العلامه المرحوم السيد راضي الشوكي رضوان الله عليه

بسم الله الرحمن الرحيم
أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون صدق الله العلي العظيم
تمر علينا هذه الايام ذكرى اليمه على قلوبنا وهي الذكرى السنويه لوفاة العلامه المرحوم السيد راضي الشوكي رضوان الله عليه والتي تصادف السابع والعشرون من الشهر الخامس وكان ذالك قبل ٢٠عام اي في سنة ١٩٩٧ ولهذه المناسبه ومن واجب الوفاء وعرفان بالجميل لهذه الشخصيه لابد لنا ان نعطي الرجل بعض ما نستطيع ان نتذكره في تلك الفتره المهمه التي خدم بها اهالي ناحية الفجر .
كان المرحوم السيد راضي الشوكي رحمة الله عليه وكيلا للمرجعيه في ناحية الفجر في بداية التسعينات وبالتحديد وكيلا للسيد الخوئي وبعد وفاة السيد الخوئي وتصدي السيد الشهيد الصدر قدس سره للمرجعيه اصبح وكيلا عنه ايظا .
التقيت السيد لاول مره في العام ١٩٩٣ ومنذ ذالك التاريخ اخذت بالتردد عليه في مجلسه في الحسينيه القديمه الملاصقه لداره والتي اصبحت بعد ذالك بأسمه كما كنت اصلي خلفه باستمرار ونتيجة ذالك تعرفت عليه عن قرب واود ان اذكر بعضا من صفاته وما قام به من خدمه لأهالي ناحية الفجر .
* لقد كان إنسان بسيطا متواضعا يحمل اخلاقا عاليه جدا قل نظيرها يسلم على الجميع صغيرا وكبيرا غنيا وفقيرا ويستقبل الجميع برحابة صدر وببتسامه وترحيب ولم يفرق بين احد وأخر ويتعامل مع الجميع على حد سواء وكان يسأل كل من يلتقيبه عن الحال والاحوال والعائله صغيرا وكبيرا يستقبل الناس في بيته وديوانه ويقوم بواجب الضيافه بنفسه رغم كبر سنه ووضعه الصحي.
* يشارك اهال الفجرفي جميع مناسباتهم الاجتماعيه في الاحزان والافراح ويتفقد الناس ويسأل عن المريض ويزوره وكان هذا النشاط يشمل المدينه وريفها وكذالك بعض المدن المجاوره مثل القلعه والرفاعي والحي .كان محبوبا لدى الجميع علاقته مع جميع طبقات المجتمع جيده يحترمه الكل حتى البعيدين عن الجامع له علاقات جيده مع رؤساء العشائر والوجهاء وهذا ما جعل له تأثيرا كبير في حل المشاكل والمنازعات بين العشائر في المنطقه والمدن المجاوره .ويبذل جهودا كبيره في هذا المجال على حساب راحته وصحته.
* لم يغلق بابه ابدا امام الناس وفي كل الاوقات ليلا نهارا يقضي حاجات الناس برحابة صدر.
هذا جزء بسيط في نشاطه الاجتماعي.
اما في الجانب الديني كان يقوم بواجبه الشرعي والديني على اتم وجه اذ نراه يحرص بشكل كبير على صلاة الجماعه في كل الاوقات ويلقي المحاضرات في المسجد بعد الصلاة ويستمع الاسئله ويجيب عليها لم يترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر رغم التقيه الشديده ومضايقات اجزهة النظام المقبور.
كان يقوم بأحياء منسبات اهل البيت عليهم السلام قدر ما يستطيع وخاصتا ايام محرم ويقيم المجالس بنفسه ويتحمل الكثير من التبعات .
* قام ببناء حسينية الامام علي ع وهي اول حسينيه تبنى في الفجر وتحمل الكثير من المتاعب من جمع للاموال من داخل وخارج الفجر بالتعاون مع المؤمنين من اهالي الفجر وكان انجازا مهما وكبيرا لحاجة المدينه له في تلك الفتره .اذ اقيمة فيها المجالس الحسينيه بعد اكمالها مباشرتا وقام بجلب الخطباء . وكذالك اخذت تقام فيها مجالس الفاتحه .
* له الفضل الكبير في توعية الناس وخاصه الشباب بمعرفة امور الدين ومعرفة العلماء والتقليد وفق الاسس الشرعيه الصحيحه .
* علاقته بمرجعية السيد الشهيد الصدر قدس سره لقد كان وكيلا للسيد الصدر قبل ان يقلده وفي بداية عام ١٩٩٤ في احد الايام بعد صلاة الظهر صعد المنبر وقال اريد ان ابرء ذمتي امام الله واعلن بأن السيد الصدر هو اعلم العلماء وعلن عن عدوله الى تقليد السيد وبلغ المؤمنين بأن الخيار لكم ان تبحثوا في هذا المجال وقد عدل عدد من المؤمنين الى تقليد السيد الشهيد وبعد ذالك اخذ الأتجاه نحوا التديين ينتشر بين الشباب واخذت الناس تذهب الى الزيارات بشكل كبير بالرغم من المراقبه والمنع وكان هو اول من يذهب لزيارة الامام الحسين عليه السلام .
* لقد بذل المرحوم السيد راضي الشوكي رضوان الله عليه الكثير من وقته وراحته وصحته من اجل اصلاح المجتمع في ناحية الفجر الذي كان يعاني في تلك الفتره من ظلم البعثيين وكثره الظواهر السلبيه .وقد
اثرت هذه الجهود الكبيره والحرب النفسيه من قبل امن صدام على حالته الصحيه مما عرضه الى ازمات صحيه متكرره وكان اخرها الازمه القلبيه الحاده التي ادخلته المستشفى وبقي في المستشفى عدة ايام بعدها انتقل الى ربه راضيا مرضيا عن عمر لم يتجاوز ٥٥ عام سلام عليه يوم ولد ويوم توفي ويوم يبعث حيا .اللهم ارحمه برحمتك الواسعه وادخله فسيح جناتك يا ارحم الراحمين.
وبهذه المناسبه نقدم العزاء الى انفسنا اولا والى محبيه والى اهله وذويه جميعا وبالخصوص الى ولده سماحة السيد ضياء الشوكي رعاه الله الذي كان نعم الخلف وادى واكمل بجداره ما بناه والده نسأل الله عز وجل ان يوفقه ويحفظه بحفظه وان يجعلنا ممن يرد الجميل بأحسن مايكون والحمد الله رب العالمين
ابو حيدر