المرجع المدرسي: الكتل السياسية مسئولة أمام الله في ترشيح الأصلح لمجالس المحافظات.

المرجع المدرسي: الكتل السياسية مسئولة أمام الله في ترشيح الأصلح لمجالس المحافظات.


منذ أن يولد الإنسان والى نهاية حياته يمر بمنعطفات شتى، وخلال كل هذه المنعطفات يلقى الله سبحانه المسؤولية على عاتقه، وهي مسؤولية فردية وجماعية، فقد جعله مسؤولاً عن نفسه وعن كل ما يصدر عنه من قول أول فعل ومسؤولاً أمام الله ومحاسبا بين يدي الله يوم العدل والجزاء، ونرى أن القرآن الكريم يوضح لنا بأن الإنسان يسأل عن كل شيء صدر منه (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا)، هذه المسؤولية تلازمه وتلاحقه وتكون ليس فقط في أيام حياته، بل ومنذ أول ساعات دفنه حينما يحضرانه الملكان ويسألانه ماذا عملت؟ فيتعجب لذلك الكتاب الذي دوّن كل شيء في حياته، أحصى عليه حتى لمحات عينه ورمشات أهدابه ووساوس قلبه.

إن روح المسؤولية والإحساس بها يجب أن ينبع من داخل الذات، فيجب أن يحاسب الإنسان نفسه ويشعرها بالمسؤولية الذاتية، ومن المسؤوليات الأساسية للإنسان انه يجب أن يكون (قوّاماً لله) طوال حياته، وهذا القيام قد يكون مرة ضد الكافرين والظالمين ومن اجل مقاومة طاغية أو تغيير نظام حكم أو مواجهة عدو كما قام الإمام الحسين عليه السلام ضد أعداء الدين ونهض وتحمل المسؤولية في سبيل الله، ومرة قد يكون لعمل خير كبناء مدرسة أو بناء مستشفى أو إصلاح طريق، فالقيام لله يعني النهوض وحمل راية الإصلاح لأي وضع سلبي في المجتمع .

فقد جعل الله الفرد مسئولاً عن نفسه وعمله، كما جعله مسئولاً عن الآخرين، وحمله مسؤولية الإصلاح ومقاومة كل أنواع الفساد الأخلاقي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي، فالكل مسئولون وإذا تأخر بعضهم عن مسؤوليته وسكت ولم يتحمل واجبه في الإصلاح ومقاومة الفساد .

اليوم نحن نقترب شيئا فشيئا من انتخابات مجالس المحافظات فالمسؤولية الشرعية في هذه الانتخابات تحتم علينا اختيار الشخص المناسب لتولي منصب عضوية المجلس، فعلى الكتل السياسية الابتعاد عن المصالح الشخصية والفئوية والبحث عن الأكفأ والأصلح، لان هذا امتحان وفتنة فعلى الكتل السياسية أن تجلس وتفكر في مسؤوليتها أمام الله وترشح الشخص الذي يصلح لهذا المنصب .

ومثلما المرشح مسؤول أمام الله سبحانه كذلك الناخبون أيضاً يجب أن يفكروا ويبحثوا جيداً عن الأصلح، وإذا وجدوا شخص يصلح لان يكون عضوا لكنه لم يرشح نفسه فعليهم دعوته لخوض الانتخابات والوقوف إلى جنبه لأنه واجب شرعي .

كذلك على المرجعيات الدينية وأهل العلم والمعرفة القيام بدورهم والدخول للساحة وليس من الضرورة أن يكون هذا الدور ظاهري ومباشر، إنما غير مباشر، فلا ينبغي لهم السكوت على الخطأ لان المسؤولية ملقاة على عاتق الجميع وعلى كل فرد تحملها.

فلنستثمر الزمن ولنحسن توظيف طاقات الإنسان فمن غير المسموح لأفراد المجتمع أن يتكل بعضهم على بعض في القيام بالأعمال ذات الطبيعة الجماعية.