استدلال علمي بفناء القارتين الأمريكتين ومعظم استراليا من حديث طلوع الشمس من مغربها

استدلال علمي بفناء القارتين الأمريكتين ومعظم استراليا من حديث طلوع الشمس من مغربها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم (( ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين وكذلك نفعل بالمجرمين))
في تفسير السعدي: أي أما أهلكنا المكذبين السابقين ، ثم نتبعهم بإهلاك من كذب من الآخرين ، وهذه سنته السابقة واللاحقة ، في كل مجرم لا بد من عقابه ، فلم لا تعتبرون بما ترون وتسمعون ؟

من هم الأخرين الذين سيتبعهم الله بالهلاك جزاء إفسادهم وإجرامهم في الأرض وهل أهلكهم الله قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. الجواب على هذا السؤال سيتضح إذا استطعنا تحديد الحقبة الزمنية للأقوام الأولى (الأولين) الذين عذبهم الله لكفرهم وإجرامهم.
قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم (( وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (7) فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ ( ))

إذن هنا الأخبار الرباني لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده أن كل الأقوام التي سبقت بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم (بما فيها الأمم التي أهلكها الله بعذابه) كلها تعتبر من أمم الأولين وفي التفسير – قال مجاهد: سنتهم، وقال قتادة: عقوبتهم، وقال غيرهما: عبرتهم: أي جعلناهم عبرة لمن بعدهم من المكذبين أن يصيبهم ما أصابهم، كقوله تعالى: {فجعلناهم سلفاً ومثلاً للآخرين}، وكقوله جلَّت عظمته: {سنة اللّه التي قد خلت في عباده}، وقوله: {ولن تجد لسنة اللّه تبديلاً}.

وبعد هذا التمهيد واقرارنا بأن هناك أقوام من بعد بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سوف يتبعها الله بعذاب كما أهلك الأمم الكافرة المكذبة من قبل نأتي لنقف على علامة من علامات الساعة الكبرى التي تسبق يوم القيامة إنها طلوع الشمس من مغربها. إنها من أشراط الساعة التي ذكرها الله في قرآنه الكريم وعبرها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم, حيث جاء في الحديث الصحيح:

لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت ورآها الناس آمن من عليها ، فذاك حين {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا}

نستدل من هذا الحيث من لفظ "فإذا طلعت ورآها الناس آمن من عليها" الحقيقتين التاليتين:-
1) إن كل البشر الذين يعيشون على وجه الأرض ( ما نسميه بالكرة الأرضية) في ذلك الزمن سوف يرون هذه الآيه وبلا استثناء. أنظر لشرح الباري في صحيح البخاري لأبن حجر العسقلاني (آمن من عليها) أي صدق وأذعن من على الأرض من الناس)

2) إن إيمان الناس كلهم حينئذ متوقف ومبني على فعل الشرط بعد الأداة"فإذا" (التي تسمى لغةً بأداة الشرط أو الفجاءة) وهو الفعل "طلعت". أي أن سبب إيمان كل إنسان على الأرض حينئذ مقيد بحدثٍ ما هو أنه يتفاجأ وهو في ظلمة الليل بطلوع الشمس من مغربها على خلاف المألوف. وإلا فما معنى كلمة "طلعت" إن لم يكن المرء أساساً في ظلمة الليل , هل يعقل أن تطلع الشمس وهي أصلاً طالعة والناس في وقت النهار

من المعلوم أنه في أي زمن كان فإن نصف الكرة الأرضية يكون معرضاُ لضوء الشمس وهو في النهار, ونصفه الآخر المقابل في الليل لأن ضوء الشمس محجوب عنه و نتيجة لدوران الأرض حول محوره يتعاقب الليل على البلاد التي فيها النهار والنهار على البلاد التي فيها الليل.
قال تعالى بسم الرحمن الرحيم ((تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ))
وبالنظر الحقيقتين اللتين ذكرناهما فإن النصف فقط من الكرة الأرضية التي ضوء الشمس محجوب عنها (أي أنها في الليل) سوف تحدث فيها ظاهرة طلوع الشمس من المغرب .فإذا ما قدر الله أن يحين ذلك الموعد فإن الأرض سوف تدور حول محورها بعكس حركتها الحالية (أي أنها سوف تدور باتجاه عقرب الساعة) , وهذا الدوران العكسي سوف يسبب أن تكون آخر البلدان التي دخلت في عتمة الليل هي أولى البلدان التي تطلع عليها الشمس لكن من مغربها. بينما تكون البلاد التي انغمست في الظلمة من قبل وهي قاب قوسين من ولادة الفجر هي آخر البلدان التي تطلع عليها الشمس من المغرب.

وماذا عن النصف الثاني من الكرة الأرضية التي لم تكن في الليل بل في النهار أي أنها معرضة لأشعة الشمس , هذا النصف يكون الشمس أصلاً فيها طالعة ومرتفعة في السماء بقليل (وقت الصباح) أو في وسط السماء (وقت الظهر) أو مائلة إلى الغروب (وقت العصر). فعندما يحين موعود الله بحدوث هذه العلامة المهيبة فإنه كما قلنا فإن الأرض سوف تدور حول محورها بعكس اتجاهها السابق. وهذا الدوران العكسي سوف يجعل الشمس في البلدان التي فيها وقت الصباح أن تنخفض لتغرب من حيث أشرقت والتي في وقت الظهر تنخفض الى جهة المشرق لا المغرب , والبلدان التي فيها وقت العصر أو الشمس مقتربة إلى الغروب فإن الحركة العكسية سوف تجعلها ترتفع إلى وسط السماء.

أظن الآن قد توضح للقارئ الكريم ما أردت أن أصل إليه. إن كل مسلم صحيح العقيدة يؤمن بأشراط الساعة.. ويؤمن أن من أشراطها الكبرى أن في وقت يعلمه الله وحده فإن كل من على الأرض (كما قال الإمام العسقلاني في شرحه) سيرى طلوع الشمس من مغربها فيؤمن, بينما لا تحتمل النصوص الصريحة المنقولة عن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أي دلالة بأن بعض الناس يرون ظاهرة غروب الشمس في مشرقها فيؤمنوا. وهذا يعني أن كل من على الأرض حينها يكون موجوداً وبعيش في النصف فقط من الكرة الأرضية, بينما لاوجود لأحد من البشر (غير مأهول مطلقاُ بالسكان) على النصف الثاني المقابل من الكرة الأرضية. بقي السؤال إذن أي الشعوب والبلدان التي مناطقها مجتمعة تمثل (بالنسبة لخطوط الطول) نصف الكرة الأرضية المأهولة بالسكان يومئذ ,وأي الشعوب والبلدان التي سكانها سوف يختفون (بسبب يعلمه الله وحده) والتي سوف تمثل يومئذ مجتمعة نصف الكرة الأرضية الغير مأهولة بالسكان ؟؟؟

إن انعدام الحياة في وقت ما (قبل حدوث هذه الإمارة االعظيمة من أشراط الساعة الكبرى) في أي نصف من الكرة الأرضية (لاحظ يا أخي الكريم أنه من الناحية الهندسية وتحديداُ بما يسمى الهندسة المجسمة فإنه يكمنك أن تحصل على عدد كبير من الأنصاف المتقابلة للكرة الأرضية) يعني موت الملايين من البشربل ربما بما يفوق المليار والمليارين. ولو رجعنا الى التمهيد في بداية الموضوع لترجح لدينا أن العذاب الذي وعد الله سبحانه للمجرمين الآخرين هو الذي يجعل نصفاُ ما من الكرة الأرضية يهلك السكان القاطنين فيها بنسبة تقارب مائة بالمائة .
ومن جهة ثانية فرجوعنا إلى حديث رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والذي نصه في صحيح مسلم: سألت ربي ثلاثا ، فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة ، سألت ربي : أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها ، وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها ، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها. فإن هذا الحديث يدلل أن أمة الإسلام لايعذبها الله بالغرق والقحط والجدب وغيرها كما أهلك الأمم السابقة أي إن الله رحمها من عذاب الإستئصال. لكن الأمم الأخرى غير مشمولة بهذا الإستثناء والفضل الرباني هذا, بل سيعذب من يشاء سبحانه وتعالى بعذاب الإستئصال كما أهلك الأمم المجرمة من الأولين. إذن ومن خلال رحمة الله بأمة الإسلام فإن نصف الكرة الأرضية المأهولة بالسكان والتي ستطلع عليها الشمس من المغرب تضم بإذن الله ورحمته البلدان التي شعوبها تدين غالبيتها بالإسلام , وهي تمتد من أقص شرق أندوسيا شرقاً(بخط طول 130 شرقً كرينج) إلى المغرب والبلدان الإسلامية في الساحل الغربي الأفريقي غرباً (بخط طول 20 غرب كرينج). أي أن هذا النصف هي البلدان التي يسمونها ببلدان العالم القديم , بينما النصف الثاني التي تضم القارتين الأمريكتين ومعظم قارة استراليا سوف تكون غير آهلة بالسكان ولايقطنها أي أحد من البشر حينئذ.

وأخيراً اخوتي الكرام فإني أضع موضوعي هذا للنقاش كي تتلاقح الأفكار ويقوم الخطأ بالفكرة السديدة والدليل الذي غاب عن الذهن من الكتاب والسنة, فالصواب من الله وما جاء في كتابه وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم و الخطأ من نفسي الضعيفة الخاطئة والله ولي التوفيق.

الإثنين	الثلاثاء	الأربعاء	الخميس	الجمعة	السبت	الأحد
		1	2	3	4	5
6	7	8	9	10	11	12
13	14	15	16	17	18	19
20	21	22	23	24	25	26
27	28	29	30	31

مرحبا بكم فى منتدى موقع قبيلة البديرالعام للشيخ شوقي جبارالبديري

استدلال علمي بفناء القارتين الأمريكتين ومعظم استراليا من حديث طلوع الشمس من مغربها

استدلال علمي بفناء القارتين الأمريكتين ومعظم استراليا من حديث طلوع الشمس من مغربها