العرف العشائري بمقاييس اخالقيات الرسول(ص)

المقدمـــة
عيات عمى مختمف األصعدةتعد أخالق الرسول(صمى اهلل عميو والو وسمم)من الموارد المغذية لمكثير من الفر
وعميو سنركز في بحثنا ىذا عمى التوافق والتعارض بين أخالق الرسول(صمى اهلل عميو والو وسمم) والعرف
ألن أخالق الرسول(صمى اهلل عميو والو وسمم) معيار لتي, والعشائراستناصحيح سموكيات األمم , لذلك ستكون در
اف عشائرنا وكيف نجد ليا الحمول من أخالقتاريخية يتخمميا التحميل والنقد والوقوف عمى بعض السمبيات في أعر
الرسول(صمى اهلل عميو والو وسمم).
وقسمنا البحث الى عدة مباحث ىي كاالتي المبحث االول: لمحة تاريخية عن اخالق الرسول(صمى اهلل عميو والو
افاف حصمت عمى تأييد الرسول(صمى اهلل عميو والو وسمم),المبحث الثالث: اعروسمم),المبحث الثاني :اعر
ة النقد البناء, االستنتاجابع: عشائرنا اليوم في دائررفضيا الرسول(صمى اهلل عميو والو وسمم),المبحث الر
والتوصيات.
واعتمدنا عمى مجموعة من المصادر:, تاريخ الرسل والمموكي تلمطبرٖٔٓىـ,مكارم االخالق لمطبرسي
ت٘ٗٛ, ,الكامل في التاريخالبن األثير تٖٙٓىـ,اجع.,...مع مجموعة من المر
المبحث االول:لمحة تاريخية عن اخالق الرسول(صمى اهلل عميه واله وسمم),
وصف الرسول (صمى اهلل عميو والو وسمم) بالكثير من الصفاتال مدح لوصفوالحسنة و
اعمق واقوى من مدح اهلل لو فقال سبحانو وتعالى:}وانك لعمى خمق عظيم{(القممٗ)كما ان الرسول (صمى اهلل
عميو والو وسمم) نفسو بين حقيقة من حقائق ارسالو}انما بعثت ألتمم مكارم االخالق{ٔ,واالقوى من ىذا شيادة
المجتمع المكي فمم يكن يُعرف اال ّ بـ (الصادق االمين) والدليل عمى ذلك انيم رضوا بتحكيمو في اشكالية وضع
ىم سنا, فكما نعرف أن الرسول (صمى اهلل عميو وآلو وسمم) ولد في مجتمع وثني وىناالحجر االسود وىو اصغر
التساؤل كيف يستطيع الشخص أن يكون قويما في مجتمع أباح كل شيء تقريبا, ومن ىنا بدأ الرسول (صمىاهلل
عميو وآلو وسمم)يربّي نفسو ويُؤدبيا ويبعدىا عن اليوى الذي كان أبناء جمدتو يتباىون بو, قال الرسول(صمى اهلل
اه"عميو وآلو وسمم):"ما من شاعر ٍ جاىمي أحببت ُ أن أرٕ, ولعل االبتعاد عن اليوى مقدور عميو الن اإلشكال
الحقيقي ىو كيف يؤدب نفسو ُ مع ربو ِ من كل الجوانه يُدرك أن َّ اهلل اكبر من أن يوضعب فكان منذ نعومة ِ أظفار
عمى رف أو في معبد وىو يدرك انو عبد ٌ إللو ٍ عظيم ٍ خاصة وانو(صمى اهلل عميو وآلو وسمم) يدرك انو من ساللة
اماألنبياء(عمييم السالم) وىذه الساللة قريبة من التفكير الصحيح لمعبادة فكان َ يحترم ربَو اشد َ االحترمن األدلة
ام اآلخر في كل التعامالتة عمى حسن أخالقو إشادتو بحمف الفضول وىو مبدأ أخالقي يحث عمى احترالبارز
وخاصة التجارية" فقال حين أرسمو اهلل تعالى: لقد شيدت مع عمومتي في دار عبداهلل بن جدعان ما أحب أن لي
بو حمر النعيم ولو دعيت ُ بو في اإلسالم ألجبت"ٖ, ولوه الرسول(صمى اهلل عميوأردنا نحمل الحمف الذي حضر
وآلو وسمم)فمبدأه ىو
222
أن ال يقر ببطن مكة ظالم أن الفضول تحالفوا وتعاقدوا
فالجار والمعتر فييم سالم أمر عميو تعاقدوا وتواثقواٗ
ة المظموم واخذ حقو من الظالم, وشجعووبيذا تم إلغاء مبدأ انصر أخاك ظالما أو مظموما وحل محمو نصر
الرسول(صمى اهلل عميو وآلو وسمم)ألنو قريب من أخالقياتو.
أي القائل انو قاتل في تمك الحروب فمو صح ذلك, معنى أنناكذلك رفضو لمقتال في حروب الفجار وبيذا نفند الر
نوافق عمى إلصاق صفة الفجور بخاتم األنبياء(صمى اهلل عميو وآلو وسمم)حاشاه من ذلك, وميمتو صد النبال عن
اعمامو.
اىتو وأمانتو التي شجعت السيدة خديجة(رض)إن تطمب منو تسيير أمور تجارتياونز
وقضية بناء أو ترميم الكعبة٘ى عن أخالقيات الرسول(صمى اهلل عميو وآلو وسممة أخرالتي عكست صور
)فعندما أعادت القبائل العربية بناء الكعبة بعد السيل الذي ضربيا ووصموا إلى االقتتال عمى من يضع الحجر
األسود مكانو,"أوعوا بينيم في أن أييا يختص بشرف وضعو فرولما انتيوا إلى وضع الحجر األسود تنازا أن
أيويحكموا محمدا صمى اهلل عميو وآلو وسمم وسنو إذ ذاك خمس وثمثون سنة لما عرفوا من وفور عقمو وسداد ر
افو ورفعوه حتى إذا وصل إلى مكانو من البناء فيفطمب رداء ووضع عميو الحجر وأمر القبائل فأمسكوا بأطر
الركن الشرقي أخذه ىو فوضعو بيده في موضعوٙ, وكان االتفاقعمى أول شخص يقدم من إحدى األبواب
أيو ويرتضون بو حكما وعندما دخل الرسول (صمى اهلل عميو وآلو وسمم)وافقوا ألنووتسمى باب بني شيبة يعطي ر
كان معروف عندىم بالصادق األمين ,"اله أنو حدثو أنو كان فيمن بيني الكعبة في الجاىميةعن مجاىد عن مو
فذكر اختالفيم في وضع الحجر األسود قال اجعموا بينكم حكما قالوا أول رجل يطمع من الفج فجاء النبي صمى
اهلل عميو وسمم فقالوا أتاكم األمين فذكر الحديث وقد تقدم في الحج في شأن الكعبة ورجالو رجال الصحيح غير
أوا النبي صمىىالل بن خباب وىو ثقة . وعن عمي بن أبي طالب في بناء الكعبة قال لما راهلل عميو وسمم قد
دخل قالوا قد جاء األمين"ٚات واألدناس "ه وىديو وصدق الميجة واجتنابو القاذور"وكانوا يعرفونو باألمين لوقارٛ
أيو عادال عندما فرش رداءه وطمب من الرؤساء أن يمسك كلال ولن يظمميم وبالفعل كان رأي أنو سيصْدُقُيُم ْ قو
رئيس قبيمة بطرف الرداء ووضعىماد قبائميم واحترم الكل واحترم شعورعميو الحجر فيو بذلك أرضاىم وأرضى أفر
العقائدي تجاه ىذا الحجر المقدس.
ج الذي يُقدر ىذا االرتباط المقدس ونتحدى رواية واحدة تقول بان محمد بن عبداهلل نبيوكان مثاال لمزو
ة من صوراإلسالم(صمى اهلل عميو وآلو وسمم)مارس أي صورحيما رؤوفا بيا وىذا ماأة بل كان رالعُنف ضد المر
كان أساس تعاممو مع زوجتو السيدة خديجة(رض) والتي كانت الوحيدة عمى ذمتو قبل أن يُبعث ولم ترد عمى
إليمانيا بصدقو وأخالقو كانت أولى النساء في اإلسالم وكانت خير مثالام والتقدير وامو إال بكل ِّ االحتراحتر
لمزوجة المساندة لزوجيا في أصعب الظروف, وحتى بعد مبعثو عندما توفت السيدة خديجة (رض) لم يعامل
ام وعدالة.األخريات إال ّ بكل طيب واحتر
222
ة عامة البد من ذكر أنو كان مثاال لألب الصالح الرحيم لكل من يعيش بينولكي نتمم الجانب العائمي بصور
اىركنفيو سواء ألبنائو وبنتو فاطمة الزالشك أنء عمييا السالم أو بالنسبة لربائبو كميم كانوا ينيمون من عطفو و
سموكو معم من أىم قواعد التربية لمفرد, ومنيا نصيحة الرسول األعظم(صمى اهلل عميو وآلو وسمم)في التأديب حيث
ه )ه , ويُتجاوز من معسوريقول يُقبل ميسورُٜال ي,وقال: (صمى اهلل عميو وآلو وسمم)وال يَخرق بو ) وىوىقو ور
افو.ه إلى انحربيذا يحذر من احتقار اآلخر وخاصة الطفل الذي يؤدي احتقارٔٓ,ولم يكن لإلجبار مكان في حياتو
ىا وان كان زواجيا محتوما بأمرال ولد واالىم لم يجبر بنتو عمى الزواج بل خيّرأة وتجاه أىل بيتو فمم يجبر امر
اد أن يربي الماليي وانما أرعية الزواججتمع أن ال إجبار في الزواج وانما الرضا ىو الذي يحدد شر
اما اخالقو بعد المبعث فالواضح أن الرسول(صمى اهلل عميو وآلو وسمم)تربى عمى صفات تييأ بيا لمنبوة فمن
الطبيعي أن ال تعطيو النبوة إال ّ رُقيا ً لألخالق وأول ما نبدأ بو آي ٍ من الذكر الحكيم}وانك لعمى خمق عظيم{ٔٔ,"فعن
أبي إسحاق النحوي , قال : سمعت أبا عبد اهلل عميو السالم يقول : أن اهلل تبارك وتعالى أدب نبيو (صمى اهلل
عميو وآلو)عمى محبتو فقال :" انك لعمى خمق عظيم . "ٕٔ
وفي رواية فضيل بن يسار قال : سمعت أبا عبد اهلل عميو السالم يقول لبعض أصحاب قيس المعاصر : إن اهلل
عز وجل أدب نبيو فأحسن أدبو فمما أكمل لو األدب قال : إنك لعمى خمق عظيم . ثم فوض إليو أمر الدين واألمة
ليسوس عبادهٖٔ
كما أن النبي نفسو(صمى اهلل عميو وآلو وسمال بتميم األخالق حيث يقول عميويعمل بعثتو إلى الخمق رسو م)
الصالة والسالم إنما بُعثت ُ ألتمم مكارم األخالق وقال صمى اهلل عميو وآلو:"أدبني ربي فأحسن تأديبي"ٔٗوأنو قال
أدبني ربي تأديبا حسنا إذ قال :}خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاىمين{ ٔ٘, فمما قبمتذلك منو قال
: " إنك لعمى خمق عظيم "ٔٙ,وقيل: سُمي خُمقو عظيما الجتماع مكارم األخالق فيؤٚ
ووصف(صمى اهلل عميو وآلو وسمم):"...كأنو ينقمع من صخر , إذا أقبل كأنما ينحدر من صب , إذا التفت
التفت جميعا بأجمعو ... وقال اإلمام عمي عميو السالم وىو يصف أخالق الرسول(صمى اهلل عميو وآلو وسمم):
ةً, مناً, وأصدق الناس ليجةً, وأوفاىم ذمةً, وألينيم عريكةً, وأكرميم عشيرأ الناس صدركان أجود الناس كفاً, وأجر
ال بعده"آه بديية ىابو, ومن خالطو ُ فعرفو ُ أحبّو, لم أر مثمو قبمو ورٔٛ
"وقال أنس كان النبي صمى اهلل عميو وسمم أحسن الناس خمقا وكان عميو السالم أرجح الناس حمما . وروى أنو
لما كسرت رباعيتو وشج وجيو يوم أحد شق ذلك عمى أصحابو وقالوا لو دعوت عمييم فقال أنى لم أبعث لعانا
ولكني بعثت داعيا ورحمة الميم أىد ِ قومي فإنيم ال يعممون . وكان صمى اهلل عميو وسمم أعظم الناس عفوا ال ينتقم
لنفسو . ولما تصدى لو غورث بن الحارث ليقتمو والسيف بيده وقال لرسول اهلل صمى اهلل عميو والو... من يمنعك
مني ؟ قال(صمى اهلل عميو وآلو وسمم): اهلل عز وجل فسقط السيف من يده , فأخذه رسول اهلل(صمى اهلل عميو وآلو
وسمم)فقال : من يمنعك مني ؟ قال غورث: كن كخير آخذ . قال (صمى اهلل عميو وآلو وسمم): أتشيد أن ال الو إال
ال أكون مع قوم يقاتمونك , فخمى سبيمواهلل ؟ قال غورث: ال , ولكني أعاىدك أن ال أقاتمك ؤٜ.
222
غيبوقال رسول اهلل(صمى اهلل عميو والو وسمم):استكثروا من اإلخوان فان لكل مؤمن شفاعة يوم القيامة)وىو تر
باالنفتاح عمى اى اإلخوة يكثر اإلخوان وىو ينظر إلى شفاعة األخ فيلناس تجمب قموب اآلخرين وتوثيق عر
ة تكريما من اهلل تعالىاآلخرٕٓ".. كان النبي صمى اهلل عميو وسمم أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس" ٕٔ
ىا ثقافة التسامومما يمفت النظر أن يعطي لممجتمعات سواء كانت إسالمية أو غيرح فعمى مر التاريخ تعرض
الت منذ بدايات دعوتو تنوعت بين النفسي كاتياموالرسول(صمى اهلل عميو وآلو وسمم)إلى الكثير من المحاو
التة ورميو بالسيام ومحاوات عميو والحجاربالسحر والشعوذة والكذب والشعر...والمادي الذي تمثل برمي القاذور
ة,فقال المصطفى" ما أوالقتل المتكررذي نبي مثل ما أوذيت "ٕٕفما كانت نتائج ذلك اال العفو والمسامحة لمطرف
فال توجد رواية واحدة تذكر أن ا ً لنفسوالمسيء ,نعم يعاقب لممسيء لمدين, لكنو لم يعاقب المسيء لو ثأر
الرسول(صمى اهلل عميو والو وسمم)انتقم لنفسو من ابي ليب الذي مارس شتى أنواع المضايقات ومحاولة
القتلٕٖ,وما النتيجة كان يرفض أن يُمعن من قبل المسممين ألنو آذى الرسول(صمى اهلل عميو والو وسمم),وشيبة بن
اد قتل الرسول(صمى اهلل عميو والو وسمم)وىو من جنوده ألنو تذكر قتل أبيو عمى يدعثمان بن ابي طمحة الذي أر
ة عم الرسول(صمى اهلل عميو والو وسمم)فيقول شيبةحمزان جاء الى الرسول(صمى اهلل عميو والو وسمم)"من الخمف
ي وقال الميم أذىب عنو الشيطان, قال...فالتفت الي َّ وقال: يا شيب يا شيب إدن ُ مني فوضع يده عمى صدر–
شيبة-ي وقمبي ثم قال:يا شيب قاتل الكفار...وعندماأسي وىو أحب إلي من سمعي وبصر:فرفعت ُ إليو ر–رجع–
إلى المنا ً مما أردت ثم حدثني بما ىممت بو"اد بك خيرزل دخمت ُ عميو فقال: الحمد هلل الذي أرٕٗ,إذن النتيجة
غم عممو بنيتو ىلواضحة ,ان الرسول(صمى اهلل عميو والو وسمم)دعا لو بان يبعد عنو الشيطان ومسح عمى قمبو ر
فعميا احدا ً قبمو او بعده؟
ات عمى ان الرسول(صمى اهللوىناك اشارام الجار ومنو ما قالو عنوة احترعميو والو وسمم) اكد عمى ضرور
ال يوصي بيم حتى ظننا أنو سيورثيم"انكم فإنو وصية نبيكم وما زاالمام عمي عميو السالم " اهلل اهلل في جيرٕ٘
اليُمل"كان رسول اهلل(صمىغم ان الكالم عن صفات الرسول وعظيم خُمُقة الينتيي وونختم ىذا المبحث راهلل عميو
يأكل عمى االرض ويجمس عمى االرض ويمبس العباء ويجالس المساكين ويمشي في االسواق ويتوسد والو وسمم)
يده ويُقِص من نفسو ..وكان يقول انما انا عبد آكل كما يأكل العبد واشرب كما يشرب العبد ...ولم يأكل قط وحده
ال ضرب احدا بيده االفي سبيل ربوال ضرب عبده وو...وحين دخل مكة عنوة وقد قَتموا اعمامو وبني اعمامو
ه بعد ان حصروه في الشعاب وعذبوا اصحابو بأنواع العذاب وجرحوه في بدنو وآذوه في نفسوواولياءه وانصار
وسفّيوا عميو واجمعوا عمى كيده فمما دخميا بغير حمدىم وظير عمييا عمى صغر منيم قام خطيبا فييم فحمد اهلل
واثنىاحمين"عميو ثم قال: اقول كما قال اخي يوسف ال تثريب عميكم اليوم يغفر اهلل لكم وىو ارحم الرٕٙ
المبحث الثاني:اف حصمت عمى تأييد الرسول(صمى اهلل عميه واله وسمم)اعر
من كل الصفات السابقة لبعض ما اتصف بو الرسول ص نصل الى حقيقتين ميمتين ٔ
-اكد عمى بعض االخالقياتالتي كانت موجودة في المجتمع
222ٕ
-نيى عن البعض االخر الذي لم يكن يتالئم مع اوامر الدين االسالمي
ومن ىنا سندخل الى المبحث الثاني الذي سنوضح فيو ما اكد عميو االسالم وشجع عميو الرسول (صمى اهلل
ة من خالل اىتمامو العة غير مباشرة او بصورة مباشرعميو والو وسمم) بصورممي بيذا الخُمُق, فقد حث الرسول
ة اال وىوصمى اهلل عميو والو وسمم)عمى االىتمام بأىم ما يشغل بال العشير
الحفاظ عمى االنسابال نقصد ان الرسولغوبة ومسددة من كل القبائل العربية, وة مرال خالف ان ىذه الفقر:و
ة في حيفضل االنساب وطمب التباىي بيا وانما ألنيا ضرورة بالدين االسالمياة المجتمعات ومرتبطة ىذه الضرور
كما سنوضح الحقا.
فالحديث النبوي المنقول : تعمموا من أنسابكم ما تصمون بو أرحامكم فإن صمة الرحم منساة لألجل , محببة في
اة في المال "األىل , مثرٕٚ," كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إال سببي ونسبي "ٕٛ,ويقول حاجيخميفة:.
از عن الخطأ فيعمم األنساب وىو عمم يتعرف منو انساب الناس وقواعده الكمية والجزئية والغرض منو االحتر
نسب شخص وىو عمم عظيم النفع جميل القدر أشار الكتاب العظيم في (وجعمناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) إلى
تفيمو و الرسول الكريم في حديثوتعمموا انسابكم تصموا ارحامكم) حث ّ عمى تعممو والعربي قد اعتنى في ضبط
نسبو إلى أن كثر أىل االسالم اختمط أنسابيم باألعاجم فتعذر ضبطو باآلباء فانتسب كل مجيول النسب إلى بمده
أو حرفتو أو نحو ذلكٕٜوفي الحقيقة ان تأكيد الرسول (صمى اهلل عميو والو وسمم) عمى ىذا العمم ألسباب عديدة: ٔ
-ة ليذا العمم.آن مما يوكد ان ىناك ضرورات عن النسب في القروجود اشار ٕ
-ان العرب برزوا في معرفتيم لألنساب وحبيم في الحفاظ عمييا وكونو عربي لم يقل اىتمامو بيذا العمم عن
ه كما انو احترم حب العربي ليذا العمم الذي يمس حياة الصغير والكبير واكبر شخص في القبيمة وغيراقميم شأناً,
ةى يقتصر معرفة النسب عمى من يتولون الحكم عمى االغمب خاصة االسر الممكية كأباطربينما في االمم االخر
الصين. ٖ
-اختالط المفاىيم عند العرب ببعض قضايا النسب والتركيز عمى ىذا العمم يعطي بعض الحمول لألشكاليات
القائمة, منيا انيم كانوا يعتبرون االبن بالتعية وحفظبني كاالبن بالصمب وىذا فيو الكثير من االشكاالت الشر
النسب سينيي ىذا االشكال فعمى سبيل المثال كانوا ينادون لزيد بن حارثة وىو ابن الرسول بالتبني ينادونو زيد بن
محمد وعند نزول اآلية (..ادعوىم آلبائيم) اي ابائيم من الصمب توضحت المعمومة وتبيان الفرق بينالحالتين. ٖ
-في االسالم قانون االرث وىو مرتبط ارتباطا وثيقا باألصالب ومعرفة النسب يسيل ىذه الميمة. ٘
-معرفة االرحام الواجب التواصل معيم حسب اوامر اهلل سبحانو وتعالى من قبيل الواجبات كاألمور االقتصادية
او العبادية كقضاء االبن االكبر الصالة نيابة عن والده وغىا.ير ٙ
-عية لمزواج بين العوائل فعند معرفة النسب وعدم خمط المعمومات بين الصمب والتبنيمعرفة الحدود الشر
اقيتسنى لممسمم معرفة ىل ىذا الزواج جائز ام ال؟ وخاصة كثر في ايامنا الصاق االبن الى غير والديو في االور
غبة االبوة وىذا مما يدخل المسؤوليالثبوتية إلشباع رعية داخل البيت وخارجو.ن عن ىذه العممية في مشاكل شر
222
اضافة الى ان الرسول(صمى اهلل عميو والو وسمم )شجع عمى كل ما يرتبط بالخُمُق الحَسِن سواء في السموكيات
ان وشجع عمييا الرسول (صمى اهلل عميو والو وسمم), اذن مناالجتماعية او االقتصادية والتي اكد عمييا القر
الواضح ان السموكيات ىي فرض عمى كل انسان كي يبقى في منزلة الرقي التي خمقو اهلل من اجميا, ولكن ىناك
اخالقيات التعامل االنساني المستحبة التي ال يشترط ان تكون عند كل احد لكنيا محببة لمكل وقد شجع الرسول
(صمى اهلل عميو والو وسمم) عمييا بصفتو نبي او بصفتو صاحب افضل خُمُق بين البشر او لكونو مسؤول عن
اعي ان بعض الصفات واضحةاف, وسنذكر بعض الصفات مع بعض التوضيح وسنرامية االطراطورية مترامبر
ال تحتاج لدليل تاريخي كي الندخل في االسياب والسرد المطول, منيا:و
الكرمات عن الرسول(صمى اهلل عميو والو وسمم): ىناك الكثير من االشارالتي تحث الكرم ولعل اىميا ردة فعمو
اما ليذه العادة التي اشتير بياة قبل االسالم وما ردة فعمو تمك اال احترعمى ابنة اشير من عرف بالكرم في فتر
اد تثبيتيا, ".. ولما جيئ بسبايا طي إلى المدينة وادخل السبي عمى النبي (صمى اهلل عميو وآلو وسمم)العرب وار
دخمت سفانة بنت حاتم الطائي فعجب الحاضرون من حسنيا وجماليا , فمما تكممت نسوا حسنيا وجماليا لعذوبة
ال تشمت بي األعداء , أوأيت أن تخمى عنى ومنطقيا قالت : أي محمد , مات الوالد , وغاب الوافد , فإن ر
احياء العرب , فإني ابنة سيد قوم , وان أبى كان يحب مكارم األخالق وكان يطعمالجائع ويفك العاني ويكسوا
ي , وما أتاه طالب حاجة إال ورده بيا , فقال النبي (صمى اهلل عميو والو وسمم) : يا جارية ىذه صفاتالعار
المؤمنين حقا لو كان أبوك مسمما لترحمنا عميوٖٓ,ثم من عمييا وأعطاىا نفقة وكسوة وردىا إلى مأمنيا فأشارت
عمى أخييا عدي ابن حاتم بالقدومعمى رسول اهلل ( صمى اهلل عميو وسمم ) " سكينة "ٖٔ
اد القبيمة الواحدةالرحمة بين افر: من باب التكافل االجتماعي ويمكن توسيعو الى العالقة الطيبة بين القبائل
الموجودة في ىذه الرقعة او تمك,األخوة اإلسالمية لم تقم عمى أساس قبمي أو جنسي أو إقميمي ولم تبتن عمى
أسساء العقيدة يسأل عنيا المسمم ويحاسب عمييا , وبذلكء من أجزسطحية وانما أقيمت وبنيت عمى أنيا جز
أصبحت األخوة اإلسالمية تشتمل عمى طاقات ىائمة من القوة تمد المجتمع اإلسالمي بالوحدة والتفاىم واإليثار
والتعاون وتخمق لو أنموذجا فريدا من التكافل االجتماعي كما تسد الطريق أمام أعدائو من أفاعي الجشع
أ قول النبي (صمىواالستعمار . وبمغت األخوة اإلسالمية القمة في روعتيا وعظمتيا , ويظير ذلك جميا حينما نقر
اهلل عميو والو وسمم) : " ال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيو ما يحبو لنفسو " ويصف (صمى اهلل عميو والو وسمم)
المجتمع اإلسالمي فيه بأنو كالجسم الواحد فقال : " مثل المؤمنين في توادىمتقارب عواطفو ووحدة مشاعر
ورحمتيم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو منو تداعى لو سائر الجسد والحمى "ٖٕ
احموا وتعاطفوا " إن المجتمع اإلسالمي لو سار عمى ىذهوقال عميا( عميو السالم ) : " تواصموا , وتباروا وتر
النصائحلكان المسممون يدا واحدة وانسد الطريق أمام أعدائيم وخصوميم , وما وجد في مجتمعيم فقير أو محروم
فإن التعاون والتواصل من أوثق األسباب التي توجد التكافل االجتماعي بين المسممين ... وحث اإلسالم عمى
222
اور المسممين بعضيم لبعض ألنو يعقد أواصر المحبة فيما بينيم , ويتزوجب المزيد من التعاون والتآلف يقول
اإلمام أمير المؤمنين ( عميو السالم ) :-" لقاء اإلخوان مغنم جسيم وان قموا " ويقول اإلمام محمد الباقر(عميو
ىم ,ى من موالينا السالم , وأوصيم بتقوى اهلل العظيم وأن يعود غنييم عمى فقيرالسالم)إلى خيثمة : " أبمغ من تر
وقوييم عة ميتيم"مى ضعيفيم , وأن يشيد حييم جنازٖٖ,ومما سبق ان الكل مشمولون بيذا الكالم ولو عممت كل
احماحم الخاص نصل الى الترقبيمة بو عمى المستوى الخاص ايضا لكان لو مفعول ايجابي كبير, ومن ىذا التر
العام الذي يجمعنا بو االسالم.
ةاالجار, وىي ما يعرف عندنا بمصطمح الدخية واضحة ووصل االمر قديما الى ان يستجير العربي بقبرل والفكر
ة وعميو الكثير من التبعيات العشائريةسيد العشير
ويطمق عمى االنسان-الذي-يستجير بمن يحميو ويذب عنو ما يؤذيوٖٗ,في القاموس : القوقل : اسم أبي بطن من
األنصار , ألنو كان إذا أتاه إنسان يستجير بو أو بيثرب, قال لو : قوقل في ىذا الجبل وقد أمنت . أي : ارتق ,
وىم القواقل . ونقل الزبيدي عن ابن ىشام في سبب تسميتيم بذلك , أنيم كانوا إذا أجاروا أحدا أعطوه سيما وقالوا
: قوقل بو حيث شئت , أي : سر بو حيث شئتٖ٘
الرفادة, الرفد بالكسر : العطاء والصمة , وىو اسم من رفده رفدا من باب ضرب أعطاه , أو أعانو بعطاء أو قول
أو غير ذلك ومنو الرفادة إلطعام الحاجٖٙ
اء : اليبة والعطيةوىي: الضيافة وورود المدعو عمى الداعي . والرفد بكسر الرٖٚ
قال ابن ىشام : كانت الرفادة خرجا تخرجو قريش في كل موسم من أمواليا إلى قصي بن كالب فيصنع بو طعاما
ىم بو : يااد , وذلك أن قصيا فرضو عمى قريش , فقال ليم حين أمرال زلمحاج , فيأكمو من لم يكن لو سعة و
ان اهلل , وأىل بيتو , وأىل الحرم , وأن الحجاج ضيف اهلل , و ( أىمو ) وزوار بيتو , وىممعشر قريش انكم جير
ابا أيام الحجامة , فاجعموا ليم طعاما وشرأحق الضيف بالكرجون لذلك كل عام منحتى يصدروا , فكانوا يخر
أمواليم خرجا فيدفعونو إليوٖٛ
".. من مفاخر أىل الجاىمية سدانة الكعبة خدمتيا , وكانت ىي والمواء في بني عبد الدار , والسقاية والرفادة إلى
ىاشم , فأقر ذلك في االسالم عمى حالو ,وانما ذكر أحد الشيئين دون قرينة أعني السدانة دون المواء , والسقاية
هال يخمو أحدىما من صاحبو فكان ذكر الواحد متضمنا لذكردون الرفادة ألنيما ال يفترقان وٖٜ,اضافة الى ان
الرسول(صمى اهلل عميو والو وسمم)احترم ما موجود في طبائع العشائر من الوفاء بالعيود,واداء االمانة وكل
مايتالئم مع الدين االسالمي.
222
الماف رفضها الرسول(صمى اهلل عميه واله وسمم)بحث الثالث اعر
ة الرسول (صمى اهلل عميو والو وسمم)اف العشائرية مايجب ان يمغى في فترمن الطبيعي ان تكون في االعر
ومنيا: النيا ال تتالءم مع عدالة االسالم واالخالق التي امر بيا الرسول (صمى اهلل عميو والو وسمم)
احتكارةأي من رئيس العشيرالر: وجعمنا ىذه النقطة في اول الكالم عمى اعتبار ان رئيس القبيمة ىو النقطة
آنأيو وان كان صحيحا بل البد ان يتقيد بالقراد فال يحق لو ان يفرض رة في محيط يشمل مجموعة من االفرالبارز
ة,أي والنقاش والمشاوروالسنة واذا كانت ىناك امور تستحق الر}َىُىُم ْ شُوروَالَّذِين َ اسْتَجَابُوا لِرَبِّيِم ْ وَأَقَامُوا الصَّالَة َ وَأَمْر َ
بَيْنَيُم ْ وَمِمَّا رَزَقْنَاىُم ْ يُنْفِقُون{,ٗٓواتباع سنة النبي(صمى اهلل عميو والو وسمم): "وشاور النبي عميو السالم أصحابو
اه وشاور أىل المدينة يوم الخندقفي قصة أىل بدر وأساروعميو االجماع عندىم"ٗٔات, وانطالقا من ىذه االشار
ة في االمور التي التحتاجأي بل عميو المشاورة ان يسمب حقوق االخرين في ابداء الررئيس العشير فميس من حق
اية وتبحر في الدين فيذهآن والسنة كما ان اغمب العشائر تحوي بين ثناياىا اشخاصا ذوو عمم ودرالمجوء الى القر
اىا غير موجودة وغير فاعمة بسبب احتكار شخص يطمق عميو رئيس القبيمة.أييا واعتبارلمجموعة اليجب اىمال ر
ة,فيقولونحن نتفق ان رئيس القبيمة لو مواصفات مميزعامة عند العرب كانت من األمورالتيجاني: أن الز
الا دونو وة عمى أنفسيم فال يبرمون أمرعيم العشيراىم يقدمون رئيس القبيمة أو زالضرورية في كل العصور فتر
ىم سنا وأعمميم باألمورة ىذا عادة ما يكون أكبرعيم العشيرال يسبقونو بالقول . فزا إال بمشورتو واريتخذون قر
وأشرفيم حسبا ونسبا . ويبدوا أن ىذا الرئيس يبرز من خالل األحداث في عشيرتو ومما يظير عميو من ذكاء
ام الضيف وغير ذلك من الخصال الحميدة , ولكن في أغمب األحيانوفطنة وشجاعة وعمم باألمور وسخاء واكر
اثة وليست اختيارىي ورٕٗعامة التي تتصف بالحكمة والعدا, وعميو نحن مع الزاد قبيمتولة وضمان الحقوق الفر
وعدم تيميشيم او التقميل من شأنيم ,وخالف ذلك يعد مرفوضا في الدين االسالمي.
ة عمى خطئوة الفرد من العشيرنصر:ولعل مدح الرسول(صمى اهلل عميو والو وسمم) لحمف الفضول يؤكد كالمنا
النو شجع عمى نقض مبدأ انصر اخاك ظالما او مظموما واحملمكانو انصر المظموم واعنو عمى الظالم ,هويذكر َّ
الماوردي" ْاجتَمَعَت ْ بُطُون ُ قُرَيْش ٍ فَتَحَالَفُوا فِي دَار ِ عَبْد ِ المَّو ِ بْن ِ جُدْعَان َ عَمَى رَد ِّ الْمَظَالِم ِ بِمَك َّة َ وَأَن ْ ال َ يَظْمِم َ أَحَد ٌ إال
مَنَعُوه ُ وَأَخَذُوا لِمْمَظْمُوم ِ حَقَّو ُ , وَكَا َن َ رَسُول ُ المَّو ِ صَمَّى المَّو ُ عَمَيْو ِ وَسَمَّم َ يَوْمَئِذ ٍ مَعَيُم ْ قَبْل َ النُّبُوَّة ِ وَىُو َ ابْن ُ خَمْس ٍ وَعِشْرِين ِ
سَنَة ً فَعَقَدُوا حِمْف َ الْفُضُول ِ فِي دَار ِ عَبْد ِ المَّو ِ بْن ِ جُدْعَان َ , فَقَال َ رَسُول ُ المَّو ِ صَمَّى المَّو ُ عَمَيْوَّوَسَم ًْا لِمْحَال ِ لَقَدم َ ذَاكِر َّ
شَيِدْت ُ فِي دَار ِ عَبْد ِ المَّو ِ بْن ِ جُدْعَان َ حِمْف َ الْفُضُول ِ مَا لَو ْ دُعِيت ُ إلَيْو ِ ألََجَبْت ُ , وَمَا أُحِب ُّ أَن ِلِي بِو ِ حُمْر َ النَّعَم
)ٖٗة الى ان الرسول(صمى اهلل عميو والو وسمم) اكد عمى االبتعاد ع,وىنا اشارة الظالم وان كان من ذوين نصر
اط بو.ع اىميا الثأر واالفرالقربى وىو ابتعاد عن كل السموكيات المرتبطة بيذا الموضو