موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري
موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» الحيوانات المنويه عند الرجل
كتاب العزاوي Emptyاليوم في 6:57 من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» سالفة الطاسه
كتاب العزاوي Emptyاليوم في 6:50 من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» سالفة الطاسه
كتاب العزاوي Emptyاليوم في 6:50 من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» اعراف العشائر
كتاب العزاوي Emptyاليوم في 6:41 من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

»  الشيخ احمد الخضير شيخ عشائر الجحيش
كتاب العزاوي Emptyاليوم في 6:38 من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» سوالف اهلنا
كتاب العزاوي Emptyاليوم في 6:33 من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» سفينة الصحراء
كتاب العزاوي Emptyاليوم في 6:29 من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» الألقاب العشائرية والانتساب
كتاب العزاوي Emptyاليوم في 6:25 من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

» سماحة السيد محمد سعيد الحبوبي
كتاب العزاوي Emptyاليوم في 6:17 من طرف الشيخ شوقي جبار البديري

مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



حول

مرحبا بكم فى منتدى موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري

مرحبا بكم فى منتدى موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري

قبيلة البدير من القبائل الزبيديه


كتاب العزاوي

اذهب الى الأسفل

كتاب العزاوي Empty كتاب العزاوي

مُساهمة  الشيخ شوقي جبار البديري الأربعاء 24 أبريل 2024 - 3:51

١) ولعل القزلخننية وهم الحمران منهم جاء ذكرهم في رحلة المنشي البغدادي ص٨٧ الهامش عن رحلة الشيخ عبد الله السويدي.
(٢) الدرر المفاخر ص٥١ - ٥٢.
(١) عنوان المجد للحيدري ص١٤٥.
(٢) تاريخ العراق بين احتلالين ج٥ ص١٧٤.
(٢) درر المفاخر للبسام ص٤٩ - ٢.
(١) ابن الساعي: الجامع المختصر ص٥٤.
(١) طبع سنة ١٣٧٣هـ راجع ص٤١ منه.
(٢) طبقات ابن سعد ج١ قسم٢ ص١٢٨.
(١) عنوان المجد ص١٥٠ و١٥٦.
(١) مباحث عراقية ج٢ ص٣١٠ وجريدة البلاد تموز سنة ١٩٤٥م.
(١) النقود العربية ص١٨٠.
(٢) ملحم هذا ابن عرار البايزيد.
(١) من افاضل الرجال وملاك في بغداد وفي لواء ديالى والصديق الاستاذ احمد نيازي تزوج ابنته.
(١) ذكرهم بأسم بني عمرو وآل عمارة ص١٥٥.
(١) قلب الفرات الاوسط ج١ ص١٣٠.
(١) كتاب عشائر الشام ج٢ ص١٥٦ و١٧٢ و١٩٢ و٢٠١ و٢٠٥.
(٢) كذا في الاصل. ولعل صوابها (باشبيثا) من قرى ناحية الحمدانية شرقي الموصل. وهي قائمة في منبسط من الارض - الاستاذ كوركيس عواد.
(١) البيش. الهور الصغير.
(١) لغة العرب ج٢ ص١٩ عدهم من ربيعة وليس بصواب.
(١) الانساب للسمعاني ص٣٦٥ - ١. ومثله في لسان العرب ج١ ص١١٠ طبعة بولاق مصر سنة ١٣٠٠هـ والاكليل ج١٠ ص١٠.
(١) ورد في منتخبات في اخبار اليمن من كتاب شمس العلوم طبعة ليدن ص٦٦.
(٢) كتاب الاشتقاق ص٢٢٨.
(٣) الكامل لابن الاثير ج١ ص١٢٣ بتلخيص.
(١) مسالك الابصار. مخطوط ايا صوفيا.
(٢) تاريخ العراق بين احتلالين ج١ ص٤٣٦ و٥١٥.
(١) الدرر المفاخر في اخبار العرب الاواخر ورقة ٥٢ - ٢.
(٢) عنوان المجد في احوال بغداد والبصرة ونجد ص١٤٨ و١٦٤، وعشائر العراق الكردية ص١٥٧.
(١) جهان نما. وهذا الكتاب باللغة التركية تأليف كاتب جلبي. طبع بمطبعة ابراهيم متفرقة.
(١) المجلد الاول ص١٧١ - ٢٥٨.
(١) قال الشيخ وداي العطية الغوانم أو آل غانم يسكنون في الدغارة من لواء الديوانية مع الاكرع. ورئيسهم اليوم حسين بن محمد علي بن ناصر ابن عليوي بن بدر بن عامر بن حاجم بن جاسم بن محمد بن كليمد بن علي ابن غانم. راجع (على هامش الجزء الخامس من كتاب العراق بين احتلالين ص١٨) ويقول: ان جليمد اخو كليمد فخذ من نجد.
(١) على هامش الجزء الخامس من كتاب العراق بين احتلالين ص١٩.
(٢) قال الشيخ وداي العطية في كتابه على هامش الجزء الخامس من تاريخ العراق بين احتلالين ص١٥: ان عريعر هو ابن شجل بن حمد ابن محمود بن هريف بن محسن بن طهماز بن خميس بن حسان.
(١) كتاب الحماسة البصرية المخطوط في خزانة راغب باشا بأستنبول مؤرخ في سنة ٦٥٤هـ. قدمه مؤلفه الى الخليفة المعتصم بالله العباسي.
(١) وبنو لام من بطون جديلة من قبائل طيء. الاكليل ج١٠ ص١٩٠.
(٢) سياحتنامهء حدود ص٨٩.
(١) نهاية الارب ص٣٥٨.
(٢) عنوان المجد ص١٥٧.
(١) موجز تاريخ عشائر العمارة ص١٥.
(١) موجز تاريخ عشائر العمارة ص١٣ و١٥.
(٢) موجز تاريخ عشائر العمارة.
(١) تاريخ العراق بين احتلالين ج٦ ص١٦٩.
(١) تاريخ العراق بين احتلالين ج٦ ص١٧٠.
(١) نهاية الارب ص٩٦.
(١) تاريخ ابن الفرات ج٩ جزء٢ ص٣٢٥ و٣٤٢ وفيه تفصيل عن نعير وآل مرا.
(٢) تاريخ العراق بين احتلالين ج٤ ص٥٠ و١٤٤ وج٥ ص٢١٧ و٢٣٥ و٢٦٠ وج٦ ص٢٣٩. ومباحث عراقية ج١ في صفحات.
(١) صبح الاعشى ج١ ص٣٢١ و٣٢٢ وتاريخ العراق بين احتلالين ج٥ ص٢١. وج٦ ص٣٤٤.
(١) غاية المراد في الخيل الجياد ص٣٦ وقد تعرض فيه لبعض العشائر ... طبع في الهند.
(١) مجموعة عمر رمضان وعندي مخطوطتها الاصلية.
(١) نهاية الارب ص٩١ و٣٤٤.
(١) عشائر العرب للبسام ص٨٩.
(١) تاريخ العراق بين احتلالين ج١ ص٤١٢ و٤١٥ و٤٤٠ و٤٤٥.
(١) عشائر العراق ج١ ص٤٠٠.
عشائر العراق
٤
- أهل الارياف
يبحث فى المنتفق، وربيعة وكعب وامارة كل منها، وقيس، وعبادة وبني تميم وبني هاشم وما يمت اليها من العدنانية أو يساكنها من غيرها مع بيان أحوالها العامة وسائر ما يبصر بها
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وأصحابه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين.

وبعد فان العشائر الريفية فى المجلد الثالث تناولت (الزبيدية والطائية) وما يتصل بهما من قحطانية وحميرية. وفى هذه المرة أذكر عشائر المنتفق وربيعة وما يمت اليهما أو يتصل بهما من عشائر كعب وقيس وتميم وعبادة. وهكذا عشائر بنى هاشم وما اليها من عشائر عدنانية أخرى. وبهذا نكون قد استوعبنا (العشائر الريفية)، بل ان هذه المطالب لا تحصى وربما تجر الى ما لا حدَ له ولا استقصاء. وفى هذه الحالة لا نهمل (العشائر المتحيرة) مما لم نتمكن من ارجاعه الى أحد الجذمين القحطاني والعدناني.
وليس فى هذا ما يشم منه رائحة طعن أو نعرة. وانما الانساب تعين الصلة بالماضين والتعريف بالحاضرين وعلاقاتهم. وليس فى ذلك شائبة اثارة عداء كما توهم بعض من لم يدرك المهمة، ولم يفهم الموضوع. فان التذكير بالقربى تحقيق للمناصرة، والتعاون فى الشؤون الاجتماعية والخيرية وسائر المساعدات لما فى ذلك من تحكيم قوة الاواصر، وتوكيد التعارف. ولا يكون ذلك سبب العداء، ولا وسيلة اثارة البغضاء فان الاسلام منع منعا باتا من الركون اليها. ولا تزال فى كل الامم تراعى القربى والاواصر ويرجع ذلك الى الماضى البعيد أو القريب.
سبق أن أوردت قسما من العشائر الريفية. والآن أدخل فى مطالب القسم الآخر منها أعني العشائر العدنانية تحقيقا للاغراض العشائرية. ولكل مجموعة من الاوصاف ما تختلف بها عن الاخرى من عرف، أو آداب، أو خصال اجتماعية. ولا ينكر فى هذه الحالة تأثر بعض هذه المجموعات أو كلها بمن تقدمها فى السكنى، ولا نجحد بوجه ما الاختلاط وأثره فى اكتساب عوائد جديدة، كما لا ننكر الميل الى المدن واختيار المعيشة فيها بالنزوح اليها فتغلب العنصر العدنانى وحل محل سابقه.
ولا شك أننا فى هذا النوع من العشائر الريفية نتناول شيئا جديدا، ونبحث فى ما يتعارض وغيره من خصال ثابتة أو ما اكتسبته العشائر من المحيط ومن العشائر المتجانسة. بل أثر فى من ساكن هؤلاء من العشائر فى تغلبه وهذه حصلت على صفات نجدها دخيلة فى العشائر الزبيدية أو القحطانية التى عاشت معها ففقدت أوصافا كثيرة مما عندها، واقتبست مزايا جديدة لا تباين أوصاف الكثرة ولا تخالفها بل اكتست كسوتها وصارت مثلها. وان كانت لم تنس نسبها وانما احتفظت به بالرغم من هذا الاختلاط. هذا والله ولي الامر.
نظرة عامة
فى العشائر الريفية هذه نرى تخالفا عما فى العشائر القحطانية من أوصاف وتعاملات ولها سياسات خاصة. تولدت منها امارات قوية. وان عشائرها فى هذه الحالة أقرب للطاعة لا من جهة أنها أكثر اذعانا بل من جراء تضييق السلطة عليها صارت أزيد تضامنا، فلم يستطع رجالها ان يشمسوا على الامارة أو يجمحوا عليها.
ومبنى التعاون المتقابل مصروف الى أن الغرض التملص من السلطة العامة (الحكومة) وتكاليفها الشاقة. وعلى هذا نرى سياسة العشائر الطاعة بلا تلوَم، والرؤساء بيدهم الحل والعقد أو زمام الامر بصورة لا تقبل الارتياب. والتوجيه الحق مطلوب من الرؤساء. والطاعة من العشائر.
ومن مسهلات (ثورات العشائر) أنها تابعة لأمر الرؤساء. وان بعدها عن العاصمة، ووضعها الجغرافي فى كثرة الاهوار والانهار، وتشويش أمرها عند الحاجة وما يتعلق بذلك من أوضاع مساعدة على العصيان ... كل هذه أسباب مهمة، وعوامل قطعية. فاذا أضيف اليها ضعف الدولة فى تجهيز الجيوش، واضطراب أمورها فى ثورات أخرى علم ان ذلك كان من أكبر البواعث لتلك الثورات ونجاحها فى أغلب الاوقات.
ولا تنجح الدولة فى حالة من تلك الحالات الا أن تتفق فى الخفاء مع الرؤساء الآخرين الطالبين للرئاسة من مستغلي الاوضاع وحينئذ يصح أن تكون نجحت الدولة لما تشاهد من الميل نحو المتفق الجديد معها فى السرّ، أو الذى يتيسر جلبه مع قوة الحكومة التى تساعد مهمته. وربما يكون ذلك جعليا مصطنعا فى هرب الرئيس وانهزام قوته وميل قسم كبير مع الرئيس المتفق مع الدولة فيربح الواقعة بسهولة فى هذه الميلة فينقذ عشيرته من الدمار. وفى كل هذا لا يتم الغرض دون استخدام جيوش كثيرة تأتي من بلاد الترك للتسلط لمدة قصيرة ثم تعود الحالة اذ لا تقدر الدولة أو الحكومة أن تلتزم الجيش لمدة طويلة لا سيما في الغوائل الكبيرة ومراعاة أوضاعها. وفي تاريخ العراق من الوقائع ما يصلح أن يكون أمثلة موضحة.

نرى الاوضاع تدعو الى الالتفات، وتسهل المهمة كثيرا، وانها فى ذلك تؤدي الخدمة نحو عشيرتها، وتقوم بأعمال غالبها مكلل بالنجاح فتكون كما يقولون (سمعة وسلامة) . وقل أن تخذل قوة العشائر تجاه الجيش. وبهذا تستمر المشادات وتكون دائمة دائبة تعجز الحكومة عن اخمادها. وبعضا نرى الشيوخ يستكثرون الاعشار فيهيجون السواد العشائري ليشوشوا الحالة ويحرموا الحكومة من أخذ الرسوم الاميرية.
يوضح هذا ما مر فى تاريخ العراق بين احتلالين من أمثلة ووقائع أو ما نتناول بعضها أو الكثير منها. وهذه تعد من أكبر أعمال الحكومة فى السياسة العشائرية أو نراها فى حاجة دائما الى فكر عظيم، وتنوع فى الادارة أو ابداء القدرة ولا تقف عند حدّ وهكذا الشأن فى العشائر نفسها. ولعل للموطن أكبر الاثر فى تمشية هذه السياسة لاحباط وجهة نظر الدولة أو الحكومة. وان سياسة العشيرة نفسها أو امارتها وانقيادها أو جموحها على رئيسها واتباع غيره مما يمكّن الوضع أو يجعله مضطربا وحينئذ تستفيد الحكومة أو الدولة من الخلاف.
وفي كل هذا وما ماثله نرى اقتباس الحالة من حياة العشيرة نفسها ومن وقائعها. ففى ذلك ما يبصر ويعين وجهة النظر، ويؤدي الى المعرفة.
واذا كانت في هذه الايام تغيرت الاوضاع فان السياسة لا تخلو من تعقد دائم، وتغير مستمر. وفى هذا تتوقف السياسة العشائرية على حسن ادارة، ومواهب جمّة فى ادراك أوضاع نفس العشائر واستغلالها لتلك الاوضاع فنرى التبصر من الطرفين سائرا باطّراد وبذل مجهود مشهود. ولكل حادث ما يحوطه من آمال وسياسة ظاهرة أو مكتومة.
وهذا اللون فى العشائر العدنانية قد يشترك وما فى المجلدات السابقة ولكنه يختلف كثيرا فى ادراك (حالات العشائر) كلها. لا سيما وان سياساتها مقرونة (بسياسة الحكومة أو الدولة) وأوضاعها. وربما كانت هذه الادارة أعظم سياسة وأعوص موضوع. ولعل فى الوقائع المدوَنة مما نتناول موضوعه كفاية وغنى. وهذا يوجه الانظار الى اتجاهات مستمرة فى ضروب السياسة العشائرية، وتحولها الدائم.
ولا شك أنها أعظم وأجل سياسة فلا يستهان بها بوجه وان كل تهاون يؤدي الى خلل كبير، وتشوش لا حدود له. وحينئذ لا تكتسب الاوضاع حالتها الاعتيادية بسهولة.
وبعد عهد المماليك حاولت الدولة محاولات كثيرة فى القضاء على امارة المنتفق بالقاء الشقاق بين أمرائها وباعطائها المنتفق بالالتزام بالمناوبة، وقطع بعض أقسامها والحاقها بما جاورها، وزيادة بدل الالتزام الى أن وصلت الى حالة لا تطاق. ومن ثم سهل القضاء عليها ولكن بعد عناء كبير وبذل لا يستهان به.
ومثل ذلك يقال فى ربيعة وكعب ... وما حدث فيها من حالات وما نجم من وقائع ... وكل هذه تهم فى معرفة ما جرت عليه هذه العشائر فى مختلف العصور وما ألهمت من سياسة.
المراجع
كنت قدمت فى الكتب السابقة لا سيما المجلد الثالث بعض المراجع العامة. ويهمنا هنا أن نعين المراجع الخاصة بهذا المجلد مع ملاحظة ما فى المجلدات الاخرى. وهذه أشهر المراجع الخاصة أو التى هى أقرب للاستفادة أو أنها ذات مساس نوعا.
١ - الخبر الصحيح. للاستاذ سليمان فائق ابن الحاج طالب الكهية. والد فخامة الاستاذ حكمت سليمان. وتوفى سليمان فائق فى ٢٨ جمادي الآخرة سنة ١٣١٤هـ - ١٨٩٦م. وتتضمن هذه الرسالة أحوال المنتفق الخاصة بأيام الاستاذ. وهى مهمة من هذه الناحية.
٢ - رسالة فى المنتفق. للاستاذ سليمان فائق أيضا. وهذه أوسع من سابقتها، وكلتاهما بالتركية. والظاهر ان تلك مختصرة من هذه. وكان المؤلف فى رسالتيه هاتين من أشخاص الوقائع أو الموجهين فيها، العارفين بأحوالها. وكان ﵀ ذا معرفة كاملة بالسياسة وما ترمي اليه آنئذ وبالاوضاع. لسانه بليغ، وبيانه عظيم.

٣ - سياحتنامهء حدود: وهذه ذات مساس بالموضوع مباشرة. ومؤلفها وافر المعرفة. هو خورشيد بك (خورشيد باشا) جعلها أشبه بالرحلة أو التقرير اجابة لطلب دولته. بين فيها ان النزاع كان قائما بين الدولة العثمانية والدولة الايرانية ولا يزال مستمرا، وفى سنة ١٢٦٣هـ. مالت الرغبة بينهما الى التفاهم لحل الخلاف. كان ذلك أيام السلطان عبد المجيد ابن السلطان محمود فاختارت الدولة الفريق درويش باشا للمهمة، وان خورشيد بك المكتوبى اختير أن يكون معه وأوعز اليه وزير الخارجية أن يدون عن كل ما يمر به مع لجنة الحدود وان ذلك مرغوب السلطان فبذل وسعه وكتب هذه الرحلة، وقدمها بصورة تقرير. وهي كتاب جامع لاحوال القطر العراقى وما اتصل به من الحدود الايرانية الى أن وصل الى ارزن الروم (ارضروم) . وفيها ذكر واسع لعشائر العراق لا سيما المنتفق والعشائر الاخرى المتصلة بها. وعندي نسخة منه مخطوطة ومجدولة ومذهبة. فهي نفيسة جدا. وبياناتها وافية. والمشاهدات صحيحة فى غالب أمرها.
٤ - ذكرى السعدون: لمعالى الاستاذ الشيخ علي الشرقى. كتبها بمناسبة وفاة فخامة السيد عبد المحسن السعدون. وتعرض فيها للامارة. ولو كانت معززة بالمراجع لكانت من أجل الآثار ومع هذا فائدتها كبيرة. طبعت سنة ١٩٢٩م فى مطبعة الشابندر ببغداد.
٥ - مباحث عراقية: فى مجلدين للاستاذ يعقوب سركيس. وهو من المراجع المهمة فى امراء المنتفق. طبع المجلد الاول سنة ١٣٦٧هـ - ١٩٤٨م والمجلد الثانى سنة ١٣٧٤هـ - ١٩٥٥م.
٦ - تاريخ العراق بين احتلالين فى مجلداته وما يعتمده من مراجع.
٧ - المنتفك (المنتفق): صحيفة اسبوعية، صدر العدد الاول منها فى يوم الاحد ٦ جمادى الاخرة سنة ١٣٥٨هـ - ٢٣ تموز سنة ١٩٣٩م صاحبها ورئيس تحريرها الاستاذ لفتة مراد. وفى أول عدد منها ذكر المنتفق وامارة السعدون. وتوالى بحثه فى الاعداد الاخرى بتفصيل. وأهمية هذه الامارة أو اللواء فى عشائره اذ أنها حياة البلدان. ومنها يتكون اللواء. وتعد هذه الجريدة من أهم المراجع. ومباحثها تستحق المراجعة من وجوه عديدة.
٨ - شجرة الزيتون فى نسبة آل السعدون: مخطوطة. للاستاذ عبد الحميد عبادة. كتبها فى تسلسل آل سعدون. ولكنه لم يؤيد قوله بنصوص تاريخية. كتبها فى ١٤ المحرم سنة ١٣٤٤هـ وخير ما فيها انه دوّن السلسلة المحفوظة بصورة مشجر.
هذا. ورجعنا الى مؤلفات كثيرة غير ما مر بيانه فى المجلدات السابقة كما استطلعنا آراء جماعة من العارفين بالعشائر لما يخص العدنانية ومن ساكنها. ومع كل هذا نحتاج الى ما يزيد فى الايضاح، أو يصحح ما كتبنا. والامل فى القراء الافاضل أن يقوموا بالمعاونة فى هذا الامر العظيم لئلا يبقى خفاء أو غموض فى عشائرنا. ونعيد القول بان غالب عشائر الديوانية من المنتفق وقد أوضح عنها فخامة الاستاذ السيد مصطفى العمرى فيما كتب من تقرير اداري (لم يطبع) . فعوَلنا على ما جاء فيه وقابلناه بغيره.
وهنا لا أمضى دون ذكر فضل المرحومين الشيخ زامل المناع، والشيخ محمد حسن حيدر وسائر من ساعدوا بادلاء معلومات. فلهم الشكر على ما أسدوا. والموضوع التاريخى لا تكفى فيه النصوص وانما يحتاج الى بيان العلاقة بالحاضرين ليكمل البحث ولا يقتصر الامر على المنتفق وحدهم. وانما تكلمنا فى عشائر كثيرة متصلة بالتاريخ مثل امارة ربيعة وامارة كعب وغيرها. والمراجع كثيرة الا انها خاصة فأشرنا اليها فى حينها.
المباحث
لا تختلف مطالب هذا الكتاب عن سابقه. الا ان ذاك فى العشائر القحطانية وهذا يخص العشائر العدنانية. وهذه كثيرة فى شعبها وفروعها. ونذكرها تبعا لمكان كل امارة أو عشيرة. والعشائر الملحقة بها نسردها فى محلها. ومن أهم ما هنالك: امارة المنتفق، وعشائرها، وما يلحقها من عشائر ساكنتها. ويتكون منها لواء المنتفق. وتفرعت كثيرا وانتشرت.
ويليها (امارة ربيعة) وعشائرها. ومن هذه تكونت مجموعة كبيرة صار منها (لواء الكوت) . وانتشرت فروعها وعشائرها خارج اللواء كالمنتفق.
وهكذا قبائل كعب وتميم وقيس وعبادة ... ومن أهم ما هنالك من امارات لا تزال على البداوة مثل (عشائر عنزة) و(الضفير) وهذه تكلمنا فيها فى المجلد الاول. ومنها من مال الى الارياف فتكونت منه عشائر عديدة.

وكذا عندنا (عشائر هاشمية) و(قرشية) عديدة منتشرة فى انحاء كثيرة الا انها لا تكّون مجموعات كبيرة الا قليلا. وغالبها مختلط بين الارياف.
وكل هذه يجمعها (عشائر عدنان) ويتكوّن منها موضوع هذا المجلد. وقلّ أن نذكر بينها من العشائر القحطانية الا ما كان مختلطا معها أو مساكنا لها. وان كان معروف الانتساب ...
هذا. وغالب هذه العشائر فى لواء المنتفق، ولواء الكوت، ولواء الديوانية، ولواء العمارة ولواء البصرة وقلّ ان يكون فى غير هذه الالوية.
ونتبع ذلك بمطالب عامة تتعلق بالسكنى، والمقتنيات، والصيد، والزراعة، والارضين، والخيل، والعرف، والآداب. وتهم معرفتها أكثر من التوغل فى كل عشيرة من العشائر. والكل مهم ولازم المعرفة.
العشائر العدنانية
هذه سكناها قديمة فى العراق من أيام العشائر (التنوخية) . وقبل ذلك (١) وبظهور الاسلام فى العراق مالت عشائر كثيرة من العدنانية الى العراق فوجدت عشائر عربية قد سبقتها فناصرت العشائر الفاتحة الا انها كانت عند الفتح الاسلامي أقل من القحطانية. وتكوّن منها مجموعة عظيمة، فلم تنفرد الا قليلا بل استفادت من القوة.
ومن الضروري البحث فى هذه العشائر. واماراتها العامة فى مجموعاتها وما ينطوي تحتها، وما تتكوّن منه الامارة، فنعرف أجزاءها، ووسائل تكوّنها. وبذلك نكون قد أدركنا وضعها الصحيح. فاذا كان ذلك مقرونا بوقائعها التاريخية توضح أكثر. وهكذا كانت آدابها وسيلة معرفة نفسياتها. ومثل ذلك تاريخ عرفها.
وبهذا نكون قد استكملنا المعرفة، واتصلنا بهذه العشائر اتصالا مباشرا. ولا يهمنا الا التفصيل بذكر الافخاذ والفروع. ومع هذا ترى سعة المباحث لا تنفد وكثرتها لا تحصى. وان وراء هذا بسطا لا يسعه المجال. ولا نستطيع الكلام فى كل ما عرفنا. أو حاولنا عرضه من المطالب.
والعشائر العدنانية كثيرة تدخل ضمنها عشائر تمت اليها أو قحطانية عاشت معها.
ومن بين هذه العشائر (عنزة) . و(الضفير) . و(حرب) وكلها عدنانية، ولا شك ان هذه تتصل بعدنان أو مع عدنان بجد أعلى. ومنها العشائر (القرشية)، و(الهاشمية) . وهى منتشرة هنا وهناك بقلة، ومتكونة من أفراد فى الاصل. ومجموعاتها صغيرة. ومن أقوى الامارات العدنانية (امارة المنتفق) .
وهناك عشائر منقرضة ذابت فى المدن، أو مالت الى أصقاع أخرى أو خلفتها عشائر جديدة نجمت منها أو صارت، بحيث لم تتكون منها مجموعة فى الحاضر. وهذه لا تكون موضوع بحثنا الا ما كان ذا اتصال بالعشائر الحاضرة مما لا يزال غير مقطوع الصلة أو تذكر للاشارة الى التعريف بأصلها.
وفى هذا نراعي ما راعيناه فى المجلد السابق، فلا نتجاوز حدود نهجه وطريقة بحثه الا لضرورة دعت، أو وجهة تاريخية اقتضت أو خصائص لزم ذكرها.
امارة المنتفق
فى العراق ظهرت امارات عديدة تغلبت لما رأت من ضعف الدول الحاكمة، وانحلال سلطتها. من جهة، وتماسك المجموعات الكبيرة مثل المنتفق. وامارة المشعشعين، وآل أفراسياب، وبابان، وبني لام، والخزاعل. وأمراء العمادية، والصورانيين. والهكاريين ... وامارة المنتفق من أكبرها. وان العثمانيين لم يتمكنوا منها بالرغم من منهاج الدولة فى القضاء عليها. استعصت وأبت أن تذعن. ولعل للبعد عن العاصمة ولمجاورتها البادية والاهوار دخلا فى بقاء هذه الامارة وأن لا تسلم للقضاء.
وكانت من امارات العراق المهمة. قطعت على نفسها أن لا تذعن الى سلطة أجنبية فتقوى على العشائر والامارات، بل ان هذه تتحين الفرص للوثوب أو للوقوف فى وجه من ينوي لها سوءا أو يطمع فى الاستيلاء عليها، فلا تستسلم للقدرة، أو تذعن بسهولة.
وفى الغالب تعجز الدول عن التزام جيش أو قوة مسلحة، فهى فى حالة حرب مستمرة مما أزعج الدولة، ووقفها عند حد من التدخل أو الانصياع فى أكثر الاحيان. وفى الاكثر نرى تدابير الدولة قاسية فى الوقيعة. ومن أجل ما كانت تتوسل به استخدام العشائر المناوئة، أو العشائر الكردية للتحكم بالعرب. وهكذا كان الشأن فى عشائر العرب للتمكن من الكرد. وأمر آخر هو انها تترقب الخلاف بين الرؤساء سواء فى المنتفق، أو فى بابان، أو فى الخزاعل أو بني لام ... بأن تطحن عنصرًا بعضه ببعض أو واحدا بآخر للتغلب على الرؤساء والاستفادة من الاوضاع.

ولم نر الدولة تغلبت على امارات العراق الا فى عهد المماليك أحيانا وكانوا أبصر بأحوال الامارات وطريق الاستيلاء عليها. ولعل المماليك أول من تمكنوا من اخضاع الامارات نوعًا باستخدام بعض العناصر على الاخرى. وهذا الحال اقتبسته الحكومة من أصل الدولة ونفذته على عناصرنا واماراتنا. ويرجع ذلك فى الحقيقة الى أيام حسن باشا الوزير (فاتح همذان) . فانه نجح فى خطته. استخدم (باب العرب) للعشائر للتفاهم معها. وجعل لها ادارة خاصة مرتبطة بالوزارة رأسًا، فتابعه من تلاه أو مشى على سياسته. وكل هذه التدابير لم تكن وسائل للقضاء وانما هى تدابير للاذعان.
وامارة المنتفق تجاه هذا بين قوة وضعف. تدارى مرة، وتثور أو تجمح أخرى وتستغل موقفها أحيانا وبسلطة محدودة.. فتتبعثر الامارة مدة أو تبدل رياستها بأخرى منها ... وتخذل تارة أخرى. وفى وقائع المنتفق ما يبصر بالاوضاع لمختلف الازمان. وفيه ما ينبه العراقى الى ما جرى على هذا القطر من تحكمات. وفى غالب الحالات كانت الوحدة فى العشائر أظهرت الامارة بقوة كبيرة، فلم تبال بما كان يجرى عليها من استخدام العناصر الاخرى فكانت عزيزة الجانب بتناصرها ووحدتها. وللامارة الدخل العظيم فى الاحتفاظ بهذه الوحدة وشدة تماسكها. واذا كانوا تحكموا فيها أحيانا فانهم لم يستطيعوا القضاء عليها.
وهنا عنصران فعالان فى قوام هذه الامارة. (عشائر المنتفق) وأصل (الامارة) . فالعشائر قوة، وحسن ادارتها من أهم اسباب بقائها وتسلطها ولا ينفك هذا التلازم بل أدى الى بقاء الامارة، والقدرة مشهودة دومًا.
والحاجة دعت الى التماسك. وان الاسلحة الجديدة للدولة العثمانية وعزمها الاكيد أدى الى انحلال الامارة. ومن أجل المسهلات بناء الناصرية مما دعا الى الارتكاز مقرونًا بالقوة. ومن ثم ظهرت كل عشيرة وبدت رئاستها، وتعددت بعدد العشائر. وكان ناظمها العشائر الكبيرة مثل الاجود وبني مالك وبني سعيد. وان زوال الرئاسة وسلطتها سائر الى الاضمحلال بتكون القرى والبلدان فتصير محدودة فى علاقاتها فى العشائر. وعاد الرؤساء يشعرون بذلك.
وكل ما فى الامر أن العشائر الكبيرة والامارات بقى أمرها تاريخيًا، كما ان الرئاسة العشائرية سائرة الى الزوال أو تكون محدودة بميل العشائر نحو تأسيس القرى الكثيرة والمدن ... بانعدام تلك الاوضاع للالفة بين الحكومة والاهلين والتفاهم من طريقه.
تكون الامارة
ان تاريخ تكوّن الامارة قديم. وذلك أن عشائر المنتفق كبيرة وكثيرة، وليس من المستطاع أن تذعن لبيت. وانما القدرة فى هذا البيت جعلتها تذعن وبالتعبير الاصح ان الحوادث وتواليها جمعتها فى الرئاسة ذات المواهب ... ولم يخل بها أو يضعضع أمرها ما قامت به الدولة العثمانية من حركات عسكرية للقضاء عليها بل مكنتها، فاثبتت الكفاءة بادارة عشائرها والجدارة بحزم فى التفاهم معها.
ويهمنا أن نقول ان هذه الامارة كانت مسبوقة بامارات أخرى، عرفنا منها (بني أسد)، و(بني معروف) وكانوا من ربيعة المنتفق بن عامر ابن صعصعة وبنو معروف انقرضوا سنة ٦١٦هـ وكان أول تكونهم سنة ٥٥٢هـ - ١١٥٧م. حلّوا محل بني أسد. وجاء فى ابن الاثير فى حوادث سنة (٥٩٠هـ - ١١٩٤م) ما يعين سياسة الدولة العباسية تجاه العشائر فى حالات نزوعها الى ما يؤدي الى الاخلال بالامن (١) وان الوضع يلهم السياسة أو يعين التدابير المتخذة سواء فى عهود الدولة العباسية أو فيما بعدها. والامر غير مقصور على (ربيعة المنتفق) وما تولد فيها من امارة بني أسد وانما كان فى امارات أخرى كامارة (بني شيبان) وامارات أخرى ... ومن ثم عرفت فى المنتفق. وامارة المشعشعين وهى امارة دينية للتوصل الى السلطة حكمت واسطا مدة. ثم ظهرت امارة المنتفق فى (آل شبيب) . وهى موضوع بحثنا.
واضطربت الآراء فى تكوّن هذه الامارة وتاريخها. ولا شك أن أهمية هذه الامارة تدعو الى معرفة ماضيها، والاتصال به. أحدثت دويا فى تاريخ العراق، وخذلت قوى الجيش العثمانى مرارا عديدة، وحكمت البصرة زمنا طويلا، وزاد نطاق سلطانها الى أكثر مما هو معروف اليوم من حدود (لواء المنتفق) .

ظهرت ظهورا بينا فى المائة التاسعة والعاشرة للهجرة، وتوالى ذكرها. والاقوال فى أصلها عديدة منهم من قصر أمر ذلك الى المحفوظ من أنها تنتسب الى (شبيب) وهو جدّ أعلى. قال فى سياحتنامهء حدود: «ان شيوخ المنتفق ينسبون الى (أسرة شبيب) . وهى ليست من عشائر المنتفق. وردوا العراق قبل (١٥٠) أو (٢٠٠) سنة من الحجاز فاتصلوا بعشائر (بني مالك)، و(الاجود)، و(بني سعيد) . وكانت المنازعات بين هذه العشائر قائمة على قدم وساق. لم يهدأوا، فتوزعوا الرئاسة فيما بينهم. وكان آل شبيب أغنياء، وأهل حرمة، ومنزلة فاختاروا بوجه أن تودع مشيختهم الى أحد أفراد هذه الاسرة، فينقادوا لها جميعا، ويكونوا تحت امرتها. فبقيت الرئاسة فى نسل هذه الاسرة يتولاها الواحد بعد الآخر ...» اه (١) وأسرة آل شبيب تولت الرئاسة قبل مدة أكثر بكثير مما قدّره صاحب السياحة. وحوادثها مشهودة قبل الفتح العثماني الذى كان سنة ٩٤١هـ.
وهكذا نرى الاستاذ سليمان فائق فى رسالتيه يرى هذا الرأي (٢) والصحيح ان هؤلاء الرؤساء ألّفوا بين عشائر المنتفق لما كان لهم من وقائع جمعتهم ومن حرمة فى النفوس ومواهب عقلية فائقة. ثم تسلطوا عليهم. واستمروا حتى تمكنت الرئاسة. وقد أشار الى ذلك صاحب سياحتنامه حدود، والاستاذ سليمان فائق ذهب الى ان اسم المنتفق محرف من المتفق، وانه بسبب ايجاد الاتفاق عرفوا بهذا الاسم. وهذا غير صواب. وانما هو سابق لهذا العهد. ويراد به الذى يدخل النفق أى (السرب) وأصله اسم جدهم (المنتفق) الذى تسمت به العشائر المتفرعة منه أو المتصلة به بجد أعلى وهكذا العشائر الملحقة بهما ...
وهذا الاجمال لا يكفي. وانما نريد أن نعلم تاريخ امارتهم فى العراق، ونسبهم، وسائر أحوالهم. والاقوال فى هذه كثيرة. وغالبها يستند الى السماع، ولم يؤيد من حيث التاريخ. والمسموع يصلح تاريخا اذا كان غير مزاحم ولا معارض بنصوص سابقة.
١ - اتفق الكل على أن آل شبيب من الشرفاء. فهل هم من شرفاء مكة المكرمة خاصة المقطوع بنسبهم أم أنهم من (سادات المدينة) . وهذا ينافي المنقول اجماعا. فمن هو الذى تفرعوا منه. وما علاقة هؤلاء الشرفاء بالعراق فهل هم الذين حكموا الحلة فى أواخر أيام المغول، وداموا الى أيام الجلايرية وأميرهم الشريف أحمد بن رميثة ذكر ذلك فى تاريخ العراق بين احتلالين ان أمراء المنتفق هم الذين حكموا البصرة، ثم عادوا اليها، وانتزعتها الاميرة دوندي وابنها أويس الجلايري بعد انقراضهم من بغداد. وكان ذلك سنة ٨٢٠ هـ بالوجه المذكور فى تاريخ العراق (ج ٣ ص ٤٣)، وأيده صاحب الانباء. وانتزعها العثمانيون منهم. وهم من الشرفاء توصلوا الى الحكم بقوة التدبير، وحسن ادارة العشائر وعدم المعارض ومما رسخ قدمهم انهم ذاقوا لذة الحكم، فصارت امارتهم تنزع اليه من أيام الشريف أحمد وجاء فى كتاب الانساب للسيد ركن الدين الحسينى النسابة عن الشريف أحمد انه قدم الى البلاد الفراتية من مكة وحكم بالحلة من العراق سبع سنين الى أن ولي الامر الشيخ حسن (أبو السلطان أويس) وحاربه وقتله فى شهر رمضان سنة ٧٤٢هـ ودفن بالمشهد الشريف المرتضوى عند عمه الشريف عبد الله فى الحضرة الشريفة. والشريف عبد الله انتقل من مكة الى العراق فى زمان السلطان خدابنده وأقطعه وعقبه العراق.
ومن أقدم النصوص التى عرفناها عن امارة البصرة ما جاء فى تاريخ الجنابى: «فى سنة ٨٢٠هـ - ١٤١٧م ملكت - دوندى - البصرة، وانتزعتها من مانع أمير العرب بعد حروب، وكان استيلاء العرب عليها فى عهد الجلايرية فى امارة احمد بن أويس (٧٨٤ هـ - ٨١٣ هـ)، وقوي أمر دوندي، وانضم اليها جيش أحمد بأجمعه، ثم ملكت واسطا ...» اه.
وفى المنهل الصافى: «- بعد أن فرت من بغداد - أقامت تندو (دوندي) بششتر، فأقيم معها فى السلطنة السلطان محمود بن شاه ولد مدة، فدبرت عليه (تندو)، وقتلته أيضًا بعد خمس سنين (فى الجنابى سنة ٨١٩ هـ وهو موافق لهذه البيانات) وانفردت بمملكة ششتر (تستر)، ثم ملكت البصرة بعد حروب، وماتت بعد انفرادها بثلاث سنين (سنة ٨٢٢ هـ) فأقيم ابنها اويس بن شاه ولد مقامها» اه.

وهنا نرى اسم مانع يظهر واضحًا، وفى صبح الاعشى نقل المكاتبات الى عرب البحرين، وقال عن التثقيف وقد جمع بين عرب البحرين، وعرب البصرة وما الى ذلك فجعلها ثلاث مراتب. ولا يهمنا ايراد التفصيلات بل نجد فى هذه النصوص توضيحا زائدا. وان ظهور أمراء المنتفق الشبيبيين وأمراء البصرة مما يجعلنا نرى تلك العلاقة بالشرفاء لم تنقطع بل قوى اعتقادنا بما سبق لنا القول به.
وتعوزنا معرفة الصلة بالاشخاص من الطريق التاريخى والا فان الشبيبيين كان لهم شأن فى تاريخ البصرة والاحساء وذكرهم ابن بشر الحنبلى فى كتاب عنوان المجد.
٢ - هؤلاء الشرفاء من السادة الحسنية وان الشريف احمد منهم. والقول بأنهم من الشرفاء لا يدع مجالا للتردد فى أن هؤلاء من السادة الحسنية. والقول بأنهم من السادة الحسينية كان غير معروف. والمحفوظ أنهم أولاد الشريف حسن. ولعل هذا من ذرية أخى الشريف عبد الله أو أولاد ابن أخيه الشريف احمد فلم نقطع فى واحد. وهم من آل شبيب. وان شبيبًا رأس الاسرة فصار لاولاده شأن فى وقائع البصرة والاحساء. والنصوص المارة تصرح انهم جاؤا من مكة ولم نجد اشارة الى المدينة وسادتها ولا جاء ذكر رجالها فى حوادث الاحساء ولا فى حوادث تاريخ العراق. فالقول بأنهم حسينية لا دليل يعضده. وان العمود الذى رتب أخيرا لا يرجع فى سنده الى أصل قديم (١) وانما النص المنقول انهم جاؤا من مكة.
٣ - ما ورد فى جريدة (العالم العربى) بتاريخ١١ - ١٢ - ١٩٣١م وعدد ٢٣٧٨ بل المتواتر يؤيد انهم من الشرفاء. وهؤلاء حسينية. ولكن الصلة مقطوعة لبعد العهد وان شهرة شبيب غطت. وجاء تأييدها بما عرف من الحوادث التاريخية عن الشرفاء فى العراق، وما ظهر منهم أخيرًا من حوادث. فان العثمانيين استولوا على البصرة، فانتزعوها منهم. وكانت بيدهم الى سنة ٨٢٠ هـ فانتزعتها دوندي. وبعد انقراض الجلايرية من البصرة عادت اليهم. ثم استولى العثمانيون عليها واخذوها منهم وان زعم آل راشد اخوة الرشيد من شمر لا يؤيده تاريخ بل جاء التاريخ بما يطعن بصحة هذا القول، والاتفاق فى الاسماء لا قيمة له وانما العلاقة للمنتفق بالبصرة أكيدة ومن المؤكد ان راشدًا ورد ذكره فى عمود نسب آل شبيب. وفخذ الراشد منهم معلوم وان شمر لم تطرق هذه الديار فى ذلك العهد، ولم يعرف لها خبر.
واعتقد ان (آل شبيب) أسرة من الشرفاء الذين وردوا العراق أيام خدابنده واخلافه، ولا شك أن هذا يدعو الى الالتفات فى التحقيق عن هذه الاسرة.
٤ - ورد فى تاريخ المنتفق للرفاعي انهم سادة حسنية. وهذا أقوى دليل لما ذكرت (١) وان عبد الله البرجس أقرب الى الاتصال بهم وهو من آل شبيب يؤكد انهم حسنية وهو من العارفين بنسب أمراء المنتفق وعدهم لي واحدًا واحدًا.
هذا. ويقولون ان سبب تولي الرئاسة على المنتفق ان أحد الشبيبيين قتله الاجود وكانوا نازلين على بني مالك وبجوارهم فثاروا لقتالهم وكان رئيس بني مالك ابن خصيفة ورئيس الاجود (وثال) . وفى حروب وقعت بين الطرفين نزح (آل وثال) . رؤساء الاجود الى (النجف) . وصار منهم علماء. وكان من آخرهم صديقنا الشيخ محمد حسن حيدر. وقد توفى ﵀ فى خريف سنة ١٩٤٤ م. ونرى ابنه السيد محمد جواد حيدر سنة ١٩٥٥ م نائبا عن المنتفق. ونتوسم فيه ان يكون قد نال مكانة والده وزيادة. ومن ذلك الحين لم يعد لآل وثال ذكر فى رئاسة العشائر. وأما الاجود فانهم انقادوا لآل شبيب. وهكذا قوي أمر هؤلاء حتى تم على جميع عشائر المنتفق وبينهم بنو مالك والاجود (٢) ولا شك ان المواهب ظهرت مقرونة بالوقائع. وتولى آل شبيب الرئاسة. وقد رويت هذه القصة بصور مختلفة. ولا يعول على مثل هذه. والقدرة برزت للعيان فى وقائع المنتفق وتوالت فى رجال هذه الامارة مدة طويلة، فكانت هذه الحكاية تصويرا لما وقع.

٥ - أفخاذ الامارة فى العراق معروفة من أمد بعيد. ذكرها ابن بشر الحنبلى فى عنوان المجد وصاحب (كلشن خلفا) . والامارة تكونت بتاريخ أقدم من هذه النصوص. حكموا المنتفق والبصرة. وشبيب بن مهنا المقصود منه انه من أولاد (مانع) الاول قبل مانع هذا. فانه مسبوق بمانع آخر أمير العرب. وكان استولى على البصرة مدة وحاربه الجلايرية. ولم تنقطع العلاقة من أيام الشريف أحمد بن رميثة فعادوا الى الامارة ثم انتزع البصرة أويس الجلايري الثاني من أمير العرب مانع. وتفصيل ذلك انني كنت ذكرت فى تاريخ العراق بين احتلالين (ج٣ ص ٤٣ فى حوادث سنة ٨٢٠ هـ - ١٤١٧ م) نقلاَ عن تاريخ الجنابي وعن المنهل الصافى ان دوندى من الجلايرية باسم أويس ملكت البصرة وانتزعتها من مانع أمير العرب، وبهذا لم ينقطع الشرفاء عن مناضلة الجلايرية من أيام احمد بن رميثة. ومثل ذلك فى الانباء وفى صبح الاعشى، ثم عرفوا بالشبيبيين بالنسبة الى ابن مانع أو أحد أولاده. وتقريب الحوادث بعضها من بعض يجعلنا نقطع بذلك.
تفرع اخلاف مانع الاخير الى فروع عديدة. وهذا هو المذكور فى المثل الشائع «عطية مانعية» نسبة اليه وذكره مرتضى آل نظمي فى كلشن خلفا. وتفرع منه: (١) آل عزيز: من عزيز بن مغامس بن شبيب بن مانع. ورئيسهم بدر آل عزيز وتوفي والآن ابنه محمد. يسكنون فى سوق الشيوخ وفى الهارثة.
(٢) الراشد: من راشد بن بدر بن شبيب بن مانع. رئيسهم الحاج فشاخ العبد العزيز العمر فى المجرة من سوق الشيوخ أيضًا. ومن رؤسائهم سعود الراشد ومنهل العبد العزيز الراشد. اخوال فخامة عبد المحسن السعدون واخوانه. واعتقد انهم حكام البصرة ... والمحفوظ لا يعول عليه فى ان الراشد من اخوة الرشيد من شمر وانهم غير الشبيبيين.
(٣) الصقر: من صقر بن شبيب الثاني. منهم فى سوق الشيوخ. رئيسهم ضارى الصقر وحزام الصقر وهذا توفى ومنهم من يسكن جزيرة صقر فى أنحاء البصرة. رئيسهم الحاج مجيد الصقر.
(٤) آل محمد: هو محمد بن مانع بن شبيب بن مانع. وعرفوا بآل محمد. رئيسهم علي الناصر العجيل.
(٥) آل روضان: من آل محمد. وروضان بن عبد المنعم بن محمد. ورئيسهم خالد الروضان. فى سوق الشيوخ.
(٦) السعدون: من سعدون بن محمد المذكور. وهو الذى تسمى به أل سعدون. وغالب الرؤساء المتأخرين منه.
(٧) آل عثمان بن شبيب الثاني: رئيسهم سيف العثمان وتوفي. الآن ابنه حمد. وهم من أخوال فالح باشا. و(كرمة عثمان) باسم جدهم وتقع فى جنوب شرقي الناصرية فى جهة الشامية. وهى الآن بيد ذريته.
(٨) آل علي: وهو علي بن ثامر السعدون. استقلوا بفرعهم. و(كرمة علي) تعرف باسمه. وكان فتحها أو ملكها. قتله آل زهير فى الزبير أو اتهموا بقتله.
(٩) آل نجرس: فخذ معروف بهذا الاسم من اخوة مانع. رئيسهم فهد البرغش.
(١٠) آل صالح: يتفرعون الى: ١. السبتي: رئيسهم كطامي آل صكر السبتي. فى الناصرية. اخوال سعود وعجمي السعدون.
٢. - البرغش: وفخذ البرغش رئيسهم محمد الفهد البرغش.
(١١) العيسى: والشيخ عيسى والد الشيخ صالح باني قلعة صالح سنة١٢٦٩ هـ. رئيسهم نصار العيسى.
(١٢) الحمادة: يسكنون بين الناصرية وسوق الشيوخ، وكانوا كثيرين. طحنتهم وقائع ايران والمنتفق أيام صادق خان الزند. أبلوا فيها، وقهروا جيش الزند. ولم يرجع منهم الا القليل.
تولّدت هذه الافخاذ من (بيت الرئاسة) . ويعرفون ب (آل شبيب) .
وكانت رئاسته محصورة فيهم، وهم بدو فى معايشهم. توالوا فى الرئاسة ويفهم مكانهم من وقائعهم التاريخية، وكانت امارتهم كبيرة عظيمة النفوذ.
وجاء ذكرهم فى عشائر العرب للبسام قال: «شيخ المنتفق الآن حمود الثامر. وهم قبائل متعددة منهم (الشبيب)، زبدتهم، وفى المهمات نجدتهم. ذوو الانفس الابية، والشيم العربية، الكماة المشهورون، والحماة المذكورون، باعهم فى المجد طويل، وطباعهم الى طلب الحمد تميل. هباتهم متواصلة، واكفهم لنيل ما رامته من المحامد واصلة. يكرمون النزيل بلا ملل، ويطفؤن الغليل مما اشتعل، بأياد تحكي الغوادي، وسواري منن تغيث الصوادي. شادوا مكارم الاخلاق، وبنوا للحرب أرفع رواق».
ثم قال: والشبيبيون أربع فرق كلهم مشهورون. وهم: ١ - الشبيب: وهم آل محمد الذين منهم الشيخ.
٢ - الصقر.
٣ - الراشد.
٤ - المغامس. (هم آل عزيز)

وهؤلاء الاربع فرق الفا خيال وثلاثة آلاف سقمانى». اه وعدّ من اتباعهم بني منصور وبني خيقان واهل الجزائر. وما ذكره من الفرق غير مستوعب للمراد.
عادات بيت الامارة
وعادات بيت الامارة تاريخية. تنسب اليها وتقص بعض القصص فى توليدها ولا سبب الا توالي السيطرة والقوة بحيث انقادت القبائل. وتولدت النخوة ب (اخوة نورة) وان لاينهض الامير لكل قادم وان تقدم له الذبيحة والمنيحة وهكذا توالت فى أعقابهم. وهذه بلا شك نتيجة السلطة أو التحكم، فافرغت بقالب روائى ومضت الحالة على عشائر المنتفق. وتفصيلها فى كتاب ذكرى السعدون (١) والملحوظ ان الحوادث المدونة ترجع الى أيام خدابنده، ودامت الى أيام أبي سعيد، وفى أيام الجلايرية ثم زالت امارتهم من الحلة سنة ٧٤٢ هـ وتفرقوا، ومن ثم حدث ما شاع على الالسنة بصورة مغلوطة من اخبار ماضيهم. وفى تاريخ العراق بين احتلالين ذكرنا حوادثهم ومن ولي الامارة منهم ودونا ما استطعنا تدوينه.
الشيخ شوقي جبار البديري
الشيخ شوقي جبار البديري

عدد المساهمات : 2071
تاريخ التسجيل : 04/04/2012
العمر : 59
الموقع : قبيلة البدير للشيخ شوقي البديري

https://shawki909.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى