الكــرم العراقي يفوق الوصف

الكــرم العراقي يفوق الوصف – خالد عبد الكريم

الحمدلله على هذه النعمة التي أنعم الله علينا بها نحنُ الشعب العراقي، فكثيراً ما نسمع عن صفة الكرم والجود لدى العرب والقبائل العربية بالماضي والحاضر ، لكن الحقيقة تؤكد أن كرماء العراق يفوقون الوصف بهذه الصفات التي يمتازُ بها أبنا شعبي “الفقراء قبل الأغنياء” ، فالكرم والجود هما صفتان مشتقة من الشجاعة ، وما أشجعُ أبناء العراق الذين كانوا في قديم الزمان يصارعون الأسود في سهول وادي الرافدين!. فمن هذا التأريخ الخالد وهذا الميراث العظيم، تستمر الأجيال بهذه الطريقة التي تتفوق بها على أغلب الشعوب والبلدان بالعالم!. فكرماء شعبنا اليوم يسطرون أجمل الملاحم الخالدة في تأريخ العراق، وهاهو شاهدنا الأكبر “الطريقُ إلى كربلاء” حيثُ قبر سبطُ رسولنا الكريم صل الله عليه وآله وسلم قبرُ سيد الشهداء الحسين وأخيه العباس بن علي بن أبي طالب عليهم السلام .

فهاهي ربوع العراق كلها تكرم وتخدم زائرينا وزوار الامام الحُسيــــن عليه السلام ، وما أعظمهُ من كرم وما أجملهُ من عطاء ، فالزائر اليوم لا يحتاجُ شيئاً إلا ووجدهُ في طرقيهِ وعلى مدار الساعة واليوم وعلى نحو الأشهر المباركة محرم الحرام وصُفر، لقد تبرعت هذه الجموع من كل أنحاء العراق في الداخل والخارج لتقديم الدعم والمساعدة في خدمة الزائرين، الذين توافدوا من كل بقاع الأرض ، وشاهدوا الكرم العرقي العظيم الذي ليس له مثيل!. وكما وصفتهُ إحدى التقارير الإعلامية العالمية بأن الشعب العراقي هو “الرقم واحد بالعالم في إكرام الضيوف الأجانب”!. ويزداد هذا الكرم يوم بعد يوم وعام بعد عام حتى في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد وحالة التقشف والحرب الدائرة ضد الإرهاب. لم يقف المواطن العراقي رغم كل الظروف ولم يمنعه أحد من تقديم أفضل وأجود الخدمات من الطعام والشراب وكل ما يحتاجه الزائر من خدمات. فلربما لم تصدق كلامي هذا لكن تعال وشاهد بنفسك كرم العراق وأهلهُ في جميع الطرق والمحافظات التي تؤدي إلى كربلاء المقدسة!. فالبيوت والمواكب تتزاحم وتتنافس في ما بينها لخدمة الزائرين من كل أنحاء العالم، لاتفرق بين هذا وذاك الكل يتلقى أفضل مستوى من الخدمة ، ولقد شدني أحد الموقف وأبكاني بصراحة عندما شاهدت أحد الرجال الكبار في السن الذي يقع بيته على طريق الزائرين، حينما سأله المذيع بماذا ستخدم الزائرين هذا العام ؟ فأجاب الرجل المسن نعم أنا فقير الحال لكني سوف أقدم للزائرين جميع محصول التمر من نخيل منزلي وهذا كل ما أملك! وكذلك زوجتي تعهد أن تعد الخبز والشاي، وأيضاً أبني الوحيد سوف ينادي على الزائرين لينالوا ماعندنا!. كان موقف غريب جداً فحتى الرجل الفقير لم يبخل بما يملك لقد قدم كل ما يملك كرماً وخدمة للزائرين في أرض العراق!. ومن مالا شك فيه بأن الخالق عز وجل كرم سيد شباب أهل الجنة الحسين (ع)وكل الأئمة والأنبياء الأطهار في أرض العراق، لما يحمله هذا الشعب العظيم من شجاعة وكرم وحسن الخلق لكي تحفظ هذه الأرض الطيبة وهذا الشعب الطيب المعطاء ما عليها من عظماء.. هكــذا هو الكرم العراقي الأصيل وهذا هو المعنى الحقيقي للعطاء والوفاء والإخلاص لأرض وأصالة الأجداد وخدمة لأهل بيت النبوة عليهم السلام.. وكثيرة هي المواقف الأخرى التي تسطر ملاحم الشجاعة والكرم والجود العراقي الأصيل، التي لو ذكرتها لأحتجت إلى أيام وليالي بل لسنين طويلة حتى أدونها!. وفي الختام .

أتمنى من الله العلي القدير أن يديم علينا وعلى بلدنا هذه النعمة وهذا الكرم والعطاء المنقطع النظير ، وأسأل الله تعالى أن يحفظ بلدنا وشعبنا الطاهر الزكي وأن يرزقنا الأمن والسلام و ينصرنا على الأعداء اللهم آمين يارب العالمين.