلك ذو أثر كبير على الأدب الكردي. والمتعلمون من غير الرؤساء ليسوا بالقليلين وبين القبائل كثيرون ينظمون الشعر الكردي، كما أنهم أهل ثقافة في الأدب الفارسي والأدب العربي.
مر بنا ذكر جماعة من الشعراء والأدباء خلال المباحث، والأغلب في لواء السليمانية وكركوك، وقل من كان في لواء اربل خاصة، وإن الأدب الكردي في الشمال غير متصل بهذه الألوية، ولا هو بكثرة هؤلاء. وممن نال شهرة «نالي» و «خان قبادي»، و «عثمان باشا»، و «طاهر بك» وقد مضى ذكرهم، ولا يزال شعراء آخرون في الجاف خاصة مثل محمد أمين بك، و «أحمد حسن جاوش». وفي الأيام الأخيرة ظهر «شيخ رضا الطالباني»، فبز الكل، وفاق بشعره الكردي. وكل هؤلاء أو أغلبهم لم يكن شعرهم على البداوة، وإنما هو متأثر في الأدب الفارسي في الأكثر.
وغالب هؤلاء في تعاون مع أهل المدن، أو كانوا متأثرين بهم، وإن أجل ثقافة أدبية نراها مشهودة في «لواء السليمانية» أكثر من سائر الألوية وإن كان رجال العراق لا يخلون من تأثير في ثقافتهم، والاتصال بينهم لا ينكر مما لا محل للتوغل فيه، وإنما يعود البحث فيه لكل لواء على حدة، والتثبت من الأدب في مراكز الألوية والاتصال بتاريخها.
هذه حالة الأدب القبائلي وهو غير موحد، بل موزع الى لهجات ... ولا محل للتوسع في مكانته من آداب المدن. والأمل أن تظهر مدونات فيه كما نشاهد ظهور بعض الآثار الأدبية، والمطابع والوسائل المدنية قد سهلت الاشتغال.
٦
- الحالات الأخرى
لا نستطيع أن ندون كل ما يجب أن يعرف عن القبائل من حالات اجتماعية، فمثل هذا يحتاج الى سعة خاصة وقد عزمنا على بيان ما نتمكن منه في تاريخ كل لواء من جراء الاشتراك المشهود بين القبائل وأهل المدن بلا كبير فرق كما أشرت الى ذلك. ومن جهة أخرى أن الفروق في كل ناحية قد تدعو الى بحث خاص بها ولا تظهر في عموميتها بوضوح. ولعل في هذا كفاية
خاتمة القول
هذا ما تمكنا من تدوينه عن القبائل الكردية استقاء من منابع تاريخية موثوقة، ومن اتصال ببعض القبائل، وبالعارفين منها ممن اعتقدنا أنهم أهل أن يؤخذ عنهم، ولا نستطيع في هذه الحالة أن نتجرد من كل تبعة، فالتقصير لا طريق لنا في التخلي عنه، ولما كانت غايتنا اطلاع العراقيين على أبناء وطنهم والتعرف بهم فالمعذرة واضحة وتدارك الخلل بالتنبيه عليه ممكن.
ولا شك أننا كتبنا القليل وما فات اكثر. ولعل كثيرين يعلمون أوسع مما كتبنا. وفي هذه الحالة، وبعد أن رأوا هذا الكتاب قد وصل الى أيديهم يترتب عليهم بيان ما فات، والاستدراك لما نقص، والإصلاح لما وقفوا عليه من خطأ.
والتعاون على العمل يؤدي قطعًا الى توليد نتائج كبيرة في المعرفة. والإحاطة غير متيسرة، والصواب غير مكفول. وأرى من واجب الذمة الإسراع في إصلاح ما يستدعي الإصلاح في أقرب فرصة، فلا أستغني عن الفات النظر، والمرء كثير بإخوانه.
والأمر المهم الذي أحاول إبداءه إن العمل المنظم يسوق دائمًا الى نتائج نافعة، فالغلط يناله الإصلاح، والنقص يكمل، والزائد يحذف ... وكل هذا تابع للمعرفة، وللتعاون في أمر الإصلاح. والمرء لا يستطيع أن يقدم أكثر مما عنده.
هذا. وجل ما أتمنى أن لا يطول الانتظار، وأن ينال التحقيق مكانته، والتتبع محله في التنبيه لتدارك الخلل. ومن جهة أخرى طرق الإصلاح واضحة والتنظيم ضروري قطعًا.
والله ولي الأمر (١) ومن هذا النوع ما ينقل عن بعض العشائر العربية لما سئل اجاب: الله ربنا، وفلان شيخنا..! ولكنه لا يهمل فخذه وقبيلته.
(٢) عشائر العراق الجلد الأول ص٤٣ - ٦٤.
(١) وفي الشمال تسمى القرية (كند) و(آوايي) أيضًا.
(١) ونشاهد مثل هذا في بعض القبائل الريفية من العرب.
(١) خلاصة تاريخ الكرد وكردستان ص٤٠ وهناك استعراض لبعض الآثار القديمة والحديثة.
(١) مروج الذهب ج١ ص٣٠٨ (٢) روضة المناظر في اخبار الأوائل والأواخر. لابي الوليد محمد بن الشحنة هامش بن الأثير ج٧ ص٧٨ (١) اوليا جلبي في سياحته ج٤ ص٧٥ وفيها تفصيل عن الكرد وموطنهم وتعداد عشائرهم وانها ستة آلاف عشيرة وقبيلة، قال وكلهم شافعية.
(٢) مسالك الابصار ج١٠ في مكتبة ايا صوفيا رقم ٣٤٢٣.
(١) هذا الكتاب مخطوط وعندي المجلد الثاني منه.
(٢) لعله اراد به أن المرحوم محمد فيضي الزهاوي الا اننا لا نعرف له هذا الاثر، ولم يوضح عنه.
(١) معجم البلدان مادة شهرزور (١) حياحتنامه حدود ص٣٥٤ (٢) خلاصة تاريخ الكرد وكردستان ص٣٨٢ (١) ترجمته في كتاب (منتخب الذخائر) .
(١) تاريخ العراق بين احتلالين ج٦ لا يزال مخطوطًا.
(١) تقرير الحدود: درويش باشا ص٥٨ وسياحتنامه حدود ص٢٤٢.
(١) تحققتها من إبراهيم بك الجاف ومن المرحوم عبد الله بك كيخسرو ومن كريم بك الجاف وهؤلاء من أكابر رجالهم من الامراء. وهؤلاء من أكابر رجالهم من الامراء.
(١) وله أخوة ماتوا بلا عقب، وتوفي هو في ٢٦ تشرين الأول سنة ١٩٤٤م.
(١) سياحتنامهء حدود ص٢٤٤ وتقرير درويش باشا ص٥٨.
(١) ولي محمود باشا إمارة القبيلة في سنة وفاة والده (سنة ١٣٠٨هـ) . وكان قد ولد سنة ١٢٦٢هـ. ونال مكانة كبيرة. توفي في ٦ شعبان سنة ١٣٣٩هـ (مشاهير الكرد ج٢ ص١٨١) وهناك تفصيل ترجمته.
(١) سياحتنامهء حدود ص ١٦٤.
(١) رسالة في (تاريخ الجاف) نحو المائة صفحة مخطوطة رأيتها عند كريم بك، أخذت عنها بعض المطالب وهي عمدة في التعريف بهذه القبيلة.. سواء في تفرعاتها ومواطن تجولاتهم وسائر حالاتهم الأخرى.
(٢) «الحديقة الندية»، في الطريقة النقشبندية مخطوطة عندي بخط مؤلفها محمد ابن سليمان بن مراد البغدادي ومؤرخة سنة ١٢٣٦هـ وقد طبعت بمصر. (والمجد التالد) في مناقب الشيخ خالد تأليف السيد إبراهيم فصيح الحيدري طبع في دار الطباعة العامرة باستانبول سنة ١٢٩٢هـ.
(١) يلفظ (سوزكي) أيضًا.
(١) ويلفظ «اليكي» (٢) ومنهم من يقول «اليجان» فقط للاختصار. وأصلها علي جان.
(١) السيف الصغير.
(١) الشرفنامة ص٤٧ ولم يستطع أن ينسبها الى من تسمت باسمه.
(١) سياحتنامهء حدود ص١٦٤.
(٢) جاء في «خلاصة تاريخ الكرد» بلفظ «ساداني» ص٤٠٣ وهو ترجمة من كتب الانكليز.
(١) خلاصة تاريخ الكرد ص٤٠٣.
(١) هو جبل كبير من جبال سيداره.
(٢) تقرير الحدود درويش باشا ص٥٩ وسياحتنامهء حدود ص٢٤٢ وخلاصة تاريخ الكرد وكردستان ص٤٥٠.
(١) جبل شميران يقال له «زامن كوه»، وفي أسفله نحو ٢٨ قرية ومواطنها يقال لها «شميران».
(١) راجع ص٥٦ من هذا الكتاب.
(١) عنوان المجد ص١٦٥.
(١) سالنامة الموصل ص٢٢٨.
(١) سياحتنامهء حدود ص١٦٥.
(٢) هذه القبائل كلها لا تزال معروفة.
(١) منمي توجد قبيلة بهذا الاسم إلا أنها لم تكن من الجاف.
(٢) راجع ص٦٣.
(١) كوشت كري.
(١) راجع ص٥٨.
(٢) سياحتنامهء حدود ص٢٤٦.
(١) كان شاعرًا.
(١) مالك الأبصار ج٣.
(١) في لواء السليمانية في ناحية شهر بازار، ولا يزال معروفًا بهذا الاسم.
(١) المجد التالد ص٦٩.
(١) تكلمنا في عقائدهم وأحوالهم في كتاب «الكاكائية في التاريخ»، وفي عقائد العلى اللهية في تاريخ العراق بين احتلالين ج٢و٣.
(٢) ورد في خلاصة تاريخ الكرد وكردستان ص ٤٠٢ ذكر بعض قبائلهم.
(١) جاءت حوادثهم في تاريخ العراق بين احتلالين.
(١) تقرير درويش باشا ص٥٠ وسياحتنامهء حدود ص٢٣٧ وما بعدها.
(١) سياحتنامهء حدود ص٢٤٦ وسالنامة الموصل ص٢٢٨.
(١) راجع قبيلة بلباس.
(١) الشرفنامة ص٣٧٢.
(١) عثرت على مجموع مختصر من حوادثهم كتب في حينه، مهم في إيضاح تاريخ هذه الإمارة.
(١) تلفظ روجكي، أو روشكي. واللفظة درية ومعناها (أحد الأيام)، أو (يوم ما) وبعض الكرد يلفظونها روشكي والصواب بالزاء الفارسية. «الشرفنامة ص٤٦٧».
(١) الشرفنامة ص٤٧٤ والتفصيل هناك. وفيها بيان بعض مشاهيرهم وامرائهم في بدليس، وكيف توصلوا للإمارة، وأنهم كانوا من الاكاسرة ومنهم صاحب الشرفنامة.
(٢) هذا الكتاب من تأليف يوسف المولوي شيخ التكية المولوية ببغداد، والمعروفة بالمولاخانه وتسمى اليوم ب «جامع الآصفية». وقد أوضحت عن مؤلفه في مجلة لغة العرب «ج٨ ص٥٨٨» أيضاحًا شافيًا إلا أنني لم أذكر هناك وفاته وقد علمت أخيرًا تاريخ وفاته، وأنه كان سنة ١١٥٣هـ - ١٧٤٠م والتفصيل في تاريخ العراق القسم المسمى بتاريخ «سبعة وزراء».
(١) من أمراء ببه.
(٢) قويم الفرج بعد الشدة. وهو مخطوط في حوادث الوزير حسن باشا ومناقبه. عندي نسخة خطية نفيسة منه ولم أعثر على غيرها. وهو من تأليف يوسف المولوي المذكور في هامش سابق. ومثله في حديقة الوزراء.
(١) تقرير الحدود ص٧٣.
(١) التومان خمسون قرشًا صحيحًا. وتعينت قيمته.
(١) كان أديبًا فاضلًا، وكاتبًا معروفًا، وصحافيًا وله مطبعة صغيرة يطبع بها بعض الرسائل، وكان قد أقام ببغداد مدة وتوفي في عشرين أيلول سنة ١٩٤٧م ودفن في مقبرة الشيخ معروف ببغداد رحمه الله تعالى.
(١) تقرير الحدود ص٧٨.
(١) عنوان المجد ص١٦٥.
(١) ويلفظ بايز باشا. وهذا كان رئيس قبيلة منكور ابان اعلان الحرب العظمى الأولى وان الدولة العثمانية كانت قد استخدت هذه القبيلة في القوة السفرية التي اعدتها منعًا من تجاوز الروس على الموصل فالتحق الباشا المومى إليه بقبيلته وأولاده بهذه القوة. وقد حدث معركة بين خيالة الروس وخيالة العثمانيين في الموقع المسمى «سلدوز» الكائن بين صاوجيلاق وبحيرة رومية «ارميه». فجرت معركة عظيمة دامت ست ساعات بصورة دموية. وإن ابن بايز باشا قرني بك قد ابدى من البسالة ما شهد له بها القوم فجرح بجروح بليغة فتوفي من جرائها. وكتب ببرقية للدولة يفيد فيها أن ابني الصغير قد قتل الكثيرين من الروس فمات مما اصابه من جروح، فصار فداء للسلطان وان شاء الله سأكون أنا وأولادي الآخرين فداء في سبيل خليفتنا ...
أثنى سليمان نظيف بك على هذه البسالة الخارقة ولهج بما جرى من تفاد.. في كتابة «بطاريه ايله انش» ص٦٢ والتفصيل هناك.
(١) تقرير الحدود لدرويش باشا الفريق.
(١) عنوان المجد للحيدري ص ١٦٤.
(١) الشرفنامة ص٣٨٢.
(٢) سياحتنامهء حدود ص٢٧٢.
(١) الشرفنامة ص٣٨٢.
(١) عنوان المجد ص ١٦٣.
(١) سياحتنامهء حدود ص٢٧٤.
(١) وردت بلفظ «دشت بيل» في تقرير درويش باشا ص٩٣.
(١) وهذه القبيلة تقيم في قطر الشام. وكانت لها حوادث في العراق بينها وبين قبائله أو مع الحكومة. والتفصيل عنها في تاريخ العراق، وفي كتاب «عشائر الشام» تأليف الأستاذ أحمد وصفي زكريا ج٢ ص٣٢٢.
(٢) عنوان المجد ص١٦٥.
(١) عنوان المجد ص١٦٣.
كانت «الطريقة السهرورية» شائعة بين قبائل الكرد، واكتسبت مكانة عظيمة، والنصوص التاريخية تعين ذلك، وموطن ذكرها «تاريخ العراق»، وإنما تدعو الحاجة لذكر الطرق المعروفة اليوم بين القبائل ١ - الطريقة القادرية: كانت هذه الطريقة متمكنة في الكرد، ولها مكانتها إلا أنها في هذه الأيام قل تأثيرها على الكرد، ولا يزال الميل الى النقشبندية في ازدياد، وسائرًا بانتظام.. وكانت مكانتها أكبر من غيرها خالية من الغلو ... لما كان الشيخ عبد القادر الكيلاني متصفًا به من صلاح وتقوى، وصار مقتدى الكل. ولا شك أن للقائمين من رجال الطرق المكانة اللائقة ... ولكن نشاط النقشبندية كان أقوى من غيره، بل تغلب.
وهنا شيوخ الطريقة سائرون تبعًا لما هناك من مؤلفات في الطريقة، وليس فيها خفاء، وكل ما يقال عنها أنها مقبولة في أساساتها، وليس فيها ما يشم منه رائحة الوحدة، أو الاتحاد، أو الحلول ... فهي طريقة زهد إلا أنها اليوم تابعة لرسوم تكاد تشغل المرء عن الفرائض الدينية، وفيها تكلفات لا تطلق. والأمر الذي يؤسف له أن هذه الطرق كونت ما هو أشق من الرسوم الدينية من التقاليد، وأضيفت الى ما في الدين فكأننا قد جمعنا بين الاثنين مما ساق الى الكسل والعطالة ... ولم يلتفت القوم الى أن أداء الفرائض الدينية هي المطلوبة شرعًا، وأن أمور الطريقة غالبها النوافل فليست من ضروريات الدين، أو الأمور الأخرى التي لا أصل لها إلا أن المرء كلف نفسه بما لم يكلفه الشرع، والتزم الشقه.
والمعروف من هذه الطريقة ان المربد حاول تقليد شيخه في حركاته وسكناته في حين أن القرآن الكريم قد صرح في الآية: (اتقوا الله ما استطعتم) وهذه لا حدود لها إلا الاستطاعة ولم تكن تابعة لشخص أو أشخاص بعينهم، في حركاتهم وسكناتهم وفي عبادتهم، وإنما ذلك تابع لقدرة المرء، ودرجة التزامه لما التزمه من النوافل، أو ذكر الله، بل المطلوب في الدرجة الأولى العمل الصالح والاستقامة.
وكان رؤساء هذه الطريقة: ١ - الشمولية: وهؤلاء ينتسبون الى «شمولة» قرية، يرجع اليها الشمولية وهم سادة، وجدهم الأعلى «بير خضر»، ومن شيوخهم «الشيخ محمود الشمولي» ومن أولاده «قادري» ومرقده قرب سردشت، و «نور بخش الدين». وهذا ترك «الشيخ شمس الدين» المدفون في سردشت أيضًا. وابنه شيخ عمر كذلك دفن هناك، ولهذا ابن اسمه شيخ عمر أيضًا، وابنه الشيخ شمس الدين مدفون في «كس نزان في إيران» ثم الشيخ عبد الله بن شمس الدين ودفن في «هرشل» وهي قرية تابعة ناحية شيخان في خانقين، ثم شيخ سعيد ابنه. وهذا له أخ اسمه شيخ سعيد كان مرشدًا ثم ابنه محمود، ثم شيخ أحمد ابن شيخ محمود.
وفي أيام هؤلاء كانت الطريقة شائعة ومعروفة.
ثم أنهم في أيام الشيخ فضل الله ابن الشيخ أحمد صاروا نقشبندية وبعده شيخ شمس الدين بن فضل الله ثم شيخ نجم الدين ابنه.
والقرى هناك: هرشل.
زاله.
باني بي.
سراو.
دره قلم.
شمشير كل.
كرمك.
ميدان.
قسلان عليا.
قسلان سفلى.
كوته ميدان.
٢ - البرزنجية: وهؤلاء شيوخ القادرية، من أيام جدهم الشيخ معروف وهم: الشيخ معروف وهذا من العلماء الصلحاء ومؤلفاته عديدة، وله معارضة قوية للشيخ خالد النقشبندي، ورد عليه رجال الطريقة النقشبندية ردًا عنيفًا «١» ولا محل لاستقصاء أحواله فقد بسطنا ذلك في تاريخ «شهرزور».
كاكه احمد «ابنه».
شيخ حسن ابن عم كاكه احمد.
شيخ محي الدين أخو شيخ حسن.
شيخ عبد الكريم شيخ حسن «ابن اخي شيخ حسن».
وهؤلاء سادة، وقد قطع الآلوسي في تفسيره بصحة نسبهم، وشجرة هؤلاء معروفة، والمهم أنهم قاموا بخدمات إصلاحية، فكانوا خير قدوة في العلوم وفي السلوك. وفي الأيام الأخيرة اشتغل رجالها بغير الإرشاد، فمالوا الى السياسة وحاولوا النجاح من طريقها، فانقلبت الى إمارة. والآن الشيخ محمود فاضل من كل وجه، نافذ الكلمة مسموع القول بل لا يرد له قول، والاذعان له والطاعة لا حدود لهما. وإن معالي الأستاذ الفاضل بابا علي ابن الشيخ محمود.
وعلى كل حال سارت الطريقة القادرية الى الاندثار وهكذا شأنها في الشمال من الأنحاء الكردية، بحيث كادت تضمحل، فإن أرباب الطريقة قد خمل أمرهم ولم يعد يعرف إلا القليل منهم.
٣ - الطالبانية: وهؤلاء من شيوخ الطريقة القادرية، وإن الشيخ عبد الرحمن ابن الشيخ أحمد ابن الشيخ محمود كان من أشهر شيوخها، وله مكانة معروفة. وتكاياهم عديدة في بغداد منها «تكية الطالبانية»، وهي معروفة (١)، و «تكية كركوك». وهذه مشهورة أكثر في تأثيرها على المدينة وعلى القبائل، وأهل القرى أكثر من غيرها.
وأول من أتى منهم سكن قرية طالبان من جمجمال فنسبوا اليها، ودعوا بالطالبانية، وهم من الزنكنة كما أكد لي كثيرون من رؤسائهم. ومنهم شيخ وهاب ابن شيخ حميد يسكن في بينكدره صار عضوًا في المجلس النيابي مرات. ومن رؤسائهم الشيخ حبيب ابن الشيخ علي الطالباني وهو رئيس الكل، ورئيس البلدية في كركوك.
ولهم قرى عديدة لا يمت أهلوها الى قبيلة بعينها، ورجال الطالبانية معدودون. وهناك من يقول إنهم جاؤوا من أنحاء سورداش وأصلهم كاكه سور ومير سور أولاد الشيخ موسى والشيخ عيسى، وعلى هذا لم يكونوا من الزنكنة.
وإن جدهم الأعلى الشيخ أحمد ابن الشيخ محمود ترك أولادًا كثيرين كل واحد منهم ذهب الى جهة، وتولى المشيخة فيها ... وصاروا يملكون قرى عديدة ومزارع كبيرة ... في لواء كركوك وجمجمال وكفري ...
ومن أولاده: الشيخ عارف. ذريته في أنحاء خانقين. وله أولاد وأحفاد منهم الشيخ وهاب ابن الشيخ حميد.
الشيخ عزيز.
الشيخ عبد الرحمن.
الشيخ محي الدين.
الشيخ عبد الكريم.
الشيخ غفور.
الشيخ قادر.
الشيخ عبد الفتاح.
الشيخ صالح.
ومن هؤلاء: ١ - الشيخ عبد الرحمن. كان شاعرًا مشهورًا كما أنه كان شيخًا فاضلًا، ورئيس طريقة معروف في كركوك ويعد من مشاهير الشعراء في أيامه. وله ديوان فارسي وتركي. طبع على الحجر في ذي الحجة سنة ١٢٨٤هـ. وغالب ما تكلم فيه عن شرح المتنوي، وفي مدح الشيخ عبد القادر الكيلاني، وفي التصوف، له غزل على لسان المتصوفة. طبعه رشدي بك ابن رشيد بك الكوزلكلي والي بغداد الأسبق في مطبعة رضا باستانبول وإن لقب الشيخ عبد الرحمن «خالص» كما يفهم من الديوان. وكان له تأثير كبير على العشائر الكردية، وعلى أرباب الطريقة.
٢ - الشيخ رضا ابن الشيخ عبد الرحمن وهو شاعرهم الأكبر بل هو شاعر في اللغات التركية والعربية والكردية والفارسية وديوانه طبع مرتين. ويقال انه لم يستوف شعر الشيخ رضا في طبعتيه وإن الطبعة الأخيرة كانت سنة ١٩٤٦م ببغداد وهي أكمل من سابقتها. وفيه هجاء مقذع، ونقد مر. وقد فصلنا أحواله في «التاريخ الأدبي» في العراق.
٣ - الشيخ عبد القادر ابن الشيخ عبد الرحمن أخو الشيخ رضا. ومخلصه «فائز» وله شعر كثير، وله قصيدة تسمى «ساقي نامه» ...
٤ - الشيخ علي. درويش تكية بغداد وشيخها.
٥ - الشيخ محمد خالص. كان قائمقامًا في عقرة أيام الترك. وله شعر، وسنتعرض لشعر هؤلاء في موطن غير هذا ...
٦ - الأستاذ الشيخ حسن. الآن متصرف لواء السليمانية، وهو من أصدقائنا الذين نحتفظ بصداقتهم.
هذا. ولا يهمنا تعداد كل أولاد الشيخ أحمد. عرفوا بالطريقة القادرية، ومشيختها وكان لهم الصوت الأعلى إلا أن طريقة الشيخ خالد تغلبت عليهم وكادت تزول الطريقة القادرية من البين. وهؤلاء اشتهروا أكثر من غيرهم وعرفوا بالشعر أو المشيخة، أو الإدارة، أو الجيش. فتنوعت المواهب.
هذا ولا تزال الطريقة القادرية معروفة ولها مكانتها في الكرد وفي غيرهم، بل هي شائعة في مختلف الأقطار الإسلامية. وفي الشمال من أرباب طريقتها آل البريفكاني ولا يزالون على الطريقة، ولا محل للتوسع.
٢ - الطريقة النقشبندية: كانت هذه الطريقة معروفة في العراق قبل الشيخ خالد إلا أن الشيخ أكسبها نشاطًا ومكانة من جراء أنه كان من العلماء، وأنه سلك بالقوم طريق العبادة والديانة، ولم يفصل بينهما وبين طريق التصوف الأمر الذي تمكن به أن يجعل الطريقة زاهدًا خالصًا، وعبادة لله وطاعة لرسوله ... مع علم وثقافة دينية. ولذا نجد غالب الآخذين عنه من العلماء المعروفين. ولم يقل أحد منهم بإبطال المفروضات.
وللأسف لم تمض على ما كان عليه الشيخ خالد. ولا أخلافه من العلماء أهل طريقته ... فدخلها أمور لا علاقة لها بالدين، وكل ما فيها اعتبار الشيخ الكل في الكل من جهة الطريقة وغيرها في حين أنه إذا كان الأخذ عن الشيخ ضروريًا في الطريقة فلا ضرورة تدعو لاعتباره أصلًا في الأمور الدينية التي أخذناها عن الرسول «ص» المرشد الهادي الأعظم ...
وقد فصلنا ترجمة الشيخ خالد وأخلافه في «تاريخ العراق» إلا أننا هنا لا نمضي حتى نشير الى نبذة من ترجمته، ونذكر بعض الآخذين عنه في أنحاء الكرد من ألوية العراق ...
الشيخ خالد النقشبندي: من قبيلة ميكايلي من قبائل الجاف من فرع آلي بكي «علي بكي». وهذه الفرقة تنتسب الى عثمان بن عفان «رض»، فهي أموية. وميكائيل هذا هو بير ميكائيل صاحب الأصابع الست المعروف ب «شش انكشت»، والشيخ خالد هو ابن احمد بن حسين من هذه الطائفة، وكان ممن درس العلوم. ولد سنة ١١٩هـ تقريبًا، وتوفي ليلة الجمعة ١٣ ذي القعدة سنة ١٢٤٢هـ - ١٨١٧م في دمشق في الطاعون ودفن في الصالحية (١) وله ديوان مطبوع، ومكتوبات أي رسائل وهذه مطبوعة أيضًا في سورية سنة ١٢٨٩هـ. وغالب كتب الطريقة مطبوعة.
وقد أخذ عنه كثيرون في بغداد وغيرها ويهمنا من كان له تأثير على القبائل من رجال الطريقة: ١ - الشيخ عثمان الطويلة. وهذا من خلفاء الشيخ خالد في أنحاء الكرد في السليمانية وأربل وكركوك من الألوية العراقية، وغالب الكرد أخذوا عنه وعن أخلافه ... وطويلة في هاورامان في حدود إيران تابعة للسليمانية من تلك الأنحاء وبقيت المشيخة متسلسلة فيهم. ومن أولاد عثمان اليوم الشيخ علاء الدين ابن الشيخ محمد بهاء الدين ابن الشيخ عمر ابن الشيخ عثمان المذكور، وللشيخ عمر ابن اسمه علي حسام الدين ابن الشيخ عمر المذكور كان منزويًا في أنحاء بيارة قرية على حدود حلبجه في هاورامان. وتوفي في سنة ١٣٦٦هـ (١٩٤٧م) وقد فصلنا أحوالهم في محل غير هذا.
٢ - قره حسن جيوان من خلفاء الشيخ خالد، وجيوان قرية في برزنجه.
٣ - الشيخ إسماعيل البرزنجي. وهذا كان معروفًا.
٤ - الملا عبد الغفور الكردي الكركوكي. وجاء ذكره في المجد التالد.
ولا يهمنا التفصيل عن هذه الطريقة، وموضوعها تاريخ العراق، وإنما نقول هنا إن العشائر تأثروا بها كثيرًا، وعادوا لا يعرفون غيرها تقريبًا ... والحق أن الشيخ خالد كان من أهل الصلاح والتقوى، ومن أرباب العلم في الدين. حاول أن يصرف الناس الى العبادة والعلم. وكان الكرد في وضع مؤسف من النهب والشقاء. وارتكاب الشرور، وبين لهم أن أداء المفروضات لا تكفي حتى يتصف بالسلوك المرضي، وكاد ينجح في مهمته لولا أن القوم صاروا يتخذون حركاته وسكناته عقيدة أو طريقة فتكوّن بلاء آخر، وكان الناس لا يعرفون سوى التقليد بالحركات والسكنات المادية والاعتقاد بان ذلك موصل ...
وأكثر انتشارًا في لواء السليمانية وأنحاء عديدة سلسلة الشيخ عثمان طويلة وهذه هي: شيخ عثمان.
شيخ بهاء الدين.
شيخ عمر ضياء الدين.
شيخ نجم الدين. توفي.
شيخ علاء الدين. الآن موجود.
والآن كما بينت سارت على نهج منتقد من أمور: ختم الخواجكان.
التوجه.
وفي هذه إهمال للشرع، وتوجه أشبه بالوثنية ... بل اقرب الى عبادة الأشخاص.
٣ - الطريقة النقشبندية في كرد الشمال: وهذه انتشرت على يد خلفاء الشيخ خالد، وعمدتها: ١ - في العمادية والأنحاء المجاورة قد نال طه الخلافة في هذه الطريقة، والمعروف أنه من أولاد عبد العزيز ابن الشيخ عبد القادر الكيلاني، فاشتهر بهذه الطريقة، واكتسب مكانة، وذاع صيته في الأنحاء الكردية المجاورة وفي الموصل أيضًا. وأخذ الطريقة منه جماعة في أنحاء الموصل، كما أن الشيخ عبد الرحمن الطالباني اكتسب شهرة في الطريقة القادرية بأنحاء كركوك وكان يعد في حينه أنه في الدرجة الثانية من شهرة الطالباني.
إن السيد طه يقيم في ناحية كور للإرشاد. وهي تابعة للعمادية، وله خانقاه في قرية برده سور، وإن أخاه الشيخ السيد صالح له تكية في ناحية كوَرَ. ولهم قرى في إيران منحتها الحكومة الإيرانية للشيخ طه. وأتباعه هناك كثيرون، ومنهم في أورمية، وقد نال هذا الشيخ أعني السيد طه الكيلاني صيتًا كبيرًا، وله أتباع عديدون في الموصل وعقرة والعمادية وسائر الأكراد في الشمال.
إن مكانة هذا الشيخ كبيرة جدًا، وأن الأكراد أذعنوا له بالطاعة التامة، وكانت مشيخته هناك بنطاق واسع. وكان أخوه السيد صالح من الشيوخ المعروفين فيها، قد جعله أخوه الشيخ السيد طه خليفته ولما توفي خلفه الشيخ عبد الله ابن الشيخ طه وأشتهر كثيرًا ...
وكان له ولدان: محمد صديق. وترك السيد رشيد، فمات بلا عقب، والسيد طه الثاني. وهذا أعقب أولادًا كثيرين منهم السيد محمد صديق صار نائبًا.
السيد عبد القادر. وأعقب «السيد محمد» وله أولاد. وأما ابنه الآخر وهو «عبد الله» فهو الآن في إيران في ناحية «أشنه» وله ابن اسمه سيد عزيز ...
وكادت تنقلب الرياسة الدينية، أو رياسة الطريقة ومشيختها الى إمارة، فدخلت ميدان السياسة، وغالب ما علمناه منقول من سياحتنامهء حدود، وتاريخ العراق. (١) ٢ - الشيخ محمد البارزاني: وهذا انتشرت الطريقة على يده في أنحاء زيبار وبارزان أخذ الطريقة من السيد طه الكيلاني وأعقب ابنًا اسمه «الشيخ سلام» وهو شيخ النقشبندية بعد والده. ثم أعقبه ابنه «الشيخ محمد» وهذا من أولاده الشيخ أحمد، والشيخ ملا مصطفى وآخرون.
الشيخ أحمد.
ملا مصطفى.
الشيخ محمد صديق.
الشيخ سلام قتله الأتراك في الحرب العالمية الأولى.
وهؤلاء يعدون من أكبر شيوخ الطريقة في تلك الأنحاء التي هي تحت سلطتهم، ولا يزالون. حاولوا قلب الطريقة ومشيختها الى «إمارة» بل قاموا فعلًا بذلك، فاستغلوا طاعة الأكراد لهم، فوجهوهم نحو الإمارة أو الرياسة القبائلية فانحرف هؤلاء بقدر ما كان قد أصلح أجدادهم.
٤ - تكايا أخرى: لا يهمنا ما كان في الموصل، ولا ما كان في البلدان المهمة، وإنما الذي تدعو الحاجة لذكره الطريقة التي تتأثر بها أهل البداوة، وهم أهل القرى، أو الرحل، ومن ذلك التكية المعروفة في قرية «بأمرني» فإنها كان يتولى مشيختها الشيخ بهاء الدين فقد ذاعت شهرته في تلك الأنحاء، وتبعته قبائل عديدة في هذه الطريقة وهي نقشبندية.
والحاصل أن تعلق الكرد بالدين، وبأهل الصلاح والتقوى كبير جدًا، وإن استغلال الأخلاف من أهل الطرائق للإمارة وللسياسة تضييع لمكانة الإرشاد، فاستفادت من تلك الطاعة.
والآن كثيرون من شيوخ الطريقة قد تمكنوا من استخدام مريديهم في أمور غير المشيخة، فلم يتأخروا عن تنفيذ ما أرادوا. والمطلوب التوجيه الصحيح مهما كان موضوعه ...
ولا ينكر أن بعضهم كانت غاياتهم شريفة، وأوضاعهم لمصلحة الدين أو الوطن والبعض الآخر يحاولون أن يكونوا بنجوة من كل كلفة. أو أنهم يريدون التخلي من كل قيد.
٣
- الحياة المعايشية
١ - تريبة المواشي «الرعي»: لكل عشيرة، أو قبيلة اتجاه في حياتها المعايشية، وطريق في انتاجها ... فالجاف مثلًا مشهورون في تربية المواشي، وأكثرها الأغنام، ولعلها السبب في تحولها للحصول على مراع، لإعاشة ما لديها من مواش، ومن قديم الزمان اقتسموا المواطن وتعين لكل طائفة أماكن خاصة بها، فلا تتجاوز مواطن رعيها في الجبال المباحة والمراعي الخصبة بين إيران والعراق صيفًا وشتاء، وهكذا القبائل الرحل الأخرى لكل منها موطن رعي وغالب الوقائع، والحوادث تجري ابان المرور فتتنازع بينها، ومع العشائر الأخرى، أو مع رجال الدولة الإيرانية. وهذا في السنين الممحلة، أو قلة الخصب، أو كثرة ما لدى العشيرة من حيوان فتمد يدها مما يؤدي الى وقائع.
أما إثارة الزعازع أيام توتر العلاقات بين إيران والعراق فهذا قليل، والقبائل الكردية أهل مصالح مع الدولتين، لا يحاولون التشويش بينهما. ولذا ورد في سياحتنامهء حدود وفي تقرير الحدود أن هؤلاء يميلون الى إيران أكثر، ومن ثم نعلم المغزى في أن القوم ذوو علاقة واتصال لا يريدون ضياع مواطن رعيهم، فلا يسارعون في المناضلة، أو إبداء العداء ... وشأن الرعي يستدعي ذلك، ولكن في الوقائع الأخرى في الغالب مبناها شخصية، أو أثناء المرور لما يرون من معارضة أو تعديات من الموظفين في سيرهم، أو من القبائل في طريقهم.
وإحصاء ما عند القبائل من الغنم أو الدواب والمواشي أمر لا يصح بوجه، وما كتبه الأجانب لا يعدو التخمين، ولا يعول عليه ... ولكن الأمر المهم أن هؤلاء على كثرتهم يعيشون على الرعي، وهو من لوازم تجولاتهم وتنقلاتهم، وإن أكثر ربحهم منه ... ويتولد لهم ثراء كبير، ويعدون من أغنى القبائل من جرائه ... وفي الوقت نفسه يقدمون لأهل المدن ما يحتاجونه من مادة. وفي كل سنة يقدمون للبيع مقدارًا وافرًا، لا يوازيه ما يستفاد من الزراعة سواء من الغنم للذبح، أو السمن، والجبن وما شابه ... كالصوف والجلود ... ولكل قيمته وفائدته. والقبائل المستقرة لا تخلو من مواطن للرعي، أو تنقل مهما كان نوعه.
هذا. وليس لنا من الاحصاء ما يؤيد الغرض المطلوب ... إلا أنه يصح أن يقال بطريق القطع أن مهمتهم كبيرة جدًا، لا تقل عن أهمية الزراعة، بل هما لازمتان للحياة الاجتماعية.
٢ - الزراعة: هذه لا يقوم بها كل القبائل، والرحل منهم لا يتعاطون الزراعة إلا قليلًا، وإنما يتعاطون الرعي، وأما الذين يتعاطون الزراعة، فهم سكان القرى في الأغلب، ولكنهم لم ينقطعوا تمامًا اليها، وإنما يتعهدون تربية المواشي في كثير من الأحيان ... ويستفيدون من الناحيتين، ويقومون بالمهمتين ... والملحوظ أنهم في زراعتهم لا يقدمون إنتاجًا زائدًا بحيث يعرض للأسواق، فيكاد زرعهم لا يكفي إلا لسد حاجاتهم ...
والأراضي كثير منها مفوضة في الطابو، وإن امراءها ورؤساءها يملكون القسم الكبير منها، وللمتفوض العشر في الديم «المطري»، أو الخمس في السيح «المائي» ... وأما الشلب فيؤخذ فيه النصف. وهذا هو العام أو الأغلب هناك ولكنه يختلف كثيرًا في بعض المواطن فلا يستقر على قاعدة، ففي «قضاء كفري» الأمر متفاوت جدًا.
وكذا في أربل، وفي أنحاء عديدة. ويغلب على المراعي أن تكون مباحة، وبعض القرى أميرية غير مفوضة، ولكل واحدة حكمها. وأني أضرب مثلًا في الجاف، فإنهم في أراضي السيح خاصة يعطى «حق المختار» أو «السركلة» خمس الخمس المذكور، وفي الديم يأخذ المختار حقه من الفدان الواحد من «حق الطابو» فلا يعطيه للملاك «المتفوض» أي أنه معفو من حق الطابو، وإذا كانت قرية المختار معمورة، فلا يؤخذ منه حق الطابو عن فدانين اثنين، وفي هذا تشويق له، فكان هذا شكارة «منحة» فلا يكون تابعًا لحق الطابو، ويؤخذ من الآخرين ...
وعلى كل حال نرى صاحب الطابو يأخذ حقه فيما إذا كان الزارع يملك فدانًا، ويقوم بإدارة زرعه بنفسه دون استعانة بأحد، ويتولى أمره مستقلًا، أما إذا كان الزارع لا يملك فدانًا فحينئذ: ١ - يأخذ عن الكراب أجرة باستخدامه كعامل مقدار «دينارين» وربع الدينار في الفدان البغلي، ويبذر هذا الفدان ٣٠ وزنة حنطة، أو شعيرًا إلا أن هذه يختلف وزنها، وتساوي عندهم «٣٥ وزنة» بحسابهم ونظرًا لأوزانهم، وقد يكون الفدان نصفه حنطة والآخر شعير كما هو الغالب. وللكاروب «الفلاح» هذا «شكارة» ستة أمنان حنطة، وثلاثة أمنان من الشعير، وأحيانًا يكون العمال قليلين فيسمح أن تكون ستة أمنان للفلاح ويسمونها «شكارة». يضاف الى ذلك أن صاحب الفدان يقوم بخبزه وأكله ويعطى له جبنة، وكالة «حذاء».
٢ - وفي «الفدان البقري» يأخذ دينارًا واحدًا وثلاثة أرباع «٧٥١ »، ويقدر بنصف الفدان البغلي تقريبًا ...
٣ - لا يختلف الحكم بين أن يقوم الملاك بهذه العملية، أو أن يقوم بها غيره من ذوي اليسار منهم ... ولا يتباين الأمر باختلافهما ...
٤ - في الحصاد نرى كل فدان بغل يحتاج الى ٣ أشخاص وهؤلاء يتعهد بهم صاحب الفدان، يحصدون ويدوسون، ويذرون، وينقلون التبن الى المحل المطلوب ... فيأخذون حينئذ ٧١ من الحاصلات في الحنطة، و٦١ من حاصلات الشعير ... وكل مصرف يعود الى صاحب الفدان ...
وهذا يختلف في الموطن الأخرى بالنظر لقرب المحل وبعده عن مكان البيع أو الصرف، أو القضاء أو ما ماثل من محال الاستهلاك في الألوية أو المدن الكبيرة ... فتكون المقاولة تابعة للرضا بين الطرفين من الفلاحين والملاكين، وأصحاب الفدن والفلاحين إلا المطرد الأغلبي الذي رأيناه عند الجاف وهو هذا وفيه تشويق من أمراء الجاف لقبائلهم، فلا يرى في غيرهم هذا التساهل في المقدار المأخوذ ... في حين أن غيرهم يأخذ اكثر من الخمس والعشر في المزارع والحاصلات لحصة الطابو ...
وقد بسطنا الكلام في كتابنا لواء اربل ما يجري هناك، فلا نتوسع بذكر كل جهة، وما فيها من تعامل.
٣ - الشاة مرتع: الجاف لا يأخذون شاة مرتع، وأما غيرهم من الرؤساء فيأخذون، وبعضهم يأخذ حتى من الجبال المباحة ... وفي هذا مراعاة من أمراء الجاف لأعوانهم، وفي اربل الأمر على خلاف ذلك، فإنهم يأخذون شيئًا كثيرًا عنه ... ولعلنا نبحث عن الشاة مرتع.. في موطن غير هذا.
وقد مر بنا ذكر بعض ما تأخذه إيران من الرسوم الأميرية عرضًا. والدولة العثمانية قد عينت المقرر لها في قوانينها ولكنها تتساهل مع العشائر في قوتها، وتأخذ من العشائر الضعيفة ...
٤ - الغراس: من أشهر الأعمال الزراعية في ألوية الكرد. يقومون بغرس أشجار فواكه وأحطاب وخشب. وكل هذه لا تأتي لهم بفائدة كبيرة من جراء صعوبة المواصلات. وقد مر بنا ذكر بعض ما يستحصل من الأشجار مثل الفحم والكروم وسائر المغروسات. والبحث في هذا مما يتعلق بكل لواء على حدة.
٤
- عرف القبائل
هذه أشبه بالقبائل العربية في عرفها، ولم يقع الا اختلاف قليل في الكم لا في الكيف أي في مقدار التعويض عن الجرائم. وقانون العشائر يسري مفعوله على هؤلاء أيضًا مما يتعلق بالقضايا الجزائية في الأكثر ... ويهمنا أن نقول انهم يشتركون والعرب في سائر أحوالهم وأوصاف القبائل وأحوالها لا تختلف كثيرًا ومما هو مشهود في القبائل الرحالة أنهم كسائر البدو من العرب يتقوتون بالتمر ... ويكتالون الكثير منه، ويعدونه من أقواتهم المهمة ... وإكرام الضيف شأنه كبير عندهم وكذا الشمم وعزة النفس الأمر الذي دعا أن لا تتدخل الحكومة في شئونهم بتوغل وكانت تكتفي من الرحل منهم بالمقطوع ... فلا يرضون بتدخلات الموظفين من رجال الدولة العثمانية، والآن قد تغلب الاستقرار والمستقرون منهم لا يختلفون كثيرًا عن أهل المدن.
وهنا نعين بعض قواعد العرف القبائلي في الخصومات، وكل ما يقال فيه أنه يعود أمرها للرؤساء، أو لأمراء القبائل، ولا يتدخل غيرهم. وهذه أهم المطالب التي يتناولها القوم: ١ - الدية. ويقال لها «خوين» أي «الدم» وتسميتها تشير الى أن الأصل عشائري في الكل. وهو واحد ... ويتفاوت مقدار الفصل في دعاوي القتل فأقله بين الفقراء «٢٠» دينارًا، وتؤخذ امرأة وفرس لإماتة الضغائن والقضاء على الفتن، وأن لا يثيرها أحد بعد هذا التقرب والمصاهرة.
وقتل الأمير عقوبته كبيرة، ففي مرة قتلت قبيلة «شاطري» محمد باشا الجاف في محل يقال له «جمنهْ»، فكانت العقوبة قاسية، فنكل الأمراء بالفخذ وهو «كرم ويسي»، فانقرض من جراء القتل الذريع فيه، وقد شمل حتى النساء والأطفال، ومبناه الغيض والحنق. والأمثلة الأخرى لا حدود لها.
ويؤخذ الفصل في القتل الاعتيادي من القاتل أولًا. فإن عجز أخذ من اقربيه، ثم من فخذه، وهكذا وأما إذا كان بين قبيلة وأخرى، فتحسب القتلى، وتؤخذ الدية من القبيلة ... فالشخصي يعتبر الأصل فيه أن لا يشترك معه الآخرون ويقرب من هذا ما عند البدو فلا يسألون أكثر من الظهر الخامس ... ومن ثم نرى التماثل في العرف، ونشاهد سيرته جارية على التضامن فيه ودرجته، وكأنه موكول بدرجة التضامن بين القرية أو الأقارب الأدنون ...
٢ - الدخالة. ويقال لها «بنا»، وأصلها «بناه» وهو الملجأ. وهذا يحافظ عليه، ويذب عنه حتى يفصل بتدخل المصلحين ... وإذا تجاوز أقارب المقتول بعد التجائه لمن قبل الدخالة أن يدمر ما يراه من أموال، ويقتل من شاء تجاه تلك الفعلة المنكرة التي أجراها أهل المقتول، وعندهم أمر هذه كبير ... وهذا يولد «الحشم» المطالب به والمعروف بين قبائل العرب.
٣ - الوسكة. ويقال لها «بارْمتهْ». وهذه لا تختلف عما عند العرب، فلم تجد فروقًا مهمة تستحق التدوين.
٤ - الحشم. ويسمى عندهم «وُشِرْ» وهذا يأخذه الرئيس ما عدا الدية، وهو تعويض جزاء كسر الدخالة، وقد تكون المعاقبة شديدة، ولهذا لا يقدمون على انتهاك حرمتها. والتعديات ضد الأخلاق لا وجود لها عند بعض القبائل، أو أغلبها وأنها لا تقع في الغالب، ويفخر الجاف في أنهم ليس لديهم فساد أخلاق. وهذا ما يقربهم من العوائد العربية الخالصة التي لم تؤثر عليها الحضارة.
ومن المهم أن تدون الوقائع ويعرف ما هنالك من عرف قبائلي الا أني أقول هنا أن الكرد تغلب عليهم سكنى القرى فيجب أن يكون الحاكم هو القانون وأن لا يلجأ الى العرف القبائلي.
وقد سبق أن ذكرت في الجلد الأول بحثًا موسعًا في العرف القبائلي و «قانون العشائر» ويكاد يكون مشتركًا. وأقول هنا ما كنت قد قلت هناك.
٥
- الأدب الكردي
لا تخلو أمة من آداب وإن كانت عريقة في البداوة، وإن الأمة الكردية ترجع آدابها الى تاريخ أصلها وهو قديم. ومن الغريب أننا لم نعثر على آداب معروفة. ولعل السبب أن الأدب الفارسي، قد أثر عليها وكذا الآداب الأخرى من جراء ان لسان الإدارة والعلم والأدب والدين كان في تلك اللغات، ومنها اللغة العربية.
- نعم لم نجد لغة كردية قديمة، وأعتقد أن الفارسية أثرت عليها كثيرًا بحيث أنستها أصل لغتها، وربما كانت تشبه بعض لهجاتها القديمة، واستبعد أن تكون الكردية الحاضرة على اختلاف لهجات أهليها اللغة الأصلية، وربما انقرضت لغتها، فصارت تعد فرعًا من الآداب الفارسية.
ورغبتنا شديدة في أن نقف على لغة الكرد القديمة، أو على بعض نصوصها وأما اللغة الحاضرة فإنها ذات علاقة بالآداب الفارسية، وموزعة الى لهجات متنوعة، وبعضها متباعدة. وهذه قديمة أيضًا ولكنها متصلة باللغة الفارسية، وربما كانت الفارسية أثرت عليها مع هذا لم تدون الى وقت قريب منا، أو أن المدونات قليلة لا تصلح للبحث.
وفي أيامنا معالي الأستاذ توفيق وهبي ممن تخلصوا للبحث اللغوي، والمقابلات اللغوية، ويعد من أركان المعرفة في هذه المطالب المهمة، ومن المؤسف أنه لم يجد المادة جاهزة، وإنما تحتاج الى بذل جهود، والى تعاون تام لتظهر بمظهرها اللائق. وبعد ادراك ذلك كله وكذا النواحي الأدبية من منظوم ومنثور وما نحتاج اليه منها ... تكون المعذرة واضحة في أن الأدب القبائلي لم تنشر فيه مؤلفات تصلح للبحث، ولا في الاستطاعة الوقوف على العلاقة بين أدب البادية، وأدب أهل المدن ...
وفي هذه الحالة لا نقول بفقدان الأدب القبائلي ولكن المدونات فيه قليلة لا طريق للبحث فيها، بل لم تخل القبائل من أدب، وغالب الرؤساء يقرأون ويكتبون، وأكثرهم غير خال من الأدب الفارسي، أو العربي. ولا شك أن ذلك ذو أثر كبير على الأدب الكردي. والمتعلمون من غير الرؤساء ليسوا بالقليلين وبين القبائل كثيرون ينظمون الشعر الكردي، كما أنهم أهل ثقافة في الأدب الفارسي والأدب العربي.
مر بنا ذكر جماعة من الشعراء والأدباء خلال المباحث، والأغلب في لواء السليمانية وكركوك، وقل من كان في لواء اربل خاصة، وإن الأدب الكردي في الشمال غير متصل بهذه الألوية، ولا هو بكثرة هؤلاء. وممن نال شهرة «نالي» و «خان قبادي»، و «عثمان باشا»، و «طاهر بك» وقد مضى ذكرهم، ولا يزال شعراء آخرون في الجاف خاصة مثل محمد أمين بك، و «أحمد حسن جاوش». وفي الأيام الأخيرة ظهر «شيخ رضا الطالباني»، فبز الكل، وفاق بشعره الكردي. وكل هؤلاء أو أغلبهم لم يكن شعرهم على البداوة، وإنما هو متأثر في الأدب الفارسي في الأكثر.
وغالب هؤلاء في تعاون مع أهل المدن، أو كانوا متأثرين بهم، وإن أجل ثقافة أدبية نراها مشهودة في «لواء السليمانية» أكثر من سائر الألوية وإن كان رجال العراق لا يخلون من تأثير في ثقافتهم، والاتصال بينهم لا ينكر مما لا محل للتوغل فيه، وإنما يعود البحث فيه لكل لواء على حدة، والتثبت من الأدب في مراكز الألوية والاتصال بتاريخها.
هذه حالة الأدب القبائلي وهو غير موحد، بل موزع الى لهجات ... ولا محل للتوسع في مكانته من آداب المدن. والأمل أن تظهر مدونات فيه كما نشاهد ظهور بعض الآثار الأدبية، والمطابع والوسائل المدنية قد سهلت الاشتغال.
٦
- الحالات الأخرى
لا نستطيع أن ندون كل ما يجب أن يعرف عن القبائل من حالات اجتماعية، فمثل هذا يحتاج الى سعة خاصة وقد عزمنا على بيان ما نتمكن منه في تاريخ كل لواء من جراء الاشتراك المشهود بين القبائل وأهل المدن بلا كبير فرق كما أشرت الى ذلك. ومن جهة أخرى أن الفروق في كل ناحية قد تدعو الى بحث خاص بها ولا تظهر في عموميتها بوضوح. ولعل في هذا كفاية
خاتمة القول
هذا ما تمكنا من تدوينه عن القبائل الكردية استقاء من منابع تاريخية موثوقة، ومن اتصال ببعض القبائل، وبالعارفين منها ممن اعتقدنا أنهم أهل أن يؤخذ عنهم، ولا نستطيع في هذه الحالة أن نتجرد من كل تبعة، فالتقصير لا طريق لنا في التخلي عنه، ولما كانت غايتنا اطلاع العراقيين على أبناء وطنهم والتعرف بهم فالمعذرة واضحة وتدارك الخلل بالتنبيه عليه ممكن.
ولا شك أننا كتبنا القليل وما فات اكثر. ولعل كثيرين يعلمون أوسع مما كتبنا. وفي هذه الحالة، وبعد أن رأوا هذا الكتاب قد وصل الى أيديهم يترتب عليهم بيان ما فات، والاستدراك لما نقص، والإصلاح لما وقفوا عليه من خطأ.
والتعاون على العمل يؤدي قطعًا الى توليد نتائج كبيرة في المعرفة. والإحاطة غير متيسرة، والصواب غير مكفول. وأرى من واجب الذمة الإسراع في إصلاح ما يستدعي الإصلاح في أقرب فرصة، فلا أستغني عن الفات النظر، والمرء كثير بإخوانه.
والأمر المهم الذي أحاول إبداءه إن العمل المنظم يسوق دائمًا الى نتائج نافعة، فالغلط يناله الإصلاح، والنقص يكمل، والزائد يحذف ... وكل هذا تابع للمعرفة، وللتعاون في أمر الإصلاح. والمرء لا يستطيع أن يقدم أكثر مما عنده.
هذا. وجل ما أتمنى أن لا يطول الانتظار، وأن ينال التحقيق مكانته، والتتبع محله في التنبيه لتدارك الخلل. ومن جهة أخرى طرق الإصلاح واضحة والتنظيم ضروري قطعًا.
والله ولي الأمر (١) ومن هذا النوع ما ينقل عن بعض العشائر العربية لما سئل اجاب: الله ربنا، وفلان شيخنا..! ولكنه لا يهمل فخذه وقبيلته.
(٢) عشائر العراق الجلد الأول ص٤٣ - ٦٤.
(١) وفي الشمال تسمى القرية (كند) و(آوايي) أيضًا.
(١) ونشاهد مثل هذا في بعض القبائل الريفية من العرب.
(١) خلاصة تاريخ الكرد وكردستان ص٤٠ وهناك استعراض لبعض الآثار القديمة والحديثة.
(١) مروج الذهب ج١ ص٣٠٨ (٢) روضة المناظر في اخبار الأوائل والأواخر. لابي الوليد محمد بن الشحنة هامش بن الأثير ج٧ ص٧٨ (١) اوليا جلبي في سياحته ج٤ ص٧٥ وفيها تفصيل عن الكرد وموطنهم وتعداد عشائرهم وانها ستة آلاف عشيرة وقبيلة، قال وكلهم شافعية.
(٢) مسالك الابصار ج١٠ في مكتبة ايا صوفيا رقم ٣٤٢٣.
(١) هذا الكتاب مخطوط وعندي المجلد الثاني منه.
(٢) لعله اراد به أن المرحوم محمد فيضي الزهاوي الا اننا لا نعرف له هذا الاثر، ولم يوضح عنه.
(١) معجم البلدان مادة شهرزور (١) حياحتنامه حدود ص٣٥٤ (٢) خلاصة تاريخ الكرد وكردستان ص٣٨٢ (١) ترجمته في كتاب (منتخب الذخائر) .
(١) تاريخ العراق بين احتلالين ج٦ لا يزال مخطوطًا.
(١) تقرير الحدود: درويش باشا ص٥٨ وسياحتنامه حدود ص٢٤٢.
(١) تحققتها من إبراهيم بك الجاف ومن المرحوم عبد الله بك كيخسرو ومن كريم بك الجاف وهؤلاء من أكابر رجالهم من الامراء. وهؤلاء من أكابر رجالهم من الامراء.
(١) وله أخوة ماتوا بلا عقب، وتوفي هو في ٢٦ تشرين الأول سنة ١٩٤٤م.
(١) سياحتنامهء حدود ص٢٤٤ وتقرير درويش باشا ص٥٨.
(١) ولي محمود باشا إمارة القبيلة في سنة وفاة والده (سنة ١٣٠٨هـ) . وكان قد ولد سنة ١٢٦٢هـ. ونال مكانة كبيرة. توفي في ٦ شعبان سنة ١٣٣٩هـ (مشاهير الكرد ج٢ ص١٨١) وهناك تفصيل ترجمته.
(١) سياحتنامهء حدود ص ١٦٤.
(١) رسالة في (تاريخ الجاف) نحو المائة صفحة مخطوطة رأيتها عند كريم بك، أخذت عنها بعض المطالب وهي عمدة في التعريف بهذه القبيلة.. سواء في تفرعاتها ومواطن تجولاتهم وسائر حالاتهم الأخرى.
(٢) «الحديقة الندية»، في الطريقة النقشبندية مخطوطة عندي بخط مؤلفها محمد ابن سليمان بن مراد البغدادي ومؤرخة سنة ١٢٣٦هـ وقد طبعت بمصر. (والمجد التالد) في مناقب الشيخ خالد تأليف السيد إبراهيم فصيح الحيدري طبع في دار الطباعة العامرة باستانبول سنة ١٢٩٢هـ.
(١) يلفظ (سوزكي) أيضًا.
(١) ويلفظ «اليكي» (٢) ومنهم من يقول «اليجان» فقط للاختصار. وأصلها علي جان.
(١) السيف الصغير.
(١) الشرفنامة ص٤٧ ولم يستطع أن ينسبها الى من تسمت باسمه.
(١) سياحتنامهء حدود ص١٦٤.
(٢) جاء في «خلاصة تاريخ الكرد» بلفظ «ساداني» ص٤٠٣ وهو ترجمة من كتب الانكليز.
(١) خلاصة تاريخ الكرد ص٤٠٣.
(١) هو جبل كبير من جبال سيداره.
(٢) تقرير الحدود درويش باشا ص٥٩ وسياحتنامهء حدود ص٢٤٢ وخلاصة تاريخ الكرد وكردستان ص٤٥٠.
(١) جبل شميران يقال له «زامن كوه»، وفي أسفله نحو ٢٨ قرية ومواطنها يقال لها «شميران».
(١) راجع ص٥٦ من هذا الكتاب.
(١) عنوان المجد ص١٦٥.
(١) سالنامة الموصل ص٢٢٨.
(١) سياحتنامهء حدود ص١٦٥.
(٢) هذه القبائل كلها لا تزال معروفة.
(١) منمي توجد قبيلة بهذا الاسم إلا أنها لم تكن من الجاف.
(٢) راجع ص٦٣.
(١) كوشت كري.
(١) راجع ص٥٨.
(٢) سياحتنامهء حدود ص٢٤٦.
(١) كان شاعرًا.
(١) مالك الأبصار ج٣.
(١) في لواء السليمانية في ناحية شهر بازار، ولا يزال معروفًا بهذا الاسم.
(١) المجد التالد ص٦٩.
(١) تكلمنا في عقائدهم وأحوالهم في كتاب «الكاكائية في التاريخ»، وفي عقائد العلى اللهية في تاريخ العراق بين احتلالين ج٢و٣.
(٢) ورد في خلاصة تاريخ الكرد وكردستان ص ٤٠٢ ذكر بعض قبائلهم.
(١) جاءت حوادثهم في تاريخ العراق بين احتلالين.
(١) تقرير درويش باشا ص٥٠ وسياحتنامهء حدود ص٢٣٧ وما بعدها.
(١) سياحتنامهء حدود ص٢٤٦ وسالنامة الموصل ص٢٢٨.
(١) راجع قبيلة بلباس.
(١) الشرفنامة ص٣٧٢.
(١) عثرت على مجموع مختصر من حوادثهم كتب في حينه، مهم في إيضاح تاريخ هذه الإمارة.
(١) تلفظ روجكي، أو روشكي. واللفظة درية ومعناها (أحد الأيام)، أو (يوم ما) وبعض الكرد يلفظونها روشكي والصواب بالزاء الفارسية. «الشرفنامة ص٤٦٧».
(١) الشرفنامة ص٤٧٤ والتفصيل هناك. وفيها بيان بعض مشاهيرهم وامرائهم في بدليس، وكيف توصلوا للإمارة، وأنهم كانوا من الاكاسرة ومنهم صاحب الشرفنامة.
(٢) هذا الكتاب من تأليف يوسف المولوي شيخ التكية المولوية ببغداد، والمعروفة بالمولاخانه وتسمى اليوم ب «جامع الآصفية». وقد أوضحت عن مؤلفه في مجلة لغة العرب «ج٨ ص٥٨٨» أيضاحًا شافيًا إلا أنني لم أذكر هناك وفاته وقد علمت أخيرًا تاريخ وفاته، وأنه كان سنة ١١٥٣هـ - ١٧٤٠م والتفصيل في تاريخ العراق القسم المسمى بتاريخ «سبعة وزراء».
(١) من أمراء ببه.
(٢) قويم الفرج بعد الشدة. وهو مخطوط في حوادث الوزير حسن باشا ومناقبه. عندي نسخة خطية نفيسة منه ولم أعثر على غيرها. وهو من تأليف يوسف المولوي المذكور في هامش سابق. ومثله في حديقة الوزراء.
(١) تقرير الحدود ص٧٣.
(١) التومان خمسون قرشًا صحيحًا. وتعينت قيمته.
(١) كان أديبًا فاضلًا، وكاتبًا معروفًا، وصحافيًا وله مطبعة صغيرة يطبع بها بعض الرسائل، وكان قد أقام ببغداد مدة وتوفي في عشرين أيلول سنة ١٩٤٧م ودفن في مقبرة الشيخ معروف ببغداد رحمه الله تعالى.
(١) تقرير الحدود ص٧٨.
(١) عنوان المجد ص١٦٥.
(١) ويلفظ بايز باشا. وهذا كان رئيس قبيلة منكور ابان اعلان الحرب العظمى الأولى وان الدولة العثمانية كانت قد استخدت هذه القبيلة في القوة السفرية التي اعدتها منعًا من تجاوز الروس على الموصل فالتحق الباشا المومى إليه بقبيلته وأولاده بهذه القوة. وقد حدث معركة بين خيالة الروس وخيالة العثمانيين في الموقع المسمى «سلدوز» الكائن بين صاوجيلاق وبحيرة رومية «ارميه». فجرت معركة عظيمة دامت ست ساعات بصورة دموية. وإن ابن بايز باشا قرني بك قد ابدى من البسالة ما شهد له بها القوم فجرح بجروح بليغة فتوفي من جرائها. وكتب ببرقية للدولة يفيد فيها أن ابني الصغير قد قتل الكثيرين من الروس فمات مما اصابه من جروح، فصار فداء للسلطان وان شاء الله سأكون أنا وأولادي الآخرين فداء في سبيل خليفتنا ...
أثنى سليمان نظيف بك على هذه البسالة الخارقة ولهج بما جرى من تفاد.. في كتابة «بطاريه ايله انش» ص٦٢ والتفصيل هناك.
(١) تقرير الحدود لدرويش باشا الفريق.
(١) عنوان المجد للحيدري ص ١٦٤.
(١) الشرفنامة ص٣٨٢.
(٢) سياحتنامهء حدود ص٢٧٢.
(١) الشرفنامة ص٣٨٢.
(١) عنوان المجد ص ١٦٣.
(١) سياحتنامهء حدود ص٢٧٤.
(١) وردت بلفظ «دشت بيل» في تقرير درويش باشا ص٩٣.
(١) وهذه القبيلة تقيم في قطر الشام. وكانت لها حوادث في العراق بينها وبين قبائله أو مع الحكومة. والتفصيل عنها في تاريخ العراق، وفي كتاب «عشائر الشام» تأليف الأستاذ أحمد وصفي زكريا ج٢ ص٣٢٢.
(٢) عنوان المجد ص١٦٥.
(١) عنوان المجد ص١٦٣.
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
(٢) تقرير درويش باشا ص٩٣ وهناك بيان تنقلات القبيلة.
(١) سياحتنامهء حدود ص٢٧٧.
(١) عنوان المجد ص١٦٤.
(١) تقرير درويش باشا ص٨١.
(١) الأستاذ معروف جياووك من أصدقائنا الذين نفخر بهم، وقد كان حاكمًا، ثم عضوًا في محكمة تمييز العراق ومتصرفًا، ونائبًا، ومديرًا عامًا.. فولي مناصب عديدة والآن هو زميلنا في المحاماة.
(٢) راجع ص١٠٥ من هذا الكتاب، وقبيلة بالك ص١٣٩.
(١) عنوان المجد ص١٦٥.
(١) راجع قبيلة بالك.
(١) هذه البلدة معروفة قبل أن يخلق شاه قلي الذي يزعم أنه بانيها، وإن المقاربة اللفظية توقع بأغلاط أمثال هذه كثيرة.
(١) مسالك الأبصار جزء ثالث. مخطوط في أبا صوفا.
(١) الشرفنامة ص٣٥٢ وما بعدها.
(٢) التعريف بمساجد السليمانية ص٢١.
(١) عنوان المجد ص١٦٥.
(١) راجع مادة شهرزور في المعجم تجد هناك اسم صالحية من الشيعة، ولا نعرف درجة العلاقة بهم. ويصح أن يكونوا عينهم.
(١) الشرفنامة ص١٥٩.
(١) كانت ناحية والآن قرية، وفيها نفط وتلفظ (كيل) .
(١) يأتي الكلام عليها عند ذكر قبائل الحدود.
(١) بالكاف العربية وتفخيم اللام.
(١) المعاهد الخيرية ج٢ ص٦٨ لصاحب الكتاب (مخطوط) .
(١) الشرفنامة ص٤٢٣ و٤٣١.
(٢) عنوان المجد ص١٦٦.
(١) الشرفنامة ص٤٢٤.
(١) لا يزال مخطوطًا.
(١) مفصل جغرافية العراق ص٤٤٢ وهذا الكتاب يذكر القبائل باجمال، وهو أوسع كتاب في جغرافية العراق، متداول معروف.
(١) تقرير الحدود: درويش باشا الفريق ص٣٤.
(١) لا يزال جولمرك معروفًا في تركية.
(١) راجع ص١٥٠ من هذا الكتاب.
(٢) سياحتنامهء حدود ص٣٠٩ و٣٣١.
(١) الشرفنامة ص١٤٦ ومفصل جغرافية العراق ص٤٤٤.
(١) الشرفنامة ص١٤٦.
(٢) عنوان المجد ص١٦٤.
(٣) خلاصة تاريخ الكرد وكردستان ص٢١٤.
(١) خلاصة تاريخ الكرد وكردستان ص٢١٤.
(١) مفصل جغرافية العراق ص٤٤٤.
(١) مفصل جغرافية العراق ص٤٤٣.
(٢) قد أعد للطبع وفيه زيادات كثيرة، ونصوص جديدة عما جاء في طبعته الأولى لصاحب هذا الكتاب.
(١) راجع مجلة (يادكار) الإيرانية للأستاذ عباس اقبال المؤرخ المعروف.
(٢) مرت الاشارة اليه.
(١) هنا قد عين قيمة القران في ذلك العهد.
(١) الشرفنامة ص٤١٣.
(١) نزهة الجليس ج١ ص١٣٢.
(١) تقرير الحدود ص٣٧ وما قبلها.
(٢) راجع تاريخ العراق وجها نكشاي جويني، وملحق تاريخ العراق. وهناك اختلاف النسخ من أناس لم يعرفوا وجه الصواب فاضطربت آراؤهم. والآن زال كل لبس. فليصحح اللفظ.
(١) تقرير الحدود ص٣٥.
(٢) راجع ص١٦١.
(١) جاء الكلام على اشنة في سياحتنامهء حدود ص٢٨٩.
(١) في تاريخ العراق، وتاريخ اربل تفصيل.
(٢) مقدمة الشرفنامة ص١٦.
(١) ومن هنا علمنا أن محمد افندي المذكور في ص١٢ غير محمد فيضي الزهاوي كما فهم من نقل تاج العروس منه ج٢ ص٤١٤ والظاهر انه محمد بن سليمان الكردي المذكور في سلك الدرر ج٤ ص١١١ المتوفي سنة ١١٩٤ في ١٤ ربيع الأول (١٧٨٠م) .
(١) سياحتنامهء حدود ص٣٣٤ والتفصيل هناك، وكذا في غيرها.
(١) ذكرتها في (كتاب المعاهد الخيرية) . وهو مخطوط ج١ ص٤٧٩.
(١) الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية، والفيض الوارد والمجد التالد. عندي نسخها المخطوطة.
(١) سياحتنامهء حدود ص٣٣٠ وتاريخ العراق.
١ - عشائر العراق الجزء الثالث
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدّين.
اما بعد فقد كنت نشرت المجلد الاول من العشائر البدوية، والثاني من العشائر الكردية. وان المقابلات والفروق سهلت المعرفة كثيرًا. وكنت قلت: "ان أحوال البادية في غابرها وحاضرها لاتزال محل النظر والتبصر، وهي في الاغلب غير مطروقة، فلم يتعرض لها المؤرخون العديدون، ولا حاول الكتّاب الاّ بيان بعضها، فنجدنا بحاجة الى الاستزادة، وربما عددناها من أهم مايلزم للمعرفة الحقة والتبسط في مادتها والاستكثار منها.
وليس من الصواب أن نصدّ عنها وننفر منها لمجرد أنها فضاء واسع، وأرض قاحلة كما تبدو للحضري لاول وهلة دون أن ندرك حقيقتها، وان نعلم أنها عطن قومنا الذي منه نجمنا، والاصل الذي منه تفرعنا، فنكتفي بتلك النظرة، أو نتابع الشعوبيين أعداء العرب وتلقيناتهم الباطلة في أتخاذ الوسائل للتنفير، وتوليد الكره بطرق متنوعة وضروب مختلفة ...
تربطنا بأهل البادية أواصر الدم والقربى، وتجمعنا اللغة والوطن، وتتصل بنا العقيدة الحقة ... ولم يكونوا بوجه على الهمجية كما يتوهم، بل هناك أدارة منظمة وعلاقات جوار، وروابط قربى مكينة، وتحالفات وعهود مرعية وشريعة سائدة مما لم ينفذ اليه الحضري بادي الرأي ولا يدرك كنهه لما تلقى من سوء فكرة، أو لمجرد النظر الى الخشونة وجفوة العيش، وأعتياد شظف الحياة، وضنك الرزق، أو الفة الوحشة في حين أن ذلك من دواعي الحياة الطبيعية التي فقدت المربي الاجتماعي، والتي جلّ آمالنا منها أن العيش في البداوة براحة وطمأنينة، بعيدين عن الضوضاء وعن المشاكل المزعجة مع الرغبة الاكيدة في التوجيه الحق، والتدريب الصالح ... فكل من ذاق طعم البادية لا يود أبدًا أن يحيد عنها، ولا تطيب نفسه عنها، أو أن يعدل عن حياتها ... وجلّ ما هنالك اننا نشعر بضرورة الاصلاح، والتنظيم الصحيح ...
ويحتاج من يحاول أن يكتب في أوضاع البادية الى خبرة تامة، ومعاشرة طويلة والفة بمعنى الكلمة، مع رغبة في العمل، وعناية في اكتناه الحالة ليتمكن المتتبع من الافتكار في نواحي النقص، والتعرف لوجوه الاصلاح، فلا تكفي لمحة السائح او التفاتة عابر السبيل، أو أن يؤم المرء مضارب البدو ساعة من نهار، فهذه لا تعيّن وضعًا ولا تؤدي الى الغرض المطلوب من المعرفة، بل يستطيع الحضري أن يكشف عن حياة البدوي بسهولة فيضن انها منغصة بالزعازع والمجازفات، أو تدعو الى مخاطرات، أو أنها كلها هياج واضطراب.
في البادية عيشة هناء، وحياة لذيذة، وربيع وراحة ونعيم، الا انه لا ينكر انها مشوبة أحيانًا بغوائل وفتن، او متصلة بقراع وجدال، لا تهدأ فيها فتنة، أو لا تخلو من اثارة غوائل ولكن أي حالة من حالات الحضر هادئة؟ بل لا نزال نرى التكالب بالغًا حده، والاطماع مستولية على النفوس مما كره عيشة الحضارة، وأفسد صفوها، وأقلق راحتها، فعمت المصيبة.
ولو أستطلعنا رأي البدوي في حياة الحضر لوجدناه ينفر من سوء عفونتها ونتن جوّها، أو ما يشوب نسيمها من الكدر، يمر البدوي بالطرقات الضيقة، فيشم ما يكره من روائح، ويدخل الاسواق فتكاد ترديه بفاسد اجوائها، ولعل ساعة واحدة عنده من استنشاق النسيم الطلق، أو يوما من أيام الربيع يفضل المدن وما فيها، فيرى عيشته وما هو فيه خيرًا من نعيم الحضر كله ...
وهناك أكبر من كل هذا، يعتقد أن الادارة قاسية، والحكم صارم، بل ربما يعتبره جائرًا، ويحسب ان العزة مفقودة، والسلطة متعجرفة، فلا يطيق شدة النظام، ولا يقدر على تنفيذ الأوامر الكثيرة التي لا يسعها دماغه، وإذا كانت البادية موطن الظباء والآرام فهي عرين ألا سود، ولكل ما فيها وجوه دفاعه ووسائط بقائه، والحياة في كل أوضاعها لا تخلو من صفحات خير، ووجوه ضير، وليس هنا أو هناك خير مطلق، فكل منهما مشوب بعناء، ومغمور بآمال، تعتريه ما تعتريه من حالات اضطراب.. وصفحة الأدب تجلو عما هنالك من ضروب هذه الحياة وأطوارها.
ولا نريد أن نسترسل في مدح البادية، أو ذم الحاضرة، أو العكس، وأنما نعيّن ما هو معروف، وان المتمنيات للفريقين أن تكون الحياة سعيدة في الحالتين، فكلاهما ينبغي ما عند الآخر من محاسن ونعم، أو فضائل، وان يجمع بين الحسنيين، وان ينال خير الاثنتين، فيزول ما يكدر الصفو، او يقلل من الشرور ...
ولا تتيسر هذه الا بعد المعرفة الحقة، فإذا أدركنا الحضارة ونظمها وعرفنا حياتها وما هي عليه، فنحن في ضرورة ملحّة الى الاطلاع على ما في البادية بصفحاتها كلها، وان ندرك ما فيها من ملاذ ومنغصات، فندوّن ما هناك، مما يدعو الى التقرب، ويزيل العوائق، فنتعاون على مطالب هذه الحياة، وأن تقوى الاخوة، وتعود كما كانت، وما الحضر الا بدو سبقوا اخوانهم بخطا، أو أن البدو اخوة الحضر لم يتقدموا بعد الى ما عليه اخوانهم من حضارة، والامل أن يتقدم المتأخر وان يتبدى الحضري، ويتنعم بما عنده. وهكذا البدوي يعيش عيشة الحضري في باديته.
كتب علماؤنا وأدباؤنا في البادية ومواطن أهلها ومياهها، كما خلدوا آثارًا جليلة في أنساب العرب وقبائلهم، فكانت تدويناتهم لا تقلّ عما ذكر في الامكنة والمياه، والجبال والوهاد والدارات وما ذكر في الشعر، أو عرض من وقائع الا أن طول الزمن، وبعد ما بيننا وبين اولئك العلماء والادباء قد غير الاوضاع، وبدل الاسماء، فلم نعاود المطالب، ولم نثبت المتجدد استفادة من تقدم الجغرافية وصنعة رسم الخرائط واتقان أمرهما وتصوير المناظر واظهارها في السينما. فالضرورة تدعو الى ذلك لتكمل المطالب، وتتلاحق التدوينات استفادة من وسائل الفن.
نعم، يهمّنا تثبيت الموجود من عشائر ومواطن، وما هنالك من حياة بدوية. فاذا كنّا محتاجين الى معرفة قومنا، وهذه الحاجة أكيدة، فلا شك ان الضرورة تدعو الى وقوف على المواطن أيضًا لا سيما المتصل بجزيرة العرب موطننا الاصلي. هذا عدا ما هنالك من خدمة أدب الامة، شعرها ولغتها ووقائعها التاريخية، وهكذا معرفة عيشة البادية في مواطن الكلأ، والمياه والآبار، والبوادي والقفار والطرق وكل ما يتصل بحياة البادية.
كل ذلك دعا أكابر الادباء والمؤرخين قديمًا أن يتوسعوا في التحقيق، فخلدوا ما يتعلق بالادب، وبالاشخاص من شعراء وأدباء ونسّابة، كما بيّنوا محل ظهور الادباء وما جاء في الشعر، او في الحديث، او في الكتابة من أمكنة وبقاع.. فكنا نستعين بما خلفه علماء الامة وادباؤها في التحقيق والتعريف.
ونحن في حالتنا الحاضرة في أشد الحاجة للتعريف بالبادية وشؤونها لنقدم للحكيم ما يستعين به، فيقوم بأمر التوجيه الاجتماعي، وللامة الاخذ بالصحيح من هذا التوجيه فلا نستغني بوجه عن المراجعة لحل أعوص المشاكل في (حياة العشائر)، وأن نستمر في التدوين والتمحيص معا، ومثل هذه لا يتيسر أمرها الا أن نستوفي المعرفة للحالة الحاضرة، فنكتب ما نستطيع من ظاهر وخاف. " ١ هـ (١) .
وهذه تبصرنا بالعشائر، وكلامنا الآن في (العشائر الريفية) الحاضرة وقد اجتازت خطوة نحو الحضارة، فاستقرت في مواطن خاصة، ولا شك أن الضرورة داعية الى معرفة هذه الحياة فاكتسبت العشائر تحولًا وتطورًا وكانت في العراق عشائر كثيرة وردت في مختلف الازمان فانتقلت من البداوة الى الارياف. وكلما زادت نفوسها، أو أختلّت حياة المدن مالت اليها وعوضت بما عندها كما ان البداوة راعت عين الطريقة في هذا الانتقال فكل خلل في الارياف يسده البدو، وفي هذا كله نرى القربى مشهودة في الدم، وفي اللغة، وفي الشعور العام، وسائر الحالات الاجتماعية.
كانت الارياف فقدت بعض الاوصاف من البداوة وتقربت من الاوضاع المدنية. وفي هذه الحالة نحتاج أن نلتمس هذه التغيرات، والمجاري التاريخية، والاوضاع الحياتية، والادارة. ولكل من هذه حكمها المشهود، فرأيت بيان ذلك باضافة حالات متصلة، واختبارات متوالية. وجل الامل مصروف الى ادراك الحالة التاريخية والاجتماعية والادبية في ملاحظات عامة أو خاصة مقرونة بالاوضاع الحاضرة لتكون وسيلة لما تطمئن الرغبة اليه أو يسهل التوسع فيه أو التعليق عليه والابواب مفتحة لمن أراد الدخول. وكل ميسر لما حاول أو أراد.
نظرة عامة
معرفة العشائر الريفية لاتتوقف على التاريخ وحده وان كان من أهم العناصر، فالنصوص مبصرة قطعا، كما لاتكفي بعض المشاهدات وتدوينها وحدها. أو بيان الظواهر البارزة وانما تهمنا الحياة العشائرية بدقائقها، والعوامل الفعالة بحذافيرها، وطريق ادارة هذه الحياة مما لا يتحصل من النصوص التاريخية وحدها، ولا من تلك الظواهر البارزة بل من الملامسات الحقة والاتصالات بهم وبآدابهم مقرونة بتعاملاتهم ...
واعتقد ان هذه كلها بصورة شاملة تؤدي بنا الى التوجيه الحق في حل المشاكل والنظر الصادق في (العشائر الريفية) . وربما عددناها معضلة من أعوص المعضلات. ومن الضروري اثارة أمرها بين حين وآخر مقرونة بالاطلاع القريب والبعيد مما يسهّل ادراك صور الحل. ولا نريد أن يكون ذلك تابعا لمواسم خاصة او حالات ووقائع منفردة بل الغرض أن نتمكن من اجتياز هذه المرحلة الى المعرفة المكينة لاصلاح الحالات المختلفة أو البت في الشؤون المعقدة. والحل تابع للمعرفة من وجوهها. وبسببه تتيسر المعالجة من طريقها.
نريد أن نعلم قوام المجتمع في بداوته وأريافه معا. وهكذا ما هو شبيه بهما من (حياة القرية) في الاقوام التي لا تعرف سواها. والحياة البدوية تؤدي وجوبًا الى الحياة الثانية (حياة الارياف) . وكلتاهما تنزع الى الحضارة والامل أن تتقدم اليها خطوات. وحياة الكرد عندنا شبيهة بهاتين الحياتين الا أن الوضع يدعو الى تكوين القرية المتنقلة أو الثابتة. والاولى أشبه بالبداوة، والاخرى أشبه بالارياف. والحياة في كليهما متماثلة في الغالب.
والحضارة لا تستغني عن هاتين الحياتين. وتعدهما الوسيلة لقوام أمرها. ولم تنقطع عن الحضارة. وانما تمدها دائمًا بما عندها من (مواد أولى)، ومن (نفوس) بعد اجتياز مراحل في التقدم. ولا يمكن التفريق بوجه بين (حياة القرية) وبين (حياة البداوة والارياف) . والتفاوت قليل جدًا، وناجم من الوضع الجغرافي. وحضارات الامم لم تكن بنجوة من ضروب هذه الحياة.
تكلمنا في (حياة البدو) في المجلد الاول وفي (حياة القرية) في المجلد الثاني. فلا ريب ان حياة الارياف حالة تقدم نحو المدن، فهي حلقة وسطى بين البداوة والمدنية كما ان القرية تقرب كثيرًا من المدينة. اذ المدينة قرية متكاملة. وبحثنا هنا في الارياف خاصة. وقوام هذه الحياة (الزراعة) و(الغرس) . والزراعة لم تقطع الصلة بالبداوة، بل لا تزال قريبة منها وفيها نوع من الاستقرار، والغرس يفيد الاستقرار ويكتسب حالة ثبوت، وحينئذ تفقد صفات البادية. ويصح أن نقول ان الزراعة أشبه بالقرية المتنقلة في العشائر الكردية، والغرس أشبه بالقرية الثابتة لدى الكرد.
وهذه الحالات المطردة، والحاجة المولدة لها قوام الحضارة في مراحلها، والمجتمع في حياته. ويصعب علينا ان نفرق بين الارياف في الزراعة أو الغرس وانما نقول الانتقال قريبًا او بعيدًا أو المرحلة قصيرة أو بطيئة. وربما استمرت الى أمد حتى تتهيأ الدواعي والفرص الى هذا الانتقال. ولعل الميل الى المدن أقرب الى هؤلاء.
ومن أجل ما هنالك ما يظهر في العشائر الكبيرة من حوادث سياسية تدعو الى الالتفات. ويظهر لاول وهلة انها الاولى من نوعها أو غريبة ليس لها مثيل بين العشائر، ولكن من اطلع على التاريخ عرف الاحوال، وأدرك أسرار الادارة وعلاقتها بالعشائر فلا يستنكر وقوع أمثالها. وهذه تقرب من حياة البدو، ولكنها أقرب الى حياة المدن.
وجلّ أملي أن نتصل بالمعرفة بالعشائرية بالنظر لماهيتها، وبالنظر للبدو، وبالنظر للحضر وللعلاقة بالحكومة وأن يتصدى آخرون للبحث ويتوسعوا في المطالب. وكل سعة محمودة، وكل بسط ممدوح، ليكون داعيًا للاثارة. والوقوف على الفكرة الصالحة. والنصوص الحقة مقبولة قطعًا والعلم كله في العالم كله.
المراجع
نريد أن نعلم عن عشائرنا وأنسابها وتفرعاتها ومواطنها، ومجتمعاتها والشيء الكثير من خصائصها. وهذا تأريخها الا أننا لا نجد كتبًا وافية في (تاريخ عشائر العراق) خاصة. واذا كنا بينا جملة منها في المجلد الاول فما ذلك الا للعلاقة بين العشائر القديمة والبدوية الحاضرة وهذا يصدق على عشائرنا الريفية. ويصلح أن يكون أصلًا في مراجعنا لأهل الارياف وبينها ما هو قديم السكنى في العراق، او متحدر من العشائر البدوية الموجودة، أو انهم بدو مالوا الى الارياف. وهذه كثيرة جدًا وتحتاج الى ما يبصر بها من وثائق.
فالعلاقة لا تنكر. ولهذه مراجع تخصها باعتبار أصلها او باعتبار انها الاصل ولها مباحثها الخاصة زيادة عما عرف. ولا تختلف هذه عن تلك من التفرع الى (قحطانية) و(عدنانية) أو (متحيرة) . وتاريخها ذو علاقة بمؤلفات تاريخية لا تحصى أشرنا الى جملة منها في (تاريخ العراق بين احتلالين) .
ولعل المراجع العامة والخاصة لا تكفي وأنما يهمنا كثيرًا ان نتصل بالكثير من هذه العشائر. الامر الذي يؤدي حتمًا الى المعرفة الحقة من طريق المشاهدة العيانية واستنطاق نفس العشائر. وفي هذه ما نجده في مؤلفات ضخمة كما ان اوضاع القطر تنبيء عن تاريخه، وتفسر حروبه، وحياته الاجتماعية، واحواله الاقتصادية ...
ونستطيع أن نعد جملة من المراجع زيادة عما مّر الا انها قليلة بالنظر للمراد من جراء كثرة العشائر الريفية والمطالب الجديدة ولا شك ان التحري يسهل الوصول. وليس الغرض التعداد والاكثار من المراجع، وانما المقصود أن يتم المطلب. وبين هذه عشائر الاقطار الاخرى المجاورة والبعيدة ولا تخلو من علاقة ما، وللاختلاط والمعاشرة أثر كبير في المعرفة.
وهذه هي المراجع المهمة: ١ - كتاب البادية: للاستاذ السيد عبد الجبار الراوي. ولا يخص الارياف الا أنه لا يخلو من صلة ويشترك في مباحث المجلد الاول الا أنه توسع في مواطن البدو، وآبارهم وسائر أحوالهم مما لا يستطيع القيام به الا من كان في مهمة في تلك الربوع، فله الفضل فيما تقدم. طبع سنة ١٩٤٧م في مطبعة التفيض الاهلية ثم أعيد طبعه.
٢ - القضاء العشائري: مؤلفه فريق المزهر آل فرعون من عشائر الفتلة وله خبرة في احوال جهته، طبع سنة ١٣٦٠هـ - ١٩٤١م ولا يخلو من فوائد تخص عشائر الفتلة وما جاورها من عشائر.
٣ - عشائر الشام: للاستاذ احمد وصفي زكريا. في مجلدين الاول في أحوال العشائر العامة طبع بدمشق سنة ١٣٦٣هـ - ١٩٤٥م. والثاني كل عشيرة على حدة. وكانت تقسيماته بأعتبار الادارة حسب الاقضية. وفي هذه الطريقة سهولة في معرفة عشائر كل قضاء الا أنه يكرر العشيرة الواحدة بالنظر لوجودها في أقضية عديدة، ولا يفيد الوحدة في العشيرة مجتمعة. وكان الاولى أن يذكرها جملة واحدة فلا يفرق أوصالها بأن يعوض عن الالوية أو الاقضية بما يقدمه من جداول معرّفة. وكنا نأمل أن يدوّن أصول كل عشيرة بما هو محفوظها اذ لم يتمكن من المعرفة التاريخية، وأن ينبّه على أغلاط شائعة. وكان الاول من نوعه في (عشائر الشام) .
ويؤخذ عليه انه لم يقدم القول في كل عشيرة ثم يتناول الاحوال العامة للعشائر. وهذا لا يقلل من قيمته العلمية. ولما كان ذا علاقة بعشائر العراق فنجد الصلة مكينة، ونعده من خير المراجع وأجل الاثار ...
٤ - تاريخ شرق الاردن وقبائلها. ومؤلف هذا الكتاب الاستاذ ج. بيك. وهذا لا علاقة له بالتاريخ، ولا حقق أنساب القبائل. ولا يخص موضوعنا كثيرًا. طبع سنة ١٩٣٤م في القدس نقله الى العربية الاستاذ بهاء الدين طوقان.
٥ - الروض البسام في قبائل الشام. للشيخ أبي الهدى الرفاعي المعروف. وفي كتابه هذا نعلم الشيء الكثير عن العشائر وعلاقتهم بآل الرفاعي. فالرجل صاحب طريقة، وجلّ ما يستطيع في محاولاته أن يقرب العشائر من الطريقة الرفاعية، أو من الشيخ احمد الرفاعي.
وقد أبرز مهارة كبيرة في وصل الانساب ليجعل العشائر الكبيرة تمت الى ما حاول اثباته، فعدّ رؤساء الحسنة من بني خالد ولم يعتبرهم من طيء. والكتاب يعتبر من المؤلفات المهمة في عشائر الشام، لا يخلو من فائدة. فهو بحق صاحب مهارة وخبرة في ما كتب. وفي الكتاب نصوص يعزّ على غيره العثور عليها. كما دوّن ما دوّن عن مشاهدة.
٦ - التقرير الاداري لفخامة الاستاذ السيد مصطفى العمري في أحوال الديوانية حينما كان متصرفًا بها. وهو من أجل ما رأينا مما يخص موضوعنا. ولو ان كل متصرف كتب، في لوائه عن أحواله وعن عشائره لانكشف ما في قطرنا من مبهمات كثيرة. وقد مكنني من مطالعته وله الفضل. ولو طبع لجلا عن مبهمات كثيرة.
٧ - تاريخ الديوانية. للاستاذ الشيخ ودّاي العطية. كشف عن معلومات نافعة. والامل أن نرى باقي ما وعد بنشره.
٨ - طرفة الاصحاب في معرفة الانساب. للسلطان الملك الاشرف عمر بن يوسف بن رسول الغساني. من مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق بتحقيق (ك. و.سترستين) وفي خزانة الأب انستاس ماري الكرملي نسخة منه مخطوطة مع المجلد العاشر من كتاب الاكليل. وهو كتاب جليل الفائدة وفيه تفصيل للانساب ومكانته تظهر في الصلات بين العشائر ومؤلفه من أهل اليمن.
٩ - شرح منظومة عمود النسب. الاصل للشيخ احمد البدوي المجلسي الشنقيطي البو حمدي. شرحها الاستاذ المرحوم السيد محمود شكري الالوسي. والكتاب مهمّ في العشائر القديمة والتعرض لبعض المعاصرة منها. لا يزال مخطوطًا. وعندي المجلد الثاني منه.
١٠ - لغة العرب. مجلة عراقية تعرضت للكثير من عشائر العراق. اهميتها في انها اشترك فيها جم غفير من أرباب المعرفة وتعدّ في مقدمة المراجع.
١١ - خمسة أعوام في شرق الاردن. لا يهمنا كثيرا. طبع سنة ١٩٢٩م في حريصا. وهو من تأليف الأرشمندريت بولس سلمان. ولم يذكر من العشائر ما يشترك بالعراق. ومهمته في انه بحث في عشائر العرب.
١٢ - عامان في الفرات الاوسط. للسيد عبد الجبار فارس. طبع في مطبعة الراعي في النجف سنة ١٣٥٣هـ. وفي هذا الكتاب مشاهدات كثيرة. وعلاقته مشهودة. فهو مرجع مهم في تدوين أحوال العشائر.
١٣ - نجد. للاستاذ السيد محمود شكري الآلوسي. طبع سنة ١٣٤٣هـ في المطبعة السلفية في القاهرة. وفيه بيان عشائر نجد وهي ذات علاقة مكينة بعشائرنا الا أن بياناته مجملة جدا.
١٤ - كتاب الأمكنة للغدة. مخطوط عندي نسخته بخط المرحوم الاستاذ محمود شكري الآلوسي.
١٥ - مجمع الأنساب. لابن قدامة. كنت راجعت مخطوطته باستنبول في خزانة راغب باشا.
١٦ - رحلة المنشي البغدادي. نقلتها الى العربية. وأصلها فارسي طبعت سنة ١٩٤٨م.
١٧ - موجز تاريخ عشائر العمارة. للاستاذ محمد الباقر الجلالي. وهو من المؤلفات المهمة جدًا. في عشائر لواء العمارة. وقد أجاد المؤلف كل الاجادة بذكر محفوظات القبيلة ومشجرات عنها. وان كان تعوزه النصوص التاريخية للتثبت من المحفوظ وقيمته العلمية فيما يوجد له مراجع. طبع سنة ١٣٦٧هـ - ١٩٤٧م في مطبعة النجاح ببغداد.
١٨ - كتاب البدو باللغة الالمانية. استعنت ببعض الفضلاء في معرفة ما فيه. واسماء عشائره كتبت بحروف عربية. فالعشيرة المطلوبة من السهل مراجعتها. وهذا الكتاب من اجل الآثار مزود بخرائط وببحوث مستفيضة وبتصاوير. مؤلفه الاستاذ المستشرق الاشهر الهر فون اوبنهايم بالاشتراك مع الاستاذ البروفسور ورنر كاسكل. واستمر البروفسور ورنر كاسكل بعد وفاة زميله ونشر ثلاثة مجلدات ضخمة منه. والمهم ان مؤلفيه استعانا بما كتب عن العشائر من آثار وسياحات ومؤلفات تضم اليها المشاهدات، فبلغ من التحقيق غايته، فهو خير كتاب في العشائر. ناقش الاستاذ ورنر كاسكل المؤلفات في العشائر فكان اوفر مادة. وأملنا أن ينقل الى اللغة العربية لنعرف جميع ما بحث فيه بسعة واستقصاء. وكل ما يقال فيه قليل. فهو مرجع واسع في عشائر العرب أو دائرة معارف عشائرية.
١٩ - جمهرة أنساب العرب لابن حزم. منه نسخة في خزانة علي أميري باستنبول برقم ٢٤١٣ ونسخة اخرى في خزانة فيض الله من خزائن كتب الملة باستنبول باسم كتاب جماهر الانساب، برقم ٢٢٢٨ أوله: الحمد لله مبيد كل القرون الاولى ألخ ذكر فيه العدنانيين وأنسابهم وقال: اليمانية كلها راجعة الى ولد قحطان ولا يصحّ ما بعد قحطان. وعدّ الاوس والخزرج ومن الخزرج (بنو زريق) كتب سنة ١٠٤٠هـ. وطبع سنة ١٩٤٨م. في مطبعة المعارف بمصر.
٢٠ - كتاب التبيين في نسب القرشيين والقحطانيين: لموفق الدين أبي محمد عبد الله بن قدامة المقدسي. وفيه انه مختصر الجمهرة في الانساب لابن الكلبي مع انه يعتمد على كتب عديدة غير الجمهرة. الاول في نسب قريش والثاني في نسب القحطانيين برقم ٩٩٩ في خزانة راغب باشا باستنبول.
٢١ - معجم القبائل: للاستاذ السيد عمر رضا كحالة. مرتب على حروف الهجاء ويعدّ دائرة معارف. طبع في ثلاث مجلدات سنة ١٣٦٨هـ - ١٩٤٩م.
٢٢ - الفتلة كما عرفتهم: تأليف (أ. س.ح) ومقدمته بقلم الاستاذ جعفر الخليلي. طبع في مطبعة الراعي في النجف سنة ١٩٣٦م.
٢٣ - قلب الفرات الاوسط: للاستاذ محمد علي جعفر. طبع سنة ١٩٤٩م في ثلاثة أجزاء. وفيه ما يدعو الى تحقيق الجهات المخالفة لما ذكرنا.
وكان الاستاذ المستشرق الجليل (هـ. ريتر) ذكر لي جملة من كتب الانساب المهمة منها مختصر جمهرة الأنساب لابن الكلبي في راغب باشا برقم ٩٩٩، وسلسلة الأنساب في لالا اسماعيل برقم ٣٤٧، وجامع الأنساب في خزانة وهبي البغدادي برقم ١٣٠٥ قال الاستاذ ولم أر الكتابين الأخيرين. وبحر الأنساب للسيد ركن الدين حسن منه نسخة في كوبريلي برقم ١٠١١، والاستبصار في أنساب الأنصار في الخزانة العامة باستنبول برقم ٥٢٣٥.
وهناك (كتب أدبية) و(تاريخية) تعرضت للعشائر وبعض أحوالها. وفي نصوصها ما يعين الفروق وكلّها تكشف عن أحوال العشائر. وجاء في معجم البلدان: «صنّف المتقدمون في أسماء الأماكن كتبًا وبهم أهتدينا. وهي صنفان. منها ما قصد بتصنيفه ذكر المدن المعمورة والبلدان المسكونة المشهورة. ومنها ما قصد ذكر البوادي والقفار واقتصر على منازل العرب في أخبارهم وأشعارهم ... (الى أن قال وأما الذين قصدوا ذكر الاماكن العربية، والمنازل البدوية فطبقة أهل الأدب ... (عدد الكتب وقال وهذه الكتب المدونة في هذا الباب التي نقلت منها. ثم نقلت من دواوين العرب والمحدثين وتواريخ أهل الادب ... ومن أفواه الرواة وتفاريق الكتب. وما شاهدته في أسفاري، وحصلته في تطوافي أضعاف ذلك ...» اه (١) .
وفي هذا توجيه للاشتغال، بل فيه بيان مواطن عشائرنا الحاضرة الا اننا نستدل منها على تاريخ تنقل العشيرة وحاجتنا تدعو الى استنطاق مؤلفات كثيرة. والعشائر لا تختلف في أصولها. وتبدل الموطن لا يغير أصلها. ونرى كلّ هذا لا يفي بالغرض. فالعشائر الريفية تختلف عن البدوية. فهي في مطالبها مهمة. ومن جهة أخرى ولدها القدم والتفرع فصارت لها فروع أستقلّت بأسماء جديدة. وهذا ما يبعد الشقة عن أصل العشيرة فينسى. والصعوبة كلّ الصعوبة في ارجاع الفروع الى اصولها.
وعلى كل نرى الموضوع وافر المراجع لا سيما ما يتعلق ببعض العشائر الكبيرة وفيه توجيه للباحثين في عشيرة أو جملة عشائر من نجار واحد في أستقصاء أحوالها، واستيعاب أخبارها.
ولا ننازع في اختلاف وجهة النظر فالأمر ليس مما ينصرف اليه كلّ أحد، وانما يتطرق اليه الخطأ من وجوه.
وكلّ ما أقوله أن حياة الأرياف جديدة بالنظر للبدو. أتصلت بمحيط غريب عنها وبأوضاع غير مألوفة لها، فرأت صعوبة في القبول، ولكن الاستمرار والنسل الجديد مما يجعلهم يكتسبون أوصافًا منتقلة ممن سبق في هذه العيشة. ومهمتنا تدوين الفروق ومعرفة حقيقة ما عليه أهل الأرياف حتى في آدابها وعاداتها مع مراعاة الاتصال بأهل الحضر وما أدى اليه من تبدل يتوضح لنا من أصل القبيلة وما عليه هذه الفروع من الدخول في الارياف.
المباحث
عشائر الأرياف كثيرة جدًا، وتجمعها (القحطانية)، و(العدنانية) . و(المتحيرة) قليلة. والمثل العربي (من آل وبني) يضرب للقدم. فأن (آل) و(بني) أي هذا التقسيم قديم فالقحطانية تمت الى (آل)، والعدنانية الى (بني) . ولا تخرج عشيرة عن هؤلاء.
ففي العشائر الجنوبية يستعمل (آل) بما نقصده من (بني) ومن أولاد أو أسرة أو ذرية، في حين أننا نستعمل آل بمعنى (الأسرة) . وأما (البو) فيراد بها لدى القبائل القحطانية معنى (آل) أو (بيت) عند العدنانية. وفي أنحاء العمارة والكوت والجهات الفراتية يراد بالبيت ما نريده من الفخذ أو (البو) بلا فرق. وكذا عند العدنانيين يراد ب (البو) عين ما يراد عند القحطانيين الا أنه تمدّ همزته فيقال (آلبو) . و(آل) عند القحطانية يراد به عين ما يراد من (ال) . ولكل أستعماله.
ومباحثنا تتناول (آل وبني) أي القحطانية والعدنانية. وكلّ واحد من هذين الجذمين يتفرع الى عشائر عديدة جدا لها مزاياها وخصائصها. فالقحطانية تتناول الزبيدية والطائية وما يتصل بهما ويتكون هذا المجلد منها. والعدنانية ينطوي تحتها المنتفق وربيعة وما يمت اليهما. ومنهم يتكوّن المجلد الرابع.
ولا شك ان الاختلاط أدى الى تغلب الاكثر من العشائر على الآخر
القليل في الخصائص. فالمنتفق عدنانية الا ان العشائر القحطانية التي ساكنتها لم تعد تفترق عنها بالرغم من انها حفظت نسبها، ولم تندمج بها من كل وجه. وهكذا يقال في العدنانية التي خالطت القحطانية فاكتسبت خصالها وان كانت اعتزت بنسبها. وبمثل هذا لا يخرج كل منهما عن عربيتهما، أما الذين خالطوا الكرد او الايرانيين أو الترك فانهم أضاعوا في الغالب لغتهم، وللاختلاط أثره. فهو مشهود فيهم. والنسب لا يزال محفوطًا أو محتفظًا به للعرب حتى فيمن اندمج في العشائر الكردية، أو الكرد في العشائر العربية. ومثلهم الترك والايرانيون.
ولا نتوغل في أمر التفريع الآن. واقل ما فيه القربة القريبة، والاشتراك في المنافع، ودفع الغوائل أو كما يقولون (في الدم والمصيبة) . وهذا التوزيع الاصلي الى قحطانية وعدنانية سهل بيان خصائص كل صنف وأدى الى الاحتفاظ بالنسب وهوعزيز عند العرب محتفظ به. وعليه تستند عصبيتهم وقوة (نخوتهم) أو (صيحتهم) . والملحوظ أن يوجه لجهة الخير، فلا يستغل للشرور والآثام بل الى التعاون والتناصر في العمل للانتاج الممدوح.
وكنت أرغب أن أسرد العشائر الريفية على ترتيب حروف الهجاء الواحدة تلو الاخرى الا اني رأيت أن الفهرس الهجائي للعشائر يعوض. وذكر القحطانية فالعدنانية يجعل كل جذم من هذه وتفرعاته في موضوع خاص. وهذا هو الذي رجحته بعد تلوّم. لان ذكر العشائر على ترتيب حروف الهجاء لا يجعل صلة بينهما، ولا يؤدي الى توحيد عرفها بوجه. ولا لهجتها وآدابها وسائر احوالها. ولا يؤدي الى معرفة التعاون والتناصر بينهما.
وكذا رجحناه على ترتيب الارياف بالنظر (للالوية) . وفي هذا تجتمع عشائر غير متجانسة في صعيد واحد وكلها احتفظت بصلاتها، لذلك اخترنا أن نمضي على ترتيب القحطانية والعدنانية. وهذا نعوض عنه بالخارطة، وبذكر عشائر كل لواء في بحث خاص على حدة توقيًا من التداخل الملحوظ، ومن فقدان المزايا المرغوب فيها لدى العشائر. فالعشيرة تود الوقوف على أجزائها، وعلى من يمت اليها بنسب في المواطن الاخرى مجموعة.
وفي هذه الحالة لم نفصل منهاج بحثنا، فالفهرس للمواضيع يعبر عن الغرض المطلوب ...
من البدو الى الارياف
هذا التنقل او الميل من البدو الى الارياف ضرورة لازمة لحالة المجاورة للارياف فالبدوي يحاول سنوح الفرصة، ويتأهب للاوضاع المواتية او يتوثب ليحل محل الريفي أما لوقوع نزاع بين أهل الارياف وتدافعهم، أو لخلل حدث في الحياة الاجتماعية كأن يميل أهل الارياف الى المدن، أو لاتفاقات حدثت لما شعر أهل الارياف بضعف تجاه البدو، أو كانت هجومات متوالية أدت الى انتصار البدو لشعورهم بقوة بأن تتهيأ الفرصة السانحة فيضطر الريفي أن يميل الى مواطن مانعة من الاعتداء. الى آخر ما هنالك من أوبئة وطواعين وغوائل قحط وما ماثل.
نرى الحالة الواقعية هيأت ذلك. وهي طبيعية قطعًا والا فقد اتخذت الدول تدابير لتحضير البدو فلم تتمكن من وسيلة ناجعة. فلما قبل البدو الاسلام قلبًا وقالبًا، لم يروا بدًا من قبول الحضارة، بل لم يقبلوا بغيرها. ومن ثم تحضروا، أو صاروا حضرًا في البادية. وهذا حادث عظيم لم نر ما يماثله من نوعه الا قليلًا في العشائر التي تركت الغزو فمالت الى الحضارة.
ولا يسعنا حصر الاسباب القسرية أو الاختيارية لركون البدو الى الارياف. ومن ثم يألف البدو عيشة الارياف. ويفقدون مزايا البدو تدريجيا. وكان ضعف الريفي يجعله يميل الى القوة العشائرية أو الاحتماء بالمدينة فيتقدم الى الحضارة قسرًا. ومثل ذلك العداء المستمر، والطواعين، أو القحط ... مما يجعل خللًا في الارياف. ومن ثم يميل البدو اليها.
والبدو قد يقسرون على النزوح، او يتربصون الفرص ليحلوا محل أهل الارياف. وبواعث الهجرة أو النزوح كثيرة، وللتدافع حكمه. وهكذا يصيب الريفيين الجدد ما أصاب من قبلهم ... والتحول سنة قاهرة. وادراك هذا التيار القسري أو الارادي نتيجة استمداد من الحضارة وعوامل بقائها، وتوارث بعضها من بعض. والحالات مشتركة تقريبا بين البدو وأهل الارياف. فتيارالهجرة غير منقطع، ولا يحصر في حالات خاصة. وفي الوقائع التاريخية أو تاريخ العشائر الريفية ما يعين ذلك.
واذا تمت الهجرة حدثت اوضاع جديدة في الحضارة بدخول عناصر جديدة، وفي الارياف لظهور أقوياء لا يزالون في قوة طبيعية ممرنة ... وهناك اكتساب أوضاع او حالات غير ملوفة، ومن ثم تتغلب وتستقر ولو بعد حين عادات أهل الارياف بالاختلاط والالفة الطويلة، ولكنه تترك أثرًا من البداوة فيها فلم تتخلص منها.
مضت بعض الامثلة في حادث ظهور زوبع العشيرة المعروفة، وشمر طوقة وعشائر عديدة تقربت الى الارياف بالنظر للقطان الاصليين من أهل الارياف حتى حصلت الالفة، فلم تلبث أن فقدت الكثير من خصائصها وآدابها البدوية. وهذا مشاهد في المسعود، وفي بني لام وعشائر عديدة.. وأثر الآداب اوضح.
ومن أهم خصائص الارياف: ١ - التقيد بأرض بعينها. وهو أشبه بالاستقرار.
٢ - العوائد. ولها بحث خاص. وقد يفقد البدوي الكثير منها بميله الى الارياف، ويكتسب عوائد جديدة.
٣ - الانساب. وتغلب المحافظة عليها، وهي أقل تأثرًا في حالة التحول من البدو الى الريف.
٤ - الآداب. وهذه متحولة كثيرًا. وأمرها مشاهد في اختلاط العدنانية بالقحطانية وبالعكس ... وقد يبقى أثر الواحدة مستمرًا الى حين ولكنه محكوم عليه بالزوال.
٥ - الغزو. وهذا انعدم تقريبًا. أو انقلب الى اثارة العداء بقصد الوقيعة. أو انحصر في الدفاع عن الكيان.
وبعد أن ذكرت هذا في حينه انعقدت (حلقة الدراسات الاجتماعية للدول العربية - الدورة الرابعة في بغداد) من ٦الى٢١آذار سنة ١٩٥٤م فكتب بحثا بالعنوان والموضوع التالي:
التحولات الحديثة في توطين البدو في الحاضر
والمستقبل وآثارها الاجتماعية والاقتصادية " الحرب العالمية الاولى والثانية مما نبّه من الغفلة، وبصّر بحياة الاقوام في اظهار قدرتها، وبالامكانيات العظيمة وحدودها الواسعة النطاق التي لا تزال في فيض وازدياد ونشاط ... وهكذا توالت الاتصالات بكثرة وسائط النقل، وسهولة وصول الاخبار، فأدت الى اختلاط. وهذا الاختلاط قد شمل الكرة الارضية ... فهل تعد عشائر البدو بنجوة من هذه مع ان العربان غربان؟ أو انها لم تشاهد أوضاعها، ولم تشعر بالقوة؟ كفى ذلك أن يلفت نظر الساهي، ويوقظ النائم، والعشائر البدوية تحاول أن تنال نصيبها من هذه الحضارة وأن تكتسب ما اكتسبت الامم من قوة وعزم لا سيما وأن البدوي ممرن على الفتوة، معود على النشاط، فهو في حل ومرتحل، لا يستقر على حالة، بل هو في حركة دائمة لا يهدأ، وهو أسرع لقبول التحولات الحديثة في النظم الاجتماعية على ان ترافقها حياة اقتصادية طيبة. يريد ما نريده نحن، ويطمح الى ما نطمح اليه الا أننا نراه مكتوف الايدي، مقيدًا بالحالة الاقتصادية والامكانيات، فلو تيسر له ذلك لا يتردد في قبول الحضارة بل هو أقرب الى الظهور فيها. ولم يلجأ الى الغزو في سالف عهده الا لضيق ذات يده فهو في حاجة الى التوجيه والمساعدة لينهض ويظهر.
والنظم الاجتماعية في القبائل مكنتها الحالات القسرية والاوضاع القطعية وتارة التحكمات وهذا ما ندعوه ب (العرف العشائري) . فاذا زالت الاسباب ابدل ما عنده بالنظم الشرعية. أو ما ندعوه بالنظم الحديثة. فاذا رأى البدوي أن امواله مصونة، وان حياته هادئة فلا يرى صعوبة في القبول ولا يتردد لا سيما انه اذا رأى في حياة الارياف ما يسد احتياجاته انصاع حينئذ الى ما تصبو اليه تلك الحياة من نظم، وقبل الحضارة وتحولاتها الجديدة بلا نفرة. وهكذا فعل اسلافه ممن مالوا الى الارياف أو المدن. فالبدو يناضلون بقوة ويقارعون أهل الارياف ليزيحوهم ويحلوا محلهم. وأن هؤلاء يدافعون ويناضلون ويحاولون صدهم باتفاق مع العشائر الريفية الاخرى. وهذا النزاع والمثابرة عليه حرب دائمة ومن ثم يغتنمون الفرص فيحلون تدريجيًا لينالوا ما ناله اهل الارياف من رفاه نوعا ما، وقد تحدث جوائح من طواعين او حروب طاحنة او قحط وما ماثل ذلك فتؤدي الى خلل في نفوس الارياف، او ما يدعو ان يميلوا الى المدن لما انتاب من حروب، او ان يركنوا الى العشائر القوية وينظموا اليها فينزع البدو الى الارياف ويحلون المواطن الريفية.
وهذا كله يعيّن حاجة البدو وطموحهم الى الارياف حتى يتيسر لهم ان يتمكنوا، الامر الذي يولد فينا فكرة استغلال هذا الوضع الطبيعي بأعداد (مواطن ريفية) واتخاذ مشاريع زراعية، أو عمل آبار فنية (ارتوازية) لاسكانهم تطمينا لتلك الرغبة. والا فأمل التقريب بعيد والاصلاح صعب. وأرى ان تكون المشاريع الخاصة بالبدو في مواطنهم واماكن وجودهم حذرًا من دخول المتنفذين والاستئثار عليهم. وبذلك تنقطع المشادة بين البدو واهل الارياف. ومن ثم نرى النظم البدوية سهلة التبديل، وهي بذاتها واجبة الازالة اذا تمكنت الدولة. واذا كنا قضينا على الغزو فمن المتيسر الغاء (قانون العشائر) والسير بهم بقوانين المملكة المدنية. وما معنى مسؤولية الواحد عن عمل الاخر، واخذه بجريرة غيره!؟ فالقضاء على مثل هذه امر ضروري لحماية الحق والنفس والمال.
فاذا مال البدوي الى الارياف صار في حماية الدولة، وامكنه قبول النظم الجديدة لان الارياف في ادارتها لا تختلف عن القرية. ولكننا نرى الارياف عندنا تابعة الى (نظم البادية) بالرغم من زوال خصائص كثيرة ولدتها حالة البوادي. واذا وقع نزاع بين عشائر عديدة امكن الرجوع الى (التحكيم) وتحديد المسؤوليات. وهذا امر شرعي أو قانوني في اصلاح ذات البين. وقد اوضحت ذلك في محله.
وهناك (عوائد) (١) او نظم معتادة (عادات) ولكن في غير الخصومات، ويراعيها البدوي كالريفي، والتفاوت بينهما قليل. وهي متآتية من المجتمع وملهماته والتلقين المستمر وتتعلق بالافراح والزواج والمجالس والمجتمعات. وهذا لا يظر بقاؤها أو ان طبيعة التحولات الحديثة تدعو الى زوالها. وبين هذه ما هو مقبول من اعزاز الجار واكرام الضيف، وحمايته والتكاتف والتعاون في حالات ظهور الطواريء. وأما المرذول فيزال أيضًا من طريق التلقين وبيان معايب العادة الرديئة. وكل الاقوام لا يخلون من أمثال هذه. ورجل الاصلاح يقتبسها من المعاشرة، أو من آدابهم في شعرهم وأمثالهم، أو من حكاياتهم المنقولة أو من وقائعهم التاريخية، فيسعى للقضاء عليها من طريق التلقين أيضًا. فالكثير من عوائدهم مقبول. ولا شك ان الاجتماعي الحكيم يعزز المقبول، وينفر من الرديء. والبدوي لا يحتاج الى أكثر من التوجيه بعد أن يكتسب الحالة الريفية فيستقر ... وهو أقرب الى قبول التوجيه الحق بعد المعرفة.
كنت سألت مرة بدويًا أصحيح انكم تنفقون (الخيرات) على موتاكم مما تكسبون من (غارة الضحى)؟ ولماذا بغضب البدوي من القول له (حرمك الله من غارة الضحى) . فأجاب وهل أجل من غارة الضحى. فهي على وجه نهار؟ وكيف تحرمني من مثل هذه الغارة ... !! ولكننا رأينا من مالوا الى الارياف تركوا الغزو ومالوا الى الهدوء والطمأنينة ... وكل أهل الارياف بدو في الاصل.
وهنا ألفت النظر الى أن الزراعة صعبة على البدوي، ولا يتعوّد عليها بسهولة، فمن الضروري اعداد مراع له، وزراعة أقرب الى المراعي. لصعوبة عملها الشاق عليه. ولكن الوسائل الحديثة والآلات الزراعية سهلت التقريب الى الارياف. ومع هذا نرى ضرورة انعدام الغزو قد قربته كثيرًا وجعلته يتولى ادارة الزراعة لا أن يقوم بالفلاحة. ولذا نرى من دخل الارياف تولى رئاسة العشيرة لان فكر البدوي جوّال ممرن على التفكير وانه لا يصبر على الحياة المطردة في الزراعة. فان زوبعًا وشمر طوقه وبني لام لم يعتادوا الزراعة الا بعد قرون. وشمر وعنزة والضفير لا تزال على البداوة مع مرور مئات السنين. والذين تولوا رئاسة الاكرع وبعض عشائر الارياف من البدو ليسوا بالقليلين ...
وأكبر حاجة البدوي الى المراعي الخصبة لتربية الابل، والخيل، ومراعاة الصيد وما ماثلها. وفي هذه ما يسدّ حاجات مدنية كثيرة يؤديها البدو. والمشاريع الكبرى المغريات للبدوي تزيد في أمله، ويميل اليها بقوة ورغبة. وبذلك يغير أوضاعه الاجتماعية ونظمه المعتادة. وهذه النظم سريعة الزوال بذهاب البواعث والاسباب التي دعت اليها. ووسائل التوطين والميل الى الارياف كان يبذل لها البدوي ما استطاع من قوة. فاذا حصلت له عدها نعمة، وترك ما كان عليه.
(١) سياحتنامهء حدود ص٢٧٧.
(١) عنوان المجد ص١٦٤.
(١) تقرير درويش باشا ص٨١.
(١) الأستاذ معروف جياووك من أصدقائنا الذين نفخر بهم، وقد كان حاكمًا، ثم عضوًا في محكمة تمييز العراق ومتصرفًا، ونائبًا، ومديرًا عامًا.. فولي مناصب عديدة والآن هو زميلنا في المحاماة.
(٢) راجع ص١٠٥ من هذا الكتاب، وقبيلة بالك ص١٣٩.
(١) عنوان المجد ص١٦٥.
(١) راجع قبيلة بالك.
(١) هذه البلدة معروفة قبل أن يخلق شاه قلي الذي يزعم أنه بانيها، وإن المقاربة اللفظية توقع بأغلاط أمثال هذه كثيرة.
(١) مسالك الأبصار جزء ثالث. مخطوط في أبا صوفا.
(١) الشرفنامة ص٣٥٢ وما بعدها.
(٢) التعريف بمساجد السليمانية ص٢١.
(١) عنوان المجد ص١٦٥.
(١) راجع مادة شهرزور في المعجم تجد هناك اسم صالحية من الشيعة، ولا نعرف درجة العلاقة بهم. ويصح أن يكونوا عينهم.
(١) الشرفنامة ص١٥٩.
(١) كانت ناحية والآن قرية، وفيها نفط وتلفظ (كيل) .
(١) يأتي الكلام عليها عند ذكر قبائل الحدود.
(١) بالكاف العربية وتفخيم اللام.
(١) المعاهد الخيرية ج٢ ص٦٨ لصاحب الكتاب (مخطوط) .
(١) الشرفنامة ص٤٢٣ و٤٣١.
(٢) عنوان المجد ص١٦٦.
(١) الشرفنامة ص٤٢٤.
(١) لا يزال مخطوطًا.
(١) مفصل جغرافية العراق ص٤٤٢ وهذا الكتاب يذكر القبائل باجمال، وهو أوسع كتاب في جغرافية العراق، متداول معروف.
(١) تقرير الحدود: درويش باشا الفريق ص٣٤.
(١) لا يزال جولمرك معروفًا في تركية.
(١) راجع ص١٥٠ من هذا الكتاب.
(٢) سياحتنامهء حدود ص٣٠٩ و٣٣١.
(١) الشرفنامة ص١٤٦ ومفصل جغرافية العراق ص٤٤٤.
(١) الشرفنامة ص١٤٦.
(٢) عنوان المجد ص١٦٤.
(٣) خلاصة تاريخ الكرد وكردستان ص٢١٤.
(١) خلاصة تاريخ الكرد وكردستان ص٢١٤.
(١) مفصل جغرافية العراق ص٤٤٤.
(١) مفصل جغرافية العراق ص٤٤٣.
(٢) قد أعد للطبع وفيه زيادات كثيرة، ونصوص جديدة عما جاء في طبعته الأولى لصاحب هذا الكتاب.
(١) راجع مجلة (يادكار) الإيرانية للأستاذ عباس اقبال المؤرخ المعروف.
(٢) مرت الاشارة اليه.
(١) هنا قد عين قيمة القران في ذلك العهد.
(١) الشرفنامة ص٤١٣.
(١) نزهة الجليس ج١ ص١٣٢.
(١) تقرير الحدود ص٣٧ وما قبلها.
(٢) راجع تاريخ العراق وجها نكشاي جويني، وملحق تاريخ العراق. وهناك اختلاف النسخ من أناس لم يعرفوا وجه الصواب فاضطربت آراؤهم. والآن زال كل لبس. فليصحح اللفظ.
(١) تقرير الحدود ص٣٥.
(٢) راجع ص١٦١.
(١) جاء الكلام على اشنة في سياحتنامهء حدود ص٢٨٩.
(١) في تاريخ العراق، وتاريخ اربل تفصيل.
(٢) مقدمة الشرفنامة ص١٦.
(١) ومن هنا علمنا أن محمد افندي المذكور في ص١٢ غير محمد فيضي الزهاوي كما فهم من نقل تاج العروس منه ج٢ ص٤١٤ والظاهر انه محمد بن سليمان الكردي المذكور في سلك الدرر ج٤ ص١١١ المتوفي سنة ١١٩٤ في ١٤ ربيع الأول (١٧٨٠م) .
(١) سياحتنامهء حدود ص٣٣٤ والتفصيل هناك، وكذا في غيرها.
(١) ذكرتها في (كتاب المعاهد الخيرية) . وهو مخطوط ج١ ص٤٧٩.
(١) الحديقة الندية في الطريقة النقشبندية، والفيض الوارد والمجد التالد. عندي نسخها المخطوطة.
(١) سياحتنامهء حدود ص٣٣٠ وتاريخ العراق.
١ - عشائر العراق الجزء الثالث
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدّين.
اما بعد فقد كنت نشرت المجلد الاول من العشائر البدوية، والثاني من العشائر الكردية. وان المقابلات والفروق سهلت المعرفة كثيرًا. وكنت قلت: "ان أحوال البادية في غابرها وحاضرها لاتزال محل النظر والتبصر، وهي في الاغلب غير مطروقة، فلم يتعرض لها المؤرخون العديدون، ولا حاول الكتّاب الاّ بيان بعضها، فنجدنا بحاجة الى الاستزادة، وربما عددناها من أهم مايلزم للمعرفة الحقة والتبسط في مادتها والاستكثار منها.
وليس من الصواب أن نصدّ عنها وننفر منها لمجرد أنها فضاء واسع، وأرض قاحلة كما تبدو للحضري لاول وهلة دون أن ندرك حقيقتها، وان نعلم أنها عطن قومنا الذي منه نجمنا، والاصل الذي منه تفرعنا، فنكتفي بتلك النظرة، أو نتابع الشعوبيين أعداء العرب وتلقيناتهم الباطلة في أتخاذ الوسائل للتنفير، وتوليد الكره بطرق متنوعة وضروب مختلفة ...
تربطنا بأهل البادية أواصر الدم والقربى، وتجمعنا اللغة والوطن، وتتصل بنا العقيدة الحقة ... ولم يكونوا بوجه على الهمجية كما يتوهم، بل هناك أدارة منظمة وعلاقات جوار، وروابط قربى مكينة، وتحالفات وعهود مرعية وشريعة سائدة مما لم ينفذ اليه الحضري بادي الرأي ولا يدرك كنهه لما تلقى من سوء فكرة، أو لمجرد النظر الى الخشونة وجفوة العيش، وأعتياد شظف الحياة، وضنك الرزق، أو الفة الوحشة في حين أن ذلك من دواعي الحياة الطبيعية التي فقدت المربي الاجتماعي، والتي جلّ آمالنا منها أن العيش في البداوة براحة وطمأنينة، بعيدين عن الضوضاء وعن المشاكل المزعجة مع الرغبة الاكيدة في التوجيه الحق، والتدريب الصالح ... فكل من ذاق طعم البادية لا يود أبدًا أن يحيد عنها، ولا تطيب نفسه عنها، أو أن يعدل عن حياتها ... وجلّ ما هنالك اننا نشعر بضرورة الاصلاح، والتنظيم الصحيح ...
ويحتاج من يحاول أن يكتب في أوضاع البادية الى خبرة تامة، ومعاشرة طويلة والفة بمعنى الكلمة، مع رغبة في العمل، وعناية في اكتناه الحالة ليتمكن المتتبع من الافتكار في نواحي النقص، والتعرف لوجوه الاصلاح، فلا تكفي لمحة السائح او التفاتة عابر السبيل، أو أن يؤم المرء مضارب البدو ساعة من نهار، فهذه لا تعيّن وضعًا ولا تؤدي الى الغرض المطلوب من المعرفة، بل يستطيع الحضري أن يكشف عن حياة البدوي بسهولة فيضن انها منغصة بالزعازع والمجازفات، أو تدعو الى مخاطرات، أو أنها كلها هياج واضطراب.
في البادية عيشة هناء، وحياة لذيذة، وربيع وراحة ونعيم، الا انه لا ينكر انها مشوبة أحيانًا بغوائل وفتن، او متصلة بقراع وجدال، لا تهدأ فيها فتنة، أو لا تخلو من اثارة غوائل ولكن أي حالة من حالات الحضر هادئة؟ بل لا نزال نرى التكالب بالغًا حده، والاطماع مستولية على النفوس مما كره عيشة الحضارة، وأفسد صفوها، وأقلق راحتها، فعمت المصيبة.
ولو أستطلعنا رأي البدوي في حياة الحضر لوجدناه ينفر من سوء عفونتها ونتن جوّها، أو ما يشوب نسيمها من الكدر، يمر البدوي بالطرقات الضيقة، فيشم ما يكره من روائح، ويدخل الاسواق فتكاد ترديه بفاسد اجوائها، ولعل ساعة واحدة عنده من استنشاق النسيم الطلق، أو يوما من أيام الربيع يفضل المدن وما فيها، فيرى عيشته وما هو فيه خيرًا من نعيم الحضر كله ...
وهناك أكبر من كل هذا، يعتقد أن الادارة قاسية، والحكم صارم، بل ربما يعتبره جائرًا، ويحسب ان العزة مفقودة، والسلطة متعجرفة، فلا يطيق شدة النظام، ولا يقدر على تنفيذ الأوامر الكثيرة التي لا يسعها دماغه، وإذا كانت البادية موطن الظباء والآرام فهي عرين ألا سود، ولكل ما فيها وجوه دفاعه ووسائط بقائه، والحياة في كل أوضاعها لا تخلو من صفحات خير، ووجوه ضير، وليس هنا أو هناك خير مطلق، فكل منهما مشوب بعناء، ومغمور بآمال، تعتريه ما تعتريه من حالات اضطراب.. وصفحة الأدب تجلو عما هنالك من ضروب هذه الحياة وأطوارها.
ولا نريد أن نسترسل في مدح البادية، أو ذم الحاضرة، أو العكس، وأنما نعيّن ما هو معروف، وان المتمنيات للفريقين أن تكون الحياة سعيدة في الحالتين، فكلاهما ينبغي ما عند الآخر من محاسن ونعم، أو فضائل، وان يجمع بين الحسنيين، وان ينال خير الاثنتين، فيزول ما يكدر الصفو، او يقلل من الشرور ...
ولا تتيسر هذه الا بعد المعرفة الحقة، فإذا أدركنا الحضارة ونظمها وعرفنا حياتها وما هي عليه، فنحن في ضرورة ملحّة الى الاطلاع على ما في البادية بصفحاتها كلها، وان ندرك ما فيها من ملاذ ومنغصات، فندوّن ما هناك، مما يدعو الى التقرب، ويزيل العوائق، فنتعاون على مطالب هذه الحياة، وأن تقوى الاخوة، وتعود كما كانت، وما الحضر الا بدو سبقوا اخوانهم بخطا، أو أن البدو اخوة الحضر لم يتقدموا بعد الى ما عليه اخوانهم من حضارة، والامل أن يتقدم المتأخر وان يتبدى الحضري، ويتنعم بما عنده. وهكذا البدوي يعيش عيشة الحضري في باديته.
كتب علماؤنا وأدباؤنا في البادية ومواطن أهلها ومياهها، كما خلدوا آثارًا جليلة في أنساب العرب وقبائلهم، فكانت تدويناتهم لا تقلّ عما ذكر في الامكنة والمياه، والجبال والوهاد والدارات وما ذكر في الشعر، أو عرض من وقائع الا أن طول الزمن، وبعد ما بيننا وبين اولئك العلماء والادباء قد غير الاوضاع، وبدل الاسماء، فلم نعاود المطالب، ولم نثبت المتجدد استفادة من تقدم الجغرافية وصنعة رسم الخرائط واتقان أمرهما وتصوير المناظر واظهارها في السينما. فالضرورة تدعو الى ذلك لتكمل المطالب، وتتلاحق التدوينات استفادة من وسائل الفن.
نعم، يهمّنا تثبيت الموجود من عشائر ومواطن، وما هنالك من حياة بدوية. فاذا كنّا محتاجين الى معرفة قومنا، وهذه الحاجة أكيدة، فلا شك ان الضرورة تدعو الى وقوف على المواطن أيضًا لا سيما المتصل بجزيرة العرب موطننا الاصلي. هذا عدا ما هنالك من خدمة أدب الامة، شعرها ولغتها ووقائعها التاريخية، وهكذا معرفة عيشة البادية في مواطن الكلأ، والمياه والآبار، والبوادي والقفار والطرق وكل ما يتصل بحياة البادية.
كل ذلك دعا أكابر الادباء والمؤرخين قديمًا أن يتوسعوا في التحقيق، فخلدوا ما يتعلق بالادب، وبالاشخاص من شعراء وأدباء ونسّابة، كما بيّنوا محل ظهور الادباء وما جاء في الشعر، او في الحديث، او في الكتابة من أمكنة وبقاع.. فكنا نستعين بما خلفه علماء الامة وادباؤها في التحقيق والتعريف.
ونحن في حالتنا الحاضرة في أشد الحاجة للتعريف بالبادية وشؤونها لنقدم للحكيم ما يستعين به، فيقوم بأمر التوجيه الاجتماعي، وللامة الاخذ بالصحيح من هذا التوجيه فلا نستغني بوجه عن المراجعة لحل أعوص المشاكل في (حياة العشائر)، وأن نستمر في التدوين والتمحيص معا، ومثل هذه لا يتيسر أمرها الا أن نستوفي المعرفة للحالة الحاضرة، فنكتب ما نستطيع من ظاهر وخاف. " ١ هـ (١) .
وهذه تبصرنا بالعشائر، وكلامنا الآن في (العشائر الريفية) الحاضرة وقد اجتازت خطوة نحو الحضارة، فاستقرت في مواطن خاصة، ولا شك أن الضرورة داعية الى معرفة هذه الحياة فاكتسبت العشائر تحولًا وتطورًا وكانت في العراق عشائر كثيرة وردت في مختلف الازمان فانتقلت من البداوة الى الارياف. وكلما زادت نفوسها، أو أختلّت حياة المدن مالت اليها وعوضت بما عندها كما ان البداوة راعت عين الطريقة في هذا الانتقال فكل خلل في الارياف يسده البدو، وفي هذا كله نرى القربى مشهودة في الدم، وفي اللغة، وفي الشعور العام، وسائر الحالات الاجتماعية.
كانت الارياف فقدت بعض الاوصاف من البداوة وتقربت من الاوضاع المدنية. وفي هذه الحالة نحتاج أن نلتمس هذه التغيرات، والمجاري التاريخية، والاوضاع الحياتية، والادارة. ولكل من هذه حكمها المشهود، فرأيت بيان ذلك باضافة حالات متصلة، واختبارات متوالية. وجل الامل مصروف الى ادراك الحالة التاريخية والاجتماعية والادبية في ملاحظات عامة أو خاصة مقرونة بالاوضاع الحاضرة لتكون وسيلة لما تطمئن الرغبة اليه أو يسهل التوسع فيه أو التعليق عليه والابواب مفتحة لمن أراد الدخول. وكل ميسر لما حاول أو أراد.
نظرة عامة
معرفة العشائر الريفية لاتتوقف على التاريخ وحده وان كان من أهم العناصر، فالنصوص مبصرة قطعا، كما لاتكفي بعض المشاهدات وتدوينها وحدها. أو بيان الظواهر البارزة وانما تهمنا الحياة العشائرية بدقائقها، والعوامل الفعالة بحذافيرها، وطريق ادارة هذه الحياة مما لا يتحصل من النصوص التاريخية وحدها، ولا من تلك الظواهر البارزة بل من الملامسات الحقة والاتصالات بهم وبآدابهم مقرونة بتعاملاتهم ...
واعتقد ان هذه كلها بصورة شاملة تؤدي بنا الى التوجيه الحق في حل المشاكل والنظر الصادق في (العشائر الريفية) . وربما عددناها معضلة من أعوص المعضلات. ومن الضروري اثارة أمرها بين حين وآخر مقرونة بالاطلاع القريب والبعيد مما يسهّل ادراك صور الحل. ولا نريد أن يكون ذلك تابعا لمواسم خاصة او حالات ووقائع منفردة بل الغرض أن نتمكن من اجتياز هذه المرحلة الى المعرفة المكينة لاصلاح الحالات المختلفة أو البت في الشؤون المعقدة. والحل تابع للمعرفة من وجوهها. وبسببه تتيسر المعالجة من طريقها.
نريد أن نعلم قوام المجتمع في بداوته وأريافه معا. وهكذا ما هو شبيه بهما من (حياة القرية) في الاقوام التي لا تعرف سواها. والحياة البدوية تؤدي وجوبًا الى الحياة الثانية (حياة الارياف) . وكلتاهما تنزع الى الحضارة والامل أن تتقدم اليها خطوات. وحياة الكرد عندنا شبيهة بهاتين الحياتين الا أن الوضع يدعو الى تكوين القرية المتنقلة أو الثابتة. والاولى أشبه بالبداوة، والاخرى أشبه بالارياف. والحياة في كليهما متماثلة في الغالب.
والحضارة لا تستغني عن هاتين الحياتين. وتعدهما الوسيلة لقوام أمرها. ولم تنقطع عن الحضارة. وانما تمدها دائمًا بما عندها من (مواد أولى)، ومن (نفوس) بعد اجتياز مراحل في التقدم. ولا يمكن التفريق بوجه بين (حياة القرية) وبين (حياة البداوة والارياف) . والتفاوت قليل جدًا، وناجم من الوضع الجغرافي. وحضارات الامم لم تكن بنجوة من ضروب هذه الحياة.
تكلمنا في (حياة البدو) في المجلد الاول وفي (حياة القرية) في المجلد الثاني. فلا ريب ان حياة الارياف حالة تقدم نحو المدن، فهي حلقة وسطى بين البداوة والمدنية كما ان القرية تقرب كثيرًا من المدينة. اذ المدينة قرية متكاملة. وبحثنا هنا في الارياف خاصة. وقوام هذه الحياة (الزراعة) و(الغرس) . والزراعة لم تقطع الصلة بالبداوة، بل لا تزال قريبة منها وفيها نوع من الاستقرار، والغرس يفيد الاستقرار ويكتسب حالة ثبوت، وحينئذ تفقد صفات البادية. ويصح أن نقول ان الزراعة أشبه بالقرية المتنقلة في العشائر الكردية، والغرس أشبه بالقرية الثابتة لدى الكرد.
وهذه الحالات المطردة، والحاجة المولدة لها قوام الحضارة في مراحلها، والمجتمع في حياته. ويصعب علينا ان نفرق بين الارياف في الزراعة أو الغرس وانما نقول الانتقال قريبًا او بعيدًا أو المرحلة قصيرة أو بطيئة. وربما استمرت الى أمد حتى تتهيأ الدواعي والفرص الى هذا الانتقال. ولعل الميل الى المدن أقرب الى هؤلاء.
ومن أجل ما هنالك ما يظهر في العشائر الكبيرة من حوادث سياسية تدعو الى الالتفات. ويظهر لاول وهلة انها الاولى من نوعها أو غريبة ليس لها مثيل بين العشائر، ولكن من اطلع على التاريخ عرف الاحوال، وأدرك أسرار الادارة وعلاقتها بالعشائر فلا يستنكر وقوع أمثالها. وهذه تقرب من حياة البدو، ولكنها أقرب الى حياة المدن.
وجلّ أملي أن نتصل بالمعرفة بالعشائرية بالنظر لماهيتها، وبالنظر للبدو، وبالنظر للحضر وللعلاقة بالحكومة وأن يتصدى آخرون للبحث ويتوسعوا في المطالب. وكل سعة محمودة، وكل بسط ممدوح، ليكون داعيًا للاثارة. والوقوف على الفكرة الصالحة. والنصوص الحقة مقبولة قطعًا والعلم كله في العالم كله.
المراجع
نريد أن نعلم عن عشائرنا وأنسابها وتفرعاتها ومواطنها، ومجتمعاتها والشيء الكثير من خصائصها. وهذا تأريخها الا أننا لا نجد كتبًا وافية في (تاريخ عشائر العراق) خاصة. واذا كنا بينا جملة منها في المجلد الاول فما ذلك الا للعلاقة بين العشائر القديمة والبدوية الحاضرة وهذا يصدق على عشائرنا الريفية. ويصلح أن يكون أصلًا في مراجعنا لأهل الارياف وبينها ما هو قديم السكنى في العراق، او متحدر من العشائر البدوية الموجودة، أو انهم بدو مالوا الى الارياف. وهذه كثيرة جدًا وتحتاج الى ما يبصر بها من وثائق.
فالعلاقة لا تنكر. ولهذه مراجع تخصها باعتبار أصلها او باعتبار انها الاصل ولها مباحثها الخاصة زيادة عما عرف. ولا تختلف هذه عن تلك من التفرع الى (قحطانية) و(عدنانية) أو (متحيرة) . وتاريخها ذو علاقة بمؤلفات تاريخية لا تحصى أشرنا الى جملة منها في (تاريخ العراق بين احتلالين) .
ولعل المراجع العامة والخاصة لا تكفي وأنما يهمنا كثيرًا ان نتصل بالكثير من هذه العشائر. الامر الذي يؤدي حتمًا الى المعرفة الحقة من طريق المشاهدة العيانية واستنطاق نفس العشائر. وفي هذه ما نجده في مؤلفات ضخمة كما ان اوضاع القطر تنبيء عن تاريخه، وتفسر حروبه، وحياته الاجتماعية، واحواله الاقتصادية ...
ونستطيع أن نعد جملة من المراجع زيادة عما مّر الا انها قليلة بالنظر للمراد من جراء كثرة العشائر الريفية والمطالب الجديدة ولا شك ان التحري يسهل الوصول. وليس الغرض التعداد والاكثار من المراجع، وانما المقصود أن يتم المطلب. وبين هذه عشائر الاقطار الاخرى المجاورة والبعيدة ولا تخلو من علاقة ما، وللاختلاط والمعاشرة أثر كبير في المعرفة.
وهذه هي المراجع المهمة: ١ - كتاب البادية: للاستاذ السيد عبد الجبار الراوي. ولا يخص الارياف الا أنه لا يخلو من صلة ويشترك في مباحث المجلد الاول الا أنه توسع في مواطن البدو، وآبارهم وسائر أحوالهم مما لا يستطيع القيام به الا من كان في مهمة في تلك الربوع، فله الفضل فيما تقدم. طبع سنة ١٩٤٧م في مطبعة التفيض الاهلية ثم أعيد طبعه.
٢ - القضاء العشائري: مؤلفه فريق المزهر آل فرعون من عشائر الفتلة وله خبرة في احوال جهته، طبع سنة ١٣٦٠هـ - ١٩٤١م ولا يخلو من فوائد تخص عشائر الفتلة وما جاورها من عشائر.
٣ - عشائر الشام: للاستاذ احمد وصفي زكريا. في مجلدين الاول في أحوال العشائر العامة طبع بدمشق سنة ١٣٦٣هـ - ١٩٤٥م. والثاني كل عشيرة على حدة. وكانت تقسيماته بأعتبار الادارة حسب الاقضية. وفي هذه الطريقة سهولة في معرفة عشائر كل قضاء الا أنه يكرر العشيرة الواحدة بالنظر لوجودها في أقضية عديدة، ولا يفيد الوحدة في العشيرة مجتمعة. وكان الاولى أن يذكرها جملة واحدة فلا يفرق أوصالها بأن يعوض عن الالوية أو الاقضية بما يقدمه من جداول معرّفة. وكنا نأمل أن يدوّن أصول كل عشيرة بما هو محفوظها اذ لم يتمكن من المعرفة التاريخية، وأن ينبّه على أغلاط شائعة. وكان الاول من نوعه في (عشائر الشام) .
ويؤخذ عليه انه لم يقدم القول في كل عشيرة ثم يتناول الاحوال العامة للعشائر. وهذا لا يقلل من قيمته العلمية. ولما كان ذا علاقة بعشائر العراق فنجد الصلة مكينة، ونعده من خير المراجع وأجل الاثار ...
٤ - تاريخ شرق الاردن وقبائلها. ومؤلف هذا الكتاب الاستاذ ج. بيك. وهذا لا علاقة له بالتاريخ، ولا حقق أنساب القبائل. ولا يخص موضوعنا كثيرًا. طبع سنة ١٩٣٤م في القدس نقله الى العربية الاستاذ بهاء الدين طوقان.
٥ - الروض البسام في قبائل الشام. للشيخ أبي الهدى الرفاعي المعروف. وفي كتابه هذا نعلم الشيء الكثير عن العشائر وعلاقتهم بآل الرفاعي. فالرجل صاحب طريقة، وجلّ ما يستطيع في محاولاته أن يقرب العشائر من الطريقة الرفاعية، أو من الشيخ احمد الرفاعي.
وقد أبرز مهارة كبيرة في وصل الانساب ليجعل العشائر الكبيرة تمت الى ما حاول اثباته، فعدّ رؤساء الحسنة من بني خالد ولم يعتبرهم من طيء. والكتاب يعتبر من المؤلفات المهمة في عشائر الشام، لا يخلو من فائدة. فهو بحق صاحب مهارة وخبرة في ما كتب. وفي الكتاب نصوص يعزّ على غيره العثور عليها. كما دوّن ما دوّن عن مشاهدة.
٦ - التقرير الاداري لفخامة الاستاذ السيد مصطفى العمري في أحوال الديوانية حينما كان متصرفًا بها. وهو من أجل ما رأينا مما يخص موضوعنا. ولو ان كل متصرف كتب، في لوائه عن أحواله وعن عشائره لانكشف ما في قطرنا من مبهمات كثيرة. وقد مكنني من مطالعته وله الفضل. ولو طبع لجلا عن مبهمات كثيرة.
٧ - تاريخ الديوانية. للاستاذ الشيخ ودّاي العطية. كشف عن معلومات نافعة. والامل أن نرى باقي ما وعد بنشره.
٨ - طرفة الاصحاب في معرفة الانساب. للسلطان الملك الاشرف عمر بن يوسف بن رسول الغساني. من مطبوعات المجمع العلمي العربي بدمشق بتحقيق (ك. و.سترستين) وفي خزانة الأب انستاس ماري الكرملي نسخة منه مخطوطة مع المجلد العاشر من كتاب الاكليل. وهو كتاب جليل الفائدة وفيه تفصيل للانساب ومكانته تظهر في الصلات بين العشائر ومؤلفه من أهل اليمن.
٩ - شرح منظومة عمود النسب. الاصل للشيخ احمد البدوي المجلسي الشنقيطي البو حمدي. شرحها الاستاذ المرحوم السيد محمود شكري الالوسي. والكتاب مهمّ في العشائر القديمة والتعرض لبعض المعاصرة منها. لا يزال مخطوطًا. وعندي المجلد الثاني منه.
١٠ - لغة العرب. مجلة عراقية تعرضت للكثير من عشائر العراق. اهميتها في انها اشترك فيها جم غفير من أرباب المعرفة وتعدّ في مقدمة المراجع.
١١ - خمسة أعوام في شرق الاردن. لا يهمنا كثيرا. طبع سنة ١٩٢٩م في حريصا. وهو من تأليف الأرشمندريت بولس سلمان. ولم يذكر من العشائر ما يشترك بالعراق. ومهمته في انه بحث في عشائر العرب.
١٢ - عامان في الفرات الاوسط. للسيد عبد الجبار فارس. طبع في مطبعة الراعي في النجف سنة ١٣٥٣هـ. وفي هذا الكتاب مشاهدات كثيرة. وعلاقته مشهودة. فهو مرجع مهم في تدوين أحوال العشائر.
١٣ - نجد. للاستاذ السيد محمود شكري الآلوسي. طبع سنة ١٣٤٣هـ في المطبعة السلفية في القاهرة. وفيه بيان عشائر نجد وهي ذات علاقة مكينة بعشائرنا الا أن بياناته مجملة جدا.
١٤ - كتاب الأمكنة للغدة. مخطوط عندي نسخته بخط المرحوم الاستاذ محمود شكري الآلوسي.
١٥ - مجمع الأنساب. لابن قدامة. كنت راجعت مخطوطته باستنبول في خزانة راغب باشا.
١٦ - رحلة المنشي البغدادي. نقلتها الى العربية. وأصلها فارسي طبعت سنة ١٩٤٨م.
١٧ - موجز تاريخ عشائر العمارة. للاستاذ محمد الباقر الجلالي. وهو من المؤلفات المهمة جدًا. في عشائر لواء العمارة. وقد أجاد المؤلف كل الاجادة بذكر محفوظات القبيلة ومشجرات عنها. وان كان تعوزه النصوص التاريخية للتثبت من المحفوظ وقيمته العلمية فيما يوجد له مراجع. طبع سنة ١٣٦٧هـ - ١٩٤٧م في مطبعة النجاح ببغداد.
١٨ - كتاب البدو باللغة الالمانية. استعنت ببعض الفضلاء في معرفة ما فيه. واسماء عشائره كتبت بحروف عربية. فالعشيرة المطلوبة من السهل مراجعتها. وهذا الكتاب من اجل الآثار مزود بخرائط وببحوث مستفيضة وبتصاوير. مؤلفه الاستاذ المستشرق الاشهر الهر فون اوبنهايم بالاشتراك مع الاستاذ البروفسور ورنر كاسكل. واستمر البروفسور ورنر كاسكل بعد وفاة زميله ونشر ثلاثة مجلدات ضخمة منه. والمهم ان مؤلفيه استعانا بما كتب عن العشائر من آثار وسياحات ومؤلفات تضم اليها المشاهدات، فبلغ من التحقيق غايته، فهو خير كتاب في العشائر. ناقش الاستاذ ورنر كاسكل المؤلفات في العشائر فكان اوفر مادة. وأملنا أن ينقل الى اللغة العربية لنعرف جميع ما بحث فيه بسعة واستقصاء. وكل ما يقال فيه قليل. فهو مرجع واسع في عشائر العرب أو دائرة معارف عشائرية.
١٩ - جمهرة أنساب العرب لابن حزم. منه نسخة في خزانة علي أميري باستنبول برقم ٢٤١٣ ونسخة اخرى في خزانة فيض الله من خزائن كتب الملة باستنبول باسم كتاب جماهر الانساب، برقم ٢٢٢٨ أوله: الحمد لله مبيد كل القرون الاولى ألخ ذكر فيه العدنانيين وأنسابهم وقال: اليمانية كلها راجعة الى ولد قحطان ولا يصحّ ما بعد قحطان. وعدّ الاوس والخزرج ومن الخزرج (بنو زريق) كتب سنة ١٠٤٠هـ. وطبع سنة ١٩٤٨م. في مطبعة المعارف بمصر.
٢٠ - كتاب التبيين في نسب القرشيين والقحطانيين: لموفق الدين أبي محمد عبد الله بن قدامة المقدسي. وفيه انه مختصر الجمهرة في الانساب لابن الكلبي مع انه يعتمد على كتب عديدة غير الجمهرة. الاول في نسب قريش والثاني في نسب القحطانيين برقم ٩٩٩ في خزانة راغب باشا باستنبول.
٢١ - معجم القبائل: للاستاذ السيد عمر رضا كحالة. مرتب على حروف الهجاء ويعدّ دائرة معارف. طبع في ثلاث مجلدات سنة ١٣٦٨هـ - ١٩٤٩م.
٢٢ - الفتلة كما عرفتهم: تأليف (أ. س.ح) ومقدمته بقلم الاستاذ جعفر الخليلي. طبع في مطبعة الراعي في النجف سنة ١٩٣٦م.
٢٣ - قلب الفرات الاوسط: للاستاذ محمد علي جعفر. طبع سنة ١٩٤٩م في ثلاثة أجزاء. وفيه ما يدعو الى تحقيق الجهات المخالفة لما ذكرنا.
وكان الاستاذ المستشرق الجليل (هـ. ريتر) ذكر لي جملة من كتب الانساب المهمة منها مختصر جمهرة الأنساب لابن الكلبي في راغب باشا برقم ٩٩٩، وسلسلة الأنساب في لالا اسماعيل برقم ٣٤٧، وجامع الأنساب في خزانة وهبي البغدادي برقم ١٣٠٥ قال الاستاذ ولم أر الكتابين الأخيرين. وبحر الأنساب للسيد ركن الدين حسن منه نسخة في كوبريلي برقم ١٠١١، والاستبصار في أنساب الأنصار في الخزانة العامة باستنبول برقم ٥٢٣٥.
وهناك (كتب أدبية) و(تاريخية) تعرضت للعشائر وبعض أحوالها. وفي نصوصها ما يعين الفروق وكلّها تكشف عن أحوال العشائر. وجاء في معجم البلدان: «صنّف المتقدمون في أسماء الأماكن كتبًا وبهم أهتدينا. وهي صنفان. منها ما قصد بتصنيفه ذكر المدن المعمورة والبلدان المسكونة المشهورة. ومنها ما قصد ذكر البوادي والقفار واقتصر على منازل العرب في أخبارهم وأشعارهم ... (الى أن قال وأما الذين قصدوا ذكر الاماكن العربية، والمنازل البدوية فطبقة أهل الأدب ... (عدد الكتب وقال وهذه الكتب المدونة في هذا الباب التي نقلت منها. ثم نقلت من دواوين العرب والمحدثين وتواريخ أهل الادب ... ومن أفواه الرواة وتفاريق الكتب. وما شاهدته في أسفاري، وحصلته في تطوافي أضعاف ذلك ...» اه (١) .
وفي هذا توجيه للاشتغال، بل فيه بيان مواطن عشائرنا الحاضرة الا اننا نستدل منها على تاريخ تنقل العشيرة وحاجتنا تدعو الى استنطاق مؤلفات كثيرة. والعشائر لا تختلف في أصولها. وتبدل الموطن لا يغير أصلها. ونرى كلّ هذا لا يفي بالغرض. فالعشائر الريفية تختلف عن البدوية. فهي في مطالبها مهمة. ومن جهة أخرى ولدها القدم والتفرع فصارت لها فروع أستقلّت بأسماء جديدة. وهذا ما يبعد الشقة عن أصل العشيرة فينسى. والصعوبة كلّ الصعوبة في ارجاع الفروع الى اصولها.
وعلى كل نرى الموضوع وافر المراجع لا سيما ما يتعلق ببعض العشائر الكبيرة وفيه توجيه للباحثين في عشيرة أو جملة عشائر من نجار واحد في أستقصاء أحوالها، واستيعاب أخبارها.
ولا ننازع في اختلاف وجهة النظر فالأمر ليس مما ينصرف اليه كلّ أحد، وانما يتطرق اليه الخطأ من وجوه.
وكلّ ما أقوله أن حياة الأرياف جديدة بالنظر للبدو. أتصلت بمحيط غريب عنها وبأوضاع غير مألوفة لها، فرأت صعوبة في القبول، ولكن الاستمرار والنسل الجديد مما يجعلهم يكتسبون أوصافًا منتقلة ممن سبق في هذه العيشة. ومهمتنا تدوين الفروق ومعرفة حقيقة ما عليه أهل الأرياف حتى في آدابها وعاداتها مع مراعاة الاتصال بأهل الحضر وما أدى اليه من تبدل يتوضح لنا من أصل القبيلة وما عليه هذه الفروع من الدخول في الارياف.
المباحث
عشائر الأرياف كثيرة جدًا، وتجمعها (القحطانية)، و(العدنانية) . و(المتحيرة) قليلة. والمثل العربي (من آل وبني) يضرب للقدم. فأن (آل) و(بني) أي هذا التقسيم قديم فالقحطانية تمت الى (آل)، والعدنانية الى (بني) . ولا تخرج عشيرة عن هؤلاء.
ففي العشائر الجنوبية يستعمل (آل) بما نقصده من (بني) ومن أولاد أو أسرة أو ذرية، في حين أننا نستعمل آل بمعنى (الأسرة) . وأما (البو) فيراد بها لدى القبائل القحطانية معنى (آل) أو (بيت) عند العدنانية. وفي أنحاء العمارة والكوت والجهات الفراتية يراد بالبيت ما نريده من الفخذ أو (البو) بلا فرق. وكذا عند العدنانيين يراد ب (البو) عين ما يراد عند القحطانيين الا أنه تمدّ همزته فيقال (آلبو) . و(آل) عند القحطانية يراد به عين ما يراد من (ال) . ولكل أستعماله.
ومباحثنا تتناول (آل وبني) أي القحطانية والعدنانية. وكلّ واحد من هذين الجذمين يتفرع الى عشائر عديدة جدا لها مزاياها وخصائصها. فالقحطانية تتناول الزبيدية والطائية وما يتصل بهما ويتكون هذا المجلد منها. والعدنانية ينطوي تحتها المنتفق وربيعة وما يمت اليهما. ومنهم يتكوّن المجلد الرابع.
ولا شك ان الاختلاط أدى الى تغلب الاكثر من العشائر على الآخر
القليل في الخصائص. فالمنتفق عدنانية الا ان العشائر القحطانية التي ساكنتها لم تعد تفترق عنها بالرغم من انها حفظت نسبها، ولم تندمج بها من كل وجه. وهكذا يقال في العدنانية التي خالطت القحطانية فاكتسبت خصالها وان كانت اعتزت بنسبها. وبمثل هذا لا يخرج كل منهما عن عربيتهما، أما الذين خالطوا الكرد او الايرانيين أو الترك فانهم أضاعوا في الغالب لغتهم، وللاختلاط أثره. فهو مشهود فيهم. والنسب لا يزال محفوطًا أو محتفظًا به للعرب حتى فيمن اندمج في العشائر الكردية، أو الكرد في العشائر العربية. ومثلهم الترك والايرانيون.
ولا نتوغل في أمر التفريع الآن. واقل ما فيه القربة القريبة، والاشتراك في المنافع، ودفع الغوائل أو كما يقولون (في الدم والمصيبة) . وهذا التوزيع الاصلي الى قحطانية وعدنانية سهل بيان خصائص كل صنف وأدى الى الاحتفاظ بالنسب وهوعزيز عند العرب محتفظ به. وعليه تستند عصبيتهم وقوة (نخوتهم) أو (صيحتهم) . والملحوظ أن يوجه لجهة الخير، فلا يستغل للشرور والآثام بل الى التعاون والتناصر في العمل للانتاج الممدوح.
وكنت أرغب أن أسرد العشائر الريفية على ترتيب حروف الهجاء الواحدة تلو الاخرى الا اني رأيت أن الفهرس الهجائي للعشائر يعوض. وذكر القحطانية فالعدنانية يجعل كل جذم من هذه وتفرعاته في موضوع خاص. وهذا هو الذي رجحته بعد تلوّم. لان ذكر العشائر على ترتيب حروف الهجاء لا يجعل صلة بينهما، ولا يؤدي الى توحيد عرفها بوجه. ولا لهجتها وآدابها وسائر احوالها. ولا يؤدي الى معرفة التعاون والتناصر بينهما.
وكذا رجحناه على ترتيب الارياف بالنظر (للالوية) . وفي هذا تجتمع عشائر غير متجانسة في صعيد واحد وكلها احتفظت بصلاتها، لذلك اخترنا أن نمضي على ترتيب القحطانية والعدنانية. وهذا نعوض عنه بالخارطة، وبذكر عشائر كل لواء في بحث خاص على حدة توقيًا من التداخل الملحوظ، ومن فقدان المزايا المرغوب فيها لدى العشائر. فالعشيرة تود الوقوف على أجزائها، وعلى من يمت اليها بنسب في المواطن الاخرى مجموعة.
وفي هذه الحالة لم نفصل منهاج بحثنا، فالفهرس للمواضيع يعبر عن الغرض المطلوب ...
من البدو الى الارياف
هذا التنقل او الميل من البدو الى الارياف ضرورة لازمة لحالة المجاورة للارياف فالبدوي يحاول سنوح الفرصة، ويتأهب للاوضاع المواتية او يتوثب ليحل محل الريفي أما لوقوع نزاع بين أهل الارياف وتدافعهم، أو لخلل حدث في الحياة الاجتماعية كأن يميل أهل الارياف الى المدن، أو لاتفاقات حدثت لما شعر أهل الارياف بضعف تجاه البدو، أو كانت هجومات متوالية أدت الى انتصار البدو لشعورهم بقوة بأن تتهيأ الفرصة السانحة فيضطر الريفي أن يميل الى مواطن مانعة من الاعتداء. الى آخر ما هنالك من أوبئة وطواعين وغوائل قحط وما ماثل.
نرى الحالة الواقعية هيأت ذلك. وهي طبيعية قطعًا والا فقد اتخذت الدول تدابير لتحضير البدو فلم تتمكن من وسيلة ناجعة. فلما قبل البدو الاسلام قلبًا وقالبًا، لم يروا بدًا من قبول الحضارة، بل لم يقبلوا بغيرها. ومن ثم تحضروا، أو صاروا حضرًا في البادية. وهذا حادث عظيم لم نر ما يماثله من نوعه الا قليلًا في العشائر التي تركت الغزو فمالت الى الحضارة.
ولا يسعنا حصر الاسباب القسرية أو الاختيارية لركون البدو الى الارياف. ومن ثم يألف البدو عيشة الارياف. ويفقدون مزايا البدو تدريجيا. وكان ضعف الريفي يجعله يميل الى القوة العشائرية أو الاحتماء بالمدينة فيتقدم الى الحضارة قسرًا. ومثل ذلك العداء المستمر، والطواعين، أو القحط ... مما يجعل خللًا في الارياف. ومن ثم يميل البدو اليها.
والبدو قد يقسرون على النزوح، او يتربصون الفرص ليحلوا محل أهل الارياف. وبواعث الهجرة أو النزوح كثيرة، وللتدافع حكمه. وهكذا يصيب الريفيين الجدد ما أصاب من قبلهم ... والتحول سنة قاهرة. وادراك هذا التيار القسري أو الارادي نتيجة استمداد من الحضارة وعوامل بقائها، وتوارث بعضها من بعض. والحالات مشتركة تقريبا بين البدو وأهل الارياف. فتيارالهجرة غير منقطع، ولا يحصر في حالات خاصة. وفي الوقائع التاريخية أو تاريخ العشائر الريفية ما يعين ذلك.
واذا تمت الهجرة حدثت اوضاع جديدة في الحضارة بدخول عناصر جديدة، وفي الارياف لظهور أقوياء لا يزالون في قوة طبيعية ممرنة ... وهناك اكتساب أوضاع او حالات غير ملوفة، ومن ثم تتغلب وتستقر ولو بعد حين عادات أهل الارياف بالاختلاط والالفة الطويلة، ولكنه تترك أثرًا من البداوة فيها فلم تتخلص منها.
مضت بعض الامثلة في حادث ظهور زوبع العشيرة المعروفة، وشمر طوقة وعشائر عديدة تقربت الى الارياف بالنظر للقطان الاصليين من أهل الارياف حتى حصلت الالفة، فلم تلبث أن فقدت الكثير من خصائصها وآدابها البدوية. وهذا مشاهد في المسعود، وفي بني لام وعشائر عديدة.. وأثر الآداب اوضح.
ومن أهم خصائص الارياف: ١ - التقيد بأرض بعينها. وهو أشبه بالاستقرار.
٢ - العوائد. ولها بحث خاص. وقد يفقد البدوي الكثير منها بميله الى الارياف، ويكتسب عوائد جديدة.
٣ - الانساب. وتغلب المحافظة عليها، وهي أقل تأثرًا في حالة التحول من البدو الى الريف.
٤ - الآداب. وهذه متحولة كثيرًا. وأمرها مشاهد في اختلاط العدنانية بالقحطانية وبالعكس ... وقد يبقى أثر الواحدة مستمرًا الى حين ولكنه محكوم عليه بالزوال.
٥ - الغزو. وهذا انعدم تقريبًا. أو انقلب الى اثارة العداء بقصد الوقيعة. أو انحصر في الدفاع عن الكيان.
وبعد أن ذكرت هذا في حينه انعقدت (حلقة الدراسات الاجتماعية للدول العربية - الدورة الرابعة في بغداد) من ٦الى٢١آذار سنة ١٩٥٤م فكتب بحثا بالعنوان والموضوع التالي:
التحولات الحديثة في توطين البدو في الحاضر
والمستقبل وآثارها الاجتماعية والاقتصادية " الحرب العالمية الاولى والثانية مما نبّه من الغفلة، وبصّر بحياة الاقوام في اظهار قدرتها، وبالامكانيات العظيمة وحدودها الواسعة النطاق التي لا تزال في فيض وازدياد ونشاط ... وهكذا توالت الاتصالات بكثرة وسائط النقل، وسهولة وصول الاخبار، فأدت الى اختلاط. وهذا الاختلاط قد شمل الكرة الارضية ... فهل تعد عشائر البدو بنجوة من هذه مع ان العربان غربان؟ أو انها لم تشاهد أوضاعها، ولم تشعر بالقوة؟ كفى ذلك أن يلفت نظر الساهي، ويوقظ النائم، والعشائر البدوية تحاول أن تنال نصيبها من هذه الحضارة وأن تكتسب ما اكتسبت الامم من قوة وعزم لا سيما وأن البدوي ممرن على الفتوة، معود على النشاط، فهو في حل ومرتحل، لا يستقر على حالة، بل هو في حركة دائمة لا يهدأ، وهو أسرع لقبول التحولات الحديثة في النظم الاجتماعية على ان ترافقها حياة اقتصادية طيبة. يريد ما نريده نحن، ويطمح الى ما نطمح اليه الا أننا نراه مكتوف الايدي، مقيدًا بالحالة الاقتصادية والامكانيات، فلو تيسر له ذلك لا يتردد في قبول الحضارة بل هو أقرب الى الظهور فيها. ولم يلجأ الى الغزو في سالف عهده الا لضيق ذات يده فهو في حاجة الى التوجيه والمساعدة لينهض ويظهر.
والنظم الاجتماعية في القبائل مكنتها الحالات القسرية والاوضاع القطعية وتارة التحكمات وهذا ما ندعوه ب (العرف العشائري) . فاذا زالت الاسباب ابدل ما عنده بالنظم الشرعية. أو ما ندعوه بالنظم الحديثة. فاذا رأى البدوي أن امواله مصونة، وان حياته هادئة فلا يرى صعوبة في القبول ولا يتردد لا سيما انه اذا رأى في حياة الارياف ما يسد احتياجاته انصاع حينئذ الى ما تصبو اليه تلك الحياة من نظم، وقبل الحضارة وتحولاتها الجديدة بلا نفرة. وهكذا فعل اسلافه ممن مالوا الى الارياف أو المدن. فالبدو يناضلون بقوة ويقارعون أهل الارياف ليزيحوهم ويحلوا محلهم. وأن هؤلاء يدافعون ويناضلون ويحاولون صدهم باتفاق مع العشائر الريفية الاخرى. وهذا النزاع والمثابرة عليه حرب دائمة ومن ثم يغتنمون الفرص فيحلون تدريجيًا لينالوا ما ناله اهل الارياف من رفاه نوعا ما، وقد تحدث جوائح من طواعين او حروب طاحنة او قحط وما ماثل ذلك فتؤدي الى خلل في نفوس الارياف، او ما يدعو ان يميلوا الى المدن لما انتاب من حروب، او ان يركنوا الى العشائر القوية وينظموا اليها فينزع البدو الى الارياف ويحلون المواطن الريفية.
وهذا كله يعيّن حاجة البدو وطموحهم الى الارياف حتى يتيسر لهم ان يتمكنوا، الامر الذي يولد فينا فكرة استغلال هذا الوضع الطبيعي بأعداد (مواطن ريفية) واتخاذ مشاريع زراعية، أو عمل آبار فنية (ارتوازية) لاسكانهم تطمينا لتلك الرغبة. والا فأمل التقريب بعيد والاصلاح صعب. وأرى ان تكون المشاريع الخاصة بالبدو في مواطنهم واماكن وجودهم حذرًا من دخول المتنفذين والاستئثار عليهم. وبذلك تنقطع المشادة بين البدو واهل الارياف. ومن ثم نرى النظم البدوية سهلة التبديل، وهي بذاتها واجبة الازالة اذا تمكنت الدولة. واذا كنا قضينا على الغزو فمن المتيسر الغاء (قانون العشائر) والسير بهم بقوانين المملكة المدنية. وما معنى مسؤولية الواحد عن عمل الاخر، واخذه بجريرة غيره!؟ فالقضاء على مثل هذه امر ضروري لحماية الحق والنفس والمال.
فاذا مال البدوي الى الارياف صار في حماية الدولة، وامكنه قبول النظم الجديدة لان الارياف في ادارتها لا تختلف عن القرية. ولكننا نرى الارياف عندنا تابعة الى (نظم البادية) بالرغم من زوال خصائص كثيرة ولدتها حالة البوادي. واذا وقع نزاع بين عشائر عديدة امكن الرجوع الى (التحكيم) وتحديد المسؤوليات. وهذا امر شرعي أو قانوني في اصلاح ذات البين. وقد اوضحت ذلك في محله.
وهناك (عوائد) (١) او نظم معتادة (عادات) ولكن في غير الخصومات، ويراعيها البدوي كالريفي، والتفاوت بينهما قليل. وهي متآتية من المجتمع وملهماته والتلقين المستمر وتتعلق بالافراح والزواج والمجالس والمجتمعات. وهذا لا يظر بقاؤها أو ان طبيعة التحولات الحديثة تدعو الى زوالها. وبين هذه ما هو مقبول من اعزاز الجار واكرام الضيف، وحمايته والتكاتف والتعاون في حالات ظهور الطواريء. وأما المرذول فيزال أيضًا من طريق التلقين وبيان معايب العادة الرديئة. وكل الاقوام لا يخلون من أمثال هذه. ورجل الاصلاح يقتبسها من المعاشرة، أو من آدابهم في شعرهم وأمثالهم، أو من حكاياتهم المنقولة أو من وقائعهم التاريخية، فيسعى للقضاء عليها من طريق التلقين أيضًا. فالكثير من عوائدهم مقبول. ولا شك ان الاجتماعي الحكيم يعزز المقبول، وينفر من الرديء. والبدوي لا يحتاج الى أكثر من التوجيه بعد أن يكتسب الحالة الريفية فيستقر ... وهو أقرب الى قبول التوجيه الحق بعد المعرفة.
كنت سألت مرة بدويًا أصحيح انكم تنفقون (الخيرات) على موتاكم مما تكسبون من (غارة الضحى)؟ ولماذا بغضب البدوي من القول له (حرمك الله من غارة الضحى) . فأجاب وهل أجل من غارة الضحى. فهي على وجه نهار؟ وكيف تحرمني من مثل هذه الغارة ... !! ولكننا رأينا من مالوا الى الارياف تركوا الغزو ومالوا الى الهدوء والطمأنينة ... وكل أهل الارياف بدو في الاصل.
وهنا ألفت النظر الى أن الزراعة صعبة على البدوي، ولا يتعوّد عليها بسهولة، فمن الضروري اعداد مراع له، وزراعة أقرب الى المراعي. لصعوبة عملها الشاق عليه. ولكن الوسائل الحديثة والآلات الزراعية سهلت التقريب الى الارياف. ومع هذا نرى ضرورة انعدام الغزو قد قربته كثيرًا وجعلته يتولى ادارة الزراعة لا أن يقوم بالفلاحة. ولذا نرى من دخل الارياف تولى رئاسة العشيرة لان فكر البدوي جوّال ممرن على التفكير وانه لا يصبر على الحياة المطردة في الزراعة. فان زوبعًا وشمر طوقه وبني لام لم يعتادوا الزراعة الا بعد قرون. وشمر وعنزة والضفير لا تزال على البداوة مع مرور مئات السنين. والذين تولوا رئاسة الاكرع وبعض عشائر الارياف من البدو ليسوا بالقليلين ...
وأكبر حاجة البدوي الى المراعي الخصبة لتربية الابل، والخيل، ومراعاة الصيد وما ماثلها. وفي هذه ما يسدّ حاجات مدنية كثيرة يؤديها البدو. والمشاريع الكبرى المغريات للبدوي تزيد في أمله، ويميل اليها بقوة ورغبة. وبذلك يغير أوضاعه الاجتماعية ونظمه المعتادة. وهذه النظم سريعة الزوال بذهاب البواعث والاسباب التي دعت اليها. ووسائل التوطين والميل الى الارياف كان يبذل لها البدوي ما استطاع من قوة. فاذا حصلت له عدها نعمة، وترك ما كان عليه.
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
والملحوظ ان البدوي لا يتحمل ارهاق الملاكين أو أرباب اللزمة. ومن الضروري اتخاذ التدابير لاجل أن لا يتحكم به هؤلاء ممن استأثروا بالارضين وصاروا يقاسمون الفلاحين في الاراضي السيحية على اكثر من النصف وذلك ما لا يدع مجالًا للفلاحين أن يعيشوا. وان تكاثر النفوس يزيد في التحكم أو يدعو الى ايجاد مشاريع جديدة.
والاولى أن يلاحظ تعديل الخطة، لان هؤلاء استأثروا بالارضين لانفسهم. ويلاحظ وجوب اصلاح ذلك. وكذا في التوزيع الجديد يجب ان نراعي فيه الامور التالية: ١ - تحديد ملكية أصحاب اللزمة الكبيرة.
٢ - عند تعذر ذلك أن يحدد ما يأخذه صاحب اللزمة من غلة بأن يكون لهم العشر لا أكثر في الاراضي السيحية، أو لا يتجاوز ما يأخذه الميرى من ضريبة.
٣ - أن تقلل الحكومة من ضرائبها فلا تتجاوز بها العشر.
٤ - أن لا يخرج الفلاح من أرضه ولو لم تكن له (لزمة)، لمنع الاستئثار والتحكم. وأكثر ما يهرب الزرّاع التحكم من صاحب الارض. وأخراج هؤلاء لا يقبل الا بتحوطات ادارية شديدة.
٥ - أن يكون الترتيب عامًا شاملًا في المشاريع الجديدة والقديمة. وبذلك يزول التحكم ويقلل من هذا الاستئثار ويرفع الحيف. ليتنعم الفلاح بنتائج عمله.
ومن هذا كله يتجلى بوضوح أن نظم البدو سائرة الى الزوال. والضرورة تدعو الى التعجيل بازالتها وتسهيل أمر الميل الى الارياف في اصلاح شؤونها. وعندنا العشائر البدوية قليلة جدًا وهي شمر وعنزة والضفير وقلّ غيرها. وبعض المشاريع الزراعية أو حفر الآبار الفنية (الارتوازية) يجعلهم أهل ارياف بميلهم الى الزراعة. والاصلاح يراعى فيهم رأسًا على أن تتخذ التدابير اللازمة مما أوضحت في الارياف من المعايب. وأن يخفف في الوسائل الاقتصادية ويرفه بما ذكرت من الاسباب فتحول الاوضاع الاجتماعية. والملازمة مشهودة.
وأرى نجاح التحولات الحديثة والمستقبلة في أن تمضي بسرعة لتحقيق الاصلاح. والاولى أن تلغى هذه النظم الجائرة للبدو وأهل الارياف الذين قبلوا التعديل في أنظمة البدو، فالعرف العشائري في الخصومات ومراعاة قانون العشائر مما تجب ازالته، أو أن يبقى محصورًا تحت دائرة ضيقة وهي (المنازعات الكبرى) بالرجوع الى التحكيم ...
وأقل ما في قانون العشائر انه لم يجعل للدماء حرمة، ولا للاموال صيانة سواء في تحديد المسؤوليات أو تعميمها. ووحدة الامة في وحدة قوانينها أو أن القوانين ظاهرة المجتمع في حالة وحدته أو تفرقه. والبدو عندنا قليلون. والمسؤولية العامة لجأ اليها البدو من جراء عدم السلطة وفقدانها كتدابير لمنع الاعتداء. ولما كان أهل الارياف في عداد أهل القرى فلا يختلفون عن أهل المدن في تطبيق القوانين المدنية.
وانني اوسعت القول في عرف القبائل وقانون العشائر في مكتاب عشائر العراق (١) . وليس من الصواب ايداع مثل هذه الامور لغير أهلها. وأهلها الحكام المدنيون. والبدو في ميلهم للزراعة لا يختلفون عن اهل الارياف. واصلاح الحالة الاقتصادية مؤثر في حاضرهم ومستقبلهم. ولا تكفي المدارس، ولا اعداد ما يلزم للمعرفة بل الحاجة ملحة في تقديم رقوق سينمائية، وراديوات فتوضع في أماكن عامة وسيارة، مع خزائن كتب سيارة ... وطرق الاصلاح الاخرى معلومة.
والعمل الاجتماعي العظيم الفائدة يجب أن يكون مصروفًا الى حلّ (المشاكل الزراعية) في الارياف، أو الاكثار من التدوينات في المشهودات على أن نتثبت من صحتها، وندقق آمالهم وآلامهم من طريق الاختلاط بهم سواء في مهمة انتقال البدو الى الارياف، أو الوقوف على حالات الارياف.
ومن أهم ما يوصلنا الى معرفة الاحوال الاجتماعية زيادة الاتصال (بالآداب البدوية) من جهة، ومراعاة التوغل في (الآداب الريفية) بأنواعها.
فانها تبصرنا بالحالات النفسية الكثيرة، وتؤدي الى الوقوف على روحية العشائر. وليس المحل محل بسط ولكنه يعدّ من أجل المصادر للمعرفة. وفي وقائع تاريخهم المنوعة المختلفة أمثلة على ذلك.
وإلاصلاح الاجتماعي تابع للمعرفة الحاضرة المتصلة اتصالًا مباشرًا بالمجتمع العشائري ومن هذا نرى التفاوت الكبير بين البدو وأهل الارياف. وندرك الحاجات وما يعانيه الزراع. وطرق المعرفة لا تحصى وكنت قلت في كتاب عشائر العراق سنة ١٩٣٧م:
«ومباحث العشائر، واصلاح شؤونها، وملاحظة نواحي ادارتها، وتربيتها، ورفاه حالتها، وخصوماتها وآدابها، وتطوراتها بقصد تأسيس ثقافة سليمة، وآداب نافعة، وادارة صالحة، مما يجب أن يراعيه الاجتماعي، أو من يعنيه صلاح هذه المجموعة الكبيرة بأن ينظر الى شؤونها كافة، ووسائل اصلاحها، وتنظيم جماعاتها، والطرق التي ترفع مستواها الى آخر ما يتحتم الالتفات اليها بأستطلاع الآراء من كل ناحية وصوب حتى تتكامل المعرفة، ومن ثم يعرف ما يستقر عليه حسن الادارة. وهناك تأسيس الحضارة ...
ولم يسبق لنا اشتغال بسعة في هذه المباحث واننا لم نعهد الافتكار بها، وعرضها على النقد، ولا استطلعنا الآراء في موضوعها، أو الالتفات اليه بعناية زائدة الامن نفر قليل، لا تتناسب مباحثهم وأهمية هذا الموضوع..» وذكرت تلقي البدو، ورأي الحضري، ووجهة الاجنبي في العشائر «.. وقلت:»اذا كانت العشائر بهذه الروحية، وتلك النزعة، وعلى هذا النمط من الحياة الاجتماعية والادبية ... فما الذي يجب ان نراعيه في صلاحها، ووحدتها، أو تسييرها؟ وما هي النواقص الطارئة؟ وما العمل المثمر؟ للوصول الى الاصلاح؟.
ومن ثم بدأ وظيفة الاجتماعي، أو المربي، فتستدعي حله أو تسترعي نظره وفي عملنا هذا تسهيل مهمته ... وتعيين الوضع الصحيح حذرًا من أن يغلط المتتبع في نتائج كلها أو اكثرها عثرات ... ولا أريد بالاجتماعي الفرد واختباراته الخاصة ... " انتهى ما قلته (١) .
وبعد أن عينت المهمة واقترحت ما اقترحت قبل نحو ١٧ سنة سرني في هذه الايام أن ظهرت قيمة أشتغالي، فتوجهت الفكرة الى العمل الاصلاحي الكبير في هذا المؤتمر الموقر وصارت تدقق المناحي الاجتماعية من أساتذة أكابر لهم الخبرة الكاملة لتسهيل هذه المهمة. ولم أكتف بالعشائر البدوية. وانما كتبت في العشائر الكردية مجلدًا، والعشائر العربية الريفية مجلدين. ولاتختلف العشائر الكردية كثيرًا عن حياة الارياف العربية.
كل هذا ليتمكن الاجتماعي من تطبيق مناهجه التي اختطها للاصلاح بعد الوقوف على الاوضاع. ولاشك أن الامكانيات متوقفة على الرفاه الاقتصادي ليتيسر الحصول على المهمة الاجتماعية. ولا يكفي عمل الدولة. فان رفاه الارياف أعظم مساعد والملازمة أكيدة. ومن ثم تشترك الامة في القيام بالخدمات الاجتماعية، ولا نرى صعوبة في العمل. ومن المطالب العامة: ١ - الثقافة: البدوي عارف بحاجاته. ويفيد التبصر بما يلزمه اكثر. والثقافة يجب أن تكون من هذه الطريقة.
٢ - الصحة العامة: التوجه الى العبادة الحقة مما يؤدي الى النظافة وتقلل الامراض. والتشكيلات الصحية مفقودة نوعًا.
٣ - التوجيهات القومية والشعور المشترك.
٤ - القيام بالمهمات الاقتصادية.
٥ - الحالات التعاونية: وهذه شديدة وتحتاج الى توجيه.
٦ - المجتمعات والاجتماعات.
٧ - ادارة العشائر: من أعوص الادارات، وتحتاج الى قدرة مكينة.
٨ - عقيدة المجتمع: بسيطة الا أنها في ضرورة الى الاصلاح.
٩ - العرف: مبناه التكاتف على الخير والشر. ويجب أن يصرف الى الخير.
١٠ - الاموال والممتلكات: ومن أهمها (الارضون) . وغالب المنازعات عليها ومن أجلها ... والمشاريع المهمة تنجلي بالحاجة اليها بوضوح.
١١ - الزراعة والمغروسات: وهذه أصل مهم في موضوع الارياف.
١٢ - القنص والصيد.
١٣ - اللباس والمسكن.
١٤ - الافراح والاحزان.
ولكل من هذه شأنه في الحياة الريفية. وله بحثه الخاص من وجوب العناية به في الدراسات الاجتماعية. وتعاون العشائر في الموضوع له قيمته. وكل ما في العشائر يحتاج الى توجيه وتنظيم ليكون اداة صلاح وخير ممن يتعهد الامر أو ممن كان واجبه ذلك. تكلمت في غالب هذه المباحث في عشائر العراق وعينت ما كان مألوفًا. ووظيفة الاجتماعي التوجيه والتدريب.
وواجب الدولة تسهيل مهمة الاجتماعي والقيام بتنفيذ وصاياه والاّ كان الاشتغال عبثًا. أو يعود مشغلة. وان الرعاية الاجتماعية والانعاش كل هذا يتم بالتعاون بين الدولة والامة في تنفيذ الرغبات الاجتماعية الحقة.
ومن المهم الالتفات بعناية الى (قانون التسوية) والاخطار العظيمة التي نجمت منه، والمبادرة الى لزوم أصلاحه وتعمير ما خربه والعناية بالغرس وانه أجل واسطة الى الاستقرار وتكوين (القرية) الا أنه لا يخلو من اجحاف كبير وتحكم عظيم ... فتهم المبادرة الى تلافي اخطاره ... اه.
وأرى في هذا ما يعين الاتجاهات وطرق الاصلاح باجمال ليكون البدوي من أهل الارياف. ولا شك أن هذه تابعة لما يحوطهامن الامكانيات وما يعترضها من حالات، أو ما يدعو للاخذ من وجوهه.
العشائر القحطانيّة
او الزبيديّة والطائيّة (وما يمتّ اليهما) هذه العشائر من القحطانية. قال أبن حزم في جمهرة أنساب العرب: «اليمانية كلها راجعة الى ولد قحطان. ولا يصح ما بعد قحطان.» اه.
وكثرة القحطانية في شمالي بغداد، وقلّ من كان منها في الجنوب وفي الغالب لا يتجاوز لواء الحلة ولواء الديوانية. ويمتد أنتشارها الى الموصل، وما والاها. ولا نعلم العشائر خالصة للقحطانية دون أن تساكنها عدنانية. فأن بني تميم، والجميلة، والمجمع، والكرويّة، وربيعة ... عاشت مع القحطانية محافظة على كيانها ونسبها كما أن قحطانية كثيرة عاشت مع المنتفق، وربيعة ولا تزال معروفة بالقحطانية.
والقحطانية - في مواطن كثرتها - معتزة بلغتها وبآدابها العامة، وبنخوتها، وسائر أحوالها. وبهذه تختلف عن العدنانية في كثير من عاداتها. وربما تشترك معها العدنانية المتصلة بها. وقلّ أن تمتاز بخصالها الخاصة. فالبيئة أثّرت فيها، وأنستها بعض ما عندها مما هو مشهود في مواطن كثرتها. والجيوش الفاتحة في صدر الاسلام كان يغلب عليها القحطانية.
ولا ينكر أن العادات القديمة، واللغات السابقة الموروثة لمن كان قبل هؤلاء أثروا، واقتبسوا الكثير منها بعامل الاختلاط ونذكر أولًا العشائر الزبيدية، ثم نتلوها بالعشائر الطائية. وهكذا ما يتصل بكل منها من عشائر فتكونت لنا مجموعات كبيرة.
العشائر الزبيديّة
من عشائر العراق المعروفة بكثرتها ومكانها، وهي من العشائر القحطانية. منتشرة في مواطن عديدة وتاريخ ورودها الى العراق يرجع الى أوائل الفتح الاسلامي. وكان لها الاثر البليغ في الفتح على يد رجالها. توالت في ورودها ولم تنقطع. ولا تزال بعض أصولها أو عشائرها في جزيرة العرب. وأنتشرت في الاقطار الاخرى في بلاد الشام وفلسطين ونجد ومصر. وفي الغالب نرى العشيرة وفروعها الكبيرة منتشرة في نجد والعراق أو مواطن أخرى من الاقطار العربية. جاءت مع الفاتحين الاولين، وبقيت منها بقايا في مواطنها الاصلية، أو أمكنة قريبة أو بعيدة بحكم مقتضيات حياتها من أقتصادية أو اجتماعية، ومن ضيق أرض ... فركنوا الى اخوانهم في الاقطار القريبة. ورأوا من جراء الصلات القومية ترحيبًا كما كانوا قوة مناصرة.
ورد العراق الامير عبد الله بن جرير البجلي بقبائله بجيلة ومذحج ومنها زبيد. وكانت الامارة العامة لابن جرير كما ان رئاسة زبيد كانت لعمرو بن معد كرب، فشوهد لهم الاثر المحمود في الفتوح الاسلامية الاولى، ووقائعهم مدونة. ولا يزال يردد المؤرخون أخبارهم، وخدماتهم للاسلام في أستقرار فتوحه في مختلف الصفحات التاريخية المجيدة.
وهذه العشائر لحقتها تطورات عديدة، وبطول الزمن تبدلت فأصابتها تحولات لا تحصى، فأكتسبت أسماء جديدة أو ذابت في المدن. ويهمنا منها (عشائر زبيد) الحاضرة اذ لم تعرف اليوم بجيلة ولا مذحج. وبين العشائر الحاضرة من كان نزوحه الى العراق متأخرًا، والقديمة تفرّق غالبها وأنتشرت في مختلف الانحاء العراقية، والاقطار الاخرى. ولا يكاد يجد المرء صلة بين بعض عشائرها لكن الصلات لا تزال مشهودة من نواح عديدة، تؤديها النصوص التاريخية، ويقطع بتلك القربى، فلا ينكر أمرها، ولا يستراب فيه. ولا يكفي هذا دون أن نورد النصوص في توزع هذه العشائر، فينقشع التوهم، ويزول الابهام ... والاختلاف يرجع الى أننا عدنا لا نهتم بأمرهم، وان القواد الاكابر كانوا يسيرونهم نحو الوجهة الحقة فأهملت شؤونهم ... ومال الامراء الى ما مالوا اليه من تبعيدهم عنهم حذر أن يتدخلوا في الادارة أو السياسة.
والعشائر الزبيدية الحاضرة ذكرها المؤرخون بأعتبار أنها من نسل أولئك مراعاة لتلك الصلة. والتقسيم الى (زبيد الاكبر)، والى (زبيد الاصغر) قديم جدًا.
قال أبن دريد: (ومنبّه هو زبيد وزبيد تصغير زبد ... ومن بني زبيد عمرو بن معد كرب بن عبد الله بن عمرو بن عصم بن عمرو بن زبيد، فارس العرب أدرك الاسلام وشهد القادسية، ومات على فراشه من حيّة لسعته (١) .
وفي لسان العرب زبيد قبيلة من قبائل اليمن بطن من مذحج رهط عمرو بن معد كرب الزبيدي (١) .
قال الحيدري: (زبيد قبائل كثيرة البطون ... وحمائلهم أي رؤساؤهم «آل عبد الله». ومنهم «وادي بك» ... وكان أميرًا كريمًا وجوادًا. وله من مكارم الاخلاق والافعال والاقوال ما لا يسعه المقام وهم بنو منبّه بن مصعب بن سعد العشيرة ابن مالك «وهو مذحج» بن ادد بن زيد بن يشحب بن عريب بن زيد ابن كهلان من القحطانية وسمي سعد العشيرة لانه بلغ ولده وولد ولده مائة رجل يركبون معه فكان اذا سئل عنهم قال هؤلاء عشيرتي وقاية لهم من العين. ويعرف زبيد هؤلاء بزبيد الاكبر وهو زبيد الحار. وبنو زبيد ايضًا بطن من زبيد الاكبر بن منبّه الاكبر. ويعرف زبيد هذه ب «زبيد الاصغر». ومنهم عمرو بن معد كرب الصحابي «رض» ...) (٢) .من سعد العشيرة. وهم بنو منبّه الاصغر ابن ربيعة وآل عبد الله رؤساء عشائر زبيد في أنحاء الصويرة وهم من زبيد الاكبر وجاء عن زبيد في رغبة الأمل شرح الكامل لعامر بن الطفيل العامري من قصيدة:
تقول ابنة العمري مالك بعد ما ... أراك صحيحا كالسليم المعذب
فقلت لها همّي الذي تعلمينه ... من الثأر في حيي زبيد وأرحب
ان اغز زبيدًا اغز قومًا اعزة ... مركبّهم في الحي خير مركّب
وأوضح الشارح أن زبيدًا بالتصغير ابن صعب بن سعد العشيرة ابن مالك بن أدد وأوضح عن أرحب أيضًا وفي سلسلة نسبه خالف ما جاء في عنوان المجد الذي نقلنا منه. وفي القاموس زبيد كزبير بطن من مذحج رهط عمرو بن معد كرب. اه. (١) ولا يهمنا أن نكثر من النصوص التاريخية.
زبيد الاكبر
هذه العشائر متفرعة من العشائر السابقة، وتسميتها ب (زبيد) دون قيد قديمة جدًا. ولا تزال محتفظة بها الى اليوم. وجاءت كتب الانساب القديمة موضحة لها كما أن التواريخ المتأخرة ذكرتها مثل عنوان المجد، وأوضحت الصلة. وفي عنوان المجد أن زبيدًا قبائل وبطون كثيرة. وذكر أن (آل عبد الله) أمراء قبائل زيد الاكبر في أنحاء الحلة والديوانية.
وذكر أمارتهم صاحب (قويم الفرج بعد الشدة) أيام الوزير حسن باشا في حوادث سنة ١١١٩هـ. ولم ينقطعوا من هذه المواطن، بل تكاثروا، وزاد نفوذهم (٢) . وجاء في كتاب عشائر العرب للبسام: «زبيد بين الحلة والخزاعل. وهم ثلاث قبائل: الجحيش، والبوسلطان، والسعيد. شيخهم شفلح. والقول فيهم أنهم مآل الطالب، وعجالة الراكب، والبحر العذب للمسالم، والحرب العطب للمقاوم، ضدهم محزون، وعرضهم مخزون، لا تتبع أحلامهم الاهواء ولا تميل سفهاؤهم للادنى، كلهم أبناء كرام، ولا جرم أنهم أزكى فعالًا، وأصلًا وأقوالًا، وأقرى للحرب اذا نزلت عليهم، والمانعيها غير ثانية اليهم، فرسانهم ١٥٠٠ وسقمانهم ستة آلاف بلا كفاية.» اه.
كتب ذلك في مطلع القرن الثالث عشر. ولم يذكر بني عجيل، وانما كانوا مع العزة (١) . وشيخهم شفلح من (آل عبد الله) كما أن ابراهيم فصيح الحيدري ذكر من امرائهم (الشيخ واديًا) وأثنى على كرمه وعلوّ أخلاقه. وهو شائع الذكر يتفق بما قيل فيه من شعر عامي وفصيح. وفي (تاريخ العراق بين احتلالين) بيان وقائعهم.
وممن ذكر القبائل الزبيدية السيد رشيد السعدي، واثنى على وادي رئيسها، وقال: بلغ درجة حاتم، وكان يعد من ملوك العرب، وحصلت له هذه المنزلة بعد انقراض أكابر العبيد (٢) . ويريد بهم (آل الشاوي) في حين أنه لا مزاحمة بين العبيد وزبيد.
بيت الرئاسة: ان هذا البيت عرفت رئاسته من أمد بعيد جدًا. وفي أول القرن الثالث عشر الهجري اكتسبت مكانة رفيعة، وكلمة نافذة، وتوسعت سلطته ونفذت على العشائر الاخرى بحيث صارت تعدّ من عشائره. وان الدولة العثمانية كانت تحسب لها الحساب الكبير، وامتدّ نفوذها من بغداد الى حدود الخزاعل لا ينازعها منازع.
والرئاسة العامة في (العبد الله) . وهم الموجودون اليوم. استمرت فيهم ويتفرعون الى: ١ - البوخضر: وهذا من أقدم الافخاذ. والآن رئيسهم مهدي ابن جار الله
الفيصل وهم أولاد خضر بن عبد الله أصل الفخذ. ومنهم من يعدّ خضر بن حطاب بن عبد الله. يسكنون في طالعة شرهان من أنحاء الصويرة. وليس لهم سلطة على غير فخذهم، ومن فروعهم (ألبو كويطع)، و(البو هندي) .
٢ - الشفلح: وهذا كان رئيسًا معروفًا، وله سلطة واسعة النطاق. وهو شفلح بن شلال بن نجم بن عبد الله بن يوسف بن خضر بن عبد الله المذكور. وتوالت الرئاسة في أولاده. وهم هندي وحطاب ووادي وحمد وفحل.
ومن (هندي) تكوّن فخذ (البو هندي) . و(وادي) أشتهر كثيرًا، فأعقب (بربوتي) . وهذا خلفه في الرئاسة ابنه (رشيد) . ولهذا (الهادي) و(محمد) . والهادي قتل مع والده رشيد. قتله البو عيسى من البو سلطان سنة ١٣٢٥هـ. وقاتله سعود بن مخيف. و(حمد) أعقب (سمرمدًا) . وهذا له ابن اسمه (علي) أعقب (عجيل باشا) و(مزهر) بن سمرمد أيضًا. وهو الرئيس في هذه الايام. ولعجيل باشا حامد وغازي وعلي وهادي. وأما (فحل) فله مطلك. وهذا أعقب فيصلًا وطلالًا وأخوانهما.
٣ - الحطاب: فخذ معروف. وهو حطاب بن شلال النجم. واليوم منهم عبد علي بن مسرهد. ومن بيوتهم (بيت مسرهد)، و(بيت داود الفرمان) .
وهذه تفرعات أفخاذهم. ولا يهمنا الاستقصاء. وأرى في هذا كفاية. وان الرئاسة العامة فقدت من مدة فلا نتوغل في التوضيح.
وبيت الرئاسة في (العبد الله) وكانت الرئاسة قبل هذا في الجحيش في فخذ (الفرج) ولذا يقولون: «أصل زبيد حنايا الفرج، والباقي من هيت وعانة». أي نحن أصل قبائل زبيد، وأما الباقون فمن هيت وعانة أي أن الرئاسة فينا نحن آل فرج. ولهذه الشهرة والشيوع أصل تاريخي، وهو أن زبيدًا كانوا في أعالي الفرات في أطراف عانة وما فوقها كانت لهم وقائع مهمة مع طيء كما أشير الى ذلك في تاريخ العراق بين احتلالين (١)، والظاهر أن الوقائع توالت فمال قسم الى هذه الانحاء. ولا يزال يتكوّن فريق كبير من الجحيش في أنحاء الموصل ... وهؤلاء في نزوحهم الى هذه الجهات بقوا محافظين على رئاستهم لكثرتهم فغطت على الرؤساء القدماء من (الفرج) ... والا فلا نجد لهذا الشيوع ما يعوّل عليه تاريخيًا. ومن المحتمل أن الرئاسة كانت في الجحيش في فخذ الفرج، ثم صارت الى (العبد الله) .
لم نستطع أن نعرف جهات الاتصال بين هذا الفخذ (فخذ الرئاسة) وبين ما أشتقّ منه بأتقان لطول عهد الرئاسة، وعدم الحفظ لهذه الصلة. وهكذا يقال عن جهة القربى بين عشيرة وأخرى من عشائر زبيد. ولا ننسى أن زبيدًا أنظمت اليها عشائر أخرى اما للاعتزاز بها، أو للطمع والاستفادة من سطوتها وشهرتها، أو لاسباب أخرى. وقائعهم في تاريخ العراق بين احتلالين.
ذكر البسام ثلاثًا من عشائرها. وهذه اليوم كل منها استقلت بكيانها، وتعدّ كثيرة كبيرة، ولا تراعى علاقة الواحدة بالاخرى هذا مع العلم أن صيحة الجميع واحدة، ولا تسكت الواحدة عما يصيب الاخرى ...
وكلهم يعرفون الرئاسة العامة وانها في (آل عبد الله) الا انها اليوم لا تكاد تتجاوز حدود الاعتراف دون التدخل الفعلي، وان رئيس كل عشيرة أعظم نفوذًا من الرئيس العام. بل لا تنفذ الى البو سلطان، ولا الى السعيد.
١ - البو سلطان
عرفت هذه العشيرة من مدة ذكرها البسام. ونخوتها (فنوني)، ومنهم من ينتخي (زوبع)، وتسكن العوادل، والبزل، الظليمة، والصافي، والخميسية في أنحاء الحلة، وقسم منهم في نهر النيل التابع للمحاويل.
والرئاسة كانت للشيخ عداي الجريان، وفي أيامه أكتسبت هذه العشيرة مكانة مهمة. توفي في ١٧ آب سنة ١٩٣٥م وله ابن هو محمد الجريان. وخلفه في الرئاسة الشيخ نايف الجريان والمعروف اليوم ابنه الشيخ عبد المحسن وهو من الرؤساء البارزين صار نائبًا مرارًا. وأخوه الشيخ مكصد ابن الشيخ نايف الجريان. وكان من رؤسائهم الشيخ فارس الجريان وتوفي وله ابن اسمه غضبان توفي قبل بضع سنوات.
وفرق البو سلطان: ١ - البو محمد. ويتفرعون الى: (١) البو جاسم: رئيسهم نايف الجريان وابنه الشيخ عبد المحسن الجريان. وهم في العوادل.
ومنهم (المطرود) ورئيسهم الحاج عبد الحميد، و(البو دلي) ورئيسهم الحاج عاصي بن محمد، و(البو علي) ورئيسهم الحاج راضي، و(الملالي) ورئيسهم الحاج ناصر بن حسين، و(البرّي) ورئيسهم سلطان الجاسم الرحيم، و(الملحان) ورئيسهم رباط السلومي، و(الشبيب) وهم الرؤساء.
(٢) البو مساعد: كان رئيسهم معالي سلمان البراك وتوفي سنة ١٩٤٩م وهم في الشوملي، والعثمانية، وأم الورد، وأم الفلفل، ومنهم: (الجريّات) ورئيسهم مخيف العويّز، و(الكوّام) و(الطريمش) و(الغدينات)، و(البسات)، و(البو مخيلف) . ورئيسهم حنتوش آل لهيمص وتوفي فخلفه عبود آل لهيمص وصار نائبًا مرارًا. واخوه الحاج عبس وابنه محيي الحاج عبس، ومهدي بن شخير ابن اخي عبود.
٢ - البو حمد نخوتهم (زوابعة) رئيسهم خلفة الحسن الصياد، وفروعهم
(١) البو عبد الله: ورئيسهم خلفة الحسن. وفي أراضي الباشية من المدحتية. وهم الرؤساء.
(٢) البو فارس: رئيسهم سلمان الحسين. وفي أراضي الباشية أيضا. وهم: نفس البو فارس، والجغينات: رئيسهم فرمان العبد.
(٣) الكصيرات: رئيسهم ابراهيم الحسّين العجيل. في أراضي الكدس من ناحية المدحتية. ومنهم (البو علي)، و(البكة)، ونفس الكصيرات.
(٤) البو سمندر: رئيسهم عباس الكاظم. وفي أراضي مشيمش من المدحتية. ومنهم: (البو حسين) و(السياب) . ورئيسهم نايف الجويعد. و(البو حمود) . رئيسهم عباس الكاظم. وتوفي.
(٥) البو طيف: رئيسهم مطلق الظاهر. في أراضي الشاخة العتيقة من النيل، والحسينات منه. ويقال من عنزة. ومنهم الملا عبود الكرخي الشاعر العامي. ومن فروعهم: البو عمري. الرؤساء، والبو عباس ومنهم الاساتذة اصحاب المعالي عبد الهادي الظاهر وعبد الرزاق الطاهر، والبو هلال. رئيسهم عبد علي السبع. وتوفي سنة ١٩٤٨م. والآن ابنه خليف. والبو عجيل.
(٦) السعيدان: ومنهم من يسميهم (الوهيد) رئيسهم مطلق البدعي ومراد الفهد. ومنهم: البو سعلوة. رئيسهم عطية العناد الفارس.
(٧) البو عيسى: رئيسهم حنتوش آل لهيمص وتوفي. والآن ابنه عبود، في أراضي الشوملي والزبّار من ناحية المدحتية. ومنهم: الدخيل، والعيسى. رئيسهم ابن حسين الذرب. والفرحان. رئيسهم حيوان، والشرموخ. رئيسهم دفار الموسى.
٣ - الجربوع في العوادل. رئيسهم دفار العبيد. وأفخاذهم
(١) البو سالم: رئيسهم هوى السالم.
(٢) البو غنيمة: رئيسهم هوى السالم.
(٣) الشبّان: رئيسهم سلمان الحزام.
(٤) نفس الجربوع: رئيسهم سلمان الناجي.
(٥) البو منصور: رئيسهم جاسم الزناد.
(٦) البو احيمد (حميد): رئيسهم رحيم الغضب.
(٧) الشريفات: رئيسهم دكسن الصوين.
ويلحق بالبو سلطان: ١ - الخشخشية: تبع البو محمد. رئيسهم حمد الفنر. والآن ابنه كاظم الحسن. وحسين المحمد. وهؤلاء تسموا بأسم موطنهم أو تغلب عليهم أسم المكان.
٢ - العلاّك: رئيسهم السيد عبد الدهام، والسيد ناجي الطه. وهو سيد فترأس عليهم. فسموا بأسم مكانهم. تبع البو محمد.
٣ - العويد: أصلهم جبور، فأنضموا الى البو محمد. وهم في (أبي جماغ) من المدحتية.
٤ - العويسات: رئيسهم حزوم الشلاش. في أراضي مشيمش من المدحتية. وهؤلاء (كروية) وأختلاطهم قديم. ويتبعون البو حمد.
٥ - الدغيرات: من شمّر. يسكنون أراضي (بيرمانة) . رئيسهم حسين الشاطي. ويتبعون البو حمد.
٦ - البو عنّة: سادة رئيسهم السيد نواط وتوفي. والآن ابنه علي. أختلاطهم قديم.
٧ - خيكان. أصلهم من بني خيكان من لواء المنتفق. والغربي منهم رئيسهم كافي البنّاي وغازي الشطب. ومن أفخاذهم: (١) البو خريجة: رئيسهم كافي.
(٢) الزيارات: رئيسهم مطشر.
(٣) البو هليّل (الهلالات): رئيسهم غازي الشطب. وتسمى أراضيهم بأسم (خيكان) . ويتبعون البو حمد. والشرقي منهم رئيسهم عبادة الحسين. وليس لهم فروع. هؤلاء يتبعون البو محمد.
٨ - البو سلمان: من السادة الحسينية، يسكنون في أراضي هور حجاب، وفي المزيدية، وأراضي الباشية. ونخوتهم (اولاد حسن)، ويبلغون نحو ستمائة شخص. رئيسهم السيد كاظم ابن السيد حسين من آل حجاب. وتوفي والان ابنه السيد عبد. ويتفرعون الى: (١) البو سعبر. ومنهم: البو يوسف. في العوادل، والبو علي.
(٢) البو حمد.
(٣) البو حجاب.
(٤) البو حيدر. في هور حجاب.
(٥) البو فليح في المزيدية.
(٦) البو علي.
(٧) البو سوادي. في أراضي الباشية من المدحتية.
(٨) البو درويش.
(٩) البو محسن في هور حجاب.
٩ - البو طرخان: وأصلهم من الطفيل.
١٠ - البو علوان: في المزيدية. وهم من اليسار.
١١ - القراغول.
١٢ - الطريفيين: وهم جبور في المزيدية.
هذا. و(البو سلطان) ذكروا في المجلد الثاني من (عشائر الشام) . (١) ٢ - الجحيش من عشائر زبيد ومواطنها متباعدة تفرقت في أنحاء عديدة يكادون في كثرتهم يعدلون سائر عشائر زبيد.
١ - الجحيش في الحلة: هؤلاء رئيسهم نصر بن فيصل المغير النصر. ونخوتهم (جاحش) . متفرقون في مواطن عديدة. وكثرتهم بين الصويرة والمحاويل. ورئاسة الشيخ نصر عامة على الجحيش في الحلة والصويرة. ورد ذكرهم في حوادث سنة ٨٨٣هـ - ١٤٨٧م من تاريخ العراق بين احتلالين مما يدل على قدم عهدهم. وفروعهم: ١ - الفرج: فرقة الرؤساء. ويعدون أنفسهم أصل زبيد ويقولون (أصل زبيد حنّا يا الفرج) أي نحن أصل زبيد.
(١) البو موسى: الرؤساء ومنهم: البوغنّام، والبو عرار، والبو سعودي.
(٢) البو عجي: رئيسهم سلمان الداود، في أراضي الحرية من الصويرة وفي المحاويل. ونخوتهم (اليتامى) والعامة (جاحيش) . ومنهم: (الرويزات) رئيسهم فزع بن عويد. وهم: (البو جعفر) أو (البو جعيفر) . رئيسهم معادي الكاظم، و(البو رمضان) . رئيسهم فزع بن عويد، و(الزريقات) . رئيسهم علوان الخضير. و(البو مساعد) رئيسهم مكطوف العيد، و(البو عبود)، و(البو خليف) . ومنهم: (البو حماد): رئيسهم سلمان الداود أيضًا ومن هؤلاء (العميشات) رئيسهم حمزة الابريسم. ومنه علمت التفريعات في ٢٦تشرين الاول سنة ١٩٣٥م. و(المحلّي) سلمان الداود رئيس الكل، و(البو خلف) رئيسهم علي الفهد، و(البو زامل) رئيسهم علي الدخنة، و(البو ردن) رئيسهم حمزة بن فنيخ.
(٣) الغرّان: رؤساؤهم عزيز بن باضي بن كمش وكاظم الابراهيم. نخوتهم (زناوور) والعامة (جاحش) . وهم في المحاويل وفي أراضي الحرية من الصويرة. ومنهم (الفرج)، و(البو محمد) رئيسهم عزيز الباصي، و(البو حسون) رئيسهم كاظم الابراهيم، و(الشهوان)، و(الفريجات)، و(نفس الغرّان) .
(٤) الجحيشات: رئيسهم محمود المجيد والآن ابنه عبد الله وهم في الحرية (مجاورة للسيافية)، وفي أراضي جويميسة. ويرجعون الى الغرّان. ومنهم من يجعلهم فرقة قائمة برأسها. وهم: (البو ناصر) رئيسهم سلمان الحريش، ومنهم في قضاء الخالص، و(البو زعيب)، و(البو نويصر)، و(البو حمادي)، و(البو عز الدين) رئيسهم شرجي السليمان. و(البو شيخ) فرقة الرؤساء. وهذه الفروع مختلطة ومعهم جنابيّون من النوافلة.
(٥) الدويجات: في الصويرة. رئيسهم سعود المحل. ومنهم من يعدهم من البو كليب. وهم: (بو جميل) رئيسهم خميس العودة وفضالة المطر، و(بو ويس) رئيسهم حسين العيدان، و(بو علي) رئيسهم عبيد المطلك.
(٦) الدواغنة: رئيسهم عطية البحت. وهم في الاصل من الغرّان فأستقلوا بفخذهم. ومنهم: (الدباعنة) رئيسهم كايم بن علي. و(البو حريّب) رؤساؤهم رشيد الحسين وعطية البحت وحسن السرحان.
٢ - (البو كليب): ومن هؤلاء: (البو موسى)، و(البو عجي)، و(الغرّان) .
ثم استقل كل فرع فصار لوحده.
٣ - البو نعيم: نخوتهم (جلاعيد) ورؤساؤهم عبد الحمزة وحسين الميدان. يسكنون في أراضي الشحيمية التابعة لقضاء الصويرة. ويرجعون سادة من النعيم. ومنهم: (النوافل) الرؤساء. و(البو جبيل)، و(البو بهلول)، و(البو شاطي) .
٤ - البو صالح: رئيسهم محمد بن حرامي الفنطل. ونخوتهم (دارم) يرجعون تميمًا. في زوية برينج من الصويرة. ومنهم: (البو محيسن)، و(البو حمزة) .
٥ - الجلابيون: وهؤلاء يعدون من البو سلطان ونخوتهم تعلن انهم من الجحيش. والظاهر انهم عاشوا مع البو سلطان مدة فصاروا يعدون منهم. نخوتهم (جاحش) ورئيسهم جودة العجم ... وأصل نخوتهم الخاصة (جلبي) . يسكنون في النعمانية في هور السيالة، وأبو جاموس. وهم: (١) البو وليد: رؤساؤهم فارس الخليف العلي، وشهاب الطينة، ومنهم: (البو غنيمة)، و(البو منصور) .
(٢) البو عيسى: رئيسهم نايف الجالي. في مقاطعة أبي جاموس ومنهم: (الكنيات)، و(البو شيبان)، و(البو موسى) .
(٣) البو ناجي: رؤساؤهم حمزة الفرحان وعيدان السرحان. وهم في البغيلة (النعمانية) ومنهم: (التويم) و(البو نايف) .
(٤) البو راشد: رئيسهم جودة العجم. والآن في (النعمانية) . ومنهم: (السهيلات)، و(بو رملة)، و(نفس البو راشد) .
ومنهم في (أبي صخير) يقال لهم (الجلابات) رئيسهم حاجي كاظم، ومنهم في النجف يعرفون بهذا الاسم، ومنهم في كربلاء رئيسهم شعلان، ومنهم في (أبي غريب) يقال لهم الغريباويون أو (النويم) . يدعون أنهم من البو سلطان. وتغلب عليهم نخوة (جلبي) . ومنهم: (البو صالح)، و(البو نعيم)، و(البو خضر) .
(٥) البو عامر: رئيسهم كاظم السلمان. تحت سلطة الشيخ عجيل باشا. وكان الرئيس العام.
هذا ما علمته من حمزة الابريسم في ١٦نيسان سنة ١٩٣٥م ومن عزيز الباصي وغيرهما في اوقات مختلفة. وتساكنهم عشائر أخرى. ومنهم من يعدّ من الجحيش فرقة من (الدليم) تساكنهم، وليس بصواب ورئيس هؤلاء عزيز العلكم. ومنهم (العاصم) ورئيسهم محمد السعود الصنيع و(الصياح) رئيسهم عزيز أيضًا و(الغميشات) رئيسهم عجيل بن فضالة.
عشيرة البطة
هؤلاء غنامة وينتمون الى الجحيش، وينتخون ب (جاحش) ورئيسهم مطلك الصالح يدعي انه من العزة من البو محمد من البو بكر. وهم في أراضي سمره في الجانبين منها. ومن رئيسهم علمت بالكثير. وفروعهم: ١ - المشّاك: رئيسهم ياس الدرويش.
٢ - البو محمد. الرؤساء. رئيسهم عيدان المحمد الهومي.
٣ - البو مال الله. رئيسهم مسلم المحمد.
٤ - البو والي: رئيسهم مطلك الصالح.
ومنهم من يعدّهم من العشائر المتحيرة.
٢ - الجحيش في الموصل: وهؤلاء لا يشتركون مع جحيش الحلة لا في الفروع ولا في العوائد لبعد الانفصال وقدم العهد. ويشتركون في الزبيدية والنخوة.
وقسم كبير منهم يقيم في أنحاء تلعفر، وفي سنجار، رئيسهم احمد ابن طه والآن ابنه ابراهيم الاحمد، ومحمد الاحمد الخضير، وابراهيم الشهاب. وهؤلاء أولاد عمّ. يقيمون في أبي ماريه، والبوغه، وأبي ونى، والمالح، واشكفت من تلعفر، والشور، وكرشبك، وجاير كل محمه في سنجار ومنهم في سورية في أطراف الحسجة والقامشلي. ونخوتهم (جاحش) ويبلغون نحو ألف بيت.
وفرقهم: ١ - العيسى: وهؤلاء يتفرعون الى: (١) البو شيخ: ومنهم: البو محمد، والشروان، وابو رمضان، والبو خالد.
(٢) البو سالم: في تلعفر وفي كهبل من سنجار، ورئيسهم احمد المحمد ومنهم: البو حسنة، والبو هلال، والبو سماك، والبو عبود الزيدان، والبو عبد الكليب، والبو فرات الكليب، والبو سلطان الكليب، والهلّوم، والبو لهيمد، والبو عمر، والبو فياض، رئيسهم احمد المحمد، والبو عايد رئيسهم حبيب بن محمد الصالح.
(٣) البو زعيري.
(٤) البو صبيح: رئيسهم ابراهيم العمر. في تلعفر في أبي كلّه (بتفخيم اللام) . وفي الموصل منهم بيت كشمولة. ومن البو صبيح: البو محمد، والبو كصب، والبو كريوي، والدريد.
٢ - الفارس: رئيسهم محمد الاحمد ويتفرعون الى: (١) البو رجب: رئيسهم حميد ابن الحاج محمد. في الشيخ محمد من الموصل.
(٢) البو جحيش: رئيسهم احمد المطرود في عين زالة.
(٣) البو ذياب الحسين. رئيسهم محمد الحميد. في سنجار.
(٤) البو عساف الحسين: في تلعفر في أبي ماريه. رئيسهم ابراهيم اليوسف.
(٥) الحمد الحسين: منهم في تلعفر ومنهم في سنجار. والرؤساء في البوغة وقسم منهم في سورية.
(٦) العوجان: في تلعفر في الجلبارات. ومنهم: المفاتحة: رئيسهم حمدون الزيدان، والبو دلّو: رئيسهم علّو العبّار، والضامن: رئيسهم شيخ سلمو.
(٧) المنصور: في تلعفر.
(٨) الناصيف: في تلعفر.
(٩) الجردان: في تلعفر. وفي الكوتان من سنجار. رئيسهم الحاج حسن الساير.
(١٠) العزّام في سنجار. ويرجعون الى طيء. وهم أخوة الفرهود ومنهم: البو وليد. رئيسهم احمد كان. والمحمود: رئيسهم خضر ابن الياس. ويسكنون في الكولات (بتفخيم اللام) من سنجار.
(١١) النّعيّم: في سنجار في عردان. رئيسهم محمد الاسماعيل.
(١٢) السائر.
(١٣) الملالي.
ومنهم من يعدّ (البو متيوت) من فروع (العيسى) . ومنهم من يجعلهم حلفًا للجحيش، فرأينا ان نفردهم.
أما (جحيش) الشام فأنهم مجموعات متفرقة (١) .
والمسموع ان فرقة (الصليبي) في المركدة من الخابور منهم. وكذا منهم (البو عليان) . والجحيش من زبيد الحلة منهم من فرقة البو حمد الحسين.
٣ - البو متيوت
عشيرة قائمة برأسها سواء عددناها من الجحيش رأسًا من فرع (العيسى)، أو اعتبرناها من الاحلاف، فهم متصلون بلا ريب. فالعلاقة مشهودة، وظهرت الصله في حوادث عديدة. فهم معروفون بالشجاعة والزراعة. يتنخون (عذيجه) . وهي أمهم. يرأسهم حمود الهيجل واحمد الهيجل. ومن رؤسائهم صالح الحبو، وخلف الحاج محمود، وجار الله العيسى، واولاد بللو، وحميدي العيد ويسكنون في أنحاء سنجار في حدود اليزيدية. ونخوتهم العامة (جاحش) .
وذاع ذكرهم ورددته الصحف بواقعة ٥آب سنة ١٩٤٦م. وهذه الحادثة مؤلمة جرت بينهم وبين عشائر شمر، فكانت القتلى من الجانبين كبيرة. وكان أملنا أن لا يقع بين عشائرنا أمثال هذه. مال اليزيدية، والجحيش الى البو متيوت، والى شمر عشائر شمرية أخرى.
ثم انتهت بقرار المحكمين باخذ تعويضات من عشائر شمر، وكفالة من رؤساء الطرفين رؤساء الجحيش الذين اشتركوا في جانب البو متيوت. ولا أثر لذكر اليزيدية (١) .
ويعدّون نحو ٥٠٠ أو ٦٠٠ بيت. وكلهم في سنجار. ومن فروعهم ١ - البو خليفة: (١) السجر.
(٢) الشبل.
(٣) الشاوش.
(٤) الجمعة البكر.
٢ - المرعي.
(١) البو غلوم.
(٢) البو سليمان.
(٣) الحارث.
(٤) العبد الحسن.
٣ - البو مزيدة.
(١) الحسين الدرويش.
(٢) المحل.
٤ - البو عليوي.
(١) الكنو.
(٢) البو شبوط.
٥ - الدوخية: (١) العيسى المحمد.
(٢) البو فرج.
(٣) المصاليخ.
٦ - البو صبيح: يشتركون مع الجحيش في هذا الفخذ مما يدل على الاختلاط.
(١) البو سلوم.
(٢) شلاهمة.
(٣) البو علي.
(٤) البو دوغان.
٧ - الهيجل:
٣ - السعيد
هذه العشيرة من عشائر (زبيد) . جاء ذكرها في مؤلفات عديدة، ووقائعها وردت في تاريخ العراق بين احتلالين. نعيش كما تعيش عشيرة البو سلطان ولم تكن تابعة لرئاسة عامة، ولا منقادة لعشيرة زبيدية أخرى.
والمحفوظ أنهم أقرب الى المعامرة والبو سلطان. وبينهم وبين رؤساء عفك خؤولة، فأن الحاج مخيف رئيس عفك سابقًا خال الحاج الشيخ مظهر الصقب (الصكب) رئيس السعيد. يسكنون بين عشائر عفك، والاكرع في أراضي الدغارة، يزرعون الارز والحاصلات الشتوية، ومنهم من يقتنون الابل والغنم. ونخوتهم العامة (با سعد)، ونخوتهم الخاصة (اخوة سته) والمحفوظ أن أصل سكناهم (بكعة)، ولا يعرف بالتحقيق تاريخ نزوحهم الى العراق ومنهم في الشام (١) . وسماهم (بني سعيد) لا (السعيد) . وهم عينهم من عشائر زبيد المعروفة. والارجح أنهم وردوا العراق من الشام، وفرقهم: ١ - آل راشد: فرقة الرؤساء، ورئيسهم الشيخ مظهر الصكب ابن كربول بن طعمة بن راشد. ومن هذا تفرع الفخذ. وصار الشيخ مظهر نائبًا مرات. وتوفي في ١٠ أيار سنة ١٩٤٦م وكان أخوه الشيخ شمران من الرؤساء المعروفين وتوفي في آب سنة ١٩٤٦م وكان ولى رئاسة السعيد بعد وفاة أخيه ورؤساء السعيد اليوم الشيخ زيدان المظهر الصكب وهو الرئيس. والشيخ عثمان الحاج شمران، والشيخ حامد الحاج مظهر.
وآل راشد يقال لهم الرواشدة ويتفرعون الى: البو راضي، والدهامشة، والطرامشة.
٢ - بو جمعة ويتفرعون الى: (١) بو علاّن.
(٢) بو بدر.
(٣) العزّام.
(٤) الغرير.
(٥) نفس البو جمعة.
٣ - الشجير: ومن فروعهم: (١) النشاشلة. وفي (قلب الفرات الاوسط) عدّ منها الرواشدة والبو عبيد. وذكر من البو عبيد: البو سلمان، والبو معلّي، والبو فراس، والبو برك، واليسارات.
(٢) النوافلة.
(٣) بو كضيب. ويتفرعون الى: الحمدان، والبو جريم، والبو كشاش.
(٤) بو عراك. ويعدّون من بو كضيب.
(٥) نبايزة. من بو كضيب.
(٦) البو سعيد. ومنهم الحجاج، والبو عبد علي.
٤ - النوافع.
٥ - المغربين.
٦ - بنو سعد.
٧ - البو حبة.
هذا والرؤساء لا يتصلون بفرع من هذه الفروع، وأنما هم فخذ قائم برأسه. ذكر لي المرحوم الشيخ مظهر الصكب. ونشير هنا الى أن ما ذكرته (المس بل) عن كل فرقة وفروعها كان غير صحيح. فانهم سراكيل، أو رؤساء زراعة فلم يكونوا رؤساء حقيقيين. ولم تذكر فخذ الرؤساء وأوردت من فروعهم (آل حميد) والحال أن هؤلاء من عشيرة الحميد أو فخذ من الجحيش لا من السعيد، وذكرت (البو حية) مع أن هؤلاء سادة، ولم يكونوا من السعيد، كما أن أهل الصبخاية تبع لهم ولم يكونوا منهم ... وفي (قلب الفرات الاوسط) الفرق الاربع الاخيرة والتفريعات مختلفة فأشير اليها (١) .
كل هذا تحققته من نفس العشيرة رأسًا. ووقائعهم التاريخية ذكرناها في تاريخ العراق بين احتلالين.
والسعيدات في جانبي نهر ديالى، وفي الخالص يعدون من السعيد ولا يتكون منهم مجموع كبير.
والسعيد: (في المحمودية) رئيسهم أحمد السعيد. ونخوتهم (با سعد) .
ومنهم: بو جمعة. الرؤساء، والبو شجير، والنشاشلة، والعكابات. ومنهم في الكرادة الشرقية. والحميدات: ومنهم في أبي جسرة (با جسرا) . والبو حمزة: في نارين في قرية بلاط الصغير والكبير، ورئيسهم علي ابن حسين. والبو بدر. والعزام: منهم في ناحية الاسكندرية. والبو سعيد. والبو طعمة: في العبارة وابي جسرة ونارين، رئيسهم حسن بن كنو. والعبد الله في نارين أيضًا. والبو كضيب، والبو عراك.
ومن مقابلة هذه الفروع بأصل أفخاذ العشيرة نتبين القربى القريبة.
ومن العشائر الزبيدية: ١ - زبيد آل فليت.
٢ - زبيد البو جمعة وهؤلاء يساكنون الاكرع، وهم حلف لآل حمد من الاكرع.
٤ - عشيرة بني عجيل من العشائر الزبيدية والمسموع انها من (العزة) وكانت سكناها معها، والبو دوري منها في العزّة. وفي رحلة المستر رج ذكروا مع العزّة سوية (١) الا انهم كانوا معروفين بعشيرتهم. وأكّد لي المرحوم عمران الزنبور قرباهم للعزّة. وهو رئيسهم وتوفي سنة ١٩٣٣م أو ما يقارب هذا التاريخ وخلفه ابنه عيسى ... نخوتهم (أولاد منصور) ويسكنون في جويسمية من أراضي الحرية والرحمانية من الصويرة، والديوانية من الصويرة وفي الحيدرية. والنخوة العامة (جاحش) . ويقال ان الغرّان منهم أو أنهم من الغرّان وفرقهم: ١ - المصاليخ. (البو محمد) رئيسهم حسين المهيدي السلمان. والان محمد بن صالح المهيدي. وهم في جويميسة ومن فروعهم: (١) ميلاج. رئيسهم جويد بن جسام.
(٢) الشريمات.
(٣) البو عكول.
٢ - البو غنيمة: رئيسهم عبيد بن دفار الضاحي الحسين وحسين الندة. في مقاطعة الرحمانية من الصويرة وفروعهم: (١) البو مديلج. ومنهم بيت ضاحي.
(٢) البو سالم. حسين الندة.
(٣) العجيليون. يرأسهم عبد الحسن ابن الحاج عداي وعبد الكريم الفارس.
(٤) البو عبد.
٣ - البو سهيل. ويرأسهم عباس العودة وعبد العزيز الحمزة. وفروعهم
(١) بيت كمير.
(٢) البو هليل.
(٣) البو نجم.
(٤) البو سلامة.
٤ - البو عبيد. رئيسهم حسين الهويجل والآن محسن الحسين. وهم في الديوانية من الصويرة.
(١) بيت فنطل.
(٢) بيت العاكول الرؤساء منهم.
٥ - البو عبد الجادر. رئيسهم كاظم الظاهر.
٦ - الحضاريون. ونخوتهم (جاحش)، و(حمير) . رئيسهم محمد الداود. وهم فخذ واحد، يسكنون الدرعية من ناحية سلمان باك ومنهم مع بني عجيل في أنحاء الصويرة في أراضي الغنّامية المجاورة للرحمانية قرب الصويرة. ومنهم في الجزيرة رئيسهم خليبص العبد الحسن.
٧ - البو خليف. ورئيسهم حاتم العمران الزنبور. في الجزيرة. ترأس عليهم.
٨ - الكرارصة. رئيسهم حمزة المحمود.
٩ - البو خميس. رئيسهم الحاج سالم ابن الحاج محمد الحسوني.
تحقّقت من هذه العشيرة من أحد رؤسائها عباس العودة في ٢٥ ايلول سنة ١٩٣٦م. وجاء ذكر هذه القبيلة في سياحةنامهء حدود. وفي وقائع تاريخية وفي رحلة رج.
٥ - المعامرة
من زبيد. رئيسهم عبد الله بن هزّاع المحيميد وتوفي. والآن رئيسهم ابراهيم الهزاع المحيميد من بيت فيحان. يسكنون المحاويل والمسيب مع الجحيش والحرية المجاورة لاراضي السيافية. نخوتهم (اخوة سلمة)، وهم زبيد. ونخوتهم العامة (حمير) و(زبيد) ولكن نخوة العشيرة (عامر) . وفرقهم كثيرة ومتداخلة بحيث استقل بعضها عن بعض. ودخلهم غيرهم.
١ - البو شريعة.
(١) البو خضر. الرؤساء من بيت فيحان. يسكنون النيلز
والاولى أن يلاحظ تعديل الخطة، لان هؤلاء استأثروا بالارضين لانفسهم. ويلاحظ وجوب اصلاح ذلك. وكذا في التوزيع الجديد يجب ان نراعي فيه الامور التالية: ١ - تحديد ملكية أصحاب اللزمة الكبيرة.
٢ - عند تعذر ذلك أن يحدد ما يأخذه صاحب اللزمة من غلة بأن يكون لهم العشر لا أكثر في الاراضي السيحية، أو لا يتجاوز ما يأخذه الميرى من ضريبة.
٣ - أن تقلل الحكومة من ضرائبها فلا تتجاوز بها العشر.
٤ - أن لا يخرج الفلاح من أرضه ولو لم تكن له (لزمة)، لمنع الاستئثار والتحكم. وأكثر ما يهرب الزرّاع التحكم من صاحب الارض. وأخراج هؤلاء لا يقبل الا بتحوطات ادارية شديدة.
٥ - أن يكون الترتيب عامًا شاملًا في المشاريع الجديدة والقديمة. وبذلك يزول التحكم ويقلل من هذا الاستئثار ويرفع الحيف. ليتنعم الفلاح بنتائج عمله.
ومن هذا كله يتجلى بوضوح أن نظم البدو سائرة الى الزوال. والضرورة تدعو الى التعجيل بازالتها وتسهيل أمر الميل الى الارياف في اصلاح شؤونها. وعندنا العشائر البدوية قليلة جدًا وهي شمر وعنزة والضفير وقلّ غيرها. وبعض المشاريع الزراعية أو حفر الآبار الفنية (الارتوازية) يجعلهم أهل ارياف بميلهم الى الزراعة. والاصلاح يراعى فيهم رأسًا على أن تتخذ التدابير اللازمة مما أوضحت في الارياف من المعايب. وأن يخفف في الوسائل الاقتصادية ويرفه بما ذكرت من الاسباب فتحول الاوضاع الاجتماعية. والملازمة مشهودة.
وأرى نجاح التحولات الحديثة والمستقبلة في أن تمضي بسرعة لتحقيق الاصلاح. والاولى أن تلغى هذه النظم الجائرة للبدو وأهل الارياف الذين قبلوا التعديل في أنظمة البدو، فالعرف العشائري في الخصومات ومراعاة قانون العشائر مما تجب ازالته، أو أن يبقى محصورًا تحت دائرة ضيقة وهي (المنازعات الكبرى) بالرجوع الى التحكيم ...
وأقل ما في قانون العشائر انه لم يجعل للدماء حرمة، ولا للاموال صيانة سواء في تحديد المسؤوليات أو تعميمها. ووحدة الامة في وحدة قوانينها أو أن القوانين ظاهرة المجتمع في حالة وحدته أو تفرقه. والبدو عندنا قليلون. والمسؤولية العامة لجأ اليها البدو من جراء عدم السلطة وفقدانها كتدابير لمنع الاعتداء. ولما كان أهل الارياف في عداد أهل القرى فلا يختلفون عن أهل المدن في تطبيق القوانين المدنية.
وانني اوسعت القول في عرف القبائل وقانون العشائر في مكتاب عشائر العراق (١) . وليس من الصواب ايداع مثل هذه الامور لغير أهلها. وأهلها الحكام المدنيون. والبدو في ميلهم للزراعة لا يختلفون عن اهل الارياف. واصلاح الحالة الاقتصادية مؤثر في حاضرهم ومستقبلهم. ولا تكفي المدارس، ولا اعداد ما يلزم للمعرفة بل الحاجة ملحة في تقديم رقوق سينمائية، وراديوات فتوضع في أماكن عامة وسيارة، مع خزائن كتب سيارة ... وطرق الاصلاح الاخرى معلومة.
والعمل الاجتماعي العظيم الفائدة يجب أن يكون مصروفًا الى حلّ (المشاكل الزراعية) في الارياف، أو الاكثار من التدوينات في المشهودات على أن نتثبت من صحتها، وندقق آمالهم وآلامهم من طريق الاختلاط بهم سواء في مهمة انتقال البدو الى الارياف، أو الوقوف على حالات الارياف.
ومن أهم ما يوصلنا الى معرفة الاحوال الاجتماعية زيادة الاتصال (بالآداب البدوية) من جهة، ومراعاة التوغل في (الآداب الريفية) بأنواعها.
فانها تبصرنا بالحالات النفسية الكثيرة، وتؤدي الى الوقوف على روحية العشائر. وليس المحل محل بسط ولكنه يعدّ من أجل المصادر للمعرفة. وفي وقائع تاريخهم المنوعة المختلفة أمثلة على ذلك.
وإلاصلاح الاجتماعي تابع للمعرفة الحاضرة المتصلة اتصالًا مباشرًا بالمجتمع العشائري ومن هذا نرى التفاوت الكبير بين البدو وأهل الارياف. وندرك الحاجات وما يعانيه الزراع. وطرق المعرفة لا تحصى وكنت قلت في كتاب عشائر العراق سنة ١٩٣٧م:
«ومباحث العشائر، واصلاح شؤونها، وملاحظة نواحي ادارتها، وتربيتها، ورفاه حالتها، وخصوماتها وآدابها، وتطوراتها بقصد تأسيس ثقافة سليمة، وآداب نافعة، وادارة صالحة، مما يجب أن يراعيه الاجتماعي، أو من يعنيه صلاح هذه المجموعة الكبيرة بأن ينظر الى شؤونها كافة، ووسائل اصلاحها، وتنظيم جماعاتها، والطرق التي ترفع مستواها الى آخر ما يتحتم الالتفات اليها بأستطلاع الآراء من كل ناحية وصوب حتى تتكامل المعرفة، ومن ثم يعرف ما يستقر عليه حسن الادارة. وهناك تأسيس الحضارة ...
ولم يسبق لنا اشتغال بسعة في هذه المباحث واننا لم نعهد الافتكار بها، وعرضها على النقد، ولا استطلعنا الآراء في موضوعها، أو الالتفات اليه بعناية زائدة الامن نفر قليل، لا تتناسب مباحثهم وأهمية هذا الموضوع..» وذكرت تلقي البدو، ورأي الحضري، ووجهة الاجنبي في العشائر «.. وقلت:»اذا كانت العشائر بهذه الروحية، وتلك النزعة، وعلى هذا النمط من الحياة الاجتماعية والادبية ... فما الذي يجب ان نراعيه في صلاحها، ووحدتها، أو تسييرها؟ وما هي النواقص الطارئة؟ وما العمل المثمر؟ للوصول الى الاصلاح؟.
ومن ثم بدأ وظيفة الاجتماعي، أو المربي، فتستدعي حله أو تسترعي نظره وفي عملنا هذا تسهيل مهمته ... وتعيين الوضع الصحيح حذرًا من أن يغلط المتتبع في نتائج كلها أو اكثرها عثرات ... ولا أريد بالاجتماعي الفرد واختباراته الخاصة ... " انتهى ما قلته (١) .
وبعد أن عينت المهمة واقترحت ما اقترحت قبل نحو ١٧ سنة سرني في هذه الايام أن ظهرت قيمة أشتغالي، فتوجهت الفكرة الى العمل الاصلاحي الكبير في هذا المؤتمر الموقر وصارت تدقق المناحي الاجتماعية من أساتذة أكابر لهم الخبرة الكاملة لتسهيل هذه المهمة. ولم أكتف بالعشائر البدوية. وانما كتبت في العشائر الكردية مجلدًا، والعشائر العربية الريفية مجلدين. ولاتختلف العشائر الكردية كثيرًا عن حياة الارياف العربية.
كل هذا ليتمكن الاجتماعي من تطبيق مناهجه التي اختطها للاصلاح بعد الوقوف على الاوضاع. ولاشك أن الامكانيات متوقفة على الرفاه الاقتصادي ليتيسر الحصول على المهمة الاجتماعية. ولا يكفي عمل الدولة. فان رفاه الارياف أعظم مساعد والملازمة أكيدة. ومن ثم تشترك الامة في القيام بالخدمات الاجتماعية، ولا نرى صعوبة في العمل. ومن المطالب العامة: ١ - الثقافة: البدوي عارف بحاجاته. ويفيد التبصر بما يلزمه اكثر. والثقافة يجب أن تكون من هذه الطريقة.
٢ - الصحة العامة: التوجه الى العبادة الحقة مما يؤدي الى النظافة وتقلل الامراض. والتشكيلات الصحية مفقودة نوعًا.
٣ - التوجيهات القومية والشعور المشترك.
٤ - القيام بالمهمات الاقتصادية.
٥ - الحالات التعاونية: وهذه شديدة وتحتاج الى توجيه.
٦ - المجتمعات والاجتماعات.
٧ - ادارة العشائر: من أعوص الادارات، وتحتاج الى قدرة مكينة.
٨ - عقيدة المجتمع: بسيطة الا أنها في ضرورة الى الاصلاح.
٩ - العرف: مبناه التكاتف على الخير والشر. ويجب أن يصرف الى الخير.
١٠ - الاموال والممتلكات: ومن أهمها (الارضون) . وغالب المنازعات عليها ومن أجلها ... والمشاريع المهمة تنجلي بالحاجة اليها بوضوح.
١١ - الزراعة والمغروسات: وهذه أصل مهم في موضوع الارياف.
١٢ - القنص والصيد.
١٣ - اللباس والمسكن.
١٤ - الافراح والاحزان.
ولكل من هذه شأنه في الحياة الريفية. وله بحثه الخاص من وجوب العناية به في الدراسات الاجتماعية. وتعاون العشائر في الموضوع له قيمته. وكل ما في العشائر يحتاج الى توجيه وتنظيم ليكون اداة صلاح وخير ممن يتعهد الامر أو ممن كان واجبه ذلك. تكلمت في غالب هذه المباحث في عشائر العراق وعينت ما كان مألوفًا. ووظيفة الاجتماعي التوجيه والتدريب.
وواجب الدولة تسهيل مهمة الاجتماعي والقيام بتنفيذ وصاياه والاّ كان الاشتغال عبثًا. أو يعود مشغلة. وان الرعاية الاجتماعية والانعاش كل هذا يتم بالتعاون بين الدولة والامة في تنفيذ الرغبات الاجتماعية الحقة.
ومن المهم الالتفات بعناية الى (قانون التسوية) والاخطار العظيمة التي نجمت منه، والمبادرة الى لزوم أصلاحه وتعمير ما خربه والعناية بالغرس وانه أجل واسطة الى الاستقرار وتكوين (القرية) الا أنه لا يخلو من اجحاف كبير وتحكم عظيم ... فتهم المبادرة الى تلافي اخطاره ... اه.
وأرى في هذا ما يعين الاتجاهات وطرق الاصلاح باجمال ليكون البدوي من أهل الارياف. ولا شك أن هذه تابعة لما يحوطهامن الامكانيات وما يعترضها من حالات، أو ما يدعو للاخذ من وجوهه.
العشائر القحطانيّة
او الزبيديّة والطائيّة (وما يمتّ اليهما) هذه العشائر من القحطانية. قال أبن حزم في جمهرة أنساب العرب: «اليمانية كلها راجعة الى ولد قحطان. ولا يصح ما بعد قحطان.» اه.
وكثرة القحطانية في شمالي بغداد، وقلّ من كان منها في الجنوب وفي الغالب لا يتجاوز لواء الحلة ولواء الديوانية. ويمتد أنتشارها الى الموصل، وما والاها. ولا نعلم العشائر خالصة للقحطانية دون أن تساكنها عدنانية. فأن بني تميم، والجميلة، والمجمع، والكرويّة، وربيعة ... عاشت مع القحطانية محافظة على كيانها ونسبها كما أن قحطانية كثيرة عاشت مع المنتفق، وربيعة ولا تزال معروفة بالقحطانية.
والقحطانية - في مواطن كثرتها - معتزة بلغتها وبآدابها العامة، وبنخوتها، وسائر أحوالها. وبهذه تختلف عن العدنانية في كثير من عاداتها. وربما تشترك معها العدنانية المتصلة بها. وقلّ أن تمتاز بخصالها الخاصة. فالبيئة أثّرت فيها، وأنستها بعض ما عندها مما هو مشهود في مواطن كثرتها. والجيوش الفاتحة في صدر الاسلام كان يغلب عليها القحطانية.
ولا ينكر أن العادات القديمة، واللغات السابقة الموروثة لمن كان قبل هؤلاء أثروا، واقتبسوا الكثير منها بعامل الاختلاط ونذكر أولًا العشائر الزبيدية، ثم نتلوها بالعشائر الطائية. وهكذا ما يتصل بكل منها من عشائر فتكونت لنا مجموعات كبيرة.
العشائر الزبيديّة
من عشائر العراق المعروفة بكثرتها ومكانها، وهي من العشائر القحطانية. منتشرة في مواطن عديدة وتاريخ ورودها الى العراق يرجع الى أوائل الفتح الاسلامي. وكان لها الاثر البليغ في الفتح على يد رجالها. توالت في ورودها ولم تنقطع. ولا تزال بعض أصولها أو عشائرها في جزيرة العرب. وأنتشرت في الاقطار الاخرى في بلاد الشام وفلسطين ونجد ومصر. وفي الغالب نرى العشيرة وفروعها الكبيرة منتشرة في نجد والعراق أو مواطن أخرى من الاقطار العربية. جاءت مع الفاتحين الاولين، وبقيت منها بقايا في مواطنها الاصلية، أو أمكنة قريبة أو بعيدة بحكم مقتضيات حياتها من أقتصادية أو اجتماعية، ومن ضيق أرض ... فركنوا الى اخوانهم في الاقطار القريبة. ورأوا من جراء الصلات القومية ترحيبًا كما كانوا قوة مناصرة.
ورد العراق الامير عبد الله بن جرير البجلي بقبائله بجيلة ومذحج ومنها زبيد. وكانت الامارة العامة لابن جرير كما ان رئاسة زبيد كانت لعمرو بن معد كرب، فشوهد لهم الاثر المحمود في الفتوح الاسلامية الاولى، ووقائعهم مدونة. ولا يزال يردد المؤرخون أخبارهم، وخدماتهم للاسلام في أستقرار فتوحه في مختلف الصفحات التاريخية المجيدة.
وهذه العشائر لحقتها تطورات عديدة، وبطول الزمن تبدلت فأصابتها تحولات لا تحصى، فأكتسبت أسماء جديدة أو ذابت في المدن. ويهمنا منها (عشائر زبيد) الحاضرة اذ لم تعرف اليوم بجيلة ولا مذحج. وبين العشائر الحاضرة من كان نزوحه الى العراق متأخرًا، والقديمة تفرّق غالبها وأنتشرت في مختلف الانحاء العراقية، والاقطار الاخرى. ولا يكاد يجد المرء صلة بين بعض عشائرها لكن الصلات لا تزال مشهودة من نواح عديدة، تؤديها النصوص التاريخية، ويقطع بتلك القربى، فلا ينكر أمرها، ولا يستراب فيه. ولا يكفي هذا دون أن نورد النصوص في توزع هذه العشائر، فينقشع التوهم، ويزول الابهام ... والاختلاف يرجع الى أننا عدنا لا نهتم بأمرهم، وان القواد الاكابر كانوا يسيرونهم نحو الوجهة الحقة فأهملت شؤونهم ... ومال الامراء الى ما مالوا اليه من تبعيدهم عنهم حذر أن يتدخلوا في الادارة أو السياسة.
والعشائر الزبيدية الحاضرة ذكرها المؤرخون بأعتبار أنها من نسل أولئك مراعاة لتلك الصلة. والتقسيم الى (زبيد الاكبر)، والى (زبيد الاصغر) قديم جدًا.
قال أبن دريد: (ومنبّه هو زبيد وزبيد تصغير زبد ... ومن بني زبيد عمرو بن معد كرب بن عبد الله بن عمرو بن عصم بن عمرو بن زبيد، فارس العرب أدرك الاسلام وشهد القادسية، ومات على فراشه من حيّة لسعته (١) .
وفي لسان العرب زبيد قبيلة من قبائل اليمن بطن من مذحج رهط عمرو بن معد كرب الزبيدي (١) .
قال الحيدري: (زبيد قبائل كثيرة البطون ... وحمائلهم أي رؤساؤهم «آل عبد الله». ومنهم «وادي بك» ... وكان أميرًا كريمًا وجوادًا. وله من مكارم الاخلاق والافعال والاقوال ما لا يسعه المقام وهم بنو منبّه بن مصعب بن سعد العشيرة ابن مالك «وهو مذحج» بن ادد بن زيد بن يشحب بن عريب بن زيد ابن كهلان من القحطانية وسمي سعد العشيرة لانه بلغ ولده وولد ولده مائة رجل يركبون معه فكان اذا سئل عنهم قال هؤلاء عشيرتي وقاية لهم من العين. ويعرف زبيد هؤلاء بزبيد الاكبر وهو زبيد الحار. وبنو زبيد ايضًا بطن من زبيد الاكبر بن منبّه الاكبر. ويعرف زبيد هذه ب «زبيد الاصغر». ومنهم عمرو بن معد كرب الصحابي «رض» ...) (٢) .من سعد العشيرة. وهم بنو منبّه الاصغر ابن ربيعة وآل عبد الله رؤساء عشائر زبيد في أنحاء الصويرة وهم من زبيد الاكبر وجاء عن زبيد في رغبة الأمل شرح الكامل لعامر بن الطفيل العامري من قصيدة:
تقول ابنة العمري مالك بعد ما ... أراك صحيحا كالسليم المعذب
فقلت لها همّي الذي تعلمينه ... من الثأر في حيي زبيد وأرحب
ان اغز زبيدًا اغز قومًا اعزة ... مركبّهم في الحي خير مركّب
وأوضح الشارح أن زبيدًا بالتصغير ابن صعب بن سعد العشيرة ابن مالك بن أدد وأوضح عن أرحب أيضًا وفي سلسلة نسبه خالف ما جاء في عنوان المجد الذي نقلنا منه. وفي القاموس زبيد كزبير بطن من مذحج رهط عمرو بن معد كرب. اه. (١) ولا يهمنا أن نكثر من النصوص التاريخية.
زبيد الاكبر
هذه العشائر متفرعة من العشائر السابقة، وتسميتها ب (زبيد) دون قيد قديمة جدًا. ولا تزال محتفظة بها الى اليوم. وجاءت كتب الانساب القديمة موضحة لها كما أن التواريخ المتأخرة ذكرتها مثل عنوان المجد، وأوضحت الصلة. وفي عنوان المجد أن زبيدًا قبائل وبطون كثيرة. وذكر أن (آل عبد الله) أمراء قبائل زيد الاكبر في أنحاء الحلة والديوانية.
وذكر أمارتهم صاحب (قويم الفرج بعد الشدة) أيام الوزير حسن باشا في حوادث سنة ١١١٩هـ. ولم ينقطعوا من هذه المواطن، بل تكاثروا، وزاد نفوذهم (٢) . وجاء في كتاب عشائر العرب للبسام: «زبيد بين الحلة والخزاعل. وهم ثلاث قبائل: الجحيش، والبوسلطان، والسعيد. شيخهم شفلح. والقول فيهم أنهم مآل الطالب، وعجالة الراكب، والبحر العذب للمسالم، والحرب العطب للمقاوم، ضدهم محزون، وعرضهم مخزون، لا تتبع أحلامهم الاهواء ولا تميل سفهاؤهم للادنى، كلهم أبناء كرام، ولا جرم أنهم أزكى فعالًا، وأصلًا وأقوالًا، وأقرى للحرب اذا نزلت عليهم، والمانعيها غير ثانية اليهم، فرسانهم ١٥٠٠ وسقمانهم ستة آلاف بلا كفاية.» اه.
كتب ذلك في مطلع القرن الثالث عشر. ولم يذكر بني عجيل، وانما كانوا مع العزة (١) . وشيخهم شفلح من (آل عبد الله) كما أن ابراهيم فصيح الحيدري ذكر من امرائهم (الشيخ واديًا) وأثنى على كرمه وعلوّ أخلاقه. وهو شائع الذكر يتفق بما قيل فيه من شعر عامي وفصيح. وفي (تاريخ العراق بين احتلالين) بيان وقائعهم.
وممن ذكر القبائل الزبيدية السيد رشيد السعدي، واثنى على وادي رئيسها، وقال: بلغ درجة حاتم، وكان يعد من ملوك العرب، وحصلت له هذه المنزلة بعد انقراض أكابر العبيد (٢) . ويريد بهم (آل الشاوي) في حين أنه لا مزاحمة بين العبيد وزبيد.
بيت الرئاسة: ان هذا البيت عرفت رئاسته من أمد بعيد جدًا. وفي أول القرن الثالث عشر الهجري اكتسبت مكانة رفيعة، وكلمة نافذة، وتوسعت سلطته ونفذت على العشائر الاخرى بحيث صارت تعدّ من عشائره. وان الدولة العثمانية كانت تحسب لها الحساب الكبير، وامتدّ نفوذها من بغداد الى حدود الخزاعل لا ينازعها منازع.
والرئاسة العامة في (العبد الله) . وهم الموجودون اليوم. استمرت فيهم ويتفرعون الى: ١ - البوخضر: وهذا من أقدم الافخاذ. والآن رئيسهم مهدي ابن جار الله
الفيصل وهم أولاد خضر بن عبد الله أصل الفخذ. ومنهم من يعدّ خضر بن حطاب بن عبد الله. يسكنون في طالعة شرهان من أنحاء الصويرة. وليس لهم سلطة على غير فخذهم، ومن فروعهم (ألبو كويطع)، و(البو هندي) .
٢ - الشفلح: وهذا كان رئيسًا معروفًا، وله سلطة واسعة النطاق. وهو شفلح بن شلال بن نجم بن عبد الله بن يوسف بن خضر بن عبد الله المذكور. وتوالت الرئاسة في أولاده. وهم هندي وحطاب ووادي وحمد وفحل.
ومن (هندي) تكوّن فخذ (البو هندي) . و(وادي) أشتهر كثيرًا، فأعقب (بربوتي) . وهذا خلفه في الرئاسة ابنه (رشيد) . ولهذا (الهادي) و(محمد) . والهادي قتل مع والده رشيد. قتله البو عيسى من البو سلطان سنة ١٣٢٥هـ. وقاتله سعود بن مخيف. و(حمد) أعقب (سمرمدًا) . وهذا له ابن اسمه (علي) أعقب (عجيل باشا) و(مزهر) بن سمرمد أيضًا. وهو الرئيس في هذه الايام. ولعجيل باشا حامد وغازي وعلي وهادي. وأما (فحل) فله مطلك. وهذا أعقب فيصلًا وطلالًا وأخوانهما.
٣ - الحطاب: فخذ معروف. وهو حطاب بن شلال النجم. واليوم منهم عبد علي بن مسرهد. ومن بيوتهم (بيت مسرهد)، و(بيت داود الفرمان) .
وهذه تفرعات أفخاذهم. ولا يهمنا الاستقصاء. وأرى في هذا كفاية. وان الرئاسة العامة فقدت من مدة فلا نتوغل في التوضيح.
وبيت الرئاسة في (العبد الله) وكانت الرئاسة قبل هذا في الجحيش في فخذ (الفرج) ولذا يقولون: «أصل زبيد حنايا الفرج، والباقي من هيت وعانة». أي نحن أصل قبائل زبيد، وأما الباقون فمن هيت وعانة أي أن الرئاسة فينا نحن آل فرج. ولهذه الشهرة والشيوع أصل تاريخي، وهو أن زبيدًا كانوا في أعالي الفرات في أطراف عانة وما فوقها كانت لهم وقائع مهمة مع طيء كما أشير الى ذلك في تاريخ العراق بين احتلالين (١)، والظاهر أن الوقائع توالت فمال قسم الى هذه الانحاء. ولا يزال يتكوّن فريق كبير من الجحيش في أنحاء الموصل ... وهؤلاء في نزوحهم الى هذه الجهات بقوا محافظين على رئاستهم لكثرتهم فغطت على الرؤساء القدماء من (الفرج) ... والا فلا نجد لهذا الشيوع ما يعوّل عليه تاريخيًا. ومن المحتمل أن الرئاسة كانت في الجحيش في فخذ الفرج، ثم صارت الى (العبد الله) .
لم نستطع أن نعرف جهات الاتصال بين هذا الفخذ (فخذ الرئاسة) وبين ما أشتقّ منه بأتقان لطول عهد الرئاسة، وعدم الحفظ لهذه الصلة. وهكذا يقال عن جهة القربى بين عشيرة وأخرى من عشائر زبيد. ولا ننسى أن زبيدًا أنظمت اليها عشائر أخرى اما للاعتزاز بها، أو للطمع والاستفادة من سطوتها وشهرتها، أو لاسباب أخرى. وقائعهم في تاريخ العراق بين احتلالين.
ذكر البسام ثلاثًا من عشائرها. وهذه اليوم كل منها استقلت بكيانها، وتعدّ كثيرة كبيرة، ولا تراعى علاقة الواحدة بالاخرى هذا مع العلم أن صيحة الجميع واحدة، ولا تسكت الواحدة عما يصيب الاخرى ...
وكلهم يعرفون الرئاسة العامة وانها في (آل عبد الله) الا انها اليوم لا تكاد تتجاوز حدود الاعتراف دون التدخل الفعلي، وان رئيس كل عشيرة أعظم نفوذًا من الرئيس العام. بل لا تنفذ الى البو سلطان، ولا الى السعيد.
١ - البو سلطان
عرفت هذه العشيرة من مدة ذكرها البسام. ونخوتها (فنوني)، ومنهم من ينتخي (زوبع)، وتسكن العوادل، والبزل، الظليمة، والصافي، والخميسية في أنحاء الحلة، وقسم منهم في نهر النيل التابع للمحاويل.
والرئاسة كانت للشيخ عداي الجريان، وفي أيامه أكتسبت هذه العشيرة مكانة مهمة. توفي في ١٧ آب سنة ١٩٣٥م وله ابن هو محمد الجريان. وخلفه في الرئاسة الشيخ نايف الجريان والمعروف اليوم ابنه الشيخ عبد المحسن وهو من الرؤساء البارزين صار نائبًا مرارًا. وأخوه الشيخ مكصد ابن الشيخ نايف الجريان. وكان من رؤسائهم الشيخ فارس الجريان وتوفي وله ابن اسمه غضبان توفي قبل بضع سنوات.
وفرق البو سلطان: ١ - البو محمد. ويتفرعون الى: (١) البو جاسم: رئيسهم نايف الجريان وابنه الشيخ عبد المحسن الجريان. وهم في العوادل.
ومنهم (المطرود) ورئيسهم الحاج عبد الحميد، و(البو دلي) ورئيسهم الحاج عاصي بن محمد، و(البو علي) ورئيسهم الحاج راضي، و(الملالي) ورئيسهم الحاج ناصر بن حسين، و(البرّي) ورئيسهم سلطان الجاسم الرحيم، و(الملحان) ورئيسهم رباط السلومي، و(الشبيب) وهم الرؤساء.
(٢) البو مساعد: كان رئيسهم معالي سلمان البراك وتوفي سنة ١٩٤٩م وهم في الشوملي، والعثمانية، وأم الورد، وأم الفلفل، ومنهم: (الجريّات) ورئيسهم مخيف العويّز، و(الكوّام) و(الطريمش) و(الغدينات)، و(البسات)، و(البو مخيلف) . ورئيسهم حنتوش آل لهيمص وتوفي فخلفه عبود آل لهيمص وصار نائبًا مرارًا. واخوه الحاج عبس وابنه محيي الحاج عبس، ومهدي بن شخير ابن اخي عبود.
٢ - البو حمد نخوتهم (زوابعة) رئيسهم خلفة الحسن الصياد، وفروعهم
(١) البو عبد الله: ورئيسهم خلفة الحسن. وفي أراضي الباشية من المدحتية. وهم الرؤساء.
(٢) البو فارس: رئيسهم سلمان الحسين. وفي أراضي الباشية أيضا. وهم: نفس البو فارس، والجغينات: رئيسهم فرمان العبد.
(٣) الكصيرات: رئيسهم ابراهيم الحسّين العجيل. في أراضي الكدس من ناحية المدحتية. ومنهم (البو علي)، و(البكة)، ونفس الكصيرات.
(٤) البو سمندر: رئيسهم عباس الكاظم. وفي أراضي مشيمش من المدحتية. ومنهم: (البو حسين) و(السياب) . ورئيسهم نايف الجويعد. و(البو حمود) . رئيسهم عباس الكاظم. وتوفي.
(٥) البو طيف: رئيسهم مطلق الظاهر. في أراضي الشاخة العتيقة من النيل، والحسينات منه. ويقال من عنزة. ومنهم الملا عبود الكرخي الشاعر العامي. ومن فروعهم: البو عمري. الرؤساء، والبو عباس ومنهم الاساتذة اصحاب المعالي عبد الهادي الظاهر وعبد الرزاق الطاهر، والبو هلال. رئيسهم عبد علي السبع. وتوفي سنة ١٩٤٨م. والآن ابنه خليف. والبو عجيل.
(٦) السعيدان: ومنهم من يسميهم (الوهيد) رئيسهم مطلق البدعي ومراد الفهد. ومنهم: البو سعلوة. رئيسهم عطية العناد الفارس.
(٧) البو عيسى: رئيسهم حنتوش آل لهيمص وتوفي. والآن ابنه عبود، في أراضي الشوملي والزبّار من ناحية المدحتية. ومنهم: الدخيل، والعيسى. رئيسهم ابن حسين الذرب. والفرحان. رئيسهم حيوان، والشرموخ. رئيسهم دفار الموسى.
٣ - الجربوع في العوادل. رئيسهم دفار العبيد. وأفخاذهم
(١) البو سالم: رئيسهم هوى السالم.
(٢) البو غنيمة: رئيسهم هوى السالم.
(٣) الشبّان: رئيسهم سلمان الحزام.
(٤) نفس الجربوع: رئيسهم سلمان الناجي.
(٥) البو منصور: رئيسهم جاسم الزناد.
(٦) البو احيمد (حميد): رئيسهم رحيم الغضب.
(٧) الشريفات: رئيسهم دكسن الصوين.
ويلحق بالبو سلطان: ١ - الخشخشية: تبع البو محمد. رئيسهم حمد الفنر. والآن ابنه كاظم الحسن. وحسين المحمد. وهؤلاء تسموا بأسم موطنهم أو تغلب عليهم أسم المكان.
٢ - العلاّك: رئيسهم السيد عبد الدهام، والسيد ناجي الطه. وهو سيد فترأس عليهم. فسموا بأسم مكانهم. تبع البو محمد.
٣ - العويد: أصلهم جبور، فأنضموا الى البو محمد. وهم في (أبي جماغ) من المدحتية.
٤ - العويسات: رئيسهم حزوم الشلاش. في أراضي مشيمش من المدحتية. وهؤلاء (كروية) وأختلاطهم قديم. ويتبعون البو حمد.
٥ - الدغيرات: من شمّر. يسكنون أراضي (بيرمانة) . رئيسهم حسين الشاطي. ويتبعون البو حمد.
٦ - البو عنّة: سادة رئيسهم السيد نواط وتوفي. والآن ابنه علي. أختلاطهم قديم.
٧ - خيكان. أصلهم من بني خيكان من لواء المنتفق. والغربي منهم رئيسهم كافي البنّاي وغازي الشطب. ومن أفخاذهم: (١) البو خريجة: رئيسهم كافي.
(٢) الزيارات: رئيسهم مطشر.
(٣) البو هليّل (الهلالات): رئيسهم غازي الشطب. وتسمى أراضيهم بأسم (خيكان) . ويتبعون البو حمد. والشرقي منهم رئيسهم عبادة الحسين. وليس لهم فروع. هؤلاء يتبعون البو محمد.
٨ - البو سلمان: من السادة الحسينية، يسكنون في أراضي هور حجاب، وفي المزيدية، وأراضي الباشية. ونخوتهم (اولاد حسن)، ويبلغون نحو ستمائة شخص. رئيسهم السيد كاظم ابن السيد حسين من آل حجاب. وتوفي والان ابنه السيد عبد. ويتفرعون الى: (١) البو سعبر. ومنهم: البو يوسف. في العوادل، والبو علي.
(٢) البو حمد.
(٣) البو حجاب.
(٤) البو حيدر. في هور حجاب.
(٥) البو فليح في المزيدية.
(٦) البو علي.
(٧) البو سوادي. في أراضي الباشية من المدحتية.
(٨) البو درويش.
(٩) البو محسن في هور حجاب.
٩ - البو طرخان: وأصلهم من الطفيل.
١٠ - البو علوان: في المزيدية. وهم من اليسار.
١١ - القراغول.
١٢ - الطريفيين: وهم جبور في المزيدية.
هذا. و(البو سلطان) ذكروا في المجلد الثاني من (عشائر الشام) . (١) ٢ - الجحيش من عشائر زبيد ومواطنها متباعدة تفرقت في أنحاء عديدة يكادون في كثرتهم يعدلون سائر عشائر زبيد.
١ - الجحيش في الحلة: هؤلاء رئيسهم نصر بن فيصل المغير النصر. ونخوتهم (جاحش) . متفرقون في مواطن عديدة. وكثرتهم بين الصويرة والمحاويل. ورئاسة الشيخ نصر عامة على الجحيش في الحلة والصويرة. ورد ذكرهم في حوادث سنة ٨٨٣هـ - ١٤٨٧م من تاريخ العراق بين احتلالين مما يدل على قدم عهدهم. وفروعهم: ١ - الفرج: فرقة الرؤساء. ويعدون أنفسهم أصل زبيد ويقولون (أصل زبيد حنّا يا الفرج) أي نحن أصل زبيد.
(١) البو موسى: الرؤساء ومنهم: البوغنّام، والبو عرار، والبو سعودي.
(٢) البو عجي: رئيسهم سلمان الداود، في أراضي الحرية من الصويرة وفي المحاويل. ونخوتهم (اليتامى) والعامة (جاحيش) . ومنهم: (الرويزات) رئيسهم فزع بن عويد. وهم: (البو جعفر) أو (البو جعيفر) . رئيسهم معادي الكاظم، و(البو رمضان) . رئيسهم فزع بن عويد، و(الزريقات) . رئيسهم علوان الخضير. و(البو مساعد) رئيسهم مكطوف العيد، و(البو عبود)، و(البو خليف) . ومنهم: (البو حماد): رئيسهم سلمان الداود أيضًا ومن هؤلاء (العميشات) رئيسهم حمزة الابريسم. ومنه علمت التفريعات في ٢٦تشرين الاول سنة ١٩٣٥م. و(المحلّي) سلمان الداود رئيس الكل، و(البو خلف) رئيسهم علي الفهد، و(البو زامل) رئيسهم علي الدخنة، و(البو ردن) رئيسهم حمزة بن فنيخ.
(٣) الغرّان: رؤساؤهم عزيز بن باضي بن كمش وكاظم الابراهيم. نخوتهم (زناوور) والعامة (جاحش) . وهم في المحاويل وفي أراضي الحرية من الصويرة. ومنهم (الفرج)، و(البو محمد) رئيسهم عزيز الباصي، و(البو حسون) رئيسهم كاظم الابراهيم، و(الشهوان)، و(الفريجات)، و(نفس الغرّان) .
(٤) الجحيشات: رئيسهم محمود المجيد والآن ابنه عبد الله وهم في الحرية (مجاورة للسيافية)، وفي أراضي جويميسة. ويرجعون الى الغرّان. ومنهم من يجعلهم فرقة قائمة برأسها. وهم: (البو ناصر) رئيسهم سلمان الحريش، ومنهم في قضاء الخالص، و(البو زعيب)، و(البو نويصر)، و(البو حمادي)، و(البو عز الدين) رئيسهم شرجي السليمان. و(البو شيخ) فرقة الرؤساء. وهذه الفروع مختلطة ومعهم جنابيّون من النوافلة.
(٥) الدويجات: في الصويرة. رئيسهم سعود المحل. ومنهم من يعدهم من البو كليب. وهم: (بو جميل) رئيسهم خميس العودة وفضالة المطر، و(بو ويس) رئيسهم حسين العيدان، و(بو علي) رئيسهم عبيد المطلك.
(٦) الدواغنة: رئيسهم عطية البحت. وهم في الاصل من الغرّان فأستقلوا بفخذهم. ومنهم: (الدباعنة) رئيسهم كايم بن علي. و(البو حريّب) رؤساؤهم رشيد الحسين وعطية البحت وحسن السرحان.
٢ - (البو كليب): ومن هؤلاء: (البو موسى)، و(البو عجي)، و(الغرّان) .
ثم استقل كل فرع فصار لوحده.
٣ - البو نعيم: نخوتهم (جلاعيد) ورؤساؤهم عبد الحمزة وحسين الميدان. يسكنون في أراضي الشحيمية التابعة لقضاء الصويرة. ويرجعون سادة من النعيم. ومنهم: (النوافل) الرؤساء. و(البو جبيل)، و(البو بهلول)، و(البو شاطي) .
٤ - البو صالح: رئيسهم محمد بن حرامي الفنطل. ونخوتهم (دارم) يرجعون تميمًا. في زوية برينج من الصويرة. ومنهم: (البو محيسن)، و(البو حمزة) .
٥ - الجلابيون: وهؤلاء يعدون من البو سلطان ونخوتهم تعلن انهم من الجحيش. والظاهر انهم عاشوا مع البو سلطان مدة فصاروا يعدون منهم. نخوتهم (جاحش) ورئيسهم جودة العجم ... وأصل نخوتهم الخاصة (جلبي) . يسكنون في النعمانية في هور السيالة، وأبو جاموس. وهم: (١) البو وليد: رؤساؤهم فارس الخليف العلي، وشهاب الطينة، ومنهم: (البو غنيمة)، و(البو منصور) .
(٢) البو عيسى: رئيسهم نايف الجالي. في مقاطعة أبي جاموس ومنهم: (الكنيات)، و(البو شيبان)، و(البو موسى) .
(٣) البو ناجي: رؤساؤهم حمزة الفرحان وعيدان السرحان. وهم في البغيلة (النعمانية) ومنهم: (التويم) و(البو نايف) .
(٤) البو راشد: رئيسهم جودة العجم. والآن في (النعمانية) . ومنهم: (السهيلات)، و(بو رملة)، و(نفس البو راشد) .
ومنهم في (أبي صخير) يقال لهم (الجلابات) رئيسهم حاجي كاظم، ومنهم في النجف يعرفون بهذا الاسم، ومنهم في كربلاء رئيسهم شعلان، ومنهم في (أبي غريب) يقال لهم الغريباويون أو (النويم) . يدعون أنهم من البو سلطان. وتغلب عليهم نخوة (جلبي) . ومنهم: (البو صالح)، و(البو نعيم)، و(البو خضر) .
(٥) البو عامر: رئيسهم كاظم السلمان. تحت سلطة الشيخ عجيل باشا. وكان الرئيس العام.
هذا ما علمته من حمزة الابريسم في ١٦نيسان سنة ١٩٣٥م ومن عزيز الباصي وغيرهما في اوقات مختلفة. وتساكنهم عشائر أخرى. ومنهم من يعدّ من الجحيش فرقة من (الدليم) تساكنهم، وليس بصواب ورئيس هؤلاء عزيز العلكم. ومنهم (العاصم) ورئيسهم محمد السعود الصنيع و(الصياح) رئيسهم عزيز أيضًا و(الغميشات) رئيسهم عجيل بن فضالة.
عشيرة البطة
هؤلاء غنامة وينتمون الى الجحيش، وينتخون ب (جاحش) ورئيسهم مطلك الصالح يدعي انه من العزة من البو محمد من البو بكر. وهم في أراضي سمره في الجانبين منها. ومن رئيسهم علمت بالكثير. وفروعهم: ١ - المشّاك: رئيسهم ياس الدرويش.
٢ - البو محمد. الرؤساء. رئيسهم عيدان المحمد الهومي.
٣ - البو مال الله. رئيسهم مسلم المحمد.
٤ - البو والي: رئيسهم مطلك الصالح.
ومنهم من يعدّهم من العشائر المتحيرة.
٢ - الجحيش في الموصل: وهؤلاء لا يشتركون مع جحيش الحلة لا في الفروع ولا في العوائد لبعد الانفصال وقدم العهد. ويشتركون في الزبيدية والنخوة.
وقسم كبير منهم يقيم في أنحاء تلعفر، وفي سنجار، رئيسهم احمد ابن طه والآن ابنه ابراهيم الاحمد، ومحمد الاحمد الخضير، وابراهيم الشهاب. وهؤلاء أولاد عمّ. يقيمون في أبي ماريه، والبوغه، وأبي ونى، والمالح، واشكفت من تلعفر، والشور، وكرشبك، وجاير كل محمه في سنجار ومنهم في سورية في أطراف الحسجة والقامشلي. ونخوتهم (جاحش) ويبلغون نحو ألف بيت.
وفرقهم: ١ - العيسى: وهؤلاء يتفرعون الى: (١) البو شيخ: ومنهم: البو محمد، والشروان، وابو رمضان، والبو خالد.
(٢) البو سالم: في تلعفر وفي كهبل من سنجار، ورئيسهم احمد المحمد ومنهم: البو حسنة، والبو هلال، والبو سماك، والبو عبود الزيدان، والبو عبد الكليب، والبو فرات الكليب، والبو سلطان الكليب، والهلّوم، والبو لهيمد، والبو عمر، والبو فياض، رئيسهم احمد المحمد، والبو عايد رئيسهم حبيب بن محمد الصالح.
(٣) البو زعيري.
(٤) البو صبيح: رئيسهم ابراهيم العمر. في تلعفر في أبي كلّه (بتفخيم اللام) . وفي الموصل منهم بيت كشمولة. ومن البو صبيح: البو محمد، والبو كصب، والبو كريوي، والدريد.
٢ - الفارس: رئيسهم محمد الاحمد ويتفرعون الى: (١) البو رجب: رئيسهم حميد ابن الحاج محمد. في الشيخ محمد من الموصل.
(٢) البو جحيش: رئيسهم احمد المطرود في عين زالة.
(٣) البو ذياب الحسين. رئيسهم محمد الحميد. في سنجار.
(٤) البو عساف الحسين: في تلعفر في أبي ماريه. رئيسهم ابراهيم اليوسف.
(٥) الحمد الحسين: منهم في تلعفر ومنهم في سنجار. والرؤساء في البوغة وقسم منهم في سورية.
(٦) العوجان: في تلعفر في الجلبارات. ومنهم: المفاتحة: رئيسهم حمدون الزيدان، والبو دلّو: رئيسهم علّو العبّار، والضامن: رئيسهم شيخ سلمو.
(٧) المنصور: في تلعفر.
(٨) الناصيف: في تلعفر.
(٩) الجردان: في تلعفر. وفي الكوتان من سنجار. رئيسهم الحاج حسن الساير.
(١٠) العزّام في سنجار. ويرجعون الى طيء. وهم أخوة الفرهود ومنهم: البو وليد. رئيسهم احمد كان. والمحمود: رئيسهم خضر ابن الياس. ويسكنون في الكولات (بتفخيم اللام) من سنجار.
(١١) النّعيّم: في سنجار في عردان. رئيسهم محمد الاسماعيل.
(١٢) السائر.
(١٣) الملالي.
ومنهم من يعدّ (البو متيوت) من فروع (العيسى) . ومنهم من يجعلهم حلفًا للجحيش، فرأينا ان نفردهم.
أما (جحيش) الشام فأنهم مجموعات متفرقة (١) .
والمسموع ان فرقة (الصليبي) في المركدة من الخابور منهم. وكذا منهم (البو عليان) . والجحيش من زبيد الحلة منهم من فرقة البو حمد الحسين.
٣ - البو متيوت
عشيرة قائمة برأسها سواء عددناها من الجحيش رأسًا من فرع (العيسى)، أو اعتبرناها من الاحلاف، فهم متصلون بلا ريب. فالعلاقة مشهودة، وظهرت الصله في حوادث عديدة. فهم معروفون بالشجاعة والزراعة. يتنخون (عذيجه) . وهي أمهم. يرأسهم حمود الهيجل واحمد الهيجل. ومن رؤسائهم صالح الحبو، وخلف الحاج محمود، وجار الله العيسى، واولاد بللو، وحميدي العيد ويسكنون في أنحاء سنجار في حدود اليزيدية. ونخوتهم العامة (جاحش) .
وذاع ذكرهم ورددته الصحف بواقعة ٥آب سنة ١٩٤٦م. وهذه الحادثة مؤلمة جرت بينهم وبين عشائر شمر، فكانت القتلى من الجانبين كبيرة. وكان أملنا أن لا يقع بين عشائرنا أمثال هذه. مال اليزيدية، والجحيش الى البو متيوت، والى شمر عشائر شمرية أخرى.
ثم انتهت بقرار المحكمين باخذ تعويضات من عشائر شمر، وكفالة من رؤساء الطرفين رؤساء الجحيش الذين اشتركوا في جانب البو متيوت. ولا أثر لذكر اليزيدية (١) .
ويعدّون نحو ٥٠٠ أو ٦٠٠ بيت. وكلهم في سنجار. ومن فروعهم ١ - البو خليفة: (١) السجر.
(٢) الشبل.
(٣) الشاوش.
(٤) الجمعة البكر.
٢ - المرعي.
(١) البو غلوم.
(٢) البو سليمان.
(٣) الحارث.
(٤) العبد الحسن.
٣ - البو مزيدة.
(١) الحسين الدرويش.
(٢) المحل.
٤ - البو عليوي.
(١) الكنو.
(٢) البو شبوط.
٥ - الدوخية: (١) العيسى المحمد.
(٢) البو فرج.
(٣) المصاليخ.
٦ - البو صبيح: يشتركون مع الجحيش في هذا الفخذ مما يدل على الاختلاط.
(١) البو سلوم.
(٢) شلاهمة.
(٣) البو علي.
(٤) البو دوغان.
٧ - الهيجل:
٣ - السعيد
هذه العشيرة من عشائر (زبيد) . جاء ذكرها في مؤلفات عديدة، ووقائعها وردت في تاريخ العراق بين احتلالين. نعيش كما تعيش عشيرة البو سلطان ولم تكن تابعة لرئاسة عامة، ولا منقادة لعشيرة زبيدية أخرى.
والمحفوظ أنهم أقرب الى المعامرة والبو سلطان. وبينهم وبين رؤساء عفك خؤولة، فأن الحاج مخيف رئيس عفك سابقًا خال الحاج الشيخ مظهر الصقب (الصكب) رئيس السعيد. يسكنون بين عشائر عفك، والاكرع في أراضي الدغارة، يزرعون الارز والحاصلات الشتوية، ومنهم من يقتنون الابل والغنم. ونخوتهم العامة (با سعد)، ونخوتهم الخاصة (اخوة سته) والمحفوظ أن أصل سكناهم (بكعة)، ولا يعرف بالتحقيق تاريخ نزوحهم الى العراق ومنهم في الشام (١) . وسماهم (بني سعيد) لا (السعيد) . وهم عينهم من عشائر زبيد المعروفة. والارجح أنهم وردوا العراق من الشام، وفرقهم: ١ - آل راشد: فرقة الرؤساء، ورئيسهم الشيخ مظهر الصكب ابن كربول بن طعمة بن راشد. ومن هذا تفرع الفخذ. وصار الشيخ مظهر نائبًا مرات. وتوفي في ١٠ أيار سنة ١٩٤٦م وكان أخوه الشيخ شمران من الرؤساء المعروفين وتوفي في آب سنة ١٩٤٦م وكان ولى رئاسة السعيد بعد وفاة أخيه ورؤساء السعيد اليوم الشيخ زيدان المظهر الصكب وهو الرئيس. والشيخ عثمان الحاج شمران، والشيخ حامد الحاج مظهر.
وآل راشد يقال لهم الرواشدة ويتفرعون الى: البو راضي، والدهامشة، والطرامشة.
٢ - بو جمعة ويتفرعون الى: (١) بو علاّن.
(٢) بو بدر.
(٣) العزّام.
(٤) الغرير.
(٥) نفس البو جمعة.
٣ - الشجير: ومن فروعهم: (١) النشاشلة. وفي (قلب الفرات الاوسط) عدّ منها الرواشدة والبو عبيد. وذكر من البو عبيد: البو سلمان، والبو معلّي، والبو فراس، والبو برك، واليسارات.
(٢) النوافلة.
(٣) بو كضيب. ويتفرعون الى: الحمدان، والبو جريم، والبو كشاش.
(٤) بو عراك. ويعدّون من بو كضيب.
(٥) نبايزة. من بو كضيب.
(٦) البو سعيد. ومنهم الحجاج، والبو عبد علي.
٤ - النوافع.
٥ - المغربين.
٦ - بنو سعد.
٧ - البو حبة.
هذا والرؤساء لا يتصلون بفرع من هذه الفروع، وأنما هم فخذ قائم برأسه. ذكر لي المرحوم الشيخ مظهر الصكب. ونشير هنا الى أن ما ذكرته (المس بل) عن كل فرقة وفروعها كان غير صحيح. فانهم سراكيل، أو رؤساء زراعة فلم يكونوا رؤساء حقيقيين. ولم تذكر فخذ الرؤساء وأوردت من فروعهم (آل حميد) والحال أن هؤلاء من عشيرة الحميد أو فخذ من الجحيش لا من السعيد، وذكرت (البو حية) مع أن هؤلاء سادة، ولم يكونوا من السعيد، كما أن أهل الصبخاية تبع لهم ولم يكونوا منهم ... وفي (قلب الفرات الاوسط) الفرق الاربع الاخيرة والتفريعات مختلفة فأشير اليها (١) .
كل هذا تحققته من نفس العشيرة رأسًا. ووقائعهم التاريخية ذكرناها في تاريخ العراق بين احتلالين.
والسعيدات في جانبي نهر ديالى، وفي الخالص يعدون من السعيد ولا يتكون منهم مجموع كبير.
والسعيد: (في المحمودية) رئيسهم أحمد السعيد. ونخوتهم (با سعد) .
ومنهم: بو جمعة. الرؤساء، والبو شجير، والنشاشلة، والعكابات. ومنهم في الكرادة الشرقية. والحميدات: ومنهم في أبي جسرة (با جسرا) . والبو حمزة: في نارين في قرية بلاط الصغير والكبير، ورئيسهم علي ابن حسين. والبو بدر. والعزام: منهم في ناحية الاسكندرية. والبو سعيد. والبو طعمة: في العبارة وابي جسرة ونارين، رئيسهم حسن بن كنو. والعبد الله في نارين أيضًا. والبو كضيب، والبو عراك.
ومن مقابلة هذه الفروع بأصل أفخاذ العشيرة نتبين القربى القريبة.
ومن العشائر الزبيدية: ١ - زبيد آل فليت.
٢ - زبيد البو جمعة وهؤلاء يساكنون الاكرع، وهم حلف لآل حمد من الاكرع.
٤ - عشيرة بني عجيل من العشائر الزبيدية والمسموع انها من (العزة) وكانت سكناها معها، والبو دوري منها في العزّة. وفي رحلة المستر رج ذكروا مع العزّة سوية (١) الا انهم كانوا معروفين بعشيرتهم. وأكّد لي المرحوم عمران الزنبور قرباهم للعزّة. وهو رئيسهم وتوفي سنة ١٩٣٣م أو ما يقارب هذا التاريخ وخلفه ابنه عيسى ... نخوتهم (أولاد منصور) ويسكنون في جويسمية من أراضي الحرية والرحمانية من الصويرة، والديوانية من الصويرة وفي الحيدرية. والنخوة العامة (جاحش) . ويقال ان الغرّان منهم أو أنهم من الغرّان وفرقهم: ١ - المصاليخ. (البو محمد) رئيسهم حسين المهيدي السلمان. والان محمد بن صالح المهيدي. وهم في جويميسة ومن فروعهم: (١) ميلاج. رئيسهم جويد بن جسام.
(٢) الشريمات.
(٣) البو عكول.
٢ - البو غنيمة: رئيسهم عبيد بن دفار الضاحي الحسين وحسين الندة. في مقاطعة الرحمانية من الصويرة وفروعهم: (١) البو مديلج. ومنهم بيت ضاحي.
(٢) البو سالم. حسين الندة.
(٣) العجيليون. يرأسهم عبد الحسن ابن الحاج عداي وعبد الكريم الفارس.
(٤) البو عبد.
٣ - البو سهيل. ويرأسهم عباس العودة وعبد العزيز الحمزة. وفروعهم
(١) بيت كمير.
(٢) البو هليل.
(٣) البو نجم.
(٤) البو سلامة.
٤ - البو عبيد. رئيسهم حسين الهويجل والآن محسن الحسين. وهم في الديوانية من الصويرة.
(١) بيت فنطل.
(٢) بيت العاكول الرؤساء منهم.
٥ - البو عبد الجادر. رئيسهم كاظم الظاهر.
٦ - الحضاريون. ونخوتهم (جاحش)، و(حمير) . رئيسهم محمد الداود. وهم فخذ واحد، يسكنون الدرعية من ناحية سلمان باك ومنهم مع بني عجيل في أنحاء الصويرة في أراضي الغنّامية المجاورة للرحمانية قرب الصويرة. ومنهم في الجزيرة رئيسهم خليبص العبد الحسن.
٧ - البو خليف. ورئيسهم حاتم العمران الزنبور. في الجزيرة. ترأس عليهم.
٨ - الكرارصة. رئيسهم حمزة المحمود.
٩ - البو خميس. رئيسهم الحاج سالم ابن الحاج محمد الحسوني.
تحقّقت من هذه العشيرة من أحد رؤسائها عباس العودة في ٢٥ ايلول سنة ١٩٣٦م. وجاء ذكر هذه القبيلة في سياحةنامهء حدود. وفي وقائع تاريخية وفي رحلة رج.
٥ - المعامرة
من زبيد. رئيسهم عبد الله بن هزّاع المحيميد وتوفي. والآن رئيسهم ابراهيم الهزاع المحيميد من بيت فيحان. يسكنون المحاويل والمسيب مع الجحيش والحرية المجاورة لاراضي السيافية. نخوتهم (اخوة سلمة)، وهم زبيد. ونخوتهم العامة (حمير) و(زبيد) ولكن نخوة العشيرة (عامر) . وفرقهم كثيرة ومتداخلة بحيث استقل بعضها عن بعض. ودخلهم غيرهم.
١ - البو شريعة.
(١) البو خضر. الرؤساء من بيت فيحان. يسكنون النيلز
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
(٢) البو شطي. رئيسهم عمران الجواد. ومنهم بو جاسم، وبو جسام، والبو بهي والبو علي.
(٣) البو بركة.
(٤) البو غزال.
(٥) الخوابرة. في الحرية. والغنّامة منهم يسكنون مع زوبع. وهم من البو شطي.
٢ - البو حامد
(١) البو حامد.
(٢) البو حسين.
(٣) البو علي.
(٤) البو محمد.
٣ - البو حمير نخوتهم (حمير) . وهم في الوردية، وفي اليوسفية. وكان رئيسهم ذياب الخريبط فتوفي. وكذا ابنه جبر. وفروعهم
(١) البو جراد. ومنهم البو نافع. وهم البو حاشي. والبو حسان. ومنهم البو بجري وهم البو خلوي ونفس البو بجري ورئيسهم ذياب الخريبط. ومنهم من يعد البو نافع والبو بجري مستقلين.
(٢) البو سليمان. ومنهم العطيوي.
ومنهم من عد من البو حمير (البو وحش)، و(البو خدّام)، و(البو عكيّب)، و(البو سليمة)، و(الكرعان)، و(الكريشات) ...
والملحوظ أن فروعهم متشعبة ومتفرقة وهم كثيرون ومنهم من عدّهم من شمر. جاءوا من نجد وأنهم أولاد أخت لحمير. والصواب ما ذكرنا.
٦ - العمار
من زبيد. ورؤساؤهم مغير بن سليمان الحمور وحاجي منيهل المرجان. يسكنون في النيل من توابع الحلة. وقيل انهم من البو موسى من الجحيش. والصحيح أنهم مستقلون. ومن العمار: (١) البو عرار. ورئيسهم مغير بن سليمان الحمور.
(٢) البو عمري. ورئيسهم الحاج منيهل المرجان.
عشائر اخرى زبيدية وحميرية
١ - آل حميد
هذه العشيرة معدودة من الاجود ضمن (غزية) ولا تمتّ اليها بصلة نسبية وانما هي من العشائر الزبيدية وبالتعبير الاولى من الحميرية. وآل حميد قسم منهم بدو. والقسم الآخر من أهل الأرياف. تكاثرت فروعها فاستقلّ كلّ فرع وصار عشيرة قائمة برأسها. وان كان الجميع في وحدة. وهم داخل قضاء الرفاعي.
والبدو منهم: ١ - آل رميح. رئيسهم جلوي آل رميح.
٢ - العويس. رئيسهم ابن منيف.
٣ - العتول. رئيسهم عطار الرميج.
٤ - السحيم. رئيسهم داود بن سطام السحيم ومنهم المهملة. والشاهين.
٥ - السوالم. رئيسهم جردم بن مرشد.
٦ - العايد. رئيسهم خضر الجبر.
وهؤلاء ذكرهم البسام في عشائره.
وأما الريفيون فأنّهم يتفرعون الى: ١ - الصريفيين.
٢ - العتاب.
٣ - الطوكية.
٤ - الشويلات.
٥ - المراشدة.
٦ - اللغويين.
٧ - القراغول.
علمت ذلك من الاستاذ يعقوب سركيس ومن آخرين من نفس العشيرة. وهي كبيرة جدًا، وبعض فروعها اكتسبت وضع عشيرة.
١ - الصريفيون
أصلهم من آل حميد ونخوتهم (أولاد حايب) في أراضي الجزيرة على الغرّاف. وعدّهم صاحب (سياحة نامه حدود) عشيرة قائمة برأسها من عشائر الأجود وهي من آل حميد وأفخاذها: (١) آل سويدان. رئيسهم محمد الياكوت.
(٢) آل جمعان. رئيسهم كصير آل مصارع وعويد الروضان.
(٣) البردي. رئيسهم حاجي كايم البردي. وقد توفي.
(٤) آل حمدان. رئيسهم حمادي بن سطيّح.
٢ - العتاب
رئيسهم يوسف أبو رهن. نخوتهم (صلفه) في أراضي صديفه وهم من آل حميد. ذكرهم صاحب (سياحتنامه حدود) وبين أن نفوسهم كانت نحو خمسمائة بيت (١) .
فرقهم: (١) البو حمود. الرؤساء.
(٢) آل جريم. رئيسهم حسن آل علي.
(٣) البو صكر. رئيسهم سلمان آل رجه.
(٤) الدغيزات. رئيسهم ياسر آل ناهي ومنه علمت آل حميد.
(٥) البو رامي. رئيسهم ياسر آل ناهي.
٣ - الطوكية.
رئيسهم سعدون آل ياسين المشلب. ونخوتهم (أخوة خضره) في أراضي الجزيرة بقرب قلعة سكر. وهم فرع من الحميد. وعدهم صاحب (سياحتنامهء حدود) من الأجود وهم من الحميد. هذا هو المسموع. وجاء في القزيني «الطوقية قبيلة من ربيعة في العراق».اه (٢) .
فرقهم: (١) المشلب. الرؤساء.
(٢) المغصوب. رئيسهم ابن ملا شائع.
(٣) الطربوش. رئيسهم كزار بن ناصر. ومساكنهم قرب قلعة سكر.
(٤) السلايط. رئيسهم نعمان.
(٥) الشرهاب. وعدّهم (صاحب سياحتنامهء حدود) فرقة من الاجود على حالها.
ويتبعهم: (١) بنو تميم. رئيسهم جحش بن حسين آل معيدي.
(٢) حجّام. رئيسهم مطلك آل طراد الجهف.
(٣) الخويلد. رئيسهم ابن بزيع. ومنهم من يعدّ هؤلاء فرعًا برأسه من فروع الحميد. وليس بصواب وإنما يعدّون عشائرهم إلى النعطة. ودخلتهم عشائر أخرى منهم مختلطون بتميم وحجام وغيرهما. بين عشائرهم باعتبار انهم في عداد الاجود.
٤ - الشويلات
رئيسهم موحان آل خيرالله ونخوتهم (أولاد حمير) وهم من آل حميد وعدّهم في (سياحتنامهء حدود) من الاجود. وليس بصواب وانما يعدون بين عشائرهم باعتبار انهم في عداد الاجود.
وفروعهم: (١) الخير الله. رئيسهم الشيخ موحان الخير الله وهو رئيس العموم. في أراضي العبد في الغراف. وهو نائب في المجلس مرات عديدة. وكان والده رئيسًا وهو الشيخ يوسف الجابر آل خير الله.
(٢) آل غليم. يرأسهم يوسف آل كعيشيش وياسر آل حمود في أراضي الحارة.
(٣) آلمعاوي. رئيسهم نغيمش بن خليفة آل جرميخ في أراضي الجمرة.
(٤) الحميد.
(٥) البشت. رئيسهم ياسين آل نصّار وقد توفي. والرئيس من أولاد سعدون والرؤساء آل نصّار. وهم في البدعة.
وجاء في عشائر القزويني: «قبيلة من الاجود في العراق» اه (١) . يعدون في زمرتهم وهم ليسوا منهم وانما هم حمير ... ومهنتهم الزراعة. ويقيمون في اراضي العبد، وأراضي الجمرة وما يتبعها من قضاء الرفاعي. وهي عشيرة كبيرة من آل حميد. فأستقلّت بتسميتها.
ومن الشويلات من يسكنون مع البو محمد. وبيوتهم: (١) بيت خويم. رئيسهم علك بن أسد خان.
(٢) الشبابطة. رئيسهم نعمه بن عكله (عقله) .
(٣) بيت الخضاض.
٥ - الكراغول (القراغول): ويعدّون من آل حميد أو هم تابعون لهم. ونخوتهم (ادعي) . يسكنون في الغراف ويتفرعون الى: ١ - آل جنعان. رئيسهم ساجت الحسن.
٢ - آل سهيل. رئيسهم سلامه الحسن السهيل.
٣ - البو خلف. رئيسهم منذر الخلاوي.
٤ - البو عظيم. رئيسهم كريم العبد الخفيف.
٥ - الكاظم. رئيسهم كريم العبد الخفيف.
وهذه القبيلة يعدّها الكثير مستقلة برأسها في حين أنها من آل حميد. ومنهم من يعتبرها ملحقة بها بالنظر لنخوتها.
٦ - آل عكيل
هذه العشيرة قحطانية. وتساكن (آل حميد) . وتعدّ منها. ولم تتعيّن لنا العلاقة. رئيسهم فالح آل غلام. بقرب قلعة سكر. ورد ذكرهم في سياحتنامهء حدود.
٢ - بنو زيد
من العشائر الحميرية. وهي عشيرة مستقلة، متوزعة في مواطن عديدة مما يدلّ على قدمها في العراق. وأكثرها في أنحاء الغرّاف. ونخوتها هناك (زيود) . ففي الغرّاف وحده يبلغون نحو اربعة آلاف بيت. ومنهم: (١) الرواجح.
(٢) آل ملحم.
(٣) آل شمخي.
(٤) آل شديّد.
(٥) الفنجان.
وهؤلاء يجاورون الازيرج وعشائر أخرى عديدة. ومنهم من يسكن أم الفطور شرقي الشطرة ومقاطعة الكوارية وأفخاذهم: (١) آل جبارة. رئيسهم ناصر بن عويش آل محيسن آل جبارة. والآن منصور وأخاه ناصر المذكور.
(٢) آل معن.
(٣) العظيميون. رئيسهم خضر بن سرحان الشراد.
(٤) آل مبارك.
(٥) آل بستان. رئيسهم بجاي آل بستان.
(٦) آل جديّه. رئيسهم سليمان بن شريف بن بندر بن جديّه.
وسليمان هذا نائب سنة ١٩٥٠ وهو صهر صاحب الفخامة الاستاذ صالح جبر. وهم حلف البو سعد في أنحاء الشطرة. ومنهم البو عودة، والبو بحر، وآل جعيّن. ومنهم في السماوة مع بني زريج: من المراشدة. رئيسهم جاسم الزغير ومشعب آل حسين: (١) آل لايد.
(٢) هل النص.
وأما الذين في لواء ديالى وأنحاء سلمان باك فيقال لهم (أولاد بركه) . ورئيسهم الشيخ نفيس بن راشد. ونخوتهم (مرشود) . ففي أنحاء سلمان باك منهم: ١ - بيت لامي.
٢ - زهامنة.
٣ - العراكات.
٤ - بيت جليب.
٥ - بيت تمّام.
٦ - البو مهية.
٧ - بيت كطيمه.
٨ - الغزال. في أماكن عديدة. ومع هؤلاء (البو حامد) من العزة.
وفي لواء ديالى وهور عقرقوف والمحمودية: (١) العبابسة. الرؤساء في ديالى وعقرقوف وفي الشلشل من الضلوعية. رئيسهم ابراهيم بن حبيب السلمان.
(٢) البو رجيب في لواء ديالى.
(٣) البو خزام في لواء ديالى.
(٤) البو سرّاط. في لواء ديالى.
(٥) البو كردي. أندمجوا في البو عباس (العبابسة) .
(٦) آل نارين. في أنحاء المحمودية.
(٧) الملالي. في ديالى.
(٨) العساكره. في أنحاء الحلة.
(٩) اللفته. في أنحاء الحلة.
(١٠) الرواشد. في مهروت وبركنية وفي مرهوت رئيسهم سلمان السعدون ونخوتهم أولاد فاطمة و(مرشود) .
٣ - البو محمد
من عشائر (زبيد) . صرح بذلك الحيدري في عنوان المجد (١) . ولم تتعين لنا جهة الاتصال. أما الرؤساء فقد عيّن أنهم من العزة. وذكر صاحب (سياحتنامهء حدود) قبل أكثر من مائة سنة انها من العشائر الكبيرة تسكن جانبي دجلة من محل يقال له نهر (أم الجمل) وتمتد حتى تربة العزير (ع) . وكانت تابعة الى (بني لام) . وفي أيام داود باشا والى بغداد جعل قسمًا منها تابعًا للمنتفق. وأما ما هو من أم الجمل وما فوق فلا يزال تابعًا الى بني لام، ولا يزالون في مواطنهم. وأوضح ان القسم التابع الى المنتفق يبلغ ثلاثة آلاف بيت (١) . ويظهر من هذا البيان ان عشائر عديدة كانت تابعة الى عشيرة (البو محمد) في لواء العمارة وهي صلة ادارية ولا يعقل أتصال هؤلاء بمن ذكر صاحب (موجز تاريخ عشائر العمارة) (٢) . ولا يصح أرجاع تكونهم الى سنة ١١٦٠هـ - ١٧٤١م، بحيث بلغ قسم منهم ثلاثة آلاف بيت قبل مائة سنة تقريبًا.
فالقصّة التي ذكرها صاحب موجز تاريخ عشائر العمارة فبها نظر وأنما يعرفون أنفسهم أنهم من العزّة. وسكنوا تلك الاصقاع وترأسوا على العشائر. والعزّة يعرفونهم كذلك. وهم من أخوة بكر من البو محمد. والا فلا يعرف تسلسله من (محمد بن حسن المروح) ونزوحه الى تلك الانحاء ولا من يسمّى بالشيخ ديوان في أراضي الشوهاني (ورد الشيهاني) ... من مواطن العزّة.
وأشتقاق التالين من الشخص المحفوظ لا يحتمل وقوعه. وربما كان لتقريب الصلة استفادة من نسيان أسماء الاجداد البعيدين.
وان الاستاذ ابراهيم فصيح الحيدري يؤيد ان الرؤساء من العزّة. وان عشائر كثيرة تولى رئاستها آخرون من غيرها. فلا وجه للتشكيك والملامح يدعيها أو يركن اليها كثير ممن لا يعوّل على أقوالهم وليس لهم من المعرفة ما يقطع في مثل هذه الامور بل يكذبها ما نشاهده في عشائرنا.
ودخلت عشيرة البو محمد عشائر كثيرة من زبيد وغيرهم من المعادي. قال السيد ابراهيم فصيح الحيدري في عنوان المجد: «البو محمد من عشائر العمارة ... وهي لكثرتها لا تحصى. وشيوخها آل فيصل من عشيرة العزّة ... تمعدنوا وهم جميعا من قحطان» اه (٣) .
وكان قوله صحيحًا ̧هذه العشيرة من أكبر العشائر في أنحاء العمارة ولا يحتمل أن تتفرع من جدّ واحد في وقت قريب منّا. وهي تتعهد الزراعة وتربية الماشية. يسكنون الجحلة، والمجر، والمجرية، والكسرة، والحفير، والشط.
وغالب الفروع المعدودة نرى أرتباطها بالرئاسة من حيث الادارة، ولا نجد صلة غير الزبيدية المحفوظة. ويتنخون (أخوة باشه) .
عمود النسب
في كتاب (موجز تاريخ عشائر العمارة) تعداد أسماء الرؤساء فلم يترك أحدًا الا عدّه متفرّعًا من (محمد) الذي يمتّ اليه (البو محمد) . والاقرب للصواب أسماء بيت الرئاسة. وأما تكوّن الفروع الاخرى وعلاقتها ب (محمد) جدّ العشيرة فهذا صعب التسليم.
وجاء ذكر أول فخذ وهو (بيت لويلو) من الرؤساء وانه ابن جامل ابن سعد بن محمد (جدّ الهشيرة) . ولا ننازع في هذا فالرؤساء من البو محمد.
ونعتقد ان هؤلاء (البو محمد) من الفخذ المعروف من اخوة (البو بكر) من العزّة نزح بعض رجالهم ويصحّ ان يكون اسمه محمدًا أيضًا ولكن الاشكال كلّ الاشكال في انه محمد بن حسن المروح. من جهة مروح في العزّة قريب العهد (١) . وأتصال بعض الفخاذ ب (محمد) لا يراد به الاّ تقريب للعشائر لتقوية الصلة بين الرئاسة.
ولاّجل معرفة أصل هذه العشيرة نذكر أحد الرؤساء البارزين وهو الشيخ (محمد بن عريبي بن وادي بن منشد بن خليفة بن داغر بن صبر ابن لويلو بن جامل بن سعد بن محمد الجد الاعلى) . وفرقهم: ١ - بيت لويلو: وهذا عرفنا أتصاله ب (محمد) رأس فخذ الرؤساء وهذه أشهر فروعه: (١) بيت مشتت.
(٢) بيت ضمد.
(٣) بيت فياض.
(٤) بيت خليفة. وهم الرؤساء ومنهم بيت منشد، ابن خليفة، وبيت فيصل.
٢ - البو عبود
رئيسهم عباس بن حتاجه. ويعدّ عبود الذي ينتسب اليه هذا الفخذ ابن محمد (جدّ العشيرة) . ويتفرع التالون عنه بالأستناد الى المحفوظ. ومن أراد التوسع في هذه الناحية فليرجع الى موجز تاريخ عشائر العمارة. وهو من أهم ما كتب. وليس لدينا ما يعين الصلة سواه.
الرئاسة
(١) بيت شميل.
(٢) البيضان. رئيسهم الحاج شنيار بن كزار.
(٣) البو علي. رئيسهم الحاج محمد ابن الحاج سلمان.
(٤) المصاليخ.
(٥) البو مطير.
(٦) الدعم.
(٧) بيت سليّم.
(٨) بيت (خليفة) .
(٩) الكرعان.
(١٠) بيت الشرشاحي.
وهؤلاء من أولاد محمد أو أحفاده من غير سلسلة لويلو ويدّعون أنهم يتصلون ببيت الرؤساء قبل أن يتفرع (بيت لويلو) .
٣ - الشدة
وهؤلاء من اولاد محمد. ويسكنون الاهوار، ويشتغلون بنسج الحضر وتربية الجاموس.
ومن بيوتهم المعروفة: (١) البو غنام. رئيسهم حسين بن علي.
(٢) النوافل.
(٣) البو بخيت. رئيسهم عبد الله بن جنزيل.
(٤) بيت سليمه.
(٥) الخشانه. رئيسهم خلاوي شنيّف.
٤ - البطابطة
يدعون انهم أولاد بطيبط بن جامل بن سعد بن محمد جدّ العشيرة.
٥ - الحمران
وهؤلاء يتفرعون الى: (١) الشغابنه.
(٢) الفرطوس. ولهم خؤولة مع بيت خليفة. ومنهم الهطرة.
٦ - بيت نصر الله.
يدعون أنهم أولاد جامل بن سعد بن محمد جدّ رؤساء البو محمد. ورئيسهم ناصر. وهؤلاء قرّبهم الرؤساء فكانوا ساعدهم الايمن.
٧ - الفريجات.
رئيسهم سلمان السنجار. يقال انهم من الصبيّح. ومنهم من يقول أنهم أولاد فرج الدارمي (١) ويقال ان محمدًا نزل على هؤلاء وتزوّج منهم. وقويت الأواصر حتى صار الآمر الناهي. وفي الدليم الفريجات من العزّة.
وأفخاذهم: (١) الخضران.
(٢) بيت حميد.
(٣) بيت سعيد.
(٤) الازابج.
(٥) البو خلف.
(٦) الربيعات.
(٧) بيت أحمد.
(٨) بيت ادهيم.
ويلحق ب (البو محمد) عشائر أخرى منهم (المخاورة) و(البهادل) من السراي و(البو زيد) من السراي أيضًا. وكذا (الشويلات) من آل حميد.
والبو محمد بمن يلحق بهم يتكون منهم أغلب عشائر لواء العمارة، وبين من ذكرنا (المعادي) أو (المعدان) وهؤلاء مهمّتهم تربية الجاموس مثل (الشدة) وما الى ذلك. وان الاقوال المتداولة في الاتصال بالجد الاعلى أو الافتراق منه. كل هذه لا تعدو التخمين.
ولا نرى أثرًا للهنود أو الايرانيين. ومثل هذا الزعم انهم من أصل عراقي قديم من سومريين أو ما شابه لا يتجاوز حدود التخرصات. والكلّ متفقون على انهم عرب، وان تربية الجاموس لا تحقق أصلًا غريبًا. وأنّما تعين حاجة اقتضتها الحالة ولا يبعد أن يكون الجاموس موجودًا من أول الفتح، فاستمر. وتدرب العرب على تربيته أو ان الذين تعهدوه قد اندمجوا فلم نعد نفرق بينهم وبين السكان الاصليين. ولا نحتاج في هذا الى مدة طويلة. وللمجاورة أثرها في استقاء النفوس وربما صح أن يكونوا من غير العرب فذابوا فيهم، أو مالوا الى المدن.
والعراق يستقي نفوسه من جزيرة العرب وان هذه الانحاء (لواء العمارة) دخلتها عناصر جديدة مثل بني لام، ومثل كعب كما ان الصولة فيها كانت لعشائر طيء تارة وللمنتفق اخرى. وهكذا جاء ذكر عشائر أخرى لا تزال في تجدّد مستمر. ولا سبب لوقوف هذا التجدّد في الحياة الا في ضبط الحدود ومنع التجول بين الجزيرة العربية والعراق.
ونزوح العرب من الجزيرة ذو علاقة بالحياة الجديدة فان ذلك يمدّها قوّة ونشاطًا في باديتها، ويجعل قسمًا يميل الى المدن فيكون عضوًا في تكوين الحضارة. والقضايا الاجتماعية مرتبطة فلا تدقق العشيرة مجردة لوحدها بل لها اتصال مكين بالعلاقات العامة والخاصة.
ولا شك ان عشائر كثيرة من هذا النوع تعدّ من صنف (المعادي) معروفة الاصل متصلة بعشائر عربية، وكيفما كان فانا لا ندري وجه الاختصاص بتربية الجاموس في أمة دون أخرى. وكيف غرس العربي؟ وان البصرة اول من غرس فيها عربي. فتكاثر الغرس. وان التقرب الى الأرياف يكسب صفاتها. والغفلة أو التدقيق المحدود مما ولّد نقصًا كبيرًا في الآراء، ومن ثم تشتتت الاهواء أو صرنا نقبل بكلّ قول، ونصدق بالمستحيلات.
نعم لا نرى حادثًا عظيمًا وقع بدخول الهنود العراق أو كأننا جئنا بهم لتربية الجاموس. وهي صنعة لا يستطيعها العربي. كما أننا نعتقد ان الثقافة مستمدة من أيران لأن العربي لا يطيق المعرفة. وأمثال ذلك من الخرافات الشائعة الواردة الينا من طريق غير صحيح بل من تضليل الرأي. ساق اليها التعصب القومي من الأمم.
لم يقبل أمثال هؤلاء من الايرانيين تسلّطوا، فحموا علماءهم، وخذلوا العرب فظهر من ظهر. وهكذا لم تنقطع الرغبة العلمية في العرب. ولا نزال نرى علماء منهم ظاهرين. والعشائر معروفة في تيار هجرتها، وفي أتصالاتها، وأن كثرتها تغلبت على ما كان سبقها. ولم تخل الارياف في وقت من عرب حتى أيام الفرس.
ولا يهمنا الا ان نعلم الصلات العشائرية والموجات التي هاجرت عشائر وافرادًا بقلّة وكثرة حتى بلغت ما بلغته في يومنا من صنوف عديدة. ولا نزال نجد أصولها في جزيرة العرب.
ومن الغريب ان نستنطق السحنات والصور أو الاشكال ونركن اليها كحقيقة مما أوقع في اللبس. وكأننا في غفلة عن الشعوب العربية أو كأننا استقصينا الكلّ فحكمنا.
عوارف البو محمد: من أشهر هؤلاء: ١ - عباس بن حتاجه. من البو عبود.
٢ - الحاج محمد بسمايه ابن الحاج سليمان. وكان والده الحاج سليمان الغيلان. من البو عبود عارفة أيضًا.
٣ - الحاج شنيار بن كزار. رئيس البيضان. ويسمون العارفة (فريضة) . والعرف لكلّ مجموعة عشائرية متماثل نوعًا.
عرف العشيرة
١ - ان القاتل يجلى، ويعقر عليه ما لم يفصل. ولا حدّ لاجلائه.
٢ - الفصل عندهم ستّ نسوة ثلاث (مقدمية) وثلاث (تلوية) ويريدون بالأولى ما يقدم، وبالأخرى ما يتلو. والمقدميات يكنّ في الغالب صغيرات، واذا ماتت احداهن تعوض بغيرها حتى تبلغ زواجها وحينئذ تزوج.
٣ - ان من لم تكن له نساء تؤخذ من سائر العشيرة، فاذا لم يكن في أقاربه من تصلح للزواج يميل الى نساء العشيرة، وليس لأحد أن يتأخر من أعطاء أخته أو أبنته وان لم يكن جارمًا، ولكنه يعوض بمبالغ تجمع له من العشيرة ك (سياق) أي مهر فيعطى له، ويقال لهذا (سحوت) .
٤ - تؤخذ على الصيحة أمرأة. وعلى أرتكاب الفعل أمرأتان.
٥ - على الجروح المؤدية الى تعطيل عضو (سقاط) امرأتان، وعلى الشجوج يؤخذ زبون ما لم يولّد عاهة أو عطلًا وحينئذ تؤخذ امرأة.
٦ - الوسكه. تؤخذ من العشيرة، ولا يفرّق بين الاقارب وغيرهم. ولعل التعويض بالنساء يقصد به احياء المقتول من جهة وتكثير النسل من جهة أخرى.
٧ - يتمّ الصلح ب (صاية وراية) .
٨ - الحشم. يسمى عندهم (تسيارًا) .
٤ - عشيرة السواعد من العشائر الزبيدية. وتمت الى السعيد، والى الجحيش. يقولون ان جدّهم الاعلى وهو سعد أخ لسعيد جدّ عشيرة السعيد ترك من الاولاد فضيلًا وآذانًا ومحمدًا سكنوا أراضي الخرمة. وبعد مضي زمن أندرست أراضيهم فمالوا الى الجزائر. وهناك تفرقوا الى قسمين قسم منهم اولاد فضيل وهما مشعل وسعيد بقوا في أراضيهم حتى الآن. وأما ذرية آذان ومحمد فقد نزحوا الى أراضي الخميرة التابعة الى قلعة صالح، ولم يستقر لهم قرار فيها. وانما مالوا الى بويتيل وزبير من الجحلة (الكحلاء) المسماة (مسيعيدة)، وأراضي جريت في المشرّح نزلها (آل جنزيل) في اراضي بويتيل. وكان رئيسها جنزيل بن تريج. وحل (آل عبد السيد) ورئيسهم حمود بن محمد ابن عبد السيد أراضي جريت، وسكن (آل حميدان) ورئيسهم حسين سالم ومعه بنو آذان في أراضي الزبير.
دامت الحروب بينهم وبين بني أسد حتى استقروا في المشرح. وأما بنو آذان فقد مالوا الى آل ازيرج لما وقع بينهم وبين آل جنزيل من معارك ومنازعات. ومنهم من يعدّهم من الازيرج (١) . و(آل حميدان) يقال لهم (الكورجة) لاجتماعهم والتفافهم حول (الاخضر) وهو حسين بن حسان المسمى بالاخضر لجماله ومن ثم صاروا يلقبون بالكورجة ويراد بها كميّة من الخشب مجتمعة بعضها الى بعض. فاطلقت عليهم.
وهذه وأمثالها تعليلات ذكروها بعد الوقوع. ولعل الكورجة ما يسمى أحيانًا ب (لملوم) . وهذه العشيرة فرقتها الحوادث من جهة أن نهرها المشرّح أخذ يضمحلّ. فمالوا اكثريًا إلى البو محمد، والى آل ازيرج والى ايران. وتشتوا في الأنحاء لضرورة المعيشة، وللمنازعات دخل أيضًا. وهم اكثر من السودان. والمعروف أنهم من العشائر الحميرية القحطانية. وباقي الآراء لا يقطع بها. ونخوتهم (بشخة) . وليس لهم رئيس عام.
وفرقهم: ١ - بيت زامل: يرأسهم بداي المجيسر ومحمد بن موسى بن زامل، وعلي الخلف، والحاج لعيبي آل ماذي. وهم: (١) الحوّاس.
(٢) الغرّة.
(٣) العبيّات. رئيسهم رميح.
(٤) بيت صخر.
(٥) البو حافظ.
(٦) البو ذراع.
(٧) بيت بداح.
(٨) الشهابات.
(٩) بيت جنزيل. ومنه الرؤساء.
(١٠) بيت تخيته. رئيسهم العيبي بن ماذي بن فنجان بن زامل.
(١١) بيت محمد. رئيسهم بداي.
(١٢) المومنون.
٢ - بيت عبد السيد: وهولاء أولاد عبد السيد بن عزيز بن رطان ابن محمد بن سعد. وهم: (١) بيت عبد السيد.
(٢) بيت سرحان.
(٣) بيت داغه.
(٤) بيت حمود.
(٥) بيت مانع. منه الرؤساء.
(٦) بيت سلس.
(٧) آل شامي.
(٨) البو حسان.
(٩) البو فندي.
(١٠) الكوارث.
٣ - الكورجة: ذكرنا سبب تسميتهم. ومنهم من يقول تجمّعوا على أعدائهم فقيل لهم ذلك. ونخوتهم (اخوة غنمة) ورؤسائهم علي وشبيب وشبل أولاد شياع بن حسين بن حسان بن حميدان. وهذه بدايدهم: (١) بيت حميدان.
(٢) البو حوف.
(٣) البو سكندر.
(٤) البو عاشور.
(٥) البو هليّل.
(٦) البو دوّه.
(٧) اللعاوسة.
(٨) البو غدير.
(٩) البو شبيّل.
(١٠) بيت حسان. وهم الرؤساء. ومنهم صادج بن غضبان. والآن اولاده.
(١١) البو دومة.
ويعزوا هولاء اندثار نهرهم الى البو محمد. فان الحكومة كانت تراعيهم، فلم يستطيعوا مقاومتهم في اصلاح نهرهم. وان رؤسائهم متنعمون لا يبالون ومن ثم تبعثر أمرهم. وفي هذه الأيام يحكى أن الرؤساء تنعّموا اكثر فعادوا لا يبالون. يجمعون ما يسمون ب (الحوشيين) وهم أشبه بالجند يتبعون أوامرهم، ويقومون بما يطلب منهم، وهم غير العشيرة فكان الضرر أكبر. واشتهر السواعد بالهوسات.
تحققت ذلك من كثيرين في أوقات مختلفة آخرها في ١٩٩١٩٣٨م.
والحاصل اشتق من آذان بن سعد (البتران) . وهم مع آل ازيرج. وتكوّن من محمد بن سعد (رطّان) واليه تمّت فروع عبد السيد بن عزيز ابن رطّان، ومن الحاج (مسعد) بن محمد بن سعد تكوّن (بيت زامل) . ومن حميدان صار الكورجة وهم من حسان بن سالم بن حميدان.
وأما فضيل بن سعد فقد نجم منه (آل مشعل) بن فضيل، و(سعيد ابن فضيل) حدث منه (آل سعيد) وهذان الفخذان في الجزائر، هذا هو المسموع.
٥ - آل ازيرج
١ - ازيرج المنتفق
(الازيرق) من القبائل الحميرية ساكنت العدنانية، ونخوتها (حمير)، و(آل محمود)، و(اخوة باشه)، وغالبهم في لواء المنتفق، يسكنون الجزيرة من أنحاء الفرات. وأراضيهم البطنجة، وأم الدود، والسبل التابعة لمركز الناصرية في ناحية السديناوية. ورئيسهم كاطع آل بطي. وكانت الرئاسة في آل خضير قديمًا. وهم مشهورون في الشعر العامي، وفي الهوسات لا ينازعهم احد، وتذيع الهوسة عن الواحد منهم وتنتشر في تلك الأنحاء كأنها قول مأثور، او كلمة نافذة، وعشيرتهم كبيرة جدًا. ويسكنون الغرّاف في البزايز، وقسم كبير منهم في أنحاء العمارة، يحفظون أنهم جاءوا من المنتفق، وفي قويم الفرج بعد الشدة سماهم الازيرك. وكذا في سياحتنامهء حدود، وفي كتب التاريخ. وحوادثهم معروفة. وفرقهم: ١ - البو ناصر. في شط الكسر وأم الدود. وفروعهم: (١) البو علوان: الرؤساء. رئيسهم كاطع البطي. وتوفي في ١٤ حزيران سنة ١٩٤٤ (٢٢ جمادى الثانية سنة ١٣٦٣هـ) عن عمر يناهز ٧٠ عاما. وكان من المشاهير في الكرم والشمائل العربية انتخب ممثلا للواء المنتفق في المجلس التاسيسي العراقي ثم انتخب نائبًا مرات عديدة. واليوم ابنه الرئيس الاول محمد واخوته.
(٢) البو عويد. رئيسه رداد آل علي.
(٣) البو عوفي. رئيسهم مانع بن خلف الشذر.
(٤) الزكانة (الجكانة) . رئيسهم طاهر بن محسن آل نياز.
٢ - البو حميرة من البطنجة ويتفرعون الى
(١) السكران: يرأسهم حسين العبد الله وشياع الرويض. ومنهم الجادر. رئيسهم خلف الحسان، والمذكور. رئيسهم نجم العبد الله، والمشكور. رئيسهم مطلك الخضير، المعارج. رئيسهم رويضي البشارة وتوفي فخلفه ابنه مزهر، والمشاكل. رئيسهم مزهر، والعريزة. رئيسه ناظر الحسين، والكاطع. رئيسهم جوده الطخاخ، والبو سمرة. رئيسهم ديوان الظاهر، والطعان. رئيسهم ذبيّح الطعان، ومنهم من يعدّ (الجادر) فرقة. وكذا (المعارج) .
(٢) العبيدات: رؤساؤهم منشد آل عفراوي وكوني العكال. ومنهم العبود: رئيسهم الكويطع، والدهيم: رئيسهم صريج المايع، والبو حنون: رئيسهم عفراوي الشلال. والآن ابنه منشد، والمشاليش: رئيسهم خلف العلاج.
٣ - البو حوالة ورؤساؤهم عليوي المطشر وعبود المنيخر. ويسكنون في البطنجة. وفروعهم
(١) الخضير: رئيسهم عليوي المطشر. وكانت الرئاسة فيهم ...
(٢) المنيخر: رئيسهم عبود المنيخر.
(٣) الشنيف: رئيسهم شبيب الشنيف.
(٤) البو زركة: رئيسهم مهوّس أبو زركة.
٤ - البو وطيوط: رئيسهم الحاج حميدي الفاضل ومحمد آل فليح. يسكنون البطنجة. ومنهم من يعدهم من البو حوالة: (١) البو وطيوط. الرؤساء.
(٢) آل تركي: رئيسهم حسن بن محمد الفليح. ومنهم من يعدهم فرعًا مستقلًا عب البو وطيوط.
(٣) الدبيس: رئيسهم نبيش الحسن.
وهؤلاء مع البو حواله يقال لهم (آل محمود) . وبعضهم يرى أن آل محمود يتكون من البو حوالة، والبو وطيوط، والبو تركي، والدبيس. وهذا هو الاشبه بالصواب.
٥ - آل سهلان: في الحميدي (شط قديم) في السبل: (١) آل حرامي: ومنهم (المخاصم) . رئيسهم مسيّر آل عرنوس، والبو عكيب. رئيسهم شخيتر الخلاوي.
(٢) البو حبيل: رئيسهم محمد اللازم. ومنهم (الربودة)، رئيسهم جفيّت الحسين، والصبر: رئيسهم ظاهر آل نزّال.
(٣) البو جمعة: رئيسهم عباس آل مجرّد (آل ميرد) .
(٤) البو كريدي: رؤساؤهم محمد وماهود أولاد فرهود.
(٥) آل صبيّح.
(٦) الخميسات: رئيسهم سنيف الجابر.
(٧) الحرابي.
(٨) عبادة.
(٩) الجابر.
(١٠) المدليات.
وهذه الفروع تعد من السهلان، ومنهم من يعدّها من أصل السهلان في البو حبيل، والخميسات والبو جمعة والبو كريدي والحرامي.
٦ - البو يوسف: رئيسهم نايف بن عبد الله العامر. يسكنون أم جميل والسبل: (١) البو عيسى: رئيسهم ابن مرسول. وهؤلاء في السبل ومنهم الفداي، والعبيد.
(٢) البو خضير: ويسكنون العروكة، واليوسفية، والمليحة. رئيسهم عثمان الذرب. ومنهم البو صكر، والثامر. ومنهم الشفيجات: في أم جميل. رئيسهم ابن منخي. وهم (المنخي) الرؤساء، والربيّع.
٧ - البو سعد: الآن يعدّون عشيرة من آل أزيرج رئيسهم سعدون الكريدي. يسكنون في كصّة البو سعد شرقي البدعة في البزايز من الشطرة. وفروعهم: (١) البو عيد: رئيسهم لجام أبو عوده. في ابي حجل في الشطرة.
(٢) البو بدران: رئيسهم حسين الجعيّن.
(٣) البو بحر: رئيسهم فرج الزجي.
(٤) الجدادعة: رئيسهم سعدون الكريدي.
(٥) البو سلطان.
هذا وقد أعتمدنا على كثيرين، فكتبنا ما تمكنّا ولا نحاسب على أكثر من استطاعتنا.
٢ - ازيرج العمارة
رئيس الازيرج الشيخ مطلك ابن الشيخ سلمان المنشد، وتوفي في لندن انبأت جريدة (الاخبار) بذلك في ٥ - ٩ - ١٩٥٤م. ومنشد بن مذخور بن منصور بن مهنا بن فروجي بن جبينه بن عطوان بن ربيع. وهم الآن في المجر الصغير وهم من الذين في لواء المنتفك، ونخوتهم (حمير)، والرؤساء من البو خضير. ومن رؤسائهم أيضًا الشيخ شواي الفهد المذحور ابن عم سلمان المنشد. والرؤساء اليوم آل الشيخ شواي. والشيخ ثكال المهادي، والشيخ جثير المطلك السلمان.
ومن هؤلاء الشيخ عبد الكريم الشواي كان نائب العمارة سنة ١٩٤٧م. وكان ولي رئاسة العشيرة بعد وفاة والده. وفرقهم: ١ - البو عطوان: وهم بيت حيدر، وآل جبينة والكورجة (البو خويطر)،والبو كريم، والبو غانم، وبيت مذخور. الرؤساء. ومنهم: بيت مهنا، وبيت فهد، وبيت منشد. ومنهم: البو رويجح، والزهيوات.
٢ - آل ربيع: رئيسهم شيشخان بن جويلي. ومن نسب الرؤساء تعرف مكانة آل ربيع ودرجة اتصالهم بالبو عطوان. وهم: البو وينس. والبو خميس. والبو عمار، والبو حسينات، وآل باغي، وآل بو كليل (بتفخيم اللام) والبو كريم. والبو ابراهيم.
٣ - الحريشيون رئيسهم محمد بن منشد. ولم يتعين لي وجه اتصال بمن سبق. وهم بيت حبيتر، الرؤساء، والبو عبد علي، والبلاعطه، والبو حبل، والفريجات، والمغاوجه، والدليلات، وبيت شمال.
ومن هؤلاء: (أهل النص) بيت حبيتر، والبو حبل، والدليلات وبيت شمال والبلاعطة والفريجات، وكذا (البو علي) .
٤ - السواعد. ويسمون (البتران) . ذكرناهم في السواعد (١) وهم (سواعد الازيرج) . وهؤلاء اتفقوا معهم. ومنهم من يعدّهم من آل ازيرج. وهم البو مزيد، والبو عبا، والحرادنة، والحجاج والبو سعيدان، وبيت المزلغف، وأهل العمارة.
ومن مطالب عديدة، واستطلاعات كثيرة نقطع بأن كثيرين صاروا يعدّون منهم (٢) .
والملحوظ ان عشائر الارياف متداخلة كثيرًا. يصعب أن نفصل بعض فروعها من بعض الا أننا عددناها (زبيدية) أو حميرية وان اختلفت في عوائدها او غالبها بعامل الموطن كما ان طريق انتشار العشائر مشهود، والاتصال متقارب، ومؤيد بنصوص تأريخية أيضًا من أيام الفتح وما تلاه من هجرات.
زبيد الاصغر
١ - الجبور
من عشائر زبيد الاصغر المنبثّة في أنحاء عديدة من العراق. ولها كثرتها في مجموعات. ومن نصوص عديدة انها تمتّ الى عمرو بن معدي كرب الزبيدي من زبيد الاصغر وهم من بني عمرو وفي نجد الجبور والعزّة من آل سبيع وهم من عشائر متجمّعة. والقربى متواترة بينهم وبين العزّة والدليم والعبيد. وهذا يفسر أن الكلّ من (زبيد) . وكانت صيحتهم واحدة، وان القربى القريبة والبعيدة كلّها تؤيد صلة النسب. وكذا محفوظ العشائر.
جاء في عشائر الشام: «يزعم الجبور أنهم قحطانيون، ومن زبيد، ومن أعقاب الصحابي الجليل أبي ثور عمرو بن معدي كرب الزبيدي ... ويعتبرون أنفسهم للقحطانية والزبيدية ...» اه (١) .
وفي عنوان المجد أنهم من زبيد الاكبر. وليس بصواب. انما يمتون الى زبيد الأصغر. ونخوة بعضهم (حمير)، والنخوة العامة (عمرو) مما يدل على ان الرئاسة كانت لعمرو بن معدي كرب. وقد سمعت منهم كثيرًا أن العزة أولاد جبر، ومثلهم الجنابيون، ويعدّون الدليم اخوانًا لهم. والعبيد أصلهم من جبر أيضًا. وهذه المحفوظات لم يؤيدها نقل. وانما يراد بها الصلة والقربى، والطفرة بين ما جاء بعد جبر من أجداد كبيرة ولا تقوى على النقد. ومثلها الاتصال بعمرو بن معدي كرب. وانما تفيد الاجمال ومجرد الصلة.
وقال الحيدري: «من أجلّ عشائر العراق الجبور. وهم قبائل كثيرة من حمير القحطانية من العرب العاربة وهم بنو عمّ العبيد. وعبيد شقيق جبر» اه (٢) . وفي نجد عدّهم من عشائر سبيع.
ومواطن سكناها في لواء ديالى، وفي لواء بغداد في اليوسفية، وفي لواء الحلة، وأنحاء الموصل وفي الزاب الكبير، وفي الخابور، وفي الديوانية ... ولم تكن النخوة عامّة. فمنهم من يقول (حمير)، و(عمرو)، و(أولاد جبر)، ومنهم (أولاد المر)، ومنهم من يقول (عجم) وأصحاب هذه النخوة في أنحاء الحلة والديوانية. والرئاسة لم تكن عامة لأسرة أو فخذ بعينه، وانمّا لكلّ فريق رئيس أو رؤساء.
واتصالات الأنساب في عشائر الجبور صعبة. فلم نجد غير المسموع، ولم نعثر في كتب التأريخ ما يعين تأريخ اشتقاقها من زبيد الا انه متواتر، وكذا ما نجم منها. فالعشيرة كبيرة، تفرقت وزاد تشعبها مما دعا أن لا يركن الى المسموع الا باحتراس.
يقولون: ان الجبور من عامر وعميرة وسالم ومحمد وعمرو اولاد جبر. والباقون جنايد. ثم اني عثرت على كتاب مهم لأحد علماء بغداد المشاهير وهو سلطان ابن ناصر الجبوري من رجال أوائل القرن الثاني عشر (تأريخ العراق ج٥ ص٣١٠) يوضح فيه ما يؤيد المسموع من انسابهم.
وهذا الكتاب هو (سلم الانتفاع الى الامتاع بالآربعين المتباينة بشرط السماع) شرح به مؤلفه كتاب شهاب الدين احمد بن علي العسقلاني.
قال فيه انه: سلطان بن ناصر بن احمد بن علي بن مرهج بن ابراهيم ابن جبر بن حسين بن (نجاد) بن عامر بن بشر بن جبارة بن (جبر) . وجبر الاخير جد الجبور. و(البو نجاد) يأتي ذكرهم. وهذا الكتاب كتب بخطه ليلة السبت ١٣ المحرم سنة ١١٢٤هـ. وسلطان بن ناصر الجبوري هو أحد أساتذة الشيخ عبد الله السويدي. ومن ذريته اليوم الاستاذ عبد الكريم ابن بافي، ورشيد ورفعت ولدا هندي الداود وهو جدهم بن سالم بن محمد ابن وعر بن حسين بن سلطان بن ناصر المذكور أعلاه.
ومن بشر بن جبارة بن جبر تفرع: ١ - سالم. ومنه (البو سالم) .
٢ - عامر. ومنه أولاده نجاد ومنه (البو نجاد)، وطعمه ومنه (البو طعمه)، وهيجل ومنه (البو هيجل)، و(جبور الواوي) .
٣ - عميرة. ومنه (البو عميرة) .
٤ - محمد. ومنه (الكضاه) .
٥ - عمر. ومنه (البو خطاب) .
وهذه التفرعات ترجع اليها جميع عشائر الجبور.
١ - البو سالم
هؤلاءأولاد (سالم بن بشر) يسكن فروعهم في أنحاء الموصل. رئيسهم حمود النادوس. ومنهم في انحاء بغداد ويقال لهم (الرشيدات) ...
وفي الموصل من البو سالم نرى قسمًا ًكبيرًا يسكن قرية زنازل التابعة لناحية الحميدات ويمتدون الى زمار يبلغون نحو ٦٠ قرية. وبينهم الشويخ والملحم. ومنهم في أنحاء سورية.
٢ - البو عامر
اولاد عامر بن بشر بن جبارة بن جبرويتشعب منهم فرق كثيرة ومن هذه: ١ - البو طعمة:في أنحاء مختلفة مشتتين. ونخوتهم (ولد المرّ) .وهؤلاء من عامر بن بشر بن جبارة بن جبر. وفرقهم: (١) الحمد الحسين:رئيسهم صالح العلي الأحمد في أراضي الجنيبه جي من أطراف بغداد.وفرحان العنبر في بزاير نهر ديالى، ويمتدون الى سلمان باك (سلمان الفارسي رض) والى الجانب الشرقي من دجلة. ومنهم الدربيون، والخليفة، والمزنة. ومن الدربيين علي بن فرحان بن حمد ابن عبد الله بن عبيد بن حديد بن محمد بن حسين (الفخذ) ابن زنون بن وشاح ابن طعمة رأس الفخذ الاصلي.
(٢) المعيديون:رئيسهم عيسى الحمادي السالم. من أولاد سليمان الزنون. يقيمون في اليوسفية وعلى الشط الى أراضي الديوانية (قرب أراضي الحرية) في انحاء الصويرة.
(٣) العمر السالم:رئيسهم سلمان الخلف الوردي ومحمد العطية. وهؤلاء في جهة ديالى الى سلمان باك ومنهم (البراغثة) في لواء ديالى الى سلمان باك. والسالم، والمحمد العلي، والموسى العلي، والفرج الحمد والحسين الحمد، والبتّور ومنهم من يعد العمر السالم فخذًا يرأسهم سلمان الخلف ومحمد العطية ومنهم البراغثة والسالم والبتّور.
٢ - التراجمة
وهؤلاء أولاد تركمان الحمد بن ذنون. ومنهم في المنصورية ٦٠ بيتًا. رئيسهم خلف العنزان. ومنهم في شروين ويبلغون نحو ٣٠٠ بيت وفي أماكن عديدة. وفروعهم: (١) الثابت. في اليوسفية. رؤسائهم الحاج خضير وتوفي سنة ١٩٣٧م وعلوان وزيدان وقد توفيا. وهم أخوة ومنهم:المحمد السالم والابراهيم السالم. والعلى السالم (التجرات) والسليمان الداود (الصلانية) .
(٢) الوردي. أو البو وردي في لواء ديالى من الثابت. رئيسهم فهد الموسى. وهم في المقدادية وسنسل.
(٣) الهرامشة. رئيسهم سليم الموسى. في السياقية والزنبرانية وفي الخرنينة. وهناك رئيسهم محمد الحمد. ومنهم في شروين.
٣ - المرعب رئيسهم عطيه العبد الله ومنهم في صدور شهربان وفي الهارونية وفي وقزلرباط (السعدية) رئيسهم علي الوكاع. ومن رؤسائهم صالح العنبر. ومنهم الليفي والمرادات.
٤ - الشويعل رئيسهم عواد السلطان. منهم في شروين وفي شرهبان وقزلرباط (السعدية) والزوية.
٥ - البو مطر رئيسهم نجم العبد الله عليوي.
٦ - الصباهنة - في جبل حمرين.
٧ - البو فياض في جبل حمرين وفي الخرنينة.
٨ - الهويشات في سنسل.
٣ - البو نجاد
وهؤلاء أولاد نجاد بن عامر بن بشر بن جبارة بن جبو ويتفرعون من (حسين النجاد) .ومن (صالح النجاد) .
١ - البو حسين النجاد: يمتدون من الضلوعية الى الزاب الاعلى والى حمام علي والى الموصل. وفروعهم: (١) الصكر. رئيسهم محمد العبد الله الحسن المهيري. يقيمون في تل علي - زاب البو حمدان. وبيت الرئاسة في هذا الفخذ. وهم (المهيريون) وقسم في الشرقاط في قرى شميط.
(٢) العكلي. عيسى الترك. في الحلوه من الزاب وقبالة الشرقاط. وفي أنحاء شمامك. ومنهم (الشيخ محمد) .ورئيسهم محمود العيسى الترك. و(المشهد) .رئيسهم جاسم المحمد.
(٣) البو غزاة. رئيسهم عبد الله الظاهرالحمد وملا ابراهيم وملاعبيد. في الشك عند مخلط الزاب في الجانب الشمالي وفي سديرة والزاب.
(٤) الرملي. رئيسهم عبد الرحمان الحسين وعبد الرزاق المحمد ورضوان العبد الجاثي في السديرة السفلى في شمامك. ومنهم في التاجي. ومن فروعهم (المتان) ورئيسهم الشيخ لطيف الحمد.
(٥) الحجّاج. رئيسهم شلاش الخلف الفرج. كانوا في الجرناف من الشرقاط. والآن في صبيح من أنحاء شمائك والنمل والزوية في صوب الجزيرة، وفي جبل مسحك والخرنينة. وذكرهم صاحب التقرير الرسمي المؤرخ ١٨ شعبان سنة ١٣١٢هـ - ١٨٩٥م جاء فيه أن رئيسهم خلفًا. وقسم من هؤلاء فلاحون. ويقيمون تجاه الخرنينة في الجانب الايسر من دجلة. مالوا الى هذه المواطن لما حدث بينهم وبين الفرق الاخرى من الجبور فسكنوا من (لكلك) الى تكريت على الشاطي. وبقى منهم من لم يكن فلاحًا في جبل حمرين. ويزرعون الحنطة والشعير والسمسم. وليس لهم اليوم نزاع مع الغزاه والبوعبد ربه والبو خطاب ... وعندي نسخة من هذا التقرير. ومنهم (الحوري) .ورئيسهم بنيان السلطان وشلال الخلف. و(المصطفى) .ورئيسهم خلف الحمادي. و(العبدان) .ورئيسهم طه المسمار. و(الشيالي) .ورئيسهم سميط العويد. ويتبعهم (الحبيسات) .
(٦) البو جبر. ومنهم: (العبد الله) ورئيسهم عبد الحميد السلامة ابن حسين بن حسن الظاهر العبد الله الجاسم الداب في الضلوعية وقد توفي. والآن ابنه شويش.
ومن العبد الله (الشيخ حمد العبد الله)، و(المحمد العبد الله)، و(الظاهر العبد الله) .ومن رؤسائهم الملا كوان بن سلمان بن حمد بن بشر ابن الشيخ حمد العبد الله بن جاسم بن داب بن حمد بن محمد بن حمدان ابن جبر بن حسين بن نجاد. والفروع ترجع الى هؤلاء.
والعبد الله (الدّاب) .رئيسهم محمود العبد في الخرجة من تكريت (صوب الحويجة) .وهم أولاد حمدان الجبر ومنهم (الحسين الداب)،و(الجاسم الداب) وكل منهما يتوزع الى فروع تالية ومنهم (العمران) أولاد جاسم الداب ورئيسهم محمد الخلف العيسى والعبد الله الجاسم في الضلوعية وفي تكريت والبشر الجاسم في أنحاء كركوك.
و(البوجحش) ورئيسهم خلف الصكر. في الغرّيب في مهد الزاب (صوب الحويجة) .وهم أولاد ابراهيم الجبر. ومنهم الغرب والمحمد الحسين.
و(الحسن الجاسم) ورئيسهم سلمان الوكاع وهم في الماحوز في أنحاء كركوك قرب شبكية. وهم من البو جبر من حمدان الجبر.
و(الدناديش) .منهم في كركوك ومنهم في الضلوعية.
٢ - البو صالح النجاد
(١) الامام. في الزاب. يرأسهم ناصر بن محمد الحمد وعبيد العبد الله الزريخ في كنعوص في عربي الهيجل، والجحلة قبالة كنعوص. وهم أولاد صالح النجاد.
٤ - الهيجل
هم أولاد هيجل بن عامر بن بشر بن جبارة بن جبر. وتتصل فروع يسكنون في المنكوبة، والكيارة، والشورة، والزاوية، رئيسهم محمد ابن عبد المجيد العبد ربه وهو رئيس عام. ومنهم في سورية مقدار وافر ذكرهم صاحب عشائر الشام. وعندنا: ١ - الشويخ. من شويخ الجاموس بن محاسن بن هيجل غربي الموصل في أراضي زمار. رئيسهم الشيخ شاهر بن داغر وشاهر السلمان: (١) الداغر.
(٢) الحسون.
(٣) العلي.
(٤) العبد الله.
ومنهم (الشويخات) في الدور وهم البوهدي، والبوعمر، والبو حسين الاحمد، والبو عيادة، والى الشويخات ينتسب الاستاذ المحامي عبد المحسن وأخوه الدكتور عبد العزيز الدوري. ورئيسهم الحاج أسعد الطه. والآن ابنه محمد.
٢ - الملحم. من اخوة هؤلاء وهو ملحم الهيجل. وهم في سورية في الخابور بكثرة. رئيسهم عبد العزيزبن مسلط باشا المحمد أمين وجميل ابن مسلط باشا ... وفي عشائر الشام أوسع الكلام فيهم.
٣ - الحريث. رئيسهم حسين العلي.
٤ - المحاسنة. رئيسهم الخبل.
٥ - الصبح.
٦ - الهزيم.
٧ - البو مانع.
٨ - البكه.
٩ - الجاموس.
وجاموس هذا هو ابن شويخ بن جاموس بن محاسن بن هيجل.
ويتفرع الى: (١) الناصر. رئيسهم عبد العزيز بن حمود وصالح الظاهر. ومنهم (المحمد) .أعني محمد الحمد، و(الحسين) .أعني حسين المحمد.
(٢) الفرج. أي فرج الجاموس. رئيسهم خلف المنصور. ومنهم (الحمد) .أع حمد الفرج، و(العمارة) .أي عمارة الفرج.
(٣) الظاهر. من ظاهر الجاموس رئيسهم محمد الحسن الحمادي. ومنهم (الصالح) .و(الزيادين) .
(٤) العجل (عجل الجاموس) .رئيسهم ملا منصور النجم. ومنهم (المحمد)، و(العايد)، و(الصالح)، و(العلّو) .
(٣) البو بركة.
(٤) البو غزال.
(٥) الخوابرة. في الحرية. والغنّامة منهم يسكنون مع زوبع. وهم من البو شطي.
٢ - البو حامد
(١) البو حامد.
(٢) البو حسين.
(٣) البو علي.
(٤) البو محمد.
٣ - البو حمير نخوتهم (حمير) . وهم في الوردية، وفي اليوسفية. وكان رئيسهم ذياب الخريبط فتوفي. وكذا ابنه جبر. وفروعهم
(١) البو جراد. ومنهم البو نافع. وهم البو حاشي. والبو حسان. ومنهم البو بجري وهم البو خلوي ونفس البو بجري ورئيسهم ذياب الخريبط. ومنهم من يعد البو نافع والبو بجري مستقلين.
(٢) البو سليمان. ومنهم العطيوي.
ومنهم من عد من البو حمير (البو وحش)، و(البو خدّام)، و(البو عكيّب)، و(البو سليمة)، و(الكرعان)، و(الكريشات) ...
والملحوظ أن فروعهم متشعبة ومتفرقة وهم كثيرون ومنهم من عدّهم من شمر. جاءوا من نجد وأنهم أولاد أخت لحمير. والصواب ما ذكرنا.
٦ - العمار
من زبيد. ورؤساؤهم مغير بن سليمان الحمور وحاجي منيهل المرجان. يسكنون في النيل من توابع الحلة. وقيل انهم من البو موسى من الجحيش. والصحيح أنهم مستقلون. ومن العمار: (١) البو عرار. ورئيسهم مغير بن سليمان الحمور.
(٢) البو عمري. ورئيسهم الحاج منيهل المرجان.
عشائر اخرى زبيدية وحميرية
١ - آل حميد
هذه العشيرة معدودة من الاجود ضمن (غزية) ولا تمتّ اليها بصلة نسبية وانما هي من العشائر الزبيدية وبالتعبير الاولى من الحميرية. وآل حميد قسم منهم بدو. والقسم الآخر من أهل الأرياف. تكاثرت فروعها فاستقلّ كلّ فرع وصار عشيرة قائمة برأسها. وان كان الجميع في وحدة. وهم داخل قضاء الرفاعي.
والبدو منهم: ١ - آل رميح. رئيسهم جلوي آل رميح.
٢ - العويس. رئيسهم ابن منيف.
٣ - العتول. رئيسهم عطار الرميج.
٤ - السحيم. رئيسهم داود بن سطام السحيم ومنهم المهملة. والشاهين.
٥ - السوالم. رئيسهم جردم بن مرشد.
٦ - العايد. رئيسهم خضر الجبر.
وهؤلاء ذكرهم البسام في عشائره.
وأما الريفيون فأنّهم يتفرعون الى: ١ - الصريفيين.
٢ - العتاب.
٣ - الطوكية.
٤ - الشويلات.
٥ - المراشدة.
٦ - اللغويين.
٧ - القراغول.
علمت ذلك من الاستاذ يعقوب سركيس ومن آخرين من نفس العشيرة. وهي كبيرة جدًا، وبعض فروعها اكتسبت وضع عشيرة.
١ - الصريفيون
أصلهم من آل حميد ونخوتهم (أولاد حايب) في أراضي الجزيرة على الغرّاف. وعدّهم صاحب (سياحة نامه حدود) عشيرة قائمة برأسها من عشائر الأجود وهي من آل حميد وأفخاذها: (١) آل سويدان. رئيسهم محمد الياكوت.
(٢) آل جمعان. رئيسهم كصير آل مصارع وعويد الروضان.
(٣) البردي. رئيسهم حاجي كايم البردي. وقد توفي.
(٤) آل حمدان. رئيسهم حمادي بن سطيّح.
٢ - العتاب
رئيسهم يوسف أبو رهن. نخوتهم (صلفه) في أراضي صديفه وهم من آل حميد. ذكرهم صاحب (سياحتنامه حدود) وبين أن نفوسهم كانت نحو خمسمائة بيت (١) .
فرقهم: (١) البو حمود. الرؤساء.
(٢) آل جريم. رئيسهم حسن آل علي.
(٣) البو صكر. رئيسهم سلمان آل رجه.
(٤) الدغيزات. رئيسهم ياسر آل ناهي ومنه علمت آل حميد.
(٥) البو رامي. رئيسهم ياسر آل ناهي.
٣ - الطوكية.
رئيسهم سعدون آل ياسين المشلب. ونخوتهم (أخوة خضره) في أراضي الجزيرة بقرب قلعة سكر. وهم فرع من الحميد. وعدهم صاحب (سياحتنامهء حدود) من الأجود وهم من الحميد. هذا هو المسموع. وجاء في القزيني «الطوقية قبيلة من ربيعة في العراق».اه (٢) .
فرقهم: (١) المشلب. الرؤساء.
(٢) المغصوب. رئيسهم ابن ملا شائع.
(٣) الطربوش. رئيسهم كزار بن ناصر. ومساكنهم قرب قلعة سكر.
(٤) السلايط. رئيسهم نعمان.
(٥) الشرهاب. وعدّهم (صاحب سياحتنامهء حدود) فرقة من الاجود على حالها.
ويتبعهم: (١) بنو تميم. رئيسهم جحش بن حسين آل معيدي.
(٢) حجّام. رئيسهم مطلك آل طراد الجهف.
(٣) الخويلد. رئيسهم ابن بزيع. ومنهم من يعدّ هؤلاء فرعًا برأسه من فروع الحميد. وليس بصواب وإنما يعدّون عشائرهم إلى النعطة. ودخلتهم عشائر أخرى منهم مختلطون بتميم وحجام وغيرهما. بين عشائرهم باعتبار انهم في عداد الاجود.
٤ - الشويلات
رئيسهم موحان آل خيرالله ونخوتهم (أولاد حمير) وهم من آل حميد وعدّهم في (سياحتنامهء حدود) من الاجود. وليس بصواب وانما يعدون بين عشائرهم باعتبار انهم في عداد الاجود.
وفروعهم: (١) الخير الله. رئيسهم الشيخ موحان الخير الله وهو رئيس العموم. في أراضي العبد في الغراف. وهو نائب في المجلس مرات عديدة. وكان والده رئيسًا وهو الشيخ يوسف الجابر آل خير الله.
(٢) آل غليم. يرأسهم يوسف آل كعيشيش وياسر آل حمود في أراضي الحارة.
(٣) آلمعاوي. رئيسهم نغيمش بن خليفة آل جرميخ في أراضي الجمرة.
(٤) الحميد.
(٥) البشت. رئيسهم ياسين آل نصّار وقد توفي. والرئيس من أولاد سعدون والرؤساء آل نصّار. وهم في البدعة.
وجاء في عشائر القزويني: «قبيلة من الاجود في العراق» اه (١) . يعدون في زمرتهم وهم ليسوا منهم وانما هم حمير ... ومهنتهم الزراعة. ويقيمون في اراضي العبد، وأراضي الجمرة وما يتبعها من قضاء الرفاعي. وهي عشيرة كبيرة من آل حميد. فأستقلّت بتسميتها.
ومن الشويلات من يسكنون مع البو محمد. وبيوتهم: (١) بيت خويم. رئيسهم علك بن أسد خان.
(٢) الشبابطة. رئيسهم نعمه بن عكله (عقله) .
(٣) بيت الخضاض.
٥ - الكراغول (القراغول): ويعدّون من آل حميد أو هم تابعون لهم. ونخوتهم (ادعي) . يسكنون في الغراف ويتفرعون الى: ١ - آل جنعان. رئيسهم ساجت الحسن.
٢ - آل سهيل. رئيسهم سلامه الحسن السهيل.
٣ - البو خلف. رئيسهم منذر الخلاوي.
٤ - البو عظيم. رئيسهم كريم العبد الخفيف.
٥ - الكاظم. رئيسهم كريم العبد الخفيف.
وهذه القبيلة يعدّها الكثير مستقلة برأسها في حين أنها من آل حميد. ومنهم من يعتبرها ملحقة بها بالنظر لنخوتها.
٦ - آل عكيل
هذه العشيرة قحطانية. وتساكن (آل حميد) . وتعدّ منها. ولم تتعيّن لنا العلاقة. رئيسهم فالح آل غلام. بقرب قلعة سكر. ورد ذكرهم في سياحتنامهء حدود.
٢ - بنو زيد
من العشائر الحميرية. وهي عشيرة مستقلة، متوزعة في مواطن عديدة مما يدلّ على قدمها في العراق. وأكثرها في أنحاء الغرّاف. ونخوتها هناك (زيود) . ففي الغرّاف وحده يبلغون نحو اربعة آلاف بيت. ومنهم: (١) الرواجح.
(٢) آل ملحم.
(٣) آل شمخي.
(٤) آل شديّد.
(٥) الفنجان.
وهؤلاء يجاورون الازيرج وعشائر أخرى عديدة. ومنهم من يسكن أم الفطور شرقي الشطرة ومقاطعة الكوارية وأفخاذهم: (١) آل جبارة. رئيسهم ناصر بن عويش آل محيسن آل جبارة. والآن منصور وأخاه ناصر المذكور.
(٢) آل معن.
(٣) العظيميون. رئيسهم خضر بن سرحان الشراد.
(٤) آل مبارك.
(٥) آل بستان. رئيسهم بجاي آل بستان.
(٦) آل جديّه. رئيسهم سليمان بن شريف بن بندر بن جديّه.
وسليمان هذا نائب سنة ١٩٥٠ وهو صهر صاحب الفخامة الاستاذ صالح جبر. وهم حلف البو سعد في أنحاء الشطرة. ومنهم البو عودة، والبو بحر، وآل جعيّن. ومنهم في السماوة مع بني زريج: من المراشدة. رئيسهم جاسم الزغير ومشعب آل حسين: (١) آل لايد.
(٢) هل النص.
وأما الذين في لواء ديالى وأنحاء سلمان باك فيقال لهم (أولاد بركه) . ورئيسهم الشيخ نفيس بن راشد. ونخوتهم (مرشود) . ففي أنحاء سلمان باك منهم: ١ - بيت لامي.
٢ - زهامنة.
٣ - العراكات.
٤ - بيت جليب.
٥ - بيت تمّام.
٦ - البو مهية.
٧ - بيت كطيمه.
٨ - الغزال. في أماكن عديدة. ومع هؤلاء (البو حامد) من العزة.
وفي لواء ديالى وهور عقرقوف والمحمودية: (١) العبابسة. الرؤساء في ديالى وعقرقوف وفي الشلشل من الضلوعية. رئيسهم ابراهيم بن حبيب السلمان.
(٢) البو رجيب في لواء ديالى.
(٣) البو خزام في لواء ديالى.
(٤) البو سرّاط. في لواء ديالى.
(٥) البو كردي. أندمجوا في البو عباس (العبابسة) .
(٦) آل نارين. في أنحاء المحمودية.
(٧) الملالي. في ديالى.
(٨) العساكره. في أنحاء الحلة.
(٩) اللفته. في أنحاء الحلة.
(١٠) الرواشد. في مهروت وبركنية وفي مرهوت رئيسهم سلمان السعدون ونخوتهم أولاد فاطمة و(مرشود) .
٣ - البو محمد
من عشائر (زبيد) . صرح بذلك الحيدري في عنوان المجد (١) . ولم تتعين لنا جهة الاتصال. أما الرؤساء فقد عيّن أنهم من العزة. وذكر صاحب (سياحتنامهء حدود) قبل أكثر من مائة سنة انها من العشائر الكبيرة تسكن جانبي دجلة من محل يقال له نهر (أم الجمل) وتمتد حتى تربة العزير (ع) . وكانت تابعة الى (بني لام) . وفي أيام داود باشا والى بغداد جعل قسمًا منها تابعًا للمنتفق. وأما ما هو من أم الجمل وما فوق فلا يزال تابعًا الى بني لام، ولا يزالون في مواطنهم. وأوضح ان القسم التابع الى المنتفق يبلغ ثلاثة آلاف بيت (١) . ويظهر من هذا البيان ان عشائر عديدة كانت تابعة الى عشيرة (البو محمد) في لواء العمارة وهي صلة ادارية ولا يعقل أتصال هؤلاء بمن ذكر صاحب (موجز تاريخ عشائر العمارة) (٢) . ولا يصح أرجاع تكونهم الى سنة ١١٦٠هـ - ١٧٤١م، بحيث بلغ قسم منهم ثلاثة آلاف بيت قبل مائة سنة تقريبًا.
فالقصّة التي ذكرها صاحب موجز تاريخ عشائر العمارة فبها نظر وأنما يعرفون أنفسهم أنهم من العزّة. وسكنوا تلك الاصقاع وترأسوا على العشائر. والعزّة يعرفونهم كذلك. وهم من أخوة بكر من البو محمد. والا فلا يعرف تسلسله من (محمد بن حسن المروح) ونزوحه الى تلك الانحاء ولا من يسمّى بالشيخ ديوان في أراضي الشوهاني (ورد الشيهاني) ... من مواطن العزّة.
وأشتقاق التالين من الشخص المحفوظ لا يحتمل وقوعه. وربما كان لتقريب الصلة استفادة من نسيان أسماء الاجداد البعيدين.
وان الاستاذ ابراهيم فصيح الحيدري يؤيد ان الرؤساء من العزّة. وان عشائر كثيرة تولى رئاستها آخرون من غيرها. فلا وجه للتشكيك والملامح يدعيها أو يركن اليها كثير ممن لا يعوّل على أقوالهم وليس لهم من المعرفة ما يقطع في مثل هذه الامور بل يكذبها ما نشاهده في عشائرنا.
ودخلت عشيرة البو محمد عشائر كثيرة من زبيد وغيرهم من المعادي. قال السيد ابراهيم فصيح الحيدري في عنوان المجد: «البو محمد من عشائر العمارة ... وهي لكثرتها لا تحصى. وشيوخها آل فيصل من عشيرة العزّة ... تمعدنوا وهم جميعا من قحطان» اه (٣) .
وكان قوله صحيحًا ̧هذه العشيرة من أكبر العشائر في أنحاء العمارة ولا يحتمل أن تتفرع من جدّ واحد في وقت قريب منّا. وهي تتعهد الزراعة وتربية الماشية. يسكنون الجحلة، والمجر، والمجرية، والكسرة، والحفير، والشط.
وغالب الفروع المعدودة نرى أرتباطها بالرئاسة من حيث الادارة، ولا نجد صلة غير الزبيدية المحفوظة. ويتنخون (أخوة باشه) .
عمود النسب
في كتاب (موجز تاريخ عشائر العمارة) تعداد أسماء الرؤساء فلم يترك أحدًا الا عدّه متفرّعًا من (محمد) الذي يمتّ اليه (البو محمد) . والاقرب للصواب أسماء بيت الرئاسة. وأما تكوّن الفروع الاخرى وعلاقتها ب (محمد) جدّ العشيرة فهذا صعب التسليم.
وجاء ذكر أول فخذ وهو (بيت لويلو) من الرؤساء وانه ابن جامل ابن سعد بن محمد (جدّ الهشيرة) . ولا ننازع في هذا فالرؤساء من البو محمد.
ونعتقد ان هؤلاء (البو محمد) من الفخذ المعروف من اخوة (البو بكر) من العزّة نزح بعض رجالهم ويصحّ ان يكون اسمه محمدًا أيضًا ولكن الاشكال كلّ الاشكال في انه محمد بن حسن المروح. من جهة مروح في العزّة قريب العهد (١) . وأتصال بعض الفخاذ ب (محمد) لا يراد به الاّ تقريب للعشائر لتقوية الصلة بين الرئاسة.
ولاّجل معرفة أصل هذه العشيرة نذكر أحد الرؤساء البارزين وهو الشيخ (محمد بن عريبي بن وادي بن منشد بن خليفة بن داغر بن صبر ابن لويلو بن جامل بن سعد بن محمد الجد الاعلى) . وفرقهم: ١ - بيت لويلو: وهذا عرفنا أتصاله ب (محمد) رأس فخذ الرؤساء وهذه أشهر فروعه: (١) بيت مشتت.
(٢) بيت ضمد.
(٣) بيت فياض.
(٤) بيت خليفة. وهم الرؤساء ومنهم بيت منشد، ابن خليفة، وبيت فيصل.
٢ - البو عبود
رئيسهم عباس بن حتاجه. ويعدّ عبود الذي ينتسب اليه هذا الفخذ ابن محمد (جدّ العشيرة) . ويتفرع التالون عنه بالأستناد الى المحفوظ. ومن أراد التوسع في هذه الناحية فليرجع الى موجز تاريخ عشائر العمارة. وهو من أهم ما كتب. وليس لدينا ما يعين الصلة سواه.
الرئاسة
(١) بيت شميل.
(٢) البيضان. رئيسهم الحاج شنيار بن كزار.
(٣) البو علي. رئيسهم الحاج محمد ابن الحاج سلمان.
(٤) المصاليخ.
(٥) البو مطير.
(٦) الدعم.
(٧) بيت سليّم.
(٨) بيت (خليفة) .
(٩) الكرعان.
(١٠) بيت الشرشاحي.
وهؤلاء من أولاد محمد أو أحفاده من غير سلسلة لويلو ويدّعون أنهم يتصلون ببيت الرؤساء قبل أن يتفرع (بيت لويلو) .
٣ - الشدة
وهؤلاء من اولاد محمد. ويسكنون الاهوار، ويشتغلون بنسج الحضر وتربية الجاموس.
ومن بيوتهم المعروفة: (١) البو غنام. رئيسهم حسين بن علي.
(٢) النوافل.
(٣) البو بخيت. رئيسهم عبد الله بن جنزيل.
(٤) بيت سليمه.
(٥) الخشانه. رئيسهم خلاوي شنيّف.
٤ - البطابطة
يدعون انهم أولاد بطيبط بن جامل بن سعد بن محمد جدّ العشيرة.
٥ - الحمران
وهؤلاء يتفرعون الى: (١) الشغابنه.
(٢) الفرطوس. ولهم خؤولة مع بيت خليفة. ومنهم الهطرة.
٦ - بيت نصر الله.
يدعون أنهم أولاد جامل بن سعد بن محمد جدّ رؤساء البو محمد. ورئيسهم ناصر. وهؤلاء قرّبهم الرؤساء فكانوا ساعدهم الايمن.
٧ - الفريجات.
رئيسهم سلمان السنجار. يقال انهم من الصبيّح. ومنهم من يقول أنهم أولاد فرج الدارمي (١) ويقال ان محمدًا نزل على هؤلاء وتزوّج منهم. وقويت الأواصر حتى صار الآمر الناهي. وفي الدليم الفريجات من العزّة.
وأفخاذهم: (١) الخضران.
(٢) بيت حميد.
(٣) بيت سعيد.
(٤) الازابج.
(٥) البو خلف.
(٦) الربيعات.
(٧) بيت أحمد.
(٨) بيت ادهيم.
ويلحق ب (البو محمد) عشائر أخرى منهم (المخاورة) و(البهادل) من السراي و(البو زيد) من السراي أيضًا. وكذا (الشويلات) من آل حميد.
والبو محمد بمن يلحق بهم يتكون منهم أغلب عشائر لواء العمارة، وبين من ذكرنا (المعادي) أو (المعدان) وهؤلاء مهمّتهم تربية الجاموس مثل (الشدة) وما الى ذلك. وان الاقوال المتداولة في الاتصال بالجد الاعلى أو الافتراق منه. كل هذه لا تعدو التخمين.
ولا نرى أثرًا للهنود أو الايرانيين. ومثل هذا الزعم انهم من أصل عراقي قديم من سومريين أو ما شابه لا يتجاوز حدود التخرصات. والكلّ متفقون على انهم عرب، وان تربية الجاموس لا تحقق أصلًا غريبًا. وأنّما تعين حاجة اقتضتها الحالة ولا يبعد أن يكون الجاموس موجودًا من أول الفتح، فاستمر. وتدرب العرب على تربيته أو ان الذين تعهدوه قد اندمجوا فلم نعد نفرق بينهم وبين السكان الاصليين. ولا نحتاج في هذا الى مدة طويلة. وللمجاورة أثرها في استقاء النفوس وربما صح أن يكونوا من غير العرب فذابوا فيهم، أو مالوا الى المدن.
والعراق يستقي نفوسه من جزيرة العرب وان هذه الانحاء (لواء العمارة) دخلتها عناصر جديدة مثل بني لام، ومثل كعب كما ان الصولة فيها كانت لعشائر طيء تارة وللمنتفق اخرى. وهكذا جاء ذكر عشائر أخرى لا تزال في تجدّد مستمر. ولا سبب لوقوف هذا التجدّد في الحياة الا في ضبط الحدود ومنع التجول بين الجزيرة العربية والعراق.
ونزوح العرب من الجزيرة ذو علاقة بالحياة الجديدة فان ذلك يمدّها قوّة ونشاطًا في باديتها، ويجعل قسمًا يميل الى المدن فيكون عضوًا في تكوين الحضارة. والقضايا الاجتماعية مرتبطة فلا تدقق العشيرة مجردة لوحدها بل لها اتصال مكين بالعلاقات العامة والخاصة.
ولا شك ان عشائر كثيرة من هذا النوع تعدّ من صنف (المعادي) معروفة الاصل متصلة بعشائر عربية، وكيفما كان فانا لا ندري وجه الاختصاص بتربية الجاموس في أمة دون أخرى. وكيف غرس العربي؟ وان البصرة اول من غرس فيها عربي. فتكاثر الغرس. وان التقرب الى الأرياف يكسب صفاتها. والغفلة أو التدقيق المحدود مما ولّد نقصًا كبيرًا في الآراء، ومن ثم تشتتت الاهواء أو صرنا نقبل بكلّ قول، ونصدق بالمستحيلات.
نعم لا نرى حادثًا عظيمًا وقع بدخول الهنود العراق أو كأننا جئنا بهم لتربية الجاموس. وهي صنعة لا يستطيعها العربي. كما أننا نعتقد ان الثقافة مستمدة من أيران لأن العربي لا يطيق المعرفة. وأمثال ذلك من الخرافات الشائعة الواردة الينا من طريق غير صحيح بل من تضليل الرأي. ساق اليها التعصب القومي من الأمم.
لم يقبل أمثال هؤلاء من الايرانيين تسلّطوا، فحموا علماءهم، وخذلوا العرب فظهر من ظهر. وهكذا لم تنقطع الرغبة العلمية في العرب. ولا نزال نرى علماء منهم ظاهرين. والعشائر معروفة في تيار هجرتها، وفي أتصالاتها، وأن كثرتها تغلبت على ما كان سبقها. ولم تخل الارياف في وقت من عرب حتى أيام الفرس.
ولا يهمنا الا ان نعلم الصلات العشائرية والموجات التي هاجرت عشائر وافرادًا بقلّة وكثرة حتى بلغت ما بلغته في يومنا من صنوف عديدة. ولا نزال نجد أصولها في جزيرة العرب.
ومن الغريب ان نستنطق السحنات والصور أو الاشكال ونركن اليها كحقيقة مما أوقع في اللبس. وكأننا في غفلة عن الشعوب العربية أو كأننا استقصينا الكلّ فحكمنا.
عوارف البو محمد: من أشهر هؤلاء: ١ - عباس بن حتاجه. من البو عبود.
٢ - الحاج محمد بسمايه ابن الحاج سليمان. وكان والده الحاج سليمان الغيلان. من البو عبود عارفة أيضًا.
٣ - الحاج شنيار بن كزار. رئيس البيضان. ويسمون العارفة (فريضة) . والعرف لكلّ مجموعة عشائرية متماثل نوعًا.
عرف العشيرة
١ - ان القاتل يجلى، ويعقر عليه ما لم يفصل. ولا حدّ لاجلائه.
٢ - الفصل عندهم ستّ نسوة ثلاث (مقدمية) وثلاث (تلوية) ويريدون بالأولى ما يقدم، وبالأخرى ما يتلو. والمقدميات يكنّ في الغالب صغيرات، واذا ماتت احداهن تعوض بغيرها حتى تبلغ زواجها وحينئذ تزوج.
٣ - ان من لم تكن له نساء تؤخذ من سائر العشيرة، فاذا لم يكن في أقاربه من تصلح للزواج يميل الى نساء العشيرة، وليس لأحد أن يتأخر من أعطاء أخته أو أبنته وان لم يكن جارمًا، ولكنه يعوض بمبالغ تجمع له من العشيرة ك (سياق) أي مهر فيعطى له، ويقال لهذا (سحوت) .
٤ - تؤخذ على الصيحة أمرأة. وعلى أرتكاب الفعل أمرأتان.
٥ - على الجروح المؤدية الى تعطيل عضو (سقاط) امرأتان، وعلى الشجوج يؤخذ زبون ما لم يولّد عاهة أو عطلًا وحينئذ تؤخذ امرأة.
٦ - الوسكه. تؤخذ من العشيرة، ولا يفرّق بين الاقارب وغيرهم. ولعل التعويض بالنساء يقصد به احياء المقتول من جهة وتكثير النسل من جهة أخرى.
٧ - يتمّ الصلح ب (صاية وراية) .
٨ - الحشم. يسمى عندهم (تسيارًا) .
٤ - عشيرة السواعد من العشائر الزبيدية. وتمت الى السعيد، والى الجحيش. يقولون ان جدّهم الاعلى وهو سعد أخ لسعيد جدّ عشيرة السعيد ترك من الاولاد فضيلًا وآذانًا ومحمدًا سكنوا أراضي الخرمة. وبعد مضي زمن أندرست أراضيهم فمالوا الى الجزائر. وهناك تفرقوا الى قسمين قسم منهم اولاد فضيل وهما مشعل وسعيد بقوا في أراضيهم حتى الآن. وأما ذرية آذان ومحمد فقد نزحوا الى أراضي الخميرة التابعة الى قلعة صالح، ولم يستقر لهم قرار فيها. وانما مالوا الى بويتيل وزبير من الجحلة (الكحلاء) المسماة (مسيعيدة)، وأراضي جريت في المشرّح نزلها (آل جنزيل) في اراضي بويتيل. وكان رئيسها جنزيل بن تريج. وحل (آل عبد السيد) ورئيسهم حمود بن محمد ابن عبد السيد أراضي جريت، وسكن (آل حميدان) ورئيسهم حسين سالم ومعه بنو آذان في أراضي الزبير.
دامت الحروب بينهم وبين بني أسد حتى استقروا في المشرح. وأما بنو آذان فقد مالوا الى آل ازيرج لما وقع بينهم وبين آل جنزيل من معارك ومنازعات. ومنهم من يعدّهم من الازيرج (١) . و(آل حميدان) يقال لهم (الكورجة) لاجتماعهم والتفافهم حول (الاخضر) وهو حسين بن حسان المسمى بالاخضر لجماله ومن ثم صاروا يلقبون بالكورجة ويراد بها كميّة من الخشب مجتمعة بعضها الى بعض. فاطلقت عليهم.
وهذه وأمثالها تعليلات ذكروها بعد الوقوع. ولعل الكورجة ما يسمى أحيانًا ب (لملوم) . وهذه العشيرة فرقتها الحوادث من جهة أن نهرها المشرّح أخذ يضمحلّ. فمالوا اكثريًا إلى البو محمد، والى آل ازيرج والى ايران. وتشتوا في الأنحاء لضرورة المعيشة، وللمنازعات دخل أيضًا. وهم اكثر من السودان. والمعروف أنهم من العشائر الحميرية القحطانية. وباقي الآراء لا يقطع بها. ونخوتهم (بشخة) . وليس لهم رئيس عام.
وفرقهم: ١ - بيت زامل: يرأسهم بداي المجيسر ومحمد بن موسى بن زامل، وعلي الخلف، والحاج لعيبي آل ماذي. وهم: (١) الحوّاس.
(٢) الغرّة.
(٣) العبيّات. رئيسهم رميح.
(٤) بيت صخر.
(٥) البو حافظ.
(٦) البو ذراع.
(٧) بيت بداح.
(٨) الشهابات.
(٩) بيت جنزيل. ومنه الرؤساء.
(١٠) بيت تخيته. رئيسهم العيبي بن ماذي بن فنجان بن زامل.
(١١) بيت محمد. رئيسهم بداي.
(١٢) المومنون.
٢ - بيت عبد السيد: وهولاء أولاد عبد السيد بن عزيز بن رطان ابن محمد بن سعد. وهم: (١) بيت عبد السيد.
(٢) بيت سرحان.
(٣) بيت داغه.
(٤) بيت حمود.
(٥) بيت مانع. منه الرؤساء.
(٦) بيت سلس.
(٧) آل شامي.
(٨) البو حسان.
(٩) البو فندي.
(١٠) الكوارث.
٣ - الكورجة: ذكرنا سبب تسميتهم. ومنهم من يقول تجمّعوا على أعدائهم فقيل لهم ذلك. ونخوتهم (اخوة غنمة) ورؤسائهم علي وشبيب وشبل أولاد شياع بن حسين بن حسان بن حميدان. وهذه بدايدهم: (١) بيت حميدان.
(٢) البو حوف.
(٣) البو سكندر.
(٤) البو عاشور.
(٥) البو هليّل.
(٦) البو دوّه.
(٧) اللعاوسة.
(٨) البو غدير.
(٩) البو شبيّل.
(١٠) بيت حسان. وهم الرؤساء. ومنهم صادج بن غضبان. والآن اولاده.
(١١) البو دومة.
ويعزوا هولاء اندثار نهرهم الى البو محمد. فان الحكومة كانت تراعيهم، فلم يستطيعوا مقاومتهم في اصلاح نهرهم. وان رؤسائهم متنعمون لا يبالون ومن ثم تبعثر أمرهم. وفي هذه الأيام يحكى أن الرؤساء تنعّموا اكثر فعادوا لا يبالون. يجمعون ما يسمون ب (الحوشيين) وهم أشبه بالجند يتبعون أوامرهم، ويقومون بما يطلب منهم، وهم غير العشيرة فكان الضرر أكبر. واشتهر السواعد بالهوسات.
تحققت ذلك من كثيرين في أوقات مختلفة آخرها في ١٩٩١٩٣٨م.
والحاصل اشتق من آذان بن سعد (البتران) . وهم مع آل ازيرج. وتكوّن من محمد بن سعد (رطّان) واليه تمّت فروع عبد السيد بن عزيز ابن رطّان، ومن الحاج (مسعد) بن محمد بن سعد تكوّن (بيت زامل) . ومن حميدان صار الكورجة وهم من حسان بن سالم بن حميدان.
وأما فضيل بن سعد فقد نجم منه (آل مشعل) بن فضيل، و(سعيد ابن فضيل) حدث منه (آل سعيد) وهذان الفخذان في الجزائر، هذا هو المسموع.
٥ - آل ازيرج
١ - ازيرج المنتفق
(الازيرق) من القبائل الحميرية ساكنت العدنانية، ونخوتها (حمير)، و(آل محمود)، و(اخوة باشه)، وغالبهم في لواء المنتفق، يسكنون الجزيرة من أنحاء الفرات. وأراضيهم البطنجة، وأم الدود، والسبل التابعة لمركز الناصرية في ناحية السديناوية. ورئيسهم كاطع آل بطي. وكانت الرئاسة في آل خضير قديمًا. وهم مشهورون في الشعر العامي، وفي الهوسات لا ينازعهم احد، وتذيع الهوسة عن الواحد منهم وتنتشر في تلك الأنحاء كأنها قول مأثور، او كلمة نافذة، وعشيرتهم كبيرة جدًا. ويسكنون الغرّاف في البزايز، وقسم كبير منهم في أنحاء العمارة، يحفظون أنهم جاءوا من المنتفق، وفي قويم الفرج بعد الشدة سماهم الازيرك. وكذا في سياحتنامهء حدود، وفي كتب التاريخ. وحوادثهم معروفة. وفرقهم: ١ - البو ناصر. في شط الكسر وأم الدود. وفروعهم: (١) البو علوان: الرؤساء. رئيسهم كاطع البطي. وتوفي في ١٤ حزيران سنة ١٩٤٤ (٢٢ جمادى الثانية سنة ١٣٦٣هـ) عن عمر يناهز ٧٠ عاما. وكان من المشاهير في الكرم والشمائل العربية انتخب ممثلا للواء المنتفق في المجلس التاسيسي العراقي ثم انتخب نائبًا مرات عديدة. واليوم ابنه الرئيس الاول محمد واخوته.
(٢) البو عويد. رئيسه رداد آل علي.
(٣) البو عوفي. رئيسهم مانع بن خلف الشذر.
(٤) الزكانة (الجكانة) . رئيسهم طاهر بن محسن آل نياز.
٢ - البو حميرة من البطنجة ويتفرعون الى
(١) السكران: يرأسهم حسين العبد الله وشياع الرويض. ومنهم الجادر. رئيسهم خلف الحسان، والمذكور. رئيسهم نجم العبد الله، والمشكور. رئيسهم مطلك الخضير، المعارج. رئيسهم رويضي البشارة وتوفي فخلفه ابنه مزهر، والمشاكل. رئيسهم مزهر، والعريزة. رئيسه ناظر الحسين، والكاطع. رئيسهم جوده الطخاخ، والبو سمرة. رئيسهم ديوان الظاهر، والطعان. رئيسهم ذبيّح الطعان، ومنهم من يعدّ (الجادر) فرقة. وكذا (المعارج) .
(٢) العبيدات: رؤساؤهم منشد آل عفراوي وكوني العكال. ومنهم العبود: رئيسهم الكويطع، والدهيم: رئيسهم صريج المايع، والبو حنون: رئيسهم عفراوي الشلال. والآن ابنه منشد، والمشاليش: رئيسهم خلف العلاج.
٣ - البو حوالة ورؤساؤهم عليوي المطشر وعبود المنيخر. ويسكنون في البطنجة. وفروعهم
(١) الخضير: رئيسهم عليوي المطشر. وكانت الرئاسة فيهم ...
(٢) المنيخر: رئيسهم عبود المنيخر.
(٣) الشنيف: رئيسهم شبيب الشنيف.
(٤) البو زركة: رئيسهم مهوّس أبو زركة.
٤ - البو وطيوط: رئيسهم الحاج حميدي الفاضل ومحمد آل فليح. يسكنون البطنجة. ومنهم من يعدهم من البو حوالة: (١) البو وطيوط. الرؤساء.
(٢) آل تركي: رئيسهم حسن بن محمد الفليح. ومنهم من يعدهم فرعًا مستقلًا عب البو وطيوط.
(٣) الدبيس: رئيسهم نبيش الحسن.
وهؤلاء مع البو حواله يقال لهم (آل محمود) . وبعضهم يرى أن آل محمود يتكون من البو حوالة، والبو وطيوط، والبو تركي، والدبيس. وهذا هو الاشبه بالصواب.
٥ - آل سهلان: في الحميدي (شط قديم) في السبل: (١) آل حرامي: ومنهم (المخاصم) . رئيسهم مسيّر آل عرنوس، والبو عكيب. رئيسهم شخيتر الخلاوي.
(٢) البو حبيل: رئيسهم محمد اللازم. ومنهم (الربودة)، رئيسهم جفيّت الحسين، والصبر: رئيسهم ظاهر آل نزّال.
(٣) البو جمعة: رئيسهم عباس آل مجرّد (آل ميرد) .
(٤) البو كريدي: رؤساؤهم محمد وماهود أولاد فرهود.
(٥) آل صبيّح.
(٦) الخميسات: رئيسهم سنيف الجابر.
(٧) الحرابي.
(٨) عبادة.
(٩) الجابر.
(١٠) المدليات.
وهذه الفروع تعد من السهلان، ومنهم من يعدّها من أصل السهلان في البو حبيل، والخميسات والبو جمعة والبو كريدي والحرامي.
٦ - البو يوسف: رئيسهم نايف بن عبد الله العامر. يسكنون أم جميل والسبل: (١) البو عيسى: رئيسهم ابن مرسول. وهؤلاء في السبل ومنهم الفداي، والعبيد.
(٢) البو خضير: ويسكنون العروكة، واليوسفية، والمليحة. رئيسهم عثمان الذرب. ومنهم البو صكر، والثامر. ومنهم الشفيجات: في أم جميل. رئيسهم ابن منخي. وهم (المنخي) الرؤساء، والربيّع.
٧ - البو سعد: الآن يعدّون عشيرة من آل أزيرج رئيسهم سعدون الكريدي. يسكنون في كصّة البو سعد شرقي البدعة في البزايز من الشطرة. وفروعهم: (١) البو عيد: رئيسهم لجام أبو عوده. في ابي حجل في الشطرة.
(٢) البو بدران: رئيسهم حسين الجعيّن.
(٣) البو بحر: رئيسهم فرج الزجي.
(٤) الجدادعة: رئيسهم سعدون الكريدي.
(٥) البو سلطان.
هذا وقد أعتمدنا على كثيرين، فكتبنا ما تمكنّا ولا نحاسب على أكثر من استطاعتنا.
٢ - ازيرج العمارة
رئيس الازيرج الشيخ مطلك ابن الشيخ سلمان المنشد، وتوفي في لندن انبأت جريدة (الاخبار) بذلك في ٥ - ٩ - ١٩٥٤م. ومنشد بن مذخور بن منصور بن مهنا بن فروجي بن جبينه بن عطوان بن ربيع. وهم الآن في المجر الصغير وهم من الذين في لواء المنتفك، ونخوتهم (حمير)، والرؤساء من البو خضير. ومن رؤسائهم أيضًا الشيخ شواي الفهد المذحور ابن عم سلمان المنشد. والرؤساء اليوم آل الشيخ شواي. والشيخ ثكال المهادي، والشيخ جثير المطلك السلمان.
ومن هؤلاء الشيخ عبد الكريم الشواي كان نائب العمارة سنة ١٩٤٧م. وكان ولي رئاسة العشيرة بعد وفاة والده. وفرقهم: ١ - البو عطوان: وهم بيت حيدر، وآل جبينة والكورجة (البو خويطر)،والبو كريم، والبو غانم، وبيت مذخور. الرؤساء. ومنهم: بيت مهنا، وبيت فهد، وبيت منشد. ومنهم: البو رويجح، والزهيوات.
٢ - آل ربيع: رئيسهم شيشخان بن جويلي. ومن نسب الرؤساء تعرف مكانة آل ربيع ودرجة اتصالهم بالبو عطوان. وهم: البو وينس. والبو خميس. والبو عمار، والبو حسينات، وآل باغي، وآل بو كليل (بتفخيم اللام) والبو كريم. والبو ابراهيم.
٣ - الحريشيون رئيسهم محمد بن منشد. ولم يتعين لي وجه اتصال بمن سبق. وهم بيت حبيتر، الرؤساء، والبو عبد علي، والبلاعطه، والبو حبل، والفريجات، والمغاوجه، والدليلات، وبيت شمال.
ومن هؤلاء: (أهل النص) بيت حبيتر، والبو حبل، والدليلات وبيت شمال والبلاعطة والفريجات، وكذا (البو علي) .
٤ - السواعد. ويسمون (البتران) . ذكرناهم في السواعد (١) وهم (سواعد الازيرج) . وهؤلاء اتفقوا معهم. ومنهم من يعدّهم من آل ازيرج. وهم البو مزيد، والبو عبا، والحرادنة، والحجاج والبو سعيدان، وبيت المزلغف، وأهل العمارة.
ومن مطالب عديدة، واستطلاعات كثيرة نقطع بأن كثيرين صاروا يعدّون منهم (٢) .
والملحوظ ان عشائر الارياف متداخلة كثيرًا. يصعب أن نفصل بعض فروعها من بعض الا أننا عددناها (زبيدية) أو حميرية وان اختلفت في عوائدها او غالبها بعامل الموطن كما ان طريق انتشار العشائر مشهود، والاتصال متقارب، ومؤيد بنصوص تأريخية أيضًا من أيام الفتح وما تلاه من هجرات.
زبيد الاصغر
١ - الجبور
من عشائر زبيد الاصغر المنبثّة في أنحاء عديدة من العراق. ولها كثرتها في مجموعات. ومن نصوص عديدة انها تمتّ الى عمرو بن معدي كرب الزبيدي من زبيد الاصغر وهم من بني عمرو وفي نجد الجبور والعزّة من آل سبيع وهم من عشائر متجمّعة. والقربى متواترة بينهم وبين العزّة والدليم والعبيد. وهذا يفسر أن الكلّ من (زبيد) . وكانت صيحتهم واحدة، وان القربى القريبة والبعيدة كلّها تؤيد صلة النسب. وكذا محفوظ العشائر.
جاء في عشائر الشام: «يزعم الجبور أنهم قحطانيون، ومن زبيد، ومن أعقاب الصحابي الجليل أبي ثور عمرو بن معدي كرب الزبيدي ... ويعتبرون أنفسهم للقحطانية والزبيدية ...» اه (١) .
وفي عنوان المجد أنهم من زبيد الاكبر. وليس بصواب. انما يمتون الى زبيد الأصغر. ونخوة بعضهم (حمير)، والنخوة العامة (عمرو) مما يدل على ان الرئاسة كانت لعمرو بن معدي كرب. وقد سمعت منهم كثيرًا أن العزة أولاد جبر، ومثلهم الجنابيون، ويعدّون الدليم اخوانًا لهم. والعبيد أصلهم من جبر أيضًا. وهذه المحفوظات لم يؤيدها نقل. وانما يراد بها الصلة والقربى، والطفرة بين ما جاء بعد جبر من أجداد كبيرة ولا تقوى على النقد. ومثلها الاتصال بعمرو بن معدي كرب. وانما تفيد الاجمال ومجرد الصلة.
وقال الحيدري: «من أجلّ عشائر العراق الجبور. وهم قبائل كثيرة من حمير القحطانية من العرب العاربة وهم بنو عمّ العبيد. وعبيد شقيق جبر» اه (٢) . وفي نجد عدّهم من عشائر سبيع.
ومواطن سكناها في لواء ديالى، وفي لواء بغداد في اليوسفية، وفي لواء الحلة، وأنحاء الموصل وفي الزاب الكبير، وفي الخابور، وفي الديوانية ... ولم تكن النخوة عامّة. فمنهم من يقول (حمير)، و(عمرو)، و(أولاد جبر)، ومنهم (أولاد المر)، ومنهم من يقول (عجم) وأصحاب هذه النخوة في أنحاء الحلة والديوانية. والرئاسة لم تكن عامة لأسرة أو فخذ بعينه، وانمّا لكلّ فريق رئيس أو رؤساء.
واتصالات الأنساب في عشائر الجبور صعبة. فلم نجد غير المسموع، ولم نعثر في كتب التأريخ ما يعين تأريخ اشتقاقها من زبيد الا انه متواتر، وكذا ما نجم منها. فالعشيرة كبيرة، تفرقت وزاد تشعبها مما دعا أن لا يركن الى المسموع الا باحتراس.
يقولون: ان الجبور من عامر وعميرة وسالم ومحمد وعمرو اولاد جبر. والباقون جنايد. ثم اني عثرت على كتاب مهم لأحد علماء بغداد المشاهير وهو سلطان ابن ناصر الجبوري من رجال أوائل القرن الثاني عشر (تأريخ العراق ج٥ ص٣١٠) يوضح فيه ما يؤيد المسموع من انسابهم.
وهذا الكتاب هو (سلم الانتفاع الى الامتاع بالآربعين المتباينة بشرط السماع) شرح به مؤلفه كتاب شهاب الدين احمد بن علي العسقلاني.
قال فيه انه: سلطان بن ناصر بن احمد بن علي بن مرهج بن ابراهيم ابن جبر بن حسين بن (نجاد) بن عامر بن بشر بن جبارة بن (جبر) . وجبر الاخير جد الجبور. و(البو نجاد) يأتي ذكرهم. وهذا الكتاب كتب بخطه ليلة السبت ١٣ المحرم سنة ١١٢٤هـ. وسلطان بن ناصر الجبوري هو أحد أساتذة الشيخ عبد الله السويدي. ومن ذريته اليوم الاستاذ عبد الكريم ابن بافي، ورشيد ورفعت ولدا هندي الداود وهو جدهم بن سالم بن محمد ابن وعر بن حسين بن سلطان بن ناصر المذكور أعلاه.
ومن بشر بن جبارة بن جبر تفرع: ١ - سالم. ومنه (البو سالم) .
٢ - عامر. ومنه أولاده نجاد ومنه (البو نجاد)، وطعمه ومنه (البو طعمه)، وهيجل ومنه (البو هيجل)، و(جبور الواوي) .
٣ - عميرة. ومنه (البو عميرة) .
٤ - محمد. ومنه (الكضاه) .
٥ - عمر. ومنه (البو خطاب) .
وهذه التفرعات ترجع اليها جميع عشائر الجبور.
١ - البو سالم
هؤلاءأولاد (سالم بن بشر) يسكن فروعهم في أنحاء الموصل. رئيسهم حمود النادوس. ومنهم في انحاء بغداد ويقال لهم (الرشيدات) ...
وفي الموصل من البو سالم نرى قسمًا ًكبيرًا يسكن قرية زنازل التابعة لناحية الحميدات ويمتدون الى زمار يبلغون نحو ٦٠ قرية. وبينهم الشويخ والملحم. ومنهم في أنحاء سورية.
٢ - البو عامر
اولاد عامر بن بشر بن جبارة بن جبرويتشعب منهم فرق كثيرة ومن هذه: ١ - البو طعمة:في أنحاء مختلفة مشتتين. ونخوتهم (ولد المرّ) .وهؤلاء من عامر بن بشر بن جبارة بن جبر. وفرقهم: (١) الحمد الحسين:رئيسهم صالح العلي الأحمد في أراضي الجنيبه جي من أطراف بغداد.وفرحان العنبر في بزاير نهر ديالى، ويمتدون الى سلمان باك (سلمان الفارسي رض) والى الجانب الشرقي من دجلة. ومنهم الدربيون، والخليفة، والمزنة. ومن الدربيين علي بن فرحان بن حمد ابن عبد الله بن عبيد بن حديد بن محمد بن حسين (الفخذ) ابن زنون بن وشاح ابن طعمة رأس الفخذ الاصلي.
(٢) المعيديون:رئيسهم عيسى الحمادي السالم. من أولاد سليمان الزنون. يقيمون في اليوسفية وعلى الشط الى أراضي الديوانية (قرب أراضي الحرية) في انحاء الصويرة.
(٣) العمر السالم:رئيسهم سلمان الخلف الوردي ومحمد العطية. وهؤلاء في جهة ديالى الى سلمان باك ومنهم (البراغثة) في لواء ديالى الى سلمان باك. والسالم، والمحمد العلي، والموسى العلي، والفرج الحمد والحسين الحمد، والبتّور ومنهم من يعد العمر السالم فخذًا يرأسهم سلمان الخلف ومحمد العطية ومنهم البراغثة والسالم والبتّور.
٢ - التراجمة
وهؤلاء أولاد تركمان الحمد بن ذنون. ومنهم في المنصورية ٦٠ بيتًا. رئيسهم خلف العنزان. ومنهم في شروين ويبلغون نحو ٣٠٠ بيت وفي أماكن عديدة. وفروعهم: (١) الثابت. في اليوسفية. رؤسائهم الحاج خضير وتوفي سنة ١٩٣٧م وعلوان وزيدان وقد توفيا. وهم أخوة ومنهم:المحمد السالم والابراهيم السالم. والعلى السالم (التجرات) والسليمان الداود (الصلانية) .
(٢) الوردي. أو البو وردي في لواء ديالى من الثابت. رئيسهم فهد الموسى. وهم في المقدادية وسنسل.
(٣) الهرامشة. رئيسهم سليم الموسى. في السياقية والزنبرانية وفي الخرنينة. وهناك رئيسهم محمد الحمد. ومنهم في شروين.
٣ - المرعب رئيسهم عطيه العبد الله ومنهم في صدور شهربان وفي الهارونية وفي وقزلرباط (السعدية) رئيسهم علي الوكاع. ومن رؤسائهم صالح العنبر. ومنهم الليفي والمرادات.
٤ - الشويعل رئيسهم عواد السلطان. منهم في شروين وفي شرهبان وقزلرباط (السعدية) والزوية.
٥ - البو مطر رئيسهم نجم العبد الله عليوي.
٦ - الصباهنة - في جبل حمرين.
٧ - البو فياض في جبل حمرين وفي الخرنينة.
٨ - الهويشات في سنسل.
٣ - البو نجاد
وهؤلاء أولاد نجاد بن عامر بن بشر بن جبارة بن جبو ويتفرعون من (حسين النجاد) .ومن (صالح النجاد) .
١ - البو حسين النجاد: يمتدون من الضلوعية الى الزاب الاعلى والى حمام علي والى الموصل. وفروعهم: (١) الصكر. رئيسهم محمد العبد الله الحسن المهيري. يقيمون في تل علي - زاب البو حمدان. وبيت الرئاسة في هذا الفخذ. وهم (المهيريون) وقسم في الشرقاط في قرى شميط.
(٢) العكلي. عيسى الترك. في الحلوه من الزاب وقبالة الشرقاط. وفي أنحاء شمامك. ومنهم (الشيخ محمد) .ورئيسهم محمود العيسى الترك. و(المشهد) .رئيسهم جاسم المحمد.
(٣) البو غزاة. رئيسهم عبد الله الظاهرالحمد وملا ابراهيم وملاعبيد. في الشك عند مخلط الزاب في الجانب الشمالي وفي سديرة والزاب.
(٤) الرملي. رئيسهم عبد الرحمان الحسين وعبد الرزاق المحمد ورضوان العبد الجاثي في السديرة السفلى في شمامك. ومنهم في التاجي. ومن فروعهم (المتان) ورئيسهم الشيخ لطيف الحمد.
(٥) الحجّاج. رئيسهم شلاش الخلف الفرج. كانوا في الجرناف من الشرقاط. والآن في صبيح من أنحاء شمائك والنمل والزوية في صوب الجزيرة، وفي جبل مسحك والخرنينة. وذكرهم صاحب التقرير الرسمي المؤرخ ١٨ شعبان سنة ١٣١٢هـ - ١٨٩٥م جاء فيه أن رئيسهم خلفًا. وقسم من هؤلاء فلاحون. ويقيمون تجاه الخرنينة في الجانب الايسر من دجلة. مالوا الى هذه المواطن لما حدث بينهم وبين الفرق الاخرى من الجبور فسكنوا من (لكلك) الى تكريت على الشاطي. وبقى منهم من لم يكن فلاحًا في جبل حمرين. ويزرعون الحنطة والشعير والسمسم. وليس لهم اليوم نزاع مع الغزاه والبوعبد ربه والبو خطاب ... وعندي نسخة من هذا التقرير. ومنهم (الحوري) .ورئيسهم بنيان السلطان وشلال الخلف. و(المصطفى) .ورئيسهم خلف الحمادي. و(العبدان) .ورئيسهم طه المسمار. و(الشيالي) .ورئيسهم سميط العويد. ويتبعهم (الحبيسات) .
(٦) البو جبر. ومنهم: (العبد الله) ورئيسهم عبد الحميد السلامة ابن حسين بن حسن الظاهر العبد الله الجاسم الداب في الضلوعية وقد توفي. والآن ابنه شويش.
ومن العبد الله (الشيخ حمد العبد الله)، و(المحمد العبد الله)، و(الظاهر العبد الله) .ومن رؤسائهم الملا كوان بن سلمان بن حمد بن بشر ابن الشيخ حمد العبد الله بن جاسم بن داب بن حمد بن محمد بن حمدان ابن جبر بن حسين بن نجاد. والفروع ترجع الى هؤلاء.
والعبد الله (الدّاب) .رئيسهم محمود العبد في الخرجة من تكريت (صوب الحويجة) .وهم أولاد حمدان الجبر ومنهم (الحسين الداب)،و(الجاسم الداب) وكل منهما يتوزع الى فروع تالية ومنهم (العمران) أولاد جاسم الداب ورئيسهم محمد الخلف العيسى والعبد الله الجاسم في الضلوعية وفي تكريت والبشر الجاسم في أنحاء كركوك.
و(البوجحش) ورئيسهم خلف الصكر. في الغرّيب في مهد الزاب (صوب الحويجة) .وهم أولاد ابراهيم الجبر. ومنهم الغرب والمحمد الحسين.
و(الحسن الجاسم) ورئيسهم سلمان الوكاع وهم في الماحوز في أنحاء كركوك قرب شبكية. وهم من البو جبر من حمدان الجبر.
و(الدناديش) .منهم في كركوك ومنهم في الضلوعية.
٢ - البو صالح النجاد
(١) الامام. في الزاب. يرأسهم ناصر بن محمد الحمد وعبيد العبد الله الزريخ في كنعوص في عربي الهيجل، والجحلة قبالة كنعوص. وهم أولاد صالح النجاد.
٤ - الهيجل
هم أولاد هيجل بن عامر بن بشر بن جبارة بن جبر. وتتصل فروع يسكنون في المنكوبة، والكيارة، والشورة، والزاوية، رئيسهم محمد ابن عبد المجيد العبد ربه وهو رئيس عام. ومنهم في سورية مقدار وافر ذكرهم صاحب عشائر الشام. وعندنا: ١ - الشويخ. من شويخ الجاموس بن محاسن بن هيجل غربي الموصل في أراضي زمار. رئيسهم الشيخ شاهر بن داغر وشاهر السلمان: (١) الداغر.
(٢) الحسون.
(٣) العلي.
(٤) العبد الله.
ومنهم (الشويخات) في الدور وهم البوهدي، والبوعمر، والبو حسين الاحمد، والبو عيادة، والى الشويخات ينتسب الاستاذ المحامي عبد المحسن وأخوه الدكتور عبد العزيز الدوري. ورئيسهم الحاج أسعد الطه. والآن ابنه محمد.
٢ - الملحم. من اخوة هؤلاء وهو ملحم الهيجل. وهم في سورية في الخابور بكثرة. رئيسهم عبد العزيزبن مسلط باشا المحمد أمين وجميل ابن مسلط باشا ... وفي عشائر الشام أوسع الكلام فيهم.
٣ - الحريث. رئيسهم حسين العلي.
٤ - المحاسنة. رئيسهم الخبل.
٥ - الصبح.
٦ - الهزيم.
٧ - البو مانع.
٨ - البكه.
٩ - الجاموس.
وجاموس هذا هو ابن شويخ بن جاموس بن محاسن بن هيجل.
ويتفرع الى: (١) الناصر. رئيسهم عبد العزيز بن حمود وصالح الظاهر. ومنهم (المحمد) .أعني محمد الحمد، و(الحسين) .أعني حسين المحمد.
(٢) الفرج. أي فرج الجاموس. رئيسهم خلف المنصور. ومنهم (الحمد) .أع حمد الفرج، و(العمارة) .أي عمارة الفرج.
(٣) الظاهر. من ظاهر الجاموس رئيسهم محمد الحسن الحمادي. ومنهم (الصالح) .و(الزيادين) .
(٤) العجل (عجل الجاموس) .رئيسهم ملا منصور النجم. ومنهم (المحمد)، و(العايد)، و(الصالح)، و(العلّو) .
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
(٥) العميري. (عمير العجل) .رئيسهم طابور بن حسين بن أيوب الحسين ألايوب. وعلى الوكّاع الزرزور. وابنه مجبل الوكاع نائب الموصل مرات. وفي عشائر الشام عدّ منهم (الدندل) وانهم كثيرون. ومنهم في العراق (الواوي) .رئيسهم أحمد الصالح. ومنهم في الدور وكثرتهم في الحلّة. ومنهم من يعدهم من الشويخ رأسًا. وهم (الدندل)،و(العيسى) .
كل هؤلاء أولاد جاموس الشويخ بن جاموس بن محاسن بن هيجل المذكور.
هذا. وأن (جبور الواوي) من أولاد واوي بن هيجل كما أن الجاموس من جبور الواوي.
٥ - البو عميرة
يرجعون الى عميرة بن بشر بن جبارة بن جبر. كثيرون منهم في بغداد في جانب الكرخ. رئيسهم عبد الله المهيدي وتوفي ويسكنون في بزاير أبي غريب، وفي التاجي وفي الدورة.
وفروعهم: (١) الفراونة. في الدور، وفي بغداد ومنهم (الكردي) رئيسهم الشيخ عبد الله المهيدي. وتوفي.
(٢) الملحان. رئيسهم عبد الواحد المحمد قرب الخر. وأصلهم جيس (قيس) .
(٣) الاسماعيل. ومنهم في بغداد رئيسهم جاسم محمد.
(٤) الحواردة.
(٥) عمر السيالة.
وهؤلاء الثلاثة في محلة المشاهدة ببغداد.
(٦) البو رملي. رئيسهم جاسم الاسود وحمد الزركة ببغداد.
(٧) البو حمد ببغداد.
(٨) الجلب علي بغداد.
(٩) بيت فارس السلطان ببغداد.
(١٠) الدهامش. في بزاير ابو غريب. رئيسهم كريم المصلح وجاسم العنفوص.
(١١) البو خضيري. في بزاير ابي غريب.
(١٢) الزريج. في التاجي.
٦ - الكضاه
والكضاه من أولاد محمد بن بشر بن جبارة بن جبر منهم في انحاء الموصل وكركوك، والقنطرة (آلتوت كوبري) وفي الشام. ويقيمون في فرى: (ادريس) .في أنحاء القنطرة. و(الملا عبد الله) في انحاء القنطرة. و(الهندية) في انحاء كركوك. ومنهم في قره تيه ونارين وكوي: البو جمعة والعوامر والعرجان والحمدون والعساف والبر.
٧ - البو خطاب
هؤلاء من عمر البشر بن جبارة الجبر. ومن هؤلاء في الدورة ورئيسهم سالم الحمادي. ونخوتهم (عيال الملابيس) .وفي عشائر الشام ذكر فرقهم (١) .وجاء في التقرير التركي المؤرخ١٨ شعبان سنة ١٣١٢هـ ما يلي: أن هذه الفرقة رئيسها محجوب. وقسم منهم زراع ويبلغون (٤٠٠) بيت. وأن الزراع يسكنون في شمال تكريت على الشط ببعد منزل واحد في الخرنينة. والقسم الآخر يسكن ببعد منزل عن تكريت في شمالها الغربي ببعد سبع ساعات اوثمان. ويقال لمحل سكانهم (زبيدي) ويحوي نحو خمسين بئرًا يقيمون مع الزراع فيقضون أيام الصيف في الخرنينة. وأن الفلاحين منهم يتولون زراعة الشعيروالسمسم ...
ومن فروعهم: (١) اللطيفات. ومنهم (الجافي) أي (الكافي)، و(الصبيحات) .من الكافي، و(الصيالة)، (الصالح الجاسم) .
(٢) العامر. رئيسهم جزاع العلوان.
(٣) السيفات.
(٤) البري.
ومن الجبور في قره تبّه: (١) البطوش. رئيسهم محمد العبد الله في كشكول جديد. قرب محطة قره تبّه.
(٢) العساف. رئيسهم عبد الحميد في قرية جنباز.
(٣) الحمدون. رئيسهم رشيد العلي في قرية (اوج تبه) .
(٤) العرجان. رئيسهم عباس الممحد في قرية الهدّام (عتيق كهريز) .ومحمود الخميس في قرية أبي علك التابعة لقره تبه.
(٥) العوامر. رئيسهم صالح المحمد وهو رئيس الكلّ في قرية صاري تبّه.
(٦) الشعار. من الجبور. نخوتهم (عياد العود) .يسكنون في أبي غريب وما والاه. وهم السويلم رئيسهم خليف السلطان. ومنهم السويلمات، والحاجم، والخماس. ويلحق بهم الحلاّف من المنتفق والحمزة، والعكيدي، والخليفات.
و(العفينات) .رئيسهم جياد الدنمش ومنهم الموسى، والمهنا، والجفّال، والعتيج. من بني صخر. والجلب علي. والرشيد ويلحق بهم (الحلف) من البو هيازع. ويقال أنهم مختلطون من عبيد وعزة وبني صخر، وجبور. وفي المجلد الأول أيضاح. وهم في أنحاء عراقية كثيرة.
٢ - جبور الواوي
هؤلاء من الهيجل ومنهم في أنحاء الموصل في قرية جهينة من حمام علي ورؤساؤهم خلف العطا الله وأخوه احمد. نخوتهم (اخوة واوية) . وفي الحلة نخوتهم (عجم) ويقولون انهم لما سكنوا هذه الأنحاء ساعدهم مثري من العجم فصاروا يتنخون به ... وب (أولاد جبر) . وكان يطلق على الكلّ في أنحاء الحلة والرميثة (جبور الواوي) والرئاسة في الجوازر وتطلق على الكلّ فيقال (الجوازرية) ... وهم نحو عشرين الفًا، ومجموعتهم كبرى ... وفرقهم:
١ - الجوازرية. يرأسهم مراد آل خليل وتوفي وله أبن أسمه عبد الحسن. وكتّاب الخليل توفي وابنه الشيخ الحاج مخيف نائب الحلة. وقوجان العزيز وتوفي وله أولاد صغار. وفروعهم: (١) آل مطر. رئيسهم مشير آل عمر وعبد ال الشخير وقد توفي والآن أخوه صاحب الشخير في أراضي النكابيّة في بزايز الجربوعية. وهم: (البو غياض) .رئيسهم مالك آل سائب. ومنهم البو كعيّد. والبو دلّي. والبو جلوف. والبو هليل.
و(البو شيخ علي) . رئيسهم كاظم الخشّان. ومنهم البو صيّاح. والبو فارس. وأهل الحوش. والكطلات.
و(آل عيسى) . رئيسهم محيسن المشعان. ويلحق بهم: آل حمدان. وآل عمران.
(٢) المحامدة. رئيسهم سلمان الموجد وتوفي. والحاج حسن ابن الحاج شلال وسدخان بن هدهود السلطان يسكنون في أراضي الزرفية والابيخر وعلاج في ناحية القاسم من قضاء الهاشمية. وهم: (آل شمخي) . حسن الحاج شلال. ويلحقهم: الدويزات وآل عبد علي.
و(آل سلطان) . رئيسهم سدخان بن هدهود.
و(البو شيب) . رئيسهم خلخال آل مشعل. ومنهم آل راضي. والبو حليو. والبو حليوي.
و(البو ضعيفة) او (البو زاهي) . رئيسهم حسن أبو ضعيفة.
(٣) الدرارجة. رئيسهم حميو بن عزيز (أخو قوجان) وبريذل ابن سلمان الجبر. يسكنون في أراضي جريبيع من الجربوعية. ومنهم (الرزون) . رئيسهم الحاج مخيف. و(آل فريج) . رئيسهم حميو. و(البو دويحس) . رئيسهم حميدي آل ردّام. والشناجيل رئيسهم سليمان العسر و(البو عامر) . رئيسهم جاسم آل محمد آل ليلو. و(المراكصييّن) . رئيسهم حمد آل حسون آل سليمان. و(البو هزّام) . رئيسهم دلو الحاجي.
٢ - الجوذر. رئيسهم عبد عون بن ناصر، وأمين آل فدعم. وتوفي وله ولدان جياد وحمزة ونخوتهم (حمير) . وأقدم ذكر لهم في حوادث سنة ٨٨٣هـ - ١٤٧٨م من تأريخ العراق بين احتلالين.
(١) البو طرفه. رئيسهم الحاج جدوع الجاسم.
(٢) البو حامد.
(٣) الخناتشه.
(٤) العرامشه.
(٥) البو خميره.
(٦) البو ونسه.
٣ - بني منصور. رئيسهم محمد آل عناد. نخوتهم (عجم) . هؤلاء من عنزة. وفروعهم: (١) الصنّاع.
(٢) الوسامة والعكيلات. والزكيطات في الصويرة.
(٣) الدروع.
(٤) آل شاووش.
(٥) آل بكه.
(٦) البو شميله.
(٧) آل لاوي.
٤ - آل واوي. رئيسهم فرحان الدبي وهو رئيس مشهور. والرئاسة كانت فيهم ... وتوفي. والآن أبنه عبد الهادي الدبي، وعبد الكريم.
٥ - الجمعيات. رئيسهم عبد الله بن عبد الحسن. وتوفي. والآن أخوه الحاج حسين الحاج عبد الحسن.
٦ - عمر لنك - رئيسهم دوهان الحسن. كان نائبًا.
يقال أن هؤلاء كانوا في الحويزة. ولعل نخوتهم لحقتهم من هذه الجهة.
٧ - البو جمال. رئيسهم تايه ابن ملا ضايف.
٨ - الصفران. رئيسهم عيدان آل طعان. توفي ووالآن عبيد الفريح ابن اخيه.
٩ - البو عكة. رئيسهم جلاب المهنا وتوفي والآن ابنه عبود.
١٠ - العامر. رئيسهم عداي آل سلمان والآن ابنه دحام.
١١ - العوديون. رئيسهم شكر آل شعلان. والآن اخوه هادي ومنهم المطرود. رئيسهم شكر آل شعلان. وتوفي والآن اخوه هادي. والفاضل. رئيسهم نعمان الحسين. والبو سميجة.
١٢ - البو عبيد. رئيسهم علوان العبود صار نائبًا.
١٣ - جبور الهور. ومنهم الصفران، وآل حسين رئيسهم خشّان الحسين، وآل عامر.
١٤ - آل شكر. رئيسهم مغير الحسن. والآن كاظم الحمادي.
١٥ - البو شيخ علي. رئيسهم خشان العبيد. والآن ولده دحام.
١٦ - البو غياض. رئيسهم مالك بن سايب.
١٧ - الجنابات. رئيسهم الحاج عسل آل حسين من الجنابيين.
١٨ - آل عيسى. رئيسهم مجيد البريسم. ومحيسن المشعان.
١٩ - آل طرودي. رئيسهم علوان العبود.
٢٠ - آل مغيطي.
٢١ - البو مرجان. في الديوانية.
٢٢ - الحفربان.
ان جبور الواوي يطلق عليهم هذا الاسم بأسم أحد فروعهم (الواوي) . أما الرؤساء مراد الخليل وأقاربه فأنهم من ربيعة من البو درّاج، وكذا بنو منصور لم يكونوا من الجبور وانما هم من المنتفق. يسكنون في الجربوعية وعلاج وزريفه والحسينية.
والجبور في الرميثة من السماوة نخوتهم (عجمي) ويسكنون في أراضي اللوّاح. رئيسهم دانه آل حبيب. والآن ابنه عبد علي آل دانه. ومن فروعهم: (١) المهادي. فرقة الرؤساء.
(٢) آل ملاعب.
(٣) البو صرّار.
(٤) البو سعد.
(٥) الخضران.
(٦) الحديان.
(٧) البو مرجان.
(٨) البو نصّارز (٩) البو كوس.
(١٠) اللحافات.
(١١) آل جبال. غنامة.
وزاد فخامة الاستاذ السيد مصطفى العمري: (١٢) الصفران.
(١٣) آل حسين.
(١٤) آل عامر.
في الهور في أراضي المليحة. يسكنون الشوفة والملاحة، وابا صجم. وقسم منهم في أراضي اللواح للشيخ خوام رئيس بني زريج.
ويحتاج أمر هذه العشيرة الى أستقصاء. فان من علم عن فرع فلا يعرف غيره لتباعد الأنفصال. ولا يبعد أن يكون بعض عشائرهم استقلت فروعها بأسم جديد أو أختلطت بأفخاذ أخرى، فصارت تعدّ منها.
هذا وان (الجمور) أصلهم من الجبور. ويقولون ان جمورًا هو ابن جبناج الجبر. والآن يتكلمون الكردية ويقيمون في حدود أيران من خانقين وأنحائها. رئيسهم عبد العزيز خان.
راعينا بقدر الامكان تفرعاتها، والتزمنا الصلة في العشيرة. ومن السهل معرفة كلّ فرع في موطنه وأرجاعه الى الاصل الذي نجم عنه. والملحوظ من مواطن الفروع والعوائد الجديدة التي أكتسبها كلّ فرع أو عشيرة من عشائرهم قد بدلت أوضاع هؤلاء، ونالت من مواطنها والبيئة التي عاشت فيها ما يخالف أصل العشيرة أو محلّ كثرتها. وربما كان تكاثرها يزيد عمّا في أصل العشيرة التي نجم منها. ولا شك أننا بأنتظار ما يكمل ما ذكرنا نظرًا لتباعد الفرق وصعوبة معرفة الافخاذ.
والجبور في الغربية مشهورون بالعتابة ولهم ابداع أدبي فيها كما ان النائل معروف عندهم. وكذا الحداء والركباني والقصيد. وما الذين في أنحاء الحلة والديوانية والسماوة فانهم متأثرون بانحائهم وآدابها. وعرف العشيرة متبدل جدًا.
٣ - اللهيب
يعدّون من الجبور. من أولاد محمد بن جبر. ومنهم من عدّهم من (اخوة جبر) . وهؤلاء مستقلّون في عشائرهم وفي فروعهم، ومنتشرون كثيرًا وهذا هو السبب في عدّهم أخوة جبر. قال الاستاذ عبد المنعم الغلامي في الموصل أنهم من ذرية أحمد العطيّه بن جبر الذي تنتمي اليه كافة عشائر الجبور. وعدّ من فروعهم: ١ - الدوايخ والدرافله مع (زوبع) .
٢ - ومنهم مع الاسلم في الصايح.
٣ - البو غافل والزغمان مع طيء. في لواء اربل.
٤ - الجغيفات والمرهج والجمعة. ومنهم في بغداد. والحلة ولواء ديالى ومنهم أسر في نفس الموصل منهم آل توحلة. وغيرهم ... (١) . وربما اشتركوا في النخوة. وذكر صاحب عشائر الشام مواطن عديدة لهذه العشيرة.
وهذا هو المسموع وجاء في لسان العرب «بنو لهب قوم من الأزد، ولهب قبيلة من اليمن فيها عيافة وزجر. وفي المحكم لهب قبيلة زعموا أنها أعيف العرب. ويقال اللهيبيّون ...» اه. ولعل اللهيب من هذه.
وفروع اللهيب كثيرة، وهم في مواطن كثيرة. وأشهر فروعهم: ١ - الرحّال. رئيسهم نجم العبد الله ومنه أستقيت هذه المعلومات. وهو في قرية الحورية في الجرناف.
٢ - الحجاريون. رئيسهم محيميد الزوبد في الحورية أيضًا.
٣ - الدويزات. رئيسهم سلمان الحجّي وهوّاس المعيد وعبد الله العسكر وعثمان الخليل مقابل القيّارة. ومنهم من يعدّهم من أخوان محمد الجبر وأخوة اللهيب.
٤ - البو رحيّل. رئيسهم محمد الشحاذة. في أبي جردة في شمامك.
٥ - الصاتلمش. رئيسهم عبد الله الحاج حميد. في شمامك.
٦ - البو مراد.
ومعهم (الشللة) وهم من (بني سبعة) . ومنهم في أنحاء الموصل كثيرون. ومنهم في الكرمة. رئيسهم فياض السليمان البحر. ونخوتهم (العرجه) أو (راعي العرجه) . وهذه نخوة كل اللهيب. ومن فروعهم: (١) البو فضل.
(٢) البو سرور.
(٣) الدايخ. وهؤلاء في الكرمة. ويقال لهم (الدوايخ) .
(٤) الشياع وهؤلاء في الكرمة.
(٥) الدرفيل. أو الدرافلة.
ومن اللهيب (الكريعات) في ناحية المحاويل، ولا يفترقون عن اللهيب الآخرين في نخوتهم. ويقولون (أولاد ابراهيم) أيضًا. ورئيسهم في المحاويل كاظم الهندي. ويجاورهم السبطة من اليسار، والبو موسى من الجحيش. وفروعهم: (١) البو كرير. رئيسهم راشد الحمزة.
(٢) البو حسن. رئيسهم كاظم الهندي.
(٣) البو عبيد. رئيسهم مشحل الكاظم.
(٤) الدبيسات. رئيسهم كاظم المحمد.
(٥) البو صالح. رئيسهم عطية الحسين.
(٦) البو شاووش. رئيسهم حسين الصبح.
ومن الكريعات قسم كبير في ناحية الأعظمية. وتسمى (المحلة) بأسمهم.
هذا ومن اللهيب جماعة في بغداد وهم بيت دراغ وبيت الحداد.
ومنهم في أنحاء نارين رئيسهم رشيد الهندي الزيدان. وهم: ١ - العواشرة. الرئيس منهم في قرية عيون الخشالات.
٢ - العطية. في عيون الخشالات أيضًا.
٣ - البكه: وقراهم أسكي كوبري وقرى أخرى. رئيسهم عزاوي المحمد.
٤ - البو غافل: ومن قراهم عمر مندان، وعمر سفلي، وعمر مندان العليا، وقرية نظام. رئيسهم ظاهر المعروف.
٥ - الشواذب: ومن قراهم: زرلوك. رئيسهم حلو بن شبلي.
٤ - الجفاينة
منهم من يعدهم من الجبور، ومنهم من يجعلهم من اللهيب. والصواب أنهم من اللهيب استقلوا بعشيرتهم، وسكنوا مع الدليم فوق عانة في الجزيرة وفي الزوية قرب عانة. وليس من الصواب قطعًا عدّهم من الدليم. وانما سكنوا مع البو محل. وجاء عنهم في التقرير التركي المؤرخ ١٨شعبان سنة ١٣١٢هـ انهم من الجبور. وفرقهم: سوتام (سطام) . وحوير (حويش) . وعاشج. كذا جاء في التقرير، ولم اتحقق تلفظ بعضها. قال: كانوا قديمًا يسكنون صيفًا وشتاءًا ما بين الحضر وعانة. وهم سكان خيام. وقبل نحو سنتين ونصف (١٣١٠هـ) اضطرهم نزاع شمر الى الشامية الى يمين الفرات.
ومن فروعهم:
١ - البو عجاج رئيسهم حماد ابن الشيخ عفين السلامة وهو رئيس جميعهم. وهم
(١) البو خدّام.
(٢) البو سلامة.
(٣) البو سليمان.
(٤) البو حويش.
٢ - البو دعيج رئيسهم محيسن العلي العياش وأفخاذهم
(١) البو حمزة.
(٢) البو علوان.
(٣) البو مسعود.
(٤) البرابرة.
٣ - البو علي رئيسهم محمد الدعبولز وأفخاذهم
(١) البو هشة.
(٢) البو عبد العلي. رئيسهم مطلك الجلعوط.
٤ - البو خلف ومنهم البو سطم.
وفروعهم في (عشائر الشام)، والعلي، والبو جليد. والشرقيون منهم بين عانة وحديثة في قرية سوسة رئيسهم فليح العثمان. والغربيون في سورية والعراق في حصيبة ونهيّة والبو كمال. ويرأسهم نوري العفر وعبيد الرجا السطم.
٥ - الشرابيون
عدّهم صاحب عشائر الشام من لواحق الجبور وبيّن أنهم عشيرة كبيرة وقديمة، يزعمون أنهم والجبور من نبعة واحدة، وعدّ فروعهم وأفخاذهم في ضفاف الخابور الاعلى بين رأس العين وتل الرمان (١) . والمشهور عندنا أنهم من زبيد.
وكلامنا عمن في العراق. وهؤلاء في ناحية زمار. ويدعي بعضهم أنهم من بني سعيد. ونخوتهم (العمرو) . وهذه النخوة أقرب الى الجبور.
وافخاذهم: ١ - البو صالح: رئيسهم عزيز النمر.
٢ - البو خوشي: رئيسهم ويسي.
٣ - البو حسن: رئيسهم حسين اليوسف.
٤ - الزعازعة: رئيسهم محمد الرحيم.
وهؤلاء يبلغون نحو عشرة آلاف بيت، منهم تجاه زاخو في (فيش خابور) وفي سورية على حدود طيء والجبور (بينهما) في شمالي سنجار، في نهر الرد، وتسمى أراضيهم (الصفرة) . ورئيسهم خلف الدهام.
٢ - الجنابيون
١ - الجنابيون
من العشائر الزبيدية، ولها مكانتها، قسم منها بين الثرثار ودجلة في أراضي صبيخة، وأراضي الزبيدي. وقسم آخر في الاسكندرية من المسيب وفي جرف الصخر، وفي شيشبار وفي اللطيفية. ونخوتهم العامة (أولاد عكاب) ورئيسهم في أنحاء تكريت برع بن مهدي. وفي أنحاء الاسكندرية وجرف الصخر الشيخ رشيد العلي والشيخ عبود العلي من الخكري. ذهب الشيخ عبود الى الحج سنة ١٣٥٦هـ - ١٩٣٨م، وكنت رأيت العشيرة في مواطنها، ورئيسها الشيخ رشيد رأيته مرارًا، وكانت مشاهداتي لهم لأول مرة في ٢٨ تموز سنة ١٩٣٥م وتوفي قبل بضع سنوات فخلفه ابنه نعمة. وهو نائب سنة ١٩٥٠م.
وهم في أنحاء تكريت رحّل لم يتعاطوا الزراعة، يقتنون الابل والغنم ... وفي أنحاء المسيب والمحمودية يتعاطون الزراعة. عاشت مدة طويلة لا تعرف غير حياة البدو ... وسكن بغداد منهم عدد وافر.
وفروعهم: ١ - البو صكر: لا تزال حياتهم بدوية ويقتنون الابل والغنم ... يسكن أكثريتهم في أنحاء تكريت وفي الجزيرة بين الثرثار ودجلة وفي الصبيخة والزبيدي. رئيسهم برع بن مهدي وله الرئاسة العامة. وبرع هذا هو ابن مهدي بن عزيز بن جوهر بن دندل بن محمد بتن مرشد بن عجيل بن محمد بن عكاب بن عجيل بن محمد بن صكر. ومحمد هذا أول رئيس عرف. ومن رؤسائهم شيحان الصوين. ومنهم: (١) الدريس: رئيسهم ملا جياد الكرين. وملا جياد هذا ابن كرين بن عزيز بن مشعان بن علي بن محمد بن كصيري بن نعمة ابن محمد بن ادريس بن محمد بن صكر ومنهم:
الحسين: رئيسهم: محمد الجنديل. والدبي: رئيسهم: شيحان ابن صوين. والكصري: رئيسهم: طويسان المتعب. والغزال: رئيسهم: صالح الحمد. والموسى: رئيسهم: صلبي الحسن. والجمعة: رئيسهم: علي اللافي. والشرابتة: رئيسهم: حمد العلي.
(٢) الكرنة: رئيسهم عبود الحمادي. ومنهم: العشبة. الرؤساء. والطعمة: رئيسهم: مضحي الجربوع. والبعيجي: رئيسهم: جاسم الحمادي. والجابر: رئيسهم: مروش العين وال جبن. مصحب النجم. والشعير: رئيسهم: لافي. وهؤلاء الآن مع الثابت من شمر، والخضير: رئيسهم: درويش البوكان. وآل هويكص: رئيسهم: نزّال بن جحش. والجويبر: رئيسهم: هرّاط العكلة. والبلال: وهؤلاء في انحاء اللطيفية.
(٣) السعيد. رئيسهم علي الجسام. منهم: آل خلف. رئيسهم: مغير بن خليف الناصر. والنصيري وهم الشويخات. رئيسهم خليف العبد الله، وآل عنيد. رئيسهم محمد الحمام. ومنهم آل كعيّد. رئيسهم حسن السهيل.
(٤) الصليبي. رئيسهم يوسف بن كردي.
(٥) البلال. رئيسهم علي بن ابراهيم.
(٦) الرهيوات. رئيسهم لهمود العوّاد. ومنهم آل حمد، وآل محمود، والملالي.
(٧) البو غربه. وهؤلاء منهم في جرف الصخر. وأكثرهم في أنحاء تكريت. ويحفظون أنهم من البو حمدان هم والغرير. والبو حسين، والبو دولة، والشهوان من نجار واحد. الا أن طول أقامتهم مع الجنابيين جعلهم يعدّون منهم. ونخوتهم الخاصة (مصاليخ)، والعامة مع الجنابيين (أولاد عكاب) . ورئيسهم خضير الكاطوف. ومنهم في ناحية الدورة رئيسهم شريمط الحمادي. ومنهم السويفات. رئيسهم بريسم الصروم في جرف الصخر. فروعهم التويرات. ويقال لهم (الكراكشة) . رئيسهم خضير. وقسم منهم في بغداد منهم محمد الداود. وآل بيج. منهم في بغداد الحاج زيدان وقد توفي ومن أولاده عبود واسماعيل والحاج وهيب الشيخ محمود. رئيسهم شريمط الحمادي، والبو منكاش. رئيسهم سهيل الشيبان، والعساكره. رئيسهم مرهون. وهم في الجزيرة وفي بغداد، والبو فياض. رئيسهم هويدي. وآل حسن علوان المحمد.
ومن فروعهم. الحسان. رئيسهم عبد الله العدّاي وهم الهراط. رئيسهم عزيز بن فياض الدهش. وآل بيّس. رئيسهم عبد الله العدّاي.
ومن فروعهم: الحلاونة. رئيسهم سردي الكاظم ومنهم: آل مفلح. رئيسهم بدوي الخلف. والبو رميض. رئيسهم حميّد المخيلف. والبو عليوي. رئيسهم خليف السكر. والوسمي. رئيسهم ملا سرحان بن فياض.
٢ - المراشدة وهؤلاء من البو صكر منهم في الاسكندرية وفي اللطيفية، والقسم الاكبر منهم في أنحاء تكريت في صبيحة والزبيدي ورئلسة البو صكر فيهم. ومنهم السيد مصطفى البكري. وتفرعوا الى
(١) الجوهر. رئيسهم برع المهدي وهو رئيس الكل في أنحاء تكريت. ومن هؤلاء فرع يقال له (آل عزبة) مع شمر عبده رئيسهم عواد الزعبي.
(٢) العكالات. رئيسهم عنيصان الطامي.
(٣) البو روزه. رئيسهم خضير السويدان.
(٤) البو جحيّم. رئيسهم محمد الشحاذ.
(٥) المواصلة. وهؤلاء من الجوهر الا انهم استقلّوا عنهم رئيسهم خلف الحويجة. وهؤلاء في أنحاء المسيب والاسكندرية والمحمودية واللطيفية.
٣ - النوافلة. وهم أولاد نوفل أخو صكر. وهؤلاء أكثرهم في أنحاء المسيب، وقسم قليل منهم في أنحاء تكريت وهذه فروعهم
(١) المحمد. ورئيسهم رشيد العلي. وهو فرع الرؤساء من الخكري.
(٢) الشوالجة. رئيسهم ياسين بن خضير الحاج عاصي في أبي صخير. وقسم منهم رحّل في أراضي صبيخة. ومنهم: الحبيب. رئيسهم نايف الهزّاع. والشبيب. رئيسهم علوان العبطان ومن هؤلاء العبد الله. والعويف. والزيد. ومنهم الحمادي. رئيسهم نذير الجاسم. والريحان. وهم. الدخيّل. رئيسهم مصيخ الحمد. والمال الله.
(٣) العبدويس. رئيسهم حمزة المسير. منهم في اللطيفية وفي جرف الصخر.
(٤) النعمة. رئيسهم محمد العلي العبد الله. في جرف الصخر. ومنهم العبد الله والعبد ربه.
(٥) المعيطات. رئيسهم عبد بن فهد في جرف الصخر.
(٦) الكصب. رئيسهم حمود الخزيّم. منهم في شيشبار، وفي جرف الصخر والاسكندرية. ومنهم العلّوش، والمحمد.
(٧) العبودي. رئيسهم زغير الحمد. وكاظم الخوين. ومنهم نفس العبودي، والطرفة، والحجي. رئيسهم حوران الصالح.
(٨) الجليب. رئيسهم دعيس الضاحي. في جرف الصخر.
(٩) الهنصاويين. رئيسهم ياس العباس وخضير. في حويجة الجسر.
(١٠) العلي خان. رئيسهم خاجي العناد. وهم من الكصب.
(١١) الباده. رئيسهم عباس العلي الفراج. وهم من الجليب.
(١٢) البكر. رئيسهم عبد بن حمود.
(١٣) الزبدة. وهؤلاء مع بني حسن والفتلة. وهم من النوافلة.
والمحفوظ ان النوافلة هم أولاد حمد ومحمد. ومن الحمد البكر، والمعيطات، والكواصفة. ومن المحمد: الشوالحة والنعمة.
٤ - المصالحة. رؤساؤهم غضيب الدهش، وخضير العباس الدوش، وجياد العيسى، وحاجي ابراهيم السبع. وهؤلاء أولاد مصلح بن محمد جدّ الجنابيين. وهذه الفرقة أيضًا من العشائر الكبيرة من الجنابيين. وتسكن في جرف الصخر والاسكندرية واللطيفية.
وفروعهم: (١) العثمان. ومنهم المزارعه. رئيسهم علوان الجياد. والعجل. رئيسهم مطر الحمدان. والجميل. رئيسهم جياد العيسى. والعلّوش. رئيسهم اسماعيل الحاجم. والحميّد. رئيسهم فهد الهواش. والجعافره. وهم الرؤساء.
(٢) الحمد. رئيسهم حمد الحسين وفرحان الأحمد ومنهم: المحل، والعلي، والعراتشه، والشاهين، والرزيج، ونفس الحمد.
(٣) الغنام. رئيسهم خضير العباس الدوش. ومنهم: الجواد، والدبي، والبريجات، والسعيدات. رئيسهم خضير العباس الدرويش. وجلغف الجاسم.
(٤) الشهاب. رئيسهم هويدي الجاسم ونايف الحسوني. ويقال لهم الشهبان. ومنهم: العايد. رئيسهم عكاب الحبيب. والمراد. رئيسهم هويدي. والبحر. رئيسهم نايف. والدانك. رئيسهم حسين العلي. والهوير. رئيسهم ويس الحصوه.
(٥) الحمران. رئيسهم غضيب الدهش.
(٦) الددم. رئيسهم حلاوه الحمد. يرجعون الى العثمان. ومنهم: العلو. رئيسهم سعود المحمد. والغاوي. رئيسهم محسن الشمران، والخضير. رئيسهم حلاوه الحمد.
٥ - البو حسون. وهم في الشامية (أبي صخير)، وفي الاسكندرية، وفي شيشبار واللطيفية. أصلهم من البو مهلهل فاستقلّوا، رئيسهم محمد العبد الله ابو حمر، وفيحان الذرب. ومنهم في العظيم (البو شيخ مهدي) ورئيسهم الشيخ عبد الكريم. ويتفرعون الى
(١) البو سوادي. يرأسهم هندي الكبيب، وعزيز المهدي.
(٢) الحبيب. يرأسهم محمد ابو حمر، وخضير الدبي.
(٣) البويجات. رئيسهم فيحان الذرب.
(٤) المهيدي. يرأسهم عزيز المهيدي وعبد الله الحمود.
(٥) (البرّاك) . يرأسهم نايف الصريم وعذاب البرّاك.
(٦) المصاليخ. رئيسهم احمد الجاسم. في المحمودية.
(٧) الشيحان. ومنهم: البو حمر، والصريم.
٦ - البو مهلهل. رئيسهم عبد المحسن الدعيس في الاسكندرية واللطيفية ومنهم في مصب ديالى وفي العظيم في السفيط. وفي الأصل هم من البو مريود والآن صار البو مهلهل فخذًا مستقلًا. ومنهم من يعد البو مهلهل أصلًا لألبو حسون والمرشد والبو صكر. وفروعهم
(١) البو غرّه. رئيسهم علي الخليفة.
(٢) البو رويّح. رئيسهم عبد بن محيسن الدعيس.
(٣) الحمد. رئيسهم سلمان المراد.
(٤) البو مانع. رئيسهم سرحان الذياب في الصوفية بلواء الدليم.
(٥) البو حسن.
(٦) البو عبد.
(٧) البو منصور.
٧ - البو مريود. من النوافلة، فأستقلوا بفرعهم. رئيسهم كصب الجنديل. في جرف الصخر وفروعهم
(١) المحاني. رئيسهم حسين الطلال.
(٢) الخليفات. رئيسهم عبيد بن حميد وكان قبله ساري الفيّاض.
(٣) البو توثة. الرؤساء.
(٤) البو عكاب. في غربي الفلوجة. رئيسهم حطحوط الحمش مع المحامدة.
(٥) البو حديد. رئيسهم عايد الراضي في الجبيل شرقي الفلوجة.
٨ - الكواصمة. رئيسهم نوفل بن اسماعيل. وهؤلاء يرجعون نوافلة. ولكنهم الآن فخذ مستقلّ. وفروعهم
(١) المحمد. يرأسهم كاظم العبد الله، وساحل الشبيب.
(٢) العفيطات. رئيسهم نوفل بن اسماعيل وخضير العلي الناهض.
وفي الحلة من الجنابيين يسكنون أراضي البو ضباع في أراضي علاج. رئيسهم كاظم العمشان، ومحمد الموسى. ونخوتهم (زيور) . ومنهم من يسكن المشخاب.
وجاء في عشائر البسام عنهم: «شيوخهم فدعم ومرشد، وهم ذوو سطوة مهلكة، وهبة مملكة، وكفاح بالسيوف، وانشراح للضيوف، ومؤاساة للعائل، وادراك للجمايل، خير مكتسب للبنا، وهاد لطريق المحامد والمنى، أما عددهم سقمانًا فألف، أو فرسانًا مائتان». اه.
ومن أدب البادية عندهم النايل، والعتابة، والهوسات.
٢ - الجنابات
في الأصل من الجنابيين. اشتهروا بهذه التسمية، وهم متفرقون في مواطن عديدة، وليس لهم رئيس عام، شاهدت بعض أقسامهم بصورة مشتتة في أنحاء الكوفة ذكر القزويني (آل زبدة) و(آل زعتر) من بطونهم. وهؤلاء في أنحاء طويريج وغيرها. وفروعهم: ١ - الفضيلات. رئيسهم عبيد آل مهدي. ويقيمون في هور الشامية. ونخوتهم (أولاد الشايب) .
٢ - العكالات. رئيسهم فرج آل جرو، في المشخاب والمهناوية ونخوتهم (أولاد الشايب) .
٣ - آل حسنيّة. رئيسهم راضي السلمان. في هور الشامية ونخوتهم (أخوة حسنة) . ومنهم: آل كاظم. رئيسهم عميش آل عيّو في الشاميّة. وآل سميّح. رئيسهم ملاوي. في الخرم. وآل منصور. رئيسهم مراد آل عسل. في المشخاب.
٤ - آل مسلط. رئيسهم عسل آل حسين.
٥ - آل رحّال. رئيسهم عبد آل عبيّس.
٦ - آل زعتر. رئيسهم كاظم آل عمشان. في علاج.
هذا ويصعب استقصاء المنتشرين في الأنحاء العديدة ممن هم في قلّة أو كانوا أفرادًا.
٣ - الدليم
١ - الدليم
من زبيد. ويتكوّن (لواء الدليم) من أغلب هذه العشيرة. وقلّ غيرها. وأكثريتها تتعاطى الزراعة. وقسم منها لا يزال على البداوة. ووقائعهم في تاريخ العراق بين احتلالين.
وجاء في عشائر العرب للبسام: «الدليم وهم غربي الفرات ينقسمون الى أربع فرق وهم: ١ - آل بو رديني.
٢ - آل بو فهد.
٣ - آل بو علوان.
٤ - المحامد (صوابها المحامدة) .
وكل عشيرة من هؤلاء مائتان وخمسون فارسًا. والف سقماني لكنهم أبطال اذا صالوا، كرام اذا نالوا، يحمون الحما بنجيع الدّما، ويمتطون الظهور، ويحلّون الصدور.» اه. وهم كثيرون جدّا. والعشائر الأخرى الموجودة في اللواء لا توازيهم كثرة. وشجاعتهم لا تنكر.
سكنت من زمن قديم (لواء الدليم) . والظاهر ان صاحب مطالع السعود لم يقف على نسبهم. فقال: «سمعت من العوام أنهم ينتسبون الى حمير، ومرة أسمع أنهم من كهلان» اه. ذكر ذلك حين وقوع حادث (نهب اباعر) بينهم وبين عنزة. وكان رئيس عشيرة عنزة آنئذ يسمى (فاضلًا)، وان صاحب المطالع تملّص من العهدة فنقل ما نقل مترددًا عن مؤرخ تركي لم يسمه ... (١) .
والنصوص التاريخية مؤيدة للمسموع المتواتر المنقول فنقطع بأنهم من زبيد الاصغر.
وقبل أن أورد النصوص التاريخية أودّ أن أنقل حكاية رئيسهم المرحوم الشيخ علي السليمان بمناسبة ما قاله صاحب المطالع: «كان قد قيل لأحد الشيوخ أنت طاعن في السّن: يناهز عمرك المائة والثلاثين عامًا. لبياض رأسك، فأجاب أنا أعرف بنفسي، ولا قيمة للشيب عندي. وكذا أقول هنا أنا أعرف بأصلي وأخبر بعشيرتي، ولا يهمني من يقول أو يتقول ...» اه.
هذا ما قاله لي. والحق أنهم أعرف بأنفسهم، والعشيرة الكبيرة مثل هذه لا يصح أن تنسى نفسها. أو تهمل نسبها، وكذا المجاورون وغير المجاورين يعلمونها جيدًا. قال معالي الشيخ علي الشرقي: «ومن شدة الاختلاط، وتغير الأسماء بقيت بعض الطوائف في العراق مجهولة لا يعرف بوضوح انتسابها مثل (الغزي) في الفرات الأسفل، ومثل (الدليم) في الفرات الأعلى على أنهم عرب أقحاح.» اه. (١) هذا مع أن نسب الدليم معروف متواتر، ومثله نسب الغزي فإنهم من طيء. ولا ينكر الاختلاط في العشائر ولكن لا ينسى الاصل، وانما القليل قد يدمج في الكثير ... وفي الغالب يحافظ على نسبته.
والشيوع من أقوى الادلة، ولا يهمّ أن لا يعلم ذلك واحد أو أثنان والنصوص التاريخية متوفرة.
قال الحيدري «عشائر الدليم: قبائل كثيرة مشهورة من حمير من العرب العاربة، وهم بنو عم العبيد، لأن جدّهم ثامرًا شقيق عبيد» (٢)، وقطع صاحب المطالع بان العبيد من حمير وهؤلاء بنو عمّهم ...
ومن الغلط أن نقول أصل الدليم من (الديلم) لمجرد أن نشاهد المقاربة في اللفظ وانما دليم جدّ لم يعرف طريق اتصاله بالضبظ. وان التسمية به معروفة قبل الاسلام، وكانت تسمى به (العشائر الحميرية) . قال ابن سعد في طبقاته: «ان سعد بن عبادة بن دليم كان يكتب بالعربية، ويحسن العوم والرمي، ويقال له الكامل، وكان مشهورًا بالجود هو وابوه وجده وولده، وكان له أطم ينادي عليه كلّ يوم من أحب الشحم واللحم فليأت أطم (دليم بن حارثة) . توفي سنة ١٥هـ وقيل سنة ١٦هـ ...» اه (٣) .
وفي ابن دريد نرى اشتقاق دليم وضبط لفظه قال:
«دليم تصغير أدلم، والادلم الأسود، ليل أدلم، وليلة دلماء، والدلمة السواد ...» اه (١) .
بهذا عرف اشتقاق الاسم ومعناه الأصلي، ومن تسمّى به في الجاهلية مما لم يدع اشتباهًا في ان التسمية قديمة وسابقة في المعرفة لوجود الديلم في العراق. وغلط الفكرة المتناقلة بأنه توجد آبار يقال لها (الدليمات)، كانوا أقاموا فيها. فسموا بها، واذا علم وجودها فلا مانع من انها عرفت بهم لطول اقامتهم. والمنقول أنها آبار في نجد.
تفرقت الدليم في أنحاء أخرى. وكثرتهم في ساحل الفرات الأعلى من أنحاء الرمادي في جانب الجزيرة والشامية.
والملحوظ ان هذه العشيرة بينها وبين العشائر الحميرية قربى محتفظ بها، ويعدّ من هذه العشائر (باذراع) من الضفير، والسعيد، والجنابيون، والجبور والعبيد والعزّة وكلّهم أولاد جدّ واحد. ولا نقطع بما يحفظونه من أسماء الا ان المعرفة الاجمالية في القربى منقولة لا يشتبه فيها ...
٢ - تفرعات هذه العشيرة
ان حفظ أسماء الأجداد بتسلسل مطرد لا يعوّل عليه وأنّما يفيد في أشتقاق الفروع. والحافظة لا تستوعب الكثيرين. وهذه محفوظات الرؤساء: «الشيخ علي بن سليمان بن بكر بن عبيد بن ظاهر بن عسّاف ابن خلف (٢) بن محمد بن رديني بن محمد بن جاسم بن سبت بن ثامر ابن مكتوم بن محجوب بن بهيج ...» اه. و(ثامر) جد الدليم وأبناؤه خميس وسبت وجمعة وأما أولاده الآخرون أولاد مكتوم فهم (عمرو) جد العزة وحسن جد (باذراع) من الضفير وسعيد جد السعيد ومحمد (جد الجنابيين) . وكاثم جد الجبور واللهيب والجغايفة والعبيد. هذا هو المسموع. ويراد به الصلة. وللشيخ علي سلطة على دليم الشامية، وان سلطته على دليم الجزيرة قليلة وان كان مسلّمًا له بالرئاسة العامة.
وهنا اختلف النسابة منهم من يقول ثامر بن بهيج وهذا الجد (بهيج) يدعيه كلّ عشائر زبيد وانه جدّها. ولعلّه كان رئيسًا معروفًا للكلّ قبل أن يتفرقوا في الأنحاء العراقية وهو المعنّى بقول شمر: «كبلك بهيج الحدّروه السناعيس». ولكن القول بالوصول الى سبت قريب جدًا، ومن المستبعد ان تتفرع منه هذه الفروع العديدة، وأن تتكوّن منه المجموعات الكبيرة. وانما حصل الالتباس في المحفوظ.
وأما الشيخ مشحن فهو ابن حردان بن عبد بن عيثة بن حمد بن ذياب ابن خلف أحد أجداد الشيخ علي السليمان وسلطته على الجزيرة ويعدّ شيخ الجزيرة. وكأنهما توزعا السلطة. وبعد وفاة الشيخ علي السليمان صار ابنه الشيخ عبد الرزاق رئيسًا. ويتفرع الدليم الى: ١ - خميس. وهو جدّ المحامدة.
٢ - سبت. جدّ الباقين من الدليم.
٣ - جمعة. جدّ الفتلة.
وفرقة الرؤساء من سبت، ونخوتها (أردن)، ويريدون بها جمع (رديني) أحد أجدادهم. وينتخون ب (أولاد ناصر)، أو (ناصر)، والفتلة هذه نخوتها أيضًا. وأصل هذه كما يقولون أن صقليًا نصرانيًا اسمه ناصر ساعدهم في عمل السيوف، وأتقن صنعها، وطلب أن يكرموه من جرّاء عمله بأن ينتخوا بأسمه، أو أنهم مدحوا صانع سيوفهم وصاروا يلهجون بأسمه فتولدت النخوة ... والظاهر أنها أسم أحد رؤسائهم فنسي أسمه ولم تبق الا نخوته. فهي عامة فيهم.
٣ - سبت وفروعه
هؤلاء كثيرون جدًا. ورئاستهم على الدليم قديمة من أيام سليمان البكر ومن قبله ... حافظوا عليها. ثم صارت لابنه الشيخ علي السليمان. وتوفي يوم الخميس ٢٨ رمضان سنة ١٣٥٦هـ - ٢ كانون الاول سنة ١٩٣٧م. وكان من الاخيار محترم الجانب. وله السلطة على عشيرته. لا يحبّ الشغب، ولا يرغب الا في الراحة. دبّر العشيرة بحكمة وعقل. وكان يمثل الأوضاع العربية في أوصافه من طول الاناة، وبعد النظر، والتؤدة. صادق اللهجة، حسن الطوية، لا يظمر العداء لأحد. كان هينًا لينًا. فتمكن أن يكون بمعزل من الغوائل. سيطر على عشيرته، ولم يدع طريقًا للاضطراب. فكثرة عشيرته لم تولد الغرور. وانّما كان مسالمًا.
وغالب ما علمته عن الدليم مستقى منه رأسًا. وكان سليمان البكر ذا مكانة كبيرة، يخيف العشائر المجاورة. وله سلطة واسعة. ويتفرعون الى:
١ - البو رديني
نخوتهم (أردن) مشتقة من أسم الفرقة. ويرجعون الى محمد ابن رديني بن محمد بن جاسم السبت. يقولون «كول أردن وانا اجلي همومك». أي قل أردن وأنا أجلو ما عليك من هموم.
وهذه أفخاذهم: ١ - البو خلف. وخلف بن محمد بن رديني ويتوزعون الى:
(١) البو عسّاف. رئيسهم الشيخ علي السليمان وهو رئيس الكلّ. وعسّاف هو ابن خلف. قسم منه في النفاطه وقسم في الدوّار قرب هيت. قرب أويس القرني. ومنهم البو جليب، والبو ربيع.
(٢) البو ذياب. رئيسهم مشحن الحردان. وهم أولاد ذياب الحمد الخلف. ومنهم: البو محمد الذياب. رئيسهم زين الشوكة. في الطالعة تجاه الرمادي. والبو حمد الذياب. رئيسهم مشحن الحردان. في أراضي الصهالات تجاه الرمادي.
(٣) البو هزيم. رئيسهم عيسى المطلك الطارش. أولاد هزيم الخلف. في الجزيرة في زوية غزوان.
(٤) البو عيثة. وهؤلاء هم البو حمد الذياب.
(٥) البو حسين العلي. رئيسهم فتيخان بن أبي ريشة. وهم أولاد حسين العلي الخلف في أراضي طوي التابعة للرمادي.
وقد عدّ لي فتيخان أسماء أجداده فقال: انه فتيخان بن عبد الحميد ابن سليمان بن يوسف بن عسّاف بن ناصر بن حسين بن علي بن خلف المذكور فيتصل بفرع الرؤساء ومنهم البو ناصر الرؤساء، والبو علي، والبو محمد.
(٦) البو شاووش. رئيسهم زين بن مطلك المخلف.
(٧) البو درناج.
(٨) البو مطرد. أولاد مطرد الخلف.
(٩) البو علي الخلف.
(١٠) البو جابر. رئيسهم طعيس المحمد. وسعود الشرجي في الطاش. والآن حوالي الرمادي.
٢ - البو خليفة
رئيسهم ذياب الخريبط يسكنون قرب سنّ الذبّان وقرب الكاظمية في الجدول، وفي الطاش. وقسم بدو متجولون. نخوتهم (اخوة عبدة) . و(اخوة خلف) . وفروعهم: (١) البو جحيش. رئيسهم ذياب الخريبط في الخور من الرمادي. ومنهم البو خلف الجحيش. والبو محمد الجحيش.
(٢) البو مدلج. يرأسهم حمد السلمان وعودة بن لطيف. ومنهم البو نهر، والبو حمد، والبو عيسى.
وعدّ لي أحد رؤسائهم عوده نسبه فقال: عوده بن لطيف بن غجر ابن نهر بن مدلج بن حمزة بن حمد بن خليفة المذكور. ومنه علمت عن البو خليفة.
(٣) البو غزيل. رئيسهم سريح العبطان. في الجدول. ومنهم البو محمد الحمد، والبو هلال الحمد.
(٤) البو عاصي. رئيسهم فرحان الخلف. وهم غنّامة.
(٥) البو جابر. رئيسهم هلال الكواك. في سنّ الذبّان.
(٦) البو دولة. رئيسهم علاوي العويد.
(٧) البو خالد. عنّامة.
(٨) البو علي الخليفة. في أراضي الكشاش.
(٩) البو فاضل. في أراضي السورة من الرمادي.
٣ - البو مرعي
رؤساؤهم حمادي الروضان وكردوش بن لهيمص. ومرعي أخو خلف وخليفة ويقيمون في الطاش التابعة للرمادي. ونخوتهم (اخوة عبدة) . وفروعهم: (١) البو حمد المرعي.
(٢) البو عبد الله المرعي.
(٣) البو شهيل. وهم أولاد رمضان المرعي.
(٤) البو فرحان.
(٥) الصلبيون.
(٦) الحياضة.
(٧) المداليس.
٤ - البو سالم
رئيسهم مطلك الحمزة. والآن ابنه بديوي وهم أولاد سالم بن محمد الرديني يقيمون في أراضي النفاطة في الجزيرة ونخوتهم (طله) .
٥ - البو نمر
رئيسهم الشيخ معجل بن نجرس الكعود. في الزوية التابعة لناحية هيت في الجزيرة وفي وادي الثرثار ونخوتهم (اخوة وضحة) . وهم أصحاب غنم. ويتفرعون الى: (١) البو محمد النمر. ويقال لهم (البو سودة) . يسكنون غربي السرية بالقرب من الملاحمة في الاراضي المسماة بأسمهم وفي أراضي النمّاله والحماميات. يرأسهم خلف ابو الزعر، وحمد الخليفة العواد. ومنهم من يقول انهم من (بو شعبان) .
وقال الشيخ معجل انهم من البو نمر من فروع سبت. ويتشعبون الى: أ - البو فاعور. رئيسهم خلف الحسين ابو الزعر. وهو رئيس جميعهم. ومنهم البو حمد الفاعور، والبو محمد الحمد الفاعور، والبو فارس، والبو لطيف، والبو غصيبة. رئيسهم مروح الجاسم.
ب - بو دريس. رئيسهم حمد الخليفة. ومنهم البو حسن. رئيسهم محمد الجرش و(بو خليفة) رئيسهم سالم الفدعوس، و(علّص) . رئيسهم شرجي الحسن.
ج - بو غنيمة. رئيسهم حمد بن خليفة العواد. ومنهم البو كبلان، والبو رشيد، والبو عواد.
د - الرويجات. رئيسهم عبد العواد.
علمت ذلك من الشيخ شرجي الحسن من بو دريس في٦ - ٣ - ١٩٣٨.
(٢) البو محل النمر. رئيسهم عفتان الشرجي. وهم من أولاد نمر ابن محمد بن رديني يسكنون في حصيبة غربي عانة، وفي الزوية شمال الرمادي، وفي جزيرة الرمادي. ونخوتهم (فطيم) في الاغلب غنامة وأصحاب مواش. ومنهم: البو عزيز. رئيسهم عفتان الشرجي، والغيليون. رئيسهم فيحان، والبو وردي، والبو مطر، والبو طعمة. منتشرون في سوريا أو قريب منها. رئيسهم عبد الحمادي، والبو طيب، والبو عباس، والبو جاسم الخلف، وبو عزبة.
ويتبعهم (البو هشة) .
(٣) البو حسن النمر. وهؤلاء يعدّون في عداد البو محل. ورئيسهم عفتان الشرجي.
(٤) البو حسين النمر: رئيسهم الشيخ معجل. ويتفرعون الى: أ - البو هلال: رئيسهم عبد الفلاح. ومنهم: الصمطة، والبو مانع، والبو صكر، والبو طلاّع، والبو عزبه، والبو غانم.
ب - البو حمد الحسين. رئيسهم فهد الهلال وكنوش الحمد النجم. ومنهم المكاشير، والبو شحيمه، والخواليص، والبو صكر الناصر، والبو شلال، والبو عبد الحمد.
ج - الطويسات. رئيسهم مخلف المانع ومنهم البو ضاحي، والبو بعير، والبو منصور، والبو سدران.
علمت ذلك من الشيخ معجل في ١٠ - ٢ - ١٩٥٤م.
٦ - البو جليب
يرأسهم عبادة الرثيع. وفرحان العبد الرحمن. نخوتهم (مصاليخ) يسكنون في الشامية قرب هيت. ومنهم في التاجي. رئيسهم جاسم المحمد العبد.
٧ - البو فهد
نخوتهم (ضياغم) و(فهود) . رئيسهم مخلف العبد المحسن في جويبة وحصيبة والزوية والصجارية والصوفية والدشّة في الشامية التابعة لنفس الرمادي وهي المسماة ب (أبي سطيح) وفي الجانب الشرقي مقابل هؤلاء في أراضي (الحامضية) في الجزيرة، والمشهور أنهم من خلفة (سبت) ويقولون انهم (ضياغم) . ويتفرعون الى: (١) البو علي الحمد. رئيسهم حردان الشهاب.
(٢) البو فياض. رئيسهم عنيز المخلف.
(٣) البو خطيب. رئيسهم مضحي الحسن.
(٤) البو حمزة. رئيسهم حسن الخلف.
(٥) البو عجّور. رئيسهم ظاهر العلي السعد.
(٦) البو طه. رئيسهم علي السعيد.
(٧) البو موسى. رئيسهم حسين بن علي الناصر.
(٨) البو جحش. رئيسهم خلف الخضير.
(٩) البو دمنة. يرأسهم سليمان المذود، وطراد العداي.
(١٠) البو سبتي. رئيسهم نايل الأحمد الصلال.
(١١) البو حسين العلي. رئيسهم علي الحميد. الرؤساء.
(١٢) البو ظليل. رئيسهم عبد الخلف العبد الله.
(١٣) البو دندن. رئيسهم سعود المحسن.
(١٤) البو راحان (ريحان) . رئيسهم فارس المحمد.
(١٥) البو شبيل. رئيسهم خلف الجاسم.
(١٦) البو صميدع. رئيسهم محمود الملا خضير.
(١٧) البو رسلان. رئيسهم مجيد العلوان.
(١٨) البو عرب. رئيسهم علي الحميّد.
اخذت المعلومات من الشيخ مخلف العبد المحسن. وظاهر العلي السعد رئيس البو عجور ويقولون انهم من الجعفر. قالوا: وصيحتنا دليم ... وهم نحو عشرين الف نسمة. وأما الشيخ مشحن الحردان فانه ذكر لي ان علوان وفهدًا اخوان وهما أولاد جاسم السبت.
٨ - البو علوان
رئيسهم عبد الله المهنا الصالح العلي. وتوفي والآن اخوه جميل المهنا. نخوتهم (اخوة خضير) يسكنون في الطاش من الرمادي والزوير قرب سنّ الذبّان وهم كثيرون.
وأشهر فروعهم: (١) البو عرار: ومنهم البو حسن العرار. رئيسهم في المحاويل فرج المنوّخ، والبو حسين العرار. رئيسهم في المحاويل فياض السعيد. والبو حمد العرار. رئيسهم في المحاويل حمزة الظاهر. والبو محمد الظاهر. رئيسهم جدعان الجميل.
(٢) البو غادر. رئيسهم في المحاويل ساهي السلمان. ومنهم البو حمد الفرج. رئيسهم في المحاويل شعلان العبد الله. والبو جنيوي. رئيسهم في المحاويل علي الحسين. والهنادزه. رئيسهم في المحاويل ابراهيم النصيف. والبو بولاد. رئيسهم في المحاويل حسين العلي.
(٣) البو علي العلوان. رئيسهم في المحاويل جواد العنيفص.
وهؤلاء يعدون من البو فهد، وانهم متفرعون عنهم. وقال لي الشيخ مشحن أنهم اخوة فهد. ومنهم في المحاويل في أراضي (تبه) . والافخاذ مشتركة مما يدل على انهم لم يتقادم انفصالهم.
٩ - الحلابسة
رئيسهم عبد الله بن محمد الظاهر. عشيرة كبيرة تسكن في الجدول في جهة الدليمية ... وقسم منها في الشامية. ذكر لي الشيخ مشحن أنها من أولاد سلطان بن علوان، فعرف الاتصال. وقسم منهم في التاجي. نخوتهم (سلاطين)، وهم متفرقون، ومنهم من يقول انهم يرجعون الى خميس. ومن الشيخ مظهور علمت التفرعات.
(١) بو شاووش. رئيسهم شمخان الحسين في الشامية ومظهور أبن ابراهيم العواد جاء الى ضفة ديالى منذ مات أبوه. ومنهم البغاليون، والبو ناصر، والبو محسن، والبو واحد، والبو حسن الحمد.
(٢) بو مشعل. رئيسهم فرح العب
كل هؤلاء أولاد جاموس الشويخ بن جاموس بن محاسن بن هيجل المذكور.
هذا. وأن (جبور الواوي) من أولاد واوي بن هيجل كما أن الجاموس من جبور الواوي.
٥ - البو عميرة
يرجعون الى عميرة بن بشر بن جبارة بن جبر. كثيرون منهم في بغداد في جانب الكرخ. رئيسهم عبد الله المهيدي وتوفي ويسكنون في بزاير أبي غريب، وفي التاجي وفي الدورة.
وفروعهم: (١) الفراونة. في الدور، وفي بغداد ومنهم (الكردي) رئيسهم الشيخ عبد الله المهيدي. وتوفي.
(٢) الملحان. رئيسهم عبد الواحد المحمد قرب الخر. وأصلهم جيس (قيس) .
(٣) الاسماعيل. ومنهم في بغداد رئيسهم جاسم محمد.
(٤) الحواردة.
(٥) عمر السيالة.
وهؤلاء الثلاثة في محلة المشاهدة ببغداد.
(٦) البو رملي. رئيسهم جاسم الاسود وحمد الزركة ببغداد.
(٧) البو حمد ببغداد.
(٨) الجلب علي بغداد.
(٩) بيت فارس السلطان ببغداد.
(١٠) الدهامش. في بزاير ابو غريب. رئيسهم كريم المصلح وجاسم العنفوص.
(١١) البو خضيري. في بزاير ابي غريب.
(١٢) الزريج. في التاجي.
٦ - الكضاه
والكضاه من أولاد محمد بن بشر بن جبارة بن جبر منهم في انحاء الموصل وكركوك، والقنطرة (آلتوت كوبري) وفي الشام. ويقيمون في فرى: (ادريس) .في أنحاء القنطرة. و(الملا عبد الله) في انحاء القنطرة. و(الهندية) في انحاء كركوك. ومنهم في قره تيه ونارين وكوي: البو جمعة والعوامر والعرجان والحمدون والعساف والبر.
٧ - البو خطاب
هؤلاء من عمر البشر بن جبارة الجبر. ومن هؤلاء في الدورة ورئيسهم سالم الحمادي. ونخوتهم (عيال الملابيس) .وفي عشائر الشام ذكر فرقهم (١) .وجاء في التقرير التركي المؤرخ١٨ شعبان سنة ١٣١٢هـ ما يلي: أن هذه الفرقة رئيسها محجوب. وقسم منهم زراع ويبلغون (٤٠٠) بيت. وأن الزراع يسكنون في شمال تكريت على الشط ببعد منزل واحد في الخرنينة. والقسم الآخر يسكن ببعد منزل عن تكريت في شمالها الغربي ببعد سبع ساعات اوثمان. ويقال لمحل سكانهم (زبيدي) ويحوي نحو خمسين بئرًا يقيمون مع الزراع فيقضون أيام الصيف في الخرنينة. وأن الفلاحين منهم يتولون زراعة الشعيروالسمسم ...
ومن فروعهم: (١) اللطيفات. ومنهم (الجافي) أي (الكافي)، و(الصبيحات) .من الكافي، و(الصيالة)، (الصالح الجاسم) .
(٢) العامر. رئيسهم جزاع العلوان.
(٣) السيفات.
(٤) البري.
ومن الجبور في قره تبّه: (١) البطوش. رئيسهم محمد العبد الله في كشكول جديد. قرب محطة قره تبّه.
(٢) العساف. رئيسهم عبد الحميد في قرية جنباز.
(٣) الحمدون. رئيسهم رشيد العلي في قرية (اوج تبه) .
(٤) العرجان. رئيسهم عباس الممحد في قرية الهدّام (عتيق كهريز) .ومحمود الخميس في قرية أبي علك التابعة لقره تبه.
(٥) العوامر. رئيسهم صالح المحمد وهو رئيس الكلّ في قرية صاري تبّه.
(٦) الشعار. من الجبور. نخوتهم (عياد العود) .يسكنون في أبي غريب وما والاه. وهم السويلم رئيسهم خليف السلطان. ومنهم السويلمات، والحاجم، والخماس. ويلحق بهم الحلاّف من المنتفق والحمزة، والعكيدي، والخليفات.
و(العفينات) .رئيسهم جياد الدنمش ومنهم الموسى، والمهنا، والجفّال، والعتيج. من بني صخر. والجلب علي. والرشيد ويلحق بهم (الحلف) من البو هيازع. ويقال أنهم مختلطون من عبيد وعزة وبني صخر، وجبور. وفي المجلد الأول أيضاح. وهم في أنحاء عراقية كثيرة.
٢ - جبور الواوي
هؤلاء من الهيجل ومنهم في أنحاء الموصل في قرية جهينة من حمام علي ورؤساؤهم خلف العطا الله وأخوه احمد. نخوتهم (اخوة واوية) . وفي الحلة نخوتهم (عجم) ويقولون انهم لما سكنوا هذه الأنحاء ساعدهم مثري من العجم فصاروا يتنخون به ... وب (أولاد جبر) . وكان يطلق على الكلّ في أنحاء الحلة والرميثة (جبور الواوي) والرئاسة في الجوازر وتطلق على الكلّ فيقال (الجوازرية) ... وهم نحو عشرين الفًا، ومجموعتهم كبرى ... وفرقهم:
١ - الجوازرية. يرأسهم مراد آل خليل وتوفي وله أبن أسمه عبد الحسن. وكتّاب الخليل توفي وابنه الشيخ الحاج مخيف نائب الحلة. وقوجان العزيز وتوفي وله أولاد صغار. وفروعهم: (١) آل مطر. رئيسهم مشير آل عمر وعبد ال الشخير وقد توفي والآن أخوه صاحب الشخير في أراضي النكابيّة في بزايز الجربوعية. وهم: (البو غياض) .رئيسهم مالك آل سائب. ومنهم البو كعيّد. والبو دلّي. والبو جلوف. والبو هليل.
و(البو شيخ علي) . رئيسهم كاظم الخشّان. ومنهم البو صيّاح. والبو فارس. وأهل الحوش. والكطلات.
و(آل عيسى) . رئيسهم محيسن المشعان. ويلحق بهم: آل حمدان. وآل عمران.
(٢) المحامدة. رئيسهم سلمان الموجد وتوفي. والحاج حسن ابن الحاج شلال وسدخان بن هدهود السلطان يسكنون في أراضي الزرفية والابيخر وعلاج في ناحية القاسم من قضاء الهاشمية. وهم: (آل شمخي) . حسن الحاج شلال. ويلحقهم: الدويزات وآل عبد علي.
و(آل سلطان) . رئيسهم سدخان بن هدهود.
و(البو شيب) . رئيسهم خلخال آل مشعل. ومنهم آل راضي. والبو حليو. والبو حليوي.
و(البو ضعيفة) او (البو زاهي) . رئيسهم حسن أبو ضعيفة.
(٣) الدرارجة. رئيسهم حميو بن عزيز (أخو قوجان) وبريذل ابن سلمان الجبر. يسكنون في أراضي جريبيع من الجربوعية. ومنهم (الرزون) . رئيسهم الحاج مخيف. و(آل فريج) . رئيسهم حميو. و(البو دويحس) . رئيسهم حميدي آل ردّام. والشناجيل رئيسهم سليمان العسر و(البو عامر) . رئيسهم جاسم آل محمد آل ليلو. و(المراكصييّن) . رئيسهم حمد آل حسون آل سليمان. و(البو هزّام) . رئيسهم دلو الحاجي.
٢ - الجوذر. رئيسهم عبد عون بن ناصر، وأمين آل فدعم. وتوفي وله ولدان جياد وحمزة ونخوتهم (حمير) . وأقدم ذكر لهم في حوادث سنة ٨٨٣هـ - ١٤٧٨م من تأريخ العراق بين احتلالين.
(١) البو طرفه. رئيسهم الحاج جدوع الجاسم.
(٢) البو حامد.
(٣) الخناتشه.
(٤) العرامشه.
(٥) البو خميره.
(٦) البو ونسه.
٣ - بني منصور. رئيسهم محمد آل عناد. نخوتهم (عجم) . هؤلاء من عنزة. وفروعهم: (١) الصنّاع.
(٢) الوسامة والعكيلات. والزكيطات في الصويرة.
(٣) الدروع.
(٤) آل شاووش.
(٥) آل بكه.
(٦) البو شميله.
(٧) آل لاوي.
٤ - آل واوي. رئيسهم فرحان الدبي وهو رئيس مشهور. والرئاسة كانت فيهم ... وتوفي. والآن أبنه عبد الهادي الدبي، وعبد الكريم.
٥ - الجمعيات. رئيسهم عبد الله بن عبد الحسن. وتوفي. والآن أخوه الحاج حسين الحاج عبد الحسن.
٦ - عمر لنك - رئيسهم دوهان الحسن. كان نائبًا.
يقال أن هؤلاء كانوا في الحويزة. ولعل نخوتهم لحقتهم من هذه الجهة.
٧ - البو جمال. رئيسهم تايه ابن ملا ضايف.
٨ - الصفران. رئيسهم عيدان آل طعان. توفي ووالآن عبيد الفريح ابن اخيه.
٩ - البو عكة. رئيسهم جلاب المهنا وتوفي والآن ابنه عبود.
١٠ - العامر. رئيسهم عداي آل سلمان والآن ابنه دحام.
١١ - العوديون. رئيسهم شكر آل شعلان. والآن اخوه هادي ومنهم المطرود. رئيسهم شكر آل شعلان. وتوفي والآن اخوه هادي. والفاضل. رئيسهم نعمان الحسين. والبو سميجة.
١٢ - البو عبيد. رئيسهم علوان العبود صار نائبًا.
١٣ - جبور الهور. ومنهم الصفران، وآل حسين رئيسهم خشّان الحسين، وآل عامر.
١٤ - آل شكر. رئيسهم مغير الحسن. والآن كاظم الحمادي.
١٥ - البو شيخ علي. رئيسهم خشان العبيد. والآن ولده دحام.
١٦ - البو غياض. رئيسهم مالك بن سايب.
١٧ - الجنابات. رئيسهم الحاج عسل آل حسين من الجنابيين.
١٨ - آل عيسى. رئيسهم مجيد البريسم. ومحيسن المشعان.
١٩ - آل طرودي. رئيسهم علوان العبود.
٢٠ - آل مغيطي.
٢١ - البو مرجان. في الديوانية.
٢٢ - الحفربان.
ان جبور الواوي يطلق عليهم هذا الاسم بأسم أحد فروعهم (الواوي) . أما الرؤساء مراد الخليل وأقاربه فأنهم من ربيعة من البو درّاج، وكذا بنو منصور لم يكونوا من الجبور وانما هم من المنتفق. يسكنون في الجربوعية وعلاج وزريفه والحسينية.
والجبور في الرميثة من السماوة نخوتهم (عجمي) ويسكنون في أراضي اللوّاح. رئيسهم دانه آل حبيب. والآن ابنه عبد علي آل دانه. ومن فروعهم: (١) المهادي. فرقة الرؤساء.
(٢) آل ملاعب.
(٣) البو صرّار.
(٤) البو سعد.
(٥) الخضران.
(٦) الحديان.
(٧) البو مرجان.
(٨) البو نصّارز (٩) البو كوس.
(١٠) اللحافات.
(١١) آل جبال. غنامة.
وزاد فخامة الاستاذ السيد مصطفى العمري: (١٢) الصفران.
(١٣) آل حسين.
(١٤) آل عامر.
في الهور في أراضي المليحة. يسكنون الشوفة والملاحة، وابا صجم. وقسم منهم في أراضي اللواح للشيخ خوام رئيس بني زريج.
ويحتاج أمر هذه العشيرة الى أستقصاء. فان من علم عن فرع فلا يعرف غيره لتباعد الأنفصال. ولا يبعد أن يكون بعض عشائرهم استقلت فروعها بأسم جديد أو أختلطت بأفخاذ أخرى، فصارت تعدّ منها.
هذا وان (الجمور) أصلهم من الجبور. ويقولون ان جمورًا هو ابن جبناج الجبر. والآن يتكلمون الكردية ويقيمون في حدود أيران من خانقين وأنحائها. رئيسهم عبد العزيز خان.
راعينا بقدر الامكان تفرعاتها، والتزمنا الصلة في العشيرة. ومن السهل معرفة كلّ فرع في موطنه وأرجاعه الى الاصل الذي نجم عنه. والملحوظ من مواطن الفروع والعوائد الجديدة التي أكتسبها كلّ فرع أو عشيرة من عشائرهم قد بدلت أوضاع هؤلاء، ونالت من مواطنها والبيئة التي عاشت فيها ما يخالف أصل العشيرة أو محلّ كثرتها. وربما كان تكاثرها يزيد عمّا في أصل العشيرة التي نجم منها. ولا شك أننا بأنتظار ما يكمل ما ذكرنا نظرًا لتباعد الفرق وصعوبة معرفة الافخاذ.
والجبور في الغربية مشهورون بالعتابة ولهم ابداع أدبي فيها كما ان النائل معروف عندهم. وكذا الحداء والركباني والقصيد. وما الذين في أنحاء الحلة والديوانية والسماوة فانهم متأثرون بانحائهم وآدابها. وعرف العشيرة متبدل جدًا.
٣ - اللهيب
يعدّون من الجبور. من أولاد محمد بن جبر. ومنهم من عدّهم من (اخوة جبر) . وهؤلاء مستقلّون في عشائرهم وفي فروعهم، ومنتشرون كثيرًا وهذا هو السبب في عدّهم أخوة جبر. قال الاستاذ عبد المنعم الغلامي في الموصل أنهم من ذرية أحمد العطيّه بن جبر الذي تنتمي اليه كافة عشائر الجبور. وعدّ من فروعهم: ١ - الدوايخ والدرافله مع (زوبع) .
٢ - ومنهم مع الاسلم في الصايح.
٣ - البو غافل والزغمان مع طيء. في لواء اربل.
٤ - الجغيفات والمرهج والجمعة. ومنهم في بغداد. والحلة ولواء ديالى ومنهم أسر في نفس الموصل منهم آل توحلة. وغيرهم ... (١) . وربما اشتركوا في النخوة. وذكر صاحب عشائر الشام مواطن عديدة لهذه العشيرة.
وهذا هو المسموع وجاء في لسان العرب «بنو لهب قوم من الأزد، ولهب قبيلة من اليمن فيها عيافة وزجر. وفي المحكم لهب قبيلة زعموا أنها أعيف العرب. ويقال اللهيبيّون ...» اه. ولعل اللهيب من هذه.
وفروع اللهيب كثيرة، وهم في مواطن كثيرة. وأشهر فروعهم: ١ - الرحّال. رئيسهم نجم العبد الله ومنه أستقيت هذه المعلومات. وهو في قرية الحورية في الجرناف.
٢ - الحجاريون. رئيسهم محيميد الزوبد في الحورية أيضًا.
٣ - الدويزات. رئيسهم سلمان الحجّي وهوّاس المعيد وعبد الله العسكر وعثمان الخليل مقابل القيّارة. ومنهم من يعدّهم من أخوان محمد الجبر وأخوة اللهيب.
٤ - البو رحيّل. رئيسهم محمد الشحاذة. في أبي جردة في شمامك.
٥ - الصاتلمش. رئيسهم عبد الله الحاج حميد. في شمامك.
٦ - البو مراد.
ومعهم (الشللة) وهم من (بني سبعة) . ومنهم في أنحاء الموصل كثيرون. ومنهم في الكرمة. رئيسهم فياض السليمان البحر. ونخوتهم (العرجه) أو (راعي العرجه) . وهذه نخوة كل اللهيب. ومن فروعهم: (١) البو فضل.
(٢) البو سرور.
(٣) الدايخ. وهؤلاء في الكرمة. ويقال لهم (الدوايخ) .
(٤) الشياع وهؤلاء في الكرمة.
(٥) الدرفيل. أو الدرافلة.
ومن اللهيب (الكريعات) في ناحية المحاويل، ولا يفترقون عن اللهيب الآخرين في نخوتهم. ويقولون (أولاد ابراهيم) أيضًا. ورئيسهم في المحاويل كاظم الهندي. ويجاورهم السبطة من اليسار، والبو موسى من الجحيش. وفروعهم: (١) البو كرير. رئيسهم راشد الحمزة.
(٢) البو حسن. رئيسهم كاظم الهندي.
(٣) البو عبيد. رئيسهم مشحل الكاظم.
(٤) الدبيسات. رئيسهم كاظم المحمد.
(٥) البو صالح. رئيسهم عطية الحسين.
(٦) البو شاووش. رئيسهم حسين الصبح.
ومن الكريعات قسم كبير في ناحية الأعظمية. وتسمى (المحلة) بأسمهم.
هذا ومن اللهيب جماعة في بغداد وهم بيت دراغ وبيت الحداد.
ومنهم في أنحاء نارين رئيسهم رشيد الهندي الزيدان. وهم: ١ - العواشرة. الرئيس منهم في قرية عيون الخشالات.
٢ - العطية. في عيون الخشالات أيضًا.
٣ - البكه: وقراهم أسكي كوبري وقرى أخرى. رئيسهم عزاوي المحمد.
٤ - البو غافل: ومن قراهم عمر مندان، وعمر سفلي، وعمر مندان العليا، وقرية نظام. رئيسهم ظاهر المعروف.
٥ - الشواذب: ومن قراهم: زرلوك. رئيسهم حلو بن شبلي.
٤ - الجفاينة
منهم من يعدهم من الجبور، ومنهم من يجعلهم من اللهيب. والصواب أنهم من اللهيب استقلوا بعشيرتهم، وسكنوا مع الدليم فوق عانة في الجزيرة وفي الزوية قرب عانة. وليس من الصواب قطعًا عدّهم من الدليم. وانما سكنوا مع البو محل. وجاء عنهم في التقرير التركي المؤرخ ١٨شعبان سنة ١٣١٢هـ انهم من الجبور. وفرقهم: سوتام (سطام) . وحوير (حويش) . وعاشج. كذا جاء في التقرير، ولم اتحقق تلفظ بعضها. قال: كانوا قديمًا يسكنون صيفًا وشتاءًا ما بين الحضر وعانة. وهم سكان خيام. وقبل نحو سنتين ونصف (١٣١٠هـ) اضطرهم نزاع شمر الى الشامية الى يمين الفرات.
ومن فروعهم:
١ - البو عجاج رئيسهم حماد ابن الشيخ عفين السلامة وهو رئيس جميعهم. وهم
(١) البو خدّام.
(٢) البو سلامة.
(٣) البو سليمان.
(٤) البو حويش.
٢ - البو دعيج رئيسهم محيسن العلي العياش وأفخاذهم
(١) البو حمزة.
(٢) البو علوان.
(٣) البو مسعود.
(٤) البرابرة.
٣ - البو علي رئيسهم محمد الدعبولز وأفخاذهم
(١) البو هشة.
(٢) البو عبد العلي. رئيسهم مطلك الجلعوط.
٤ - البو خلف ومنهم البو سطم.
وفروعهم في (عشائر الشام)، والعلي، والبو جليد. والشرقيون منهم بين عانة وحديثة في قرية سوسة رئيسهم فليح العثمان. والغربيون في سورية والعراق في حصيبة ونهيّة والبو كمال. ويرأسهم نوري العفر وعبيد الرجا السطم.
٥ - الشرابيون
عدّهم صاحب عشائر الشام من لواحق الجبور وبيّن أنهم عشيرة كبيرة وقديمة، يزعمون أنهم والجبور من نبعة واحدة، وعدّ فروعهم وأفخاذهم في ضفاف الخابور الاعلى بين رأس العين وتل الرمان (١) . والمشهور عندنا أنهم من زبيد.
وكلامنا عمن في العراق. وهؤلاء في ناحية زمار. ويدعي بعضهم أنهم من بني سعيد. ونخوتهم (العمرو) . وهذه النخوة أقرب الى الجبور.
وافخاذهم: ١ - البو صالح: رئيسهم عزيز النمر.
٢ - البو خوشي: رئيسهم ويسي.
٣ - البو حسن: رئيسهم حسين اليوسف.
٤ - الزعازعة: رئيسهم محمد الرحيم.
وهؤلاء يبلغون نحو عشرة آلاف بيت، منهم تجاه زاخو في (فيش خابور) وفي سورية على حدود طيء والجبور (بينهما) في شمالي سنجار، في نهر الرد، وتسمى أراضيهم (الصفرة) . ورئيسهم خلف الدهام.
٢ - الجنابيون
١ - الجنابيون
من العشائر الزبيدية، ولها مكانتها، قسم منها بين الثرثار ودجلة في أراضي صبيخة، وأراضي الزبيدي. وقسم آخر في الاسكندرية من المسيب وفي جرف الصخر، وفي شيشبار وفي اللطيفية. ونخوتهم العامة (أولاد عكاب) ورئيسهم في أنحاء تكريت برع بن مهدي. وفي أنحاء الاسكندرية وجرف الصخر الشيخ رشيد العلي والشيخ عبود العلي من الخكري. ذهب الشيخ عبود الى الحج سنة ١٣٥٦هـ - ١٩٣٨م، وكنت رأيت العشيرة في مواطنها، ورئيسها الشيخ رشيد رأيته مرارًا، وكانت مشاهداتي لهم لأول مرة في ٢٨ تموز سنة ١٩٣٥م وتوفي قبل بضع سنوات فخلفه ابنه نعمة. وهو نائب سنة ١٩٥٠م.
وهم في أنحاء تكريت رحّل لم يتعاطوا الزراعة، يقتنون الابل والغنم ... وفي أنحاء المسيب والمحمودية يتعاطون الزراعة. عاشت مدة طويلة لا تعرف غير حياة البدو ... وسكن بغداد منهم عدد وافر.
وفروعهم: ١ - البو صكر: لا تزال حياتهم بدوية ويقتنون الابل والغنم ... يسكن أكثريتهم في أنحاء تكريت وفي الجزيرة بين الثرثار ودجلة وفي الصبيخة والزبيدي. رئيسهم برع بن مهدي وله الرئاسة العامة. وبرع هذا هو ابن مهدي بن عزيز بن جوهر بن دندل بن محمد بتن مرشد بن عجيل بن محمد بن عكاب بن عجيل بن محمد بن صكر. ومحمد هذا أول رئيس عرف. ومن رؤسائهم شيحان الصوين. ومنهم: (١) الدريس: رئيسهم ملا جياد الكرين. وملا جياد هذا ابن كرين بن عزيز بن مشعان بن علي بن محمد بن كصيري بن نعمة ابن محمد بن ادريس بن محمد بن صكر ومنهم:
الحسين: رئيسهم: محمد الجنديل. والدبي: رئيسهم: شيحان ابن صوين. والكصري: رئيسهم: طويسان المتعب. والغزال: رئيسهم: صالح الحمد. والموسى: رئيسهم: صلبي الحسن. والجمعة: رئيسهم: علي اللافي. والشرابتة: رئيسهم: حمد العلي.
(٢) الكرنة: رئيسهم عبود الحمادي. ومنهم: العشبة. الرؤساء. والطعمة: رئيسهم: مضحي الجربوع. والبعيجي: رئيسهم: جاسم الحمادي. والجابر: رئيسهم: مروش العين وال جبن. مصحب النجم. والشعير: رئيسهم: لافي. وهؤلاء الآن مع الثابت من شمر، والخضير: رئيسهم: درويش البوكان. وآل هويكص: رئيسهم: نزّال بن جحش. والجويبر: رئيسهم: هرّاط العكلة. والبلال: وهؤلاء في انحاء اللطيفية.
(٣) السعيد. رئيسهم علي الجسام. منهم: آل خلف. رئيسهم: مغير بن خليف الناصر. والنصيري وهم الشويخات. رئيسهم خليف العبد الله، وآل عنيد. رئيسهم محمد الحمام. ومنهم آل كعيّد. رئيسهم حسن السهيل.
(٤) الصليبي. رئيسهم يوسف بن كردي.
(٥) البلال. رئيسهم علي بن ابراهيم.
(٦) الرهيوات. رئيسهم لهمود العوّاد. ومنهم آل حمد، وآل محمود، والملالي.
(٧) البو غربه. وهؤلاء منهم في جرف الصخر. وأكثرهم في أنحاء تكريت. ويحفظون أنهم من البو حمدان هم والغرير. والبو حسين، والبو دولة، والشهوان من نجار واحد. الا أن طول أقامتهم مع الجنابيين جعلهم يعدّون منهم. ونخوتهم الخاصة (مصاليخ)، والعامة مع الجنابيين (أولاد عكاب) . ورئيسهم خضير الكاطوف. ومنهم في ناحية الدورة رئيسهم شريمط الحمادي. ومنهم السويفات. رئيسهم بريسم الصروم في جرف الصخر. فروعهم التويرات. ويقال لهم (الكراكشة) . رئيسهم خضير. وقسم منهم في بغداد منهم محمد الداود. وآل بيج. منهم في بغداد الحاج زيدان وقد توفي ومن أولاده عبود واسماعيل والحاج وهيب الشيخ محمود. رئيسهم شريمط الحمادي، والبو منكاش. رئيسهم سهيل الشيبان، والعساكره. رئيسهم مرهون. وهم في الجزيرة وفي بغداد، والبو فياض. رئيسهم هويدي. وآل حسن علوان المحمد.
ومن فروعهم. الحسان. رئيسهم عبد الله العدّاي وهم الهراط. رئيسهم عزيز بن فياض الدهش. وآل بيّس. رئيسهم عبد الله العدّاي.
ومن فروعهم: الحلاونة. رئيسهم سردي الكاظم ومنهم: آل مفلح. رئيسهم بدوي الخلف. والبو رميض. رئيسهم حميّد المخيلف. والبو عليوي. رئيسهم خليف السكر. والوسمي. رئيسهم ملا سرحان بن فياض.
٢ - المراشدة وهؤلاء من البو صكر منهم في الاسكندرية وفي اللطيفية، والقسم الاكبر منهم في أنحاء تكريت في صبيحة والزبيدي ورئلسة البو صكر فيهم. ومنهم السيد مصطفى البكري. وتفرعوا الى
(١) الجوهر. رئيسهم برع المهدي وهو رئيس الكل في أنحاء تكريت. ومن هؤلاء فرع يقال له (آل عزبة) مع شمر عبده رئيسهم عواد الزعبي.
(٢) العكالات. رئيسهم عنيصان الطامي.
(٣) البو روزه. رئيسهم خضير السويدان.
(٤) البو جحيّم. رئيسهم محمد الشحاذ.
(٥) المواصلة. وهؤلاء من الجوهر الا انهم استقلّوا عنهم رئيسهم خلف الحويجة. وهؤلاء في أنحاء المسيب والاسكندرية والمحمودية واللطيفية.
٣ - النوافلة. وهم أولاد نوفل أخو صكر. وهؤلاء أكثرهم في أنحاء المسيب، وقسم قليل منهم في أنحاء تكريت وهذه فروعهم
(١) المحمد. ورئيسهم رشيد العلي. وهو فرع الرؤساء من الخكري.
(٢) الشوالجة. رئيسهم ياسين بن خضير الحاج عاصي في أبي صخير. وقسم منهم رحّل في أراضي صبيخة. ومنهم: الحبيب. رئيسهم نايف الهزّاع. والشبيب. رئيسهم علوان العبطان ومن هؤلاء العبد الله. والعويف. والزيد. ومنهم الحمادي. رئيسهم نذير الجاسم. والريحان. وهم. الدخيّل. رئيسهم مصيخ الحمد. والمال الله.
(٣) العبدويس. رئيسهم حمزة المسير. منهم في اللطيفية وفي جرف الصخر.
(٤) النعمة. رئيسهم محمد العلي العبد الله. في جرف الصخر. ومنهم العبد الله والعبد ربه.
(٥) المعيطات. رئيسهم عبد بن فهد في جرف الصخر.
(٦) الكصب. رئيسهم حمود الخزيّم. منهم في شيشبار، وفي جرف الصخر والاسكندرية. ومنهم العلّوش، والمحمد.
(٧) العبودي. رئيسهم زغير الحمد. وكاظم الخوين. ومنهم نفس العبودي، والطرفة، والحجي. رئيسهم حوران الصالح.
(٨) الجليب. رئيسهم دعيس الضاحي. في جرف الصخر.
(٩) الهنصاويين. رئيسهم ياس العباس وخضير. في حويجة الجسر.
(١٠) العلي خان. رئيسهم خاجي العناد. وهم من الكصب.
(١١) الباده. رئيسهم عباس العلي الفراج. وهم من الجليب.
(١٢) البكر. رئيسهم عبد بن حمود.
(١٣) الزبدة. وهؤلاء مع بني حسن والفتلة. وهم من النوافلة.
والمحفوظ ان النوافلة هم أولاد حمد ومحمد. ومن الحمد البكر، والمعيطات، والكواصفة. ومن المحمد: الشوالحة والنعمة.
٤ - المصالحة. رؤساؤهم غضيب الدهش، وخضير العباس الدوش، وجياد العيسى، وحاجي ابراهيم السبع. وهؤلاء أولاد مصلح بن محمد جدّ الجنابيين. وهذه الفرقة أيضًا من العشائر الكبيرة من الجنابيين. وتسكن في جرف الصخر والاسكندرية واللطيفية.
وفروعهم: (١) العثمان. ومنهم المزارعه. رئيسهم علوان الجياد. والعجل. رئيسهم مطر الحمدان. والجميل. رئيسهم جياد العيسى. والعلّوش. رئيسهم اسماعيل الحاجم. والحميّد. رئيسهم فهد الهواش. والجعافره. وهم الرؤساء.
(٢) الحمد. رئيسهم حمد الحسين وفرحان الأحمد ومنهم: المحل، والعلي، والعراتشه، والشاهين، والرزيج، ونفس الحمد.
(٣) الغنام. رئيسهم خضير العباس الدوش. ومنهم: الجواد، والدبي، والبريجات، والسعيدات. رئيسهم خضير العباس الدرويش. وجلغف الجاسم.
(٤) الشهاب. رئيسهم هويدي الجاسم ونايف الحسوني. ويقال لهم الشهبان. ومنهم: العايد. رئيسهم عكاب الحبيب. والمراد. رئيسهم هويدي. والبحر. رئيسهم نايف. والدانك. رئيسهم حسين العلي. والهوير. رئيسهم ويس الحصوه.
(٥) الحمران. رئيسهم غضيب الدهش.
(٦) الددم. رئيسهم حلاوه الحمد. يرجعون الى العثمان. ومنهم: العلو. رئيسهم سعود المحمد. والغاوي. رئيسهم محسن الشمران، والخضير. رئيسهم حلاوه الحمد.
٥ - البو حسون. وهم في الشامية (أبي صخير)، وفي الاسكندرية، وفي شيشبار واللطيفية. أصلهم من البو مهلهل فاستقلّوا، رئيسهم محمد العبد الله ابو حمر، وفيحان الذرب. ومنهم في العظيم (البو شيخ مهدي) ورئيسهم الشيخ عبد الكريم. ويتفرعون الى
(١) البو سوادي. يرأسهم هندي الكبيب، وعزيز المهدي.
(٢) الحبيب. يرأسهم محمد ابو حمر، وخضير الدبي.
(٣) البويجات. رئيسهم فيحان الذرب.
(٤) المهيدي. يرأسهم عزيز المهيدي وعبد الله الحمود.
(٥) (البرّاك) . يرأسهم نايف الصريم وعذاب البرّاك.
(٦) المصاليخ. رئيسهم احمد الجاسم. في المحمودية.
(٧) الشيحان. ومنهم: البو حمر، والصريم.
٦ - البو مهلهل. رئيسهم عبد المحسن الدعيس في الاسكندرية واللطيفية ومنهم في مصب ديالى وفي العظيم في السفيط. وفي الأصل هم من البو مريود والآن صار البو مهلهل فخذًا مستقلًا. ومنهم من يعد البو مهلهل أصلًا لألبو حسون والمرشد والبو صكر. وفروعهم
(١) البو غرّه. رئيسهم علي الخليفة.
(٢) البو رويّح. رئيسهم عبد بن محيسن الدعيس.
(٣) الحمد. رئيسهم سلمان المراد.
(٤) البو مانع. رئيسهم سرحان الذياب في الصوفية بلواء الدليم.
(٥) البو حسن.
(٦) البو عبد.
(٧) البو منصور.
٧ - البو مريود. من النوافلة، فأستقلوا بفرعهم. رئيسهم كصب الجنديل. في جرف الصخر وفروعهم
(١) المحاني. رئيسهم حسين الطلال.
(٢) الخليفات. رئيسهم عبيد بن حميد وكان قبله ساري الفيّاض.
(٣) البو توثة. الرؤساء.
(٤) البو عكاب. في غربي الفلوجة. رئيسهم حطحوط الحمش مع المحامدة.
(٥) البو حديد. رئيسهم عايد الراضي في الجبيل شرقي الفلوجة.
٨ - الكواصمة. رئيسهم نوفل بن اسماعيل. وهؤلاء يرجعون نوافلة. ولكنهم الآن فخذ مستقلّ. وفروعهم
(١) المحمد. يرأسهم كاظم العبد الله، وساحل الشبيب.
(٢) العفيطات. رئيسهم نوفل بن اسماعيل وخضير العلي الناهض.
وفي الحلة من الجنابيين يسكنون أراضي البو ضباع في أراضي علاج. رئيسهم كاظم العمشان، ومحمد الموسى. ونخوتهم (زيور) . ومنهم من يسكن المشخاب.
وجاء في عشائر البسام عنهم: «شيوخهم فدعم ومرشد، وهم ذوو سطوة مهلكة، وهبة مملكة، وكفاح بالسيوف، وانشراح للضيوف، ومؤاساة للعائل، وادراك للجمايل، خير مكتسب للبنا، وهاد لطريق المحامد والمنى، أما عددهم سقمانًا فألف، أو فرسانًا مائتان». اه.
ومن أدب البادية عندهم النايل، والعتابة، والهوسات.
٢ - الجنابات
في الأصل من الجنابيين. اشتهروا بهذه التسمية، وهم متفرقون في مواطن عديدة، وليس لهم رئيس عام، شاهدت بعض أقسامهم بصورة مشتتة في أنحاء الكوفة ذكر القزويني (آل زبدة) و(آل زعتر) من بطونهم. وهؤلاء في أنحاء طويريج وغيرها. وفروعهم: ١ - الفضيلات. رئيسهم عبيد آل مهدي. ويقيمون في هور الشامية. ونخوتهم (أولاد الشايب) .
٢ - العكالات. رئيسهم فرج آل جرو، في المشخاب والمهناوية ونخوتهم (أولاد الشايب) .
٣ - آل حسنيّة. رئيسهم راضي السلمان. في هور الشامية ونخوتهم (أخوة حسنة) . ومنهم: آل كاظم. رئيسهم عميش آل عيّو في الشاميّة. وآل سميّح. رئيسهم ملاوي. في الخرم. وآل منصور. رئيسهم مراد آل عسل. في المشخاب.
٤ - آل مسلط. رئيسهم عسل آل حسين.
٥ - آل رحّال. رئيسهم عبد آل عبيّس.
٦ - آل زعتر. رئيسهم كاظم آل عمشان. في علاج.
هذا ويصعب استقصاء المنتشرين في الأنحاء العديدة ممن هم في قلّة أو كانوا أفرادًا.
٣ - الدليم
١ - الدليم
من زبيد. ويتكوّن (لواء الدليم) من أغلب هذه العشيرة. وقلّ غيرها. وأكثريتها تتعاطى الزراعة. وقسم منها لا يزال على البداوة. ووقائعهم في تاريخ العراق بين احتلالين.
وجاء في عشائر العرب للبسام: «الدليم وهم غربي الفرات ينقسمون الى أربع فرق وهم: ١ - آل بو رديني.
٢ - آل بو فهد.
٣ - آل بو علوان.
٤ - المحامد (صوابها المحامدة) .
وكل عشيرة من هؤلاء مائتان وخمسون فارسًا. والف سقماني لكنهم أبطال اذا صالوا، كرام اذا نالوا، يحمون الحما بنجيع الدّما، ويمتطون الظهور، ويحلّون الصدور.» اه. وهم كثيرون جدّا. والعشائر الأخرى الموجودة في اللواء لا توازيهم كثرة. وشجاعتهم لا تنكر.
سكنت من زمن قديم (لواء الدليم) . والظاهر ان صاحب مطالع السعود لم يقف على نسبهم. فقال: «سمعت من العوام أنهم ينتسبون الى حمير، ومرة أسمع أنهم من كهلان» اه. ذكر ذلك حين وقوع حادث (نهب اباعر) بينهم وبين عنزة. وكان رئيس عشيرة عنزة آنئذ يسمى (فاضلًا)، وان صاحب المطالع تملّص من العهدة فنقل ما نقل مترددًا عن مؤرخ تركي لم يسمه ... (١) .
والنصوص التاريخية مؤيدة للمسموع المتواتر المنقول فنقطع بأنهم من زبيد الاصغر.
وقبل أن أورد النصوص التاريخية أودّ أن أنقل حكاية رئيسهم المرحوم الشيخ علي السليمان بمناسبة ما قاله صاحب المطالع: «كان قد قيل لأحد الشيوخ أنت طاعن في السّن: يناهز عمرك المائة والثلاثين عامًا. لبياض رأسك، فأجاب أنا أعرف بنفسي، ولا قيمة للشيب عندي. وكذا أقول هنا أنا أعرف بأصلي وأخبر بعشيرتي، ولا يهمني من يقول أو يتقول ...» اه.
هذا ما قاله لي. والحق أنهم أعرف بأنفسهم، والعشيرة الكبيرة مثل هذه لا يصح أن تنسى نفسها. أو تهمل نسبها، وكذا المجاورون وغير المجاورين يعلمونها جيدًا. قال معالي الشيخ علي الشرقي: «ومن شدة الاختلاط، وتغير الأسماء بقيت بعض الطوائف في العراق مجهولة لا يعرف بوضوح انتسابها مثل (الغزي) في الفرات الأسفل، ومثل (الدليم) في الفرات الأعلى على أنهم عرب أقحاح.» اه. (١) هذا مع أن نسب الدليم معروف متواتر، ومثله نسب الغزي فإنهم من طيء. ولا ينكر الاختلاط في العشائر ولكن لا ينسى الاصل، وانما القليل قد يدمج في الكثير ... وفي الغالب يحافظ على نسبته.
والشيوع من أقوى الادلة، ولا يهمّ أن لا يعلم ذلك واحد أو أثنان والنصوص التاريخية متوفرة.
قال الحيدري «عشائر الدليم: قبائل كثيرة مشهورة من حمير من العرب العاربة، وهم بنو عم العبيد، لأن جدّهم ثامرًا شقيق عبيد» (٢)، وقطع صاحب المطالع بان العبيد من حمير وهؤلاء بنو عمّهم ...
ومن الغلط أن نقول أصل الدليم من (الديلم) لمجرد أن نشاهد المقاربة في اللفظ وانما دليم جدّ لم يعرف طريق اتصاله بالضبظ. وان التسمية به معروفة قبل الاسلام، وكانت تسمى به (العشائر الحميرية) . قال ابن سعد في طبقاته: «ان سعد بن عبادة بن دليم كان يكتب بالعربية، ويحسن العوم والرمي، ويقال له الكامل، وكان مشهورًا بالجود هو وابوه وجده وولده، وكان له أطم ينادي عليه كلّ يوم من أحب الشحم واللحم فليأت أطم (دليم بن حارثة) . توفي سنة ١٥هـ وقيل سنة ١٦هـ ...» اه (٣) .
وفي ابن دريد نرى اشتقاق دليم وضبط لفظه قال:
«دليم تصغير أدلم، والادلم الأسود، ليل أدلم، وليلة دلماء، والدلمة السواد ...» اه (١) .
بهذا عرف اشتقاق الاسم ومعناه الأصلي، ومن تسمّى به في الجاهلية مما لم يدع اشتباهًا في ان التسمية قديمة وسابقة في المعرفة لوجود الديلم في العراق. وغلط الفكرة المتناقلة بأنه توجد آبار يقال لها (الدليمات)، كانوا أقاموا فيها. فسموا بها، واذا علم وجودها فلا مانع من انها عرفت بهم لطول اقامتهم. والمنقول أنها آبار في نجد.
تفرقت الدليم في أنحاء أخرى. وكثرتهم في ساحل الفرات الأعلى من أنحاء الرمادي في جانب الجزيرة والشامية.
والملحوظ ان هذه العشيرة بينها وبين العشائر الحميرية قربى محتفظ بها، ويعدّ من هذه العشائر (باذراع) من الضفير، والسعيد، والجنابيون، والجبور والعبيد والعزّة وكلّهم أولاد جدّ واحد. ولا نقطع بما يحفظونه من أسماء الا ان المعرفة الاجمالية في القربى منقولة لا يشتبه فيها ...
٢ - تفرعات هذه العشيرة
ان حفظ أسماء الأجداد بتسلسل مطرد لا يعوّل عليه وأنّما يفيد في أشتقاق الفروع. والحافظة لا تستوعب الكثيرين. وهذه محفوظات الرؤساء: «الشيخ علي بن سليمان بن بكر بن عبيد بن ظاهر بن عسّاف ابن خلف (٢) بن محمد بن رديني بن محمد بن جاسم بن سبت بن ثامر ابن مكتوم بن محجوب بن بهيج ...» اه. و(ثامر) جد الدليم وأبناؤه خميس وسبت وجمعة وأما أولاده الآخرون أولاد مكتوم فهم (عمرو) جد العزة وحسن جد (باذراع) من الضفير وسعيد جد السعيد ومحمد (جد الجنابيين) . وكاثم جد الجبور واللهيب والجغايفة والعبيد. هذا هو المسموع. ويراد به الصلة. وللشيخ علي سلطة على دليم الشامية، وان سلطته على دليم الجزيرة قليلة وان كان مسلّمًا له بالرئاسة العامة.
وهنا اختلف النسابة منهم من يقول ثامر بن بهيج وهذا الجد (بهيج) يدعيه كلّ عشائر زبيد وانه جدّها. ولعلّه كان رئيسًا معروفًا للكلّ قبل أن يتفرقوا في الأنحاء العراقية وهو المعنّى بقول شمر: «كبلك بهيج الحدّروه السناعيس». ولكن القول بالوصول الى سبت قريب جدًا، ومن المستبعد ان تتفرع منه هذه الفروع العديدة، وأن تتكوّن منه المجموعات الكبيرة. وانما حصل الالتباس في المحفوظ.
وأما الشيخ مشحن فهو ابن حردان بن عبد بن عيثة بن حمد بن ذياب ابن خلف أحد أجداد الشيخ علي السليمان وسلطته على الجزيرة ويعدّ شيخ الجزيرة. وكأنهما توزعا السلطة. وبعد وفاة الشيخ علي السليمان صار ابنه الشيخ عبد الرزاق رئيسًا. ويتفرع الدليم الى: ١ - خميس. وهو جدّ المحامدة.
٢ - سبت. جدّ الباقين من الدليم.
٣ - جمعة. جدّ الفتلة.
وفرقة الرؤساء من سبت، ونخوتها (أردن)، ويريدون بها جمع (رديني) أحد أجدادهم. وينتخون ب (أولاد ناصر)، أو (ناصر)، والفتلة هذه نخوتها أيضًا. وأصل هذه كما يقولون أن صقليًا نصرانيًا اسمه ناصر ساعدهم في عمل السيوف، وأتقن صنعها، وطلب أن يكرموه من جرّاء عمله بأن ينتخوا بأسمه، أو أنهم مدحوا صانع سيوفهم وصاروا يلهجون بأسمه فتولدت النخوة ... والظاهر أنها أسم أحد رؤسائهم فنسي أسمه ولم تبق الا نخوته. فهي عامة فيهم.
٣ - سبت وفروعه
هؤلاء كثيرون جدًا. ورئاستهم على الدليم قديمة من أيام سليمان البكر ومن قبله ... حافظوا عليها. ثم صارت لابنه الشيخ علي السليمان. وتوفي يوم الخميس ٢٨ رمضان سنة ١٣٥٦هـ - ٢ كانون الاول سنة ١٩٣٧م. وكان من الاخيار محترم الجانب. وله السلطة على عشيرته. لا يحبّ الشغب، ولا يرغب الا في الراحة. دبّر العشيرة بحكمة وعقل. وكان يمثل الأوضاع العربية في أوصافه من طول الاناة، وبعد النظر، والتؤدة. صادق اللهجة، حسن الطوية، لا يظمر العداء لأحد. كان هينًا لينًا. فتمكن أن يكون بمعزل من الغوائل. سيطر على عشيرته، ولم يدع طريقًا للاضطراب. فكثرة عشيرته لم تولد الغرور. وانّما كان مسالمًا.
وغالب ما علمته عن الدليم مستقى منه رأسًا. وكان سليمان البكر ذا مكانة كبيرة، يخيف العشائر المجاورة. وله سلطة واسعة. ويتفرعون الى:
١ - البو رديني
نخوتهم (أردن) مشتقة من أسم الفرقة. ويرجعون الى محمد ابن رديني بن محمد بن جاسم السبت. يقولون «كول أردن وانا اجلي همومك». أي قل أردن وأنا أجلو ما عليك من هموم.
وهذه أفخاذهم: ١ - البو خلف. وخلف بن محمد بن رديني ويتوزعون الى:
(١) البو عسّاف. رئيسهم الشيخ علي السليمان وهو رئيس الكلّ. وعسّاف هو ابن خلف. قسم منه في النفاطه وقسم في الدوّار قرب هيت. قرب أويس القرني. ومنهم البو جليب، والبو ربيع.
(٢) البو ذياب. رئيسهم مشحن الحردان. وهم أولاد ذياب الحمد الخلف. ومنهم: البو محمد الذياب. رئيسهم زين الشوكة. في الطالعة تجاه الرمادي. والبو حمد الذياب. رئيسهم مشحن الحردان. في أراضي الصهالات تجاه الرمادي.
(٣) البو هزيم. رئيسهم عيسى المطلك الطارش. أولاد هزيم الخلف. في الجزيرة في زوية غزوان.
(٤) البو عيثة. وهؤلاء هم البو حمد الذياب.
(٥) البو حسين العلي. رئيسهم فتيخان بن أبي ريشة. وهم أولاد حسين العلي الخلف في أراضي طوي التابعة للرمادي.
وقد عدّ لي فتيخان أسماء أجداده فقال: انه فتيخان بن عبد الحميد ابن سليمان بن يوسف بن عسّاف بن ناصر بن حسين بن علي بن خلف المذكور فيتصل بفرع الرؤساء ومنهم البو ناصر الرؤساء، والبو علي، والبو محمد.
(٦) البو شاووش. رئيسهم زين بن مطلك المخلف.
(٧) البو درناج.
(٨) البو مطرد. أولاد مطرد الخلف.
(٩) البو علي الخلف.
(١٠) البو جابر. رئيسهم طعيس المحمد. وسعود الشرجي في الطاش. والآن حوالي الرمادي.
٢ - البو خليفة
رئيسهم ذياب الخريبط يسكنون قرب سنّ الذبّان وقرب الكاظمية في الجدول، وفي الطاش. وقسم بدو متجولون. نخوتهم (اخوة عبدة) . و(اخوة خلف) . وفروعهم: (١) البو جحيش. رئيسهم ذياب الخريبط في الخور من الرمادي. ومنهم البو خلف الجحيش. والبو محمد الجحيش.
(٢) البو مدلج. يرأسهم حمد السلمان وعودة بن لطيف. ومنهم البو نهر، والبو حمد، والبو عيسى.
وعدّ لي أحد رؤسائهم عوده نسبه فقال: عوده بن لطيف بن غجر ابن نهر بن مدلج بن حمزة بن حمد بن خليفة المذكور. ومنه علمت عن البو خليفة.
(٣) البو غزيل. رئيسهم سريح العبطان. في الجدول. ومنهم البو محمد الحمد، والبو هلال الحمد.
(٤) البو عاصي. رئيسهم فرحان الخلف. وهم غنّامة.
(٥) البو جابر. رئيسهم هلال الكواك. في سنّ الذبّان.
(٦) البو دولة. رئيسهم علاوي العويد.
(٧) البو خالد. عنّامة.
(٨) البو علي الخليفة. في أراضي الكشاش.
(٩) البو فاضل. في أراضي السورة من الرمادي.
٣ - البو مرعي
رؤساؤهم حمادي الروضان وكردوش بن لهيمص. ومرعي أخو خلف وخليفة ويقيمون في الطاش التابعة للرمادي. ونخوتهم (اخوة عبدة) . وفروعهم: (١) البو حمد المرعي.
(٢) البو عبد الله المرعي.
(٣) البو شهيل. وهم أولاد رمضان المرعي.
(٤) البو فرحان.
(٥) الصلبيون.
(٦) الحياضة.
(٧) المداليس.
٤ - البو سالم
رئيسهم مطلك الحمزة. والآن ابنه بديوي وهم أولاد سالم بن محمد الرديني يقيمون في أراضي النفاطة في الجزيرة ونخوتهم (طله) .
٥ - البو نمر
رئيسهم الشيخ معجل بن نجرس الكعود. في الزوية التابعة لناحية هيت في الجزيرة وفي وادي الثرثار ونخوتهم (اخوة وضحة) . وهم أصحاب غنم. ويتفرعون الى: (١) البو محمد النمر. ويقال لهم (البو سودة) . يسكنون غربي السرية بالقرب من الملاحمة في الاراضي المسماة بأسمهم وفي أراضي النمّاله والحماميات. يرأسهم خلف ابو الزعر، وحمد الخليفة العواد. ومنهم من يقول انهم من (بو شعبان) .
وقال الشيخ معجل انهم من البو نمر من فروع سبت. ويتشعبون الى: أ - البو فاعور. رئيسهم خلف الحسين ابو الزعر. وهو رئيس جميعهم. ومنهم البو حمد الفاعور، والبو محمد الحمد الفاعور، والبو فارس، والبو لطيف، والبو غصيبة. رئيسهم مروح الجاسم.
ب - بو دريس. رئيسهم حمد الخليفة. ومنهم البو حسن. رئيسهم محمد الجرش و(بو خليفة) رئيسهم سالم الفدعوس، و(علّص) . رئيسهم شرجي الحسن.
ج - بو غنيمة. رئيسهم حمد بن خليفة العواد. ومنهم البو كبلان، والبو رشيد، والبو عواد.
د - الرويجات. رئيسهم عبد العواد.
علمت ذلك من الشيخ شرجي الحسن من بو دريس في٦ - ٣ - ١٩٣٨.
(٢) البو محل النمر. رئيسهم عفتان الشرجي. وهم من أولاد نمر ابن محمد بن رديني يسكنون في حصيبة غربي عانة، وفي الزوية شمال الرمادي، وفي جزيرة الرمادي. ونخوتهم (فطيم) في الاغلب غنامة وأصحاب مواش. ومنهم: البو عزيز. رئيسهم عفتان الشرجي، والغيليون. رئيسهم فيحان، والبو وردي، والبو مطر، والبو طعمة. منتشرون في سوريا أو قريب منها. رئيسهم عبد الحمادي، والبو طيب، والبو عباس، والبو جاسم الخلف، وبو عزبة.
ويتبعهم (البو هشة) .
(٣) البو حسن النمر. وهؤلاء يعدّون في عداد البو محل. ورئيسهم عفتان الشرجي.
(٤) البو حسين النمر: رئيسهم الشيخ معجل. ويتفرعون الى: أ - البو هلال: رئيسهم عبد الفلاح. ومنهم: الصمطة، والبو مانع، والبو صكر، والبو طلاّع، والبو عزبه، والبو غانم.
ب - البو حمد الحسين. رئيسهم فهد الهلال وكنوش الحمد النجم. ومنهم المكاشير، والبو شحيمه، والخواليص، والبو صكر الناصر، والبو شلال، والبو عبد الحمد.
ج - الطويسات. رئيسهم مخلف المانع ومنهم البو ضاحي، والبو بعير، والبو منصور، والبو سدران.
علمت ذلك من الشيخ معجل في ١٠ - ٢ - ١٩٥٤م.
٦ - البو جليب
يرأسهم عبادة الرثيع. وفرحان العبد الرحمن. نخوتهم (مصاليخ) يسكنون في الشامية قرب هيت. ومنهم في التاجي. رئيسهم جاسم المحمد العبد.
٧ - البو فهد
نخوتهم (ضياغم) و(فهود) . رئيسهم مخلف العبد المحسن في جويبة وحصيبة والزوية والصجارية والصوفية والدشّة في الشامية التابعة لنفس الرمادي وهي المسماة ب (أبي سطيح) وفي الجانب الشرقي مقابل هؤلاء في أراضي (الحامضية) في الجزيرة، والمشهور أنهم من خلفة (سبت) ويقولون انهم (ضياغم) . ويتفرعون الى: (١) البو علي الحمد. رئيسهم حردان الشهاب.
(٢) البو فياض. رئيسهم عنيز المخلف.
(٣) البو خطيب. رئيسهم مضحي الحسن.
(٤) البو حمزة. رئيسهم حسن الخلف.
(٥) البو عجّور. رئيسهم ظاهر العلي السعد.
(٦) البو طه. رئيسهم علي السعيد.
(٧) البو موسى. رئيسهم حسين بن علي الناصر.
(٨) البو جحش. رئيسهم خلف الخضير.
(٩) البو دمنة. يرأسهم سليمان المذود، وطراد العداي.
(١٠) البو سبتي. رئيسهم نايل الأحمد الصلال.
(١١) البو حسين العلي. رئيسهم علي الحميد. الرؤساء.
(١٢) البو ظليل. رئيسهم عبد الخلف العبد الله.
(١٣) البو دندن. رئيسهم سعود المحسن.
(١٤) البو راحان (ريحان) . رئيسهم فارس المحمد.
(١٥) البو شبيل. رئيسهم خلف الجاسم.
(١٦) البو صميدع. رئيسهم محمود الملا خضير.
(١٧) البو رسلان. رئيسهم مجيد العلوان.
(١٨) البو عرب. رئيسهم علي الحميّد.
اخذت المعلومات من الشيخ مخلف العبد المحسن. وظاهر العلي السعد رئيس البو عجور ويقولون انهم من الجعفر. قالوا: وصيحتنا دليم ... وهم نحو عشرين الف نسمة. وأما الشيخ مشحن الحردان فانه ذكر لي ان علوان وفهدًا اخوان وهما أولاد جاسم السبت.
٨ - البو علوان
رئيسهم عبد الله المهنا الصالح العلي. وتوفي والآن اخوه جميل المهنا. نخوتهم (اخوة خضير) يسكنون في الطاش من الرمادي والزوير قرب سنّ الذبّان وهم كثيرون.
وأشهر فروعهم: (١) البو عرار: ومنهم البو حسن العرار. رئيسهم في المحاويل فرج المنوّخ، والبو حسين العرار. رئيسهم في المحاويل فياض السعيد. والبو حمد العرار. رئيسهم في المحاويل حمزة الظاهر. والبو محمد الظاهر. رئيسهم جدعان الجميل.
(٢) البو غادر. رئيسهم في المحاويل ساهي السلمان. ومنهم البو حمد الفرج. رئيسهم في المحاويل شعلان العبد الله. والبو جنيوي. رئيسهم في المحاويل علي الحسين. والهنادزه. رئيسهم في المحاويل ابراهيم النصيف. والبو بولاد. رئيسهم في المحاويل حسين العلي.
(٣) البو علي العلوان. رئيسهم في المحاويل جواد العنيفص.
وهؤلاء يعدون من البو فهد، وانهم متفرعون عنهم. وقال لي الشيخ مشحن أنهم اخوة فهد. ومنهم في المحاويل في أراضي (تبه) . والافخاذ مشتركة مما يدل على انهم لم يتقادم انفصالهم.
٩ - الحلابسة
رئيسهم عبد الله بن محمد الظاهر. عشيرة كبيرة تسكن في الجدول في جهة الدليمية ... وقسم منها في الشامية. ذكر لي الشيخ مشحن أنها من أولاد سلطان بن علوان، فعرف الاتصال. وقسم منهم في التاجي. نخوتهم (سلاطين)، وهم متفرقون، ومنهم من يقول انهم يرجعون الى خميس. ومن الشيخ مظهور علمت التفرعات.
(١) بو شاووش. رئيسهم شمخان الحسين في الشامية ومظهور أبن ابراهيم العواد جاء الى ضفة ديالى منذ مات أبوه. ومنهم البغاليون، والبو ناصر، والبو محسن، والبو واحد، والبو حسن الحمد.
(٢) بو مشعل. رئيسهم فرح العب
رد: العشائر العراقيه الجزء الاول للعزاوي
في الفرحاتية. ومنهم النجادي، والبو عديل، والبو مطر.
(٣) بو عفارة. رئيسهم عبد الله المحمد الظاهر. ومنهم البو حسن الخلف، والبو ظاهر، والبو خليفة.
كانت الرئاسة العامة في البو علوان ولكنهم قسوا في العشيرة وأستولى عليهم الطاعون فقضى على غالبهم. وهم مع البو فهد نخوتهم ضياغم ...
١٠ - البو عبيد
وهؤلاء كثيرون جدًا. من أولاد محمد الرديني. قسم منهم بدو في الجزيرة، وقسم آخر في جهة لواء الرمادي في العبيدية (كسرة معروفة) . رئيسهم نومان الخلف العبد. توفي سنة ١٩٣٢م والآن خلف، نخوتهم (اخوة عبدة) .
ومن رؤسائهم عفتان الشرجي. وتعد عشيرة يرأسها ويقال انهم أخوة رديني (١) ولكن لا يستطيعون أن يوصلوها ... ومن المقطوع به انها من الدليم من سبت وهم رحالة في الجزيرة أصحاب أبل ... وفرقهم: (١) البو خلف العبيد. رئيسهم عبد الله الهزاع في الجزيرة، وقسم في الشط.
(٢) البو عبد الله العبيد. رئيسهم عبد الله الاحمد.
(٣) البو ملعب.
(٤) البو مطاوع.
(٥) البو طعّان. رئيسهم خلف النومان رئيس الكل.
(٦) البو سرحان. رئيسهم عبد الحمد في الجزيرة.
(٧) البو ظاهر. رئيسهم عبد الله الاحمد في الجزيرة.
(٨) البو خليفة. رئيسهم سليمان العبد السلطان. وهو الرئيس في الجزيرة.
(٩) البو عبدو. رئيسهم معروف الظاهر.
(١٠) البو صناع. رئيسهم مخلف العبد.
(١١) البو سالم العبيد. رئيسهم فريح الخليفة في الشط.
(١٢) البو سامر. رئيسهم فرحان المحمد في الشط.
(١٣) الزحامطة. رئيسهم محمد السليمان في الجزيرة.
(١٤) المشاعيف. رئيسهم حسن السعود في الجزيرة.
١١ - البو بالي: رئيسهم العام فاضل المرعي رأيته وهو الذي عدّد فروعهم في ٩ آذار سنة ١٩٣٨م، ونخوتهم (أولاد المجنونة)، يسكنون الزوية قرب تل ماحور.
ومن فروعهم: (١) البو عبد الحسن. رئيسهم فريح الحمادي العطيه.
(٢) البو جنعان. رئيسهم طارش الجلعوط.
(٣) البو عبد الله. الرؤساء.
١٢ - الكرابلة
وهؤلاء في الجزيرة بجوار البو هزيم في أراضي الحماميات، وهم مشتتون والاكثر منهم في الرحبة ومنهم في أراضي الداوودية قرب الراشدية فرقة (بو علّو الخلف)، ومعهم في الجزيرة فرقة من البو عبيد يقال لهم (أهل الرحبة) ونخوتهم (أخوة عبدة) . فهم من البو عبيد.
ومنهم البو عجاج ويعدون اليوم من الملاحنة. ومنهم قرب القائم رئيسهم عاصي الاسد.
وهذه فروع الكرابلة: (١) البو حسن. رئيسهم محمد الغضبان وتوفي. والآن رئيسهم دلّي الاحمد.
(٢) البو شهاب. رئيسهم علي العبيّد ويقال لهم العوران.
(٣) الذيابات. رئيسهم عاصي السند.
(٤) البو عسّاف. رئيسهم خضير المحمد.
(٥) البو عجاج. رئيسهم أحمد السليمان.
(٦) البو جاسم. رئيسهم عاصي السند.
(٧) البو خالد. رئيسهم عاصي السند.
(٨) البو حسين. رئيسهم خليف العواد.
(٩) البكر. رئيسهم خليفة المحمد البكر.
يسكنون في مواطن متفرقة.
١٣ - الملاحمة
رئيسهم الحاج جاسم المحمد العبد بن محمد بن عبد بن محمد ابن عبد بن طرودي بن مغضب بن عيسى بن عبيد. وهو رأس الفخذ.
(١) البو عبيد. الرؤساء. والآن طلال ابن الحاج جاسم وقد رأيت الحاج جاسم، وابنه طلالًا ومنهما علمت عن هذه العشيرة. ومنهم في التاجي.
(٢) البو فليح. رئيسهم علي المحمد الحسين (البدين) .
(٣) البو بلال. رئيسهم عناد الصوين. ومنهم بالمخيسة ورئيسهم نصيف الجاسم المحمد الخضير. ومنهم بالراشدية يرأسهم خلف الحمود العويّد. ونايف الجعاطة.
(٤) البو عجاج. رئيسهم خضير الحمد يرجعون كرابلة.
(٥) البو طرودي. رئيسهم نايف. ويتصلون بألبو عبيد.
(٦) المجاحيل. رئيسهم غضه العبد الله.
(٧) البو علي. رئيسهم جوير الجاسم الغرب.
ويسكنون الحماميات في الجزيرة غربي السرية (الكنعانية) .
٤ - خلفة خميس أو المحامدة
وهؤلاء كثيرون، وهم خلفة ثامر أي أولاده وعقبه. وهم أخوة سبت، وكل من يمت الى خميس منهم ورؤساؤهم الشيخ حبيب الشلال، وقد توفي. والشيخ سمير الشلال. ونخوتهم (خميس) . يسكنون من سنّ الذبّان من الفلوجة الى حدود البو علوان في أراضي الزوير وفي الجزرة الى الفلوجة على الشط والكرمة. ومنهم في التاجي.
وكل فروعهم من على المحمد المحمد الخميس، ومن شيحة المحمد الخميس، ومن سلمان الخميس، ومن خضر الخميس، فمن هؤلاء (علي) يتفرع الى الفروع التالية: ١ - البو عزام. وهم أولاد عزام الحمد. الرؤساء. نخوتهم (أولاد علي) . يسكنون في أنحاء الفلوجة في أراضي الطالعة وحويوه وهم: (١) البو خالد. ومنهم البو هلال الخالد. رئيسهم سمير الشلال. وهم البو محمد الهلال، والبو علي الهلال، والبو شاوردي الهلال، ويقال لهم (البو ساروت) .
ومنهم البو حسين الخالد. رئيسهم سرحان الذياب. وهم البو حمد الحسين، والبو يوسف الحسين، والبو حسن الحسين.
ومنهم البو رشيد الخالد. رئيسهم مطلك العكاب (أبو صالح الخلف) .
(٢) البو محمد العزام. يرأسهم حماد الدرويش، وشمهود الجواد. ومنهم البو لباد، والبو شفيه، والبو جامع، والبو حديد.
وهؤلاء في المشاهدة.
(٣) البو علي العزام. رؤساؤهم شيحان الحسن وملا موسى ومنهم في المحاويل رئيسهم عبود الحميد. وهم البو حمودي، والبو كويدر. رئيسهم عنيفص الظاهر. والبو عليوي. رئيسهم شيحان الحسين، والبو سيف العلي. ومنهم الآن معالي الاستاذ جميل الوادي ومعالي الاستاذ شاكر الوادي.
٢ - البو ذياب. أولاد ذياب الحمد العلي. ونخوتهم (أولاد علي) . رئيسهم عبد الله النايف الحسن. في الشامية في أراضي النسّاف وجوخه ويتفرعون الى: (١) البو زيدان. الرؤساء ومنهم البو حسن السالم.
(٢) البو محمد الحسين. رئيسهم عبد الجاسم.
(٣) السادة الحديثيين تبع.
٣ - البو شهاب. أولاد شهاب (الحمد العلي) . رئيسهم سعود المحمد. نخوتهم (أولاد حمد) . ويتفرعون الى: (١) البو طعمه. رئيسهم سليمان الحمد.
(٢) البو خلف العبيد. رئيسهم حمود الحمادي الفاضل.
(٣) العوران (البو حسين العليوي) . رئيسهم عاصي الفرحان.
(٤) البو شجل. رئيسهم سعود المحمد.
٤ - المصالحة. يرأسهم عبود الدهام وسطم الحسين. ونخوتهم (أولاد الشايب) . وهؤلاء أولاد محمد العلي ويقال لهم (البو محمد العلي) وهو أخو حمد العلي ومنهم في المحاويل في أنحاء الحلة. ومنهم في البفيلة (النعمانية) وفي هيت ...
(١) البو عكل. الرؤساء.
(٢) البو حديد. رئيسهم سطم الحسين.
(٣) البو شحاذة. رئيسهم راحان الاسماعيل وقد توفي والآن ابنه حسين.
(٤) الرعود. يرأسهم علي الاحمد، وهديب الحسين.
(٥) البو مشعل.
٥ - (الجحاليون) ويعدون فخذ آخر، يرأسهم عبد الرزاق الحمد، وذياب الياسين. في هيت. ويقال لهم البو حسن. من اولاد حسن العلي. ومنهم في (البغيلة) رئيسهم عبد الحمود الحمد. ومنهم جماعة ابن حاصود في الموصل. وفروعهم: (١) البو سليم.
(٢) البو طرفة.
(٣) البو شوكة.
٦ - البو عكاش ... من (البو طعمة) وهم اولاد طعمة العلي (أخو حمد العلي) . رئيسهم مخلف الصيّاح وعكش من قطّب ما بين حاجبيه لما رأى من ألم أو لما أنتابه من غضب ويعد (دليم مالج) و(دليم الخضر) من أولاد خميس أخوة المحامدة، ومواطنهم الازركية (أزركية البو عريم)، وأزركية البو عكاش. ونخوتهم العامة (خميس)، والخاصة (علي) وقسم كبير منهم يرجعون الى البو طعمه العلي الحمد، وهو أصل فخذهم ومنهم قسم في التاجي رئيسهم جاسم المحمد. وفرقهم: (١) بو جدعان. رئيسهم حمادي الشهاب. ومنهم البو عبد الجاسم، والبو بكر، والبو عبد العلي، والبو هلال.
(٢) بو خضير. رئيسهم عياش العشيش. ومنهم البو عبد، والبو حديد، والبو درب.
(٣) بو عليوي. رئيسهم عبد المحمود وعابد الشيخ محمد. ومنهم البو شيخ عبد الله والبو عمران، والبو محل، والبو حسين الناصر.
(٤) بو سالم. يرأسهم الملا عنيزي وابراهيم الحبيب. ومنهم البو ناصر، والبحرانيون، والبو ابراهيم، والبو صبيح، والبو وردي.
(٥) البو سرداح. رئيسهم عنيزي الصحن من دليم الخضر.
(٦) البو سوسة. من دليم الخضر. في الازركية.
(٧) البو مسعود. من دليم الخضر في الازركية.
(٨) البو كبرز من دليم الخضر. في الازركية.
(٩) البو ناصر. رئيسهم مخلف الضياع.
٧ - البو طعمة. اشتق منهم البو عكاش. الافخاذ مشتركة في الكل. ومنهم من يعد (البو مسعود) و(البو بكر) و(البو سوسه) من البو عكاش والباقون من البو طعمة. ولا شك ان الاختلاط ظاهر والقربى مشتركة والفروع متداخلة.
٨ - الفلاحات. رئيسهم فياض الجاسم. من اولاد عفان الخضر ابن محمود جد المحامدة. وقال بعضهم انهم من البو فهد ومنهم في التاجي. ومنهم في الفلوجة والوشاش والمزرفة. وهم: (١) البو سرداح.
(٢) البو طعمة: ومن هؤلاء البو سالم. والبو عليوي. والبو جدعان. والبو خضر.
من البو عليوي البو جدعان والبو خضر أولاد حمد الطعمة والباقون البو سالم من أولاد جشعم الطعمة. وهذه فرقهم: (١) البو ضويو. يرأسهم عزيز الخلف، وحمادي العبد الله.
(٢) الحداحدة. رئيسهم عبد العزيز الحسين ويقال لهم (البو حسين الخلف) .
(٣) البو عليوي الحمد. الرؤساء. ومنهم البو جاسم الحمد.
(٤) البو لطيف العابد. في المزرفة. رئيسهم أحمد الحسون.
(٥) البو حمدان.
(٦) البو جدّاح.
(٧) الازهرية. رئيسهم عبد بن عزيز.
(٨) البو جاسم الحمد. رئيسهم عبد الله الجاسم.
(٩) البو ذويب. (هم من المحامدة يرجعون شيحه) .
(١٠) البو حليحل.
(١١) البو كعيّد.
(١٢) البو اسماعيل.
(١٣) البو مرعي.
٩ - الجريصات. وهم البو حسين العلي من خميس. منهم في بغداد في الكرخ وفي المحاويل رئيسهم موسى الخضير. ومنهم في عقرة فصاروا لا يعرفون العربية. وهم جماعة اسماعيل اغا وخالد ولهم صلة بأقاربهم.
١٠ - الشيحه. هم أولاد شيحه بن محمد بن خميس اخوة العلي جد المذكورين أعلاه ... رئيسهم علاوي بن حمد الصالح وسلمان النصيف. ومنهم في المحاويل رئيسهم نومان الحمزة. ومنهم في سلمان باك رئيسهم ملا حرز بن محمد الرجب وتوفي سنة ١٩٤١م. والآن ابنه عبود. ويشاركونهم في غالب الافخاذ. ومن فروعهم: (أ) غيث. ومنهم الغياثات. ويتفرعون الى: (١) البو منصور. رئيسهم عبد بن جاسم في سلمان باك في أراضي باوي. ومنهم البو حمد، والبو خلف، والبو حسين، والبو علي.
(٢) البو عز الدين. في سلمان باك أيضًا.
(٣) البو جامل. رئيسهم سعود الظاهر. في سلمان باك.
(٤) نفس الغياثات.
(ب) وأما مدلج فيتفرع الى: (١) البو جمسل. ومنهم البو جليد. رئيسهم حمد الصالح.
(٢) البو جناه. رئيسهم سلمان النصيف.
(٣) البو شديد. رئيسهم علي الصالح في سلمان باك.
(٤) البو دريس. رئيسهم ملا حرز بن محمد في سلمان باك.
(٥) البو مطرود.
(٦) البو ابراهيم. رئيسهم عيفان الصالح.
(٧) البو جليد. من البو جميل.
(٨) الصبغان.
(٩) البو بكر.
(١٠) البو صيفي.
(١١) البو دحوح.
ومن هؤلاء السيافية أيضًا.
(١٢) المشارفة. في سلمان باك وفي السيافية. ولم يتبين لنا أنهم من مدلج أو من غيره.
١١ - البو كريفع. رئيسهم حمادي الفياض. ومنهم قسم في بغداد ويرجعون الى خضر من خميس. ويتفرعون الى: (١) البو جنعان: رئيسهم علاوي الصالح.
(٢) البو عجيمي: رئيسهم حمادي الفياض.
١٢ - البو خميس: وهؤلاء في دير الزور وهم محامدة رئيسهم حسين العلي الراشد.
١٣ - دليم الخضر: من أولاد خميس من المحامدة. قسم منهم في اليوسفية. وقسم آخر في المشيرية، رئيسهم احمد السلمان. وهناك من يعدهم من سبت.
١٤ - الخوابرة: وهؤلاء يقتنون الجاموس. وهم من المحامدة. ومنهم من يعدهم من العشائر الملحقة.
١٥ - المشاك: من المحامدة. يسكنون في أراضي سمرة في ناحية سلمان باك.
١٦ - البو سلمان: من أولاد سلمان بن خميس. من المحامدة. يسكنون في حصيبة. وفي نقرة السلمان. ونخوتهم (أولاد سالم) . وفروعهم: (١) البو منصور: رئيسهم سطم المضحي.
(٢) اللجي: رئيسهم عطية المحمود.
(٣) الكدور.
(٤) البو سلطان: الرؤساء. رئيسهم جبل المحمد الحسن. ومنهم من يسكن في ربوع الشام.
١٧ - دليم المالج: قرب المحمودية. رئيسهم نوار.
١٨ - دليم الصباح. في بزايز الهور. رئيسهم علي العويد.
١٩ - العواصم.
هذا. ولم نستطع أن نوصل المالج أو الصباح أو العواصم بخميس ... والحاصل أن عشائر الدليم كثيرة. ويهمنا أن نعيّن مجموعاتهم الكبيرة. وفيما ذكرنا كفاية على أن من عشائرهم (الفتلة) انفصلت من أمد قديم وأكتسبت عوائد أخرى غير ما هو مألوف الدليم. وافردنا لها بحثا خاصا لاهميتها.
ومن وقائع الدليم المحفوظة (وقعة المره) . وهي أنتصار على طيء. وهذه حدثت مع آل مراء من طيء بينها وبين العشائر الزبيدية، ومنها الدليم. ولم نجد تدوينات عنها. وكذا وقعة الناظريات مع شمر بين سميكة والمشاهدة. وهذه بقيت مجهولة من جراء نقص في التدوين. وتتضمن انتصار شمر على الدليم. أما حوادثهم الاخرى فقد تناولناها في تاريخ العراق بين احتلالين.
وعرف عشائر الدليم مختلف بين أهل البدو وأهل الارياف منهم. ومن عوارفهم المشهورين مطلك بن حمزة من البو علي الجاسم وقد توفي. ورشيد ابو زعبان من البو ذياب، ومخلف ابو ريشة بن سليمان من البو حسين العلي من العساف. وتوفي قبل بضع سنوات. والآن ابن أخيه علي بن معجل السليمان، ونايف الوعيلي من البو عساف.
وهؤلاء يصار اليهم في حسم النزاع بين الارياف، وبين البدو. ولم يكن ذلك دائما. والغالب ان الرؤساء يتحكمون فيكون لهم القول الفصل الا في أمور يخشى خطرها، أو تكون بين الدليم وعشائر أخرى. وللكلام في العرف محله. والملحوظ ان المرحوم الشيخ علي السليمان منع النهوة.
وأما الغزو فقد تكلمنا عليه في المجلد الاول فزال أثره بمنعه.
العشائر الملحقة
(مما يخص سبتًا وخميسًا) هذه العشائر كثيرة الا أنها تعتبر في قلة بالنظر لعشائر الدليم. فحافظت على كيانها، أو تبعت عشائر الدليم فلم تخرج عليها. عاشت بين الدليم وصارت كأنها منها، وتتحرك بما ترغب فيه.
١ - البو حيات
سادة لم يعرف اتصالهم، والظاهر أنهم عاشوا من أمد بعيد، ونسوا سابق عشيرتهم.
٢ - القراغول
كثيرون. ومن وقائع وأستدلالات عديدة يفهم أنهم أستخدمتهم حكومة المغول لمحافظة الطرق، وتيسير المهمة والدلالة. فنبزوا بهذا ونجدهم في كل عشيرة، وأصل اللفظة (مغولية) . فقالوا قراوول وجمعت على قراولة. والتركية العثمانية تنطق بها قراوول، وقراقول وقراغول. ويراد بها الحراس ليلًا. ونخوتهم (باش) .
وجاء في غرائب الاغتراب (في القراغول): «اشتهر بين المطلعين على الانساب أنهم جاءوا في معية السلطان مراد الى تلك الرحاب. فسكنوا في بغداد بأمر السلطان، وانهم ليسوا من عدنان ولا قحطان.» اه (١) ورد ذكرهم من أيام المغول والظاهر كما بينت ان المغول استخدموا العرب بهذا الاسم. وأخذوا من كل عشيرة لمحافظة طرقها، فصار نبزًا واشتهرت تسميته، والآراء الاخرى لا يعوّل عليها فمن كان في الدليم فهو منهم كما أن الذين في العزة منهم وهكذا. وبعضهم تكوّنت منهم مجموعات استقلت بتسميتها. ولا يعرف بالتحقيق ارجاعها الى عشيرة بعينها.
وان قراغول العبيد يسمون (الحمران) .
والقراغول في أنحاء المحمودية عشيرة قائمة برأسها ونخوتها (باش) عين تلك النخوة، وتسكن في أراضي الجنبلاطية، وأم الجير في صدر اللطيفية، وصدر المحمودية، رئيسها شلال الصالح، وهذه العشيرة كبيرة ...
وفرقها: ١ - البو غيث: (منهم الرئيس) .
(١) البو كنامش.
(٢) البو دعرة: رئيسهم خضير الشمخي.
(٣) الكرواويون رئيسهم عبد العودة.
(٤) البو سهيل. رئيسهم خضير الحمزة.
(٥) البو كاظم: رئيسهم حمزة العباس.
٢ - البو عواد: ومنهم (البو طعمة)، رئيسهم علوان الخضير، و(البو حمدان)، رئيسهم عبد العزيز الحميّد وكانت الرئاسة فيهم.
٣ - المراشدة: رئيسهم عباس الرحال.
(١) البو علّوش. الرؤساء.
(٢) البيجات: رئيسهم جبار الجاسم.
(٣) البو يوسف: رئيسهم سلمان الحسن.
٤ - التراجمة: ومنهم السعيدات. رئيسهم هلول الحمادي.
٥ - الشواولة، أو البو شويّل: من السادة المشاهدة سكنوا معهم.
والملحوظ أن القراغول ذكروا في المجلد الاول.
عشائر تساكن الدليم
١ - العكيدات
قال في الدرر المفاخر: «ومنهم - من عشائر العرب - العقيدات بجانب الشامية. القول فيهم أنهم ذهاب المحن، وأرباب المنن. وبدر الليل وأن أجن. عوائدهم جميلة، وفوائدهم جليلة، سقمانهم ألفان وخيالتهم ألف.» اه (١)
وهؤلاء من العشائر المعروفة في العراق. قال لي أحد رؤسائهم الشيخ مشرف بن محمد بن دندل أنهم يرجعون الى (زبيد)، من أولاد علي السالم الصهيب. ويتصلون بالعزة بعلي السالم الصهيب. ويوافق محفوظ عشائر العزة.
وكنت شاهدته في الجانب الشرقي من الرمادي في مضارب الدليم في ١٢ حزيران سنة ١٩٣٩م وكان يسكن سيباطًا وهو شيخ جليل. له المكانة بين قومه. ومن الرؤساء المعدودين بين عشائر العقيدات، وابن هفل رئيس الآخرين ... ولا شك أنهم من العشائر الزبيدية يقيمون في جانبي الفرات. وبعض العشائر لا تسلم لهم بالزبيدية. وتولد هذا من تفسير لفظ (عقيدات)، أنهم لفيف تعاقدوا، وتكاثروا فصارت لهم الفروع، والآن يعدون عشيرة واحدة، ولكن مثل هذه لا تعرف من تحليل أسمهم، كما أن ذلك لا يمنع تضافر (العشائر الزبيدية) عند الملمات ويطلق عليها مثل هذا الاسم ... ومع هذا لم يتبين لنا انهم عشائر متفرقة في الاصل لا علاقة بينها. والآن مهما كان الامر لا يزالون مجموعة كبيرة، وعشيرة لها مكانتها ... نخوتهم (أبرز) . وموطنهم في أنحاء دير الزور من جانبي الفرات، والبو كمال. وفي العراق منهم المقدار الوافر الا أنهم متفرقون، ليسوا في موطن واحد، منهم في الجانب الشرقي من نهر ديالى قرب مصبه في دجلة من ناحية سلمان باك وفي أراضي الجنبلاطية التابعة لليوسفية ومواطن عديدة غيرها، وأكثرهم في لواء الدليم.
ورئيسهم الشيخ مشرف بن محمد بن دندل بن عساف بن علي ابن حسون بن سليمان بن جمال (كمال) . وله ابن عم هو محمد الهامة ابن جاسم بن عوران بن علي المذكور. ومن ثم يتصل بسلسلة الشيخ مشرف. وتوفي الشيخ مشرف في ١٥ نيسان سنة ١٩٥١م، وخلفه ابنه صعب المشرف. ومن رؤسائهم الشيخ دحام بن رجب وهو ابن اخي مشرف. رأيته في شباط سنة ١٩٥٤م.
ورئيسهم الآخر هو جدعان بن هفل بن عبد الله بن علي بن ظاهر ابن جامل (كامل) وهذا الاخير أخو جمال (كمال) المذكور في عمود الشيخ مشرف. وعشائرهم كثيرة، وبين هذه من كانت ولا تزال تابعة لهم، وتعدّ منهم الا أنها في الحقيقة خارجة، وبينها ما هو منهم أصلًا وهذه فرقهم: ١ - البو جمال (البو كمال): وهذه فرقة الشيخ مشرف وتحت سلطته، وفروعها: (١) الحسون: منهم في الجزيرة ومنهم في الشامية، رئيسهم ابن دندل. ومنهم (البو حمدي)، و(بو محمد)، و(العلي) .
(٢) البو مريح: وهؤلاء منهم في الجزيرة ومنهم في الشامية. رئيسهم غرب بن محمد الهرسة.
(٣) الدميم: في الشامية. رئيسهم فارس بن صياح العبد الله الجراح.
(٤) الشعيطات: في الجزيرة، رئيسهم حجي العبد العمر.
(٥) المراشدة: رئيسهم حسن العبد الله. ويلحق بالبو جمال: (المشاهدة) وهم (سادة) . رئيسهم معيد البرجس. و(المجاودة) وهم (عبيد) . رئيسهم فرحان الصالح العشبان. و(المراسمة) وهم (عبادة)، رئيسهم هادي الصالح. و(الدليج)، رئيسهم فارس الدليج. و(البو حردان) وهم (عزة)، رئيسهم ناصر العكلة الصبيخان. و(البكعان) وهم (عبيد)، رئيسهم صالح ابن جوير الهويدي.
٢ - البو جامل (البو كامل): رئيسهم جدعان بن هفل بن عبد الله وتوفي سنة ١٩٥١م والآن ابنه عبود. وفروعهم: (١) العلي الظاهر: صالح الدوش.
(٢) البو عز الدين: ساري العبد الكريم.
(٣) البكّير: رئيسهم سليمان الحمادة، والآن ابنه داود.
(٤) السليمان الظاهر: حسيّان الشاهر.
(٥) الدعيجل: رئيسهم جدعان بن هفل. ومنهم فخذ يقال له: (الموسى الظاهر) . ويلحق بهؤلاء: (الزباري)، و(المشاهدة) .
وينطوي تحت فروعهم الاصلية أفخاذ أخرى وتتفرع الى بدايد عديدة.
٣ - البو خابور: رئيسهم يونس العبد السلام. يسكن في قرية (موح حسن) وفروعهم: (١) البو ليل: رئيسهم صالح بن موسى الهيال.
(٢) البو حليحل: رئيسهم حمود الخزام.
(٣) البو عمرو.
٤ - بو سرايا: رئيسهم، فياض الناصر وتوفي والآن ابنه احمد.
٥ - وهناك فرقة أصلية من العكيدات يقال لهم الثلث وتضم الى: (١) البو حسن: رئيسهم تركي النجرس وتوفي عام ١٩٤٩م والآن ابنه علي.
(٢) الكرعان: في الشامية والجزيرة ويرأس من في الشامية تركي ابن حاج الحجي، وفي الجزيرة تركي المنادي الخليل.
(٣) البو رحمة: في الشامية والجزيرة ويرأس من في الشامية حسين الظاهر، وفي الجزيرة كوان الجبارة.
٦ - الشويط، رئيسهم جاجان بن محمد الوكاع، وتوفي والآن ابنه حمود ويتبعون عبود الجدعان الهفل.
٧ - الجحيش: رليسهم أمين الخلف. وهم من جحيش الموصل ويسكنون قرية الفاطسة قرب الميادين.
هذا ما علمته من الشيخ مشرف، ومن الشيخ محمد الهامة الذي ورد بغداد قبل الشيخ مشرف بنحو عشر سنوات ومن الشيخ دحام. ورد ذكرهم في عشائر الشام (١) .
وفي نيسان ١٩٣٩ أنهى النزاع بين شمر والعكيدات بناء على التدخل بين عشائر شمر والعكيدات والتحكيم الجاري فكان الاتفاق على الصلح بأن يودي المقتول المعروف قاتله ولا يهدر فاشترط أن يعرف القاتل لا أن تعرف قبيلة القاتل. وكذا المنهوبات تؤدى اذا كانت معلومة. واذا هلكت او لم يعرف آخذها أهملت والغرض من هذا انهاء النزاع فحسبت المنهوبات المعلومة وأعفي ما عداها. وكذلك أجري حساب الودي لابن الرئيس وان لم يعرف قاتله.
ولا شك أن السياسة ومراعاة الالفة واماتة النزاع كان الهدف المنشود أكثر من النزاع على ناقة أو بعير. وكان الحكم كلا من الشيوخ خميس الضاري وحبيب الخيزران ومحمد الاهويدي رئيس البقارة. فتم في التاريخ المذكور. وفي هذه الحالة تفصل الخصومات بأمل أماتة النزاع لا بالنظر لمن كان محقا، او مبطلًا. وهنا للسياسة الادارية. ولنفوذ الحكم الاثر الكبير في القضاء على الغائلة واجتثاثها من أصلها.
ومن عشائرهم في العراق: ١ - البو عيلان: منهم في الخالص، ومنهم على شاطيء دجلة.
٢ - البو مريح: في الصمدية من ديالى، رئيسهم جاسم الحمادي الراشد، وفي الصويرة. ومنهم من البو ليل رئيسهم ملا حسان ابن الشيخ حمد.
٣ - البو اسماعيل: بالدورة، وفي ديالى من ناحية سلمان باك.
٤ - الجرابعة: في التويثة من ناحية سلمان باك.
٥ - الظريفات: في مهروت (مهروذ) وفي الموصل ومنهم آل دبدوب.
٦ - البو دلّو: في التويثة، ويقال (بيت دلّو) .
٧ - البكر: في الصويرة.
٨ - الظواهر. في أراضي الطلوسية.
٩ - آل عزو: في الموصل.
١٠ - البو سرايا: في الموصل.
وكانوا في أراضي سنسل في لواء ديالى.
وأما في أنحاء الرضوانية، وفي الجنبلاطية من اليوسفية فهم: ١ - البو علي: يرأسهم مشعان الفرحان وجياد الجاسم وهم الرؤساء.
٢ - البو سويلم: رئيسهم فرحان الحمد، في الرضوانية.
٣ - البو حسن الخابور: رئيسهم عبيد العباس، في الرضوانية.
٤ - البو دالي: رئيسهم سلطان بن مهنا (والبو دالي قرية في شمالي بغداد بأسمهم) .
٥ - الجملان: رئيسهم حميد بن سهيل.
٦ - البو موسى: رئيسهم محمد اليونس. وهذا يسكن في هذه الايام في مهروت بناء على النزاع الناجم من جهة اللزمة بأراضي الزبيرية.
٧ - البو فرج: رئيسهم حميد السهيل.
٨ - البو بيدر: رئيسهم حميد السهيل.
٩ - الشعيطات: وهؤلاء في هور عكركوف (عقرقوف) . وتسمى أراضيهم الزبيرية. قرب الكاظمية. ومن فروعهم: (١) البو موسى: رئيسهم علي السلمان المحمد. واليوم رئيسهم الحاج زيدان العي.
(٢) البو جميل: رئيسهم حميد السهيل.
(٣) البو خشمان.
(٤) البو فرج: رئيسهم محمود الخلف. والآن رئيسهم فنر الرفيع.
(٥) البو بيدر: رئيسهم احمد الحسين.
وفي أنحاء الموصل خاصة: يرأسهم حسن الغباشي، وياسين الحادي ونخوتهم (أبرز) وقراهم: العريج، والمعيبدي، والشيخ يونس، والعذبة، وباخيرة، وتل الخشم، ولزاكة.
وهؤلاء في الجزيرة من أنحاء (حمام علي) والكصر (القصر) . تابع قراقوش. والملح. تابعة تلكيف.
وهذه في الجانب الشرقي. وفرقهم لا تختلف عن سائر فرق العكيدات في أصل عشائرهم. علمت ذلك من خضر بن ساري في ١٧ حزيران سنة ١٩٣٧م وهو من نفس الموصل.
ووقائع هذه العشيرة مذكور في تاريخ العراق بين احتلالين، ووقائعها الاخيرة في الشام، جاءت في عشائر الشام.
٢ - الشجيرية: رئيسهم خضير الجسام. يشتركون والقراغول في النخوة (باشه) . أصلهم زبيد ويقول البعض أنهم من شمر. ومنهم قسم مع شمر طوكة، ومنهم مع الكروية، وآخرون مع العزة والعبيد متفرقين. ويعدون أنفسهم من أولاد أشكر ولم نعرف ما يقصدون به. ومنهم من يقول بأنتسابهم الى محمد الشجري المليط ولا يزيدون على ذلك. وفرقهم: ١ - البو زامل: منهم مع الكروية والعزة والعبيد.
(١) خرارطة: هي في داور الغربي مع شمر طوكة.
(٢) فداعسة: في داور الغربي.
٢ - بو سعدى: يرأسهم محمد الدبي وحسين الجبل في أراضي المحاويل.
٣ - الشهابات: رئيسهم مرزوك الخلف. في المحاويل.
٤ - البو خضير: ملا احمد الشلاش في المحاويل.
٣ - الكرطان: يسكنون مع الدليم في مواطن أخرى، أصلهم جيس (قيس)، وهي نخوتهم ومنهم من يتنخى (خيال الرحمن جيسى) و(أولاد درويش) والعامة (ناصر) كنخوة الدليم وأراضيهم: العوسجة والسفحة، واللطيفية وبين عشائر الدليم بجوار البو دالى، والبو سودة، والملاحمة. ومواطنهم في الحماميات بحدود الملاحمة، ومنهم في أراضي الدجيلة شرقي صدر اليوسفية وغربيها من تل أسود الى صدر الحلان قرب الدير. ومن صدر اليوسفية الى صدر المحمودية. وبعضهم في أراضي فحيل. ويرأسهم ندة الداود الحميد وتوفى والآن ابن أخيه خميس الطلال الداود وحسين البطي وتوفى والآن ابنه علي. ويقال أنهم أقارب الكريط الذين في الهندية والدليم، منهم من يسكن أراضي الجعيدي. يتفرعون الى فروع: ١ - البوعبوس: رئيسهم حسن السالم. والآن ابن ابنه ويسكنون في الدجيلة قرب الامام حمزة ورئيسهم احمد بن مرعي وفروعهم: البو صبح، والبو عودة، والمراشدة.
٢ - البو فارس: رئيسهم سعد العباس وتوفي والآن يرأسهم ابنه محمد وملا عبد الله بن احمد في أراضي العكبة غربي المحمودية القديمة والزوير والدجيلة. وفروعهم: البو شهاب، والبو هويشة، والبو حمش، والبو خليل، والبو صفر.
٣ - البو سليمان: رئيسهم ندة الداود الحميد، والآن خميس الطلال، في اليوسفية في تل أسود وفروعهم: البو صكر، والبو دندن (الدنادنة)، والبو حميد، والبو هلّول، والبو مناور، والبو بوّاك.
٤ - البو حبيب: رئيسهم محمد العبد في الدليم بأراضي الجعيدي، ومنهم في أراضي الكشك في أراضي اليعكوبية في بزايز أبي غريب وفروعهم: (١) البو جبّاوي: رئيسهم صالح الوهب.
(٢) البو فليح: رئيسهم حسين الحبيب.
(٣) البو عواد: رئيسهم سلمان المحمود.
(٤) البو حسين الحمد: رئيسهم محمد العبد.
(٥) البو ذيب: رئيسهم عبد الله الملا.
(٦) البو كريشة: رئيسهم ملا محمود اليوسف.
٥ - بو عثمان: يرجعون الى البو عباس.
٦ - البرطلية: أصلهم بو عباس أيضًا.
٧ - بو علي: بالمشيرية.
٨ - البو شيخان: في اليوسفية في جذول الكشك، ومنهم في الهندية يقال لهم (الطوال) فرع من البو شيخان. وهم من الجبور الا انهم عاشوا معهم. رئيسهم عبطان الدهش.
٩ - البو حسن: في اليوسفية.
١٠ - البو سويد: رئيسهم محمد العبد الحسين، في الدليم.
١١ - الدراوشة: في شفاثي (شثاثة) .
ومن الكرطان: (١) البو يونس: رئيسهم محمد الرميض في الحصوة.
(٢) البو جبر: رئيسهم حسن الخلف في الاسكندرية. وهؤلاء من البو شيخان.
هذا ما علمته من نفس العشيرة من البو عباس منهم في ١٨ حزيران سنة ١٩٣٤م كما علمت من آخرين، وصادقوا عليه، وأيدته عشيرة البو عباس.
٤ - البو شعبان: بطن من حمير من القحطانية وهم بنو شعبان بن عمرو بن زهير ابن ابين بن الهميسع بن حمير ... اليهم ينسب الشعبي الفقيه المتقدم المشهور واسمه عامر بن شراحيل (١) .
وهذه العشيرة منتشرة في سورية والعراق الا ان كثرتها في سورية وقليل منها بين عشائر الدليم. يعرفون بهذا الاسم. ويقال ان (البو سودة) منهم.
قال فيهم صاحب الدرر المفاخر: «ومنهم - من عشائر العرب - البو شعبان، السالكين في أفعالهم مسالك أكرم العربان، القول فيهم قول المتتبع آثارهم، العارف بأسرارهم انهم عماد المكرمات، وحياة الرفات، وقطب دائرة الحروب، والشهب المنيرة، ونعم العشيرة لتنفيس الكروب صريعهم لا يرجى قيامه، الى يوم القيامة. فنعم الطاعنين وأكرم، وبئس لمطاعينهم وأشأم. خمسمائه سقمانهم ومائتان فرسانهم» اه (٢) .
وهم عندنا في قلة وجاء في عشائر الشام أنهم يمتون بنسب الى عمرو ابن معدي كرب وأنهم زبيد. وبهذا يكونون من زبيد الاصغر، ويمتون الى عشائر العزة بقربى. وذكر من فرقهم العفادلة، والبو عساف، والسبخة، والولدة، والبو جرادة (٣) . ورئيسهم محمد آل هويدي من العفادلة في دير الزور واكد لي الشيخ حبيب الخيزران انهم من زبيد حينما كان حكمًا بين شمر والعكيدات. أتصل برؤسائهم سنة ١٩٣٩م.
٥ - البكارة
قال فيهم صاحب الدرر المفاخر:
«منهم البقارة. ذوو الهبات السارة. والكتائب المارة، الذين هم مآل النجا، وساق الرجا، ورواق الخائف، وقوام المتجانف، سيوفهم أطول من ظلال الرمح، وأكفهم ابيضّ من نوالها وجه الصبح، ولو لم يكن لهم الا اكرام ضيفهم الطارق، لكفاهم هذا المجد الخارق. وأما فرسانهم فخمسمائة. وسقمانهم الف.» اه (١) .
وأصل العشيرة في أنحاء الشام. وفي لواء الدليم قسم قليل منهم، وهم من العشائر الزبيدية. وهؤلاء رئيسهم عبد بن حميّد وفروعهم الموجودة: ١ - البو علي.
٢ - البو مفرج.
وهؤلاء في الجزيرة، وفي الكرمة من مواطن الدليم. وجاء التفصيل عن هذه العشيرة في كتاب عشائر الشام وبين الآراء في أصلها واعتقد انهم من زبيد، والبو سلطان من عشائرهم.
٦ - الجميلة: وهذه العشيرة تساكن الدليم. وقسم منهم في الكرمة، وقسم منهم رحالة، وآخرون في هور عكركوف (عقرقوف) . ونخوتهم عايد. ونخوتهم الاصلية (زعب) . عاشت مع الدليم واكتسبت عوائد كثيرة منها. وهي عشيرة كبيرة من العشائر القيسية. يرأسهم في أنحاء الكرمة الشيخ محمد العباس والشيخ نايف المحمد الظاهر وهم نحو ألف وثلثمائة بيت أو الف واربعمائة. وفرقهم: ١ - البو جاسم: رئيسهم محمد المشوّح ومنه علمت عن هذه العشيرة الشيء الكثير. يقيمون في الكرمة والنعيمية في الجزيرة والحصى. وفي نفس الفلوجة البو شلال والبو مطر. ومن فروعهم: (١) البو عودة: الرؤساء.
(٢) البو خالد: يرأسهم مجباس الحمد وفرحان العبد البرغش في كرمة أم الخنازير.
(٣) البو عرنوس: رئيسهم فياض السرحان.
(٤) البو عبد الحديد: رئيسهم عبيد العزيز، وفي الحصى في الشامية.
(٥) البو عليوي: رئيسهم شويش المشكور وتوفي سنة ١٩٤٩م. وكانت الرئاسة فيهم. وهم في الحصى في الشامية.
(٦) البو ظاهر: رئيسهم بندر الثويني، في الحصى.
(٧) البو سحّاب (البو مطر): رئيسهم عطية بن احمد، في الحصى.
(٨) البو دمنة: رئيسهم محل الحسين.
(٩) البو حسين المطر: رئيسهم حسين أبو خثم وعبد الضاري في أم الخنازير في الكرمة.
(١٠) البو بطي: رئيسهم مطلب بن علي.
(١١) البو خنجر: رئيسهم ظاهر الخلف (أصلهم جبور) . في أبي حبوب في الكرمة.
(١٢) البو داود: رئيسهم ضيدان السلمان (أصلهم عزة) في أبي حبوب في الكرمة.
(١٣) البو علي المحمد. رئيسهم حسين المسلم في أم الخنازير في الكرمة.
(١٤) البو عبد الله العليوي: رئيسهم مسهر السليمان في الحصى (١٥) البو عزيز العليوي: رئيسهم علي الخلف في النعيمية على الفرات.
(١٦) البو مطر: رئيسهم نجم الحاج عبد الله. في قضاء الفلوجة. وتوفي نحو سنة ١٩٤٨م. ومنهم المحامي الاستاذ عبد المجيد رشيد.
(١٧) البو شلال: رئيسهم عبد الحميد الرشيد في قضاء الفلوجة.
(١٨) البو نجم: رئيسهم احمد الملا.
٢ - البو جريو: رئيسهم الحاج محمد العباس الجسام. في الكرمة، وقسم منهم في الحصي. ومن فروعهم: (١) البو رملة: الرؤساء.
(٢) البو حديد الناصر: رئيسهم عبد العزيز الدهش في أراضي الشهابي في الكرمة.
(٣) البو عوسج: رئيسهم محيميد الهجول. في أراضي الشهابي.
(٤) البو عبيد الجريو: زبار الكايم. في أراضي الجاجة في الكرمة.
(٥) البو دخيّل: رئيسهم علي الخنفر وقد توفي. والآن ابنه حسيّن في الخور في الكرمة.
(٦) البو مكلد: رئيسهم فرحان الحمادي. في سكر الجغيغي في الكرمة. وقد توفي. والآن ابنه عباس.
(٧) البو نصر الله: رئيسهم غضبان الحبيب. في أم الواوية في الكرمة.
(٨) البو حداد: رئيسهم عاصي بن سمير. في الحصى.
(٩) البو جوينب (البو محمد الحديد): رئيسهم فياض الفهد. والآن علاوي الفياض. في البكعة من الكرمة.
(١٠) البو شبيل: رئيسهم زيدان المصلح. في الاصيبح.
(١١) البو جميل: رئيسهم فرحان الصالح. في الذيابات.
(١٢) البو فضل: رئيسهم عبد بن راضي. في الحصيوات في الكرمة.
٣ - المرمي يذكر في سبب تسميتهم أنهم رموا بأنفسهم الى بغداد في أنحاء الجعيفر، ولم يكونوا فخذًا واحدًا، جاءوا الى بغداد جمالة، ولم يستطيعوا أن يلحقوا بأقاربهم، ثم عادوا الى عيشة البداوة فأطلق عليهم هذا الاسم ... رئيسهم حمد الجاسم ومنهم
(١) الصالح: رئيسهم حمد الجاسم.
(٢) النصيف: رئيسهم نايف المحمد الظاهر.
(٣) البو غزيل: رئيسهم محمد المرزوك.
وهؤلاء رحالة في الجزيرة.
٤ - البو راشد قسم منهم في المسيب وآخرون في لواء ديالى في في سنسل وغيره وفروعهم
(١) البو رجب: رئيسهم جاسم الحمد العساف. في صوب عكيل من الكرخ.
(٢) البو خلف: رئيسهم مهدي العباس البكر. في صوب عكيل من الكرخ.
(٣) البو عرار: رئيسهم كفاش العليوي، في جانب الكرخ.
(٤) المراعيص: رئيسهم رفش العبد الله. في هور عقرقوف.
٥ - البو حمد في بغداد في محلة الشيخ علي وفي محلة المشاهدة. ومنهم في الشرقاط.
٦ - البو سويد رئيسهم علي المعروف في ديالى ومحمد بن هجول في الاسكندرية.
٧ - البو نوفل (النوافلة) رئيسهم عبود بن محمد في علاوي الحلة وجاسم بن محمد في المسيب. ومنهم من يعدهم من (المرمي) .
٨ - البو شريعة منهم آل كودة في بغداد في محلة باب الشيخ وصالح المهدي في المسيب.
٩ - البو بيبي. في التاجي.
١٠ - البو ثابت رحالة.
١١ - البو حمدان في الشرقاط.
١٢ - البو جرير.
١٣ - البو علي المحمد رئيسهم حسين المسلم.
استقيت ذلك من رئيسهم الشيخ محمد المشوّح في ١٨ تموز سنة ١٩٣٣م. كما حققت ذلك من نفس العشيرة.
وان الشيخ محمد المشوح بيّن لي ان الجميلة منهم في أورفه (الرها) قرب حرّان. وفرقهم هناك: البو نوفل، والبو جندي، والبو خطيب.
ورئيس الكل محمد آل هندي. وهم نحو (٤٠٠) بيت ومن رؤسائهم حسين الثاني وحسن الاسماعيل، وهم من قيس. ويسكنون قرب تل أبيض في تركية وعشيرة الطماح. وعلمت من عجمي باشا آل سعدون ان الجميله تعيش مع عشائر جيس، ورئيسهم ابن هندي. يقيمون مع السيالة (الصيالة) في حران تابع أورفه. وكان ذلك في ٦ - ٨ - ١٩٤٠م حينما كان ببغداد وفي (عشائر الشام) ذكر (السيارة) وصوابها (السيالة) ولم يذكر الجميلة (١) .
٧ - البو عيسى
يأتي ذكرهم عند بيان عشائر طيء.
٣ - خلفة جمعة (آل فتلة)
من عشائر الدليم الكبيرة. المعروفة. تقادم انفصالها. وسكنت مواطن أخرى. جدهم الاعلى جمعة من اخوة سبت وخميس، تجولت كثيرًا فأقامت أحيانًا في الجوازر من أنحاء البصرة. وفي كتاب (آل فتلة) انهم كانوا يسكنون الغراف ثم انتقلوا الى أراضي الفوار في لواء الديوانية. والجوائح والدوافع كثيرة مما يجعل العشيرة تميل الى مواطن أخرى. ومع هذا بقي من عشائرها في الغراف عشيرة آل عمران، وعشيرة آل جبارة، وعشيرة البو شمخي. ولا تزال هذه في مواطنها. وأراد الخزاعل ان يتحكموا بهم. وفي معركة فاصلة أوقفوهم عند حدهم. وذلك أيام شيخ الخزاعل حمد الحمود. كانوا في حماية الخزاعل ثم أظهروا قوتهم. فأذعن الخزاعل لهم. وكان ذلك أيام رئاسة الشيخ موسى علي آل فتلة. ولا يزال فرع من آل دليهم يعرف ب (آل موسى) .
ثم ان الفوار اندثر بجفاف نهر الحلة. وكان من رؤسائهم الشيخ فرعون ساعدته الحكومة فاختار بقسم من قبيلته مقاطعة (ابو شريش) الواقعة اليوم في أراضي الظوالم وحلها كما ان عليوي بن العوصة بتدبير منه حل أراضي الزابية في الهندية وأتى بقسم من الفتلة الذين في الفوار وأسكنهم معه، وبعد حدوث نزاع بينه وبين الزابية استولوا على أراضيهم. وكان رئيس الزابية ابن حمادي فتمكنوا منه. وحلوا أراضي الزابية وتتصل بطويريج من جهة الجنوب، وعرفت بأسم فتلة الهندية، وصار الزابية تابعون لهم.
وان الفتلة أو قسم منها لم يبق في أراضي شريش وانما استغلوا نزاع الحكومة مع الخزاعل فساعدوا الحكومة، واستولوا على المشخاب والمهناوية. ولم يبق في الفوار أحد من آل فتلة. وبهذا توزعت العشيرة. في تلك الارضي ... انتهى بتلخيص (١) .
ومواطنهم اليوم قريبة العهد. ولا تزال الافخاذ مختلطة في كل ناحية وموطن وجدوا فيه كما ان العلاقة غير مقطوعة والآن هذه العشيرة قائمة برأسها. لا توجد نواحي تشابه بينها وبين الدليم الا في النخوة (اولاد ناصر) والا في معرفة أنهم منهم. ويقال ان أكثرهم من المحامدة من عشيرة الدليم أختلطت مع خلفة جمعة وبعشائر أخرى.
وفي هذه الايام نرى الكتّاب لا يذكرون قديم الصلة بالدليم. ولعل ذلك ناجم من التباعد من زمن طويل ومن أنضمام عشائر اخرى لهم. ويبلغون اليوم نحو عشرين الف نسمة وسكناهم في (المشخاب) في أبي صخير. يقطنون فيه من أمد بعيد، ويجاورهم الغزالات وآل شبل وآل ابراهيم وآل زياد. ومن رؤسائهم في الجعارة عبد الواحد الحاج سكر. والمرحوم مزهر آل فرعون وتوفي في ١ رمضان سنة ١٣٥٦هـ - ١٩٣٨م. واولاده كثيرون منهم الشيخ فريق والشيخ عبد العباس.
ومزهر هو أبن فرعون بن ياكوت بن عبود بن شبيب بن ابراهيم ابن دليهم بن حسن بن حسون. هذا ما تمكنت من تدوينه عنه رأسًا. ومن رؤسائهم الحاج عبد الواحد ابن الحاج سكر بن فرعون. وفرقهم: ١ - آل دليهم: فرقة الرؤساء ونخوتهم (أخوة موزة) يجمعهم بشير آل دليهم وابراهيم آل دليهم. وهؤلاء أصل الفتلة، وأن واقعة الحسجة أو واقعة (المصليات) أدت الى أن يجتمعوا وتتصل بهم عشائر أخرى وزادت العشيرة بمن دخلها ... وبعض الفتلة من (النخع) ورؤساؤهم في الهندية الحاج شمران، والحاج سماوي أولاد جلوب، وغالب آل سلطان. وفروعهم: (١) آل بشير. وهو ابن دليهم. ومنهم آل نذير، وآل طهماز، وآل سيف، وآل تويلي.
(٢) آل ابراهيم. وهو ابراهيم ابن دليهم رأسًا ومنهم آل مغامس وآل شبيب وآل موسى وآل جائع والبو صكر، وآل رحمة ومن هؤلاء: البو داود، والبو عودة، والبو حاجي ظاهر، والبو ثويني (١) .
٢ - آل كيّم: رئيسهم الحاج عبادي آل حسين أبو هدلة وتوفي في أوائل سنة ١٩٣٥م وأخوه عبد السادة توفي في ٢٢ - ١ - ١٩٥٣م وبعد وفاة الحاج عبادي ولي الرئاسة ابنه الشيخ صكبان ونخوة آل كيّم (البو هدلة)، و(أخوة ريزة)، (كوشة) وهؤلاء في المهناوية وما والاها ومنهم في الهندية وهم الاكثر. وفي المشخاب والشامية. وفروعهم: (١) آل الاحمد. يرأسهم هادي الحاج علوان وعبد آل فهد ونعمة آل الحاج جبار وعزيز آل حسون ومنهم البو عبد، وآل بدر (آل مبدر)، والبو توية، وآل فتلاوي وزاد في قلب الفرات الاوسط آل طعان، والدشين.
(٢) آل خليفة. رئيسهم آل حاجي حسين. وفروعهم البو خليل، والبو منتش، والبو شاني، والبو جلّه، آل عباس، والبو هويدي.
(٣) آل جبران. رئيسهم محمد آل مزعل. وفروعهم: البو شناوة، الهطرات، آل علي، العمصان، البو دليهم، البو كويظم، الدسوم، البو حلو.
(٤) آل معمّر. رئيسهم حامد آل كزار آل بشير. ومنهم البو زغير، والبو بشير، والبو عيسى.
(٥) آل سالم. رئيسهم عطية آل حبيب. وهم البو صافي، والبو عويش، والبو مراد.
(٦) آل بلادي. الرؤساء منهم الشيخ صكبان الحاج عبادي ومنهم البو حسنة، والبو كمر، والبو سبيسه، والبو هدله الرؤساء. والبو طوينة، والزرزور والبو راشد.
يرجع بعض هذه الافخاذ الى بعض ما تفرع منه ولكنها اليوم معروفة بأسمائها ومستقلة بها ... والملحوظ اننا لا نجد صلة لهؤلاء بآل دليهم. والظاهر انها متباعدة كثيرًا.
٣ - آل عزيز: رئيسهم دخيل آل محمد العبود، وعباس آل ذرب، وباجي آل فضل ونخوتهم (جويفر) . وهؤلاء (نخع)، وفروعهم: (١) آل بشير. ومنهم آل نذير، وآل داود، وآل سيف، وآل طهماز، والبو صالح.
(٢) المدرمكون.
(٣) آل بعيجي.
(٤) البو علي.
(٥) البو عروس.
(٦) العوران.
(٧) البو صياد.
ويلاحظ ان أنتسابهم الى النخع يعين درجة أختلاط هذه العشائر وأندماج بعضها ببعض.
٤ - الفيادة: رئيسهم عباس آل جبار. والمحفوظ أنهم من بني صخر. ونخوتهم (سرحان) .
(١) البغال.
(٢) آل مغامس. ومنهم آل دشاش.
(٣) آل حمّاد. (آل حمّادي) . ومنهم من عدهم في (آل طوك) .
(٤) البو عانية. منهم البو جاري، والشناجلة.
(٥) آل عيد. منهم في الهندية. ومنهم من عدهم في البو عانية.
(٦) السراحنة. منهم في الهندية. وهم البو سوادي، والمطارة، والبو شامة.
(٧) آل طوك. منهم البو خبط، والبو لهيث، والبو خبيث، والبو علوان، والبو ضايع، والبو شليبه.
(٨) البو وشار. منهم من عدهم من السراحنة.
(٩) البو سوادي. منهم في الهندية. ومنهم من عدهم من السراحنة.
(١٠) البو مايح.
(١١) البو نويّح.
(١٢) آل مشكور.
٥ - البو موسى: رئيسهم شبيب آل موسى ونخوتهم (جوخه) . وهؤلاء يرجعون الى البو موسى من زبيد وهم جحيش ويتفرعون الى: (١) البسيّس. منهم في الهندية.
(٢) البو نكله. منهم في الهندية.
(٣) الشويهينات.
(٣) بو عفارة. رئيسهم عبد الله المحمد الظاهر. ومنهم البو حسن الخلف، والبو ظاهر، والبو خليفة.
كانت الرئاسة العامة في البو علوان ولكنهم قسوا في العشيرة وأستولى عليهم الطاعون فقضى على غالبهم. وهم مع البو فهد نخوتهم ضياغم ...
١٠ - البو عبيد
وهؤلاء كثيرون جدًا. من أولاد محمد الرديني. قسم منهم بدو في الجزيرة، وقسم آخر في جهة لواء الرمادي في العبيدية (كسرة معروفة) . رئيسهم نومان الخلف العبد. توفي سنة ١٩٣٢م والآن خلف، نخوتهم (اخوة عبدة) .
ومن رؤسائهم عفتان الشرجي. وتعد عشيرة يرأسها ويقال انهم أخوة رديني (١) ولكن لا يستطيعون أن يوصلوها ... ومن المقطوع به انها من الدليم من سبت وهم رحالة في الجزيرة أصحاب أبل ... وفرقهم: (١) البو خلف العبيد. رئيسهم عبد الله الهزاع في الجزيرة، وقسم في الشط.
(٢) البو عبد الله العبيد. رئيسهم عبد الله الاحمد.
(٣) البو ملعب.
(٤) البو مطاوع.
(٥) البو طعّان. رئيسهم خلف النومان رئيس الكل.
(٦) البو سرحان. رئيسهم عبد الحمد في الجزيرة.
(٧) البو ظاهر. رئيسهم عبد الله الاحمد في الجزيرة.
(٨) البو خليفة. رئيسهم سليمان العبد السلطان. وهو الرئيس في الجزيرة.
(٩) البو عبدو. رئيسهم معروف الظاهر.
(١٠) البو صناع. رئيسهم مخلف العبد.
(١١) البو سالم العبيد. رئيسهم فريح الخليفة في الشط.
(١٢) البو سامر. رئيسهم فرحان المحمد في الشط.
(١٣) الزحامطة. رئيسهم محمد السليمان في الجزيرة.
(١٤) المشاعيف. رئيسهم حسن السعود في الجزيرة.
١١ - البو بالي: رئيسهم العام فاضل المرعي رأيته وهو الذي عدّد فروعهم في ٩ آذار سنة ١٩٣٨م، ونخوتهم (أولاد المجنونة)، يسكنون الزوية قرب تل ماحور.
ومن فروعهم: (١) البو عبد الحسن. رئيسهم فريح الحمادي العطيه.
(٢) البو جنعان. رئيسهم طارش الجلعوط.
(٣) البو عبد الله. الرؤساء.
١٢ - الكرابلة
وهؤلاء في الجزيرة بجوار البو هزيم في أراضي الحماميات، وهم مشتتون والاكثر منهم في الرحبة ومنهم في أراضي الداوودية قرب الراشدية فرقة (بو علّو الخلف)، ومعهم في الجزيرة فرقة من البو عبيد يقال لهم (أهل الرحبة) ونخوتهم (أخوة عبدة) . فهم من البو عبيد.
ومنهم البو عجاج ويعدون اليوم من الملاحنة. ومنهم قرب القائم رئيسهم عاصي الاسد.
وهذه فروع الكرابلة: (١) البو حسن. رئيسهم محمد الغضبان وتوفي. والآن رئيسهم دلّي الاحمد.
(٢) البو شهاب. رئيسهم علي العبيّد ويقال لهم العوران.
(٣) الذيابات. رئيسهم عاصي السند.
(٤) البو عسّاف. رئيسهم خضير المحمد.
(٥) البو عجاج. رئيسهم أحمد السليمان.
(٦) البو جاسم. رئيسهم عاصي السند.
(٧) البو خالد. رئيسهم عاصي السند.
(٨) البو حسين. رئيسهم خليف العواد.
(٩) البكر. رئيسهم خليفة المحمد البكر.
يسكنون في مواطن متفرقة.
١٣ - الملاحمة
رئيسهم الحاج جاسم المحمد العبد بن محمد بن عبد بن محمد ابن عبد بن طرودي بن مغضب بن عيسى بن عبيد. وهو رأس الفخذ.
(١) البو عبيد. الرؤساء. والآن طلال ابن الحاج جاسم وقد رأيت الحاج جاسم، وابنه طلالًا ومنهما علمت عن هذه العشيرة. ومنهم في التاجي.
(٢) البو فليح. رئيسهم علي المحمد الحسين (البدين) .
(٣) البو بلال. رئيسهم عناد الصوين. ومنهم بالمخيسة ورئيسهم نصيف الجاسم المحمد الخضير. ومنهم بالراشدية يرأسهم خلف الحمود العويّد. ونايف الجعاطة.
(٤) البو عجاج. رئيسهم خضير الحمد يرجعون كرابلة.
(٥) البو طرودي. رئيسهم نايف. ويتصلون بألبو عبيد.
(٦) المجاحيل. رئيسهم غضه العبد الله.
(٧) البو علي. رئيسهم جوير الجاسم الغرب.
ويسكنون الحماميات في الجزيرة غربي السرية (الكنعانية) .
٤ - خلفة خميس أو المحامدة
وهؤلاء كثيرون، وهم خلفة ثامر أي أولاده وعقبه. وهم أخوة سبت، وكل من يمت الى خميس منهم ورؤساؤهم الشيخ حبيب الشلال، وقد توفي. والشيخ سمير الشلال. ونخوتهم (خميس) . يسكنون من سنّ الذبّان من الفلوجة الى حدود البو علوان في أراضي الزوير وفي الجزرة الى الفلوجة على الشط والكرمة. ومنهم في التاجي.
وكل فروعهم من على المحمد المحمد الخميس، ومن شيحة المحمد الخميس، ومن سلمان الخميس، ومن خضر الخميس، فمن هؤلاء (علي) يتفرع الى الفروع التالية: ١ - البو عزام. وهم أولاد عزام الحمد. الرؤساء. نخوتهم (أولاد علي) . يسكنون في أنحاء الفلوجة في أراضي الطالعة وحويوه وهم: (١) البو خالد. ومنهم البو هلال الخالد. رئيسهم سمير الشلال. وهم البو محمد الهلال، والبو علي الهلال، والبو شاوردي الهلال، ويقال لهم (البو ساروت) .
ومنهم البو حسين الخالد. رئيسهم سرحان الذياب. وهم البو حمد الحسين، والبو يوسف الحسين، والبو حسن الحسين.
ومنهم البو رشيد الخالد. رئيسهم مطلك العكاب (أبو صالح الخلف) .
(٢) البو محمد العزام. يرأسهم حماد الدرويش، وشمهود الجواد. ومنهم البو لباد، والبو شفيه، والبو جامع، والبو حديد.
وهؤلاء في المشاهدة.
(٣) البو علي العزام. رؤساؤهم شيحان الحسن وملا موسى ومنهم في المحاويل رئيسهم عبود الحميد. وهم البو حمودي، والبو كويدر. رئيسهم عنيفص الظاهر. والبو عليوي. رئيسهم شيحان الحسين، والبو سيف العلي. ومنهم الآن معالي الاستاذ جميل الوادي ومعالي الاستاذ شاكر الوادي.
٢ - البو ذياب. أولاد ذياب الحمد العلي. ونخوتهم (أولاد علي) . رئيسهم عبد الله النايف الحسن. في الشامية في أراضي النسّاف وجوخه ويتفرعون الى: (١) البو زيدان. الرؤساء ومنهم البو حسن السالم.
(٢) البو محمد الحسين. رئيسهم عبد الجاسم.
(٣) السادة الحديثيين تبع.
٣ - البو شهاب. أولاد شهاب (الحمد العلي) . رئيسهم سعود المحمد. نخوتهم (أولاد حمد) . ويتفرعون الى: (١) البو طعمه. رئيسهم سليمان الحمد.
(٢) البو خلف العبيد. رئيسهم حمود الحمادي الفاضل.
(٣) العوران (البو حسين العليوي) . رئيسهم عاصي الفرحان.
(٤) البو شجل. رئيسهم سعود المحمد.
٤ - المصالحة. يرأسهم عبود الدهام وسطم الحسين. ونخوتهم (أولاد الشايب) . وهؤلاء أولاد محمد العلي ويقال لهم (البو محمد العلي) وهو أخو حمد العلي ومنهم في المحاويل في أنحاء الحلة. ومنهم في البفيلة (النعمانية) وفي هيت ...
(١) البو عكل. الرؤساء.
(٢) البو حديد. رئيسهم سطم الحسين.
(٣) البو شحاذة. رئيسهم راحان الاسماعيل وقد توفي والآن ابنه حسين.
(٤) الرعود. يرأسهم علي الاحمد، وهديب الحسين.
(٥) البو مشعل.
٥ - (الجحاليون) ويعدون فخذ آخر، يرأسهم عبد الرزاق الحمد، وذياب الياسين. في هيت. ويقال لهم البو حسن. من اولاد حسن العلي. ومنهم في (البغيلة) رئيسهم عبد الحمود الحمد. ومنهم جماعة ابن حاصود في الموصل. وفروعهم: (١) البو سليم.
(٢) البو طرفة.
(٣) البو شوكة.
٦ - البو عكاش ... من (البو طعمة) وهم اولاد طعمة العلي (أخو حمد العلي) . رئيسهم مخلف الصيّاح وعكش من قطّب ما بين حاجبيه لما رأى من ألم أو لما أنتابه من غضب ويعد (دليم مالج) و(دليم الخضر) من أولاد خميس أخوة المحامدة، ومواطنهم الازركية (أزركية البو عريم)، وأزركية البو عكاش. ونخوتهم العامة (خميس)، والخاصة (علي) وقسم كبير منهم يرجعون الى البو طعمه العلي الحمد، وهو أصل فخذهم ومنهم قسم في التاجي رئيسهم جاسم المحمد. وفرقهم: (١) بو جدعان. رئيسهم حمادي الشهاب. ومنهم البو عبد الجاسم، والبو بكر، والبو عبد العلي، والبو هلال.
(٢) بو خضير. رئيسهم عياش العشيش. ومنهم البو عبد، والبو حديد، والبو درب.
(٣) بو عليوي. رئيسهم عبد المحمود وعابد الشيخ محمد. ومنهم البو شيخ عبد الله والبو عمران، والبو محل، والبو حسين الناصر.
(٤) بو سالم. يرأسهم الملا عنيزي وابراهيم الحبيب. ومنهم البو ناصر، والبحرانيون، والبو ابراهيم، والبو صبيح، والبو وردي.
(٥) البو سرداح. رئيسهم عنيزي الصحن من دليم الخضر.
(٦) البو سوسة. من دليم الخضر. في الازركية.
(٧) البو مسعود. من دليم الخضر في الازركية.
(٨) البو كبرز من دليم الخضر. في الازركية.
(٩) البو ناصر. رئيسهم مخلف الضياع.
٧ - البو طعمة. اشتق منهم البو عكاش. الافخاذ مشتركة في الكل. ومنهم من يعد (البو مسعود) و(البو بكر) و(البو سوسه) من البو عكاش والباقون من البو طعمة. ولا شك ان الاختلاط ظاهر والقربى مشتركة والفروع متداخلة.
٨ - الفلاحات. رئيسهم فياض الجاسم. من اولاد عفان الخضر ابن محمود جد المحامدة. وقال بعضهم انهم من البو فهد ومنهم في التاجي. ومنهم في الفلوجة والوشاش والمزرفة. وهم: (١) البو سرداح.
(٢) البو طعمة: ومن هؤلاء البو سالم. والبو عليوي. والبو جدعان. والبو خضر.
من البو عليوي البو جدعان والبو خضر أولاد حمد الطعمة والباقون البو سالم من أولاد جشعم الطعمة. وهذه فرقهم: (١) البو ضويو. يرأسهم عزيز الخلف، وحمادي العبد الله.
(٢) الحداحدة. رئيسهم عبد العزيز الحسين ويقال لهم (البو حسين الخلف) .
(٣) البو عليوي الحمد. الرؤساء. ومنهم البو جاسم الحمد.
(٤) البو لطيف العابد. في المزرفة. رئيسهم أحمد الحسون.
(٥) البو حمدان.
(٦) البو جدّاح.
(٧) الازهرية. رئيسهم عبد بن عزيز.
(٨) البو جاسم الحمد. رئيسهم عبد الله الجاسم.
(٩) البو ذويب. (هم من المحامدة يرجعون شيحه) .
(١٠) البو حليحل.
(١١) البو كعيّد.
(١٢) البو اسماعيل.
(١٣) البو مرعي.
٩ - الجريصات. وهم البو حسين العلي من خميس. منهم في بغداد في الكرخ وفي المحاويل رئيسهم موسى الخضير. ومنهم في عقرة فصاروا لا يعرفون العربية. وهم جماعة اسماعيل اغا وخالد ولهم صلة بأقاربهم.
١٠ - الشيحه. هم أولاد شيحه بن محمد بن خميس اخوة العلي جد المذكورين أعلاه ... رئيسهم علاوي بن حمد الصالح وسلمان النصيف. ومنهم في المحاويل رئيسهم نومان الحمزة. ومنهم في سلمان باك رئيسهم ملا حرز بن محمد الرجب وتوفي سنة ١٩٤١م. والآن ابنه عبود. ويشاركونهم في غالب الافخاذ. ومن فروعهم: (أ) غيث. ومنهم الغياثات. ويتفرعون الى: (١) البو منصور. رئيسهم عبد بن جاسم في سلمان باك في أراضي باوي. ومنهم البو حمد، والبو خلف، والبو حسين، والبو علي.
(٢) البو عز الدين. في سلمان باك أيضًا.
(٣) البو جامل. رئيسهم سعود الظاهر. في سلمان باك.
(٤) نفس الغياثات.
(ب) وأما مدلج فيتفرع الى: (١) البو جمسل. ومنهم البو جليد. رئيسهم حمد الصالح.
(٢) البو جناه. رئيسهم سلمان النصيف.
(٣) البو شديد. رئيسهم علي الصالح في سلمان باك.
(٤) البو دريس. رئيسهم ملا حرز بن محمد في سلمان باك.
(٥) البو مطرود.
(٦) البو ابراهيم. رئيسهم عيفان الصالح.
(٧) البو جليد. من البو جميل.
(٨) الصبغان.
(٩) البو بكر.
(١٠) البو صيفي.
(١١) البو دحوح.
ومن هؤلاء السيافية أيضًا.
(١٢) المشارفة. في سلمان باك وفي السيافية. ولم يتبين لنا أنهم من مدلج أو من غيره.
١١ - البو كريفع. رئيسهم حمادي الفياض. ومنهم قسم في بغداد ويرجعون الى خضر من خميس. ويتفرعون الى: (١) البو جنعان: رئيسهم علاوي الصالح.
(٢) البو عجيمي: رئيسهم حمادي الفياض.
١٢ - البو خميس: وهؤلاء في دير الزور وهم محامدة رئيسهم حسين العلي الراشد.
١٣ - دليم الخضر: من أولاد خميس من المحامدة. قسم منهم في اليوسفية. وقسم آخر في المشيرية، رئيسهم احمد السلمان. وهناك من يعدهم من سبت.
١٤ - الخوابرة: وهؤلاء يقتنون الجاموس. وهم من المحامدة. ومنهم من يعدهم من العشائر الملحقة.
١٥ - المشاك: من المحامدة. يسكنون في أراضي سمرة في ناحية سلمان باك.
١٦ - البو سلمان: من أولاد سلمان بن خميس. من المحامدة. يسكنون في حصيبة. وفي نقرة السلمان. ونخوتهم (أولاد سالم) . وفروعهم: (١) البو منصور: رئيسهم سطم المضحي.
(٢) اللجي: رئيسهم عطية المحمود.
(٣) الكدور.
(٤) البو سلطان: الرؤساء. رئيسهم جبل المحمد الحسن. ومنهم من يسكن في ربوع الشام.
١٧ - دليم المالج: قرب المحمودية. رئيسهم نوار.
١٨ - دليم الصباح. في بزايز الهور. رئيسهم علي العويد.
١٩ - العواصم.
هذا. ولم نستطع أن نوصل المالج أو الصباح أو العواصم بخميس ... والحاصل أن عشائر الدليم كثيرة. ويهمنا أن نعيّن مجموعاتهم الكبيرة. وفيما ذكرنا كفاية على أن من عشائرهم (الفتلة) انفصلت من أمد قديم وأكتسبت عوائد أخرى غير ما هو مألوف الدليم. وافردنا لها بحثا خاصا لاهميتها.
ومن وقائع الدليم المحفوظة (وقعة المره) . وهي أنتصار على طيء. وهذه حدثت مع آل مراء من طيء بينها وبين العشائر الزبيدية، ومنها الدليم. ولم نجد تدوينات عنها. وكذا وقعة الناظريات مع شمر بين سميكة والمشاهدة. وهذه بقيت مجهولة من جراء نقص في التدوين. وتتضمن انتصار شمر على الدليم. أما حوادثهم الاخرى فقد تناولناها في تاريخ العراق بين احتلالين.
وعرف عشائر الدليم مختلف بين أهل البدو وأهل الارياف منهم. ومن عوارفهم المشهورين مطلك بن حمزة من البو علي الجاسم وقد توفي. ورشيد ابو زعبان من البو ذياب، ومخلف ابو ريشة بن سليمان من البو حسين العلي من العساف. وتوفي قبل بضع سنوات. والآن ابن أخيه علي بن معجل السليمان، ونايف الوعيلي من البو عساف.
وهؤلاء يصار اليهم في حسم النزاع بين الارياف، وبين البدو. ولم يكن ذلك دائما. والغالب ان الرؤساء يتحكمون فيكون لهم القول الفصل الا في أمور يخشى خطرها، أو تكون بين الدليم وعشائر أخرى. وللكلام في العرف محله. والملحوظ ان المرحوم الشيخ علي السليمان منع النهوة.
وأما الغزو فقد تكلمنا عليه في المجلد الاول فزال أثره بمنعه.
العشائر الملحقة
(مما يخص سبتًا وخميسًا) هذه العشائر كثيرة الا أنها تعتبر في قلة بالنظر لعشائر الدليم. فحافظت على كيانها، أو تبعت عشائر الدليم فلم تخرج عليها. عاشت بين الدليم وصارت كأنها منها، وتتحرك بما ترغب فيه.
١ - البو حيات
سادة لم يعرف اتصالهم، والظاهر أنهم عاشوا من أمد بعيد، ونسوا سابق عشيرتهم.
٢ - القراغول
كثيرون. ومن وقائع وأستدلالات عديدة يفهم أنهم أستخدمتهم حكومة المغول لمحافظة الطرق، وتيسير المهمة والدلالة. فنبزوا بهذا ونجدهم في كل عشيرة، وأصل اللفظة (مغولية) . فقالوا قراوول وجمعت على قراولة. والتركية العثمانية تنطق بها قراوول، وقراقول وقراغول. ويراد بها الحراس ليلًا. ونخوتهم (باش) .
وجاء في غرائب الاغتراب (في القراغول): «اشتهر بين المطلعين على الانساب أنهم جاءوا في معية السلطان مراد الى تلك الرحاب. فسكنوا في بغداد بأمر السلطان، وانهم ليسوا من عدنان ولا قحطان.» اه (١) ورد ذكرهم من أيام المغول والظاهر كما بينت ان المغول استخدموا العرب بهذا الاسم. وأخذوا من كل عشيرة لمحافظة طرقها، فصار نبزًا واشتهرت تسميته، والآراء الاخرى لا يعوّل عليها فمن كان في الدليم فهو منهم كما أن الذين في العزة منهم وهكذا. وبعضهم تكوّنت منهم مجموعات استقلت بتسميتها. ولا يعرف بالتحقيق ارجاعها الى عشيرة بعينها.
وان قراغول العبيد يسمون (الحمران) .
والقراغول في أنحاء المحمودية عشيرة قائمة برأسها ونخوتها (باش) عين تلك النخوة، وتسكن في أراضي الجنبلاطية، وأم الجير في صدر اللطيفية، وصدر المحمودية، رئيسها شلال الصالح، وهذه العشيرة كبيرة ...
وفرقها: ١ - البو غيث: (منهم الرئيس) .
(١) البو كنامش.
(٢) البو دعرة: رئيسهم خضير الشمخي.
(٣) الكرواويون رئيسهم عبد العودة.
(٤) البو سهيل. رئيسهم خضير الحمزة.
(٥) البو كاظم: رئيسهم حمزة العباس.
٢ - البو عواد: ومنهم (البو طعمة)، رئيسهم علوان الخضير، و(البو حمدان)، رئيسهم عبد العزيز الحميّد وكانت الرئاسة فيهم.
٣ - المراشدة: رئيسهم عباس الرحال.
(١) البو علّوش. الرؤساء.
(٢) البيجات: رئيسهم جبار الجاسم.
(٣) البو يوسف: رئيسهم سلمان الحسن.
٤ - التراجمة: ومنهم السعيدات. رئيسهم هلول الحمادي.
٥ - الشواولة، أو البو شويّل: من السادة المشاهدة سكنوا معهم.
والملحوظ أن القراغول ذكروا في المجلد الاول.
عشائر تساكن الدليم
١ - العكيدات
قال في الدرر المفاخر: «ومنهم - من عشائر العرب - العقيدات بجانب الشامية. القول فيهم أنهم ذهاب المحن، وأرباب المنن. وبدر الليل وأن أجن. عوائدهم جميلة، وفوائدهم جليلة، سقمانهم ألفان وخيالتهم ألف.» اه (١)
وهؤلاء من العشائر المعروفة في العراق. قال لي أحد رؤسائهم الشيخ مشرف بن محمد بن دندل أنهم يرجعون الى (زبيد)، من أولاد علي السالم الصهيب. ويتصلون بالعزة بعلي السالم الصهيب. ويوافق محفوظ عشائر العزة.
وكنت شاهدته في الجانب الشرقي من الرمادي في مضارب الدليم في ١٢ حزيران سنة ١٩٣٩م وكان يسكن سيباطًا وهو شيخ جليل. له المكانة بين قومه. ومن الرؤساء المعدودين بين عشائر العقيدات، وابن هفل رئيس الآخرين ... ولا شك أنهم من العشائر الزبيدية يقيمون في جانبي الفرات. وبعض العشائر لا تسلم لهم بالزبيدية. وتولد هذا من تفسير لفظ (عقيدات)، أنهم لفيف تعاقدوا، وتكاثروا فصارت لهم الفروع، والآن يعدون عشيرة واحدة، ولكن مثل هذه لا تعرف من تحليل أسمهم، كما أن ذلك لا يمنع تضافر (العشائر الزبيدية) عند الملمات ويطلق عليها مثل هذا الاسم ... ومع هذا لم يتبين لنا انهم عشائر متفرقة في الاصل لا علاقة بينها. والآن مهما كان الامر لا يزالون مجموعة كبيرة، وعشيرة لها مكانتها ... نخوتهم (أبرز) . وموطنهم في أنحاء دير الزور من جانبي الفرات، والبو كمال. وفي العراق منهم المقدار الوافر الا أنهم متفرقون، ليسوا في موطن واحد، منهم في الجانب الشرقي من نهر ديالى قرب مصبه في دجلة من ناحية سلمان باك وفي أراضي الجنبلاطية التابعة لليوسفية ومواطن عديدة غيرها، وأكثرهم في لواء الدليم.
ورئيسهم الشيخ مشرف بن محمد بن دندل بن عساف بن علي ابن حسون بن سليمان بن جمال (كمال) . وله ابن عم هو محمد الهامة ابن جاسم بن عوران بن علي المذكور. ومن ثم يتصل بسلسلة الشيخ مشرف. وتوفي الشيخ مشرف في ١٥ نيسان سنة ١٩٥١م، وخلفه ابنه صعب المشرف. ومن رؤسائهم الشيخ دحام بن رجب وهو ابن اخي مشرف. رأيته في شباط سنة ١٩٥٤م.
ورئيسهم الآخر هو جدعان بن هفل بن عبد الله بن علي بن ظاهر ابن جامل (كامل) وهذا الاخير أخو جمال (كمال) المذكور في عمود الشيخ مشرف. وعشائرهم كثيرة، وبين هذه من كانت ولا تزال تابعة لهم، وتعدّ منهم الا أنها في الحقيقة خارجة، وبينها ما هو منهم أصلًا وهذه فرقهم: ١ - البو جمال (البو كمال): وهذه فرقة الشيخ مشرف وتحت سلطته، وفروعها: (١) الحسون: منهم في الجزيرة ومنهم في الشامية، رئيسهم ابن دندل. ومنهم (البو حمدي)، و(بو محمد)، و(العلي) .
(٢) البو مريح: وهؤلاء منهم في الجزيرة ومنهم في الشامية. رئيسهم غرب بن محمد الهرسة.
(٣) الدميم: في الشامية. رئيسهم فارس بن صياح العبد الله الجراح.
(٤) الشعيطات: في الجزيرة، رئيسهم حجي العبد العمر.
(٥) المراشدة: رئيسهم حسن العبد الله. ويلحق بالبو جمال: (المشاهدة) وهم (سادة) . رئيسهم معيد البرجس. و(المجاودة) وهم (عبيد) . رئيسهم فرحان الصالح العشبان. و(المراسمة) وهم (عبادة)، رئيسهم هادي الصالح. و(الدليج)، رئيسهم فارس الدليج. و(البو حردان) وهم (عزة)، رئيسهم ناصر العكلة الصبيخان. و(البكعان) وهم (عبيد)، رئيسهم صالح ابن جوير الهويدي.
٢ - البو جامل (البو كامل): رئيسهم جدعان بن هفل بن عبد الله وتوفي سنة ١٩٥١م والآن ابنه عبود. وفروعهم: (١) العلي الظاهر: صالح الدوش.
(٢) البو عز الدين: ساري العبد الكريم.
(٣) البكّير: رئيسهم سليمان الحمادة، والآن ابنه داود.
(٤) السليمان الظاهر: حسيّان الشاهر.
(٥) الدعيجل: رئيسهم جدعان بن هفل. ومنهم فخذ يقال له: (الموسى الظاهر) . ويلحق بهؤلاء: (الزباري)، و(المشاهدة) .
وينطوي تحت فروعهم الاصلية أفخاذ أخرى وتتفرع الى بدايد عديدة.
٣ - البو خابور: رئيسهم يونس العبد السلام. يسكن في قرية (موح حسن) وفروعهم: (١) البو ليل: رئيسهم صالح بن موسى الهيال.
(٢) البو حليحل: رئيسهم حمود الخزام.
(٣) البو عمرو.
٤ - بو سرايا: رئيسهم، فياض الناصر وتوفي والآن ابنه احمد.
٥ - وهناك فرقة أصلية من العكيدات يقال لهم الثلث وتضم الى: (١) البو حسن: رئيسهم تركي النجرس وتوفي عام ١٩٤٩م والآن ابنه علي.
(٢) الكرعان: في الشامية والجزيرة ويرأس من في الشامية تركي ابن حاج الحجي، وفي الجزيرة تركي المنادي الخليل.
(٣) البو رحمة: في الشامية والجزيرة ويرأس من في الشامية حسين الظاهر، وفي الجزيرة كوان الجبارة.
٦ - الشويط، رئيسهم جاجان بن محمد الوكاع، وتوفي والآن ابنه حمود ويتبعون عبود الجدعان الهفل.
٧ - الجحيش: رليسهم أمين الخلف. وهم من جحيش الموصل ويسكنون قرية الفاطسة قرب الميادين.
هذا ما علمته من الشيخ مشرف، ومن الشيخ محمد الهامة الذي ورد بغداد قبل الشيخ مشرف بنحو عشر سنوات ومن الشيخ دحام. ورد ذكرهم في عشائر الشام (١) .
وفي نيسان ١٩٣٩ أنهى النزاع بين شمر والعكيدات بناء على التدخل بين عشائر شمر والعكيدات والتحكيم الجاري فكان الاتفاق على الصلح بأن يودي المقتول المعروف قاتله ولا يهدر فاشترط أن يعرف القاتل لا أن تعرف قبيلة القاتل. وكذا المنهوبات تؤدى اذا كانت معلومة. واذا هلكت او لم يعرف آخذها أهملت والغرض من هذا انهاء النزاع فحسبت المنهوبات المعلومة وأعفي ما عداها. وكذلك أجري حساب الودي لابن الرئيس وان لم يعرف قاتله.
ولا شك أن السياسة ومراعاة الالفة واماتة النزاع كان الهدف المنشود أكثر من النزاع على ناقة أو بعير. وكان الحكم كلا من الشيوخ خميس الضاري وحبيب الخيزران ومحمد الاهويدي رئيس البقارة. فتم في التاريخ المذكور. وفي هذه الحالة تفصل الخصومات بأمل أماتة النزاع لا بالنظر لمن كان محقا، او مبطلًا. وهنا للسياسة الادارية. ولنفوذ الحكم الاثر الكبير في القضاء على الغائلة واجتثاثها من أصلها.
ومن عشائرهم في العراق: ١ - البو عيلان: منهم في الخالص، ومنهم على شاطيء دجلة.
٢ - البو مريح: في الصمدية من ديالى، رئيسهم جاسم الحمادي الراشد، وفي الصويرة. ومنهم من البو ليل رئيسهم ملا حسان ابن الشيخ حمد.
٣ - البو اسماعيل: بالدورة، وفي ديالى من ناحية سلمان باك.
٤ - الجرابعة: في التويثة من ناحية سلمان باك.
٥ - الظريفات: في مهروت (مهروذ) وفي الموصل ومنهم آل دبدوب.
٦ - البو دلّو: في التويثة، ويقال (بيت دلّو) .
٧ - البكر: في الصويرة.
٨ - الظواهر. في أراضي الطلوسية.
٩ - آل عزو: في الموصل.
١٠ - البو سرايا: في الموصل.
وكانوا في أراضي سنسل في لواء ديالى.
وأما في أنحاء الرضوانية، وفي الجنبلاطية من اليوسفية فهم: ١ - البو علي: يرأسهم مشعان الفرحان وجياد الجاسم وهم الرؤساء.
٢ - البو سويلم: رئيسهم فرحان الحمد، في الرضوانية.
٣ - البو حسن الخابور: رئيسهم عبيد العباس، في الرضوانية.
٤ - البو دالي: رئيسهم سلطان بن مهنا (والبو دالي قرية في شمالي بغداد بأسمهم) .
٥ - الجملان: رئيسهم حميد بن سهيل.
٦ - البو موسى: رئيسهم محمد اليونس. وهذا يسكن في هذه الايام في مهروت بناء على النزاع الناجم من جهة اللزمة بأراضي الزبيرية.
٧ - البو فرج: رئيسهم حميد السهيل.
٨ - البو بيدر: رئيسهم حميد السهيل.
٩ - الشعيطات: وهؤلاء في هور عكركوف (عقرقوف) . وتسمى أراضيهم الزبيرية. قرب الكاظمية. ومن فروعهم: (١) البو موسى: رئيسهم علي السلمان المحمد. واليوم رئيسهم الحاج زيدان العي.
(٢) البو جميل: رئيسهم حميد السهيل.
(٣) البو خشمان.
(٤) البو فرج: رئيسهم محمود الخلف. والآن رئيسهم فنر الرفيع.
(٥) البو بيدر: رئيسهم احمد الحسين.
وفي أنحاء الموصل خاصة: يرأسهم حسن الغباشي، وياسين الحادي ونخوتهم (أبرز) وقراهم: العريج، والمعيبدي، والشيخ يونس، والعذبة، وباخيرة، وتل الخشم، ولزاكة.
وهؤلاء في الجزيرة من أنحاء (حمام علي) والكصر (القصر) . تابع قراقوش. والملح. تابعة تلكيف.
وهذه في الجانب الشرقي. وفرقهم لا تختلف عن سائر فرق العكيدات في أصل عشائرهم. علمت ذلك من خضر بن ساري في ١٧ حزيران سنة ١٩٣٧م وهو من نفس الموصل.
ووقائع هذه العشيرة مذكور في تاريخ العراق بين احتلالين، ووقائعها الاخيرة في الشام، جاءت في عشائر الشام.
٢ - الشجيرية: رئيسهم خضير الجسام. يشتركون والقراغول في النخوة (باشه) . أصلهم زبيد ويقول البعض أنهم من شمر. ومنهم قسم مع شمر طوكة، ومنهم مع الكروية، وآخرون مع العزة والعبيد متفرقين. ويعدون أنفسهم من أولاد أشكر ولم نعرف ما يقصدون به. ومنهم من يقول بأنتسابهم الى محمد الشجري المليط ولا يزيدون على ذلك. وفرقهم: ١ - البو زامل: منهم مع الكروية والعزة والعبيد.
(١) خرارطة: هي في داور الغربي مع شمر طوكة.
(٢) فداعسة: في داور الغربي.
٢ - بو سعدى: يرأسهم محمد الدبي وحسين الجبل في أراضي المحاويل.
٣ - الشهابات: رئيسهم مرزوك الخلف. في المحاويل.
٤ - البو خضير: ملا احمد الشلاش في المحاويل.
٣ - الكرطان: يسكنون مع الدليم في مواطن أخرى، أصلهم جيس (قيس)، وهي نخوتهم ومنهم من يتنخى (خيال الرحمن جيسى) و(أولاد درويش) والعامة (ناصر) كنخوة الدليم وأراضيهم: العوسجة والسفحة، واللطيفية وبين عشائر الدليم بجوار البو دالى، والبو سودة، والملاحمة. ومواطنهم في الحماميات بحدود الملاحمة، ومنهم في أراضي الدجيلة شرقي صدر اليوسفية وغربيها من تل أسود الى صدر الحلان قرب الدير. ومن صدر اليوسفية الى صدر المحمودية. وبعضهم في أراضي فحيل. ويرأسهم ندة الداود الحميد وتوفى والآن ابن أخيه خميس الطلال الداود وحسين البطي وتوفى والآن ابنه علي. ويقال أنهم أقارب الكريط الذين في الهندية والدليم، منهم من يسكن أراضي الجعيدي. يتفرعون الى فروع: ١ - البوعبوس: رئيسهم حسن السالم. والآن ابن ابنه ويسكنون في الدجيلة قرب الامام حمزة ورئيسهم احمد بن مرعي وفروعهم: البو صبح، والبو عودة، والمراشدة.
٢ - البو فارس: رئيسهم سعد العباس وتوفي والآن يرأسهم ابنه محمد وملا عبد الله بن احمد في أراضي العكبة غربي المحمودية القديمة والزوير والدجيلة. وفروعهم: البو شهاب، والبو هويشة، والبو حمش، والبو خليل، والبو صفر.
٣ - البو سليمان: رئيسهم ندة الداود الحميد، والآن خميس الطلال، في اليوسفية في تل أسود وفروعهم: البو صكر، والبو دندن (الدنادنة)، والبو حميد، والبو هلّول، والبو مناور، والبو بوّاك.
٤ - البو حبيب: رئيسهم محمد العبد في الدليم بأراضي الجعيدي، ومنهم في أراضي الكشك في أراضي اليعكوبية في بزايز أبي غريب وفروعهم: (١) البو جبّاوي: رئيسهم صالح الوهب.
(٢) البو فليح: رئيسهم حسين الحبيب.
(٣) البو عواد: رئيسهم سلمان المحمود.
(٤) البو حسين الحمد: رئيسهم محمد العبد.
(٥) البو ذيب: رئيسهم عبد الله الملا.
(٦) البو كريشة: رئيسهم ملا محمود اليوسف.
٥ - بو عثمان: يرجعون الى البو عباس.
٦ - البرطلية: أصلهم بو عباس أيضًا.
٧ - بو علي: بالمشيرية.
٨ - البو شيخان: في اليوسفية في جذول الكشك، ومنهم في الهندية يقال لهم (الطوال) فرع من البو شيخان. وهم من الجبور الا انهم عاشوا معهم. رئيسهم عبطان الدهش.
٩ - البو حسن: في اليوسفية.
١٠ - البو سويد: رئيسهم محمد العبد الحسين، في الدليم.
١١ - الدراوشة: في شفاثي (شثاثة) .
ومن الكرطان: (١) البو يونس: رئيسهم محمد الرميض في الحصوة.
(٢) البو جبر: رئيسهم حسن الخلف في الاسكندرية. وهؤلاء من البو شيخان.
هذا ما علمته من نفس العشيرة من البو عباس منهم في ١٨ حزيران سنة ١٩٣٤م كما علمت من آخرين، وصادقوا عليه، وأيدته عشيرة البو عباس.
٤ - البو شعبان: بطن من حمير من القحطانية وهم بنو شعبان بن عمرو بن زهير ابن ابين بن الهميسع بن حمير ... اليهم ينسب الشعبي الفقيه المتقدم المشهور واسمه عامر بن شراحيل (١) .
وهذه العشيرة منتشرة في سورية والعراق الا ان كثرتها في سورية وقليل منها بين عشائر الدليم. يعرفون بهذا الاسم. ويقال ان (البو سودة) منهم.
قال فيهم صاحب الدرر المفاخر: «ومنهم - من عشائر العرب - البو شعبان، السالكين في أفعالهم مسالك أكرم العربان، القول فيهم قول المتتبع آثارهم، العارف بأسرارهم انهم عماد المكرمات، وحياة الرفات، وقطب دائرة الحروب، والشهب المنيرة، ونعم العشيرة لتنفيس الكروب صريعهم لا يرجى قيامه، الى يوم القيامة. فنعم الطاعنين وأكرم، وبئس لمطاعينهم وأشأم. خمسمائه سقمانهم ومائتان فرسانهم» اه (٢) .
وهم عندنا في قلة وجاء في عشائر الشام أنهم يمتون بنسب الى عمرو ابن معدي كرب وأنهم زبيد. وبهذا يكونون من زبيد الاصغر، ويمتون الى عشائر العزة بقربى. وذكر من فرقهم العفادلة، والبو عساف، والسبخة، والولدة، والبو جرادة (٣) . ورئيسهم محمد آل هويدي من العفادلة في دير الزور واكد لي الشيخ حبيب الخيزران انهم من زبيد حينما كان حكمًا بين شمر والعكيدات. أتصل برؤسائهم سنة ١٩٣٩م.
٥ - البكارة
قال فيهم صاحب الدرر المفاخر:
«منهم البقارة. ذوو الهبات السارة. والكتائب المارة، الذين هم مآل النجا، وساق الرجا، ورواق الخائف، وقوام المتجانف، سيوفهم أطول من ظلال الرمح، وأكفهم ابيضّ من نوالها وجه الصبح، ولو لم يكن لهم الا اكرام ضيفهم الطارق، لكفاهم هذا المجد الخارق. وأما فرسانهم فخمسمائة. وسقمانهم الف.» اه (١) .
وأصل العشيرة في أنحاء الشام. وفي لواء الدليم قسم قليل منهم، وهم من العشائر الزبيدية. وهؤلاء رئيسهم عبد بن حميّد وفروعهم الموجودة: ١ - البو علي.
٢ - البو مفرج.
وهؤلاء في الجزيرة، وفي الكرمة من مواطن الدليم. وجاء التفصيل عن هذه العشيرة في كتاب عشائر الشام وبين الآراء في أصلها واعتقد انهم من زبيد، والبو سلطان من عشائرهم.
٦ - الجميلة: وهذه العشيرة تساكن الدليم. وقسم منهم في الكرمة، وقسم منهم رحالة، وآخرون في هور عكركوف (عقرقوف) . ونخوتهم عايد. ونخوتهم الاصلية (زعب) . عاشت مع الدليم واكتسبت عوائد كثيرة منها. وهي عشيرة كبيرة من العشائر القيسية. يرأسهم في أنحاء الكرمة الشيخ محمد العباس والشيخ نايف المحمد الظاهر وهم نحو ألف وثلثمائة بيت أو الف واربعمائة. وفرقهم: ١ - البو جاسم: رئيسهم محمد المشوّح ومنه علمت عن هذه العشيرة الشيء الكثير. يقيمون في الكرمة والنعيمية في الجزيرة والحصى. وفي نفس الفلوجة البو شلال والبو مطر. ومن فروعهم: (١) البو عودة: الرؤساء.
(٢) البو خالد: يرأسهم مجباس الحمد وفرحان العبد البرغش في كرمة أم الخنازير.
(٣) البو عرنوس: رئيسهم فياض السرحان.
(٤) البو عبد الحديد: رئيسهم عبيد العزيز، وفي الحصى في الشامية.
(٥) البو عليوي: رئيسهم شويش المشكور وتوفي سنة ١٩٤٩م. وكانت الرئاسة فيهم. وهم في الحصى في الشامية.
(٦) البو ظاهر: رئيسهم بندر الثويني، في الحصى.
(٧) البو سحّاب (البو مطر): رئيسهم عطية بن احمد، في الحصى.
(٨) البو دمنة: رئيسهم محل الحسين.
(٩) البو حسين المطر: رئيسهم حسين أبو خثم وعبد الضاري في أم الخنازير في الكرمة.
(١٠) البو بطي: رئيسهم مطلب بن علي.
(١١) البو خنجر: رئيسهم ظاهر الخلف (أصلهم جبور) . في أبي حبوب في الكرمة.
(١٢) البو داود: رئيسهم ضيدان السلمان (أصلهم عزة) في أبي حبوب في الكرمة.
(١٣) البو علي المحمد. رئيسهم حسين المسلم في أم الخنازير في الكرمة.
(١٤) البو عبد الله العليوي: رئيسهم مسهر السليمان في الحصى (١٥) البو عزيز العليوي: رئيسهم علي الخلف في النعيمية على الفرات.
(١٦) البو مطر: رئيسهم نجم الحاج عبد الله. في قضاء الفلوجة. وتوفي نحو سنة ١٩٤٨م. ومنهم المحامي الاستاذ عبد المجيد رشيد.
(١٧) البو شلال: رئيسهم عبد الحميد الرشيد في قضاء الفلوجة.
(١٨) البو نجم: رئيسهم احمد الملا.
٢ - البو جريو: رئيسهم الحاج محمد العباس الجسام. في الكرمة، وقسم منهم في الحصي. ومن فروعهم: (١) البو رملة: الرؤساء.
(٢) البو حديد الناصر: رئيسهم عبد العزيز الدهش في أراضي الشهابي في الكرمة.
(٣) البو عوسج: رئيسهم محيميد الهجول. في أراضي الشهابي.
(٤) البو عبيد الجريو: زبار الكايم. في أراضي الجاجة في الكرمة.
(٥) البو دخيّل: رئيسهم علي الخنفر وقد توفي. والآن ابنه حسيّن في الخور في الكرمة.
(٦) البو مكلد: رئيسهم فرحان الحمادي. في سكر الجغيغي في الكرمة. وقد توفي. والآن ابنه عباس.
(٧) البو نصر الله: رئيسهم غضبان الحبيب. في أم الواوية في الكرمة.
(٨) البو حداد: رئيسهم عاصي بن سمير. في الحصى.
(٩) البو جوينب (البو محمد الحديد): رئيسهم فياض الفهد. والآن علاوي الفياض. في البكعة من الكرمة.
(١٠) البو شبيل: رئيسهم زيدان المصلح. في الاصيبح.
(١١) البو جميل: رئيسهم فرحان الصالح. في الذيابات.
(١٢) البو فضل: رئيسهم عبد بن راضي. في الحصيوات في الكرمة.
٣ - المرمي يذكر في سبب تسميتهم أنهم رموا بأنفسهم الى بغداد في أنحاء الجعيفر، ولم يكونوا فخذًا واحدًا، جاءوا الى بغداد جمالة، ولم يستطيعوا أن يلحقوا بأقاربهم، ثم عادوا الى عيشة البداوة فأطلق عليهم هذا الاسم ... رئيسهم حمد الجاسم ومنهم
(١) الصالح: رئيسهم حمد الجاسم.
(٢) النصيف: رئيسهم نايف المحمد الظاهر.
(٣) البو غزيل: رئيسهم محمد المرزوك.
وهؤلاء رحالة في الجزيرة.
٤ - البو راشد قسم منهم في المسيب وآخرون في لواء ديالى في في سنسل وغيره وفروعهم
(١) البو رجب: رئيسهم جاسم الحمد العساف. في صوب عكيل من الكرخ.
(٢) البو خلف: رئيسهم مهدي العباس البكر. في صوب عكيل من الكرخ.
(٣) البو عرار: رئيسهم كفاش العليوي، في جانب الكرخ.
(٤) المراعيص: رئيسهم رفش العبد الله. في هور عقرقوف.
٥ - البو حمد في بغداد في محلة الشيخ علي وفي محلة المشاهدة. ومنهم في الشرقاط.
٦ - البو سويد رئيسهم علي المعروف في ديالى ومحمد بن هجول في الاسكندرية.
٧ - البو نوفل (النوافلة) رئيسهم عبود بن محمد في علاوي الحلة وجاسم بن محمد في المسيب. ومنهم من يعدهم من (المرمي) .
٨ - البو شريعة منهم آل كودة في بغداد في محلة باب الشيخ وصالح المهدي في المسيب.
٩ - البو بيبي. في التاجي.
١٠ - البو ثابت رحالة.
١١ - البو حمدان في الشرقاط.
١٢ - البو جرير.
١٣ - البو علي المحمد رئيسهم حسين المسلم.
استقيت ذلك من رئيسهم الشيخ محمد المشوّح في ١٨ تموز سنة ١٩٣٣م. كما حققت ذلك من نفس العشيرة.
وان الشيخ محمد المشوح بيّن لي ان الجميلة منهم في أورفه (الرها) قرب حرّان. وفرقهم هناك: البو نوفل، والبو جندي، والبو خطيب.
ورئيس الكل محمد آل هندي. وهم نحو (٤٠٠) بيت ومن رؤسائهم حسين الثاني وحسن الاسماعيل، وهم من قيس. ويسكنون قرب تل أبيض في تركية وعشيرة الطماح. وعلمت من عجمي باشا آل سعدون ان الجميله تعيش مع عشائر جيس، ورئيسهم ابن هندي. يقيمون مع السيالة (الصيالة) في حران تابع أورفه. وكان ذلك في ٦ - ٨ - ١٩٤٠م حينما كان ببغداد وفي (عشائر الشام) ذكر (السيارة) وصوابها (السيالة) ولم يذكر الجميلة (١) .
٧ - البو عيسى
يأتي ذكرهم عند بيان عشائر طيء.
٣ - خلفة جمعة (آل فتلة)
من عشائر الدليم الكبيرة. المعروفة. تقادم انفصالها. وسكنت مواطن أخرى. جدهم الاعلى جمعة من اخوة سبت وخميس، تجولت كثيرًا فأقامت أحيانًا في الجوازر من أنحاء البصرة. وفي كتاب (آل فتلة) انهم كانوا يسكنون الغراف ثم انتقلوا الى أراضي الفوار في لواء الديوانية. والجوائح والدوافع كثيرة مما يجعل العشيرة تميل الى مواطن أخرى. ومع هذا بقي من عشائرها في الغراف عشيرة آل عمران، وعشيرة آل جبارة، وعشيرة البو شمخي. ولا تزال هذه في مواطنها. وأراد الخزاعل ان يتحكموا بهم. وفي معركة فاصلة أوقفوهم عند حدهم. وذلك أيام شيخ الخزاعل حمد الحمود. كانوا في حماية الخزاعل ثم أظهروا قوتهم. فأذعن الخزاعل لهم. وكان ذلك أيام رئاسة الشيخ موسى علي آل فتلة. ولا يزال فرع من آل دليهم يعرف ب (آل موسى) .
ثم ان الفوار اندثر بجفاف نهر الحلة. وكان من رؤسائهم الشيخ فرعون ساعدته الحكومة فاختار بقسم من قبيلته مقاطعة (ابو شريش) الواقعة اليوم في أراضي الظوالم وحلها كما ان عليوي بن العوصة بتدبير منه حل أراضي الزابية في الهندية وأتى بقسم من الفتلة الذين في الفوار وأسكنهم معه، وبعد حدوث نزاع بينه وبين الزابية استولوا على أراضيهم. وكان رئيس الزابية ابن حمادي فتمكنوا منه. وحلوا أراضي الزابية وتتصل بطويريج من جهة الجنوب، وعرفت بأسم فتلة الهندية، وصار الزابية تابعون لهم.
وان الفتلة أو قسم منها لم يبق في أراضي شريش وانما استغلوا نزاع الحكومة مع الخزاعل فساعدوا الحكومة، واستولوا على المشخاب والمهناوية. ولم يبق في الفوار أحد من آل فتلة. وبهذا توزعت العشيرة. في تلك الارضي ... انتهى بتلخيص (١) .
ومواطنهم اليوم قريبة العهد. ولا تزال الافخاذ مختلطة في كل ناحية وموطن وجدوا فيه كما ان العلاقة غير مقطوعة والآن هذه العشيرة قائمة برأسها. لا توجد نواحي تشابه بينها وبين الدليم الا في النخوة (اولاد ناصر) والا في معرفة أنهم منهم. ويقال ان أكثرهم من المحامدة من عشيرة الدليم أختلطت مع خلفة جمعة وبعشائر أخرى.
وفي هذه الايام نرى الكتّاب لا يذكرون قديم الصلة بالدليم. ولعل ذلك ناجم من التباعد من زمن طويل ومن أنضمام عشائر اخرى لهم. ويبلغون اليوم نحو عشرين الف نسمة وسكناهم في (المشخاب) في أبي صخير. يقطنون فيه من أمد بعيد، ويجاورهم الغزالات وآل شبل وآل ابراهيم وآل زياد. ومن رؤسائهم في الجعارة عبد الواحد الحاج سكر. والمرحوم مزهر آل فرعون وتوفي في ١ رمضان سنة ١٣٥٦هـ - ١٩٣٨م. واولاده كثيرون منهم الشيخ فريق والشيخ عبد العباس.
ومزهر هو أبن فرعون بن ياكوت بن عبود بن شبيب بن ابراهيم ابن دليهم بن حسن بن حسون. هذا ما تمكنت من تدوينه عنه رأسًا. ومن رؤسائهم الحاج عبد الواحد ابن الحاج سكر بن فرعون. وفرقهم: ١ - آل دليهم: فرقة الرؤساء ونخوتهم (أخوة موزة) يجمعهم بشير آل دليهم وابراهيم آل دليهم. وهؤلاء أصل الفتلة، وأن واقعة الحسجة أو واقعة (المصليات) أدت الى أن يجتمعوا وتتصل بهم عشائر أخرى وزادت العشيرة بمن دخلها ... وبعض الفتلة من (النخع) ورؤساؤهم في الهندية الحاج شمران، والحاج سماوي أولاد جلوب، وغالب آل سلطان. وفروعهم: (١) آل بشير. وهو ابن دليهم. ومنهم آل نذير، وآل طهماز، وآل سيف، وآل تويلي.
(٢) آل ابراهيم. وهو ابراهيم ابن دليهم رأسًا ومنهم آل مغامس وآل شبيب وآل موسى وآل جائع والبو صكر، وآل رحمة ومن هؤلاء: البو داود، والبو عودة، والبو حاجي ظاهر، والبو ثويني (١) .
٢ - آل كيّم: رئيسهم الحاج عبادي آل حسين أبو هدلة وتوفي في أوائل سنة ١٩٣٥م وأخوه عبد السادة توفي في ٢٢ - ١ - ١٩٥٣م وبعد وفاة الحاج عبادي ولي الرئاسة ابنه الشيخ صكبان ونخوة آل كيّم (البو هدلة)، و(أخوة ريزة)، (كوشة) وهؤلاء في المهناوية وما والاها ومنهم في الهندية وهم الاكثر. وفي المشخاب والشامية. وفروعهم: (١) آل الاحمد. يرأسهم هادي الحاج علوان وعبد آل فهد ونعمة آل الحاج جبار وعزيز آل حسون ومنهم البو عبد، وآل بدر (آل مبدر)، والبو توية، وآل فتلاوي وزاد في قلب الفرات الاوسط آل طعان، والدشين.
(٢) آل خليفة. رئيسهم آل حاجي حسين. وفروعهم البو خليل، والبو منتش، والبو شاني، والبو جلّه، آل عباس، والبو هويدي.
(٣) آل جبران. رئيسهم محمد آل مزعل. وفروعهم: البو شناوة، الهطرات، آل علي، العمصان، البو دليهم، البو كويظم، الدسوم، البو حلو.
(٤) آل معمّر. رئيسهم حامد آل كزار آل بشير. ومنهم البو زغير، والبو بشير، والبو عيسى.
(٥) آل سالم. رئيسهم عطية آل حبيب. وهم البو صافي، والبو عويش، والبو مراد.
(٦) آل بلادي. الرؤساء منهم الشيخ صكبان الحاج عبادي ومنهم البو حسنة، والبو كمر، والبو سبيسه، والبو هدله الرؤساء. والبو طوينة، والزرزور والبو راشد.
يرجع بعض هذه الافخاذ الى بعض ما تفرع منه ولكنها اليوم معروفة بأسمائها ومستقلة بها ... والملحوظ اننا لا نجد صلة لهؤلاء بآل دليهم. والظاهر انها متباعدة كثيرًا.
٣ - آل عزيز: رئيسهم دخيل آل محمد العبود، وعباس آل ذرب، وباجي آل فضل ونخوتهم (جويفر) . وهؤلاء (نخع)، وفروعهم: (١) آل بشير. ومنهم آل نذير، وآل داود، وآل سيف، وآل طهماز، والبو صالح.
(٢) المدرمكون.
(٣) آل بعيجي.
(٤) البو علي.
(٥) البو عروس.
(٦) العوران.
(٧) البو صياد.
ويلاحظ ان أنتسابهم الى النخع يعين درجة أختلاط هذه العشائر وأندماج بعضها ببعض.
٤ - الفيادة: رئيسهم عباس آل جبار. والمحفوظ أنهم من بني صخر. ونخوتهم (سرحان) .
(١) البغال.
(٢) آل مغامس. ومنهم آل دشاش.
(٣) آل حمّاد. (آل حمّادي) . ومنهم من عدهم في (آل طوك) .
(٤) البو عانية. منهم البو جاري، والشناجلة.
(٥) آل عيد. منهم في الهندية. ومنهم من عدهم في البو عانية.
(٦) السراحنة. منهم في الهندية. وهم البو سوادي، والمطارة، والبو شامة.
(٧) آل طوك. منهم البو خبط، والبو لهيث، والبو خبيث، والبو علوان، والبو ضايع، والبو شليبه.
(٨) البو وشار. منهم من عدهم من السراحنة.
(٩) البو سوادي. منهم في الهندية. ومنهم من عدهم من السراحنة.
(١٠) البو مايح.
(١١) البو نويّح.
(١٢) آل مشكور.
٥ - البو موسى: رئيسهم شبيب آل موسى ونخوتهم (جوخه) . وهؤلاء يرجعون الى البو موسى من زبيد وهم جحيش ويتفرعون الى: (١) البسيّس. منهم في الهندية.
(٢) البو نكله. منهم في الهندية.
(٣) الشويهينات.
صفحة 1 من اصل 2 • 1, 2
مواضيع مماثلة
» نظرة على الحياة الاجتماعية في العراق القديم - الجزء الاول
» الاعياد في العشائر العراقيه
» العشائر الاخرى من الجنوب للعزاوي
» : عباس العزاوي المحامي ا لجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء4
» قانون العشائر ينافس القضاء بالعراق العشائر العراقية
» الاعياد في العشائر العراقيه
» العشائر الاخرى من الجنوب للعزاوي
» : عباس العزاوي المحامي ا لجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء4
» قانون العشائر ينافس القضاء بالعراق العشائر العراقية
صفحة 1 من اصل 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 9:04 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» تراث الناصريه الغنائي حضري ابو عزيز
أمس في 8:50 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» البو حسين البدير
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:58 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم عبد الهادي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:53 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ شوقي البديري والاخ حمود كريم الركابي
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:51 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الاستاذ المخرج عزيز خيون البديري وعمامه البدير
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:48 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ صباح العوفي مع الشيخ عبد الامير التعيبان
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:45 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» الشيخ المرحوم محمد البريج
الخميس أكتوبر 03, 2024 3:41 pm من طرف الشيخ شوقي جبار البديري
» جواد البولاني
الإثنين سبتمبر 23, 2024 10:13 am من طرف الشيخ شوقي جبار البديري